المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 16 تشرين الأول /لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.october16.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of. في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/انتصار منظمة حماس الجهادية ربما يؤدي إلى سقوط أنظمة عربية معتدلة، وإلى هيجان غرائزي هستيري مدمر، وإلى وموجة من الانقلابات العسكرية

الياس بجاني/فيديو ونص/شهداء 13 تشرين الأول 1990 وخيانة قادة تجار واسخريوتيين

الياس بجاني/حرب غزة تستنسخ اعلامياً المئات من محمد الصحاف العراقي واحمد سعيد المصري، وتبرز إبواق المسوّقين لتجارة المقاومة والإنتصارات الإلهية الكاذبة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الكاتب الياس الزغبي يقرأ من خلالها في مجريات وخلفيات ونتائج الحرب في غزة وهو رأى ان المنطقة دخلت في مرحلة الحسابات الدقيقة نحو توسيع الحرب او ضبطها

رابط فيديو مقابلة من محطة سكاي نيوز مع الإعلامي نديم قطيش يتناول من خلالها حرب غزة وهو يرى أن غزة هي بين “فكي” إسرائيل وإيران، وان حزب الله سوف يتدخل في حال كان هناك خطر على إيران وهذا هو دور سلاحه.

رابط فيديو مقابلة من قناة أم تي في مع النائب ميشال الدويهي

تعرّض مراسلة ال أم تي في للطرد في الجنوب أثناء تغطيتها الأحداث الأمنية

جمعية "إعلاميون من أجل الحرية: ندين ونستنكر إعتداء حزب الله على الإعلاميين

"حزب الله رفع رأسه كثيرًا وحان الوقت لقطع رأس الأفعى"

الكاتب السياسي الياس الزغبي لصوت لبنان: : دخلنا في مرحلة الحسابات الدقيقة نحو توسيع الحرب او ضبطها

د. توفيق هندي لـinfo3: "إيران هي المايسترو وما يحصل ليس قضية "حماس" وحدها بل قضية "محور المقاومة

تحذيراتٌ من السفارة الكندية لرعاياها في لبنان!

المواجهة الشاملة تقترب بين “حزب الله” وإسرائيل وباريس تطالب بالنأي

 جيش الاحتلال يشن غارات على لبنان رداً على هجوم صاروخي

مصادر خليجية لـ”السياسة”: الوضع خطر… وكندا وألمانيا تحذران من السفر إلى لبنان

اتصالات عربية ودولية عاجلة لميقاتي.. ولقاء لافت بين السفيرة الأميركية واللواء عباس إبراهيم

إسرائيل لـ”حزب الله”: إذا لجمتم أنفسكم فسنفعل

تننتي: نحثّ الجميع على وقف إطلاق النار والسماح لنا كحفظة سلام في إيجاد الحلول ونذكّر بأن الهجمات ضد المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة هي انتهاكات للقانون الدولي قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 15 تشرين الأول 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

جبهة الجنوب اللبناني تشتعل يومياً وحزب الله يستخدم صواريخ موجّهة في قصف ثكنات إسرائيلية ويصيب أهدافه

بعد القصف الإسرائيلي لبلدات حدوديّة... المقاومة تردّ

قتيل و4 مصابين في شتولا بعد صاروخ من لبنان

الجبهة تشتعل... ودعوة للمسؤولين اللبنانيين: غيّروا البوصلة!

بالاسماء... كتائب القسّام في لبنان تنعي شهدائها الثلاثة

باعوا أرضهم واحتلّوا أرضنا"... تعليقٌ قاسٍ من شمعون!

تحت شعار "تلاحم الساحات"... هل تُفتح جبهة الجنوب؟

رسالة من السيّد إلى البيك!/داني حداد/أم تي في

 

عناوين الأخبال الدولية والإقليمية

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرفض قتل المدنيين ويدعو لإطلاق الأسرى من الجانبين ويعتبر أن أفعال حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني

إيران لن تحارب إسرائيل:جبهة المقاومة تستطيع الدفاع عن نفسها

رابط فيديو تقرير من قناة "الفكر الحر" يلقي الأضواء الفضائحية على ثروات قادة حماس وال عرفات وخالد مشعل واسماعيل هنيه

جرائم حرب موصوفة: وثائق تكشف “أوامر قتل المدنيين” لمقاتلي “حماس”

الجيش الإسرائيلي يعثر على جثث رهائن في غزة

صحيفة إسرائيلية: الحملة في القطاع لزمن محدود… وقبل تراجع الدعم الغربي/عاموس هرئيل/هآرتس

صحيفة عبرية: الحرب ضد حماس حيوية لكن من شأنها أن تعرض إسرائيل للخطر في المستقبل/تسفي برئيل/هآرتس

إيران ليست معنية “بتبذير” حزب الله حين تكون إسرائيل جاهزة للحرب والأمريكيون إلى جانبها/يوسي يهوشع/يديعوت احرونوت

حصيلة الشهداء في غزة ترتفع إلى 2679.. وأكثر من 1000 تحت الأنقاض

بايدن يحذر إسرائيل من احتلال غزة

واشنطن ترسل حاملة طائرات ثانية… والاحتلال يوغل في دم أهل غزة

2329 شهيداً ونحو 10 آلاف جريح فلسطيني.. وتحذيرات أممية من إغلاق المستشفيات.. وبابا الفاتيكان لممرات إنسانية

مدير المستشفى الكويتي في رفح: لن نخرج إلا إلى الجنة… العالم كله خذلنا ولن نترك أهلنا

نتانياهو يتوعد “حماس”… وغالانت من حدود غزة: الحرب ستغير الواقع للأبد

جيش الاحتلال يُرجِّح إخفاء الرهائن في أنفاق غزة

إيران تحذر من الهجوم البري وتهدد بالتدخل… وتل أبيب: طهران تسعى إلى فتح جبهة ثانية

قادة فصائل إيران العراقية في سورية ولبنان للتعرف على تفاصيل الميدان

تأهب وحشد بانتظار أوامر طهران وتهيئة قاعدتي “عين الأسد” و”حرير” الأميركيتين لشن هجمات أو إرسال مقاتلين

بلينكن: الاجتماع مع ولي العهد السعودي كان مثمراً للغاية

الرئيس المصري لوزير الخارجية الأميركي: رد فعل إسرائيل يصل إلى حد العقاب الجماعي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«غزوة غزة».. العرب «حائرون يفكرون»!/علي الأمين/جنوبية

معارك الجنوب "المدروسة": حزب الله بالصراع بلا حرب موسّعة/منير الربيع/المدن

فيلم "باي باي حماس" من بطولة "رامبو الإسرائيليّ"/عماد الدين أديب /أساس ميديا

فلسطين تقاتل... وإيران تنتصر/أيمن جزيني /أساس ميديا

غموض الحزب يُرعِب الحكومة!/ملاك عقيل/أساس ميديا

في غياب الوساطات الدوليّة... كلمة الفصل للميدان!/محمد شقير/الشرق الأوسط

تشكيكٌ بخيار توسيع الجبهات: "الحزب" لن يحرق نفسه/يوسف دياب/الشرق الأوسط

غزة 2023»: حرب سقوط الأوهام/اياد أبوشقرا/الشرق الأوسط

هل تكون الجبهة السّورية بديلاً من الجبهة اللبنانيّة؟/علي حماده/النهار

غزة وسيناريو الخروج من بيروت/عبد  الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

حسابات "حزب الله" الخاطئة وحرب غزة/حنين غدار/معهد واشنطن

عن الثورة الإسلامية وعدائها للأميركيين/منى فياض/موقع نقطة من أول السطر

ماذا بعد الانبهار بـ"حماس" والانهيار في إسرائيل... مَن يمسك بزمام المبادرة ومَن يخشى الانزلاق؟/راغدة درغام/النهار العربي

حرب غزة... عندما تنقلب الصورة/راغب جابر/النهار العربي

المطار كنموذج فاضح عن عدم جهوزيّة لبنان لخوض الحرب!/فارس خشان/النهار العربي

هل ينجح بايدن في منع توسيع الحرب؟/أسعد عبود/النهار العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

المطران عوده: مــا يَــحــصَــلُ فــي غــزة مــؤلــمٌ ومــرفــوض لــكــنَّ مــا يُــؤلِــمُــنــا أيــضــاً غِـــيــابُ الــمــوقــفِ الــلــبــنــانــيّ الــرســمــيّ الذي يشدد عــلــى ضــرورةِ إبــعــادِ لــبــنــانَ عَــن هــذا الــصــراع

جنبلاط بعد لقائه بري: نتمنى طبعا ان يبقى لبنان خارج هذه الدائرة الا اذا اصر العدو الإسرائيلي على الإعتداء

"حزب الله" شيع الشهيد علاء الدين في سحمر

ايهاب حمادة: النصر قاب قوسين او ادنى

جعجع في العشاء السنوي لمنسقية زحلة في "القوات": أطراف الحكومة يحسنون جيدا ترامي التهم والتيار لا يتذكر حقوق المسيحيين إلا عندما يكون لديه مطلب أو مكسب

شبعا والعرقوب شيعا الشهيدين خليل علي وزوجته

اسيل بقداس 13 تشرين: طبيعي ان يعمل بعضنا لنصرة فلسطين وغير مفهوم ان نفتح بلدنا على ساحات غير مضمونة

المطران عون ممثلا الراعي: نصلي على نية السلام في لبنان وفي الاراضي المقدسة

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟

إنجيل القدّيس لوقا16/من01حتى12/:”قالَ الربُّ يَسوع لِتَلامِيذِهِ: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيل. فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ أَنَّهُ يُبَدِّدُ مُقْتَنَيَاتِهِ. فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذي أَسْمَعُهُ عَنْكَ؟ أَدِّ حِسَابَ وِكَالَتِكَ، فَلا يُمْكِنُكَ بَعْدَ اليَوْمِ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً. فَقَالَ الوَكِيلُ في نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَل؟ لأَنَّ سَيِّدي يَنْزِعُ عَنِّي الوِكَالة، وأَنَا لا أَقْوَى عَلَى الفِلاَحَة، وَأَخْجَلُ أَنْ أَسْتَعْطي! قَدْ عَرَفْتُ مَاذَا أَفْعَل، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ مِنَ الوِكَالَةِ يَقْبَلُنِي النَّاسُ في بُيُوتِهِم. فَدَعَا مَدْيُونِي سَيِّدِهِ واحِدًا فَوَاحِدًا وَقَالَ لِلأَوَّل: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدي؟ فَقَال: مِئَةُ بَرْمِيلٍ مِنَ الزَّيْت. قَالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! إِجْلِسْ حَالاً وٱكْتُبْ: خَمْسِين. ثُمَّ قَالَ لآخَر: وَأَنْتَ، كَمْ عَلَيْك؟ فَقَال: مِئَةُ كِيسٍ مِنَ القَمْح. فَقالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! وٱكْتُبْ: ثَمَانِين. فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم. وَأَنَا أَقُولُ لَكُم: إِصْنَعُوا لَكُم أَصْدِقاءَ بِالمَالِ الخَائِن، حَتَّى إِذا نَفَد، قَبِلَكُمُ الأَصْدِقاءُ في المَظَالِّ الأَبَدِيَّة. أَلأَمِينُ في القَلِيلِ أَمينٌ في الكَثِير. والخَائِنُ في القَلِيلِ خَائِنٌ أَيْضًا في الكَثير. إِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟”

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

انتصار منظمة حماس الجهادية ربما يؤدي إلى سقوط أنظمة عربية معتدلة، وإلى هيجان غرائزي هستيري مدمر، وإلى وموجة من الانقلابات العسكرية

الياس بجاني/16 تشرين الأول/2023

إن الأوضاع العسكرية والسياسية هي غامضة وغير واضحة حتى الآن، وخصوصاً بما ستكون عليه النتائج النهائية للحرب المدمرة الدائرة بين قطاع غزة وإسرائيل.

نسأل، ترى هل باعت إيران الملالي منظمة حماس الجهادية والإخونجية مقابل رضا أميركي عنها، ومباركة انفلاشها الميليشياوي الإحتلالي في دول المنطقة، وبقاء جيشها الإرهابي والمذهبي، المسمى حزب الله ،قابضاً على حكم لبنان، ومستمراً بتدمير لبنان بجر شعبه المعذب والمهان حتى بلقمة عيشه إلى ما قبل القرون الحجرية؟

أم أن العكس هو الصحيح، وبأن المخطط الإسرائيلي-الغربي-العربي الخليجي، المصري، هو توريط إيران عسكرياً، وضرب أجنحتها وإخراجها وإخراجهم من لبنان وسوريا، كما كان مصير المنظمات الفلسطينية الغازية والإجرامية عام 1982، عندما احتلت إسرائيل بيروت وطردت منظمة التحرير وعرفاتها من لبنان؟

لا بد وأن الصورة بكافة جوانبها سوف تتوضح وتنجلي معها الرؤية القادمة في حال اجتاحت إسرائيل برياً قطاع غزة، وقضت عسكريا على منظمة حماس واقتلعتها من جحورها...

لننتظر ونصلي حتى لا تُورّط إيران وحزبها الإرهابي لبنان وتجبر إسرائيل على تدميره.

يبقى أنه في حال انتصرت حماس وانهزمت إسرائيل، وهذا أمر مستبعد تبعاً للقدرات العسكرية، فإن عدداً لا بأس به من الأنظمة العربية ستسقط بعد أن ينتشر الهيجان الغرائزي والهستيري الذي ربما قد يؤدي إلى موجة من الانقلابات العسكرية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص/شهداء 13 تشرين الأول 1990 وخيانة قادة تجار واسخريوتيين

الياس بجاني/13 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123147/123147/

أنعم علينا الشهداء وأعطونا دون مقابل حياتهم فرحين لأنهم أمنوا بقول السيد المسيح: “ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه من أجل أحبائه”. (يوحنا 15/13)

ولا بد أن شهداء 13 تشرين الأول الأبطال ومن قبورهم يصرخون بصوت مدوي قائلين:” ما من قائد مر في يوم بمقبرة حيث نرقد إلا وكل شهيد منا صاح بوجهه غاضباً أين دمي يا هذا؟

قمة في النفاق أن يحتفل البعض بذكرى شهداء 13 تشرين ويحمل لوائهم وهو يتحالف اليوم مع من قتلهم وفظع ونكل بهم. هذا خداع للذات وعهر وفجور ونرسيسية قاتلة.

نتذكر اليوم بحزن وأسى الشهداء الأبرار الذين سقطوا في 13 تشرين الأول/1990 ومعهم كل شهداء وطن الأرز الأبرار.

نتذكر اليوم الشهداء، كل الشهداء من مدنيين وعسكريين الذين استشهدوا ببسالة وبطولة وهم يواجهون الجيش السوري البعثي الغازي المحتل، ومعه أرتال من طرواديي ومرتزقة الداخل، وذلك دفاعاً عن وطن الأرز والرسالة والتاريخ والإنسان والاستقلال.

ونتذكر اليوم أيضاً وبلوعة وحزن المئات من أهلنا ومنهم رهباناً وعسكراً ومدنيين خطفهم جيش الاحتلال السوري ومرتزقته المحليين ونقلوهم إلى سجون ومعتقلات نظام الأسد النازية، وحتى يومنا هذا لا يزال مصيرهم مجهولاً.

نتذكر بطولاتهم ونتخيل في وجداننا أنهم اليوم في قبورهم يتقلبون غضباً وحزناً على ما وصل إليه وطنهم المفدى الذي سقوا ترابه بدمائهم وافتدوه بأرواحهم.

إن شهداء 13 تشرين الأول/1990 وكل من سبقهم، ومن رحل بعدهم من شهداء وطن الأرز لا بد وأنهم من أمكنة رقادهم على رجاء القيامة يتقلبون حزناً وغضباً ويلعنون كل حاكم وسياسي وصاحب شركة حزب ومسؤول ومواطن لم يحترم ولم يقدر شهادتهم، كون هؤلاء الإسخريوتيون يتاجرون بدمائهم خدمة لأجنداتهم السلطوية وليس لخدمة الوطن والمواطن.

الإسخريوتيون من حكام وأصحاب شركات أحزاب قفزوا فوق دماء وتضحيات الشهداء، وباعوا الكرامة والاستقلال، وداكشوا الكراسي بالسيادة، واستسلموا للأمر الواقع بذل، ويتعايشون مع الاحتلال الإيراني وسلاحه ودويلته بضمير مخدر بعد أن اضاعوا وجهة البوصلة الوطنية والإيمانية وغرقوا في أوحال الغرائزية والطروادية وأمست مسالكهم الحياتية هي مسارات الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي.

إننا وبفضل تضحيات الشهداء الأبرار ومنهم شهداء يوم 13 تشرين الأول سنة 1990 ورغم كل الصعاب والمشقات وواقع الاحتلال الإيراني والإرهابي لوطننا الغالي ما زلنا في دواخلنا ووجداننا والضمير والعزائم نتمتع بحريتنا كاملة، وكراماتنا مصانة، وجباهنا شامخة.

الشهداء هم حبة الحنطة التي ماتت من أجل أن تأتِ بثمر كثير…وهم الخميرة التي تُخمر باستمرار همة وعنفوان وضمائر ووجدان وعزائم أهلنا ليُكملوا بإيمان وشجاعة وتقوى وتفانٍ مسيرة الشهادة والجلجلة والصلب والقيامة.

إن لبنان، وطن الأرز، هو أرض القداسة والفداء والرسالة، وهو عرين الشهداء والأحرار وملاذ لكل مُتعب ومضطهد.

هكذا كان، وهكذا سوف يبقى حتى اليوم الأخير والقيامة، وواجب اللبناني الإيماني والوطني والإنساني أن يشهد للحق والحقيقة دون خوف أو رهبة، وأن يرفع عالياً رايات الأخوة والحرية والمحبة والإيمان والعطاء والتسامح.

يقول القديس بولس الرسول في رسالته لأهل رومية (08/31 و32): “وبعد هذا كله، فماذا نقول؟ إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا؟ الله الذي ما بخل بابنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء؟”

في الخلاصة، نعم إن الله معنا، ولبنان في قلبه، ومع كل لبناني حر وسيادي في مواجهة الاحتلال الإيراني وطروادية، وكل أدواته المحلية، ولذلك لن يتمكن الأشرار وجماعات الأبالسة والإرهاب والأصولية والتقوقع بكل تلاوينهم وأسلحتهم، من أن يكسروا عنفواننا أو يفرضوا علينا إرادتهم الشيطانية وكفرهم، أو نمط حياتهم المتعصب والمتحجر.

شكراً لكل شهيد تسلح بالمحبة ،ومن أجلها قدم حياته قرباناً على مذبح وطن الأرز ليبق لبنان حراً، وسيداً ومستقلاً، وليبق اللبناني محتفظاً بكرامته وعنفوانه وحريته، وشكراً لأهالي الشهداء العظماء في إيمانهم ووطنيتهم لأنهم أنجبوا أبطالاً وبررة، وشكراً لتراب لبنان المقدس الذي انبت شهداء واحتضن رفاتهم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو/ شهداء 13 تشرين الأول 1990 وخيانة قادة تجار واسخريوتيين

الياس بجاني/13 تشرين الأول/2023

https://www.youtube.com/watch?v=Fk37f9CATxY

 

حرب غزة تستنسخ اعلامياً المئات من محمد الصحاف العراقي واحمد سعيد المصري، وتبرز إبواق المسوّقين لتجارة المقاومة والإنتصارات الإلهية الكاذبة

الياس بجاني/12 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123102/123102/

إن الحرب الدائرة في غزة، وهي حدث تاريخي غير مسبوق في منطقة الشرق الأوسط بمسبباته وبنتائجه وبأهواله، قد استنسخت إعلامياً وأبرزت المئات من أحمد سعيد المصري، ومحمد الصحاف العراقي. هؤلاء الصحافيين والسياسيين والمعلقين والمدعين زوراً بأنهم يحللون وينظرون هم وللأسف مجرد أبواق وصنوج صوتية جاهلة تسوّق وتهلل عن سابق تصور وتصميم للموت وللإجرام، كما أنهم يزورون ويشوهون الحقائق ويسوّقون لهلوسات وأوهام وانتصارات إلهية كاذبة. هم عملياً حناجر رخيصة تستنسخ هرطقات وخزعبلات وأضاليل إعلاميين دجالين من مثل الصحاف وسعيد اللذين لا يمكن أن يغيبوا عن ذاكرتنا.

من المحزن والمعيب إن من يتابع إطلالات غالبية الإعلاميين والسياسيين المأجورين على وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، منذ أن بدأت حرب غزة يتأكد أننا نعيش في زمن محل وبؤس وفجور وكذب ونفاق وأشباه إعلاميين… زمن أحمد سعيد ومحمد سعيد الصحاف.

عملياً، ممكن وصف هذه الأبواق المأجورة بأي شيء إلا بمسمى إعلاميين وسياسيين، لأنهم جهلة ومتلونين وحربائيين ومجرد أدوات صنجية وبوقية.

حمى الله شعبنا اللبناني من كل من تجار وسمسارة المقاومة والممانعة، ومن كل الذين يسوّق للحروب والانتصارات الإلهية الوهمية، التي لم نحصد من غلالها الشيطانية غير الإحتلالات، والجهل، والمصائب، والكوارث، والفقر، والتعتير، والتهجير والإجرام، والفوضى، والعودة إلى أزمنة ما قبل القرون الحجرية.

*عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الكاتب الياس الزغبي يقرأ من خلالها في مجريات وخلفيات ونتائج الحرب في غزة وهو رأى ان المنطقة دخلت في مرحلة الحسابات الدقيقة نحو توسيع الحرب او ضبطها

https://eliasbejjaninews.com/archives/123212/123212/

صوت لبنان/15 تشرين الأول/2023

 

رابط فيديو مقابلة من محطة سكاي نيوز مع الإعلامي نديم قطيش يتناول من خلالها حرب غزة وهو يرى أن غزة هي بين “فكي” إسرائيل وإيران، وان حزب الله سوف يتدخل في حال كان هناك خطر على إيران وهذا هو دور سلاحه.

https://eliasbejjaninews.com/archives/123217/123217/

15 تشرين الأول/2023

*حماس انتهت سياسياً ولا يوجد أي طرف مستعد للتحدث معها وايضياً نتنايو انتهى ومعه المتطرفون اليهود.

*التطبيع مع السعودية حصل وما ذكر عن توقف المحادثات بين السعودية وإسرائيل فهذا أمر طبيعي فيما الحرب مستمرة.

*إيران ونتنايو في خندق واحد والرهان هو على العقلاء وليس عليهما.

*باسم فلسطين دمرت إيران ولبنان والعراق واليمن والعراق وسوريا.

محطة سكاي نيوز /على الحدود الإسرائيلية مع لبنان، تشتعل جبهة أخرى بقصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي من جهة وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى. حركة حماس أعلنت إطلاق عشرين صاروخا من لبنان على مستوطنتين إسرائيليتين، مما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص، فيما قال حزب الله إنه استهدف ثكنة إسرائيلية بصواريخ موجهة، ردا على قتل وجرح صحفيين في جنوب لبنان. في المقابل أمر الجيش الإسرائيلي بإجلاء فوري للمدنيين قرب الحدود اللبنانية، معلنا إغلاق منطقة بطول أربعة كيلومترات. وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان منذ أسبوع تبادلاً للقصف أسفر عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص في لبنان واثنين على الأقل في إسرائيل. فهل يخرج التصعيد عن نطاق السيطرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية؟ وهل تجد إسرائيل نفسها أمام جبهة قتال أخرى في الشمال؟

معنا في الاستديو، الصحفي في سكاي نيوز عربية نديم قطيش 15 تشرين الأول/2023

 

رابط فيديو مقابلة من قناة أم تي في مع النائب ميشال الدويهي

https://www.youtube.com/watch?v=ZcB49EwEbJ8

15 تشرين الأول/2023

 

تعرّض مراسلة ال أم تي في للطرد في الجنوب أثناء تغطيتها الأحداث الأمنية

ليبانون ديبايت/الاحد 15 تشرين الأول 2023 -

تعرّضت مراسلة قناة الـ"Mtv" جويس عقيقي للطرد أثناء تواجدها لتغطية الأحداث الأمنية في الجنوب من قبل أحد الشبان. وتوجه الشاب لجويس بالقول: "انت مرحب بك، بينما القناة التي تعملين بها غير مرحب بها هنا والتي تدعم العدو الصهيوني"، وقام بطردها. وردّت عليه بالقول: "انا امثل هذه القناة.. وعيب عليكن".

 

جمعية "إعلاميون من أجل الحرية: ندين ونستنكر إعتداء حزب الله على الإعلاميين

صحف الكترونية لبنانية/15 تشرين الأول 2023

صدر عن جمعية "إعلاميون من أجل الحرية" البيان الآتي: في وقت لم يكد الجسم الإعلامي ينتهي من تنفيذ وقفة احتجاجية على الاعتداء الإسرائيلي الذي أدى إلى استشهاد الزميل عصام عبدالله وإصابة آخرين، كان حزب الله يستهدف وللمرة الثالثة، طواقم الإعلام التي تغطي الأحداث في الجنوب، حيث اعتدى عناصره  ومناصروه، بالطرد والتخوين،على فريق عمل mtv ، ذلك بعد أن كان في الأيام الماضية، قد تم الاعتداء بوحشية، على مراسل العربية الحدث الإعلامي محمود شكر، كما تم توقيف الإعلامية مايا هاشم لمدة عشر ساعات، والتحقيق معها معصوبة العينين.إن هذا المسلسل الخطير، لا يجد من يواجهه من قوى شرعية، وهو يتحول الى حالة قمع دائمة، لا سيما أنه يترافق مع حملات التخوين المقيتة. نضع هذه الانتهاكات بتصرف المسؤولين الصامتين، ونؤكد على التضامن مع قناة mtv، ومع جميع الزملاء الذين يواجهون بالصوت الحر، السلوك الذي لا يشبه لبنان، والذي يناقض مبدأ الحرية.

 

"حزب الله رفع رأسه كثيرًا وحان الوقت لقطع رأس الأفعى"

ليبانون ديبايت/الاحد 15 تشرين الأول 2023

أشارت القناة 12 الإسرائيلية، الى أنَّ, "حزب الله رفع رأسه كثيرا أظن أنه قد حان الوقت لقطع رأس الأفعى". وفي السياق، أكّد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أنَّ "واشنطن قلقة بشأن القوات التي تعمل بالوكالة خاصة حزب الله وإيران". وتوجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لـ حزب الله بالقول: "إذا لجمتم أنفسكم فنحن سنفعل أيضا". ولفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن وزير الدفاع الإسرائيلي أنَّ, "حزب الله سيتحمل ثمنا باهظا إذا اختار طريق الحرب". وشدّد الجيش الإسرائيلي أنَّه, "على حزب الله أن يراقب ماذا سيحل بحماس ونحذره من تجاوز حدوده". ومن جهته أشار وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان إلى أنَّ, "حزب الله حدد كل مراحل الخطوط الحمراء وسيتخذ الإجراءات المناسبة في كل مرحلة". وقال عبد اللهيان: "خلال لقائي في لبنان اطلعت من حسن نصرالله أن جميع السيناريوهات طرحت على الطاولة, ونأمل أن تحول الجهود السياسية دون اتساع الحرب وإلا فلا أحد يعلم ماذا سيحدث الساعة القادمة".

 

الكاتب السياسي الياس الزغبي لصوت لبنان: : دخلنا في مرحلة الحسابات الدقيقة نحو توسيع الحرب او ضبطها

صوت لبنان/15 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123212/123212/

اعتبر الكاتب السياسي الياس الزغبي عبر صوت لبنان ضمن برنامج “كواليس الأحد” ان اسرائيل تسعى لاستعادة المستوى المعنوي للجيش الذي لا يقهر، بعد الصفعة السياسية والعسكرية التي تلقتها من حركة حماس، عبر إعطاء الأولوية للعمليات العسكرية التي تعمل على استعادة هيبتها بالدرجة الأولى، مشيرًا إلى أن البيانات يتم توجيهها للداخل لرفع معنويات الإسرائيليين، متسائلًا عن توحيد الساحات مع انحصار العمليات بقطاع غزة، لافتا إلى تلويح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالرد والحرب ووضع القرار بيد المقاومة، مؤكّدًا ان القرار الأول والأخير هو لإيران، وان التوقيت جاء نتيجة الخطى المتسارعة للتطبيع، وأهمية الملف النووي الإيراني.

ولفت الزغبي إلى التقصير الاستراتيجي في التقدير والتحليل، بحساباته المختلفة، مشيرًا إلى أن لبنان ساحة متروكة لإيران، التي دخلت في مرحلة الحسابات الدقيقة بعد جولة اللهيان في المنطقة، وجولة بلينكن، مع السعي لوقف التصعيد، وعدم رغبة اسرائيل بفتج جبهة الجنوب، لافتًا إلى المفاوضات والمساومات بين اميركا وايران حول عدم الدخول في الحرب، مؤكّدًا أن الدافع لدخول الحرب ليس الهجوم البري على غزة، انما الميزان والحسابات الدقيقة نحو توسيع الحرب او ضبطها، وعدم رهان ايران على خوض حرب رابحة ومتكافئة مع اميركا واوروبا، موضحًا أن الحرب مهما تطوّرت ستكون الحرب التي ستأتي بعدها التسوية الدائمة، وان تأجيل الاجتياح البري، يُثبت مياه التسوية التي تجري تحت جسور المنطقة، مع اختبار امكانية ضبط الحرب بحدود غزة او اتساعها باتجاه لبنان وسوريا.

وأشار الزغبي إلى الإجماع الدولي على الوضع الإنساني وعلى مراعاة القوانين الدولية التي تحمي حقوق المدنيين، والاتجاه نحو الضغط على اسرائيل لجهة تأمين الممرات الإنسانية وضبط الحرب، معتبرًا أن المفاوضات ستسعى لتحجيم حماس لإدخالها في ابرة الحل، إزاء مصادرتها للقرار الفلسطيني، ما يمهّد للوصول إلى حل مختلف عن الحلول السابقة، محكوم بتغيير خريطة الأراضي المحتلة، داعيًا ح ز ب ا ل ل ه لضبط الحدود في الجنوب مع اسرائيل ومنع المنظمات من فتح جبهة لبنان، واعطاء المبرر والذرائع للاعتداءات الاسرائيلية على لبنان .

وفي ملف الاستحقاق الرئاسي، رأى الزغبي أن لبنان امام احتمالين، إما قبض الحزب لثمن الحرب في غزة عبر تحكّمه بالسلطة في لبنان، إما تحجيم الدور السياسي لح ز ب ا ل ل ه، نتيجة ضبط النفوذ الإيراني في المنطقة، والثمن الذي ستدفعه ايران اذا لُوح لها باتفاق نووي يسهّل التضحية بملفات اخرى، ما سيؤدي حكمًا إلى إعادة قوة التوازن وليس توازن القوى في المنطقة، مشيرًا إلى خطر النزوح السوري وخاصة الجديد على الجميع، والمسؤولية التي تقع على عاتق الحزب، مع أهمية تفعيل المجتمع المدني والبلدي والأهلي لضبط الوضع والحد من تفاقمه.

وأوضح الزغبي أن تجميد التطبيع لا يعني انه انتهى، مشيرًا إلى ذهاب المنطقة نحو توازن جدي على المستوى الاستراتيجي، انطلاقًا من الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وايران ودور تركيا في التسوية، ما سيحوّل إيران من دولة ما فوق وطنية إلى دولة وطنية قوية بالانكفاء والعودة إلى حجمها الطبيعي، مشيرًا إلى انعكاس ذلك على لبنان نتيجة التوازن الفعلي والإقليمي بين ايران والعرب تحت رعاية دولية بعد تحجيم اسرائيل، وارضاء المكونات للعيش باستقرار على اساس مفهوم الحرية .

 

د. توفيق هندي لـinfo3: "إيران هي المايسترو وما يحصل ليس قضية "حماس" وحدها بل قضية "محور المقاومة

لميا شديد/انفو3/15 تشرين الأول/2023

تترقب الأوساط السياسية والشعبية اللبنانية تطورات الأحداث في غزة في ظل قلق كبير من توريط لبنان في الحرب بين "حماس" وإسرائيل.

ومع توسع رقعة القصف المتبادل بدأ اللبنانيون يشعرون بالخوف من امتداد المعارك إلى الجنوب اللبناني ودخول "الحزب" ساحة الحرب، وبالتالي لبنان على مستوى المكونات المنضوية تحت لواء "فريق المقاومة" وما قد ينتج ذلك من تداعيات في الأوضاع الصعبة السياسية والاجتماعية والإقتصادية التي يرزح تحتها اللبنانيون. وتتجه الأنظار إلى قرار ما قد يزج بلبنان في حرب لا تعنيه، ولن تحمل له إلا الويلات والمحن. الدكتور توفيق هندي رأى أن "ما يحصل اليوم بين غزة وإسرائيل ليس قضية "حماس" وحدها، بل هو قضية "محور المقاومة" الذي يضم مكونات "فيلق القدس"، بالاضافة إلى مكونات أخرى، مثل النظام السوري و"حماس" والجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية والحوثيين وغيرهم". وقال في حديث إلى info3 إن "مكوّنات محور المقاومة تتحدث منذ مدة عن الكيان الموقت، بمعنى أن إسرائيل وصلت إلى نهايتها بعد تسارع الأمور وهذه المكوّنات تخوض اليوم معركة إنهاء إسرائيل. والبداية هي اليوم معركة حماس في قطاع غزة في إطار حرب واسعة وغير محصورة بما يحصل بين حماس وإسرائيل وبالتأكيد هناك غرفة عمليات في لبنان تدير هذه الحرب وهي موجودة لدى حزب الله." وعن إمكانية دخول هذا الحزب ساحة المعركة في شكل مباشر يرى هندي أن "ذلك قد يكون ممكناً إذا وجد أن حماس في خطر، وعند ذلك سيدخل معه في الحرب كل محور المقاومة. أما بالنسبة إلى سرائيل فهي في وضع مزرٍ، ففي حال أمطرت عليها الصواريخ والمسيّرات من كل أطراف محور المقاومة فستكون إمكانية التصدي لديها محدودة، والدليل على ذلك أن حماس بلغت أهدافها في بعض المواقع، وعندما تنهمر أمطار من الصواريخ ستخسر إسرائيل آلاف القتلى وسيتم القضاء على بناها التحتية من مطارات، مياه، كهرباء، غاز ومراكز قيادة ومراكز حكومية، والصناعات وما إلى ذلك. وعند ذلك سنكون أمام مشهد نهاية إسرائيل، ليس فقط على المستوى العسكري إنما على المستوى البشري نتيجة هجرة شعبها".

ولفت هندي إلى أن هناك إمكانية حصول تطور آخر مع تدخل "سعاة الخير" من الدول التي تتدخل لإيقاف الحرب الدائرة وعندها بدلاً من أن تحصل الأمور على مرحلة واحدة فقد تحصل على مراحل وتكون نتيجتها حرب إلغاء دولة إسرائيل التي يسمّونها الكيان الموقت. وفي المرحلة الأولى تحصل هجرة جزئية للإسرائيليين لأنهم سيشعرون بأن دولتهم لا تقدم لهم الأمن والأمان، فيعود كل شخص إلى البلاد التي أتى منها." وأشار إلى أن "المواقف المعلنة من الدول الأطراف هي مواقف إعلامية وديبلوماسية وليست حقيقية، وليس صحيحاً أن إيران غير معنية بما يحصل، خلافاً لإعلان الأميركيين أعلنوا أن لا شيء يؤكد تدخل إيران في هذه الحرب، علماً ان إيران هي المايسترو في كل ما يحصل. وفي حال استشعر الإسرائيلي، كشعب يهودي، بخطر وجودي على كيانه فقد يلجأ إلى سياسة "شمشون" فيذهب إلى ما لا نهاية في المواجهة ويستخدم سلاحه النووي لحل قضيته في شكل كامل، وهذا ليس مؤكداً لكنه أمر وارد.

ويعتبر هندي أيضاً أن "حزب الله قد يدخل مباشرة في الحرب الدائرة وقد لا يدخل. أداؤه حتى الآن هو أداء محدود، ولكن في لحظة معينة وفي حال شعر بأن حركة حماس في حال من التراجع والحاجة إلى دعم فسيضطر الحزب إلى دخول ساحة المعركة."

 

تحذيراتٌ من السفارة الكندية لرعاياها في لبنان!

موقع ليبانون ديبايت/الاحد 15 تشرين الأول 2023

أعلنت السفارة الكندية في لبنان، اليوم الأحد، عن تحذير رعاياها لتجنّب مناطق الصراع بين لبنان وإسرائيل والإنتباه من عمليات الخطف. ودعت السفارة الكندية تجنب السفر غير الضروري إلى لبنان بسبب الظروف الأمنية التي لا يمكن التنبؤ بها، وزيادة خطر الهجمات الإرهابية والنزاع المسلح مع إسرائيل, ومن الممكن أن يتدهور الوضع الأمني ​​دون سابق إنذار. وأشارت إلى أنَّ, التحذيرات الإقليمية سارية المفعول ويجب الاستمرار بتجنب السفر جنوب نهر الليطاني. وشدّدت السفارة الكندية على تجنب السفر إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، بسبب وجود جماعات مسلحة وخطر العنف الناجم عن الجريمة المنظمة والاختطاف والتهديد بهجمات إرهابية.

والتحذير الكندي يشمل المناطق التالية:

- الطرق المؤدية إلى المطار من ناحية المدنية الرياضية

- مناطق الضاحية الجنوبية: برج البراجنة, الشياح, الغبيري, حارة حريك, الليلكة, المريسة والرويس.

- عرسال اللبوة القاع ورأس بعلبك.

- جبل محسن وباب التبانة في شمال لبنان.

- الحدود اللبنانية السورية.

- جميع المخميات الفلسطينية.

وفي الختام, أكّدت السفارة على أن سيتم استبعاد الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى المطار والمطار نفسه من هذا التحذير, وطالبت الرعايا بعدم تسافر إلى الجنوب أكثر من المطار.

 

المواجهة الشاملة تقترب بين “حزب الله” وإسرائيل وباريس تطالب بالنأي

 جيش الاحتلال يشن غارات على لبنان رداً على هجوم صاروخي

مصادر خليجية لـ”السياسة”: الوضع خطر… وكندا وألمانيا تحذران من السفر إلى لبنان

اتصالات عربية ودولية عاجلة لميقاتي.. ولقاء لافت بين السفيرة الأميركية واللواء عباس إبراهيم

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/15 تشرين الأول/2023

ينزلق لبنان تدريجاً نحو مواجهة واسعة النطاق مع إسرائيل، بفعل ارتفاع حدة التوتر بين “حزب الله” وإسرائيل على طول الخط الأزرق من الناقورة غرباً حتى مزارع شبعا شرقاً، تزامناً مع تصاعد التوتر في غزة والضفة. وقد قام الجيش الإسرائيلي، أمس، بقصف مناطق وقرى محاذية للحدود مع لبنان، حيث شهدت أطراف بلدة عيتا الشعب قصفاً مدفعيًّا مركّزاً من قبل الجيش الإسرائيلي، كما طال القصف أطراف بلدتي رميش وراميا، فيما شهدت أحراج عيتا الشعب سقوط قنابل فسفورية. وتحدّثت معلومات عن إصابة مواطن في المنطقة، فيما قام ‏الطيران الحربي الاسرائيلي بتنفيذ غارات جوية عند أطراف بلدة مروحين الحدودية، وذلك على وقع موجات نزوح كثيفة من المناطق الحدودية، حيث فرغت البلدات والقرى من ساكنيها.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط قتيل وعدد من الجرحى في إطلاق نار من لبنان، ورد بفرض حظر وإغلاق في البلدات القريبة من الحدود، قال حزب الله إنه قصف دبابة ميركافا إسرائيلية في شتولا بالجليل الغربي، مؤكدا أن طاقمها سقطوا بين قتيل وجريح، مؤكدا إن استهدافه للجيش الإسرائيلي في شتولا يأتي ردا على استشهاد وجرح صحفيين ومواطنين جنوبي لبنان، موضحا أن مقاتليه استهدفوا مركزا لجيش العدو في شتولا بالصواريخ الموجهة مما أدى لوقوع قتلى وجرحى. وفي وقت سابق، اعترف الجيش الإسرائيلي بـ”4 إصابات على الأقل في هجوم صاروخي مضاد للمدرعات من لبنان على قرية حدودية إسرائيلية”. وبعد لحظات، قال الجيش الإسرائيلي “تعرض موقع عسكري إسرائيلي حدودي لإطلاق نار من لبنان بعد قصف شتولا”. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن صاروخا مضادا للدروع أطلق على ثكنة عسكرية لجنوده في الجليل الأعلى. وأضاف “قواتنا ترد بقصف مدفعي”.وقال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل شن هجمات على جنوب لبنان في أعقاب إطلاق النار. كما أعلن إغلاق كل المناطق على مسافة 4 كيلومترات من الحدود اللبنانية وحظر الحركة فيها. وإذ علمت “السياسة” من أوساط وزارية رفيعة أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أجرى في الساعات الماضية سلسلة اتصالات عربية ودولية، سعياً من أجل تحييد لبنان والحؤول دون انفجار الوضع في الجنوب، أكدت مصادر دبلوماسية خليجية لـ”السياسة”، أن الوضع في لبنان في غاية الخطورة، وأن الأمور قد تخرج عن السيطرة في الجنوب في أي وقت، إذا لم يع بعض الأطراف خطورة ما قد يجر اللبنانيين إليه. واشارت أوساط سياسية، إلى أن حزب الله ووفقا للمعطيات قد دخل فعلياً في المواجهة مع إسرائيل، وهي مرشحة لمزيد من الاتساع في الساعات المقبلة، بانتظار ترجمة كلمة السر الإيرانية التي حملها وزير خارجية إيران إلى بيروت. وعشية وصول وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى بيروت، دعت الرئاسة الفرنسية اللبنانيين وحزب الله إلى البقاء في منأى من النزاع بين إسرائيل وحماس، معربة عن قلقها البالغ حيال الوضع المتوتر على الحدود الجنوبية اللبنانية. وطالب الاليزيه، حزب الله واللبنانيين الاتزام بضبط النفس لتجنب فتح جبهة ثانية في المنطقة سيكون لبنان ضحيتها الاولى. وفيما زارت السفيرة الأميركية دوروثي شيا، المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم واستعرضت معه التطورات العسكرية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وما ينبغي القيام به لوقف التصعيد. حذرت كل من كندا والمانيا، رعاياهما في لبنان لتجنّب مناطق الصراع والانتباه من عمليات الخطف، كما دعت سفارتا البلدين إلى تجنب السفر غير الضروري إلى لبنان بسبب الظروف الأمنية التي لا يمكن التنبؤ بها. وفي المواقف، لفت الرئيس فؤاد السنيورة، إلى أن لبنان لا يستطيع أن ينخرط بعملية ضد إسرائيل لأنه مأزوم أصلاً، مشددا على رفضه أي قرار يتخذه حزب الله أحادياً، قائلا يجب أن يكون قرار السلم والحرب بيد الدولة. وشدّد السنيورة، على ان قرار حزب الله ليس لبنانياً بل إيرانياً وأغلبية اللبنانيين ترفض توريط لبنان. من جهته، رأى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، أن “الأوضاع الراهنة صعبة جداً ومرشّحة، إلى التطوّر أكثر وأكثر،كما انها تأخذ أبعاداً أكثر مما كان متوقعاً.

 

إسرائيل لـ”حزب الله”: إذا لجمتم أنفسكم فسنفعل

بيروت ـ”السياسة”/15 تشرين الأول/2023

فيما أكّد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أنَّ واشنطن قلقة بشأن القوات التي تعمل بالوكالة خاصة “حزب الله” اللبناني، توجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لـ “حزب الله” بالقول “إذا لجمتم أنفسكم فنحن سنفعل أيضا”.من جانبها، زعمت القناة 12 الإسرائيلية أنَّ “حزب الله رفع رأسه كثيرا وحان الوقت لقطع رأس الافعى”، بينما أعلنت إذاعة جيش الاحتلال أنه وللمرة الخامسة خلال يوم واحد، تم إطلاق صاروخ موجه نحو قوة من الجيش الإسرائيلي في حانيتا عند الحدود مع لبنان. توازيًا، ذكرت قناة “إل بي سي 1” أنه تم إطلاق أربعة صواريخ من الأراضي اللبنانية من خراج علما الشعب باتجاه حنيتا وتل مراد، اندلعت على أثرها الاشتباكات بين عناصر أخضر بلا حدود وجيش الاحتلال، تبع ذلك قصف مدفعي إسرائيلي على علما الشعب عيتا الشعب والضهيرة واطراف ميس الجبل حيث تضرر أحد المنازل. وقبل ذلك، أشار وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان إلى أن “حزب الله حدد كل مراحل الخطوط الحمر وسيتخذ الإجراءات المناسبة في كل مرحلة، لافتا إلى انه اطلع من أمين عام الحزب حسن نصرالله على جميع السيناريوهات على الطاولـــــة، واعرب عن أمله أن تحول الجهود السياسية دون اتساع الحرب وإلا فلا أحد يعلم ماذا سيحدث الساعة القادمة.

 

تننتي: نحثّ الجميع على وقف إطلاق النار والسماح لنا كحفظة سلام في إيجاد الحلول ونذكّر بأن الهجمات ضد المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة هي انتهاكات للقانون الدولي قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب

وطنية/15 تشرين الأول/2023

قال الناطق الرسمي بإسم "اليونيفيل" أندريا تننتي أن "هذا اليوم شهد تبادلاً مكثفاً لإطلاق النار في مناطق عدة على طول الخط الأزرق بين الأراضي اللبنانية وإسرائيل". أضاف: "كان هناك سقوط قذائف على جانبي الخط الأزرق، وأصيب مقرّنا العام في الناقورة بصاروخ، ونعمل على التحقق من مصدره. لم يكن جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل في الملاجئ في ذلك الوقت، ولحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى". وتابع: "نواصل العمل بنشاط مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة الوضع. ولكن للأسف، على الرغم من جهودنا، لا يزال التصعيد العسكري مستمراً. إننا نحثّ جميع الأطراف المعنية على وقف إطلاق النار والسماح لنا، كحفظة سلام، بالمساعدة في إيجاد الحلول، فلا أحد يريد أن يرى المزيد من الناس يجرحون أو يقتلون". وختم تننتي: "اننا نذكّر جميع الأطراف المعنية بأن الهجمات ضد المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة هي انتهاكات للقانون الدولي قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 15 تشرين الأول 2023

وطنية/15 تشرين الأول/2023

مقدمة "تلفزيون لبنان"

مع دخول طوفان الاقصى اسبوعه الثاني تفاقمت الوحشية الاسرائيلية وبلغت حد الابادة الجماعية في غزة حيث لا مكان لدفن الجثث هناك وفق ما كشف السفير الفلسطيني في مصر. اما الاحياء فيتم تشريدهم تحت وابل من القصف لم تسلم منه حتى المستشفيات.

الوضع الكارثي يتفاقم  مع بدء نفاد المياه النظيفة من القطاع وفق ما اعلن المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني قائلا إن المياه أصبحت مسألة حياة أو موت. فيما ترصد الامم المتحدة نزوحا جماعيا باتجاه الجنوب وتوصف القطاع بانه "يتحول إلى حفرة من الجحيم. وحيال تفاقم الاوضاع الانسانية تجددت الدعوات لفتح ممرات إنسانية إلى غزة لتزويد القطاع بالإمدادات الغذائية والطبية.كل ذلك وجرائم الاحتلال الاسرائيلي في غزة  تواجه بتعتيم غربي.

أما مخطط  تشريد أهالي غزة والدفع بهم باتجاه مصر فيلاقي رفضا فلسطينا ومصريا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يكرر ان امن بلاده بخطر رافضا تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار  داعيا الى قمة اقليمية دولية.

وفي المواقف الدولية ولي عهد السعودي شدد امام وزير الخارجية الاميركي على وجوب وقف التصعيد القائم ورفع الحصار عن غزة، والعمل على استعادة مسار السلام بما يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة. أما وزير الخارجية الاميركي العائد الى اسرائيل غدا فأكد من مطار القاهرة ان كل الدول التي زارها مصممة على عدم اتساع رقعة الصراع.

على الحدود بين لبنان والاراضي الفلسطينة المحتلة طال قصف جيش الاحتلال الاسرائيلي عددا من المناطق الحدودية طيلة ساعات النهار معلنا الحدود  مع لبنان منطقة عسكرية مغلقة  فيما استهدفت المقاومة عددا من المواقع الاسرائيلية منها موقع الراهب بصواريخ موجهة.

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

مواجهة جديدة عند التخوم اللبنانية - الفلسطينية جرت وقائعها قبل وبعد ظهر اليوم في ملاقاة لمعركة طوفان الأقصى. في هذه المواجهة عمليات للمقاومة استهدفت مراكز لجيش الإحتلال في مستوطنة شتولا ودبابة ميركافا في موقع الراهب وكذلك موقع ضهر الجمل وثكنة حانيتا الصهيونية بالإضافة إلى دوريات معادية قرب مستوطنة المنارة أما حصيلتها التي أقر بها العدو فهي قتيل واربعة جرحى على الأقل.

في المقابل قصف جيش الإحتلال أطراف بلدات مروحين وعيتا الشعب ورميش وراميا وطير حيفا وميس الجبل.

وفي خضم هذه الأحداث استقبل الرئيس نبيه بري الوزير السابق وليد جنبلاط الذي تمنى أن يبقى لبنان خارج دائرة التطورات الا اذا اصر العدو الاسرائيلي على الاعتداء.

في غزة استمر الجنون الإسرائيلي لليوم التاسع فاتكا بالفلسطينيين أطفالا ونساء وشيوخا بغطاء دولي وقح.

أما بالنسبة للعملية البرية فقد ظل العدو يسوق لها من دون التجرؤ على البدء بها بحجج متنوعة تتراوح بين الأسباب التقنية والأحوال الجوية.

على الضفة المقابلة المقاومة على ثباتها غير عابئة بهذه التهديدات وهي ردت بمقطع فيديو تحت عنوان (هذا ما ينتظركم عند أي دخول لكم إلى غزة). لكن بيت القصيد ربما يكمن بين سطور ما أعلنه مسؤول أميركي: على إسرائيل أن تفكر في العواقب وألا تتسرع في حرب من دون استراتيجية خروج. وفي ما يبدو التقاء مع هذه المقاربة تصدرت الصحف العبرية الإنتقادات الداخلية الإسرائيلية الواسعة للحكومة وقيادة الجيش في ظل غياب هدف واضح لعملية (السيوف الحديدية).

في هذه الأثناء توالت فصول الإحتضان الأميركي لإسرائيل وأحدثها إرسال حاملة طائرات ثانية إلى شرقي المتوسط هي (يو إس إس أيزنهاور).

من جهة أخرى حضرت التطورات العسكرية في المنطقة خلال لقاء الساعة بين ولي العهد السعودي ووزير الخارجية الأميركي في الرياض.

وفيما قررت الصين إرسال مبعوث إلى المنطقة الأسبوع المقبل طلبت روسيا التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى هدنة إنسانية في غزة.

مقدمة تلفزيون أم تي في"

إنها حرب قاتلة ستغير وجه المنطقة إلى الأبد. هذا ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي عن حرب غزة، التي بدأت منذ تسعة أيام، ولا تزال في بداياتها. ذاك أن اسرائيل تعد العدة لهجوم بري، تردد انه سيبدأ اليوم، لكنه تأجل إما بسبب الشتاء، أو لأن إخلاء سكان مستوطنات غلاف غزة لم ينته بعد، وإما للسببين معا. علما أن متحدثين 2 باسم الجيش الإسرائيلي أكدا أن الجيش صار جاهزا للهجوم البري الكبير، لكنه ينتظر قرارا سياسيا في شأن تاريخ بدء الهجوم. في الأثناء، جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تهديداته المباشرة والفجة لحماس، إذ أعلن في بدء الإجتماع الأول لحكومة الطوارىء أن البلاد تستعد لتمزيق حماس في غزة. فهل يتمكن نتنياهو من تنفيذ تهديداته، أم أن صمود حماس والجهاد الفلسطيني والفلسطينيين سيكون أقوى من المخطط الإسرائيلي؟ وهل سيبقى الضمير العالمي غير مبال بالكارثة الإنسانية في غزة أم أنه سيستيقظ ولو متأخرا ويمنع آلة الموت الإسرائيلية من الإستمرار في قتل البشر وفي هدم الحجر؟

توازيا، النزوح مستمر من شمال غزة الى جنوبها. أما عدد ضحايا القصف الاسرائيلي فارتفع الى حوالى 2500 ضحية اضافة الى 10 الاف جريح. على الجبهة اللبنانية، الوضع يتدحرج وامن الجنوب يترنح. فالقصف المدفعي والصاروخي بدأ قبل الظهر وتطور الى هجوم لحزب الله على مواقع اسرائيلية حدودية ، وقد استمر القصف متقطعا طوال النهار. وبعد الظهر، وردا على القصف الاسرائيلي تم استهداف الجليل الغربي بصواريخ من الجنوب، كما سقط صاروخ في نهاريا شمال اسرائيل. وفيما ترك عدد لا بأس به من سكان البلدات اللبنانية الحدودية بلداتهم، طلبت اسرائيل من سكان المستوطنات البقاء في الملاجىء وفي الاماكن المحصنة. وحسب القناة 12 الاسرائيلية فان اسرائيل بدأت ايام قتال في الشمال وبدأت تنزلق الى مكان مختلف. في الاثناء لفت قول وزير الدفاع الاسرائيلي من انه ليس لاسرائيل مصلحة في حرب على الجبهة اللبنانية. واضاف: اذا اختار حزب الله طريق الحرب فسيدفع ثمنا باهظا جدا، في المقابل سنحترم رأيه بضبط النفس ونبقي الامور على ما هي عليه. وهذا يعني ان اسرائيل تضع مسؤولية قرار الحرب والسلم بيد حزب الله. فما سيكون قرار الحزب اذا صارت الحرب في غزة مسألة حياة او موت؟

مقدمة تلفزيون "المنار"

رفرفت الصواريخ تواقة نحو فلسطين المحتلة محققة اهدافها ، وستتبعها الرايات بكل الوان النصر عندما يحين وقت عبورها. فيما الوقت لدى العدو حتى الآن هو لضرب الاخماس بالاسداس، وتعداد قتلاه ومصابيه وآلياته المحطمة في العديد من مواقعه المشرفة على الاراضي اللبنانية، وتحت اشراف قيادته المختنقة بخياراتها وتصر على عدوانها.

وكزخات الصواريخ كانت بيانات المقاومة الاسلامية لتطلع الرأي العام على حقيقة القصاص الذي يتلقاه العدو ردا على اعتداءاته وقتل المدنيين والاعلاميين على الاراضي اللبنانية، ولتأكيد الجهوزية متى تمادى على اي من الجبهات.

وفيما شيع اللبنانيون شهداءهم من مجاهدين ومدنيين بكل فخر واعتزاز، كانت المواقف الثابتة من مختلف منابر السياسة في لبنان على الحق بالوقوف بوجه العدو والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في معركته التاريخية بوجه الاجرام الصهيوني الاميركي.

ولم تجد غزة لتقي اطفالها كل هذا الاجرام الا احتضانهم واهلهم في ترابها الدافئ شهداء، وشاهدين على مذبحة يرتكبها الصهيوني والاميركي على مسمع ومرأى العالم.. ومع كل خفقة قلب يتوقف قلب طفل فلسطيني او شيخ او امراة تحت سماء مقتظة بالصواريخ والطائرات، اما ارض العدو الموحلة فليست وحدها من يؤخر هجومه البري الذي يتوعد به منذ ايام، فوحوله السياسية والخلافات الاستراتيجية ترسم معالم معركته وهو المصاب بهيبته وحتى بمصداقيته لدى جمهوره، مع فقدان الثقة بالتقديرات الاستخباراتية لقواته منذ السابع من تشرين.

ومنذ ذلك الحين والاميركي مجند بكل ترسانته العسكرية والسياسية لاستنقاذ الاسرائيلي، بل يخوض عنه الحرب وفق ما تؤكد الوقائع السياسية والميدانية.

وقائع ستفرض معادلات مفتوحة على كل الاحتمالات، وقد تتوسع الامور اذا ما استكمل العدوان مجازره، وفق ما قاله الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي لنظيره الفرنسي ايمانويل مكرون خلال اتصال بينهما اليوم.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

دخل العدوان الاسرائيلي على غزة يومه التاسع، على وقع اشتداد القصف التدميري للقطاع، ومحاولات ارغام السكان على النزوح جنوبا، فيما المقاومة الفلسطينية مستمرة ولو من تحت الركام.

وفي وقت يبدو واضحا ان المجتمع الدولي قرر منح الكيان العبري المهلة اللازمة للرد على ضربة حماس الموجعة، في انتظار مستقبل مجهول المعالم للأزمة الراهنة حتى الآن، يدفع الشعب الفلسطيني مجددا ثمن تضارب مصالح الكبار او تقاربها.

اما لبنانيا، فتضبط المقاومة ايقاع ردودها على استفزازات اسرائيل، علما ان وتيرة الاعتداءات على الاراضي اللبناني واللبنانيين تنذر بالاسوأ.

وبين تشرين لبنان 1990 وتشرين فلسطين 2023، احيى التيار الوطني الحر اليوم ذكرى الثالث عشر من تشرين بقداس مركزي، تلته كلمة للنائب جبران باسيل، اعتبر فيها انه اذا كان مفهوما وطبيعيا ان يعمل بعضنا لنصرة الفلسطينيين وان يفرح بعضنا الآخر لانتصارهم، الا ان غير المفهوم من جهة ان نفتح بلدنا على ساحات غير مضمونة لصالحنا وعلى مخاطر مضمونة كارثيتها، وغير المفهوم من جهة اخرى، ان يراهن بعضنا على دول وخيارات جربت وفشلت وجلبت لنا الهزيمة والمهانة.

‏واذ اعتبر انه ما زال هناك من يراهن عندنا على نجاح مشروع اسرائيل الأحادي التقسيمي في لبنان والمنطقة، توجه اليه بالقول: يا من تراهن على اجتياح اسرائيلي للبنان، ستنتظر طويلا لحظة لن تعود؛ مراهناتك الفاشلة لم ثبتت فشلك فقط بل اذت مجتمعنا ووطننا.

وفي الملف الرئاسي قال باسيل: ‏ان الانسان اما ان يكون حرا سيدا مستقلا في كينونته، أو لا يكون. ومن يظن ان تسويات او اتفاقات او احداثا خارجية كأحداث غزة مؤخرا، تفرض علينا رئيسا، لصالح هذا او ذاك، من هنا او من هناك، بحسب نتائجها، والخاسر والرابح فيها، فهو واهم واهم واهم. ان هذا يزيدنا تمسكا بحريتنا وسيادتنا واستقلالنا … وخياراتنا. فلا تنسوا معادلة الداخل، لذلك تعالوا ننتخب رئيسا بالتفاهم الآن، دون انتظار نتائج الحرب التي ستطول للأسف.

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

حاورت الجميع، وعندما حان الوقت لأن تحاور نفسها غدرها العمر. جيزيل لم يصرعها المرض بل صرعتها الحياة وصرع عمرها، منذ صغرها والمرض يسكن في ثنايا منزلها العائلي، كما سكنت العصافير في قرميد ذلك البيت الساحر في العقيبة. ذاقت الالم بمرض والدها ووفاته ثم بمرض شقيقها ووفاته ثم والدتها، و" قصف عمرها " استشهاد زوجها ورفيقها سمير قصير.

جيزيل إعلامية المبدأ الذي لا يحيد ولا يتغير حتى ولو تغيرت الظروف، يكفي ان نقول إنها بدأت مسارها الصحافي منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، لنعرف كم حقبة سوداء عايشت وواجهت. واكبت ال lbci منذ  بداياتها، تبادلت معها الحب والوفاء اينما حلت، وكانت لها على شاشتها صولات وجولات في برنامجها الأهم ، ليس على مستوى لبنان بل على مستوى العالم العربي، " حوار العمر"، سياسة وفكرا وشعرا وفنا.

ما اصعب ان تغيب جيزيل من دون ان تكون لديها القدرة على التعبير عما يجول في رأسها من سخط وغضب عما يحصل لأطفال فلسطين، وهي التي حملت لواء معاناة كل الاطفال في العالم العربي. ما اصعب ان تغيب جيزيل في وقت يسطر الاعلام اللبناني اروع مشاهد البطولة حيث العدسة تقاوم القذيفة. لم تساوم، لم تهادن، لم ترتجف، لم يتلون قلمها ولا لسانها، خط مستقيم في الدفاع عن الإنسان وعن حريته، سواء أكان في لبنان او في سوريا او في فلسطين. عندها ، الانسان انسان والحرية لا تتجزأ.

بقي الكثير لتقوله جيزيل ولتحاور في شأنه، لكن حوار عمرها القصير منعها وهي التي كانت ترفض كلمة " المنع". جيزيل ، تبقين في ذاكرة ال lbci  بصمة لا تمحى، وفي قلوب عائلة ال"ال بي سي آي" حبا لا يغيب، إنك "أيقونة الشاشة".

مقدمة تلفزيون "الجديد"

استنجدت غزة بالعالم, فتعمق جرحها ودخلت مستشفياتها الى غرف العناية المركزة غير الموضوعة قيد الخدمة.  تاسع نهار على طوفان الآلة الحربية فوق القطاع وبحره، فيما تجمدت العملية البرية على الورق العسكري  بعد ان اوقفها الله وحجب عن العدو اجتياحه الارضي قاطعا عنه الطريق من السماء. حال المناخ توقفت عندها القيادة الحربية في اسرائيل, لكن المناخ السياسي في الداخل كان اكثر عصفا لاسيما وان التقديرات الامنية ترجح معركة برية غير محسوبة النتائج وإن حرستها اميركا بغابة من السلاح مثلث الاضلع برا وبحرا وجوا. ومع توسع بحر الدم في غزة فإن اسرائيل لا تزال حتى هذه اللحظة تحاذر فتح جبهة الجنوب اللبناني وذلك بشهادة وزير حربها  يوآف غالانت  الذي قال الا مصلحة لدينا في شن حرب على جبهتنا  الشمالية مع لبنان وتوجه الى حزب الله بالقول: "إن لجمتم أنفسكم فنحن سنفعل ذلك أيضا، وهذه الحرب قاتلة وستغير واقع المنطقة للأبد. وواقع المنطقة يقول ايضا إن اسرائيل التي تطلق تحذيرات وانذارات أدخلت العالم الغربي والعربي وسيطا حتى تسحب المقاومة يدها عن الزناد  ولليوم فإن حركة القتال الناشب عند الحدود ليست جبهات حرب : قصفوا فقصفنا  واذا كانت المقاومة تستهدف تحصينات ودشما ومواقع واجهزة مراقبة اسرائيلية فإن الرد يرد بقتل الإعلام وقصف البلدات وأحيائها وابرزها اليوم في  استهداف مناطق مأهولة في عيتا الشعب وإلقاء قنابل بعضها فوسفوري ، كما طال القصف بلدات راميا ومروحين ورميش وادعى جيش الاحتلال انه بدأ بقصف البنى التحتية لحزب الله ولم يعرف ما اذا كان يقصد الخيمتين المرعبتين عند الحدود. ورياح الجنوب لا يبدو انها لغاية الان تتأثر بالمناخ العاصف في غزة، لان مقاومة الداخل لا تزال موجعة لاسرائيل، وصواريخها تنبع من تحت الارض  لتبقي العدو ينبض على صفارة إنذار . وآخر هذه الصفارات ما دوى في مطار بن غوريون مع اعلان من الناطق باسم سرايا القدس ابو حمزة متوجها الى الاسرائيليين : لقد اعددنا لكم رجالا يحبون القتال فاهلا بكم في رحاب الجحيم. والجحيم كان دبلوماسيا ايضا عندما عاد وزير خارجية اميركا انطوني بلبينكن خائر القوى السياسية بعد جولة لم يقنع بها السعودية ولم تتجاوب مع تركيا ومصلر والاردن والامارات, وأبلغه مسؤولو الدول العربية بان الحديث  هو بعد رفع الحصار.  وانتهى المطاف مع بلينكن أن عاد الى اسرائيل على ظهر قرار قضى بتعيين  ديفيد ساترفيلد عميدا للشؤون الانسانية الاميركية في المنطقةوقال اننا نضع الية مع الامم المتحدة ومصر واسرائيل  لايصال المساعدات الى من يحتاجونها واعلن انه  سيعاد فتح معبر رفح بين مصر وغزة, واوضح ان الشركاء في المنطقة اكدوا اهمية العمل المشترك لمنع التصعيد الجاري .وهي مواقف غيرت وجهة الوزير الاميركي الذي سبق ودخل تل ابيب قبل يومين شاهرا يهوديته متطوعا كالمقاتل الشرس الى جانب الصهوينية واذ به يتلقى بين عواصم عربية انذارات بوقف الهمجية الاسرائيلية في غزة وبدء مد جسور الاغاثة. وهذه التبدلات في المسار الاميركي تأتي ايضا بعد تصاعد التظاهرات المناهضة للعنف الاسرائيلي وقتل المدنيين في القطاع وابادة الفرق الطبية مع عائلاتهم واذا كان مواطنون اميركيون وبريطانيون قد تحركوا فلرفضهم ايضا تمويل الغزوات الاسرائيلية باموال المكلف الاميركي والبريطاني.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

جبهة الجنوب اللبناني تشتعل يومياً وحزب الله يستخدم صواريخ موجّهة في قصف ثكنات إسرائيلية ويصيب أهدافه

سعد الياس/القدس العربي/15 تشرين الأول 2023

باتت جبهة الجنوب مفتوحة على التوتر بشكل يومي وإن لم تصل بعد إلى حد الانجرار لانفجار كبير، وقد سُجّلت الاحد هجمات صاروخية من الاراضي اللبنانية في اتجاه الجليل الاعلى وبعض المواقع العسكرية لقوات الاحتلال الاسرائيلية. وأطلق حزب الله صباحاً صاروخاً مضاداً للدروع في اتجاه أحد المواقع في منطقة شتولا وحقق 5 اصابات إحداها حرجة، كما أطلق صواريخ موجهة في اتجاه ثكنة حانيتا قرب الحدود وتل مراد وموقع ظهر الجمل، وردّت قوات الاحتلال بقصف للاراضي اللبنانية، وتعرضت اطراف بلدتي الضهيرة وعلما الشعب في القطاع الغربي بعد الظهر لقصف مدفعي عنيف، طال ايضاً أطراف بلدة بليدا وميس الجبل ورميش بعدد من القذائف. وصدر عن حزب الله بيان جاء فيه “في مواصلة للرد على قتل وجرح الصحافيين في بلدة علما الشعب والمدنيين في بلدة شبعا، قام مجاهدو المقاومة الاسلامية عصر الاحد بمهاجمة ثكنة حانيتا الصهيونية بالصواريخ الموجهة مما أدى إلى اصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو”، وختم “وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم”. ثم أصدر الحزب بياناً ثانياً أكد فيه مهاجمة مواقع اسرائيلية أخرى قائلاً “هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية خمسة مواقع صهيونية حدودية وهي: جل العلام، بركة ريشا، موقع راميا، موقع المنارة وموقع العباد، بالأسلحة المباشرة والمناسبة”. وأوضح رئيس بلدية عيتا الشعب “أن القذائف الإسرائيلية طالت مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة ووصلت شظاياها إلى عدد من المنازل وأصابت مواطناً إصابة طفيفة”.

وبعد الظهر أطلق نحو 30 صاروخاً في اتجاه الجليل بعد قصف اسرائيلي على مناطق حدودية جنوبية طال بلدة رامية وسقطت قذيفة في بلدة علما الشعب واصابت منزلاً بقذيفة فوسفورية لكنها لم تؤد إلى أي اصابة بسبب عدم وجود السكان داخل المنزل.

وكانت قوات الاحتلال أعلنت الحدود مع لبنان منطقة عسكرية مغلقة، مع تكرار الاشتباكات والقصف المتبادل مع فصائل فلسطينية وحزب الله والتي أسفرت أحدث موجة منها قبل ساعات عن مقتل إسرائيلي. واعتبر هذا الجيش “أن شريطاً عرضه 4 كيلومترات داخل إسرائيل على الحدود مع لبنان أصبح منطقة عسكرية مغلقة، ويعني هذا القرار أنه يمنع على المدنيين دخول المنطقة”، كما طلبت إسرائيل من سكان مناطق في الجليل المتاخمة للحدود مع لبنان التوجّه للملاجئ. وتحدثت القناة 12 الاسرائيلية عن “إطلاق نار كثيف عند الحدود مع لبنان وأن سكان كريات شمونة والمنارة مطالبون بدخول الملاجئ”.

بالموازاة، رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق “أن العدوان الإسرائيلي على غزة هو تهديد للأمن القومي في لبنان، وأن أهداف ونتائج العدوان على غزة، تتجاوز غزة لتصل إلى لبنان وسوريا وكل المنطقة، وأي عدوان إسرائيلي على لبنان في أي زمان ومكان، سيُقابل بالرد القاسي والعاجل”. ولفت إلى “ان الأساطيل وحاملات الطائرات لن تخيفنا من أن نقوم بواجبنا الوطني والإنساني في الدفاع عن أهلنا ووطننا، ولذلك كلما قصفوا بيوتاً أو قتلوا أحداً من أهلنا أو مقاومينا، فإن المقاومة ردت وسترد الصاع صاعين، وعلى الأمريكيين أن يعلموا أن بوارجهم لن تغيّر شيئاً من موقف المقاومة، وأن عماد مغنية ما غادر الميدان، وقد خلّف وراءه مئة ألف مقاتل مدربين ومجهزين، وهم أبطال الميدان وصناع انتصاراته”. واعتبر قاووق “أن المسؤول الأول عن المجازر المتواصلة في غزة هي الولايات المتحدة الأمريكية، التي شجعت وسلّحت وغطت مجازر جيش العدو الإسرائيلي، وإن دماء الشهداء تقطر من أيدي الإدارة الأمريكية التي أثبتت أنها إدارة إرهابية متوحشة”، مشيراً إلى “أن تحريك الأساطيل له هدف واحد، وهو عزل غزة عن أي نصرة خارجية، ومنع المقاومة في لبنان عن نصرة ودعم ومساندة غزة، وهذا أحد الأدلة التي تدلل على الوهن الإسرائيلي”.

ورأى “أن العروبة الأصيلة هي التي يعبّر عنها حزب الله الذي جسّد النصرة والدعم والمساندة لغزة بدماء شهدائه، وأن حزب الله هو من ينتصر لقضية غزة على امتداد العالم العربي والإسلامي”، مضيفاً “العمليات المتواصلة تستنزف العدو الإسرائيلي على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة، فكل شمال فلسطين المحتلة ينزف فيها جيش العدو، لأن المقاومة استطاعت أن تفرض عليه إخلاء المستوطنات المحاذية للحدود، وإنزال مئات الآلاف إلى الملاجئ في عمق المناطق المحتلة في الجليل وشمال فلسطين المحتلة”.

في المقابل، توجّه وزير الجيش الإسرائيلي لحزب الله بالقول: “إن لجمتم أنفسكم فنحن سنفعل ذلك أيضاً وهذه الحرب قاتلة وستغيّر واقع المنطقة للأبد”.

بالتزامن، نبّه وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان من الدوحة إلى أن “لا احد يمكنه ضمان السيطرة على الوضع إذا شنّت اسرائيل هجوماً برياً على قطاع غزة”. وقال عبد اللهيان في تصريحات نقلها بيان للخارجية الايرانية: “إذا تواصلت هجمات النظام الصهيوني على السكان العزل في غزة، فلا أحد يمكنه ضمان السيطرة على الوضع واحتمال توسع النزاع”.

اما قوى التغيير فعقدت لقاء موسعاً للتداول في المستجدات الراهنة على الساحة الفلسطينية وانعكاساتها على الساحة اللبنانية. واصدرت بياناً ورد فيه “غزة في عين العاصفة والمنطقة ولبنان اليوم على مفترق خطر جداً، وانطلاقاً من المسؤولية والمصلحة الوطنية، وفي الذكرى الرابعة لثورة 17 تشرين/أكتوبر، لا يمكن لنا كقوى تغيير في لبنان، الوقوف متفرجّين على ما يحدث في غزة أو على حدودنا الجنوبية دون اتخاذ المواقف المنسجمة مع تطلعات اللبنانيين والمبادئ التأسيسية لحقوق الانسان، والمتمثلة توازياً بإدانة جرائم العدو الاسرائيلي وإرهابه وضرورة حماية لبنان من الاستدراج إلى الحرب، ودعم الشعب الفلسطيني والوقف الفوري للجرائم الاسرائيلية.

لذلك: 1-ندين مجازر الابادة الجماعية التي ترتكبها آلة حرب العدو والتهجير الممنهج لسكان غزة، بعد 75 عاماً من الاحتلال والهمجية والقمع والحصار الذي تمارسه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وسياستها الاستيطانية العنصرية، وعدم اعترافها بحقوقه، مما ادّى إلى انسداد الافق وإلى المزيد من التشدد والتطرف الذي لم تعد تحتمله المنطقة.

2- ندين الاعتداءات الاسرائيلية على المدنيين في الجنوب وقصفها للقرى الآمنة. والمخزي الغياب التام للحكومة اللبنانية، حتى بلغ الاهتراء السياسي برئيسها المجاهرة بعجزها وعدم امتلاكها لقرار الحرب والسلم، وانطلاقاً من ذلك، نؤكد مرة جديدة، ان استعادة سيادة الدولة المطلقة على ارضها وقرارها هو المدخل الوحيد لانقاذ لبنان من الانهيار الشامل ومن الارتهان والخضوع لهيمنة فريق سياسي”.

وانتقد البيان زيارة وزير الخارجية الايرانية وقال “أولويتنا حماية لبنان لا تتناقض مع تمسكنا بحقوق الشعب الفلسطيني والتضامن معه ودعمنا غير المشروط لقضية العرب المركزية، وإدانتنا لجرائم العدو. ولا يحتاج اللبنانيون إلى دروس من احد في هذا العالم، فهم دفعوا اثمانا باهظة خدمة لفلسطين واحقية قضيتها. ومن أتى إلى بيروت يعطي اللبنانيين التوجيهات مُمرراً رسائل تتاجر بمصيرهم، وهو لم يطلق أي طلقة واحدة إلى اسرائيل طيلة امد هذا الصراع الممتد منذ عقود، وهو الذي يملك ترسانة عسكرية وصاروخية كبيرة، ليكف عن استخدام الارض العربية والشباب العربي ولبنان تحديداً، وقوداً في مفاوضاته ومشاريعه الاقليمية”. وطالبت قوى التغيير “بعقد اجتماع فوري للجنتي الخارجية والدفاع في المجلس النيابي للبحث في كيفية تحصين لبنان”، كما طالبت “بدعوة مجلس الوزراء فوراً واصدار موقف واضح برفض زج لبنان في حروبٍ لا قدرة له على احتمالها ولا مصلحة له فيها وابلاغ وزراء حزب الله رسميًا به”.

 

بعد القصف الإسرائيلي لبلدات حدوديّة... المقاومة تردّ

أم تي في/15 تشرين الأول 2023

أعلنت المقاومة الإسلاميّة في لبنان، ما يلي: "في سياق الرد على الإعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت الصحافيين وأدت الى استشهاد الصحافي عصام عبدالله وجرح عدد من الصحافيين وأيضاً القصف الذي أدى إلى إصابة منزل في شبعا وأدى إلى استشهاد المواطنين خليل اسعد علي هاشم ورباد حسين العاكوم، قامت مجموعة الشهيدين علي يوسف علاء الدين وحسين كمال المصري صباح اليوم الأحد الموافق 15/10/2023 باستهداف مركز لجيش العدو الصهيوني في منطقة شتولا بالصواريخ الموجهة مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين قتيلٍ وجريح". وفي بيان آخر، قالت: "استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية بالصواريخ الموجهة دبابة ميركافا في موقع الراهب مما أدى ‏إلى إصابتها إصابة مباشرة ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.‏ وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم".

 

قتيل و4 مصابين في شتولا بعد صاروخ من لبنان

أم تي في/15 تشرين الأول 2023

أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بسقوط قذائف في مستوطنة شتولا عند الحدود مع لبنان، قابله قصف إسرائيلي على أطراف بلدة عيتا الشعب. ونقل إعلام إسرائيلي معلومات أولية عن سقوط قتيل و4 مصابين في صفوف الجيش الإسرائيلي بعد استهدافهم بالصاروخ الموجّه من لبنان، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه "يشنّ حالياً ضربات نحو مصدر النيران في لبنان بعد التقارير الأولية في شأن استهداف شتولا". كما أغلق الجيش الإسرائيلي طرقات مؤدّية لبلدات قرب الحدود مع لبنان وأعلنها منطقة عسكريّة مغلقة.

 

الجبهة تشتعل... ودعوة للمسؤولين اللبنانيين: غيّروا البوصلة!

جريدة الأنباء الالكترونيّة/15 تشرين الأول 2023

مع جنون وحقد إسرائيل والهمجية التي تطبع حربها على الشعب الفلسطيني، ومع استمرار التغطية الدولية الوقحة لهذه الوحشية، وفي ظل العجز العربي، تبدو الأمور ذاهبة إلى الأسوأ. فحرب الإبادة التي بدأتها قوات الإحتلال بغارات طيرانها طوال 8 أيام ستستكملها بعملية برية على غزة، مهدت لها بالأكاذيب والأضاليل وبحشد تأييد دولي لإجرامها الذي فاق كل تصور. وفيما آلة الحرب الإسرائيلية تُمعن بقتل أهل قطاع غزة حيث بلغت حصيلة الشهداء يوم أمس فقط أكثر من أربعمئة والجرحى أكثر من ألف وخمسمئة، واصلت قوات الإحتلال قصف المناطق الحدودية في جنوب لبنان، وطالت بقصفها قرى العرقوب حيث استشهد مواطنان بقذيفة أصابت منزلهما في بلدة شبعا، وقد قصفت المقاومة مواقع العدو في مزارع شبعا محققة اصابات مباشرة بحسب بيان لحزب الله. في هذا الوقت، واصل وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان جولته في عواصم بعض دول المنطقة، فحط في الدوحة حيث التقى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كما سُجِّل تحرك تركي - مصري في مسعى للضغط على تل أبيب لوقف عدوانها، وقد بقيت مل المساعي الرامية لوقف إطلاق النار خجولة إلى حد بعيد. مصادر مواكبة لفتت في حديث مع "الأنباء" إلى أن جولة عبد اللهيان تندرج في سياق العمل على "تجسيد وحدة الساحات"، و"التأكيد للولايات المتحدة التي دفعت ببوارجها إلى شرق المتوسط للدفاع عن اسرائيل، بأن غزة غير متروكة، وأنه في حال نفّذت إسرائيل تهديداتها بالهجوم البري على غزة فإنّها لن تقف مكتوفة الأيدي، بل ستدخل الحرب أيا تكن نتائجها".

ورأت المصادر أن الوزير الإيراني يسعى من خلال علاقة بلاده بدولة قطر لأن تقوم الأخيرة بمبادرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل "تحت عنوان رفع الحصار عن غزة مقابل الإفراج عن الرهائن لدى حماس، وبعد ذلك يجري الحديث عن الممرات الآمنة".

وفي المواقف، وصف عضو كتلة التنمية والتحرير النائب فادي علامة ما يجري في غزة بأنه "إجرام غير طبيعي"، ولفت إلى أن "أطماع العدو معروفة، فهو يريد أن يفتح أكثر من جبهة، لكن الأمور ما زالت حتى الآن ضمن الضوابط والالتزام بالقرار الدولي ١٧٠١، لكنّ أحداً لا يعرف كيف ستتطور الأمور مستقبلاً وماذا يخطط هذا العدو، فهو لم يستفق من الصدمة بعد ويريد أن "يفش خلقه" بأي ثمن". وإذ أشار إلى أن التركيز يجري الآن على إيجاد حل للناس المحاصرين في غزة، سأل علامة: "كيف يقبل العالم مطالبة اسرائيل بنقل مليون ومئتي ألف مواطن فلسطيني من غزة وهم من سكان فلسطين الأصليين؟"، وتحدث في الوقت نفسه عن "تحرك أكثر من فريق من أجل التوصل لوقف اطلاق النار"، معتبراً أن "المساعي الإيرانية والقطرية تصب في هذا الاتجاه". وبشأن الساحة الداخلية اللبنانية، استغرب علامة "ما يصدر من مواقف وآراء لبعض القوى الذين لم يغيروا اتجاه بوصلتهم بعد"، داعيًا إلى "الوحدة والتكاتف لمواجهة ما يتهددنا من أخطار"، مؤيداً طرح تفعيل حكومة تصريف الأعمال وتعزيز دور السلطة التنفيذية لتسيير شؤون الناس في هذه الظروف الدقيقة والمصيرية التي يمر بها لبنان والمنطقة. وفيما الحكومة اللبنانية لا تزال تتلمس طريقها لتفعيل أمورها، والعمل على وضع الخطط الضرورية تحسباً لوقوع عدوان إسرائيلي، فإن القلق يبقى مما قد تبلغه حدة هكذا عدوان بحال حصوله، وضرورة أن تضع كل القوى السياسية جانباً التباينات -على أهميتها- وأن تنصرف لمواجهة وطنية لما يمكن أن ينتج من تداعيات.

 

بالاسماء... كتائب القسّام في لبنان تنعي شهدائها الثلاثة

أم تي في/15 تشرين الأول 2023

صدر عن كتاب القسّام بيان عسكري جاء فيه: "نصرةً للأقصى والمقدسات والمجاهدين في معركة طوفان الأقصى، وعلى درب الجهاد والمقاومة، قامت مجموعة شهداء النخبة في كتائب عز الدين القسام – لبنان، مساء يوم الجمعة 13 تشرين الأول 2023، بالتقدم للنفاذ نحو فلسطين المحتلة وتمكنت من الاشتباك مع جيش الجيش الاسرائيلي والانسحاب بسلام". وتابع، "في صبيحة يوم السبت 14 تشرين الأول 2023، تمكنت المجموعة بفضل الله من تفجير السياج الحدودي واستهداف دشمة المراقبة والنفاذ داخل فلسطين المحتلة بالقرب من مستوطنة "مرغليوت" واشتبكت مع الجيش الاسرائيلي بمساندة نارية من الأسلحة المتوسطة وأوقعت فيه الخسائر، وأثناء الاشتباك قامت طائرات الجيش الاسرائيلي باستهداف مجاهدينا ليرتقوا إلى ربهم مقبلين غير مدبرين". وأضاف البيان، "إننا إذ نزف إلى العلا شهداءنا الأبطال وهم:

الشهيد القسامي المجاهد/ أحمد أسامة عثمان – مخيم عين الحلوة

الشهيد القسامي المجاهد/ يحيى نايف عبد الرازق – مخيم عين الحلوة

الشهيد القسامي المجاهد/ صهيب عمر كايد – وادي الزينة

لنعاهد الله أن نكون الأمناء على دماء شهدائنا الأبرار، والاستمرار في درب الجهاد والمقاومة حتى النصر والتحرير".

 

باعوا أرضهم واحتلّوا أرضنا"... تعليقٌ قاسٍ من شمعون!

موقع ليبانون ديبايت/الاحد 15 تشرين الأول 2023

نشر رئيس حزب الوطنيين الاحرار مؤسس الجبهة السيادية النائب كميل دوري شمعون، صورة على حسابه عبر منصّة "إكس" تضمنّت جثث لـ اللبنانيين الذين قتلوا في مجزرة الدامور عام 1976، على يد عدد من الشبان الفلسطينيين. وكُتِبَ على الصورة التي نشرها النائب شمعون: "هيدي مشان يلّي وجعو قلبو، قطرة دم كل شهيد بتسوى كل فلسطين، باعوا أرضهن وإجو يحتلّو أرضنا".

 

تحت شعار "تلاحم الساحات"... هل تُفتح جبهة الجنوب؟

الراي الكويتيّة/15 تشرين الأول 2023

توتّر الوضع الأمني في جنوب لبنان منذ عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركة «حماس» في غلاف غزة، لكن التوتر هذه المرة اتخذ بُعداً مختلفاً وبدا كأنه يتأرجح بين معادلتيْ: عدم إشعال الجبهة حالياً لحسابات سياسية متعددة، وبين إشغال الاحتلال الإسرائيلي عسكرياً ترجمةً لشعار «وحدة الساحات» في إطار معركة المقاومة الكبرى. وأطلّت من خلف غبار السخونة على الجبهة اللبنانية مجموعة وقائع لافتة، إلى جانب قيام «حزب الله» بتنفيذ عمليات عسكرية وتبنّيها رسمياً على وقع إعلان «لسنا على الحياد» في معركة «طوفان الأقصى».

فدخول «حماس» على خط العمليات العسكرية انطلاقاً من الجنوب شكّل سابقةً، أقله في إعلان المسؤولية الرسمية، إذ أكدت «كتائب عز الدين القسام» - الجناح العسكري للحركة (الثلاثاء) في بيان، أنها مَن قام بإطلاق الصواريخ على بعض المستعمرات الإسرائيلية مؤكدة «كوننا جزء لا يتجزأ من المعركة مع شعبنا في فلسطين وخصوصاً شعبنا في غزة العزة ومقاومتها العظيمة، خطونا خطوةَ على طريق التحريرِ والعودةِ بقصفٍ صاروخي مُركّز على مغتصبات الجليل الغربي من جنوب لبنان».

هذا البلاغ العسكري رقم واحد، جاء سريعاً وبعد ثلاثة أيام فقط من انطلاق الحرب وحَمَلَ رسالةً واضحةً تؤكد تغيير طبيعة المعركة الحالية مع الاحتلال الإسرائيلي وانخراط القوى الفلسطينية هذه المرة في معركة «طوفان الأقصى»، ربطاً بمجريات التصعيد في غزة من جهة، وتأكيداً على معادلة وحدة الساحات لدى محور المقاومة في المنطقة من جهة أخرى.

وخلال الأعوام الماضية، ومع تنامي قوة «حماس» في الداخل، كانت الحركة في لبنان تصرّ على حضورها سياسياً وخدماتياً وصحياً واجتماعياً من دون إبراز أي وجود عسكري سواء داخل المخيمات أو خارجها، وتُعلِنُ أن معركتَها العسكرية مقتصرة على الداخل فقط، ولكن منذ انضمامها إلى محور المقاومة واليوم مع اندلاع معركة «طوفان الأقصى» تَغَيَّرَ الواقع. وفيما فضّل ممثل «حماس» في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي عدم التعليق على الهجوم الصاروخي، وقال لـ «الراي» نكتفي بالبيان والتفاصيل التي وردت فيه، قالت مصادر الحركة إنها رسالة مزدوجة «الأولى تحمل عنوان التضامن مع شعبنا الفلسطيني، والثانية موجّهة للعدو الصهيوني بأننا لن نسمح باستفراد المقاومة في غزة»، مؤكدة في الوقت نفسه «إذا أقدم العدو على اجتياح القطاع برياً، فإننا لسنا وحدنا في المعركة، وسيدخل إليها محور المقاومة تحت شعار «تَلاحُم الساحات».

وترى المصادر أن «حماس» حرصتْ في بيانها على رفْع شعار واضح لم يقتصر على الانخراط بمعركة «طوفان الأقصى» والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك والقدس، أي بدء معركة التحرير في الداخل، وإنما تضمّن إشارةً إلى العودة من الخارج وهذا ما ينتظره اللاجئون الفلسطينيون منذ 75 عاماً تاريخ نكبة فلسطين في العام 1948، وهم ما زالوا يعيشون في مخيمات يزنّرها الفقر المدقع والبؤس من أجل تحقيق هذين الهدفين (التحرير والعودة). ولم يقلّ دلالة دخول «الجهاد الإسلامي» على خط الجبهة ذاتها، رغم أنها ليست أولى عملياتها من الجنوب، إذ سبق وقام عنصران منها (3 كانون الأول 2002) وهما غسان محمد الجدع من مخيم المية ومية، ومحمد مصطفى عبد الوهاب من مخيم شاتيلا، بتنفيذ عملية نوعية في مستعمرة شلومي، وقد سقطا فيها من دون أن تعلن الحركة مسؤوليتها عن العملية إلا في 30 يناير 2004، أي بعد نحو عامين.

وأعلنت «سرايا القدس» - الجناح العسكري لحركة الجهاد في بيانها (الإثنين) «تنفيذ هجوم على مواقع الاحتلال الصهيوني قبالة الضهيرة شمال فلسطين المحتلة، ضمن معركة طوفان الأقصى، وقد ارتقى خلال العملية اثنان من هما: رياض محمد قبلاوي من عين الحلوة، وحمزة حسن موسى من البرج الشمالي في منطقة صور، وكلاهما من مخيمات جنوب لبنان وقد قَتلا وجرحا نحو ثمانية جنود إسرائيليين».

ويؤكد عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد» وممثلها في لبنان الحاج إحسان عطايا لـ «الراي» أن العملية العسكرية «كبّدت العدو قتلى وجرحى، وتأتي في إطار وحدة الساحات والجبهات، وتحمل رسالتين، الأولى: قطْع الطريق على مشاريع التوطين في لبنان من خلال إصرار الشعب الفلسطيني على القتال حتى تحرير أرضه والعودة إلى دياره، لأنه على قناعة بأن العدو الإسرائيلي لن يقوم بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ولا سيما القرار 194 الذي ينص على حق العودة والتعويض، وأن القوة هي التي تجبر المجتمع الدولي على الاستماع إلى الحق الفلسطيني وأن الجيل الجديد مصر على العودة حتى لو دفع حياته ثمناً لتحرير الأرض». أما الرسالة الثانية، يقول عطايا فهي «أن العملية أعادت تصويب بوصلة السلاح الفلسطيني بأنه ليس للاقتتال ولا الفتن ولا لتهديد السلم الأهلي اللبناني أو استقرار المخيمات... وإنما هو سلاح مُقاوِم له وظيفة وعنوان وهدف هو التحرير والعودة»، مشدداً على «أن آلية العمليات العسكرية لدينا في لبنان أن تحصل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا تجرّ لبنان أو تورّطه في فتْح معركة أو جبهة بقرارٍ فلسطيني ولا تعطي العدو الإسرائيلي مبرراً لشن عدوان، وإن كان لا يحتاج إلى ذلك»، وموضحاً «أن العمليات تأتي نصرةً لمعركة «طوفان الأقصى» ولا يمكن للأخوة اللبنانيين أن يكونوا حرس حدود للعدو، ونحن نقول إننا لن نوفر جهداً إن استطعنا إليه سبيلاً لدخول الأراضي الفلسطينية والقتال فيها حتى تحقيق هدفنا بالتحرير والعودة».

ويقول المحلّلُ السياسي الكاتب علي هويدي لـ «الراي» إنه «لا يختلف اثنان على أن انخراط القوى الفلسطينية بمعركة طوفان الأقصى سواء»حماس«أو»الجهاد«هو رسالة مفادها آن الأوان لتوحيد جبهات المقاومة ضد العدو الإسرائيلي وعدم الاكتفاء بالمعركة من الداخل، على قاعدة أن الكل معنيّ بها من أجل تحرير الأرض والعودة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى «أن الرسالة الأخرى موجهة للمجتمع الدولي بأن تخلّيه عن القضية الفلسطينية وتَجاهُلَ تطبيق القرارات الأممية يعني عدم الاستقرار في المنطقة».

 

رسالة من السيّد إلى البيك!

داني حداد/أم تي في/15 تشرين الأول 2023

لا تخلّف الحروب دماراً فقط. هي تبني جسوراً في بعض الأحيان. وفي لبنان، تركت الحرب في غزة، وقد بلغت شظاياها مناطق في الجنوب، أثرها على المواقف السياسيّة، فهدأت الجبهات الداخليّة واستكانت المساعي الرئاسيّة، وبرز موقفٌ شبه موحّد يندّد بالاعتداءات الإسرائيليّة وإن كان يرفقها البعض بتحذيرٍ من زجّ البلد في حرب الآخرين. من أبرز المواقف التي ظهّرتها الحرب صوت وليد جنبلاط، في أكثر من مقابلة وتغريدة. إن سلّم الرجل رئاسة الحزب، فهو يعرف كيف يعود الى الصفّ الأمامي في زمن الأزمات الكبيرة. استعاد جنبلاط خطاب الماضي، فبدا، من جديد، زعيماً على رأس الحركة الوطنيّة يهاجم إسرائيل، العدو الأوّل، ولا يوفّر داعمها الأميركي، ويؤكّد أنّ القضيّة العربيّة الأمّ هي فلسطين. مهما تنقّل في التحالفات الداخليّة، تبقى البوصلة نحو فلسطين. خلّفت مواقف جنبلاط الأخيرة ارتياحاً لدى خصم السياسة الداخليّة، حزب الله، رأس الحربة في مساندة غزة من حدود لبنان الجنوبيّة. أراد الحزب أن يقول لزعيم المختارة إنّه تلقّف هذه المواقف بإيجابيّة، فكلّف أمينه العام السيّد حسن نصرالله معاونه السياسي الحاج حسين خليل الاتصال بالوزير السابق غازي العريضي، ناقلاً رسالة إيجابيّة من السيّد الى البيك. تقول المعلومات إنّ الاتصال الذي حصل أمس كان وديّاً، وأبلغ فيه خليل رسالةً من نصرالله مفادها أنّ الحزب يقدّر مواقف جنبلاط الأخيرة، وهي يُبنى عليها لعودة بعض المياه الى مجاريها، بعد انقطاع، بين حارة حريك والمختارة.  يدرك حزب الله أنّه يحتاج اليوم الى وحدة موقفٍ داخليّ، قدر الإمكان، تتيح له المضيّ في مواجهته العدو الإسرائيلي، بالقدْر الذي اختاره للمشاركة في المعركة. هو لا يتفرّج، كما لا يخوض مواجهةً مفتوحة. لكنّ الاحتمالات الأخرى متاحة، وفق مسار الحرب في داخل فلسطين، والمساعي الدبلوماسيّة التي تُبذل بالتزامن، والتي سترتفع وتيرتها بدءاً من الأسبوع المقبل، ومن أهداف بعضها تحييد لبنان عسكريّاً. من حسنات الحرب، والخشية من انعكاساتها السلبيّة على لبنان الذي يصارع الموت الاقتصادي والمالي منذ سنوات، أنّها قرّبت بين بعض المتخاصمين. حين ترتفع أصوات المدافع، تنخفض أصوات السياسيّين المتشنّجة. لعلّ ذلك يساهم، حين تنتهي الحرب يوماً ما، في إعادة وصل ما انقطع بين بعض الفرقاء.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرفض قتل المدنيين ويدعو لإطلاق الأسرى من الجانبين ويعتبر أن أفعال حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني

رام الله ـ القدس العربي/15 تشرين الأول 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123223/123223/

 ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد رفض قتل المدنيين من الجانبين ودعا لإطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين من الجانبين، وقال إن “سياسات وأفعال حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني”.كما وصف في اتصال هاتفي مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو منظمة التحرير الفلسطينية بأنها “الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”. وبحث  عباس، مع رئيس جمهورية فنزويلا، آخر تطورات الأوضاع الصعبة في فلسطين. وأكد عباس، خلال الاتصال، ضرورة “وقف العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا بشكل فوري، وحمايتهم، والسماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة لقطاع غزة، وتوفير المستلزمات الطبية، وإيصال المياه والكهرباء والوقود للمواطنين هناك”. وجدد “الرفض الكامل لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة، لأن ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية لشعبنا”. وأكد رفض قتل المدنيين من الجانبين والدعوة لإطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين من الجانبين، مجددا التأكيد على نبذ العنف والالتزام بالشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة والمقاومة الشعبية السلمية والعمل السياسي طريقا للوصول لأهدافنا الوطنية، مؤكدا ضرورة الذهاب لحل سياسي ينهي الاحتلال، كما أكد أن سياسات وأفعال “حماس” لا تمثل الشعب الفلسطيني، وأن سياسات وبرامج وقرارات منظمة التحرير الفلسطينية هي التي تمثل الشعب الفلسطيني بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

 

إيران لن تحارب إسرائيل:جبهة المقاومة تستطيع الدفاع عن نفسها

المدن/16 تشرين الأول/2023

أعلنت إيران ليل الأحد، أن القوات المسلحة الإيرانية لن تدخل في اشتباك عسكري مع إسرائيل ما لم تشنّ هجوماً عليها أو على مصالحها أو مواطنيها. وقالت بعثة إيران في الأمم المتحدة في نيويورك لوكالة "رويترز"، إن "القوات المسلحة الإيرانية لن تشتبك مع إسرائيل شريطة ألا تغامر منظومة الفصل العنصري الإسرائيلي بمهاجمة إيران ومصالحها ومواطنيها". وأضافت بعثة إيران أن "جبهة المقاومة تستطيع الدفاع عن نفسها". وجاء كلام البعثة الإيرانية، فيما لا تزال جولة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان على المنطقة مستمرة، مهدّداً بتوسيع الصراع مع إسرائيل في حال لم توقف عدوانها غزة. فيما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنه في حال حاولت تل أبيب تعويض فشلها بمواصلة جرائمها فإن "أبعاد التطورات ستتسع". وفي السياق، قال السيناتور الأميركي ليندسي غراهام إنه يعتزم تقديم قرار إلى مجلس الشيوخ يسمح لواشنطن إلى جانب إسرائيل، بالقيام بعمل عسكري لحرمان إيران من عائدات النفط. وقال غراهام لشبكة "إن بي سي": "هذه هي رسالتي: إذا شن حزب الله، وهو القوة الوكيلة لإيران، هجوماً واسع النطاق على إسرائيل، فسوف أعتبر ذلك تهديداً وجودياً لدولة إسرائيل". وأضاف "سأقدم قراراً في مجلس الشيوخ الأميركي يسمح للولايات المتحدة برفقة إسرائيل بالقيام بعمل عسكري لإخراج إيران من قطاع النفط.. إيران، إذا صعّدتِ الحرب، فسوف نأتي إليك". ورداً عما إذا كان يمكن اعتبار تصريحه بمثابة استعداد لإعلان الحرب على إيران، أجاب: "أنا على استعداد لاستخدام القوة العسكرية لوقف تمويل حماس وحزب الله.. فكرة أن إيران علمت بهذه العملية من الصحف أو التلفزيون هي فكرة مثيرة للضحك. 93 في المئة من أموال حزب الله وحماس تأتي من إيران. هذا هو مصدر المشكلة". وأضاف أن الولايات المتحدة "سيتعين عليها اتخاذ خطوات ضد إيران إذا هاجم حزب الله إسرائيل في الشمال، أو إذا بدأت حماس في قتل الرهائن، أو إذا تعرض جنود أميركيون لهجوم في سوريا أو العراق".

 

رابط فيديو تقرير من قناة "الفكر الحر" يلقي الأضواء الفضائحية على ثروات قادة حماس وال عرفات وخالد مشعل واسماعيل هنيه

https://www.youtube.com/watch?v=axYdQKtXZV8

15 تشرين الأول/2023

 

جرائم حرب موصوفة: وثائق تكشف “أوامر قتل المدنيين” لمقاتلي “حماس”

الحرة/15 تشرين الأول/2023

“اقتلوا أكبر عدد ممكن من الناس”، هذه كانت الأوامر المكتوبة التي حملها مقاتلو حماس، عندما هاجموا البلدات والمستوطنات الإسرائيلية في نهاية الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل المئات واختطاف العشرات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء، حسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال“.

 استراتيجية متعمدة/وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة إن الوثائق التي تم انتشالها من جثث المسلحين القتلى في مواقع الهجمات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي تشير إلى “استراتيجية متعمدة لذبح المدنيين“. وأسفر الهجوم الذي شنته حماس واستهدف مدنيين بالإضافة إلى مقرات عسكرية عن مقتل المئات واختطاف العشرات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء. وقالت هيئة البث الإسرائيلية العامة إن عدد القتلى الإسرائيليين جراء هجوم حماس المصنفة إرهابية ارتفع إلى أكثر من 1300 شخص. وتشير “وول ستريت جورنال” إلى أن قتل المدنيين الإسرائيليين “لم يكن نتيجة ثانوية للهجوم، لكن هدف مركزي”.وتم توجيه فرقة تابعة لحماس هاجمت مجتمع ألوميم الزراعي في جنوب إسرائيل، “لتحقيق أعلى مستوى من الخسائر البشرية“، ومن ثم احتجاز الرهائن، وفقا لوثائق اطلعت عليها “وول ستريت جورنال”، والتي قال مسؤول إسرائيلي إنها حقيقية. والأوامر التي أرسلها المسلحون لمهاجمة سعد، وهو مجتمع زراعي جماعي يضم 670 شخصا، أمرتهم بـ “السيطرة على الكيبوتس، وقتل أكبر عدد ممكن من الأفراد، واحتجاز الرهائن حتى تلقي المزيد من التعليمات”. وتتعارض الوثائق مع تأكيدات مسؤولي حماس بأن المسلحين تلقوا تعليمات بعدم قتل النساء والأطفال. وقد ألقت الجماعة، التي تم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وآخرين، باللوم في مقتل المدنيين على الفلسطينيين المسلحين غير المنتمين إلى حماس الذين انضموا إلى الهجوم، بحسب التقرير. وشنت إسرائيل غارات على قطاع غزة وأعلنت فرض حصار عليها عقب الهجوم الأكثر دموية على المدنيين في تاريخ البلاد، والذي نفذته حركة حماس يوم السبت الماضي. وأسفر الرد الإسرائيلي الذي استهدف مناطق واسعة من غزة عن مقتل المئات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء. أكدت وزارة الصحة في غزة، السبت، مقتل 300 شخص في غزة خلال 24 ساعة. وذكرت الوزارة في حصيلة أعلنتها، في وقت سابق السبت، أن حوالي 2200 فلسطينيا لقوا حتفهم في ضربات جوية إسرائيلية على القطاع المحاصر، منذ الأسبوع الماضي. وثائق وخرائط/وتشير الوثائق والخرائط، التي لم يتنس لموقع “الحرة” الوصول إليها والاطلاع عليها، إلى أن حماس “جمعت معلومات استخباراتية مهمة حول أهدافها ووضعت خططًا مفصلة لمهاجمتها”. وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يشتبهون في أن المهاجمين الذين دخلوا المجتمعات المحلية حاولوا أولا قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص للحد من التهديد بشن هجوم مضاد، ثم أخذوا من كانوا لا يزالون على قيد الحياة كـ”رهائن”.

 

الجيش الإسرائيلي يعثر على جثث رهائن في غزة

أم تي في/15 تشرين الأول 2023

أعلن الجيش الإسرائيلي لأول مرة، السبت، أنه تم العثور على جثث بعض الرهائن الذين احتجزهم مقاتلو حماس خلال عمليات داخل غزة هذا الأسبوع. وقال الناطق باسم الجيش كولونيل بيتر ليرنر للصحفيين: "حددنا ضمن منطقة في قطاع غزة مكان وجود جثث بعض الإسرائيليين الذين خطفوا وعثرنا عليها".

وشمل هجوم حماس المباغت احتجاز عدد غير معروف من الرهائن، وإدخالهم إلى قطاع غزة، الذي يتعرض حاليا لقصف جوي عنيف من إسرائيل. من جهتهم، وجهت عائلات الرهائن الإسرائيليين، نداء يهدف للتوصل الى اتفاق "بحلول منتصف الليل" لإيصال أدوية بشكل عاجل لأقاربهم المحتجزين منذ سبعة أيام، كونهم في حاجة ماسة اليها للبقاء على قيد الحياة. وقال رونين تزور، المسؤول عن منتدى عائلات الرهائن والمفقودين في تل أبيب: "نطالب بأن يتم التوصل بحلول منتصف الليل إلى اتفاق لنقل الأدوية الى الرهائن". وأضاف "نتوقع الحصول على إجابات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الليلة". وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن خلال الأيام الماضية أنه يعمل على إنقاذ إسرائيليين تحتجزهم حركتا حماس والجهاد منذ هجوم السبت. وأوضح المكتب الصحافي الحكومي أن حماس خطفت ما لا يقل عن 100 شخص. وأكّدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أنهما أسرتا "العديد من الجنود".

 

صحيفة إسرائيلية: الحملة في القطاع لزمن محدود… وقبل تراجع الدعم الغربي

عاموس هرئيل/هآرتس/15 تشرين الأول 2023

في بداية الأسبوع الثاني على الحرب في قطاع غزة فإن استعدادات إسرائيل للهجوم تنتقل إلى مرحلة متقدمة أكثر. بعد تثبيت السيطرة في غلاف غزة في نهاية المذبحة التي جرت في الهجوم المفاجيء لحماس في يوم السبت 7 تشرين الاول، يحاول الجيش الإسرائيلي إخلاء معظم السكان المدنيين الفلسطينيين من شمال القطاع. ومن لبنان يواصل حزب الله هجومه عدة مرات يومياً وبصورة محدودة بهدف زيادة التوتر وردع إسرائيل عن القيام بعملية برية في غزة. في نفس الوقت الولايات المتحدة تُسرِّع ارساليات مساعداتها العسكرية لإسرائيل لتسليحها قبل مواصلة القتال، وتحاول ردع حزب الله وإيران عن دخول أوسع في المواجهة.

جزء كبير من النقاشات في الأيام الأخيرة يتعلق بقضايا إنسانية. القتل الفظيع لأكثر من ألف مدني إسرائيلي واختطاف المئات تستخدم الآن كأساس للهجوم الإعلامي الإسرائيلي الفعال، الذي للمرة الأولى يقدم مبرراً دولياً أوسع للرد. توثيق الأعمال الفظيعة ونتائجها جلب في أعقابه دعم غربي نادر جداً لإسرائيل. إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا، أيضاً الاتحاد الأوروبي بادر إلى زيارة تضامن. أجزاء كبيرة من الرأي العام في الدول العربية صدم من الأحداث رغم مظاهرات التضامن مع حماس في عدد من المدن الأوروبية.

للمرة الأولى هناك إصغاء لادعاء إسرائيل بأن أعمال حماس تعادل فعليا داعش، الذي ترك انطباعاً عميقاً في الغرب في العقد الماضي. الأمريكيون كما نذكر تعاملوا مع داعش بشكل عنيف جداً في شرق سوريا وفي شمال العراق. ومشكوك فيه إذا كانت إسرائيل ستحصل من الغرب على حبل طويل، لكن عندما شبكة مثل “سي.إن.إن” توثق عن قرب مشاهد الرعب من بيوت الكيبوتسات ومن الحفل فإنه يوجد لذلك وزن سياسي كبير.

الجهود الإعلامية يقودها المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي ومنظامات مدنية مستقلة بمشاركة آلاف الإسرائيليين. الحكومة كالعادة غائبة كلياً، ونقطة الضوء الوحيدة في سلوكها هي في استقالة وزيرة الإعلام. ماكينة السم التي تخدم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في المقابل تعمل بكل طاقتها وتوجه سهامها إلى الداخل، إلى الجنرالات واليساريين وكأنهم يساعدون العدو.

إسرائيل تعرف بأن نافذة الفرص المتاحة لها ليست غير محدودة. ومثلما في السابق تصعب المزامنة بين الساعة العملياتية والساعة السياسية. في القريب القطاع سيتدهور إلى كارثة إنسانية، وتحفظات الغرب ستزداد كلما ارتفع عدد الفلسطينيين القتلى. الحداد على المذبحة يستدعي اللامبالاة من قبل الجمهور في إسرائيل، لكن ربما يؤدي إلى تغير في موقف الغرب. دول أخرى مثل روسيا لا تكلف نفسها عناء اخفاء تضامنها مع حماس، في حين أن الصين تبدو لامبالية بما يحدث.

هناك دولتان بدأت الارض تهتز فيها، مصر والأردن. في القاهرة يخافون من تدحرج مشكلة غزة نحوهم – قرار إسرائيل قطع الكهرباء والغاز والمياه يعيد العلاقات بين الفلسطينيين ومصر إلى الفترة التي سبقت العام 1967، وهم قلقون من المظاهرات الضخمة.

في الأردن كان حصلت يوم الجمعة مظاهرات كهذه بمبادرة من الإخوان المسلمين. أيضاً الضفة الغربية تشتعل. ففي الأسبوع الماضي سجل تقريبا 50 قتيل فلسطيني في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي والمستوطنين. نشطاء مسلحون من اليمين المتطرف يقومون باقتحام القرى الفلسطينية وإطلاق النار. في الشرطة وفي الشباك يردون ببطء، رغم الخطأ الذي سيكبر في كل ما يتعلق بالقدس والأقصى 

صباح أول أمس طلب الجيش من مليون شخص تقريباً من سكان غزة اجتياز وادي غزة على الفور والتوجه جنوباً واخلاء شمال القطاع. يبدو أن مئات الآلاف استجابوا لهذا الطلب رغم ضغط حماس. حسب منظمات المساعدة الدولية فإنه في جنوب القطاع لا توجد بُنى تحتية لاستيعاب عدد هو ضعف سكانه. في هذه الأثناء لا توجد أيضاً أي طريقة لتوفير احتياجات السكان من الخارج. من المرجح أن تحاول مصر منع دخول اللاجئين إلى حدودها. النتيجة ستكون إقامة مخيمات من الخيام المكتظة على شاطيء البحر.

في الوقت نفسه في شمال القطاع تزيد إسرائيل هجماتها على مواقع حماس من الجو. ومع ذلك، من الواضح أن قيادة حماس وجزء كبير من القوة المسلحة توجد في الأنفاق تحت الارض. في المرحلة القادمة من المرجح أننا سنشاهد خطوة برية، لكن لم يتم التحدث عن حجمها.

التصريحات الرسمية للسياسيين والضباط تتحدث عن تدمير سلطة حماس. وعلى فرض أن حماس استعدت للمواجهة طوال سنين فإن السؤال هو هل الجيش الاسرائيلي لن يخطو في هذه الطريقة نحو شرك، وهل حزب الله لن يرد على دخول بري إلى القطاع باشعال حرب ثنائية الجبهات على الحدود اللبنانية.

 الثقة في الحضي

حنين غدير، الباحثة في شؤون حزب الله في معهد واشنطن، كتبت يوم الخميس الماضي بأن حزب الله يمتنع في هذه الأثناء عن تدخله الكامل في الحرب. ولكنها تلاحظ محاولته زيادة التوتر على الحدود كل يوم، ومن المرجح أن الوضع يمكن أن يزداد خطورة، سواءاً بسبب حسابات خاطئة أو بسبب قرار متعمد من قبل حزب الله.  حزب الله طلب من سكان القرى القريبة من الحدود إخلاء بيوتهم، لكنه لم يفعل في هذه الأثناء خطوة مشابهة في الأحياء الشيعية في جنوب بيروت. حسب أقوالها فإن هدف إستراتيجية حزب الله هو تحقيق فائدة من نجاح حماس دون تعريض مرة أخرى مشروعه العسكري الذي أقامة في جنوب لبنان منذ الحرب الأخيرة هناك في 2006. ورغم إستراتيجية وحدة الساحات التي يقودها حرس الثورة الإيراني فإن غدير تعتقد بأنهم في حزب الله يعرفون أنهم في المعركة لن يهزموا إسرائيل وأنهم سيفقدون معظم ترسانتهم من السلاح.

تقديرات مشابهة سمعت مؤخراً من قبل جزء من رجال الأمن في إسرائيل. المشكلة هي أنه لا يمكن التقدير بدقة نوايا العدو، فثقة متخذي القرارات بتقديرات الاستخبارات انخفضت إلى الحد الأدنى بعد الفشل الذريع في التنبؤ بهجوم حماس. المشكلة الثانية هي أنه حتى لو قاموا بنجاح في معالجة التهديد العسكري لحماس، فإن الجمهور في إسرائيل سيصعب عليه العيش تحت تهديد خطير أكثر من الشمال من قبل قوة الرضوان التابعة لحزب الله.

المتغير الأكثر خطورة في هذه المعادلة هو خطوة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي لم يعلن فقط عن قطار جوي لقطع الغيار والسلاح لإسرائيل، وليس مجرد أنه ارسل حاملة طائرات إلى البحر المتوسط (ستنضم إليها حاملة أخرى قريباً)، بل ظهر وكأنه مستعد لاستخدام مئات الطائرات القتالية في لبنان من أجل الدفاع عن إسرائيل، بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي،  إذا حاول حزب الله استغلال الفرصة.

الرئيس الأمريكي يدرك أن قضايا أكبر توجد على كفة الميزان. أولاً، التضامن مع الشعب اليهودي على خلفية أعمال القتل التي أثارت مجدداً صدمة الكارثة أيضاً في اوساط يهود امريكا، رغم الفرق الكبير من حيث الحجم. ثانياً النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني الذي اشتعل بقوة يندمج مع الصراع على النفوذ بين الولايات المتحدة والصين وروسيا. على خلفية المعركة ربما تحدث تغييرات في الكتل في المنطقة. واشنطن تحاول الحفاظ على المحور الذي تترأسه وعدم تحطم العلاقات بين اسرائيل ومصر والأردن ودول الخليج. عندما يؤيد بايدن إسرائيل بهذا الشكل فإنه أيضاً يسمح لنفسه بقدرة على الضبط والتأثير على طبيعة وساحة نشاطات إسرائيل. يبدو أن الولايات المتحدة تفضل أن تركز إسرائيل على غزة وأن لا تورط نفسها في حرب إقليمية مع إيران. في هذه الأثناء يتم الشعور في الشمال بعصبية زائدة تؤدي إلى تشخيصات خاطئة لمنظومة الرادار إلى جانب عدة أحداث حقيقية. من الواضح أن حزب الله يلعب ويده على الزناد، لكن يجب الأمل بأن إسرائيل ستحاول الحفاظ على الاتزان طالما أن هذه ليست هي الساحة الرئيسية. وقتل اثنين من المدنيين اللبنانيين أمس بنار رد الجيش الاسرائيلي على إطلاق قذائف الهاون على مزارع شبعا يعقد الوضع.

 دعاية عائلية

 في نهاية الأسبوع الماضي بايدن فعل شيئاً آخر. فقد تحدث مطولاً عبر  عبر تطبيق زوم مع 14 عائلة لمخطوفين ومفقودين لديهم الجنسية الأمريكية. نتنياهو لم يهتم حتى الآن بفعل ذلك مع عائلات المخطوفين الإسرائيليين.  عندما تحدثت غيلي كوهين عن ذلك في شبكة “كان” ثارت ضجة كبيرة. في نفس الوقت في “أخبار 12” تم إجراء مقابلات مع ثلاثة جنرالات في الاحتياط تطوعوا لإنقاذ مدنيين من نار جهنم التي كانت في يوم السبت الماضي، وقاموا بلعب دور الحكومة. في برنامج “يوم الجمعة” في القناة 12 نسوا بشكل ما ضم أحد مؤيدي بيبي في النقاشات. وفي القنوات ساد فجأة إجماع نادر يعكس كما يبدو مشاعر أجزاء واسعة من الجمهور. الإجابة جاءت على الفور على شكل بيان استثنائي لنتنياهو للأمة في مساء يوم الجمعة، الذي لم يقُل فيه أي شيء جديد. في مكتب نتنياهو قالوا أنه في الحقيقة تحدث مع العائلات. ولكن المكتب لم يكشف أي تفاصيل. رئيس الحكومة الذي امتنع عن زيارة الكيبوتسات في غلاف غزة منذ العام 2009، ذهب أمس في زيارة قصيرة إلى كيبوتس بئيري المدمر والتقط الصور مع الجنود. مكتب رئيس الحكومة نشر فيلم فيديو من هناك يشبه الزيارة التي قام بها إلى فرقة الاحتياط في يوم الخميس. شهود عيان من الزيارة الأولى قالوا إنه اثناء التقاط الصور كانت كوهين تنشر عن مشاركة استثنائية لمتحدثي الليكود وعائلة نتنياهو والمستشارين الدعائيين الآخرين في نقاشات يمكن أن تكون رسمية. في المقابل، بدأت تنتظم مظاهرات تضامن مع عائلات المخطوفين تطالب بإطلاق سراحهم، مثل التي جرت أمس أمام وزارة الدفاع.

الفطام من الشاشات

في نهاية الأسبوع الماضي بدأ الجيش الاسرائيلي في نشر شهادات وأفلام فيديو عن المعارك في الغلاف. إلى جانب الاعتراف المطلوب بالفشل الذريع فإنهم في الجيش يعرضون على الجمهور مشاهد بطولة وتضحية القادة والجنود (ومجندات كثيرات أيضاً)، الذين ليسوا جميعهم جنود، والذين شاركوا في هذه المعارك. هذا أيضاً ينطبق على المدنيين وعلى طواقم الطواريء ورجال الشرطة الذين عملوا في ظروف صعبة جداً. توجد هنا بداية لمحاولة ترميم العقد مع المجتمع في إسرائيل وإعادة القليل من الثقة بالنفس، التي هي بالتأكيد مطلوبة للمدنيين إذا كان توجهنا هو نحو عملية برية. الثقة تضررت أيضاً لأسباب واقعية اكثر، بما في ذلك نقص المعدات والأعطاب الكبيرة فيها التي ظهرت عندما تم تجنيد 350 ألف جندي من الإحتياط في أسبوع واحد. مع ذلك، فإنه من الواضح لهيئة الأركان العامة بأن الأمر هنا يحتاج إلى تغيير كبير في الثقافة، والفطام الصعب من الاعتماد الزائد على الحلول التكنولوجية، وأيضاً التحرر من الادعاء بمعرفة ماذا يخفي العدو في عقله. قبل بضعة أسابيع من الحرب عقد لقاء بمشاركة رئيس الأركان، هرتسي هليفي، وجنرالات في هيئة الاركان العامة وضباط كبار في قيادة المنطقة الشمالية. قائد تشكيلة الجليل، العميد شاي كلبر، قال أنه لا يقلق من مجرد اقتحام قوة الرضوان، بل من اقتحام بمفاجأة استخبارية كاملة. أحد الجنرالات قال إنه إذا تحقق وبحق هذا السيناريو المخيف بشكل مفاجيء فإن كل من يجلس على هذه الطاولة يجب عليهم الذهاب إلى البيت. في ظروف مأساوية ربما أن هذا التنبؤ سيتحقق بمعظمه في نهاية الحرب دون صلة بالنتائج النهائية.

الحروب، وبالتأكيد التي تنشب بشكل مفاجيء، تحدث هزات كبيرة. على الصعيد السياسي، رغم جهود التملص التي يقوم بها، تصعب رؤية كيف سيظل نتنياهو ازاء أداء حكومته الفظيع عشية الحرب، الذي يتجسد الآن في كل زاوية.  هليفي تمت مفاجأته عندما قاد جيش تم تشكيله قبل عهده وتم جره في السنوات الأخيرة إلى اتجاهات غير صحيحة. منذ توليه منصبه انخرط رئيس الأركان بشكل أساسي في محاولة يائسة للحفاظ على تماسك الجيش، بعد أن عمل نتنياهو على تدميره من خلال الانقلاب النظامي. “لقد قمنا بتحويل الجيش الإسرائيلي إلى جيش سلام رقمي”، هكذا قال أمس ضابط احتياط في احدى الجبهات. “لقد تنازلنا عن سكان الغلاف لدولة الهايتيك ونسينا بأن هنا الشرق الأوسط”. أيضاً في هذا الشأن ستكون حاجة هنا إلى تغيير كبير. ولكن قبل ذلك يجب على إسرائيل أن تواجه الحرب نفسها.

 

صحيفة عبرية: الحرب ضد حماس حيوية لكن من شأنها أن تعرض إسرائيل للخطر في المستقبل

تسفي برئيل/هآرتس/15 تشرين الأول 2023

في الوقت الذي تتطور فيه هجمات الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة فإنه يتراكم في إسرائيل جدال سياسي دولي يحاول رسم حدود ما يمكن التسامح معه في الحرب الحالية.ذا الجدل يعتبر الآن “فقط” جهود لإيجاد حلول إنسانية لمئات آلاف الفلسطينيين في غزة، لكن نجاحه يستهدف أيضاً تعزيز شرعية الحرب، التي بدونها سيصعب على اسرائيل تحقيق خططها العسكرية. ضرورة توفير ممر آمن لقوافل المساعدات ترتبط بشكل وثيق بالجهود لإطلاق سراح المخطوفين وتحقيق وقف اطلاق نار، حتى لو مؤقت، ووقف لفترة معينة زخم الحرب.

بدون حل سريع للازمة الإنسانية يمكن لإسرائيل أن تجد نفسها على مسار التصادم مع دول عربية صديقة، وربما أيضاً مع الولايات المتحدة، التي تعطي في هذه الأثناء الدعم الكامل للعملية العسكرية، ولكنها أكدت على أنه حتى في هذا الوضع يجب التمسك بالقانون الدولي وقوانين الحرب التي تقتضي تقديم المساعدات للمدنيين. على رأس الجهود السياسية هذه تقف الآن مصر التي لا تثق بالضغط الدبلوماسي الدولي على اسرائيل أو بالمحادثات التي تجريها هي نفسها مع القيادة في إسرائيل. قبل ثلاثة أيام أعلنت القاهرة بأنها لن تسمح لأي مواطن من غزة بالدخول من القطاع. وأمس نُشر أنها قامت بتطبيق هذا القرار. الجيش المصري قام بوضع مكعبات اسمنتية كبيرة على مدخل معبر رفح بحيث تمنع دخول المدنيين أو قوافل المساعدات. في موازاة ذلك فإن القوات المصرية عملت على تكثيف تواجدها قرب الحدود. وحسب هذا التقرير فإن مصر قامت بسحب موظفيها من المعبر وابقت فقط على عدد من جنود حرس الحدود بعد أن قصفت اإسرائيل المنطقة مرتين وأصيب اثنان من الموظفين المصريين. في موازاة ذلك أبلغت السلطات في مصر منظمات الإغاثة في الدولة بأنه حتى إشعار آخر لن يتم السماح بنقل المساعدات إلى قطاع غزة. لذلك، من الأفضل وقف حملة جمع التبرعات التي تقوم بها. محافظة شمال سيناء توجد منذ يوم السبت الماضي في حالة تأهب. ورغم منع العبور من غزة أعطيت التعليمات للاستعداد لاستيعاب لاجئين في حالة قام هؤلاء باختراق الجدار. ولكن في هذه الحالة التعليمات واضحة وحازمة: يجب عدم السماح لأي لاجيء بالوصول إلى مدينة العريش.

مصر، التي تقلق من “غزو” فلسطيني لأراضيها، تخشى من أن تتحول قضية غزة إلى قضية مصرية داخلية، التي ستضع على المحك سلوك الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتخدم خصومه قبل شهرين على موعد الانتخابات الرئاسية. ولكن أكثر من الخشية من الانتقاد الداخلي فإن السيسي يدرك التداعيات الأمنية التي ستكون لوجود مئات آلاف الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء، حيث تدير مصر هناك منذ سنوات حرب دموية ضد التنظيمات الإسلامية المتطرفة. من هنا تأتي الجهود الكبيرة التي يبذلها السيسي من أجل كبح “طوفان الاقصى” كي لا يصل إلى بلاده، وايجاد حل إنساني لا يكون على حسابه.

مصر توجد لها مكانة خاصة في نسيج العلاقات بين إسرائيل وحماس. وهي الآن تشكل أيضاً ضلعاً حيوياً في إجراء المفاوضات. القاهرة تجري في هذه الأثناء محادثات مكثفة مع رجال حماس في غزة وفي الخارج لايجاد حل لقضية المخطوفين، التي يمكن أن تثمر أيضاً حل إنساني في غزة.

وفي دعوة مستعجلة من وزير الخارجية المصري، سامح شكري، وصل أمس إلى القاهرة وزير خارجية تركيا ورئيس المخابرات السابق هاكان فيدان لإجراء لقاء مشترك مع وزيرة الخارجية الألمانية انالنا بيربوك. فيدان ومن المتوقع أن يلتقيا أيضاً مع الرئيس المصري. هذه جهود مشتركة قام ترتيبها المستشار الألماني شولتس، بالتعاون مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

الأخير تحدث مع قادة حماس هو وحاكم قطر الشيخ تميم بن حمد، الراعي الرئيسي لقيادة حماس. وحقيقة أنه يوجد بين المخطوفين أيضاً عشرات المواطنين الأمريكيين، تجعل للبيت الأبيض مصلحة مباشرة في حل هذه القضية، بما في ذلك الضغط على إسرائيل. واضح لجميع الأطراف أن تحقيق حل معين، حتى لو جزئي، لقضية المخطوفين يحتاج مقابلاً كبيراً من إسرائيل يمكن أن يشمل وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار وفتح ممر آمن لقوافل المساعدات إلى القطاع، وبالطبع إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في سجون في إسرائيل.

إسرائيل تعرف جيداً ضائقة مصر. لذلك فقد امتنعت عن إعطاء أوامر لسكان غزة بالتوجه نحو شبه جزيرة سيناء. في المنشورات التي وزعها الجيش الإسرائيلي في القطاع تمت دعوة المواطنين لمغادرة ليس فقط منازلهم، بل أيضاً الملاجيء التي يمكثون فيها والانتقال إلى جنوب القطاع. في المنشورات ظهرت خارطة عليها تم رسم مسارين آمنين للانتقال، كما يبدو، يمكن للسكان أن يتحركوا فيهما. ولكن هذا لا يهديء المواطنين الذين من غير الواضح ماذا ينتظرهم في جنوب القطاع وإذا كان هناك أمن لهم أثناء الحركة.

الورقة القوية لدى حماس هي أنه كلما عانى السكان أكثر وكلما ارتفع عدد القتلى المدنيين (حسب الأمم المتحدة نحو 2000 قتيل بينهم 500 طفل)، هكذا تفقد إسرائيل نقاطاً اكثر على صعيد الرأي العام العالمي. وهذه ليست خسارة اسرائيل الوحيدة التي تنتظرها حماس.

قرار السعودية تجميد التطبيع مع إسرائيل يسجل في قائمة إنجازات حماس السياسية، والتي يمكن أن تمتليء بدول أخرى. هناك زعماء عرب يتحدثون عن “نكبة 2، وأعضاء البرلمان في الأردن حذروا من أن إسرائيل لا تنوي التوقف عن الطرد في غزة، وأن الخطوة التالية ستكون طرد سكان الضفة الغربية إلى الأراضي الأردنية. لذلك هم يحذرون من أنه سيطبق “حلم الترانسفير الإسرائيلي وإقامة وطن بديل للفلسطينيين في المملكة”.

هذا الخوف عبر عنه في شهر نيسان/أبريل الماضي الدكتور مروان المعشر، سفير الأردن الأول في إسرائيل ووزير الخارجية السابق، في مقابلة مع موقع “عيرف 21”. وقد أوضح في هذه المقابلة أنه بسبب أن حكومة إسرائيل ترفض حل الدولتين، وأيضاً لأنها لا تريد اغلبية عربية في المناطق التي تسيطر عليها، “فقد بقي أمامها فقط حل واحد وهو الترانسفير”.

وزير الخارجية الأردني الحالي، أيمن الصفدي، عبر عن تخوفاته بشكل واضح أمام نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، في اللقاء بينهما في الأسبوع الماضي. المظاهرات الكبيرة التي جرت في نهاية الأسبوع في الأردن، تقريباً بدون تدخل من النظام، الذي فقط منع المتظاهرين من التوجه نحو جسر اللنبي، تمثل ليس فقط الرأي العام الغاضب، بل تمثل أيضاً المناخ الموجود في البلاط الملكي، الذي علاقته مع إسرائيل مغلفة بطبقة سميكة من الجليد. وبخصوص تركيا فإن مشاركتها في الخطوات السياسية بفضل علاقاتها مع قيادة حماس، هي تجديد كبير من ناحيتها بعد إبعادها من قبل إسرائيل لسنين عن القضية الفلسطينية. مكانتها الجديدة تم التعبير عنها في تركيا المنضبطة في عهد أردوغان، والتي حتى الآن اكتفت بـ “نصيحة لصديق”، عندما قالت أن “قصف المناطق المدنية وقتل المدنيين بشكل متعمد ومنع السيارات التي تحضر المساعدات الإنسانية يشابه رد فعل من منظمة إرهابية وليس من دولة. يجب على إسرائيل التذكر بأنه إذا تصرفت كمنظمة وليس كدولة فانها ستظهر في نهاية المطاف بهذه الصورة. من يتذكر صليات النيران المشتعلة التي اعتاد الرئيس التركي على إطلاقها على إسرائيل، لا سيما على زعمائها، يمكنه تقدير جهود الانضباط الذاتي التي يقوم بها الآن.

ولكن مثل كل زعماء الدول العربية والغربية الذين تجندوا للجهود الدبلوماسية، فإن أردوغان أيضاً يتوقع استعداداً من إسرائيل لتقديم مقابل معين لجهود الوساطة، التي بدونها ستبقى حبراً على ورق.

مواقف وتخوفات الدول العربية مرتبطة برزمة واحدة مع موقف وجهود الولايات المتحدة، التي تستخدم ضغط كبير على أسرائيل. يتبين أن “النار الحرة” التي سمحت بها واشنطن لإسرائيل وحاملات الطائرات التي وصلت لدعمها، تأتي مع ثمن سياسي.

فقلق الولايات المتحدة مزدوج. فهي تعمل الآن ليس فقط من أجل تحرير المخطوفين واقناع إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات، بل هي أيضاً تسعى إلى الحفاظ على شبكة العلاقات بين إسرائيل والدول العربية التي وقعت على اتفاقات إبراهيم، والدول المخضرمة مثل مصر والأردن، اللتان تخافان على مصالحها الوطنية. في غضون ذلك لم تُسمع أي تهديدات رسمية بقطع العلاقات أو اعادة السفراء، معظم وسائل الإعلام الغربية تجد صعوبة في هذه الأثناء في الدخول إلى المنطقة وعرض على العالم بشكل مباشر أبعاد الأضرار. وعندما ستتمكن من ذلك ربما ستنكشف تداعيات تصريح نتنياهو بأنه “سيغير الشرق الأوسط”.إن الإنجازات السياسية الكبيرة، التي جزء كبير منها مسجل على اسمه، يمكن أن تتحطم في شرق أوسطه الجديد. الحلم الأمريكي بـ “ناتو شرق أوسطي”، الذي ستكون إسرائيل عضواً فيه سيصبح هذياناً. وطموح أمريكا لإقامة سور إقليمي ضد الصين وروسيا، الذي حتى بدون الحرب في غزة يقف على أرجل ضعيفة، سيتم حفظه لفترة طويلة. هذه الاعتبارات لا يمكن أن تبعد إلى الزاوية أو أن يتم تأجيلها إلى ما بعد الحرب. فهي تتعلق بمصالح وجودية لاسرائيل، وهي مهمة أكثر من تدمير المزيد من البيوت أو معاقبة مواطني غزة. محظور أن تكلف هذه الحرب الحيوية والمبررة ضد حماس إسرائيل مستقبلها.

 

إيران ليست معنية “بتبذير” حزب الله حين تكون إسرائيل جاهزة للحرب والأمريكيون إلى جانبها

يوسي يهوشع/يديعوت احرونوت/15 تشرين الأول 2023  

مع بداية الأسبوع الثاني للقتال، تفيد صورة الوضع على جبهة غزة بالمرحلة التالية للمعركة: المناورة البرية. ففي الأيام الأخيرة انشغلت قيادة الجنوب “بإقرار الخطط”، وهو إجراء يستهدف السير على الخط وتأكيد توزيع المهام بين الفرق، الألوية والكتائب.

في هذه الأثناء، تدحر موجة الغارات المكثفة لسلاح الجو سكان غزة من قسمها الشمالي ومن مدينة غزة من أجل السماح للوحدات الراجلة بالدخول بشكل سلس أكثر إلى المنطقة المكتظة والمعقدة.

في الجيش يدفعون نحو خطوة واسعة ومكثفة غايتها إبادة حماس. هذا لا يحصل اليوم وسيستغرق وقتاً لإخراج الخطة إلى حيز التنفيذ، إذ يدور الحديث عن تحريك نحو نصف مليون شخص جنوبا لأجل تقليص بأكبر قدر ممكن لعدد المدنيين الذين يكونون في احتكاك مع المقاتلين.

وحسب الخطة ستحظى القوات البرية بحماية ومساعدة جوية ملاصقة وكثيفة تجعل الأمور صعبة جداً على مخربي حماس. قد يبدو هذا مفهوماً من الناحية النظرية. لكن ليس هكذا كان الأمر في المرة الأخيرة التي داست فيها أحذية عسكرية إسرائيلية الوحل الغزي حين كانت حملة الجرف الصامد قبل نحو تسع سنوات.

رغم طول النفس الذي يعول عليه الجيش، فإن الساعة الدولية لا تتوقف. فالشرعية من جانب القوى العظمى الغربية برئاسة الولايات المتحدة، إلى جانب التأييد الواضح من فرنسا، ألمانيا وبريطانيا، لن يستمر إلى الأبد، حتى لو لم يكن الجمهور في إسرائيل قد صحل من صدمة أحداث 7 أكتوبر. كما أن حالة الطقس لا تراعي الخطط الإسرائيلية: المطر الذي هطل أمس من شأنه أن يجعل الأمور أصعب على سلاح الجو إذا ما استمر.

عندما ستدخل القوات إلى الداخل، فإن المهمة المركبة ستكون معالجة غزة السفلى، حيث يوجد الذراع العسكري لحماس. حتى الأن نجح الجيش في ضرب قيادة وحدة “النخبة”، التي نفذ رجالها المذبحة في كيبوتسات الغلاف. لكن واضح للجميع بأن الهدف الحقيقي هو مهندسا الضربة التي تعرضت لها إسرائيل: يحيى السنوار ومحمد ضيف. لهذا الغرض مطلوب سلسلة من الأعمال، بينها استخدام القذائف التي تخترق الخنادق وغيرها. المشكلة هي صورة المعلومات الاستخبارية التي هي أقل جودة بكثير مما يوجد لقواتنا في جبهة يهودا والسامرة، مثلا.

على أي حال، فإن حملة برية في غزة ليست “سوراً واقياً”. وحتى آنذاك استغرق هذا وقتاً إلى أن نفذ الجيش طلب رئيس الوزراء الراحل ارئيل شارون: هزيمة السلطة الفلسطينية واحتلال المنطقة. كانت هناك حاجة لأربع فرق واستغرقت الخطوة كلها أكثر من سنتين. هنا الخطوة يجب أن تكون قوية وقصيرة، بما في ذلك تصفية كبار المسؤولين في حماس وانزال كل ذراعها العسكري على الركبتين. لمن من سيأخذ المفاتيح بعد ذلك؟ على القيادة ان تقول للجمهور باستقامة: لا يوجد جواب جيد على هذا السؤال كما لا يوجد جواب سيء: في هذه اللحظة الخيار الوحيد هو السلطة الفلسطينية.

ولئن كان الوضع في غزة نفسها ليس معقداً بما يكفي، فإن حجم العملية هناك متعلق على نحو شبه مطلق بمعركة الاستنزاف التي تجري في الشمال حيال حزب لله. فحماس تحاول جره إلى معركة بحجم كامل. وبالفعل يُصعِّد الأمين العام حسن نصرالله وتيرة الأحداث حيال إسرائيل، مما يرضي على أي حال أسياده في طهران أيضاً. وكلما اتسعت الأعمال الإسرائيلية في غزة، من المعقول الافتراض بأن حزب الله أيضاً سيرفع الوتيرة، وفي مثل هذه الحالة يزداد أيضاً احتمال التدهور وفقدان السيطرة لدرجة تصعيد شامل.

في جهاز الأمن لا يوجد توافق في الآراء حول نوايا القيادة الإيرانية ونصرالله. وعلمت “يديعوت احرونوت” بأنه إلى جانب من يرون أن حزب الله سينفذ قول “الكل مشارك” وبالتالي ينبغي الاستعداد بما يتناسب مع ذلك (وليس صدفة أن توجه وزير الدفاع أمس لإجراء تقويم للوضع في قيادة المنطقة الشمالية)، هناك تقدير داخل جهاز الأمن بأن ايران ليست معنية بالذات “بتبذير” حزب الله في هذه اللحظة، حين تكون إسرائيل جاهزة للحرب والأمريكيون إلى جانبها وليس فقط في الأقوال. حزب الله، رغم مكانته وقوته، يعرف بأن عليه أن يفاجيء جيشاً بحجم الجيش الإسرائيلي، كي تخرج خططه الرهيبة إلى حيز التنفيذ بنجاح. هذا بعيد عن أن يكون الوضع. ولما كانت هذه الحرب بدأت بالفعل بهزيمة استخبارية نكراء، فصحيح اليوم أيضاً الاهتمام بجذور القصور الذي أدى إلى المصيبة. وسبب ذلك هو ليس فقط أن من حق الجمهور أن يحصل على تقرير حساب عما جرى بل لأن صراعات الرواية ستصمم شكل اتخاذ القرارات.بعد النشر الأولي في يوم الخميس عن “الإشارات الضعيفة” إياها التي جاءت من الجيش والمكالمة الجماعية العاجلة بين رئيس الأركان، رئيس أمان، رئيس الشباك وقائد المنطقة الجنوبية، فإن “يديعوت أحرونوت” تنشر تفاصيل جديدة مفادها عدم صحة ادعاء محافل في الجيش بأن فرقة غزة اطلعت على تلك التفاصيل مثل قيادة المنطقة الجنوبية، وذلك بعد أن قال قائد فرقة غزة، العميد روزنفيلد “لم أعرف عنه (الهجوم)، فوجئنا به”. كما أن رئيس منطقة الجنوب في الشباك “أ” نزل إلى الميدان في صباح السبت مما يدل على الجدية العالية التي أولوها في الشباك لتلك “الإشارات”. كما أن طاقم “تكيلا”، المخصص للأوضاع شديدة الصعوبة هرع إلى الساحة. إضافة إلى ذلك، فإن قائد سلاح الجو لم يكن في المكالمة الجماعية لكبار رجالات جهاز الأمن.  هذه معلومة حرجة: فإعداد مسبق للسلاح، مع تأهب مروحتي أباتشي كان سيؤدي إلى نتيجة أفضل بكثير، إلى جانب مستوى تأهب أساسي للفرقة. فالضابط المناوب في فرقة غزة كان برتبة ملازم ثانٍ فقط وليس في وظيفة قتالية (تجدر الإشارة إلى أنه أبدى بسالة وقتل مخربين). هذا الأمر لا يدل على أي أهمية أولوها في الفرقة للمعلومة التي وردت، على حد زعمهم، لأن قيادة الجنوب وهيئة الأركان لم تبثا طلب عجالة والحاح. المفهوم كان أن الحديث كان يدور عن تدريب لحماس وليس عن نشاط هجومي كمحاولة اختطاف وبالتأكيد ليس اجتياح لـ15 نقطة مع اكثر من 1000 مخرب. على أي حال ليس هذا هو التفصيل الأخير الذي تقشعر له الأبدان في التحقيق الثاقب والاليم الذي لا يزال بانتظارنا.

 

حصيلة الشهداء في غزة ترتفع إلى 2679.. وأكثر من 1000 تحت الأنقاض

الأناضول/15 تشرين الأول 2023

غزة: أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إلى 2679 شهيدا. وتحدثت الوزارة، في بيان نشر على صفحتها بفيسبوك، عن “استشهاد 2670 مواطنا وإصابة 9600 مواطن آخر بجراح مختلفة”.

وقال فريق الدفاع المدني الفلسطيني الأحد إن أكثر من 1000 شخص مفقودون تحت أنقاض المباني التي دمرتها الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة. وأضاف في بيان “تم إخراج العديد من الأحياء من تحت الأنقاض بعد مرور 24 ساعة على وقوع القصف”.  واستشهد 5 أفراد من طواقم الدفاع المدني في غزة، ليلة الأحد/ الإثنين، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الحربية في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة. وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية شنت غارة إسرائيلية على مقر الدفاع المدني ومركباته في تل الهوا، ما أدى لارتقاء 5 من طواقمه شهداء، وإصابة آخرين. كما تشن طائرات الاحتلال عدة غارات متواصلة على مناطق تل الهوا، وحي الزيتون، والشجاعية، ضمن ما يعرف “الحزام الناري” وهو قصف مكثف لعدة مناطق مترابطة على طول خط واحد، بهدف تدمير أكبر عدد من منازل المواطنين والبنية التحتية. وأفادت جمعية الهلال الأحمر، بأن طائرات الاحتلال الحربية، شنت 5 غارات بمحيط مستشفى القدس التابع له في قطاع غزة. في السياق، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) الأحد أن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة كشفت عن “كارثة إنسانية غير مسبوقة”. وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني لصحافيين “لم يُسمح بدخول قطرة ماء واحدة، ولا حبة قمح واحدة، ولا لتر من الوقود إلى قطاع غزة خلال الأيام الثمانية الماضية”. وأشار إلى تكشف “كارثة إنسانية غير مسبوقة” في القطاع الساحلي. ولليوم التاسع، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف قطاع غزة، بغارات جوية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت آلاف الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وسط محاولة إسرائيلية لتفريغ المنطقة الشمالية من غزة من سكانها.

 

بايدن يحذر إسرائيل من احتلال غزة

واشنطن- “القدس العربي” /15 تشرين الأول 2023

حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل في مقابلة بثت يوم الأحد من إعادة احتلال غزة، وهو أول جهد علني كبير له لكبح جماح إسرائيل في أعقاب هجمات حماس على المستعمرات الإسرائيلية. وقد قدم  بايدن دعمًا قويًا للاحتلال الإسرائيلي منذ هجوم 7 أكتوبر، ورفض انتقاد إسرائيل بسبب حصارها الانتقامي لغزة، الجيب الساحلي الذي تسيطر عليه حركة حماس، حتى مع تحذير مسؤولي الأمم المتحدة من أزمة إنسانية هناك. لكنه حذر في المقابلة الجديدة من احتلال غزة على نطاق واسع. وقال بايدن لبرنامج 60 دقيقة على شبكة “سي بي إس” في محادثة تم تسجيلها يوم الخميس وتم بثها مساء الأحد: “أعتقد أنه سيكون خطأً كبيراً”.وأضاف “انظر، ما حدث في غزة، من وجهة نظري، هو أن حماس والعناصر المتطرفة في حماس لا تمثل كل الشعب الفلسطيني. وأعتقد أنه سيكون من الخطأ أن تحتل إسرائيل غزة مرة أخرى”.وأكد أن “القضاء على المتطرفين” هناك “مطلب ضروري”. ولم يذكر بايدن صراحة ما إذا كان ينبغي على إسرائيل إرسال قوات برية إلى غزة بشكل مؤقت. ولكنه أيد هدف تدمير حماس. وقال بايدن :” فريقنا يتحدث معهم بشأن ما إذا كان من الممكن أن تكون هناك منطقة آمنة، نحن نتحدث أيضًا مع المصريين، عما إذا كان هناك منفذ لإخراج هؤلاء الأطفال والنساء من تلك المنطقة في هذه اللحظة. ولكن الأمر صعب”. ورداً على سؤال فيما إذا كان يرغب  في رؤية ممر إنساني يسمح لبعض سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة بالخروج من المنطقة؟ أجاب بايدن : نعم. وقال بايدن:” نعم”،  ايضاً،  رداً على سؤال ما إذا كان يرغب في رؤية وصول الإمدادات الإنسانية إلى غزة؟ وعلى الفور، سأل المضيف سكوت بيلي الرئيس الأمريكي “إذن، أنت لا توافق على الحصار الإسرائيلي الشامل لقطاع غزة؟ ليجيب ” أنا واثق من أن إسرائيل ستتصرف بموجب قواعد الحرب، وستكون هناك قدرة للأبرياء في غزة على الحصول على الدواء والغذاء والماء”

 

واشنطن ترسل حاملة طائرات ثانية… والاحتلال يوغل في دم أهل غزة

2329 شهيداً ونحو 10 آلاف جريح فلسطيني.. وتحذيرات أممية من إغلاق المستشفيات.. وبابا الفاتيكان لممرات إنسانية

مدير المستشفى الكويتي في رفح: لن نخرج إلا إلى الجنة… العالم كله خذلنا ولن نترك أهلنا

غزة، واشنطن، عواصم – وكالات/15 تشرين الأول/2023

 أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إرسال حاملة طائرات ثانية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، كجزء من الجهود لردع ما وصفه بالأعمال العدائية ضد إسرائيل، مؤكدا في بيان نشرته وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” فجر أمس، أن إرسال حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور” إلى المنطقة يعد جزءاً من الجهود الأميركية لردع توسيع الحرب في أعقاب هجوم “حماس” على إسرائيل. وفيما ستنضم حاملة الطائرات “يو إس إس أيزنهاور” ومجموعة السفن الحربية التابعة لها إلى الحاملة “جيرالد فورد”، وتضم طراد الصواريخ الموجهة “يو إس إس فلبين سي” و”يو إس إس ميسون”، وجناح الناقل الجوي الثالث (CVW 3)، مع تسعة أسراب من الطائرات، اعتبر البيان الزيادة في القوات الأميركية تشير لالتزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل، والتصميم على ردع أي دولة أو جهة فاعلة من غير الدول تسعى إلى تصعيد الحرب. في غضون ذلك، تواصل دول عدة إجلاء رعاياها من إسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث عرضت السفارة الأميركية في تل أبيب على المواطنين الأميركيين وعائلاتهم أمس، الإجلاء بحرا من حيفا إلى قبرص بدءا من اليوم، مؤكدة أن الوضع الأمني واستعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية كبيرة، استدعى نقل المواطنين وعائلاتهم من حيفا إلى قبرص. وقبل ذلك، شرعت العديد من الدول الأوروبية بإجلاء رعاياها من إسرائيل، حيث أجلت الحكومة النمساوية 176 مواطنا من تل أبيب إلى فيينا على متن طائرة استأجرتها وزارة الخارجية النمساوية، وضمت الرحلة مواطنين من إسرائيل والولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى.

كما أجلت ألمانيا 660 من مواطنيها من إسرائيل في ثلاث رحلات خاصة عبر طائرات شركة الخطوط الجوية الألمانية (لوفتهانزا)، فيما قال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو إن بلاده أجلت 215 شخصا من إسرائيل على متن طائرتين ووصلوا بودابست، موجها شكره إلى إسرائيل وقبرص واليونان وتركيا وبلغاريا ورومانيا لمنحها تصاريح سريعة للرحلتين. كما أجلت كندا 130 مواطنا، حيث أقلعت أول طائرة عسكرية كندية لإجلاء مواطنين من تل أبيب باتجاه فيينا يوم الخميس الماضي، وأُبلغ البريطانيون الموجودون في قطاع غزة بالاستعداد للمغادرة في حال فتح معبر رفح على الحدود المصرية، وذلك بعد مغادرة ثالث طائرة إجلاء استأجرتها الحكومة البريطانية حاملة بريطانيين من إسرائيل. وقبل ذلك، وصلت طائرة استأجرتها الحكومة اليابانية لإجلاء ثمانية من رعاياها إلى دبي ليل أول من أمس، وبحسب صحيفة “جابان تايمز”، كانت هذه الرحلة الأولى التي تقوم بها الحكومة اليابانية لإجلاء رعاياها من إسرائيل، موضحة أن اليابان أرسلت طائرة عسكرية إلى قاعدتها في جيبوتي، حيث تبقى على أهبة الاستعداد لاحتمال نقل مواطنين إضافيين جوا من إسرائيل، وأفادت تقارير صحافية يابانية بأن الحكومة تدرس أيضا اتخاذ تدابير لإجلاء المواطنين اليابانيين عن طريق البر، إذا لزم الأمر. وبينما حطت بسول طائرة عسكرية كورية جنوبية منفصلة تقل عشرات الكوريين وآسيويين، قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن الطائرة أجلت 220 شخصا، وهم 163 كوريا جنوبيا و51 يابانيا وستة سنغافوريين، كما أرسلت كوريا الجنوبية في وقت سابق من هذا الأسبوع طائرة مدنية لإجلاء 192 مواطنا، بينما لا يزال هناك نحو 470 كوريا في إسرائيل، معظمهم من المقيمين منذ فترة طويلة والذين اختاروا البقاء. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، أول أمس، إن أول رحلة إجلاء للمواطنين الأوكرانيين غادرت إسرائيل إلى بوخارست برومانيا، كاشفا أنها كانت تقل 207 أوكرانيين بينهم 63 طفلا.

ميدانيا، ومع دخول عملية “طوفان الأقصى” يومها التاسع، تواصل القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، مخلفا نحو 2329 شهيدا ونحو 10 آلاف جريح، وفق ما أفادت به وزارة الصحة في قطاع غزة التي قالت إن المستشفيات باتت تلفظ أنفاسها أمام المجازر التي يرتكبها الاحتلال، داعية المواطنين الى التوجه إلى مجمع الشفاء الطبي والمستشفيات كافة وجمعية بنك الدم وفروعها في محافظات القطاع للتبرع بالدم فوراً، مؤكدة أن طواقم الإسعاف التابعة لها تواجه صعوبة كبيرة في إخلاء الضحايا، نتيجة التدمير الهائل الذي لحق بالأحياء السكنية والطرقات المؤدية للمستشفيات، منوهة بأن 70 في المئة من سكان منطقتي غزة وشمال غزة محرومون من الخدمات الصحية، بعد إخلاء “أونروا” مراكزها وتوقف خدماتها.

في السياق، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طيران الاحتلال شن سلسلة غارات على منازل الفلسطينيين في دير البلح والزوايدة وسط القطاع ورفح جنوبه وحي تل الهوى في جنوبه الغربي ومنطقة التوام شماله، ما أدى لاستشهاد 41 فلسطينياً وإصابة العشرات ليرتفع عدد الشهداء إلى 2329 والمصابين إلى 9042 بينهم نحو 47 عائلة تضم 500 فرد محيت بالكامل من السجل المدني، جراء ارتكاب الاحتلال مجازر بقصف البيوت على رؤوس ساكنيها. وإمعاناً في جرائمه، طالب الاحتلال مجددا أمس مستشفيات عدة شمال ووسط القطاع بالإخلاء، لكن الكوادر الطبية رفضت وأصرت على البقاء ومواصلة عملها الإنساني وتقديم العلاج للمرضى والمصابين رغم تهديدات الاحتلال بقصف المشافي. وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن جيش الاحتلال وجه إنذارا بالإخلاء للمستشفى الكويتي وسط مدينة رفح، وإن إدارة المستشفى رفضت، وقال مدير المستشفى، إن “كل الموجودين في المستشفى مدنيون عزل، لن نخرج من المستشفى إلا إلى الجنة”، مضيفا “العالم كله خذلنا ولن نترك أهلنا وحدهم.. الاحتلال الإسرائيلي لا يريد إلا الإبادة الجماعية لأهل غزة”. أما المستشفى الأردني الميداني الذي تلقى أيضا إنذارا بالإخلاء أول من أمس، فقال مصدر أردني مسؤول إن توجيهات ملكية صدرت ببقائه في القطاع لعلاج الجرحى والمرضى. في الأثناء، أظهرت صور جوية ومقاطع فيديو تم تحليلها والتأكد من صحتها، تعرض قافلة من المركبات تقل مدنيين فارين في غزة لضربة جوية قاتلة، أثناء سيرها على أحد الطريقين اللذين حددهما الجيش الإسرائيلي على أنهما طرق آمنة في اتجاهها إلى النصف الجنوبي من القطاع.

واستخدمت وحدة هندسة الأدلة الجنائية في منظمة الحق الفلسطينية لحقوق الإنسان الصور الجوية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي لتحليل الضربة وتحديد موقعها الجغرافي، وشاركت النتائج التي توصلت إليها مع صحيفة “الغارديان” البريطانية، كما توصل فريق التدقيق في شبكة “بي بي سي” البريطانية إلى النتيجة نفسها، قائلا إنه استطاع التحقق من أطول فيديو مصور للواقعة، لكنه لا يمكنه نشره، نظراً لما يحتويه من مشاهد كاملة للمذبحة. وقال فريق “بي بي سي”: “كانت الجثث ملقاة ومشوهة في كل مكان. وفي وقت لاحق، شوهدت جثة طفل صغير، كان يرتدي سروالاً قصيراً وقميصاً. كما أظهرت اللقطات سيارات تحترق، ويبدو أن سائقي تلك السيارات وركابها كانوا بداخلها”. وأظهرت مقاطع فيديو وصورا لآثار الهجوم 12 جثة معظمهم من النساء والأطفال، أصغرهم يبلغ من العمر عامين تقريباً، والعديد من المركبات المتضررة، فيما قالت الصحة الفلسطينية إن 70 شخصاً قتلوا على الطريق الذي كان مكتظاً بحركة المرور، بينما حاول الفلسطينيون إخلاء النصف الشمالي من غزة. وبينما حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” من أن نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة يواجهون خطر نفاد المياه بشكل أصبح يهدد حياتهم، دعا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إلى فتح ممرات إنسانية لمساعدة المحاصرين في غزة.

 

نتانياهو يتوعد “حماس”… وغالانت من حدود غزة: الحرب ستغير الواقع للأبد

غزة، عواصم – وكالات/15 تشرين الأول/2023

 هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتمزيق حركة “حماس”، قائلا خلال ترؤسه أول اجتماع لحكومة الطوارئ الموسعة، إن “حماس اعتقدت أننا سنُدمَّر. نحن من سيمزق حماس”، معتبرا إظهار الوحدة “يبعث برسالة واضحة للأمة، وللعدو والعالم”، قائلا إن “القوات العسكرية الإسرائيلية تعلم أن الدولة بأكملها تقف خلفها وتدرك أن هذه ساعة مصيرية”. من جانبه، وبينما أشار متحدثان باسم جيش الاحتلال إلى أن الجيش ينتظر قرارًا سياسيًّا بشأن توقيت الهجوم البري الكبير على غزة، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الحرب على قطاع غزة ستكون “قاتلة” وستغير الوضع إلى الأبد، قائلا من قاعدة للجيش بالقرب من الحدود مع غزة، “سنصل إلى جميع الأنفاق، وسنصل إلى جميع نشطاء حماس، وطالما أننا لم نقضِ عليهم، فلن ننهي المهمة، ستكون حربًا قوية، وستكون حربًا مميتة، وستكون حربًا دقيقة، وستكون حربًا ستغير الوضع إلى الأبد”.

أبرز تطورات “طوفان الأقصى” في يومها التاسع

الصحة الفلسطينية: 2329 شهيداً و9042 مصاباً جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

المقاومة تقصف تحشيدات العدو الإسرائيلي في كفار سعد وعلوميم وإيرز ودوغيت ونير عام بالصواريخ وقذائف الهاون.

المقاومة تستهدف تحشيدات العدو شرق موقع رعيم العسكري بمسيّرة الزواري الانتحارية وتجدد قصف تجمع مفتاحيم الاستيطاني على أطراف قطاع غزة برشقة صاروخية.

24 شهيداً وعشرات الجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة.

المقاومة تقصف تحشيدات العدو الإسرائيلي في موقع ناحل عوز بصواريخ “بدر 1” وتستهدف تل أبيب برشقات صاروخية رداً على مجازر الاحتلال بغزة.

تظاهرات حاشدة في واشنطن ومدن بأستراليا والنمسا وسويسرا تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزة.

الأونروا: مليونا فلسطيني في غزة يواجهون خطر الموت بسبب نفاد المياه.

المقاومة تستهدف مستوطنة سديروت برشقات صاروخية رداً على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي.

الكوادر الطبية في قطاع غزة: المستشفيات باتت تلفظ أنفاسها أمام المجازر التي يرتكبها الاحتلال ونخشى انتشار الأوبئة نتيجة تكدس جثث الشهداء.

وسائل إعلام فلسطينية: استشهاد ثلاثة فلسطينيين بقصف طيران الاحتلال منزلهم في خان يونس وسبعة في قصف طيران الاحتلال منزلهم بمخيم النصيرات.

المقاومة: ما يقوم به الاحتلال الصهيوني يمثل حرب إبادة بغطاء كامل من الولايات المتحدة والقوى الغربية تستهدف اقتلاع الوجود الفلسطيني.

المقاومة: نؤكد وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده وفصائله وقواه ونؤكد حق شعبنا المشروع في المقاومة دفاعاً عن نفسه ومقدساته.

المقاومة: ننحني تقديراً للحاضنة الشعبية التي صمدت والتحمت مع المقاومة في مواجهة مشروع الإبادة والتهجير

وسائل إعلام فلسطينية: الاحتلال استهدف مجموعة من الفلسطينيين خلال قيامهم بدفن شهدائهم في مقبرة دير البلح بقطاع غزة.

وسائل إعلام فلسطينية: استشهاد ستة فلسطينيين جراء قصف طيران الاحتلال منزلهم في جباليا شمال قطاع غزة.

وسائل إعلام فلسطينية: مدفعية الاحتلال تقصف بشكل متواصل من شرق رفح إلى شرق خان يونس.

المقاومة تستهدف تحشيدات العدو شرق مستوطنة مفلاسيم برشقات صاروخية.

وسائل إعلام فلسطينية: قوات الاحتلال تبدأ بإجلاء آخر المستوطنين الذين بقوا في مستوطنة سديروت وعددهم 7 آلاف من أصل 35 ألف مستوطن.

وسائل إعلام فلسطينية: مدفعية الاحتلال تواصل قصف المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة المحاصر.

وسائل إعلام فلسطينية: طيران الاحتلال يقصف مركز شرطة بيت لاهيا شمال قطاع غزة المحاصر.

وسائل إعلام فلسطينية: ارتفاع عدد الشهداء إلى 2329 فلسطينياً والمصابين الى 9042 جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وسائل إعلام فلسطينية: استشهاد فلسطيني وإصابة خمسة آخرين جراء استهداف طيران الاحتلال منازل في منطقة التوام شمال قطاع غزة.

وسائل إعلام فلسطينية: نحو 47 عائلة مُحيت بالكامل من السجل المدني بسبب المجازر التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة.

منظمة الصحة العالمية تدين مطالبة الاحتلال المتكررة بإخلاء 22 مستشفى تعالج آلاف المرضى شمال قطاع غزة وتؤكد أن نقلهم إلى جنوب القطاع بمنزلة حكم بالإعدام عليهم.

 

جيش الاحتلال يُرجِّح إخفاء الرهائن في أنفاق غزة

غزة، عواصم – وكالات/15 تشرين الأول/2023

أكد متحدث لجيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، أن الجيش يرجح احتجاز الرهائن في أنفاق تحت الأرض داخل غزة، قائلا لشبكة “سي إن إن” الأميركية: “نعلم أن أي عملية برية في غزة ستكون معقدة بسبب الأنفاق”، مؤكدا أن إسرائيل ستبدأ عمليات عسكرية كبيرة في غزة بمجرد التأكد من مغادرة المدنيين إلى جنوب القطاع. وقامت الحكومة الإسرائيلية بتعيين الجنرال السابق المتورط في فضيحة فساد جال هيرش، لتنسيق أزمة الأسرى، وهو تعيين دانه المراقبون، ويدير الملف أيضا مفاوض من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي “أف بي آي” لوجود عدد من الأميركيين بين الأسرى. وعلى الأرض، قامت القوات الإسرائيلية بمداهمات في قطاع غزة بحثا عن أدلة لتحديد مكان الأسرى، لمعرفة ما إذا كانوا أحياء أو أمواتا، فيما يُعتقد أن وحدة كوماندوس النخبة الإسرائيلية “سايريت ماتكال” في وضع أفضل للقيام بأي توغل لتحرير الأسرى، ومع ذلك، سيواجه الجنود مهمة صعبة لتحديد مكانهم، إذ من المعروف أن حركة “حماس” تعمل بنظام الخلايا اللامركزية. وقال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأدنى والأوسط فابريزيو كاربوني “باعتبارنا وسيطا محايدا، نحن على استعداد للقيام بزيارات إنسانية وتسهيل التواصل بين الأسرى وأفراد أسرهم وتسهيل أي عملية إطلاق سراح”.

 

إيران تحذر من الهجوم البري وتهدد بالتدخل… وتل أبيب: طهران تسعى إلى فتح جبهة ثانية

طهران، واشنطن، عواصم – وكالات/15 تشرين الأول/2023

حذرت إيران إسرائيل من التدخل البري في غزة ولوحت بالانضمام لعملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة “حماس” مما يهدد بنشوب حرب إقليمية.وفي رسالة وجهتها إلى إسرائيل عبر الأمم المتحدة، أكدت إيران أنها لا تريد المزيد من التصعيد في الحرب بين “حماس” وإسرائيل، مشيرة إلى أنه سيتعين عليها التدخل إذا استمرت العملية الإسرائيلية في غزة، وفقا لما قاله مصدران ديبلوماسيان مطلعان لموقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي. وبحسب “أكسيوس”، سيتحول القتال بين “حماس” وإسرائيل إلى حرب إقليمية إذا تدخلت إيران بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال جماعة مسلحة في سورية على سبيل المثال، أو من خلال دعم أي قرار لحزب الله اللبناني بالانضمام الكامل إلى القتال. والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مع مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند في بيروت، حسبما قال المصدران الديبلوماسيان، حيث حض وينسلاند أمير عبد اللهيان على المساعدة في منع امتداد الصراع في غزة وإسرائيل إلى المنطقة الأوسع في الشرق الأوسط، ورد وزير الخارجية الإيراني بأن إيران لا تريد أن يتحول الصراع إلى حرب إقليمية وتريد محاولة المساعدة في إطلاق سراح المدنيين الذين تحتجزهم “حماس” كرهائن في غزة، لكنه شدد على أن إيران لديها خطوطها حمر، قائلا إنه إذا استمرت العملية العسكرية الإسرائيلية، وخاصة إذا نفذت إسرائيل هجوما بريا في غزة، فسيتعين على إيران الرد، وقال المصدران إن وينسلاند اتصل بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنيجبي ومسؤولين آخرين ونقل رسالة إيران. وأكد مكتب وينسلاند أنه التقى أمير عبد اللهيان، قائلا إنهما ناقشا الجهود الديبلوماسية لإطلاق سراح الرهائن ووقف التصعيد ومنع امتداد الصراع إلى المنطقة الأوسع، ناقلا عن عبداللهيان القول “اليوم هناك فرصة للحل السياسي، وغدا سيكون قد فات الأوان”. في المقابل، اتهم رئيس الشؤون الستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية جوشوا زاركا، إيران، بمحاولة فتح جبهة حرب ثانية من خلال نشرها أسلحة في سورية أو عبرها، قائلا على منصة “إكس”: “إنهم (الإيرانيون) يقومون بذلك”، مؤكدا أن الإسرائيليين عازمون على الحيلولة دون حدوث مثل ذلك. وفيما تبادل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد معه وجهات النظر حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية لا سيما تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، كما بحث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن تطورات الأوضاع في فلسطين المحتلة مع عبد اللهيان، التقى عبد اللهيان زعيم حركة “حماس” إسماعيل هنية في الدوحة، وأظهر فيديو بثته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا” لقاء هنية مع عبداللهيان في وقت متأخر من ليل أول من أمس.

 

قادة فصائل إيران العراقية في سورية ولبنان للتعرف على تفاصيل الميدان

تأهب وحشد بانتظار أوامر طهران وتهيئة قاعدتي “عين الأسد” و”حرير” الأميركيتين لشن هجمات أو إرسال مقاتلين

بغداد، عواصم – وكالات/15 تشرين الأول/2023

أكدت مصادر عراقية مطلعة أن عدداً من قادة فصائل مسلحة موالية لإيران انتقلوا بالفعل إلى مواقع في سورية ولبنان، بالتزامن مع التصعيد الميداني في قطاع غزة. ورغم أن قادة تحالف “الإطار التنسيقي” الحاكم حصلوا على توصية إقليمية بالتريث إلى حين تحديد الموقف النهائي من تطور الأوضاع في غزة، لكن يبدو أن المسؤولين الميدانيين بدأوا التحرك نحو مواقع في دمشق وبيروت. وقالت المصادر إن قادة المجموعات المسلحة سافروا بشكل متواتر إلى البلدين رفقة مسلحين ولا تبدو مهمتهم قتالية، بل للاستطلاع والمتابعة بالتنسيق مع مجموعات سورية ولبنانية عند مواقع حدودية هناك. وحسب المعلومات المتواترة، فإن الفصائل العراقية تلقت رسائل من الإيرانيين، أفادت غالبيتها بأن التدخل المباشر يحتاج إلى ظرف آخر غير هذا، وقد يحدث قريباً بالاعتماد على اتساع رقعة الحرب ومشاركة أطراف أكثر فيها. وحسب المصادر العراقية، فإن قرار التريث لا يزال سارياً وإن قادة الفصائل ذهبوا إلى هناك للتعرف أكثر على تفاصيل ميدانية استعداداً لأي تحرك محتمل، قائلة إن قادة المجموعات نقلت تفاصيل وخرائط وسيناريوهات لشكل المواجهة إلى مسؤوليها في الفصائل العراقية بهدف الاطلاع والتحضير، مؤكدة أن الفصائل العراقية تنتظر أوامر لم تصل بعد وليست هناك نية للحركة من دون أوامر إيرانية واضحة.

في غضون ذلك، تواصل الماكينة الإعلامية لأحزاب الإطار التنسيقي ضخ معلومات عن استعداد المقاومة العراقية للانتقال إلى الميدان والقيام بعمليات هجومية ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية، ونقل راديو “فردا” الأميركي عن مصادر مطلعة أن نائب قائد “فيلق القدس” محمد رضا فلاح زاده والسفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق، عقدا اجتماعاً خلال الأيام الأخيرة حضره رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وقادة الفصائل الموالية لإيران، بما في ذلك “كتائب حزب الله”، طلب خلاله المسؤولون الإيرانيون تكثيف الهجمات الإعلامية ضد إسرائيل ودعم حركة “حماس” وتسجيل المتطوعين للقتال ضد إسرائيل.

وحسب المصادر، فإن “فيلق القدس” طلب تأهب الميليشيات وانتظار أوامر إيران، وقال أمين كتائب “حزب الله” في العراق المعروف باسم أبو حسين الحميداوي، إن “الواجب الشرعي يحتم وجودنا في الميدان لدفع شرور الأعداء”، وقبل ذلك كان زعيم “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي أكد عبر منصة “إكس”، أن حركته تراقب من قرب وهي مستعدة غير متفرجة. وحسب معلومات، أكدها ثلاثة أعضاء من الإطار التنسيقي، فإن طهران أبلغت حلفاءها في العراق بأنها وضعت خطة مدروسة للحرب في قطاع غزة، فيما استخدم كثيرون داخل الإطار عبارة المواجهة المفتوحة جغرافياً، لوصف رد فعل الفصائل الموالية لإيران بشأن المعارك في غزة. ويتداول أعضاء في الإطار التنسيقي، ما يقولون إنها معلومات أولية عن إمكانية استخدام قاعدتي “عين الأسد” و”حرير” الأميركيتين في العراق لشن هجمات أو إرسال مقاتلين لدعم الإسرائيليين في قطاع غزة، ويقول أحدهم إنه “لو حدث هذا فسنوقف تنفيذ اتفاق الإطار الستراتيجي بين العراق وأميركا”.

 

بلينكن: الاجتماع مع ولي العهد السعودي كان مثمراً للغاية

السياسة/15 تشرين الأول/2023

تركز على وقف هجمات حماس وإطلاق سراح الرهائن ومنع الصراع من الانتشار

 قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن اجتماعه في الرياض مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان “مثمرا للغاية”، وذلك لدى إجابته على سؤال من مراسل “رويترز” لدى عودته للفندق الذي يستضيف الوفد الأميركي في الرياض. وقال مسؤول أميركي إن اجتماع بلينكن مع ولي العهد استمر ما يقل قليلا عن الساعة. من جهتها، قالت وزارة الخارجية الاميركية: “وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن سلط الضوء في محادثاته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على تركيز الولايات المتحدة الثابت على وقف الهجمات الإرهابية التي تشنها حماس وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن ومنع الصراع من الانتشار”.

 

الرئيس المصري لوزير الخارجية الأميركي: رد فعل إسرائيل يصل إلى حد العقاب الجماعي

السياسة/15 تشرين الأول/2023

أبلغ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن رد فعل إسرائيل على هجوم حماس تجاوز حق الدفاع عن النفس ويصل إلى حد العقاب الجماعي. وقال السيسي في تصريحات بثها التلفزيون خلال اجتماع مع بلينكن في القاهرة اليوم الأحد إنه يرفض استهداف أي مدنيين في الصراع المستمر.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«غزوة غزة».. العرب «حائرون يفكرون»!

علي الأمين/جنوبية/16 تشرين الأول/2023

أحدثت "غزوة غزة"، تخبطاً غير مسبوق في الإقليم، جعل من الدول العربية والأجنبية +إيران و"حزب الله"، في حيرة من امرهم، يسيرون على درب "الخطى والفرص الضائعة"، في محاولات حثيثة لإلتقاطها، معطوفة على حراك وتقارب ونظام مصالح مستجد، وتقاطع إيجابي بين "حماس" و"فتح"، والذي يؤمل منهم جميعاً، إنقاذ ما يمكن إنقاذه فلسطينياً، من براثن آلة القتل والدمار الإسرائيلية.

وسط التدمير الممنهج والقتل للمدنيين في غزة، وإزاء مخاطر جدية لتهجير الفلسطينيين مجددا من ارضهم، ثمة ملامح سياسية فلسطينية وعربية، يمكن البناء عليها في محاولة ردع الاحتلال، ولجم المواقف الدولية الداعمة للعدوان الاسرائيلي، من واشنطن الى معظم العواصم الاوروبية.

وفي موازاة ذلك، اعادة الاعتبار للحاضنة العربية للقضية الفلسطينية، ومن باب المصالح الوطنية اولاً، قبل الحديث عن المبادئ والايديولوجيا والقيم الاخلاقية.

اولا، في البعد الداخلي في فلسطين، يمكن ملاحظة ان المطالب الفلسطينية في معركة غزة، بدت متقاربة اكثر من اي وقت مضى، سواء من قبل “حركة حماس” او السلطة الوطنية و”حركة فتح”، فحماس تطالب اليوم بحماية دولية لغزة، ووقف اطلاق النار، وفتح المعابر الانسانية. هو ما تعمل عليه السلطة الفلسطينية، واصبح اليوم مطلب مباشر “حمساوياً” من الحماية الدولية الى فك الحصار.

ثانيا، بعد العملية الاستثنائية، التي نفذتها “حماس” في السابع من الشهر الجاري، يمكن القول، ان قدرة “حماس” العسكرية، ليست على حالها بعد اكثر من اسبوع، في ظل مخاطر استفرادها، وامكان نجاح اسرائيل، في تحقيق اهدافها التي اعلنتها، ما استنفر دولة مصر والمملكة الاردنية، ودفعتهما الى اتخاذ مواقف نابعة، من تلمس مخاطر على أمنهما، ليس ذلك فحسب، بل على نظامي الدولتين، فغزة مسألة امن وطني لمصر، وهذا ما يفسر التشدد المصري حيال ادخال المساعدات الى غزة، والدعوة الاخيرة الى عقد مؤتمر اقليمي دولي حول القضية الفلسطينية، فضلا عن رفض مصر اي نزوح فلسطيني نحو سيناء.

ثالثاً، انطلاقا من المصالح الوطنية هذه، برز تقاطع مصلحي مع السلطة الوطنية الفلسطينية، للحؤول دون انفراط السلطة وتداعيات ذلك على البلدين، وهو ما التقطته السعودية من خلال دبلوماسيتها، باعتبارها القوة الضاغطة على اميركا واسرائيل واوروبا، ولعل رفض السعودية لطلب اميركي ادانة “حماس”، يكشف ان المملكة تنظر الى ما يجري على انه ابعد من “حماس”، بل يطال القضية الفلسطينية والمنطقة برمتها، اذ لا يخفى على المتابعين، ان موقف الرياض من :حماس” اقرب الى السيء ان لم يكن سيئاً.

رابعاً، لا بد من التوقف عند البعد السياسي، هو الأهم اليوم، اي كيف يمكن استثمار انجاز “حماس” وحملة التدمير الجارية على غزة سياسيا، علما ان جوهر الصراع بين الفلسطينيين واسرائيل، هو في جغرافيا الضفة، ولم تكن غزة ولا مرة، في موضوع المفاوضات مع اسرائيل، وما يجري في الضفة الغربية اليوم، لا تقل مخاطره في البعد السياسي عما يجري في غزة. فاسرائيل اليوم، تعيد احتلال الضفة الغربية وتقطيع اوصالها، والقضاء على خيار الدولة، او ما بقي من السلطة.

خامساً، على اهمية الخطر الانساني على الفلسطينيين في غزة، وهو كبير جدا، فان الخطر السياسي يتجاوزه في الاهمية، اذ لا يحق لأي جهة فلسطينية، ان تسمح بتضييع التضحيات والانجازات في مهب العواطف والايديولوجيا، ولا يمكن توقع ان لا يكون هناك تنسيق بين “حماس” والسلطة الوطنية، خصوصا ان الجميع في دائرة الإستهداف، ما دفع الرئيس محمود عباس “ابومازن”، الى رفض ادانة “حماس”، وهو الجهة الاقدر على التواصل الدولي والاقليمي، ويمثل الشرعية التي تحتاجها اللحظة السياسية اليوم في الحد الادنى، وهذا ما يفرضه الانكفاء الايراني عن “وحدة الساحات”، الذي عبر عنه المرشد من جهة، وبروز نظام مصالح عربي تمثله الرباعية العربية، المتمثلة بمصر والاردن والسلطة الفلسطينية والسعودية.

إذ ان المخاطر التي تمس هذه الرباعية، على المستوى الوطني و الدور الاقليمي، يدفعها الى التنسيق انطلاقا من نظام المصالح الوطني، فكما تحدت السعودية واشنطن على اسس المصالح، سواء في ملف اسعار النفط، او الانفتاح على الصين، والتفاهم مع ايران، فان هذا المسار، يبدو امام فرصة تبلور على ايقاع ما يجري في غزة، الذي يبدو أنه ينذر بأن “الآتي أعظم”!

 

معارك الجنوب "المدروسة": حزب الله بالصراع بلا حرب موسّعة

منير الربيع/المدن/16 تشرين الأول/2023

طالما العمليات العسكرية الإسرائيلية مستمرة في قطاع غزّة، سيبقى الوضع على جبهة جنوب لبنان في حالة توتر واستنفار وعمليات متقطعة و"مدروسة". إنها المعادلة التي أصبحت ثابتة منذ اليوم الأول للمعركة. إذ يثبت حزب الله بأنه لا يقف على الحياد، وبأن لبنان منخرط قلباً وقالباً في هذا الصراع.. فيما تستمر الضغوط الدولية الكبيرة لمنع انزلاق الوضع أكثر، ولمنع دخول حزب الله في الحرب بشكل واسع. ولا يزال السؤال الذي لا إجابة عليه، يتعلق بالتحشيدات العسكرية الضخمة دولياً، ولا سيما من قبل الأميركيين والبريطانيين، وإذا كانت هذه التحشيدات ترتبط بمعركة غزة أم بما هو أوسع، أم أنها فقط تندرج في سياق الردع.

الحرب على مراحل

في هذا السياق، تتعثر عملية الدخول الإسرائيلي البري إلى قطاع غزة. وذلك بسبب صعوبة الميدان، وما تعده حركة حماس في الداخل. كما بسبب عدم جهوزية الكادر العسكري والبشري الإسرائيلي لمثل هذه العملية، وما قد ينتج عنها من خسائر. في المقابل، هناك من يعتبر أن اسرائيل تعتمد في غزة أسلوباً مشابهاً تماماً لعملية اجتياح بيروت في العام 1982. إذ بدأت بالحصار، المترافق مع قطع الماء والكهرباء والقضم التدريجي الذي يحتاج إلى وقت طويل، وقد تكون الخطة الإسرائيلية متركزة على الدخول إلى القسم الشمالي من القطاع، لمحاصرة مقاتلي المقاومة والمدنيين، والدفع بهم إلى تفاوض. وقد يكون هذا التفاوض في موازاة العمليات العسكرية. على ما يبدو، الحرب تسير وفق مراحل. وحتى لو تدرج انخراط حزب الله في هذه الحرب، فستكون متدرجة وليس بالضرورة أن تندلع بشكل واسع وشامل، أو تتدحرج سريعاً في مسار مشابه لما جرى في حرب تموز. وبالتالي، فإن المرحلة الأولى من الحرب تتعلق في إشعال الجبهات على طول الحدود اللبنانية، من القطاع الشرقي الى الأوسط فالغربي. وغايتها هي إشغال الإسرائيليين وإبقاء قواتهم على الجبهة الشمالية لعدم التفرغ بشكل كامل للجنوب (غزة). وهذه المرحلة الأولى تفرض الوقائع القائمة منذ يوم عملية طوفان الأقصى إلى الآن. فحتى لو تصاعدت العمليات العسكرية أكثر، ليس بالضرورة أن تطال بيروت والضاحية الجنوبية. وربما في المرحلة الثانية قد تطال مناطق أكثر عمقاً في الجنوب.

تجنب الحرب الواسعة

عملياً، فإن معادلة الردع القائمة من قبل حزب الله، لا تمنح الإسرائيليين أي فرصة لشن عمليات باتجاه بيروت أو الضاحية. كذلك فهي ستمنعه من القيام بأي اجتياح برّي. بينما أقصى ما يمكن أن يصل إليه الإسرائيليون هو تنفيذ بعض العمليات كاستهداف مواقع وأهداف تم تحديدها مسبقاً للحزب. وكان لدى الحزب الوقت الكافي لإعادة ترتيب مواقعه ونقل مقتنيات بعضها. أي لن يستفيد الاسرائيلي عسكرياً من أي عمليات تدمير شاملة في لبنان. في حال استمرت وتيرة المعارك على حالها، يمكنها أن تبقى مضبوطة، وفي الوقت نفسه يمكنها أن تتوسع أكثر. وأي خطأ في الحسابات قابل لأن يقود إلى حرب إقليمية. وتلك حرب تسعى كل الأطراف إلى تجنّبها، من الأميركيين إلى الإسرائيليين وكذلك بالنسبة إلى ايران وحزب الله. انعدام الرغبة في اتساع الحرب واتخاذها بعداً إقليمياً، يتطابق مع عدم التبني الإيراني لأي تخطيط أو تنسيق مسبق مع حركة حماس حول الحرب. كما يتطابق مع عدم وجود أي اتهام أميركي فعلي لإيران بالوقوف خلف عملية طوفان الأقصى. وهذا لا يمكن فصله عن ما يعلنه الأميركيون حول إرسال حاملات طائراتهم ومدمراتهم إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، باعتبار هدفها للردع وليس للانخراط في حرب. استمرار المجازر التي يرتكبتها العدو الإسرائيلي في غزة، ستؤدي إلى انقلاب الرأي العام العالمي على الإسرائيليين. وهذا سيمنعه من استكمال معركته إلى النهاية. فيما يبرز موقف عربي واضح يدعو إلى وقف إطلاق النار، وعدم تهجير المدنيين. وفي المقابل تضع اسرائيل شعاراً كبيراً لمعركتها، وهو القضاء على حركة حماس، وذلك لا يبدو أنه بالهدف القابل للتحقيق وفق مسار المعركة حتى الآن.

 

فيلم "باي باي حماس" من بطولة "رامبو الإسرائيليّ"

عماد الدين أديب /أساس ميديا/الإثنين 16 تشرين الأول 2023

لا بدّ من الاعتراف أنّ طهران خير من يلعب لعبة "المفسِد" لأيّ مشروعات إقليمية مضادّة لمصالحها، وأنّها نجحت في تحقيق 3 أهداف رئيسية خلال الأسبوع الماضي:

- أوّلاً: جعلت إمكانية إنجاز تسوية سلمية على المستوى الإقليمي برعاية أميركية شبه مستحيل الآن بعد عملية "طوفان الأقصى".

- ثانياً: كشفت هشاشة نظرية الردع والإنذار المبكر لنظام وحكومة بنيامين نتانياهو.

- ثالثاً: أكّدت للجميع أنّها لاعب إقليمي رئيسي لا يمكن إنجاز حرب أو سلام أو تسوية أو صراع من دون حضوره.

 تدرك طهران أنّ ثمن ذلك سيكون مكلفاً للغاية.

العقل "الحمساوي" المدعوم إيرانياً يواجه ردّ فعل هستيريّاً من إسرائيل مدعوماً بلا حدود غربيّاً.

لكن هناك إشكالية كبرى تعود لفكر "التمنّي الخيالي" لدى واشنطن والبعد عن حقائق الواقع المَعيش على أرض الحقيقة وطبيعة قانون الفعل وردّ الفعل الفلسطيني

إنّها لعبة بلا قواعد اشتباك قرّرت إسرائيل بدعم من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن تفتح فيها أبواب جهنّم ليس على قيادة "حماس" أو حركة حماس ولا على سكّان غزّة، بل على أدنى أمل ممكن لما بقي من مشروع حلّ الدولتين.

حتى الـ22% الباقية من فلسطين التاريخية ليست الآن على طاولة البحث.

تؤكّد المصادر المطّلعة أنّ أقصى ما يمكن تصوّره الآن بعد أن تسكت المدافع هو مشروع يبدأ من نقطة إنهاء حركة حماس (قيادة وتسليحاً وقوّات)، وينتهي في أحسن حالاته إلى بعض الإجراءات لـ"تحسين شروط الاحتلال".

ما يروّجه وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في زيارته الأخيرة للمنطقة هو أنّنا الآن لا نشهد جولة صراع أو عمليات عسكرية مثل المواجهات الأربع السابقة بين "حماس" وإسرائيل، بل نشهد على حدّ قوله Game Changer، أي متغيّراً رئيسياً للّعبة.

كيف ستتغيّر "اللعبة

المتغيّر الرئيسي حسب الرؤية الأميركية يقوم على العناصر التالية:

- أوّلاً: غزّة من دون "حماس".

- ثانياً: الضفّة من دون أبي مازن.

- ثالثاً: تل أبيب من دون نتانياهو.

- رابعاً: كيان فلسطيني منزوع السلاح تابع من ناحية الطاقة والمياه والضرائب لتل أبيب ضمن مشروع اقتصادي برعاية إقليمية.

- خامساً: دخول أطراف غير عربية في هذه الترتيبات (الدول الثلاث من دول الجوار غير العربية: تركيا وإيران وإسرائيل).

- سادساً: العمل بقوّة على إقناع الرياض بجدوى المشاركة في هذه الترتيبات.

- سابعاً: السعي إلى وجود رعاية دولية أميركية أوروبية مع استبعاد روسيا والصين.

هذا هو التصوّر المطروح من قبل إدارة بايدن وتجري محاولة تسويقه إقليمياً.

إشكاليات.. وأمثلة خمسة

لكن هناك إشكالية كبرى تعود لفكر "التمنّي الخيالي" لدى واشنطن والبعد عن حقائق الواقع المَعيش على أرض الحقيقة وطبيعة قانون الفعل وردّ الفعل الفلسطيني.

مثلاً: إنهاء "حماس" قيادةً وقوةً عسكرية لا يعني نهاية أنصارها على الأرض، خاصة بعد "طوفان الأقصى" ستأتي "حماس" أخرى بأجيال أكثر تشدّداً.

لنقارن ونتذكّر أنّ واشنطن عادت وتعاملت مع كلّ من حاربتهم:

- حركة طالبان في أفغانستان.

- آيات الله في إيران.

- السلطة الحالية في فنزويلا.

- "داعش" في سوريا والعراق.

- والقائمة طويلة وفيها لائحة من الإخفاقات في كسر فكرهم وامتدادهم في مجتمعاتهم.

مثلاً: البحث عن بديل غير أبي مازن عمليّة معقّدة في ظلّ تركيبة السلطة الحالية، خاصة أنّ هناك تصوّراً أنّك إن فشلت في سلام مع أبي مازن فمع من ستنجح؟!

مثلاً: دخول إيران وتركيا في تسوية إقليمية ليس سهلاً تسويقه ليقبل به العرب، خاصة أنّ هناك امتداداً تركياً في سوريا والعراق وامتداداً إيرانياً في 4 دول عربية معادية لدول الخليج.

 مثلاً: يصعب على السعودية الثقة بأيّ ترتيب أميركي إقليمي بعد سلوك واشنطن الأخير تجاه إسرائيل التي حصلت على كلّ شيء وأيّ شيء من دون قيد أو شرط بالمجّان. وجاء تسريب آخر من السعودية يقول "تمّ تجميد أيّ حوارات مع واشنطن حول السلام مع إسرائيل".

تؤكّد المصادر المطّلعة أنّ أقصى ما يمكن تصوّره الآن بعد أن تسكت المدافع هو مشروع يبدأ من نقطة إنهاء حركة حماس (قيادة وتسليحاً وقوّات)، وينتهي في أحسن حالاته إلى بعض الإجراءات لـ"تحسين شروط الاحتلال"

مثلاً: يصعب التصوّر الأميركي الحركة الدبلوماسية على دول السلام الإبراهيمي التي تعاملت بأمانة وحسن نيّة مع مشروع سلام يمكن من خلاله عمل ترتيبات متكافئة وإيجابية في المنطقة.

ما سمعه أنتوني بلينكن في السعودية والإمارات والأردن ومصر وقطر مع تباين لهجة الاحتجاج والتخوّف والغضب، فإنّ الرسالة الموحّدة المؤكّدة التي تكرّرت: "ليس هكذا تدعمون إسرائيل، وإنقاذها يتمّ عن طريق إقناعها بأنّ ما تقوم به الآن من جرائم ليس ضدّ حركة حماس، لكن ضدّ الشعب الفلسطيني، وهو أمر لا يمكن قبوله أو تسويقه عند أيّ رأي عام، وهو يضرّ تماماً بأيّ محاولة تسويق لأيّ سلام قريب في المنطقة".

ماذا سمع بلينكن... وماذا عليه أن يعرف؟

قيل لبلينكن إنّه إذا كان المطلوب هو إنقاذ بنيامين نتانياهو فإنّ الإضرار بسمعة حكومته وائتلافه قد وقع في إخفاق منظومة الأمن الإسرائيلي في يوم 7 تشرين الأول.

قيل لبلينكن إنّ توسيع دائرة العمليات من قبل إسرائيل تجاه لبنان أو سوريا هو فتح إضافي لأبواب جهنّم ودعوة مفتوحة لتدخّل إيراني مباشر.

إذا كان ما يبدو على السطح الآن هو صور جبروت القوّة المتوحّشة للجيش الإسرائيلي في غزّة فإنّ إسرائيل أيضاً تعاني من عدّة اتّجاهات إخفاقات:

- أوّلاً: السقوط المعنوي لنظرية الأمن الإسرائيلي. ويكفي أنّ أكثر من ثلثي السكّان يعيشون منذ 10 أيام في مخابئ وتحت صوت صفّارات إنذار وخوف من صواريخ القسّام.

- ثانياً: انخفاض أداء البورصة الإسرائيلية فاضطرّ المركز الإسرائيلي إلى طرح 45 مليار دولار لدعم الأسواق وتمّ إيقاف أعمال حفر وتصدير الغاز الإسرائيلي.

- ثالثاً: توقّف العمل في مطارات إسرائيل وإيقاف 300 رحلة طيران يومياً وتوقّف أنشطة البلاد من أعمال ومدارس وجامعات وترفيه ورياضة.

- رابعاً: كلفة العمليات العسكرية التي يتردّد أنّها تكلّف تل أبيب ما بين 400 إلى 500 مليون دولار يومياً.

عالمياً ارتفع سعر النفط 5% وارتفع الذهب 3.4% وانخفض  سهم ناسداك 1.4%.

إنّها لعبة بلا قواعد اشتباك قرّرت إسرائيل بدعم من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن تفتح فيها أبواب جهنّم ليس على قيادة "حماس" أو حركة حماس ولا على سكّان غزّة، بل على أدنى أمل ممكن لما بقي من مشروع حلّ الدولتين

أحلام نتانياهو الخيالية

الفيلم الهوليووديّ الذي يحلم به نتانياهو هو قيام 200 ألف جندي وضابط إسرائيلي تدعمهم 5 آلاف عربة عسكرية و1,900 مدرّعة وصواريخ خازوقية أميركية و200 طائرة قاذفة مقاتلة ونشاط استخباراتي مدعوم من حاملات طائرات أميركية وبريطانية تطفو بمحاذاة السواحل الفلسطينية... بالكشف عن خنادق "حماس" الكامنة تحت أرض غزّة ثمّ كسر الآلة العسكرية ثمّ القبض على قادتها أو قتلهم ثمّ الإفراج عن الرهائن من دون خسائر.

حلم نتانياهو الخيالي بعد أن يحدث ذلك كلّه أن يهبط وسط قوّاته المنتصرة في غزّة ويهنّئ قادته ويحتضن الأطفال والنساء من الأسرى المفرَج عنهم، فيكون بذلك قد قام بتأمين مستقبله السياسي وأصبح ملك أورشليم الحديث الذي أعاد الأمن والأمان للشعب اليهودي. إنّه "رامبو الإسرائيلي".

في إسرائيل والأسواق العالمية ينصح مديرو الصناديق الكبرى ببيع الأسهم الحالية وبعدم التدخّل بالشراء انتظاراً لانخفاضات كبرى بالتوازي مع مجازر العمليات البرّية في غزّة.

هناك سؤالان لا يعرف أحد إجابات حقيقية ومباشرة، الآن، عليهما:

- السؤال الأوّل: سؤال إسرائيلي يقول: أين ستتوقّف العمليات البرّية الإسرائيلية في غزّة؟ وهل هي عمليات خاطفة ونوعية أم غزو منظّم يهدف إلى حرق الأرض والتطهير وكسر آلة "حماس"؟ وإذا كانت غزواً فهل يعقبه انسحاب أم بقاء وتمركز من أجل الاحتلال والسيطرة الكاملة؟

- السؤال الثاني: سؤال حمساوي يقول: ما هو حجم مخزون الصواريخ والذخيرة المتوافرة لدى "حماس" في مخازنها السرّية في غزّة تحت الأرض؟ وما هي قدرة قوات "حماس" على الصمود؟ وما هي معطيات الإمداد والتموين اللازمين لمعركة متوسطة أو طويلة؟ وهل هناك تكتيكات قتالية أو أسلحة نوعية مفاجئة ستظهر عند العمليات البرّية أم لا؟

السؤال الأكبر: ماذا ستفعل إسرائيل بالنتائج العسكرية لعملياتها في حال تحقيقها لأهدافها الاستراتيجية؟ أي إذا افترضنا أنّها استحوذت على الأرض بعد أن تكسر "حماس"، فلِمَن سوف تسلّم الأرض (360 كيلومتراً): للسلطة؟ أم تستمرّ في الاحتلال؟ هل تخلق سلطة عميلة؟ هل تكون أكثر قبولاً لتفاوض سياسي؟ أم في أحسن حالاتها تكون راغبة فقط في تحسين شروط هذا الاحتلال الإجرامي؟

 

فلسطين تقاتل... وإيران تنتصر

أيمن جزيني /أساس ميديا/الإثنين 16 تشرين الأول 2023

شيءٌ من الانتصار على إسرائيل تحقّق. لا ريب في ذلك. صورة الدولة التي لا تُقهر، تهشّمت. إسرائيل اليوم أقرب ما تكون إلى توصيف الأمين العام للحزب، وممثّل الخامنئيّة على "الساحة" اللبنانية، حسن نصر الله.

لنقُل "الجبهة اللبنانية" لا "الساحة اللبنانية"، ما دامت إيران ترفع فلسطين وتحريرها عنواناً عريضاً لها، تندرج تحته جبهات تبعد عنها -أي عن فلسطين- أكثر ممّا تبعد إيران نفسها ربّما، وما دام في هذه الجبهة اللبنانية لا توجد قوى خارجية وإقليمية لها ثقل يؤخذ في الحسبان.

ربّما هذا ما كان في خلفيّة حاصري المقاومة من الجبهة اللبنانية، في الحزب لا غير، مطلع تسعينيات القرن الماضي، وفي أوج سيطرة الجيش السوري على لبنان.

شيءٌ من الانتصار على إسرائيل تحقّق. لا ريب في ذلك. صورة الدولة التي لا تُقهر، تهشّمت. إسرائيل اليوم أقرب ما تكون إلى توصيف الأمين العام للحزب، وممثّل الخامنئيّة على "الساحة" اللبنانية، حسن نصر الله

دول أم جبهات؟

ما تمّ بالتوافق والتراضي في الجبهة اللبنانية، بين الإيرانيين والسوريين، تمّ في غيرها من الدول-الجبهات، وإن بغير تراضٍ ولا توافق. ثمّة توجّه إيراني كشف عن وجهه في كلّ الدول العربية التي وطأها الإيرانيون وهم يصدّرون "ثورتهم".

لا تريد إيران دولاً قائمةً بذاتها ولذاتها في الإقليم "الإيراني"، الممتدّ على امتداد القضية الفلسطينية، من حدودها الغربية وصولاً إلى اليمن حتى اللحظة. تريد جبهات متنوّعة التهديدات، جبهات عدّة لا جبهة واحدة.

جبهات عديدة وكثيرة كلمة سرّها "توحيد الساحات"، الشعار الذي أطلقه الأبرز بين رجال إيران في الإقليم، أي نصر الله. تهديد ووعيد من الحوثي في اليمن، ومثله من الحشد الشعبي في العراق، وتلويح بتدخّل وتحرّكات خجولة في الجبهة السورية متعدّدة الوظائف، وكلام تخطّى التهديد والوعيد في الجبهة اللبنانية.

لكن حتى الآن، الأيادي على القلوب، لا على الزناد، علماً بأنّ قرار الحرب والسلم في تلك الدول لم يعد في أيدي أنظمتها الرسمية التي تقاتل في فلسطين ربّما منذ ما قبل نكبة الـ1948. وهذا ما عوّدتنا إيران عليه منذ وصول "الشيطان الأكبر" وحلفائه إلى حدودها مع أفغانستان، ثمّ إلى العراق، وهما جاراها الأقربان.

جبهة حسينيّة... فأين الحسينيّون؟

وحدها الجبهة الفلسطينية المفتوحة أصلاً منذ عام 1948، تقاتل، وحدها مشتعلة من دون سائر الجبهات الأخرى. وحدها تعاني الأمرّين، وتُذبح ويُقطَع عن سكّانها الماء. إنّها جبهة "حسينيّة" بامتياز وفق العقيدة الإيرانية، ومن دون ناصر ينصرها.

فلسطين تقاتل إحقاقاً للحقّ في دنيا العرب والإسلام. يحدث هذا كلّ عامين أو ثلاثة، لكنّه هذا العام يأخذ بُعداً أوضح:

ـ ثمّة من يموّل ويدرّب ويقدّم الخدمات اللوجستية والأمنيّة والعسكرية كافّة، وينأى بنفسه. يفعل في فلسطين، تماماً كما فعل في العراق واليمن وسوريا ولبنان.

ـ ثمّة من يقاتل بلحم حيّ ليس لحمه، وبدم طازج ليس دمه. لا ينزل "حديدان" إلى الميدان، إلا عندما توضع الطاولات وتُصفّ الكراسي، ويأتي مفاوضو الدول الكبرى.

ما دامت إيران ترفع فلسطين وتحريرها عنواناً عريضاً لها، تندرج تحته جبهات تبعد عنها -أي عن فلسطين- أكثر ممّا تبعد إيران نفسها ربّما، وما دام في هذه الجبهة اللبنانية لا توجد قوى خارجية وإقليمية لها ثقل يؤخذ في الحسبان

منذ اتفاقات تطبيع العلاقات تحت الطاولة وفوقها، وإيران تموّل أصحاب القضية الفلسطينية، وأصحاب القضايا الفئوية في العالم العربي، من لبنان إلى اليمن. تمدّهم بالسلاح والعتاد والأموال إذا توافرت. وتدعمهم لفظياً بأشدّ العبارات والشعارات ثوريةً، لكنّها تبقى بعيدةً.

تفعل إيران ما تفعله حيناً نصرةً لأهل اليمن، فتقوّض الدولة اليمنية وتنزع منها قرار الحرب والسلم، فيفتح الحوثيون جبهة الخليج العربي، وأحياناً نصرةً لأهل العراق، فتحول دون قيام دولة فيه، وتتركه لأنصارها من الحشد الشعبي منهبةً اقتصاديةً وطاولةً تفاوضيةً كلّما حُشرت. ومرّةً من لبنان، حيث تناصر أنصارها المحرومين سابقاً والمستضعَفين حالياً، ومرّةً من سوريا حيث تناصر النظام المستضعَف فيها، ضدّ الغالبية الساحقة من السوريين.

وبيوتنا نحن؟  

حسناً، إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، كما لا ينفكّ يردّد ممثّل السياسة الإيرانية في الجبهة اللبنانية، حسن نصر الله. المقاومون الفلسطينيون أثبتوا ذلك، وإن أظهر دعمَه العالمُ الذي يقف خلف إسرائيل وبجانبيها وأمامها ويمدّ لها جسراً جوّياً من كلّ شيء.

لكن ماذا عنّا؟ هل بيوتنا أقوى من بيت العنكبوت ذاك؟ هل عندنا بيوت أصلاً؟ إذا قرّر أمير الجبهة اللبنانية، الأمين العامّ للحزب، نقل شعاره من خطاباته إلى أرض المعركة، بطلب إيراني أعلى، ففي أيّ بيت نحتمي؟ الدولة، وقد نزع منها قرار السلم والحرب والمال والاقتصاد والثقافة وحال دون الاجتماع فيها؟ أم نحتمي بالمجتمع الذي مزّقه إرباً إرباً حتى لا يكاد يتضامن فيه فرد أو جماعة مع "حاضنته"؟ أم نتّجه إلى الملاجئ التي بناها وهو يحفر تحت الأرض وفوقها؟ وأيّ اقتصاد سيتحمّل أعباء "نخوة" و"شهامة" قد يرفع لواءهما في أيّ لحظة، لئلّا نقول مغامرة؟

كلّ التضامن مع الفلسطينيين عموماً، وأهل غزّة خصوصاً، في ما يتعرّضون له من هجمة وحشية وإبادة. لُقّنت منذ الطفولة أن "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، لكن ماذا بعد المعركة؟ إلى أين تمضي بنا طهران، ولم يعُد أمامنا بحر ولا وراءنا؟

 

غموض الحزب يُرعِب الحكومة!

ملاك عقيل/أساس ميديا/الإثنين 16 تشرين الأول 2023

بعد 11 يوماً من اندلاع المواجهة العسكرية بين حركة "حماس" والعدوّ الإسرائيلي وتمدّد التوتّر على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلّة بفعل الضربات العسكرية المتبادلة وسقوط ستّة شهداء بينهم الإعلامي عصام عبدالله، ينعقد غداً في السراي الحكومي اجتماع الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات، وذلك بناءً على طلب الحكومة في جلستها يوم الخميس الماضي "عقد اجتماع طارئ وإجراء المحاكاة اللازمة لمواجهة الأزمة".

يحصل هذا الاجتماع وسط مؤشّرات كادت في الأيام الماضية أن تتجاوز الخطوط الحمر بفعل ارتفاع منسوب التوتّر والاحتكاك جنوباً، حتى تحت سقف الضربات المحدودة، ومحاولات التسلّل المستمرّة من جانب الفصائل الفلسطينية، وآخِرتها يوم السبت، التي أدّت إلى استشهاد ثلاثة شبّان من "كتائب القسّام"، والأهمّ اقتراب ساعة الصفر من بدء التوغّل البرّيّ للعدوّ الإسرائيلي في قطاع غزّة الذي قد يفتح الساحة اللبنانية على كلّ الاحتمالات العسكرية والأمنيّة.

أتى موقف نائب الحزب حسن فضل الله أمس ضمن هذا السياق، إذ أكّد "استعدادنا لكلّ الاحتمالات والخيارات، ولن نكشف عن الخطوات اللاحقة، لأنّ ذلك جزء من المعركة"

حتى الساعة يتكفّل جزءٌ من الجنوبيين في القرى المتاخمة للحدود مع شمال إسرائيل بـ "تدبير رأسهم" في البحث عن شقق للإيجار. وقد رصدت مصادر متابعة طلباً كثيفاً على شقق الإيجار في "المناطق الشرقية" وصولاً إلى جونية والبترون وفي مناطق اللويزة والجمهور مع تجنّب التوجّه جبلاً خوفاً من تحمّل تداعيات شتاء يتطلّب تكاليف إضافية لناحية الكهرباء والتدفئة، فيما رُصدت عمليات شراء "بالجملة" من بعض المواطنين لبعض الموادّ الغذائية ضمن سياق "التخزين خوفاً من المجهول".

يُذكر أنّ صور كانت الأولى لناحية تخصيص مراكز إيواء للنازحين من الجنوب في الأيام الماضية، مع تسجيل عودة جزءٍ كبيرٍ ممّن نزحوا في الأيام الأولى لبدء عملية "طوفان الأقصى" إلى قراهم، فيما مدينة صور نفسها قد تكون في قلب العاصفة إذا تطوّرت الأمور عسكرياً وسقطت قواعد الاشتباك التي ما تزال حتى اللحظة تحكم معادلة القصف المتبادل على الجبهة اللبنانية-الإسرائيلية.

يترافق النشاط الحكومي المُتأخّر مع تسليم رسميّين بأنّ الحكومة قد تقف عاجزة عن مواكبة "قرار الحرب" لأنّها بالأساس تُنازِع لإبقاء هيكل الدولة قائماً في ظلّ الأزمة المستمرّة منذ عام 2019.

يترافق هذا الواقع مع إعلان "بالصوت والصورة" لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي يجزم من خلاله أنّ "قرار الحرب والسلم ليس بيد الحكومة اللبنانية" في الوقت الذي يتلقّى رئيسا الحكومة ومجلس النواب تحذيرات عالية اللهجة أوروبية وأميركية من مغبّة انخراط الحزب في الحرب الدائرة في غزّة من خلال إشعال جبهة الجنوب اللبناني. وقد رَدّد مسؤول غربي أمام مرجعية سياسية أنّ "المجتمع الدولي والخليجي الذي لم يتحرّك إبّان الأزمة المالية الاقتصادية غير المسبوقة إلا بمقدار ما يُبقي الجيش والقوى الأمنية قادرة على الإمساك بالأرض في مقابل تكريس الجهد الأكبر لحماية ومساعدة النازحين السوريين فإنّ الأمر لن يتغيّر في حال انتقال الحرب إلى لبنان، وقد لا تجدون من يساعدكم دولياً، وحتى سوريا نفسها، حليفتكم، لن تكون قادرة على ذلك. وربّما على الحزب أن يرى ماذا يحدث في غزّة ويبني حساباته على أساس ذلك".

يترافق النشاط الحكومي المُتأخّر مع تسليم رسميّين بأنّ الحكومة قد تقف عاجزة عن مواكبة "قرار الحرب" لأنّها بالأساس تُنازِع لإبقاء هيكل الدولة قائماً في ظلّ الأزمة المستمرّة منذ عام 2019

قرار الحرب والسلم المتأرجح بين بيروت والضاحية ليس بالأمر الجديد، لكنّه يخضع لأقسى الاختبارات منذ عام 2006 في ظلّ رغبة لبنانية جامحة بعدم وقوع الحرب وانقسام لبنانيّ حادّ حيال مدى انخراط الحزب في حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل ضدّ غزّة على مرأى العالم وتحوُّلها إلى مقبرة جماعية، بالتزامن مع قرار حرب إسرائيلي بسحق "حماس" ونزف بشريّ هائل باتّجاه الجنوب يمهّد لتهجير جديد يجزم قريبون من الحزب أنّ الأخير "قد لا يقف مكتوف الأيدي حياله".

حتى الساعة ما يزال رئيس الحكومة "ينقّب" عن التطمينات التي تجنّب حكومته الكارثة الكبرى من الفرنسيين والأميركيين والمصريين، فيما حدّدت طهران من خلال وزير خارجيّتها حسين أمير عبد اللهيان الحدّ الفاصل عن انقلاب قواعد اللعبة التي ما تزال تدور على الحدود عبر التأكيد أنّ "تحديد ساعة الصفر في حال استمرار العدوان الإسرائيلي هو بيد المقاومة التي ستتّخذ الإجراء المناسب"، مشيراً إلى أنّ "من الممكن تصوّر أيّ احتمال في شأن فتح جبهة جديدة بما يتناسب مع الظروف"، في ظلّ تأكيده "جهوزية المقاومة للردّ ويدها على الزناد"، رابطاً "الفرصة السياسية لمنع توسّع الحرب (فتح الجبهات) بالساعات المقبلة التي قد يصبح بعدها الوقت متأخّراً". وأمس لم يستبعد عبد اللهيان "توسّع جبهات الحرب إذا فشل وقف العدوان على غزّة"، قائلاً: "هذا الأمر تزداد احتمالاته".

من ناحية أخرى تجزم معلوماتٌ حصولَ تواصل مباشر بين رئيس الحكومة ومسؤولين في الحزب واطّلاع ميقاتي من الرئيس نبيه برّي على بعض مناخات الحزب، فيما قرأ قريبون من رئيس الحكومة في عدم "ظهور" السيّد حسن نصرالله حتى الآن بعد عشرة أيام من اندلاع المواجهة العسكرية في غزّة نوعاً من المحافظة على الاستاتيكو القائم على الحدود في ظلّ هواجس كبرى ما تزال قائمة لدى جهات سياسية، على رأسها ميقاتي، من تطوّرات غير متوقّعة من جانب الحزب قد تغيّر مسار الحرب وتضع لبنان في بوز مدفع المواجهة الكبرى.

أتى موقف نائب الحزب حسن فضل الله أمس ضمن هذا السياق، إذ أكّد "استعدادنا لكلّ الاحتمالات والخيارات، ولن نكشف عن الخطوات اللاحقة، لأنّ ذلك جزء من المعركة".

 

في غياب الوساطات الدوليّة... كلمة الفصل للميدان!

محمد شقير/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول 2023

 تبقى كلمة الفصل للميدان بغياب الوساطات الدولية لوقف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة في ضوء استقدام تل أبيب الوحدات العسكرية استعداداً لاجتياحه، مع أن وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان أبلغ القيادات اللبنانية التي التقاها بأن قيادة «حماس» أكدت لطهران أن لدى مقاتليها القدرة على المضي في المواجهة العسكرية أشهراً عدة. وكشف عبداللهيان، كما نقلت عنه مصادر لبنانية مواكبة للقاءاته في بيروت، أن القيادة الإيرانية لم تكن على علم مسبق بتوقيت بدء «حماس» حملتها العسكرية باجتياحها المستوطنات الواقعة في غلاف غزة، وقال إن طهران تواصلت مع قيادة «حماس» التي أبلغتها مضيّها في مواجهة إسرائيل التي تستمر في ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بالتلازم مع فرضها كل أشكال الحصار عليه.

وأكدت المصادر المواكبة أن عبداللهيان بما لديه من معطيات بات واثقاً بأن «حماس» أعدّت مفاجأة غير مسبوقة للجيش الإسرائيلي في حال أصر على اجتياح غزة لاسترداد هيبة المؤسسة العسكرية التي أُلحقت بها ضربة من جراء اجتياح «حماس» للمستوطنات.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن عبداللهيان لم يستبعد توسّع نطاق الحرب الدائرة في غزة في حال استمرت إسرائيل بحشد قواتها لاجتياحها، محذّراً من وجود أكثر من سيناريو لتوسيع رقعة المواجهة لئلا تبقى محصورة بقطاع غزة، في إشارة إلى أن المواجهة قد تمتد إلى مناطق أخرى في المنطقة.

ولفتت إلى أن عبداللهيان، وإن كان يحذر إسرائيل من اجتياحها غزة، فإن مجرد حضوره إلى بيروت يعني أن طهران لن تخلي الساحة لخصومها، وستكون حاضرة لمواجهة كل الاحتمالات، وهي أرادت تمرير رسالة بأنها شريك في البحث عن حلول لوضع حد لتمادي إسرائيل في ارتكاب المجازر ضد غزة.

ورأت أن استقرار الوضع في الجنوب اللبناني يبقى محكوماً بما ستؤول إليه العمليات العسكرية في غزة، وقالت إن «حزب الله» بات على استعداد للدخول في مواجهة إذا أصرت إسرائيل على اجتياحها غزة، وقالت إن الحزب يتابع الوضع ليبني موقفه على ما سيترتب على المواجهة من تطورات، وهذا ما ركّز عليه نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم بقوله نحن جاهزون وبجهوزية كاملة، وعندما يحين وقت أي عمل سنقوم به وسنسهم في المواجهة ولدينا خطة ورؤية واضحة.

ورأت المصادر نفسها أن «حزب الله» يتأهب لمواجهة كل الاحتمالات انطلاقاً من قراءته الدقيقة لما سيحمله الميدان من تطورات، مكتفياً حتى الساعة بتبادل الرسائل النارية مع إسرائيل في الجنوب اللبناني، في ضوء ارتفاع منسوب التوتر الذي تجاوز قواعد الاشتباك من دون أن يؤدي حتى الساعة للإطاحة بها.

وقالت إن عبداللهيان لم يحضر إلى بيروت حاملاً معه أمر عمليات بتحريك الجبهة الشمالية على قاعدة التفاهم مع أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله لتحديد ساعة الصفر لبدء المواجهة مع إسرائيل. وأكدت أن حضوره تلازم مع وجود وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في إسرائيل للتأكيد أن طهران لن تخلي له الساحة وهي معنية في المفاوضات الجارية لوقف الحرب على غزة.

وأضافت أن اندلاع المواجهة على طول الجبهة الشمالية ليس وارداً حتى الساعة، وإلا لم يكن عبداللهيان مضطراً للتوجه على وجه السرعة إلى بيروت، لئلا يقال إن الحزب قرر الدخول في المواجهة بطلب إيراني، وقالت إن لحضوره مهمة رئيسة يتطلع من خلالها للتأكيد على أن طهران تسعى للتهدئة وهي على استعداد للعب دور لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة. وفي هذا السياق سألت المصادر عن سبب مبادرة واشنطن إلى تبرئة إيران وعدم شمولها حتى الساعة بالحملات التي تقودها ضد «حماس»، وقالت إن الإدارة الأميركية أُحيطت علماً بأن طهران لم تكن على علم مسبق بتوقيت «حماس» بدء حملتها العسكرية، وهذا ما تبلّغته من سلطنة عمان التي ترعى المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران. ومع أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يتواصل مع قيادة «حزب الله» من خلال المعاون السياسي لأمينه العام حسين خليل، ويلتقي باستمرار برئيس المجلس النيابي نبيه بري، فإنه في المقابل لم يحصل على ضمانات تتعلق بعدم تحريك الجبهة الشمالية. فـ«حزب الله» وإن كان لا يزال يتصرف بواقعية حيال التوتر في جنوب لبنان من دون أن يطيح بقواعد الاشتباك، فإنه في المقابل ينأى بنفسه عن إعطاء ضمانات للحكومة اللبنانية تتعلق بعدم خروج تبادل القصف مع إسرائيل عن السيطرة؛ لأنه يرهن موقفه النهائي بما سيؤول إليه الوضع العسكري على جبهة غزة. وتقف قيادة الحزب أمام مجموعة من الخيارات في مواكبتها الحرب المفتوحة في غزة وغلافها، من دون أن تسقط خيارها في حال اضطرت إليه بعدم الوقوف على الحياد، رغم أن الحزب يحاول إشغال إسرائيل للتخفيف من ضغطها العسكري على «حماس» لاضطرارها لحشد وحدات أساسية من جيشها تحسباً لتحريك الجبهة الشمالية في حال خروجها عن السيطرة.

 

تشكيكٌ بخيار توسيع الجبهات: "الحزب" لن يحرق نفسه

يوسف دياب/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول 2023

زاد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان، من غموض المشهد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بإعلانه أن «تحديد ساعة الصفر في حال استمرار العدوان الإسرائيلي هو في يد المقاومة (حزب الله) التي تتخذ أي إجراء مناسب». ورغم تأكيده أن «أمن لبنان مهمّ بالنّسبة للجميع وبالنّسبة لإيران»، أبقى المسؤول الإيراني خيار الجبهة بين لبنان وإسرائيل مفتوحاً، وقال: «من الممكن تصوّر أيّ احتمال بشأن فتح جبهة جديدة بما يتناسب مع الظّروف»، فيما شكك خبراء بإمكانية أن تفتح إيران جبهات أخرى مع إسرائيل، وتوقّعوا أن «يبقى الوضع مضبوطاً على إيقاع العمليات المحدودة».

وقال عبداللهيان، خلال مؤتمر صحافي عقده في السّفارة الإيرانيّة في بيروت: «خلال اللّقاءات الّتي أجريتها مع بعض قادة المقاومة في بيروت، وجدت أن المقاومة تعيش وضعاً ممتاز جدّاً، ولديها الاستعداد التّام للرّدّ على الأعمال الإجراميّة للكيان الصّهيوني»، مؤكداً أن «المقاومة لديها الطاقات والإمكانات العالية للرد على جرائم الحرب للكيان الصّهيوني واستمرار الحصار على غزة». وأضاف: «خلال اللقاء الذي جرى بيني وبين أمين عام حزب الله حسن نصر الله، اطّلعت منه على آخر التّطوّرات الميدانيّة للمقاومة في غزة وفلسطين وجنوب لبنان، وكلّ العالم يعرف أنّ نصر الله هو رجل الميدان، وأنّه لطالما كان له الدّور الأبرز في تحقيق أمن لبنان والمنطقة». وقال عبداللهيان إنه «ما زالت هناك فرصة سياسية لمنع توسّع نطاق الحرب»، لكنه حذر من أنه «ربما في الساعات المقبلة سيكون الوقت بات متأخراً».

وإزاء ارتفاع عداد الضحايا في غزّة، أعلن وزير الخارجية الإيرانية أن بلاده «اقترحت عقد اجتماع عاجل لوزراء خارجيّة منظمة التعاون الإسلامي في أسرع وقت ممكن، وطهران مستعدّة لاستضافة هذا الاجتماع»، مركّزاً على أنّ «أمن لبنان مهمّ بالنّسبة للجميع وبالنّسبة لإيران، ومن الممكن تصوّر أيّ احتمال بشأن فتح جبهة جديدة بما يتناسب مع الظّروف»، مشيراً إلى أنّ «قادة المقاومة متماسكون، وهناك تنسيق بينهم بمستوى عال وممتاز، وهم قد حدّدوا جميع السّيناريوهات ومستعدّون لها، ويدهم حاليّاً على الزّناد». وجزم عبداللهيان بأنّه «في حال تلكؤ المجتمع الدولي والأمم المتحدة والفاعلين في العالم والمنطقة والّذين يدعمون إثارة الحروب الإسرائيليّة، فسيلقون الردّ الّذي تريده المقاومة في المكان المناسب، وهذا الردّ سيجعل الكيان الصّهيوني والجميع يندمون وسيغيّر خارطة الأراضي المحتلّة».

وتحدث رئيس الدبلوماسية الإيرانية عن اتفاق بين بلاده والمملكة العربية السعودية حول الحرب على غزّة، وقال: «قبل أيّام حصل اتّصال هاتفي للمرّة الأولى بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وولي العهد السّعودي الأمير محمد بن سلمان، وهذه المباحثات جرت في ظلّ الأجواء الجديدة المتمثّلة بالعلاقات الطيّبة بين طهران والرياض»، مضيفاً: «البلدان متّفقان على دعم فلسطين، وإدانة جرائم الحرب الّتي يرتكبها الكيان الصّهيوني، وأغلبيّة قادة دول المنطقة والدّول العربيّة حاليّاً متوافقون على أنّ عمليّات (طوفان الأقصى) جاءت رداً عفوياً على جزء من الجرائم والتّطرّف الّذي يمارسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو». وجزم بأنّ «لا السعودية ولا أيّ من قادة العالم العربي أخرجوا القضية الفلسطينية من جدول أعمالهم، ولن يقوموا بذلك في المستقبل».

الكلام العالي النبرة لمحور الممانعة يخالف الوقائع القائمة على الأرض وفق تقدير الخبراء؛ إذ رأى الرئيس التنفيذي لمؤسسة «الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري» (إنيغما) الدكتور رياض قهوجي، أن «الوضع في جنوب لبنان مضبوط على إيقاع اشتباكات وعمليات محدودة، والطرفان معنيان بعدم اشتعال الجبهة على نطاق واسع».

وأكد قهوجي لـ«الشرق الأوسط» أن «حزب الله يتحاشى تدخلاً يؤدي إلى إحراق نفسه». وأوضح أن «ما يعني الحزب حالياً هو إبقاء إسرائيل في حالة توتر من إمكان فتح الجبهة الشمالية في أي وقت، ما جعلها تحشد نصف جيشها على الجبهة الشمالية بدل أن يشغله في الجبهة مع غزة». وشدد قهوجي على أن «فتح جبهة الجنوب سيقود الصراع إلى مكان آخر ويغيّر عنوان الحرب، وحينها ستكون إيران في قلب الصراع، وبتقديري لا يجد حزب الله مردوداً إيجابياً في إشعال الجبهة مع إسرائيل، وقد لا يبدأ إلا عندما تواجه إيران خطر الحرب بشكل مباشر».

تطورات العملية الإسرائيلية تخضع لتقييم مستمر من قبل إيران وحلفائها، باعتبار أن فتح أي جبهة جديدة يتوقّف على مدى نجاح إسرائيل بتنفيذ تهديدها بالقضاء على «حماس» التي تعدّ أهم استثمار إيراني داخل فلسطين. وبرأي الخبير الاستراتيجي والمحلل في شؤون الشرق الأوسط الدكتور سامي نادر، فإن «(حزب الله) لا يزال يتحاشى عملاً عسكرياً واسعاً انطلاقاً من جنوب لبنان ستكون له تداعيات كبيرة وخطيرة». ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «محور الممانعة الذي تقوده إيران في حالة ترقّب من دون خرق قواعد الاشتباك، واشتعال الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية، وأي تبدّل بالموقف رهن تطوّر الحرب على غزّة، فإذا لمس تغييراً في المعادلة بشكل جذري ربما ينقلب الوضع رأساً على عقب».

وعن تأكيد عبداللهيان أن المقاومة هي التي تحدد ساعة الصفر للدخول في الحرب، شدد نادر على أن «قرار فتح الجبهة اللبنانية مع إسرائيل تتخذه طهران وليس (حزب الله)، وهذا رهن أمرين؛ الأول إمكانية خسارة حركة «حماس» المعركة، والثاني إذا ذهبت إسرائيل بعيداً ووجهت ضربة مباشرة إلى إيران». وقال نادر: «آخر ما يمكن أن تغامر به طهران هو (حزب الله) وبالتالي ما نشهده الآن مجرّد تسخين للجبهة ليثبت (حزب الله) جهوزيته، وأنه شريك أي انتصار يمكن أن تحققه (حماس) في غزة».

 

غزة 2023»: حرب سقوط الأوهام

اياد أبوشقرا/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/2023

لا أدري بالضبط أيّاً من قيادات حركة «حماس» أو حركة «الجهاد الإسلامي» أمرت بشنّ «حرب غزة» الأخيرة، ولكن بصراحة، وأمام هول ما رأينا وما يمكن أن نرى، لا يعود لهذا السؤال أي أهمية...

فما حدث قد حدث، ووعدنا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بخارطة جديدة للمنطقة، على وقع التأييد المطلق من عواصم القرار الغربية... تتقدّمها طبعاً واشنطن. ولكن بما أن لكل مواجهة «معسكرين، لنتساءل عن الاعتبارات التي أملت على اللاعبَين «الحمساوي» و«الليكودي» ديناميكيات الفعل ورد الفعل. ولنبدأ بالمعسكر الذي انطلقت منه «الشرارة»؛ أي «حماس» ومَن يُحالفها. كيف تخيّل مخطّطو الهجوم الواسع أن يكون ردّ الفعل الإسرائيلي عليه في عهد أكثر الحكومات تطرفاً وعداءً للفلسطينيين منذ عام 1948؟

ألا يتذكّر هؤلاء ما حدث في لبنان عندما شنّ «حزب الله» عام 2006 عملية عبر الحدود الإسرائيلية أصغر بكثير من الحملة على «غلاف غزة» ومستوطناته العديدة؟ ألا يتذكّر أن الرد الإسرائيلي يومذاك كان عملية تدميرية ضخمة طاولت كل شيء في لبنان... إلى درجة أن أمين عام «الحزب» حسن نصر الله نفسه أقرّ بخطأ حساباته، وما زال خصومه لليوم يعيّرونه بعبارة «لو كُنت أعلم»؟ أكثر من هذا، وهنا أحسب أن الاستفسار يتشعب ويأخذ أبعاداً أوسع من المواجهة الفلسطينية - الإسرائيلية نفسها. هل كان في حساب أصحاب قرار الحرب أن إيران - كدولة وأيضاً كميليشيات تابعة لها - ستهبّ هبة رجل واحد و«تزيل إسرائيل من الوجود خلال ساعات»... كما دأب خطباء «الحرس الثوري» وملالي طهران وبيروت وبغداد على إبلاغنا؟ أمَا فاجأتهم مسارعة واشنطن خلال ساعات قليلة من بدء الحرب إلى القول إنها ليس لديها أدلة على تورّط طهران أو أذرعها فيما حدث. بل أما صدمهم صمت المنابر الطهرانية لبرهة... إلى أن مسح «صناديد» التحرير الخطابي عرق الخجل من تبرئتهم على لسان «الشيطانين الأكبر والأصغر»؟ ولننسَ إيران لبعض الوقت، وننظر إلى اللاعبين الإقليميين. أكان منطقياً الرهان على قوى إقليمية مأزومة لكل منها همومها وانشغالاتها ومخاوفها؟ بل هل في حساب الذين أصدروا الأوامر أن روسيا (المنشغلة بأوكرانيا) والصين (المهتمة بتايوان) ستمنعان واشنطن من حماية كيان لطالما اعتبرته جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي ورأس حربة لنفوذها في منطقة الشرق الأوسط؟

في المقابل، أي في المعسكر الإسرائيلي، أزعم أن «التخلّص» من «فلسطين» كهوية وككيان وكقضية أولوية لا تُنازع في سُلّم أولويات قوى اليمين الإسرائيلي... بل وليس بالضرورة اليمين الإسرائيلي وحده.

مجّرد وجود «فلسطين» كان ولا يزال يشكّل إشكالية أخلاقية وديمغرافية وسياسية وأمنية لمؤسسي إسرائيل وورثتهم. وبعدما كان بعض المؤسسين والمؤسسات - مثل غولدا مائير - قد ردّدوا في عصر التعتيم الإعلامي والتعليمي أكذوبة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، فإن في حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، وإبان عصر الإعلام المتطور، مَن يؤمنون أيضاً بذلك ويذهبون أبعد.

ذلك أن متطرفين، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لا يؤمنون أصلاً بوجود شعب فلسطيني، بل يسعون فعلياً لفرض «الترانسفير» بوصفه حلاً نهائياً... أي تهجير الفلسطينيين نهائياً. وهذا «الحل» التهجيري تطرق إلى «فضائله» أخيراً نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق داني آيالون، عندما دافع عن فكرة نقل 1.1 مليون فلسطيني من غزة إلى سيناء (رغم معارضة مصر)، و«تأمين استقرارهم هناك على غرار «تأمين إيواء اللاجئين السوريين الفارين من مذابح نظام الأسد».

بن غفير، بالمناسبة، ابن حركة «كاخ» التي أسسها الحاخام المتطرف الراحل مئير كاهانه الذي وصف العرب ذات يوم بـ«الكلاب»، وكان بالأمس منهمكاً بتوزيع الأسلحة الفردية على المستوطنين في خطوة تؤكد طبيعته الميليشياوية. أما سموتريتش فقد قال غير مرة، في فرنسا وفي الولايات المتحدة إنه لا وجود لشعب فلسطيني، بل إن هذا الشعب «اختُرع» فقط في القرن الماضي. أشخاص بخطورة هذين لا يأنف نتنياهو من التحالف معهم من أجل البقاء في الحكم طمعاً بحصانة قضائية تحول دون محاكمته بتهم الفساد. وفي هذا الإطار لم يتردد في التآمر على استقلالية القضاء بسعيه لتعديلات عارضها مئات ألوف الإسرائيليين الذين نظموا ضدها مظاهرات حاشدة طوال الأشهر الأخيرة.كل ما سبق ذكره يرسم صورة غير مطمئنة على الإطلاق لمستقبل الفلسطينيين، بل لا يراه مطمئناً أيضاً لمستقبل إسرائيل أشخاصٌ كالإعلامي والكاتب الأميركي اليهودي المعروف توماس فريدمان؛ إذ قال فريدمان قبل يومين: «لا تستطيع أميركا على المدى البعيد حماية إسرائيل من التهديدات الحقيقية التي تواجهها ما لم تكن لديها حكومة تعكس أفضل ما في مجتمعها لا أسوأ ما فيه، وما لم تنجح هذه الحكومة في التوصل إلى تسويات مع الأفضل لا الأسوأ في المجتمع الفلسطيني».

أما على صعيد المنطقة، فإن الكثير يعتمد على الدرس المُستفاد من «مواقف» إيران منذ بدء الحرب الحالية. إن حرص واشنطن على «منع توسّع الأزمة» لا يعني فقط تسهيل استفراد آلة الحرب الإسرائيلية بالفلسطينيين... الذين راهن بعضهم على إيران. بل ربما يعني أيضاً أن إدارة جو بايدن ما زالت تريد إيران «شريكاً أمنياً» في منطقة الشرق الأدنى، كما كانت عليه الحال بعد ابتكار «داعش» واستثمار فظائعها. ولعل خارطة المنطقة التي يريدها نتنياهو - بما فيها الممر الإيراني إلى المتوسط - تستند إلى «تثبيت» مناطق النفوذ الإقليمي الحالية و«ديمومتها» في العراق ولبنان... وبالذات في سوريا.وهنا، حقاً يسقط العديد من الأوهام.

 

هل تكون الجبهة السّورية بديلاً من الجبهة اللبنانيّة؟

علي حماده/النهار/15 تشرين الأول/2023

كل الأنظار تتجه إلى لبنان وإلى الجبهة الشمالية لإسرائيل التي تفصلها عن الجنوب اللبناني الذي يسيطر عليه "حزب الله" بالكامل. وبالمناسبة، فإن القوات الدولية "يونيفيل" المنتشرة في منطقة عمليات القرار 1701 تكاد فعاليتها تكون أقل من فعالية الشرطة البلدية. إنها مجرد ديكور لا قيمة له متى صدر قرار إما إسرائيلي أو إيراني بإشعال الجبهة.

بالعودة إلى جبهة لبنان، يمكن القول إنه لغاية الآن لا قرار إيرانياً بإشعالها. لكن ثمة تقديرات استخبارية ترجح أن تقوم طهران بإشعال الجبهة في وقت لاحق، بعد أن تكون إسرائيل قد أطلقت عملية الاجتياح البري في غزة. ويمكن أن تكون ساعة الصفر في الجنوب اللبناني مرتبطة بمدى تآكل قدرات حركة "حماس" الميدانية. لكن ثمة تقديرات مختلفة تماماً تعتقد أن طهران لن تجازف بـ“قاعدة" لبنان التي تسيطر عليها بفضل غلبة "حزب الله" فيها، واستسلام أغلب القوى السياسية اللبنانية لموازين القوى التي تصب في مصلحة الحزب المذكور. طهران ليست على استعداد للتفريط بـ“حزب الله" الذي يبقى بمثابة الاحتياط الاستراتيجي للنظام الإيراني متى فُرضت عليها حرب وجودية.

لذلك تذهب التقديرات الاستخبارية العربية في اتجاه ترجيح استخدام إيران الجبهة السورية استخداماً متصاعداً في سياق ترجمة استراتيجية "وحدة الساحات" في إطار الحرب الدائرة في غزة. والسبب في ذلك أن إيران متمكنة مباشرةً وغير مباشرة من الساحة السورية "المفيدة" التي يحكمها "نظرياً" النظام برئاسة بشار الأسد. أضف إلى ذلك أن سوريا هي في الأساس ساحة مفتوحة لصراع دولي وإقليمي يدوم منذ أكثر من عقد من الزمن. وسوريا شبه مهدمة، ونصف سكانها مهجرون، والاشتباك العنيف على مساحتها لا يستدرج ردود فعل عربية أو دولية.

أمس قصفت إسرائيل مطاري دمشق وحلب الدوليين متسببة بإخراجهما من الخدمة. قبل أيام قليلة قام سلاح الجو الإسرائيلي باستهداف قافلة عسكرية تابعة لـ“فيلق القدس" والميليشيات الإيرانية في كل من العراق وسوريا على الطريق الذي يصل بين مدينتي القائم في العراق والبوكمال في سوريا. وتشير مصادر استخبارية عربية إلى أن عملية القصف تسببت بتدمير القافلة بالكامل. وقد جرى التعتيم على الأمر من الجهة المتضررة. وبالنسبة إلى قصف مطاري دمشق وحلب من المهم التوقف عند ما قاله الإسرائيليون الذين أكدوا أنهم سوف يتعرضون لمزيد من الأهداف في سوريا في الأيام المقبلة. بهذا المعنى يمكن القول إن الخطة الأميركية التي كانت معدة للتنفيذ في شهر أيلول – سبتمبر الماضي بهدف التضييق على الممر الإيراني عند الحدود العراقية – السورية، تقوم إسرائيل اليوم بتنفيذها في انتظار أن تتمركز المجموعة الضاربة التي تقودها حاملة الطائرات الضخمة "يواس اس جيرالد فورد" قبالة شواطئ إسرائيل ولبنان.

يمكن القول إن المعلومات التي تشير إلى اختيار سوريا ساحة مكملة للحرب في غزة تستند إلى منطق مفاده أن سوريا ساحة مفتوحة سلفاً، وإن لبنان يبقى محيّداً بتفاهمات غير مكتوبة بين القوى المعنية، في مقابل استخدام سوريا صندوق بريد بين القوى المتصارعة أساساً على أرضها. ولذلك لا نستبعد أن يتم استبدال الجبهة السورية بالجبهة اللبنانية كرديف لحرب غزة في مقبل الأيام.

 

غزة وسيناريو الخروج من بيروت

عبد  الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/15 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123198/123198/

حركة «حماس» ليست حالةً استثنائيةً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ولو كانَ التباهي بالعمليات فإنَّ تنظيماتٍ فلسطينيةً أخرى قد سبقتها وأذهلت زمنَها بعمليات لم تقلّ ضخامةً، الفارق أنَّ وسائلَ التصوير كانت محدودةً، ونوافذَ الإعلام مغلقة. «الفتح الثوري»، المعروفة باسم قائدها «أبو نضال»، قتلت نحو ألفي شخص في عشرين بلداً، خطفت طائراتٍ وسفناً، واغتالت سياسيين. «الجبهة الشعبية»، جماعة يسارية أخرى، زعيمُها جورج حبش، قامت بعملياتٍ ضخمة، أشهرها خطفُ وزراء النفط في اجتماع «أوبك» في فيينا، وطافت بهم على متن طائرة انتهت في الجزائر. وفي عملية أخرى فجَّرت ثلاثَ طائراتٍ دفعةً واحدة في مطار عمان.

أبو نضال والشعبية اندثرا في سوريا والعراق، أمَّا حركة «فتح» فمستمرة وصارت على أرضها الفلسطينية. كان نشاطُها الحركي والمسلّح جزءاً من مشروعٍ وطني سياسي. أمَّا أبو نضال فقد انتهى بندقية عند «البعث» العراقي، وحبش تابعاً لـ«البعث» السوري.

«حماس» قد لا تنجو بعد هجماتِ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الكبيرة. وأتصوَّر أنَّ قيادة الحركة كانت تدرك ذلك، عندما اعتمدت مشروعَ الهجوم؛ لأنَّ الصراعَ عادةً محكومٌ بميزان الخسائر. ولم يكن ينقصُ «حماس» في الماضي المتطوعون المتدربون على القتال، مع هذا كانت العمليةُ لا يتجاوز عددُ منفذيها أصابعَ اليدين فقط. كان التوازن جزءاً من حسابات الصراع الذي يتحمَّله ويتعايش معه الطرفان. كذلك، إسرائيل، رغم كثرة الاشتباكات الصغيرة، لا تهاجم «حزبَ الله» تقريباً إلا بعد كل عقد من الزمن، عندما ترى أنَّ قدراتِه البشريةَ والتسليحية قد نَمَت بما تعتبره خطراً عليها.

لا تحسم محطات الصراع الميليشيات المسلّحة، ومهما تردَّد صداها في العالم سرعان ما يطويها النسيان. السلطة الفلسطينية، عندما كانت «منظمة التحرير»، بقيادة «فتح»، عاشت في المنافي وأدارت الشأنَ الفلسطيني سياسياً وعسكرياً واجتماعياً. بعد نفيها من بيروت، عادت عبر مؤتمر مدريد، ثم تحوَّلت إلى سلطةٍ شرعيةٍ عبر «اتفاق أوسلو»، وعلى ترابِها الموعود، الضفة الغربية. اليوم قد تكون الأمل عند الإنسان الفلسطيني الذي يريد الاثنين؛ إنقاذ وضعِه المعيشي اليومي الصعب، ودولة فلسطينية مستقلة.

الإسرائيليون يرفضون بذريعة أنَّ السلطة عاجزة عن أن تتحمَّلَ مسؤوليتَها، وأنَّ قيادتَها، «أبو مازن» ورفاقَه، قد شاخوا، وليسوا بكفاءة كبارِ قياديي المنظمة الراحلين. في المقابل، يمكننا القولُ، إسرائيل خَلَت من أمثال القادة التاريخيين؛ رابين. رئيس الوزراء الحالي، نتنياهو، ينظر إليه كثير من الإسرائيليين كشخصيةٍ فاسدة وانتهازية، ولم يكن شريكاً في السلام في كل المساعي السابقة. وهو من أجلِ إنقاذ نفسِه من السجن يعيش في صراعٍ مع منافسيه ورفاقه في الحزب.

المنطقة أمام أزمة في غايةِ الخطورة، قد تكبر وتتَّسع. إضافةً إلى غزة، قد يطول الدمار الضفة، وتنشب حربٌ في لبنان، وربَّما تمتدّ النيران إلى أبعد من ذلك جغرافياً، ولفترة طويلة.

أرى شبهاً بين هذه الحرب وحرب بيروت عام 1982 عندما غزاها شارون، بعد محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، المفارقة أنَّ الفاعلَ كان من جماعة «أبونضال»، واتّهمت بها دمشق. لكن الذي دفع الثمنَ كانت «منظمة التحرير»، أجبرها الإسرائيليون على الرحيل إلى تونس والسودان واليمن. عملياً انتهت «فتح» كحركة نضال مسلّح.

العمليات والتصريحات الإسرائيلية تقول إنَّها تنوي التخلّص من التنظيم ومعظم مسلّحي «حماس»، بما في ذلك إخراجهم من القطاع عبر مصر.

شمالاً، من المستبعد أن يتورَّط «حزب الله» في الحرب؛ لأنَّ ذلك سيعني عودة الجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان. يعي أن تدميرَ قدراتِه سيُضعفه في سوريا، التي أصبحت أكثرَ أهمية له عسكرياً وسياسياً، وقد يفقد هيمنتَه الكاملة على لبنان نفسه.

نعود ونتساءل: لماذا نفّذت «حماس» هذا الهجومَ الضخم، أو كما يسميه البعض «11 سبتمبر الإسرائيلية»؟ هل هو عملية انتحارٍ جماعية أم حسمٌ لمأزق توازن القوة؟ «القاعدة» بعد هجماتِها تحوَّل أفرادها من تنظيم يحكم دولةَ أفغانستان إلى العيش في الكهوف، وانتهى بابن لادن مختبئاً في باكستان، وأولاده في إيران. لكن «القاعدة» تختلف عن «حماس»، إن مشروعها كان دولة الخلافة، فانتازيا تاريخية، لا محلّ لها في العصر الحديث، في حين أنَّ المشروع الفلسطيني حقيقي وله أملٌ كبير.

مع هذا، نحن أمام فرصةٍ سانحة، كما قال تشرشل في «الأمم المتحدة»، بعد دمار الحرب العالمية الثانية: «لا تدَعوا الأزمات تذهب سُدى».

«حماس» اختارت هذا الطريق. وإسرائيل قرَّرت تغييرَ واقع غزة بالقوة وإنهاء «حماس». وكلا الطرفين لن يحسم الصراع، لن تحرر «حماس» فلسطين بطائراتها الشراعية، ولن يقضي نتنياهو على عزيمة الفلسطينيين في إقامة دولتهم.

 

حسابات "حزب الله" الخاطئة وحرب غزة

حنين غدارعهد واشنطن/15 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123206/123206/

قد يكون "حزب الله" راضياً عن المكاسب السياسية الحالية التي حققها من الصراع، لكن لا يزال يتعين على واشنطن أن تحاول تغيير حساباتها بالنظر إلى المخاطر الجسيمة المتمثلة في نشوب حرب أوسع نطاقاً.

منذ اندلاع الحرب في غزة، يحاول "حزب الله" تحقيق توازن هش بين الردود المحدودة والانخراط الكامل، ويبدو أنه يزداد جرأة ومخاطرة يوماً بعد يوم، في إشارة إلى استعداده للحرب دون انتهاك القواعد الضمنية التي وضعها الحزب مع إسرائيل بعد حرب لبنان عام 2006. ومع ذلك فإن هذا التوازن المحفوف بالمخاطر قد ينهار في أي وقت، سواء بسبب سوء التقدير أو اتخاذ قرار متعمد بتغيير الاستراتيجيات.

وحتى الآن، انخرط "حزب الله" في عدة اشتباكات على طول الحدود مع إسرائيل، إما بشكل مباشر أو عبر خلايا تابعة لـ "كتائب عز الدين القسام"، وهي قوة تابعة لـ "حماس" سُمح لها بالعمل في جنوب لبنان لبعض الوقت. ودُرس نطاق هذه الاشتباكات بعناية لحصره ضمن حدود معينة مع الاستمرار في إبقاء إسرائيل مهددة بخطر التصعيد على جبهات متعددة. وبالفعل، لم ينضم "حزب الله" بعد إلى الحرب من منظور لوجستي: فقد امتنعت وحداته عن إطلاق الصواريخ على البنية الأساسية الإسرائيلية والمدنيين الإسرائيليين، ولم تتسلل قواته الخاصة إلى إسرائيل، ولا تزال مجموعة أهدافه مقتصرة على العناصر العسكرية في الشمال. ولكنه يحرص في الوقت نفسه، على الحفاظ على مستوى تهديد مرتفع من خلال إجراء نوع من العمليات الهامة كل يوم منذ هجوم "حماس".

ويبدو الهدف من الاستراتيجية الحالية لـ "حزب الله" واضحاً، وهو قطف ثمار الحرب بين حركة "حماس" وإسرائيل من دون خسارة الوجود العسكري الذي نجح في بنائه بشكل مطرد في لبنان منذ عام 2006. وعلى الرغم من أن الحزب يعتقد بأن فتح جبهة أخرى يمكن أن يربك إسرائيل لبعض الوقت وفقاً لاستراتيجية "الجبهة الموحدة" التي صممها "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني"، إلّا أن الحزب يدرك أيضاً على ما يبدو أن هذا النهج لن ينجح في هزيمة إسرائيل على المدى الطويل - وعلى الأرجح سينتهي ذلك بتدمير ترسانة "حزب الله" وإضعاف قواته. ومن شأن اندلاع حرب واسعة النطاق لا يتّضح فيها من المنتصر ومن المهزوم أن تضعف قدرات الحزب المالية لإعادة تجهيز جيشه أو إقناع جمهوره الأساسي في لبنان بسردية "النصر"؛ وقد لا تتمكن قيادة الحزب حتى من إعادة بناء معاقلها في بيروت وجنوب البلاد.

باختصار، قد تكون تكاليف التصعيد على نطاق واسع أكبر بكثير من أي مكاسب أخرى. وفي الداخل اللبناني، سوف يلقي كل حزب وطائفة اللوم على "حزب الله" لأنه جر لبنان إلى حرب أخرى، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على الاستراتيجية السياسية الداخلية للحزب، والتدفقات النقدية المتوفرة، والآفاق الاقتصادية المستقبلية. فحتى حلفائه المقربين أعربوا عن معارضتهم دخول الحرب.

وبالمثل، حصد بالفعل الراعي الإيراني لـ"حزب الله" الكثير مما سعى إليه على ما يبدو من هجوم "حماس" وقد يتمسك بموقفه - على الأقل في الوقت الحالي. وتجدر الإشارة إلى أنه تم تجميد عملية التطبيع بين إسرائيل والسعودية المدعومة من الولايات المتحدة، وتم الكشف عن نقاط الضعف في القوة الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية، كما نجح أحد وكلاء طهران في تنفيذ التهديد الذي لطالما أطلقه النظام وهو التسبب بأضرار جسيمة داخل إسرائيل رداً على العمليات الإسرائيلية المشتبه بها داخل إيران. كما أدى الهجوم إلى إعادة تنشيط رواية المقاومة التي يروج لها النظام الإيراني في جميع أنحاء المنطقة.

وتَعتبر طهران أن وقوع ضحايا فلسطينيين بأعداد كبيرة ليس إلا ثمن بسيط يجب دفعه مقابل تحقيق هذه المكاسب وزيادة نفوذ وكيلها العسكري الرئيسي، "حزب الله". والمعضلة بطبيعة الحال هي أنّ المراهنة على فتح "حزب الله" جبهة واسعة النطاق، لن يترك لإيران أي ورقة مهمة أخرى تراهن عليها. ومع ذلك، لا تشارك طهران المخاوف اللبنانية المحلية لـ "حزب الله"، وبالتالي لن تكون مقيدة بهذا العامل. وإذا صدر الأمر بانضمام "حزب الله" إلى الحرب، فسينفذ الحزب ذلك دون نقاش مع إيران.

وتبث وسائل إعلام "حزب الله" رسالتين رئيسيتين حالياً، مفادهما أن الولايات المتحدة استُدرجت بالخداع للدخول في الصراع، وأن التحذيرات الأمريكية لن تخرج الحزب عن مساره. ومع ذلك، لم يستدعِ الحزب عناصره الاحتياطيين ولم يخلِ الضاحية الجنوبية لبيروت، على الرغم من مطالبته سكان البلدات الحدودية بالمغادرة - وهي دلالة على رغبته في إبقاء أي أعمال عدائية مقتصرة على الحدود في الوقت الحالي. بالإضافة إلى ذلك، غاب قائد "حزب الله" حسن نصر الله كلياً عن الساحة منذ هجوم "حماس"، وهو ما يعني عادة أن الحزب لم يقرر بعد مدى عمق التدخل في أزمة معينة. ففي عام 2006، كان نصر الله أول من أعلن الحرب وعلّق باستمرار على تقدمها.

وبينما يتداول "حزب الله" وإيران بشأن خطواتهما التالية، من الضروري إظهار القوة والعزم، إذ لا يمكن ثنيهما عن التصعيد إلا بتحويل ثقتهما إلى خوف، الأمر الذي يتطلب إظهار جدية التهديدات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية. على "حزب الله" أن يفهم أنه أخطأ بالفعل في تقدير الموقف، وأنه لم يعد من الممكن استخدام أصوله العسكرية لتعزيز المصالح الإيرانية في المنطقة.

وبالإضافة إلى قيام "حزب الله" بتكثيف نشاطه على الحدود، حذر  من أنه سينضم إلى حركة "حماس" إذا نفذت إسرائيل اجتياحاً واسع النطاق في غزة. وإذا صدق هذا التعهد، سيصبح فتح جبهة ثانية مسألة وقت وليس مجرد احتمال. وحتى لو لم يتسبب توغل إسرائيلي في إشعال حرب مع "حزب الله"، إلّا أن هناك عوامل أخرى قد تؤدي إلى النتيجة نفسها، من بينها التكتيكات المحفوفة بالمخاطر التي ينتهجها الحزب حالياً، أو الخطاً القاتل في التقديرات أو الخطأ في الاستهداف، أو تغيّر في استراتيجية إيران. وقد ينفجر الصراع أيضاً على المستوى الإقليمي بطرق أخرى غير متوقعة، مما قد يدفع "حزب الله" إلى الاعتقاد بأنه ليس لديه خيار سوى التدخل.

وفي ظلّ هذه المخاطر، فإن الرسائل الدبلوماسية غير كافية، حيث لن يضفي الحزب مصداقية للتحذيرات الأمريكية والإسرائيلية ما لم تكن مصحوبة بخطوات عسكرية واضحة. وبالفعل، نشرت البحرية الأمريكية حاملتَي طائرات في المنطقة المجاورة، ولكن ما زال على الحلفاء تعزيز حضورهم بالقرب من حدود وسواحل لبنان وسوريا وإسرائيل، بالإضافة إلى إجراء تحليقات عسكرية بالقرب من مرتفعات الجولان وغيرها من نقاط الاشتعال المحتملة الأخرى.

وعلى نحو مماثل، يجب أن تدرك إيران وأن يدرك "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" المخاطر التي تهدد بنيتهما التحتية السياسية والعسكرية إذا تدخل "حزب الله" في المعركة. إن القرار في يد طهران - وقبل أن يتخذ النظام الإيراني قراره، على واشنطن أن توضح ما سيحدث إذا استمرت إيران في استخدام وكلاء عرب لاستهداف إسرائيليين وأمريكيين.

*حنين غدار هي "زميلة فريدمان" في "برنامج السياسة العربية" التابع لمعهد واشنطن ومؤلفة دراسته الأخيرة "عصابات «الكاش»: كيف يستفيد "حزب الله" من الأزمة المالية في لبنان".

 

عن الثورة الإسلامية وعدائها للأميركيين

منى فياض/موقع نقطة من أول السطر/15 تشرين الأول/2023

عام على ثورة الحجاب اين هي ايران؟*

بعد مرور عام على ثورة الحجاب إثر مقتل مهسا أميني، لم تبدل السلطة الإيرانية من سلوكها تجاه الشعب الإيراني وخصوصاً النساء. وبدلا من الالتفات الى حاجات الشعب ومطالبه ولتطلعات جيل الميلينيوم الشاب التواق الى الحرية، التي يعاين بأم عينية كيف يتمتع بها أقرانه في معظم الدول، وخصوصاً الديموقراطية بينها، نجده مصراً على نهجه وممارساته فيصدر قوانين قمعية جديدة او يفعّل القوانين التي كسرتها نساء ايران ولا تردن الالتزام بها. يستخدم لذلك شتى الوسائل، وخصوصاً التقنيات الالكترونية للإعلام وقدرات الذكاء الاصطناعي، من اجل القيام بحملات دهم وفرض مزيد من الرقابة وملاحقة المخالفين عن طريق الكاميرات والدخول الى حسابات المواطنين وفرض عقوبات مالية عليهم. يقومون بذلك ببطء وهدوء. فالسجون الإيرانية لا تزال تغصّ بالسجناء والاعدامات مستمرة بمحاكمات شكلية مستمرة. ومعلوم ان نسبة الإعدام في إيران هي الأعلى في العالم. وكي يغطي على فشله في ضبط الشعب الإيراني واستعادته الى بيت الطاعة، نجده يهرب الى الخارج هرباً من مشاكله. توجه الى الصين ثم بواسطتها انفتح على أعدائه التقليديين من دول الجوار، التي حاربها منذ قيامه وأراد تصدير ثورته لها، كي يستعيد علاقاته المقطوعة معها.

لكن السؤال الآخر البديهي، ما الذي قدمه المجتمع الدولي من اجل دعم الثورة ومناصرة قضية المرأة ولحرية الشعوب والديموقراطية على زعم خطاباته الرنانة؟

لم يفعل سوى تقديم الدعم الكلامي والخطابات الشكلية وفرض المزيد من العقوبات على النظام او تسمية شارع او قانون عقوبات باسم مهسا اميني. وهذه التدابير المتبعة والعقوبات، التي يفترض انها تضغط على النظام كي يغيّر من سلوكه، لم تجد نفعاً منذ بداية استخدامها عندما احتلّ الطلاب سفارة الولايات المتحدة في طهران. مقابل العقوبات تستمر الولايات المتحدة بمدّ خيوط التواصل مع نظام ولاية الفقيه، وهي سياسة متبعة منذ ان تم الاستيلاء على السفارة الأميركية من مجموعة تسمي نفسها “اتباع خط الامام الخميني” واحتجاز طاقم السفارة كرهائن!” كما أعلنت الإذاعة بصيغة خبر عاجل، في مساء يوم من تشرين الثاني نوفمبر 1979…

تعلق شيرين عبادي (الحائزة على جائزة نوبل) في كتابها إيران تستيقظ”، أن اسم المجموعة بدا لها غريباً وعديم المعنى. كان الجميع يتبع خط الامام الخميني، وإذا لم يفعل لم يكن يجرؤ على اعلان ذلك. فكّرت فوراً بمعاهدة فيينا المتعلقة بالعلاقات القنصلية. يا لهم من متشددين عديمي التفكير هؤلاء “الشباب”، قالت في نفسها. كيف يمكن احتجاز دبلوماسيين رهائن؟ تخيّلت ان اميركا ستشعر حكما بالغضب الشديد حيال عملية الاستيلاء المعادية على سفارتها وتجهّز لشن هجوم على إيران، في حالة التشوش التي تعيشها البلاد لم تكن إيران مؤهلة للدفاع عن نفسها. وتوقعت من الخميني ان يقوم، ولو لاتقاء ضربة أميركية، بإصدار أوامره لهؤلاء، وكانوا مجرد فتية لا يتجاوزون العشرين من أعمارهم، بإطلاق الرهائن. مرت بضعة أيام. ولم يكتف الامام الخميني بعدم إصار أوامر بالإفراج عن الرهائن، بل أشاد بشجاعة الشبان.

أما أميركا فلم تهاجم إيران، وقالت انها ستكتفي بتجميد الأصول الإيرانية في الولايات المتحدة. وقد صدمها هذا التصرف كعمل شديد الغرابة، ان ترى أميركا المال نظيراً تكتيكياً: تحتجزون دبلوماسيينا رهائن، فنرد باحتجاز أموالكم رهينة.

عندما تستعيد عبادي تلك الأوقات تدهشها سذاجتها. كانت القيم الأخلاقية لهذه المسألة بسيطة الى درجة باهرة. ذلك ان احتجاز الرهائن يشكل خرقاً للقانون الدولي. انه غير قانوني، وعلى ذلك هو خاطئ ويستدعي الإدانة.

لماذا حصل إذاً؟ ذكّرها ذلك بأمير عباس هويدا، رئيس الوزراء الذي خدم الشاه 14 عاماً، وألقى به، الشاه عديم الوفاء، في السجن في العام الذي سبق الثورة كضحية بشرية لصد الطريق امام استياء الشعب المتفاقم. ولم يهرب من سجنه في يوم الثورة، لتشبثه بقناعة انه لم يرتكب خطأً يستدعي هربه كمجرم عادي، فبقي في السجن. كان مثلها مطّلعا على تاريخ الثورات العظيمة في فرنسا وفي روسيا وما اسفر عنها من استعراض للرؤوس المقطوعة. لكنه مثلها أيضا، لناحية قناعته بأن العالم لا يمكنه القبول بالغضب والاضطراب الملازمين للإطاحة العنيفة بنظام راسخ.

ربما اندهشوا بمشهد طهران التي يعرفونها من حولهم ليدركوا أن القواعد والعدالة ستضيع في الفوضى. كيف فكروا بأنهم سيوقفون هياج هؤلاء المنتشين بخمر السلطة في السفارة وانهم سيقبلون بمعاهدة فيينا فيغيرون رأيهم؟ تختم “أي مغفلين كنا”.

شعر الكثير من الإيرانيين بالاستياء لما يحصل، لكن لا أحد كان يجرؤ على الاعتراض، خشية وصمهم بالعمالة للأميركيين. ولم يلق مؤيدو احتلال السفارة بالاً لسمعة إيران في العالم. وقال أية الله:” لا يمكن لأميركا ان تفعل شيئاً”، وسرعان ما أصبح هذا الشعار يغطي طهران. ظل الناس مسحورين بفخر خادع، وظنوا انهم بذلك هزموا أميركا.

الأقلية شعرت بالقلق حيال انعكاسات معاهدة فيينا، بينما اعتبرت الأكثرية بتأثير كاريزما آية الله التي لا تجارى، انهم أبطالاً.

لا شك ان ما حصل كان تكتيكا ذكياً لإشغال الشعب الإيراني.

إذ سرعان ما أصبح احتلال السفارة هو الدراما المركزية للثورة. أعلن الطلاب انهم نبشوا في الأرض وثائق استخبارات سرية وراحوا يصدرون البيانات التي تتضمن أسماء إيرانيين زعموا انهم يتجسسون لحساب الحكومة الأميركية. والتف الناس حول السفارة وصاروا يتجمعون عند التقاطعات المحيطة بمجمع السفارة ويهتفون متبارين مهتاجين “الموت لأميركا”.

أصبح محيط السفارة مكاناً للنزهة وسوقاً للأطعمة ولشراء صور آية الله الى جانب العصير. وما بدأ في الأساس اعتصاماً أصبح حالة قطيعة مرضيّة مع العالم.

دام الحصار 444 يوماً. نصف العالم أرسل موفدين الى آية الله الخميني يناشدونه إطلاق الرهائن، حتى البابا نفسه، دون جدوى.

وبدأ الناس يشعرون بحجم الضرر الذي الحقه احتلال السفارة بمكانة إيران في العالم. وجلب العداء حيال القوة العظمى العالمية الوحيدة أعباء خطيرة. سواء لصيانة البنية التحتية النفطية، او شراء طائرات البوينغ واستخدامها، وتقادم الأسطول الجوي المدني، واستبدال بالطائرات الروسية التي كانت تتساقط من السماء بانتظام مثير للهلع.

جعل احتجاز الرهائن مصيريْ الولايات المتحدة وإيران متشابكين لعقود مقبلة، على الرغم من انها ربما كانت المرة الأخيرة التي تتواجه فيها الأمّتان مباشرة!؟

لاحقت ايران الثورية الأميركيين في بيروت التي كانت تعمها الفوضى، في مطلع الثمانينات بإرسالها المتشددين وحرّاس الثورة الى لبنان، في خضم ابتلائه بحرب أهلية، لتأسيس المجموعة الشيعية الملتزمة “حزب الله”. وبدأت مسيرة التفجيرات: مقتل 63 شخصاً داخل السفارة بشاحنة اقتحمتها ربيع 1983، وفي الخريف تفجير انتحاري آخر 241 جندياً من المشاة البحرية في ثكنات تابعة للجيش الأميركي في بيروت.

ثم خطف الرعايا بمن فيهم رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. وكان الدبلوماسيون الذين يريدون تحرير الرهائن يسافرون مباشرة الى طهران.

على السطح هيمن العداء، لكن انتشرت الشائعات، حتى من الجانب الإيراني في أزمة احتجاز الرهائن، عن قناة اتصال سرية خلفية بين الخصمين المعلنين. وزعم أعضاء رفيعو المستوى في إدارة الرئيس جيمي كارتر المنصرفة أن محتجزي الرهان وافقوا عبر قنوات اتصال خاصة على إرجاء الافراج عن الرهائن الى يوم أداء الرئيس ريغان القسم الدستوري. وبالفعل لم تكد تمر ساعات قليلة على أداء ريغان القسم حتى أبلغوا الأمة ان احتلال السفارة قد انتهى.

وغذّت فضيحة إيران – كونترا في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي هذه الشبهات، عندما تسرّب ان الولايات المتحدة عازمة على بيع إيران صواريخ مقابل الافراج عن رهائن. ولطّخت الفضيحة إدارة ريغان، لكنها أيضاً جعلت الإيرانيين دائمي التساؤل حيال موقف حكومتهم،، التي أصبحت سيئة السمعة، فهي تبدي عداء متقداً لأميركا فيما تتواصل معها، خصوصاً عندما ظهرت تفاصيل بعثة سرية الى إيران: في العام 1986 أرسل الرئيس ريغان مستشاره للأمن القومي روبرت ماكفارلين الى طهران حاملاً كعكة بالشوكولا على شكل مفتاح، ونسخة من الكتاب المقدس عليها كلمات مكتوبة بخط الرئيس.

وقد تحوّلت الكعكة على شكل مفتاح الى ما يشبه الأسطورة السياسية في إيران، الى رمز للتعاون البعيد عن الأنظار خلف العداء العلني بين الدولتين.

تذهب الحكمة السائدة في واشنطن الى فهم العلاقة على انها زواج اتخذ منحىً سيئاً، وفيه تظهر الانفعالات القوية من قبل الجانبين على ذات درجة الأهمية لجهة الحسابات الاستراتيجية. يستند هذا المنظور الى فهم سلوك إيران على انه انفجار لغضب الإسلام المتشدد ضد الشاه العلماني. في حين ان الذاكرة الجمعية في إيران تمتد أبعد الى الوراء وترى ان الطلقات الافتتاحية جاءت عام 1953، عندما أبعد انقلاب أميركي مصدق عن السلطة.

التنسيق بين النظامين مستمر منذ تلك الفترة البعيدة وحتى الآن. كان الشاه معتمد الاميركيين كشرطي الخليج. ولعب النظام الإسلامي نفس الدور، تحت شعار تصدير الثورة. أّدّت حرب صدام على ايران الى نفس النتيجة، إضعاف دول المنطقة عبر صراعاتها.

والآن ألا تتبع الإدارة الأميركية حالياً نفس النهج؟

عداء معلن ومباحثات وتواصل سري يسمح بتبادل 5 او 6 سجناء مقابل 6 مليارات دولار مع بنود اتفاق سرية غير معلنة تسمح للإدارة بالتوفيق بين إعادة الاتفاق النووي دون المرور بالكونغرس المعارض لهذه العودة.

مرجع الكتاب: ايران تستيقظ: شيرين عبادي، ترجمة حسام عيتاني، دار الساقي، بيروت، 2010.

 

ماذا بعد الانبهار بـ"حماس" والانهيار في إسرائيل... مَن يمسك بزمام المبادرة ومَن يخشى الانزلاق؟

راغدة درغام/النهار العربي/15 تشرين الأول/2023

لن تخرج إسرائيل منتصرة في حرب غزة، ولن تتخطّى "حماس" الانتصار البسيكولوجي الذي حقّقته. قد تخرج الولايات المتحدة من المأزق بلا تورط مباشر وإنما بخطّة جديدة لمعالجة النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي بمشاركة عربية وأوروبية، ولربما بتفاهم ضمني مع إيران. لكن هذا يعتمد على القرار الإيراني النهائي إزاء استدعاء "حماس" لطهران وشركائها، إلى تفعيل كل "جبهات المقاومة" بدءاً بجبهة "حزب الله" من جنوب لبنان. ولأنّ التطورات الميدانية سريعة جداً وسط التخبّط الإسرائيلي والغموض الإيراني مع الاحتفاظ بعنصر المفاجأة، سيتطرّق هذا المقال إلى السيناريوهات الممكنة والمرجّحة، من دون استنتاجات قاطعة لما هو آتٍ برياحٍ غير مسبوقة عصفت بإسرائيل وستزيد بها عصفاً. لن يفهم الرأي العام الأميركي والأوروبي الموالي لإسرائيل موالاة غير مشروطة ردود فعلٍ في الرأي العام العربي والإسلامي، وحتى في أوساط أوروبية وأميركية، ربطت بين عمليات "حماس" المدهشة وبين تاريخ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والممارسات الإسرائيلية في تطويق قطاع غزة. كلاهما يدين الآخر بلا أية مساحة للتفاهم أو للاستماع إلى الرأي المضاد. لذلك، ولأنّ قرّاء هذا المقال باللغتين العربية والإنكليزية ومن المعسكرين، سأكتفي بالإشارة إلى الانبهار بما قامت به "حماس" حتى في الأوساط المعادية لها والرافضة لعملياتها ضدّ المدنيين. فالعالم، تقليدياً، توقّع من إسرائيل، وليس من الفلسطينيين، عمليات تشبه الأفلام، ولم يتوقع مثل هذا الانهيار في صورة وسمعة ومخابرات وأداء إسرائيل.

ردود الفعل الإسرائيلية بالقصف المدمّر لغزة وفرض النزوح القسري على المدنيين سحبت من إسرائيل جزءاً من التعاطف الأولي معها في الأوساط الغربية. انقسم العالم إلى مؤيّد لعزم إسرائيل على سحق "حماس" بأيّة تكلفة إنسانية، وبين محذِّر من مغبّة هذا العزم وتكلفته السياسية والعسكرية، وليس فقط التكلفة الإنسانية الباهظة.  عند كتابة هذا المقال، كانت إيران تتحرّك دبلوماسياً بحذر كبير كي لا تنزلق عن الحبل المشدود. فحتى اليوم السادس على بدء عمليات "حماس"، بقيت الجمهورية الإسلامية الإيرانية خارج الملعب الميداني، وأوعزت إلى حزب الله" التحلّي بالحكمة وعدم الانجرار إلى مواجهة مع إسرائيل أو إلى أي تفعيل لمبدأ "وحدة الجبهات". لماذا؟

 لأنّ الأولوية الإيرانية هي للبرنامج النووي، وطهران لا تريد القفز إلى النار مع إسرائيل وهي على بعد ستة أشهر من استكمال برنامجها النووي وحيازة القنبلة النووية. طهران قرأت جيداً الرسالة الأميركية من على متن حافلة الطائرات "جيرالد فورد" وعنوانها، أنّ إدارة الرئيس جو بايدن لا تريد الاضطرار لتوجيه ضربة عسكرية إلى المفاعل النووي الإيراني، لكنها ستضطر إذا أخطأت طهران الحسابات. رسالة البيت الأبيض سمعها جيداً مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الذي تملّص علناً من عمليات "حماس". هكذا نجحت استراتيجية الردع الأميركية نحو إيران ووكلائها - أقلّه إلى اليوم السادس. فقد عكفت إدارة بايدن بالموازاة على معالجة الشق الآخر من التحدّيات الكبرى، واستثمرت في محاولة إقناع إسرائيل بعدم تنفيذ الاجتياح البري لغزة، فيما سعت للعمل مع مصر لتأمين الممر الآمن للمدنيين من غزة، ومع قطر للضغط على "حماس" بما لديها من وسائل تأثير عليها، ومع القيادات العربية والأوروبية لصياغة خطة سلام بديلة تنطلق من تجميد الأزمة الخطيرة، نحو عملية مفاوضات جديدة لحلّ النزاع في الشرق الأوسط برعاية أميركية.

القلق الأميركي من التورط العسكري بجانب الحليف الإسرائيلي كان جليّاً. إدارة بايدن وقعت في مأزق التحدّيات بالرغم من تحرّكها الدقيق بين الضغط الإسرائيلي واللوبي اليهودي الأميركي، وبين زجّ الولايات المتحدة في حرب مع إيران بقرار إيراني وإسرائيلي على السواء. ثم هناك الكارثة الإنسانية التي كان لا مناص منها لدى تنفيذ الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة، حيث أعدّت "حماس" خطة "دفاعية" تعهّدت بأنّها أقوى وأكثر شراسة من خطتها "الهجومية" على إسرائيل.

النزوح القسري من غزة يدخل في خانة سياسة تيار التطرّف الإسرائيلي بفرض الإبعاد القسري للفلسطينيين، ليس فقط في غزة والضفة الغربية وإنما أيضاً الإبعاد القسري للفلسطينيين داخل إسرائيل، لأنّ وجهة نظر هذا التيار هي أن لا حل للقنبلة الديموغرافية الموقوتة سوى التخلّص من الفلسطينيين الإسرائيليين. إسرائيل هي التي خلقت "حماس" عند ولادتها كي تتصدّى لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكي يوفّر لها تطرّفها الذريعة عند الحاجة - على نسق ذريعة الإبعاد القسري والنزوح القسري - ومن هذا المنطلق، إنّ بطولية عمليات "حماس" قد تخدم الغايات الإسرائيلية أكثر من التطلّعات الفلسطينية.

مصر في مأزق لأنّها تواجه سياسة فرض التهجير الفلسطيني إليها قسراً، وهي تدرك أنّ في بال جزء من الإسرائيليين فرض توطين النازحين من غزة في سيناء. إقفال الباب في وجه المدنيين الفلسطينيين لتعطيل أو تخريب الاستراتيجية الإسرائيلية ليس خياراً سهلاً، لأنّ كلفته الإنسانية باهظة تحت أنظار العالم. مصر بين المطرقة والسندان، والرئيس عبد الفتاح السيسي، شأنه شأن الرئيس جو بايدن، لا ينسى حسابات المعركة الانتخابية الرئاسية. كلاهما في مأزق العزم الإسرائيلي على سحق "حماس" بأية كلفة كانت، وأمام سياسة اعتمدتها إسرائيل الغاضبة من فشلها العسكري والاستخباراتي، وهي سياسة التهجير القسري للفلسطينيين من غزة والإبعاد القسري للفلسطينيين من داخل إسرائيل- إذا فرضت الحاجة.

إذا أصرّت إسرائيل على السحق الكامل لمنظمة "حماس" والتهجير القسري للفلسطينيين من غزة، ستكون هي صاحبة قرار استدراج إيران ومصر إلى المواجهة. مصر لن تدخل حرباً مع إسرائيل، لكنها لن تستطيع الانبطاح أمام السياسة الإسرائيلية، وستلجأ، جزئياً، وراء حشدٍ عربي لموقفها على الصعيد الحكومي، وستخشى كثيراً الحشد الشعبي المصري والعربي ضدّها إذا تقاعست.

أما إيران، فهي التي اختارت التأنّي وعدم الإسراع إلى الشراكة مع "حماس" في حربها على إسرائيل. إذا فرضت إسرائيل على إيران التخلّي عن توازنها باستدراجها إلى الانخراط عبر الساحة السورية، حيث عطّلت العمليات العسكرية الإسرائيلية مطاري دمشق وحلب، أو عبر الجبهة اللبنانية حيث "حزب الله" في حال تأهّب عسكري، عندئذ سيكون واضحاً أنّ إسرائيل استنتجت أنّ توسيع الحرب وتوريط الولايات المتحدة هما السبيل الوحيد لتعافيها من الانهيار ونحو ردّ الاعتبار.

العبء الثقيل يقع على أكتاف الولايات المتحدة. إدارة بايدن قد تنجح في توظيف ثقلها العسكري والسياسي والدبلوماسي إذا استخدمته بحكمة وإصرار لدى حليفها الإسرائيلي الذي تتعهّد، بطبيعة الحال، بالدفاع عنه كحليف. إسرائيل لم تعد وحدها الحليف الاستراتيجي الضروري للولايات المتحدة، والرأي العام الأميركي ليس جاهزاً للتورط في حرب يُستدرَج اليها، وإدارة بايدن كانت في خضمّ نقلة نوعية في العلاقات العربية - الإسرائيلية. ما فاتها، وهي تدفع ثمنه اليوم، هو أنّ النقلة النوعية ليست ممكنة إذا قفزت على الفلسطينيين وحقوقهم البديهية. إنجاز "حماس" هو أنّها فرضت اليقظة على جميع المعنيين، وتمكنت من نسف الافتراض بأنّ القضية الفلسطينية تمّ تصفيتها لدى الحكومات العربية وفي الشارع العربي والإسلامي وفي المحافل الدولية.

الرسائل الأميركية المبطنة من على متن حاملتَيْ الطائرات والتي تمّ توجيهها الى إيران بالدرجة الأولى، حملت في طيّاتها عنواناً مهمّاً هو سوريا. فهناك في سوريا يمكن للعمليات العسكرية الأميركية - في حال اضطرت إدارة بايدن إليها - أن تثبت جديّة الخيارات العسكرية. هناك في سوريا يمكن قطع الطريق على برنامج إيران الإقليمي للامتداد من إيران إلى العراق وسوريا وإلى لبنان على الحدود مع إسرائيل وعلى البحر المتوسط. وهناك في سوريا يمكن للوسائل العسكرية الأميركية والأوروبية إسقاط الرئيس السوري الحليف لإيران، بشار الأسد.

إذا أرادت إدارة بايدن الإمساك بزمام المبادرة الدبلوماسية والسياسية، عليها أن تتحلّى بالجرأة على إجبار حليفتها إسرائيل بمقاربة جديدة نحو الفلسطينيين. وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حمل وسمع أفكاراً لدى لقاءاته مع القيادات العربية، وهو يريد أكثر ما يريد، أن تتمكن إدارة بايدن من تحقيق الاختراق الضخم المطلوب في العلاقات العربية - الإسرائيلية. روسيا اليوم خارج اللعبة في الشرق الأوسط، وبالتالي، إنّ المنافسة التقليدية بين الولايات المتحدة وروسيا ليست قائمة اليوم. الصين مستاءة من التطورات على الساحة الفلسطينية - الإسرائيلية، لأنّها حوّلت الأنظار عن توقيت تُعدّ له لسنوات وهو إطلاق مبادرة "الحزام والطريق" بزخم عالمي سرقت التطورات الأنظار منه. الصين ليست اليوم في صدد منافسة الولايات المتحدة على رعاية حل للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، فما يهمّها هو إنجاح مبادراتها وفي طليعتها الاتفاقية السعودية - الإيرانية، إلى جانب أولوياتها النفطية. وهي قادرة على المساهمة في إنجاح دبلوماسية أميركية جديدة تتعدّى تجميد النزاع، وتدخل في خانة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد بكل أقطابه - العربية والإيرانية والإسرائيلية. وهذا يتطلّب وعياً أميركياً لهذه المساهمة، بدلاً من زجّها في خانة المنافسة مع الصين. أوروبا جاهزة لتكون طرفاً يعمل مع الولايات المتحدة. وهنا أيضاً لا بدّ من الإصرار على أنّ المفتاح الأساسي لإنجاح أية عملية سلام جديدة هو الإصرار على إسرائيل أن تغيّر نهجها وعقيدتها، وأن يُقال لها بصراحة إنّ الوقت حان للكف عن الغطرسة والجشع والاقتناع بحل الدولتين. السلطة الفلسطينية اليوم تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى. إذا استمرت في العقم وفي أساليبها القديمة، ستفوّت عليها فرصة تاريخية قدّمتها إليها "حماس" سهواً وليس عمداً. حان للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يكون تجددياً، وأن يحيط نفسه بشبابٍ فلسطيني بدلاً من التقوقع في الماضي وفي أساليب الرفض ومقاطعة المفاوضات مع إسرائيل. هذه فرصة له ليقول لشباب "حماس" وليس فقط لشباب "فتح" إنّ الوقت اليوم ملائم للانخراط معاً بعملية صنع سلام جديدة مع إسرائيل بمشاركة عربية، وربما لاحقاً بمباركة إيرانية. الإسرائيليون سيقصون رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو، وبذلك قد يفسحون الفرصة لمراجعة واقعية وصادقة لما جاء به التطرّف الديني والسياسي من مصائب عليهم وعلى غيرهم. حان للشعب الإسرائيلي أن يحاسب نفسه وقادته، وأن يلتقط هذه اللحظة المريرة له ليصنع منها مدخلاً للعدالة بحق الفلسطينيين، كي يتحرّر من عقلية الحصار ويعيش حقاً بسلام مع جيرانه- إذا عدل.

 

حرب غزة... عندما تنقلب الصورة

راغب جابر/النهار العربي/15 تشرين الأول/2023

حتى الآن هي حرب كبرى حشدت لها اسرائيل أكثر مما حشدت روسيا لاجتياح أوكرانيا. استنفار مئات آلاف الجنود وآلاف الدبابات ومئات الطائرات الأكثر تطوراً في العالم فضلاً عن مئات آلاف الصواريخ والمدافع والمدمرات والغواصات والمسيرات. كل ذلك في مواجهة قطاع سكني لا تتجاوز مساحته 360 كيلومتراً مربعاً يقطنه مليونا نسمة معظمهم مقتلعون من أرضهم ومدنهم في فلسطين المحتلة، ويتحرك فيه مقاتلون من أهله يملكون أسلحة يمكن وصفها بالبدائية مقارنة بما تملكه اسرائيل من سلاح فتاك ومدمر.

في اليوم الأول لهجوم "حماس" على مستوطنات غلاف غزة هبّ الغرب بزعامة الولايات المتحدة بشكل جماعي لنجدة اسرائيل مستشعراً للوهلة الأولى خطراً وجودياً على الكيان الذي صنعه ورعاه وحماه وقوّاه والتزم الحفاظ على تفوقه العسكري على محيطه العربي. كانت المرة الثانية التي يستشعر فيها الأميركي خطراً على اسرائيل بعد حرب تشرين عام 1973. يومها أقام جسراً جوياً نقل آلاف الأطنان من السلاح الى اسرائيل ليعيد التوازن الى الجبهتين مع مصر وسوريا. لكن الى متى يستطيع الغرب بزعامة جو بايدن وإلى يمينه ايمانويل ماكرون وإلى يساره ريشي سوناك تجاهل أن هذه الحرب تتحول الى جريمة بحق الإنسانية وليس فقط بحق سكان غزة؟ ما يجري في غزة هو أكثر من رد على عملية عسكرية قامت بها مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم اسلامي يخوض حرباً منذ عقود مع الجيش الإسرائيلي. هذه حرب ترانسفير وخلق أزمة لاجئين جديدة تخنق دول الجوار لاسيما مصر، وتشرد مئات الآلاف من الفلسطينيين الى الشتات وهو عدد يوازي عدد الذين شردوا عام 1948 وأصبحوا الآن بالملايين. إن الغرب بتأييده لاسرائيل في هذه الحرب انما يرتكب خطيئته الأولى للمرة الثانية. فكيف يمكن فهم تأييد نتنياهو في تهجير أهل غزة على غير أنه مشاركة في تنفيذ نكبة ثانية تداني نكبة 48 في خطورتها وتداعياتها على الفلسطينيين والمصريين واللبنانيين والسوريين والأردنيين، نكبة تفاقم الصراع الذي لا أحد يستطيع ان يضبط انهياراته المقبلة التي لا يمكن توقعها. الحرب تخطت الحدود وتنذر بانهيارات أوسع وأخطر بكثير، وبانفجارات في أمكنة أخرى. غابت الحرب الأوكرانية عن الأنظار والأسماع، وباتت غزة محط أنظار العالم. لم تعد حرباً انتقامية فحسب، إنها حرب إبادة فعلية لم يشهد العالم لها مثيلاً منذ زمن طويل جداً. المشاهد تحكي عن نفسها. ليست حرباً بين جيشين على جبهة. مقاتلو "حماس" ليسوا وراء متاريس على الجبهة ولا في دبابات. هم في المدن وفي الأنفاق والحفر والدشم المخفية تحت الأرض، والناس العاديون يتلقون القذائف والصواريخ والإنذارات بالرحيل ويقتلون تحت أنقاض بناياتهم ومنازلهم بعدما حرموا من الكهرباء والماء والدواء والغذاء، الحاجات الأساسية التي لا يزال العالم لم يقنع نتنياهو بالسماح بدخولها عبر مصر.

لكن هذا الاستخدام غير المتكافئ للسلاح والإفراط في العنف ما عاد ليمر مروراً عابراً في المجتمعات الغربية. لقد بدأ الشارع يتحرك من نيويورك إلى باريس إلى لندن إلى عدد من المدن والعواصم الأوروبية. تدرك شعوب الغرب مع مرور الوقت أن هناك أكثر من رد وأن الهدف الاسرائيلي في غزة هو المدنيون أولاً وأخيراً، وأن حقوق الانسان تنتهك بشكل علني واضح لا لبس فيه. الصور والفيديوات تنقلها وسائل الإعلام العربية والأجنبية والمواطنون لحظة بلحظة ومن دون تزييف. ليس الأمر كما فعلت مراسلة الـ"سي أن أن" وغيرها من وسائل الإعلام الإسرائيلية التي انكشف تزييفها للحقيقة واختلاقها أحداثاً لم تحصل وبثها صوراً قديمة من أماكن مختلفة، كما حصل مع قضية قتل الأسرى.  بدأت الصورة تنقلب، اسرائيل التي قدمت نفسها ضحية للإرهاب في اليومين الأولين للحرب بدأت تفقد صورة الضحية. هي اليوم جلاد يستخدم أحدث الأسلحة وأكثرها فتكاً مستندة الى دعم غير محدود من جو بايدن في ضرب غزة. الصورة تتغير والرأي العام الغربي بات حساساً تجاه صور الأطفال والنساء والشيوخ الذين يموتون وينزحون تحت القنابل والصواريخ. انها الصورة التي تحل محل صورة أخرى. تنزاح صورة المستوطن والجندي القتيلين لتحل محلها صورة الطفل والمرأة والبناء المنهار على رأسيهما. المشهد اليوم هو هذا، وهذا المشهد يفعل فعله.

العالم اليوم تحت تأثير الصورة، والصورة الحقيقية هي الحقيقة، والحقيقة أن هناك مجزرة في حق غزة، وهذا يثير التعاطف في كل مكان، والرأي العام الغربي بدأ يتحرك وعساه يكون مؤثراً في الضغط على وسائل الإعلام الغربية وعلى زعمائه من أجل موقف أكثر عدالة وسعياً الى السلام لا الى التحريض.

 

المطار كنموذج فاضح عن عدم جهوزيّة لبنان لخوض الحرب!

فارس خشان/النهار العربي/15 تشرين الأول/2023

يملك "حزب الله"، من دون شك، القدرة على أذية إسرائيل، في حال خاض معها حرباً مفتوحة، فهو جاهز عسكريّاً للمواجهة، تحت عنوان "وحدة الساحات".  ولم تخرج نتائج زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لبيروت، عن الإطار "التورّطي" الذي وضعه "حزب الله"، منذ اليوم الأوّل لإعلان حركة "حماس" بدء حرب "طوفان الأقصى" التي مهّدت لها بعملية ضخمة، امتازت بنوعية عسكريّة استثنائيّة وتعرّضت لحملة إنسانية هائلة!  ولكنّ هذه الجهوزيّة العسكريّة التي يتميّز بها "حزب الله" لا تنسحب على الجهوزيّة الواجب توافرها في الدولة التي يسيطر "حزب الله" على قرار الحرب فيها، إذ يتضح، من دون أي لبس، أنّ لبنان عاجز ليس عن خوض حرب فحسب بل عن التعايش مع التهديد بحرب، أيضاً!  وإذا كان قطاع غزّة يعيش كما كان يقول سكّانه من "قلّة الموت"، فإنّ لبنان كان، عشية حرب "طوفان الأقصى"، يناضل من أجل التوصل الى إعادة بناء الدولة من أجل إنقاذ نفسه من الانهيار الضخم الذي وجد نفسه فيه.  وتدليلاً على عدم جهوزيّة لبنان لخوض غمار أيّ حرب، يمكن للمراقبين أن يتّخذوا من مطار رفيق الحريري الدولي، وهو المطار المدني الوحيد في البلاد، نموذجاً!

ويشهد هذا المطار، منذ أيّام عدة، وعلى الرغم من انتهاء مغادرة السوّاح، زحمة غير مسبوقة في قاعة المغادرة، بحيث يفصل بين المغادر والسوق الحرّة التي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن موقع تسجيل المسافرين لدى ممثلي شركات الطيران، وقت يفوق في بعض الأحيان، كما كانت عليه الحال أمس الأوّل، ساعتي انتظار مضنٍ!

 ولم يكن غريباً أن تستمع وأنت تنتظر حلول "ساعة الفرج" إلى شكاوى "زملاء المعاناة" الذين يبدو أنّ بعضهم استعجل مغادرة لبنان خوفاً من تدهور الأوضاع المحتدمة في الجنوب مما يؤدّي، وفق التجارب السابقة، إلى إقفال مطار بيروت.

ولم يكن المغادرون الذين راحوا يسخرون من دولة تستدعي الحرب، وهي عاجزة عن تنظيم المسافرين، يدركون أنّ في مكان آخر من الجحيم الذي هم فيه يوجد تجمّع احتفائي تقيمه قوى الممانعة،وسط حراسة شديدة، بمناسبة وصول وزير الخارجية الإيراني الى بيروت، حيث كانت الشعارات تتناوب كالأمواج على شواطئ البلاد الملوّثة، ولم يكن هناك أحد يهمّه ما يعاني منه المضطرون على مغادرة بلاد مهدّدة بحرب لا جدوى منها!

وخلافاً للتفسيرات السطحية، لم تكن كثرة المغادرين هي التي تتسبّب بزحمة خانقة في مطار رفيق الحريري الدولي، إذ إنّ عملية حسابية بسيطة، تظهر لمن يعرف مسائل بديهية في عمل المطارات، أنّ العدد لم يكن استثنائيّاً، وكان كافياً اتّخاذ بعض التدابير العادية للتعامل مع الزحمة المدانة بسلاسة!

في واقع الحال، إنّ تعذيب مغادري لبنان يعود إلى مشكلة في التنظيم وفي الإدارة وفي القيادة، وربما أكثر، إذ ليس طبيعيّاً أبداً أن يتمّ صلب المغادرين، وبينهم أطفال وعجائز ومرضى كِلى وبروستات وما شابه،  لساعتين وأكثر في صف فوضوي مسؤولة عن تنظيمه وزارة الأشغال العامة، يفصلهم عن نقاط التفتيش التابعة لقوى الأمن الداخلي ومن ثم عن نقاط الأختام التابعة للمديرية العامة للأمن العام! ليس طبيعيّاً أن يحصل ذلك ويكتشف المعذَّبون أنّ المطار يعمل بأربعين في المئة فقط من طاقته الاستيعابية، بدليل أنّ ماكينات تفتيش الأمتعة التي تمهد العبور الى زحمة الأمن العام، تعمل بمعدل ثلاث ماكينات من أصل سبع موجودة، وأن شبابيك الأمن العام تعمل بمعدل سبعة من 14 متوافرة. وعندما تعترض على هذا التقصير المسؤولة عنه وزارتا الأشغال والداخلية نجد هؤلاء الذين يعبرون في "خطوط الواسطة" - وما أوفرها - يدافعون، بالقول إن هناك نقصاً في عديد القوى الأمنية المختصة، بفعل تدني قيمة الرواتب.

نقص لا يلاحظه، مثلاً من يحاول أن يبني حائطاً لمنزله في آخر قرية في لبنان، ولا من يذهب الى منزل مسؤول محروس ولا من يطلب بشفاعة قادر أو بسحر "الإكرامية" ولا من يراقب الاحتفال، على بعد أمتار قليلة، بمجيء عبد اللهيان!

وهذا التعذيب في مطار رفيق الحريري الدولي، على الرغم من أهميّته، ليس قضية قائمة بذاتها، بل هو مجرّد نموذج ظاهري لمشاكل أعمق في لبنان، تظهر أنّ إقحامه في حرب شبيهة بتلك التي حصلت في تموز (يوليو) 2006، قد يعيده، فعلاً، ولأمد طويل جدّاً، إلى العصر الحجري!

 إنّ دخول الحرب لا يقتصر على جهوزية إيذاء العدو بل يفترض، قبل أيّ شيء آخر، منع نهاية لبنان.  ولا يمكن لعاقل أن يتخيّل كيف يمكن لإنهاء لبنان أن يخدم القضية الفلسطينية عموماً وقطاع غزّة خصوصاً!

 وإذا سألتَ شخصاً يتم وصفه في لبنان بالمسؤول عن كل ذلك تجده يرفع يديه مستسلماً، طالباً منك أن تنقل شكواك إلى من يملك القرار، أي "حزب الله" وخلفه الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران!

 

هل ينجح بايدن في منع توسيع الحرب؟

أسعد عبود/النهار العربي/15 تشرين الأول/2023

منذ اندلاع الصراع بين "حماس" وإسرائيل، لجأت الولايات المتحدة إلى عدم حسم مسألة ما إذا كانت إيران ضالعة في التخطيط للهجوم على إسرائيل الذي وقع في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. المسؤولون الأميركيون على مختلف مستوياتهم يذكّرون بالدعم المزمن الذي تتلقاه "حماس" من طهران، لكنهم لا يجزمون بأن القادة الإيرانيين كانوا على دراية بتفصيل الهجوم أو توقيته. لكن بدا أن الولايات المتحدة مهتمة في الوقت نفسه بالبعث برسالة حازمة إلى إيران، تتضمن تحذيراً أميركياً واضحاً من مغبة إقدام طهران على خطوات غير محسوبة، كأن تنتهز الوضع الحالي من أجل توسيع رقعة النزاع، وإشغال إسرائيل بجبهات أخرى من أجل تخفيف الضغط عن غزة. وفي هذا السياق، توقف المسؤولون الأميركيون عند الصدامات التي جرت بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، واعتبروها مؤشراً مقلقاً على إمكان التمهيد لاشتعال واسع النطاق على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، الأمر الذي يعني توسيعاً للحرب وتحولها نزاعاً إقليمياً.

وعندما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن إرسال حاملة الطائرات الأميركية "جيرالد فورد" إلى شرق المتوسط، قال بوضوح إن هذا الإجراء هدفه توجيه رسالة "ردع" لأطراف ثالثة في المنطقة كي لا تدخل في الحرب بين "حماس" وإسرائيل. وكان المقصود بهذا الكلام إيران تحديداً.

وإذا ما عطفنا كلام المسؤولين الأميركيين حول عدم تأكدهم من وجود دليل إلى تورط إيران في هجوم "حماس"، يصير مفهوماً تلك المساحة المريحة التي تمنحها واشنطن لإيران، في مقابل امتناعها عن توسيع النزاع.

 لماذا؟

ببساطة، لأن اندلاع الحرب في الشرق الأوسط، صب في مصلحة إيران الرافضة للسياقات التي تمضي بها الأمور في المنطقة، لا سيما الدفع الأميركي نحو التطبيع بين السعودية وإسرائيل. مثل هذا التطور كان سيضع طهران في موقف حرج، ويقوّي أوراق منافسيها. ولذلك سواء كانت إيران على علم مسبق بهجوم "حماس" أم لم تكن، فإن الحرب التي تلته من شأنها التشويش على الخطط الأميركية في المنطقة. إذاً باتت أولوية واشنطن الآن مساعدة إسرائيل على ترميم قوة الردع الإسرائيلية، قبل الانتقال إلى البحث في المشاريع الأخرى. ومثل أي حرب في أي منطقة أخرى من العالم، من الطبيعي أنها سترسي وقائع جديدة، في الجغرافيا وفي السياسة. وحرب غزة تعيد الآن خلط الأوراق وتعيد ترتيب الأولويات، سواء بالنسبة إلى دول المنطقة أو بالنسبة للقوى الكبرى وفي مقدمها أميركا. وتوسيع الحرب لن يصب أبداً في مصلحة الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي كان يوجه كل طاقات الولايات المتحدة لإلحاق الهزيمة بروسيا في أوكرانيا واحتواء الصعود الصيني في المحيطين الهادئ والهندي.  وبذلك أضحت حرب غزة حدثاً طارئاً على جدول أعمال بايدن. وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن باقي الأجندات الأميركية تتراجع وتصبح ثانوية ولا تتقدم عليها أي قضية أخرى، سواء كانت أوكرانيا أو تايوان.  باتت إسرائيل هي ميدان الاختبار الأقوى لبايدن على أبواب الحملة للانتخابات الرئاسية، وهو لا يريد أن يقف الرئيس السابق دونالد ترامب له بالمرصاد، كي ينتقد أداءه في ما يتعلق بإسرائيل. ولذا، انتقلت واشنطن بكل ثقلها إلى الشرق الأوسط، عسكرياً وسياسياً، وباتت أوكرانيا في المرتبة الثانية. وأكثر من يشعر بثقل الأيام المقبلة هو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يشعر بحالة من عدم اليقين بالنسبة لمآل المساعدات الأميركية التي كانت تجمدت بسبب خلافات داخل الحزب الجمهوري، حتى قبل حرب غزة.  ويبقى السؤال: هل تنجح أميركا في مهمة منع توسع حرب غزة، من طريق تحذير إيران وإرسال التعزيزات العسكرية، أم أن الموقف قد يخرج عن السيطرة في منطقة ملتهبة؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

المطران عوده: مــا يَــحــصَــلُ فــي غــزة مــؤلــمٌ ومــرفــوض لــكــنَّ مــا يُــؤلِــمُــنــا أيــضــاً غِـــيــابُ الــمــوقــفِ الــلــبــنــانــيّ الــرســمــيّ الذي يشدد عــلــى ضــرورةِ إبــعــادِ لــبــنــانَ عَــن هــذا الــصــراع

وطنية/15 تشرين الأول 2023  

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى عظة قال فيها: " أَحِــبَّـــائـــي، تُــعَــيِّـــدُ كَــنــيــســتُــنــا الــمُــقَـــدَّسَـــةُ الــيَـــوْمَ لِــلآبـــاءِ الــثَّـــلاثــمِــئَـــةِ والــسَّــبْــعَــةِ والــسِّــتّــيـــنَ الــمُــجْــتَــمِــعــيــنَ فــي مَــديــنَـــةِ نِــيــقِــيَـــةَ خِـــلالَ الــمَــجْــمَــعِ الــمَــسْــكُــونِــيِّ الــسَّــابِـــعِ الَّـــذِي عُــقِـــدَ عـــام ٧٨٧، عــلــى عَــهْــدِ الإِمْــبَـــراطــور قــســطــنـطـيــن وأُمِّــهِ إيــريــنــي، لِــلــدِّفــاعِ عَــنْ عَــقــيــدَةِ إِكْــرامِ الأَيْــقــونــات. تُــعَـــدُّ حَــرْبُ الأَيْــقــونــاتِ، بَــيْــنَ الــقَــرْنَــيْــنِ الــثَّــامِــنِ والــتَّـــاسِــعِ، مِــنَ الأَزْمِــنَـــةِ الــمِــفْــصَــلِــيَّـةِ فــي تــاريــخِ الإِمْــبَــراطــورِيَّــةِ الــرُّومــانِــيَّــة، فــي الــقِــسْــمِ الــشَّــرْقِــيِّ مِــنْــهــا تَــحْــديــدًا. إِذا قَــرَأْنــا الــتَّـاريـخَ قَـــدْ نَــتَــسـاءَلُ عَـــنْ عَــلاقَــةِ مَــوْضُــوعٍ كَــنَــسِـــيٍّ إِيــمـــانِــيٍّ بِــمَــصــيـــرِ إِمْــبَـــراطــورِيَّــةٍ كــامِــلَـــة إذ كــادَ مَــوْضــوعُ إِكْــرامِ الأَيْــقــونــاتِ يُـــؤَدِّي إلـــى نُــشـــوبِ حُـــروبٍ أَهْــلِــيَّـــةٍ وانْــقِــســامِ الإِمْــبَـــراطــورِيَّــةِ الــعَــظــيــمَــة. كــانَــت الــمَــســيــحِــيَّـــةُ الـــدِّيــانَـــةَ الـــرَّسْــمِــيَّـــةَ لِــلإِمْــبَـــراطُــورِيَّــةِ الــرُّومــانِــيَّــة، وقـد شَــكَّــلَ إِكْــرامُ الأَيْــقــونــاتِ جُــزْءًا كَــبــيــرًا مِــنَ الــحَــيــاةِ الــلِّــيــتــورْجِــيَّــةِ فــيـهــا. لَــمْ يَــكُــنْ هُــنـاكَ تَــفــريــقٌ بَــيْـــنَ الــحَــيــاةِ الــكَــنَــسِــيَّــةِ والــحَــيــاةِ الــمَـــدَنِــيَّــةِ حِــيــنَــهـــا، وكــانَ كُــلُّ مــا يُــؤَثِّــرُ عــلــى انْــتِــظــامِ حَــيــاةِ الــكَــنِــيــسَــةِ يُــهَــدِّدُ وِحْــدَةَ الإِمْــبَــراطُــورِيَّــة. كــانَ هَــذا سَــبَــبًــا أَســاسِــيًّــا فــي انْــعِــقــادِ كُــلِّ الــمَــجــامِــعِ الــمَــسْــكــونِــيَّــةِ لِــتَــحْــديــدِ مَــوْقِــفِ الــكَــنِـيــسَــةِ مِــنْ أُمــورٍ عَــقــائِــدِيَّــةٍ قَــدْ تُــهَـــدِّدُ الــسَّــلامَ الــدَّاخِــلِــيَّ فــي الــكَــنــيــسَــة، وبــالــتــالــي الــسِّــلْــمَ الأَهْــلِــيَّ فــي رُبــوعِ الإِمْــبَــراطُــورِيَّــة. حَــرْبُ الأَيْــقــونــاتِ هَــدَّدَتْ وُجــودَ الإِمْــبَــراطُــورِيَّــةِ الــرُّومــانِــيَّــةِ بِــسَــبَــبِ الإنْــقِــســامِ حَــوْلَ تَــكْـــريــمِ الأَيْــقــونــاتِ، مـا اسـتَـدعـى عَــقْــدَ مَــجْــمَــعٍ مَــسْــكُــونِــيٍّ لِــحَــلِّ الــنِّــزاع. اسْــتَــنَــدَ مُــحـــارِبُــو الأَيْــقــونــاتِ إلــى عِــدَّةِ أفــكــارٍ دِفــاعًــا عَــنْ مَــوْقِــفِــهِـم الـرَّافِــضِ لإِكْــرامِــهــا. اسْـتَــشْــهَــدوا أَوَّلًا بِــآيَــةٍ مِــنْ سِــفْــرِ الــخُــروجِ تُــحَــظِّــرُ رَسْــمَ الأَيْــقــونــاتِ: «لا تَــصْــنَــعْ لَــكَ تِــمْــثــالًا مَــنْــحُــوتًــا ولا صُــورَةً مِــمَّــا فـي الــسَّــمـاءِ مِـنْ فَــوْق ومـا فـي الأَرْضِ مِــنْ تَــحْــت ومــا فــي الــمــاءِ مِــنْ تَــحْــتِ الأَرْض. لا تَــسْــجُــدْ لَــهُـــنَّ ولا تَــعْــبُـــدْهُــنَّ» (خــر 20: 4-5). جــاءَ الـــرَّدُّ الــمــســتــقــيــمُ الـــرَّأي مِــنَ الــسِّــفْـرِ عَــيْــنِــهِ حَــيْــثُ أَمَــرَ الــرَّبُّ مــوســى الــنَّــبِــيَّ بِــنَــحْــتِ صُــوَرٍ وتَــمــاثــيــلَ قـائـلاً لـه: «تَــصْــنَــعُ كَــرُوبَــيْــنِ مِــنْ ذَهَــبٍ. صُــنْــعَــةَ خِــراطَــةٍ تَــصْــنَــعُــهُــمــا عــلــى طَــرَفَــيّ الــغِــطــاء» (خــر 25: 18)، فــي حَــديــثٍ عَــنْ شَــكْــلِ تــابـــوتِ الــعَــهْـــدِ الَّــذي يَــحــوي لَــوْحَــي الــوَصــايــا".

وتابع: "بِــمـا أَنَّ «اللهَ لَـمْ يَــرَهُ أَحَــدٌ قَــطّ» (يـو 1: 18)، وهُــوَ غَــيْـــرُ مَــحْــدودٍ، اعْــتَــبَــرَ مُــحـــارِبُــو الأَيْــقــونــاتِ أنّــه لا يُــمْــكِــنُ لأَيِّ إِنْــســـانٍ أَنْ يَــتَــصَـــوَّرَهُ لِــيَــنْــقُــلَ لَــنــا صُــورَتَــهُ. وبِــمــا أَنَّ الــرَّبَّ يَــســوعَ هُــوَ إِلَــهٌ تــامٌّ وإِنْــســانٌ تــامّ، لا يُــمْــكِــنُ أَنْ نُــصَــوِّرَ هَــذِهِ الأُلــوهَــةَ بِــأَيِّ شَــكْــل. كــانَ الـــرَّدُّ الــمُــسْــتَــقــيــمُ أَيْــضًــا مِــنْ خِـــلالِ تَــعــالِــيــمِ آبــاءِ الــكَــنــيــسَــة، خُــصــوصًــا الــقِـــدِّيــسِ يُــوحَــنَّـــا الــدِّمَــشْــقِـــيِّ الَّــذي قــالَ إِنَّ تَــجَــسُّــدَ الــمَــســيــحِ واتِّــخــاذَهُ الــجَــسَــدَ الــبَــشَـــرِيَّ سَــمَــحَ لِــلــبَــشَــرِ أَنْ يَــتَــصَــوَّرُوهُ، وهَــكَــذا رَسَــمــوا أَيْــقــونــاتٍ تُــجَــسِّــدُ الــمَــســيــحَ الــتَّــاريــخِــيَّ والأَحْــداثَ الــخَـــلاصِــيَّــةَ الَّــتــي عــاشَــهـا. بِــالــنِّــسْــبَــةِ إلـى الــكَــنــيــسَــة، تُــعَـــبِّـــرُ الأَيْــقـــونــاتُ عَــنْ دَلــيــلٍ مَــحْــســوسٍ عــلــى أَنَّ ابْــنَ اللهِ تَــنــازَلَ إلــى الــعــالَــمِ وتَــجَــسَّــدَ ومــاتَ عــلــى الــصَّــلــيــبِ، وقــامَ مِــنْ بَــيْــنِ الأَمْــواتِ وصَــعِـــدَ إلـى الـسَّــماواتِ لِـخَلاصِ جِـنْـسِ الـبَــشَــر. إِعْــتَـــرَضَ الــمُــحـــارِبــونَ عــلـــى الإِكْـــرامِ الَّـــذي كــان الــمُــؤْمِـنـــونَ يُــقَــدِّمــونَــهُ لِــلأَيْــقـونـاتِ مِــنْ سُــجـــودٍ أَمــامَــهــا وتَــقْــبــيــلِــهــا وإِضــاءَةِ شُــمــوعٍ، الأَمْــرُ الَّــذي بَــدا لِــغَــيْـــرِ الــمُـــؤْمِــنــيـــنَ سُــجـــودًا لِـــلأَيْــقـــونــاتِ كَــمـــادَّةٍ بِــذاتِــهـــا عِــوَضَ الــسُّــجـــودِ لِــلــخــالِــق. اعْــتَــمَــدَ الــمَـجْـمَـعُ الــسَّــابِــعُ، فــي هَــذِهِ الــمَــسْــأَلَــةِ أَيْــضًــا، عــلــى تَــعـــالِــيـــمِ الــقِــدِّيــسِ يُــوحَــنَّــا الـــدِّمَــشْــقِـــيِّ الــقـــائِــلِ إنَّ تَّــكْــريــمَ الأَيْـقــونــاتِ والـسُّـجــودَ لَــهــا هو تَـكـريـمٌ لـلـــمــُصَــوَّرِ فِــيــهـــا، والــمَــســيــحِــيُّــونَ لا يُــكَـــرِّمــونَ الــمــادَّةَ، بَــلْ مَـنْ رُسِـمَ عـلـيـهـا. حَــرْبُ الأَيْــقــونــاتِ مَــرْحَــلَــتـان: الأُولــى إلــى حِــيــنِ انْــعِــقــادِ الــمَــجْــمَــعِ الــمَــسْــكُــونِــيِّ الــسَّــابِــع، والــثَّــانِــيَــةُ فــي أَيّــامِ الإِمْــبَـــراطـــورِ لاوُن الــخــامِــس الَّــذي عــاوَدَ شَـــنَّ حَــرْبٍ عــلــى الأَيْــقــونــات. فــي هَــذِهِ الــمَــرْحَــلَــةِ، انْــبَــرَى الــقِـــدِّيــسُ ثــيـــودوروس الاسْــتــودِيــتِــيُّ لِــلــدِّفــاعِ عَــن الأَيْــقــونــاتِ تــارِكًــا لَــنــا لاهــوتًــا عَــظِــيــمًــا فــي هَــذا الــشَّــأْن. بَــعْــدَ مَــوتِ لاوُن مُــحــارِبِ الأَيــقــونــات، واسْــتِــلامِ الإِمْــبــراطــورَةِ ثــيــودورة الــحُــكْــمَ، عَــيَّــنَــتْ مِــيــثــوديــوسَ الأَوَّل بَــطْـــرِيَـــرْكًــا عــلــى الــقِــسْــطَــنْــطِــيــنِــيَّــة، فَــثَــبَّــتَ عَــقِــيـــدَةَ تَــكْــريـــمِ الأَيْــقـــونـــاتِ، وانـتـهـتْ الــحَـــرْبُ عَــلَــيْــهــا رَسْــمِــيًّــا، فَـــأُقــيــمَ احْــتِــفــالٌ عَــسْــكَــرِيٌّ تَــخْــلِــيــدًا لِــذِكْــرَى الانْــتِــصــارِ عــلـــى مُــحـــارِبـــي الأَيْــقــونــاتِ، ورَفَــعَ كُـــلُّ الــمَــسِــيــحــيِّــيـــنَ أَيْــقـــونـــاتِــهِـــم وســـاروا فـــي كُـــلِّ أَنْــحـــاءِ الــعـــاصِــمَـــة. عُـــرِفَ هَــذا الاحْــتِــفـــالُ بِـــانْــتِــصــارِ الأُرْثــوذُكْــسِــيَّــة، ولا نَـــزالُ نُــعَــيِّــدُ لَـــهُ فـــي الأَحَـــدِ الأَوَّلِ مِـــنَ الــصَّـــوْمِ الــكَــبِــيـــرِ الــمُــقَـــدَّس".

اضاف: "يـــا أَحِــبَّـــة، سَــمِــعْــنـــا فـــي رِســـالَـــةِ الــيَـــوم قَـــوْلَ الـــرَّســـولِ بـــولُـــسَ إلـــى تِــلْــمــيـــذِهِ تــيــطُـــس: «صـــادِقـــةٌ هِـــيَ الــكَـــلِــمَـــةُ وإِيَّـــاهـــا أُريـــدُ أَنْ تُــقَـــرِّرَ حَــتَّـــى يَــهْــتَـــمَّ الَّـــذيـــنَ آمَــنـــوا بِـــاللهِ فـــي الــقِــيـــامِ بِـــالأَعْــمـــالِ الــحَــسَــنَـــة... أَمَّـــا الــمُــبـــاحَــثـــاتُ الــهَـــذَيـــانِــيَّـــةُ والأَنْــســـابُ والــخُــصـــومـــاتُ والــمُــمـــاحَــكـــاتُ الــنَّـــامـــوسِــيَّـــةُ فَـــاجْــتَــنِــبْــهـــا فَـــإِنَّــهـــا غَــيْـــرُ نـــافِــعَـــةٍ وبـــاطِــلَـــةٌ». هَـــذِه الـــوَصِــيَّـــةُ اتَّــبَــعَــهـا الآبـــاءُ الــقِـــدِّيــســـونَ فـــي عَــمَــلِــهِـــم الــكَــنَــسِـــيّ، فــنَــقَــلـــوا إلـــى الــنَّـــاسِ الــكَــلِــمَـــةَ الإِلَــهِــيَّـــةَ الــحَــقــيــقــيَّـــةَ، إِلَّا أَنَّــهُـــم لَـــمْ يَــعِــظـــوا فَــقَـــط بَـــلْ عَــمِــلـــوا بِــهَـــدْيِ الــكَــلِــمَـــةِ فَـــأَصــبَــحـــوا مَــنـــاراتٍ لا نَـــزالُ نَــهْــتَـــدي بِــهـــا. لَــقَــدْ عَــمِــلُــوا عــلــى إِرْســاءِ إِيــمــانٍ قَــويــمٍ، فــيـمـا نَــرى في هَــذِهِ الأَيَّــامِ مَــســيــحِــيِّــيــنَ يَــنْــجَـــرُّونَ وَراءَ أُمــورٍ بَــعــيـــدَةٍ عَــنِ الإيــمــانِ ولا تَــمُــتُّ إِلـى عــقــيــدةِ الــكَــنــيــسَــةِ بِــصِــلَــة، بَــل إلــى مُــعْــتَــقَــداتٍ وَثَــنِــيَّــةٍ يُــقَـــدِّمُــهــا عــارِضــوهــا عــلــى أَنَّــهــا أَدَواتٌ وطُــرُقٌ لإِراحَــةِ الــنَّــفْــسِ والــعَــقْـــلِ مِــنَ ثِــقَــلِ الــهُــمـــومِ الــمَــعــيــشِــيَّــةِ والــنَّــفــسِــيَّــةِ والــرُّوحِــيَّــة. لَــقَـــد ازْدادَ لَــدى الــنَّــاسِ، فـــي زَمَــنِــنــا، عِــشْـــقُ الــمُــبـــاحَــثـــاتِ الــهَـــذَيـــانِــيَّـــةِ والــخُــصـــومـــاتِ والــمُــمـــاحَــكـــاتِ، بِــسَــبَـــبِ إهـــمـالِ الإيــمــانِ الــحَـــقِّ، إضــافَــةً إلــى الانْــحِــطـــاطِ فــي الـتَّـرْبِـيَـةِ والـتَـدَنّـي الأَخْـلاقِـيِّ ومَـــرَضِ وَســـائِـــلِ الــتَّـــواصُـــلِ الاجْــتِــمـــاعِـــيِّ الَّــتـــي، عــوضَ تَــقــريــبِ الــبَــشَـــرِ نَــجِـــدُهـــا تُــفَـــرِّقُــهُـــم بِــسَــبَـــبِ الــتَّــنَــمُّـــرِ والآراءِ الــحـــاقِـــدَةِ والأخــبــارِ الــكــاذبــةِ والـشَّــتــائِــمِ الــمُــتَــبـــادَلَـــةِ، عَـــدا عَـــنِ الــمُــحْــتَـــوى غَــيْـــرِ الــنَّـــافِـــعِ، الَّـــذي وَصَـــلَ بِـــالإِنــســـانِ أَحــيـــانًـــا إلـــى الــتَّــخَــلِّـــي عَـــنْ إِنْــســـانِــيَّــتِـــهِ وإيمانِهِ وصـــورَتِـــهِ الإِلَــهِــيَّـــةِ الَّــتـــي خَــلَــقَـــهُ اللهُ عَــلَــيــهـــا، فَــقَـــطْ مِـــنْ أَجْـــلِ كَــسْـــبٍ مـــادِّيٍّ أو تـرْويـجِ أفـكـارٍ لِـغـايـاتٍ كـثـيـرة. وفـي الـحـديـثِ عَــن الإنـسـانــيّــةِ نــؤكِّــدُ أنَّ مــا يَــحــصَــلُ فــي غــزة مــؤلــمٌ ومــرفــوض. إنّـهــا جــريــمــةٌ ضِــدَّ شــعــبٍ ذنــبُــه الــوحــيــدُ أنّــه يَـــتَـــشَـــبَّـــثُ بــأرضِــه ويُــدافــعُ عــن تــاريــخِــه. والـمــؤلِــمُ أكــثــرَ أنَّ ضــمــائــرَ قــادةِ الــعــالــمِ نــائــمــةٌ، وهــم يَــكــيــلــون بــمــكــيــالَــيْــن، والـعـدالـةُ غـائـبـة. فــفــيــمــا تُــســتَـــبــاحُ حـــقـــوقُ الــشــعـــبِ الــفــلــســطــيــنــيّ مــنــذُ عــقــود، ويُــقــتَــلُ هــذا الــشــعــبُ دونَ رحــمــةٍ، يُــعْـــتَـــبَـــرُ رَفْــضُـه الــظُــلــمَ اللاحِــقَ بـه جــريــمــةً، فــيــمــا الــجــريــمــةُ الــكــبــرى هــي انــتــهــاكُ حُــقــوقِــه والــمُــقَــدَّسـاتِ وسَــلْــبُ أرضِــه ومَــنْــعُـــه مِـــنَ الــعَـــيــشِ فــي وطــنِــه. الــكــنــيــســةُ تــقِــفُ دائــمــاً ضِــدَّ الــعُـــنــفِ وضِــدَّ الـحــربِ لــكــنَّـهــا تَــرفــضُ الــظُـــلــمَ لذا، أمــلُــنــا أن تَــهُـــزَّ هـذه الــكــارثــةُ ضــمــائــرَ قــادةِ الــعــالـمِ فــيُــدركــوا ضــرورةَ وَقْــفِ الـقِـتـالِ وإيــجــادِ حــلٍّ عــادلٍ لــهــذه الــقـــضــيــة، لأنْ لا ســلامَ حـيـثُ يـوجَــدُ ظُــلــمٌ، والأبـريـاءُ وحـدَهـم يَـدفـعـون الـثـمـنَ دائـمـاً، مع الصـحـافـيـيـن الـذيـن يُـسْـكَــتــون كي لا يُــظــهِــروا الـحـقـيـقـة". 

وختم عوده: "لــكــنَّ مــا يُــؤلِــمُــنــا أيــضــاً غِـــيــابُ الــمــوقــفِ الــلــبــنــانــيّ الــرســمــيّ الـمـوَحَّـد، وعَــدَمُ الــتَـشـديـدِ عــلــى ضــرورةِ إبــعــادِ لــبــنــانَ عَــن هــذا الــصــراع. لــبــنــانُ الــذي تَــحَــمَّــلَ وحـدَه فـي الـمـاضـي تَــبِـعــاتِ هذا الـصـراعِ ودَفَـعَ أثـمـانـاً بـاهـظـةً، يَــمــرُّ بــأســوأِ الأوضــاعِ وأصـعَــبِـهـا، وهـو غـيـرُ قـادِرٍ عـلـى دَفْـعِ أثــمـانٍ إضـافـيـةٍ هـو عـاجِـزٌ عـن دَفْــعِــهـا، وهــو بِــغِـــنــىً عــن الــتَــوَرُّطِ فــي نِــزاعٍ ســوف يــنــعــكــسُ جــحــيــمــاً عــلــى شــعـــبِــه ومـا تَــبَــقّــى مِـن مــؤســســاتِــه. دُعــاؤنــا أنْ يــرنــو الــجــمــيــعُ إلــى الــمــصــلــحــةِ الــوطــنــيــة، مــصــلــحــةِ لــبــنــان والــلـبــنــانــيــيــن الــذيــن ثَـــقُـــلَــتْ أحــمــالُــهــم، وهــم بــحــاجــةٍ مــاسّــةٍ إلــى مَــنْ يَــضَــعُ مــصــلــحــتَــهــم فــوقَ كــلِّ مــصــلــحــة، وأن يُــحِــلَّ اللهُ سـلامَـه وعَــدْلَـه فـي هـذه الـمـنـطـقـةِ وفـي لـبـنـان كـي يـعـيـشَ الإنـسـانُ فـيـهــمـا بـحـريّـةٍ وكـرامـة، آمــيــن".

 

جنبلاط بعد لقائه بري: نتمنى طبعا ان يبقى لبنان خارج هذه الدائرة الا اذا اصر العدو الإسرائيلي على الإعتداء

وطنية/15 تشرين الأول 2023  

استقبل رئيس مجلس النواب الإستاذ نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، في حضور رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي، وجرى عرض الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والامنية في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على قطاع غزة. بعد اللقاء، قال النائب السابق وليد جنبلاط: "لقد بحثت مع الرئيس نبيه بري في التطورات الجارية، ونتمنى طبعا ان يبقى لبنان خارج هذه الدائرة، الا اذا اصر العدو الاسرائيلي على الاعتداء، سياستنا في الاساس كانت عدم الاعتداء، لكن نلاحظ الاعتداء وراء الاعتداء في كل يوم من قبل إسرائيل". واضاف: "ان ما يجري رهيب، ينسى البعض القضية الاساس، وينسى البعض المشروع الاساس الذي جميع العرب وتقريبا كل العالم وافق عليه نظريا، وهو حل الدولتين" . وختم جنبلاط: "سأنشر تغريدة لوزير خارجية فرنسا السابق دومنيك دوفيلبان، هو طبعا متعاطف مع اسرائيل، لكن طبعا يذكر في القضية الاساس وهي واقع غزة تحت الضرب منذ ٢٠٠٦ حتى عام ٢٠٢١ حرب وراء حرب، جميل ان نستمع الى دوفيلبان وان يخرج في فرنسا رجال آخرون يعيدون تصويب الأمور لهذا الجو المشحون إعلاميا وسياسياً من اميركا الى فرنسا الى كل العالم حتى في الهند خرجت تظاهرة بسيطة، فأين الهند التي كانت مع العالم الثالث واين اصبحت؟

 

"حزب الله" شيع الشهيد علاء الدين في سحمر

ايهاب حمادة: النصر قاب قوسين او ادنى

وطنية - راشيا /15 تشرين الأول 2023

 شيع "حزب الله" في بلدة سحمر وجماهير المقاومة جثمان الشهيد علي يوسف علاء الدين. وقدمت الحشود التي استقبلت النعش من بلدات البقاع الغربي والأوسط وراشيا، تقدمهم عضوا كتلة "الوفاء للمقاومة" النائبان علي فياض وإيهاب حمادة وعضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قبلان قبلان ومسؤول "حزب الله" في منطقة جبل عامل الثانية علي ضعون ولفيف من العلماء وفاعليات وأهالي المنطقة. وقال شقيق الشهيد: "نعاهدك يا والدي ويا أخي أن نسير على هذا الدرب وأن نحفظ الوصية بعيوننا، المقاومة الإسلامية خط أحمر وسلاح شهدائنا خط أحمر، نحفظه بدمائنا". وتقدم موكب التشييع  الفرق الموسيقية التابعة لكشافة الإمام المهدي، وحُمل النعش على أكف رفاق الدرب وثلة من المجاهدين لتجوب مسيرة حاشدة شوارع البلدة باتجاه الساحة العامة، وقد رفعت الأعلام الفلسطينية إلى جانب العلم اللبناني والمقاومة. وأكد النائب حمادة أن "الرد من المقاومة سيكون بدل الصاع صاعين". وقال: "إن هذه الأمة التي يكون فيها الآباء شهداء والأبناء شهداء وما نراه على مستوى الساحة الفلسطينية في غزة، لا يمكن لأحد أن يهزمها. إن النصر قاب قوسين أو أدنى، فإن إسرائيل سقطت كما أسس سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي، وهي أيضا وأيضا أوهن من بيت العنكبوت". بعدها، أدى إمام البلدة القاضي الشيخ أسد الله الحرشي الصلاة على الجثمان الطاهر، ليوارى بعدها في ثرى جبانة البلدة.

 

جعجع في العشاء السنوي لمنسقية زحلة في "القوات": أطراف الحكومة يحسنون جيدا ترامي التهم والتيار لا يتذكر حقوق المسيحيين إلا عندما يكون لديه مطلب أو مكسب

وطنية /15 تشرين الأول 2023

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الأوضاع الراهنة صعبة جدا ومرشحة، وللأسف، إلى التطور أكثر وأكثر وتأخذ أبعادا أكثر مما كان متوقعا". وقال: "بعيدا من التوصيفات التي نسمعها عن أسباب ما نشهده اليوم ، نحن معرضون في كل لحظة لتفجر الأوضاع في المنطقة،  في حال لم يتم إيجاد حل ل"القضية الفلسطينية "وهذه مسلمة ثابتة، وإذا انتهت المحنة الحالية على خير، إن شاء الله، فعلى المجموعة الدولية والأمم المتحدة المباشرة فورا في إيجاد حل للقضية الفلسطينية حتى لا تتأزم مجددا الأوضاع،  إن لم يكن بعد شهر فبعد 6 أشهر أو سنة أو ثلاث أو خمس سنوات".

وأوضح "أن حل هذه القضية وحيد ومعروف، ويتمثل بالحل العربي "حل الدولتين" المنبثق عن القمة العربية في بيروت في العام 2002، وكان مسار الحل بين الأطراف الإسرائيلية والفلسطينية قد وصل إلى مرحلة متقدمة". ولفت إلى أننا "في بعض الأحيان نقوم كشعب بمساعدة المسؤولين في بلادنا في تحييد أنفسهم ونسيان أنهم في موقع المسؤولية، صحيح أن الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال لكن من المفترض أن تقوم بواجباتها ، ففي ظل ظرف الحرب الذي نعيشه حاليا، لديها الحق دستوريا في الإنعقاد كل 5 دقائق إن احتاج الأمر واتخاذ كل القرارات الموجبة. لكن هذه الحكومة غير موجودة، كما لا يجوز أن تجتمع بالشكل الذي اجتمعت فيه البارحة، حيث جل ما قامت به هو مجرد الكلام وتحليل الأوضاع لينتهي الإجتماع على ما بدأ عليه".

وقال: "الحكومة مكونة من "محور الممانعة الشهير" و"التيار الوطني الحر"، وأطرافها يحسنون جيدا ترامي التهم، فـ"التيار لا يتذكر حقوق المسيحيين إلا عندما يكون لديه مطلب أو مكسب أما إن انتفى هذا الأخير فعندها لا حقوق لأحد ولا حتى اللبنانيين، وفي هذا السياق أود أن أسأل: عن أي حقوق مسيحيين يتكلمون؟ أوليس المسيحيون معرضون للخطر اليوم شأنهم شأن بقية اللبنانيين؟".

وأشار إلى أنه "بذريعة حقوق المسيحيين من جهة، وذرائع أخرى من جهة أخرى يبقى الشعب اللبناني اليوم من دون حكومة، فهؤلاء شكلوا أصلا هذه الحكومة لكي يتقاسموا السلطة حيث ينال كل طرف منهم حصته ليتصرف ويتنعم بها ، أما شؤون الناس فتبقى في المجهول". وقال: "الشعب اللبناني برمته وجميع المواطنين يشعرون اليوم أن مصيرهم في المجهول وفريق الممانعة يعطل انتخابات رئاسة الجمهورية في حين أن حكومة تصريف الأعمال المؤلفة من أطراف هذا الفريق لا تهز ساكنا ولو أنه من واجبها التصرف وفقا للدستور".

كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي الذي أقامته منسقية زحلة في حزب "القوات اللبنانية"، في المقر العام للحزب في معراب برعاية رئيس "القوات" وحضور عقيلته النائبة ستريدا جعجع، النائبان جورح عقيص والياس اسطفان، النائب السابق طوني أبو خاطر، الأمين العام للحزب اميل مكرزل، الفائز بالتزكية بعضوية الهيئة التنفيذية ميشيل التنوري، منسق منطقة زحلة ميشال فتوش، وحشد من الفاعليات الحزبية والإقتصادية والفنية. بعد أن رحب جعجع باسم عقيلته النائبة ستريدا وباسمه بالحضور في معراب، قال: "صراحة كنت أعتزم عدم الترحيب بكم في معراب لأنني أعتبر أنكم أنتم أهل الدار، تماما كما أشعر عندما أزور زحلة بأنني من أهلها ".فتحية من القلب إلى الحضور فردا فردا على ما قاموا به في السابق ويقومون به في الوقت الراهن لخدمة الناس. حزبنا يقف على رجليه اليوم بفضلكم وبفضل الكثيرين من أمثالكم، لأن القوات ،وخلاف لما يعتقد البعض، لا تمولها دول وإنما تقوم بتمويل نفسها بنفسها وأنتم ومن مثلكم هم مصدر هذا التمويل ولهذا السبب كنا وسنبقى أحرارا حتى النهاية إن شاء الله".

وتوقف رئيس القوات عند تساؤلات البعض حول ما  فعل لهم نواب زحلة، فاعتبر أن "هذا التساؤل من أساسه خاطئ، فبدل أن يسأل هذا البعض "ماذا فعل لنا نواب زحلة" يجب أن يسأل حقيقة "ماذا فعلت لنا "القوات"، باعتبار أن نواب زحلة هم نواب "القوات اللبنانية" ويقومون بتمثيل زحلة، وما يقومون به هو ما تقوم به "القوات" ككل، فزحلة يمثلها إثنان من أنشط نوابنا، يساهمان بشكل كامل بكل ما تقوم به "القوات"، وفي هذا الإطار يهمني أن أسأل هؤلاء هل تخيلوا يوما الجفرافيا السياسية الراهنة في البلاد من دون "القوات اللبنانية"، وماذا كان ليتبقى!؟ صحيح أن "الحجر بمطرحه قنطار" ولكن عندما يكون الحجر في مكانه لا ينتبه له أحد ويظن الناس أن الأمور "هادية هيك لحالها"، في حين أن الحقيقة هي أنه لو لم تكن "القوات" موجودة في الوقت الراهن لما كنت لأعرف أي لبنان كان ليبقى وأي زحلة كانت لتبقى، وأي بشري وأي أشرفية وأي دير أحمر وأي جبيل وأي كسروان كانت لتبقى".

واستطرد: "الكلمة المفتاح في إطار العمل السياسي هي قدرتك  على التأثير في مصير البلاد، إلا أن البعض في زحلة ، وحتى يومنا هذا،  يسألون "أين قرار زحلة؟"، قرار زحلة في لبنان، فمن دون لبنان لا يمكن أن يكون هناك وجود لزحلة، وإذا  أردتهم أن يكون لزحلة قرار ،  عليكم المشاركة  بشكل أكبر وأعمق في الحياة السياسية الوطنية، أما إذا كان المقصود بقرار زحلة هو أي شارع يجب أن تقوم البلدية بتعبيده فهذا لا إختلاف عليه أبدا ويبقى في زحلة، ولكن إن سألنا اليوم عن قرار زحله بالمعنى الكبير والوطني ،نجد أن قرارها الفعلي عند ميشال فتوش والياس اسطفان وجورج عقيص ، والسبب أنهم يساهمون فعلا في بناء وطن، أما مسألة نجاحهم في مسعاهم منوطة بمقدار الثقة التي يمنحهم إياها الناس، لقد أعطانا الناس مشكورين 19 نائبا ونحن نعمل على قدر هذا الحجم وأكثر أيضا ولكن لو منحونا 36 نائبا لكان الوضع اليوم  مختلفا وفي مكان آخر".

وإذ شدد على "وجوب البدء بالعمل على توعية المواطنين ولا سيما أننا بحاجة لكل فرد من هذا المجتمع الذي لا نعتبر أي فرد منه  عدوا أو خصما لنا ، رأى جعجع أن "على الجميع معرفة أن مدى عمل النائب والوزير هو المدى الوطني السياسي وليس ابدا الخدمات الإجتماعية الصغيرة. لذا ولأختم الجواب على "ماذا فعل نواب زحلة" أقول إنهما بالإضافة إلى ما يقومان به وطنيا فهما بالمعنى التقليدي لم يقصرا أبدا وأنجزا أكثر من أي شخص آخر". واعتبر أن "زحلة كانت دائما  السباقة"، وأوضح أن " الجميع يعي مدى حبي لمناطق لبنانية عديدة وأجتمع مع مختلفها ، ولكنني لم أجد منطقة لبنانية تتمتع بمقدار من الوعي السياسي الموجود في زحلة، ولكن رغم ذلك ، علينا الإستمرار في العمل حتى النهاية. وفي هذا الإطار أود أن أوجه تحية من القلب لمدينة زحلة، لأنها مدينة مقاومة بكل ما للكلمة من معنى، فنحن لدينا أكبر زخم عرفه لبنان في تاريخه ولهذا السبب نتصرف على هذا الأساس وسنستمر بذلك إلى أبد الآبدين آمين".

عقيص

من جهته، ألقى عقيص كلمة، استهلها بالتوجه لرئيس "القوات" بالقول: "أفتخر بأنني أمضيت السنوات الست المنصرمة أعمل معك عن قرب وبشكل يومي، ولا يزال أمامنا قرابة العامين ونيف إن شاء الله، لذلك أنا في هذه الليلة بين أحبابي وأهلي ورفاقي في زحلة سأحجم عن الكلام في السياسة وسأترك هذا الشق لحضرتك، إلا أنني أود وأحب الكلام اليوم عن سمير جعجع الإنسان، فكثير من الناس يعرفون سمير جعجع القائد العسكري المتميز، المعتقل السياسي المتمرد، واليوم نحن في ذكرى 13 تشرين وشتان ما بين 13 تشرين و21 نيسان، كثير من الناس يعرفون سمير جعجع الزعيم السياسي الذي يقود السفينة اليوم في أصعب مرحلة في تاريخ لبنان، إلا أن قلة من الناس يعرفون سمير جعجع الإنسان، سمير جعجع الإنسان اللائق ولكن الحازم، سمير جعجع الإنسان الجدي ولكن الذي يقدر ويحب أي نكتة في وقتها ومحلها، سمير جعحع الإنسان المتواضع ولكن الذي تواضعه لا يخسره اي شيء من المهابة والإحترام، سمير جعجع الإنساني الديمقراطي، نعم الديمقراطي، الذي ليس هناك من قرار يتخذه حزب "القوات اللبنانية" من دون أن يتشاور به مع كل رفاقه، نواب، كوادر، طلاب، كبير وصغير، وحتى لو كنت لست من مؤيدي القرار المتخذ في بادئ الأمر فلدى سمير جعجع ما يكفي من حجج الإقناع لكي تصبح أنت من أول المدافعين عن قرار الحزب، سمير جعجع الوفي لرفاقه والصابر بإيمان على قلة الوفاء وما أكثر قليلي الوفاء في مسيرتنا يا "حكيم"، وللأسف، في زحلة وخارجها. بهذا المعنى سمير جعجع ليس كتلة من التناقضات وإنما كتلة من التوازنات التي أبقته حتى يومنا هذا في المكانة نفسها في قلوب محبيه، والتي لا تزال تبقيه على نفس الوتيرة من التعب من العام 2005 حتى يومنا هذا وما قبل الـ2005 بطبيعة الحال، والتي والأهم لا تزال تبقيه صامدا في وجه الريح لا يلوي ولا "يزيح".

وتابع: "لا أعرف إلى أي مدى يمكن لشخص يعيش في الخارج في بلد محترم ولديه منصب محترم أن يقبل الترشح إلى النيابة إذا ما كان عارفا أنه ستواجهه كل الكوارث التي مرت علينا في الدورة الماضية، من جائحة "كورونا، مرورا بالإنهيار الإقتصادي وسرقة ودائع الناس وصولا إلى انفجار مرفأ بيروت. لم نكن على علم بحصول كل هذه الكوارث فترشحنا في العام 2018، ولكن الغريب هو أن يعيد الكرة في الـ2022 من سبق له أن ترشح في الـ2018 وواجهته كل الكوارث المذكورة، والسبب في ذلك بسيط جدا وهو أن سمير جعجع يعطيك متعة مواجهة كل هذه التحديات ويعطيك الدعم والثقة، وبما أن الشيء بالشيء يذكر وبما أننا ذكرنا الثقة، أود أن أؤكد لكم أنه من الصعب جدا أن تكتسب ثقة سمير جعجع ولكن "نيالك عنجد نيالك" إذا ما تمكنت من اكتسابها".

أضاف: "ترشحنا في أصعب ظرف صحيح، ولكننا ترشحنا وأتينا إلى السياسة لنصحح وليس لنخرب، أتينا لنكون مع الناس وبقينا مع الناس، قمنا بكل ما كان بالإمكان القيام به، كل المتاح باستثناء أن نحمل السلاح، وأنا لا أريد اليوم تعداد الإنجازات السياسية والوطنية والتشريعية فهذا الأمر ليس وقته الليلة وانشاء الله سيأتي وقته قريبا، ولكنني أود أن أؤكد واسمحوا لي بذلك، أنني كان لدي الشرف أن أمثل الناس مع زملائنا في تكتل "الجمهورية القوية" في وقت كانت فيه الناس تمر في ضائقة، فتمثيل الناس في زمن الإنهيار والقلة والعوز أشرف وأنبل وأسمى من تمثيلهم في وقت البحبوحة، كما كان لي الشرف في أن أمثل حزب "القوات اللبنانية" في منطقة أعطت "القوات" جزءا من صورتها المقاومة. نعم، لزحلة فضل على "القوات البنانية" في بلورة شخصيتها وصورتها السياسية كتنظيم وكحزب، وكما اتكلت زحلة على "القوات اللبنانية" في زمن الحرب عرفت كيف ترد الجميل وصوتت "قوات لبنانية" في الـ2009 والـ2018 والـ2022، وان شاء الله ستعيد الكرة في الـ2026 وما بعد بعد الـ2026. وبكل راحة ضمير يمكننا أن نقول أنه بقدر ما ساهمت "القوات" في صناعة مجد زحلة، فزحلة ساهمت في صناعة مجد "القوات".

وقال: "من المؤكد أننا أتينا إلى السياسة في وقت صعب، ولكن هذا لا يعفينا من مسؤولية بقائنا وصمودنا إلى جانب الناس، وهذا هو هدف لقائنا اليوم وهذه رسالتنا لكم جميعا يا أهالي زحلة، فنحن نريد أن نؤكد لكم أننا باقون إلى جانبكم مهما حصل، وسنبقى إلى جانبكم بالقدر نفسه الذي طعنونا فيه بمسألة الأحزاب والعائلات وكأنه في زحلة فقط هناك عائلات أما في باقي المناطق فهناك أشباح وليس عائلات. سنبقى إلى جانبكم وسنبقى الصوت العالي في مجلس النواب وجميع الساحات لكي نبني دولة تستفيد منها زحلة وأهلها كباقي المناطق".

وشدد عقيص على أنه "أصبح واجبا اليوم الوصول إلى قناعة بأن السياسة في جوهرها هي فن بناء الدولة والمؤسسات وليست أبدا عبارة عن خدمات شخصية لأفراد وجماعات، وهنا يمكن كان من أصعب الأمور عليي شخصيا ولا يزال صعبا هو محاولة إقناع بعض الناس أن الوساطة والشفاعة ومبدأ "شو وقفت عليي" هو ما أوصلنا إلى هنا، فنحن في تكتل "الجمهورية القوية" لم نأخذ الوكالة الشعبية لكي نخالف القانون من أجل الناس وإنما من أجل أن نبني دولة مؤسسات والمطلوب أن تكونوا إلى جانبنا لكي نتمكن من تشكيل قوة دفع لتغيير النمط السياسي السائد في لبنان، فالمطلوب هو أن تشكل "القوات" هذه الرافعة من أجل التغيير السياسي لأنه إذا لم تستطع تغيير طبيعة السلوك السياسي المتحكم فينا منذ أيام العثمانيين حتى اليوم كونوا أكيدين أنه لا يمكن لأحد القيام بهذا الأمر".

وأردف: "بالنسبة لبعض الناس، السياسة شطارة وحنكة و"تركيب طرابيش"، أما بالنسبة لي فالسياسة هي أولا أخلاق واستقامة ومثال نقدمه للناس، هكذا هي "القوات اللبنانية"، هكذا هو سمير جعجع، وهكذا نحن جميعا، وإن كنا قد اتخذنا في الإنتخابات شعارا لنا "نحنا بدنا ونحنا فينا" فأنا أتمنى لو يكون شعارنا الدائم وليس فقط شعارا انتخابيا "نحنا دايما هيك: نحنا دايما أحرار، نحنا دايما شرفاء، نحنا دايما حد الناس" لذلك زحلة ستبقى وفية لقضية "القوات اللبنانية" ولذلك أيضا ستبقى "القوات اللبنانية وفية وإلى جانب أهالي زحلة".

وختم عقيص: "أتوجه بالشكر لكل فرد منكم على كل مساهمة قدمها لهذا الحزب في هذا العشاء وما قبله وفي كل المحطات النضالية التي خضناها في السنوات الست المنصرمة وما قبل هذه السنوات، وأعدكم أن هذا اللقاء سيتكرر وأننا سنبقى إلى جانب بعضنا البعض في هذه الأيام الصعبة كي نتمكن من العبور إلى أيام أجمل".

اسطفان

أما اسطفان فاستهل كلمته بالتأكيد أن "سهلنا والجبل منبت للرجال"، وقال: "سأبدأ من هنا لأربط ما بين زحلة السهل وجبل معراب، لندرك عندها أين منبت الرجال، فأهل زحلة هم جبلة من الإرادة الصلبة والعزيمة القوية، وأتوا الليلة إلى طاولة القلعة التي تقع عند رأس الجبل، ليلتقوا بحارس القضية الدكتور سمير جعجع".

وتابع: "حكيم، من المؤكد أن هذه ليست المرة الأولى التي تلمس فيها لمس اليد "النخوة الزحلية"، كما أن الأكيد الأكيد ان هذه "النخوة" لن تغيب ابدا، طالما هناك نبض زحلاوي".

وتوجه إلى "الرفاق" بالقول: "في ظل تفكك وانحلال الدولة، لا خيار أمامنا سوى أن نضع الكتف على الكتف، كما دائما، فنحن مجموعون الليلة هنا كي نساعد المنسقية في زحلة بما تحتاجه من دعم. وسأتوقف عند هذا القدر فقط بالنسبة للغاية النبيلة من هذا اللقاء، إلا أنني سأعود إلى هذا الموضوع لاحقا".

أضاف: "تسنى لي، قبل النيابة وبعد إعطائكم لي شرف الوكالة، الاطلاع عن كثب على طريقة عمل الأحزاب السياسة في العالم. فالمتطلبات التي تواجه هذه الأحزاب كبيرة جدا، تبدأ من المساعدات وتأمين وظائف وخدمات وتشريع بالإضاعة إلى الإستحقاقات الكبرى كخوض الانتخابات النيابية والطالبية والبلدية والرئاسية وصولا الى استقطاب مناصرين جدد وهذا الامر انا حريص شخصيا عليه من خلال توثيق التعاون بين مختلف مكونات النسيج الزحلي، الذي لم يتأخر في الدفاع عن زحلة والقضية، وقدم الغالي والرخيص في زمن الحرب و"كان قدها" كما قدم التضحيات والشهداء وقت السلم، ولم يتوقف هنا لا بل استمر في نضاله واستثمر في زحلة من خلال معامل ومؤسسات وشركات وكل ما تتطلبه زحلة لتكون مدينة نموذجية بكل ما للكلمة من معنى. لذلك أجد أن مهمتي الأساسية كـ"زحلاوي" وكـ"قواتي" هو العمل على شبك هذه الجهود والاستثمارات وتوحيد الطاقات لاستحداث مشاريع جديدة تساعد في أن يبقى "الزحلاوي" متجذر في ارضه".

وتابع: "أود أن استغل هذه "الجمعة" وهذا المنبر لكي أطرح طريقة جديدة في التعاطي  بين "القوات" وجمهورها، وفي هذا الإطار هناك مثال معبر يقول: إذا أعطيتني سمكا سآكل اليوم فقط ولكنك إذا أعطيتني صنارة سأتمكن من الأكل كل يوم". لذلك، دعونا نبدأ بالبحث عن الصنارة، "صار بدا"، فنحن نقوم بالحملات ليس فقط من أجل تامين المساعدات، بل من أجل تأسيس وانشاء أعمال استثمارية صغيرة ومتوسطة، وعوائد هذه الاعمال، تستطيع أن تؤمن مساعدات ويمكنها أن تؤمن عملا للشباب، كما يمكنها أن تسد حاجيات اقتصادية واجتماعية ملحة، ويمكنها أن تستقطب كامل النسيج الاجتماعي باعتبار أن الخدمة جراء  هذه المشاريع ستكون عامة. وأشار إلى أن زحلة والقضاء، يقطنها ما يزيد عن المائة ألف لبناني واضعاف هذا العدد من السوريين، فيما المنطقة برمتها تعتمد على فرن واحد أو فرنين فقط كبيري الحجم لتصنيع الخبز وللاسف يقع هذان الفرنان خارج المدينة، فهل هذا الامر صحي وصحيح ويجب أن يستمر كذلك؟ غيرنا تمكن من خلق أسواق موازية وأخرى مضاربة، لتلك القطاعات الإنتاجية والنقدية وخلف كارتيلات في مجال التجارة الإفادة منها تعود لعدد محدود ومعين من الناس، أما نحن نود خلق سوقا مساعدة، تكسر الإحتكار، وتكسر التحكم بالأسعار والتحكم بوجود وانقطاع الخدمة أو السلعة الضرورية، "نحنا فينا ونحنا قدا وإذا مش نحنا مين؟ وإذا مش هلأ أيمتين؟".

واستطرد اسطفان: "بالعودة إلى الغاية وراء هذه الجمعة اليوم، فنحن نجتمع من أجل أن نقدم الدعم، وهذا الأمر بحد ذاته قمة في النبالة، ولكن في أوقات الشدة، كالتي نعيشها اليوم، وأوقات حمم الإستحقاقات وضغط الواقع المزري، يجب أن يبقى لدينا عقل بارد يستشرف الأمور ويبتدع الحلول، لذلك، اسمح لي "حكيم" وببركتك وتوجيهاتك طبعا، واسمحوا لي جميعا، بأفكاركم ومبادراتكم طبعا، أن أطلق مبادرة تحت اسم "العصف الزحلاوي" لنتصدى لعصف الواقع الذي نتخبط فيه، ولندع الأفكار تأتي من الجميع، ولكننا سنجتمع على تبني الفكرة الأفضل ذات الجدوى الإقتصادية الأفعل "واللي تخدم بافضل شكل ممكن القضية،" قضية الوقوف الى جانب بعضنا البعض في زحلة والقضاء في ظل الوضع الراهن، ولذلك ستروني أتصل بكم فردا فردا بالتعاون مع مجموعة من الشابات والشباب من أجل التواصل معكم لتحضير ورشة عمل لنطلق "العصف الزحلاوي" بمشاركتكم جميعا، وأنا جاهز للنزول إلى الأرض لهذه الغاية، و"شمر عن زنودي"، كما تعرفوني، واختبرتموني من وقوفي إلى جانب الشباب الذين تعرضوا للظلم إلى مشكلة انقطاع مياه الشفة في زحلة، ومشكلة الصرف الصحي في جديتا، مرورا بتنظيف مجرى نهر البردوني وصولا الى متابعة مشروع "سوق البلاط" الاثري، وكما قاتلنا من أجل استمرارية "كهرباء زحلة" ومنعنا العتمة الشاملة عن زحلة والقضاء، فأنا جاهز اليوم أن أجوب العالم، وأن أكون حيث يجب أن أكون من أجل هذه الغاية، تماما كما طرحنا خطر الوجود السوري في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وخضنا محادثات صعبة مع المجتمع الدولي، وكما تمكنا من شرح حقيقة الواقع المالي والاقتصادي للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي الأمر الذي كانت تحاول حكومتنا اللامسؤولة اخفاءه عن المؤسستين، وتمكنا من ترك بصمة وقناعة لدى هذه المؤسسات والادارات الدولية بوجهة نظرنا، ولا زلنا نتابع حتى يومنا هذا مع المعنيين في الخارج هذه الملفات الاساسيات، فبالنسبة لموضوع الوجود السوري، تقع المسؤولية على كامل المجتمع اللبناني، فنحن يجب ألا نؤمن مستلزمات البقاء والاستمرارية للسوريين. فإذا  أردت تأجير منزلك، أجره للبناني، وإذا  أردت أن توظف وظف لبناني، وإذا  أردت أن تشتري فاشتري من لبناني، يجب أن يكون شعارنا لبنان واللبنانيين اولا وأخيرا".

وختم: "في أوقات الشدة يجب أن يكون هناك تلاق وتنسيق بين القلب والعقل، لذلك أن زملائي ميشال فتوش وجورج عقيص وأنا، جاهزون وحاضرون 24/24 لنسمع ونناقش ونحلل كل مشروع لكي نقوم بالمباشرة بتنفيذ المشروع الاجدى والاسرع، فنحن من هدفهم العبور إلى "الجمهورية القوية" ونجد أنفسنا اليوم مضطرين أن نأخذ مكان الدولة في الجزء الإنمائي والإقتصادي، ومضطرين أكثر من أي وقت مضى أن نفكر بمنطق دولة ولو على مستوى أفرادي، فالأنظار، كالعادة، متوجهة إلى "القوات اللبنانية"، لكونها الملجأ الأخير والطرف الوحيد الذي يتكل عليه في هكذا ظروف، لذا بتعاضدنا وبتكاتفنا سنتمكن من تخفيف وطأة هذه الايام الصعبة عن المواطن، وأنتم الدليل الليلة "انو وقت يللي بدنا، فينا".

فتوش

وبعد أن عدد فتوش في كلمته إنجازات المنسقية في الأعوام المنصرمة، قال: "الجميع يسألون، عما فعلته "القوات" في زحلة، مشكلة "القوات" أنها لا تقوم سوى بالخير ولكنها لا تتكلم عما تفعل، لذا سأستعرض سريعا بعض الأمور التي قمنا بها في السنوات الثلاث الماضية. عندما عينت منسقا عن منطقة زحلة في الـ2021 كنا نمر بحائجة "كورونا"، وفي وقت كان جميع الناس يختبئون في منازلهم خوفا من الجائحة كان شباب "القوات اللبنانية" يحملون "مكنات" وقوارير الأوكسيجين والأدوية ويجوبون المدينة والقضاء ويقومون بتوزيع هذه المستلزمات الطبية على المحتاجين من دون أي تمييز سياسي وساعدنا جميع أهلنا في منطقة زحلة، وعادت "القوات" وأمنت أكثر من 1200 طعم "Pfizer" ووزعتهم لأفراد لم يكونوا موجودين على منصة وزارة الصحة في وقتها وهم بحاجة ماسة للطعم".

وتابع: "في العام 2021، افتتحنا مستوصف "الأرز الطبي" في منطقة زحلة، والسنة في العام 2023 تمكنا من تطويره ليصبح مركزا للرعاية الصحية الأولية، وفيه 18 طبيبة وطبيب من جميع الإختصاصات يقدمون المعاينات المجانية في منطقة زحلة، كما لدينا 5 عيادات طبية ونوزع الأدوية المزمنة شهريا لأكثر من 500 مريض، ولدينا مشروع في طور الدراسة لتوسيع المستوصف بشكل أكبر. هذا بالإضافة إلى المساعدات الإجتماعية - الصحية المركزية التي يؤمنها الحزب إلى جميع المناطق وتؤمن أيضا لمنطقة زحلة من خلال جهاز الشؤون الإجتماعية".

ولفت إلى أن "المنظومة الصحية في لبنان انهارت جراء الأزمات الإقتصادية، إن كان لناحية الضمان الإجتماعي أو تعاونية موظفي القطاع العام، إلا أن "القوات اللبنانية" لم تقف مكتوفة الأيدي في هذه الفترة وإنما عملت وبشكل دؤوب ومضن من أجل تأمين البديل، وفاوضت عدة شركات تأمين صحي وتوصلت في نهاية المطاف إلى اتفاق مع إحدى هذه الشركات يمكن من خلاله تأمين أفضل رعاية طبية بأفضل سعر مع  تسهيلات بالدفع كي يتمكن أهلنا من تأمين أنفسهم صحيا، ولم تقف الأمور عند هذا الحد، وإنما تؤمن "القوات" أيضا مساعدات اجتماعية أخرى كالمحروقات للتدفئة والمواد العذائية وكل هذا بفضلكم ومساعدتكم".

وشدد على انه من الناحية السياسية في زحلة، وفي الإنتخابات الأخيرة عام 2022 "كانوا كلن ضد "القوات" بس الحمدالله "القوات" قدن كلن" وتمكنا من الحصول على ثلاثة حواصل في زحلة".

وبالنسبة للإنماء، أشار إلى أن "نواب "القوات" لم يقصروا أبدا، والمشكلة الأولى التي كنا نعاني منها كانت كهرباء زحلة، وبفضل نوابنا وجهدهم تمكنا من إبقاء الإمتياز في زحلة وبقيت الكهرباء 24/24، كما يساعد النواب أيضا في مشاريع إنمائية عديدة منها تنظيف مجرى نهر البردوني، وترميم وري الحدائق العامة، كما لدينا مشاريع عدة قيد الدرس، أما بالنسبة لـ"سوق البلاط"، فهو سوق الحي الذي،أقطن فيه ، حيث ترعرعت ، شأني شأن  عدد كبير منكم فنحن نعرف السوق لا بل أكثر من ذلك، نعرف أيضا كم عدد "البلاطات" فيه، إلا أننا تفاجأنا بزيارة شاب مع عدد من المسلحين والصحافة للإعلان عن مشروع "سوق البلاط"، إلا أنني أود أن أخبركم  أن مهندسي"القوات اللبنانية" أنجزوا دراسة كاملة لهذا السوق منذ ما يزيد على الـ9 أشهر وهذه الدراسة تضم البنى التحتية والهندسة وكل شيء وليس هناك مشروع أو دراسة مسجلة في بلدية زحلة سوى دراسة "القوات اللبنانية" لذا لا يزايدن أحد في هذا الإطار ويقول أن هناك تنافس على هذا المشروع، "يشتغلوا متلنا ويكونوا أحسن منا وصحتين على قلبن".

اما بالنسبة للمشاريع الإنمائية الأخرى، فقد أكد فتوش أن "القوات" تعمل على إعادة تأهيل معمل الكهرباء في وادي العرايش الذي أنشئ في فترة الإنتداب الفرنسي ما قبل الـ1920، وهو اليوم خارج الخدمة وهو موضع نزاع قضائي، لذا نعمل على حل هذا النزاع ونحاول أيضا إعداد دراسة لإعادة تشغيله وتوليد الطاقة منه، والغاية من هذا المشروع هو تزويد محطات المياه في قضاء زحلة بالطاقة اللازمة كي لا تنقطع المياه عن القضاء في فصل الصيف".

وتابع: "في العام 2021، وتحت شعار "لن ننسى شهداءنا"، ورغم منع التجول والتباعد الإجتماعي لم نشأ أن يمر العام من دون أن نتذكر شهداءنا عبر القداس السنوي لشهداء زحلة، وبالرغم من "الكورونا" لم يشأ د. جعجع سوى أن يكون له مداخلة في نهاية القداس، واستمرينا بإجراء القداس الذي تميز هذا العام بطابع  مميز باعتبار أن "الحكيم" أطلقها من زحلة وقال لهم: "عزحلة ما بتفوتوا وعبعبدا ما رح تفوتوا"، وتحت نفس الشعار "لن ننسى شهداءنا"، وبعد ترميم المنسقية، أنشأنا متحفا لشهداء زحلة رحمهم الله، وجمعنا القدر الممكن لصورهم ورفعناهم في المنسقية لكي يبقى ذكراهم بيننا بشكل دائم".

وعن النشاطات الحزبية، لفت فتوش إلى أننا "افتتحنا مراكز جديدة، واستكملنا الهيكلية الحزبية فيها، ويمكنني القول أن جميع المراكز ناشطة وفاعلة "يعطيون ألف عافية" الرفاق، كما أننا نقوم بإعداد دورات تعليمية في كل عام لمساعدة الطلبة قبل خضوعهم للإمتحانات الرسمية بالتعاون مع أساتذة "القوات اللبنانية" وهذه الدورات مجانية، هذا بالإضافة إلى اللقاءات والمحاضرات السياسية التي نجريها في المنطقة. وبالنسبة للأطفال، فنحن أيا تكن الظروف لم نتأخر يوما عن تأمين الهدايا للأطفال لأننا لا يمكننا أن نحرمهم البسمة وفرحة العيد، وكنا في كل عام نتمكن من تامين الهدايا وتوزيعها في احتفال كبير". وختم فتوش: "كما أننا أيضا لم نغب يوما عن النشاطات الإجتماعية، لذلك أود أن أتوجه بالشكر لكل فرد منكم لوقوفكم إلى جانب "القوات" فأنتم كما رأيتم عندما تقفون إلى جانبها إنما انتم فعلا تقفون إلى جانب أهلكم في مدينة زحلة".

 

شبعا والعرقوب شيعا الشهيدين خليل علي وزوجته

وطنية/15 تشرين الأول/2023

شيعت بلدة شبعا ومنطقة العرقوب الشهيد خليل أسعد علي وزوجته زباد العاكوم اللذين سقطا نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي استهدف بلدة شبعا ومنازلها أمس. وشارك في التشييع النائبان قاسم هاشم وعلي فياض ومفتي مرجعيون- حاصبيا الشيخ حسن دلة، رئيس هيئة أبناء العرقوب الدكتور محمد حمدان على رأس وفد، رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري، رئيس بلدية الهبارية أيمن شقير، وفد من الحزب التقدمي الإشتراكي والمشايخ في منطقة حاصبيا وفاعليات من مرجعيون وحاصبيا والعرقوب. والقى النائب قاسم هاشم كلمة شدد فيها على "التمسك بحقنا في مقاومة العدو وردعه وتقديم الشهداء دفاعا عن ارضنا". وأكد القاضي دلة كلمة "التلازم بين لبنان وفلسطين وغزة في الجراح، والله أكرمنا بأن نشارك إخواننا في فلسطين هذا الدم الزاكي وهذه الشهادة". وبدوره قال حمدان: "نودع اليوم الشهيد خليل اسعد علي وزوجته الشهيدة زباد عاكوم اللذين استشهدا في قصف صهيوني بربري غاشم استهدف منزلهما بشكل مباشر فنالا الشهادة التي تمنياها دائما. لقد قدمنا في شبعا وفي هذه المنطقة الشهداء والتضحيات ومازلنا نقدم ونحن سنستمر في التضحية والمواجهة قابضين على قضيتنا كالقابض على الجمر حتى تحرير مزارعنا وتلالنا وكل حبة تراب من ارضنا". وشكر يحي علي باسم العائلة المعزين والمواسين، وقال: "دفعنا اليوم ضريبة الدم ونحن على استعداد لدفعها دفاعا عن ارضنا وفي سبيل الاقصى والقدس وفلسطين وسوف نستمر بدعم المقاومة في لبنان وفلسطين وندعم جيشنا اللبناني في مواجهة العدو الصهيوني حتى التحرير والنصر باذن الله".

 

اسيل بقداس 13 تشرين: طبيعي ان يعمل بعضنا لنصرة فلسطين وغير مفهوم ان نفتح بلدنا على ساحات غير مضمونة

المطران عون ممثلا الراعي: نصلي على نية السلام في لبنان وفي الاراضي المقدسة

وطنية- المتن/15 تشرين الأول/2023

 أحيا "التيار الوطني الحر" ذكرى 13 تشرين بقداس أقيم في كنيسة مار الياس أنطلياس، في حضور الرئيس العماد ميشال عون، رئيس "التيار" النائب جبران باسيل ووزراء ونواب وكوادر التيار وحشد من المناصرين.

ترأس القداس راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي القى عظة بعد الانجيل استهلها بنقل تحيات الراعي "ومحبته وتعازيه الابوية في هذا القداس الذي نقدمه عن انفس الشهداء الذين سقطوا في 13 تشرين الأول 1990 دفاعا عن الكرامة، فسقوا بدمائهم تراب الوطن الذي احبوه وقدموا حياتهم وهم يدافعون عنه. ان الشهادة يا احباء هي أعلى درجات التضحية في سبيل الأوطان".اضاف: "الأوطان لا تبنى الا بالتضحية وبعيش الشهادة في كافة مستوياتها. كل مواطن اذا كان يحمل هم بناء الوطن مدعو الى ان يحيا الشهادة للقيم وللفضائل وللعمل من اجل الخير العام. نعيش الشهادة عندما نغلب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية ونعيش الشهادة عندما نعمل من اجل الحق والعدالة. نعيش الشهادة عندما نحافظ على الامانة ونعمل بوحي الضمير في مؤسساتنا العامة. كل انواع الشهادة هذه وغيرها تبني الوطن وتحافظ عليه. واذا ما احدق الخطر بالوطن تصل هذه الشهادة الى درجتها السميى ببذل الحياة والدم".

وتابع: "لذلك بينما نصلي اليوم لراحة انفس شهدائنا الابطال، نصلي ايضا من اجل وطننا لبنان، ونصلي من اجل ان يعيش كل منا وكل مواطن وكل مسؤول الشهادة المطلوبة منه فنساهم في تعافي وطننا واخراجه من الأزمة الخانقة التي ترخي بثقلها على كاهلنا جميعا".

وقال: "بينما نحتفل بهذا القداس الالهي نصلي ايضا يا اخوتي من أجل منطقتنا التي تغلي بسبب الحرب، نصلي من اجل السلام ونطلب من ملك السلام سيدنا يسوع المسيح ان يلهم اصحاب القرار وكل المسؤولين لكي يغلبوا الحوار والعقل على الاحقاد والدمار والقتل. ان ربنا يسوع المسيح اله السلام هو الذي صالح الشعوب بصليبه، هو الذي اعطانا حياته لكي نعيش بسلام في اوطاننا، في بيوتنا مع كل انسان وعندما نبتعد عن مصدر الحياة الى اي دين انتمينا، عندما نبتعد عن الاله الحقيقي الذي نعبد، عندها تصبح لغة العنف هي اللغة التي تسيطر على قراراتنا. فلنصل يا اخوتي في هذا القداس اليوم ايضا على نية السلام في لبنان وفي الاراضي المقدسة".

واضاف: "هذا الأحد الذي هو الخامس بعد عيد ارتفاع الصليب فيه الكنيسة تدعونا الى التأمل بملكوت الله الذي هو هدف وغاية كل مؤمن. عندما سمعنا في الانجيل الرب يسوع يقول، يشبه ملكوت السموات عشر عذارى اخذن مصابيحن وخرجن الى لقاء العريس، يعني ان الايمان الحقيقي الذي يجعلنا نعرف الرب ويجعل الرب يعرفنا هو الايمان الذي يسعى دائما الى ان نعيش بحسب الوصايا وبما يطلبه منا الرب يسوع، وما الزيت الذي على العذارى ان يحصلن عليه والعذارى الحكيمات كن فاطنات فسعين الى ان يحصلن على هذا الزيت ما هو الا ايمانا بالرب يسوع.ان الرب ذاته هو الزيت وصلاتنا وعيشنا بوحي الروح القدس هو ما يعطينا ان نعيش الاستعداد الكامل لان الرب يعلمنا كيف نعيش المحبة، كيف نراه في الآخرين وكيف يجب ان نحيا دون ان يغيب عن بالنا ربح الملكوت السماوي".

وتابع: "السؤال الذي يطرحه علينا اليوم الرب يسوع هل نحيا فقط من اجل هذا العالم، ام ان الملكوت السماوي يعنينا وعلينا ان نسعى الى ربح هذا الملكوت. هذا يبدل امورا كثيرة في حياتنا عندها نضع الصلاة في اولوياتنا وعلاقتنا بالرب في اولوياتنا وعندها نفهم ان عيشنا المسيحي باصغائنا الى كلمة الرب وبتناول القربان وبعيش وصاياه هو الاساس في حياتنا المسيحية التي تعطينا ان نكون مستعدين، عندما يأتي العريس يجدنا مستعدين".

وختم: "فلنصل كي يعطينا الرب نعمة الإيمان لكي نحياه في حياتنا وعندما نحيا الإيمان نختبر اننا نعيش الاستقامة، نعيش انسانيتنا بالكامل، نعيش الاخوة،. نقوم بواجباتنا ، نبني وطننا، نضحي في سبيله كلها لان المسيحية  تعلمنا وترشدنا الى عيش الفضائل والى عيش القيم التي تساهم في بناء الانسانية جمعاء. فليعطنا الرب هذا الإيمان وليعطنا ان نحفظه طيلة حياتنا وليعطنا ان نتذكر دائما شهداءنا الابرار الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن كي يضحي كل منا بدوره لنبني وطننا لبنان بالتضحية والعطاء وبالعمل من أجل الخير العام وخير الآخرين".

باسيل

وبعد القداس القى باسيل كلمة جاء فيها: "ان ذكرى 13 تشرين في كنيسة مار الياس- انطلياس، أن "13 تشرين 1990 هو تاريخ حفر في ذاكرتا ووجداننا عميقا، وصقل شخصيتنا السياسية لدرجة أننا نعتبر أنفسنا أبناء 13 تشرين، أبناء مدرسة رأت في النهاية بداية، فنهاية المقاومة العسكرية صارت بداية المقاومة السياسية، مدرسة رأت في الخسارة ذلا للرابحين، وفي الربح شرفا للخاسرين، مدرسة عرفت كيف تحول خاتمة حزينة ومؤقتة لمقاومة انخرط فيها جيش وشعب ضد احتلال اعتقد أنه أزالهم، الى مرحلة مشرفة لنضال انخرط فيه شباب وشعب ضد وصاية حتى أزالوها".

أضاف باسيل: "نحن من مدرسة "فلنخاطر بكل شيء كي لا نفقد كل شيء" (العماد عون في 5/1/1992)، ولنكن اشداء وانقياء واوفياء لأنه ينتظرنا بعد هذه المعاناة مجد عظيم، مجد ينتظر الذين لم يتخاذلوا".

وتابع: "نحن ابناء مدرسة حولت انكسار ارادة شعب امام صفقة دولية، الى وعي وطني كرس اولوية السيادة الوطنية وعبر عنها في عام 2005 بوجه الوصاية، وفي عام 2006 بوجه الاحتلال. مدرسة قادها جنرال مؤمن بأن لا وطن من دون سيادة، وعندما أنجز التحرير، انتقل الى معركة التحرر اقتناعا منه بأن لا دولة من دون مواطن متحرر من الزبائنية والتبعية والفساد".

وقال باسيل: "ارادة التحرير جلبت على الجنرال وعلينا 13 تشرين 1990، فكان عسكريا بامتياز. اما ارادة التحرر فجلبت عليه وعلينا 17 تشرين 2019، فكان ما وصفته ب13 تشرين اقتصادي. ولأننا ابناء 13 تشرين لم يتمكن منا 17 تشرين– فها نحن تصدينا لمؤامرات الخارج وامواله ومنظماته، ولمنظومة الداخل، وللإعلام وتنمره، فصمدنا وانتصرنا على من اراد دفننا سياسيا. نحن بقينا في الميدان، اما هم فرحلوا عن الساحات والشاشات. سقطت كذبتهم وبقيت حقيقتنا. ولم يتمكن مستغلو 17 تشرين ان يمحوا نضالات 13 تشرين. نقاء الصادقين في 17 تشرين دنسته أموال المتآمرين، اما نقاء 13 تشرين فقدسته دماء الشهداء التي لا ثمن لها، دماء يبقى مدينا لها مدى الحياة التيار الوطني الحر الذي ولد من رحم الجيش اللبناني وشهدائه الأبطال الأبرار".

واعتبر أن "الاستقلال، بعدما خرجت سوريا من ارضك، لا يعني ان تعاديها على ارضها، أو ان تتآمر عليها؛ كذلك لا يمنع الاستقلال ان تقوم بما هو مصلحة بلدك ان استوجب ذلك ان توافق على ما يوافقها. والسيادة تسمح ان تستعين بعناصر قوة داخلية ان لم تمس أسس الشراكة والتوازن الوطني، وأن تستعين بعناصر قوة خارجية ان لم تمس أسس الوطن وسيادته وركائزه. اما الحرية فلا تعطيك ابدا المجال ان تفرط بموارد وثروات وطنك لصالح الغير. وان كنت تعتبر ان هذه الشعارات- المبادئ تتحقق فقط عندما تطرد محتلا او تتخلص من وصي فأنت واهم، لأنك تواجه عند ممارسيها صعوبة في كثير من مفاصل حياتك الوطنية. واكتفي بإعطاء مثالين معيوشين في يومياتنا هما الفساد والنزوح، لنعرف أهمية ان نعيش هذه المبادئ الثلاثة".

ورأى أن "الفساد بمفهومه مناقض للقانون ما يعني انه يضرب مبدأ سيادة القانون، اضافة الى انه يدمر مؤسسات الدولة ويجفف مواردها ويحول ثرواتها الى جيوب المنتفعين او مصالح الخارج المتحكم بالداخل، وبالتالي يفقد الدولة امكاناتها المالية، اي انه يحرمها من ممارسة استقلالها المالي، وفي حالة لبنان يضعها في جيب الخارج ومصالحه. كل هذا يحرم المواطن من حقوقه في هذه الثروات والموارد، ومن معيشة كريمة، ويكبله بالتبعية لسياسي متسلط، ويفقده حتما الحرية الفردية بسبب الحاجة والعوز ان لم نقل الفقر والذل".

وشدد على أن "النزوح الكثيف الذي يشهده بلدنا يتخطى كل قدرة على استيعابه بالجغرافيا او الموارد او الديمغرافيا، ولا يرضاه اي بلد في العالم، وهو يتجاوز كل رقم قياسي بنسبة حجمه وكثافتة السكانية. هذا النزوح العشوائي المنظم يضرب كل المواثيق والقوانين الدولية، كما انه يناقض كل القوانين اللبنانية، وبالتالي فإن النازح الإقتصادي الذي يعمل خلافا للقانون ويقيم خلافا للقانون ويرتكب كل انواع المخالفات، يضرب السيادة بعمقها. اضافة الى ان حرمان المواطن من حقوقه في العمل والتعليم والكهرباء والمياه والمواصلات كون النازح يقاسمه اياها عنوة، يحد من حرياته المعيشية ويقيده بوجوده، فيصبح النازح بحكم حصوله على مساعدات الخارج، متقدما على ابن الأرض، زد على ذلك، ان شعبا عندما يضطر لهجرة وطنه بسبب فقدانه لفرص الحياة ولحقوقه فيه، ويتم استبداله بشعب آخر يأخذ مكانه في الحقوق والفرص، تتغير هوية الوطن وعاداته وتقاليده، ولا يبقى منه شيء، ويفقد حكما استقلاله لأنه يصبح تحت ارادة شعب آخر، يتدرج بمواطنيته ليصبح وجوده توطينا ثم احتلالا مشرعا بقوة الأمر الواقع والحقوق المكتسبة، فلا يبقى لنا وطن بل يصبح مشاعا".

وخاطب شباب التيار بالقول: "إني اقول لشباب التيار الوطني الحر ان الله من عليكم ان تعيشوا في معركة مكافحة الفساد ومواجهة النزوح ما عشناه في معركة استعادة الحرية والسيادة والاستقلال، فادركوا شرف ما تقومون به". وتساءل: "هل لنا ان نسأل ما ارتباط الاقتصاد بالحرية والسيادة والاستقلال؟ وهل من دولة من دون اقتصاد حيوي؟ وكيف يكون الاقتصاد في لبنان حيا من دون اصلاحات ومن دون لامركزية تنموية مناطقية، وادارية مالية موسعة، ومن دون صندوق ائتماني يحفظ ممتلكات الدولة ومرافقها، ويؤمن الموارد وفرص العمل، ويحقق الخدمات السوية والفعالة؟ هذا نضال واجب علينا برئاسة او بدونها، قبلها او بعدها".

وقال باسيل: "إن الانسان اما ان يكون حرا سيدا مستقلا في كينونته، أو لا يكون. والا يكون مستخدما او اجيرا، ليس في دولته بل لدولة لها في بلده سياساتها ومصالحها. ومن يظن ان تسويات او اتفاقات او احداثا خارجية كأحداث غزة مؤخرا، تفرض علينا رئيسا، لصالح هذا او ذاك، من هنا او من هناك، بحسب نتائجها، والخاسر والرابح فيها، فهو واهم واهم. ان هذا يزيدنا تمسكا بحريتنا وسيادتنا واستقلالنا... وخياراتنا. لا تنسوا معادلة الداخل، لذلك تعالوا ننتخب رئيسا بالتفاهم الآن، دون انتظار نتائج الحرب التي ستطول للأسف".

أضاف: "فيما نحيي ذكرى شهدائنا في 13 تشرين، يقاوم الشعب الفلسطيني في تشرينه الإجرام الذي تمارسه اسرائيل عليه منذ عام 48، حين سببت له نكبة حقيقية جعلته يناضل مذاك بكل ما يملك، حتى الحجارة، الى ان توفر له السلاح فقلب الموازين وعكس النكبة على من تسبب له بها".

وتطرق الى الحرب بين الفلسطينيين والإسرائليين: "منذ 75 عاما واسرائيل تقتل وتغتصب وتتغطرس وتحتل الأرض وتخترق السماء وتتسلط على المياه والموارد، في فلسطين والدول المحيطة بها وعلى رأسها لبنان. في فلسطين، تطرد اصحاب الأرض لتسكن المستوطنين، تتعسف بالحقوق وتقتل الأطفال والشيوخ والمدنيين العزل، تخرق القرارات الدولية وتمارس اسوأ انواع ارهاب الدولة؛ تنقل الشعوب كأحجار الشطرنج وها هي تعمل لترانسفير جديد من غزة الى سيناء، اسقطه حتى الآن صمود الغزاويين ورفض العرب".

أضاف: "75 عاما والغرب يتفرج، لا بل يغطي ويدعم. ايها الغرب الجاف الظالم، تهزك صور مفبركة عن قطع رؤوس الأطفال، ونحن نرفضها لا بل نحن اول ضحاياها، ولكن لا تهزك صور حقيقية عن مبان واحياء ممسوحة بالأرض مع من فيها؟"

وقال: "إذا سأل سائل ما علاقة لبنان بكل هذا لنقحمه ضد اسرائيل، نحيله الى شهداء الاعلام وجرحاه في جنوبنا منذ يومين،  ونذكره بكل اعتداءات اسرائيل على وطننا التي ردعتها بسالة المقاومة، وما كنا لنتكلم عن قوة لبنان وثروته وغازه ونفطه، ونعمل لكي لا تطال المؤامرة حقل قانا حيث هو افضل نموذج لتطبيق الاستراتيجية الدفاعية التي نريد؛ وندعو الى عدم التسرع باستنتاجات خاطئة حول عدم وجود غاز في بحرنا، ونذكر بمعادلتنا الثابتة "ان لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا"،  ومخطئ جدا من يتصور او يصور لنا ان شرق المتوسط عائم على بحر من الغاز الطبيعي فيما الشاطئ اللبناني منقوص او محروم منه".

وقال باسيل: "نذكر السائل ايضا انه ما زال من يراهن عندنا على نجاح مشروع اسرائيل الأحادي التقسيمي في لبنان والمنطقة، نقول له: يا من تراهن على اجتياح اسرائيلي للبنان، ستنتظر طويلا لحظة لن تعود؛ مراهاناتك الفاشلة لم ثبتت فشلك فقط بل اذت مجتمعنا ووطننا".

أضاف: "نذكر السائل ايضا بأننا اصحاب حقوق مغتصبة وارض محتلة، وبأنه لنا في الأقصى وفي كنيسة القيامة، والقدس وبيت لحم جذور دياناتنا وثقافاتنا وايماننا، ناهيك عن اننا معنيون بقضية لاجئين على ارضنا لهم حق العودة الى ارضهم، ومخطئ جدا من يظن انه بإغراق لبنان بأكثر من مليوني نازح سوري، يستطيع ان ينسينا حق العودة لنصف مليون فلسطيني وهو مكرس بقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمة دستورنا الرافض للتوطين". وأكد باسيل: "نحن معنيون ايضا اخلاقيا ووجوديا بمناصرة الحق على حدودنا. فالشعب الفلسطيني، صاحب حق في ارضه، وفي ان تكون له دولته يعود اليها فلا يبقى لاجئا مشردا، وحقه قبل كل شيء في احترام كرامته الانسانية". وشدد على أن "دعمنا لفلسطين لا يمنعنا من ان نعلي الكرامة الانسانية على اي امر آخر، فكرامة الانسان اغلى ما عنده. لذلك، لا نقبل للشعب الفلسطيني ان يمارس اي مهانة مورست عليه وعرف مرارتها. الا ان منطق القوة عندما يفرض نفسه، يدفع بمن يمارس عليه ان يمارسه بدوره؛ لذلك دعونا دوما الى وقف استخدام القوة واستبدالها بمنطق الحقوق. وها هي القوة تستعمل الآن ضد اسرائيل، ولن تستطيع آلتها العسكرية وقفها. ومخطئ جدا من يعتقد ان الظلم والبطش والقوة العسكرية المفرطة والقنبلة النووية المحظرة دوليا، تؤمن له الطمأنينة، والأمن والأمان. وحدها الحقوق توقف استخدام القوة. ومخطئ جدا من يقيم حكومة من المتطرفين ليحتمي بها من ملاحقته بالفساد، فيجد نفسه مجرم حرب مطاردا من لعنة التاريخ".

أضاف: "لقد انتشت اسرائيل بالنصر عشرات المرات، لكنها لم تعد تعرف طعم الانتصار منذ دحرتها المقاومة من لبنان عام 2000، فذاقت طعم الهزيمة عام 2006 في جنوبنا وذاقتها عدة مرات في غزة منذ عام 2008، وكانت لها الهزيمة الكبرى في غزة منذ ايام؛ ومهما فعلت فإنها لن تستطيع ان تمحوها".

ورأى أن "تدمير مدينة بكاملها وقتل اولادها وشيوخها ليس بطولة ولا انتصارا بل هو ارهاب وهزيمة نكراء لإسرائيل ومن يدعمها. كما ان تهجير الأبرياء والمدنيين ونقلهم جماعيا ليس بطولة ولا انتصارا بل هزيمة ومهانة لإسرائيل ومن ويدعمها، ومخطئ جدا من يحاول ان يقوم بترانسفير للشعب الفلسطيني... وقال شو؟ مؤقت... وهو ذاق طعمه وادرك صعوبة العودة". وقال باسيل: "لن ينفعك شيء يا اسرائيل، وستستفيقين على وهم الانتصار المزعوم لتجدي نفسك تحت ضربة اكبر- يمكنك تهجير شعب ولكن لن تتمكني من تصفية مقاومته، ولن تستيعطي النيل منا بعد الآن، لأن عليك بحماية نفسك. لن ينفعك الا التسليم بالحقوق وبقيام الدولتين، والالتزام بالقرارات الدولية، فانت لست دولة المعصومين واستهتارك بالحق يجعل منك دولة غاصبة ومعرضة للإنهيار - لن ينفعك تطبيع مع الأبعدين من دون المقاومين الأقربين، ولن يجلب لك السلام، لأن السلام هو اولا مع أهل فلسطين. والسلام ليكون حقيقيا، يجب ان يكون شاملا وعادلا وقائما بين الشعوب على مبدأ الحقوق. بهذا فقط تضمن اسرائيل الاعتراف بحقها بالوجود، ولن يعطى لها أمن لا من دولة كبرى ولا صغرى، اذا لم تعطه هي لغيرها ولمن حولها".

وأكد أن "لا سلام دون شبعا والجولان ودون عودة اللاجئين الفلسطينيين ودون عودة النازحين السوريين ودون دولة فلسطينية حرة مستقلة كاملة الحقوق، ودون قدس مفتوحة لكل الناس ولكل الأديان- بغير هذا، لا سلام لك ولا سلام عليك". وسأل: "ألم يحن الوقت لكي نمارس الحرية والسيادة والاستقلال في قراراتنا الوطنية؟ فنعرف كيف نطور نظامنا ليتواءم مع تنوعنا وخصوصياتنا وحرياتنا، ويحقق انتظاما بدل ان يكون تعطيلا. ونعرف كيف ننشئ نموذجا اقتصاديا ماليا مبنيا على الانتاج بدل الريع، وعلى الاستثمار بدل الاستدانة، يوفر الانماء عبر اللامركزية ويضمن الازدهار عبر الصندوق الائتماني. الم يحن الوقت لنعرف كيف نضع استراتيجية دفاعية تحمي وطننا وتجعله قويا بالاستناد الى جميع عناصر القوة فيه، وبرذل عناصر الضعف فيه؟ الم يحن الوقت لنعرف كيف نضع سياسة تحييدية تقينا من المشاكل التي لا نفع منها بل نجني من جرائها كل الضرر، دون ان تحيدنا او تنأى بنا عن قضايا وجودنا؟" وشدد على أن "لبنان لا يمكنه الا ان يكون نصيرا لفلسطين، ولكن الا يحق له ان يكون نصيرا لنفسه؟ لقد جرب بعضنا اباحة أرضنا للغير واختبرنا جميعنا مآسيها، كما جرب بعضنا التعامل مع العدو ودفعنا جميعنا اثمانها، وجربنا المقاومة واستفدنا من منافعها. الا يحق لنا ان نرفض في وقت واحد العمالة وجعل وطننا ساحة بدل ان يكون دولة؟".وقال: "لقد كلف توحيد بندقية المقاومة كثيرا لتكون فاعلة، فهل تهدر هذه المنافع لصالح توحيد ساحات لا نملك كلبنانيين قراراتها؟ لا بل عرفنا اين كان قرار بعضها تائها منذ بضع سنوات في حرب سوريا. وهل تهدر المنافع لكي يشرع  بلدنا على مخاطر ندرك جميعا اثمانها؟".

أضاف: "مفهوم وطبيعي ان يعمل بعضنا لنصرة الفلسطينيين وان يفرح بعضنا الآخر لانتصارهم، ولكن غير مفهوم من جهة ان نفتح بلدنا على ساحات غير مضمونة لصالحنا وعلى مخاطر مضمونة كارثيتها، وغير مفهوم من جهة اخرى، ان يراهن بعضنا على دول وخيارات جربت وفشلت وجلبت لنا الهزيمة والمهانة".

وختم: "نحن في التيار نختار ان نكون ابناء هذه الارض، متجذرين فيها، متعايشين مع اهلها في السراء والضراء، متفاعلين مع محيطنا ومنفتحين على العالم، مستقلين في قرارنا، انقياء في وطنيتنا، عاملين في سبيل عزة شعبنا ومناضلين في سبيل بناء دولة قوية لا شيء يعلو على مصالحها. هكذا يكون وطننا قويا ونصيرا بقوته لقضايا الحق من حوله، هكذا نكون على قدر شهدائنا، وهكذا نكون ابناء 13 تشرين، ابناء الكرامة الوطنية والكرامة الانسانية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 15-16 تشرين الأول/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 15 تشرين الأول/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/123195/123195/

ليوم 15 تشرين الأول/2023/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 15/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/123198/123198/

October 15/2023

 

 

حسابات "حزب الله" الخاطئة وحرب غزة/حنين غدار/معهد واشنطن/15 تشرين الأول/2023

Hezbollah Miscalculations and the Gaza War/Hanin Ghaddar/The Washington Institute/October 15/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123206/123206/

قد يكون "حزب الله" راضياً عن المكاسب السياسية الحالية التي حققها من الصراع، لكن لا يزال يتعين على واشنطن أن تحاول تغيير حساباتها بالنظر إلى المخاطر الجسيمة المتمثلة في نشوب حرب أوسع نطاقاً.

The group might be content with its existing political gains from the conflict, but Washington should still try to shift its calculus given the grave risks of a wider war.