جان الفغالي: وليد جنبلاط هو وليد جنبلاط…مؤلمة تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن قضية المطران موسى الحاج، والأكثر ايلامًا ان منسوب الحسابات الجنبلاطية الضيقة فيها، مرتفع اكثر بكثير عن منسوب وجدانية مصالحة الجبل

373

وليد جنبلاط هو وليد جنبلاط
جان الفغالي/نداء الوطن/23 تموز/2022

مؤلمة تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن قضية المطران موسى الحاج، والأكثر ايلامًا ان منسوب “الحسابات الجنبلاطية الضيقة” فيها، مرتفع اكثر بكثير عن منسوب” وجدانية مصالحة الجبل”.
من التغريدة الجنبلاطية “من المفيد التنبيه بأن المعالجة الهادئة أفضل من هذا الضجيج وان احترام المؤسسات في هذا الظرف الصعب فوق كل اعتبار”.
ايًا كانت الملابسات وراء توقيف المطران الحاج، إلا أنه من المفيد التنبيه بان المعالجة الهادئة افضل” ويتابع في تغريدته: “نرفض الاستغلال الاسرائيلي لمقام رجال الدين في محاولة تهريب الاموال لمآرب سياسية”.
لماذا لا يعتمد زعيم المختارة “المعالجة الهادئة ” حين يتعلَّق الملف بأحد أبناء طائفة الموحدين الدروز الكرام؟ هل اعتمد الهدوء حين تم توقيف الشيخة الدرزية الجليلة؟ لماذا عدم الهدوء اليوم عيبٌ فيما عدم الهدوء في قضية الشيخة مطلوب؟”.
لنعد بالذاكرة إلى ما حصل يومها: “حالٌ من الغضب في المناطق الدرزية، بعد توقيف الشيخة الدرزية هنية بدوي إثر عبورها من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى لبنان من خلال الصليب الأحمر. وقد أمر بتوقيف الشيخة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، وتمت إحالتها إلى القضاء العسكري.
ولاحقًا، وبسبب الجو المتشنج درزيًا، وخشية من تفاقم الوضع، تمّ الإفراج عن الشيخة الدرزية واتصل وليد جنبلاط برئيس الحكومة نجيب ميقاتي وشكره على مساعيه لإخلاء سبيلها. كما اتصل بقائد الجيش العماد جوزيف عون وشكره على جهوده”.
هل هذا هو الهدوء الذي اعتمده وليد بيك؟ وهل هو ما ينصح به؟
ثم، أين “الاستغلال الاسرائيلي لمقام رجال الدين في محاولة تهريب الاموال لمآرب سياسية”، كما جاء في التغريدة؟ هل لأن وليد جنبلاط “اكتشف” أو جاء مَن يقول له أن هناك أموالًا موضبة في مغلفات وعليها أسماء المرسِل والمرسَل إليه؟ هل اكتشف وليد بيك أن اللعبة بدأت تخرج تدريجًا من يده، وأن توزيع الأموال لم يعد يمر في المختارة، ويُربَط بولاء سياسي؟ هل شعر بوهنٍ حين اكتشف أن مشايخ ضعف ولاؤهم له؟ بحسب أوساط كنسية قريبة جدًا من البطريرك الراعي، نعم هناك أموال كانت في حقيبة المطران الحاج، وكانت في مغلفات وفق أسماء درزية ومسيحية، ولو كانت “لمآرب سياسية” كما ورد في تغريدة جنبلاط، لَما وضِع إسم المرسِل واسم المرسَل إليه.
ثم إن المطران الحاج هو نائب بطريركي اي نائب البطريرك، ويعرف جيدًا السلف البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي “تمرجل” وخاطر وذهب الى آخر الدنيا في السياسة… الى المختارة، لإتمام مصالحةٍ عن حربٍ تُثبت كل الوثائق انها لم تكن بفعل الموارنة، أو على الأقل بفعل الموارنة وحدهم بل بفعل مَن احتلوا الجبل، ومروا في المختارة، وبفعل مَن كانوا قادرين على وقفها، لكنهم تخاذلوا ولم يفتحوا طريق الجبل من الكحالة إلى بحمدون.
لماذا يريد زعيم المختارة أن يثبت عند كل منعطفٍ أن “وليد جنبلاط هو وليد جنبلاط” لا يتغيَّر ولا يتبدَّل؟ لماذا يريد أن يسدي خدمة مجانية إلى مَن هم ضد مصالحة الجبل؟ هذه المصالحة التي يبدو أنها بحاجةٍ الى تثبيتٍ وفق قواعد عقلانية لا عاطفية.
فتتحدد مسؤولية كل جماعة، وننتهي من ازمة “حساسية الجبل وحيثية الجبل” التي تبرر كل سقطة وكل هفوة، ثم يعود البيك إلى التراجع همسًا عما كتبه علنًا. المسألة مفتوحة للنقاش.

*الصورة المرفقة هي لوليد جنبلاط ووفيق صفا