د. توفيق هندي/رياض سلامة الشريك في منظومة الفساد

56

رياض سلامة «الشريك» في منظومة الفساد!
د. توفيق هندي/جنوبية/2023
هل رياض سلامة وحده مسؤولاً عن الفساد؟ للإجابة على هذا السؤال يتوجب التعريف عن منظومة الفساد.

منظومة الفساد لها ثلاثة مكونات مترابطة متواصلة فيما بينها:

أولها هي المنظومة السياسية، وهي مؤلفة من الطبقة السياسية المارقة القاتلة الفاسدة، وعلى رأسها ناظمها وحاميها، أقله منذ عام 2006، أي “حزب الله”.

ثانيها هي الدولة العميقة، أي الإدارة والمؤسسات والأجهزة بما فيها القضاء، بأغلبية العاملين فيها من أسفل الهرم إلى أعلاه، حيث تشكل مرتعاً لمحاصصات الطبقة السياسية، وهي تدخل بشراكة دونية معها. ثالثها هي المنظومة المالية، التي يتربع على عرشها رياض سلامة، وتشاركه حاكمية مصرف لبنان، وأغلبية أصحاب المصارف والمسؤولين الكبار فيها.

ثمة تداخل وتبادل خدمات ومصالح بينها، وبين المنظومتين الأولى والثانية. غير أن لسلامة دور محوري في إدارة وتسيير وتسهيل عمليات النهب، التي تقوم بها المكونات الثلاثة لمنظومة الفساد، وهو بالتالي على إطلاع كامل على هذه العمليات. لذا، فإن محاكمته تشكل خطراً ضخماُ على أعضاء المنظومة كافة، وبالتالي لن تدعه “يقع” في مخالب القضاء الأوروبي، وليس بمقدورها التخلص منه، لأنه أخذ كل إحتياطاته من هكذا إمكانية.

فالإدعاء عليه في المحاكم اللبنانية، يشكل السبيل لمنع محاكمته في المحاكم الأوروبية، ويسمح بتحويل مقاضاته إلى قضية مرفأ ثانية.

والخلافات بين «الوزير» و«القائد» تنذر بإنهيار «قوس المحكمة»! فالمشكلة في لبنان الذي يعيش حالة اللادولة، ليست مشكلة قضائية ولا إقتصادية ولا مالية ولا معيشية … فحسب، إنما مشكلة سياسية_وطنية في الأساس، وكل ما تبقى يشكل عوارض لهذه المشكلة الأساس.

فلبنان يعيش في حالة خطر وجودي. والمطلوب تشكيل تجمع من القوى الوازنة الصادقة، تكون عابرة للطوائف والمناطق، لتحقيق هدفين أساسين: الأول هو تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني، الذي يمارسه “حزب الله”، والثاني هو التخلص من الطبقة السياسية المارقة القاتلة الفاسدة، التي تعمل تحت سطوته.