نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة لليوم الأحد 25 أيلول/2022/ الراعي: أي سعي لتعطيل الإستحقاق الرئاسي يهدف إلى إسقاط الجمهورية وإقصاء الدور المسيحي وتحديدا الماروني عن السلطة/عوده: لقرار بانتخاب رئيس يلتف حوله الجميع ويخرج لبنان من الكابوس

71

نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة لليوم الأحد 25 أيلول/2022

Patriarch Al Rahi: Any attempt to disrupt the presidential elections aims to exclude the Maronite role from power/NNA/September 25/2022

Archbishop Aoudi: Calls for a decisive decision to elect a president around whom everyone will rally and bring Lebanon out of the nightmare/LCCC/September 25/2022

البطريرك الراعي: أي سعي لتعطيل الإستحقاق الرئاسي يهدف إلى إسقاط الجمهورية وإقصاء الدور المسيحي وتحديدا الماروني عن السلطة
وطنية /25 أيلول/2022

المطران عوده: لقرار بانتخاب رئيس يلتف حوله الجميع ويخرج لبنان من الكابوس
وطنية /25 أيلول/2022

Patriarch Al Rahi: Any attempt to disrupt the presidential elections aims to exclude the Maronite role from power
NNA/September 25/2022
Maronite Patriarch Beshara Boutros Rahi, warned on Sunday during Sunday Mass service against any attempt to disrupt the presidential elections because it excludes Christians from power. He said: “To block the presidential elections aims to overthrow the republic and exclude the Christian and Maronite role, in particular, from power,” The Patriarch renewed the insistence on the need to form a new government that transcends the equation of political division between March 8 and 14, which represents the popular situation that arose with the October 17 uprising, and with the parliamentary diversity that resulted from the parliamentary uprising and the May 15 elections. “These circumstances require a national, sovereign, inclusive and representative government that guarantee the country’s unity, economic advancement and carry out the required reforms,” he stressed.

Archbishop Aoudi: Calls for a decisive decision to elect a president around whom everyone will rally and bring Lebanon out of the nightmare
LCCC/September 25/2022
Archbishop Elias Aoudi, in his sermon today stated that “failure in our country only leads to more failure. Successful people have left the country, looking for opportunities to escape corruption and collapse, and invest their talents in places that respect their abilities. What we have achieved in Lebanon is because no one learns from failure or from those who have failed. And the evidence is that no one is trying to address the fault points and the foci of failure: the failure to address the electricity crisis that is intractable to the Lebanese alone, the failure to address financial and economic problems, the deterioration of living conditions, the problems of roads and traffic safety, the slow implementation of the necessary reforms, the fight against waste and corruption, and the development of a financial plan that guarantees the return of citizens’ money . All these difficulties are taking place, in addition to the most important problem, which is the forming a government that takes charge of removing the country from what is in it, and electing a president for the republic within the deadline specified in the constitution. Aoudi applauded them, and hoped well for them and added that, these officials, if they are really responsible, should cry out with the apostle Peter: Lord, we have toiled all night and caught nothing. They should cast their care on the Lord, who enlightens their ways and turns evil away from the people through them, if they follow the commandments . Delays, hesitation, and failure to take the necessary decisions in a timely manner only reap the sufferings of the people. We need courage in order to overcome the ego and find a radical solution, and a decision to elect a president around whom everyone will rally to get Lebanon out of the nightmare, and work to preserve its sovereignty, independence and stability, invoking the constitution and applying the laws, even at the expense of their interests and pride. He concluded: “Our call today is to cast our nets wherever the Lord inspires us. We must silence our passions and interests, as Peter did, and follow the Lord’s commandments, and then our fruits will be abundant.”

البطريرك الراعي: أي سعي لتعطيل الإستحقاق الرئاسي يهدف إلى إسقاط الجمهورية وإقصاء الدور المسيحي وتحديدا الماروني عن السلطة
وطنية /25 أيلول/2022
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه القيم البطريركي في الديمان الاب طوني الآغا والأب نادر نادر، في حضور جمع من المؤمنين.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: “ويكرز بإنجيل الملكوت في المسكونة كلها … وحينئذ تأتي النهاية” (متى 24: 14). وقال: “عندما كلم يسوع تلاميذه عن خراب هيكل أورشليم، فهموا أن بذلك تكون نهاية العالم ومجيء المسيح الثاني بالمجد. فسألوه متى يكون خراب الهيكل وما هي علامة مجيئك ونهاية العالم؟ (راجع متى 24: 3). لم يجبهم يسوع على هذه الأسئلة الثلاثة، بل نبههم عن المخاطر والضيقات والحروب والمجاعات والخيانات والبغض والإنقسامات وجفاف المحبة في القلوب، وتعليم المضللين الذين سماهم المسحاء الكذبة. ودعاهم إلى الصمود بالصبر من أجل الخلاص. وأنهى بالجواب الأساس وهو: وجوب الكرازة بإنجيل الملكوت في المسكونة كلها، شهادة لجميع الأمم، وحينئذ تكون النهاية( متى 24: 14). ما يعني أن العالم بحاجة إلى إنجيل المسيح لكي تنتشر ثقافة المحبة والأخوة والسلام بين جميع الشعوب. فإن الله لا يريد هلاك البشر بل خلاصهم ومعرفة الحقيقة (راجع 1 تيموتاوس 2: 4). يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، فأرحب بكم جميعا، وبخاصة بمؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري التي أنشأتها زوجته السيدة ليا لذكراه وذكرى شهداء الجيش اللبناني، تحت شعار: “لله رجال، إن هم أرادوا، أراد”. نحييها مع أولادها الأربعة ومعاونيها. تعنى المؤسسة كما تعلمون بأطفال شهداء الجيش وعائلاتهم، فتقوم بنشاطات لصالحهم من مثل السفر إلى الخارج وتنظيم رحلات ومخيمات ترفيهية، ودورات تثقيفية وجوقة تراتيل وأغانيهذه الجوقة تحيي هذا القداس اليوم، بالإضافة إلى إنشاء حدائق عامة، وتجهيز قاعات في ثكنات عسكرية. وأنشأت لها فرعا في إيطاليا للتبادل الثقافي والحضاري. بارك الله هذه المؤسسة وحمى جيشنا اللبناني وسائر الاجهزة العسكرية، ورحم الله شهداءه، وآسى عائلاتهم، وشملهم بنعمة عنايته الإلهية. يدعونا الرب يسوع في إنجيل اليوم لندرك أن المصاعب والمحن في هذه الحياة عابرة، وتقتضي منا الصمود بوجهها بالصبر. فيؤكد لنا صريحا: من يصبر إلى المنتهى يخلص (متى 24: 13). لكننا نعلم أنه يعضدنا بنعمته. ويدعونا لنميز صوته وصوت الكنيسة من أصوات المسحاء الكذبة الذين يضلون الناس بتعليمهم المضاد للإنجيل ولتعليم الكنيسة التي هي المؤتمنة وحدهاعلى التعليم الصحيح”.
وتابع: “تمت نبوءة يسوع عن خراب هيكل أورشليم على يد الرومان سنة 70. ولم يبق منه سوى حائط المبكى. ولم يعد بإمكان اليهود بناؤه من جديد حتى يومنا. ذلك أنه فقد مبرر وجوده بعدما قتل يسوع هذا الشعب رب الهيكل. وبالتالي انتزعت من اليهود الخدم الثلاث: النبوءة والكهنوت والملوكية وأعطيت للكنيسة. أما الهيكل الحقيقي الذي يريده الله فهو الإنسان، على ما قال القديس إيلاريون أسقف بواتييه “إن الرب يسوع يؤكد بجوابه وجوب هدم كل شيء في الهيكل وتدمير حجارة الأساسات وبعثرتها، لأن هيكلا أبديا سيكرس للروح القدس، وهذا الهيكل الأبدي هو الإنسان الذي يستحق أن يكون سكنى الله”.
مجتمعنا اللبناني يحتاج إلى ثقافة الإنجيل، إنجيل المحبة والأخوة والعدالة والسلام، إنجيل قدسية الحياة البشرية وكرامتها، إنجيل النور لهداية ضمائر المسؤولين عندنا. فنتساءل: بأي راحة ضمير، ونحن في نهاية الشهر الأول من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، والمجلس النيابي لم يدع بعد إلى إي جلسة لانتخاب رئيس جديد، فيما العالم يشهد تطورات هامة وطلائع موازين قوى جديدة من شأنها أن تؤثر على المنطقة ولبنان؟ صحيح أن التوافق الداخلي على رئيس فكرة حميدة، لكن الأولوية تبقى للآلية الديمقراطية واحترام المواعيد، إذ إن انتظار التوافق سيف ذو حدين، خصوصا أن معالم هذا التوافق لم تلح بعد. إن انتخاب الرئيس شرط حيوي لتبقى الجمهورية ولا تنزلق في واقع التفتت الذي ألم بدول محيطة. لا يوجد ألف طريق للخلاص الوطني والمحافظة على وحدة لبنان بل طريق واحد، هو انتخاب رئيس للجمهورية بالاقتراع لا بالاجتهاد، وبدون التفاف على هذا الاستحقاق المصيري. إن الدساتير وضعت لانتخاب رئيس للجمهورية، لا لإحداث شغور رئاسي. فهل الشغور صار عندنا استحقاقا دستوريا، لا الانتخاب؟”.
أضاف: “لبنان يحتاج اليوم لكي ينهض حيا إلى حكومة جديدة تخرج عن معادلة الإنقسام السياسي القديم بين 8 و 14 آذار، وتمثل الحالة الشعبية التي برزت مع انتفاضة 17 تشرين، ومع التنوع البرلماني الذي أفرزته الانتخابات النيابية 15 أيار الماضي. إن الظروف تتطلب حكومة وطنية سيادية جامعة تحظى بصفة تمثيلية توفر لها القدرة على ضمان وحدة البلاد، والنهوض الإقتصادي، وإجراء الإصلاحات المطلوبة. فلا يمكن والحالة هذه أن تبقى الحكومة حكومة فئوية يقتصر التمثيل فيها على محور سياسي يتواصل مع محور إقليمي. ولا تستقيم الدولة مع بقاء حكومة مستقيلة، ولا مع حكومة مرممة، ولا مع شغور رئاسي، لأن ذلك جريمة سياسية وطنية وكيانية. إن أي سعي لتعطيل الإستحقاق الرئاسي إنما يهدف إلى إسقاط الجمهورية من جهة، ومن جهة أخرى إقصاء الدور المسيحي، والماروني تحديدا عن السلطة من جهة أخرى، فيما نحن آباء هذه الجمهورية ورواد الشراكة الوطنية. لذا، إذا كان طبيعيا من الناحية الدستورية أن تملأ حكومة مكتملة الصلاحيات الشغور الرئاسي، فليس طبيعيا على الإطلاق ألا يحصل الاستحقاق الرئاسي، وألا تنتقل السلطة من رئيس إلى رئيس. وليس طبيعيا كذلك أن يمنع كل مرة انتخاب رئيس لكي تنتقل صلاحياته كل مرة إلى مجلس الوزراء. فهل أصبح الاستحقاق الرئاسي لزوم ما لا يلزم؟ لا، بل هو واجب الوجوب لئلا ندخل في مغامرات صارت خلف الأبواب.
لماذا يفضل البعض تسليم البلاد إلى حكومة مستقيلة أو مرممة على انتخاب رئيس جديد قادر على قيادة البلاد بالأصالة؟ ألا يعني هذا أن هناك من يريد تغيير النظام والدستور، وخلق تنافس مصطنع بين رئاسة الجمهورية ورئاسةالحكومة، فيما المشكلة هي في مكان آخر وبين أطراف آخرين؟ ونسأل: من يستطيع أن يقدم سببا موجبا واحدا لعدم انتخاب رئيس للجمهورية؟”.
وقال: “ألم تجر الانتخابات النيابية منذ أشهر قليلة وفاز نواب متأهبين لانتخاب رئيس؟ ألا يوجد حشد من المرشحين ينتمون إلى كل الاتجاهات والمواصفات؟ ألا تستلزم الحياة الدستورية والميثاقية والوطنية انتخاب رئيس يستكمل بنية النظام الديمقراطي؟ ألا يستدعي إنقاذ لبنان وجود رئيس جديد يحي العلاقات الجيدة مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية؟ ألا يستوجب التفاوض مع المجتمع الدولي وعقد اتفاقات ثنائية أو جماعية انتخاب رئيس؟ ألا تقتضي الأصول أن يلبي لبنان نداءات قادة العالم لانتخاب رئيس يقود المصالحة الوطنية، ويرمم وحدة البلاد؟ ألا يحتمل أن يؤدي عدم انتخاب رئيس إلى أخطار أمنية واضطرابات سياسية وشلل دستوري؟ تمارس قوى سياسية هذا الأداء التدميري على صعيدي تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيما أمست المآسي خبز اللبنانيين اليومي. لقد هالنا غرق عشرات الأشخاص في البحر، وهم يستقلون زوارق غير صالحة لعبور البحار مسافات طويلة. لكن سوء الأحوال دفع بهم إلى الهرب والهجرة بأي ثمن. إن البحث عن الحياة يؤدي أحيانا إلى الموت. والأخطر من ذلك أن مأساة الأمس ليست الأولى، فأين الإجراءات الأمنية الرادعة التي اتخذتها الدولة لمنع انطلاق زوارق الموت؟ الدولة مسؤولة عن هذه المآسي لتقاعصها عن إنهاض البلاد من الأزمة الإقتصادية والمالية والإجتماعية. إنا معكم نعرب عن تعازينا القلبية لعائلات الضحايا، ونسأل الله أن يعزي قلوبهم بوافر رحمته. ونرى من جهة أخرى بعض المودعين يقومون بعمليات لاستعادة أموالهم مباشرة وبالقوة لأن الدولة أهملت المودعين وتخلت عن مسؤولياتها في استثمار مواردها وتغطية ديونها وإفراج شعبها، ولأن المصارف تمادت في تقنين إعطاء المودعين الحد الأدنى من حقوقهم، وبات المواطنون ضحية تقاذف المسؤولية بين الدولة والمصارف”.
وختم الراعي: “إن السلطات السياسية والأمنية مدعوة بالمقابل إلى توفير الحماية للمصارف لتعود وتستأنف عملها، لأن إغلاقها عمل غير جائز. فالمصارف ليست ملك أصحابها فقط، بل هي ملك المودعين والناس والحركة التجارية والاقتصادية أيضا. لكنها تحتاج إلى حماية أمنية لكي تؤدي دورها الحيوي في البلاد؟ إننا بالرجاء نرفع صلاتنا إلى الله لكي ينير الضمائر والقلوب بنور الإنجيل، من أجل العيش بسكينة وهدوء وسلام. له المجد والشكر إلى الأبد. آمين”.

المطران عوده: لقرار بانتخاب رئيس يلتف حوله الجميع ويخرج لبنان من الكابوس
وطنية /25 أيلول/2022
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس. بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: “ليس سهلا أن نرضي الله دون أن نعمل، خصوصا عندما تواجهنا التجارب والمحن. لا يمكننا أن نهرب ونختبئ وننتظر الخلاص، بل علينا أن نجاهد لنكسب الإكليل. لذا، علينا أن نشكر الله على كل ما يحدث لنا، لأننا بواسطته نصل إلى الملكوت السماوي إذا عرفنا كيف نواجه. في إنجيل اليوم، لولا أن الرسول بطرس فشل في اصطياد السمك ليلا، لما نجح في النهار، على حسب ما يقول أحد الآباء القديسين، ولما أعطي بركة المسيح إمتلأت الشباك حتى تخرقت. فالفشل أوصل إلى النجاح، وحيث توقفت القوى البشرية حلت بركة المسيح. بين فشل الليل ونجاح النهار تمت أحداث تظهر كيف يصبح غير المستطاع ممكنا، وكيف يصبح العمل العقيم كثير الثمر”. أضاف: “عرف سمعان بطرس المسيح عن طريق أخيه أندراوس، كما من خلال شفاء حماته. رأى الرب يسوع يشفي المرضى ويخرج الشياطين، لذلك عندما طلب منه المسيح أن يدنو بالسفينة إلى الشاطئ ليكلم الجموع، أطاع حالا. إن تعب الليل والفشل في العمل لم يعيقا استعداده لطاعة الكلمة وخدمتها، حتى إنه جعل أداة عمله الفاشل منبرا للمسيح. هنا يكمن مصدر نجاح النهار، وصيد السمك الوافر. فلو أردنا أن نشير إلى بعض الصفات السامية في تصرف بطرس، لاستطعنا أن نذكر اهتمامه بشخص المسيح، وحسن نيته لسماع كلمته، والطاعة لوصيته. إذا، جمع بطرس معلومات كافية عن شخص المسيح سواء من الآخرين أو من خبرته الشخصية. إنشغل بمجيئه ورغب في الإرتباط به. نستنتج أنه حوى في داخله معاناة جعلته قادرا على إدراك الأمور بشكل صحيح. كان إحساسه الداخلي بالأمور طاهرا، فلم يغرق في الكماليات. حفظ في داخله العطش إلى الله، وبدا هذا العطش أقوى من التعب الجسدي، ومن الفشل في عمله. لقد احتل شخص المسيح مركز حياته”.
وتابع: “كثيرون من المسيحيين اليوم ليست لديهم أشواق روحية تحركهم، ولا يلهبهم التفتيش عن شخص المسيح، بل يعيشون حياة مسيحية عادية. يتممون واجباتهم الدينية بهدف إسكات ضمائرهم، ولكي يتسنى لهم الانشغال بقضايا أخرى يحسبونها جوهرية. هكذا، يبقى البشر في الخطيئة، ساترين إياها بقناع ديني، إذ لا يمكن لأحد أن ينعتق من الخطيئة إلا بتنمية العلاقة الشخصية مع المسيح. الإهتمام بشخص المسيح سر يتحقق في قلب الإنسان، ويمنحه قوة الله التي تتعلق أيضا بتوجهات شخصية الإنسان، وباختياراته الحرة. ارتبط الرسول بطرس بالمسيح لأنه وجد في شخصه ينبوع الحياة. هذه الحياة المعبر عنها بالكلمة جددت كيانه. ذات مرة، عندما ابتعد كثيرون من التلاميذ عن المسيح، إتجه نحو الإثني عشر وسألهم: «ألعلكم أنتم أيضا تريدون أن تمضوا؟” فأجابه بطرس: «يا رب، إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك؟»
وقال: “اختبر بطرس في أقوال المسيح الإحساس بالحياة الأبدية، لذلك كان عطشه إلى الله عطشا إلى سماع كلمته. هذا العطش دليل الصحة الروحية. يقول القديس غريغوريوس النيصصي: «كما أن الشهية دليل صحة الجسد، كذلك الرغبة في سماع الأقوال الروحية دليل صحة النفس». الأقوال الروحية تغذي القلب ولا تدعه يموت. ويقول القديس باسيليوس الكبير: «كن سامعا للمعاني الصالحة، فحفظها يصون القلب». على المعاني أن تصير مادة ينشغل بها الذهن، ليس لكي يحللها وينسقها، بل ليتمثلها ويسلك بموجبها. من البديهي أن عدم الإستعداد لسماع المعاني الصالحة هو دليل مرض داخلي، وهو من العوارض المشيرة إلى موت القلب. طبعا، يمكن أن يأتي عدم الإستعداد من أسباب عديدة، مثل اليأس الذي يجربنا أحيانا، أو التلهي بالأمور السطحية الزائلة. بعدما أنهى المسيح كلامه من على متن سفينة بطرس، طلب منه أن يبتعد إلى العمق لإلقاء الشباك من أجل الصيد. أراد المسيح أن ترمى الشباك في المياه العميقة، الأمر الذي يتعارض مع خبرة بطرس في مهنته. لكن الكلمة التي سمعها من المسيح، والعجائب التي رآها، أقنعته ألا يعتمد على خبرته البشرية. أطاع الأمر وتخطى نفسه قائلا: «قد تعبنا الليل كله ولم نصطد شيئا، لكن بكلمتك ألقي الشبكة» (لو 5: 5). فأتت البركة وأعطت الطاعة ثمارها، وكانت هذه الطاعة نتيجة الإيمان لا الإكراه، وأظهرت أن غير المستطاع عند الناس ممكن عند الله. هكذا، تختلف الطاعة التي فيها محبة وحرية عن النظام الذي فيه فرض وإجبار. الإنسان يطيع الذي يحبه حقا بحرية. الطاعة في الكنيسة أسلوب علاجي إذ يطيع المؤمن من يقدر أن يشفيه. طاعته اختيار حر يرتبط بمعرفة المرض والرغبة في إيجاد الطبيب”.
أضاف: “الفشل في بلدنا لا يؤدي إلا إلى مزيد من الفشل. الناجحون غادروا البلد، باحثين عن فرص للهرب من الفساد والإنهيار، وتثمير مواهبهم في أماكن تحترم قدراتهم. ما وصلنا إليه في لبنان سببه أن لا أحد يتعلم من الفشل أو ممن فشلوا. والدليل أن لا أحد يحاول معالجة مكامن الخطأ وبؤر الفشل. فشل معالجة أزمة الكهرباء المستعصية على اللبنانيين وحدهم، وفشل معالجة المشاكل المالية والإقتصادية، وتدهور الظروف المعيشية، ومشاكل الطرقات والسلامة المرورية، وبطء تنفيذ الإصلاحات الضرورية، ومكافحة الهدر والفساد، ووضع خطة مالية تضمن إرجاع أموال المواطنين، هذا عدا عن المشكلة الأهم: مشكلة تأليف حكومة تتولى إخراج البلد مما هو فيه، وانتخاب رئيس للجمهورية في المهلة المحددة في الدستور. مسؤولونا لا يضعون كلمة الله أمامهم، ولا يستنيرون بهديها، بل يتبعون أناهم ومصالحهم، والمؤسف أن جزءا كبيرا من الشعب لا يزال يهلل لهم، ويأمل منهم خيرا. على المسؤولين، إن كانوا حقا مسؤولين، أن يصرخوا مع الرسول بطرس: يا رب، قد تعبنا طوال الليل ولم نصطد شيئا. عليهم أن يلقوا همهم على الرب وهو ينير طرقهم ويبعد الشر عن الشعب بواسطتهم، إن تبعوا وصاياه. التأخير والتردد وعدم اتخاذ القرارات الضرورية في الوقت المناسب لا يحصد منها الشعب إلا الآلام، فصبوا زيت الرأفة على المواطنين الذين أثخنوا جراحا وذلا. نحن بحاجة إلى الشجاعة من أجل تخطي الأنا وإيجاد حل جذري، وإلى قرار بانتخاب رئيس يلتف حوله الجميع لإخراج لبنان من الكابوس، والعمل على حفظ سيادته واستقلاله واستقراره، محتكمين إلى الدستور ومطبقين القوانين ولو على حساب مصالحهم وكبريائهم”.
وختم: “دعوتنا اليوم أن نلقي شباكنا أينما ألهمنا الرب ذلك. علينا أن نسكت أهواءنا ومصالحنا، كما فعل بطرس، وأن نتبع وصايا الرب، وحينئذ تكون ثمارنا غزيرة”.