شارل الياس شرتوني/الفاشيات الشيعية، فقه الاستباحة والحق في تقرير المصير/إن الافتئات البذيء والكذب الذي أدلى به المنشد القرآني علي بركات ليس بالامر الحادث، بل صورة عن مناخات التعبئة المرضية التي يستخدمها حزب الله

150

الفاشيات الشيعية، فقه الاستباحة والحق في تقرير المصير
إن الافتئات البذيء والكذب الذي أدلى به المنشد القرآني علي بركات ليس بالامر الحادث، بل صورة عن مناخات التعبئة المرضية التي يستخدمها حزب الله، في مجال تكوين الحيثيات الايديولوجية لسياسات الاستباحة والعدوان المجاني.

شارل الياس شرتوني/29 حزيران/2021

لا تأتي تصريحات علي بركات الكاذبة والمفترية التي تصور الكنيسة المارونية على انها مؤسسة إجرامية تعمل في كل مجالات العمل الاقتصادي المنحرف، من مزاجية هذا الشخص وانعدام أخلاقه فقط، بقدر ما هي تظهير إرادي للمقاصد الشريرة المبيتة التي تمهد لسياسة السيطرة التي يعدها حزب الله، والتي ترى في الكنيسة المارونية الحصن التاريخي للكيان الوطني اللبناني، والمحامي الاول عن الإرث الديموقراطي والليبرالي والتعددي الذي طبعه طوال المئوية المنصرمة على إنشائه.

لا يمضي يوم الا وتتحفنا الفاشيات الشيعية بأكاذيب تظهر الطبيعة العيادية واللاخلاقية لمقولاتها وأداءاتها التي لا تعدو كونها تبريرات دنيئة لمطامعها، ولسياسات السيطرة التي تعمل على تركيزها من خلال العنف بكل أشكاله الجسدية والمعنوية (الارهاب الجماعي، الاغتيالات الفردية، الجريمة المنظمة والعمل الاقتصادي المنحرف، تزوير الوقائع، التلقين الايديولوجي، تقويض المؤسسات الديموقراطية والاتيكيات المدنية الملازمة لها، …).إن التصريحات التي يدلي بعض ائمة الحسينيات والعاملين في الحقل الديني على رثاثتها الفكرية ودناءتها الاخلاقية تفصح عن المناخات الذهنية السائدة والاستعدادات العدوانية التي تحفزها المؤسسة الخمينية التي صادرت الخطاب الديني في المجال الشيعي، كما الوهابية بوجهيها السلفي والارهابي في المجال السني. الخطابة الفاشية كما ظهرتها دراسات ڤيلهلم رايش ليست الا تلقينا تردده الجماهير شعارات يطلقها القائد الملهم والمعصوم (حسن نصرالله) لتحفيز الكراهية والسلوك العدواني تجاه كل من يقع انتهازيًا في دائرة الاستباحة المعنوية والجسدية التي قوننها الشرع الديني. إن الافتئات البذيء والكذب الذي أدلى به المنشد علي بركات ليس بالأمر الحادث، بل صورة عن مناخات التعبئة المرضية التي يستخدمها حزب الله، في مجال تكوين الحيثيات الايديولوجية لسياسات الاستباحة والعدوان المجاني، التي يستخدمها حيال أي فئة يرى فيها عائقا أمام سياسة السيطرة التي أعد لها منذ عقود ويعمل على استكمالها، من خلال تصاريح مسؤوليه، والمناخات التي يستحثها في الأوساط الشيعية، والأعمال الارهابية التي ترمي الى بث الخوف في مختلف الأوساط اللبنانية، وفرض الاجماعات الايديولوجية الاكراهية في الوسط الشيعي المباشر.

لا تأتي تصريحات علي بركات الكاذبة والمفترية التي تصور الكنيسة المارونية على انها مؤسسة إجرامية تعمل في كل مجالات العمل الاقتصادي المنحرف، من مزاجية هذا الشخص وانعدام أخلاقه فقط، بقدر ما هي تظهير إرادي للمقاصد الشريرة المبيتة التي تمهد لسياسة السيطرة التي يعدها حزب الله، والتي ترى في الكنيسة المارونية الحصن التاريخي للكيان الوطني اللبناني، والمحامي الاول عن الإرث الديموقراطي والليبرالي والتعددي الذي طبعه طوال المئوية المنصرمة على إنشائه .ليس من باب الصدف ان تنسب الفاشيات الشيعية أداءاتها لسواها، اذ لا عجب أن حزب الله المنظمة الارهابية والاجرامية العاملة داخليا وإقليميًا ودوليا، ان تتهم زورًا الكنيسة المارونية كمقدمة للقضاء على الكيان الوطني اللبناني الذي يسعى الى تدميره، بعد ان عمل على تدمير الذخر الاجتماعي اللبناني الذي بني على مدى مائة سنة. إن الازمة الوزارية المفتعلة لم تعد الا غطاء رثا يعكس طبيعة ونوايا المنظمة الارهابية التوتاليتارية التي وراءه، والتي تسعى الى إحالة لبنان الى حال من الركود الاقتصادي القاتل من أجل النيل من الروح المدنية المقاومة، والاستقلالية المعنوية، والعمل المدني المثابر في مجالات الاغاثة والتعاضد الاجتماعي، واعادة البناء، وتأمين الخدمات الاستشفائية والتربوية، في ظل عمل الاستهداف والتخريب والتضييق الذي تمارسه المؤسسات الدستورية المصادرة من قبل الفاشيات الشيعية ومستخدميها في كل من الرئاسات الثلاث، والمجلس النيابي الصوري والتابع.

إن السياسات الارهابية التي يعتمدها حزب الله قد تبلورت بالقدر الكافي الذي يجعلنا في حل من اي تحفظ في الموقف السياسي الذي مفاده: أننا كلبنانيين ومسيحيين وديموقراطيين ليبراليين لن نتأقلم مع هذه المناخات وايحاءاتها، ولن نرضخ للابتزاز المعنوي والإرهاب الملازم له، وبالتالي لا نريد عيشا لا مشتركا ولا مكرها مع هكذا مناخات ومقولات وقواعد سلوكية منافية للقيم الاخلاقية والفلسفية والقانونية والسياسية التي عبر عنها الاعلان العالمي لحقوق الانسان (١٩٤٨)، هذا يعني بكلام آخر أننا لسنا بصدد التسليم بالمقولات الشرعية الاسلامية لجهة أحكام اهل الذمة، ولا بمنطق دار الاسلام، ولا بالخلاصات السياسية للوحي الختامي، ولا بمنطق الارهاب والعنف وإملاءاته. من ثم على الفاشيات الشيعية أن تعي ان طريق التسوية السياسية الداخلية لن تمر بعد اليوم الا من خلال مؤتمر دولي لأن سبل الحل الديموقراطي غير مؤمنة في ظل سياسة الإرهاب التي تعتمدها؛ أما المراهنة على سياسات الترهيب والابادة فدونها عقبات، فكما خياراتكم الاجرامية مفتوحة، فحقنا بالوجود الحر والدفاع عن أنفسنا لن يستأذنكم. كفوا إرهابكم، كفوا إجرامكم، وكل آت قريب.