من اكاديمية بشير الجميل/معركة الفياضية بداية النهاية

364

من اكاديمية بشير الجميل/معركة الفياضية… بداية النهاية
Bachir Gemayel Academy/اكاديمية بشير الجميل

اضغط هنا لمشاهدة فيديو (فايسبوك) التقرير
https://www.facebook.com/watch?v=2272976342873944
قبل الخوض في تفاصيل معركة الفياضية في شباط 1978، يجب الإضاءة على كيفية ارتباط احداث هذه المعركة بالتغيرات في المنطقة بعد زيارة السادات الى إسرائيل في تشرين الثاني 1977 وما نتج عنها من تحولات استراتيجية في سياسات المنطقة وموازين القوى فيها، مما حدا بحافظ الأسد الى تغيير استراتيجيته وسياساته في لبنان، ومنها، وبدون مبرر، تغيير نظرته وتصرفاته تجاه المقاومة والجبهة اللبنانيتين. فبدأت الحواجز الثابتة والنقالة في المناطق المسيحية وقد ترافقت مع توقيف المواطنين واهانتهم، وكلها كانت لتنفيذ مخططه بوضع اليد على الورقة اللبنانية بأقسامها الثلاثة، الشرعية والمقاومة اللبنانية ومنظمة التحرير. فأقام السوريون حاجزًا امام ثكنة S.K.S في الاشرفية في 5 شباط 1978 واعتدوا على بيت الكتائب في الحدث واستفزوا المارين على حواجزهم في عين الرمانة وفرن الشباك والشياح، الى ان وصلوا الى إقامة حاجز الريحانية مقابل فوج الاغرار في ثكنة شكري غانم. ونتيجة هذا الحاجز اندلعت معركة الفياضية وما نتج عنها من تداعيات سياسية وعسكرية.
أحداث المعركة:
يوم السابع من شباط عام 1978 نصب جيش الاحتلال السوري حاجزًا امام مبنى الاغرار في ثكنة شكري غانم مفرق الريحانية. وقام هذا الحاجز بتوقيف وتفتيش عناصر من فوج الاغرار كانوا عائدين من التدريب مما أثار غضب قائدهم النقيب سمير الأشقر فذهب الى الحاجز برفقة بعض العسكريين وطلب من الضابط السوري رفع الحاجز ولكنه رفض. وعندها حصل تلاسن وبدأت الاشتباكات وقد تزامنت مع مرور قافلة عسكرية سورية أمام ثكنة الفياضية قامت بفتح النيران على العسكريين وحصل عندها تبادل لإطلاق النار أدى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى في الصفوف السورية. بعدها طوّق الجيش اللبناني المراكز السورية في الفياضية. استنفر السوريون قواتهم واتخذ الامر بضرب الثكنة وتصفية كل من فيها، فطوقوها ووجهوا مدافعهم ودباباتهم من التلال المجاورة المواجهة للثكنة وصبّوا نيرانهم يوم الثامن من شباط على ثكنة شكري غانم حيث كان الضباط تحت قيادة العقيد أنطوان بركات مجتمعين في مكتب العقيد ، وقد نجوا من الموت بأعجوبة رغم ما حصل من دمار كبير فيها. وقد ترافق قصف ثكنة شكري غانم مع قصف المدرسة الحربية ومبنى مغاوير الاغرار. في المقابل وفي محاولة لفك الحصار عن الثكنة، قام عدد من الجنود اللبنانيين بقيادة الملازم اول فارس زيادة بهجوم على السوريين المطوقين للثكنة واوقعوا خسائر في صفوفهم. وفي محاولة من شباب المقاومة اللبنانية لتخفيف الضغط أيضًا، قاموا بالهجوم على المراكز السورية في فرن الشباك وعين الرمانة ونزعوا حواجزهم من نقطة المراية، ونقطة مجلة الحوادث ونقطة الشفرولية، محدثين دمارًا في آليات السوريين الذين ذهب منهم عدد كبير من القتلى. وقد اتصل الدكتور جان غانم (مسؤول في الكتائب-منطقة بعبدا) بطلب من الجيش بقائد ثكنة عين الرمانة الكتائبية الأستاذ ناجي بطرس لتأمين الذخيرة والطعام للعسكريين المحاصرين في الثكنة، وقد تأمن الدعم بواسطة فرقة من الجيش اللبناني وشباب الكتائب بقيادة المقدم إبراهيم طنوس الذين اتخذوا مسار وادي قناطر الزبيدة واوصلوا الامدادات للثكنة مما رفع معنويات الضباط والعسكريين.
بعد ان توقف القصف، اتصل الرئيس السوري حافظ الأسد بالرئيس اللبناني الياس سركيس وطلب منه محاكمة ميدانية للضابطين سمير الأشقر وفارس زيادة واعدامهم، فرفض الرئيس اللبناني. فبدأت الاتصالات الإقليمية والدولية والمفاوضات السياسية لإيقاف القتال والعمل على عدم تمدده لأكثر من جبهة ومنطقة. وقد جرى اتصال بواسطة الضابط غسان حمصي ومن خلاله بالرائد سعد حداد طلبا للدعم في حال توسعت رقعة المواجهات. وأيضا جرى اتصال بالأمريكيين للضغط على سوريا مباشرة او بواسطة بعض الدول العربية وإسرائيل. ونتيجة صمود الجيش والتلاحم بين المقاومة والجيش فك الحصار عن ثكنة شكري غانم الذي استمر شهر ونصف وأطلق سراح سمير الأشقر وفارس زيادة الذين اوقفتهما قيادة الجيش في المستشفى العسكري مدة شهرين.
فمعركة الفياضية كانت بداية المعارك التي امتدت لاحقا لتشمل عين الرمانة، فرن الشباك، الحدث، والاشرفية وكانت نتيجتها طرد الجيش السوري من المناطق المسيحية بعد حرب المئة اليوم.
#معركة_الفياضية
#اكاديمية_بشير_الجميل
#بشير_الجميل
#المقاومة_اللبنانية
#