روابط فيديو وثائقي فرنسي من ٣ حلقات بعنوان حزب الله التحقيق الممنوع/المدن: هكذا اخترق الأميركيون حزب الله وكشفوا تورطه مع كارتيلات كولومبيا

906

“فرانس5″: هكذا اخترق الأميركيون”حزب الله”..وكشفوا “تورطه” مع كارتيلات كولومبيا
المدن/06 شباط/2023

عرضت قناة “فرانس 5″، مساء الأحد، الحلقة الأولى من فيلم وثائقي

 حمل توقيع صوفيا عمارة وجيروم فريتيل، وهو بعنوان “حزب الله والتحقيق الممنوع”. ويمتد الوثائقي على حلقات ثلاث متوافرة في موقع “فرانس تي في” الإلكتروني، وكانت الحلقة الأولى بعنوان “كساندرا أو نبوءة الفوضى”.

ويروي الوثائقي حكاية تأسيس حزب الله، منذ العام 1982، ربطاً بالحرب اللبنانية وتأثراً بالثورة الإسلامية في إيران قبل ذلك بثلاثة أعوام. ويتوسع من هذه النقطة ليشمل محطات أساسية في تاريخ لبنان والمنطقة، سواء خلال الحرب الأهلية وتفجير السفارة الأميركية في بيروت العام 1984، وصولاً إلى تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، وتمدد تأثير الحزب إلى حرب العراق بعد دخول القوات الأميركية، وصولاً إلى سلسلة الاغتيالات في لبنان، لا سيما اغتيال رفيق الحريري، وانفجار مرفأ بيروت الذي، ورغم مرور أكثر من عامين على وقوعه، ما زالت التحقيقات فيه معرقلة ومشلولة.

لكن المفاصل الأكثر لفتاً للانتباه في الوثائقي هي تلك التي تروي حكاية تسلل ضباط أميركيين من “إدارة مكافحة المخدرات الأميركية” DEA، إلى عمق “حزب الله”، وحصولهم على معلومات حساسة، مع تسليط الضوء على ما يقول الوثائقي إنه تورط حزب الله في تجارة المخدرات وتبييض الأموال في أميركا اللاتينية لتمويل عملياته المختلفة في المنطقة.

ويحكي الفيلم قصة ضباط شرطة أميركيين تمكنوا من التسلل إلى كارتيل “حزب الله” لتجارة الكوكايين في كولومبيا. ويقول إنه فيما كان عدد صغير من ضباط “DEA” يتتبعون كارتيلات المخدرات في هذا البلد اللاتيني، أدركوا من التجسس على الاتصالات أن بعض العناصر يتكلمون باللغة العربية، وصودف أن أحد هؤلاء الضباط الأميركيين من أصول لبنانية، فتمكن من تمييز اللهجة الجنوبية. وبحسب فريتيل، استطاع هذا الضابط أن يتسلل إلى الكارتيل كوسيط لتبييض الأموال أولاً، ولتتمكن إثر ذلك إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، وبفضل تحقيق استمر من العام 2005 إلى 2015، من تحديد الهيكلية التنظيمية السرية المسؤولة عن تمويل “حزب الله” عبر تجارة الكوكايين وتبييض الأموال. فيما نفى نعيم قاسم، خلال المقابلة معه في الفيلم، أي علاقة لحزب الله، ليس فقط بتجارة المخدرات التي يعتبرها حراماً، بل بأي تجارة مهما كانت صغيرة أو كبيرة، لأن أي عمل تجاري معرّض لأن يشوبه الفساد، وهذا ما لا يحتمله الحزب الذي لا يمتلك أصلاً حسابات مصرفية، بحسب قاسم.

ويرد في الوثائقي إسم شكري حرب، الذي تمكن العميل الاستخباراتي اللبناني-الأميركي من اختراقه وكسب ثقته، ثم طلب منه تبييض 20 مليون دولار، فأكد حرب أنه يمكنه فعل ذلك، وقال له حرب في ما بعد أنه يعمل مع “حزب الله”، كما عرف الضابط الأميركي أنه يعمل بغطاء من القيادي في الحزب، عماد مغنية، والذي تم اغتياله لاحقاً في سوريا في 12 شباط/فبراير 2008.

وقال حرب للعميل الأميركي المتخفّي إن أطناناً من الكوكايين تنتقل من الأردن إلى سوريا ثم لبنان. ولا يخفي الضابط الأميركي الذي يظهر في الوثائقي حجم المفاجأة التي مُني بها والأجهزة المعنية عموماً: “وصلنا إلى الصِّلة الفظيعة بين كارتيلات كولومبيا والمنظمة الإرهابية، لطالما ظنّ الجميع إن حزب الله متديّن لدرجة تجعله بعيداً من الارتباط بتهريب المخدرات”.

ومن بين ما رواه ضباط DEA في الوثائقي، صراعاً داخلياً بين الأجهزة الأمنية الأميركية المختلفة في هذا الملف. ويقول أحدهم أنه، بعد اختراق شبكة “حزب الله” المرتبطة بكارتيلات كولومبيا، علموا باجتماع مهم سيتم في العاصمة الأردنية عمّان، وأن هذه كانت ربما الفرصة الذهبية والأخيرة للقضاء عليهم، لكن السفارة الأميركية في عمّان تدخلت وألغت العملية من دون أي توضيح، ما تسبب في إحباط شديد لدي مجموعة DEA المعنية: “كأننا أصبحنا الذبابة في حساء الـCIA، وفوق ذلك باتت حياة عميلنا السري في خطر”.

ويعرّج الفيلم على العراق. وهنا، مجدداً، روى عناصر الاستخبارات الأميركية كيف فوجئوا عندما رصدوا مكالمات هاتفية بين أرقام هواتف في العراق، يعتقدون أنها على صلة بالهجمات على الجنود الأميركيين وبمتفجرات “تحمل توقيع عماد مغنية”، وبين أرقام هواتف في أميركا الجنوبية. استغربوا الأمير كثيراً، كما قالوا، لكنهم وجدوه مستمراً، إلى أن توصلوا إلى أن أموال المخدرات تموّل عمليات “حزب الله” في العراق. ويقول الضابط الأميركي، إنهم للمرة الأولى شعروا بالارتياح، لأنه “بات بالإمكان الآن محاصرة حزب الله عبر تفكيك شبكات تمويله وحصاره بالقانون”. وهكذا، بحسب الحلقة الأولى من الفيلم، نال مكتب DEA الضوء الأخضر أخيراً للبدء بالعمل الجدي، وانطلقت العملية “كساندرا” تيمناً بكاهنة طروادية كانت مكرّسة للإله أبولو الذي جعل قَدَرها أن تنطق بنبوءات حقيقية لكن أحداً لا يصدقها أبداً.

وما إن أعلنت “فرانس 5” عن فيلمها الوثائقي قبل البدء بعرضه، حتى شن مناصرو “حزب الله” وإعلامه، حملة استباقية ضد العمل ومُعدّيه، فاتهمتهم بفبركة الملفات من دون التواصل معهم أو التأكد من المحتوى. وركز مهاجمون على سيرة صوفيا عمارة، وهي صحافية ومخرجة أفلام فرنسية من أصول مغربية، أنتجت أعمالاً وأفلاماً وثائقية عن الحرب السورية ومناهضة نظام بشار الأسد، وأخرى عن “داعش” والإرهاب. علماً أن الحلقة الأولى تضمنت مقابلات مع مقاتلين قدامى ومع نائب أمين عام الحزب، نعيم قاسم.

وفي مقابلة مع قناة “تي في 5 موند أنفو”، أكد القائمون على العمل أن الفيلم استغرق عامين من التحقيقات في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا، وعشرات المقابلات الصحافية، ليروي قصة تحقيق لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية استمر 10 سنوات وكشف عن كارتيل “حزب الله” لتجارة الكوكايين في كولومبيا. وفي الفيلم، يروي ضباط مخابرات أميركيون كيف تسللوا إلى عمق حزب الله وحصلوا على معلومات حساسة للغاية وأقنعوا قادة كبار في الحزب بالحديث إلى الكاميرات. ولعل أكثر ما أثار حفيظة أنصار “حزب الله” هو ما يقدمه الفيلم على أنه سبق خطير حققته أجهزة استخباراتية أميركية باختراق مستويات عالية داخل الحزب، وتقديمه على أنه “مافيا” تجمع جزءاً كبيراً من تمويلها من خلال الجريمة المنظمة.

لكن يبدو أن الفيلم بقي طي الأدراج لفترة، لأن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، أرادت تخفيف الضغط عن إيران الراعي الأول للحزب، بغية إبرام الاتفاق النووي العام 2015.

وتقول عمارة في مقابلة “تي في 5 موند أنفو”، إن “حزب الله” لطالما اعتمد منذ نشأته على دعم وتمويل إيران، غير أن العقوبات التي استهدفت طهران وتوسيع الحزب عملياته خارج الحدود لا سيما في اليمن وسوريا، دفعاه أيضاً إلى توسيع نشاطاته خارجاً بحثاً عن التمويل، وبمساعدة المجتمع الشيعي اللبناني (البيئة الحاضنة للحزب) المنتشرة في العالم، خصوصاً في أفريقيا وأميركا اللاتينية.

وثائقي فرنسي من ٣ حلقات، بعنوان “حزب الله، التحقيق الممنوع”
Hezbollah, l’enquête interdite
الحلقة الأولى + ترجمة https://we.tl/t-tpFBxYHBKN
الحلقة الثانية + ترجمة https://we.tl/t-Z70Zfln3Yd
الحلقة الثالثة https://we.tl/t-6bJZP3VE6j