اتيان صقر – ابو ارز: الاتفاق السعودي الايراني وإنعكاساته على المنطقة

150

الاتفاق السعودي الايراني وإنعكاساته على المنطقة
اتيان صقر- ابو ارز/29 آذار/2023
بيان صادر عن حزب حراس الارز – حركة القومية اللبنانية

احتل الاتفاق السعودي الإيراني عناوين الاخبار المحلية والاقليمية والدولية، ولا يزال يتفاعل الى اليوم، وربما لسنواتٍ قادمة نظراً لأهميته وتداعياته على مجريات الاحداث في منطقة الشرق الأوسط عامةً ولبنان خاصةً.

ان اهمية هذا الإتفاق، اذا نجح، لا تكمن فقط في إجراء مصالحة بين دولتين اقليميتين كبيرتيين، امتد صراعهما لاكثر من اربعة عقود واشعل النار في عددٍ من دول الإقليم؛ بل ايضاً لانه تم برعاية الصين التي دخلت منذ الآن الى هذه المنطقة من الباب العريض، وقد تصبح من اليوم وصاعداً لاعباً اساسياً في هندسة سياسات دول الشرق الاوسط، وجهاً لوجه مع الولايات المتحدة الاميركية وحلافائها الاوروبيين.

اما تدعيات هذا الإتفاق، اذا نجح، فنلخصها كالتالي:
١- الانعكاس الإيجابي الأول سيكون برأينا على الساحة اليمنية التي تشكل الخاصرة الرخوة للمملكة السعودية، وسيعمل الفريقان المتصالحان على ايجاد تسوية ما للصراع القائم هناك منذ العام ٢٠١٤ والذي كلّف آلاف القتلى وملايين النازحين ومليارات الدولارات.

٢- ان دولة الامارات العربية ومملكة البحرين سيكون لهما النصيب التالي في معالجة الخلاف المزمن القائم بينهما وبين ايران على خلفية الجزر المتنازع عليها اي جزيرة ابو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى.

٣- اما العراق فسينال هو الآخر نصيبه من الاستقرار في حال رفعت ايران يدها عنه ووافقت على حل ميليشيات الحشد الشعبي وتجريدها من سلاحها.

٤- سوريا هي الاخرى قد تدخل في فلك محادثات السلام السعودية -الايرانية سيما وان العرب قرروا العودة بقوة الى هذه الدولة ومساعدتها لتحسين اوضعها الإقتصادية المنهارة، والبدء ربما بورشة إعادة إعمار ما هدّمته الحرب الاهلية.

اما لبنان فيأتي، على ما يبدو في آخر إهتمامات العواصم الدولية والاقليمية:
اولاً، لأن لا احد يدعم بلداً يحكمه لصوص،
ثانياً، لا احد يساعد شعباً لا يساعد نفسه،
ثالثاً، لان جميع المهتمين بالشأن اللبناني “هشلوا” من لبنان يأساً من ازماته المستعصية، وقرفاً من التعامل مع عصابات حاكمة هي الأشد فساداً ونفاقاً على وجه هذا الكوكب،
رابعاً، لان ايران قد لا توعز الى صنيعتها “حزب الله” بالتخلي عن سلاحه لصالح الدولة اللبنانية بحجة ان هذا الحزب يشكل رأس الحربة في محور الممانعة في مواجهة إسرائيل وتحقيق مشروعه القائم على تحرير “فلسطين”، وهي الحُجة التي اختبأ وراءَها منذ نشأته الى اليوم.

إن هذه التوقعات قد تصح أو تُخطئ تبعاً لقدرة الصين على تجاوز المطبّات الكثيرة التي تعترض طريق هذا الإتفاق، وقدرة الولايات المتحدة على تعطيله، سيما وإن الخلافات السعودية-الإيرانية معقّدة ومزمنة وعميقة الجذور.

مما تقدم نستنتج ان إنقاذ لبنان لن يأتي من الخارج وبخاصةٍ من العرب حيث لا مصلحة لهم بوقوف لبنان على قدميه من جديد وفقاً للمعادلة التالية:
إن إزدهار لبنان يعني سقوط الخليج، وهذه المعادلة يدركها العرب سراً ولا يبوحون بها جهراً٠

لذلك ندعو شعبنا للإتكال على نفسه في انقاذ وطنه والإعتماد على قواه الذاتية، وهي هائلة إذا ما اقترنت بالإرادة والعزيمة والتصميم, والانطلاقة تكون بالعودة إلى أجواء ١٧ تشرين ٢٠١٩ المجيدة.
لبيك لبنان
اتيان صقر- ابو ارز