صبحي منذر ياغي:الرئيس شمعون والحجة البعلبكية

172

الرئيس شمعون والحجة البعلبكية
صبحي منذر ياغي/15 تموز/2022

روى أحد ابناء بعلبك ( أبو محمد الشل) قصة طريفة حصلت مع الرئيس الراحل كميل شمعون رواها له المرحوم والده- انه خلال رحلة صيد كان يقوم بها الرئيس شمعون الى منطقة بعلبك الهرمل كعادته برفقة صديقه الفرد كتانة ، وعدد من أصدقائه ، مر أمام منزل ،في سهل بعلبك ، ورأى امراة عجوز تكنس أمام المنزل ، وكان الرئيس شمعون يضع (كوفية) بيضاء على فمه وأنفه ، بشكل لا يظهر منه سوى عيناه.. وبعد السلام على الحجة طلب منها كوب ماء، دون أن يعرّف عن نفسه ، فدخلت المرأة الى المنزل لتجلب الماء ، وما أن فتحت الباب حتى شاهد شمعون صورة له معلقة داخل الغرفة ، فاراد ممازحة المرأة ليعرف ردة فعلها، فقال لها”يا حجة ولو كان في حشرية بسؤالي بس ليش معلقة صورة هالخنزير عندك ؟؟

فرمقته بنظرة غضب وقالت: هيدا خنزير ؟؟عيب عليك انت وعيلتك الخنازير يا بلا تهذيب، وارتفع صوتها عالياً ، وارادت اكمال الشتائم والسباب ، فكشف شمعون عن وجهه مبتسماً ، وضاحكاً وقال لها “طولي بالك يا حجة طولي بالك أنا كميل شمعون بذات نفسي..

ويقول الشل : أنه ورغم أن النساء الكبار في منطقة البقاع وخاصة الهرمل لا يلمسون بأيديهم الا من كان من أصولهم الشرعية وأقاربهم، لاسباب ومعتقدات دينية إلا ان الحجة لم تتمالك نفسها ، واندفعت باتجاه الرئيس شمعون وقبلته على جبينه ، معتذرة عن كلامها.. مرددة الله يحميك يا ابني..

هذه الرواية ان دلت على شيء ،فعلى مدى محبة ابناء منطقة بعلبك الهرمل لهذه الشخصية الإستثنائية دون الأخذ بالاعتبار أي فوارق طائفية أو مذهبية. ولما له من آياد بيضاء في مشاريع كثيرة ، وأبرزها مستشفى بعلبك الحكومي ،ومهرجانات بعلبك الدولية، وسعيه لتحويل مدينة بعلبك موناكو الشرق و و و …رحم الله الرئيس شمعون، ورحم الله زمناً كان في لبنان رجالا ورؤساء لهم وزنهم السياسي والثقافي.
#صبحي_منذر_ياغي