المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 12 آذار/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.march12.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الرابع من الصوم الكبير/مثال توبة الولد الشاطر

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: ماذا يعلمنا مثال عودة وتوبة الإبن الشاطر

الياس بجاني/فيديو ونص: قراءة أولية في الاتفاق الإيراني- السعودي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رسالة من الرئيس ريغان الى بشير الجميل

اكاديمية بشير الجميل

فيديو مقابلة مع د. صالح المشنوق من تلفزيون ال أم تعري بالوقائع والإثباتات دجل نصرالله وهلوساته وجهله وطروادية وملالوية فرنجية والمشروع الإيراني الفاشل ويقرأ في الإتفاق الإيراني السعودية وفي عدم التزام إيران بأي اتفاق

رابط فيديو مقابلة مع رئيس تحرير جريدة نداء الوطن غسان بشارة من تلفزيون الجديد

رابط فيديو مقابلة مع النائب السابق خالد ضاهر من موقع دي ان أي/تعرية لدور حزب الله ولسرايا المقاومة في الأعمال الإجرامية وتركيز على دورهما مع بعض مؤسسات الدولة في جريمة قتل الشيخ أحمد شعيب الرافعي

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 11 آذار 2023

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 11 آذار 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

ما حصّة لبنان من التفاهم الإيراني - السعودي؟

بعد العجز الرئاسي.. "الحزب" في مواجهةٍ من نوع آخر؟

بارقةُ أملٍ لبنانيّة

سوريا: مقاتلو "حزب الله" يعودون الى مواقعهم في البوكمال

هل يقطف قائد الجيش ثمار المصالحة بين المملكة وطهران؟

باسيل: دولة الرئيس خفِّف مخالفة دستور وقوانين

نصرالله واثق بأنّ الإيراني "لا يخلع صاحبه"... وبرّي يسعى لزيارة الرياض

"اتفاقية بكين" تدغدغ آمال 8 آذار: "أضغاث أحلام" رئاسية!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران مرتاحة لعودة العلاقات مع السعودية وتعدها «زخماً للعالم الإسلامي»/المتحدث باسم الحكومة وصف الاتفاق بـ«التاريخي» ودافع عن «سياسة الجوار»

مواطن أميركي تحتجزه إيران يناشد بايدن التدخل لإطلاق سراحه

ترحيب إيراني بعودة العلاقات مع السعودية

طهران: الاتفاق من بين سلسلة مفاوضات لتغيير العلاقات بالمنطقة

غوتيريش يرحب بالاتفاق السعودي - الإيراني... والصين تعتبره «نصراً» للحوار والسلام

ترحيب أوروبي باتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران

ترحيب واسع باتفاق الرياض وطهران

بغداد: ترحيب رسمي بالاتفاق السعودي - الإيراني وسط صمت الأطراف الموالية لطهران وشمخاني اتصل بالسوداني شاكراً الجهود العراقية

إيران مرتاحة لعودة العلاقات مع السعودية وتعدها «زخماً للعالم الإسلامي»/المتحدث باسم الحكومة وصف الاتفاق بـ«التاريخي» ودافع عن «سياسة الجوار»

محللون: الضمانة الصينية تعطي جدية للاتفاق السعودي ـ الإيراني

أوكرانيا: قائد «فاغنر» يؤكد أن مقاتليه قريبون من وسط باخموت

باخموت تقاوم السقوط وسط تكثّف الهجمات و«فاغنر» تفتح مراكز تجنيد في عشرات المدن الروسية

وزير الخارجية الأوكراني يطلب السماح لزيلينسكي بتوجيه رسالة خلال حفل الأوسكار

«فاغنر» تفتتح مراكز تجنيد في مدن روسية للقتال بأوكرانيا وتقارير استخباراتية تشير إلى نقص في ذخيرة موسكو وتتوقع انخفاض الهجمات الصاروخية

هل تُحدث التحركات الأميركية اختراقات في الملف الأمني الأفريقي؟ وبلينكن يستعد لزيارة إثيوبيا والنيجر

«داعش» يقتل 145 مدنياً وعسكرياً خلال أقل من 70 يوماً

مباحثات مصرية - أميركية بواشنطن تتطرق إلى «أمن الطاقة» ومسؤولون من الجانبين ناقشوا آليات استغلال موارد «شرق المتوسط»

الرئيس التونسي يقرر إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أيّ دور لرأس الكنيسة في اختيار رأس الدولة؟ 12 عاماً بطريركاً: الراعي والرئيس المطلوب/نجم الهاشم/نداء الوطن

ترشيح فرنجية: ما هي حسابات الحزب الإيراني؟/كمال ريشا/شفّاف اليوم

الاتفاق السعودي – الإيراني: ماذا عن البعد الدولي؟/علي حمادة

الجنس في حرف الأنظار عن الجريمة السِّياسية: قضيَّة الشيخ الرفاعي نموذجاً/مريم مجدولين اللحام/موقع لبنان الكبير

تداعيات "اتفاق بكين" على لبنان: قلق "سياديّ" وابتسامات باريسيّة!/فارس خشان النهار العربي

البخاري ومُجتبى و”حرب” التغريدات المُشفّرة/جان الفغالي/هنا لبنان

بداية العهد الصيني في الشرق الأوسط/حسين عبدالحسين/النهار

شعرة بين الدعم والتبني/سناء الجاك/نداء الوطن

القاضي حبيب مزهر ينتصر لبنك "ميد"... ضد مودع/باسمة عطوي/نداء الوطن

غطرسة القوة و"مكر التاريخ"/رفيق خوري/نداء الوطن

الرئيس بري دعا إلى حوار وهو من عطّله/محمد علي مقلد/نداء الوطن

أي رئيس ولماذا؟/طوني فرنسيس/نداء الوطن

قراءة في شكل ومضمون الاتفاق السعودي – الايراني/حسان القطب/11 آيار/2023

الرياض-طهران، حبّهما اخطر كرههما لبعضهما البعض/حميدة التغلبية

رهان لبناني على ترجمة الاتفاق الإيراني-السعودي رئيسا للجمهورية/منير الربيع/المدن

بين مشاريع الهيمنة والفشل في إدارة الأزمة اللبنانية/حنا صالح/الشرق الأوسط

فاتورة ارتفاع الأمل في الحياة/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

مفاجأة الإتفاق السعودي-الإيراني. مسبباته وتداعياته/توفيق هندي/المركزية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

ريفي لوكالة “الأحداث24 “: أتوقع إنتخاب رئيس سيادي بين نيسان وأيار : الإتفاق السعودي-الإيراني سيكون لمصلحة لبنان

يوسف سلامه لاهل "المنظومة": مئة عام من المراهقة تكفي احترموا عقلنا

عطالله: تسأل دولة الميقاتي لماذا لا يوقّع مراسيم إستعادة الجنسية؟ فيجيبك أن السؤال غير وطني

المكاري: جورجيت صايغ صنعت مع غيرها من مبدعي الرعيل الأول مجدًا فنيا لا يزول

باسيل: دولته لا يوقع المرسوم 565 لاستعادة الجنسية لأن أكثريتهم مسيحيون

"لا يستحق الانحدار الفكري"... ميقاتي في رد عالي النبرة على باسيل

مجلس ثورة الارز دان التعدي المستمر على الخط الأزرق

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الأحد الرابع من الصوم الكبير/مثال توبة الولد الشاطر

إنجيل القدّيس لوقا 15/11-32/:”وَقَالَ يَسُوع: «كانَ لِرَجُلٍ ٱبْنَان. فَقالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيه: يَا أَبي، أَعْطِنِي حِصَّتِي مِنَ المِيرَاث. فَقَسَمَ لَهُمَا ثَرْوَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، جَمَعَ الٱبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسَافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعِيد. وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَالَهُ في حَيَاةِ الطَّيْش. وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيء، حَدَثَتْ في ذلِكَ البَلَدِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَة، فَبَدَأَ يُحِسُّ بِالعَوَز. فَذَهَبَ وَلَجَأَ إِلى وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ البَلَد، فَأَرْسَلَهُ إِلى حُقُولِهِ لِيَرْعَى الخَنَازِير. وَكانَ يَشْتَهي أَنْ يَمْلأَ جَوْفَهُ مِنَ الخَرُّوبِ الَّذي كَانَتِ الخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، وَلا يُعْطِيهِ مِنْهُ أَحَد. فَرَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَال: كَمْ مِنَ الأُجَرَاءِ عِنْدَ أَبي، يَفْضُلُ الخُبْزُ عَنْهُم، وَأَنا ههُنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا. فَٱجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ! فَقَامَ وَجَاءَ إِلى أَبِيه. وفِيمَا كَانَ لا يَزَالُ بَعِيدًا، رَآهُ أَبُوه، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَأَسْرَعَ فَأَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ طَوِيلاً. فَقالَ لَهُ ٱبْنُهُ: يَا أَبي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا… فَقالَ الأَبُ لِعَبيدِهِ: أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه، وٱجْعَلُوا في يَدِهِ خَاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذَاء، وَأْتُوا بِالعِجْلِ المُسَمَّنِ وٱذْبَحُوه، وَلْنَأْكُلْ وَنَتَنَعَّمْ! لأَنَّ ٱبْنِيَ هذَا كَانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد. وَبَدَأُوا يَتَنَعَّمُون. وكانَ ٱبْنُهُ الأَكْبَرُ في الحَقْل. فَلَمَّا جَاءَ وٱقْتَرَبَ مِنَ البَيْت، سَمِعَ غِنَاءً وَرَقْصًا. فَدَعا وَاحِدًا مِنَ الغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ فَقالَ لَهُ: جَاءَ أَخُوك، فَذَبَحَ أَبُوكَ العِجْلَ المُسَمَّن، لأَنَّهُ لَقِيَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُل. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه. فَأَجَابَ وقَالَ لأَبِيه: هَا أَنا أَخْدُمُكَ كُلَّ هذِهِ السِّنِين، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ يَوْمًا أَمْرًا، وَلَمْ تُعْطِنِي مَرَّةً جَدْيًا، لأَتَنَعَّمَ مَعَ أَصْدِقَائِي. ولكِنْ لَمَّا جَاءَ ٱبْنُكَ هذَا الَّذي أَكَلَ ثَرْوَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ العِجْلَ المُسَمَّن! فَقالَ لَهُ أَبُوه: يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي في كُلِّ حِين، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ. ولكِنْ كانَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَعَّمَ وَنَفْرَح، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: ماذا يعلمنا مثال عودة وتوبة الإبن الشاطر

الياس بجاني/12 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/73259/73259/

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة والرجوع إلى الجذور الإيمانية ومراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات. أن الله الذي هو أب رحوم وغفور ومحب قادر على تحويل كل شيء وتبديله فهو الذي حول الماء إلى خمر وهو إن طلبنا منه التوبة قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا من مسالك الخطيئة إلى الخير والمحبة والتقوى،  وهو وقادر في الوقت عينه أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة. هذا الأب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا حول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلبت التوبة بصدق وإيمان وثقة. بقدرته ومحبته أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات وهو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في بيته السماوي حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة. تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور. في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء. وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران. من هذه الواقعة الإنجيلية نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

 

الياس بجاني/فيديو ونص: قراءة أولية في الاتفاق الإيراني- السعودي

11 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116466/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

باختصار فإن الاتفاق السعودي الإيراني الذي أعلن عنه أمس من الصين، هو غير قابل للتطبيق تحديداً من جهة إيران الملالي لا اليوم ولا في أي يوم.

لماذا هو غير قابل للتطبيق؟ ببساطة لأنه في حال نفذ يكون النظام الإيراني قد ألغى علة وجوده وتخلى عن مشروع تصدير الثورة وتشييع الدول العربية وغيرها.

ولهذا فإن احتمالات التزام الملالي ببند عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي جاء في الاتفاق هو وهم وخيال وكذبة كبيرة.

كما أن سجل الملالي في ما يخص احترامهم للاتفاقيات والعهود والوعود هو رزمة من الأصفار المكعبة.

أما فيما يخص السيد نصرالله ومصداقيته، فهو وكما عام 2006 كان آخر من علّم بالحرب مع إسرائيل، وقوله يومها "لو كنت أعلم"..

هو قبل أمس قال لنا بأن من ينتظر اتفاق سعودي إيراني علية انتظار مئة عام، فإذا بالاتفاق يعلن بعد يوم على خطابه، مما يدل على أنه هذه المرة أيضاً كان آخر من يعلم. مما يبين أنه وحزبه هما مجرد أدوات بيد إيران ولا وجود لهما في مطبخ القرارات الملالوية كما يدعون..

هم ينفذون ولا يقررون...هم مجرد أدوات ومرتزقة لا أكثر ولا أقل.

 

الياس بجاني/فيديو ونص: قراءة أولية في الاتفاق الإيراني- السعودي

11 آذار/2023

https://www.youtube.com/watch?v=elBgcaXWOOU&t=14s&ab_channel=EliasBejjani

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رسالة من الرئيس ريغان الى بشير الجميل

اكاديمية بشير الجميل/11 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116489/116489/

 خلال السنوات الـ ٤١ الماضية، تحدث كثيرون عن رسالة الرئيس ريغان إلى بشير الجميل، نظرًا لأهميتها وانعكاساتها الكبيرة. اليوم، تود الأكاديمية مشاركة هذه الرسالة معكم.

في التاسع من مارس عام  ١٩٨١، أي بعد ٤٩ يومًا فقط من انتخابه، أرسل رئيس الولايات المتحدة رونالد ريغان رسالة إلى "السيد بشير الجميل، القائد العام للقوات اللبنانية". تظهر هذه  الرسالة، إدراك الرئيس ريغان أهمية بشير بالنسبة للولايات المتحدة وللدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه في تحديد مستقبل لبنان .

كما نعلم جميعًا، من غير المعتاد أن يرسل رئيس الولايات المتحدة رسالة إلى شخص لا يحمل صفة رسمية، خاصة أن الإدارة الأمريكية كانت تعتبر بشير في السابق رجل ميليشيا .

النقاط الرئيسية والمهمة في الرسالة هي التالية:

-  تدعم الولايات المتحدة استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وحكومته ومؤسساته الشرعي.

- تؤمن الولايات المتحدة أن للبنانيّين فقط الحق بان يقرروا مصير لبنان ورؤيته للتغيير، وترحب بأي إجماع سياسي على وجه لبنان الجديد.

- تهتم الولايات المتحدة بصدق بخير الطائفة المسيحية في لبنان.

-  تؤمن الولايات المتحدة بمواجهة الوجود الفلسطيني الكبير في لبنان، الذي تسبب  بمشاكل للبنانيّين، وتعلن أن أي حل للقضية الفلسطينيّة يجب ألا يكون على حساب لبنان.

- تؤيد الولايات المتحدة الانسحاب التدريجي للقوات السورية من  لبنان، والتي يجب أن يحل مكانها الجيش اللبناني، وتحث القوات اللبنانية على الحفاظ على ضبط النفس في مواجهة الاستفزازات السوريّة والفلسطينيّة.

- تدعم الولايات المتحدة المفاوضات بين القيادة المسيحية والقيادات المسلمة والدرزية في لبنان .

-  تدرك الولايات المتحدة أن القوات اللبنانية والمنظمات المسيحية الأخرى في وضع يمكّنها من تحديد مستقبل لبنان، على أمل أن يتابع بشير الجميل طموحاته السياسية بشكل سلمي وبالتعاون مع الحكومة والجيش اللبناني.

و تشكلت لجنة للرد على هذه الرسالة برئاسة شارل مالك وضمت إيلي سالم، فؤاد حداد، جورج فريحة وألفراد ماضي بمساعدة الدكتور سيسيل حوراني.

اثنت اللجنة على مضمون الرسالة الواردة ورحبت بنقاطها وخاصةً فيما يتعلق بحق الشعب اللبناني وحده بتقرير مصير لبنان.

من خلال هذه الرسالة، أكدت الإدارة الأمريكية أن:

- بشير الجميل صديق وحليف مميز للولايات المتحدة.

- بشير الجميل رئيس محتمل للبنان.

- للقوات اللبنانية دور رئيسي في مستقبل لبنان.

- للطوائف المسيحية اللبنانية مكانة خاصة.

- مصير لبنان يجب أن يقرره اللبنانيون فقط.

 

فيديو مقابلة مع د. صالح المشنوق من تلفزيون ال أم تعري بالوقائع والإثباتات دجل نصرالله وهلوساته وجهله وطروادية وملالوية فرنجية والمشروع الإيراني الفاشل ويقرأ في الإتفاق الإيراني السعودية وفي عدم التزام إيران بأي اتفاق

https://eliasbejjaninews.com/archives/116497/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%af-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%86%d9%88%d9%82-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a/

11 آذار/2023

https://www.youtube.com/watch?v=VbPVis11bHY

 

رابط فيديو مقابلة مع رئيس تحرير جريدة نداء الوطن غسان بشارة من تلفزيون الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=2BqDXdFdJkA&t=2086

 

رابط فيديو مقابلة مع مصباح الأحدب من صوت بيروت انترناشيونال/ حلقة قاسية من "بدنا الحقيقة" اتّهم ميقاتي والحريري وعثمان بالتشيّع سياسياً وأمنياً

https://www.youtube.com/watch?v=OC0w2mWrcwQ

 

رابط فيديو مقابلة مع النائب السابق خالد ضاهر من موقع دي ان أي/تعرية لدور حزب الله ولسرايا المقاومة في الأعمال الإجرامية وتركيز على دورهما مع بعض مؤسسات الدولة في جريمة قتل الشيخ أحمد شعيب الرافعي

https://www.youtube.com/watch?v=of_t4qDCc18

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 11 آذار 2023

وطنية/11 آذار/2023

النهار

قال مسؤول في جهاز امني لاحد القضاة ان عليه ان يسدد لكل عنصر مرافق له مبلغ 300 دولار اميركي لان رواتبهم لا تكفيهم، وقد رد القاضي بان راتبه لا يوازي 600 دولار لعنصرين اضافة الى مأكلهما وتنقلاتهما

تعقد مجموعة من الشخصيات المستقلة اجتماعا الخميس المقبل في محاولة لتأليف لوبي ضاغط من اجل الدفع الى الاتفاق على رئاسة الجمهورية

عُلم أن رئيس حزب ونائبا سابقا، اتصل بنائب في منطقته للإطمئنان اليه، بعد سنوات من الخلافات، ونقل أن الإتصال كان ودّياً للغاية ولفتة إيجابية

ظهرت العصبية على نائب بيروتي ورئيس نادٍ، بعد خسارة فريقه، حيث لا يزال يواكب ناديه في الملعب.

اللواء

تواجه دولة كبرى مأزقاً عاماً في المنطقة، في ضوء تحولات في السياسة والاقتصاد والمواجهة، وبناء تحالف ثلاثي إقليمي من الصعب إضعافه.

يتجه حزب بارز للإعراض كلياً عن مفاتحة تيار قريب منه بمرشح معروف، لأسباب خاصة به.

بدأت مصارف، تُصنَّف من الصف الأول، بتسريح موظفين لديها، على خلفية فوضى في الإدارة، وتحت غطاء الإضراب المفتوح.

نداء الوطن

يعمد عدد من المسؤولين السابقين في مراكز تختصّ بوزارات عدّة وأبرزها وزارة البيئة إلى عدم تسليم الختم الرسمي بحجّة وجود حكومة تصريف أعمال وعدم صدور قرار تعيين البديل في الجريدة الرسمية، ما يعطّل عمل المرافق العامة.

تنتقد كتلة مسيحية بارزة كثرة الأسماء المرشحة التي تتساقط على راعي أبرشية أنطلياس أنطوان بو نجم وكأنّ هناك بازار أسماء مفتوحاً لكل أبناء الطائفة المارونية.

يتردّد أنّ كلفة الإنتخابات البلدية تفوق الأرقام المتداولة في وزارة الداخلية خصوصاً إذا كانت ستُجرى على أربع مراحل.

الأنباء

الملف اللبناني على أهميته لكنه لا يتصدّر الأولوية في مرحلة ما بعد الاتفاق الاقليمي الأخير.

التوقّف عند سلسلة مواقف محلية وخارجية يوحي بأن هناك امكانية معينة للبننة الاستحقاق الرئاسي.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 11 آذار 2023

وطنية/11 آذار/2023

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في البداية، النبأ برسم القوى السياسية والمسؤولين ومن لا يحزنون: سعر صرف الدولار الأميركي في لبنان تخطى التسعين ألف ليرة لبنانية...

وبعد: اتهامٌ من النائب جبران باسيل للرئيس ميقاتي بالطائفية عاجله مكتب رئيس الحكومة بردٍّ مقتضب-مركز.

وبعد: ثمان وأربعون ساعة تفصلنا عن مواقف يُنتظر أن تصدر عن رئيس البرلمان نبيه بري عندما يستقبل عصر الاثنين في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وفداً مشتركاً من نقابتي الصحافة والمحررين، إن لجهة الظروف المتعلقة بالدعوة المناطة به الى جلسة تحمل الرقم 12 لانتخاب رئيس للجمهورية وهي لم تحصُل بعد، أو لجهة المعطيات المتعلقة بشخصيات مرشحة في شكل أو بآخر للرئاسة في مقدمتهم المرشح الذي أعلن مكوّن الثنائي أمل-حزب الله دعمه وهو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي ستكون له قبل يوم الاثنين بحسب معلومات صحفية إطلالتان إعلاميتان حول رؤيته الرئاسية وتطورات المرحلة.. ولقد ذُكر أن إحدى الاطلالتين تكون عبر "قناة الشرق" السعودية العاشرة من هذه الليلة... كذلك أُفيد ان الموفد البطريركي المطران انطوان بونجم زار فرنجية.

في الغضون وبعد مرور مئة وواحد وثلاثين يوما على خلو كرسي رئاسة الجمهورية اللبنانية وفي خضم معاناة معيشية-اقتصادية-نقدية-مصرفية مريرة لا بل خطيرة تشبه الجحيم الذي يسبق جهنم بمرحلة وفي ظل انشغالات دولية بملفات وتطورات مريبة من جنوب شرق أوروبا-أكرانيا الى العلاقات الأميركية-الصينية غير السويّة ومتفرعاتها: تلفت أوساط سياسية مراقبة الى بصيص أمل ورجاء انطلاقا من خرق إقليمي تحقَّق عبر بكين وتمثّل بالإعلان أمس عن اتفاق سعودي-ايراني برعاية صينية على استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ أعوام...

الأوساط أوضحت أن هذا التفاهم سيؤثر أولا في شكل إيجابي على ملف اليمن وتشعباته في المنطقة وبعد ذلك من المفترض أن تصيب إيجابياتُه لبنان... لكن الأوساط السياسية ترى أن على الآفرقاء في لبنان عدمَ الانتظار الى حين ظهور نتائج اتفاق بكين وبالتالي عليهم الإغتنام المسبّق للتطورات والبحث عن سيناريو يبدأ بالاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية ثم تأليف حكومة وهلمّ جرّا من أجل الدخول في حلول تعيد للبنان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي.

في السياق الرئيس نبيه بري أشاد بالاتفاق السعودي-الايراني ودعا القوى والشخصيات اللبنانية الى الانطلاق من بارقة الأمل هذه نحو المبادرة العاجلة للتلاقي ومقاربة الأمور الخلافية وانجاز الاستحقاقات، أولها انتخاب الرئيس.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

طلقتان من الرمايات بعيدة المدى توجهها الصين الى الولايات المتحدة والعالم يتجه شرقاً من التيك توك المؤرق للسجلات الاميركية الى الاتفاق السعودي الايراني على الاراضي الصينية فمن خلف سور الصين العظيم أعيد ترسيم الحدود الدبلوماسية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية. وعلى طريق من حرير افتتحت الصين الشعبية ممراً آمناً بين طهران والرياض بإنجاز الاتفاق وإعادة تطبيع العلاقات بين الجارين وبعد سبع سنوات عجاف من القطيعة أعادت مد الجسور المحروقة بين بلدين محكومين بحسن الجوار،.، لم يأت دور الصين العظمى الهجومي من فراغ، بل على أسس سياسية واقتصادية عالمية كانت فيها الامبراطورية العملاقة تقف موقف المدافع قبل أن تتحول نداً للولايات المتحدة، ..  وبترحيب حذر نكّس البيت الأبيض علم القطب الواحد الذي يقود العالم، وأصبح للشرطي الأميركي ضابط صيني، حاز لقب لاعب الموسم،بتسجيله هدفاً في المرمى الأميركي مقابل لا شيء،.، أربعة أيام استطاع من خلالها التنين الصيني، أن يبعث بنيران التوافق ويعيد الحرارة إلى خطوط التواصل بين الجمهورية والمملكة، وبأربعة أيام شطب تاريخاً من تأجيج الصراعات بين إيران ودول الجوار، حيث جعلت الإدارات الأميركية المتعاقبة من إيران فزاعة لدول الخليج وباعتها أوهاماً لأمن بلغت كلفته مليارات الدولارات.

أما من أصيب بمقتل من شظايا هذا الاتفاق فكانت إسرائيل، حيث لم تستطع قبتها الحديدية إسقاط ردود الفعل العربية والغربية والدولية المرحبة بعودة المياه السعودية الإيرانية إلى مجراها الطبيعي، وانعكاسها الإيجابي على ملفات الشرق الأوسط، وقد أجادت صحيفة يديعوت أحرونوت حين عنونت أن الاتفاق بصقة في وجه إسرائيل، أما جيروزاليم بوست فنشرت تقريراً أشبه بورقة نعي لكل أشكال التطبيع مع تل أبيب، إذ نقل التقرير أن وعد نتنياهو بتوقيع معاهدة سلام مع المملكة ارتد اتفاقاً بينها وبين إيران، وأن الاتفاق أجهز على أمل التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وألغى إقامة تحالف خليجي إسرائيلي بوجه إيران، فيما رأت جامعة تل أبيب في الاتفاق رسالة إلى إسرائيل مفادها أن حلمها بالتحالف مع دول المنطقة، غير قابل للحياة ولم يكن في الأصل قابلاً للحياة، فيما رأى رئيس حكومة الاحتلال السابق يائير لابيد أن الاتفاق يهدم حائط الدفاع الأول ضد إيران، وفيه اعتبر وزير الحرب السابق بني غانتس أن نتنياهو ألغى أمن إسرائيل وأمن مواطنيها.

وفيما العالم يراقب الفوضى في إسرائيل والتي ستؤدي حتماً إلى الانفجار الداخلي بحسب ما انتهى إليه التقرير، فإن الاتفاق ضخ جرعة أوكسجين في الرئة اللبنانية، وقد يؤتي نتائجه كعلامة "راشّا" في الملف الرئاسي اللبناني بعد أن يؤدي المسؤولون اللبنانيون فروضهم الدستورية عبر ممارسة اللعبة الديمقراطية بوجود مرشحين معلنين(2) على الأقل، لكن المسؤولين أنفسهم جل ما يتقنونه ألاعيب بهلوانية على مسرح أحد عشر جلسة كان التعطيل لانتخاب رئيس سيد نصابها.

تبعات الاتفاق الإيراني السعودي على الملف اللبناني لن تكتمل أبجديتها في المدى المنظور، لكن أحرفها الأولى، قد تكتب في اول مؤتمر لمرشح الثنائي سليمان فرنجية الاسبوع المقبل وقد نفت أوساطه ظهوره الليلة على محطة الشرق الإخبارية السعودية .

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الإتفاق السعوديّ - الإيراني في الصين خلق حالَ ترقّب في كلِّ المنطقة، وحتى في العالم. فماذا بعد إنجاز الإتفاق، وتحولِه حقيقةً ملموسةً بعد شهرين؟ وما تداعياتُه على بلدان المنطقة التي لإيران أذرعٍ عسكريةٍ فيها، بدءاً من لبنان، مروراً بسوريا والعراق، وصولاً إلى اليمن؟ وَفق المتداول، فإنَّ الإتفاق بين الطرفين إنطلق في المبدأ من ضرورة التوصل إلى حلٍّ للحرب اليمنيّة. وقد توسع من اتفاق هدنةٍ في اليمن، ليتحول تطبيعاً للعلاقة بين القُوَّتين الإقليميّتين الكبيرتَين. أي أنَّ الهمَّ اليمني هو ما حرّك المحادثاتِ في الأصل. لكنّ المعطى المذكور لا يعني بتاتاً أنّ إطار التفاهماتِ لا يمكن أن يتطوّر، ليشمل بلداناً تتدخّل فيها إيران بقوة، عسكرياً وأمنياً، ومنها لبنان. لكن، حتى مع افتراض حصولِ التفاهماتِ المذكورة فإنها ستستلزم بعضَ الوقت، فيما الإستحقاقُ الرئاسيُّ داهمٌ في لبنان، والوضعُ الإقتصاديُّ- الإجتماعيُّ متفجّرٌ ينذر بعواقبَ كبيرة. وبالتالي فإنّ من اعتقدوا أنَّ الأزمة الرئاسيةَ ستُحَلُّ بكبسة زر في ظلِّ الإتفاق السعوديّ- الإيراني، ظهر عمقُ خطأِهِم. فلبنان سيبقى معلّقاً على خشبة الإنتظار إذا لم يسع إلى حلِّ مشاكِلِه بنفسه. وهو ما أشار إليه بوضوح وزيرُ الخارجية السعوديّ، حين أكد أنَّ لبنان بحاجة إلى تقارب لبنانيّ وليس إلى تقارب سعوديٍّ- إيراني. فمتى يعي المسؤولونَ اللبنانيّونَ هذه الحقيقة؟

واللافت في السياق، أن القوى التي تدور في فلك الممانعة سارعت الى تأييد الاتفاق وابراز ايجابياته، وهو ما تظهر خصوصا عند اركان حزب الله، وشخصيات تدور في فلك الحزب . وقد تناسى هؤلاء أنهم كانوا قبل ستة ايام يستمعون ويشاهدون الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ، وهو يؤكد ان على من يراهن على تسوية ايرانية - سعودية قريبة ، فان عليه ان ينتظر طويلا. العبارة التي قالها نصر الله في يوم الجريح في السادس من آذار ، تؤكد ان حزب الله ليس على علم اطلاقا بما تخطط له السلطة السياسية في ايران. اي ان دوره يقتصر على التنفيذ، ولا دور له في صناعة القرار كما يدعي احيانا! حتى انه لا يعرف بالقرارات الاستراتيجية المهمة قبل حصولها ولو بأيام قليلة. ماليا، العملة الخضراء تواصل ارتفاعها غير المسبوق، وتتابع خطاها الواثقة نحو المئة الف ليرة . وقد تم التداول بالدولار اليوم في حدود ال 92,500 ليرة. وهو امر يحمل على القلق وخصوصا ان المصارف تستعد للاضراب يوم الثلثاء، ما يزيد الواقع المالي تعقيدا. تربويا، ايضا الاضراب على الابواب. اذ ان اساتذة التعليم الخاص يلوحون بالاضراب الثلثاء اذا لم تستجب السلطات المعنية لمطالبهم قبل ذلك. فهل يعي المسؤولون أخيرا ان الاوضاع المالية والاقتصادية والتربوية غير السوية، لا تحتمل تأجيل الاستحقاق الرئاسي في انتظار تبلور نتائج الاتفاق السعودي - الايراني؟

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا صوت يعلو فوق صوت الإتفاق السعودي - الإيراني الممهور بالحبر الصيني،،.

فالإنجاز الذي وصفه البعض بالتاريخي يرقىَ إلى مرتبةِ تحولٍ إقليميٍ كبير، من شأنهِ رسمُ خريطةً إقليميةً جديدة في المنطقة،،.

والمصالحةُ السعودية - الإيرانيةُ ستخلُطُ  - من دون شك - الأوراقِ على امتدادِ الإقليمِ وجزءٍ من العالم، ومن شأنها إذا ما قُدّرَ لها أن تسلكُ مساراتها المأمولة أْن تفتح آفاقاً جديدةً في كلِ المنطقة تنعكسُ إستقراراً فيها،،.

ومما لا شك فيه أن المنطقة - بعد الإتفاق السعودي - الإيراني - ستختلفُ عما قبله، بما يشكلُ من مظلةٍ إقليمية كبيرةٍ وخريطةِ طريقٍ لحمايتِها وتأمينِ مصالحِها ونزعِ فتيل أزماتها،،.

أما فرزُ المواقف، فأظهر إرتياحاً في العواصم العربية، وحذراً في واشنطن، وقلقاً في تل أبيب،،.

فبياناتُ الترحيب امتدت من دولِ الخليج إلى مصرَ ولبنان وسوريا وغيرها، فيما وصف الإعلامُ العبري الإتفاقَ  بأنه "بصقةْ" في وجهِ إسرائيل وفشلٌ لها، أما الموقف الأميركي فقارَبَ الإتفاقُ من باب التركيز على ضرورة تحسين العلاقات بين العرب وإسرائيلْ مع عدمِ كتمِ القلقِ من توسع نفوذ الصين في الشرق الأوسط،،.

وفي لبنان أشاد رئيسُ مجلس النواب نبيه بري بالإتفاقِ قائلاً أن إرادةَ التلاقيْ والتوافقْ لا بد هي المنتصرةْ على إرادة التباعد، وقال إننا نجددُ الدعوة الصادقة والمخلصة للقوى والشخصياتِ السياسيةِ والحزبيةِ كافةْ إلى وجوب المبادرةِ سريعاً للتلاقيِ على كلمةِ سواءْ  نقاربُ فيها كل القضايا الخلافية وننجزُ إستحقاقاتِنا الدستورية وفي مقدمها إنتخابُ رئيس للجمهورية بالتوافقِ والحوار مضيفاً: لنا بما هو أمَامَنا أُسوةٌ حسنة،،.

وعلى نيةِ الإستحقاق الرئاسي، يُـطِل زعيم تيار المردة سليمان فرنجية مساء اليوم عبر شاشة قناةِ الشرقِ السعودية، وذلك غداة إعلان الرئيس بري ثم السيد حسن نصرالله دعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية،،.

ومما لا شك فيه أن هوية المنبر الذي سيُطِلُ عبره المرشح الرئاسي لها دلالات بارزة،،.

وقبل ساعاتٍ من هذه الإطلالة، أكد وزيرُ الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن لبنانْ يحتاج إلى تقاربٍ لبناني - لبناني وليس إلى تقاربٍ إيراني - سعودي

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

هذا هو بكل بساطة ما تسعى إليه غالبية الطبقة السياسية اللبنانية، على رغم الانهيار الكبير على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية.

فالترقيع السياسي هو ما يسعى إليه هؤلاء لمقاربة أزمة النظام بشقيها الدستوري والميثاقي، معوِّلين على التطورات الإقليمية المستجدة، علَّها تنعكس تسوية في لبنان، تُبقي القديم على قدمه، فتكون المنظومة قد تجاوزت عاصفة هي الأعتى منذ ولادة لبنان الكبير، وكسبت مدة زمنية فاصلة جديدة، في انتظار انفجار جديد.

والترقيع الاقتصادي والمالي هو ما يرغب فيه هؤلاء، ليتهربوا من الإصلاحات الحقيقة، ومن التخطيط لنقل الاقتصاد الى الحيز الانتاجي، ممننين النفس عوضاً عن ذلك، بحلحلة في العلاقات العربية والدولية، ما يسمح بتدفق التمويل لفسادهم، على غرار المؤتمرات الباريسية الشهيرة، التي مددت لقوى معروفة في السلطة منذ التسعينات، بعيداً من أي مقاربة جدية لمعالجة أسباب المرض بدل العوارض.

أما الترقيع المعيشي، فهو الدأب اليومي لكل هؤلاء، الذين يصفون الودائع بالمقدسات، لكنهم يحجمون عن اقرار اي قانون يحميها او يستعيد ما هُرِّب منها. هؤلاء يعقدون الاجتماعات حول الرواتب وينظمون المؤتمرات الصحافية حول الاجور، اما على ارض الواقع، فحولوا الموظفين والمتقاعدين والمعلمين الى شحاذين لحقوقهم، وسائر المواطنين الى زبائن عند السياسيين المقتدرين، وقريباً عند رؤساء البلديات الاثرياء، الساعين الى تجديد ولاياتهم الفاشلة على رأس المجلس البلدية في لبنان، هذا اذا جرت الانتخابات.

في الأصل، الترقيع فنٌّ من الفنون الجميلة، وهو مشهور في أنحاء كثيرة من العالم. أما في لبنان، فهو يختصر قباحة غالبية السياسيين، ونهجهم المدمر، القائم على الهرب الى الامام من كل ازمة، عوض اجتثاثها من جذورها، لينهض الوطن من جديد.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

وصل التنينُ الصينيُ الى الشرق ِالاوسط بنسختِهِ السياسية ِبعد ان سبقته النسخات ُالاقتصادية. فنفخ َبدبلوماسيتِه المتقنةِ، مساهما في اطفاء ِالنيران ِالاميركية َالتي اشعلتها واشنطن في المنطقة لِتنضِج َعليها مشاريعَها الاستعمارية..

رعت الصين ُالاتفاق َالايراني َالسعودي، متوجة ًجهوداً عراقية ًوعُمانية ًعلى خط ِالتقريب، فوصلت الرياض ُوطهران ُالى اعادة ِالعلاقات ِالدبلوماسية وتفعيل ِقنوات ِالتواصل ِلما فيه مصلحة ُالبلدين وشعبيهما .

وان كانت بنود ُالاتفاق ِلم تشمل ايا ًمن الملفات ِخارج َحدود ِالعلاقة ِالبينية، لكن المأمول َان تتركَ اجواء ًايجابية ًلترسيخ ِمفهوم ِالحوار ِالقادر ِعلى حل ِازمات ِالمنطقة ِوملفاتها..

وبالمنطق اللبناني فإنَ ما جرى في بكين لن يرضي َالكثيرين ممن يبنون مشاريعَهم على خيارات الاستقواء ِالخارجية ِلفرض ِالمسارات ِالداخلية .

ومع تبدل المسارات ِفان ما جرى هو تغير ٌبعقلية ادارة ِالملفات، لكنه لن يحضر َعلى الساحة ِاللبنانية ِكمشروع ِحل، لان الحل َهو لبناني ٌوعبر الحوار ِالذي لا يزال ُيرفضُه المكابرون .

ولمن لا يريد ُأن يسمع َمن الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بعدم ِانتظار ِملفات المنطقة ِوالرهان ِعليها – لان الملفات ِاللبنانية َلا يحلُها الا اللبنانيون، فليسمعوا من وزير ِالخارجية السعودي ِفيصل بن فرحان ان التقارب َالايراني َالسعودي َلن يحل َالازمة َاللبنانية، وانما حلٌها بالتقارب ِاللبناني اللبناني..

وحتى يقترب َهؤلاء من السلم ِللنزول عن اعلى الشجرة ِقبل َان ترميَهم رياح ُالمتغيرات، دعا الرئيس ُنبيه بري الى القراءة ِالايجابية ِلمشهد ِالتقارب ِالعربي ِالايراني ِوعودتِه الى طبيعته، مطالباً القوى السياسية َبالمبادرة ِسريعا ًللتلاقي ِعلى كلمة ٍسواء بمقاربة ِالملفات، والكف ِعن هدر ِالوقت ..

اما وقت ُالصهاينة فيزداد ُتأزماً مع خطوة ِالتقارب ِالايراني ِالسعودي، ولم يُخفِ كبار ُمحلليهم استثمار َقادتِهم بل تحفيزَهم للخلاف ِبين َالطرفين طيلة َاعوام، واليوم َيصابون بالخيبة، اما الخشيةُ فهي من الحضور ِالسياسي ِالصيني ِالى المنطقة على حساب ِالاميركي، ِعبر َهذه الخطوة ِغير المسبوقة..

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

ما حصّة لبنان من التفاهم الإيراني - السعودي؟

طوني جبران/المركزية/11 آذار/2023

عندما كان السباق قائما بين المسارين السعودي - الايراني والاميركي - الإيراني بما فيه المفاوضات الجارية مع مجموعة الـ (5+1) بشأن ملفها النووي، كان يقال ان طهران رفضت منذ بداية المفاوضات قبل اتفاق تموز عام  2015 وبعد تجميده من طرف واحد من قبل الرئيس الاميركي دونالد ترامب في 8 أيار 2018 أنها لا تخلط في مفاوضاتها بين محتويات هذا الملف بما يؤكد على اهميته الإستراتيجية المتصلة بالامن القومي الايراني وما تسميه الدول الاخرى بضرورة ان تساهم إيران في معالجة مجموعة من الأزمات التي نشأت في عدد من دول الشرق الأوسط والخليج العربي التي تمددت إليها وتمارس وصايتها على "أذرعها" الى درجة اعترفت فيها بإنشاء جيوش لها في 5 عواصم عربية. على هذه القاعدة، بنى محور الممانعة الكثير من النظريات التي تهاوت واحدة بعد أخرى وعلى مراحل مختلفة، من اليمن الى لبنان وسوريا والعراق طيلة السنوات الماضية. وإن كانت المفاوضات النووية قد تجنبت مثل هذه التفاهمات، فقد كشف الحوار السعودي - الايراني الذي رعته بغداد عن تعهدات ايرانية في أكثر من مناسبة بأنها باتت مستعدة للتعاون مع الرياض في ملف اليمن على الرغم من إصرارها على استقلالية الحوثيين والاصرار على أنهم أحرار لا يستمدون اي شكل من أشكال القوة منها، متجاهلين ما أنجزه الحرس الثوري الايراني وحزب الله من دور كبير مكن اليمنيين من تصنيع الصواريخ الباليستية المجنحة والطائرات المسيرة التي غيرت في مجرى الأحداث في أكثر من ازمة دولية امتدت من اليمن الى السعودية ودخلت منذ اسابيع قليلة في الحرب الاوكرانية كقوة مساندة للجيش الروسي في أكثر من معركة.

إنطلاقا من هذه الوقائع التي لا تحتاج الى الكثير من التدقيق، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ"المركزية" ان لم يكن بالإمكان تحقيق اي تقدم على المسار السعودي - الايراني ما لم تتعهد ايران في مسلسل جلسات المفاوضات الخمس التي شهدتها بغداد ابتداء من الجلسة الثالثة منها بأنها ستلعب دورا مساعدا لتهدئة الوضع في اليمن وخصوصا عقب الهجمات التي طالت منشآت أرامكو في المملكة العربية السعودية في 25 أيار العام 2022 وما سبقها وتلاها من هجمات على  منشآت حيوية اخرى في العديد من المناطق السعودية القريبة من الحدود اليمنية، ولا سيما في جيزان والظهران وأبها وخميس مشيط قبل ان تتطور لتطال منشآت أخرى في الإمارات العربية المتحدة في 17 كانون الثاني من العام 2022.

وتبعا لذلك، ساهمت الوساطة العراقية التي قادها رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي مدعوما من أكثر من قوة دولية وعربية والامم المتحدة في استدراج إيران الى ممارسة المزيد من الضغوط التي أثمرت تفاهما على وقف لاطلاق النار في اليمن لاقته السعودية بانهاء حكم الرئيس اليمني عبد الهادي منصور وتشكيل مجلس قيادة يجمع المكونات اليمنية المختلفة بهدف الحوار مع الحوثيين والبدء بالحل السياسي في البلاد توصلا الى صيغة حكم ترضي جميع الاطراف وتوزع مناطق النفوذ ومواقع السلطة في ما بينها بما يعزز الائتلاف المطلوب بينها وانهاء كل اشكال الصراع الذي يحظى بجانب قبلي وعشائري كبير لا يمكن تجاهله. استنادا الى التجربة اليمنية، توسعت المراجع الدبلوماسية في قراءة النتائج المترتبة على الوضع في لبنان، فالاستحقاق الرئاسي يغطي كبرى الأزمات اللبنانية ويشكل في حال مقاربته بصيغة تعيد الانتظام الى الحياة الدستورية في البلاد ليشكل اولى الخطوات المطلوبة من اجل احياء مشاريع التعافي المالي والاقتصادي بعد السياسي. ولذلك توجهت الأنظار لفهم موقع لبنان وحصته من التفاهم الإيراني - السعودي على إحياء العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد سبع سنوات من القطيعة، تلت الهجوم الذي نفذه الحرس الثوري على السفارة السعودية وقنصليتها في كانون الثاني العام 2016.

على هذه الخلفيات، تدعو المراجع الدبلوماسية الى التريث في الحكم على حجم الانعكاسات المتوقعة على لبنان، فوجهات النظر للدولتين بشأن ما يجري في لبنان ما زالت متباعدة على عكس التقدم الذي تحقق في اليمن وسمح بتجديد العمل بوقف النار على مرحلتين حتى اليوم، ولكن الأمر قد لا  يطول إن صحت السيناريوهات المتداولة عن إمكان الاستفادة من التقارب الايراني - السعودي لتنطلق الحركة الدبلوماسية التي يخوضها ممثلو لقاء باريس العربي - الدولي الخماسي الذي أطلق في السادس من شباط الماضي وخصوصا ان الجانب القطري كان قد قطع شوطا بعيدا في مقاربته للأزمة في اتصالاته مع إيران وأطراف اخرى سمحت بتجنب الكثير من المطبات المحتملة مع امكان الوصول الى لائحة جديدة للمرشحين لرئاسة الجمهورية تخرج الأطراف كافة من الستاتيكو السلبي القائم اليوم، نتيجة عجز اي طرف من تأمين الاكثرية التي تضمن وصول مرشحه الى قصر بعبدا وهو ما قد يدفع الى البحث جديا عن اسماء جديدة تصلح لخوض السباق الى قصر بعبدا. وتنتظر المراجع الدبلوماسية حراكا من نوع آخر يثبت الفصل بين مسار العلاقات السعودية - الايرانية والتفاهم على معالجة بعض الأزمات الداخلية في عدد من البلدان التي يتواجهان فيها. وهو ما سيتولى إدارته السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الذي ستكون له جولة جديدة هذا الاسبوع تشمل رئيس مجلس النواب نبيه بري وعددا من القيادات السياسية والحزبية من أجل شرح ما يمكن ان يؤدي اليه التفاهم مع إيران ومعه المواصفات السعودية التي اسقطت عددا من الترشيحات بفعل الحد الادنى من التوافق الذي توصل اليه أطراف "لقاء باريس" ليشكل دافعا الى البحث عن مخرج لا يؤمنه سوى مرشحين جدد بعدما فعل "الغربال" السابق فعله في فرزهم، لنصل الى مرحلة "المنخل" الذي يمكن ان يقود الى ولادة لائحة صغيرة ومختصرة لا تتجاوز الأسماء الثلاثة وربما وصلت الى إثنين، قد لا يشكل وصول احدهما الى قصر بعبدا نفورا لدى الاكثرية النيابية التي يمكن تكوينها من جديد بصيغة غير مسبوقة تتراوح بين من يؤمن النصاب القانوني لجلسة الانتخاب بالثلثين ومن يوفر ما يفيض عن النصف زائد واحدا للرئيس العتيد.

 

بعد العجز الرئاسي.. "الحزب" في مواجهةٍ من نوع آخر؟

 لارا يزبك/المركزية/11 آذار/2023

ماذا لو طال الفراغ الرئاسي؟ وهل يمكن لحزب الله الذي خرج عن ضبابيته "الترشيحية" هذا الاسبوع، معلنا زعيم تيار المردة سليمان فرنجية مرشّحه، أن يهرب من عجزه عن ايصاله الى قصر بعبدا، الى مواجهةٍ من النوع العسكري، لكسر المراوحة السلبية القائمة، خصوصاً إذا ما ترافقت مع مزيد من الانهيار الاقتصادي والذي تدل كل المؤشرات على انه سيشتد؟ هذه الاسئلة مشروعة وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، خصوصاً وأن المعطيات والارقام والمواقف التي سُجّلت غداة تبني الثنائي الشيعي ترشيح فرنجية، لم تؤشر الى امكانية انتخابه رئيسا للجمهورية. نصرالله في خطاب "يوم الجريح" قال ان الشغور قد يطول سنوات، اذا لم يُصر الى التحاور بين اللبنانيين. اما نائبه الشيخ نعيم قاسم فغرد كاتبا "طريقان لا ثالث لهما، إمَّا طرحُ الكتل لأسماء المرشحين لديها للرئاسة والحوار في ما بينها لتأمين الترجيح لأحدهم، وإمَّا التمترس حول خياراتها وعدم إنجاز الإستحقاق إلى أجل غير مسمَّى".

لكن ماذا لو لم يفلح الحزب في جر الكتل النيابية الى حيث يريد؟ أي الى الحوار الذي يتوخى منه طبعا انتقالَ المعارضين لفرنجية الى ضفة داعميه او تبنّيهم ترشيحَ شخصية يرتاح اليها الحزب وحركة امل؟ هل ستنفّذ الضاحية تهديدها بعد ان لوح نصرالله بأنه سيمسك الغرب، المسؤول عن التعطيل والحصار، "من اليد التي تؤلمه"، اي اسرائيل؟ في الساعات الماضية، أكد مصدر رفيع المستوى في "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني لوسائل اعلامية، أن بعض قادة "حزب الله" اللبناني ناقشوا، خلال حوارات جرت في بيروت مساء الثلثاء الماضي، مع مسؤولين إيرانيين من بينهم نائب قائد الفيلق، سيناريو مفاده أن يشن الحزب هجوماً على أهداف إسرائيلية في الجولان رداً على القصف الأخير الذي استهدف مخازن أسلحة وصواريخ للحزب وإيران في سوريا، لاستدراج تل أبيب للحرب، وهو ما لاقى معارضة حاسمة من الجانب الإيراني. وقال المصدر إن قادة "حزب الله" أبلغوا محاوريهم الإيرانيين أن الحزب وبيئته بل لبنان كله، لم يعد قادراً على تحمل الأزمة الاقتصادية، وأن السبيل الوحيد للخروج من الجمود السياسي وما يعتبره الحزب حصاراً اقتصادياً هو بدء معركة ضد إسرائيل، لافتاً إلى أن محللي الحزب واثقون بأن الجهود الدولية لوقف الحرب ستنتهي باتفاق دولي يؤدي إلى رفع الضغوط المالية والاقتصادية عن لبنان.

وفق المصادر، فإن هذا السيناريو غير مرغوب به راهنا لا ايرانيا ولا دوليا، والاستقرار في الجنوب خط احمر، وطهران تدرك ذلك. وفي وقت تعاني من عزلة شديدة وتبحث عن مُتنفّس في وجه العقوبات الدولية، فتبحث عن تهدئة في حوارات بعيدا من الاضواء مع الرياض والغرب، هي لن تُقدم على اي دعسة ناقصة تتسبب لها بـ"وجعة رأس جديدة" هي في غنى عنها. وستطلب بالتالي من الحزب، البحثَ عن سبل اخرى لتسيير اموره في لبنان، بوسائل اخرى.. فهل تكون سلمية؟ وهل يستسلم الحزب للعبة الديمقراطية ام يصرّ على خيارات تدفع بالآخرين الى الرضوخ امامه سريعا، كـ7 ايار مثلا؟!

 

بارقةُ أملٍ لبنانيّة

 وكالة أخبار اليوم/11 آذار/2023 

لم يتأخر الداخل اللبناني، السياسي والاقتصادي والاعلامي وحتى الشعبي، في مواكبة الاعلان السعودي - الايراني المشترك وبرعاية صينية عن الاتفاق على عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران في غضون شهرين، وبدأ كل طرف يحلل هذا التطور النوعي بما يتناسب مع مشروعه السياسي لا سيما الرئاسي.

لا بد من الاشارة بداية، إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو اول من اعلن في خلال كلمته بافتتاح مقر السفارة الايرانية الجديد في بيروت عن بارقة امل بعودة العلاقات بين السعودية وايران، بينما كان الاغلب الاعم من القيادات السياسية والحزبية وحتى الدينية، ترسم صورة سوداوية جدا في هذا الاتجاه، وتعتبر ان الرهان على ملف العلاقات بين طهران والرياض ليس في محله لان اوان انضاجه يحتاج الى سنوات. إنطلاقا من هذا التطور العربي - الاقليمي المفاجئ، حدد مصدر دبلوماسي توجهين يمكن ان ينعكسا على الواقع اللبناني في حال سارت الامور بشكلها الطبيعي في خلال الشهرين المحددين في الاتفاق لعودة التبادل الدبلوماسي بين السعودية وايران:

الأول: حصول انفراجات غير متوقعة في 4 قضايا محورية وهي: اليمن، سوريا، لبنان والعراق. بحيث تعطي ايران في كل من اليمن وسوريا ولبنان مقابل ان تعطي السعودية في العراق. الثاني: ان تذهب الامور الى معالجة هذه الملفات تدريجا ووفق الاولويات، وهنا سننتظر اين سيكون ترتيب الملف اللبناني، السعودية تريد اليمن اولا فهل يكون لبنان ثانيا، اذا كان هذا هو التوجه يعني ان الانفراج السياسي سقفه نهاية شهر حزيران المقبل.

ويؤكد مصدر دبلوماسي عربي لوكالة "اخبار اليوم"، ان "التطور الايجابي بين السعودية وايران سيفضي بطبيعة الحال إلى انفراجات على المستوى اللبناني ولكن ليس على طريقة المقايضة المعتمدة من الطبقة السياسية اللبنانية اي الرئاسة الاولى مقابل الرئاسة الثالثة، انما على قاعدة جديدة وهي رئيسي جمهورية وحكومة متجانسين وملتزمين ميثاق جامعة الدول العربية وقراراتها والقرارات الدولية يليهما البدء بمد يد المساعدة الى لبنان لانقاذ شعبه من الازمة الخانقة جدا اجتماعيا وماليا واقتصاديا".

وشدد المصدر على ان "الانفراج في لبنان لا يكون باجترار التجارب السابقة، ولا برئيس يتبع لهذا المحور او ذاك، ولا بحكومة مشلّعة بالحصص والتوازنات التعطيلية، انما بفريق حكم متكامل يحاور الجميع وينفذ ما يتطابق مع المصلحة اللبنانية العليا".

ويشدد المصدر على ان "كل الدولة العربية يريدون الخير للبنان، ولم يبخلوا يوما في مساعدته، انما السؤال الكبير هو: هل من يمسكون بمفاصل السلطة في لبنان يريدون الخير لهذا البلد الجميل وشعبه الطيب والصابر؟".

 

سوريا: مقاتلو "حزب الله" يعودون الى مواقعهم في البوكمال

المدن/11 آذار/2023

أعاد "حزب الله" اللبناني مقاتلين له الى مواقع أخلوها في مدينتي الميادين والبوكمال في ريف دير الزور الشرقي، الى جانب مقاتلين من ميليشيات تابعة لايران. وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن "حزب الله" وكذلك ميليشيا "فاطميون" الأفغانية عادوا إلى منطقة المربع الأمني في مدينة الميادين التي تعتبر مركز نفوذ الميليشيات الإيرانية في غرب الفرات، كما أعاد الحزب انتشاره في مواقع كان قد أخلاها في مدينة البوكمال على الحدود مع العراق بريف دير الزور الشرقي. وأعاد المرصد سبب عودة "حزب الله" إلى البوكمال، الى الأهمية الإستراتيجية البارزة" للمدينة، إذ تُعتبر المعابر على الحدود العراقية هناك شريان الحياة بالنسبة للحزب، لافتاً إلى أن مدينتي البوكمال والميادين شهدتا كذلك عودة ميليشيات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني بقوة. وأوضح المرصد أنه في 14 شباط/فبراير، عمدت تلك الميلشيات الإيرانية إلى إخلاء مواقعها ضمن مدينة الميادين وعلى أطرافها لأسباب مجهولة، مشيراً إلى عملية بدأت عقب الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا فجر 6 شباط الماضي. كما أخلت مجموعة تتبع لـ"حزب الله" في 13 شباط، عدداً من النقاط في ريف دير الزور الشرقي، وذلك بعد وصول لجنة أمنية ضمت رئيس فرع الأمن العسكري في دير الزور وضباطاً من المكتب الأمني، موضحاً أنه جرى تثبيت نقاط لقوات الدفاع الوطني والأمن العسكري بدلاً من قوات الحزب التي كانت تتمركز في مناطق الميادين ومحكان والقريا بريف المحافظة. وأشار إلى أن عناصر من الأمن العسكري قاموا حينها بإغلاق معبر "المحكان" الواصل بين مناطق الميليشيات مع مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لافتاً إلى أن المعبر هو غير شرعي وتدخل عبره البضائع المهربة، بعد طرد المهربين والسكان من المنطقة. إضافة إلى ذلك، أوضح المرصد أن ميليشيا "فاطميون" أخلت في 5 شباط، أحد مقراتها العسكرية داخل المربع الأمني في مدينة الميادين وسلمته بشكل كامل لعناصر "حزب الله". ونقل عن مصادر تأكيدها أن الميليشيات الإيرانية أخلت سجناً في مدينة الميادين كان يستخدم لاحتجاز العناصر والمدنيين للتحقيق معهم، عقب استهدافات البوكمال، موضحاً أنه جرى نقل المعتقلين من السجن الى جهة مجهولة. وقُتل 7 أشخاص الأربعاء، 3 منهم من جنسيات غير سورية، كما أصيب 15 آخرون بعدما استهدفت طائرة مسيرة مخزناً ومعمل أسلحة يتبع للميليشيات المرتبطة بإيران في حي الحميدية داخل مدينة دير الزور، ما أدّى إلى انفجاره، حسبما ذكر "المرصد". وفي أواخر كانون الثاني/يناير، شهدت الحدود السورية- العراقية 3 جولات من القصف بالطائرات المسيّرة خلال 24 ساعة، استهدفت قافلة مؤلفة من 6 شاحنات تبريد وصهريجاً في بلدتي الهري والسويعة بريف مدينة البوكمال، قادمة عبر الحدود من الجانب العراقي. كما استهدفت الغارات حينها سيارة دفع رباعي تقل قيادياً عسكرياً إيرانياً و3 من مرافقيه من جنسيات غير سورية. وأدت الجولات الثلاث من القصف إلى مقتل 11 عسكرياً من جنسيات غير سورية ضمنهم القيادي الإيراني.

 

هل يقطف قائد الجيش ثمار المصالحة بين المملكة وطهران؟

شادي هيلانة/أخبار اليوم/11 آذار/2023

امس اتجهت انظار العالم نحو التطورات الاقليمية المفاجئة، التي اربكت العالم بأسره، تمثلت بالاتفاق السعودي - الايراني الذي جاء بعد مرحلة من علاقة دبلوماسيّة مقطوعة بين اقوى دولتين اقليميتين منذ عام 2016، وكان لدولة الصين الشعبية في هذا التقارب الدور الاكبر، اذ برزت كلاعبة اساسيّة على الساحة الدوليّة، وسط حديث عن خطوات ايجابيّة ستتبعها بعد اشهر قليلة، لا سيما في المنطقة المشتعلة من سوريا الى اليمن والعراق وصولا الى لبنان، ليبقى السؤال: هل سيكون لبنان ضمن الروزنامة الدولية، لوضعه على سكة تسوية وخلق دينامية جديدة لوقف الخضات الاجتماعيّة والهزات السياسيّة؟

مما لا شك فيه، انّه لا يجب استباق الامور او الاستعجال حيال هذه الخطوة المهمة، ويشير المراقبون انّ الانتظار سيّد الموقف راهناً، بمعنى انّ انعكاس المصالحة بشكل ايجابي لن يأتي خلال أسابيع او اشهر، بل سيتطلب وقتا، وبالتالي تبقى ترجمته مرتبطة بمدى تنازل الدولتين، ومدى تطبيقه على دول الجوار. ولكن في الموازاة لا ينكر المراقبون انّه تحول جيّد في المسار الدبلوماسي، قد يفتح أُفقا جديدة في الملف اللبناني، لا سيما في الاستحقاق الرئاسي النائم منذ اكثر من خمسة اشهر. وامام هذه المستجدات، في اطار رسم التسويات المرتقبة، لربما تنجح المملكة بفرض ملفاتها على الطاولة، خصوصا بعد اعلان الذراع المسلح الابرز لطهران - ايّ حزب الله - صراحة ترشيحهُ للوزير السابق سليمان فرنجية، كخيار اساس تماماً كما فعل رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، على الرغم من انّ السعودية ترفض فرنجيّة كخيار رئاسي، لإرتباطه بالحزب، وبالتالي فان أجواء "سليمان بيك الرئاسيّة" ملبدة جدا، لا سيما بعد كلام السفير السعودي وليد البخاري، الذي أكد للبطريرك الماروني مار بشارة الراعي، اثناء زيارته لبكركي مطلع الاسبوع، أن السعودية ليس لديها شخصية معينة تدعمها للرئاسة لكنها تتحدث عن رئيس انقاذي ليس منغمسا بالفساد السياسي والمالي، وقد علم في هذا الاطار انّ الراعي يلتقي مع المملكة على المواصفات السيادية والاصلاحية بالدرجة الاولى. مقابل ذلك، ثمة من يعتقد انّه بالتوازي مع التقارب السعودي الايراني، ستكون هناك مبادرة حسن نيّة، قد تلجأ اليها طهران في النزول عن شجرة تمدد نفوذها وفرض اجندتها، ما قد يستدعي تفاهما سريعا على مرشح يرضي المملكة، والذهاب الى خيار التخلي عن مرشحين التحدي الى رئاسة الجمهورية، وعندها يمكن الانتقال الى المرحلة الجديّة بعيداً عن المسرحية الهزلية، وقد تكون مرحلة قائد الجيش جوزاف عون، الذي السعوديّة كما الحزب ليس لديهما ايّ مشكلة معهُ، لكن يفترض ان تعكس هذه الامور طابع التنفيذ لا ان تبقى مجرد أُمنيات.

 

باسيل: دولة الرئيس خفِّف مخالفة دستور وقوانين

ام تي في/11 آذار/2023

غرّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر "تويتر": "قبل ما يروح دولة الرئيس عالفاتيكان ليبيّن بمظهر المنفتح، لو بيوقع الـ٥٦٥ مرسوم استعادة جنسية يلّي أصحابها مستحقينها بالقانون. دولته ما عم يوقع لأن اكتريتهم مسيحيين وهيدا باعترافه وعضمة لسانه. يوقع كل المراسيم دفعة واحدة، مش واحد واحد لابتزازنا سياسيًا بكل توقيع متل ما بيقول". وأضاف: "المراسيم فقط اعلانية، هيدا حقهم بقانون استعادة الجنسية؛ نحنا ما منعرف حدا منهم وعددهم ما بيغير بديموغرافيا البلد. يوقّع بلا طائفية! كمان قبل ما يترك الحكم، والأرجح بلا رجعة هالمرة متل ما هو بيعرف، لو بيخفف مخالفة دستور وقوانين تيبقى له شي ذكرى طيبة غير لقبه الشهير بالجمهورية".

 

نصرالله واثق بأنّ الإيراني "لا يخلع صاحبه"... وبرّي يسعى لزيارة الرياض

"اتفاقية بكين" تدغدغ آمال 8 آذار: "أضغاث أحلام" رئاسية!

نداء الوطن/11 آذار/2023

لا شكّ في أنّ اتفاقية إعادة تطبيع العلاقات الرسمية بين المملكة العربية السعودية وإيران شكّلت محطّة مفصليّة في مسار أحداث المنطقة وستكون لها انعكاسات وازنة في كفة ميزان الاستقرار الإقليمي، ولا شكّ أيضاً في أنّ إعلاء لغة الحوار واحترام الأطر الديبلوماسية الناظمة للعلاقات الطبيعية بين طهران والسعودية وسائر الدول الخليجية والعربية على قاعدة "حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية" هو الغاية المرجوة في نهاية المطاف لعقلنة الجموح الإيراني ولجم نزعته التخريبية على امتداد الخارطة العربية... لكنّ إعطاء مشهدية اتفاق السعودية مع إيران في بكين أمس أبعاداً مفتعلة تخرج عن جوهر الاتفاق وغاياته الفعلية، والرهان على أن تُحدث تشعباتها تشققات ارتدادية على الأرضية السيادية والوطنية اللبنانية لصالح تكريس سطوة محور الممانعة والفريق الذي يدور في الفلك الإيراني في لبنان، لا يعدو كونه رهاناً واهماً سرعان ما ستبدده الوقائع والتطورات في الأمد المنظور... والبعيد.

فما أن أُعلن نبأ توقيع "اتفاقية بكين"، حتى سارعت أوساط الثامن من آذار إلى التهليل لها والتعويل عليها انطلاقاً من قراءات وتحليلات تدغدغ آمالها بأن تشكل هذه الاتفاقية انتصاراً لمحور على آخر في لبنان لا سيما في تحديد مصير الملف الرئاسي، غير أنّ تعليق وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لم يتأخّر في تبديد أي أضغاث أحلام لبنانية رئاسية ناتجة عن اتفاق بلاده على استعادة العلاقات الديبلوماسية مع إيران، بتشديده على أنّ "لبنان يحتاج إلى تقارب لبناني – لبناني لا إلى تقارب سعودي – إيراني، وعلى ساسته أن يقدموا مصلحة وطنهم على أي مصلحة أخرى".

وفي المقابل، قارب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته المتلفزة أمس توقيع اتفاق استئناف العلاقات الديبلوماسية بين الرياض وطهران من زاوية المراهنة على هذا الاتفاق بوصفه "تحوّلاً جيداً إذا سار في المسار الطبيعي فسيفتح آفاقاً في كل المنطقة ولبنان"، من دون أن يفوّت الفرصة للاستعلاء والتهكّم على الفريق السيادي في البلد بقوله: "في ناس في لبنان بدهم يزعلوا ورح يبلشوا يحكّوا بقرعتهم، أما نحن فسعداء وثقتنا كبيرة بأنّ الاتفاق لن يكون على حسابنا ولا على حساب اليمن ولا على حساب المقاومة لأننا نثق بأنّ أحد طرفيه، أي الجمهورية الإسلامية في إيران، لا يخلع صاحبه"، معرباً عن ثقته كذلك بأنّ "سوريا ستبقى في قلب محور المقاومة، والانفتاح العربي عليها ليس سوى اعتراف بنصرها وإعلان عن اليأس (...) والتحولات الدولية في المنطقة تؤشر إلى أن الحصار على اليمن وسوريا ودول المنطقة سيُكسر".

وبدوره، بادر رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى التذكير بأنه كان أول من طالب بـ"لمّ الشمل في المنطقة وخصوصاً على مستوى العلاقات السعودية – الإيرانية"، مشدداً كما نقل عنه نائبه السابق إيلي الفرزلي على أنّ عودة العلاقات بين البلدين "قد تنعكس خيراً على المنطقة برمتها". وكشفت مصادر واسعة الاطلاع أنّ برّي يُعد العدّة لزيارة الرياض في الفترة المقبلة إذا سمحت له الظروف بالقيام بهذه الزيارة، موضحةً أنه يرمي من ورائها إلى محاولة لعب "دور ما" يتيح تقريب وجهات النظر بين فريقه السياسي بقيادة "حزب الله"، وبين المسؤولين السعوديين، حيال سبل حل الأزمة اللبنانية بدءاً من الاستحقاق الرئاسي. ومن جهته، لم يتأخر رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في ركوب "الموجة" الإقليمية، بتغريدة هلّل بها لإعادة تطبيع العلاقات الإيرانية مع السعودية، قائلاً: "أخيراً حصل ما كان يجب ان يكون: اتفاق السعودية وايران، وقريباً سوريا، وهو ما سيحدث موجة استقرار في المنطقة تطال لبنان؛ اللهمّ نجّنا من مخرّبيه".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران مرتاحة لعودة العلاقات مع السعودية وتعدها «زخماً للعالم الإسلامي»/المتحدث باسم الحكومة وصف الاتفاق بـ«التاريخي» ودافع عن «سياسة الجوار»

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/11 آيار/2023

رحّب مسؤولون إيرانيون باستئناف العلاقات بين إيران والسعودية بعد سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية. وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أمس (الجمعة)، أن اتفاق إيران والسعودية لإنهاء «مأزق العلاقات الدبلوماسية» جاء بعد مباحثات بدأت الاثنين الماضي في بكين بمبادرة من الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وأفادت وكالة «إرنا» الرسمية بأنه نتيجةً للمحادثات بين علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ومساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني السعودي، اتفق البلدان على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين... في غضون شهرين.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في تغريدة على «تويتر»، إنّ عودة «العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية توفّر زخماً كبيراً للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي». وتابع أن «سياسة الجوار، بوصفها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة... تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح، ويعمل الجهاز الدبلوماسي بنشاط وراء إعداد المزيد من الخطوات الإقليمية». وقبل ذلك، ذكرت وكالة «نور نيوز» أن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أشاد بالصين لدورها في إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض. وقالت الوكالة التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني إن مباحثات رئيسي وجينبينغ في بكين منتصف الشهر الماضي «وفّرت أرضية لتشكيل مفاوضات جديدة وجادة للغاية بين وفدي إيران والسعودية».

ونقلت الوكالة عن شمخاني قوله إن الوفدين «أجريا مفاوضات صريحة وشفافة وشاملة وبنّاءة»، وأضافت: «إزالة سوء التفاهمات، والنظر إلى المستقبل في علاقات البلدين، ومن المؤكد تنمية الاستقرار والأمن الإقليمي، وزيادة التعاون بين دول الخليج (...) والعالم الإسلامي، لإدارة التحديات الراهنة».

وأجرى شمخاني اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، شكره على جهود بلاده في استضافة خمس جولات من المحادثات بين الجمهورية الإسلامية والسعودية، على ما أفادت وكالة «إيسنا» الحكومية.

وقبل إعلان الاتفاق بساعات قليلة، كانت وكالة «نور نيوز» قد ذكرت أن شمخاني يُجري محادثات مهمة في دولة أجنبية، مشيرةً إلى أنه سيعلن عن نتائج مهمة في وقت لاحق.

وتحت عنوان «رواية شمخاني عن نهاية سبع سنوات من المأزق في العلاقات الإيرانية والسعودية»، أفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» بأن الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثفة لعدة أيام بين الوفدين الإيراني والسعودي في بكين. وقالت إن إيران والسعودية «اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات والوكالات في غضون شهرين، على أن يجتمع وزيرا خارجية البلدين لتنفيذ القرار واتخاذ الترتيبات». وقالت إن الصين وإيران والسعودية «شددت على عزمها الراسخ على توظيف جميع الجهود من أجل دعم الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي».

وقال مسؤول أمني إيراني كبير إن «اتفاق اليوم صادق عليه المرشد علي خامنئي». وصرح المسؤول لـ«رويترز»: «لهذا السبب سافر شمخاني إلى الصين بصفته ممثل المرشد. أرادت المؤسسة أن تُظهر أن السلطات العليا في إيران تدعم هذا القرار».

وقطعت السعودية العلاقات مع إيران في 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد.

ودافع المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي، عن توجهات الحكومة الحالية في «سياسة الجوار»، وقال إن «الاتفاق التاريخي بين إيران والسعودية في الصين من بين سلسلة مفاوضات آسيوية، لتغيير العلاقات في المنطقة». وأضاف: «الأمن والاقتصاد في غرب آسيا تصنعه الشعوب والأمم في غرب آسيا، دون تدخل أجنبي». وقال المسؤول الإعلامي في مكتب الرئاسة الإيرانية سبهر خلجي، إن «إنهاء الجمود الذي دام سبع سنوات في العلاقات يعود إلى حكمة الرئيس إبراهيم رئيسي، والاجتماع الثلاثي لإيران والصين والسعودية في بكين». وأضاف: «جاء هذا الحدث بعد زيارة رئيسي لبكين في فبراير (شباط) والاتفاقات التي تم التوصل إليها مع شي جينبينغ». بدوره، قال مسؤول الشؤون السياسية في مكتب الرئيس الإيراني، محمد جمشيدي، إن «سياسة الجوار في حكومة رئيسي آتت أكلها مرة أخرى». وأضاف: «في مفاوضات بكين مع شي جينبينغ تم طرح مبادرة إقليمية بنّاءة، وأثمرت الآن». وأضاف أن «تركيبة سياسة الجوار والتوجه الأورآسيوي (أي التوجه إلى الشرق) يؤديان إلى دعم العلاقات الاقتصادية وتنمية الاستقرار والأخوة والأمن دون تدخل أجنبي».

بموازاة المواقف الرسمية، أعرب مسؤولون وناشطون إيرانيون حاليون وسابقون عن ارتياحهم لعودة العلاقات بين طهران والرياض. وشارك حساب الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، ملصقاً من الهجوم على السفارة السعودية في طهران، وكتب على الملصق «أسبوعان قبل تنفيذ الاتفاق النووي». واقتبس الحساب من خطاب سابق لروحاني: «الله لا يغفر للذين لم يسمحوا بإقامة علاقات جيدة بين إيران وبعض دور الجوار، لقد قاموا بأعمال طفولية، وحمقاء، في الهجوم على المقرات الدبلوماسية، لو لم يكن ذلك، لكانت الأوضاع الآن أفضل». من جانبه، كتب الناشط الإصلاحي عبد الله رمضان زاده، المتحدث الأسبق باسم الحكومة الإيرانية في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، إن الاتفاق بين السعودية وإيران «خطوة مؤثرة للأمن الإقليمي». وترك الإعلان عن استئناف العلاقات الإيرانية - السعودية تأثيراً سريعاً على سوق العملة في إيران. وقالت وكالة «إيسنا» الحكومية إن سعر الدولار تراجع إلى 477 ألفاً في السوق غير الرسمية بعدما كان قد تخطى (الأربعاء) مرة أخرى حاجز 510 آلاف ريال. ومن جهته، أكد موقع «بونباست.كوم» المتخصص في أسعار الصرف، والذي يتتبع السوق غير الرسمية، إنه جرى عرض الدولار بسعر يصل إلى 477 ألف ريال. وعلق محافظ البنك المركزي الإيراني السابق عبد الناصر همتي، ضمناً على انخفاض سعر العملة، وقال إن اتفاق إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والسعودية «خطوتان إيجابيتان».وأضاف: «التفاهمات الدولية وخفض التوتر تظهر آثارهما تدريجياً على خفض التوقعات التضخمية حتى في يوم عطلة». وقال: «استمرار التعامل من البيت إلى العالم، رمز انفراجة الأمور، شرط أساسي للتقدم وتنمية البلاد».

 

مواطن أميركي تحتجزه إيران يناشد بايدن التدخل لإطلاق سراحه

واشنطن: «الشرق الأوسط»/11 آيار/2023

أجرى مواطن أميركي محتجز في إيران بتهمة التجسس، التي ترفضها الولايات المتحدة وتصفها بأنها بلا أساس، مقابلة نادرة من سجن إيفين في طهران الخميس يطلب فيها من الرئيس الأميركي جو بايدن التدخل لإطلاق سراحه وإطلاق سراح مواطنين أميركيين اثنين آخرين. وقال سياماك نمازي لـكريستيان أمانبور، مراسلة محطة «سي إن إن» في مقابلة عبر الهاتف «أناشدك سيدي أن تضع حياة وحرية الأميركيين الأبرياء فوق كل السياسات ذات الصلة، وأن تفعل ما هو ضروري لإنهاء هذا الكابوس وإعادتنا إلى الوطن». كان نمازي (51 عاماً) يتحدث نيابة عن نفسه وعماد شرقي (58 عاماً)، وهو رجل أعمال ومواطن أميركي، وخبير البيئة مراد طهباز (67 عاماً) ويحمل الجنسيتين الأميركية والبريطانية. ووجه نمازي نداءً مماثلاً في رسالة إلى بايدن في 16 يناير (كانون الثاني)، بعد سبع سنوات من إطلاق إيران سراح خمسة مواطنين أميركيين في تبادل للسجناء تزامن مع تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي تم التفاوض عليه في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. وقال «ما زلت قلقاً للغاية من أن البيت الأبيض لا يدرك مدى خطورة وضعنا»، مضيفاً أنه وطهباز وشرقي محتجزون الآن في المكان نفسه. وذكر نمازي في وقت مبكر من اعتقاله، أنه أمضى أشهراً في زنزانة وكان ينام على الأرض. كما وصف نمازي عدم لقاء بايدن مع عائلته «فقط لمنحهم بعض كلمات الطمأنينة» بأنه «مؤلم ومزعج». وقال متحدث باسم البيت الأبيض، اشترط عدم الكشف عن هويته: إن «سجن إيران الجائر واستغلال المواطنين الأميركيين لاستخدامهم كأداة ضغط سياسي أمر مشين وغير إنساني ومخالف للأعراف الدولية». ونقلت «رويترز» عن المتحدث قوله: إن «كبار المسؤولين من البيت الأبيض ووزارة الخارجية يجتمعون ويتشاورون بانتظام مع عائلة نمازي، وسنواصل القيام بذلك حتى ينتهي هذا الاعتقال غير المقبول»

 

ترحيب إيراني بعودة العلاقات مع السعودية

طهران: الاتفاق من بين سلسلة مفاوضات لتغيير العلاقات بالمنطقة

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/11 آيار/2023

رحب مسؤولون إيرانيون باستئناف العلاقات بين إيران والسعودية بعد سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية. وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الجمعة)، أن الاتفاق لإنهاء «مأزق العلاقات الدبلوماسية» جاء بعد مباحثات بدأت الاثنين الماضي في بكين بمبادرة من الرئيس الصيني شي جينبينغ. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في تغريدة على «تويتر»: إنّ عودة «العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية توفّر زخماً كبيرة للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي». وتابع، أن «سياسة الجوار، باعتبارها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة... تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح، ويعمل الجهاز الدبلوماسي بنشاط وراء إعداد المزيد من الخطوات الإقليمية». وقبل ذلك، ذكرت وكالة «نور نيوز»، أن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أشاد بالصين لدورها في إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض. وقالت الوكالة التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني: إن مباحثات رئيسي وجينبينغ، في بكين منتصف الشهر الماضي، «وفّرت أرضية لتشكيل مفاوضات جديدة وجادة للغاية بين وفدي إيران والسعودية». ونقلت الوكالة عن شمخاني قوله: إن الوفدين «أجريا مفاوضات صريحة وشفافة وشاملة وبنّاءة»، وأضافت «إزالة سوء التفاهمات والنظر إلى المستقبل في علاقات البلدين ومن المؤكد تنمية الاستقرار والأمن الإقليمي وزيادة التعاون بين دول الخليج (...) والعالم الإسلامي لإدارة التحديات الراهنة». وأجرى شمخاني اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني شكره على جهود بلاده في استضافة خمس جولات من المحادثات بين الرياض وطهران، على ما أفادت وكالة «إيسنا» الحكومية.

وقبل إعلان الاتفاق بساعات قليلة، كانت وكالة «نور نيوز» قد ذكرت، أن شمخاني يجري محادثات مهمة في دولة أجنبية، مشيرة إلى أنه سيعلن عن نتائج مهمة في وقت لاحق. وتحت عنوان «رواية شمخاني عن نهاية سبع سنوات من المأزق في العلاقات الإيرانية والسعودية»، أفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، بأن الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثفة لأيام عدة بين الوفدين الإيراني والسعودي في بكين. وقال مسؤول أمني إيراني كبير: إن «اتفاق اليوم صادَق عليه المرشد علي خامنئي». وصرح المسؤول لـ«رويترز»: «لهذا السبب سافر شمخاني إلى الصين بصفته ممثل المرشد. أرادت المؤسسة أن تظهر أن السلطات العليا في إيران تدعم هذا القرار». وقطعت السعودية العلاقات مع إيران في 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد. ودافع المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي عن توجهات الحكومة الحالية في «سياسة الجوار»، وقال: إن «الاتفاق التاريخي بين إيران والسعودية في الصين من بين سلسلة مفاوضات آسيوية، لتغيير العلاقات في المنطقة». وأضاف «الأمن والاقتصاد في غرب آسيا تصنعه الشعوب والأمم في غرب آسيا، دون تدخل أجنبي».

وقال المسؤول الإعلامي في مكتب الرئاسة الإيرانية سبهر خلجي: إن «الجمود الذي دام سبع سنوات في العلاقات يعود إلى حكمة الرئيس إبراهيم رئيسي والاجتماع الثلاثي لإيران والصين والسعودية في بكين». وقال جاء هذا الحدث بعد زيارة رئيسي إلى بكين في فبراير (شباط) والاتفاقات التي تم التوصل إليها مع شي جينبينغ. بدوره، رأى مسؤول الشؤون السياسية في مكتب الرئيس الإيراني، محمد جمشيدي، أن «سياسية الجوار في حكومة رئيسي أتت أُكلها مرة أخرى». وأضاف «في مفاوضات بكين مع شي جينبينغ تم طرح مبادرة إقليمية بنّاءة، وأثمرت الآن». وتابع «تركيبة سياسة الجوار والتوجه الأورآسيوي يؤدي إلى دعم العلاقات الاقتصادية وتنمية الاستقرار والأخوة والأمن دون تدخل أجنبي». بموازاة المواقف الرسمية، أعرب مسؤولون وناشطون إيرانيون حاليون وسابقون عن ارتياحهم من عودة العلاقات بين طهران والرياض. وشارك حساب الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني ملصقاً من الهجوم على السفارة السعودية في طهران، وكتب في الملصق «أسبوعان قبل تنفيذ الاتفاق النووي». واقتبس الحساب من خطاب سابق لروحاني «الله لا يغفر للذين لم يسمحوا بإقامة علاقات جيدة بين إيران وبعض دور الجوار، لقد قاموا بأعمال طفولية، وحمقاء، في الهجوم على المقرات الدبلوماسية، لو لم يكن ذلك، لكانت الأوضاع الآن أفضل».

من جانبه، كتب الناشط الإصلاحي عبد الله رمضان زاده، المتحدث الأسبق باسم الحكومة الإيرانية في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي: إن الاتفاق بين السعودية وإيران «خطوة مؤثرة للأمن الإقليمي». وترك الإعلان عن استئناف العلاقات الإيرانية - السعودية تأثيراً سريعاً على سوق العملة في إيران. وقالت وكالة «إيسنا» الحكومية، إن سعر الدولار تراجع إلى 477 ألفاً في السوق غير الرسمية، بعدما تخطى الأربعاء مرة أخرى حاجز 510 آلاف ريال. ومن جهته، أكد موقع «بونباست. كوم»، المتخصص في أسعار الصرف، الذي يتتبع السوق غير الرسمية، عرض الدولار بسعر يصل إلى 477 ألف ريال.

وعلق محافظ البنك المركزي الإيراني السابق عبد الناصر همتي، ضمناً على انخفاض سعر العملة، وقال إن اتفاق إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والسعودية، «خطوتان إيجابيتان». وأضاف: «التفاهمات الدولية وخفض التوتر تظهر آثارهما تدريجياً على خفض التوقعات التضخمية حتى في يوم عطلة»، متابعاً بالقول: «استمرار التعامل مع البيت إلى حتى العالم، رمز انفراجة الأمور، شرط أساسي للتقدم وتنمية البلاد»

 

غوتيريش يرحب بالاتفاق السعودي - الإيراني... والصين تعتبره «نصراً» للحوار والسلام

بكين: «الشرق الأوسط»/11 آيار/2023

رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالاتفاق بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما. وعبر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، عن امتنان الأمين العام للأمم المتحدة للصين لاستضافتها المحادثات الأخيرة، كما حيا الأمين العام للأمم المتحدة جهود دول أخرى في هذا الصدد وخصوصاً سلطنة عُمان والعراق. وصرح المتحدث الأممي بأن علاقات حسن الجوار بين المملكة وإيران ضرورية لاستقرار منطقة الخليج. من جهته، قال كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، إن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، «نصر» للحوار والسلام. ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله في اختتام الحوار بين المملكة وإيران: «إن استئناف العلاقات أنباء طيبة عظيمة في العالم المضطرب حالياً»، مشيراً إلى أن الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم. بدورها أكدت الحكومة اليمنية، إيمانها الصادق بالحوار وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية والوسائل السلمية، ودعمها أي توجه جدي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وقالت وزارة الخارجية في بيان لها: «تأمل الحكومة اليمنية أن يشكل اتفاق المملكة العربية السعودية، وايران، مرحلة جديدة من العلاقات في المنطقة، بدءً بكف ايران عن التدخل في الشؤون اليمنية، وألا تكون موافقتها على هذا الاتفاق نتيجة للأوضاع الداخلية والضغوط الدولية التي تواجه النظام الإيراني.

 

ترحيب أوروبي باتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران

بروكسل: «الشرق الأوسط»/11 آيار/2023

رحب الاتحاد الأوروبي بالاتفاق المعلن عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، معرباً عن تطلعه إلى تطبيقه. وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في بيان نشره على الموقع الإلكتروني للتكتل اليوم السبت «الاتحاد الأوروبي يعرب عن تقديره للجهود الدبلوماسية التي أدت إلى هذه الخطوة الهامة». وأضاف البيان «نظراً لأن السعودية وإيران دولتان محوريتان لأمن المنطقة، فإن استئناف العلاقات الثنائية بينهما يمكن أن يسهم في استقرار المنطقة ككل». وتابع «تعزيز السلام والاستقرار وتحقيق خفض التوترات في الشرق الأوسط على نطاق أوسع تعد أولويات رئيسية للاتحاد الأوروبي». وذكر البيان «الاتحاد الأوروبي مستعد للتواصل مع كل دول المنطقة بنهج تدريجي وشامل وبشفافية تامة». وأعلنت السعودية وإيران أمس الجمعة عن توصلهما إلى اتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، برعاية صينية، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران. وصدر بيان ثلاثي مشترك أمس عن البلدين ودولة الوساطة، الصين، تضمن تأكيد البلدين احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقا على أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء. وتضمن الاتفاق تفعيل جميع الاتفاقيات المشتركة بين الدولتين، ومنها اتفاقية التعاون الأمني، واتفاقية التعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب. وشدد البيان على أن قرار استئناف العلاقات بين البلدين جاء نتاج استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني شي جينبينغ، ورغبة قيادتي البلدين في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية.

 

ترحيب واسع باتفاق الرياض وطهران

الرياض: «الشرق الأوسط»/11 آيار/2023

عبرت دول ومنظمات عربية وإسلامية، عن ترحيبها بالاتفاق الذي توصلت إليه السعودية وإيران بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين, وأكدت أن الاتفاق الثنائي سيسهم بشكل كبير في أمن واستقرار وازدهار المنطقة. وسارع كل من العراق وسلطنة عمان، إلى الترحيب بالاتفاق. واعتبرت وزارة الخارجية العراقية، أن الاتفاق يمهد لـ «صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين». وأعربت وزارة الخارجية العُمانية عن أمل السلطنة بأن تسهم هذه الخطوة في توطيد التعاون الإيجابي البنّاء الذي يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة والعالم. بدوره، أعلن جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ترحيبه باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، آملاً أن يُسهم في تعزيز الأمن والسلام ودعم الاستقرار. كما رحبت كل من الإمارات ومصر والأردن وتركيا باتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وأشارت إلى أن الاتفاق سيسهم بشكل كبير في أمن واستقرار وازدهار المنطقة. من جهته، أجرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عبر خلاله عن ترحيب بلاده باستئناف العلاقات بين السعودية وإيران، كما أجرى اتصالاً مماثلاً بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، ضمنه ترحيب الدوحة بالاتفاق لاستئناف العلاقات وإحياء الاتفاقيات المعلقة. ومن جدة، رحبت منظمة التعاون الإسلامي بالاتفاق، وقالت على حسابها في «تويتر»، إن «المنظمة ترحب بالاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الكبيرين». ترحيب خليجي وعربي ودولي... وواشنطن تتساءل عن جدية طهران

 

بغداد: ترحيب رسمي بالاتفاق السعودي - الإيراني وسط صمت الأطراف الموالية لطهران وشمخاني اتصل بالسوداني شاكراً الجهود العراقية

بغداد: «الشرق الأوسط»/11 آيار/2023

عبرت الحكومة العراقية عن سعادتها لتحقيق الاتفاق السعودي - الإيراني برعاية الصين. وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تلقى اتصالاً هاتفياً من أمين «المجلس الأعلى للأمن القومي» الإيراني علي شمخاني عبر من خلاله عن «شكره للعراق لدوره في المفاوضات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والجهود العراقية التي بُذلت من أجل تقريب وجهات النظر بين البلدين، التي أسهمت في التوصل إلى اتفاق جديد بينهما في بكين». من جانبه، فقد هنأ السوداني «شمخاني بمناسبة التوصل إلى اتفاق بينهما»، مؤكداً أن «هذا الاتفاق سيُسهم في زيادة الوئام بين البلدان الإسلامية، بما ينعكس إيجاباً على أمن المنطقة واستقرارها، ويوفر مزيداً من فرص التنمية والازدهار». وبدورها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية أن الاتفاق السعودي - الإيراني «سيخلق مناخاً جديداً للتفكير بمصالح المنطقة». وقالت في بيان لها السبت، إن «الاتفاق السعودي - الإيراني يأتي تتويجاً لرؤية الجانبين بأولوية الحوار بوصفه سبيلاً لخفض التوتر»، مبيناً أن «الاتفاق بين الجارتين السعودية وإيران يدشن مرحلة جديدة من الفرص الجماعية». وأضاف البيان: «كانت رؤيتنا باستضافة جولات الحوار بين طهران والرياض، إدراكاً منا بأن المنطقة تحتاج إلى جمع أطرافها؛ لتحقيق التكامل المنشود على الأصعدة كافة»، لافتاً إلى أن «بغداد ترى في الإعلان الثلاثي السعودي - الإيراني - الصيني إطاراً شاملاً يمكن أن يوجد حلولاً لملفات استعصت في المنطقة وتنتظر الحل». وتابع: «نريد منطقة آمنة وبيئة تعزز فرص التنمية، ولا يكون ذلك إلا بإرادة جماعية تتجاوز الخلافات». وأشار إلى أن «الاتفاق السعودي - الإيراني يحمل ثماره الإيجابية وسيخلق مناخاً جديداً للتفكير».

وفي وقت لم يصدر فيه أي رد فعل من قبل الجهات والأطراف الموالية لإيران بشأن الاتفاق السعودي - الإيراني، فإن قيادات سياسية ودينية بارزة في العراق أعلنت ترحيبها بالاتفاق. وفي هذا السياق، أعلن زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم، في بيان له: «نرحب باتفاق المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما»، مشيراً إلى أن «اتفاقاً مثل هذا، سيسهم بشكل فعّال في استقرار المنطقة وقوتها، مجنباً إياها سلبيات الخلافات التي تحدث بين الدول المؤثرة فيها». وأضاف الحكيم: «نستذكر الجهود الحثيثة التي بذلها العراق في لعب دور إيجابي؛ لإنجاز هذا التقدم في العلاقة بين البلدين العزيزين، وهو مصداق لتمتع العراق بمقومات عديدة تؤهله ليكون جسراً لربط المصالح بما ينعكس إيجاباً على مصالحه». وبدوره، أكد مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، أن الحوار الدبلوماسي «هو الخيار الأمثل لحل النزاعات بين الأصدقاء»، مثمناً «الجهود العراقية والعمانية والصينية التي تُوّجت بالاتفاق بين السعودية وإيران».وقال في تغريدة له على «تويتر»: «نثمن الجهود العراقية والعمانية والصينية التي تُوّجت بالاتفاق التاريخي بين السعودية وإيران، وإننا على يقين كامل، بالانعكاسات الإيجابية الكبيرة لهذا الاتفاق على العراق والمنطقة والعالم أجمع»، مشيراً إلى أن «الحوار الدبلوماسي هو الخيار الأمثل لحل النزاعات وإنهاء الخلافات بين الأشقاء». وأكد زعيم «ائتلاف الوطنية» إياد علاوي، أن الاتفاق بين السعودية وإيران على إعادة العلاقات الثنائية سينعكس إيجاباً على العراق والمنطقة بأسرها.

وقال، في مؤتمر صحافي عقده السبت في العاصمة بغداد، إن «السعودية وإيران توصلتا لاتفاق لإعادة العلاقات بينهما إلى طبيعتها، ما سيكون له تأثير في العراق والمنطقة والعالم بأسره». وأضاف: «نحن نؤيد هذا الاتفاق الذي أُبرم برعاية دولة الصين». ويقول الدكتور إحسان الشمري رئيس «مركز التفكير السياسي» في العراق لـ«الشرق الأوسط»: «إن الاتفاق السعودي ـ الإيراني يمثل انعطافة كبيرة على مستوى المنطقة لجهة استقرارها ونموها الاقتصادي، فضلاً عن إعادة رسم موازين القوى، ليست فقط القوى الفاعلة في المنطقة، بل حتى على مستوى رسم حدود النفوذ بالنسبة للدول القطبية». وأضاف الشمري، قائلاً: «إن نهج المملكة العربية السعودية الذي يتجه إلى تثبيت مبدأ المشتركات والمصالح المتبادلة واحترام السيادة ونمو العلاقات بشكل متوازن بين دول المنطقة، هو نهج في غاية الأهمية وهو ما تم تثبيته في هذا الاتفاق». وأشار إلى أنه «فيما يرتبط بالشأن الداخلي العراقي، فإن انعكاساته سوف تكون في مسارين، الأول رسمي، حيث إن العراق أسهم في هذا الاتفاق وهو ما يتطلب من صانع القرار العراقي أن يعيد أولوياته؛ لأنه سيكون من المناسب استثمار الاتفاق لتثبيت مبدأ التوازن، وكذلك استثمار هذا الاتفاق عبر التنمية الاقتصادية، حيث لم تعد هناك خطوط يمكن أن تعوق ذلك، وهو ما يتطلب تعميق الاتفاقات ضمن المجلس التنسيقي العراقي ـ السعودي». وأوضح أن «القراءة الثانية لهذا الاتفاق تتعلق بالقوى القريبة من إيران، حيث إن عليها أن تدرك أن مصالح العراق يجب أن تتقدم على مستوى الولاءات... والانسياق ضمن مصالح إيران هو خطأ يتطلب منها إعادة النظر في هذه السياسات ومراجعتها»، مؤكداً أن «هناك مساراً آخر لهذه القراءة فيما يتعلق بحلفاء إيران، يمكن أن تساعد في إعادة التوازن، أو ترتيب القوى السياسية لأن هذا الاتفاق سيؤثر في ميزان قوتها وقدرتها السياسية، وهو ما يجعلنا نرى إمكانية تغيير في موازين القوى، خصوصاً أن هذا الاتفاق فرصة ثمينة للعراق على الصعد كلها». من جهته يرى الأكاديمي والباحث في الشأن السياسي الدكتور غالب الدعمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «التجربة السعودية باتت رائدة على المستويات كلها، لا سيما على مستوى التحديث والصناعات وسواهما من الميادين، وبالتالي يهمها استقرار المنطقة، بما في ذلك العلاقة مع الجيران».

وأضاف الدعمي أنه فيما يتعلق بموقف القوى القريبة من إيران، فإن «موقفها هو موقف إيران في النهاية، حيث سنشهد هدوءاً على المستويات الإعلامية والسياسية».

 

إيران مرتاحة لعودة العلاقات مع السعودية وتعدها «زخماً للعالم الإسلامي»/المتحدث باسم الحكومة وصف الاتفاق بـ«التاريخي» ودافع عن «سياسة الجوار»

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/11 آيار/2023

رحّب مسؤولون إيرانيون باستئناف العلاقات بين إيران والسعودية بعد سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية. وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أمس (الجمعة)، أن اتفاق إيران والسعودية لإنهاء «مأزق العلاقات الدبلوماسية» جاء بعد مباحثات بدأت الاثنين الماضي في بكين بمبادرة من الرئيس الصيني شي جينبينغ. وأفادت وكالة «إرنا» الرسمية بأنه نتيجةً للمحادثات بين علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ومساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني السعودي، اتفق البلدان على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين... في غضون شهرين. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في تغريدة على «تويتر»، إنّ عودة «العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية توفّر زخماً كبيراً للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي». وتابع أن «سياسة الجوار، بوصفها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة... تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح، ويعمل الجهاز الدبلوماسي بنشاط وراء إعداد المزيد من الخطوات الإقليمية». وقبل ذلك، ذكرت وكالة «نور نيوز» أن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أشاد بالصين لدورها في إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض. وقالت الوكالة التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني إن مباحثات رئيسي وجينبينغ في بكين منتصف الشهر الماضي «وفّرت أرضية لتشكيل مفاوضات جديدة وجادة للغاية بين وفدي إيران والسعودية». ونقلت الوكالة عن شمخاني قوله إن الوفدين «أجريا مفاوضات صريحة وشفافة وشاملة وبنّاءة»، وأضافت: «إزالة سوء التفاهمات، والنظر إلى المستقبل في علاقات البلدين، ومن المؤكد تنمية الاستقرار والأمن الإقليمي، وزيادة التعاون بين دول الخليج (...) والعالم الإسلامي، لإدارة التحديات الراهنة». وأجرى شمخاني اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، شكره على جهود بلاده في استضافة خمس جولات من المحادثات بين الجمهورية الإسلامية والسعودية، على ما أفادت وكالة «إيسنا» الحكومية.

وقبل إعلان الاتفاق بساعات قليلة، كانت وكالة «نور نيوز» قد ذكرت أن شمخاني يُجري محادثات مهمة في دولة أجنبية، مشيرةً إلى أنه سيعلن عن نتائج مهمة في وقت لاحق. وتحت عنوان «رواية شمخاني عن نهاية سبع سنوات من المأزق في العلاقات الإيرانية والسعودية»، أفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» بأن الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثفة لعدة أيام بين الوفدين الإيراني والسعودي في بكين. وقالت إن إيران والسعودية «اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات والوكالات في غضون شهرين، على أن يجتمع وزيرا خارجية البلدين لتنفيذ القرار واتخاذ الترتيبات». وقالت إن الصين وإيران والسعودية «شددت على عزمها الراسخ على توظيف جميع الجهود من أجل دعم الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي». وقال مسؤول أمني إيراني كبير إن «اتفاق اليوم صادق عليه المرشد علي خامنئي». وصرح المسؤول لـ«رويترز»: «لهذا السبب سافر شمخاني إلى الصين بصفته ممثل المرشد. أرادت المؤسسة أن تُظهر أن السلطات العليا في إيران تدعم هذا القرار».

وقطعت السعودية العلاقات مع إيران في 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد. ودافع المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي، عن توجهات الحكومة الحالية في «سياسة الجوار»، وقال إن «الاتفاق التاريخي بين إيران والسعودية في الصين من بين سلسلة مفاوضات آسيوية، لتغيير العلاقات في المنطقة». وأضاف: «الأمن والاقتصاد في غرب آسيا تصنعه الشعوب والأمم في غرب آسيا، دون تدخل أجنبي». وقال المسؤول الإعلامي في مكتب الرئاسة الإيرانية سبهر خلجي، إن «إنهاء الجمود الذي دام سبع سنوات في العلاقات يعود إلى حكمة الرئيس إبراهيم رئيسي، والاجتماع الثلاثي لإيران والصين والسعودية في بكين». وأضاف: «جاء هذا الحدث بعد زيارة رئيسي لبكين في فبراير (شباط) والاتفاقات التي تم التوصل إليها مع شي جينبينغ». بدوره، قال مسؤول الشؤون السياسية في مكتب الرئيس الإيراني، محمد جمشيدي، إن «سياسة الجوار في حكومة رئيسي آتت أكلها مرة أخرى». وأضاف: «في مفاوضات بكين مع شي جينبينغ تم طرح مبادرة إقليمية بنّاءة، وأثمرت الآن». وأضاف أن «تركيبة سياسة الجوار والتوجه الأورآسيوي (أي التوجه إلى الشرق) يؤديان إلى دعم العلاقات الاقتصادية وتنمية الاستقرار والأخوة والأمن دون تدخل أجنبي». بموازاة المواقف الرسمية، أعرب مسؤولون وناشطون إيرانيون حاليون وسابقون عن ارتياحهم لعودة العلاقات بين طهران والرياض. وشارك حساب الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، ملصقاً من الهجوم على السفارة السعودية في طهران، وكتب على الملصق «أسبوعان قبل تنفيذ الاتفاق النووي». واقتبس الحساب من خطاب سابق لروحاني: «الله لا يغفر للذين لم يسمحوا بإقامة علاقات جيدة بين إيران وبعض دور الجوار، لقد قاموا بأعمال طفولية، وحمقاء، في الهجوم على المقرات الدبلوماسية، لو لم يكن ذلك، لكانت الأوضاع الآن أفضل». من جانبه، كتب الناشط الإصلاحي عبد الله رمضان زاده، المتحدث الأسبق باسم الحكومة الإيرانية في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، إن الاتفاق بين السعودية وإيران «خطوة مؤثرة للأمن الإقليمي». وترك الإعلان عن استئناف العلاقات الإيرانية - السعودية تأثيراً سريعاً على سوق العملة في إيران. وقالت وكالة «إيسنا» الحكومية إن سعر الدولار تراجع إلى 477 ألفاً في السوق غير الرسمية بعدما كان قد تخطى (الأربعاء) مرة أخرى حاجز 510 آلاف ريال. ومن جهته، أكد موقع «بونباست.كوم» المتخصص في أسعار الصرف، والذي يتتبع السوق غير الرسمية، إنه جرى عرض الدولار بسعر يصل إلى 477 ألف ريال. وعلق محافظ البنك المركزي الإيراني السابق عبد الناصر همتي، ضمناً على انخفاض سعر العملة، وقال إن اتفاق إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والسعودية «خطوتان إيجابيتان». وأضاف: «التفاهمات الدولية وخفض التوتر تظهر آثارهما تدريجياً على خفض التوقعات التضخمية حتى في يوم عطلة». وقال: «استمرار التعامل من البيت إلى العالم، رمز انفراجة الأمور، شرط أساسي للتقدم وتنمية البلاد».

 

محللون: الضمانة الصينية تعطي جدية للاتفاق السعودي ـ الإيراني

(تحليل إخباري)/الرياض: عبد الهادي حبتور/الشرق الأوسط/11 آيار/2023

أكد محللون أن الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية صينية، على استئناف العلاقات بين البلدين، يصب في اتجاه الاستقرار والتعاون والسلام في المنطقة، لكنه يتطلب التزاماً إيرانياً مختلفاً هذه المرة. وقال المحللون في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، إن الضمانة الصينية ستكون النقطة الجوهرية في جدية طهران بتنفيذ التزاماتها من عدمها، مشيرين إلى أن أي إخلال إيراني بالاتفاق سوف يؤثر على علاقاتها مع بكين بشكل مباشر. وبحسب الخبراء، فإن الملف اليمني سيكون الاختبار الحقيقي الأول لهذه الاتفاقية. ففي حال شهد تحسناً خلال الشهرين القادمين، ستتوالى خطوات في ملفات إقليمية أخرى أكثر تعقيداً، على حد وصفهم. ويرى جاسر الجاسر، وهو كاتب سعودي، أن حالة التوتر والمشكلة في العلاقات السعودية - الإيرانية كانت التدخلات، ولم تكن مشكلات ثنائية بالدرجة الأولى. وأضاف الجاسر في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن المفاوضات تقوم على تحديد مواقف واضحة والتزامات محددة من إيران في هذه الملفات». وتابع: «الفارق الذي حدث اليوم (أمس)، وهو مسألة مهمة، أن الصين أصبحت بمثابة الضامن. فإيران لا يمكن الرهان على التزاماتها، أو على التزامات مفتوحة، لذلك فالمملكة قدّرت الموقف الصيني بحكم العلاقة المتينة بينهما، وقدرت هذه الضمانة التي أعطت الدفعة بإمكانية التعامل بشكل جدي مع الالتزامات الإيرانية في هذه المسألة». ويعتقد جاسر الجاسر أن هذا الاتفاق سيخضع لاختبار قريباً في الملف اليمني تحديداً، قائلاً: «يجب علينا أن نشهد نقطة جوهرية خلال فترة الشهرين، ماذا سيحدث في الملف اليمني، ما هي الخطوات، هذه نقطة محورية كبداية وتأكيد على الالتزام والجدية، إذا لم يتحقق ذلك فإن المسألة منتهية، كأن العلاقات لم تحدث، العلاقات ليست أمراً قسرياً، بل قائمة على المفاوضات، ولذلك فالبيان أكد تحديداً على النقطة الواضحة بعدم التدخل في سيادة الدول وشؤونها الداخلية، ولم يقل بين الدولتين». وأجاب الجاسر عن سؤال: لماذا حدث الاتفاق (أمس) وليس خلال السنوات الثلاث الماضية؟ بقوله: «الموقف السعودي لم يتغير ولم يتبدل، ما تبدل هو الالتزام الإيراني والضمانة الصينية». وشدد على أن «المملكة حريصة على استقرار المنطقة والعلاقة مع إيران إذا سارت في مسارها الصحيح وتبدل النظام فعلاً وليس مجرد تنفيس عن حالة اختناق داخلية». في أسوأ السيناريوهات، وفقاً للجاسر، وعدم التزام طهران بالاتفاق الأخير، ستعود الأمور إلى سابق عهدها: «قدمنا كل الخيارات وفُتحت كل الفرص لإيران ودخلت أطراف دولية، لكن إذا حدث ذلك سينتهي النظام الإيراني كلياً؛ لأن علاقته مع الصين، وإلى حدٍّ ما مع روسيا، سوف تتأثر... فهذا إخلال واستهانة بالعلاقات والالتزامات الدولية، وتلاعب غير مقبول».

وأضاف: «هذه خطوة سعودية ممتازة لدعم وتشجيع التعاون والسلام والاستقرار مع كل الأطراف، وهي فرصة ممنوحة لإيران للبرهنة على جديتها من عدمها». وتابع: «المؤشر هو اليمن، فإذا حصل تطور يمكننا التفاؤل لخطوات أخرى، هناك تعقيدات مختلفة في الملفات الأخرى، لكن إذا تحقق هذا المؤشر قد تكون هناك خطوات أخرى، وقد تستغرق سنوات». من جانبه، أكد الدكتور خالد باطرفي، المحلل السياسي السعودي، أن الاتفاقية التي أُعلنت تتعلق بالتدخلات الإيرانية في الشأن السعودي، سواء بشكل مباشر أو عبر الميليشيات ومحور إيران في المنطقة. وقال باطرفي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن أمن المملكة هو الأمر الأول الذي تم النص عليه وإعلانه، «لكن لا أستبعد أن تكون سياسات إيران بزعزعة الأمن في المنطقة قد وُضعت على الطاولة، خاصة أن الأمن الخليجي والعربي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن المملكة، لا سيما أمن الممرات البحرية في مضيق هرمز وقناة السويس وباب المندب».وأشار الدكتور خالد إلى أن وجود الصين كضامن للاتفاق أمر مرتبط بعلاقاتها القوية مع الطرفين، وكذلك مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، قائلاً: «الصين لها علاقة قوية بالطرفين، وبالتالي يمكن أن تكون ضامناً للاتفاق، ولها مصلحة مباشرة في المنطقة؛ لأن معظم وارداتها من الطاقة من الخليج، والممرات البحرية في المنطقة تهمها بشكل مباشر، ولها مصلحة استراتيجية كبيرة في استقرار المنطقة وتحسين العلاقة بين أطرافها». وكانت الرياض وقّعت اتفاقية أمنية مع طهران في عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي عام 2001، فيما اعتُبر دليلاً على رغبة الطرفين في فتح صفحة جديدة في ذلك الوقت، لكن سرعان ما تغلبت أجندة «الحرس الثوري» الإيراني وعادت لسياساتها التوسعية في المنطقة.

 

أوكرانيا: قائد «فاغنر» يؤكد أن مقاتليه قريبون من وسط باخموت

كييف/الشرق الأوسط/11 آيار/2023

قال قائد مجموعة «فاغنر» الروسية في مقطع فيديو نُشر اليوم (السبت) على «تليغرام»، إن قواته قريبة من وسط مدينة باخموت التي تشهد معارك طاحنة منذ أشهر، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي مقطع الفيديو، يمكن رؤية يفغيني بريغوجين واقفاً على سطح مبنى شاهق في مكان قيل إنه باخموت. وقال بريغوجين في الفيديو، مشيراً إلى مبنى على مسافة من المكان الذي يقف فيه، «هذا مبنى إدارة المدينة، هذا هو وسط المدينة». وأضاف: «يبعد (من هنا) مسافة كيلومتر و200 متر»، مشيراً إلى أن أهم شيء الآن هو «تلقي الذخيرة» و«مواصلة التقدم». ويقود مقاتلو مجموعة «فاغنر» هجمات ضد مدن في شرق أوكرانيا، بما فيها باخموت التي تشهد المعركة الأطول والأكثر دموية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وقد تكبد الطرفان خسائر فادحة في محيط هذه المدينة.

 

باخموت تقاوم السقوط وسط تكثّف الهجمات و«فاغنر» تفتح مراكز تجنيد في عشرات المدن الروسية

موسكو - كييف/الشرق الأوسط/11 آيار/2023

ما زالت باخموت الأوكرانية تقاوم السقوط في أيدي القوات الروسية ومجموعة «فاغنر» شبه العسكرية في مجابهات كلفت طرفي النزاع خسائر فادحة في التعداد والعتاد. وقال الجيش الأوكراني، أمس الجمعة، إن جنوده صدوا ما زاد على مائة هجوم على المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا ويتركز عليها الهجوم الروسي منذ أغسطس (آب)، فيما أعلن رئيس مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، الجمعة، فتح مراكز للتجنيد في عشرات المدن الروسية، بينما يقف رجاله في الخطوط الأمامية للسيطرة على باخموت. وقال بريغوجين «في 42 مدينة في الاتحاد الروسي، فُتحت مراكز تجنيد لصالح (فاغنر) ويأتي مقاتلون جدد إلى هناك، سيرافقوننا للدفاع عن بلادهم وعائلاتهم»، مضيفا أنه «على الرغم من مقاومة القوات المسلحة الأوكرانية الهائلة، فإننا سنتقدّم. وعلى الرغم من العصي التي وضعت في طريقنا، فسنتغلب على ذلك معاً».وتقول موسكو إن باخموت تشكل أهمية؛ إذ تعتبرها خطوة لتأمين محيط منطقة دونباس وهي هدف أساسي للحرب. وبينت تقارير غربية أن المدينة التي أصبحت مدمرة ليست لها قيمة استراتيجية كبيرة وأن القوات الروسية تضحي بالأرواح لمنح الرئيس فلاديمير بوتين نصره الوحيد منذ أرسل مئات الآلاف من جنود الاحتياط للمعركة منذ نهاية العام الماضي. واشتكى بريغوجين مرات عدة في خضم توترات مع وزير الدفاع الروسي من أنه لم يعد قادراً على تجنيد مقاتلين من السجون الروسية؛ حيث جنّدت «فاغنر» عدداً كبيراً من السجناء مقابل تخفيف أحكامهم. إلى ذلك، اتفق خبراء عسكريون على أن جهود روسيا للتقدم في حربها ضد القوات الأوكرانية من المرجح أن تتعرقل بشدة جراء نقص الذخيرة. وأفاد التحديث الاستخباراتي اليومي، الذي أصدرته وزارة الدفاع البريطانية، أمس، بأن الصواريخ بدأت تنفد من روسيا. وأظهر تحليل للهجمات الصاروخية المتعددة التي وقعت الخميس على أوكرانيا اختيار مجموعة مختلفة من المقذوفات. وجاء في التقرير أن روسيا تحتاج الآن لجمع كتلة كبيرة من الصواريخ الحديثة قبل أن تتمكن من توجيه ضربة كبيرة بما يكفي للتغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية. «فاغنر» تفتتح مراكز تجنيد في مدن روسية للقتال بأوكرانيا

 

وزير الخارجية الأوكراني يطلب السماح لزيلينسكي بتوجيه رسالة خلال حفل الأوسكار

كييف/الشرق الأوسط/11 آيار/2023

أعرب وزير الخارجية الأوكراني دميترو زيلينسكي، عن اعتقاده بأن من المناسب أن يبعث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، برسالة عبر الفيديو خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وفي تصريحات لصحيفة «بيلد آم زونتاج» الألمانية، تنشرها في عددها غداً (الأحد)، قال الوزير الأوكراني، «أعتقد عندما ينال فيلم (كل شيء هادئ في الميدان الغربي) (الاسم الألماني: لا شيء جديداً في الغرب) جائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي، بينما لا يسمح للرئيس زيلينسكي الذي يقاتل ويقود البلاد ويخوض أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية بالحديث، فإن المرء لن يستطيع أن يجد مثالاً أفضل على نفاق كبار المديرين ومنتجي صناعة السينما». من جانبه، قال إدوارد برجر مخرج الفيلم المرشح للأوسكار عن هذا النقاش، «لدي شعور بأن من الممكن فصل هذا الأمر. وليس بالضرورة أن يظهر زيلينسكي في كل نسخة لمهرجان برلين (برليناله) ولا في كل مهرجان ولا في كل احتفال. لكنه سيكون حاضراً، أنا على يقين من هذا. أعني أنه سيكون حاضراً في رؤوس الناس، وكذلك في الخطب». يذكر أن المعروف عن محتوى حفل توزيع جوائز الأوسكار لا يزال قليلاً، كما أنه لم يُنَاقش ظهور زيلينسكي خلال الحفل من جانب المنظمين بشكل علني حتى الآن. ورفضت الأكاديمية الرد على استفسار عن هذا الموضوع. كان زيلينسكي ظهر افتراضياً مؤخراً خلال مهرجان برلين السينمائي الدولي، حيث شارك عبر الفيديو مباشرة في حفل الافتتاح، كما عرض المهرجان أيضاً أفلاماً أوكرانية تتناول الحرب، وكان منها العرض الأول لفيلم «قوة عظمى» لشون بين وآرون كاوفمان، الذي يدور حول أوكرانيا.

يشار إلى أن الحفل السابق لتوزيع جوائز الأوسكار صاحبته مطالبات بمشاركة زيلينسكي عبر الفيديو، لكنها لم تفض إلى شيء.

 

«فاغنر» تفتتح مراكز تجنيد في مدن روسية للقتال بأوكرانيا وتقارير استخباراتية تشير إلى نقص في ذخيرة موسكو وتتوقع انخفاض الهجمات الصاروخية

كييف - موسكو/الشرق الأوسط/11 آيار/2023

أعلن رئيس مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية، الجمعة، فتح 58 مركزاً للتجنيد في 42 مدينة روسية، بينما يقف رجاله في الخطوط الأمامية للقتال الدامي الهادف للسيطرة على باخموت في أوكرانيا. وقال يفغيني بريغوجين بحسب ما نقل عنه المكتب الإعلامي لشركته «كونكورد» على «تلغرام» «في 42 مدينة في الاتحاد الروسي، فُتحت مراكز تجنيد لصالح فاغنر. ويأتي مقاتلون جدد إلى هناك، سيرافقوننا للدفاع عن بلادهم وعائلاتهم»، فيما قدرت تقارير استخباراتية أن جهود روسيا للتقدم في حربها ضد القوات الأوكرانية من المرجح أن تتعرقل بشدة جراء نقص الذخيرة.

وقال الجيش الأوكراني، أمس الجمعة، إن جنوده صدوا ما زاد على مائة هجوم على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية في باخموت، وهي مدينة يتركز عليها هجوم القوات الروسية منذ أغسطس (آب). وعلى أرض المعركة، شهد الأسبوع تحولا ظاهرا في التوجه مع اتخاذ أوكرانيا قرارا بمواصلة القتال في باخموت وهي مدينة تحملت وطأة هجوم روسيا خلال الشتاء في أكثر معارك الحرب دموية. وتقول موسكو إن باخموت تشكل أهمية إذ تعتبرها خطوة لتأمين محيط منطقة دونباس وهي هدف أساسي للحرب. وبينت تقارير غربية أن المدينة التي أصبحت مدمرة ليست لها قيمة استراتيجية كبيرة وأن القوات الروسية تضحي بالأرواح لمنح بوتين نصره الوحيد منذ أرسل مئات الآلاف من جنود الاحتياط للمعركة منذ نهاية العام الماضي. وقال أوليج جدانوف المحلل العسكري الأوكراني إن المدافعين عن باخموت أحبطوا محاولات روسية لتطويقها بالكامل من جهة الغرب. وصمدت الجبهة في الجنوب لعدة أيام لكن روسيا تمكنت من تحقيق بعض التقدم في قرى إلى الشمال من المدينة. وتسبب وابل من الصواريخ فجر الخميس في قتل تسعة مدنيين على الأقل وقطع التيار الكهربائي عن عدة مدن، لكن ساد ارتياح عام بفضل تراجع خطر وقوع كارثة نووية في مفاعل زابوريجيا إثر إعادة الكهرباء للموقع بعد انفصالها لفترة وجيزة عن شبكة الكهرباء الأوكرانية. وقال البيت الأبيض إن وابل الصواريخ كان أمرا «مروعا» وإن واشنطن ستواصل تزويد أوكرانيا بقدرات دفاع جوي. أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ما وصفته بالهجمات الصاروخية الروسية «العشوائية» على أوكرانيا، وقالت إن «استهداف (الكرملين للمدنيين والبنية التحتية للطاقة) عمدا يمثل جريمة حرب»، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء، أمس الجمعة. وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن قواتها أسقطت 34 من الـ95 صاروخا التي تم إطلاقها في اليوم السابق.

وعبرت كييف عن اشمئزازها من استهداف مدنيين بعد سقوط الصواريخ الروسية على مدن أوكرانية في أول هجمات من نوعها خلال أسابيع وتعهدت بالصمود والتحدي، بينما استمرت قوات أوكرانية تدافع عن مدينة باخموت شرق البلاد لصد محاولات اختراق روسية. وقالت أوكرانيا إن دفاعاتها أسقطت العديد من الطائرات المسيرة والصواريخ، لكن روسيا أطلقت عليها أيضا ستة من صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت من منظومة كينغال لم يكن بمقدورها وقفها بأي طريقة. وأكدت موسكو أنها استخدمت تلك الصواريخ في هجوم الخميس. وتلك الضربات واسعة النطاق على أهداف بعيدة عن جبهة القتال هي أول موجة من هذا النوع منذ منتصف فبراير (شباط)، وأنهت فترة هدوء في حملة غارات جوية استهدفت البنية التحتية المدنية الأوكرانية شنتها روسيا قبل خمسة أشهر.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «المحتلون يمكنهم فقط إرهاب المدنيين. هذا كل ما بوسعهم... لكن ذلك لن يساعدهم. لن يفلتوا من المسؤولية عن كل ما فعلوه».

ونفت روسيا مرارا استهداف المدنيين. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها شنت «ضربة انتقامية ضخمة» ردا على مداهمة عبر الحدود الأسبوع الماضي، وقالت إنها دمرت في الضربة قواعد لإطلاق الطائرات المسيرة وعطلت السكك الحديدية وألحقت أضرارا بمنشآت تصنع وتصلح الأسلحة. وتقول موسكو إن مثل تلك الضربات هدفها تقليل قدرة أوكرانيا على القتال. وتقول كييف إن الضربات الجوية ليس لها أي أغراض عسكرية وتهدف فحسب لإيذاء وتخويف المدنيين بما يشكل جريمة حرب.

اتفق خبراء عسكريون على أن جهود روسيا للتقدم في حربها ضد القوات الأوكرانية من المرجح أن تتعرقل بشدة جراء نقص الذخيرة. وأفاد التحديث الاستخباراتي اليومي الذي أصدرته وزارة الدفاع البريطانية، أمس الجمعة، بأن الصواريخ بدأت تنفد من روسيا. وأظهر تحليل للهجمات الصاروخية المتعددة التي وقعت الخميس على أوكرانيا اختيار مجموعة مختلفة من المقذوفات وقد أسيء استخدام بعضها. وجاء في التقرير أن روسيا تحتاج الآن لجمع كتلة كبيرة من الصواريخ الحديثة قبل أن تكون لديها الوسائل اللازمة لتوجيه ضربة كبيرة بما يكفي للتغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية. وتوقعت الوزارة أنه من المرجح أن تنخفض وتيرة الهجمات الصاروخية الروسية على أوكرانيا بسبب مشكلة الصواريخ. وكتب معهد دراسات الحرب، ومقره واشنطن، في تقرير نشر الخميس، أن مسألة الإمدادات سوف تؤثر على الأرجح على المحاولات الروسية لاستئناف هجومها العسكري. لكن أفادت الاستخبارات العسكرية في ليتوانيا بأن تقديراتها تشير إلى أن روسيا تملك موارد كافية لمواصلة حربها في أوكرانيا بالقوة نفسها لعامين مقبلين. وقال رئيس الاستخبارات العسكرية إيليغيوس بولافيشيوس للصحافيين «روسيا كانت تكدس الأسلحة والمعدات» خلال السنوات الماضية. وأضاف: «نقدّر أن مواردها تكفيها لعامين آخرين من حرب بالقوة نفسها التي نشهدها اليوم». ولفت إلى أن التقييم اعتمد على فرضية عدم تقديم أي دولة أجنبية مساعدات عسكرية لموسكو. وقال إن لدى روسيا احتياطات كبيرة مخزنة من الأسلحة، ما يسمح لها «بإلحاق أضرار جسيمة وزيادة كلفة إعادة البناء».

وكان يولافيشيوس يتحدث وإلى جانبه نظيره في الاستخبارات المدنية خلال تقديم تقريرهما السنوي. وبالإضافة إلى التقديرات حول الموارد الروسية، ذكر التقرير أيضا أن التعبئة الروسية العام الماضي كشفت عن أن الدعم الشعبي للحرب في أوكرانيا «ليس بالحجم الذي حاولت آلة الدعاية أن تظهره». وأورد التقرير أن «عدم الرضا عن سياسات النظام يأخذ حاليا شكلا سلبيا، في الغالب، عبر تجنب التعبئة العامة والتذمر من سوء التموين والفوضى في الجيش». وأثار التقرير أيضا احتمال أن يكون لإخفاقات روسيا في ساحة المعركة والمزيد من التعبئة وأي تدهور مفاجئ للوضع الاقتصادي «عواقب سلبية على استقرار النظام». وتعد ليتوانيا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي العام الماضي.

أعلنت الخارجية الروسية فرض عقوبات على 144 مسؤولا وبرلمانيا في لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، ينشطون في تمجيد النازية ومحاولات تزوير تاريخ الحرب العالمية الثانية، ومنخرطين في تسليح كييف. وأشارت الخارجية الروسية إلى أن قائمة المنع الروسية تشمل وزراء ونوابا برلمانيين وشخصيات عامة وصحافيين من دول البلطيق المذكورة، وأضافت: «تم إدراج الوزراء والبرلمانيين الأكثر عدائية في قائمة العقوبات الروسية» بحسب ما أوردته وكالة تاس الروسية. وجاء في بيان الخارجية الروسية: «تم اتخاذ هذه الخطوة ردا على الضغط النشط الذي تمارسه دول البلطيق لفرض العقوبات ضد روسيا، والتدخل في شؤونها الداخلية، والتحريض على المشاعر المعادية للروس». ذكر البيان أيضا أن المشمولين بالعقوبات الروسية، يشاركون في الحملة البربرية التي شنّتها سلطات دولهم لإزالة النصب التذكارية للجنود السوفيات المحرّرين، واضطهاد السكان الناطقين بالروسية، ومحاولات إعادة كتابة التاريخ وتمجيد النازية، ومنخرطون في المسار الإجرامي للتصعيد في أوكرانيا وتزويد نظام كييف بالسلاح، بحسب البيان.

 

هل تُحدث التحركات الأميركية اختراقات في الملف الأمني الأفريقي؟ وبلينكن يستعد لزيارة إثيوبيا والنيجر

القاهرة: تامر الهلالي/الشرق الأوسط/11 آيار/2023

يتواصل الحضور السياسي والدبلوماسي الأميركي في أفريقيا بوتيرة متنامية، ومن بين المحاور الأساسية التي تحاول واشنطن التعاطي معها «غياب الأمن والاستقرار في القارة»، على خلفية «تمدد الإرهاب والعنف والاقتتال الداخلي»، لأسباب عرقية وإثنية وسياسية وغيرها. في هذا السياق، أعلنت الخارجية الأميركية، الجمعة، أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، «سيتوجه إلى إثيوبيا والنيجر الأسبوع الحالي، في جولة يطغى عليها الملف الأمني». وستكون الزيارة ثالث زيارة رفيعة المستوى لأفريقيا هذا العام يقوم بها مسؤول كبير من إدارة بايدن، حيث سبق وزارت وزيرة الخزانة جانيت يلين، وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، والسيدة الأولى، جيل بايدن، القارة بالفعل هذا العام. وخلال الزيارة، يعتزم بلينكن لقاء مسؤولين من إثيوبيا وتيغراي في أديس أبابا. وسيكون أول وزير خارجية أميركي يزور النيجر، التي شهدت عمليات عسكرية أميركية استهدفت جماعات تابعة لـ«داعش» في المنطقة.

وقالت الخارجية الأميركية، في بيان صحافي، إن الزيارة ستشمل مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ومسؤولين من تيغراي، ستركز على «تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية لدفع السلام وتعزيز العدالة الانتقالية في شمال إثيوبيا».

وتم التوصل إلى اتفاق نوفمبر (تشرين الثاني) للسلام العام الماضي، بعد عامين من الحرب الطاحنة بين الحكومة الإثيوبية ومتمردي تيغراي، التي تسببت في توتر العلاقات بين واشنطن وأديس أبابا. ودفع صراع تيغراي، واشنطن، إلى تعليق بعض اتفاقيات التجارة التفضيلية مع إثيوبيا، والتي تتوق البلاد إلى استعادتها. وقالت مولي في، مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية، إن «واشنطن تتطلع إلى إعادة تشكيل الشراكة مع إثيوبيا، بما يتناسب مع حجم إثيوبيا وتأثيرها ومع اهتمام واشنطن والتزامها تجاه أفريقيا». وأضافت أن «التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين سيعتمد على مزيد من الإجراءات من جانب الحكومة الإثيوبية للعمل على كسر دائرة العنف العرقي والسياسي».

وفي نيامي، سيجري وزير الخارجية الأميركي يومَي الخميس والجمعة، لقاءات مع رئيس النيجر محمد بازوم، ومع نظيره حسومي مسعودو، وفق البيان. وسيناقش بلينكن خلال الزيارة: «سبل تعزيز الشراكة بين البلدين في مجالات الدفاع والدبلوماسية والديمقراطية والتنمية».وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قام بلينكن بجولة أفريقية شملت جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ورواندا، أعقبت جولة أفريقية قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، شملت إثيوبيا والكونغو وأوغندا ومصر. وتتهم أميركا روسيا بـ«استخدام مجموعة (فاغنر) العسكرية لزيادة النفوذ في عدة دول أفريقية منها مالي، وبوركينا فاسو، وأفريقيا الوسطى، عبر قيامها بانتهاكات لحقوق الإنسان تشمل (الإعدام الجماعي، والاغتصاب، وخطف الأطفال، والاعتداء الجسدي)». وصنفت واشنطن المجموعة الروسية ذات النفوذ المتنامي في القارة «منظمة إجرامية عابرة للحدود» وشددت العقوبات عليها. والعام الماضي، أعلنت واشنطن عن استراتيجية أميركية جديدة تجاه أفريقيا جنوب الصحراء، قالت إنها تهدف «لتعزيز أولويات الولايات المتحدة في أفريقيا جنوب الصحراء، وإعادة صياغة مكانة أفريقيا بالنسبة إلى مصالح الأمن القومي الأميركي خلال السنوات الـ5 المقبلة». وخلال القمة الأفريقية - الأميركية التي عقدت العام الماضي، بحضور معظم القادة الأفارقة في واشنطن، أعلن الرئيس جو بايدن عن «أكثر من 15 مليار دولار في صورة التزامات تجارية واستثمارية وصفقات وشراكات»، فيما رآه خبراء ومراقبون «تحركاً أميركياً لمجابهة تنامي النفوذ الاقتصادي الصيني في القارة».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، رأى الخبير في شؤون الساحل الأفريقي، محمد الأمين ولد الداه، أن انخراط أميركا في الساحل بشكل فعال «سيأخذ وقتاً، ولا بد ألا تقتصر الجهود على المساعدات الأمنية والعسكرية». وقال إن «أميركا تستطيع عبر حضور اقتصادي يهدف إلى التنمية الحقيقية الشاملة، ويخاطب المهمشين عرقياً وإثنياً، أن تسهم في خلق مناخ يؤدي إلى استقرار حقيقي ومستدام في المنطقة». ولفت ولد الداه إلى أن واشنطن «تستطيع بنفوذها وإمكاناتها المساهمة في دفع الأنظمة الانقلابية في مالي، وبوركينا فاسو، وغينيا، إلى التوجه نحو إنهاء الفترات الانتقالية والوصول إلى أنظمة منتخبة». في حين أكد رامي زهدي، الخبير في الشؤون الأفريقية، أن «إثيوبيا تحتاج إلى دعم الولايات المتحدة لاتفاق السلام ووقف أي محاولات مستقبلية للتمرد أو الصراع العرقي أو القبلي». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «أميركا هي القوة الدولية الوحيدة التي تستطيع تأمين استمرارية أي اتفاق سلام في القارة بما تملكه من نفوذ في الهيئات الدولية، وقدرات على الضغط على مختلف أطراف النزاعات، علاوة على الإمكانات العسكرية والأمنية والمعلوماتية الكبيرة». ويعتقد زهدي أن أميركا «تبذل جهوداً حقيقية في مجال التنسيق الأمني والعسكري في أفريقيا بالوقت الحالي وبوتيرة غير مسبوقة»، لكنه يقول إن «على المقاربة الأميركية أن تدعم بوتيرة أكبر جهود الحوكمة، وموازنات الدول، واقتصاداتها المتآكلة لحل مشكلة غياب الأمن من جذورها».

 

«داعش» يقتل 145 مدنياً وعسكرياً خلال أقل من 70 يوماً

لندن/الشرق الأوسط/11 آيار/2023

أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن تنظيم «داعش» الإرهابي مستمر في عملياته ضمن مناطق متفرقة من البادية السورية، مواصلاً توجيه الرسائل بأنه «لا يزال يملك القوة الكافية لمجابهة النظام وحلفائه»، حيث لا يكاد يمر يوم من دون هجوم خاطف، أو كمين أو استهداف أو تفجير. وتتركز هذه العمليات بشكل رئيسي في بادية حمص الشرقية، وبادية محافظة دير الزور، وبدرجة أقل نسبياً بباديتي حماة والرقة. وتقابل هذه العمليات، حملات أمنية دورية تنفذها قوات النظام والميليشيات الموالية لها في عمق البادية، وسط تراجع كبير وملحوظ بالغارات الجوية الروسية على مناطق انتشار التنظيم في البادية، على مساحة نحو 4000 كلم مربع انطلاقاً من منطقة جبل أبو رجمين في شمال شرقي تدمر، وصولاً إلى بادية دير الزور وريفها الغربي، بالإضافة لوجوده في بادية السخنة، وفي شمال الحدود الإدارية لمحافظة السويداء. «المرصد السوري»، وثق منذ مطلع العام الجديد، 38 عملية نفذها التنظيم الإرهابي ضمن مناطق متفرقة من البادية، تمت عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات، وأفضت إلى مقتل 54 من قوات النظام والميليشيات الموالية لها، من ضمنهم 14 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات سورية وغير سورية، بالإضافة لمقتل 91 مواطناً بينهم امرأة، فيما خسر التنظيم 4 من عناصره باشتباكات مع قوات نظامية واستهدافات جوية روسية. وتوزعت العمليات على النحو الآتي: 13 عملية في بادية حمص، أسفرت عن 22 قتيلاً عسكرياً بينهم 3 من الميليشيات التابعة لإيران، و77 مدنياً بينهم مواطنة، و7 عمليات في بادية الرقة، أسفرت عن 11 قتيلاً من قوات النظام، و3 قتلى من التنظيم، وواحد مدني، و13 عملية في بادية دير الزور، أسفرت عن مقتل 20 عسكرياً بينهم 11 من الميليشيات الموالية لإيران، وقتيل من التنظيم، وقتيل مدني، و5 عمليات في بادية حماة، أسفرت عن مقتل 12 مدنياً وعنصراً من الدفاع الوطني. كذلك، اختطف التنظيم الإرهابي عشرات المدنيين والعسكريين ممن يعملون بجمع ثمرة الكمأة في مناطق متفرقة من البادية. «المرصد السوري» كان قد وثق خلال عام 2022، مقتل 266 شخصاً على يد «داعش» بمناطق متفرقة من البادية السورية في أكثر من 100 عملية، والقتلى هم: 234 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و27 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات سورية وغير سورية، و5 من المدنيين.

 

مباحثات مصرية - أميركية بواشنطن تتطرق إلى «أمن الطاقة» ومسؤولون من الجانبين ناقشوا آليات استغلال موارد «شرق المتوسط»

القاهرة/الشرق الأوسط/11 آيار/2023

بهدف تحقيق «أمن الطاقة»، ومناقشة آليات الاستغلال الأمثل لموارد «شرق المتوسط»، عقد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية المصري، عدداً من اللقاءات في العاصمة الأميركية واشنطن مع مؤسسات الأعمال، والمؤسسات البحثية والفكرية والمسؤولين بوزارة الطاقة، وأعضاء الكونغرس الأميركي.

وقال وزير البترول المصري، في إفادة رسمية اليوم (السبت)، إن «زيارته للولايات المتحدة الأميركية تستهدف بحث سبل تعزيز التعاون المشترك في تنمية موارد الطاقة، ودفع جهود خفض الانبعاثات في صناعة البترول والغاز في أعقاب مؤتمر المناخ (كوب 27)، والعمل على دفع جهود التكامل الإقليمي في استغلال موارد الطاقة، والغاز الطبيعي بمنطقة شرق المتوسط للمساهمة في تحقيق أمن الطاقة». وتسعى مصر لتكون مركزاً إقليمياً للطاقة المتجددة، ضمن استراتيجيتها للتنمية المستدامة 2030، لا سيما في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، في تصريحات له شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، أن مصر تسارع الخطى نحو تبني المقترحات التي تهدف لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتقدم مصر نفسها مركزاً إقليمياً لتداول الغاز الطبيعي، وخلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لألمانيا، العام الماضي، وعد «بتقديم تسهيلات» لأوروبا في مجال تصدير الغاز الطبيعي، لمواجهة الأزمة الحالية الناتجة عند تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية. وأكد وزير البترول المصري، في الإفادة التي نشرتها صفحة رئاسة مجلس الوزراء المصري على «فيسبوك»، أن «بلاده ساهمت في تأمين جانب من احتياجات أوروبا من الطاقة، أثناء الأزمة العالمية، استثماراً لدورها مركزاً إقليمياً لتجارة وتداول الطاقة»، موضحاً أن «التحديات الراهنة في أسواق الطاقة العالمية أثبتت أهمية الجهود المصرية الاستباقية منذ عام 2018 لإطلاق (منتدى غاز شرق المتوسط)، وما نتج عنه من تكامل إقليمي فعال في تسريع وتيرة تنمية موارد الغاز واستغلالها بالمنطقة».

وبحث وزير البترول المصري مع نائب وزيرة الطاقة الأميركية، ديفيد تورك، «سبل الإسراع بوتيرة التعاون المشترك، في إطار العديد من المبادرات التي تمثل أهمية لتوفير الخبرات والدعم التقني في مجال خفض الانبعاثات»، حسب البيان. وتطرق اللقاء إلى «مناقشة مستجدات عمل (منتدى غاز شرق المتوسط) الذي تشارك فيه الولايات المتحدة عضواً مراقباً». وأكد الملا «أهمية الشراكات الحالية مع الجانب الأميركي للإسراع بتحقيق التنمية المستدامة، وخفض الانبعاثات في صناعة البترول والغاز، والإسهام في توطين التكنولوجيا الخاصة بها في مصر». وأشار وزير البترول المصري إلى أن «مصر عملت بقوة منذ عام 2016 على تنفيذ استراتيجية شاملة للإصلاح في قطاع البترول والغاز وتطويره وتحديثه، ما حول البلاد من حالة العجز إلى الاكتفاء والتصدير وتداول وتجارة الغاز إقليمياً كمركز محوري». كما عقد وزير البترول المصري لقاءين مع عضوي الكونغرس الأميركي توماس كين، وبيل كيتنغ، تناولا «سبل دفع التعاون بين مصر والولايات المتحدة في مجال الطاقة، خصوصاً التحول الطاقي وإزالة الكربون، والدور الإقليمي الحالي لمصر مركزاً لتجارة وتداول الطاقة».وشدد الملا على «أهمية الإسراع بتوفير التكنولوجيا والتطبيقات اللازمة لخفض الكربون لدعم مصر والدول الأفريقية في مساعيها الجادة في هذا المجال». واستعرض الاستراتيجية التي تنفذها مصر «لتحقيق الاستدامة وخفض الكربون في قطاع الطاقة والاستثمار في الطاقات الخضراء كالهيدروجين في ضوء المقومات التي تمتلكها البلاد».

 

الرئيس التونسي يقرر إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا

تونس: المنجي السعيداني/الشرق الأوسط/11 آيار/2023

أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد الليلة الماضية عن قرار إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، وهي خطوة مهدت لها تونس قبل أيام، حينما أجرى نبيل عمار، وزير الخارجية التونسية، في الرابع من هذا الشهر اتصالاً هاتفياً مع فيصل المقداد، وزير خارجية النظام السوري، لبحث عودة العلاقات بين البلدين.

وتطرق سعيد خلال لقاء جمعه بوزير الشؤون الخارجية التونسية أمس عن عودة التمثيل الدبلوماسي لتونس في سوريا، قائلا إنه «ليس هناك ما يبرر ألا يكون لتونس سفير في دمشق بالجمهورية العربية السورية، وسفير لسوريا في تونس»، دون تحديد موعد لذلك.

وأضاف رئيس الجمهورية موضحا أن «مسألة النظام في سوريا تهم السوريين وحدهم، ونحن نتعامل مع الدولة السورية. أما اختيارات الشعب فلا دخل لنا فيها إطلاقا»، وتابع قائلا: «سيكون لنا سفير معتمد لدى الدولة السورية، ولا نقبل أن تقسم سوريا إلى أشلاء، كما حاولوا تقسيمها في بداية القرن العشرين إلى مجموعة من الدول، حينما تم إعداد مشاريع دساتير خاصة بكل دولة بعد وضع اتفاقية سايكس بيكو». ومنذ تولي الرئيس سعيد مقاليد الرئاسة اعتبر أن قطع العلاقات مع سوريا خطأ، وذهب في اتجاه إعادة العلاقات إلى طبيعتها، كما سارع إلى تقديم مساعدات إنسانية إلى المناطق السورية التي تضررت من الزلزال خلال الفترة الماضية. من جهتها، قالت وزارة الخارجية التونسية عبر حسابها على «فيسبوك» «إن المقداد أثنى على وقوف تونس إلى جانب سوريا خلال الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة»، مشيرةً إلى أن الجانبين «أبديا رغبة في عودة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي، ولا سيما من خلال رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي، وتبادل زيارات مسؤولي البلدين». وكان الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، قد قرر قطع العلاقات الدبلوماسية بالكامل مع سوريا في شهر فبراير (شباط) من سنة 2012، بسبب الأحداث الجارية آنذاك على الأراضي السورية، والتي تحولت إلى نزاع مسلح هدفه إسقاط نظام بشار الأسد، قبل أن تقرر الخارجية التونسية، بعد تولي الباجي قايد السبسي رئاسة البلاد سنة 2015، تعيين قنصل عام بدمشق، والاكتفاء بهذا المستوى من التمثيل الدبلوماسي. وسبق أن ضغطت كتل برلمانية، تمثل أحزابا قومية تونسية، على غرار «حركة الشعب»، وحزب «التيار الشعبي»، من أجل إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، ومررت في سنة 2017 لائحة برلمانية تطالب بإعادة العلاقات مع سوريا، غير أنها لم تحظ بموافقة أغلبية أعضاء البرلمان. وتأمل عدة أطراف سياسية، وفي مقدمتها حركة النهضة، وبقية الأحزاب الممثلة للإسلام السياسي، أن تحصل على معلومات حول تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر في الخارج، ومن بينها سوريا، وترى أن عودة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري ستفتح أرشيف هذا الملف، الذي لا يزال مثار جدل سياسي حاد في تونس.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أيّ دور لرأس الكنيسة في اختيار رأس الدولة؟ 12 عاماً بطريركاً: الراعي والرئيس المطلوب

نجم الهاشم/نداء الوطن/11 آيار/2023

في 15 آذار 2011 صار المطران بشارة الراعي البطريرك السابع والسبعين للموارنة، بعد ثلاث عشرة جولة اقتراع بدأت في 11 آذار وانتهت بخروج الدخان الأبيض إيذاناً بحصول الراعي على العدد الأكبر من الأصوات ليخلف البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي امتدت ولايته الحبرية منذ نيسان 1986. كما صفير كان على الراعي أن يواجه خطر تغيير الهوية اللبنانية بما يعنيه من خطر على المسيحيين خصوصاً بما يتعلّق بالفراغ في رئاسة الجمهورية، التي ارتبطت في معظم المراحل بمسؤولية رأس الكنيسة في حماية موقع رئاسة الدولة.

في كل الأحوال لم تكن خلافة البطريرك صفير مسألة بسيطة ذلك أنّ ولايته شهدت تحوّلات كبيرة كان له فيها دور كبير لم يشذّ عنه مبدئياً كل البطاركة الموارنة الذين شهدت ولاياتهم تحولات مصيرية، حافظوا خلالها على الخط التاريخي الذي تمثّله بكركي، والذي لا يمكن لأيّ بطريرك الخروج منه وهو ما يجهد الراعي من أجل الحفاظ عليه.

إمتدّت ولاية صفير من 19 نيسان 1986 حتى 15 آذار 2011. 25 عاماً أمضاها في بكركي بطريركاً أضافها إلى 36 عاماً كان بدأها منذ العام 1950 في الصرح البطريركي كاهناً ثم مطراناً منذ العام 1960، مرافقاً البطاركة أنطون عريضة وبولس المعوشي وانطونيوس خريش. وكما صفير كان الراعي تدرج في البطريركية إلى جانبه نائباً بطريركياً قبل أن يُعيَّن رئيساً لأساقفة جبيل في العام 1990. بعد شهرين على اعتلائه عرش البطريركية، سام صفير الراهب بشارة الراعي الآتي من الرهبنة المريمية مطراناً في 5 تموز 1986 ليبدأ منذ ذلك التاريخ السير على خط العودة إلى بكركي بطريركاً.

في 25 شباط الماضي أكمل البطريرك الراعي عامه الثالث والثمانين. كان عمره 71 عاماً عندما انتُخب بطريركاً بينما كان عمر صفير 66 عاماً. بقي صفير في البطريركية حتى عمر الـ91 وعندما بدأ يشعر أنّ قوته الجسدية والعقلية قد تخونه اختار أن يتخلّى عن المهمة إلى بطريرك جديد. حكي كثيراً عن مؤامرات تعرّض لها وعن عمليات دسّ لدى الكرسي الرسولي، ولكن قرار الإستقالة كان ملك صفير وحده. لقد فاتح قبل أشهر بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر بهذه الرغبة وقد أتت اللحظة المناسبة وفقاً لاختياره. لم يكن المطران بشارة الراعي بعيداً عن حبرية البطريرك صفير. كان شريكاً له في معظم المحطّات التاريخية وشهد إلى جانبه في بكركي ثم من موقعه في مطرانية جبيل عمليات التجنّي عليه. وكان شاهداً على صلابته وإيمانه وعلى حياته البسيطة وعقله الكبير. وهو بحكم هذه المرافقة لم يكن أمامه إلّا أن يكون على مستوى السقف الذي وضعه صفير للمواقف البطريركية التي لا يمكن أن تخرج عن خط بكركي التاريخي الذي مثّله البطاركة السابقون منذ البطريرك الأول يوحنا مارون. وعلى الأقل منذ البطريرك الياس الحويك الذي رافق ولادة دولة لبنان الكبير مروراً بالبطاركة عريضة والمعوشي وخريش. ولكل من هؤلاء تجارب وسجل حافل بالمواقف خصوصاً في ما يتعلق بفكرة قيام دولة لبنان الكبير وبالعلاقة بين الموقع الديني الأول للموارنة وبين الموقع الماروني الأول في رئاسة الدولة.

على خطى سلفه

وصل صفير إلى سدة البطريركية بعد أزمة عاشتها الكنيسة المارونية في بيتها الداخلي، وفي العلاقة مع الفاتيكان، بينما كان المسيحيون في لبنان يواجهون خطر الحرب والخلافات في ما بينهم، وذلك بعد استقالة البطريرك خريش وتعيين البابا يوحنا بولس الثاني المطران ابراهيم الحلو مدبِّراً بطريركياً في 27 تشرين الثاني 1985. ترك هذا القرار ردود فعل سلبية داخل الكنيسة المارونية وكان على المطران صفير أن يحمل ملفّ الإعتراض إلى روما ليطلب انتخاب بطريرك جديد خلال لقائه البابا. دخل إليه مطراناً وعاد إلى لبنان بطريركاً منتخباً في 19 نيسان 1986. لم يكن انتخابه سهلاً بفعل المخاطر السياسية والعسكرية التي كانت تهدّد الوجود المسيحي في لبنان، ولم يكن اسمه مطروحاً في البداية، ولكنّه في النتجية صار البطريرك السادس والسبعين للموارنة ليفاجئ العالم بقوة حضوره الهادئ وصمته المعبر وعظاته النارية وصلابته التي لا تلين في المسائل المتعلقة بالكيان اللبناني والهوية اللبنانية والحضور المسيحي في لبنان وفي الشرق. صار صفير رمزاً للسيادة الجديدة وللإستقلال الثاني وللوقوف في وجه الوصاية السورية على لبنان، وكان له الدور الكبير في الوصول إلى اتفاق الطائف ثم في المواجهة مع الذين عملوا على الإنقلاب عليه، وكان لهذا الخط الذي اختاره أن ينتصر في العام 2005 بخروج الجيش السوري من لبنان.

عاش المطران بشارة الراعي لحظات الخوف ولحظات الصمود إلى جانب البطريرك صفير. كان شاهداً على شموخه وعلى قوته كما كان شاهداً على التعرّض له وإهانته كما حصل على يد العماد ميشال عون وأنصاره، بعد التعدي عليه في بكركي في 5 تشرين الثاني 1989 وانتقاله إلى المقرّ الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان. كما كان شاهداً أيضاً على الحملات والإهانات التي تعرض لها صفير وشنّها عليه سياسيون موارنة بطلب من النظام السوري وعادوا وندموا عليها لاحقاً. رافق الراعي صفير أيضاً في التحضير للسينودس من أجل لبنان في العام 1994 وفي استقبال البابا يوحنا بولس الثاني في أيار 1997. وكان عاش إلى جانبه أزمة رئاسة 1988 ورئاسة حكومة العماد ميشال عون وتجربة الإجتماعات المسيحية الموسعة في بكركي ومسألة تقديم اقتراحات بأسماء مرشحة لرئاسة الجمهورية، وهي تجربة انتهت إلى الفشل وإلى الفراغ. وهو اليوم من موقعه البطريركي يواجه تجربة مماثلة.

على خط الرئاسة

منذ انتخابه بطريركاً عمل الراعي على خطّ اختيار رئيس الجمهورية. بعد عامين ونصف كان يواجه مثل صفير خطر الفراغ الناجم عن منع انتخاب رئيس للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان. ومثله أيضاً كان عليه أن يواجه خطر ما يمثّله هذا الفراغ الذي تحكّم به «حزب الله» بحجّة أنّه لا يؤمّن نصاب جلسات الإنتخاب إلا لمرشّح وحيد هو العماد ميشال عون. وهي المرة الثانية التي يمنع فيها انتخاب رئيس إلا لمرشّحه وهو هذه المرة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. لمرتين كرر التاريخ نفسه مع المرشّح الرئاسي العماد ميشال عون. المرة الأولى كانت المواجهة مع النظام السوري، والثانية مع «حزب الله» الذي يمارس وصايته على الدولة والسلطة، والثالثة أيضاً مع «الحزب» الذي يبدِّل الأسماء ولا يبدّل الوصاية. حاول الراعي أن يتوّج عهده البطريركي بجمع الأقطاب الموارنة الأربعة قبل استحقاق رئاسة 2014 وتمكن من جمع العماد ميشال عون والرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية. كان مشهد التقاء الأربعة تحت سقف بكركي جميلاً في الشكل، ولكنّه لم يرتقِ إلى المضمون. ذلك أنه لم يضع خطة عمل يمكن أن ينضوي تحت سقفها الأربعة، وبقيت لكل منهم حساباته المتعلقة برئاسة الجمهورية، خصوصاً أن عون كان أعلن منذ 6 شباط 2006 تحالفه مع «حزب الله» الذي نصّب نفسه وصيّاً على الجمهورية ورئاسة الجمهورية، وأنّ سليمان فرنجية كان في الخط السوري وبقي يعلن أنّه ضمن هذا الخط وأحد أركانه. وهو لذلك التقى مرحلياً مع عون وانضمّ إلى تكتله النيابي. بينما كان رئيس حزب «القوات» سمير جعجع يعمل لكي يكون الرئيس الجديد من صلب قوى 14 آذار التي مثّلت خطّ السيادة والإستقلال الذي تمثّله بكركي أيضاً. ولكن بكركي بقيت خارج إطار التسمية والدعم. ولذلك فرقت رئاسة 2014 بين الأربعة وأبعدت بكركي عن اتخاذ القرار في ما خصّ الرئاسة الأولى. على رغم أنّ قوى 14 آذار كانت تحظى بأكثرية مجلس نواب 2009 إلّا أنّ «حزب الله» مع عون وحلفائهما عطّلوا النصاب ولم يكن لدى فرنجية الجرأة للخروج عن قرار «الحزب» الداعم لعون. بعد 25 أيار 2014 لم يكن هناك من يتصوّر أن الفراغ سيستمرّ حتى 31 تشرين الأول 2016.

تجربة عون القاسية

شكّل انتخاب عون رئيساً انتهاء لمرحلة الفراغ ولكنّه لم يكن بداية للخروج من الأزمة ومن وصاية «حزب الله». كانت لبكركي والبطريرك الراعي مواقف واضحة من وضع الرئيس عون الجمهورية في تصرف «حزب الله». أكثر من مرّة حاول الراعي أن يحثّ عون على تحرير قرار الشرعية ولكنّ صرخاته كانت تتردّد بعيداً عن مسامع عون الذي بدا مستسلماً كلّياً للتحالف مع «حزب الله»، معتبراً أنّ هذه العلاقة هي الممرّ الطبيعي ليكون صهره جبران باسيل خلفاً له في رئاسة الجمهورية. على رغم تأييد «القوات اللبنانية» ترشيح عون لم يبْنِ عون علاقة سليمة مع «القوات»، وانقلب عليها كما انقلب على حليفه السابق سليمان فرنجية.

في ظلّ هذه البلبلة استطاع البطريرك الراعي أن يجمع بين الدكتور جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية في لقاء مصالحة في 14 تشرين الثاني 2018 في بكركي. قبل هذا اللقاء كان وقع الخلاف بين فرنجية وعون منذ استحقاق رئاسة 2016 وبين عون و»القوات» منذ تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى ومحاولة إقصاء «القوات» عن الحكومة، والحكم بعيداً عن روحية اتفاق معراب ونصّه. إستحقاق انتخابات 2022 الرئاسية لم يكن مختلفاً عن استحقاق 2014. مرة جديدة فرض «حزب الله» الفراغ. المرة الأولى تمسك بترشيح عون والمرة الثانية يتمسك بترشيح فرنجية. على رغم عيشه تجربة عون لم يخرج فرنجية من عباءة «الحزب» ويكرر معه تجربة التعطيل. ومرّة جديدة تجد بكركي نفسها أمام مواجهة مكرّرة مع الفراغ. صحيح أنّ البطريرك الراعي رفع السقف كثيراً ووضع مواصفات عالية للرئيس المطلوب انتخابه، ولكن دون وضع هذه العظات موضع التنفيذ عقبات كثيرة. لم ينتقل الراعي إلى وضع عظاته ومواصفاته موضع التنفيذ وكادت تتكرّر معه تجربة تسمية مرشحين لاختيار واحد من بينهم ولكنه حاذر في النهاية الوقوع في هذا المطبّ. وخرج أيضاً من مسألة الدعوة إلى عقد اجتماع نيابي مسيحي موسّع لمناقشة مسألة الترشيح إلى رئاسة الجمهورية. لا يستطيع البطريرك أن يدعم مرشحاً من دون آخر على قاعدة أنّ كل المرشحين من أبناء الكنيسة، ولكن بحكم المواصفات التي وضعها للرئيس المطلوب في هذه المرحلة وفي كل مرحلة، يمكن قراءة الإسم الذي توافق عليه بكركي والذي لا توافق عليه من دون أن تسمّيه. كلّهم أبناء الكنيسة ولكن ليس كلّهم من يستحقّون أن يكونوا في موقع رئاسة الجمهورية. هل تستطيع بكركي أن تقنع فرنجية بالخروج من عباءة «الحزب»؟ وهل تستطيع بكركي أن يكون لها موقف رئاسي مماثل من موقفها تجاه تأييد ثورة 17 تشرين والمطالبة بالحقيقة في قضية تفجير مرفأ بيروت؟ فالمطلوب اليوم تحرير قرار الشرعية والخروج من عهد وصاية «حزب الله»

 

ترشيح فرنجية: ما هي حسابات الحزب الإيراني؟

كمال ريشا/شفّاف اليوم/11 آذار/2023

كشف حسن نصرالله في خطابه الأخير عن آخر لقاء له مع جبران باسيل ابلغه فيه ان الحزب يفضل باسيل وفرنجيه لمنصب الرئاسة! مضيفا، ان باسيل قال لنصرالله أن المرحلة الحالية لا تسمح له بالوصول الى بعبدا، ليجيب نصرالله: إذاً، المرشح المفضل للحزب هو الوزير فرنجيه!

 باسيل لم يهضم موقف حزب الله، وسعى بعدها، مرتين، الى لقاء نصرالله ومعه سلة اسماء لمرشحين محتملين. ولدى سؤال الوسطاء لباسيل عما إذا كان إسم فرنجيه بين الاسماء، كان جوابه “لا”، فرفض نصرالله استقبال باسيل!

اوساط الثنائي الشيعي قالت إن دعم ترشيح فرنجيه ليس مناورة، وليس مطروحاً في بازار التسويات الرئاسية. بل هو جدي، وينطلق من قواعد وحسابات وفق التالي:

– ينطلق فرنجيه من دعم 50 الى 55 نائبا، الامر الذي لا يتوفر لاي منافس له، وتاليا هو اقرب الى نيل 65 صوتا!

– فرنجيه هو الاكثر قدرة على معالجة اشكالات العلاقة اللبنانية – السورية، نظرا للعلاقة الشخصية والودية التي تربطه بالرئيس السوري بشار الاسد، مثل النزوح السوري، وترسيخ الحدود، ووقف التهريب.

– فرنجيه يشكل ضمانة وطمأنة لحزب الله.

– فرنجيه قادر على التواصل مع المكونات الاسلامية في البلاد، لاعادة ربط ما أفسدته الاعراف التي سعى الى تكريسها العهد العوني، خصوصا آليات تشكيل الحكومات والتعطيل الممنهج خدمة لمصالح شخصية وحزبية ضيقة.

– فرنجيه من اوائل الذين أعلنوا عن تأييدهم لـ”اتفاق الطائف”، وهو لم يخفِ يوما مجاهرته بتأييد الاتفاق وهو سيعمل في حال وصوله الى سدة الى تطبيق الاتفاق ببنوده التي لم تطبق الى اليوم.

وتشير الاوساط إلى إن حجة “الثنائي” ستكون قوية في وجه الخصوم وفحواها “أعطونا مرشحا لديه القدرة على مواجهة هذه التحديات، لنبحث معا بالتفصيل ما الذي يمكنه القيام به”َ وتضيف ان العلاقة مع العالم العربي ودول الخليج، ليست مستحيلة على فرنجيه! فهو لا يحمل تعقيدات ولا موروثات تحول دون امكان احداثه خروقات جدية في تصحيح العلاقات العربية-اللبنانية. خصوصا ان علاقة آل فرنجيه بالسعودية “تاريخية”، ولم تشبها يوما شائبة، وما زال الحفيد يحتفظ بالعديد من العلاقات الشخصية في المملكة العربية السعودية، وإن باعدت السياسة بين الجانبين.

وتقول أوساط الثنائي، إن تأمين الاصوات المتبقية لفرنجيه للفوز، ليس مستحيلا، بل إن التفاهمات الجارية في الاقليم بين إيران والسعودية، وبين الولايات المتحدة وإيران، وموقف فرنسا في اللقاء الخماسي،  ستشكل رافعة تزيل كابوس الرفض الخليجي لفرنجيه عن كاهل النواب اللبنانيين الذين يخشون إغضاب المملكة، من نواب من الطائفة السنية، او حتى نواب اللقاء الديمقراطي، بزعامة وليد جنبلاط. عندها لن تكون هناك مشكلة في وصول فرنجيه مدعوما بأكثر من 70 صوتا!

في الجانب الآخر، يبقى التعطيل سلاحا في وجه فرنجيه، حيث أعلنت اكثر من كتلة نيابية عزمها على تعطيل نصاب جلسات الانتخاب إذا كانت ستؤدي الى انتخاب فرنجيه. وفي مقدم هؤلاء “القوات اللبنانية”، و”حزب الكتائب”، وعدد من النواب المستقلين والتغييريين، بحيث يقول المعارضون، إن عددهم يناهز 47 نائبا. وهذا كافٍ لتعطيل جلسات الانتخاب رئيس للجمهورية، من دون ان ينضهم اليهم نواب اللقاء الديموقراطي.

وفي حين يعوّل فريق فرنجيه-الثنائي على الحلحلة الاقليمية لانتخاب فرنجيه رئيسا، لا يملك الفريق المعارض خطة واضحة للاتفاق على مرشح واحد في مواجهة فرنجيه!

ما يضع فرنجيه في موقع متقدم بخطوة واحدة على معارضيه، ما لم يبادروا الى جمع شتاتهم في اقرب فرصة، والاتفاق على إسم واحد لتبني ترشيحه، إذا كانوا فعلا يريدون الحؤول دون انتخاب فرنجيه.

 

علي حمادة يقرأ في الاتفاق السعودي الإيراني ويسأل ماذا عن البعد الدولي؟

الاتفاق السعودي – الإيراني: ماذا عن البعد الدولي؟

علي حمادة/11 آذار/2023

Newsalist

https://eliasbejjaninews.com/archives/116506/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%8a%d9%82%d8%b1%d8%a3-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a/

في لبنان وبعض الدول العربية سيل من التحليلات حول آفاق الاتفاق السعودي – الإيراني ونتائجه على المستوى الإقليمي، لاسيما في الساحات العربية التي تشهد صراعا بين مشروعين عربي وإيراني. لكن ماذا عن البعد الدولي؟ بعبارة أخرى ماذا عن الصورة الأكبر لهذا الاتفاق وتبعاته؟

لا بد أولًا من القول ان الاتفاق بين القوتين الاقليمييتن الكبرتين حصل في العاصمة الصينية بكين وبرعاية مباشرة من الرئاسة الصينية التي يمكن الجزم بأنّها أسهمت الى حد بعيد في التوصل الى هذا الاتفاق واصدار البيان الثلاثي الذي أعقبه، معلنًا بدء عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين المركزيين في الشرق الأوسط. هنا المؤشر الأهم الذي سيتوقف عنده خبراء السياسة الدولية الذين يعتبر قسم كبير منهم ان الحدث الأهم هو الصين، ودخولها للمرة الأولى في تاريخها منطقة الشرق الأوسط الباب الواسع. هذا هو الحدث الجيوسياسي الكبير الذي تتوقف عنده العواصم الكبرى في العالم بدءا من واشنطن مرورا بالعواصم الأوروبية الكبرى، وانتهاء بموسكو، ونيودلهي.

وعليه فإنه على الرغم من انّ الإقليم ركز جلّ اهتماماته حول الاتفاق بين الرياض وطهران نظرًا لمسار العلاقات الثنائية السلبي وللعداء المتبادل، فإنّ الانظار تتوجه اليوم نحو بكين ونجاحها في تحقيق اول مبادرة جيوسياسية كبيرة في إقليم كان يعتبر في العقود الخمسة الماضية حديقة خلفية للولايات المتحدة. تتوجه الانظار اليوم نحو بكين ونجاحها في تحقيق اول مبادرة جيوسياسية كبيرة في إقليم كان يعتبر في العقود الخمسة الماضية حديقة خلفية للولايات المتحدة

يذكر العديد من الخبراء في العلاقات الدولية قول الرئيس المصري الراحل انور السادات يوم أعلن عام ١٩٧٣، وبالرغم من وجود الاتحاد السوفيياتي آنذاك كحليف وكمصدر للسلاح للجيش المصري، ان اميركا تمتلك ٩٩ في المئة من الأوراق في المنطقة. والمبادرة التي نتحدث عنها اليوم هي التي تجمع اثنتين من الدول المركزية في الشرق الأوسط وغرب آسيا. من هنا فرادة الحدث الذي تمّ في قلب العاصمة الصينية، واعتباره نصرًا كبيرًا للديبلوماسية الصينية في عالم بعد حرب أوكرانيا، ومؤشرًا الى احتمال انضمام كل من البلدين في المستقبل القريب او المتوسط الى مجموعة دول “البريكس” مع ما ينتج عن هكذا تطوّر من انتكاسات كبيرة على المشهد الجيوسياسي ليس الإقليمي بل العالمي.

هذا الحدث الجيوسياسي الكبير سيكون موضع دراسة ومتابعة في العمق من قبل الإدارة الأميركية التي يتعيّن عليها ان تحاول استخراج العبر من هكذا تطور، ومعرفة كيف حصل في وقت كان الرئيس جو بايدن يصرح في مطلع صيف ٢٠٢٢ من الرياض بالذات انّ اميركا هنا (في الشرق الأوسط) وهي باقية، فيما كان الحلفاء يلمسون على ارض الواقع تحوّل الاهتمام الأميركي نحو الشرق ومؤخرا نحو أوروبا. وما من شك في ان أداء واشنطن في المنطقة ومع الحلفاء في الأعوام الثمانية الأخيرة (الخيار الإيراني لباراك أوباما) قد دفع بالحلفاء التاريخيين الى البحث عن مسارات أخرى موازية لمسار العلاقات مع الولايات المتحدة، وخصوصا ان سياسات ادارتي الرئيس الأسبق باراك أوباما والرئيس الحالي جو بايدن زادت الحلفاء اقتناعا بأنّ الرهان على وشنطن وحدها لم يعد كافيا، وبأنّ السياسة الخارجية للحلفاء الكبار في الشرق الأوسط ينبغي ان تتوسع في آفاقها. ولذلك شهدنا بضعة أشهر بعد زيارة بادين للرياض استقبال الأخيرة الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي فاق استقبال بادين حفاوة. بمعنى أنّ الرياض كانت تعلن صراحة عن ان توسيع مروحة علاقاتها الاستراتيجية. وهنا انطلق في تقديرنا مسار المساعي الصينية لتطبيع العلاقات بين السعودية وإيران، استنادا الى نفوذ سياسي واقتصادي واستراتيجي كبير في طهران، وفي المقابل علاقة استراتيجية ناشئة مع السعودية بدأت في الاقتصاد والتجارة، وهي اليوم توسعت لتشمل ملفا سياسيا محوريا.

انطلاقًا مما تقدم، يجب النظر الى الاتفاق السعودي – الإيراني على مستويين: الأول هو المتعلق بالعلاقات الثنائية والمشاكل المتراكمة منذ أعوام طويلة وبينها ملفات إقليمية من اليمن والعراق الى سوريا ولبنان وغزة. والثاني المتعلق بمسار رسم خريطة عالم متغير متعدد الاقطاب حيث تنجح قوى كانت تصنف ” شرقية ” (الصين) محيّدة في حل ازمة بين قوى مصنفة من “الجنوب ” (السعودية، إيران). هذا يحدث للمرة الأولى وذلك بصرف النظر عمّا إذا كانت ستوصل في نهاية المطاف الى حل الازمات المتراكمة بين الرياض وطهران. هنا أهمية الحدث ومرتكزاته.

الجنس في حرف الأنظار عن الجريمة السِّياسية: قضيَّة الشيخ الرفاعي نموذجاً

مريم مجدولين اللحام/موقع لبنان الكبير/11 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116501/116501/

في كل مرة نخسر رجلاً سيادياً لصالح الخصم، تتعمَّد أدوات إعلام التَّصفية السياسيَّة زجّ العنصر النسائي والجنسي في القضايا. وفي أجدد رواية ركيكة منشورة، أُضيفت اليوم جريمة قتل الشيخ أحمد شعيب الرفاعي، الى "سلسلة متهمي الممانعة بالشّبق الجنسي" وضحايا الاستدراج النسائي، فانضمّ سماحة ثائر عكار إلى: جبران تويني، سمير قصير، رمزي عيراني، لقمان سليم ووسام الحسن على لائحة "أزوار النساء مُستحقي أقدارهم الدموية"!....

في جُهد مدروس لإضفاء الصبغة الجنسيّة على ملف جريمة سياسيّة بامتياز كملف جريمة القرقف، اعتمد الصحافي على إفادات المخططين للجرم، للتشهير بالضحية. وفي الوقت نفسه اعترف الصحافي بأن المخطط الأبرز للجريمة المذكورة، المدعو علي يحيى الرفاعي، قد "كذب أكثر من مرة خلال التحقيق".

فتاوى القاتل، وإن لم تكن مُلزمة، مدّت صحافة الممانعة بسندٍ قانوني سرّي وازن، وبسلاح أخلاقي يستند إليه الصحافي الاستقصائي هذا، بشقيه المسلّح والنسائي، لحرف الأنظار عن الحقيقة. وكعادته، لم يُفصح الصحافي عن هوية مصدره في فرع المعلومات، ونشر تحقيقاً مطوّلاً ومفصّلاً مبنياً على رواية القتلة، منتقياً منها ما راق له للتشهير بالمقتول، واهباً منبريه في الجريدة و"اليوتيوب" ليشوّها بسرديتهما الضحية حتى بعد إردائه ميتاً. وفي ذلك الكثير من الخُبث وضرب للقانون بعرض الحائط... إذ أن نشر تفاصيل التحقيقات السرية مع المجرمين الكاذبين للعلن، قبل أن تصل إلى محكمة الجنايات، هو جرم يعاقب عليه القانون.

أما رواية القاتل فهي غير متماسكة وهزيلة، ربطت عمامة المغدور الشيخ أحمد بالإغواء الجنسي لاحداهن له، وادّعت أن هذه الامرأة كانت في الحقيقة "الشيخ" الآخر القاتل وأن الشهيد أحمد ذهب الى موته بقدميه بعدما ظن أنه سيُلاقي إمرأة وافقت معه على "زواج مؤقت"... يُمتعهما.

رواية، تضمنت "زواج متعة" (وهو أمر غريب ومهين لشيخ سُنيّ المذهب بين أبناء بيئته). رواية تضمنت إمرأة وإغواء جنسياً: خلطة سهلة لتشويه سيرة الشيخ و"تضييع الشنكاش" كما يُقال بالعامية.

أضف إلى أن الكاتب، لم يذكر للقراء ولا لمستمعيه أن عملية استدراج المقتول الى الكمين، مهما كانت، هي غير مهمة، أو أن المهم هو الجريمة وليس كيف استدرج الشيخ إلى حتفه! بل أصرّ على تضخيم دور الحميمية والجنس والنساء في التغطية على دوافع القاتل التي تتمحور حول مشكلات سياسية، (تم ذكرها في التحقيق)، وساهم في تسخيف الخلفيات السياسية التي ساهمت في إسكات الشيخ أحمد عن ملفات الفساد وسرقة المشاعات والمخدرات وملفات "سرايا المقاومة" المتعددة التي كان الشيخ أحمد يفضحها على منبره الديني ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به.

استطلاع، سلاح، عتاد، بذلات لقوى أمنية (الدرك)، حرص، سيارات بلا لوحات أرقام، تزوير، إتلاف لهواتف خلوية، حفر أرض الدفن بعمق أمتار، مهنية على مستوى ميليشيوي، مشكلات سياسية بين القاتل والمقتول بحسب المحضر... كل ذلك كان هامشياً بالنسبة الى الصحافي، الأهم هو تصفية صورة الشهيد بالكامل، بعد تصفيته الجسدية، وأن يذكر الاستدراج الجنسي لا الدوافع السياسية.

لمَ لا؟ الجنس أنصع جاذبية من إلقاء الضوء على انتماء القاتل ومجموعته المخططة الى "سرايا المقاومة". لم يشكك الصحافي مرة واحدة في أقوال المجرمين بل اعتمدها من دون أن يسأل: شيخ سُنّي و"زواج مُتعة"؟ امرأة لم يسمع صوتها وبات مغرماً بها في ظرف أسبوع؟ لماذا طلب القاتل أن يحضر الشيخ أحمد معه صنفاً من الحلويات؟ من أين أتى القاتل باللباس الأمني؟ من مدّه بالسيارات والأرقام المزوّرة؟ لم يكن التحقيق صادماً للغاية بالنظر إلى سجلّ خط الممانعة الحافل بالاستهداف المعنوي لضحاياه بعد الموت. فمن منا ينسى التضليل الذي طال الشهيد سمير قصير واتهامه بأنه شهيد علاقة غرامية، أو حتى ما ساقه البعض من روايات زائفة عن الشهيد جبران تويني، وحزمة الأسئلة التي طرحت لتصرف النظر عن مسألة قتل رمزي عيراني وما قبلها وما بعدها من السيناريوهات الخبيثة التي مرروا ضمنها: الجنس والنساء في استهداف وسام الحسن ولقمان سليم؟

كما لم يكن التحقيق صادماً للغاية بالنظر إلى سجلّ هذا الاعلامي الحافل بالعمليات التشويهية لخصومه السياسيين، وإصراره الشّديد والعَلَني على كونه حيادياً محترفاً، ليس لأنه ينشر معلومات "خاصة" لا يحصل عليها من رفاقه الأمنيين إلّاه وحسب، بل أيضاً، رفضاً لسرديات المقتولين أنفسهم وكلامهم قبل اغتيالهم، وما قد يشكله على المدى البعيد من "فتنة مذهبية" وتهديد لصفو النظام العام لدولة التعايش مع القتلة.

فتنة يتحدث عنها ويمارسها هو. يحق لشاعرنا ما لا يحق لغيره. فبخلاف تحقيقات أبو كلبشة السابقة، لا يقتصر هذا التحقيق على تفاصيل القضية، بل يأتي على محاولة شاقة لضرب صورة دار الفتوى في لبنان، إذ أن المجرم بحسبه، قد استفاد من عمامته، ومن بطاقاتها لتسهيل المرور... وفي المحصلة بحسبه إن دار الإفتاء تأوي: قاتلاً وعاهراً! فهل سيستفز هذا التحقيق، الناقص، رداً من مفتي عكار سماحة الشيخ زيد بكار زكريا أو من مفتي الجمهورية سماحة الشيخ عبداللطيف دريان؟

 

تداعيات "اتفاق بكين" على لبنان: قلق "سياديّ" وابتسامات باريسيّة!

فارس خشان النهار العربي/11 آيار/2023

سوف يُسكب حبر كثير على تحليل أبعاد ونتائج وآثار وتداعيات "اتفاق بكين" الذي توصّلت إليه المملكة العربيّة السعوديّة والجمهورية الإسلامية في إيران برعاية جمهورية الصين الشعبيّة، وذلك لأسباب كثيرة منها ما يتصل بالتنافس على الريادة العالمية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، ومنها ما يتمدّد الى الإنعكاسات على طموحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التطبيع مع الرياض، ومنها ما يرتبط بسياسة الطاقة التي تثير اهتمام العالم، ومنها ما ينعكس مباشرة على الاتفاق النووي الذي وقف الصراع الإقليمي وراء بعض أسباب تعطيله، ومنها ما يتعلّق بالتغييرات الحاصلة ضمن النظام الإيراني نفسه حيث علت كلمة "الانفتاح" على صوت "التشدّد" تحت وطأة أقوى أزمة اقتصاديّة وشعبية، ومنها ما يتمحور حول تبريد النقاط الساخنة في الشرق الأوسط حيث ميدان المواجهة غير المباشرة بين الرياض وطهران.  وممّا لا شكّ فيه أنّ الشعوب اللبنانيّة والسوريّة والعراقيّة واليمنيّة، نظرًا لأوضاعها المأساويّة، تهتم بالنقطة الأخيرة، أي بانعكاسات "اتفاق بكين" عليها وعلى أقاليمها الوطنية وعلى أوضاعها الأمنية والمالية والاقتصادية والسياسيّة.  وممّا لا شكّ فيه أنّ اليمنيّين كانوا أوّل من حصد ثمار دخول المفاوضات الإيرانيّة –السعوديّة "المرحلة النهائيّة"، إذ إنّ الحوثيّين، وهم في التقييم العالمي من أذرع إيران في الإقليم، وما إن ظهرت بوادر إيجابية في بكين، حتى سارعوا الى رفع الحصار عن تعز، المدينة الأكثر سكافة سكانيًّة في اليمن، بعدما كانوا قد أفشلوا، على مدى سنوات طويلة، كلّ المحاولات الإقليمية والدولية والأمميّة الرامية الى ذلك.  وليس تفصيلًا مملًّا لفت الإنتباه الى أنّ أوّل قافلة تدخل الى تعز، لحقت بساعات قليلة، الإعلان عن "اتفاق بكين" بالتزامن مع الإعلان عن التوصّل الى حلّ لمشكلة الناقلة "صافر" التي تهدّد البحر الأحمر بكارثة بيئيّة كبيرة.

 ومن شأن "اتفاق بكين" أن ينعكس إيجابًا على النظام السوري الذي سبق أن سلّمت دول الخليج ب"نجاته"، ممّا يسرّع في خطوات "التطبيع" معه، بعدما كانت الرياض قد مهّدت لها، على إثر التوافق مع الصين على موعد انطلاق المفاوضات النهائيّة مع إيران التي لها نفوذ قوي في سوريا.  وما يصح على اليمن وسوريا، لا بدّ ممن أن يصحّ على لبنان أيضًا، ولكن كيف وعلى حساب مَنْ ولمصلحة مَنْ؟  لنعود الى الوراء قليلًا، لقد بدأ تدهور العلاقات اللبنانيّة-السعودية على إثر تدهور العلاقات الإيرانيّة-السعودية، وتحديدًا عندما رفض لبنان، في اجتماع جامعة الدول العربيّة، إدانة الهجوم الإيراني على منشآت مدنية في السعوديّة.

 وقد تفاقمت الأوضاع، يومًا بعد يوم مع دخول "حزب الله" وأتباعه في الحرب الإيرانيّة على السعوديّة، سواء في اليمن أو في "عدوان المخدرات" أو في "الإعلام المعادي" الذي أوجد له الحزب تجمّعًا في الضاحية الجنوبية لبيروت، وسط عجز الدولة اللبنانيّة عن تشريف تعهّداتها بالتضامن العربي-العربي، من جهة وبالنأي بالنفس عن صراعات المحاور، من جهة أخرى.

 وفي هذه الفترة، ومع دخول عبارات جديدة على الأدبيات السياسيّة اللبنانية مثل "الاحتلال الإيراني للبنان"، تيقّنت الأسواق أنّ "الغطاء السعودي" الذي كان يوفّر نوعًا من الضمانة للاقتصاد اللبناني قد رُفع، فهربت رؤوس الأموال وتوقّفت الاستثمارات الإنتاجيّة والريعيّة، ووُضعت شروط على المجتمع السياسي أكبر من قدراته، بحيث بات عليه، ليس أن يُصلح دولة فاسدة من جذورها، فحسب بل أن يطبّق القرارات الدولية التي تتمحور حول نزع سلاح "حزب الله" أيضًا.  وانقسم لبنان الى لبنانين: الأوّل يقوده "حزب الله" بيد من حديد والثاني مشرذم ويتوزّع على قيادات عدة ولا تجمعه سوى قناعته بأنّ لا نجاة للبنان إلا برفع يد "حزب الله" عن القرار الوطني.  وانسحب هذا الانقسام على الانتخابات الرئاسيّة العالقة في فراغ ممتد منذ الحادي والثلاثين من تشرين الأوّل(أكتوبر) 2022. انطلاقًا من هذه اللمحة السريعة لما وصلت إليه الحال في لبنان، كنتيجة لدخول إيران والسعوديّة في "حرب شبه حامية"، ماذا يمكن أن يتغيّر مع خروج إيران والسعودية من الصراع الى التعاون الذي يشمل، وفق اتفاق بكين، كل أوجه العلاقات "الحميمة"؟

 الجواب البديهي أنّ الأمور لا بدّ من أن تعود الى ما كانت عليه قبل العام 2017، مع وجود متغيّر لا يصب لمصلحة "دعاة تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني"، إذ إنّه، في تلك المرحلة لم تكن هناك خطط تطبيعيّة مع النظام السوري، ولم تكن لبكين كلمة وازنة في المنطقة ولم يكن لموسكو حضور فاعل فيها.

 فهل يعني ذلك، أنّ السعوديّة يمكن أن تتهاون في لبنان، وهي التي بدأت تقطف في "عمقها الإستراتيجي"، أي اليمن والبحر الأحمر ممّا ينعكس إيجابًا لمصلحة طموحاتها التنمويّة والترفيهية والتجارية والإقتصادية والصناعية؟  و"التهاون" يعني هنا أنّها لن تكتفي بعدم وضع "فيتو" على مرشّح يميل الى "محور الممانعة" بل لن ترفع "سلاح الحَرَد" ضد لبنان.  وفي هذا السياق، ليس تفصيلًا نافلًا الإعلان عن اجتماع انعقد في باريس، أمس بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع المسؤول عن الملف اللبناني في الرئاسة الفرنسيّة باتريك دوريل، إذ إنّ باريس تحمل مشروع تسوية للبنان يعكس بأمانة المصالحة الإيرانيّة-السعوديّة، بحيث يأتي رئيس للجمهوريّة يريح "حزب الله" في مقابل الاتفاق على رئيس حكومة يريح خصوم "حزب الله".

 قبل "اتفاق بكين" لم تكن السعودية في هذا الوارد، ولم يتمكّن دوريل من الوصول الى مستوى ابن فرحان، بل بقي على تواصل مع مستويات "أدنى"، ولكن، في يوم إعلان هذا الاتفاق وجد نفسه في جناحه حيث جرى الترحيب الحار به، بوجود المصوّرين الرسميّين السعوديّين الذين التقطوا صورًا معبّرة جدًّا.  وهذا الحبور السعودي بباتريك دوريل يترجم، وفق مصادر دبلوماسية في موسكو، اتجاهات البحث في ملف اللبناني مع المسؤولين الروس الذين يبدون حماسة لافتة لمصلحة رئيس "تيّار المردة" سليمان فرنجيّة.  وهذا يعني أنّ إمكان حل موضوع الفراغ الرئاسي دخل في مرحلة جدّية للغاية.

 وعليه كيف ستكون مواقف الأطراف اللبنانيّة؟  "الثنائي الشيعي" سوف يتمسّك بمرشحه فرنجية، من دون أدنى شك، لأنّه يُريّحه ولا يعتقد بأنّه يتعب السعوديّة. المجموعة النيابيّة السنيّة التي تضع نفسها في موقع "الإعتدال"، وفي حال وجدت "تهاونًا" سعوديًّا، سوف تدعم فرنجية.  نواب التغيير لن يساهموا بأكثريّتهم الساحقة في تعطيل النصاب.  القوى المسيحيّة سوف تجد نفسها أمام خيار من إثنين، إمّا أن تتوحّد لتتمكّن من المواجهة، وسوف تكون مكلفة جدًّا، أو تذهب الى الانتخابات منقسمة، فيقاطع من يقاطع ويرفض مرشح "الثنائي الشيعي" من يرفضه.  "الحزب التقدمي الإشتراكي" لن يقف، في حال سقطت الفيتوات، ضد "حلف الوئام" الذي يربطه برئيس مجلس النواب نبيه برّي.  وبالنتيجة، ومهما كانت عليه التوجّهات ، فإنّ "اتفاق بكين" الذي حرّك الجمود في المنطقة لن يعصى عليه جمود لبنان!

 

البخاري ومُجتبى و”حرب” التغريدات المُشفّرة

جان الفغالي/هنا لبنان/11 آيار/2023

المساحة الديبلوماسية التي يشغلها السفير البخاري، حدت بالسفير الإيراني إلى محاولة إحداث “توازن ديبلوماسي” بالأسلوب ذاته والقاعدة ذاتها أي “التغريد المشفّر”، وعادة لا تكون الشيفرة مفهومة، لا بل غامضة، وتحتاج إلى عِلمٍ لفكّ غموضها.. هذا الأسبوع، غرّد السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، فكتب: “هناك لقاء جمعني مطلع الأسبوع بإعلاميين من مشارب متنوعة وتلقّيت خلاله عشرات الأسئلة، أحدها حول الرئاسة. لقد جزمت بأنّ إيران لا تتدخّل بهذا الأمر، حتى وإن أراد الآخرون التدخّل. وقلت أنّ التدخّل الخارجي إن حصل، ينبغي أن يكون على طريقة الشخص الذي قطع نزاع ٣ إخوة على تقاسم ١٧ جملاً هي تركة والدهم الذي أوصى بنصفها للأكبر وثلثها للأوسط وتسعها للأصغر. ولأن عددها لا يقبل القسمة على 17، حصل نزاع بينهم. هذا الشخص تدخل في الموضوع، ووهبهم من لدُنه جملاً ليصبح مجموعها 18، فأخذ كلٌّ نصيبه منها، الأول 9 والثاني 6 والأخير 2، واستعاد الشخص جمله!”

قبل تغريدة السفير الإيراني، غرّد السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، فكتب:

ظاهرةُ التقاءِ الساكِنَينِ في الِاستِحقَاقَاتِ البنيوية تقتضي التَّأَمُّلَ لتكرارِهَا نُطقًا وإعرابًا، وخلاصةُ القولِ هُنَا: “إذا التَقَى سَاكِنَانِ فيتمُّ التخلّصُ من أَوَّلِهِمَا؛ إمَّا حذفًا إذا كان مُعتلًّا، أو بتحريكِ أحدِهمَا إن كان السَّاكنُ صحيحًا..!”.

إنّ تسلسل التطوّرات المتعلّقة بالاستحقاق الرئاسي، والذي فرض هاتين التغريدتين، تدرّج وفق الترتيب التالي:

– تحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فأعلن دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

– هذا الإعلان هو الذي استدعى التغريدة “المشفّرة” للسّفير البخاري الذي استعان بإحدى قواعد اللغة العربية لإيصال رسالة مفادها أن القاعدة تفترض تحريك أو إزاحة ” الساكن الأول” اي المرشح سليمان فرنجية، لمصلحة “الساكن الثاني” الذي لم يُسمِّه باعتبار أنّ المملكة لا تتدخّل في التسميات بل تشدّد على المُواصَفاتِ الّتي باتت معروفةً والّتي بات معروفًا على مَن تنطبق.

– المساحة الديبلوماسية التي يشغلها السفير البخاري، الناشط جدًا والذي يتميّز بمروحة واسعة من الاتصالات واللقاءات، السياسية والثقافية، حدت بالسفير الإيراني إلى محاولة إحداث “توازن ديبلوماسي” بالأسلوب ذاته والقاعدة ذاتها أي “التغريد المشفّر”، وعادة لا تكون الشيفرة مفهومة، لا بل غامضة، وتحتاج إلى عِلمٍ لفكّ غموضها، وهي تُعتَمَد لأنّ أحجيتها تحتمل أكثر من توضيح وشرح، فقصّة تقاسم الجِمال على الأبناء الثلاثة، وكيف أضيف إليها جملٌ لتسوية الحساب، ثم استردّ صاحب الجمل المُضاف جملَه، تستدعي جملةً من التساؤلات عمّا قصده السفير مُجتبى، ومن هذه التساؤلات:

– مَن هم “الأخوة الثلاثة” الذين قصدهم السفير؟

– لماذا استخدم مثلًا فيه ثلاثة أخوة؟ هل للأمر ارتباط بـ “المثالثة”؟

– مَن هو الطرف الذي تدخّل لفضّ النزاع؟

– كيف أضاف “جَمَلًا ” من عنده لتسوية النزاع؟

تغريدة السفير الإيراني فتحت الباب على مصراعيه لتوجيه رسالةٍ مفادها أنّ طهران معنيّة بإيجاد التسوية، وهذا أمرٌ سبق أن حصل أثناء مؤتمر الدوحة حين أدّى التدخّل الإيرانيّ مع وفد حزب الله إلى إبلاغ العماد ميشال عون أنّ القرار اتُّخذ بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية، وقد تمّ الإبلاغ فجرًا بواسطة النائب محمد فنيش إلى الوزير جبران باسيل الذي توجه إلى جناح العماد عون وأبلغه بالقرار الإيراني، وساد شعار “صانع رئيس الجمهورية” كتعويض عن “رئيس الجمهورية”. إذا كانت البلاد في مرحلة التغريد المشفّر، فهذا يعني أنّ الطريق إلى الرئاسة ما زالت طويلة ومحفوفة بالألغام التي تحتاج إلى تفكيك لئلّا تنفجر في مَن يسلك هذه الطريق. ومن علامات التعقيدات، تدهور العلاقات بين باريس وطهران، في الوقت الذي تحاول فيه فرنسا متابعة اللقاءات الخماسية لتفكيك عُقد الرئاسة اللبنانية، فتحت ملفًّا عمره أربعون عامًا، هو ملفّ تفجير القوات الفرنسية عام ١٩٨٣، فَتحُ هذا الملف رسالةٌ إلى طهران وإلى حزب الله، فكيف توفِّق فرنسا بين مناقشة ملفٍ مستقبلي، وفي الوقت عينه “نبش الماضي” غير القريب؟ وهل هذه السياسة تدفع طهران إلى الرضوخ؟ التجارب تعلِّم أنّ هذا الأسلوب لا يخيف طهران التي تلعب دائمًا على حافة الهاوية.

 

بداية العهد الصيني في الشرق الأوسط

حسين عبدالحسين/النهار/11 آيار/2023

استفاقت واشنطن على البيان الثلاثي #الصيني - السعودي - الإيراني المشترك، الذي أعلن طيّ صفحة الخلافات بين الرياض وطهران، والعمل على إعادة العلاقات الديبلوماسية بين الاثنين في غضون شهرين، بعد انقطاع دام سبع سنوات. يأتي قيام الصين بدور، لطالما قامت به #الولايات المتحدة، بعد أيام قليلة على توجيه الرئيس الصيني شي جنبينع انتقادات غير مسبوقة لسياسة أميركا الدولية؛ وهو ما يعني أن رعاية الصين الاتفاقيّة تسعى إلى سلب أميركا دورها التقليدي في رعاية الديبلوماسية الدولية والنظام الدولي بشكل عام، لا سيّما في #الشرق الأوسط.

 وإيران، التي وقّعت على اتفاقية شراكة اقتصادية مع الصين مدّتها 25 عاماً، ستتفادى بأيّ شكل ممكن اختراق اتفاقيتها مع #السعودية؛ وذلك بهدف تفادي إثارة غضب الصين التي تكفل هذه الاتفاقية.

رعاية الصين المصالحة السعودية - الإيرانية يُنيط ببكين جزءاً من رعاية الأمن والاستقرار في الخليج إلى حدّ كبير، إذ أنه في حال قامت إيران أو الميليشيات الموالية لها بتوجيه ضربات ضدّ السعودية، كما فعلت في الماضي، فستكون مشكلة طهران مع بكين؛ وفي الحال هذه، تنتفي أهمية الولايات المتحدة كراعية لأمن السعودية والخليج، وهي رعاية أثبتت فشلها، إذ هي لم تردع إيران عن استهداف السعودية في الماضي، ولا فرضت على إيران ثمن زعزعتها الاستقرار، اللهم غير البيانات المملّة التي دأبت واشنطن على إصدارها.

وعليه، يُصبح السؤال: ماذا لو قرّرت الصين المضيّ في توسيع رعايتها الدبلوماسية والاتفاقيات في منطقة الشرق الأوسط، وهي الاتفاقيات التي كانت ترعاها في الماضي الولايات المتحدة، وفي أحيان كثيرة بمشاركة شركاء مثل روسيا والاتحاد الأوروبي؟! ماذا لو قرّرت الصين رعاية اتفاقية لإنهاء الصراع في سوريا وإعادة تأهيل الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه؟! ماذا لو دخلت الصين في رعاية اتفاقيات في العراق أو اليمن؟! ماذا لو قامت الصين برعاية اتفاقيات سلام بين دول عربية، مثل بين السعودية وإسرائيل، على غرار البيان الثلاثيّ الذي تمّ توقيعه في بكين يوم الجمعة؟!

كل هذه الإمكانيات واردة، إذ إن الديبلوماسية الصينية أرشق من نظيرتها الأميركية، ولا تعاني من التقلّبات الهائلة التي تعاني منها سياسة واشنطن الخارجية في كلّ مرّة تتبدّل فيها الإدارة بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري.

لأميركا إمكانيّات ضخمة لا تجاريها أيّ دولة في العالم، بما في ذلك الصين. والصين لن تتحوّل إلى اقتصاد ينافس أميركا. فالفورة الاقتصادية الصينيّة تعثّرت بسبب فشل الصين في الانتقال من اقتصاد نامٍ، على شكل مصنع العالم، إلى اقتصاد متطوّر يستند إلى المعرفة، لأنّ اقتصاد المعرفة يتطلّب ديموقراطيّة ليبراليّة، وهو نموذج رفضته الصين.  لكن القوة الأميركية الجبّارة يبدو أنها عظيمة وحاسمة فقط أمام الاستحقاقات الكبرى، مثل الحربين الكونيّتين والحرب الباردة. أمّا عندما يتعلّق الأمر بديبلوماسيّة يوميّة، أو إدارة شؤون العالم، فإن أميركا تتحوّل إلى عبء على العالم؛ وذلك بسبب بُعدها عنه، وانعدام معرفة مسؤولي سياستها الخارجية بشؤونه، واعتقادهم أنّ على العالم أن يكون على صورة أميركا، بدلاً من أن تحاول واشنطن أن تفهم طبيعة السياسة في دول العالم والتعامل معها.

 قد تكون الولايات المتحدة  محقّة في عدم فهمها العالم، إذ هي قلّما تحتاجه، فقوّتها الاقتصادية والعسكرية الجبّارة تستند إلى قدرات أميركا الداخلية وديموقراطيتها، وقلّما تعتمد مصالح الولايات المتحدة على أحداث العالم. هكذا، وبسبب ضعف ارتباط المصالح الأميركية بالعالم، لا يرى الأميركيون ضرورة لمعرفة حضارات العالم أو التخصّص في شؤونه، بل إن الجزء الأصعب لكلّ القيّمين على السياسة الخارجية الأميركية هي محاولة إقناع الأميركيين بضرورة تدخّل بلادهم في السياسة الدولية إلى حدّ اضطرّ معظم صنّاع السياسة الخارجية الأميركية إلى تضخيم الأخطار الدولية على أميركا، وهو تضخيم وصل أحياناً حدّ الكذب، كما في قضية العراق وأسلحة الدمار الشامل.

 مع انعدام الاهتمام الأميركي العام بالسياسة الدولية وشؤون العالم، يتولّى صناعة السياسة الخارجية مدرستان: "ديموقراطية" ترى أن مشكلة العالم هي القوة الأميركية وتدخّلها في شؤون العالم، و"جمهورية" ترى أن لا حاجة لأميركا بالعالم، لأنّها قويّة كفاية للدفاع عن نفسها وفرض ما تريده عندما تحتاج إلى ذلك.

في المدرستين، الفريق المولج بالسياسة الخارجيّة هو نفسه منذ عقود، يتداور على دخول البيت الأبيض والخروج منه بحسب هُويّة الحزب الحاكم.  في حالة الديموقراطيين، يُدير سياستهم الخارجية، منذ قرابة العقدين، روبرت مالي ومجموعة أصدقائه. مالي رجل عقائديّ ينحاز لـ "الجنوب العالمي" ضدّ القوة الأميركية، ويؤمن بضرورة انسحاب أميركا من شؤون العالم، لأن ذلك سيسمح للحضارات المحليّة بالازدهار، حسب اعتقاده. لكن مالي أيضا هو أكثر شخصيّة مثيرة للجدل في العاصمة الأميركية، وهو ما حرمه إمكانيّة تسلّم مناصب رفيعة تحتاج إلى مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه، مثل منصب وزير الخارجية؛ لذا، نراه في أغلب الأحيان في مناصب مثل "مسؤول الشرق الأوسط" في مجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، أو "المبعوث المكلّف ملف إيران" في الإدارة الحالية، وكلا المنصبين وصل إليهما بتعيين لا يحتاج لمصادقة في الكونغرس.

 لكنّه على انخفاض مناصبه، مالي هو أكثر أقدميّة من باقي زملائه العاملين في فريق السياسة الخارجي؛، فهو معلّم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومسؤول الشرق الأوسط برت ماكغيرك، اللذين يتبنّيان نظريات مالي في الشؤون الدولية؛ والثلاثة يعانون من غياب كامل للكاريزما، ومن انعدام الوزن السياسيّ في العاصمة الأميركيّة. لذا، تبدو سياسة بايدن وكأنّها من إعداد فريق من الأشباح الصامتين الجالسين خلف الستارة.  في مخيّلة مالي وفريقه، مثل السيناتور الديموقراطي كريس مورفي، الخليج ضعيفٌ، ولا ملجأ له ولأمنه في العالم إلّا أميركا، وهو ما يعني أنّ لواشنطن قدرة على ليّ أذرع العواصم الخليجية؛ وهذا ما كتبه كريس مورفي في دورية "فورين أفيرز" المرموقة في شباط 2021، حيث دعا إلى التخلّي عن عقيدة كارتر التي تقدّم حماية لأمن الخليج، كما دعا إلى فرض إملاءات أميركية على عواصم الخليج، بما في ذلك تقليص مبيعات الأسلحة ومحاسبة اختراقات حقوق الإنسان.

 رعاية الصين الاتفاقية السعودية - الإيرانية، وتالياً رعاية الصين لأمن السعودية من الاعتداءات الإيرانية، أبطل الحاجة إلى مالي ومورفي وكلّ الولايات المتحدة. يُمكن لمالي ومورفي التنظير وإصدار التصريحات المنمّقة وكتابة المقالات في الدوريات المرموقة، لكنّ السعودية والخليج لن ينتظروا واشنطن حتى توقف مراهقتها في السياسة الدولية.  أميركا ستظلّ أقوى قوّة في العالم في المدى المنظور، ولكنّها إلى أن تفهم العالم وشؤونه، لن ينتظرها العالم حتى تفهمه، بل سيبحث عن قوى أخرى، وإن أصغر، لتُدير شؤونه حتى يواصل حياته.

 

شعرة بين الدعم والتبني

سناء الجاك/نداء الوطن/11 آذار/2023

نفى الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله تبني ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ليكتفي بدعمه، على ما أعلن، في إطلالته الإعلامية ما قبل الأخيرة. وهذه الشعرة الفاصلة بين الدعم والتبني لها أبعادها، وتوضيح نصرالله أنّ فرنجية ليس مرشح «الحزب» لا تنطق عن الهوى، و»ليس هناك شيء اسمه مرشح «حزب الله» وهدف هذه التسمية هو القضاء على الشخص الذي ندعمه»، وتابع أنّ «ما لدينا نحن هو مرشح يدعمه «حزب الله»، وذلك على الرغم من تصنيفه للمدعوم بصفته مرشحنا». وكأن في الأمر نفياً لتهمة تدين الداعم والمدعوم على حد سواء، في حين أنّ سياسة «حزب الله» لا تعتمد تكتيك «إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا» بما يحمله من تشاطر، لا سيما عندما يتعلق الأمر بصوابية «المقاومة»، وقدرتها على ضخ «روح الأمل، التي صنعت «انتصارات سريعة ضد العدو الإسرائيلي»، والتي ستهزم الولايات المتحدة وتقضي على فسادها اللبناني، وعلى حرمانها لبنان من الودائع والاستثمارات والمساعدات.

وعلى الرغم من هذا العنفوان الذي يتحدى «الشيطان الأكبر» ويبذل الغالي قبل الرخيص ليحافظ على الكرامة والسيادة والشرف، بدا الطرح وكأنه تقية تخفي أهدافها بفتوى عمادها «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»، وفي ذلك ما يستدعي التوقف عند الاستراتيجية والتكتيك المرافقين للترشيح بما يتناقض وأدبيات «الحزب»، الذي دأب على تحدي الداخل والخارج، وتبنى جهاراً نهاراً ترشيح ميشال عون وشل البلاد عامين ونيف حتى نجح في فرضه رئيساً للجمهورية. بالتالي، ما الذي تغيّر حتى يلجأ «الحزب» إلى تقيته هذه؟

ربما لا بد من التوقف عند هذه الشعرة بين التبني والدعم، التي تعكس مدى يقين «الحزب» بأنّ انتساب أي مرشح له ودورانه في فلك المحور الإيراني، هو انتساب مضر بالمرشح، وكفيل بحرمانه من طموحه وتحقيق حلمه، لأنّ المجتمعين العربي والدولي يرفضان التعامل والتواصل والتعاون مع رئيس محسوب على المحور. لذا كان الاجتهاد باعتماد اللعب على التعابير اللفظية الخالية من المضمون الفعال. وقد يجد البعض في هذه التعابير استغباءً وخداعاً واستخفافاً بمدى معرفة المجتمعين العربي والدولي بتوزيع خريطة التخندق السياسي للأطراف اللبنانيين، بحيث لن يؤدي الاجتهاد غايته ولن يصل إلى مراميه.

إلا أنّ هذه التقية تظهر، بالتأكيد، وعي «الحزب» للمآزق التي يزجّ لبنان فيها، بالرغم من عدم اكتراثه بمصير اللبنانيين. ولكن لأنّ الغاية تبرر الوسيلة، جاءت الشعرة بين التبني والدعم كسبيل مفيد لوصول «مرشحه». والخطوة المقبلة تقتضي تنكر هذا المرشح لواقع الانتماء على المحور، حتى لو استوجب الأمر نسف مسيرته السياسية برمتها لتحقيق هدف الوصول إلى كرسي بعبدا، وبعد الوصول لكل حادثٍ حديث. وبناء عليه، من المتوقع أن يعتمد فرنجية هذه الاستراتيجية، ليعرض برنامجه الرئاسي بمضامين ترفد مساعي «الحزب» لتنظيف سمعة المدعوم من تاريخه القريب والبعيد، وصداقته الشخصية مع بشار الأسد، وما يترتب عليها من وصمة تصيب كبد الإنسانية، وقد يعرض برنامجاً يتفوق في النقاط التي يتعهد بها لإنقاذ لبنان على النقاط التي طرحتها الدول الخليجية، ويزايد عليها متعهداً تنفيذها وواعداً بإقناع «حزب الله» بالتوقف عن تصدير الكبتاغون واقفال مصانعه في لبنان وسوريا وتسليم المفاتيح إلى الدولة اللبنانية، وكذلك تسليم صواريخه ومسيراته إلى الجيش اللبناني. ولكن على من يقرأ الداعم والمدعوم مزاميرهما؟ هل يخلع فرنجية التزامه وانتمائه إذا ما وصل إلى كرسي بعبدا؟ أو يتخلى «الحزب» عن رهن لبنان لمحوره؟ ومن سيصدّق أنّ هذه الشعرة تملك القوة والمتانة لتصمد فلا تنقطع، لينصهر حينها الدعم بالتبني؟

وبالرفاه والبنين...

 

القاضي حبيب مزهر ينتصر لبنك "ميد"... ضد مودع

باسمة عطوي/نداء الوطن/11 آذار/2023

أثار قرار محكمة الاستئناف المدنية في بيروت برئاسة القاضي حبيب مزهر (التي تنظر بالاستئناف المقدم من بنك ميد لوقف تنفيذ حكم صادر لصالح أحد المودعين) بضم المعاملة التنفيذية الى ملف الاستئناف للبت بطلب وقف التنفيذ، استغراب المتابعين للاشتباك القضائي الحاصل بين المودعين والمصارف، لأن القرار يعني وقف التنفيذ حكماً بالمعاملة التنفيذية لعدم وجود ملف، ما يؤشر لحصول تداعيات لاحقة، كون هذا القرار يحمل في طياته محاولة جدّية لعدم تنفيذ القانون على المرتكب. يربط مصدر قضائي القرار الصادر بالقرار الذي سبق أن أصدرته القاضية مريانا عناني بحق فرنسبنك. ويشرح لـ"نداء الوطن" أن "عناني اعتبرت حينها ان ايفاء الوديعة بالشيك المصرفي من قبل مصرف هو غير قانوني". مشيرا الى أنه "عندها استأنف المصرف وقدّم اعتراضاً امام القاضي في محكمة بيروت الابتدائية، وردّ طلب وقف التنفيذ، بعدها حصل استئناف من قبل المصرف، ومحكمة الاستئناف اوقفت التنفيذ وخالفت قرار البداية والقاضية عناني".

يضيف:"أبقي الملف حينها قيد المحاكمة امام محكمة الاستئناف، وبعدها جرى نقل المحاكمة الى محكمة التمييز، التي قررت ان القاضية عناني على حق وأمرت بمتابعة تنفيذه، وبذلك فسخت قرار محكمة الاستئناف ونقضته وحكمت بعودة الملف اليها". يوضح المصدر أن "ما يجري يدل على أن المحاكم الابتدائية وقفت مع المودعين، في حين ان محكمة الاستئناف أوقفت سريان نفاذ الاحكام ، وبعدها محكمة التمييز اعطت الحق للمحاكم الابتدائية. في قضية "بنك ميد" يتكرر السيناريو ذاته، اذ تم صدور القرار عن قاضي العجلة في بيروت الذي أعطى الحق للمودع، وقرارات قاضي العجلة معجلة التنفيذ، وناتجة عن الاصل اي قابلة للتنفيذ مباشرة، والمودع أخذ القرار لتنفيذه امام قاضي التنفيذ القاضي فيصل مكي، وحين وصل الملف الى الاستئناف، ومن خلال اعتراض المصرف تم ايقاف التنفيذ". يرى المصدر أنه "علينا انتظار نظر محكمة التمييز بالملف، لاعادة الحق للقضاة الابتدائيين الذين يتابعون القضية. وهذا يعني ان القضاء مقسوم أمام مطرقتين، مطرقة القانون ومطرقة لاقانون"، معبراً عن "أسفه لصدور هكذا قرارات لأن تداعياتها، تمنع المودع من الوصول الى حقه وتدفعه لتحصيل حقوقه بيده". ويختم: "لا شك أنه ستكون هناك تداعيات خطيرة للقرار، لأن عدم الانتظام القانوني في البلد يؤدي الى هذا النوع من التصرفات. في حين أن فلسفة نشوء القانون والمحاكم هي عدم تحصيل الحق باليد، ولذلك جرّم القانون تحصيل الحقوق باليد والذات، لأن المكان الطبيعي لتحصيل الحقوق هو القضاء. وحين لا يتم تحصيله من قبل القضاء نقول للمظلومين اذهبوا وخذوا حقكم بأيديكم".

 

غطرسة القوة و"مكر التاريخ"

رفيق خوري/نداء الوطن/11 آذار/2023

السابقة ليست شكلية حتى في الإخراج المحرج للمرشح. وليس إقدام "الثنائي الشيعي" على تسمية الوزير سليمان فرنجية مرشحاً لرئاسة الجمهورية قبل أن يعلن ترشحه مجرد إعلان لخيار رئاسي معروف سلفاً. فلم يحدث في تاريخ الإنتخابات الرئاسية في لبنان أن بادرت قوى شيعية أو سنية الى ترشيح شخصية مارونية تعترض على إنتخابها الأحزاب المسيحية الأساسية، ومن دون تفاهم أو تنسيق مع مرجعية بكركي. ولا مرة كانت "الرسالة" في الجوهر الى هذا الحد، وموجهة الى عناوين عدة في الداخل والخارج. موجز "الرسالة" أن الدنيا تغيرت في لبنان ومن حوله. موازين القوى تبدلت. ولبنان "النموذج" القديم صار من التاريخ ليحل مكانه "نموذج" آخر تقدمه القوة التي تصنع التاريخ. ذلك أن منطق الفريق "السيادي" هو أن لبنان "اللبناني والعربي" مهدد بالتحول الى "لبنان الإيراني". ولبنان "الرسالة" في نظر الفاتيكان يواجه خطة لتغيير هويته وتاريخه وموقعه ودوره: من جسر لقاء بين الشرق والغرب الى ملحق يدور في فلك الشرق. ومن "شرفة جميلة في المبنى العربي" و"مختبر للأفكار والثقافات" الى زنزانة في السجن الإستبدادي الكبير. من "سويسرا الشرق" الى "صومال" سياسي وإقتصادي. ومن "البلد-الحاجز" أمام العنف والحروب الى "البلد-الساحة" لكل الصراعات والحروب. والمهمة بالنسبة الى هذا الفريق هي مواجهة هذا التحول ومنعه والحفاظ على خصائص لبنان وهويته، وإستعادة دوره العربي وريادته الثقافية، والتمسك بالحرية والإستثناء في دولة حق وقانون هي مغامرة في هذا الشرق.

لكن منطق "محور الممانعة" هو أن هذا حديث من الذاكرة وحنين الى لبنان خيالي وهروب من لبنان الواقع. فالتحول الذي يقاتله "السياديون" على طريقة دون كيشوت حدث ويكاد يكتمل. ولبنان اليوم هو لبنان "المقاومة الإسلامية" التي هي أشمل من كونها مقاومة لأي إعتداء إسرائيلي. مقاومة ضمن "محور" هو: "أهم إنجاز للثورة الإسلامية" كما كتبت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي. "محور بقيادة إيران سيستمر بالعمل في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين حتى ظهور الإمام الغائب وتشكيل حكومته" حسب الجنرال إسماعيل قاآني قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري.

وأبسط ما قاله المسؤول في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق مؤخراً أن "الأولوية لدى فريق التحدي والمواجهة هي لأخذ البلد الى مغامرة جديدة والإنقلاب على التوازنات السياسية الداخلية للإمساك بالبلد وتغيير هويته وموقعه ودوره في المنطقة". أي أن الحرص على هوية لبنان وتاريخه ودوره صار إنقلاباً على الهوية الجديدة للبلد ودوره في محور المقاومة. فالمقاومة الإسلامية، لا لبنان، هي المحور الذي تدور حوله الأمور. من الرئاسات الى السياسات والقرارات والمواقف. وتلك هي المسألة والمعركة الأساسية. فلا من السهل أن يصبح لبنان مجرد مساحة جغرافية لخدمة المقاومة الإسلامية. ولا حسابات موازين القوى ضيقة ومحصورة بالعدد والسلاح وغير قابلة للتغير ومحكومة بالعزلة عن المنطقة والعالم. ولا بقية اللبنانيين "موتى على الدروب تسير" كما في قصيدة لبدوي الجبل. ومن الوهم التصور أن هناك قوة محصنة ضد ما سماه هيغل "مكر التاريخ".

 

الرئيس بري دعا إلى حوار وهو من عطّله

محمد علي مقلد/نداء الوطن/11 آذار/2023

أحد الأصدقاء من حركة «أمل» علّق على مقالتي السابقة «ماذا تنتظر يا دولة الرئيس؟» بقوله: «وما الحل من وجهة نظرك، التنازل عن الحق الوطني والدستوري (في إقامة الحوار) والتسليم بمقولات خصومنا وخطابهم العنصري وبفدرلة الرئاسة؟!». كلامه يشير إلى أنّه حين قرأ مقالتي كان يهيئ نفسه للرد على ما يقوله «خصومه»، ولا سيما اعتراضهم على حوار دعا إليه الرئيس نبيه بري. بمعزل عما وراء رفضهم من حجج ومبررات وأسباب، فالدعوة تحمل في طياتها أسباب فشلها. كنت في جلسة مع صديق آخر من حركة «أمل» نستمع إلى خطاب الرئيس بري بعد توليه أول مرة رئاسة المجلس النيابي. قلت له لولا خشيتي من تفسير كلامي على غير محمله لكتبت إشادة بكلام من طراز رفيع يلقيه رجل دولة من طراز رفيع، مع تحفظ وحيد، إذ كان عليه، مثلما يفعل كل مسؤول عن الشأن العام، أن يتنحى عن رئاسة «الحركة» ليتفرغ لرئاسة البرلمان.

خلال الثلاثين عاماً التي تلت ذلك الخطاب، بدل التخلي عن واحدة منهما، أضاف أخرى أكثر إيلاماً لخصومه حين ارتضى أن يعقد برعايته فريق الثامن من آذار اجتماعاته، فصار رئيساً لحركة «أمل» ورئيساً للبرلمان ورئيساً لفريق الممانعة، مكرساً نفسه فريقاً في الصراع بعد اغتيال رفيق الحريري.

قبل خطابه الأول ناضلت حركة «أمل» من أجل استعادة الدولة من الميليشيات اليمينية واليسارية، لكن نظام الوصاية حوّل النظام اللبناني كله إلى نظام ميليشيوي حظيت فيه حركة «أمل» خلال عقد كامل بموقع التنظيم الأكثر رعاية، إلى أن تقاسمت الحظوة مع شريكها في الثنائية بتناغم قل نظيره بين حليفين، ما أورثهما دور نظام الوصاية.

إلى أن يتفق اللبنانيون على تحديد الطرف الذي يملك الحقيقة، وضع الثنائي الشيعي نفسه في مواجهة من يعتقدون أنّ النظام السوري يتحمل المسؤولية السياسية عن دماء سالت في لبنان خلال وصايته، وأنّ حلفاءه اللبنانيين تحملوها بالوراثة في غيابه.

من شروط الحوار الناجح إدارة محايدة تتمثل، في ظل الأوضاع الطبيعية، بالدولة ومؤسساتها ولا سيما البرلمان. الميليشيات استبدلت الحوار بالحرب الأهلية؛ نظام الوصاية ألغاه بشنه حروباً ضد المسيحيين وضد منظمة التحرير الفلسطينية وضد الحركة الوطنية اللبنانية، وألغى الدولة ومؤسساتها، حارماً اللبنانيين من فرص التلاقي وفارضاً عليهم انقساماً حاداً يستحيل معه وجود طرف داخلي فاعل يقف على مسافة واحدة من فرقاء الصراع. ليس لهذه الأسباب وحدها لا يعترف خصومه له بالحيادية، ولهذا حرموه آخر مرة من شبه إجماع دائم على رئاسته البرلمان. ذلك أنّهم يتهمونه بتعطيل النصاب وتعطيل المجلس النيابي وإقفال أبوابه، وبتعطيل الحركة الاقتصادية في محيط ساحة النجمة، ويتهمون جيران الخندق الغميق بالاعتداء على الثورة وشرطة المجلس بفقء عيون الثوار. إذا كان أنصار الرئيس بري يعتقدون أنّ بعض ما يؤخذ عليه ينطوي على شيء من التجني، فمما لا شك فيه أنّ بعضه الآخر يحرمه من حيادية ينبغي توافرها في إدارة الحوار. إذاً ما الحل؟ الحل بالدولة وبرجال دولة يلتزمون الحياد وأحكام الدستور. حيادية رئيس البرلمان أو مدير الحوار تعني أن يدع المرشحين يترشحون وألا يكون له مرشح، وأن يلتزم مع كتلته بتأمين النصاب وأن يبحث عن رئيس لا يشكل تحدياً لأي من الفريقين المتواجهين.

 

أي رئيس ولماذا؟

طوني فرنسيس/نداء الوطن/11 آذار/2023

لم تعد المشكلة في اسم الرئيس منذ زمن طويل. فغالبية الأسماء المطروحة لها وزنها ودورها في محيطها ومجتمعها وأحياناً في إختصاصها وقدراتها. وفي لبنان لا علاقات مقطوعة بين السياسيين. تجمعهم المناسبات الاجتماعية على كثرتها وتنوعها وربما الهوايات من شتى الأنواع. حتى الحروب والصراعات الداخلية لم تمنعهم من الالتقاء والمصافحة والمسامحة، وأحياناً كثيرة المشاركة في الحكومات جنباً إلى جنب، وفي لجان المجلس النيابي واحداً إلى جانب الآخر. لم تمنع الخلافات بين القوى السياسية في السلطة من إقتسام جبنة الحكم ومغانمه على مدى سنوات وعقود مع تفاوت في الحصص والمكاسب، وسارت الأمور على ما يُرام وضمن الآليات التقليدية للإثارة الضرورية من حين إلى آخر، كسباً لشعبية أو تعزيزاً لموقع طائفي. هذا الاطمئنان إلى سير طريقة إدارة النظام انتهى مذ أدّت الطريقة إلى انهيار الدولة وفقدانها دورها لمصلحة قوة سياسية طائفية مسلحة لها امتداداتها وزبائنها، تحمل مشروعها الخاص المحلي والاقليمي، تبرره وتقاتل من أجله وتربي أجيالاً على الإيمان به والموت في سبيله. وانتهى هذا الأسلوب منذ أن وعى جمهور اللبنانيين إلى الطريق المسدود الذي يقوده إليه الحاكمون بأمرهم، فتحركوا في مناسبات عدة ثم انخرطوا في انتفاضة تشرين الوطنية الجامعة ضد نظام المحاصصة والفساد والسرقة، ولم يمنعهم من إكمال حركتهم سوى إشهار قوى السلطة الطائفية سلاح القمع والتخوين والترهيب في وجههم. لا يمكن تصوّر انتخاب رئيس خارج معادلة تقديمه أجوبة على مسألتين مترابطتين: كيف ينظر إلى الدولة كأداة وحيدة للسلطة والقرار لا ينازعها فيهما طرف أو حزب أو طائفة؟ وكيف سيجيب على الانهيار الاقتصادي والمالي والإجتماعي المتمادي، وأحد أسبابه الأساسية الاعتداء على صلاحية الدولة ومؤسساتها وقدرتها على اتخاذ القرار ورسم السياسات الداخلية والخارجية؟ لن يكون انتخاب رئيس ضمن هذه الشروط عمليةً سهلة وموازين القوى النيابية على ما هي عليه، لكن الباب مفتوح وقد حان الوقت لاجتيازه نحو تحديد صريح لما يريده المرشحون من ترشحهم، بعدما عرفنا ما يريده الداعمون مقابل دعمهم.

 

قراءة في شكل ومضمون الاتفاق السعودي – الايراني..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب/11 آيار/2023

الاعلان اليوم عن الاتفاق بين المملكة العربية السعودية ودولة ايران.. كان نتيجة مفاوضات طويلة امتدت لاكثر من سنتين كما اشار البيان المشترك.. وهنا لا بد من الوقوف عند هذا الاعلان من حيث الشكل والمضمون.. الاتفاق تم بعد مناشدات عديدة اطلقها وزير الخارجية الايراني عبد اللهيان.. واعلن خلالها استعداده لزيارة الرياض لحل المسائل الخلافية بين المملكة وايران ومع سائر دول الخليج..كما نتيجة مساعي عراقية بهدف تهدئة الاوضاع في العراق وضبط الميليشيات العراقية التي تقودها ايران.. بالامس اعلن نصرالله في خطابه ان من يتوقع تفاهماً او اتفاقاً بين الولايات المتحدة الاميركية وايران.. او بين المملكة العربية السعودية وايران.. عليه ان ينتظر مئة عام.. فجاء الاعلان اليوم الجمعة بعد 24 ساعة من كلمة نصرالله.. مما يعني انه لم يكن على علم بالحوار بين الطرفين والذي يدور في العاصمة الصينية.. منذ ايام..

تبين ايضاً نتيجة تناقض كلام نصرالله مع الاعلان المستجد، ان ايران لم تقم باستشارة حلفائها في المنطقة، بل ابلغوا بالاعلان الرسمي عبر وسائل الاعلام.. لذلك كانت ردودهم محدودة المضمون وغامضة التوقعات.. بانتظار ايضاحات وشروحات ايرانية رسمية..وهكذا يتم التعامل مع الاتباع..؟؟؟

الاعلان عن الاتفاق من بكين، يشير الى ان ايران لا ترغب في ان يكون البيان الختامي او الاعلان عن الاتفاق من بغداد العاصمة العراقية.. اذ لا يقبل نظام طهران باعطاء دور الوساطة العراقية اية نتائج نهائية على انها نجاح لوساطتها بل راى ان الاعلان من بكين يشكل قيمة مضافة لعلاقاته مع بكين وهي التي كانت اعترضت على البيان الختامي لزيار الرئيس الصيني لدول الخليج..منذ اشهر.. اكتفى البيان الختامي بشكر دولتي عمان والعراق، بجهودهما لتذليل العقبات.. بينما كان الاجدى والاكثر احتراماً هو اعلان الاتفاق من عاصمة العراق بغداد او مسقط عاصمة دولة عمان..؟؟ بعد الجهود التي تم بذلها من قبل هاتين الدولتين..؟؟ تضمن الاتفاق على نقطة تفيد باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.. وهنا تعتبر الكرة في ملعب ايران.. فالقوى اللبنانية المعارضة لمشروع ايران كان يتم التهكم عليها من قبل حزب الله، بانه قد تم التخلي عنها من قبل المملكة منذ سنوات، فيما يؤكد نصرالله باستمرار على تواصل الدعم الايراني لحزبه وميليشياته.. فمن هو الفريق الذي سوف يعاني من تداعيات هذا البند الذي ينص على وقف التدخلات ؟؟؟؟؟

هل ستنسحب ايران من سوريا واليمن والعراق..؟؟وكيف سيتم تفسير هذا التصرف.. وما هي تداعياته على الميليشيات التابعة..؟؟

اعادة فتح السفارات سيتم بعد شهرين.. اي ان هناك وقت محدد لمراقبة تنفيذ ما اتفق عليه.. وعدم الالتزام سوف يطيح بالاتفاق.. وبالتالي عدم فتح السفارات.. وعدم استكمال تطبيق نقاط الاتفاق..

في حالة عدم الالتزام بالاتفاق فإن دولة الصين سوف تكون محرجة وهي التي تضمن الاتفاق الذي تم في عاصمتها برغبة ايرانية.. إن اي حرب متوقعة او مفترضة مستقبلاً بين الكيان الاسرائيلي، ونظام طهران ستكون دول منطقة الخليج العربي خارج دائرة هذا الصراع مما سيحرم ايران من ورقة ضغط بتخريب اقتصاد المنطقة وبنيتها التحتية في حال نشوب حرب اقليمية.. موقف ادوات ايران او المناذرة العرب، في حالة ارباك .. فهل سيهتف اتباع حزب الله في احتفالات امينهم العام (الموت لآل سعود).. وهل المملكة لم تعد راعية للارهاب او صاحبة فكر تكفيري ووهابي..؟؟؟ ما الذي سيقوله نصرالله لاتباعه.. وايران لشعبها واتباعها وادواتها..؟؟

الاتفاق بنصه ومضمونه وتوقيته يؤكد ان الازمة الداخلية الايرانية عميقة ومقلقة وتثير خوف النظام من تداعياته.. والوضع الاقتصادي في تراجع مستمر والاستثمار في اثارة الحروب وتسليح الميليشيات.. لم يعد ممكناً وما على ايران سوى الالتفات الى الداخل لمعالجة همومها ومشاكلها..؟؟

الخلاصة..

الاتفاق لا زال حبره سائلاً لم يجف، والتاريخ علمنا ان هذا الفريق لا يمكن الوثوق به.. لذلك ما علينا الا الانتظار ومراقبة دقة الالتزام.. من حيث وقف التدخلات وسحب الاسلحة وتغيير النهج السياسي والامني الايراني في المنطقة..واتباع ايران عليهم مسؤولية كبيرة في تبرير وتوضيح مضمون الاتفاق ولماذا اضطرت ايران للوصول الى هذا الاتفاق.. خاصةً وان الاعلام التابع لهذا الفريق يؤكد باستمرار تراجع وانهيار المملكة ويؤكد على تفوق ايران ومحورها.. وهذا ما نشره احد الاعلاميين منذ ايام عن كلمة لنصرالله امام محللين وسياسيين..؟؟؟

المرحلة المقبلة كفيلة بتاكيد حسن سير الاتفاق من عدمه...وهل ان الاتفاق الذي وقعته ايران هو استراتيجية حقيقة ام ضرورة تكتيكية..؟؟

 

الرياض-طهران، حبّهما اخطر كرههما لبعضهما البعض

حميدة التغلبية/11 آيار/2023

انه يوم حزين ،يوم مزعج حقاً، فقد تصالح بلدين مسلمين عقائديين في ديار الشيوعيين الصينيين. جمع الشيوعيون العلمانيون الامميون نظامي السعودية وايران الاسلاميين والمعروفين تاريخيا بحبهما العميق والقاتل والمدهش للشيوعيين العرب والفرس.!

سبحان الله. تصالحا بعدما نجحا في التقاتل بينهما حتى آخر عراقي وسوري ويمني ولبناني. ما الذي تبدّل ليتفقا وطالما انهما قابلين للاتفاق اليوم فلماذا لم يتفقا البارحة او قبل سنة او قبل عشر سنوات.؟

وصلا الى كلمة سواء! ألم تأت كلمة السواء الا من بكين وبعد جولات في عُمان وفي بغداد ؟ على ماذا اختلفا وعلى ماذا اتفقا؟ الم يكن بالامكان حلّ نزاعاتهما سابقا كما يدّعيان حالياً ليجنبا الامة حبّهما وكراهيتهما؟

هل اصبح النظام السعودي غير قاتل الان؟ غير مرشح للتطبيع مع العدو الاصيل؟ وهل اصبح شيعة طهران الان مسلمون لا يجوز تفجير اي رجل او اية امرأة من اهل السنة نفسهما بالزائرين لضريح الامام الحسين(ع)؟

 مَن يحاسب نظامي الرياض وايران على ما حصل بينهما من مغامرات حب قاتلة ومدمّرة؟ ما دخل الاميركي بغداد لولا تسهيلات من الرياض وحياد من طهران. ما انفق السعوديون اموالهم وافكارهم في سوريا وفي اليمن لولا استثمار الايرانيين باموالهم وبافكارهم ايضا هناك.

اين سوريا واليمن والعراق من حب الرياض وطهران.؟ من يحاسبهما على ما اقترفاه بحق البلاد عسكريا وهما قادران على التفاهم. إن كان النظام السعودي مفتر ومتسبب بالحروب فكيف للايراني ان يقبل الان المصافحة والعكس صحيح.

ثمة دجل في الزمان وفي المكان. لا بارك الله باتفاقهما. نعم ليكملا التناطح حتى يوم القيامة ،يوم يحكم بينهما الله وحده. ضد اتفاقهما لان من حق الذين ماتوا ان يسألوا مَن يكون ومن كان الكافر في الصراع.

ليس الشيوعي بكافر فقد جمع مؤمنوا اهل السنة بمؤمني اهل الشيعة بعد الصلاة على محمد وعلى آل محمد(ص). ضد حبهما وضد عناقهما. ثمة كاذب ومنافق بينهما. كراهيتهما لا تنتهي بمصافحة يد .

والان هل سيهاجم حلفاء الجمهورية عبر شاشة التلفاز عائلة بن سعود والنواصب وهل سيهاجم اتباع المملكة المجوس الفرس والشيعة الرافضة؟ يا سبحان الله. مهزلة ليس بعدها مهزلة. لم يأت احد منهما الى كلمة سواء الا في بكين.

دبي والدوحة وقريبا الرياض مطبّعين مع العدو الاصيل وللجمهورية سفارات في هذه الدول. اليس الامر بغريب. لا نريد ان نفهم بالسياسة ولا بالتكتيك ولا بالتقية ولابالتأويل ولا بالقياس ولا بالتكفير انما من حقنا ان نسأل العرسان الجدد:

وماذا بعد؟اتيتم بواشنطن وبموسكو ليدعمانكما في تقاتلكما. ماذا بعد؟ ما المطلوب؟ من هنا،من تحت شجرة زيتون محررة وجالسا على تنكة تاترا مقلوبة،اتابع قصة حب العرب الوهابيين للفرس الشيعة.

اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولمن مات مظلوما مثلي. حفل جنون والدعوة عامة. ضد الاتفاق حتما لان حبهما اخطر من كرههما لبعضهما البعض. انتهى البيان.

 

رهان لبناني على ترجمة الاتفاق الإيراني-السعودي رئيسا للجمهورية

منير الربيع/المدن/12 آذار/2023

افتتح مسار دولي إقليمي جديد في منطقة الشرق الأوسط، يحتاج إلى الكثير من التأني في السير بين نقاطه. فهو قد يكون قابلا لأن يتعرض إلى ضربات ومحاولات تخريبية كثيرة، لا سيما أن بعده الدولي أظهر أن للصين الشعبية سياسة خارجية في المنطقة، قادرة على التأثير و تحقيق خروقات.

يأتي الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية، في ظرف دولي دقيق. الغرق الروسي في الحرب الأوكرانية أبعد موسكو عن المشهد، مقابل استمرار التوتر في العلاقات الأميركية السعودية، ومحاولات البحث عن إعادة إحياء مفاوضات الإتفاق النووي بين واشنطن وطهران.

مسار الإتفاق

بدأت مقدمات هذا الإتفاق منذ زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة العربية السعودية حيث نظمت له ثلاث قمم، خليجية وعربية وإسلامية. بعدها جاءت زيارة الرئيس الإيراني الى الصين. قبل الولوج إلى ذلك، خطت السعودية أكثر من خطوة سياسية من دعم أوكرانيا بـ400 مليون دولار وزيارة وزير الخارجية فيصل بن فرحان إلى موسكو، بالإضافة إلى مناقشة هذه التطورات مع الأميركيين أيضاً باجتماع عقد في الرياض.

هي خطوة كانت قد تأخرت ثماني سنوات. بالتحديد عندما كانت الولايات المتحدة الأميركية مستعجلة لإبرام اتفاق نووي مع إيران، من دون التنسيق مع السعودية لا بل مع استبعادها. وكان ذلك بعد سنوات من الإنهيارات العربية تحديداً في سوريا والعراق ولبنان واليمن، إذ وجدت السعودية نفسها مطوقة في حينها. وقد طوقّت أكثر في صراعها الذي كان مفتوحاً مع تركيا ومع قطر. كانت قطر سبّاقة في هذا المسار، على الرغم من علاقتها الجيدة مع الولايات المتحدة الأميركية وتصنيفها كحليف استراتيجي أول من خارج حلف الناتو، احتفظت قطر بعلاقات مع ايران ولعبت دوراً تقريبياً بين واشنطن وطهران، وسعت بين السعودية وإيران.

فترة تجريبية

إنها خطوة استراتيجية على صعيد التطورات السياسية في المنطقة. تعود من خلالها السعودية إلى الملعب من باب واسع. خاصة أنها إلى جانب السعي لإنهاء حرب اليمن، قد وضعت تصوراتها حيال العلاقة مع إيران، والوضع في سوريا ولبنان والعراق. من أبرز ما اتفق عليه هو مراجعة السياسات الخارجية في دول المنطقة خلال شهرين لفتح السفارات، ما يعني أن ما جرى سيدخل بفترة تجريبية لمدة شهرين، سيتم خلالهما تلمّس وقائع سياسية جديدة في المنطقة، منها "إتفاق مكة" حول اليمن. كذلك بالنسبة إلى الملف السوري وتالياً الملف اللبناني.

هذا يعني أن السعودية تلعب على موازين قوى دولية في سبيل تحقيق مصالحها، وهو المسار الذي تنتهجه مع أميركا، أوروبا، الصين، روسيا، وفي الشرق الأوسط أيضاً. بحسب ما تقول المعلومات فإن إيران كانت سعت على مدى أشهر لإعادة العلاقات مع السعودية، بينما الرياض كانت تشدد على مسألة وضع رؤية سياسية لمعالجة الأزمات القائمة، فتعهدت طهران بالبحث بها بالتزامن مع إنهاء القطيعة الديبلوماسية، على أن يتطور النقاش بعدها إلى كل ملفات المنطقة.

خروج من منطق الإبتزاز

أهمية ما حصل، هو أنه خروج سعودي من منطق الإبتزاز الأميركي والإسرائيلي وحتى الغربي. فمنذ سنوات مديدة كانت واشنطن تلعب لعبة الإبتزاز للسعودية عبر تمدد إيران وتوسعها في المنطقة. ولم تخل لعبة الإبتزاز من تهديدات كثيرة أميركية وإسرائيلية لضرب إيران أو تقويض نفوذها وهو ما لم يتحقق منه شيء. فيما كانت واشنطن تمنح الغطاء للتوسع الإيراني في العراق، سوريا، اليمن ولبنان. وحتى عندما تحقق التقارب الأول في سبيل انهاء حرب اليمن وتمديد الهدنة وجد السعوديون أن الأميركيين يسعون إلى تعطيله لإبقاء مسار الإبتزاز مفتوحاً. وأخيراً اتخذت السعودية قرار الإنقلاب على كل هذه السياسات، أو اتخذت بالأحرى خيار قلب الطاولة.

جاء الإتفاق في وقت تضخ ماكينات سياسية وإعلامية كثيرة مؤشرات حول إمكانية اندلاع حرب إسرائيلية إيرانية، علماً انها تندرج أيضاً في سياق التهويل، وبالتالي تم تصوير ما جرى بأنه تقارب إيراني سعودي كي لا تكون دول الخليج منخرطة في هذا التصعيد. كما أن الإتفاق يأتي على وقع سعي تل أبيب إلى فتح علاقات مع السعودية في مقابل 3 شروط سعودية أساسية وهي اتفاقات أمنية مع أميركا، وزيادة منسوب التسلح، والشروع بإطلاق المشروع النووي السلمي. وهو ما لم يكن يحظى بموافقة أميركية. خطت السعودية باتجاه طهران بعد دعوات إيرانية متكررة على مدى أشهر حول ضرورة تحسين العلاقات وترتيبها، والخطوة هذه المرّة جاءت عبر الصين كجزء من تعبير عن انزعاج واضح من الأميركيين، هذا الإنزعاج الذي يتراكم ويتزايد منذ ولاية باراك أوباما وإدارته للملف النووي وصولاً إلى الإتفاق في العام 2015، واستمر في ولاية دونالد ترامب على الرغم من أيام "العسل" بين واشنطن والرياض. إلا أن ترامب لطالما كرر بأنه غير معني بأمن الخليج وعلى السعودية الدفاع عن نفسها، أو أن تدفع تكاليف مقومات هذا الدفاع. واسوأ ما ساهمت به إدارة ترامب في حينها هو التحفيز على خلاف وصل إلى حدود الصراع والعداوة بين دول الخليج وبالتحديد حصار قطر.

رؤية سعودية جديدة

ما جرى يعبّر عن رؤية سعودية جديدة في المنطقة، عنوانها "السعودية أولاً". وبذلك يكون الإستباق لأي تصعيد أو تقارب جديد مع إيران من قبل الغرب. بدون الحاجة إلى الدور الأميركي في ترتيب العلاقة، علماً أنه تاريخياً  فإن كل الإدارات الجديدة كانت تحاول الدخول في مسار الوصول الى اتفاق مع ايران منذ أيام ولاية جيمي كارتر، فيما الوحيد الذي نجح كان باراك أوباما، كذلك ففي غالبية ولايات الإدارات الأميركية كانت تبرز المحاولات لإحداث تقارب سعودي إيراني، وهي محاولات لم تنجح سوى جزئياً في فترة الملك فهد والرئيس محمد خاتمي. أما ما تغير حالياً فهو الدور الذي لعبته الصين.

مما لا شك فيه أن هناك رؤية استراتيجية جديدة للسعودية في المنطقة، تقوم على مبدأ التخفف من الأزمات والمعارك. فيما لا بد من انتظار تبعات هذه الإتفاق على الوضع في المنطقة ككل، ولا سيما لبنان وسوريا. في الديوان الملكي السعودي فريق يتولى السياسة الخارجية يضم، مساعد العيبان وهو وزير ومستشار الأمن الوطني، وعبد العزيز الهويريني وهو رئيس أمن الدولة برتبة وزير، ووزير الدفاع خالد بن سلمان، وأحمد بن عبد العزيز القطان وهو وزير الدولة للشؤون الأفريقية، وخالد الحميدان رئيس المخابرات. كان الدور الأساسي في الإتفاق مع إيران لمساعد العيبان، وهو وزير ثابت منذ 25 سنة، أحد أبرز المسؤولين السعوديين عن السياسات الخارجية، وقد لعب دوراً بارزاً في اليمن في العام 2011، وهو الذي كان عمل على معالجة اول أزمة خليجية مع قطر في العام 2014، ونجح في إعادة العلاقات أيام الملك عبد الله بن عبد العزيز. كما كان له دور بارز في المصالحة مع قطر في العام 2021. قبل ذلك لعب العيبان الدور الأساسي في إعادة ترتيب العلاقات السعودية التركية، وكان صاحب الرؤية بعدم وجوب حصول توتر بين الرياض وأنقرة.

ترقب لبناني

يترقب لبنان لمسارات هذا الإتفاق. ينطوي الترقب على بعض من الإستعجال، ففريق حزب الله وحركة أمل وتيار المردة يعتبرون أن هذا الإتفاق سينعكس سريعاً بشكل إيجابي على مسألة ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. ويستعجل هؤلاء التقدير في اعتبار أن الإنتخابات الرئاسية ستنجز خلال أسابيع قليلة. بينما في المقابل فإن خصوم الحزب يعتبرون أن ما جرى سيدفع طهران والحزب إلى تقديم تنازلات. خصوصاً أن الحزب لن يكون قادراً على تحمّل تبعات المرحلة المقبلة وبالتالي لن يكون في مصلحته تحمّل مسؤولية رئاسة الجمهورية. وما بين وجهتي النظر، لا يزال هناك رهان لبناني على أن القوى الدولية مهتمة تفصيلياً بالملف اللبناني، اذ يراهن الساسة اللبنانيون على جملة معطيات بأن الدول مهتمة بلبنان بسبب وجود اللاجئين، وبسبب مصالح متعددة. لكن ذلك يظهر كم أن الطبقة السياسية اللبنانية غير قادرة على فهم أو استيعاب المتغيرات التي تحصل وهو ما يدل على قصور في قراءة تطورات الإقليم، والتي يسعى اللبنانيون دوماً إلى "لبننتها" وحتى "شخصنتها" .

 

بين مشاريع الهيمنة والفشل في إدارة الأزمة اللبنانية!

حنا صالح/الشرق الأوسط/11 آذار/2023

لا قعر للهاوية التي دُفِع إليها لبنان، ولا سقف للارتفاع الفلكي في سعر صرف الدولار. لبنان الذي أسلمت طبقته السياسية المتسلطة القياد لـ«حزب الله»، مقابل محاصصة كراسيّ ومكاسب، في «تسوية» عكست انحطاطاً في الأخلاق السياسية والقيم معاً، كان لا بد أن تكون ترجمتها مع إمساك الدويلة بقرار البلد وخناق اللبنانيين، انهيارات اقتصادية ومالية واجتماعية، طالت أوسع الأوساط الشعبية. وسط هذه المشهدية، يفتك نظام القتل ببعض مَن حاصرهم اليأس واسودّت الدنيا في وجوههم، لتتتالى خلال أيام وقائع قتلٍ بدم بارد سُميت زوراً «انتحاراً»! 4 رجال بين العقدين الرابع والخامس، انتُحِروا خلال أسبوع، بعدما وجدوا أنفسهم عالقين، لا طاقة لديهم لتلبية متطلبات أسرهم، ولا فرص متاحة للهجرة طلباً للعمل! الضحايا الأربع عيّنة لاتساع حالة ارتفعت إلى 32 في المائة عمّا كانت عليه، وبدت لسلطة الاستبداد كأنها تتم في بلد آخر فلم يهتز جفن مسؤول ولم يأسف متسلط، فيما يبرز القلق والوجوم ويتسع اليأس. بطالة كبيرة، وفرص العمل منعدمة، وأبواب الحلول موصدة، والتضخم يأكل كل شيء. كل البلد يدفع فاتورة تسلط تركيبة سياسية بنكية ميليشياوية شكَّلت أخطر تحالف مافياوي تبدو معه «مآثر» إسكوبار مزحة سمجة!

لذلك رغم مرور 3 سنوات ونيّف على انفجار الأزمة، وإرسال اللبنانيين إلى الجحيم، لم يحاسَب لص واحد، ورغم ذلك تتوجه حكومة تصريف الأعمال إلى المواطنين بخطابٍ سريالي: «بدّكم تتحملوا معنا»! ولئن تم الادعاء على رياض سلامة، وسيتم «الاستماع إليه» يوم 15 الجاري، بتهم «الفساد والتزوير وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع»، فتبين أن هدفهم حمايته من الملاحقة الأوروبية، بذريعة أسبقية الادعاء لتبييض صفحته لاحقاً، بالزعم أنه لم يرتكب جُرماً على المال العام فيما السطو على المال الخاص ذهب بمرور الزمن!

على مدى السنوات الماضية، لم يكفّ الخارج عن مناشدة الطبقة السياسية تنفيذ إصلاحات تعهدت بها الحكومات المتعاقبة وكان من شأنها أن تضع لبنان على سكة الإنقاذ، لكن الممارسة أظهرت تنكراً للعهود وإدارة ظهر للمصالح الوطنية، لأن الأولوية الدائمة كانت وما زالت المضيّ في المنهبة وحماية المنهوب!

لم تبدأ الكارثة اللبنانية مع ثورة «17 تشرين» التي كشفت حجم إجرام الطبقة السياسية التي داست الدستور وتحكمت استناداً إلى سطوة الاحتلال السوري حتى عام 2005، وتشاركت البرلمانات وحكومات «الوحدة الوطنية» لاحقاً مع «حزب الله»، فقدموا له على طبق احتلال بيروت في عام 2008 حق الفيتو على السلطة بإقرارهم بدعة «الثلث المعطل» أو «الضامن»، ما مكّنه من إحكام تسلطه وسيطرته على مفاصل القرار!

في الرابع من مارس (آذار) الجاري قال رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، إن «علاقة الوزير تنتهي مع القوى السياسية بعد ترشيحه ونيله ثقة البرلمان». وضع هذا الحديث تحت المجهر مسألة ممارسة السلطة الإجرائية في العراق التي كما يبدو استنسخت أبشع بدع الممارسة في لبنان كما بدأت منذ مطلع التسعينات. وصف هذا الوضع بشكل بليغ الوزير السابق ألبير منصور في كتابه «الانقلاب على الطائف»، عندما كتب: «جميع القرارات المهمة والأساسية كانت تُتخذ خارج مجلس الوزراء، ثم تُطرح فيه للتصديق عليها. ولم يكن اتخاذ القرارات خارج مجلس الوزراء يتم من موقع تحضيرها لإقرارها فيه، بل من موقع إقرارها خارجه وعرضها عليه للمصادقة، لم تكن تحضيراً لقرار مجلس الوزراء بل تقريراً عنه».

وللتذكير، عرف لبنان ما سمُيت «الترويكا»، وهي من بنات أفكار مُتولِّي «ملف لبنان» عبد الحليم خدام، لمصادرة صلاحيات مجلس الوزراء دون أي مسوغٍ دستوري، ولحلول «الرؤساء الثلاثة» مكان رئاسة الجمهورية، ليتم وضع اليد على إنفاق الأموال العامة وعلى تعيين الموظفين! واتسعت الدائرة لتطول أطراف نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي، فأُتخِمت الإدارة بالتابعين منعدمي الكفاءة. يكشف الوزير السابق عادل أفيوني أن المتسلطين على لبنان «أوليغارشية تحاصصية». إنهم «هرم معكوس فيه 5 أو 6 فرقاء لا يتخذون أي قرار إلاّ إذا توافقوا فيما بينهم. وأي فريق له حق تعطيل أي إجراء»! واستناداً إلى تجربته يصوّب على الهدف، وهو المال، ليشرح عملية التمويل التي «تتم عبر استخدام الدولة مرافقها لمصلحة الأحزاب السياسية، لتمويل العمل السياسي والمصالح الشخصية والزبائنية والانتخابات»!

من الطبيعي أنه مع هذه الأوليغارشية صار انتخاب رئيس الجمهورية مهزلة، وتأليف الحكومات مأساة، أما عمل المجالس النيابية فمهزلة. وكل ما يجري اليوم في زمن رهانات المتسلطين على الشغور الرئاسي والفراغ في السلطة التنفيذية يؤكد أن القوى التي سقطت في امتحان إدارة الأزمة، يقدم كل فريق منها، مع التفاوت طبعاً، مشروعه للهيمنة، مُسقطاً من الحساب مصالح البلد ووجع مواطنيه، وأبرز وسائلهم القدرة على تعطيل دورة النظام الدستوري، ويقفزون فوق الزلزال اللبناني وتفجير بيروت لتقديم رهانات الاستيلاء على الحكم رغم التشققات العميقة على مساحة جمهورية الانهيار، وبينها تتالي حالات الانتحار! هذا المنحى عبّر عنه مؤخراً البطريرك الماروني بقوله: «لا أحد من السياسيين والأحزاب أو الكتل النيابية يقدم مشروعاً واحداً جدياً لإنهاض لبنان من انهياره الكامل»! ما فعلته «ثورة تشرين»، أنها كشفت حجم ارتكابات الطبقة السياسية وتداعيات اختطاف الدولة ومخطط اقتلاع البلد، لتؤكد عبثية الرهان على هذه المنظومة واستحالة التغيير من داخلها أو بالتوافق معها، ولتؤكد أنه سيكون متعذراً استرجاع البلد ووضعه على سكة النهوض إلاّ مع طبقة سياسية جديدة بديلة. وكانت الانتخابات ترجمة فعلية مع التمكن من إيصال 10 في المائة من النواب حملهم أكبر تصويت عقابي فأسقطوا أكثرية «حزب الله» ومنعوا الأغلبية عن معارضة نظام المحاصصة. كبيرة هي التحديات الماثلة أمام القوى التشرينية، وصار من نافل القول الرهان على تغيير في الأداء الهزيل لـ«تكتل التغيير» الذي تجاهل برعونة أهمية الاستناد إلى الكتلة الشعبية الوازنة التي أوصلت هؤلاء النواب، وأهمل الاستثمار في توق اللبنانيين لقلب الصفحة وإنجاز تغيير كامل. ثابتٌ وأكيدٌ أن المواطنين كانوا جاهزين عند كل المحطات الكبرى. صنعوا أعمق ثورة حفرت في وجدان الناس، وانتفضوا في الثامن من أغسطس (آب) 2020 رداً على تفجير المرفأ وبيروت، وصوّتوا عقابياً في 15 مايو (أيار) 2022، والعودة إلى مقاعد المتفرجين لا تعني فشل السياسة ولا تعني أنهم لم يتعلموا الدروس من أداء المتسلطين... بل إن المطلوب بإلحاح تسريع بلورة موجة تشرينية منظمة توحي بالثقة بطرحها السياسي وبرموزها، لتكون المحفز الذي يمكن عبره استعادة المجتمع حيويته فتتشكل «الكتلة التاريخية» الشعبية لإنجاز مشروع الدولة المرتجاة.

 

فاتورة ارتفاع الأمل في الحياة

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/11 آذار/2023

رغم الخيبة التي عاشها العلم أمامَ جائحة «كوفيد - 19» وتداعياتها المادية والنفسية، وما خلَّفته من صدمة حقيقية للإنسانية جمعاء، ورغم مشكلات تغييرات المناخ، فإنه أيضاً في الوقت نفسه، لا يمكن إنكارُ أنَّ متوسطَ عمرِ الإنسان أو المعبر عنه بأمل الحياة عند الولادة، قد عرف نقلةً نوعيةً تثبت أنَّ المنجزَ البشري قد استفاد منه الإنسان من خلال إطالة عمر إقامته في الحياة الدنيا. وفي هذا السياق، نُذكر بدراسات منظمة الصحة العالمية وتصريحاتها بخصوص ارتفاع متوسط الأعمار بمقدار خمس سنوات منذ بداية القرن الجديد. بل إنَّ متوسط العمر في اليابان بلغ أكثر من 84، وهو متوسط العمر نفسه في سويسرا وأقل بنصف درجة في إسبانيا. وفي تونس تؤكد آخر الأرقام أنَّ أملَ الحياة عند الولادة بالنسبة إلى النساء 83 وللرجل 73. إذن الأمل في الحياة عرف ارتفاعاً، وهذا في حد ذاته خبرٌ جيد، لأنَّ الإنسانَ بشكل عام متعلقٌ بالحياة ومحب لها، ويخاف الرحيل عنها مبكراً.

ولا شك في أنَّ هذا المعطى يكشف عما قطعه الإنسان في مجال جودة الحياة والاهتمام بالجوانب الصحية. ولكن هذا الخبر المفرح هو أيضاً مكلف لصناديق التقاعد الاجتماعي. حيث إنه يعني عملياً أنَّ الصندوقَ سيدفع جرايةً للمتقاعد من هنا فصاعداً لسنوات طويلة تتجاوز العقدين. ومثل هذا الواقع الجديد يختلف عمَّا كان عليه الوضع قبل ربع القرن الأخير على الأقل، حيث كان الغالب قصر فترة الحياة بعد سن التقاعد. من المهم الإشارة إلى أنَّ الأثرَ الماليَّ لارتفاع أمل الحياة تعرفه أوروبا من سنوات طويلة، في حين أنَّ البلدان العربية والإسلامية مثلاً بدأت تستشعره في العشر سنوات الأخيرة أو الـ15 سنة الأخيرة، وهو من الأسباب القوية التي جعلت صناديق الضمان الاجتماعي والتقاعد تعرف أزمة حقيقية، باعتبار أنَّها وجدت نفسها مجبرة على دفع جرايات لمدة أكثر من عشرين سنة، وهي التي كانت في الستينات والسبعينات والثمانينات تقوم بذلك لسنوات معدودة.

وهنا نجد أنفسنا في مواجهة مقاربة لم ننتبه إليها ونحن نعبر عن ابتهاجنا بارتفاع الأمل في الحياة، حيث إنَّه كلما ارتفع الأمل اضطرت صناديق التقاعد في العالم لدفع الجرايات أكثر زمناً.

لذلك فإنَّ موضوع الترفيع في سن التقاعد بات مطروحاً بقوة اليوم، وسيتم طرحه في الدول كافة، لأنَّ ارتفاع أمل الحياة عند الولادة يجب أن يوازيه، حسب مستندات أطروحة الترفيع في سن التقاعد، الزيادة في عدد سنوات العمل.

وهكذا تصبح المعادلة على النحو التالي: تعيش أكثر إذن: تعمل أكثر. لذا فإنَّ متوسط زمن القدرة على العمل سيتغير آلياً. اليوم يجابه موضوع الترفيع في سن التقاعد رفضاً وتعنتاً، لأنه لم يتم استيعاب التحولات الحاصلة. كما أنَّ الطرح في حد ذاته يفتقد إلى الشرح الموسع الذي يمكن من الفهم والقبول. بل إنَّ التركيز فقط على الوضعية المالية لصناديق التقاعد في غالبية بلدان العالم ليس بالسبب المقنع، لأن المقبل على التقاعد يعتبر ذلك حقه، وهو فعلاً كذلك، مع فارق بسيط؛ وهو أن هذا الحق نظراً لتحولات بعينها، أسهمت في ارتفاع أمل الحياة وهي بذاتها التي حتَّمت التفكير في الترفيه أيضاً في زمن العمل وسنواته.

من سنوات قليلة بدأ الموضوع يفرض نفسه، ونعتقد أن الجميع في الطريق نحو هذا الخيار رغم صعوبات القبول، الشيء الذي يستوجب خططاً اتصالية ذكية وقوية الرسائل، كي يتم فهم أسباب التوجه الجديد لدى صناديق الاقتراع، وعدم الاقتصار على التكلفة المالية فقط، بل الأهم التركيز على تواصل القدرة على العمل واستفادة الأوطان والمؤسسات من هذه القدرة التي يمكن أن تتعرض للهدر، بسبب عدم أخذ نظام التقاعد لمؤشر ارتفاع أمل الحياة عند الولادة. نفترض أن هناك حلولاً جمَّة يمكن أن تطرحَ فوق طاولة النقاش العمومي في البلدان كافة، بما في ذلك موارد صناديق التقاعد في العالم، التي من المهم أن تبحث في الاستثمار بالأموال التي تتحصَّل عليها من الموظفين والعاملين كي تستطيعَ عندما تعود لحظة استعادة تلك الأموال في شكل جرايات، أن تكون جاهزة دون ضغوطات. كما أنَّ التركيزَ فقط على الترفيع في زمن سنوات العمل، وتصور الحل الوحيد في الترفيع فيها، قد لا يكون دائماً الحل الجيد للجميع، ويمكن أن يكون مانعاً لتحقيق مشاريع تم تأجيلها إلى حين التخلص من ضوابط العمل وصرامته، من حيث الالتزام والتوقيت. وأنت تفرح بارتفاع الأمل في الحياة، من المهم ألا تنسى تكلفة ذلك.

 

مفاجأة الإتفاق السعودي-الإيراني. مسبباته وتداعياته

توفيق هندي/المركزية/11 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116483/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%85%d9%81%d8%a7%d8%ac%d8%a3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

فاجأ الإتفاق السعودي-الإيراني المسؤولين في كافة الدول والكيانات كما غالبية السياسيين والإعلاميين في السعودية وإيران. الجميع كان يعلم أن ثمة مفاوضات جارية بينهما عبر مساعي حميدة قامت بها دولتا العراق وعُمان. ولكن ما من طرف كان يتوقع أنها سوف تنتج إتفاقا" إلا قلة متحلقة حول ولي العهد محمد بن سلمان والمرشد علي خامينئي. فالمفاوضون هم رجال أمن يدركون أن المفاوضات يجب أن تكون سرية للغاية كي تنجح. زار الرئيس الصيني السعودية وزار الرئيس الإيراني الرئيس الصيني، وكان ذلك تحضيرا" لدور الصين لراعية المفاوضات والإتفاق. لأول مرة تلعب الصين دورا" سياسيا" على الساحة الدولية في حين كانت سابقا" تكتفي بعقد إتفاقات ذات طابع إقتصادي، عاملة" على تطوير "مبادرة الحزام والطريق"، وهي مبادرة صينية قامت على أنقاض طريق الحرير في القرن التاسع عشر من أجل ربط الصين بالعالم، لتكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية. والأدهى أن واشنطن أعطت وتعطي الأولوية لمواجهة صعود الصين في القوة في منطقة آسيا-جنوب المحيط الهادئ، وهي مشغولة بحربها ضد روسيا ظنا" منها أن بهذه الطريقة تسّهل على نفسها مواجهة الصين (الوقائع تدل على أن العكس هو ما يحصل). فها هي الصين تخترق منطقة نفوذها من حيث لا تتوقع. مما لا شك فيه أن الرابح الأكبر من هذه التطورات الدراماتيكية هو محور "الشرق"، أي الصين وروسيا وإيران، وقد يفضي (ولكن ليس أكيدا) إلى قيام نظام دولي جديد على حساب المحور الغربي. ومما لا شك فيه أن هذا الوضع ناتج من رعونة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط بدءا" من وصول أوباما إلى البيت الأبيض وحتى يومنا هذا. الخاسر الأكبر هو أميركا-بايدن وإسرائيل التي باتت مستفردة وخسرت رهانها، أقله في هذه المرحلة، على إتفاقات أبراهام وبشكل خاص إمكانية أن تعقد السعودية إتفاقا" معها.

ولكن ما الذي دفع السعودية إلى عقد هذا الإتفاق؟

إنه تخوفها من إمكانية حدوث حرب إسرائيلية على إيران، بمشاركة أميركا أو من دونها، لمنعها من إنتاج السلاح النووي، إذ أن تحول إيران إلى دولة نووية تجعل منها حصنا منيعا يسمح لها بتكملة "مسيرتها الجهادية" في الإقليم والعالم، مما يشكل تهديدا" وجوديا" على إسرائيل. تخشى السعودية كما كافة دول مجلس التعاون الخليجي أن تتحول هذه الحرب إلى تهديد وجودي لدولها في وقت هي غير مهيئة للدفاع عن نفسها وفي وقت لا يمكنها الإعتماد على أميركا لحمايتها. وقد مهّدت السعودية لموقفها المستجد بحياديتها إزاء الحرب في أوكرانيا وتطوير علاقاتها مع روسيا والصين، كما لو أنها تسعى إلى الحصول على بوليصة تأمين على وجودها وإستمرارية نظامها.

ماذا عن إيران؟

بإبرام هذا الإتفاق، تخرج إيران من عزلتها السياسية والإقتصادية وتَهدأ الحركات الإحتجاجية في داخلها، ولو أنها لا تهدد نظامها الإسلامي. يبقى التساؤل حول إذا ما تُكمل مسارها نحو إمتلاك السلاح النووي في هذه المرحلة أو أنها توقفه مؤقتا" لتستأنفه في مرحلة لاحقة، علما" أن لها ما يكفيها من اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلتين نوويتين خلال أسابيع معدودة فور إتخاذ قرارها بذلك.

محتوى الإتفاق.  ما خلى الكلام عن حسن الجوار وما شابه وإلى إعادة العلاقات الدبلوماسية خلال الشهرين القادمين والعودة إلى الإتفاقيات الإقتصادية والإنمائية والثقافية...ألخ، الأهم هو الحديث عن إحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الأوضاع الداخلية لكل منها. وهذا أمر يفيد هذه الدول كما يفيد إيران.  ويبقى السؤال ماذا عن الكيانات المكونة لفيلق القدس أو لـ"محور المقاومة"، مثل حزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن على سبيل المثال؟ ألا يشكل وجودهم بحد ذاته في هذه البلدان تدخلا" إيرانيا" في شؤونها الداخلية؟ السيد نصر الله مثلا" يؤكد أن إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية في حين أنه هو إيران في لبنان نظرا" لعلاقته العضوية مع الجمهورية الإسلامية.

هل تتخلى إيران عن مشروعها "الجهادي بتصدير الثورة"؟

بالتأكيد كلّا لأن نظامها يسقط حكما" إذا تخلت عن علة وجودها.

لذا، سوف نشهد نوعا من التهدئة والهدنة في اليمن التي قد تطول قليلا"، ولكنها تبقى مؤقتة.

أما في لبنان، فقد نشهد دفعا" بإتجاه إنتخاب رئيس جمهورية موالي لحزب الله، والأرجح أن يكون سليمان فرنجيه ورئيس حكومة ترضى عنه السعودية ويكون طيعا" بيد صاحب السلطة الفعلية، أي حزب الله. ومن الملاحظ أن دعم ترشيح فرنجيه قبل أن يعلن هو ترشيح نفسه، كان بتاريخ 6 آذار، أي عند بدء المفاوضات النهائية بين السعودية وإيران في بيكين. وقد أزعج هذا الترشيح فرنجيه حيث بدا وكأنه مرشح حزب الله. غير أن الحزب من "عضام الرقبة"، ومن الصعب التصديق أنه لم يكن له علم بقرب توقيع الإتفاق. إذا حدث ما سبق عرضه، يكون لبنان على طريق حلحلة الأوضاع السياسية والإقتصادية والمعيشية لمرحلة، مع إبقائه تحت الإحتلال الإيراني عبر حزب الله وبمشاركة الطبقة السياسية المارقة إياها. أما تزخيم "جهاد" "محور المقاومة" فسوف ينصب على إسرائيل التي تعيش أوضاعا داخلية غاية في التأزم إلى جانب تصاعد وتيرة العمليات العسكرية والأمنية الفلسطينية التي تقوم بها المكونات الفلسطينية ل"محور المقاومة". إن هذه التطورات قد تؤخر بعض الشيء وصول لبنان إلى شاطئ الأمان، ولكن حتما" خلاص لبنان آت على يد من سوف يعمل على تحريره من الإحتلال الإيراني والطبقة السياسية المارقة الفاسدة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

ريفي لوكالة “الأحداث24 “: أتوقع إنتخاب رئيس سيادي بين نيسان وأيار : الإتفاق السعودي-الإيراني سيكون لمصلحة لبنان

وكالة “الأحداث24 /11 آذار/2023

قال اللواء أشرف ريفي أن “الإتفاق السعودي- الإيراني جيد إذا صدقت النوايا الإيرانية في الإلتزام به، ولاسيما أن إيران كانت تخشى من ضربة أميركية – إسرائ.يلية عليها وهي تحاول من خلال هذا الإتفاق ترتيب علاقاتها مع الدول ، خصوصاً أن إيران وصلت الى حائط مسدود ولم يعد لديها خيارات أخرى”.

ورأى أن “إستعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران يمكن أن تكون بداية حقيقية في المنطقة إذا التزمت ايران بالتعهد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”. وأعرب ريفي عن اعتقاده “أن هذا الإتفاق ستكون ترجمته لمصلحة إستقرار لبنان وسيادته”. ولفت الى أن “ح زب الله يروّج أن الإتفاق سيكون لصالحهم أي بمقايضة اليمن مقابل لبنان، مؤكداً أن القيادة السعودية ليست في هذا الوارد”. ورأى “أن اهتمام السعودية باليمن هو نفسه بالنسبة للبنان”، وقال:”إن الاتفاق ينص على تفكيك الميليشيات والعملية لا تتم بكبسة زر وستتم الأمور على مراحل، وإيران منذ فترة أوقفت التمويل لـ”ح زب الله” ولهذا السبب يعاني الحزب من ضائقة مالية ، وقد أبلغ وزير الخارجية الإيرانية الحزب رسمياً أن التمويل سيتوقف في آخر زيارة له لبيروت”. وتوقّع ريفي “إنتخاب رئيس للجمهورية بين شهرَي نيسان وأيار”، لافتاً الى “أن الرئيس المقبل سيكون رئيسًا سيادياً. وأشار الى “أن هذا الإتفاق سيدفع باتجاه تسوية في لبنان ربما تقود الى الإتفاق على مرشح “ثالث” فلا ينكسر اي من الفريقين اللذين يتأثران بطرفَي الإتفاق”. ورأى أن الطرف الايراني يرى “الشيعي العربي”وقوداً لمعاركه ولا يهتم لمصيره، مذكًراً بما قاله سابقاً بأن “من يسلّم أحمد المغسّل في “اتفاق أوباما ” في 2015 وهو الذي كان اول ارهابي نفذ “عملية الخُبر” في السعودية ضد الأميركيين، قادر على تفكيك سلاح “ح زب الله”، خصوصاً أن حسن نصر allah ليس أهم من أحمد المغسل”. وأضاف: “أكبر دليل على الفوقية الإيرانية على “الشيعة العرب”، عدم علم نصرallah بالإتفاق الإيراني- السعودي ، إذ أن ما قاله حسن نصرallah قبل 24 ساعة من اعلان الإتفاق “من ينتظر تسوية إيرانية سعودية سينتظر طويلاً، يبرهن أن إيران لم تبلغ “ح زب الله” مسبقاً بهذا الإتفاق. ولفت الى أن “نصرallah سيكون أمام مأزق مطالبة أهالي ضحاياه الذين قُتلوا في سوريا والعراق وفي اليمن، وسيُسأل لاي غاية قُتل أبناؤنا، ولاسيما في ظل الازمة المادية التي يتخبط بها الحزب، وهذه قد تكون القنبلة التي قد تنفجر في وجه نصر allah”. وأمِل ريفي أن “يكون هذا الإتفاق نهايةً للمغامرة الإيرانية التي خربت المنطقة”.

 

يوسف سلامه لاهل "المنظومة": مئة عام من المراهقة تكفي احترموا عقلنا

وطنية/11 آذار/2023

غرد الوزير السابق يوسف سلامه على "تويتر": "الاتفاق السعودي الايراني يؤكد ما سبق وقلته بأن الجميع يعمل عند رب عمل واحد، قول وزير الخارجية السعودي لبنان بحتاج الى تقارب لبناني وليس لتقارب ايراني سعودي يؤكد أنه حان الوقت كي نبلغ سد الرشد، يا اهل المنظومة، مئة عام من المراهقة تكفي، احترموا عقلنا".

 

عطالله: تسأل دولة الميقاتي لماذا لا يوقّع مراسيم إستعادة الجنسية؟ فيجيبك أن السؤال غير وطني

وطنية /11 آذار/2023

غرد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب جورج عطاالله عبر تويتر كاتباً: "تسأل دولة الميقاتي لماذا لا يوقّع مراسيم إستعادة الجنسية؟ فيجيبك أن السؤال غير وطني، ع أساس كل ما يقوم به وطني وأخلاقي!!!

بتسألو ليش يا دولة الرئيس؟ بيجاوبك انا ذكي...

هودي لبنانيي وجنسيتن حق مش جميلة من طائفي

عن جَد صفر على عشرة ١٠/٠".

 

المكاري: جورجيت صايغ صنعت مع غيرها من مبدعي الرعيل الأول مجدًا فنيا لا يزول

وطنية/11 آذار/2023

غرد وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري عبر حسابه على تويتر كاتباً: "عندما نكرم جورجيت صايغ بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في افتتاح "الاستديو - منصة الإعلام المباشر"، فإننا نحاكي جيلا نشأ على صوتها الصادح وأغنياتها المشرقة من الزمن الجميل. إنها رمز من بلادي صنعت مع غيرها من مبدعي الرعيل الاول مجدًا فنيا لا يزول."

 

باسيل: دولته لا يوقع المرسوم 565 لاستعادة الجنسية لأن أكثريتهم مسيحيون

وطنية/11 آذار/2023

غرد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل عبر "تويتر": "قبل ما يروح دولة الرئيس عالفاتيكان ليبين بمظهر المنفتح، لو بيوقع ال565 مرسوم استعادة جنسية يلي أصحابها مستحقينها بالقانون. دولته ما عم يوقع لأن اكتريتهم مسيحيون وهيدا باعترافه وعضمة لسانه. يوقع كل المراسيم دفعة واحدة، مش واحد واحد لابتزازنا سياسيا بكل توقيع متل ما بيقول". أضاف: "المراسيم فقط اعلانية، هيدا حقهم بقانون استعادة الجنسية؛ نحنا ما منعرف حدا منهم وعددهم ما بيغير بديموغرافيا البلد. يوقع بلا طائفية! كمان قبل ما يترك الحكم، والأرجح بلا رجعة هالمرة متلما هو بيعرف، لو بيخفف مخالفة دستور وقوانين تيبقى له شي ذكرى طيبة غير لقبه الشهير بالجمهورية".

 

"لا يستحق الانحدار الفكري"... ميقاتي في رد عالي النبرة على باسيل

وطنية/11 آذار/2023

شدد المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على أنّه "لم يفاجئ كلام رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل رئيس الحكومة الذي يعتبر أن باسيل لا يهوى إلا هذا النوع من الحديث البعيد كل البعد عن السلوكيات الوطنية والسياسية والاخلاقية، ولا يستسيغ الا اللغة الطائفية المقيتة وتشويه الحقائق". وأكّد أنّ "في مطلق الاحوال، فإن ميقاتي يشدد على أن ما قاله باسيل لا يستحق الانحدار الفكري نحو قائله. فاقتضى التوضيح". وفي وقت سابق، ذكر رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، أنّه "قبل أن يذهب "دولة الرئيس" (في إشارة إلى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي) إلى الفاتيكان ليبيّن بمظهر المنفتح، لو أنّه بيوقع الـ565 مرسوم استعادة جنسية يلّي أصحابها مستحقينها بالقانون"، معتبرًا أنّ ميقاتي "لا يوقع المراسيم لأن أكثريتهم مسيحيين، وهذا باعترافه و"عضمة لسانه". ليوقع كل المراسيم دفعة واحدة، "مش واحد واحد" لابتزازنا سياسيًا بكل توقيع كما يقول".

ولفت في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أنّ "المراسيم فقط اعلانية، هذا حقهم بقانون استعادة الجنسية؛ نحن لا نعرف أحدًا منهم وعددهم لا يغير بديموغرافيا البلد. ليوقّع بلا طائفية! وأيضًا قبل أنّ يترك الحكم، والأرجح "بلا رجعة هالمرة" مثلما هو يعلم، لو أنّه يخفف مخالفة دستور وقوانين، من أجل أن يبقى له ذكرى طيبة غير لقبه الشهير بالجمهورية".

 

مجلس ثورة الارز دان التعدي المستمر على الخط الأزرق

وطنية /11 آذار/2023

عقد "المجلس الوطني لثورة الأرز - الجبهة اللبنانية"، إجتماعه الأسبوعي برئاسة أمينه العام ومشاركة أعضاء المكتب السياسي، وإستعرضوا الشؤون السياسية والإجتماعية والأمنية والإقتصادية. وأصدر المجتمعون بيانا أسفوا فيه "لحالة الفراغ القائمة في البلاد، فالفراغ الرئاسي طال وربما سيطول أكثر بسبب تعنت بعض المعنيين في موضوع الإستحقاق"، معربين عن تخوفهم من "فرض رئيس جديد للجمهورية لا يحمل أي برنامج بل يأتي وفق تسوية دولية – إقليمية – محلية تزداد تكلفتها على لبنان والمؤسسات الرسمية والشعب".  وأعتبروا أنه "آن الآوان لان تحسم القيادات الروحية المعنية بموضوع الإستحقاق وبطريقة تعتمد على مبادىء العلم السياسي ولعب دور فاعل على المسرح السياسي اللبناني". ودانوا "حركة التعدي المستمرة على الخط الأزرق من قبل قوات العدو وتحديدا في منطقة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل"، داعين السلطات اللبنانية الى "عدم الاكتفاء بأسلوب الإحتجاج بل برفع شكوى إلى مجلس الأمن وملاحقتها لحين إصدار قرار أممي يمنع العدو من محاولة التعدي على الحدود اللبنانية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 11-12 آذار/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 11 آذار/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/116451/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1715/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For March 11/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/116453/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-march-11-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

بعض جديد موقعي الألكتروني لليوم السبت 11 آذار/203

Selected LCCC New Postings for Today

الياس بجاني/فيديو ونص: قراءة أولية في الاتفاق الإيراني- السعودي

11 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116466/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

 

 

الياس بجاني/نص وفيديو: ماذا يعلمنا مثال عودة وتوبة الإبن الشاطر

الياس بجاني/12 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/73259/73259/

 

What Does The Lost Son Parable Teach Us

Elias Bejjani/March 12/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/73276/elias-bejjani-values-that-we-can-we-learn-from-the-lost-son-parable/

 

رسالة من الرئيس ريغان الى بشير الجميل

اكاديمية بشير الجميل/11 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116489/116489/

 

فيديو مقابلة مع د. صالح المشنوق من تلفزيون ال أم تعري بالوقائع والإثباتات دجل نصرالله وهلوساته وجهله وطروادية وملالوية فرنجية والمشروع الإيراني الفاشل ويقرأ في الإتفاق الإيراني السعودية وفي عدم التزام إيران بأي اتفاق

https://eliasbejjaninews.com/archives/116497/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%af-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%86%d9%88%d9%82-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a/

 

الجنس في حرف الأنظار عن الجريمة السِّياسية: قضيَّة الشيخ الرفاعي نموذجاً

مريم مجدولين اللحام/موقع لبنان الكبير/11 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116501/116501/

 

مفاجأة الإتفاق السعودي-الإيراني. مسبباته وتداعياته

توفيق هندي/المركزية/11 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116483/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d9%85%d9%81%d8%a7%d8%ac%d8%a3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

 

الاتفاق السعودي – الإيراني: ماذا عن البعد الدولي؟

علي حمادة/11 آذار/2023

Newsalist

https://eliasbejjaninews.com/archives/116506/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%8a%d9%82%d8%b1%d8%a3-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a/

 

د. ماجد رفي زاده/معهد جيتستون: إدارة الرئيس بايدن تسمح لملالي إيران بالانضمام إلى النادي النووي

Biden Administration Allowing Iran's Mullahs to Join the "Nuclear Club"

Dr. Majid Rafizadeh/ Gatestone Institute/March 11, 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116485/116485/

 

رابط فيديو مقابلة مع النائب السابق خالد ضاهر من موقع دي ان أي/تعرية لدور حزب الله ولسرايا المقاومة في الأعمال الإجرامية وتركيز على دورهما مع بعض مؤسسات الدولة في جريمة قتل الشيخ أحمد شعيب الرافعي

https://www.youtube.com/watch?v=of_t4qDCc18