المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 23 تموز/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.july23.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

0000

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/تحية للإستاذ سيمون أبو فاضل الذي تعرض اليوم لإعتداء سافر من قبل السيد وئام وهاب

الياس بجاني/نص وفيديو: قرية الغجر سورية احتلها إسرائيل سنة 1967 وسكانها من الطائفة العلوية ويحملون الجنسيتين السورية والإسرائيلية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وثائقي عن إبادتيّ مسيحيي جبل لبنان

 Documentaire : Les deux gιnocides du Mont Liban

رابط فيديو حلقة اليوم السابع من صوت لبنان وهي تناولت الإعتداء الهمجي من وئام وهاب على الصحافي سيمون ابوفاضل وهرطقات احتلال حزب الله للبنان، شارك فيها طوني بولس وربيع الهبير والياس الزغبي ووليم نون واالياس حنكش

رابط فيديو مقابلة من محطة الجديد مع الصحافي وجدي العريضي

تذكار القديسة مريم المجدلية السنوي في 22 تموز

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 22 تموز 2023

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 22 تموز 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

أين تكمن العقدة الرئاسية؟

بيان اللقاء الخماسي يقلب أولويات المبادرة الفرنسية

الملف الرئاسي “مكانك راوح”

لودريان إلى بيروت بمقاربة جديدة

إجماع دولي: هذه الثوابت مطلوبة لبنانيًّا لندعمكم!

 “الثنائي” مستاء من خماسية الدوحة

استنفار دائم بالجنوب: مفاجآت أبعد من خيمة وجدار عازل/منير الربيع/المدن

حريق كبير بفندق في تركيا… ولبنانيان بين الضحايا!

اشتباك مسلّح بين الجيش ومطلوبين في بريتال

إطلالة البخاري الأولى بعد "الخماسية": البديل من "الطائف" هو المجهول

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

زيلينسكي يطلب انعقاد مجلس الناتو وأوكرانيا لبحث الأمن بالبحر الأسود

أفريقيا الوسطى: فاغنر موجودة في أراضينا لتدريب قواتنا

الهجوم الأوكراني المضاد.. بلينكن يتوقع تغييرات على الجبهة

بعد خطوة بولندا.. موسكو: سندافع عن بيلاروسيا بكل الطرق

مقتل صحافي روسي بذخائر عنقودية.. وموسكو تحمل واشنطن المسؤولية

كل ما تريد معرفته عن التعديلات القضائية التي أشعلت إسرائيل

احتجاجات إسرائيل.. أكثر من ربع مليون متظاهر ضد التعديلات القضائية

زيلينسكي يطالب الناتو بفتح ممر للحبوب في البحر الأسود

رئيس وزراء هنغاريا يحذر من عواقب تخلي أوروبا عن الطاقة الروسية

زيلينسكي: بحثت وستولتنبرغ في فتح ممر تصدير الحبوب في البحر الأسود

الجيش الأوكراني: ضربنا بنى عسكرية روسية في القرم

مقتل مراسل حربي لوكالة نوفوستي وإصابة مصور مرافق له بقصف أوكراني

الجنائية الدولية: سننشر أسماء المتورطين بجرائم حرب السودان

قرار عاجل من المحكمة حول ترشح علاء وجمال مبارك لرئاسة مصر

كوريا الشمالية تطلق صواريخ كروز في البحر الأصفر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا تنتظروا 'مزاعم' التطمينات!/نبيل بومنصف/النهار

أي لبنان يراد إنقاذه؟/رفيق خوري/نداء الوطن

زورونا تجدوا ما يسرّكم!/سناء الجاك/نداء الوطن

من الرئاسة إلى مصرف لبنان إلى قيادة الجيش...فوضى بلا حدود/نجم الهاشم/نداء الوطن

الصندوق السيادي في “حلّته التشريعية”… وهذه عناوينها/أكرم حمدان/نداء الوطن

فرنسا: لا أحد يوقف مهمّتنا في لبنان/مرلين وهبة/الجمهورية

اللبنانيون خائفون ويشدون الأحزمة قبل “الارتطام الكبير”/غسان حجار/النهار

رؤية الحزب الجديدة: لبنان وطن نهائيّ ولا بديل عن الطائف/قاسم قصير/أساس ميديا

أسئلة اللامركزيّة القاتلة/ابراهيم ريحان/أساس ميديا

إلى نوّاب الحاكم: إعملوا بصمت بلا نعمة الإنجازات ونقمة الاخفاقات/د. محمد فحيلي/أساس ميديا

القوى الأمنيّة والأمن المفقود والسلاح المتفلّت ... الضاحية الجنوبية تطلب الدولة... A La Carte/نوال نصر/نداء الوطن

العقوبات في بيان البرلمان الأوروبي... تهديد غير قابل للتنفيذ؟/اسكندر خشاشو/النهار

سوريا تشترط إعمارها لاستقبال النازحين وأوروبا تلزمها بالحل السياسي/محمد شقير/الشرق الأوسط

"السفيه اكتفيه"/مصطفى علوش/نداء الوطن

التلويح بحرب خارجية تسويغ لاستبداد داخلي/د. حارث سليمان/جنوبية

"ضمانات" مقابل الرئاسة: هل يُقايض المسيحيّون؟/راكيل عتيّق/نداء الوطن

هل يخرج رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة من رحم انفجار مرفأ بيروت؟/فارس خشان/النهار

الخوف على "الطائف"... يخلط أوراق الرئاسة من جديد/كلير شكر/نداء الوطن

رسائل واشنطن في حشدها العسكري في الخليج/محمد قواص/سكاي نيوز عربية

من رحلات التخييم بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد آالنهيان إلى االقطيعة، سبب الخلاف بين أقوى أصدقاء الشرق الأوسط/جيمس روثويل / التلغراف

تصاعد عدوان ملالي إيران في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط/د. ماجد رفي زاده/معهد جيتستون

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

خلال محطّة روحيّة ثقافيّة حول البطريرك الدويهي في الديمان..الرّاعي: أتمنّى أن يترفّع السياسيّون عن مصالحهم الشّخصيّة

الراعي التقى نجل عصام فارس وبحث معه اوضاع الجالية اللبنانية في هيوستن - أميركا

ريفي: المطلوب الوحدة لتحقيق الثّوابت الوطنيّة

شيخ العقل يوجّه نداءً: لا لاستباحة المواقع ميثاقياً

"مجلس ثورة الأرز": الاستمرار في تعطيل انتخاب الرئيس خيانة عظمى تستدعي المحاكمة

"القوّات" تنفي تهريب جعجع 16 مليون دولار إلى خارج البلد

قاسم: أدعو لبنان والدول العربية والاسلامية الى طرد السفيرة السويدية

قاووق: "لا تجرّبوا المجرّب" ولا تضيّعوا الوقت

رعد: على إسرائيل أن تنسحب من كلّ أرضنا… ولن نسكت

في مطار بيروت… إحباط عملية تهريب مخدرات داخل الشوكولا!

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان

إنجيل القدّيس لوقا04/من14حتى21/”عَادَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلى الجَلِيل، وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ الجِوَار.وكانَ يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهِم، والجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ.وجَاءَ يَسُوعُ إِلى النَّاصِرَة، حَيْثُ نَشَأ، ودَخَلَ إِلى المَجْمَعِ كَعَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْت، وقَامَ لِيَقْرَأ. وَدُفِعَ إِلَيهِ كِتَابُ النَّبِيِّ آشَعْيا. وفَتَحَ يَسُوعُ الكِتَاب، فَوَجَدَ المَوْضِعَ المَكْتُوبَ فِيه: «رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا، وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ.» ثُمَّ طَوَى الكِتَاب، وأَعَادَهُ إِلى الخَادِم، وَجَلَس. وكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ في المَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْه. فبَدَأَ يَقُولُ لَهُم: «أَليَوْمَ تَمَّتْ هذِهِ الكِتَابَةُ الَّتي تُلِيَتْ على مَسَامِعِكُم»”.

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

تحية للإستاذ سيمون أبو فاضل الذي تعرض اليوم لإعتداء سافر من قبل السيد وئام وهاب

الياس بجاني/20 تموز/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120314/120314/

والشعبٌ إذا ضرب الحذاء برأسه.. صاح الحذاء بأي ذنب أضربُ

تحية من القلب للإستاذ سيمون أبو فاضل، ناشر موقع الكلمة اونلاين، هذا الصوت السيادي والإستقلالي الصارخ بالحق والحقيقة، وإن ما تعرض له اليوم خلال حلقة “صار الوقت” عبر تلفزيون ال أم تي من إعتداء سافر ووقح وشوارعي من قبل السيد وئام وهاب، هو عملياً أكبر من جريمة لأنه استهدف مبدأ حرية الرأي المقدسة.

إن كل مفردات الشجب والإستنكار لا تفي بالغرض، لأن المعتدي وللأسف هو من زقاقية جماعة ثقافة الصرامي، وقد تعود دون رادع، ومنذ سنين على المفاخرة بهذه الثقافة الهمجية مستقوياً بهيمنة وإرهاب الإحتلال الملالوي وفائض قوته وأسلحته.

إن ما تعرض له اليوم أبوفاضل الصحافي وصاحب الرأي الحر، هو مجرد عارض من رزم أعراض المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وبشعبه، ألا وهو الإحتلال الملالوي… وبالتالي لا خلاص للبنان من وضعيته الحالية المأساوية قبل اندحار هذا المحتل واستعادة السيادة والإستقلال وسلطة القانون.

بيانات وئام  وهاب وحزبه تنضح بما في عقول اصحابها من عفن وجنون واستكبار وانكار وثقافة صرامي زقاقية. حالهم حال القحباء التي تبشر بالعفة

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: قرية الغجر سورية احتلها إسرائيل سنة 1967 وسكانها من الطائفة العلوية ويحملون الجنسيتين السورية والإسرائيلية

17 تموز/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120220/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%ac%d8%b1-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9/

إن الحقيقة المرة والمأساوية التي يعيشها لبنان حالياً على كافة المستويات والصعد، تؤكد بأن لا حدود لنفاق ودجل وتقية ومسرحيات حزب الله الإرهابي والإيراني، الذي يحتل لبنان ويهيمن بالكامل على قرار الحكم والحكام فيه منذ العام 2005، عقب اندحار الجيش السوري وخروجه من لبنان يجرجر الخيبة والانكسار. فهذه العصابة المسماة كفراً حزب الله، هي سرطان ينهش البلد، كما أنها تزور الحقائق وتلعب بالتاريخ والجغرافيا، وتعمل بكل ما هو متوفر لها من إمكانيات وظروف محلية ودولية وإقليمية على تدمير لبنان الإنسان والدولة والكيان والسيادة والحريات، وذلك خدمة لمخطط إيراني مكشوف هدفه المعلن هو تحويل لبنان إلى ولاية تابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية الملالوية. في هذا السياق التدميري يدعي حزب الله بأنه حامي الحمى والحدود، علماً أن لا أحد كلفه بهذه المهام التي هي من المفترض أن تكون من مسؤولية الدولة وقواها العسكرية.

ومن ضمن هرطقاته وأكاذيبه الإرهابية والنفاقية يدعي باطلاً بأن إسرائيل تحتل الجزء اللبناني من قرية الغجر، مع أن القرية هي سورية 100% وسكانها هم من الطائفة العلوية ويحملون الجنسيتين السورية والإسرائيلية ولا يريدون أن يكون لهم أية علاقة بلبنان، والتقرير المرفق في أسفل الصادر عن المجلس المحلي للقرية يؤكد هذا الأمر بوضوح جلي ليس فيه أي لبس.

القرية هذه تقع في منطقة الجولان السورية، وقد احتلتها إسرائيل عام 1967، وهي دولياً مشمولة بالقرار الدولي 242، وأيضاً بالقرار الدولي رقم 338 الصادر عن مجلس الأمن عقب حرب ال 1973. ولبنان الدولة لم يطالب بها ولا ادعى في يوم من الأيام قبل انسحاب إسرائيل من الشريط الحدودي عام 2000 انها لبنانية حتى خلال حقبة الإحتلال السوري او خلال مؤتمر مدريد عام 1991. مرفق تقرير للعميد الركن خالد حمان يشرح ملف القرية بالكامل.

في أسفل تسلسل الأحداث منذ العام 1924 الذي يؤكد أن قرية الغجر هي سورية، وأن مزارع شبعا كانت تحتلها سوريا عام 1967 يوم احتلتها إسرائيل مع الجولان السوري.

احتلال إسرائيل لمزارع خلال حرب الأيام الستة في 6 حزيران سنة 1967 من ضمن الجولان ومنها قرية الغجر

خلال حرب الأيام الستة في 6 حزيران سنة 1967 احتلت إسرائيل الجولان ومن ضمنها قرية مزارع شبعا التي كانت سوريا تحتلها من الخمسينات. القرار الدولي رقم 242  الذي صدر عن مجلس الأمن في 22 تشرين الثاني سنة 1967 بعد انتهاء الحرب هذه لم يأتِ على ذكر مزارع شبعا ولا قرية الغجر ولا القرى السبعة كأرض لبنانية، وهو أشار بوضوح تام إلى أن كل الأراضي التي احتلتها إسرائيل على الجبهة السورية – الإسرائيلية هي أراضي سورية. تجدر الإشارة إلى أن لبنان لم يشارك بتلك الحرب ولا هو يومها قال بعد انتهائها على أي مستوى إن إسرائيل احتلت جزءً من أراضيه.

دخول إسرائيل عام 1972 إلى الجنوب اللبناني

في سنة 1972 دخلت إسرائيل إلى بعض أجزاء الشرط الحدودي اللبناني، ولكن دخولها كان خجولاً ولم يتخطى بلدة حولة الجنوبية.

الحرب العربية الإسرائيلية الثانية سنة 1973

وقعت الحرب العربية الإسرائيلية الثانية سنة 1973. لبنان أيضاً لم يشارك فيها، ولا هو اعتبر بعد انتهاءها أن إسرائيل احتلت أي شبر من أراضيه، والقرار الدولي رقم 338 الذي صدر عن مجلس الأمن بعد توقف تلك الحرب في 22 تشرين الأول 1973 لم يأتِ لا من قريب ولا من بعيد على ذكر أية أراضي لبنانية محتلة. ولبنان الرسمي لم يقل على أي مستوى إن إسرائيل احتلت أي شبر من أراضيه وبقي ملتزماً باتفاقية الهدنة معها.

عملية الليطاني سنة 1978

سنة 1978 دخلت إسرائيل إلى الجنوب اللبناني تحت راية ما سمته في حينه “عملية الليطاني”، وبتاريخ 9 آذار 1978 صدر عن مجلس الأمن القرار رقم 425 وآلية تنفيذه القرار 426. القرار هذا لم يذكر مزارع شبعا ولا قرية الغجر، ولبنان الدولة لم يقل لا لبنانياً ولا عربياً ولا إقليمياً ولا دولياً إن إسرائيل تحتل مزارع شبعا اللبنانية أو قرية الغجر. في حين أن الدول المعنية وهي سوريا ولبنان، الدول العربية وإسرائيل لم يعتبروا أن القرارين الدوليين 242 و338 يتعلقان بأية ارضي لبنانية. كما أن القرارين 425 و426 لم يذكرا مزارع شبعا ولا قرية الغجر ولا اعتبرهما أرضي لبنانية محتلة من قبل إسرائيل.

الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982

سنة 1982اجتاحت إسرائيل لبنان ووصلت إلى عاصمته بيروت، ومن ثم انسحبت إلى الجنوب وبقيت فيه حتى أيار سنة 2000. وكان قد صدر عن مجلس الأمن بتاريخ 17 أيلول سنة 1982 القرار رقم 520 الذي طالب بانسحاب كل الجيوش الغريبة من كل لبنان واحترام سيادته وحدوده المعترف فيها دولياً وبسط سلطة الدولة بواسطة قواها الذاتية على كل أراضيها. القرار هذا لم يأتِ على ذكر مزارع شبعا ولا قرية الغجر كونهما من ضمن الأراضي السورية المشمولة بالقرارين 242 و338 اللذين يغطيان مرتفعات الجولان السورية.

مؤتمر مدريد سنة 1991

في تشرين الأول سنة1991، وبعد انتهاء حرب الخليج، شاركت كافة الدول العربية ولبنان وإسرائيل في مؤتمر مدريد برعاية أميركية – روسية. يومها قال لبنان “الطائف” المحتل بالكامل من قبل سوريا إنه غير معني بالقرارين 242 و338 وركز فقط على القرارين رقم 425 و 426، وطالب بالعودة للالتزام بمعاهدة الهدنة مع إسرائيل الموقعة سنة 1949. يومها لا سوريا ولا إسرائيل ولا أي دولة عربية أشاروا إلى مزارع شبعا ولا لقرية الغجر كأرضي لبنانية محتلة. ونفس الموقف اتخذه كل من لبنان وسوريا بمحادثاتهما مع إسرائيل التي عقدت في الولايات المتحدة على فترات متفرقة في عهد الرئيس كلنتون ما بين 1994 و1996 واستغرقت شهوراً حيث لم تُذكر مزارع شبعا ولا قرية الغجر في أي محضر من محاضر المحادثات التي طالب لبنان خلالها بإعادة تطبيق اتفاقية الهدنة بينه وبين إسرائيل، وقال على لسان وزير خارجيته أنه معني فقط بالقرار 425 وليس له أي علاقة بالقرارين242 و338.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: قرية الغجر سورية احتلها إسرائيل سنة 1967 وسكانها من الطائفة العلوية ويحملون الجنسيتين السورية والإسرائيلية

https://www.youtube.com/watch?v=k4NfvXRdF0E

17 تموز/2023

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وثائقي عن إبادتيّ مسيحيي جبل لبنان Documentaire : Les deux gιnocides du Mont Liban

Documentary : The two gιnocides of Mount Lebanon Tur Levnon / History

https://www.facebook.com/watch?v=607647784686216

 

رابط فيديو حلقة اليوم السابع من صوت لبنان وهي تناولت الإعتداء الهمجي من وئام وهاب على الصحافي سيمون ابوفاضل وهرطقات احتلال حزب الله للبنان، شارك فيها طوني بولس وربيع الهبير والياس الزغبي ووليم نون واالياس حنكش

https://www.youtube.com/watch?v=ahB3IzmUsr8

 

رابط فيديو مقابلة من محطة الجديد مع الصحافي وجدي العريضي
https://www.youtube.com/watch?v=kjDW_FvOPUE

 

تذكار القديسة مريم المجدلية السنوي في 22 تموز

موقع قديس اليوم/22 تموز/2023

الذكرى السنوية للقديسة مريم المجدلية

https://eliasbejjaninews.com/archives/120363/120363/

قيل إنها ولدت في مجدلا، وهي قرية صغيرة لصيادي الأسماك على الضفة الغربية من بحيرة جنيسارت، على بعد خمسة كيلومترات من مدينة طبرية. عذبتها سبعة شياطين حررّها منها وشفاها الرب يسوع المسيح. كانت من اتباعه وخدمته في مسيره على الأرض. هي التي وقفت بالصليب في الجلجثة مع والدة الإله. وبعد موت الرب يسوع زارت قبره ثلاثاً. ثم عندما قام من الأموات عاينته مرتين، مرة لوحدها وأخرى مع بقية حاملات الطيب. قيل في التراث إنها سافرت إلى رومية وعرضت شكواها على الأمبراطور طيباريوس قيصر في شأن الظلم الذي ألحقه بيلاطس البنطي بيسوع. وقد ورد أن طيباريوس عزل بيلاطس، الذي ربما قضى قتلاً. كذلك ورد أن مريم المجدلية بشرت بالكلمة في بلاد الغال (فرنسا) ثم أنتقلت إلى مصر وفينيقيا وسوريا وبمفليا وأماكن أخرى. وبعدما أمضت بعض الوقت في أورشليم انتقلت إلى أفسس حيث أنهت سعيها بنعمة الله. قيل ووريت الثرى عند مدخل المغارة التي قضى فيها فتية أفسس السبعة المعيّد لهم في 4 آب. هناك فاضت عجائب جمّة إلى أن جرى، في العام 899م، نقل رفاتها إلى القسطنطينية بهمّة الأمبراطور لاون السادس الحكيم.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 22 تموز 2023

وطنية/22 تموز/2023

اللواء

تنفذ خطة أمنية، بعيداً عن الضوضاء، في العاصمة والضواحي، لضمان الاستقرار، ومنع التعديات والتجاوزات، بعد أحداث معروفة في الأسبوع الماضي.

لم يتمكن عدد من النواب الذين شاركوا في جلسة الادارة  والعدل من التعرُّف على نائب الحاكم الرابع لمصرف لبنان!

بادرت سفيرة دولة طالت الإحتجاجات بلادها إلى مغادرة العاصمة فوراً، من دون الطلب إليها ذلك رسمياً..

نداء الوطن

علم أنّ إشكالات عدة وقعت داخل مؤسسة لبنانية تعمل في الخارج ولم تستطع الجهة السياسية التي تحتوي هذه المؤسسة، حلّ الخلافات على الرغم من تدخّلها القوي.

وجّه رئيس كتلة نيابية رسائل تطمين إلى خصوم تقاطع معهم حديثاً، تفيد بأنّه لا يحيد عن الثوابت التي حدّدها رئاسياً مهما كانت المغريات.

عُلِم أن مؤسسة كهرباء لبنان تشهد أوضاعاً إدارية متفلتة بسبب الخلافات بين المديرين ورؤساء المصالح والدوائر، وباتت التعليمات بشأن التوزيع والمعاملات ترد للمستخدمين من مرجعياتهم السياسية.

الجمهورية

 تشهد المفاوضات بين فريقين سياسيين أجواء مبشرة بإعادة تطبيع العالقات بينهما والتفاهم على قضايا خلافية كحساسة.

ينتظر مسؤول عام موعداً مع أحد القادة من غير السياسيين من دون أي أمل بتحديده لتخلفه عن تعهد سابق.

 تلقى مسؤول كبير رسالة شفوية من رئيس دولة أوروبية معنية بالشأن اللبناني يعبر فيها عن تشاؤم كبير حيال الملف اللبناني وقلق جدي على استقرار لبنان.

الأنباء

تُسجَّل زيارات لافتة مؤخراً لوجوه محسوبة على فريق سياسي معيّن الى مقرّ حزبي خصم تحت عناوين مختلفة.

يبدو أن التسويق المقصود على خط بعبدا قد انطلق وبعض الاطلالات خير دليل على ذلك.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 22 تموز 2023

وطنية/22 تموز/2023

مقدمة "تلفزيون لبنان"

بمرور اسبوع على اجتماع اللجنة الخماسية في شأن لبنان في الدوحة حيث مثل فرنسا في الاجتماع الموفد الرئاسي جان إيف لودريان يعود لودران الى لبنان بحسب أوساط سياسية مطلعة يوم الثلاثاء المقبل  في زيارة ثانية حاملا الانطباعات الفرنسية ولاسيما الرئاسية من اجتماع الدوحة ولقاءاته هناك ثم اجتماعه في جدة مع الوزير فيصل بن فرحان وبعدها اتصالاته مع مسؤولين مصريين في شأن المسألة المعقدة المتمثلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية على رغم مرور تسعة أشهر على خلو كرسي قصر بعبدا ومع فشل اثنتي عشرة جلسة برلمانية في تحقيق الانتخاب.

الأوساط السياسية تحدثت عما يعرف بوجود نية للانتقال إلى مرحلة جديدة في التعامل مع الملف اللبناني، وكشفت أيضا أن "القطريين سبقوا لودريان إلى بيروت، وبدأوا حراكا موازيا، لكن مع هامش أكبر من الحراك الفرنسي"، مشيرة إلى أن "مسؤولين قطريين التقوا ببعض القوى السياسية بينها: نواب الاعتدال ومسؤولون من الثنائي حزبالله- أمل". ولقد أكد أكثر من مصدر بحسب الأخبار  أن "القطريين نقلوا تقديراتهم بتراجع المبادرة الفرنسية بعد الاجتماع الخماسي، وأن موضوع الحوار وهو فكرة فرنسية قد يحصل هذا الحوار برعاية فرنسية لكن من دون غطاء خارجي له". وكان لافتا أن "القطريين لم ينقلوا جوا واحدا، فهم تناولوا إسم قائد الجيش العماد جوزاف عون مع بعض من الذين التقوهم واستطلعوا الإمكانات... لكن القطريين عمدوا مع قوى أخرى إلى نفي وجود مرشح للجنة الخماسية مؤكدين أنهم لن يكرروا ما حصل مع باريس بطرح أسماء وتراجعها".

ومن هنا استنتجت الأوساط تقدما للحراك القطري وإنما أيضا مع التسليم بوجود أجواء إقليمية ودولية غير متوائمة حتى الآن في إشارة الى الموقف الاميركي المتشدد ضمنا أقله منذ الاتفاق السعودي-الايراني التي رعته الصين في العاشر من آذار الماضي.

في الغضون تناولت الاوساط السياسية المطلعة الأوضاع اللبنانية في شكل عام من باب الإرتياب والتوجس حيال الشؤون المعيشية- الاقتصادية- النقدية- المالية في ظل التوازي بين عدم انتخاب رئيس والاستحقاق الداهم المتمثل بانتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان بعد أسبوع من الآن وما يمكن أن تكون عليه الأوضاع من جهة ومن جهة ثانية القرارات خصوصا أن النواب الأربعة لحاكم مصرف لبنان يتجهون إلى الاستقالة الجماعية الثلاثاء المقبل (في حال لم يطرأ أي تطور)، في وقت رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يزال يعارض تسلم النائب الأول وسيم منصوري دفة الحاكمية خوفا من انفجار الوضع وتحميل المسؤولية لمكون الثنائي الشيعي".

في مقابل هذه المشهدية الملبدة يبقى الانقشاع والتوهج والإشعاع ظاهرا في الحركة السياحية والكارنافالية في هذا الصيف الواعد في لبنان. واليوم سنعرض لإحدى زوايا الصورة وتحديدا من جونية المتألقة تحت جبل حاريصا ودوالي النجوم وحيث أشار وزير السياحة الى الدينامية السياحية في مجمل المناطق وإلى ما يقارب المليونين من وافدين وسياح.. إنما مواسم السياحة في العالم ككل  لا تمر من دون نغصات... في تركيا قضا زوجان سائحان لبنانيان بحريق في فندق الباشا في انطاليا تركيا حيث أتت النيران على الفندق بكامله.

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

هناك معضلة في البلد، يقولون لنا: "أوعا السمعة ... دخيلكم السمعة" ... ترتكب المعاصي ولكن لا تتحدثوا عنها لأنها تخدش السمعة ! جد يغتصب حفيدته حتى الموت ، والأم تتستر، خوفا على السمعة ! حضانة يعنف  فيها الأطفال ، فتجري محاولات للفلفة، والسبب " السمعة "... عصابات تمتاهن  بيع الاطفال والإتجار بالقصر، ليس محليا فقط بل  تنشط في تهريب البشر جوا الى اوروبا... أخوان يغتصبان شقيقتهما بمعرفة الوالدة التي تتستر لأن الشقيقين يعيلانها...

أحياء تنتشر فيها عصابات تختلف على ألعاب الميسر ، فيتطور الخلاف إلى معارك بالأسلحة الحربية ، وما يعني ذلك من ترويع للأهالي ، ويجري التكتم ، قدر المستطاع، على "الخبرية" لأن هناك " السمعة " ...   ترتفع احتجاجات المغتربين والمقيمين والسياح من هستيريا الأسعار في فنادق ومنتجعات ومطاعم وسوبرماركت،  ولسان حال كثيرين من المغتربين : " ما بقا نعيدا ونجي على لبنان"، فلا تتخذ إجراءات لئلا تخدش السمعة ، يوجه الوزراء المعنيون النداء تلو النداء لتكون الأسعار واقعية ، لكن " لا حياة لمن تنادي".

فعلا، نحن أمام معضلة، ماذا تقترح أيها المواطن؟ أن نقول لك إن الدنيا بألف خير أو نضيء على هذه الجرائم؟ أن نجلد الذات ونقول: ما في دولة؟ أو نقول: هذه الدولة أنت أوصلتها؟ أن نبقى عند ثقافة "حايدي عن ضهري بسيطة"؟ أو نعتبر أنفسنا أننا كلنا معنيون؟ إن الطفلة التي اغتصبها جدها ، يجب ان نتحرك جميعا كأنها طفلة أي منا ؟ إن الجمعية التي تتاجر بالأطفال يجب ان يعتبر الأطفال كأنهم من عائلاتنا. إن هستيريا الأسعار يجب ان تحفزنا على التحرك وعدم الإستكانة إلى حين تصحيح الوضع.

يجب أن يبدأ التصحيح من مكان ما، لا تقولوا من الدولة، لأن ليس هناك دولة، ومطلوب من كل منا أن يبدأ بالتفكير وبالعمل لأيجاد دولة تضع العقوبات أولوية في حق من سبق ذكرهم، وتكون العقوبات موجعة، لأن من دون عقوبات سيبقى الفلتان قائما، وسيبقى المجرمون، على كل المستويات، يتفرجون على ما ترتكبه أيديهم من جرائم، ولا من يحاسبهم. تريدون "رؤية 2030" للبنان؟ أذيلوا هذا الجدار من الفاسدين فتنقشع "الرؤية". طبقوا القانون ب"سمعة" ومن دون "سمعة"... مجرم من لا يبلغ عن جريمة اغتصاب أو جريمة تعنيف أو جريمة مأكولات فاسدة أو جريمة فواتير " ملغومة " في مطعم أو فندق أو منتجع ... الشفافية تبدأ من هنا ، ولا تحتاج إلى علم ومحاضرات وشهادات بل إلى ضمير ، والحوكمة تبدأ من هنا، أما ، إذا أراد الشعب أن يبقى صامتا ، مع كل ما يجري ن فلا يسعنا سوى القول : إذا كانت هذه هي الرؤية ،  فلا تفتش لا عن " رؤية 2030 " ولا عن " رؤية 2040 " بل إبق حيث أنت في " جورة الفساد ". غياب الرؤية ينطبق ايضا على ما سيحدث بعد الحادي والثلاثين من تموز ، موعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان : نواب الحاكم يحددون شروطا وإلا لا تحمل للمسؤولية ، فماذا سيكون عليه الموقف بعد اجتماع النائب الأول مع رئيس الحكومة بعد غد الاثنين؟

في الشأن السياسي ايضا ، موقف لافت لشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى ، تطرق فيه ضمنا إلى مسألة رئيس الأركان في الجيش اللبناني، فتحدث عن خطر المماطلة في التجاذب وتفريغ المؤسسات، سائلا عن الميثاقية في شغور بعض المواقع الأساسية من أصحابها الأصيلين، "في استباحة موصوفة لا تليق بالعدالة ولا تطمئن المواطنين ولا تعزز ثقة الناس بدولتهم." يأتي موقف شيخ العقل بعد ايام من زيارة النائب وائل أبو فاعور لوزير الدفاع ثم لقائد الجيش ، ويبدو أن بو فاعور مكلف من المختارة لمناقشة هذا الملف مع القيادة العسكرية.

البداية من غموض ما بعد انتهاء ولاية الحاكم، إذا انتهت.

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

بعد السويد  تجرأت مجموعة دانماركية يمينية متطرفة مناهضة للإسلام على حرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة العراقية بالعاصمة كوبنهاغن وسط اجراءات امنية مشددة. تجرؤ الناشطين الشيطانيين هذا على المصحف الشريف ووجه برد من أبناء العراق الذين توجهوا الى المنطقة الخضراء في محاولة للوصول الى السفارة الدانماركية.

وفي وقت تصاعدت فيه ردود الفعل الرسمية والشعبية المنددة بتدنيس المصحف الشريف في الدانمارك و السويد ولاسيما من وزارتي الخارجية العراقية والايرانية وتحميل الحكومتين الدانماركية والسويدية مسؤولية منع وقف الاعمال المهينة للمقدسات ولاسيما الاساءة للقران الكريم ومحاسبة الفاعلين. كانت معظم الباحات العاشورائية في لبنان تقف صفا واحدا ونداء واحدا استنكارا للاساءة للكتاب الكريم  ومنعا لتكرار الاساءة للمقدسات وعلى راسها المصحف الشريف.

سياسيا تتوجه الانظار الاسبوع المقبل إلى عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان من جديد الى بيروت لنقل نتائج اجتماع اللقاء الخماسي في باريس الى المسؤولين اللبنانيين  علما أن لودريان أجرى سلسلة مشاورات خلال جولته على قطر والسعودية. وقبيل انتقاله الى بيروت أطلع لودريان الرئيس ايمانويل ماكرون ووزيرة الخارجية كاترين كولونا على حصيلة مشاوراته  وآلية العمل المفترض اتباعها لمحاولة حل أزمة لبنان.

قضائيا اصدر القاضي المنفرد الجزائي في بعبدا  الناظر في قضايا جنح الاحداث المعرضين للخطر  قرارا قضى باقفال جمعية قرية المحبة والسلام بشكل فوري وحالي وختمها بالشمع الاحمر  نتيجة المخالفات الفاضحة بحق القصار الموجودين داخل الجمعية.

والى تركيا وكأن الويلات والمصائب تلاحق اللبنانيين حتى في اوقات فرحهم واستجمامهم  بحيث ادى اندلاع حريق في احد فنادق انطاليا التركية الى وفاة لبنانيين من بلدة قرطبا.

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

في لبنان موجة الحر مستمرة، لكنها لا تزال مضبوطة حتى الآن، أي أنها لم تؤد إلى حرائق متنقلة في المناطق المختلفة. أما في تركيا فقد أدى حريق اندلع في أحد الفنادق في منطقة أنطاليا إلى وفاة لبنانيين(2). كأن قدر اللبنانيين أن يكونوا ضحية الحرائق أينما حلوا، حتى لو كانوا في رحلة سياحية! ارتفاع درجات الحرارة في لبنان واكبه ارتفاع في درجة الإتصالات التي تجرى في الكواليس لتحديد مصير حاكمية مصرف لبنان بعد نهاية شهر تموز، تاريخ انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وقبل ثمانية أيام من الساعة الصفر تبدو الصورة ملتبسة. فنائب الحاكم الأول وسيم منصوري لا يبدو متحمسا لتحمل المسؤولية، إما لأن فريقه السياسي لا يريده أن يتحملها، وإما لأنه يدرك حجم كرة النار التي ستلقى بين يديه! لذلك كبر الحجر مع رفاقه، نواب الحاكم الآخرين، ربما ليتجنب معهم تجرع الكأس المرة. ومع تضاؤل فرص تسلم منصوري حاكمية المصرف المركزي، فإن احتمالات التمديد لرياض سلامة تزداد يوما بعد يوم، علما بأن دون التمديد المذكور محاذير عدة. فهل تقدم الحكومة الميقاتية على الخيار الصعب وتعتبره أهون الشرين ؟ وماذا سيكون موقف التيار الوطني الحر في هذه الحال؟ هل سيرضى بالأمر الواقع، أم يفتح "مشكلا" داخل مجلس الوزراء يؤدي إلى تطيير فكرة التمديد من أساسها؟

واستحقاق الحاكمية ليس الوحيد الذي سيشغل اللبنانيين في الاسبوع الطالع. فهم سينشغلون ايضا باستطلاع ما سيحمله جان ايف لودريان في زيارته المقبلة الى لبنان. علما بان زيارة لودريان الى بيروت لن تبدأ الاثنين، كما كان تردد، بل الثلثاء. وحتى الان لم تحدد مواعيد للقاءاته لا مع المسؤولين اللبنانيين ولا مع قيادات الصف الاول. ووفق المعطيات فان الموفد الرئاسي الفرنسي لن يطرح حلولا او اسماء ، بل سيسعى من جديد الى تعزيز فكرة اهمية الحوار بين اللبنانيين . وبما ان انعقاد طاولة الحوار امر غير متاح، فان لودريان سيتولى اجراء حوار غير مباشر بين الافرقاء السياسيين ، وذلك للتوصل الى اسم ثالث يتم التوافق عليه. وهو في هذا الامر يتلقى دعما غير خفي من الجانب القطري، الذي اعاد في الايام الفائتة تفعيل محركات اتصالاته على الخط اللبناني. فهل يتجاوب الثنائي مع طرح لودريان، ام سيظل مصرا على خيار سليمان فرنجية؟ في الحالين امل وحزب الله سيكونان محشورين، لأن البديل عن الخيار الثالث سيكون طلب لودريان والقوى الفاعلة فتح ابواب مجلس النواب بصورة دائمة ،لا موسمية ،لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهو امر يضع بري وفريقه في موقف حرج. فاما ان يدعو الى جلسات متتالية لمجلس النواب، واما ان تتحول العقوبات التي لوح بها البرلمان الاوروبي ومجموعة الدول الخمس الى حقيقة. فاي السيناريوين هو الاقرب الى التنفيذ؟ زيارة لودريان ستفصل السيناريو الابيض من السيناريو الاسود. فلننتظر.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني 2024، موعد جديد بدأ منجمو السياسة اللبنانية بضربه، بعدما تساقطت على التوالي كل المواعيد الوهمية التي حددوها سابقا، ربطا بالخرق الرئاسي المطلوب. فعشية عودة جان ايف لودريان خالي الوفاض بعد اللقاء الخماسي في الدوحة، لا احد يصدق ان المبادرة الفرنسية حية، تماما كما لا يصدق اللبنانيون ان الازمة النقدية قد تنفجر خلال ايام، الا اذا مددت المنظومة لمنقذها رياض سلامة، ولو بشكل غير مباشر.

فمن يتابع مشاهد الاحتفالات الصيفية المتنقلة بين المناطق، والاقبال الشعبي الكبير على المشاركة فيها، لا يمكن الا ان يتوقع تفاهما معينا، ولو في اللحظة الاخيرة، حول مسألة الحاكم ونوابه، لضمان الاستقرار النسبي السلبي الحالي، ومنع اي تدهور متسارع.

والتخويف من هذا الموضوع بالذات، هو سلاح المنظومة في معركة التمديد لسلامة، فيما سلاح الانقاذ الصحيح على المدى الابعد، يبدأ بوقف الهرب الى الامام، في انتظار انقاذ مرحلي اقليمي ودولي لن يأتي، ولن يأتي به تحديدا خلال ايام، الموفد الرئاسي الفرنسي.

مقدمة تلفزيون "المنار"

إصرار وتصميم على انتهاك مقدسات المسلمين .. فبعد السويد وقبلها – الدانمارك وغيرها، وتستر بعناوين كاذبة تنفضح عند اول ممارسة حقيقية للتعبير عن الرأي ضد الصهيونية او المعتقدات المنحرفة ــ الاخلاقية منها والاجتماعية..

بعد السويد حرق للقرآن الكريم في الدانمارك بنيران حرية التعبير، في خطوة متمادية بالاستهزاء من معتقدات المسلمين وحتى ردود فعلهم.

وكحجم مرارة الحادثة وخطورتها التآمرية، كان موقف الامام السيد علي الخامنئي بنبرة تحذيرية: إنزال أشد العقوبات بمرتكب هذه الجريمة– وهو ما يجمع عليه علماء المسلمين، وإعلام الحكومة السويدية أن مساندتها للمجرم اصطفاف حربي ضد العالم الإسلامي.

وفي العالم الاسلامي تتواصل التظاهرات واستدعاء السفراء والبيانات المستنكرة، على ان البين من تمادي الاساءة أن المطلوب بات خطوات اضافية ليس اقلها قطع العلاقات مع تلك الدول.. فيما المتداول عن دعوة العراق لدول مجلس التعاون الاسلامي الى عقد اجتماع عاجل للبحث بموقف موحد..

في المواقف المحلية، لا جديد على طول مساحة الازمات، على ان المسار الرئاسي ينتظر زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مطلع الاسبوع المقبل. اما طالع اسواق المال فمحكوم بما تخبؤه نهاية الاسبوع مع انتهاء ولاية حاكم المصرف المركزي وموقف نواب الحاكم من استلام المهمة..

اما المهمة الجديدة المفروضة على اللبنانيين مسؤولين ومواطنين – والتي تفوق كل المهمات – فهي الحفاظ على ما تبقى من انسانية في ظل استباحة كل القيم والشرائع وتدنيس الطفولة ، والجديد جمعية تدعي اسم “المحبة والسلام” في منطقة المتن، تبيع الاطفال وتتاجر بالقاصرين ماديا وبأعمال لا اخلاقية، وقد تم إقفالها من قبل القضاء..

مقدمة تلفزيون "الجديد"

هي دولة الغاب وبلا شريعة. تخطت الأحداث فيها حدود العقل والمحرمات والتعاليم الانسانية. ففي جمهورية ابوابها مخلعة سياسيا وماليا غزا الانهيار الأخلاقي لبنان مسجلا اكثر من جريمة منظمة بحق الطفولة والقصار، وبعد الطفلة لين طالب وعائلتها المريبة وما تلاها من جرائم بعضها ضمن البيت الواحد، انكشفت فظائع مكتملة العناصر  في جمعية تطلق على نفسها اسم "قرية المحبة والسلام" ليتبين أن الجمعية التي إئتمنها القضاء على القصر والأحداث تهتك أعراضا لم تبلغ سن الرشد تماما كحال الذين يديرون دفة الحكم وحولوا الناس إلى مفعول بهم. هي جمعية ادعت المحبة والسلام  على طريقتها فقصفت أعمار الأطفال بالتحرش الجنسي وباسم المحبة تاجرت بهم وعلى نية السلام باعتهم بمزادات غير علنية وتقاضت الأموال عن حياتهم وأرواحهم الى ان عثر في الجسم القضائي على قاضية تحمل المزايا الانسانية الجريئة وهي القاضية جويل ابو حيدر التي لم تنتظر روتين العدل لتسطر قراراتها.

وفي سوق الرق هذا كانت الجمعية وضحاياها من الأطفال صورة مصغرة عن مسؤولين افتعلوا بالبلد وناسه  قادوه إلى الانهيار وسلموا مؤسساته إلى فخامة الفراغ . بقرار قضائي جرى ختم القرية بالشمع الأحمر فماذا عن المزرعة والضمير الغائب لدى المسؤولين؟ خمس دول اجتمعت على هم لبنان ولم تستطع أن تفكك شفيرته والغازه لكنها استخلصت العبرة من الحمض النووي السياسي ومن دعوات لحوار لا طائل منهوبمفعول رجعي  قرأت الخماسية بين السطور اللبنانية ورأت أن لا جدوى من حوار الداخل والخارج ودعت النواب للتشاور والتوافق لانتخاب رئيس للجمهورية وفقا للدستور سفير الصين في لبنان انتقد انعدام روح الوحدة عند الزعماء وعدم تلاقيهم على إنقاذ مواطنيهم سفراء فرنسا والاتحاد الأوروبي قالوا بأن المافيا تحكم لبنان وشعبه أما السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا فاختصرت الواقع بكلمة: الخلاف على رئاسة الجمهورية سببه الفساد.

وفي محصلة المواقف "الفرش" ما أعلنه السفير المصري في بيروت ياسر علوي ففي ذكرى ثورة الثالث والعشرين من يوليو أكد علوي أن الالتزام بدعم لبنان ومساعدته على الخروج من عثرته الراهنة هو واجب بل فرض عين على كل شقيق وصديق وأن قيامة هذا البلد هي حاجة عربية ودولية بقدر ما هي ضرورة لبنانية وقال السفير المصري للجديد نحن لسنا طارئين ولا عابرين والتزامنا حاسم على ثابتين أساسيين هما الحفاظ على النظام الدستوري كما يجسده اتفاق الطائف ودعم استكمال تكوين السلطة السياسية في لبنان وإنهاء حالة الشغور المتنامية وعلى اللبنانيين مساعدة أنفسهم كي نساعدهم.

عدم الرضى الخارجي سيرتد سلبا على الداخل اللبناني وهو ما يعيه المسؤولون جيدا وعلى قاعدة الابتزاز والنكد السياسي يدفعون بالأمور نحو استنساخ مؤتمر دولي من جينات الطائف وسان كلو والدوحة وسواها. وبانتظار انقشاع الرؤية عن موعد عودة الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان إلى لبنان فإن طالع الأسبوع سيفتتح على جلسة لحكومة تصريف الأعمال لدراسة مشروع قانون موازنة العام الجاري في ظل ما يحكى عن اضطراب في السوق المالية. والفوضى القادمة على جنح الدولار قد تستدعي اجتماعات طارئة للحكومة مع كلام يتضمن مسعى سياسيا لتمديد ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، غير ان المقترح ظل يتميا ولم يجد له ملجأ سياسيا للتبني مع الاشارة الى ان الغالبية تريده، لكنها تخاف نار الشارع. واتضح للطبقة التي اعتاشت ثلاثين عاما من خيرات وقرارات سلامة ان لا شخصية مالية من داخل المركزي تستطيع تعبئة هذا الفراغ وضمنا نوابه الاربعة.

 

 تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

أين تكمن العقدة الرئاسية؟

الجمهورية/22 تموز/2023

تؤكّد مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية»، انّ مكمن العقدة الرئاسية هو نفسه منذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، الأولى في الداخل يعبّر عنها الانقسام الحاد بين المكونات السياسية، الذي يستحيل معه التوافق على رئيس للجمهورية، والثانية في الخارج، وتتبدّى في مقاربات مختلفة، وخصوصاً بين دول «الخماسية»، حيث تتوزّع هذه المقاربات كما يلي:

اولاً، الولايات المتحدة الاميركية، قلباً وقالباً مع وصول قائد الجيش العماد جوزف عون إلى رئاسة الجمهورية، ويدعون إلى إتمام ذلك بصورة عاجلة، إلّا انّهم لا يقومون بأي خطوات عملية او دافعة في هذا الاتجاه. ثانياً، القطريّون يشدّون بصورة علنيّة في اتجاه قائد الجيش، ويتناغمون في ذلك مع الأميركيين والمصريين، ويعتبرون انّ اي مسعى للحل، ينبغي ان يصبّ في هذا الهدف.

ثالثاً، المصريّون، منحازون من الأساس الى قائد الجيش، ولديهم مقولة تفيد بأنّ في الحلبة الرئاسية مرشحين جدّيين هما سليمان فرنجية والعماد جوزف عون. ومهمّة السياسيين في لبنان ان يتوافقوا على اي منهما، او بمعنى أدق على الشخصية التي تتمتع بالمستوى الأدنى من المعارضة المسيحية عليها، فإن تمكنوا من التوافق على فرنجية فليكن، وإن لم يتمكنوا من ذلك فقائد الجيش هو الخيار الموجود. وينطلق المصريون في هذا الطرح ما يعتبرونها صعوبة التوافق الداخلي على فرنجية.

رابعاً، السعوديون منخرطون في العنوان العريض للحراك الدولي الذي يؤكّد على إتمام الاستحقاقات الدستورية في لبنان بصورة عاجلة، انما في ما خصّ الترشيحات، فهو منكفئ الى الخطوظ الخلفية، بحيث انّه لا يتبنّى ترشيح أحد، ويبدو انّ هذا هو الخيار النهائي للمملكة العربية السعودية، بانّها ملتزمة بما اعلنته بأن لا فيتو على اي من الاسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية، كما انّها لا تفاضل اسماً على آخر، ومن هنا فإنّ المملكة تماشي الاستعجال في اجراء الانتخابات الرئاسية، واما في مجال الأسماء فهي تكتفي بالاستماع للجميع، من دون ان تكون لها شراكة في اي منهم.

خامساً، الفرنسيون، مع خماسية او من دون خماسية، فهم ماضون في مساعيهم حتى بلوغ نقطة انفراج في الملف اللبناني، ولا يبدو انّهم في وارد الانكفاء عن الملف اللبناني، الذي كثفوا فيه حضورهم منذ ما بعد انفجار مرفأ بيروت، ثم انّهم ما كانوا ليطرحوا «معادلة رئيس جمهورية مقابل رئيس حكومة»، كعنوان للدعم الفرنسي لوصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية، لو لم يحصلوا على موافقة مسبقة عليها من اللجنة الخماسية. الاّ انّ نقطة الضعف في هذه المعادلة تكمن في انّ باريس لم تتمكن من تسويقها في الداخل اللبناني. وهو الامر الذي شكّل ذريعة لبعض دول الخماسية بالتراجع عن موافقتها على تلك المعادلة. ولكن الفرنسيين، حتى الآن، والكلام للمصادر الواسعة الاطلاع، لم يطووا تلك المعادلة، كما لم يخرجوا من دعمهم لفرنجية، بل هم لا يزالون يعتبرون انّ هذه المعادلة هي الخيار الافضل لحلّ الأزمة الرئاسية في لبنان».

 

بيان اللقاء الخماسي يقلب أولويات المبادرة الفرنسية

جريدة اللواء/22 تموز/2023

اعتبرت مصادر سياسية في حديث لـ”اللواء”، أن بيان اللقاء الخماسي، قلب الأولويات التي حملها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لو دريان في مهمته الأولى الى لبنان لحل الازمة، واسقطت المبادرة الفرنسية السابقة المتضمنة ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة والقاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة المقبلة، ووضع خريطة طريق واضحة، تبدأ بدعوة السياسيين للإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية استنادا للدستور، وتأليف حكومة وإجراء الإصلاحات المطلوبة، والتي تسهل حصول لبنان على المساعدات والقروض الخارجية من صندوق النقد الدولي والدول الأخرى، مع التأكيد على الالتزام بتطبيق اتفاق الطائف، والتلويح باتخاذ إجراءات لم يكشف النقاب عن فحواها، ضد كل من يعرقل انتخاب رئيس الجمهورية، وهو ما فسره البعض بفرض عقوبات وما شابه، في حين امتنع المشاركون بكشف ماهية الإجراءات التي ذكرها البيان.

 

الملف الرئاسي “مكانك راوح”

الجمهورية/22 تموز/2023

أزمة الرئاسة في لبنان ما زالت في المربّع الأول الذي دخلت فيه مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون قبل نحو 9 أشهر، وليس ما يؤشّر حتى الآن، إلى خروجها منه في المدى المنظور. وإذا كان الحلّ الرئاسي مفقوداً في الداخل، فإنّه منعدم كلّياً من الخارج، والحراكات العربيّة والدوليّة التي تحصل بين الحين والآخر، تارة في فرنسا، وتارة في الدوحة، وكذلك الزيارات الاستطلاعية الى بيروت، فإنّ القاسم المشترك بينها هو انّها جميعها بلا بركة، ولم تتمكّن من دفع الأزمة الرئاسيّة ولو خطوة واحدة خارج مربّع التعطيل. الخماسية؛ الاميركيّة – السعوديّة – الفرنسيّة – القطريّة – الفرنسيّة، وفي سياق ما قالت انّه تعبير عن تعاطيها الجدّي مع الملف الرئاسي اللبناني، اجتمعت في الدوحة الاثنين الماضي، وخرجت ببيان فضفاض تقاطعت القراءات لمضمونه على انّه لم يرق إلى مستوى الآمال التي عُلّقت على اجتماع «الخماسيّة» قبل انعقاده، وقاربته كمحطة تذخيريّة لمهمّة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت بما يجعلها تأسيسية لانفراج رئاسي.

بيان مستعمل

في الشكل، بدا البيان عالي النبرة، انما في مضمونه جاء مستنسخاً بكل تفاصيله عن بيانات سابقة، ولعلّ عودة لعشرة أشهر الى الوراء، تؤكّد انّ بيان «خماسية الدوحة»، هو «بيان مستعمل»، حيث انّ مضمونه بحرفيته ورد في بيان وزراء خارجية الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والسعودية الذي اصدروه بعد اجتماعهم في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول من العام الماضي. وكذلك في سلسلة المواقف الغربية وبيانات الاتحاد الاوروبي تحديداً التي اعتمدت منطق الترغيب بمساعدات والترهيب بعقوبات على معطلّي انتخاب رئيس الجمهورية.

هذا البيان المكرّر، الذي يبدو انّه أقصى ما يمكن أن يُقدّم للبنان في هذه المرحلة، أكّد بما لا يقبل ادنى شك، انّ المقاربة الدولية للملف الرئاسي لم تتبدّل عمّا كانت عليه قبل عشرة اشهر، ولم تتسم بعد بالجدّية الحقيقية والفعلية، التي من شأنها ان تؤسس لنقلة نوعية في الملف الرئاسي في الاتجاه الذي يُسرّع في انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان. وضمن هذا السياق، جاء اجتماع «خماسية الدوحة»، ليؤكّد أنّ هذه «الخماسية» برغم «الهالة» التي احاطت نفسها بها، لا تملك مشروعاً لحلّ لبناني، او حتى عناوين عريضة لمسودة خطة عملية لبلورة انفراج على الخط الرئاسي. وبالتالي بدل ان تتقدّم بهذا الملف إلى الأمام، أعادته خطوات الى الوراء.

هل سيعود لودريان؟

تبعاً لذلك، فإنّ أقصى ما نتج من «خماسية الدوحة» هو استهلاك للوقت لا أكثر، والمراوحة في مربّع حراكها من بعيد، وإلقاء كرة الحسم الرئاسي في الملعب اللبناني، ما يؤكّد بما لا يرقى اليه الشك انّ اجتماعها كان فاشلاً بكلّ المعايير، وهذا الفشل يلقي على سطح المشهد اللبناني السؤال التالي: تحت ايّ عنوان ستندرج مهمّة لودريان، إن حضر الى بيروت في الموعد المحدّد في الرابع والعشرين من الشهر الجاري؟ وهل انّ الموفد الرئاسي الفرنسي سيحضر الى بيروت في زيارة جديدة، ام انّه سيعدّل برنامجه ويؤجّل هذه الزيارة او يلغيها؟

مصادر متابعة لمهمّة لودريان تقول لـ«الجمهورية»، إن «لا شيء مؤكّداً حتى الآن، فالموفد الفرنسي يفترض ان يعود الى بيروت في 24 تموز الجاري، (اي بعد يومين)، ولا نستطيع ان نؤكّد انّ هذا الموعد ثابت، ذلك انّ لودريان عدّل برنامجه بعد مشاركته في اجتماع الخماسية، الذي لم يكن أعضاؤها على قرار وموقف واحد من الملف الرئاسي، وقررّ ان يقوم بجولة اتصالات مباشرة مع كلّ طرف من اطراف الخماسية على حدة، لعلّه يتمكن من بناء ما سمّاه تصوّراً لحل ما، يأتي به الى لبنان، وخصوصاً انّ الحوار اللبناني حول رئاسة الجمهورية، الذي قال انّه سيطلقه في زيارته الثانية، بات فكرة ضعيفة جداً، لعدم جدواه بين أطراف حسمت مواقفها سلفاً برفض الحوار وعدم التوافق».

أيّ حوار منتظر؟

وفي الموضوع نفسه، قالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»: «قبل السؤال عن اطلاق الحوار، ينبغي السؤال عمّن يريد الحوار الآن، بالتأكيد أن لا احد يريده، لا ثنائياً ولا جامعاً، اوّلاً لعقم السياسة في لبنان، وثانياً لأنّه لن يؤدي إلى أيّ نتيجة، وبالتالي فكرة الحوار ساقطة سلفاً، وتبعاً لذلك من المستبعد ان يكون لودريان قادراً على اطلاق او إنضاح حوار لبناني، ليست العقدة فقط انّ الداخل اللبناني متهرّب من هذا الحوار، بل انّ «الخماسية» نفسها لا يبدو انّها مشجعة لهذا الحوار او متحمّسة له، والدليل واضح للعيان في بيانها الاخير الذي لم يلحظ اي اشارة من قريب او بعيد الى هذا الحوار».

في هذه الحالة يبرز السؤال التالي: على ايّ أساس ستقوم مهمّة لودريان في زيارته الثانية؟ تجيب المصادر السياسية عينها: «الموفد الرئاسي الفرنسي مكلّف بمهمّة ايجاد مخرج للاستحقاق الرئاسي في لبنان، وإن حضر في زيارة ثانية الى بيروت، فجعبته قد تكون خالية من اي طروحات من شأنها ان تؤدي الى اختراقات نوعية في جدار الأزمة، وتبعاً لذلك فإّن هذه الزيارة قد لا تكون اكثر من زيارة إثبات وجود، للتأكيد على انّ فرنسا مستمرة في السعي الى حل في لبنان لا أكثر ولا أقل، وبالتالي حصول هذه الزيارة او عدمه واحد لا يبدّل في الواقع اللبناني شيئاً».

أين تكمن العقدة؟

تؤكّد مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية»، انّ مكمن العقدة الرئاسية هو نفسه منذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، الأولى في الداخل يعبّر عنها الانقسام الحاد بين المكونات السياسية، الذي يستحيل معه التوافق على رئيس للجمهورية، والثانية في الخارج، وتتبدّى في مقاربات مختلفة، وخصوصاً بين دول «الخماسية»، حيث تتوزّع هذه المقاربات كما يلي:

اولاً، الولايات المتحدة الاميركية، قلباً وقالباً مع وصول قائد الجيش العماد جوزف عون إلى رئاسة الجمهورية، ويدعون إلى إتمام ذلك بصورة عاجلة، إلّا انّهم لا يقومون بأي خطوات عملية او دافعة في هذا الاتجاه.

ثانياً، القطريّون يشدّون بصورة علنيّة في اتجاه قائد الجيش، ويتناغمون في ذلك مع الأميركيين والمصريين، ويعتبرون انّ اي مسعى للحل، ينبغي ان يصبّ في هذا الهدف.

ثالثاً، المصريّون، منحازون من الأساس الى قائد الجيش، ولديهم مقولة تفيد بأنّ في الحلبة الرئاسية مرشحين جدّيين هما سليمان فرنجية والعماد جوزف عون. ومهمّة السياسيين في لبنان ان يتوافقوا على اي منهما، او بمعنى أدق على الشخصية التي تتمتع بالمستوى الأدنى من المعارضة المسيحية عليها، فإن تمكنوا من التوافق على فرنجية فليكن، وإن لم يتمكنوا من ذلك فقائد الجيش هو الخيار الموجود. وينطلق المصريون في هذا الطرح ما يعتبرونها صعوبة التوافق الداخلي على فرنجية.

رابعاً، السعوديون منخرطون في العنوان العريض للحراك الدولي الذي يؤكّد على إتمام الاستحقاقات الدستورية في لبنان بصورة عاجلة، انما في ما خصّ الترشيحات، فهو منكفئ الى الخطوظ الخلفية، بحيث انّه لا يتبنّى ترشيح أحد، ويبدو انّ هذا هو الخيار النهائي للمملكة العربية السعودية، بانّها ملتزمة بما اعلنته بأن لا فيتو على اي من الاسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية، كما انّها لا تفاضل اسماً على آخر، ومن هنا فإنّ المملكة تماشي الاستعجال في اجراء الانتخابات الرئاسية، واما في مجال الأسماء فهي تكتفي بالاستماع للجميع، من دون ان تكون لها شراكة في اي منهم.

خامساً، الفرنسيون، مع خماسية او من دون خماسية، فهم ماضون في مساعيهم حتى بلوغ نقطة انفراج في الملف اللبناني، ولا يبدو انّهم في وارد الانكفاء عن الملف اللبناني، الذي كثفوا فيه حضورهم منذ ما بعد انفجار مرفأ بيروت، ثم انّهم ما كانوا ليطرحوا «معادلة رئيس جمهورية مقابل رئيس حكومة»، كعنوان للدعم الفرنسي لوصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية، لو لم يحصلوا على موافقة مسبقة عليها من اللجنة الخماسية. الاّ انّ نقطة الضعف في هذه المعادلة تكمن في انّ باريس لم تتمكن من تسويقها في الداخل اللبناني. وهو الامر الذي شكّل ذريعة لبعض دول الخماسية بالتراجع عن موافقتها على تلك المعادلة. ولكن الفرنسيين، حتى الآن، والكلام للمصادر الواسعة الاطلاع، لم يطووا تلك المعادلة، كما لم يخرجوا من دعمهم لفرنجية، بل هم لا يزالون يعتبرون انّ هذه المعادلة هي الخيار الافضل لحلّ الأزمة الرئاسية في لبنان».

كيف نزيد أصواته؟

وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ زيارة لودريان السابقة التي تلت جلسة الفشل الثاني عشر في انتخاب رئيس للجمهورية، عكست في بعض لقاءاته الوقائع التالية:

اوّلاً، شعوراً بالإحباط الفرنسي من النتيجة التي انتهت اليها الجلسة، حيث انّ حصول فرنجية على 51 صوتاً مقابل 59 صوتاً لجهاد أزعور، هي نسبة قليلة جداً، تصعب على باريس تسويق ما كانت بصدد تسويقه قبل تلك الجلسة، اي موافقة الأطراف اللبنانيين على «معادلة رئيس جمهورية مقابل رئيس الحكومة».

ثانياً، انّ باريس تدعم وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية ولكن كيف سنزيد اصواته؟

ثالثاً، الجواب الذي أُبدي حيال هذا الإحباط، حمل ما مفاده اننا نتفهم هذا الاحباط، ولكن لا نرى موجباً له، انتم تقاربون الانتخابات التي جرت في جلسة مجلس النواب الثانية عشرة، من منطلق الديموقراطية التي تعتمدونها في فرنسا، أي ديموقراطية الأقلية والأكثرية، ولذلك نحن مدركون انّ الارقام تعني لكم في ترجمة هذه الديموقراطية، ولكن الامر مختلف هنا في لبنان، حيث انّ ديموقراطيتنا ليست ديموقراطية أكثرية وأقلية، بل هي ديموقراطية توافقية، وبمعنى أدق ديموقراطية توافق طوائف أقوى من لغة الارقام، وهذا التوافق على أساسه تُحتسب النسب، حيث انّه يمكن ان نصل الى نتيجة 1+1= 2، او 1+1= 11. ولذلك انّ ما صدر من نتائج في جلسات الانتخاب كلها لا معنى له، ولا يُبنى عليه. وهذه النتائج التي حصلت، وهذه الاصوات التي نالها هذا او ذاك من المرشحين، مرشحة لأن تنتقل من ضفة الى ضفة اذا ما استدعت الديموقراطية التوافقية ذلك».

ماذا عن العقوبات؟

وإذا كانت بعض القراءات الداخلية، قد اقتطفت من بيان خماسية الدوحة، الفقرة التي تشير الى «انّ الدول الخمس ناقشت في اجتماعها الاثنين الماضي خيارات محدّدة في ما يتعلق باتخاذ إجراءات ضدّ أولئك الذين يعرقلون إحراز تقدّم»، وبناءً على هذه الفقرة تبرّعت بعض المنابر السياسية والاعلامية في تحديد وتسمية المرشحين للعقوبات. الّا انّ مرجعاً سياسياً أبلغ الى «الجمهورية» قوله: «المنطق الفوقي مرفوض كلّياً اياً كان مصدره، ومنطق العقوبات لا يخدم الحل، بل يصعّبه اكثر، ويدفع الاطراف المعنية الى التصلّب في مواقفها اكثر. وبمعنى اوضح، انّ خيار العقوبات إن لجأوا اليه، معناه انّهم قرّروا ان يخربوا لبنان، وهذا ما نخشى منه، وخصوصاً انّ مسلسل العقوبات قد بدأ مع القرار الاوروبي بتوطين النازحين السوريين في لبنان، وعرقلة عودتهم الى بلادهم».

 

لودريان إلى بيروت بمقاربة جديدة

جريدة الأنباء الإلكترونية/22 تموز/2023

تصلح “المراوحة” لأن تكون عنوان المرحلة. لا جديد رئاسياً، فاجتماع الدوحة لم يحرّك المياه الراكدة بانتظار وصول الموفد الرئاسي الفرنسي حان إيف لودريان، وما إذا كان سيحمل في جعبته أي جديد يكون له مفعول حقيقي على الأرض، خصوصاً وأنه كان مواكباً عن كثب للقاء الدوحة، والتقى وزير الخارجية السعودي. ومن المرتقب وصول لودريان الى بيروت يوم الاثنين المقبل، حيث سيلتقي عدداً من المسؤولين وينقل إليهم أجواء لقاء الدوحة. وحيث أشارت مصادر سياسية عبر “الأنباء” الالكترونية الى أن لودريان وإن كان لن يحمل معه مبادرة جديدة لكنه سيأتي بمقاربة جديدة للأزمة وسبل الخروج منها، موضحا أن المبادرة الفرنسية السابقة لم تعد موجودة وبالتالي البحث انطلق رسمياً باتجاه مخارج جديدة وإن كانت لا تزال بعيدة كما يبدو. المصادر تنظر إلى زيارة لودريان بإيجابية، خصوصاً وأنها قد تحمل مقاربة دولية جديدة للأزمة اللبنانية، علماً أن المقاربة الأخيرة التي تمحوّرت حول المبادرة الفرنسية أثبتت عدم جدواها”. والإيجابية تنطلق من أن المجتمع الدولي، وبشكل خاص اللقاء الخماسي، قد بدّل وجهة نظره، وفق المصادر، التي تتحدّثت عن احتمال التراجع عن مبدأ المقايضة الفرنسي والاصرار على ترشيح سليمان فرنجية. وفي السياق الرئاسي أيضاً، تلفت المصادر الى الدخول القطري الجدي على خط الاستحقاق الرئاسي، ملمّحة الى الدخول في طرح أسماء محددة، الامر الذي سيتضح خلال زيارة الموفد القطري الى لبنان والحراك المستجد من الدوحة التي سيكون لها سفيرها الجديد في بيروت أيضاً.

 

إجماع دولي: هذه الثوابت مطلوبة لبنانيًّا لندعمكم!

لارا يزبك/المركزية/22 تموز/2023

صدر مساء الخميس تقرير أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السنوي حول تطبيق القرار 1701 بناء على ما قدّمته منسّقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان يوانا فرونتسكا للفترة ما بين 21 شباط إلى 20 حزيران 2023. في شقه السياسي، قال غوتيريش “أصبح الوضع السياسي القائم في لبنان غير قابل للاستمرار، ولذا أدعو جميع الجهات صاحبة المصلحة أن تسارع بروح من التوافق والتراضي إلى انتخاب رئيس جديد تحقيقاً لمصلحة الشعب اللبناني ودعماً لاستقرار البلد. فاستمرار الشغور في الجهاز التنفيذي للدولة مع قيام حكومة  لتصريف الاعمال بتسيير شؤون البلد أمر ينال من قدرة لبنان على التصدي للتحديات التي تواجهه”. اما في الواقع السياسي- الميداني، فقال رأس المنظمة الاممية “أهيب بالحكومة اللبنانية مرة أخرى أن تتخذ جميع الإجراءات اللازمة حتى لا تكون هناك أي أسلحة في لبنان غير أسلحة الدولة اللبنانية أو سلطة غير سلطتها بما في ذلك التنفيذ الكامل للأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف وقراري مجلس الأمن 1559 و1680 اللذين يطالبان بنزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان. وأكرر دعوتي إلى تناول عناصر القرار 1701 التي لم تنفذ بعد ومسألة استراتيجية الدفاع الوطني. وفي هذا الصدد، يظل تنفيذ القرارات السابقة المتخذة في إطار الحوار الوطني أمراً يتسم بالأهمية وتحديداً تنفيذ القرارات المتعلقة بنزع سلاح التنظيمات غير اللبنانية”. الخطاب الدولي اذا تجاه لبنان واضحٌ وهو ايضا “موحّد” بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. فقبل هذا التقرير الاممي، صدر بيان عن اجتماع  الخماسي الدولي الذي يتابع الملف اللبناني وحمل ايضا الخطوط العريضة ذاتها لناحية الاسراع في انتخاب رئيس واحترام الدستور وتقيُد لبنان بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن، على ان يطلق الانتخاب مسار النهوض بلبنان مع حكومة كاملة الصلاحيات تتعاون مع صندوق النقد الدولي. الثوابت ذاتها، لحظَها ايضا البيان الصادر عن البرلمان الاوروبي منذ ايام. صحيح ان التركيز اللبناني انصب على البند 13 الذي تطرق الى النزوح السوري، الا ان نقاطه الاخرى كلّها، شددت على استعجال الانتخابات الرئاسية والاصلاحات وايضا على اهمية كشف حقيقة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب ومحاسبة المسؤولين عنه، النقطة التي حضرت ايضا في احاطة فرونتسكا امام مجلس الامن. امام هذا الإجماع، تقول المصادر ان لا بد للنافذين في الداخل، ولا سيما منهم مَن يتمسكون بطروحات ومَن يعتمدون منذ سنوات، ولا يزالون، اداء لا يتلاقى مع كل هذه النقاط او ينسجم معها، أن يعيدوا النظر في حساباتهم، السياسية والرئاسية والعسكرية والاقتصادية والقضائية، رأفة باللبنانيين.  فأي دعم خارجي للبنان، وهو في امسّ الحاجة اليه اليوم ليخرج من محنته، لن يأتي الا اذا التزمت بيروت ومَن سيُنتخب رئيسا للبلاد، بهذه الاجندة، تختم المصادر.

 

 “الثنائي” مستاء من خماسية الدوحة

أنطوان الأسمر/اللواء/22 تموز/2023

لا مؤشرات على أي تطور نوعي في الملف الرئاسي، ربطا بتسليم الداخل بفشله في خطّ أي جديد، كما تسليمه بأن الخارج هو الوحيد القادر على تقديم المخرج الملائم لإنهاء الفراغ والتأسيس للمرحلة المقبلة باعتبارها حُبلى بالاستحقاقات الإصلاحية المعلّقة راهنا بقرار سياسي واضح.

غير أن المأمول خارجيا لا يبدو أن ظروف نضوجه متوفرة، لأسباب كثيرة، من بينها اسقاط لبنان من أولويات عواصم القرار وتلك المؤثرة لبنانيا، من مثل واشنطن والرياض، إلى جانب عدم رغبة كل من إيران والمملكة العربية السعودية في كل ما يُفسد أو يُنغّص عليهما الاتفاق الذي ارتضياه في الصين، والذي لم يأخذ بعد كامل حيّزه في اليمن، وهو المرحلة الاختبارية لمدى قدرة كل منهما على السير في جدولة الاتفاق. لا يُخفى استياء الثنائي الشيعي مما آلت إليه أحوال ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، خارجيا كما محليا. فالمبادرة الفرنسية التي طالما عوّل عليها، والتي قامت على صفقة ثنائية فرنجية – نواف سلام، طوى الموفد الرئاسي جان إيف لودريان صفحتها في زيارته الأخيرة لبيروت، فيما تولى الاجتماع الخماسي الذي استضافته الدوحة إنهاءها رسميا، راسما إطارا مختلفا لما كان قائما قبل جلسة ١٤ حزيران الرئاسية. ويلمس من يلتقي المستوى القيادي لدى الثنائي الشيعي استياء بالغا من الإدارة الفرنسية، ولا سيما من المقاربة التي يتّبعها لودريان. لا بل ثمة نعيا مسبقا للمبادرة الحوارية التي نادى بها قبلا، باعتبارها عقيمة لن تؤدي الغرض منها وستضفي مزيدا من الإرباك. ويظهر أن غضب الثنائي من لودريان يعود إلى أنه أنهى أي فرصة لفرنجية، ولم يقدّم دفاعا صلبا في الاجتماع الخماسي في الدوحة، وترك البيان الختامي يصدر حاملا استهدافا مباشرا للثنائي، بفرعيه حزب الله وحركة أمل. فانتقاد الآلية المتّبعة في مجلس النواب والتي تطيل الفراغ، كما تلويح المجتمعين بعصا غليظة، هي عصا العقوبات على من تثبت عرقلته انتخاب رئيس جديد، نُظر إليه الى أنه استهداف للثنائي وقنص مباشر لرئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما تأكيد البيان على اتفاق الطائف وعلى القرارات الدولية، ومن بينها لا شكّ القرار الأممي 1559 الذي يدعو إلى نزع سلاح الميليشيات، وكان سببا رئيسا في خضّات أمنية واسعة عند صدوره، يُعدّ غمزا مباشرا من قناة حزب الله.

ولا ريب أن هاتين الإشارتين متأتيتين تحديدا من الإصرار السعودي على عدم تجاوز القرارات الدولية في أي حراك أو مبادرة تتعلق بالشأن اللبناني، بعدما ذهبت باريس والثنائي بعيدا في تفسير ما وُصف باللافيتو السعودي على فرنجية. كما لا يُخفى أن التمسّك باتفاق الطائف يعود إلى توجّس الرياض من أي محاولة لتعديله، وتنظر إلى حزب الله باعتباره أكثر المعارضين له وفي مقدّمة من لم يخفِ الرغبة في تغييره أو تعديل بنود فيه، ليعكس كل ذلك التوازن الذي استجدّ منذ العام ١٩٨٩. يومها كانت إيران في أضعف أحوالها بعد الحرب الدامية مع العراق، وكان الحزب لم يتجاوز بعد عامه الخامس.

وكان لودريان قد شرح للمجتمعين في الدوحة حصيلة زيارته الى بيروت والتباعد الذي تلمّسه بين الأفرقاء المعنيين وإصرار الحزب على ترشيح فرنجية، ملمّحا الى رعاية أجنبية لحوار لبناني في الخارج، الأمر الذي رفضه عدد من ممثلي الدول، باعتباره مضيعة للوقت، ولا تتوافر راهنا عوامل نجاحه، خلافا للطروف التي آلت الى نصوج اتفاق الدوحة في أيار 2008. وأسقط بيان الدوحة الذي عُدّ امتدادا للبيان الذي صدر إثر اجتماع الثلاثي الأميركي- الفرنسي – السعودي في نيويورك في ٢٢ أيلول ٢٠٢٢، ذكر المبادرة الحوارية للودريان والتي تعتبرها واشنطن والرياض مجرد محاولة لشراء الوقت، رغبة من الساعين الى هذا الأمر، الثنائي على وجه التحديد، إلى تقطيع المرحلة أملا في مستجدات تعيد له ما فقده منذ جلسة ١٤ حزيران الرئاسية.

 

استنفار دائم بالجنوب: مفاجآت أبعد من خيمة وجدار عازل

منير الربيع/المدن/22 تموز/2023

هل ما يجري في جنوب لبنان يمكن أن يؤدي إلى تصعيد عسكري وأمني؟ لا يكف اللبنانيون عن طرح هذا السؤال، لا سيما في ضوء الاستنفار الدائم والمستمر هناك، وما يرد من توترات بين اللبنانيين من جهة، وقوات الإحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى. لكن كل التحركات، من حيث الشكل والمضمون، تبدو مضبوطة حتى الآن، وتحت سقف معروف من قبل الجميع، لا أحد يريد تجاوزه، ولا تخطيه إلى ما هو غير محسوب، أو قد يؤدي الى اندلاع حرب أو حتى معركة بين الحروب. وجزء مما يقال لبنانياً أيضاً، إن الاستنفار القائم لا يبدو جدياً إلى حدود بعيدة، طالما انه مضبوط ومعروفة نتائجه.

مناخ تفاوضي

إنها التفسيرات اللبنانية المتعددة في مسارات التحليل السياسي، وتغرق أكثر في سياقات متعددة. فبعضهم يوردها في خانة تثبيت الوقائع على الأرض، تحسباً لأي مفاوضات يطلق عليها مصطلح “ترسيم الحدود البرية”. والبعض الآخر يضعها في خانة إحياء معادلة الجيش والشعب والمقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي. لا يمكن أيضاً إغفال من يذهبون إلى اعتبار ما يجري هو ضمن سياق تسخين إيران لكل جبهات المنطقة، في ظل تعثر مسارات التفاوض النووي بينها وبين الولايات المتحدة، وسط محاولات من قبل جهات إقليمية متعددة تسعى إلى إعادة خلق مناخ تفاوضي. أصحاب هذا الرأي ينظرون إلى ساحات المنطقة كجزء من كل، من غزة الى الضفة الغربية وجنوب لبنان ربطاً بسوريا والعراق ولبنان. فهذه كلها جبهات تحتاج إيران لتسخينها حالياً، في إطار الضغط على واشنطن للوصول إلى تفاهم. وبالتالي، فإن التصعيد في الجنوب لا ينفصل عن التصعيد الذي تعلن عنه جماعات إيرانية في شرق سوريا لاستهداف قاعدة التنف الأميركية.

التخادم المتبادل

آخرون يضعون كل ما يجري في سياق “التخادم المتبادل”، أو اختلاق جو أمني وسياسي وإعلامي متوتر جنوباً، خصوصاً في مواجهة العدو، لتحقيق مكاسب معنوية وسياسية. معنوية بما يتصل بشد العصب واستنفار البيئة والتغاضي عن كل ما له علاقة بأمور معيشية أو حياتية. وسياسية من خلال إعادة معادلة الجيش والشعب والمقاومة و”تقريشها” سياسياً فيما بعد، بالإضافة إلى “مراكمة” الانتصارات وتثبيت الوقائع جنوباً عند حزب الله، والتي ستجعله مفاوضاً أولاً، او أنه بذلك يحاول أن يقدّم الملف اللبناني إلى سلّم أولويات الدول الخارجيةـ ويقول إن التفاوض يحصل معه لا مع غيره.

ووفق قاعدة التخادم المتبادل هذه، والتي يتداولها كثر، يذهبون في التنظير إلى اعتبار أن الحزب يستفيد، كما حكومة نتنياهو ستكون مستفيدة في تعظيم المخاطر على الجبهة الشمالية، ورفع منسوب التوتر مع لبنان ومع الحزب تحديداً، وهو ما يستدعي لحمة وطنية واستنفاراً عسكرياً وأمنياً لمواجهة هذه المخاطر، خصوصاً ان الفترات الماضية كانت قد حفلت بالكثير من التجارب باللجوء إلى خوض معارك مع قوى عدوة، للإلتفاف على الأزمات السياسية الداخلية.

احتمال المفاجأة

في كل الأحوال، وبعيداً عن كل هذه التحليلات والتنظيرات، وبغض النظر عن ماهية المصطلحات التي يتم إطلاقها حول ما يجري، وإذا كانت تتصل بـ”ترسيم الحدود البرية”، فإن الترسيم منجز منذ العشرينيات ومثبت في اتفاقية الهدنة، فيما الحاجة هي لتثبيت بعض النقاط والتي أصبحت معروفة. علماً ان لبنان الرسمي هو الذي دعا إلى ترسيم تلك الحدود. وجاء ذلك بعد نصب حزب الله لخيمتين في تلال كفرشوبا، ما استدعى رداً من العدو الإسرائيلي بتسييج الجزء الشمالي من بلدة الغجر، وضمها، كما استمر الاستنفار، ما دفع بإسرائيل لإنشاء جدار  عازل، يرفض لبنان مروره في بعض النقاط، وألزم الإسرائيليين على التراجع، ومن بينها ما جرى في كفرشوبا يوم الخميس. تبقى المسألة في مكان آخر، على الرغم من كل هذه التحليلات. إلا أن المعلومات تفيد بأن حزب الله حسم مسألة بقاء الخيمتين، وأن هناك إمكانية لزيادة أعدادها في المرحلة المقبلة. وهذه الخيم قد تتحول إلى مخيم، وقد يتطور الأمر لاستخدام الإسمنت وبناء غرف جاهزة. خصوصاً أن وتيرة حركة الحزب توحي بذلك. لتبقى التساؤلات الأساسية التي تدور في عقول سياسيين وديبلوماسيين وعسكريين في لبنان وخارجه، حول ما يخفيه الحزب وراء هذه الخطوات. إذ أن التحركات لا يمكن أن تكون مقتصرة على ذلك، وما هو فوق الأرض مختلف عن ما تحتها. ذلك يدفع الكثيرين إلى إبقاء في حساباتهم إمكانية حصول أي مفاجأة.

 

حريق كبير بفندق في تركيا… ولبنانيان بين الضحايا!

 إم تي في اللبنانية/22 تموز/2023

توفي زوجان لبنانيان نتيجة حريق اندلع بأحد الفنادق في أنطاليا التركية، وذلك خلال قضائهما رحلة سياحية في تركيا برفقة ولديهما. في حين كشفت وسائل إعلام تركية عن إصابة 12 شخصًا آخرين، أحدهم في حالة خطرة. وفي التفاصيل، أنّ “د. ف. م.” وزوجته “ف. س.” استأجرا غرفة في فندق “الباشا” في أنطاليا، وهو فندق قديم مصنوع من الخشب. لكنّ حريقًا شبّ داخل الغرفة المجاورة لغرفتهما في المكيف وامتدّ ليطال الغرف المجاورة. واستطاع العديد مِمّن كانوا موجودين في الفندق مغادرته والهرب، في حين حوصر الزوجان اللبنانيان ولم يستطيعا الهرب، ومن ثم توفّيا.

 

اشتباك مسلّح بين الجيش ومطلوبين في بريتال

إم تي في اللبنانية/22 تموز/2023

داهمت قوّة من الجيش اللبناني بلدة بريتال، حيث حصل تبادل لإطلاق النار مع عدد من المطلوبين في حي المحوط في البلدة. وأفادت المعلومات الأولية بإصابة أحد المطلوبين.

 

إطلالة البخاري الأولى بعد "الخماسية": البديل من "الطائف" هو المجهول

نداء الوطن/22 تموز/2023

وسط ترقب ما سيلي الاجتماع الأخير للجنة الخماسية لأجل لبنان في الدوحة، تردّد مساء أمس أنّ المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان سيكون في بيروت بعد غد الاثنين. وفيما ألمح الاجتماع الخماسي الى إجراءات لم يحدّدها ضد المعطلين، أعلن بيان للمجلس الأوروبي تمديد العمل بفرض إجراءات تقييدية هادفة لمعالجة الأزمة المستمرة في لبنان سنةً إضافية حتى تموز 2024. وتشمل العقوبات حظر السفر إلى الاتحاد الأوروبي، وتجميد الأصول للأفراد والكيانات، و يحظّر على الأشخاص والكيانات في الاتحاد الأوروبي تقديم الدعم المالي لأولئك المدرجين تحت العقوبات. وأتت زيارة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري لدار الفتوى لتعطي الاشارة الأولى لنتائج اجتماع اللجنة الخماسية. ففي البيان الصادر عن الزيارة ان محادثات مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مع السفير السعودي أكدت «أنّ اللبنانيين هم أسرة واحدة إسلامية مسيحية في عيشهم المشترك وحفاظهم على اتفاق الطائف وتحصينه وتنفيذ كامل بنوده، والبديل منه هو المجهول». ويكتسب التأكيد على تنفيذ اتفاق الطائف دلالة تتصل بموقف المملكة على هذا الصعيد في اجتماع الدوحة الذي شارك السفير البخاري في أعماله ضمن وفد بلاده الذي ترأسه المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار العلولا. كما كان البخاري الى جانب العلولا في المحادثات التي أجراها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع لودريان في جدة غداة اجتماع «الخماسية». ويرى المراقبون أنّ هناك دلالة للإطلالة الأولى للبخاري من دار الفتوى، والتركيز على اتفاق الطائف الذي كان في صلب ما طرحه العلولا في اجتماع «الخماسية»، ورفض السير في المبادرة الفرنسية التي بدت كأنها التفاف على الاتفاق. وفي جوهر الموقف السعودي الجديد، اعتماد الدستور المنبثق من الطائف بالدعوة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعيداً عن أي حوار مسبق، كما اقترحت المبادرة الفرنسية. وجاء موقف المفتي دريان في رسالة رأس السنة الهجرية في 18 الجاري، ليشير الى عمق الموقف السنيّ من الطائف، إذ قال:»الجَمِيعُ يقولونَ بِالطَّائفِ والدُّستور. والدُّستورُ حَدَّدَ مَسَاراً واضِحاً لانْتِخاباتِ الرَّئيس، فلماذا لا نَتَّبِعُ هذا المَسارَ الوَاضِح، دُونَمَا اتِّهاماتٍ مُتَبَادَلَة، وتَعْطِيلِ ما لا يَصِحُّ تَعْطِيلُه؟».

إستنكار تدنيس القرآن

من جهة ثانية، كان لبنان أمس على موعد مع اعتصامات عمّت المساجد في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع والشمال للتنديد بسماح السويد بتنظيم تظاهرات شهدت تدنيس القرآن. وجرى إحراق العلم السويدي أمام الكثير من المساجد في عدد من البلدات الجنوبية، فور الانتهاء من صلاة الجمعة وخروج المصلين الذين رفعوا نسخاً من المصحف. وجاءت الاعتصامات تلبية لدعوة وجهها الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله. وصدر موقف رسمي عن وزارة الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال استنكر «الإساءة التي تعرض لها القرآن الكريم في السويد». ورحبت الوزارة بأي مسعى دولي لسنّ تشريعات «تحرّم الإساءة للرموز والمقدسات الدينية». أما نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب فقال في خطبة الجمعة «انّ ما نشهده هو فعل متعمّد تحت شعار «الإسلاموفوبيا» وإثارة الكراهية والنعرات الدينية بين الشعوب». وأهاب رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك بالدول الإسلامية «إتخاذ الموقف اللازم من السلطات السويدية ومن إهانة المسلمين بذريعة حرية الرأي والتعبير». كما صدر عن جهاز العلاقات الخارجية في حزب «القوات اللبنانية»، بيان تمنى على الحكومة السويدية الأخذ في الاعتبار «أنّ الحريّة ليست مطلقة... وأنّ ما شهدناه من حرق نسخ من القرآن الكريم يشكّل مسّاً مباشراً بشعور مئات الملايين من البشر». وإضافةً إلى لبنان، نُظّمت تظاهرات في العراق وإيران للتنديد بالسماح بتنظيم تجمّع شهد تدنيس القرآن في السويد، في خطوة تسبّبت بتوتر بين الأخيرة ودول إسلامية عدّة، وبأزمة ديبلوماسية بين بغداد وستوكهولم. وبعدما طرد العراق السفيرة السويدية وسحب القائم بأعماله من ستوكهولم، استدعت كلّ من السعودية والإمارات والأردن وإيران سفراء السويد لديها للتنديد بتدنيس القرآن وسط موجة إدانات واسعة لدول عدّة، في حين كشفت الكويت أنها تعمل على عقد «اجتماع طارئ» لمنظمة التعاون الإسلامي، «لاتخاذ خطوات ملموسة وعملية تضمن عدم تكرار مثل هذه الأفعال المرفوضة».

في الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية السويدية نقل عمليات سفارتها والعاملين فيها في العراق بشكل موَقّت إلى ستوكهولم لأسباب أمنية بعدما أشعل مناصرو الصدر النار في مبنى السفارة، وطردت بغداد السفيرة السويدية وسحبت القائم بأعمالها من ستوكهولم. لكنّ السويد أكدت في الوقت عينه «مواصلة الحوار» مع السلطات العراقية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

زيلينسكي يطلب انعقاد مجلس الناتو وأوكرانيا لبحث الأمن بالبحر الأسود

دبي - العربية.نت/22 تموز/2023

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه طلب انعقاد "مجلس حلف شمال الأطلسي-أوكرانيا" لمناقشة الوضع الأمني في البحر الأسود، وخاصة تشغيل ممر تصدير الحبوب الأوكرانية، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام للحلف العسكري ينس ستولتنبرغ. وأوضح زيلينسكي في خطابه الليلي المصور أنه طلب خلال المكالمة الهاتفية مع ستولتنبرغ أن ينعقد المجلس الذي تأسس خلال قمة حلف شمال الأطلسي هذا الشهر. كما أضاف زيلينسكي "لقد انتقلنا إلى مستوى جديد وأكثر تقدما في تعاوننا، وهو مجلس حلف شمال الأطلسي-أوكرانيا، ويمكن أن يكون لهذه الآلية تأثير". وتابع "اقترحت على ينس أن ينعقد المجلس دون تأخير لإجراء مشاورات حول الأزمة. سينعقد الاجتماع في الأيام المقبلة. يمكننا التغلب على الأزمة الأمنية في البحر الأسود". فيما لم يظهر حتى الآن ما يشير إلى موافقة حلف شمال الأطلسي على الاقتراح. وكان مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارتن غريفيث قد قال أول من أمس الجمعة إن الارتفاع الحاد في أسعار الحبوب عقب انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود "يحتمل أن يهدد ملايين الأشخاص بتفشي الجوع وبما هو أسوأ من ذلك". يذكر أن روسيا انسحبت الأسبوع الماضي من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود المدعوم من الأمم المتحدة، قائلة إن الدول الغربية تجاهلت مطالبها المتعلقة بتذليل العقبات أمام صادراتها من الأغذية والأسمدة.  وقالت روسيا إن السفن المتجهة إلى موانئ أوكرانيا على البحر الأسود يمكن اعتبارها أهدافا عسكرية.

 

أفريقيا الوسطى: فاغنر موجودة في أراضينا لتدريب قواتنا

دبي - العربية.نت/22 تموز/2023

أكدت رئاسة جمهورية أفريقيا الوسطى أن القوات الروسية في أراضيها موجودة بمهمة تدريب لقواتها، مشيرة إلى أن القوات الروسية تساعدها على تعزيز الأمن في أراضيها، في إشارة لقوات فاغنر. وقال فيديل غوانجيكا، المستشار الأول لرئيس جمهورية أفريقيا الوسطى في مقابلة مع "العربية/الحدث" يوم السبت، إن بلاده وقعت اتفاق دفاع مع موسكو يسمح بوجود قواتها على أراضيهم. وأضاف أن القوات الروسية موجودة في جمهورية أفريقيا الوسطى وعدة بلدان أفريقية أخرى، لافتاً إلى أن قوات فاغنر تعمل على حماية رئيس البلاد. كذلك أوضح أن حلف الناتو والغرب يعملون على زعزعة أمن المنطقة الأفريقية، وقال إن بلاده لا تخشى من الانقلابات إذ تعمل روسيا على حمايتهم من القوى الغربية. واتهم فرنسا بالعمل على استغلال موارد بلاده بالاتفاق مع الرئيس السابق، مشيراً إلى أن الرؤساء السابقين لبلاده كانوا "عبيدا" لفرنسا، على حد تعبيره. وقال غوانجيكا، إن فرنسا سحبت قواتها من بلاده بطريقة أحادية، متهماً إياها بالتعامل مع أفريقيا الوسطى على أنها "مُلكية خاصة". وأضاف أن فرنسا رفضت تزويد بلاده بالأسلحة لمحاربة الإرهاب، ما دفعهم للبحث عنها في روسيا، مؤكداً أن شراكتهم مع روسيا تعود بالنفع على البلدين. يذكر أن الحكومة البريطانية فرضت الخميس الماضي، عقوبات على ثمانية أفراد وخمس شركات في إفريقيا الوسطى والسودان ومالي، يزعم أنها مرتبطة بشركة "فاغنر" العسكرية الخاصة. وشملت العقوبات في نسختها الجديدة التي نشرتها الخارجية البريطانية "لوباي إنفست سارلو" و"سوا سيكيوريتي"، التي تعمل في جمهورية إفريقيا الوسطى ويُزعم أنها "تشارك في أنشطة تقوض السلام والاستقرار" في البلاد. يشار إلى أن مجموعة فاغنر الروسية تنشر قوات بالآلاف في ليبيا والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي ومدغشقر وموزمبيق، لتوفير الدعم والأمن لشركات التعدين الروسية والشركات التي تعمل معها، وفق بعض التقارير الاستخباراتية الغربية. ولم تقتصر مهمتها كغيرها من الشركات العسكرية على توفير الخدمات الأمنية، بل انخرطت عناصر فاغنر في تنفيذ مهام كبيرة في نزاعات وحروب أهلية، فضلا عن تضرر سمعتها بسبب تبني عناصرها أفكارا يمينية متطرفة. ومنذ سنوات تُتهم مجموعة فاغنر بالإسهام في تحقيق طموحات الكرملين الخارجية، آخرها أوكرانيا، حيث افتتحت لها مقرا في مدينة سان بطرسبرغ، ثاني أكبر المدن الروسية.

 

الهجوم الأوكراني المضاد.. بلينكن يتوقع تغييرات على الجبهة

دبي - العربية.نت/22 تموز/2023

حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الاستنتاجات المبكرة بشأن الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية، متوقعاً حدوث تغييرات على الجبهة.جاءت تصريحات بلينكن اليوم السبت خلال منتدى Aspen Security Forum في كولورادو. وأوضح أنه يعتقد أن مشهد الهجوم المضاد سيتغير مع المعدات التي قُدمت لكييف وانتشار كل القوات الأوكرانية التي تم تدريبها في الأشهر الماضية. فيما لفت إلى أن الولايات المتحدة "قالت منذ البداية إن الأمر سيكون صعباً". إلا أنه أردف: "قال الكثير من الناس إن الروس أعدوا خطوط دفاع جادة ومحصنة. غير أن الأوكرانيين يخترقونها الآن".  يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان شدد أمس الجمعة على أن الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا لصد القوات الروسية في جنوب البلاد وشرقها لم يحقق "أي نتيجة" رغم الدعم المالي والعسكري الغربي. وقال خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي بث التلفزيون وقائعه إنه "من الواضح حالياً أن الرعاة الغربيين لنظام كييف يعانون خيبة أمل جراء نتائج الهجوم المضاد المزعوم التي أثارت سلطات كييف الضجيج بشأنه خلال الأشهر الماضية". كما أضاف أن "لا الموارد الهائلة التي تم ضخها في نظام كييف ولا الإمدادات الغربية بالأسلحة والدبابات والمدفعية والمدرعات والصواريخ تساعد" أوكرانيا، مؤكداً أنها لم تحقق "أي نتيجة حتى الآن". كذلك أردف أن "العالم بأسره يرى المعدات الغربية التي أثيرت الدعاية بشأنها... وقيل إنها محصنة تحترق، وعلى المستوى التكتيكي والفني، هي حتى أقل شأناً من بعض الأسلحة السوفياتية الصنع". فيما أشاد بالجيش الروسي الذي يقاتل بطريقة "احترافية" و"بطولية"، مؤكداً أن القوات الأوكرانية تكبدت "خسائر هائلة" وأن "قدرتها على التعبئة" تستنفد. يشار إلى أن أوكرانيا أطلقت اعتباراً من مطلع يونيو الفائت، هجوماً مضاداً يهدف إلى استعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق البلاد وجنوبها. إلا أن المسؤولين الأوكرانيين أقروا بأن هذا الهجوم يمضي بإيقاع أبطأ مما كانوا يأملون، وأن قواتهم تمكنت إلى الآن من استعادة مساحة تقدّر بمئتي كلم مربعة.

 

بعد خطوة بولندا.. موسكو: سندافع عن بيلاروسيا بكل الطرق

دبي - العربية.نت/22 تموز/2023

بعد نشر بولندا قوات قرب حدود بيلاروسيا، أكد السفير الروسي لدى بيلاروسيا، بوريس غريزلوف، أنه يجب أن تفهم السلطات البولندية والغرب ككل أن موسكو ومينسك على استعداد لصد أي تهديد، بغض النظر عن طبيعته وحجمه. وقال غريزلوف في تصريحات صحفية، اليوم السبت: "في وارسو، وكذلك في الغرب ككل، يجب أن يفهموا أن بلادنا مستعدة لصد أي تهديد، بغض النظر عن طبيعته وحجمه. لدينا كل الفرص لذلك". كما أضاف أنه لا يمكن تصنيف الخطوات الأخيرة التي اتخذتها السلطات البولندية على أنها تحضيرات لأعمال عدوانية واسعة النطاق: "بولندا أعلنت عن خطط لتعزيز وجودها العسكري على الحدود مع بيلاروس وبناء هياكل دفاعية جديدة هناك". وقال: "من وجهة نظر العلوم العسكرية، لا يمكن تصنيف الخطوات والتصريحات الأخيرة للسلطات البولندية إلا على أنها استعدادات لاستفزازات أو أعمال عدوانية واسعة النطاق.. الحديث يدور عن ما لا يقل عن ألف جندي وما يقرب من 200 قطعة من المعدات من لواءين ميكانيكيين، بالإضافة إلى الوحدات الموجودة بالفعل على طول الحدود. وكانت مينسك قد أعلنت أن مقاتلي مجموعة فاغنر الروسية سيتدربون مع القوات الخاصة البيلاروسية، على بعد أميال قليلة من الحدود مع بولندا. لذا أعلنت وارسو نشر قواتها على الحدود، مبينة أنها مستعدة "لسيناريوهات مختلفة وفقا لتطور الوضع". وقال أمين اللجنة الأمنية في بولندا زبيغنيو هوفمان، الجمعة، إنه تقرر نقل تشكيلات عسكرية من غرب البلاد إلى شرقها بسبب التهديدات المحتملة المرتبطة بوجود مجموعة فاغنر في بيلاروسيا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء المحلية. جاءت تصريحات وارسو بالتزامن مع نقل حوالي 1000 من جنودها نحو الحدود في وقت سابق من هذا الشهر، بحسب ما أوردته صحيفة "إندبندنت" البريطانية. وكانت وزارة الدفاع البيلاروسية أعلنت على تليغرام أنه "خلال الأسبوع ستقوم وحدات في القوات الخاصة البيلاروسية وممثلون من مجموعة فاغنر بالتدرب على مهمات قتالية في موقع بريتسكي للتدريب" قرب الحدود مع بولندا، وفق فرانس برس. كما نشرت مينسك صورا لمدربين ملثمين من فاغنر وهم يقومون بتدريب الجنود البيلاروسيين على استخدام مركبات مدرعة وطائرات مسيرة. وكان رئيس مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، قد ظهر في مقطع مصور، يوم الأربعاء، وهو يرحب بمقاتليه في بيلاروسيا، ويخبرهم أنهم لن يشاركوا في حرب الكرملين على أوكرانيا في الوقت الحالي، موضحا أنه يجري تجميع قوتهم من أجل التركيز على إفريقيا، وذلك أثناء تدريب الجيش البيلاروسي.

 

مقتل صحافي روسي بذخائر عنقودية.. وموسكو تحمل واشنطن المسؤولية

دبي - العربية.نت/22 تموز/2023

قُتل الصحافي الروسي في وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء روتيسلاف جورافليف اليوم السبت في ضربة أوكرانية على منطقة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، وفق الجيش الروسي. وأوضح في بيان أن "وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية شنت هجوماً مدفعياً على مجموعة من الصحافيين، ما تسبب بإصابة 4 صحافيين بجروح متفاوتة الخطورة"، لافتاً إلى أنه "خلال عملية الإجلاء، توفي روتيسلاف جورافليف متأثراً بجروحه بعد انفجار ذخائر عنقودية". في السياق حمّل نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف واشنطن وكييف، مسؤولية مقتل جورافليف وإصابة عدد من زملائه بذخائر عنقودية. وكتب كوساتشيف على "تليغرام" أن "استخدام الذخائر العنقودية غير إنساني ويجب استبعاد ومنع استخدامها في القتال"، حسب وسائل إعلام روسية. كما أضاف: "مما حصل اليوم تبين أن جميع تأكيدات الأميركيين والأوكرانيين بعدم وجود مخططات أوكرانية لاستخدام هذه الذخائر ضد المدنيين ثبت أنها أكاذيب، والمسؤولية عن ارتكاب جريمة استخدام هذه الذخائر تقع على عاتق أوكرانيا والولايات المتحدة على حد سواء". ووفق وكالة ريا نوفوستي التي كان جورافليف يعمل لحسابها، وقع "القصف بالقرب من قرية بياتيخاتكي" في منطقة زابوريجيا. يذكر أن الولايات المتحدة كانت أعلنت في 7 يوليو قرارها تزويد أوكرانيا قنابل عنقودية للمرة الأولى منذ بدء العملية العسكرية الروسية. أتى القرار الذي أوضح الرئيس الأميركي جو بايدن أن اتخاذه كان "صعباً للغاية" في وقت تعاني فيه قوات كييف للتقدم ميدانياً في هجوم مضاد أطلقته قبل شهر لاستعادة أراض تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها. فيما أكدت واشنطن حصولها على ضمانات من كييف بأن هذه الأسلحة التي حظرتها دول عدة، لن تستخدم ضد المدنيين. يشار إلى أنه يمكن للأسلحة المثيرة للجدل أن تنشر ما يصل إلى مئات العبوات الناسفة الصغيرة التي قد تظل في الأرض دون أن تنفجر، ما يشكل خطراً على المدنيين بعد انتهاء النزاع. وهي محظورة في كثير من الدول - لا سيما في أوروبا - الموقعة على اتفاقية أوسلو لعام 2008 والتي لا تعد روسيا أو الولايات المتحدة أو أوكرانيا طرفاً فيها.

 

كل ما تريد معرفته عن التعديلات القضائية التي أشعلت إسرائيل

القدس - رويترز/22 تموز/2023

استأنف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملة لتقليص بعض صلاحيات المحكمة العليا في إطار تعديلات قضائية أثارت احتجاجات لم يسبق لها مثيل في عموم البلاد. ومن المقرر أن يبدأ الكنيست التصويت على مشروع القانون الخاص بالمحكمة العليا غدا الأحد، مع احتدام الاحتجاجات واستمرار محاولات التوسط للتوصل إلى حل وسط. وطرحت حكومة نتنياهو خطة التعديلات القضائية في يناير/كانون الثاني، بعد قليل من أداء اليمين، وتضمنت التعديلات المقترحة فرض بعض القيود على قرارات المحكمة العليا ومنح الحكومة سلطات حاسمة في تعيين القضاة. لكن مع تزايد قلق حلفاء إسرائيل الغربيين وتفاقم الاضطرابات وانخفاض قيمة الشيقل علق نتنياهو مساعيه في أواخر مارس/آذار للسماح بإجراء محادثات مع أحزاب المعارضة. وبعد ثلاثة أشهر، عاد نتنياهو لطرح التشريع الذي أزال منه بنودا كانت مقترحة في بداية الأمر وأبقى على بنود أخرى.الأمر يتعلق بتعديل من شأنه الحد من قدرة المحكمة العليا على إبطال قرارات للحكومة والوزراء حال اعتبارها "غير معقولة". ويقول المؤيدون إن هذا سيسمح بحوكمة أكثر فعالية ويترك للمحكمة في الوقت نفسه مجالا واسعا للرقابة القضائية. ويقول المنتقدون إن التعديلات ستفتح الباب أمام الفساد وإساءة استخدام السلطة. يرى كثيرون في الائتلاف الحاكم أن المحكمة العليا يسارية الميول ونخبوية وشديدة التدخل في المجال السياسي وغالبا ما تعطي أولوية لحقوق الأقليات على المصالح القومية وتضطلع بسلطة يقولون إنها يجب أن يستأثر بها المسؤولون المنتخبون. يعتقد المحتجون أن خطرا يحدق بالديمقراطية، ويخشى كثيرون أن يقلص نتنياهو والحكومة اليمينية المتشددة استقلال القضاء مع ما ينطوي عليه ذلك من عواقب دبلوماسية واقتصادية وخيمة، ويدفع نتنياهو ببراءته في قضية فساد قائمة منذ فترة طويلة. وأظهرت استطلاعات رأي أن التعديلات لا تحظى بتأييد معظم الإسرائيليين المهتمين أساسا بارتفاع تكلفة المعيشة وقضايا الأمن. الأسس الديمقراطية الإسرائيلية هشة نسبيا. وليس لدى الدولة دستور، ويتألف البرلمان (الكنيست) من مجلس واحد تسيطر فيه الحكومة على أغلبية 64 مقعدا مقابل 56 للمعارضة. ومنصب الرئيس شرفي إلى حد كبير، ومن ثم تعتبر المحكمة العليا حصن الديمقراطية الذي يحمي الحقوق المدنية وسيادة القانون. وحثت الولايات المتحدة نتنياهو على السعي لاتفاق واسع بشأن التعديلات القضائية والحفاظ على استقلال القضاء. لم يتضح ذلك بعد، ويقول نتنياهو إنه يريد تعديلات في طريقة اختيار القضاة ولكن ليست بالضرورة تلك الواردة في مسودة مشروع قانون آخر ينتظر مراجعة الكنيست النهائية. وأثيرت مقترحات تتضمن تعديلات في وظائف المستشارين القانونيين، ويقول نواب المعارضة إن ائتلاف نتنياهو يحاول إقرار تعديلات صغيرة تقيد تدريجيا استقلال القضاء. ولكن الائتلاف الحاكم يقول إنه يريد تعديل النظام القضائي على نحو مسؤول.

 

احتجاجات إسرائيل.. أكثر من ربع مليون متظاهر ضد التعديلات القضائية

دبي - العربية.نت، وكالات/22 تموز/2023

تواصلت التظاهرات الليلية في إسرائيل ضد التعديلات القضائية حيث خرج أكثر من ربع مليون متظاهر في الشوارع، منهم 100 ألف متظاهر في تل أبيب و 85 ألف في القدس الغربيةـ بحسب مراسل "العربية/الحدث". وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية يوم السبت إن 10 آلاف جندي احتياطي بالجيش الإسرائيلي أعلنوا أنهم لن يؤدوا الخدمة بعد الآن في حالة إقرار التعديلات القضائية، في حين خرج أكثر من 200 ألف متظاهر إلى الشوارع في أنحاء إسرائيل احتجاجا على التعديلات المقترحة. وذكرت الصحيفة بموقعها الإلكتروني أن هذا الإعلان يأتي بعد إعلان أكثر من 1000 من أفراد القوات الجوية الإسرائيلية بينهم مئات الطيارين أمس عزمهم تعليق خدمتهم الاحتياطية إذا مضت الحكومة قدما في هذه التعديلات. وتلقى المحتجون اليوم دعما من رؤساء سابقين بأجهزة الأمن الإسرائيلية وجنرالات سابقين بالجيش والمخابرات ألقوا باللوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رفض أفراد من قوات الاحتياط الخدمة احتجاجا على التعديلات المقترحة. وبحسب الصحيفة قال هؤلاء القادة في رسالتهم إلى نتنياهو "أنت المسؤول عن الضربة الموجعة التي تلقاها الجيش والأمن في إسرائيل ... حكومة إسرائيل تحت قيادتك تدفع صوب إقرار تعديلات قضائية تتجاهل تماما الأضرار التي لحقت بالديمقراطية الإسرائيلية".

في الوقت نفسه أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأن أكثر من 200 ألف متظاهر خرجوا في مسيرات حاشدة في أنحاء البلاد احتجاجا على التعديلات القضائية المقترحة التي ترى المعارضة أن هدفها إضعاف القضاء وتقليص صلاحيات المحكمة العليا. ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن رسالة وجهها ضباط احتياط إلى أعضاء الكنيست ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي وقائد سلاح الجو تومر بار أمس القول إن التعديلات التي ستسمح للحكومة بالتصرف بطريقة "تفتقر بشدة إلى العقلانية" ستلحق الضرر بأمن إسرائيل. وكان نتنياهو قد قال يوم الاثنين إن الحكومة ستتخذ إجراءات حيال ما وصفه بالعصيان بين الجنود والذي يشجع أعداء إسرائيل على مهاجمتها ويقوض الديمقراطية. ويزعم نتنياهو وحلفاؤه من اليمين المتطرف أن الإصلاح ضروري لكبح ما يقولون إنها سلطات مفرطة للقضاة غير المنتخبين. لكن منتقديهم يقولون إن الخطة ستدمر نظام الضوابط والتوازنات في البلاد وتضعها على طريق الحكم الاستبدادي.

 

زيلينسكي يطالب الناتو بفتح ممر للحبوب في البحر الأسود

دبي - العربية.نت/22 تموز/2023

طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، من الناتو فتح ممر للحبوب في البحر الأسود وحمايته. وقال زيلينسكي إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بشأن "فتح" ممر تصدير الحبوب في البحر الأسود، بعد أيام قليلة من انتهاء العمل باتفاقية مع روسيا بهذا الصدد. وأوضح في تغريدة "لقد حددنا.. مع ستولتنبرغ الأولويات والخطوات المستقبلية اللازمة لفتح ممر الحبوب في البحر الأسود واستغلاله على نحو مستدام". أتى طلب زيلينسكي بعدما بحث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هاتفيا، ملف تمديد اتفاقية ممر الحبوب عبر البحر الأسود. وأفادت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية في بيان، أمس الجمعة، بأن الرئيسين بحثا بشكل مفصل ملف تمديد اتفاقية الحبوب. فيما أكد أردوغان خلال الاتصال أن تركيا تبذل جهودا مكثفة كي يسود السلام. والاثنين، أعلنت روسيا وقف العمل باتفاقية صادرات الحبوب عبر البحر الأسود، اعتراضا على عدم تنفيذ شروطها ومطالبها في إطار الاتفاقية. ووقعت الاتفاقية بإسطنبول في يوليو/ تموز 2022، بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركيا والأمم المتحدة، للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية في فبراير/ شباط 2022. ومددت الاتفاقية 3 مرات، حيث سهلت نقل أطنان من الحبوب والمواد الغذائية في إطار محاولات معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تصاعدت إلى مستويات قياسية بعد شن موسكو عملياتها العسكرية. وتعد روسيا وأوكرانيا الموردين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس وغيرها من المنتجات الغذائية ذات الأسعار المعقولة التي تعتمد عليها الدول النامية.

 

رئيس وزراء هنغاريا يحذر من عواقب تخلي أوروبا عن الطاقة الروسية

وطنية/22 تموز/2023

حذر رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان اليوم من عواقب تخلي أوروبا عن الطاقة الروسية لأن الأوروبيين سيدفعون الثمن، حيث تكبد الاتحاد الأوروبي مئات المليارات بعام واحد فقط من العقوبات، وفق وكالة "نوفوستي" الروسية. وأوضح أوربان في تصريح لقناة إم 1 التلفزيونية، أنه من ناحية يمكن فصل أوروبا عن الطاقة الروسية لكنه لن يكون لذلك أي تأثير على روسيا، لأنه لا يمكن عزل روسيا عن بقية العالم، حيث ستجد المواد الخام الروسية مشتريا آخر، وستكون أوروبا هي الضحية.

وأشار أوروبان إلى أنه قبل نزاع أوكرانيا، دفع الاتحاد الأوروبي 300 مليار يورو سنويا للنفط والغاز، بينما أنفق عام 2022 أكثر من 653 مليار يورو. وأشار إلى أن "الشركات الغربية ليست في عجلة لمغادرة روسيا، فبين 1.4 ألف شركة غربية، غادرت السوق الروسية 8.5% فقط، بينما دفعت باقي الشركات لدولها ضرائب بقيمة 3.5 مليار دولار. وفي وقت سابق، صرح أوربان بأن أوروبا تخسر برفضها مصادر الطاقة الروسية لصالح الأمريكية، حيث إنها مجبرة على دفع مبالغ زائدة عنها بمقدار 5-10 مرات. من جهته قال وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو في وقت سابق إن "الولايات المتحدة هي المستفيد من الركود في أوروبا".

 

زيلينسكي: بحثت وستولتنبرغ في فتح ممر تصدير الحبوب في البحر الأسود

وطنية/22 تموز/2023

أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت، أنه أجرى اتصالا هاتفيا بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بشأن "فتح" ممر تصدير الحبوب في البحر الأسود، بعد أيام قليلة من انتهاء العمل باتفاقية مع روسيا بهذا الصدد، وفق وكالة "فرانس برس".

وأوضح زيلينسكي في تغريدة: "لقد حددنا مع ستولتنبرغ الأولويات والخطوات المستقبلية اللازمة لفتح ممر الحبوب في البحر الأسود واستغلاله على نحو مستدام".

 

الجيش الأوكراني: ضربنا بنى عسكرية روسية في القرم

وطنية/22 تموز/2023

أكد الجيش الاوكراني اليوم السبت أنه هاجم "بنى عسكرية روسية " في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، ما أدى إلى تفجير مخزن للذخيرة، وفق وكالة "فرانس برس". وقال مصدر داخلي في الجيش طلب عدم الكشف عن اسمه للوكالة إن "الضربة على البنى العسكرية في أراضي القرم المحتلة مؤقتا نفذتها القوات الاوكرانية".

 

مقتل مراسل حربي لوكالة نوفوستي وإصابة مصور مرافق له بقصف أوكراني

وطنية /22 تموز/2023

أعلنت وكالة "نوفوستي" الروسية اليوم السبت مقتل مراسلها الحربي روستيسلاف جورافليف، وإصابة المصور المرافق له بقصف أوكراني في قرية بياتيخاتكي بمقاطعة زابوروجيه، نقلا عن "روسيا اليوم"

 

الجنائية الدولية: سننشر أسماء المتورطين بجرائم حرب السودان

دبي - العربية.نت/22 تموز/2023

كشف مدعي عام الجنائية الدولية، اليوم السبت، أن جرائم الحرب الحالية في السودان ترتكب بجميع أنحاء البلاد، متوعداً بنشر أسماء المتورطين بجرائم حرب السودان بالوقت المناسب. وأضاف كريم خان لـ "العربية/الحدث"، أن حكومة السودان لم تكن جادة بشأن التحقيق بجرائم دارفور، مبيناً أن الخرطوم لم تتعاون معهم أبدًا حتى قبل الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. كما قال "دارفور الآن معرضة لجرائم أكثر بشاعة مما شهدته سابقا"، مضيفاً أن الجنائية تنظر بمزاعم جرائم حرب ارتكبت أخيرًا في السودان. وتابع "عشرات الجثث ملقاة في شوارع دارفور جراء الاقتتال الحالي". لاحقا، أعلن مستشار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو أن الدعم السريع مستعدة للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية. إلى ذلك، تطرق إلى الملف الليبي وقال "نحتاج لشراكات حقيقية لإنجاح مهمتنا في ليبيا". كما تحدث عن إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مبيناً أنه لا يوجد أي خطأ في إصدار مذكرة اعتقال بشأن زعيم الكرملين. وقال "قضاة مستقلون هم من أصدروا مذكرة اعتقال بوتين". يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية كانت أصدرت مذكرة توقيف بحق بوتين ومفوضة حقوق الطفل الروسية ماريا لفوفا بيلوفا في مارس / آذار بسبب جريمة الحرب المتمثلة في الترحيل غير القانوني للأطفال. وروسيا - مثل الولايات المتحدة وأوكرانيا والصين - ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية. ونظرا لأن المحكمة لا تجري محاكمات غيابية، فسيتعين إما تسليم بوتين من قبل موسكو أو إلقاء القبض عليه خارج روسيا. وتضم المحكمة 123 دولة، وينص قانون المحكمة الجنائية الدولية على أن جميع الدول الأطراف عليها التزام قانوني بالتعاون مع المحكمة، وهذا يعني أنهم ملزمون بتنفيذ أوامر الاعتقال.

 

قرار عاجل من المحكمة حول ترشح علاء وجمال مبارك لرئاسة مصر

وطنية /22 تموز/2023

قررت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر اليوم تأجيل نظر الدعوى المقامة لمنع الشقيقين علاء وجمال مبارك نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك من الترشح لمناصب بالدولة لجلسة 5 آب المقبل، وفق وكالة "روسيا اليوم". وجاء التأجيل للدعوى المقامة من عبد السلام إبراهيم إسماعيل مدير المركز القومي لدعم المواطنة وحقوق الإنسان، التي يطالب فيها بإلغاء قرار الامتناع عن فتح تحقيق وإحالة جمال وعلاء حسني مبارك إلى النيابة العامة لاتهامهما بالكسب غير المشروع واسترداد جميع الأموال المهربة من كافة أنحاء العالم، ومنع عائلة مبارك من الترشح لأي منصب رفيع بالدولة، لجلسة 5 آب المقبل للاطلاع والرد. وكان أقام عبد السلام إسماعيل، مدير المركز القومي لدعم المواطنة وحقوق الإنسان دعوى قضائية عاجلة أمام مجلس الدولة طالب فيها إلغاء القرار السلبي بامتناع وزير العدل بفتح تحقيق وإحالة جمال محمد حسني مبارك وعلاء محمد حسني مبارك إلى جهات التحقيق، باتهامهم بالكسب غير المشروع طبقًا لنص المادة 44 من القانون 20 لسنة 1977 وما يترتب عليها من آثار.طالب المحامي في الدعوى أمام القضاء الإداري بمجلس الدولة باسترداد جميع الأموال المهربة من كافة أنحاء العالم باعتبارها أموال الشعب سواء كانت عقارات أو أموالا سائلة أو مودعة بالبنوك المصرية أو الأجنبية وتسليمها إلى وزارة المالية وإلزامهم بالمصاريف والأتعاب والخزانة العامة للدولة. وطالبت الدعوى بإلغاء القرار السلبي بامتناع وزير العدل بفتح تحقيق وإحالة جمال مبارك وعلاء مبارك إلى جهات التحقيق باتهامهم بالكسب غير المشروع، طبقًا لنص المادة 44 من القانون 20 ل1977 وما يترتب  عليها من آثار وأخصها استرداد جميع الأموال المهربة من كافة أنحاء العالم.

 

كوريا الشمالية تطلق صواريخ كروز في البحر الأصفر

وطنية/22 تموز/2023

أفادت وكالة "فرانس برس" ان كوريا الشمالية أطلقت اليوم السبت "عددا من صواريخ كروز" باتجاه البحر الأصفر بين الصين وشبه الجزيرة الكورية، وفق ما أعلنت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية، لكنها تلتزم  الصمت بشأن الجندي الأميركي الذي فر الثلاثاء من الجنوب ودخل أراضيها. من جهة أخرى، طلب سفراء عدد من الدول في الأمم المتحدة "مساعدة" الصين في مسألة كوريا الشمالية. وجرت عمليات إطلاق الصواريخ حوالى الساعة 04,00 (19,00 ت غ الجمعة)، حسب المصدر نفسه، وجاءت بعد ثلاثة أيام على إطلاق كوريا الشمالية صاروخين بالستيين في بحر اليابان وسط تصاعد التوتر في شبه الجزيرة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا تنتظروا 'مزاعم' التطمينات!

نبيل بومنصف/النهار/22 تموز/2023

قبل عشرة أيام من نهاية ولاية الحاكم الأطول ولاية لمصرف لبنان منذ تاريخ انشائه وعبر تعاقب العهود اللبنانية لا موجب للجدل في ان يحتل الحدث الانتقالي في حاكمية المصرف المركزي الأولوية الأخطر اطلاقا بكل المعايير الموضوعية للخطورة . حتى ذاك البيان المثير للافراط في البهجة الزائدة لدى البعض الذي أصدرته "المجموعة الخماسية في شأن لبنان" ، ومن دون التنكر لدلالات بارزة ومهمة فيه ، لا نراه يرقى "بعد" الى مستوى تقدم أولوية العد العكسي لاحتمال انزلاق البلاد الى متاهة تداعيات رحيل الحاكم "الأسطوري" لثلاثة عقود عن مصرف لبنان .

ان مقاربة هذا الحدث من منطلق عد عكسي لتطور يشارف وضع لبنان امام اختبار شديد الخطورة لا تتسم بالمغالاة اطلاقا لان ما لا يقال للبنانيين جهارا وعلنا في كل الاستعدادات المتأخرة والقاصرة والمربكة وربما المتواطئة لهذا الاستحقاق هو الجوهر الحقيقي الذي يستنكف عن قوله الجميع لاهداف متنوعة ومختلفة . وهي حقيقة ان استحقاق الانتقال في حاكمية المصرف المركزي كانت تفرض استنفارا استباقيا منذ فترة طويلة وليس من الساعة كما يجري الان لان ما رسا عليه الخيار الحتمي القسري للانتقال لن يكفي مهما حصل في منع انفجار الفجوة او الفقاعة التي ستتسبب بها نهاية معادلة عمرها ثلاثة عقود بالتمام والكمال بكل ما حفلت بها من تطورات وسياسيات وهندسات وزلازل واستقرار وتوظيفات وتلاعبات ومعارك اختلطت فيها السياسات السياسية بالاستراتيجيات المالية . بلغ الامر بلبنان جراء الاستعصاء عن تحديد التبعات والمسؤوليات وانطلاق المحاكمات التي كان يتوجب ان تطاول مجمل الطبقة السلطوية الى جانب السلطة المالية والنقدية والمصارف قاطبة ، حد اليأس المطلق من قيام "الدولة" في لبنان في المطلق على نحو يتجاوز معادلة لا دولة مع استئساد دويلة السلاح . ولا ندري كم يعني الرأي العام اللبناني الضحية الأولى والأخيرة مع المودعين اللبنانيين وسائر رعايا القهر والفقر والاجهاز على جنى الاعمار ، ان تنعقد لجنة او لجان نيابية في اخر الأيام  من الاستحقاق المخيف الزاحف لكي يطلعوا علينا بجديد من تلك الترهات التي تزعم ان نواب الحاكم استفاقوا فجأة على ابلاغ نواب الامة بان الحاكم المتحكم الديكتاتور لم يكن يلتفت الى معارضتهم السديدة لقراراته وانهم عاشوا فترة تمزق في إدارة المرفق الأخطر في لبنان . ولا ندري بعد بيان نواب الحاكم الأربعة المهدد بالاستقالة ومن ثم شهاداتهم امام نواب الامة ، أي "نواب بنواب" ، من ذا الذي يملك الصدقية الكافية بعد ليسأل الاخر لماذا لم تستقل ولماذا صمت صمت العارف والقابل والساكت عن الحق الى اخر الأيام المنذرة برعب انتقالي وفجوة مالية تتهدد البلاد ؟

والسؤال الذي ينطوي على مشروعية وشرعية والزامية الشكوك يبعد اكثر مع نواب الامة ولجانها وبرلمانهم العامر وهو لماذ انتم أيضا لم تقيموا الدنيا وتقعدوها اقله حين ارتسمت معالم التوظيف والتلاعب او الارباك والتخبط والقصور في رسم خريطة امنة لعبور استحقاق الانتقال الصعب والخطير لحاكمية مصرف لبنان من دون تعريض اللبنانيين ولبنان لهزة زلزالية جديدة يستحيل ان نثق في أي مرجعية او جهة رسمية او حكومية او نيابية او مصرفية او مالية تزعم بان لبنان سيعبرها بامان ؟ والحال اننا بصفتنا مواطنين ضحايا ، نعاين الان خطر بلوغ هذه الدوامة العبثية ما ينذر بتداعيات إضافية قد تفوق بطبيعتها السلبية سابقاتها . وعبثا ننتظر او نصدق "تطمينات" مخادعة قبل الساعة الصفر !

 

أي لبنان يراد إنقاذه؟

رفيق خوري/نداء الوطن/22 تموز/2023

ليس غريباً أن تتعدّد القراءات اللبنانية في بيان «الخماسية» العربية والدولية الذي صدر بعد إجتماع الدوحة، من حيث لم يصدر بيان عن إجتماعها في باريس من قبل. ولا خارج المألوف ان يعبّر البعض عن خيبة الأمل، بعد البيان كما بعد اللابيان. الغريب ان «الغمغمة» التي نرد بها من زمان على سؤال: أي لبنان نريد، ترافقنا في التهرب من ان نطرح على أنفسنا سؤالاً لا مهرب منه: أي لبنان تسعى «الخماسية» الأميركية والفرنسية والسعودية والمصرية والقطرية لمساعدته على بدء الخروج من أزماته والحؤول دون إنهياره الكامل؟ لبنان المحتاج الى «دولة» بالمعنى الحقيقي ام لبنان الذي يراد له ان يصبح «قضية»؟ لبنان الذي كان يصفه محمد حسنين هيكل بأنه «شرفة العرب الجميلة ومختبر الأفكار ومرصدها»، أم لبنان الساحة والجبهة الأمامية في «محور المقاومة» ضمن وحدة «الساحات» بقيادة ايران؟

حتى من يسأل لماذا لا تكون طهران ضمن المجموعة الباحثة عن رئيس وإصلاحات وحل للبنان، فإن الجواب الذي يسمعه هو أن حسابات «الخماسية» تختلف عن حسابات الجمهورية الإسلامية التي تطلب ثمناً لفتح باب الإستحقاق الرئاسي يخدم مشروعها الإقليمي وسياسة «محور المقاومة».

ذلك ان «محور المقاومة» يعيد إحياء الإستراتيجية العربية التي كانت قائمة عام 1948 وقبله وبعده: الحرب لتحرير فلسطين. العرب عام 1948 ذهبوا الى الحرب بأقل قدر من الحسابات لقوتهم وقوة العدو والمناخ الدولي. في قصر «الشونة» قال رئيس الوزراء اللبناني رياض الصلح للقادة العرب المجتمعين: «سنقاتل ولو بحبات البرتقال». فأخذه الأمير عبد الله الى النافذة وقال له: أنظر يا أخ رياض، ليس على أشجار البرتقال ثمار»، وكانت حتى اعداد الجيوش العربية المشاركة في القتال أقل من ميليشيا الهاغاناه. وكان هناك إتفاق سري بين الأمير عبد الله والبريطانيين واليهود بشخص غولدا مئير حول تقاسم الأرض. وكان وراء إسرائيل البيت الابيض والكرملين وأوروبا. اليوم مصر والاردن في معاهدات سلام مع اسرائيل. منظمة التحرير في «إتفاق أوسلو». الإمارات العربية والبحرين والمغرب والسودان في «إتفاقات أبراهام». أميركا وروسيا والصين تدعم اسرائيل وتصر على «حل الدولتين». سوريا ولبنان وحدهما من بين دول «الطوق» في اتفاقات جزئية خارج التسوية السياسية التي تتضمن إستعاده الأرض المحتلة. والدول العربية التي رفعت شعار «إزالة آثار العدوان» تخلت عن الخيار العسكري وتقدمت بمبادرة عربية للسلام في قمة بيروت. حتى أيام الحروب، فإن الدول العربية صنّفت لبنان ضمن «الدول المساندة». لكن «محور المقاومة» الذي يطرح اليوم شعار تحرير فلسطين بالقوة يريد من لبنان المأزوم المهترئ ان يكون رأس الحربة. طهران تقول مباشرة وبألسنة الفصائل المرتبطة بها إن «محور المقاومة» قادر على تحرير فلسطين. واذا كانت هناك قدرة ورغبة، فلماذا التأخير؟ هل نقضي مئة سنة اخرى من التضحيات بلا نتيجة؟ صعوبة الموقف في لبنان وامام «الخماسية» هي الحاجة الى اخراج الوطن الصغير من استراتيجية حرب المئة سنة، وليس فقط من الأزمات. كلاوزفيتز في كتابه «عن الحرب» يركّز على ثلاثة: «العقل والحظ والشغف». وأخطر ما يحدث هو الرهان على الشغف وحده.

 

زورونا تجدوا ما يسرّكم!

سناء الجاك/نداء الوطن/22 تموز/2023

وكأنّ قرف السياسة والاقتصاد لا يكفي ليزيد من أتون الحياة في لبنان. وكأنّ التوتر على الحدود الجنوبية والتلويح بزجّ اللبنانيين في حرب مع إسرائيل بغية ترهيبهم وإرغامهم على الرضوخ لإملاءات الحزب الحاكم بأمره، تفصيلٌ عابر في إطار لعبة شدّ الأصابع المستمرّة لمصادرة قرار البلد وتثبيت احتلاله. وكأنّ رعب فلتان الوضع المالي أكثر فأكثر مع الإبداع والتعجيز المرافقين لنهاية ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والخزعبلات المكشوفة لنوّابه ومراجعهم الطائفية حتى يتمّ التجديد للحاكم أو بئس المصير، حلقة من حلقات مسلسل تركي للمتابعة والتسلية.

فإضافة إلى كل ذلك وأكثر، وبسبب كل ذلك وأكثر، يعايش اللبنانيون ألواناً من الرعب، ويواصلون تجرُّع كؤوس السمّ الكفيلة بتحطيم أي إرادة للوجود والاستمرار والصمود للبقاء في لبنان... وبالحدّ الأدنى للحياة... ويعاينون شيئاً ما في نسيج فئات واسعة من اللبنانيين بات يعكس أمراضاً تصل إلى الجريمة، تتغذّى بغرائزية لا يلجمها أي مفهوم للأخلاق والضمير، مستهترة وفالتة على غاربها، لا يقمعها احتمال العقاب... ما يجعل أي عاقل مقتدر يحزم حقائبه ويحمل أولاده ويبحث عن مكان طبيعي للعيش. لا يهم أين وكيف وبأي مقوّمات. المهم الهروب ممّا لا يمكن تحمّله أو تخيّله.

وإلا كيف يمكن قراءة الكوابيس التي ترافق الحياة اليومية، مع اغتصاب عائلي للطفلة لين طالب حتى الموت؟ ومع العثور على كلب يجرّ طفلة حديثة الولادة في طرابلس، ومن ثم على طفلين حديثَي الولادة داخل علبة كرتون تحت جسر نهر إبراهيم؟ ومع حضانة أطفال توظّف من يتفوّقن على الوحوش في ضرب الأطفال وببرودة أعصاب تفوق كل ما يمكن مشاهدته في أفلام الرعب؟

ولعلّ ما خفي ولم يجد طريقه إلى الإعلان والإعلام قد يكون أعظم وأفظع... ما يدفع إلى التساؤل إن كان حل الأزمة المالية والمعيشية يملك مواصفات فتح مسار العودة إلى الحياة الطبيعية إلى لبنان... وما يطرح علامات استفهام تتعلّق بأي توجه أو نية لمعالجة مثل هذه الجرائم التي لا يستحقّ مرتكبوها أي رحمة أو تساهل. ولعلّ هذه البلادة الاجتماعية في تقبل هذه الجرائم هي ما يخيف من يفكّر بالتداعيات والعواقب التي ستنتج عنها. أو أنّ المطلوب هو هذا الانهيار إلى مراتب متقدمة من جحيم يفوق كل ما ورد في أساطير الميثولوجيا، والدعوة إلى التظاهر اعتراضاً على حرق القرآن الكريم، مع أنّ ممارسات الدعاة والمدعوين تحرق مفهوم الدين والإيمان وتنتهك الإنسانية والطفولة والحياة بمفاهيمها السامية كما تريدها القيم الأخلاقية ويريدها الخالق عزّ وجلّ للإنسان.

أو من الآخر... لا بأس ببعض التسلية مع متابعة فصول اللغة السوقية الإعلامية مع أصحاب الملكية الفكرية لتعبير «الصرماية»، وصولاً إلى التشابك بالأيدي والقدح والذم والاعتداء من قبل المرافقين الذين يكتظ بهم الاستوديو على الزميل سيمون أبو فاضل.

ولا لزوم لشغل البال وكل هذه السوداوية، فنأخذ الأمور كما هي، ونتابع التناقضات الفاقعة لثقلٍ ليس مفروضاً أن يُحتمل، كما أوردته إحدى نشرات الأخبار التي بدأت بتقرير عن ازدهار السياحة بسبب انخفاض قيمة العملة الوطنية قياساً إلى الدولار، ألحقته بتقرير آخر عن أن تكاليف ركن السيارات في الأماكن السياحية في مدينة البترون قد تصل إلى مليون ليرة، وتستتبعه بتقرير ثالث عن فيضان المجارير التي تحوّلت مستنقعات آسنة تغمر أزقّة منطقة السان سيمون وانقطاع المياه المزمن فيها، ومطالبة ساكنيها غير الشرعيين البلدية بمساواتهم مع سكان غير شرعيين في مناطق أخرى وتأمين احتياجاتهم من ماء وكهرباء وبنى تحتية... وزورونا تجدوا ما يسرّكم!

 

من الرئاسة إلى مصرف لبنان إلى قيادة الجيش...فوضى بلا حدود

نجم الهاشم/نداء الوطن/22 تموز/2023

قياساً على ما يحصل من فوضى في مسألة ملء الفراغ الذي سينشأ عن انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة نهاية تموز الحالي، لا يمكن التكهن بما يمكن أن يحصل مع استحقاق انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون في 10 كانون الثاني المقبل. هي مظاهر من مسلسل تحلّل المؤسسات وانهيار الدولة التي تتردّد أخبار التحذير منها من بيان اللجنة الخماسية في الرياض إلى مجلس الأمن الذي يبحث في مسألة تنفيذ القرارات 1559 و1680 و1701، والتمديد للقوات الدولية. بدأ مسلسل الفراغ مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول الماضي. على رغم أنّ موعد انتهاء الولاية كان معروفاً، وأنّ طريق ملء الفراغ كان مرسوماً بموجب الدستور، إلا أنّ سلطة الوصاية السياسية ذهبت إلى الفراغ والتعطيل المتعمّد لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل شهرين من انتهاء الولاية. بدل عقد جلسات متتالية جدّية ومسؤولة لانتخاب الرئيس، تحوّل المجلس النيابي عمداً إلى عقد جلسات فولكلورية من خلال تطيير النصاب. انتخابات 15 أيار 2022 أفقدت «حزب الله» ومؤيديه القدرة على التحكّم بنتائج التصويت وانتخاب مرشحه منذ البداية سليمان فرنجية، يضاف إلى ذلك الخلاف الذي نشأ بين «الحزب» و»التيار الوطني الحر» حول موضوع الرئاسة ورفض «التيار» انتخاب فرنجية. لذلك اختار «الحزب» التعطيل.

كان يمكن أن يطال التعطيل مجلس النواب. قبل 15 أيار سادت أجواء توحي وكأنّ محور «حزب الله» لا يريد الإنتخابات. ولكن عدم القدرة على التمديد للمجلس النيابي بالإضافة إلى الضغوط الدولية جعل الإنتخابات بحكم الأمر الواقع الذي لا مفرّ منه. كان يجب أن تؤدّي هذه الإنتخابات إلى استعادة المسار الدستوري والديمقراطي من خلال انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهل المحددة يُجري بعدها استشارات نيابية لتسمية رئيس حكومة جديد يشكّل حكومة تحكم مع رئيس الجمهورية وتبدأ مسار الصعود من الهاوية. ولكن كان واضحاً أنّ قرار الحزب وتيار الممانعة كان البقاء في الإنهيار من خلال تفريغ المؤسسات.

حكم الأمر الواقع

بحكم الأمر الواقع كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أصبحت مستقيلة بعد الإنتخابات. على رغم إعادة تكليفه تشكيل حكومة جديدة، إلا أنّه بخلافه مع الرئيس ميشال عون تعطّلت عملية التأليف. قبل انتهاء ولاية عون بدأ الحديث عمّا يمكن أن تقوم به حكومة مستقيلة وعمّا إذا كان يمكنها أن تحلّ محلّ رئيس الجمهورية. أكثر من ذلك بدأ البحث عن مخارج وهرطقات دستورية تُنظِّر لبقاء الرئيس عون في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته، من بينها أنه يمكن أن يستمر في موقعه تجنباً للفراغ. ولكن كل هذه النظريات سقطت وغادر عون القصر في 30 تشرين الأول لينتقل إلى مقرّه الجديد في الرابية، بعدما شارك نواب «التيار الوطني الحر» وحلفاؤهم في تطيير النصاب على رغم عدم اتفاقهم على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية. إنّها المرة الثالثة بعد الطائف التي يحصل فيها الفراغ الرئاسي. حصل بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود في 23 تشرين الثاني 2007، ثم بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في 24 أيار 2014، وحالياً بعد انتهاء ولاية الرئيس عون. وفي المرات الثلاث كان «حزب الله» ومحور الممانعة هما السبب. بعد انتهاء ولاية لحود كانت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة قائمة وبقيت كذلك بعد استقالة وزراء الثنائي الشيعي ولحود منها. بعد انتهاء ولاية سليمان تولّت حكومة الرئيس تمام سلام المسؤولية، وهي تشكّلت لهذه الغاية، وكان معروفاً أن لا انتخابات رئاسية. إشكالية ما بعد انتهاء ولاية عون كانت بحكم أن حكومة ميقاتي مستقيلة. وهذا ما أدّى إلى التشكيك بدستورية جلساتها وبالقرارات التي تتخذها بحكم الدستور أم بحكم الضرورة. حكم الضرورة انتقل إلى مجلس النواب. المجلس الذي يجب أن يعقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية فقد هذا الدور بحثاً عن جلسات تشريع بحسب الطلب وبحسب القوانين المطروحة. أحياناً يكتمل النصاب وأحياناً لا يكتمل في مشاهد سياسية تعبّر عن الفوضى المعمّمة تباعاً على كل أجهزة السلطة ومؤسسات الدولة.

فوضى نواب الحاكم

ما يحصل في موضوع حاكمية مصرف لبنان خير دليل على هذا التخبّط في إدارة الدولة التي تغرق. كما حصل في رئاسة الجمهورية لا تزال عمليات التنظير مستمرة للبحث عن مخارج يمكن أن تبقي حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في مركزه على خلفية أنّه الأقدر على أن يستمرّ في إدارة الفوضى، أو الإنهيار، حتى لا يكون الإرتطام مدمّراً وكبيراً. مع أنّ هذه النظريات ساقطة بحكم التحقيقات الدولية والمحلية مع سلامة، وبحكم عدم قدرة الحكومة الموجودة على التمديد له أو تعيين آخر محله، ومع أنّ المَخرج موجود من خلال القانون بحيث يحلّ نائب الحاكم الأول وسيم منصوري محلّه إلا أنّ التخبّط سيّد الموقف.

فجأة عاد إلى الحياة نواب الحاكم الأربعة. إذا كان منصوري هو من يتولّى المسؤولية فلماذا يتصرف هؤلاء مع ما تبقى من سلطة سياسية وكأننا بتنا أمام قيادة جماعية للمصرف المركزي وللأزمة المالية؟ هل يحلّ نائب الحاكم الأول محلّ الحاكم ويتمتع بكامل صلاحياته؟ هل ينتقل إلى مكتب الحاكم أم يبقى في مكتبه؟ وهل تمّ تغيير ونفض أثاث مكتبه؟ كيف تكون علاقته مع النواب الآخرين؟ هل يمكن أن يتفرّد بالقرار أم يعتمد التشاور مع النواب الثلاثة من خلال عقد اجتماعات للمجلس المركزي لتغطية القرارات التي يمكن اتخاذها؟ كيف يمكن أن يضع مع نوابه خطة للخروج من الأزمة بينما توليه المسؤولية يبقى موقتاً وظرفياً بعكس ما يكون عليه الوضع مع الحاكم المعيّن لستة أعوام والمحصّن بحكم حصانة الموقع؟ التجربة المتواضعة للنائب الأول للحاكم ورفاقه النواب تنمّ عن فوضى في مواجهة الأزمة وعن تخبّط في القرار بحيث لم يقدّموا أي خطة إنقاذية بل مجرّد أفكار وطروحات لا ترتقي إلى مستوى الخطة وهم لم يجاهروا بأن لديهم مثل هذه الخطة. على العكس تهيبوا المسؤولية وظهروا وكأنّهم عاجزون عن ملء الفراغ، وكأنّ سلامة كان يدير اللعبة كلاعب منفرد لا يمكن الحلول محله، وهم بذلك أقرب إلى إعلان العجز عبر التهديد بالإستقالة مع المطالبة بدعم سياسي يغطّي الفشل وكأنّهم يريدون إشراك الحكومة العاجزة أصلا ومجلس النواب في تحمّل مسؤولية الإنهيار الكبير الذي سيتفرّج عليه سلامة بعد 31 تموز.

خطر الفراغ في اليرزة

ما يحصل على مستوى مواجهة الفراغ في حاكمية مصرف لبنان لا يقارن بما يمكن أن يحصل مع الفراغ المتوقّع في المؤسسة العسكرية بعد 10 كانون الثاني. إذا كان هناك نائب أول للحاكم يتولّى المسؤولية فإنّ انتقال القيادة غير متوفر في الجيش بحكم عدم وجود رئيس للأركان وعدم قدرة الحكومة على تعيين قائد للجيش قبل انتهاء ولاية عون، أو رئيس للأركان. هذه التعيينات تتطلّب حضوراً سياسياً كاملاً من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة، وتدابير مرافقة داخل الجيش تنتج عن رتبة الضابط الذي يتم اختياره لتولّي القيادة. فكيف إذا كانت كل هذه الآلية مفقودة؟ ومن هنا يمكن العودة إلى التحذير الذي أطلقه العماد جوزاف عون وحدّد فيه أن لا أحد يتولّى القيادة إلا رئيس الأركان. إذا كانت تداعيات الأزمة المالية تُكمِّل حال الإنهيار الحاصل فإنّ تداعيات الفراغ على مستوى قيادة الجيش تبدو أخطر وأعمق. فالجيش في ظل القائد جوزاف عون لا يزال مؤسسة متماسكة على رغم الطعنات التي يتلقّاها وهو لا يزال يمسك بالوضع الأمني على الحدود وفي الداخل. ولذلك إنّ أي إخلال بالأمن سيكون كارثياً على مستوى لبنان كله بحيث قد لا تكون هناك قدرة على احتوائه. فكل النظريات حول تكليف ضابط من أعلى الرتب بمهمام القيادة لم يظهر أنها سالكة. ولذلك ينقسم المشهد السياسي الأمني بين نظريتين: أن تنتهي ولاية العماد جوزاف عون ويذهب إلى التقاعد من دون بديل عنه ويبدأ الإنحلال الأمني، أو أن يتمّ انتخاب رئيس للجمهورية تحت ضغط تجنب الوقوع في الفوضى الكبرى التي يمكن أن تحصل، حيث أنّ الدخول في هذه الفوضى لن يكون خاضعاً للضبط والإحتواء في ظلّ عدم وجود سلطة عسكرية أو سياسية.

ولكن هل من مصلحة الذين يعطّلون جلسات انتخاب الرئيس أن يتخلوا عن التعطيل؟ أم أنّهم سيستمرّون في تدمير آخر معالم الدولة والجمهورية بحثاً عن رئيس واحد لا غير يحمي ظهر «الحزب» و»عندو ركاب» كما قال السيد حسن نصرالله؟ وبالتالي هل الإنهيار يحمي «الحزب»؟ وهل الحرب المفتوحة ضد ترشيح العماد جوزاف عون، ومنع انتخاب أي مرشح آخر غير سليمان فرنجية، هي الحل بالنسبة إلى المحور الممانع؟

خمسة أشهر تفصل بين الفراغ في حاكمية مصرف لبنان و»حاكمية» قيادة الجيش. منذ بيان نيويورك السعودي الأميركي الفرنسي في 22 أيلول 2022 قبل انتهاء ولاية الرئيس عون، إلى بيان الإتحاد الأوروبي حول لبنان، وبيان اللجنة الخماسية في الرياض في 17 تموز الحالي، إلى مناقشة تنفيذ القرار 1701 في مجلس الأمن في 20 تموز الحالي، ثمة نقاط مشتركة تركّز على اهتمام المجتمع الدولي بإنقاذ لبنان وعلى انتخاب رئيس للجمهورية وخطة إنقاذ وعدم الإفلات من العقاب في قضية تفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020، وعلى تنفيذ القرارات الدولية 1559 و1680 و1701 التي تهدف إلى نزع سلاح «حزب الله» واستعاد سيادة الدولة اللبنانية وضبط الحدود، كلّها محطات لا يمكن أن تنتج حلّا إلّا إذا اقترنت بالعودة إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس جديد للجمهورية والإنتهاء من مسرحيات التعطيل باعتبار أن الفوضى أخطر من الفراغ قبل الوصول إلى الفوضى الكبرى وربما الإنفجار الكبير.

 

الصندوق السيادي في “حلّته التشريعية”… وهذه عناوينها

أكرم حمدان/نداء الوطن/22 تموز/2023

من المقرّر أن تُنهي لجنة المال والموازنة الأسبوع المقبل الصيغة النهائية لاقتراح قانون الصندوق السيادي، بعدما قطعت شوطاً متقدّماً في الجلسات السابقة، انطلاقاً من عمل اللجنة الفرعية على دمج الاقتراحات الأربعة التي قدّمتها أربع كتل نيابية كبرى في المجلس النيابي وتوحيدها، هي: تكتل «لبنان القوي»، «التنمية والتحرير»، «الجمهورية القوية» و»اللقاء الديموقراطي». وأكد رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان «الحرص على التعامل مع هذا القانون بتجرّد من أي خلفية سياسية نظراً لما يمثّله من أمل للبنان ومساهمة جديّة لاستعادة الثقة به مالياً واقتصادياً بالتزامن مع تطبيق الإصلاحات البنيوية المطلوبة». وقال كنعان لـ»نداء الوطن»: «بانطلاق مرحلة التنقيب عن النفط والغاز، تأتي أهمية هذا القانون، ليس على صعيد قرب المردود، إنّما بإعطاء إشارة إيجابية للمؤسسات الدولية وللمستثمرين والمجتمع الدولي ككلّ، بأنّ لبنان أعدّ العدّة من خلال نظامه التشريعي لقانون شفّاف، وفقاً للمعايير الدولية ومبادئ سانتياغو لصندوق النقد الدولي، يمكّنه أن يخطو خطوة إصلاحية جديدة ومتطوّرة في هذا الإتجاه، وهذا تحدٍّ في بلد تتنازعه الطائفية والمحاصصة بأنه يستطيع إنجاز قانون يُناقض كل ذلك، وللمرة الأولى في تاريخ لبنان تحصل تجربة كهذه».

ورأى أنّ «هذه التجربة الفريدة من نوعها قد تكون خشبة الخلاص للبنان على مستويات عدّة، والرهان على تجارب كهذه تفتح الباب لإصلاح كبير في الإدارة وفي مجالات التوظيف في القطاعين العام والخاص، كذلك هذه التجربة تُعطي ثقة للمجتمع الدولي الذي يتطلّع نحونا بعين الريبة نتيجة العثرات التي مررنا بها، لذلك لنا مصلحة في إنجاح هذه التجربة بعيداً من المحاصصة والطائفية التي تُدمّر كل شيء».

وعلمت «نداء الوطن» أنّ اللجنة الفرعية التي عملت على هذا الاقتراح برئاسة كنعان، ركّزت على التوصل إلى نظرة واحدة من قبل الكتل الأربع التي تقدّمت بالاقتراحات، وتجاوز كل الأمور التي تُعرقل، لجهة توزيع المناصب وإعطاء الإستقلالية لهذا الصندوق بمجلس إدارة كفوء يتمتع بسنوات خبرة من 10 إلى 15 سنة، وهذه المواصفات العالية تليها صلاحيات قيام مجلس الإدارة بعمليات الاستثمار وإدارة المحافظ وكل الأعمال من دون العودة إلى السلطة السياسية، وحتى العائدات تذهب منها 80% للإدخار والاستثمار، أي للأجيال المقبلة والـ20% المتبقية يؤخذ بها لمحفظة التنمية ومنها لموازنة الدولة على مشاريع منتجة توظّف لتنمية الاقتصاد اللبناني والوضع الاجتماعي بمردود وليس هبات تُوزّع بالسياسة.

ووفق المعلومات، فإنّ كل المردود المتأتّي، بما فيه العائدات الضريبية، سيوضع في الصندوق، ثم يُوزّع على محفظتي الاستثمار والادّخار والتنمية، ولا يُصرف أي مبلغ من محفظة التنمية إلا بمشاريع منتجة ومن خلال موازنة مقرّة، وهو لا يلحظ أي تغطية للدين.

وتُشير المعلومات إلى وجود أكثر من رأي ووجهة نظر لجهة الاستفادة ولو بنسبة معينة من الفائض لمعالجة الدين العام، وكذلك وجود آراء عدّة حول مسألة السيادة والمعايير الدولية، حيث بيّنت التجربة وآراء الخبراء الأجانب الذين استمعت إليهم اللجنة الفرعية، أنّه سيكون هناك تكامل بين المعايير الدولية وممارسة اللبنانيين حقهم في الإدارة. وقامت اللجنة الفرعية بعمل مضنٍ، خصوصاً في موضوع المرجعية الدستورية لمجلس الإدارة المقترح، حيث يربط اقتراح تكتل «لبنان القوي» المرجعية الدستورية برئاسة الجمهورية، بينما يربط اقتراح كتلة «التنمية والتحرير» المرجعية بوزارة المالية، أمّا اقتراح «الجمهورية القوية» واقتراح «اللقاء الديموقراطي « فقد ربطا المرجعية بنظام مركّب. ووفق تقرير اللجنة الفرعية، يتولّى إدارة الصندوق مجلس إدارة مؤلّف من ثمانية أعضاء متفرّغين، ومن بينهم الرئيس ونائب الرئيس المتخصّصان من القطاع الخاص من ذوي الخبرة بما لا يقلّ عن خمس عشرة سنة في مجالات الاستثمارات الدولية في صناديق ومحفظات لا يقلّ رأس مالها عن مليار دولار أميركي، يعيّنون بمرسوم في مجلس الوزراء لمدّة خمس سنوات ويجوز إعادة تعيينهم لمرّة واحدة فقط. يعهد مجلس الوزراء إلى مؤسسة دولية للتوظيف متخصّصة في القطاع العام بما لا يقل عن خبرة عشر سنين في القضايا المالية والاقتصادية والاستثمارية، أمر اختيار عدد من المرشحين المقبولين لا يقلّ عن 15 مرشحاً يعيّن منهم مجلس الوزراء ثمانية مرشحين. ويخضع ترشيح واختيار وتعيين أعضاء مجلس الإدارة للقواعد والمعايير المبيّنة في القانون.

 

فرنسا: لا أحد يوقف مهمّتنا في لبنان

مرلين وهبة/الجمهورية/22 تموز/2023

أكّد مصدر ديبلوماسي فرنسي لـ«الجمهورية»، انّ فرنسا تتحرّك باستقلالية في لبنان، ولا تسمح لأي فريق او دولة بإيقاف تحرّكها او مهمّاتها. ويقول: «في الوقت الذي لم يعد لبنان أولوية بالنسبة الى الخارج فإنّه ما زال أولوية بالنسبة الى فرنسا والرئيس ايمانويل ماكرون شخصياً الذي يتواصل يومياً مع الديبلوماسية الفرنسية في لبنان للاطلاع على التطورات». ويضيف: «انّ فرنسا تولي أهمية كبرى لشخص سفيرها في لبنان، وهي لهذه الغاية تختاره بدقّة وعناية، ولذا اختارت سفيرها الحالي في تركيا Hervι Magro الذي يتمتع بقدرات مميزة وبسيرة غنية بالمهمّات الدقيقة، لتعيينه سفيراً في لبنان وسيتسلّم مهمّته بداية كقائم بأعمال السفارة الفرنسية منتصف آب المقبل في انتظار انتخاب رئيس للجمهورية وتسليم اوراق اعتماده سفيراً اليه، فيما ستغادر السفيرة الحالية آن غريو التي ستشغل منصب مديرة منطقة شمالي إفريقيا والشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية.

يكشف المصدر الديبلوماسي الفرنسي، انّ الاسباب التي قد تعوق عودة الموفد الرئاسي جان ايف لودريان إلى لبنان حالياً هي اسباب تقنية ولوجستية بحتة، نظراً لضغط المواعيد في أجندته وضرورة تنسيقها في المنطقة قبل هذه العودة. ويضيف: «لا يمكن حتى الساعة تقييم المبادرة التي سيقوم بها لودريان او كيف سيكون شكلها»، مشدّداً على انّه في غياب طرح جديد ما زال الطرح الفرنسي قائماً، إلّا انّ هناك امكانية لطرح جديد من خلال دعوة إلى الحوار إنما ليس حواراً تقليدياً على الطريقة اللبنانية، بمعنى انّه لن يكون هناك حوار يجمع الاطراف حول طاولة مستديرة بل سيكون حواراً ثنائياً بين لودريان والأفرقاء المعنيين بتحريك الملف الرئاسي.

ويؤكّد المصدر انّ عودة لودريان الى لبنان «حتمية وطبيعية» لأنّه البلد المعني بمهّمته «إلاّ انّه سيعود بالتأكيد عندما يكون الحل جاهزاً». الّا انّ موعد عودته يتغيّر تواريخه يومياً نظراً لتسارع الأحداث والتطورات بين لحظة واخرى ونظراً لتضارب مواعيد اجتماعاته في المنطقة. اما بالنسبة الى وظيفته الجديدة كمدير للوكالة الوطنية في التنمية في منطقة العلى السعودية فستبدأ في أواخر السنة، بمعنى انّه فيما هو مبعوث رئاسي خاص لديه الوقت الكامل لإنجاز مهمّته اللبنانية الرسمية الرئاسية الخاصة. فوظيفته الجديدة لا تلغي مهمّته الرئاسية علماً انّه لن يستطيع التوقف عن مهمّته الاّ بإشارة من الرئيس الفرنسي الذي كلّفه ايّاها.

مهمتنا مستمرة

واكّد المصدر انّ فرنسا لا تسمح لأحد بالتدخّل في عملها في لبنان ولا تنتظر اشارة من اي دولة لإيقاف مهمّتها فيه، ولن تسمح لأي دولة بالتدخّل في عملها ومنعها من المبادرات واستكمال مهماتها. مشيراً الى أن ليس هناك تصرف من هذا النوع تجاه فرنسا من الدول الصديقة لها او للبنان، بل انّ فرنسا كانت وما زالت تتحرّك باستقلالية في لبنان.

اما بالنسبة الى المشكلات الداخلية في فرنسا والتي يُقال انّها تفرمل او تعوق او تؤخّر مهمّتها في لبنان فيؤكّد المصدر «انّ تلك المشكلات تتمّ معالجتها. ففرنسا دولة عظمى ولا تمنعها مشكلاتها الداخلية من إثبات وجودها وموقعها ودورها في العالم».

وعن تأثير الشراكة السعودية ـ الفرنسية على الملف اللبناني، يقول المصدر انّ الدولتين اشترطتا، إو بالاحرى، اتفقتا على عدم ربط الملف اللبناني بالعلاقات الاستراتيجية بينهما، علماً انّ هذا الملف لم يعد أولوية بالنسبة الى السعودية، فيما لم يزل اولوية لدى فرنسا وتحديداً لدى رئيسها ماكرون. واضاف: «لمن لا يعلم، فالرئيس الفرنسي يسأل يومياً عن التطورات في لبنان، لا سيما منها تلك المتعلقة بالملف الرئاسي، وانّ السفيرة الفرنسية كانت قد عبّرت بصراحة (في مناسبة الاحتفال في لبنان بالعيد الوطني الفرنسي) عن هذا الاهتمام الفرنسي وعن قلق دولتها على مستقبل لبنان واللبنانيين في الوقت الذي اعتبر البعض خطابها قاسياً جداً».

فرنسا تمنّن لبنان!

وأوضح المصدر الفرنسي انّ خطاب السفيرة الفرنسية «ليس تأنيباً اكثر مما هو تعبير بصريح العبارة عن خيبة امل ووضع الإصبع على الجرح. فالسفيرة صريحة بطبيعتها، ولذلك صارحت الجميع بأنّ لبنان وعلى عكس ما يتمّ الترويج له ليس معافى اطلاقاً وليس معافى اقتصادياً خصوصاً، الامر الذي يوعي اللبنانيين على الأزمة لكي لا يعيشوا في حالة إنكار للواقع».

ولفت الى انّ رسالة السفيرة تجاه سوريا «كانت ايضاً قاسية عندما اعلنت جهاراً أنّ سوريا تتحوّل دولة مخدرات، أي «مصدّرة للمخدرات»، والسفيرة تعلم جيداً كيف تكون دولة المخدّرات وكيف تعمل، خصوصاً انّها كانت سفيرة سابقة في المكسيك قبل تولّيها مهماتها في لبنان. وذلك رداً على الحملة الإعلامية التي طاولت التحرّك الفرنسي من نيسان حتى حزيران، وتحديداً على إثر خطاب السفيرة الفرنسية، ارادت ان تذكّر اللبنانيين بما فعلته فرنسا طوال عقود للبنان وليس للتمنين بل للدفاع، خصوصاً عندما ذكّرت بما قدّمته للبنان في قطاعات التعليم، الصحة، المؤسسات الامنية والعسكرية، التربية، مساندة الجيش والقوى الامنية والثقافة والمحافظة على التراث والاعلام ومكننة الارشيف في كافة القطاعات… لكن البعض اعتبره تمنيناً».

في المعلومات، انّ السفيرة الفرنسية ستغادر لبنان منتصف آب ليتولّى مهمّة القائم بأعمال السفارة السفير الحالي في تركيا هيرفيه ماغرو، الذي يصل منتصف آب إلى لبنان، وذلك بعدما تمّ الاتفاق مع وزارة الخارجية والشؤون البروتوكولية على الصيغة المناسبة في ظلّ عدم وجود رئيس الجمهورية. علماً انّ الوضع كان مماثلاً مع السفير الفرنسي ايمانويل بون عام 2016 قبل انتخاب الرئيس ميشال عون.

وحسب المصدر، فإنّ تعيين ماغرو لهذا المنصب يدل إلى انّه شخص يتمتع بقدرات مميزة وبثقة الرئيس والدولة الفرنسية. وهذه سيرته الذاتية:

هيرفي ماغرو، ولد في 30 كانون الاول 1960

مِهَن:

– حزيران 2020: تولّى منصبه في السفارة الفرنسية في تركيا

– 2016 – 2020: مدير المحفوظات

– 2013 – 2016: القنصل العام في القدس

– 2009 – 2013: القنصل العام في اسطنبول

– 2007 – 2009: إعارة إلى شركة جروباما

– 2004 – 2007: نائب مدير الحكم الديموقراطي، مديرية التعاون الدولي والتنمية

– 2002 – 2004: رئيس إدارة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مديرية التعاون الدولي والتنمية

– 1998 – 2002: السكرتير الأول للتمثيل الدائم لفرنسا لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف

– 1994 – 1998: السكرتير الثاني في واشنطن ثم السكرتير الأول في المنصب نفسه

– 1991 – 1994: في الإدارة المركزية، مديرية شؤون الموظفين ثم الموارد البشرية

– 1988 – 1991: السكرتير الثالث في أنقرة ثم السكرتير الثاني في المنصب نفسه

– 1986 – 1988: مديرية آسيا وأوقيانوسيا.

تَشْكيل

– درجة الماجستير في التاريخ.

– ديبلوم من المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية (التركية).

 

اللبنانيون خائفون ويشدون الأحزمة قبل “الارتطام الكبير”

غسان حجار/النهار/22 تموز/2023

ما بين نواب حاكم مصرف لبنان الذين يصيبهم الذعر من تولي المسؤولية، ويتقدمون بخطط تعجيزية في الاسبوع الاخير من ولاية الحاكم رياض سلامه، وما بين انشغال السياسيين بتصفية الحسابات في ما بينهم، وغيابهم عن اي خطة اصلاحية، وعن اقرار القوانين المسماة اصلاحية، ورفضهم خطة صندوق النقد الدولي من دون تقديم البديل، تبدو البلاد ماضية نحو انهيار لم تكتمل فصوله في العامين 2019 و2020، وسط تفشي الخوف من انهيار جديد في سعر صرف الليرة اللبنانية في مقابل الدولار، وارتباك بدأ يسود الاسواق المالية. فالناس على اختلاف مستوياتهم، بدوا في الايام الاخيرة غير راغبين بالتفريط في دولاراتهم، وهم “يتخلصون” مما لديهم من ليرات متبقية خوفا من ان تفقد قيمتها اكثر فأكثر، والصرافون يتخوفون من بيع مخزونهم بعدما تراجعت حركة بيع الدولار، ووسط الرهبة من نهاية ولاية الحاكم خلال الاسبوع المقبل. هل للخوف مبررات منطقية؟ بالتأكيد نعم. فكلام نواب الحاكم لا يوحي بالثقة، خصوصا انهم يحاولون التملص من المسؤولية، ويلوحون باستقالة باتت حتمية، لتتحول الحاكمية الى تصريف الاعمال، بما يعطل كل المصالح في البلاد. ويأتي ثانيا كلام هؤلاء عن الغاء منصة صيرفة، التي رغم كل ما يقال عنها، وعن تحقيقها فوائد ومنافع للمصارف تحديدا، فانها لا تزال تشكل المتنفس الوحيد لموظفي القطاع العام والعسكريين وغيرهم. وبالغائها، رغم التخطيط لمنصة اخرى، غير واضحة المعالم، وتحتاج الى ستة اشهر على الاقل، سيزداد وقع الضغط الاجتماعي على هؤلاء بما يعرض الامن الاجتماعي للخطر، ويهدد المؤسسات الامنية الصامدة بـ “طلوع الروح”.

والكلام اياه، بدأ ينعكس ارتباكا في الاسواق وارتفاعا في سعر الصرف، يجهد مصرف لبنان لضبطه على الاقل في الايام الاخيرة من ولاية حاكمه، رغم انكفائه عن شراء الدولارات من الاسواق بالكمية المعتادة.

ويتبع نواب الحاكم، السياسة اياها التي يعتمدها “اهل المنظومة” اذ يعارضون كل ما هو قائم، وهم كانوا الى الامس القريب شركاء فيه. وما كلام نواب الحاكم في اجتماع لجنة الادارة والعدل قبل يومين، عن اعتراضهم الدائم على سياسات مصرف لبنان من دون اخراج معارضتهم الى العلن، ما هو الا محاولة القفز من القطار قبل الوصول الى الاصطدام الكبير. اذ ان المعارضة المحكي عنها، لم تتمكن من الاعتراض الجدي او تعطيل اي قرار للحاكم، بل ان هؤلاء وقعوا على كل المحاضر، وقبلوا بالقرارات مقابل كل الانعامات التي كان سلامة يفيض بها عليهم. وهذا في ذاته تواطؤا وشراكة في الجريمة، ولا يمكنهم تاليا اقناع الناس بمعارضتهم التي ما تجرأوا على البوح بها الا عندما اوشك الحاكم على المغادرة. صحيح ان طرح التمديد لرياض سلامه في غير محله بعد كل الضجيج والالتباسات والتهم الموجهة اليه، لكن ضعف الثقة بطبقة سياسية لم تتمكن في اربع سنين من تحقيق اي تغيير او اصلاح، والخوف من عدم كفاءة نواب الحاكم، باتا يدفعان كثيرين الى المطالبة بابقاء سلامه في موقعه الى حين، بعدما تمكن من تحقيق استقرار واضح خصوصا في الاشهر الاربعة الاخيرة.

السياسيون يتهربون من المسؤولية تارة بالتبرؤ من سلامه واتهامه بالفساد، والتخويف منه، وتارة اخرى  برمي المسؤولية كاملة عليه والتخويف من ذهابه. وبذلك يثبت هؤلاء تخبطهم في اتخاذ اي قرارات نافعة. المسيحيون، وتحديدا الموارنة، الذين يشغلون هذا الموقع، غارقون في المزايدات الشعبية تارة، والسياسية اطوارا، وعينهم على الخارج، لا يريدون اغضاب باريس، وفي الوقت عينه، يتصارعون حول هوية البديل، فيعطلون ويدفعون الى الفراغ والى توسعة حفرة الازمة. هؤلاء واولئك يفتشون عن كبش محرقة او ذبيحة مساقة الى الذبح، لعدم انكشافهم، وظهور هزالتهم، وغيابهم الفاقع عن السياسات المالية، وضعف ادارتهم لكل هذا الملف. يخوفون الناس من بقاء رياض سلامه ، ويخوفونهم من غيابه. واللبنانيون قابعون ويعانون من “تحت الدلفة لتحت المزراب” وقد عادوا الى شد الاحزمة خوفا من الارتطام الكبير الذي ظنوا انه بات وراءهم، فاذ به يحاصرهم من جديد. فهل يضيع الاستقرار مع ذهاب سلامه، ام ثمة من يتحمل المسؤولية بجدية؟ التجربة اللبنانية لا توحي بالمسؤولية وبالجدية، بل تنبىء بالانهيارات المتتالية.

 

lرؤية الحزب الجديدة: لبنان وطن نهائيّ ولا بديل عن الطائف

قاسم قصير/أساس ميديا/الأحد 23 تموز 2023

على الرغم من أنّ الحزب لم ينجز وثيقته السياسية الثالثة كي يتمّ إعلانها في مؤتمر عامّ، فإنّ المواقف التي أطلقها مسؤولو الحزب أخيراً، سواء بشكل علني أو في اللقاءات الخاصّة، تؤكّد أنّ الحزب توصّل إلى مجموعة ثوابت سياسية يعمل على أساسها في هذه المرحلة وستشكّل المبادىء الجديدة التي يستند إليها في رؤيته المستقبلية.فما هي أبرز هذه الأسس والمبادىء؟ولماذا اعتمد الحزب هذه الرؤية اليوم بانتظار إطلاق وثيقته السياسية الثالثة؟

قبل الإجابة على هذه الأسئلة لا بدّ من التذكير أنّ الوثيقة السياسية الأولى التي اعتمدها الحزب عند انطلاقته هي "الرسالة المفتوحة" التي أُطلقت في 16 شباط من عام 1985 خلال مؤتمر صحافي للناطق الرسمي باسمه آنذاك العلّامة السيّد إبراهيم أمين السيّد، الذي يتولّى اليوم رئاسة المجلس السياسي في الحزب، وتضمّنت هذه الوثيقة الرؤية الفكرية والسياسية للحزب التي تؤكّد الالتزام بولاية الفقيه والدعوة إلى قيام الدولة الإسلامية ومواجهة الاستكبار العالمي والنظام اللبناني آنذاك.

لكن بعد 24 سنة على تلك الوثيقة أطلق الحزب الوثيقة السياسية الثانية في تشرين الثاني من عام 2009 بعد تطوّرات كبيرة داخلياً وخارجياً وتغييرات على المستوى التنظيمي والفكري للحزب الذي لم يتخلّ عن الالتزام بولاية الفقيه والمقاومة، لكنّه قدّم رؤية جديدة لعلاقته بالدولة في لبنان وتخلّى عن الدعوة إلى قيام الدولة الإسلامية عمليّاً وانخرط في النظام اللبناني بكلّ تجلّياته، وتميّزت الوثيقة السياسية الثانية بلغة جديدة داخلياً وخارجياً.

الحزب مع الانفتاح على كلّ الدول العربية والإسلامية وأن تكون للبنان علاقات مع كلّ دول العالم (باستثناء الكيان الصهيوني)، وودعوته إلى الانفتاح على الشرق لا تعني تخريب العلاقة مع الغرب

17 تشرين 2019.. واتفاق الصين

منذ عام 2009 إلى اليوم شهدت مسيرة الحزب تطوّرات خارجية، ولا سيّما بعد تعاظم دوره الإقليمي والمشاركة في الحرب في سوريا، وأخرى داخلية كان أهمّها الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول من عام 2019 وتفاقم الأزمة الاقتصادية والماليّة والسياسية، وصولاً إلى الاتّفاق السعودي - الإيراني وتغيّر الأوضاع في المنطقة.

كان من المفترض أن يقدّم الحزب رؤيته السياسية الجديدة لمواكبة كلّ هذه المتغيّرات، لكنّ قيادة الحزب فضّلت تأجيل ذلك نظراً للتطوّرات الداخلية وتأزّم الأوضاع، واتجهت إلى إطلاق سلسلة مواقف ومبادئ يلتزم بها الحزب اليوم وتردّ على الإشكالات والأسئلة التي تُطرح عن دوره ورؤيته المستقبلية.

من هذه المبادئ والأسس التي ترد على لسان المسؤولين فيه أو يتمّ الحديث عنها خلال اللقاءات مع المسؤولين في الحزب:

- أوّلاً: الالتزام الكامل بنهائية الكيان اللبناني ورفض التقسيم والفدرالية وأيّ تغيير في النظام الحالي.

- ثانياً: الالتزام الكامل باتفاق الطائف وعدم المطالبة بأيّ تغيير في بنوده والدعوة إلى تطبيقه بالكامل. في ضوء ذلك وفي حال حصل توافق وطني على إجراء بعض التعديلات الدستورية يكون الحزب جاهزاً لذلك، والمطلب الوحيد الذي يطرحه الحزب اليوم خفض سنّ الاقتراع إلى 18 سنة.

- ثالثاً: الاستعداد للحوار في الاستراتيجية الدفاعية، والحزب لديه رؤية كاملة في هذا الإطار، وهو مستعدّ لطرحها في أيّ مؤتمر يُعقَد، سواء قبل انتخاب رئيس الجمهورية أو بعده.

- رابعاً: الانفتاح والحوار مع كلّ الأطراف السياسية والحزبية، سواء في مؤتمر وطني داخلي أو في مؤتمر برعاية عربية أو دولية، والهدف الأساس هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية يُطمئن المقاومة ويكون قادراً على تبنّي مشروع الإنقاذ ومعالجة المشكلات الأساسية في البلاد.

- خامساً: الحوار مع كلّ المرجعيات الدينية والمؤسّسات الثقافية والحوارية في كلّ الهواجس والمخاوف، لكنّ الحزب يرفض مشروع الحياد والفدرالية ولا يشارك في أيّ مؤتمر أو ورشة عمل تتعلّق بهذا الأمر، لكنّه لا يمانع إجراء حوار في دوره الإقليمي وعلاقات لبنان العربية والدولية.

على الصعيد العربي والإسلامي يدعم الحزب الاتفاقات الجديدة بين الدول العربية والإسلامية، ويرفض المساس بأمن الدول واللجوء إلى العنف للتغيير

الانفتاح على العرب... ومواجهة الفساد

- سادساً: الحزب مع الانفتاح على كلّ الدول العربية والإسلامية وأن تكون للبنان علاقات مع كلّ دول العالم (باستثناء الكيان الصهيوني)، وودعوته إلى الانفتاح على الشرق لا تعني تخريب العلاقة مع الغرب.

- سابعاً: الحزب لا يطرح نفسه بديلاً عن أحد على الصعيد السياسي، وهو مستعدّ للتعاون مع كلّ القوى الإصلاحية والتغييرية لإصلاح النظام اللبناني ومواجهة الفساد ضمن آليّات مجدّدة ومن ضمن المؤسّسات الدستورية، ولا يدعو إلى الانقلاب على النظام الحالي أو طرح مشروع بديل.

- ثامناً: على الصعيد الاقتصادي والمالي يدعو الحزب إلى اعتماد أسس جديدة تعيد الثقة بالنظام الماليّ وتبني اقتصاداً جديداً من خلال دعم الزراعة والصناعة وتعزيز دور الدولة في كلّ المجالات.

- تاسعاً: في ما يرتبط بالمقاومة والصراع مع العدوّ الصهيوني، ما يزال الحزب متمسّكاً بثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، ويلتزم بما تقرّره الدولة بشأن الحدود، لكنّه لن يتخلّى عن دعم الشعب الفلسطيني والمقاومة، ويؤكّد أنّ خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لمواجهة العدوّ الصهيوني.

- عاشراً: على الصعيد العربي والإسلامي يدعم الحزب الاتفاقات الجديدة بين الدول العربية والإسلامية، ويرفض المساس بأمن الدول واللجوء إلى العنف للتغيير، ويؤكّد أهميّة التعاون العربي والإسلامي لمواجهة كلّ التحدّيات الجديدة، وخصوصاً المسّ بالمقدّسات الدينية والسعي إلى تغيير القيم الاجتماعية والدينية.

- حادي عشر: يدعم الحزب الحوار الإسلامي – المسيح،  ويؤكّد انخراطه في كلّ الأنشطة الحوارية، ويدعم المؤسّسات والمرجعيات الدينية الناشطة في مجال الحوار.

هذه أبرز الأسس والمبادىء التي يلتزمها الحزب اليوم، وقد تحدّث المسؤولون عنها بشكل علنيّ متفرّق مؤخراً، وتقوم مؤسّسات ومراكز الحزب بمتابعة الحوار فيها مع مختلف المجموعات والشخصيات الحوارية.

فهل تشكّل هذه الأسس والمبادئ منطلقاً لطمأنة كلّ القوى السياسية والحزبية والمكوّنات الطائفية

ومدخلاً لحوار وطني شامل؟ أم يستمرّ التشكيك في سياسات الحزب من قبل الأطراف الأخرى؟

 

أسئلة اللامركزيّة القاتلة

ابراهيم ريحان/أساس ميديا/الأحد 23 تموز 2023

في الطريق إلى اللامركزيّة في لبنان، ثمّة أسئلة كثيرة تُطرح وحدها، بلا جهد يُذكر وبلا منّةٍ من سائل أو باحثٍ أو ساعٍ. غالباً ما تصطدم التنظيرات بعقبات كبرى، قبل أن تصير واقعاً مرتجى، وهي عقبات في الكثير من الأحيان تغيّر الفكرة نفسها، لتصير نقيضها في عالم التحقّق.

شتّان بين معنيَيْن

مثال على ذلك اللامركزيّة. شتّان بين معنيَيْها، في ظلّ دولة قويّة ومتماسكة، القوانين فيها تحكُم ولا يُحكَمُ عليها، وفي ظلّ دولة مفكّكة ومقطّعة الأوصال. الصلات فيها تقوم على النفعيّة الضيّقة التي تسير في كلّ اتجاه. بينما تسهّل حياة المواطنين وترفع الظلم والتهميش اللاحقَين بالكثير منهم، وتقود البلاد إلى العدالة الاجتماعية المرتجاة، وتساهم في تكوين هويّة وطنية جامعة تسمو فوق الهويّات الإثنية والأقلّوية تحت ظلال دولة قويّة، تنتهي إلى التقسيم والتجزئة وتعزيز الهويّات الضيّقة والقضاء على آخر ملامح الدولة، وتسهم في تردّي أحوال اللبنانيين وتحيل الوطن إلى مجموعة من الهوامش أو الضواحي، في بلاد تكاد تنعدم فيها الثروات الطبيعية، في ظلّ دولة ضعيفة مبدَّدة السيادة، منزوعة الصلاحيّات، و"مهمّشة".

في الحالة الثانية ننتقل إلى أوطان أو كانتونات لا مقوّمات اقتصاديّة لها، ولا أساسيات لقيام شبه دولة فيها وعليها.

اللامركزيّة في لبنان مصطلح غامض وفضفاض يتّسع لتأويلات وتفسيرات كثيرة. وشأنها شأن كلّ المصطلحات والأفكار والعناوين

أبعد من ذلك، تحتاج أوّلاً وقبل كلّ شيء إلى تطهير عرقي أو ديني أو مذهبي، أو حتى ما دون ذلك. ثمّ قبل هذا وذاك كلّه، كيف سيتمّ تحديد نطاق كلّ "لامركزية"، في وطنٍ التقسيمات الإدارية فيه لم تذُق طعم الاستقرار منذ نيّف وقرن، هي عمر الدولة اللبنانية، بل منذ أكثر بكثير من ذلك، أي منذ عهد السناجق العثمانية التي لم تستقرّ على حدود أو حال، وفي الإيغال أبعد في التاريخ شواهد أكثر؟

العبرة في التطبيق؟

هل هي لامركزيّات على صعيد الأقضية، أو حتّى أضيق من ذلك؟ وإذا ما تمّ توسيع اللامركزيّات تلك لتشمل محافظة بقضّها وقضيضها، وهي مهما كبرت واتّسع أفقها تظلّ شحيحة الموارد اقتصادياً وتراوح بين ما يتّصف منها بكثافة سكّانية لا تسعها الجغرافيا، وما يندر فيه وجود تجمّع لندرة السكان، فمن يضمن ألّا نعود إلى الاقتتال بين مكوّنات اللامركزيّة الواحدة: في الجنوب مثلاً بين السُّنّة والشيعة وما بقي من مسيحيين، وفي الجبل بين الدروز والمسيحيين، وفي الشمال بين السُّنّة والمسيحيين، وفي البقاع بين المسيحيين والسُّنّة والشيعة والدروز؟ ما العمل حينها؟ أننقل صراعات الوطن الكبير - الصغير إلى شبه أوطان - كانتونات نطالب فيها بلامركزية ما مجدّداً، حتى نصل إلى درك يصبح فيه كلّ مواطن مع نفر من بنيه دولةً مستقلّةً قائمةً بذاتها على بضعة أمتار مربّعة؟

اللامركزيّة في لبنان مصطلح غامض وفضفاض يتّسع لتأويلات وتفسيرات كثيرة. وشأنها شأن كلّ المصطلحات والأفكار والعناوين، في بلادنا، تحتاج إلى شواهد وأمثلة تطبيقية، لتدنو من أذهان الأقلّيات الإثنيّة وولاءاتها وتوجّهاتها. مصطلح لا يمكن إيراده "حاف" هكذا، بلا نعت أو صفة أو كثير تخصيص.

قد تكون قراءة الرئيس سليم الحصّ الأدقّ والأصوب والأصدق في مسألة اللامركزيّة، إذ تضع الإصبع على الجرح الحقيقي الذي ينزف لامركزيّات وتفكّكاً وانقسامات

أيّة لامركزيّة؟

عن أيّة لامركزية يتحدّثون الآن: السياسية بمعنى الفدرالية، أم الإدارية بمعنى توسيع صلاحيات مجالس الحكم المحلّية (البلديات نموذجاً) أم "الموسّعة" التي تحتاج إلى طائف جديد؟

تدعو غالبية الأحزاب السياسية وأهل السياسة والمجتمع المدني إلى تطبيق اللامركزيّة الإدارية كجزء أو مدخل إلى إصلاح النظام اللبناني، سياسياً وإدارياً واقتصادياً، وحتى اجتماعياً، ويطالبون في سبيل ذلك بتوسيع صلاحيّات البلديّات وسلطاتها، وفي ذلك وجهة نظر قابلة للهضم.

ولكن هل عندنا بلديّات تقوم في أيامنا هذه بأقلّ ما يُمليه عليها الدّستور والقوانين وتتحمّل جزءاً ولو يسيراً من مسؤوليّاتها؟ وقبل ذلك، هل يغفل هؤلاء أنّ عدداً لا يستهان به من "بلديّاتنا" معطّلة منذ انتخابها، لأسباب سياسية حيناً وطائفية حيناً آخر وعائلية - عشائرية في أحايين كثيرة؟ أبعد من ذلك: هل ندفع نحن اللبنانيين ضرائب؟

تداول للتعمية

إنّ تداول مصطلح اللامركزيّة بكثرة هذه الأيام إنّما هو نوع من تضليل المواطنين والرأي العامّ عن الجرح الحقيقي. هو تداول أشبه بالتعمية وأقرب إلى غرز الإصبع في العين، لئلّا تنقشع فداحة ما آلت إليه أحوالنا، أو "اجتماعنا" في الـ30 سنةً الماضية. هو أقرب إلى ما اعتاد الحكّام العظام والدول الكبيرة فعله قبيل تمرير قرار أو مشروع من مشاريعهم العظيمة التي ما تزال راهنةً حتى أيامنا هذه. ولكن ما القرارات العظيمة التي يريد تمريرها من يرمون مصطلح اللامركزيّة أو فتنتها، على طاولة التداول؟ هل هم جادّون فعلاً في الإصلاح والمضيّ قدماً فيه؟

قد تكون قراءة الرئيس سليم الحصّ الأدقّ والأصوب والأصدق في مسألة اللامركزيّة، إذ تضع الإصبع على الجرح الحقيقي الذي ينزف لامركزيّات وتفكّكاً وانقسامات. فبالنسبة له كلّ طرح اللامركزيّة، تحت ظلال دولة مهترئة لا تقوى على اتّخاذ قرار، لا يُعوّل عليه. فتطبيقها في ظلّ دولة كهذه محاولة للانتحار لا للإصلاح. شرط الإصلاحات الحقيقية دولة متماسكة وقويّة ذات سلطة في وطن ذي سيادة، وما خلا ذلك ذرّ للرماد في العيون، وخطوة على طريق الزوال.

 

إلى نوّاب الحاكم: إعملوا بصمت بلا نعمة الإنجازات ونقمة الاخفاقات

د. محمد فحيلي/أساس ميديا/الأحد 23 تموز 2023

إنّ "مخاطبة المواطن اللبناني مباشرة" ومحاولة إطلاعه على تقنيّات السياسات النقدية هما من أخطر ما أسّس له حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في سنوات الأزمة. واليوم وقع نواب الحاكم في هذا الفخّ وسوف يكون من المستحيل الخروج منه. فاللجوء إلى إصدار بيان هو مخاطبة للمواطن وليس مطالبة لمكوّنات الطبقة الحاكمة بإقرار الإصلاحات وتنفيذها.

السياسات النقدية كالسياسات الضريبية والمالية من المستحيل أن يفهمها جيّداً كلّ المواطنين. لذلك يلجأ المواطن إلى المحاسبين المجازين والمحلّفين لاحتساب الضرائب المترتّبة عليه. وجرت العادة أن يذهب المواطن إلى المصرفيّين ليشرحوا له السياسات النقدية التي لها تأثير على الخدمات المصرفية التي يطلبها.

بعدما اتّضحت الصورة لجهة "كلّن يعني كلّن ورياض سلامة واحد منّن"، على ألسنة الثوّار في الشوارع، قرّر قائد أوركسترا السياسات النقدية إحداث تغيير جذري بقواعد الاشتباك على الساحة النقدية وعلى مساحة لبنان. وبطلب من شخص الحاكم بات مصرف لبنان يوجّه تعاميمه وقراراته وبياناته الصحافية مباشرة إلى الشعب اللبناني بعدما كان يوجّهها إلى المصرفيين ومكوّنات الطبقة الحاكمة، وهكذا راح يخاطب الشعب لغاية في نفس يعقوب، ذلك أنّ هذا النهج لا يتناغم مع أدبيّات السلطة النقدية بالشكل ولا بالمضمون.

كانت تعاميم مصرف لبنان تسلك مساراً شائكاً قبل وصولها إلى المواطن، عميل المصرف (الدائن والمدين)، وليس كلّ المواطنين، وكان هذا المسار على الشكل التالي:

لقد أصبح من الضروري العودة إلى أدبيّات التخاطب المؤسِّس لمرحلة ما بعد سلامة

- يُرسَل مشروع التعميم إلى رؤساء مجالس إدارات المصارف عبر جمعية مصارف لبنان لمراجعته وتسجيل الملاحظات عليه.

- عند إتمام الصيغة الأخيرة للتعميم، يوقّعه الحاكم ويرسله إلى رؤساء مجالس إدارات المصارف والمؤسّسات المالية في لبنان ليسلك مسار التطبيق والامتثال لأحكامه. وكانت التعاميم الإجرائية تصدر دائماً عن لجنة الرقابة على المصارف لا عن مصرف لبنان.

- تفادياً لأيّ التباس في الامتثال لأحكام أيّ تعميم صادر عن مصرف لبنان، كان من مهامّ لجنة الرقابة على المصارف الأساسية إصدار التعاميم التنفيذية لتعاميم مصرف لبنان، التي يفترض أن تكون استراتيجيّة وتطلق شرارة انعطافة أساسية في السياسات النقدية، وبهذا يكون تعميم لجنة الرقابة على المصارف تطبيقياً بطبيعته.

- تُحَوّل التعاميم إلى الدائرة القانونية في المصرف ومديرية العمليات للخوض بتفاصيلها وإنتاج آليّة للتطبيق والامتثال.

- بعدئذٍ يتمّ إدخال تعديلات على العقود (عقد وديعة، عقد قرض...) بين المصرف والعملاء بما يتناغم مع أحكام هذه التعاميم. ولا يعلم عميل المصرف بالتغيير في الإجراءات المصرفية إلّا عند طلب الخدمة.

ضُرِب بكلّ هذا عرض الحائط وأصبحت التعاميم التطبيقية والاستثنائية تصدر عن المجلس المركزي لمصرف لبنان أو عن شخص الحاكم بعيداً عن المجلس المركزي وتُوجّه إلى المواطن ليكون هو الحكَم والحاكم، وأُبْطِل دور لجنة الرقابة على المصارف نهائياً خلال سنوات الأزمة من دون أن يحاول أحد ما أن يتوقّف عند هذه الظاهرة الاستثنائية في أداء السلطة النقدية.

إذا أراد نواب الحاكم الإصلاح، فليتوجّهوا بصمت ومهنيّة إلى السلطة صاحبة الاختصاص، مجلس النواب أو مجلس الوزراء، والتحاور معها ومطالبتها بإقرار الإصلاحات

هل يؤسَّس نهجٌ جديد؟

لن يستطيع نواب الحاكم اليوم التأسيس لنهج جديد ومختلف للتواصل. حُكم عليكم، يا سعادة النواب، بمخاطبة فخامة الشعب مباشرة وبلغة يفهمها. فهل أنتم على استعداد لذلك؟!

إضافة إلى ذلك، هل نتوقّع أن يستمرّ تهميش دور لجنة الرقابة على المصارف في أداء دورها الأساسي في الرقابة؟

إنّ إيجاد الجواب على سؤال: "من سوف يتولّى رئاسة السلطة النقدية بعد رياض سلامة؟"، ليس بكافٍ لإطلاق عجلة ترميم الثقة بين المواطن اللبناني والسلطة النقدية. وليس المقصود هنا المودع اللبناني فقط. يجب العودة إلى تعزيز وتفعيل وتمكين المصارف من تعميم نهج "الشمول الماليّ" لأنّ كلّ ما شاهدناه في السنوات الماضية هو "الاستبعاد الماليّ" الذي عزّز اقتصاد الكاش وأعطى مساحة إضافية للمضاربين وتجّار المال للتحكّم بالاستقرار النقدي. والأهمّ والأخطر أنّه أفرغ المصارف من الحسابات المصرفية وأفقدها دورها في الاقتصاد.

إضافة إلى ذلك، كان من سلبيّات ما أنتجه هذا النهج في التخاطب بين السلطة النقدية والشعب اللبناني تصاعد أعداد الخبراء الذين تستقبلهم الشاشات لشرح الأسباب الموجبة للسياسات المالية والنقدية، والذين يقدّمون قراءة في أخلاقيات وممارسات وقرارات نواب الحاكم. وقد وصل عددهم إلى أربعة ملايين نسمة. ومن أهمّ إنجازات هؤلاء وضع كلّ مواطن لبناني تحت رحمة قدرة المضاربين على استغلال واستثمار الضبابية التي تنتج عن تحليلاتهم.

لقد أصبح من الضروري العودة إلى أدبيّات التخاطب المؤسِّس لمرحلة ما بعد سلامة.

إذا أراد نواب الحاكم الإصلاح، فليتوجّهوا بصمت ومهنيّة إلى السلطة صاحبة الاختصاص، مجلس النواب أو مجلس الوزراء، والتحاور معها ومطالبتها بإقرار الإصلاحات.

أمّا التوجّه إلى فخامة المواطن من خلال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، فلا يخدم إلا مصالح من يرغبون بالاصطياد في الماء العكر.

 * خبير المخاطر المصرفية والباحث في الاقتصاد

 

القوى الأمنيّة والأمن المفقود والسلاح المتفلّت ... الضاحية الجنوبية تطلب الدولة... A La Carte

نوال نصر/نداء الوطن/22 تموز/2023

إنها الإنتقائية. إنه زمن لا يفطن فيه من يظنون أنفسهم أقوياء إلى مياه الينبوع إلا عند الحاجة. إننا في عمق الضاحية الجنوبية. ثمة مناطق مقفلة في لبنان على ثنائية وكثير كثير من الفوضى. هي مناطق عصيّة على الدولة لكن كلما واجهت معضلة تقول: «وينيه الدولة؟». وحين يقول آخرون: «بدنا الدولة» تتراءى قمصان سود وغزوة عائشة بكار و7 أيار وتحذيرات من نوع: أوعا تتشيطنوا... إنها مناطق تطلب الدولة A La Carte! إرتدت الضاحية الجنوبية الأسود. فها نحن في ثالث أيام عاشوراء. ثمة رعب يسيطر. الأمن في الضاحيه مفقود. ومن يُمسكون برقاب الضاحية - ومن فيها - يستنجدون بالدولة. نضحك؟ إنها المسخرة المتجددة المتمثلة بأخذ الدولة الى رهانات عشوائية و»آه لو كنتُ أدري» وتقويض جناحيها وهدّ أوصالها وضرب علاقاتها العربية والدولية ثم القول: ليش الدولة مقصرة!

فلتان في الغبيري

ها نحن في منطقة الشياح - الغبيري. في الضاحية الإيرانية الهوى. رئيس بلدية الغبيري معن الخليل نشيط لكن ثلاثة أرباع نشاطه يذهب على تمجيد المقاومة ورفع صور وتماثيل قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني وتسمية الشوارع والجادات بأسماء: عماد مغنية والإمام الخميني وسمير القنطار وحافظ الأسد ومصطفى بدر الدين... ورفع شعار: المقاومة سرّ بقائنا. معن الخليل الذي هو «في خدمة أشرف الناس» يبدو قلقاً اليوم - أكثر من أيّ يوم آخر. هو مدركٌ أن المنطقة التي ينتمي إليها في وضعٍ غير سوي، وتحتاج الى إسفنجة، الى من يتلقى الضربات المتجددة بصدره، لذلك وجود الجيش اللبناني اليوم في الضاحية ضرورة. أما غدا فيوم آخر. منذ ليلة السبت الماضي، في الخامس عشر من تموز الحارق هذا، وقصة الفلتان الأمني تتكرر في الغبيري، من الشياح الى المشرفيه الى حرش القتيل، فهل هي قصّة مراهنات وقمار وألعاب ميسر أم قصة قلوب مليانة؟ في خمسين ساعة تقريباً صدر عن بلدية الغبيري أكثر من خمسة بيانات تحدثت فيها عن «الأمن المتفلت وزعامات الأحياء والزواريب الضيقة والسلاح في أيدي بعض المنتفعين ولكل حيّ مرجع وديك». نفرك الأذنين. نكاد نشعر أننا نصغي الى المهاتما غاندي يتكلم عن المدينة الفاضلة. نعود ونفرك الأذنين مجدداً أكثر ونحن نسمع معن الخليل يستخدم عبارات من نوع: الأمن بالتراضي والأمن غبّ الطلب سيزيدان الأمور سوءاً. وأن من يتحمل المسؤولية الكاملة عما حصل هو القوى الأمنية التي لم تعمل لنزع مظاهر الآفات الإجتماعية والميليشياوية في أحياء الغبيري.

أين القوى الأمنية

غريبٌ كل ما حدث - وتكرر - في الساعات الخمسين الماضية. إتصلنا بمعن الخليل. صوته أكثر هدوءاً بكثير من بياناته. هو يعرف أن للمسائل مواقيت ولا شيء يحصل في بلادنا بالصدفة. لكن، سؤالنا لرئيس البلدية: ماذا عن ذنوبكم أنتم في ترك الأمور على غاربها؟ لماذا لم تمنعوا محال القمار والميسر والمراهنات منذ البداية؟ يجيب: «هذا السؤال يوجه الى وزير الداخلية. لسنا نحن من نمنح التراخيص. شرطيو بلدية الغبيري، وعددهم ثلاثون، غير مخولين حتى بحمل مسدس. أين القوى الأمنية؟ المواطن لا يرتاح إلاّ الى الدولة...». نعود لنفرك أذننا لنتأكد أننا نسمع جيداً. نعم، اللبنانيون، شيعة وغير شيعة، لا ولن يرتاحوا إلا الى وجود بندقية واحدة هي بندقية الدولة. هذا مطلب المسيحيين والسنّة والدروز أيضاً. لكن، هل دخول القوى الأمنية الشرعية الى قلب الضاحية يتم بحسب الطلب؟ يجيبنا معن الخليل: وجود «حزبُ لله» في المنطقة ليس عسكرياً بل كحزبٍ سياسي وبالتالي ليس كقوة أمنية. لذلك، نحمل المسؤولية للقوى الأمنية ووزارة الداخلية. ثمة حدود لعمل البلدية. فلتتفضّل الدولة الآن ولتوقف كل مكاتب المراهنات والقمار والتي لا نعرف كبلدية عددها. إنها تعمل في البيوت وأونلاين وتحت الدرابزين (درابزين الشرفات) وليست كازينوات لنراها. نحن نعاني من هذا التفلت منذ العام 2016 ونطلب من الدولة أن تتدخل».

السؤال البديهي هنا: ولماذا برأي معن الخليل لم تتدخل الدولة في الضاحية الجنوبية وارتكاباتها؟ يجيب: إسألي وزير الداخلية أو محافظ مدينة بيروت. سلطة هؤلاء أكبر من سلطة البلدية. نحن طالبناهم. قلنا لهم: إمنعوا الفلتان ولم نضمن بياناتنا شيئاً «ملغوماً» بين السطور. إنها واضحة وضوح الشمس. والمرتكبون أفراد وليسوا عائلات فلتتخذ بحقهم الإجراءات العقابية كاملة». رئيس البلدية تحدث عن سلاح متفلت لكنه لم يقل: من أين هذا السلاح؟ بندقية عادية؟ هناك بيوت في الضاحية وفي سواها لا تملك حتى ثمن ربطة الخبز. ومن امتلك البندقية أيام العزّ فمن أين يأتي بالذخيرة اليوم؟ هذا إذا سلمنا جدلاً أن الأسلحة المستخدمة خفيفة لا متوسطة. نبالغ. نتذكر يوم علق معن الخليل نفسه على كلام من سماه سيّد الإنتصارات بأن «100 ألف مقاتل مع أسلحتهم المتنوعة والمختلفة جاهزون للدفاع عن ارضنا ونفطنا وغازنا» وزاد الخليل على كلام السيد: «اليوم على أقل تقدير صاروا 109378 مقاتلاً. فلا تخطئوا الحساب واقعدوا عاقلين». ترى ماذا يفعل كل هؤلاء في الوقت الضائع؟

كل واحد فاتح على حسابه

فلنبحث عن الدولة: وينيي؟ في كل مرة يبرز فيها حادث في «بيئة المقاومة» بحاجة الى سؤال وجواب، تتكرر أسماء. إسم أبو خشبه (العميد يوسف دمشق قائد جهاز حرس مجلس النواب) والمحسوبون على اسمه - ممن يقومون بتصرفات ميليشياوية مسلحة اليوم في الضاحيه - يتكرر. لا نضع في ذمتنا. في كل حال، متابع في الشؤون الأمنية الميدانية يقول: «حركة أمل أصبحت مئة شقفة (مجموعة). الجميع يقول: كلنا حركة لكن كل واحد فاتح على حسابه. ومن ينشطون اليوم في القمار بمعظمهم من «الحركة»، أو من المحسوبين عليها أو من المستقويين بها. ولعلّ بيانات بلدية الغبيري قد وجهت بمعظمها في هذا الإتجاه. الحركيون يعرفون ذلك تماماً لهذا قامت قيامتهم على الخليل على «السوشال ميديا». هناك إتهامات مباشرة في اتجاه رئيس البلدية (الحزبلاوي الهوى) بأنه هو من يلعب تحت الطاولة، وهو يفرض «خوّة» على المتاجر الكبيرة في المنطقة.

لن ندخل بين البصلة وقشرتها، بين الحزب والحركة، فليصطفلوا. لكن، المنطقة المحسوبة جغرافياً على الثنائي ليست بخير. وبحاجة حقاً الى دولة وأمن ونظام. صحيح أن بوصلة من فيها (بحسب قولهم) في اتجاه آخر. وهو ما أعلنه السيد حسن نصرالله في الشهر الثالث من العام 2015 بصراحة تحت عنوان: العبور الى سوريا، معلناً أن حدوده أكبر من لبنان. «حزب الله» إختار منذ زمن أن يكون في كل مكان لا أمن فيه. في سوريا وفي العراق واليمن وفي البحرين. هو ذهب الى تكريت تحت راية «لبيك يا رسول الله» والى سوريا تحت راية «لبيك يا زينب»... كثرت رايات الحزب راسمة حدوداً جديدة له، هي حدود «شاهنشاهي» ايران أما في لبنان، في الضاحية الجنوبية بالتحديد، فالقصّة خرجت من بين يديه. هناك من يطلّ في الضاحيه ليقول: وينيه الدولة؟

في كلِ حال، كلنا نتذكر معزوفة تطبيق الخطط الأمنية في الضاحية الجنوبية خلال عقد مضى وأكثر. ودائما كانت تنتهي الى فشل. في جمهورية الضاحية هناك دائما من يعتبر نفسه أقوى من الدولة ولا يتذكرها إلا حين يضطر الى ذلك. وكأنه كلما دق الكوز في الجرة تُرمى قبعة الساحر ويخرج أرنب يصيح: خطة أمنية في الضاحية. خطة أمنية في الضاحية... هذه المرة ثمة أرانب تنادي: بدنا الدولة. بدنا القوى الأمنية.

الأمن غير مستتبّ

تفاءلنا مرات على قاعدة: الدجاجة السوداء تضع بيضة بيضاء! لكن التجارب كانت تأتي في كل مرة: سوداء!

رجلٌ يمشي في الضاحية الجنوبية حاول أن يحسم الموضوع: «يلعن أبو الخطط الأمنية وأبو هالبلد»!

نعود الى رئيس بلدية الغبيري معن الخليل. هو دوّن حتى اليوم (البارحة) حلقتين من مسلسل التوترات الأمنية في الضاحية الجنوبية تحت عنوان: مسلسل الأمن المفقود. اشتباكات مسلحة حصلت أول البارحة في منطقة المشرفيه. البلدية تتهم القوى الأمنية مجدداً بالتقصير.

الثابت، أن انهيار الدولة معناه انتصار الدويلات. وانهيار الجيش معناه انتصار العصابات. في كل حال، وجود السلاح اللاشرعي، تحت أي مسمّى كان، يُبيح كل شيء ويجعل القمار وألعاب الميسر ربحاً لناس وملهاة لآخرين والخوف من العقاب صفر. اليوم، يطالبون بالدولة والدولة مطلوب منها اليوم أن تذهب الى الضاحية.

 

العقوبات في بيان البرلمان الأوروبي... تهديد غير قابل للتنفيذ؟

اسكندر خشاشو/النهار/22 تموز/2023

تتواصل ردات الفعل على قرار #البرلمان الأوروبي الأخير بشأن لبنان، ولا يزال بند النازحين السوريين أكثر البنود تداولاً وتقدّماً، على الرّغم من أنّ القرار حمل في بنوده الباقية نقاطاً تشخّص مكامن الخلل وتسمّي الأشياء بأسمائها، وكانت بأغلبيتها مطالب سيادية، وعلى أساسها تحرّكت الناس شعبياً، ونظّمت تظاهرات لا تزال حتى السّاعة.  تحدّث القرار عن تعطيل "السلاح" للمسار الديمقراطي والدستوري، وعن تعطيل التحقيقات في قضايا الفساد، وعن تعطيل التحقيق في انفجار الـ4 من آب، وعن تعطيل الانتخابات الرئاسية والبلدية، وعن مساعدات إنسانية للطبقات الفقيرة، وعن رقابة على المشاريع التي ينخرها الفساد، وعن حقوق المودعين، وعن نشر بعثة استشارية إدارية شاملة تابعة للاتحاد الأوروبي، من أجل تلبية الحاجة الملحّة في مواجهة الانهيار المتسارع للإدارة العامة والخدمات الأساسية، من خلال توفير خطّة عمل وما يتّصل بها من دعم ضروري، والأهم هو فرض عقوبات هادفة في الإطار الذي اعتمده المجلس في الـ30 من تموز 2021 ضدّ كلّ مَن يعرقل العملية الديموقراطية والانتخابية في المؤسسات اللبنانية، أو يعيق التحقيق المحليّ في انفجار مرفأ بيروت أو في تحقيق دولي وشيك عبر بعثة تقصّي حقائق، تحت طائلة الاستيلاء على أصولهم في الاتحاد الأوروبيّ.

 النائب عن حزب الشعب الأوروبي فرنسوا بيلامي يشرح موقف الحزب من قرار البرلمان الأوروبي

 في هذا الإطار، يشرح رئيس مؤسسة JUSTICIA الحقوقية المحامي الدكتور بول مرقص لـ"النهار" بأن "الإجراءات أو التدابير التقييديّة التي يتبنّاها الاتحاد الأوروبي تحت عنوان "العقوبات" أداة أساسية لتطبيق السياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد، والتي تمكّنه من التدخّل بطريقة غير مباشرة عند الضرورة لمنع الصراعات أو الاستجابة للأزمات الناشئة أو الحالية. ولقد اعتمد الاتحاد الأوروبي تسمية "الإجراءات التقييدية" للإشارة إلى العقوبات، لأن التدابير التقييدية المفروضة من الاتحاد الأوروبي ليست عقابيّة".

ويضيف مرقص: "يعمل الاتحاد الأوروبي أيضاً على توجيه عقوباته بعناية وتصميم بطريقة تتناسب مع الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها. فهي تستهدف دولاً خارج الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الكيانات والأفراد المسؤولين عن مخالفة القوانين الدولية، والتي يريد الاتحاد التأثير فيها".

 تجدر الإشارة إلى أن لدى الاتحاد الأوروبي أكثر من نظام للتدابير التقييدية ساري المفعول. فهذه التدابير تتوزّع بين قيود دبلوماسيّة كقطع العلاقات الدبلوماسية وتعليق الزيارات الرسمية، وأخرى تدبيرية على العمليات التجارية بشكل عام، أو قيود على الدخول كمنع السفر، بالإضافة إلى القيود المالية كتجميد الأموال وحظر المعاملات المالية، وتعزيز السلم والأمن الدوليين، كما القيود الخاصة بمنع الصراعات. وبعضها مكلف من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في حين يتمّ اعتماد البعض الآخر بشكل مستقلّ من قبل الاتحاد الأوروبي.

 ويشير مرقص إلى أن الإجراءات لا تُطبّق إلا في نطاق الولاية القضائية للاتحاد الأوروبي، في حين أن عقوبات الاتحاد الأوروبي لها تأثير بطبيعتها في الدول غير الأعضاء في الاتحاد، نظراً إلى أنّها أداة للسياسة الخارجية؛ بمعنى آخر، "إن الالتزامات التي تفرضها مُلزمةً لمواطني الاتحاد الأوروبي أو للأشخاص الموجودين في هذا الاتحاد أو الذين يمارسون الأعمال التجارية فيه".

ويقول: "أدّت الأزمات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوكرانيا إلى زيادة ملحوظة في استخدام العقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي. هناك الآن في الاتحاد عقوبات ضدّ ما يُقارب 35 دولة و7 منظمات إرهابية".

وبعد تقديم اقتراح فرض العقوبات، تتمّ مناقشته بدايةً في مجلس الشؤون الخارجية بعبارات عامّة، ثمّ يناقش بمزيد من التفصيل من قبل اللجنة السياسية والأمنية، ثم بعد ذلك يقدّم إلى فريق عمل المجلس المسؤول عن المنطقة الجغرافية، التي ينتمي إليها البلد المستهدف، لفحص ومناقشة الإجراءات المقترحة (في حالة لبنان فريق عمل المشرق العربي)، وأخيراً يتفاوض مندوبو الدول الأعضاء في المجلس ويقرّرون بالإجماع من سيتمّ إدراجه".

وعن قرار البرمان بشكل عام يقول، إنّ "أيّ قرار يصدر أو قد يصدر من قبل البرلمان الأوروبي بحقّ لبنان مثل "JOINT MOTION" رقم RC-B9-0323/2023 الصادر عن البرلمان الأوروبي للحصول على حلّ بشأن الوضع في لبنان"، يحتاج إلى تعاون لبنان لكي يصل إلى مبتغاه ويحقق أهدافه، فضلًا عن أنّه لا يمكن أن يلزم لبنان بأن يأخذ إجراءات تتناقض مع مصالحه الوطنية، لا سيّما في ما يتعلّق بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم. هذا مع الإشارة إلى أن القرار الأوروبيّ الطويل والكثيف التعليل، ليس بكليّته سلبياً بحقّ لبنان كما بالنسبة إلى قضية النازحين السوريين فيه، بل يحمل معانيَ أخرى جديرة بالدراسة، تتجاوز مسألة النازحين السوريين لتصل إلى أبعاد لبنانية داخلية لمكافحة الفساد السياسي وعرقلة المسار الديموقراطي، سواء بالنسبة إلى منع انتخاب رئيس للجمهورية أو تأجيل الانتخابات البلدية وتفجير مرفأ بيروت".

في السياسة، أكّد النائب الدكتور سليم الصايغ أنّ قرار البرلمان الأوروبي في ما خصّ لبنان والنازحين، له إيجابيات وسلبيات، وما أتى في الفقرة 13 عن النزوح السوري مرفوض ولا يحمل أيّ تأويل.

 وقال لـ"النهار": "البعض تكلّم عن قرار ملتبس مبهم، لكن ما يجب قوله هو أن القرار بفقرته الثالثة عشرة ليس حمّال أوجه بل واضح ومرفوض، لأن القرار - ولو أنّه لا يقول بإبقاء السوريين في لبنان - لا يُعطي أيّ تصوّر أو طريقة عن كيفيّة إعادة السوريين إلى بلدهم. والمشكلة ليست لدى لبنان والحكومة، بالرغم من أن الحكومة تداري السوريين، وهي حريصة على مصلحة الشعب السوريّ أكثر من حكومته، وفي لبنان ثمّة مَن هو حريص على حقوق الإنسان أكثر من النظام السوري، كذلك الحكومات منذ 2011".

 وأشار الصايغ إلى أن المجتمع الدولي ربط العودة السورية بالعملية السياسيّة طويلاً، وهو يدعو إلى حلّ إنسانيّ، ممّا يعني أنه يجب الانتظار طويلاً.

 ورأى الصايغ أن القرار الأوروبي يأخذ مصلحة "أوروبا أولاً"، وقال: "ثمّة مجموعة في البرلمان الأوروبي تشكّل أكبر كتلة، ونحن ككتائب متحالفون معها، إنّما لا أغلبية لديها، ونحن على تواصل معهم منذ أيّام، واستطعنا أن نوصل وجهة نظرنا في كلّ المواضيع، وهو عمل تراكميّ، ووافقوا على كلّ النقاط التي تناقشنا فيها وأوضحناها لهم، إنما في داخل اللجان المشتركة وجدوا مواجهة من الأحزاب اليسارية والخضر ومجموعة الرئيس ماكرون". واعتبر أن هناك رأياً عامّاً أوروبيّاً منقسماً حول النازحين في لبنان، وتبيّن ذلك بالتصويت.

الصايغ الذي أكّد ترحيبه بكلّ البنود الـ15 ما عدا الفقرة الـ13، لفت إلى أن أزمة النازحين السوريين مسؤوليّة مشتركة بين المجتمع الدولي والحكومة السورية والحكومة اللبنانية التي هي ملحقة بسوريا حول النزوح، ولبنان يأخذ موقفاً موحّداً من العودة إنما الحكومة السورية لا تريد للنازحين العودة إليها .

 وعن العقوبات يقول الصايغ: "إنها ليست المرة الأولى التي يتم الحديث عن عقوبات وعليهم طرحها، فدائماً يجري الحديث عن عقوبات لن تطرح في الأصل، ولا أدري إذا كانت هذه المرة بالجديّة نفسها. لكن التجارب مع الاتحاد الاوروبي في هذا الموضوع بالذات غير مشجّعة"، مشدّداً على أنّه "إذا أراد الاتحاد فرض عقوبات فلديه أدوات مناسبة وقاسية جداً، ويُمكن أن يكون لها تأثيرها الحقيقي".

 

سوريا تشترط إعمارها لاستقبال النازحين وأوروبا تلزمها بالحل السياسي

محمد شقير/الشرق الأوسط/22 تموز/2023

يطرح إصرار البرلمان الأوروبي على بقاء النازحين السوريين في لبنان – بخلاف إرادة حكومة تصريف الأعمال والاتفاقية المعقودة بين المديرية العامة للأمن العام والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة التي تنص صراحة على أن لبنان ليس بلداً للجوء – مجموعة من الأسئلة حول الأسباب الكامنة وراء عدم مبادرة الجانب السوري إلى التدخل لنصرة الموقف اللبناني، على الرغم من وجود أكثر من مليوني نازح سوري على الأراضي اللبنانية، حسب الإحصاءات الأولية التي أعدتها وزارة الداخلية. يأتي الصمت السوري متلازماً مع استعداد حكومة تصريف الأعمال لإيفاد وفد وزاري أمني إلى دمشق للتباحث مع المسؤولين السوريين من أجل إعداد جدول زمني لإعادة النازحين إلى ديارهم، بعد أن انتهت الحرب في سوريا، التي أسقطت الذرائع الذي يتذرّع بها المجتمع الدولي في إصراره على بقائهم في لبنان الجريح الذي يرزح تحت وطأة الأزمات المتراكمة من اقتصادية ومعيشية واجتماعية أدت إلى ارتفاع منسوب الفقر لدى السواد الأعظم من اللبنانيين. فالمشكلة الناجمة عن بقاء النازحين في لبنان لا تكمن، كما يروق للبعض في الخارج، في انقطاع التواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية، وإنما في استنكاف المجتمع الدولي عن التدخّل لتوفير الدعم المطلوب للبنان لإعادتهم إلى ديارهم، برغم الإنذار المبكر الذي أطلقه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب في رسالته إلى مفوض الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، رداً على قرار البرلمان الأوروبي في الإبقاء عليهم في لبنان. وفي هذا السياق، كشف مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان، الذي يصر على عودة النازحين لمنع الإخلال بالتوازن الداخلي، بات الآن ضحية إصرار الجانب السوري، حتى لو لم يعلن ذلك رسمياً، على ربط عودتهم بدعم المجتمع الدولي لمشروع إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب، وتأهيل البنى التحتية بذريعة أن التحالف الدولي لإسقاطه تسبّب بهذا الكم من الدمار.

وفي المقابل، فإن المجتمع الدولي، كما يقول المصدر الوزاري، يربط العودة الآمنة والطوعية للنازحين بالحل السياسي في سوريا طبقاً للقرارات الدولية، بدءاً بما نص عليه المؤتمر الذي استضافته سويسرا، وبالتالي يرفض توفير الغطاء السياسي لعودتهم بذريعة أنها تمنح النظام في سوريا شهادة حسن سلوك يستخدمها، من وجهة نظره، لتلميع صورته دولياً.

ولفت المصدر الوزاري إلى أن وزراء حاليين وسابقين كانوا نقلوا عن مسؤولين سوريين التقوهم في خلال زياراتهم لدمشق قولهم بأن الأبواب السورية مفتوحة لاستقبال النازحين لأنه من غير الجائز منع مواطنين سوريين من عودتهم إلى بلداتهم وقراهم، وأن لا صحة لما يتداوله الإعلام الغربي من حين لآخر بأن بعضهم يخضع للتحقيق، ويتعرض للتعذيب والاعتقال، وبالتالي لا مانع لديهم من استحداث مكاتب تابعة للمفوضية العليا للاجئين في دمشق وكبرى المدن السورية للتأكد من أن عودتهم كانت طبيعية ولا تشوبها شائبة.

لكنه توقف أمام أمرين: الأول يتعلق، كما نقل وزراء عن مسؤولين سوريين، بأن النازحين لا يبدون حماسة للعودة إلى ديارهم طالما أنهم ينعمون بحوافز مالية ومعنوية من المفوضية العليا تفوق قدرة النظام في سورية على تأمينها إلا في حال تأمنت هذه الحوافز لإدارات الدولة لتقديمها إلى العائدين.

أما الأمر الثاني يعود، حسب المصدر الوزاري، إلى أن عودة النازحين إلى ديارهم في حاجة إلى إعادة إعمار قراهم وبلداتهم المدمرة، وهذا يتطلب مشاركة دولية ما زالت ليست موجودة بسبب الموقف الأوروبي والأميركي من النظام في سوريا.

لذلك، فإن النظام في سوريا يقول نعم لعودة النازحين، لكنه يتذرع في الوقت نفسه بامتناع المجتمع الدولي عن مساهمته في إعادة إعمار سوريا من جهة، وباستنكاف المفوضية العليا للاجئين عن تجيير الحوافز المالية التي توفرها للنازحين لصالح مؤسسات الدولة لحثهم على العودة.

وفي هذا السياق، استغرب مصدر وزاري محاولة الحكومة القبرصية إعادة 50 شخصاً يحملون الجنسية السورية إلى لبنان كانوا وصلوا إليها بطريقة غير شرعية بواسطة مركب أبحر بهم من أحد الموانئ السورية، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن لبنان رفض استقبالهم، وكشف أن الأمر تكرر بإبعاد 150 سورياً إلى لبنان، لكن تدخّل وزارة الخارجية إلى جانب رئيس حكومة تصريف الأعمال أدى إلى موافقة قبرص على عدم إعادتهم إلى لبنان لأنهم وصلوا إليها عن طريق أحد الموانئ السورية.

 

"السفيه اكتفيه"

مصطفى علوش/نداء الوطن/22 تموز/2023

«إِنِّــي نَــزَلْــتُ بِــكَــذَّابِـيـنَ ضَـيْـفُـهُـمُ

عَـنِ الْـقِـرَى وَعَـنِ الـتَّـرْحَـالِ مَحْدُودُ

جُـودُ الـرِّجَـالِ مِـنَ الْأَيْـدِي وَجُودُهُمُ

مِــنَ اللِّـسَـانِ فَـلَا كَـانُـوا وَلَا الْـجُـودُ

مَـا يَـقْـبِضُ الْمَوْتُ نَفْسًا مِنْ نُفُوسِهِمُ

إِلَّا وَفِــي يَــدِهِ مِــنْ نَــتْــنِــهَــا عُــودُ

صَــارَ الْــخَـصِـيُّ إِمَـامَ الْآبِـقِـيـنَ بِـهَـا فَـالْـحُـرُّ مُـسْـتَـعْـبَـدٌ وَالْـعَـبْـدُ مَـعْـبُودُ

نَـامَـتْ نَـوَاطِـيـرُ مِـصْـرٍ عَـنْ ثَـعَـالِبِهَا

فَـقَـدْ بَـشِـمْـنَ وَمَـا تَـفْـنَـى الْـعَـنَـاقِيدُ

الْــعَــبْــدُ لَــيْــسَ لِــحُــرٍّ صَـالِـحٍ بِـأَخٍ

لَــوْ أَنَّــهُ فِــي ثِــيَــابِ الْـحُـرِّ مَـوْلُـودُ

لَا تَــشْــتَـرِ الْـعَـبْـدَ إِلَّا وَالْـعَـصَـا مَـعَـهُ

إِنَّ الْــعَــبِــيــدَ لَأَنْــجَــاسٌ مَــنَـاكِـيـدُ»

(أبو الطيب التنبي)

في كل مرة أبحث عن شعر يعبّر عن حديثي أرى نفسي أعود إلى أبي الطيب، فلم يترك شيئاً مر عليه في تجربته الطويلة وإخفاقاته المتعددة في بلوغ مرتبة يراها تليق به، إلا وتحدث عنه وخلّده في بيوت شعره. مع تحفّظي على ربط لون كافور الأخشيدي بالعبودية، فأنا أقصد بالعبودية بوضع سياسي اجتماعي ونفسي، يتخطى عرق ولون العبد، وحتى مرتبته.

في البيتين الأخيرين ندم واضح على كونه استدرج لصحبة العبيد بنفسيتهم ولو أنهم تحولوا في غفلة عن «نواطير مصر» أسياداً يحكمونها. كما الندم واضح من «العود النتن» الذي تركته صحبة هذه الفصيلة من البشر ليقول «عيد بأي حال عدت يا عيد؟». هذا بالطبع لا يصفح للشاعر العبقري انتهازيته وتجاوزاته للمنطق في سبيل تحقيق «لـوْلَا الْـعُـلَا لَمْ تَجُبْ بِي مَا أَجُوبُ بِهَا وَجْــنَــاءُ حَــرْفٌ وَلَا جَـرْدَاءُ قَـيْـدُودُ».

في طفولتي كانت جدتي تقول لي، في كل مرة أعود من اللعب في الشارع ومظاهر البهدلة بادية علي، من ثياب ممزقة أو فدغ أو كدمة أو جرح، «الحق عليك، ألم أقل لك السفيه اكتفيه، وقليل الأصل ما لك فيه؟». ما يعرفه الحس الشعبي هو أن نوعاً من الناس يبنون سمعتهم على أذية الآخرين جسدياً كما على صفاقتهم وسفالة حديثهم ومنطقهم للأذية المعنوية لإرهاب الناس. هؤلاء يفتقدون عادة إلى ثقافة الحوار وبناء الحجج المنطقية، فينتقلون مباشرة إلى الشتائم ويبادرون إلى الأذية والضرب. قوة هؤلاء في كونهم رعاعاً لا يردعهم شيء، ما يجعلهم خارجين عن المنطق السليم في تصرفاتهم وردود فعلهم.

المصيبة هي أنهم لا يبالون بسمعة طيبة، لا بل يصرون على أن تلحق بهم صفة «البلطجي» لإخراس الآخرين الذين يخافون على أنفسهم من الأذية الجسدية إن ضربوا، والأذية المعنوية إن شتموا. بالنهاية فإنّ البشري العادي الذي يقع في مصيبة من هذا النوع سيخرج خاسراً في كل الأحوال، أكان ضارباً أم مضروباً، شاتماً أم مشتوماً، فالرابح هو دائماً ذاك البلطجي الذي ينجح في تحويل الحوار لمصلحته، على الأقل من خلال إدخال الآخر في مستنقع الحثالة الذي يتقن بعض الناس فن السباحة فيه، فيما يخرج الآدمي منه بثياب ممزقة وملوثة، ورائحة النتانة تلتصق بجلده لسنوات طويلة، مهما حاول غسل جسمه وضميره من تلك السقطة. أما البلطجي فسيحوّل الأمر إلى انتصار جديد يسجل له ليتعلم منه الآخرون، لا بل أنه قد يقبض الثمن من مشغليه بزيادة حظوته والتمادي في الاعتماد عليه لبهدلة من تسول له نفسه رفع صوته. مع أنّ نصائح جدتي بقيت عالقة في وجداني، فقد استدرجت في بعض المرات للتجربة ولم أنج من الشرير. ففي تجارب سابقة كنت أعلم مسبقاً بعدم جواز مواجهتي مع بلطجي آخر، خرجت في النهاية مكلوماً بجرح النزول إلى ساحة الرعاع، ما دفعني للاعتذار من نفسي لسنوات طويلة، في حين أنّ البلطجي علّق على كتفه نجمة إضافية في سلك خدمة رعاته البلطجيين. لكن، هل من المنطق ترك الساحة للرعاع يصولون ويجولون في وسائل الإعلام، لا بل تتم دعوتهم بشكل متكرر كالضجر، لمجرد أنّ «الجمهور عايز كده»، أي أنهم يسجلون خبطة ونجاحاً إعلامياً وزيادة المشاهدة. وحسب ذاكرتي فإنّ الصحافى الذي أدار تلك الحادثة التي سعيت لمحوها من ذاكرتي قال لي «لقد أفادتني تلك الحادثة بوضعي في دائرة الاهتمام».

لا يمكن للإعلام المسؤول أن يدّعي الحرص على إبراز رأي ضد رأي آخر، ففي غياب المنطق عند طرف من الأطراف أو عند الطرفين، يصبح الحوار بين طرشان، وإن كان أحد الطرفين بلطجياً، ستتحول ساحة الحوار إلى مستنقع للرعاع. من هنا، فقد قررت منذ زمن طويل رفض الدخول في تجارب مماثلة، أكان لحوار بين طرشان، مهما بلغ تهذيب المحاور الآخر، وبالتأكيد الرفض يصبح حاسماً متى كان الآخر بلطجياً معروفاً بلغة «الصرماية» كما شهدنا.

توقفوا عن جعل الرعاع أبطالاً في الإعلام لمجرد أنهم يستدرجون الناس للمشاهدة فكما قالت جدتي «السفيه اكتفيه»!

 

التلويح بحرب خارجية تسويغ لاستبداد داخلي

د. حارث سليمان/جنوبية/22 تموز/2023

لا أحد يريد حربا في منطقة الشرق الأوسط، لا اميركا تريد محاربة ايران ولا إيران ترغب بحرب مع أميركا، حتى اسرائيل بحكومتها اليمينية العنصرية، لا تريد التدحرج نحو حرب مع حزب الله يمكن ان تفتح الطريق الى حرب مع ايران، وهي تعلم ان ضرباتها الجوية الدورية وشبه الاسبوعية لمواقع إيرانية في سورية ستبقى ضمن حيز الرسائل والضغوطات، ولن تتطور الى حرب شاملة، ما تبقى من دول المنطقة لها، سلوك مشابه و خيار مطابق للابتعاد عن مخاطر نشوب مواجهة تكون طرفا فيها، فلا مصر مستعدة للانخراط في حرب مع إثيوبيا، تنطلق من النزاع على اقتسام مياه النيل وتطورات امتلاء سد النهضة الإثيوبي، ولا هي بوارد التورط عسكريا في النزاع القائم في السودان او الفوضى السائدة في ليبيا.

ما ينطبق على الأطراف الآنفة الذكر ينطبق على دول الخليج والسعودية، ما هو واضح من سياسة السعودية الخارجية هي تنويع الأصدقاء والحلفاء، والانفتاح على مجموعات دول آسيان في الشرق الأقصى و اليابان والصين ودول البريكس والاتحاد الروسي، واهتماماتهم بأن يكون لديهم صفر مشاكل في المنطقة،

فقد تم حصر الحرب اليمنية وتطويق احتمالات توسعها وامتداداتها خارج اليمن، عبر مجهودات اماراتية وسعودية توجها الاتفاق الإيراني السعودي برعاية صينية، وعبر جهود ايرانية أكدتها طهران في زيارات وزير خارجيتها لدول الخليج جميعها، بعد توقيع الاتفاق مع المملكة العربية السعودية.

كما ينطبق هذا الأمر على تركيا التي تطلب من جهة اولى اعادة فتح مفاوضات انضمامها الى الاتحاد الاوروبي، كما تنفتح على تطوير علاقاتها السياسية مع كل دول الخليج ومصر، وعلى توسيع مبادلاتها التجارية والعلمية والاقتصادية مع الإمارات والسعودية، وعلى تبريد تعاطيها مع الازمة السورية وعلاقتها بنظام الأسد. وتلعب سلطنة عمان وإمارة قطر ادواراً، معلنة تارة وسرية أخرى في نزع فتائل الأزمات، وتبريد حماوة الخلافات والوساطة بين الخصوم والأعداء، سواء كانت الأزمات والملفات المتعلقة ببرنامج إيران النووي او  نفوذها الإقليمي أو بتخفيف آثار العقوبات المفروضة على إيران من قبل دول الغرب واميركا...

يستقر الأمر على هذا النحو في الدول المذكورة أعلاه، فيما تستمر الفوضى متفاقمة و متدحرجة في دول أخرى، هي دول الساحات كاليمن وسورية ولبنان والسودان والعراق.

 وعلى الرغم من الخطابات والتصريحات التي تنطلق تارة من اسرائيل بوجه ايران وبرنامجها النووي، وطورا من طهران ومليشياتها تجاه إسرائيل، فإن الأمر لا يتعدى تصريحات نارية من هنا يقابلها تصريحات ملتهبة من هناك، و لكثرة تردادها عشرات السنوات لم تعد حدثا أو خبرا تتناقله وسائل الاعلام او تهتم لها دوائر صناعة السياسات او رسم الاستراتيجيات في العالم.

ويتبدى السؤال هنا حرجا، طالما أنَّ خيار الحرب ليس مطلوبا من كافة الاطراف المذكورة، فلماذا يستمر التلويح بها بشكل مستمر، ومتبادل ودائم.

 وأول سبب لذلك هو أن التلويح بالحرب هو وسيلة دبلوماسية معتمدة عادة، لكنها مختلفة  عن الانخراط الفعلي بها،  وقد حدث خلال أزمات عديدة، تدحرج دول من موقف التلويح بالحرب، إلى التورط بخوضها دون أن يكون القرار الأصلي، شن حرب وخوض اوارها.

حدث الامر مع عبد الناصر في الأيام التي سبقت حرب حزيران ١٩٦٧، وقد تكون الحرب الروسية على أوكرانيا مثالا آخر، لخطأ الحسابات في تصعيد أزمة أفضت إلى حرب شاملة لم يتخذ بوتين قرارا بإشعالها، ولعل تهاون الغرب وصمته إزاء تمدد بوتين في أزمات جورجيا وأوسيتيا والشيشان وضم القرم، دون أن يلقى أية مقاومة، قد ساهم في استهتار بوتين بأوكرانيا واعتبرها لقمة سائغة من السهل ابتلاعها والسيطرة عليها، دون أن يحتسب انَّ عمليته العسكرية المحدودة، ستفتح حربا مع دول الغرب بمجمله وتستعيد انقسامات الحرب الباردة وآليات المواجهة مع حلف شمالي الأطلسي.

فيما عدا ذلك تكتفي الدول هذه بممارسة عمليات عسكرية عبر اذرعة رديفة لها في دول الساحات، دون الانخراط المباشر في النزاع أو تحمل مسؤولياته.

لماذا تلجأ دول المنطقة، وخاصة ايران واسرائيل وتركيا وسورية وحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة، الى خطابات التلويح بالحرب، التي تحمل مخاطر الإنزلاق

إليها واشتعالها دون عمد منها، طالما لا تنوي خوضها!؟

والجواب المثبت من التاريخ؛ أن ثمار التلويح بالحرب مع الخصم الخارجي، له عائد سياسي داخلي، وأن أية سلطة تستعمل لغة حرب محتملة مع خصم خارجي، هدفها الاستثمار والتلاعب في معارضتها الوطنية، و من أجل الاستقواء على منافس داخلي وتخوينه وعزله عن مناصريه.

فمواجهة عدو خارجي، يفترض وحدة داخلية، واصطفافا مرصوصا وراء قيادة الوطن، واسقاطاً من قبل المعارضة، لأيِّة تحفظات او اعتراضات على خيارات سياسية اتخذتها السلطة الحاكمة، وتطبيق سياسة طالما اطلقتها كل انظمة الاستبداد في المنطقة " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" ولذلك فان خيار التلويح بحرب مع عدو خارجي، يطلق يد السلطة المستبدة، لتنال من معارضيها وخياراتهم، و ويؤهلها لكي تشن ضد منتقديها حملات الإتهام بالخيانة والعمالة والتشكيك بانتمائهم الوطني. على هذه الطريقة يقوم نتنياهو بتصعيد حملاته ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، و يرسل طائراته لتدمير ما تبقى من غزة، يفعل ذلك من أجل مواجهة معارضة يهودية متعاظمة لحكومته وخياراتها في الانقضاض على السلطة القضائية وضرب استقلاليتها عن السلطة التنفيذية في دولة الكيان، وتفعل ذلك إيران حين تجعل مسألة تصدير الثورة، شأنا سياسيا وخيارا مقدساّ، كلف شعب إيران الخضوع لنمط عيش بائس ومرير ومتقشف على مدى ٤٥ سنة، كذلك فعل الأسد حين اعتبر أن ثورة شعب سورية ما هي إلا مؤامرة خارجية اشتركت بها ٨٣ دولة من كل أنحاء العالم. وبنفس الطريقة يتصرف اردوغان بجعل مواجهة الاكراد مسألة وطنية تركية عليا، يحمل رايتها ليس في وجه الأكراد واحزابهم فحسب، بل في وجه المعارضة التركية العلمانية بمجملها.

ويستمر حزب الله في لبنان في استدامة وظيفة سلاحه، عبر خطب التلويح بالحرب التي يداوم على إطلاقها السيد نصرالله، و بافتعال إشكالات حدودية دورية لا تقدم ولا تؤخر في موازين المواجهة مع العدو الإسرائيلي، بل تُمَكِّنُ الحزب، من امتلاكه أوراق قوة، يستعملها في الداخل اللبناني للي عنق أية معارضة لبنانية وطنية لخياراته في جميع الاستحقاقات الوطنية.

 

"ضمانات" مقابل الرئاسة: هل يُقايض المسيحيّون؟

راكيل عتيّق/نداء الوطن/22 تموز/2023

حتى الآن يبدو أنّ الرياح الرئاسية تسير بعكس ما تشتهي سفن «الثنائي الشيعي» ولا تتجه شمالاً إلى عرين رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية، خصوصاً بعد بيان اللجنة الخماسية من أجل لبنان في الدوحة، الاثنين الفائت. لكن على رغم هذا المعطى معطوفاً على الرفض المسيحي لفرنجية رئيساً للجمهورية والفشل في تأمين أكثرية النصف زائداً واحداً له وتعذّر تأمين النصاب لانتخابه وسقوط المبادرة الفرنسية، لا يزال «الثنائي» على موقفه رئاسياً ولم ينسحب فرنجية من المعركة. كذلك وعلى رغم الحوار المتجدّد بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» لا يزال «الثنائي» يتمسّك بمرشحه «ممانعاً» الخيارات الأخرى التوافقية.

الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله كان أعلن أن لا رغبة في طرح أي تعديلات دستورية أو تغيير في النظام، معتبراً أنّ فرنجية «ضمانته» على غرار الرئيسين السابقين إميل لحود وميشال عون. ولا يبدو أنّ تهديد اللجنة الخماسية بـ»إجراءات» ضدّ الذين يعرقلون انتخاب رئيس أرخى ترجمات عملية فورية لدى «الثنائي». إزاء ذلك، وبعد ما يقارب التسعة أشهر على الفراغ الرئاسي، هل تصبح المعادلة: «ضمانات» للمسيحيين مقابل انتخاب مرشح «الضمانة» لـ»الثنائي الشيعي»؟ وهل يُرخي الفراغ مترافقاً مع اهتزازات اقتصادية تلوح في الأفق مع اقتراب انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان، وما قد يستتبعها من خضات، «الخوف» لدى المسيحيين بمختلف تنوعاتهم السياسية وكتلهم النيابية، فيرضخون لمعادلة تحصيل ما يُمكن تحصيله بدلاً من وقوع الهيكل برمّته؟

البعض يرى أنّ على المسيحيين ولوج غمار الحوار، وفرض «المقايضة» التي تناسبهم، لكي يحصلوا على ضمانات أساسية و»تغييرية» و»إصلاحية» و»وجودية» مقابل انتخاب فرنجية، ومنها اللامركزية الإدارية الموسّعة. وكان لافتاً قول عضو تكتل «لبنان القوي» النائب أسعد درغام في حوار تلفزيوني خلال هذا الأسبوع: «أعطونا ضمانات ببناء الدولة، وبعدها ليس لدينا مشكلة مع أي اسم»، مشيراً إلى أنّ هناك «ملفات عدة يجب الاتفاق عليها مع «حزب الله»، ومنها الصندوق السيادي واللامركزية الإدارية». فهل يسير رئيس «التيار» جبران باسيل بهذه المعادلة خصوصاً إذا كان البديل انتخاب قائد الجيش رئيساً، فيختار باسيل كأس انتخاب فرنجية الأقل مرارةً من كأس انتخاب العماد جوزاف عون؟ حتى الآن، لا خرق رئاسياً جدّياً عبر الحوار بين «الحزب» وباسيل. ولا يزال موقف الأخير حاسماً لجهة عدم السير بخيار فرنجية، مع العلم أنّ المعارضة إذا استمرّت في المعركة الرئاسية وقاطعت أي جلسة قد تنتج انتخاب فرنجية رئيساً، لن يتمكّن «الثنائي» مع «التيار» من تأمين النصاب اللازم لهذه الجلسة. ولا يظهر أنّ باسيل في وارد «المقايضة» على اسم فرنجية، فهو لم يحفظ «خط الرجعة»، ويعارض انتخابه بشدة، فضلاً عن أنّ انتخاب مرشح «الثنائي» يشكّل مقتلاً سياسياً له، بحسب جهات مطّلعة، إذ إنّه يشكّل ثلاثة مخاطر على «التيار»:

الأول، إحياء تركيبة التسعينيات من القرن الماضي.

الثاني، إعادة إحياء التقليد المسيحي الذي «يأكل من صحنه».

الثالث، الدولة العميقة بتعييناتها وواقعها والمدرسة نفسها بالعمل نفسه.

هذا فضلاً عن أنّ باسيل الأدرى بأنّ تجربة «الضمانات» أو التسويات لا تعمّر أكثر من 6 أشهر من أي عهد رئاسي. كذلك هو الأدرى بأنّ «الحزب» ليس قادراً على أن يحميه سياسياً وفي الدولة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، فـ»الحزب» لم يتمكّن من حماية عون حليفه الأساس من بري ولم يتمكّن من حماية المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من قرار بري بعدم التمديد أو التجديد له. ويعلم باسيل أنّ بري أقوى من «الحزب» على مستوى الهندسات داخل الدولة.

إلى ذلك، لا تزال معادلة باسيل حتى الآن: تخلّي «الحزب» عن فرنجية لكي يتراجع عن دعم مرشح التقاطع مع المعارضة الوزير الأسبق جهاد أزعور، للاتفاق على مرشح ثالث.

في المقابل ترى جهات عدة أنّ هذا الطرح «فخّ» لا يجب أن يقع فيه المسيحيون. وتقول مصادر مسيحية معارضة: «إنّ منطق المقايضة مرفوض، فضلاً عن أنّ وضع يد الفريق الآخر على رئاسة الجمهورية مرفوض أساساً».

وتقول مصادر حزب «القوات اللبنانية»: «إذا كانت مقايضة رئاسة الجمهورية برئاسة الحكومة مرفوضة فكيف بالحري مقايضة الرئاسة باللامركزية والصندوق السيادي. وذلك انطلاقاً من أنّ اللامركزية منصوص عليها في الدستور وهي حق لجميع اللبنانيين لم يُطبّق منذ عام 1990، ومن يتحمّل مسؤولية عدم تطبيقها هو النظام السوري ومشتقاته ومن ضمنها «حزب الله» كفرع أخير منذ عام 2005. وبالتالي، يجب أن تُطبّق اللامركزية من دون منّة من أحد ومن البديهي أن يُنشأ الصندوق السيادي ومن يرفض انشاءه يتحمّل تبعات ذلك».

المقايضة بحسب جهات مسيحية عدة، تكون بتسمية رئيس مجلس النواب الشيعي مقابل رئيس الجمهورية الماروني، على سبيل المثال. أمّا اللامركزية والصندوق السيادي فليسا تنازلاً من فريق لآخر أو مقايضة بين فريقين، بل بديهيات غير قابلة للمساومة ومقايضتها ستكون مدمّرة للمسيحيين وتعني الرضوخ لأجندة الفريق الآخر. بالنسبة إلى المعارضة ولا سيما منها المسيحية، الموقف لا يزال: لا حوار لأنّ «الثنائي» ليس من يفرض أجندة الحوار، ولا رئيس ممانع فليس «الثنائي» من يفرض مرشحاً ممانعاً. وحتى لو استمرّ الشغور لسنوات، فإنّ أي تسوية ستقبل بها هذه المعارضة، ستكون على قاعدة تنازلات متبادلة ووصول الجميع إلى اسم مشترك ضمن القاعدة التوافقية، وليس مقايضة على «حق مقدّس». وتؤكد المعارضة المسيحية أنّها مستمرّة في هذه المواجهة مهما تمسّك «الثنائي» بفرنجية.

 

هل يخرج رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة من رحم انفجار مرفأ بيروت؟

فارس خشان/النهار/22 تموز/2023

أنهت بنود البيان الذي أصدره اجتماع "مجموعة الخمسة" في الدوحة، تكتيكات "شراء الوقت" التي سبق أن اعتمدها اللبنانيون بدعم من المجتمع الدولي، من أجل التعايش مع مشكلاتهم الجوهريّة التي ظهرت، بوضوح، منذ سيطر "حزب الله" على الميدان، نتيجة "غزوته" العسكريّة في السابع من أيّار (مايو) 2008. كانت المبادرة الرئاسيّة الفرنسيّة التي انضمّت إلى "الثنائي الشيعي" في ترشيح سليمان فرنجيّة إلى رئاسة الجمهورية، تندرج في سياق "شراء الوقت" مثلها مثل التفاهمات التي أدّت في خريف عام 2016 إلى إعادة تسليم قصر بعبدا إلى العماد ميشال عون، مرشّح "حزب الله" الوحيد في تلك المرحلة.

في الدوحة أسقطت "الخماسية" التي تضم إلى فرنسا كلًّا من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، "شراء الوقت"، ووضعت معايير رئاسيّة وإجرائية واقتصاديّة وسياديّة، من شأن التقيّد بها وضع لبنان على سكّة الحل النهائي.

ولكن ثمّة من يعتقد بأنّ تكبير الأهداف يفضح نيات مبيّته ترمي إلى عدم تحقيقها، ما يعني، وفق هؤلاء، أنّ "الخماسيّة" أجهضت "العقلانيّة" الفرنسيّة من دون أن توفّر أدوات صالحة للوصول إلى التطلّعات المعبّر عنها في بيان الدوحة، خصوصًا لجهة تمكين الداخل اللبناني من تخطي المعوقات التي يضعها "الثنائي الشيعي" المتكّئ على قوة سياسيّة كافية مدعومة بقوة عنفية راجحة!

إلّا أنّه ردًّا على هذا الاستنتاج السلبي لمفاعيل بيان "خماسيّة الدوحة"، هناك من يُراهن على تفعيل العقوبات من أجل "تدجين" المشاغبين على "خريطة الطريق" العربيّة والدوليّة، إذ باتت هناك ثلاث مرجعيات مستعدة لفرض عقوبات موجعة على معرقلي إنقاذ لبنان، وهي: الولايات المتحدة الأميركية، الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي. وفي اعتقاد المراهنين على "العصا"، أنّ تنسيق العقوبات بين هذه المرجعيات الثلاث سوف يدفع بـ"المشاغبين" إلى القبول بحلول "وسطيّة"، لأنّ "الربح الفائت" في السياسة لن يوازي "الخسائر الفادحة" في العقوبات.

ولكن من أين يمكن أن تبدأ حزمة العقوبات؟

وفق مصدر دبلوماسي أوروبي يتابع المسألة اللبنانيّة عن كثب، هناك نقطة تلاق بين المرجعيات العربية والأوروبية والدولية لا بدّ من استثمارها، ليس بصفتها هدفًا قائمًا بذاته بل باعتبارها رأس جبل الجليد. وهذه النقطة، وفق التقارير التي باتت موضوعة على مكاتب أصحاب القرار المعنيّين بلبنان، هي: التحقيق في ملف انفجار مرفأ بيروت. وفي اعتقاد هذا المصدر أنّ القوى التي تحول دون انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، وفق الآليات الديموقراطية المنصوص عنها في الدستور اللبناني، هي نفسها التي حالت وتحول دون تمكين التحقيق في ملف انفجار الرابع من آب/ أغسطس 2020، من الوصول إلى غاياته، إذ إنّ غالبيّة المشتبه بهم الذين حمتهم مرجعياتهم السياسية تنتمي إلى هذه القوى. وينظر صانعو القرار في مروحة إجراءات تتصل بهؤلاء المشتبه بهم، ومنها على سبيل المثال: إنشاء محكمة أوروبية خاصة بموضوع انفجار المرفأ تقيم تنسيقًا لصيقًا مع المحقق العدلي اللبناني المجمّدة أعماله طارق البيطار، خصوصًا أنّ هناك عشرين ضحية من ضحايا هذا الانفجار يحملون جنسيات أوروبيّة، وإصدار مذكرات توقيف دوليّة بحق من سبق أن ادّعى المحقق البيطار عليهم. وهذه النوعية من الإجراءات من شأنها أن توصل رسالة مواجهة قويّة إلى معرقلي العملية السياسية في لبنان، من جهة، ورسالة تضامن استثنائية مع الشعب اللبناني، من جهة أخرى. ومن شأن هذا الإجراء، وفق الدبلوماسي الأوروبي، أن يصحّح المسار الذي خطه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عندما أسقط من مبادرته، بوهم جذب "الثنائي الشيعي"، المطلب اللبناني العارم الذي كان ولا يزال يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في موضوع انفجار مرفأ بيروت.

وإذ يعرب هذا الدبلوماسي عن اعتقاده بأنّ هذا الإجراء كفيل بدفع القوى المعرقلة لانتخاب ديموقراطي لرئيس الجمهورية إلى نقطة وسطية، يشير إلى أنّ "المعاندة" يمكنها أن تفتح مسارات أخرى موضوعة هي الأخرى ضمن لائحة الخيارات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، إدراج "حزب الله"، بجناحه السياسي، في لائحة الإرهاب الأوروبية بحيث يلتقي بذلك الاتحاد الأوروبي مع مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في العالم.

ولكن هل سيجد هذا التصوّر ترجمة فعليّة؟

كل المعطيات المتوافرة حتى تاريخه تظهر أنّ الإجراءات الهادفة إلى تفعيل بند العقوبات مرجأة إلى ما بعد الزيارة الثانية المقرر أن يقوم بها جان إيف لودريان لبيروت، يوم الإثنين المقبل.

الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي الذي شارك في اجتماع "الخماسية" في الدوحة والتقى، على حدة، كبار المسؤولين في دولها، سوف يحمل إلى القوى السياسية اللبنانية تصوّرًا للحل مبنيًّا على مبادئ بيان الدوحة، فإذا وُفّق في حصد موافقة هذه القوى، فإنّ الحاجة إلى العقوبات تسقط ولكن إذا لم يوفّق، وهذا مرجّح، فحينها لكل حادث... عقوبة!

 

الخوف على "الطائف"... يخلط أوراق الرئاسة من جديد

كلير شكر/نداء الوطن/22 تموز/2023

كل طرقات السيناريوات المتداولة، تؤدي إلى طاحونة القعر. المشهد، بعيداً عن عجقة الصيف والمغتربين، سوداوي بالمطلق، لا يشي بإمكانية تحقيق أي خرق رئاسي قد يعيد الانتظام إلى مؤسّسات الدولة وإداراتها وماليتها. حتى الوضع الأمني بات تحت المجهر، المحلي والدولي، طالما أنّ قيادة الجيش التحقت ببقية المواقع والمناصب المرشحة للشغور، القاتل! أيام قليلة، وتنتهي ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وسط رفض مطلق من جانب القوى المسيحية يحول دون تعيين بديل في ظلّ الشغور الرئاسي، حيث يبدو أنّ «حزب الله» وخلافاً لرأي حليفه، رئيس مجلس النواب نبيه بري، قرّر مسايرة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في رفض إجراء أي تعيين في المناصب الأساسية من جانب حكومة تصريف الأعمال. وقد أبلغ «الحزب» المعنيين بموقفه الحاسم، الذي سيقطع حكماً الطريق على أي محاولة، لتعيين سلف لرياض سلامة، أو لمقاربة التعيينات في المجلس العسكري.

من المبكر، الحكم على الحوار المستجدّ بين حليفي «مار مخايل»، وهو لا يزال في بداياته وأمامه الكثير من العقبات والعقد والخلافات. لكنّ الأكيد أنّ كلّاً منهما يراهن على الوقت: «الحزب» متمسّك بترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ولا يبدو أنّه بصدد التخلي عنه، أقله في المدى المنظور، فيما باسيل يعتقد أنّ تراجع المبادرة الفرنسية وتخبّطها سيقوّي نظريته الداعية إلى البحث عن مرشح ثالث، ولو أنّ ساعته لم تأت بعد. لكنّ الوقت بنظر الطرفين، كفيل بتحقيق المبتغى... خصوصاً أنّ المؤشرات تدلّ على أنّ كلّ محاولات إنجاز الاستحقاق الرئاسي، باءت إلى الآن بالفشل.

في الواقع، فإنّ الإبحار في مداولات اجتماع اللجنة الخماسية التي التقت مكوّناتها في الدوحة، يزيد من الأدلّة والإثباتات التي تبيّن أنّ الاستحقاق الرئاسي يتّجه إلى مزيد من التعقيد، بعدما تقدّمت الرياض إلى الأمام في تشدّدها، واضطرت باريس إلى التراجع إلى الخلف في مبادرتها التي حملت عنوان «الواقعية»، مع العلم أنّ المملكة حرصت كلّ هذه المدة، ومذ أن تسلّل الشغور إلى موقع الرئاسة الأولى مطلع شهر تشرين الثاني الماضي مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، على التعاطي بشيء من الحيادية مع مقتضيات الاستحقاق الداهم، لكنّها انتقلت من السلبية إلى الايجابية نسبياً وراحت تساير باريس في مبادرتها من خلال رفع الفيتو عن ترشيح فرنجية والمضيّ قدماً في مباركة أي توافق ينسجه اللبنانيون.

هذا في العلن، لكن في العمق، يقول بعض أصدقاء المملكة، إنّ السعودية لم تكن أبداً متحمّسة لأي مرشح يزكّيه «حزب الله»، وسليمان فرنجية لم يكن يوماً استثناءً، لكنها كانت تحاذر المجاهرة بهذا الموقف في ظلّ التطوّرات الإقليمية التي فرضها اتفاق بكين من جهة، وحرصها من جهة أخرى على علاقتها بإدارة إيمانويل ماكرون، ما دفعها لترك هامش واسع أمام المبادرة الفرنسية، إلى أن حصل ما لم يكن في الحسبان.

يقول المطلعون إنّ انخراط الفرنسيين في ورشة حوار لبنانية - لبنانية قد تضع التعديلات الدستورية تحت المجهر بشكل قد تنسف أركان «الطائف» وأساساته البنيوية، رفع منسوب الحذر والخشية عند السعوديين من أن تكون الرئاسة مدخلاً لضرب التوازنات التي أرستها «وثيقة الوفاق الوطني» خصوصاً أنّ الطائفة السنية ستواجه تحدّي توحيد موقفها ورؤيتها ومقاربتها لأي حوار قد يطال التعديلات الدستورية في ضوء التشتت والتشظي الذي يضرب تركيبتها النيابية واستطراداً السياسية. ولهذا يقول المطلعون إنّ السعوديين اضطروا للتدخل في الاجتماع الخماسي من باب فرملة الاندفاعة الفرنسية وقطع الطريق أمام أي مشروع لرعاية طاولة حوار لبنانية بجدول أعمال موسّع وفضفاض. وتمّ الاتفاق في الدوحة على ترحيل الورشة الحوارية إلى ما بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي، أو بالأحرى نسفها من أساسها... مع العلم أنّ المطلعين يؤكدون أنّ بعض المسؤولين السعوديين كانوا يميلون إلى رعاية حوار لبناني- لبناني يُعقد مرة جديدة في مدينة الطائف السعودية، ولكن أن يكون محصوراً بالاستحقاق الرئاسي وما حوله من دون أن يطال التعديلات الدستورية، ولكن طبعاً، تمّ العدول عن الفكرة بعدما توسّع المشروع، ولو أنّ الثنائي الشيعي، عاد وأكّد على لسان مسؤوليه، من الرئيس بري إلى الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله التمسّك بالطائف. ولكن يبدو أنّ السعوديين لم يرتاحوا لتلك التطمينات. وعليه، تراجع الفرنسيون خطوة إلى الوراء، فيما قرّر القطريون أن يكونوا أكثر حراكاً لا سيما من خلال تواصلهم المباشر مع الإيرانيين، مع العلم أنّ المطلعين على موقف السعودية يؤكدون أنّ الرياض لا ترى أنّ حظوظ قائد الجيش العماد جوزاف عون قد تسمح له بالوصول إلى قصر بعبدا نظراً لرفض الثنائي ومعهما جبران باسيل... فيما يؤكد المطلعون أنّ الاستحقاق الرئاسي يواجه أفقاً مسدوداً يصعب اختراقه في وقت قريب.

 

رسائل واشنطن في حشدها العسكري في الخليج

محمد قواص/سكاي نيوز عربية/22 تموز/2023

أن ترسل وزارة الدفاع الأميركية طائرات مقاتلة من طراز إف-35 ومدمرة تابعة للبحرية، إضافة إلى طائرات إف-16إلى القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، فذلك تطوّر عسكري لافت في علم الخرائط الجيوستراتيجية. ولئن تتذرّع واشنطن بأخطار إيرانية على الملاحة في ممرات الخليج المائية، فإن ذلك ليس جديداً يستحق هذه الهمّة العاجلة.

خرجت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون سابرينا سينغ في 17 يوليو لتعلن على عجل إحاطة إعلامية لوزارة الدفاع الأميركية.

أعلنت أنه "ردا على عدد من الأحداث المقلقة الأخيرة في مضيق هرمز، أمر وزير الدفاع بنشر المدمرة يو إس إس توماس هودنر ومقاتلات إف-35 ومقاتلات إف-16 في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية للدفاع عن المصالح الأميركية وحماية حرية الملاحة في المنطقة".

بقي مجهولا عدد المقاتلات المرسلة على عجل ومدة مهامها. لكن المتحدثة أعلنت أن تحديثات على الخريطة العسكرية سيجري إدخالها وفق الحاجات التشغيلية المتعلقة بميدان عمل القوات الأميركية في المنطقة. فالأمر محصور وفق رواية البنتاغون بقيام إيران مؤخراً بمضايقة السفن في مضيق هرمز، وأن وزير الدفاع وقائد القيادة المركزية الأميركية ارتأوا نقل المزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة.

لاحقاً، الخميس، أُعلن عن إرسال سفن حربية إضافية وآلاف من مشاة البحرية وعن موافقة وزير الدفاع على نشر مجموعة الاستعداد البرمائية يو إس إس باتان والوحدة الاستكشافية البحرية رقم 26 في منطقة الخليج. وتتكون مجموعة الاستعداد من ثلاث سفن، بما في ذلك باتان، سفينة هجومية برمائية. وتتكون الوحدة الاستكشافية عادة من حوالي 2500 من مشاة البحرية.

واعتبرت القيادة المركزية الأميركية إن الانتشار سيوفر "مرونة وقدرة بحرية أكبر في المنطقة". وجنبا إلى جنب مع باتان، تضم المجموعة سفينتين حربيتين أخريين، يو إس إس ميسا فيردي و يو إس إس كارتر هول. غادرت المجموعة نورفولك، فيرجينيا، في وقت سابق من هذا الشهر.

تُلحق واشنطن تحركها العسكري بدعوة "إيران إلى الكفّ فورا عن الأعمال المزعزعة للاستقرار التي تهدد التدفق الحر للتجارة عبر هذا الممر المائي الاستراتيجي، الذي يعتمد عليه العالم في أكثر من خمس إمدادات النفط العالمية".

ومع ذلك، فإن أسئلة تدور بشأن حاجة واشنطن إلى أحدث مقاتلاتها وإحدى مدمراتها الاستراتيجية للسهر على أمن الملاحة الدولية. لكن السؤال الأبرز يدور حول جدية الإدارة الأميركية باستخدام القوة العسكرية ضد ما تسميه واشنطن قرصنة إيرانية في مياه الخليج، ومدى عزم واشنطن على تغيير قواعد الاشتباك مع طهران.

بالمقابل قلل وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني من شأن الانتشار العسكري الأميركي الجديد في الخليج. أعتبر أن "الجمهورية الإسلامية بلغت مستوى من القوة بحيث لا أحد قادر على تنفيذ تهديداته ضد إيران". وأضاف أن إيران "تجاوزت هذه التهديدات وتقوم بمواصلة دورها على الصعيدين الإقليمي والدولي".

وفي المناسبة، أشاد الوزير ببلاده التي باتت "لاعباً إقليميا رائدا"، منوهاً بتقدمها التكنولوجي المتزايد عبر الجبهات البحرية والبرية. ووصف أشتياني إيران بأنها "قوة طائرات بدون طيار في العالم"، وأن"جميع أنواع الطائرات بدون طيار المصنوعة في إيران قد لفتت انتباه الدول الأخرى ".

وربما في تلك الإشادة تذكير لمن يهمه الأمر بإمكانية استخدام تلك الطائرات ضد الحشد الأميركي الجديد في المنطقة.

والأرجح أن تكنولوجيا الطائرات الإيرانية المسيّرة باتت بالنسبة للولايات المتحدة أكثر إلحاحا من أمن الممرات المائية. وعلى الرغم من نفيّ طهران المتكرر، إلا أن واشنطن وحلفاءها يتهمون إيران بالتدخل في معركة أوكرانيا إلى جانب روسيا من خلال تلك المسيّرات النوعية.

والمفارقة أنه على الرغم من إنكار إيران لتورّط مسيّراتها في تلك الحرب، إلا أن وسائل الإعلام الإيرانية تنشر بفخر مقاطع فيديو لطائرات انتحارية إيرانية الصنع مثل شاهد 136، تضرب بدقّة أهدافا أوكرانية.

لا يمكن قراءة استجابة البيت الأبيض لقراءة البنتاغون إلا من خلال تأمل الصورة الأكبر والأشمل في الصراعات التي تخوضها الولايات المتحدة في المجالين الإقليمي والدولي.

ولئن تودّ واشنطن إظهار حصرية امتلاكها لقرار الأمن المائي في الخليج في ظل توطيد دول المنطقة علاقاتها مع الصين، وبعد أيام من عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاجتماع الوزاري السادس للحوار الاستراتيجي في موسكو، فإن الحشد العسكري النوعي ليس بعيداً عن احتمالات تفرضها "معركة أوكرانيا" وامتداداتها في سوريا. فقرار الأيام المنصرمة يلتحق بقرار في هذا الاتجاه صدر قبل أسابيع.

ففي الشهر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن توجه المزيد من طائرات إف-22 رابتورز إلى المنطقة ردا على ما وصفه مسؤولون أميركيون بأنه "سلوك غير آمن وغير مهني" من قبل الطيارين الروس في أجواء سوريا. وقد ذكرت مصادر البنتاغون في 14 يونيو أن نشر طائرات إف - 22 " كان له تأثير رادع على السلوك الروسي بشأن قاعدة التنف وأنماط طيران مقاتلاتها".

يأتي إعلان واشنطن عن إرسال طائرات إف-35 ومدمرة للمنطقة بعد أيام من الإعلان عن خطط أخرى لنشر طائرات إف-16 جديدة. وفي تفسير حيثيات هذه القرارات توضح واشنطن أن قادة البنتاغون يحاولون تحقيق التوازن الصحيح بين نشر القطع البحرية والجوية في المنطقة بهدف تأمين مزيد من المراقبة وتحديد السفن التي قد تكون معرضة للخطر.

تقاطعت تحليلات أميركية تؤكد أن الولايات المتحدة تعزز استخدامها للطائرات المقاتلة حول مضيق هرمز الاستراتيجي لحماية السفن من أخطار إيرانية تعرّضت لها في المنطقة. فيما سرّبت مصادر أخرى دوافع تتعلق بقلق واشنطن والقيادة العسكرية الأميركية من العلاقات المتنامية بين إيران وروسيا وسوريا في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ورأت هذه المصادر أن هذا القلق قد تنامى في أعقاب إعلان الولايات المتحدة في حزيران الماضي عن إرسال طائرات مقاتلة من طراز إف-22 إلى المنطقة.

تتعذر مصادر في البنتاغون بأن المقاتلات الأميركية من طراز إيه-10 التي تحلق فوق مضيق هرمز لم تعد كافية لردع تزايد محاولات إيران مؤخرا في الاستيلاء على ناقلات النفط. تصيف المصادر أن تعزيز أجواء المنطقة بكمّ ونوع حديث من المقاتلات سيمكن القوى العسكرية الأميركية في المنطقة من امتلاك القدرة على الدفاع عن السفن.

غير أن ما أُعلن تباعاً في واشنطن قد يخفي ما لم يعلن عن حجم القوات المرسلة إلى المنطقة وما قد يعلن لاحقا وتباعاً لتحضير المنطفة لحدث ما. وفيما تتحدث صحف واشنطن عن حرب ستخوضها الولايات المتحدة، غير أن الأمر يبقى حتى إشعار آخر من أدوات التفاوض واستعراض القوى سواء في تعلّق بملف إيران أو بالصراع مع موسكو وبكين.

 

من رحلات التخييم بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد آالنهيان إلى االقطيعة، سبب الخلاف بين أقوى أصدقاء الشرق الأوسط

جيمس روثويل / التلغراف / 22  تموز 2023 (ترجمة موقع غوغل)

https://eliasbejjaninews.com/archives/120370/120370/

لم يتحدث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان منذ ستة أشهر

بدا أنهم أفضل الأصدقاء عندما شرعوا في رحلة تخييم وصيد بالصقور في الصحراء السعودية لمناقشة شؤون الدولة ، قبل سبع سنوات فقط.

لكن هذا الأسبوع ، كشف تقرير إعلامي أمريكي متفجر عن خلاف مرير بين قادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، مما أثار مخاوف من أن يتحول التنافس بينهما إلى عداء مفتوح.

لم يتحدث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان منذ ستة أشهر ، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال التي نقلت عن مصادر متعددة قريبة من الاثنين.

كما يُزعم أن ولي العهد هدد بفرض حصار على النمط القطري للإمارات خلال إحاطة غير رسمية مع المراسلين السعوديين في ديسمبر ، محذراً: "سيرون ما يمكنني فعله".

سعى المسؤولون السعوديون والإماراتيون إلى التقليل من التفاصيل المثيرة في التقرير والإصرار على أن العلاقات بين البلدين قوية.

شدد مصدر مقرب من القيادة السعودية على أن التنافس بين الحلفاء المقربين ليس بالأمر الجديد ، مشيرًا إلى الشراكة العاصفة أحيانًا بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وقالوا إن العلاقة بين الدولتين الخليجيتين لا تزال مستقرة ، لكنها قد لا تشعر دائمًا بالراحة.

وأضافوا أنه لم تكن هناك خلافات بين الدولتين حول كيفية معالجة الصراعات الإقليمية الكبرى ، مثل سوريا واليمن ، رغم أن كلاهما يسعى لتحقيق مصالحهما.

لكن المزاعم تشير إلى أن العلاقة الوثيقة بين الرجلين ، المعروفين بالأحرف الأولى من اسميهما محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ، ساءت في الوقت الذي يكافحان فيه لملء فراغ السلطة في الشرق الأوسط الذي خلفته إدارة بايدن.

قال مسؤول أمريكي كبير لصحيفة وول ستريت جورنال ، التي أجرت مقابلات مع مسؤولين من دول الخليج وعملاء استخبارات أميركيين سابقين لإعداد تقريرها: "هذان شخصان طموحان للغاية يريدان أن يكونا لاعبين رئيسيين في المنطقة واللاعبين الرئيسيين".

"على مستوى ما ، لا يزالون يتعاونون. الآن ، لا يبدو أي منهما مرتاحًا لوجود الآخر على نفس القاعدة. بشكل عام ، ليس من المفيد لنا أن يكونوا في حلق بعضنا البعض "، أضاف المسؤول.

منذ أن قلصت الولايات المتحدة مشاركتها في الشرق الأوسط ، كان محمد بن سلمان يحاول تقديم نفسه باعتباره اللاعب الرئيسي التالي في المنطقة.

في الأشهر الأخيرة ، قاد جهود العالم العربي لتطبيع العلاقات مع الدكتاتور السوري بشار الأسد ، الذي ألقى كلمة في مايو / أيار أمام قمة جامعة الدول العربية للمرة الأولى منذ عقد.

كانت العملية قد بدأت بالفعل قبل عدة سنوات من قبل الإمارات العربية المتحدة ، التي أعادت فتح سفارتها في دمشق في عام 2018 ، لكن يبدو أن الرياض تأخذ الكثير من الفضل في هذه الخطوة.

كما طلب ولي العهد المساعدة من الصين في تحسين العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران والذي سيعيد فتح سفارتيهما ويحتمل أن يؤدي إلى إنهاء الحرب الجارية في اليمن ، حيث تدعم الرياض وطهران الجانبين المتعارضين.

يبدو أن سلسلة الانقلابات الدبلوماسية قد أحبطت محمد بن زايد ، الذي كان منذ وقت ليس ببعيد مرشدًا أكثر من كونه منافسًا للحاكم السعودي.

يُقال إن الزعيم الإماراتي قد لعب دورًا رئيسيًا في الضغط على إدارة ترامب لصالح محمد بن سلمان عندما كان نائبًا لولي العهد - وساعد في تأمين زيارة السيد ترامب رفيعة المستوى إلى المملكة العربية السعودية في عام 2017.

يُقال إن الزعيم الإماراتي قد لعب دورًا رئيسيًا في الضغط على إدارة ترامب لصالح محمد بن سلمان عندما كان نائبًا لولي العهد - وساعد في تأمين زيارة السيد ترامب رفيعة المستوى إلى المملكة العربية السعودية في عام 2017.

"محبط": ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان - Getty Images Europe

لكن الخصومات الحالية أعمق بكثير من الدبلوماسية. تتنافس دولتا الخليج على الاستثمار العالمي وتريدان أن تكون عواصمهما الموطن المفضل للشركات الغربية الغنية والقوية والمغتربين.

تتمتع دبي حاليًا بالأفضلية ، لكن المملكة العربية السعودية أطلقت سلسلة من مشاريع الاستثمار والبناء ، مثل مدينة نيوم العملاقة ، والتي تهدف إلى جعل البلاد أكثر جاذبية للأجانب.

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنه عندما سعى محمد بن سلمان إلى تحديث مملكته شديدة المحافظة ، سعى للحصول على المشورة من محمد بن زايد وعين نفس المستشارين الذين استخدمتهم الإمارات العربية المتحدة في مشروع مماثل قبل عقد من الزمن.

من الناحية الاقتصادية ، تتصادم الدولتان الخليجيتان بشكل متزايد بشأن إنتاج النفط ، بينما أطلق محمد بن سلمان شركة طيران وطنية ثانية للتنافس مع شركة طيران الإمارات الإماراتية.

التكامل أم المنافسة؟

يقال إن الولايات المتحدة قلقة من أن الصراع على السلطة في الخليج قد يضعف الجهود المبذولة لبناء تحالف أمني ضد العدو اللدود إيران ويمكن أن يؤخر العمل على حل الصراع في اليمن.

قال السير جون جنكينز ، سفير المملكة المتحدة السابق لدى المملكة العربية السعودية ، إنه ليس من المستغرب أن تكون الخصومات محتدمة ، لكن هذا لن يؤدي بالضرورة إلى انفجار كبير بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد.

"يريد محمد بن سلمان تحويل [المملكة العربية السعودية] في بعض النواحي إلى نسخة فائقة الشحن من الإمارات العربية المتحدة ، وهذا التكامل يبدو الآن وكأنه منافسة. يمكن إدارتها - طالما أن الجانبين سعداء بتقديم تنازلات ".

1 نفى متحدث باسم حكومة الإمارات العربية المتحدة وجود خلاف بين الزعيمين.

وقالوا لصحيفة التلغراف: "المزاعم المتعلقة بالعلاقات المتوترة بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية خاطئة بشكل قاطع ولا أساس لها من الصحة".

تواصلت صحيفة التلغراف مع السلطات السعودية للتعليق ، لكنها لم تتلق ردا على الفور.

قال مسؤول سعودي لصحيفة وول ستريت جورنال عند الاتصال به للتعليق على الخلاف المزعوم: "الإمارات العربية المتحدة شريك إقليمي وثيق للمملكة العربية السعودية ، وسياساتنا تتلاقى حول مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك".

 

تصاعد عدوان ملالي إيران في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط

د. ماجد رفي زاده/معهد جيتستون/22 تموز 2023

(ترجمة موقع غوغل)

https://eliasbejjaninews.com/archives/120359/120359/

بفضل سياسات الاسترضاء التي تتبعها إدارتي بايدن وأوباما ، ظهر الآن الملالي الحاكمون في إيران ، الذين وصفتهم وزارة الخارجية الأمريكية بأنهم أكبر دولة راعية للإرهاب ، كمصدر رئيسي للأسلحة. علاوة على ذلك ، إلى جانب القنابل النووية الوشيكة ، يبدو أنهم مصممون على زيادة صادراتهم أكثر.

وردد وزير الدفاع العميد محمد رضا اشتياني رسالة مماثلة. وأشار إلى أن إيران "ليس لديها قيود" على تصدير معدات عسكرية إلى دول أخرى ، بما في ذلك فنزويلا.

بسبب استرضاء إدارة بايدن والصفقة النووية لأوباما ، ضاعف النظام الإيراني من تخصيب اليورانيوم إلى 84٪ (درجة تصنيع الأسلحة 90٪). تعهد بأن يصبح "أحد أكبر مصدري الأسلحة في العالم" ؛ دفع حلفاء الولايات المتحدة السابقين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى اللجوء إلى الحزب الشيوعي الصيني من أجل الحماية ؛ تصعيد العدوان في الشرق الأوسط لإخراج الولايات المتحدة من المنطقة. ووسع الوجود العسكري الإيراني في أمريكا اللاتينية ليهدد الولايات المتحدة.

كيف تستجيب إدارة بايدن؟ يقال إنه يهدد إسرائيل ، التي أطلق عليها الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني ، في 14 ديسمبر / كانون الأول 2001 ، "دولة قنبلة واحدة": إذا كانت هذه "دولة قنبلة واحدة" ، فإن مساحة نيوجيرسي (8700 ميل مربع ؛ 22600 كيلومتر مربع) لا تتماشى مع خطة إدارة بايدن للسماح لإيران بامتلاك العديد من الأسلحة النووية التي تريدها - في حين أن الولايات المتحدة ستقدم رشوة لمليار دولار أميركي لمراقبة إيران مقابل 100 مليون دولار. - يعيد تقييم "علاقاته الدبلوماسية مع اسرائيل.

ما هي درجة الخرف هذا؟

بفضل سياسات الاسترضاء التي تتبعها إدارتي بايدن وأوباما ، ظهر الملالي الحاكمون في إيران الآن كمصدر رئيسي للأسلحة. علاوة على ذلك ، إلى جانب القنابل النووية الوشيكة ، يبدو أنهم مصممون على زيادة صادراتهم أكثر. في الصورة: وزير الخارجية الأمريكي جون كيري (إلى اليسار) يلتقي بوزير الخارجية الإيراني آنذاك محمد جواد ظريف في الأمم المتحدة في 27 أبريل 2015 في مدينة نيويورك. (تصوير جيسون ديكرو / بول / جيتي إيماجيس)

بفضل سياسات الاسترضاء التي تتبعها إدارتي بايدن وأوباما ، ظهر الآن الملالي الحاكمون في إيران ، الذين وصفتهم وزارة الخارجية الأمريكية بأنهم أكبر دولة راعية للإرهاب ، كمصدر رئيسي للأسلحة. علاوة على ذلك ، إلى جانب القنابل النووية الوشيكة ، يبدو أنهم مصممون على زيادة صادراتهم أكثر.

إن تقديم القدرات الدفاعية والعسكرية للجمهورية الإسلامية ومشاركتها [مع الدول الصديقة] يمكن أن يوسع العلاقات الدفاعية للبلاد ويعزز الردع" ، هذا ما قاله رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية ، اللواء محمد باقري ، مؤخرًا أمام مهر نيوز التي تسيطر عليها الدولة في اجتماع لمسؤولي وزارة الخارجية والسفراء في طهران.

"القوات المسلحة الإيرانية على استعداد تام للارتقاء بمستوى العلاقات في مختلف المجالات ، بما في ذلك التصدير بالجملة للمعدات الدفاعية والعسكرية وكذلك التدريب والتمارين ونقل الخبرة العملي".

وردد وزير الدفاع العميد محمد رضا اشتياني رسالة مماثلة. وأشار إلى أن إيران "ليس لديها قيود" على تصدير معدات عسكرية إلى دول أخرى ، بما في ذلك فنزويلا.

"عالم المستقبل عالم مختلف. هندسة النظام العالمي الجديد تتغير مع ظهور العديد من القوى الجديدة ، لا سيما في آسيا وفي مختلف المجالات."

تمتلك إيران حاليًا أكبر برامج الصواريخ الباليستية وأكثرها تنوعًا في الشرق الأوسط. لم تحصل أي دولة بخلاف إيران على صواريخ باليستية طويلة المدى قبل الحصول على أسلحة نووية. بينما يمكن استخدام الصواريخ الباليستية لأغراض هجومية أو دفاعية ، فإن الصواريخ المتطورة يتم تطويرها بشكل أساسي كوسيلة لنقل الأسلحة النووية.

وفقًا لجون كيربي ، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي:

"اعتبارًا من أيار (مايو) ، تلقت روسيا مئات الهجمات أحادية الاتجاه [المركبات الجوية غير المأهولة] ، فضلاً عن المعدات ذات الصلة بإنتاج الطائرات بدون طيار ، من إيران. ونحن نصدر رسمًا يوضح كيف يتم نقل الطائرات بدون طيار الإيرانية إلى روسيا: يتم تصنيع الطائرات بدون طيار في إيران ، ويتم شحنها عبر بحر قزوين ... ثم استخدامها عمليًا من قبل القوات الروسية ضد أوكرانيا. وتعتبر تصرفات روسيا وإيران انتهاكًا لالتزاماتهما بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 التابع للأمم المتحدة".

يبدو أن صعود النظام كمصدر للأسلحة قد بدأ باتفاق الرئيس باراك أوباما النووي لعام 2015 لخطة العمل الشاملة المشتركة. من بين المكافآت العديدة التي قدمتها إدارة أوباما للنظام الإيراني تحديد 18 أكتوبر 2020 موعدًا لإلغاء حظر الأسلحة المفروض على إيران والسماح للنظام بتصدير الأسلحة واستيرادها وشرائها وبيعها بشكل قانوني ، كيفما شاء. كان حظر الأسلحة قد فرض سابقًا على إيران من قبل الأعضاء الخمسة في مجلس الأمن الدولي في عام 2007 ، خلال إدارة بوش. شمل الحظر مجموعة واسعة من الأسلحة ، بما في ذلك المدفعية من العيار الثقيل ، والطائرات بدون طيار ، والطائرات المقاتلة ، ودبابات القتال ، والمركبات القتالية المدرعة ، وطائرات الهليكوبتر الهجومية ، والصواريخ ، وقاذفات الصواريخ ، والسفن الحربية.

الهدية الثانية للملالي الحاكمين في إيران هي رئاسة جو بايدن. ربما شجعت قيادة إدارة بايدن المتذللة ورفع حظر الأسلحة النظام الإيراني على زيادة استيراد وتصدير الأسلحة.

يتفاخر الملالي الحاكمون في إيران حاليًا بأن الصين عميل آخر لأسلحتهم. قال مسؤول كبير من وزارة الاستخبارات الإيرانية في جامعة الإمام الخميني الدولية في قزوين: "نمت قوتنا إلى مستويات حيث تنتظر الصين في طابور لشراء 15 ألف طائرة مسيرة لدينا". وأضاف: "منذ اليوم الذي اتجهنا فيه إلى الشرق ، لم يستطع الغرب تحمل ذلك ومثال على ذلك الحرب في أوكرانيا".

صرح اللواء يحيى رحيم صفوي في جامعة الإمام الحسين العسكرية بطهران قائلاً: "وصلنا اليوم إلى نقطة تطالب فيها 22 دولة في العالم بشراء طائرات بدون طيار من إيران".

كان النظام الإيراني يركز أيضًا على انتشار وتصدير الصواريخ الباليستية طويلة وقصيرة المدى الموجهة بدقة. وفقًا لتقرير Forbes:

"تريد روسيا أيضًا صواريخ إيران الباليستية الفتح -110 وزولفاغار قصيرة المدى (SRBM) التي يتراوح مداها بين 186 و 435 ميلًا ، على التوالي. قد يمنح طلب كبير من هذه الصواريخ لروسيا بعض البدائل عن ترسانتها من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز ، التي قيل إنها تضاءلت ، مما يمكنها من مواصلة قصفها للمدن الأوكرانية".

بسبب استرضاء إدارة بايدن والصفقة النووية لأوباما ، ضاعف النظام الإيراني من تخصيب اليورانيوم إلى 84٪ (درجة تصنيع الأسلحة 90٪). تعهد بأن يصبح "أحد أكبر مصدري الأسلحة في العالم" ؛ دفع حلفاء الولايات المتحدة السابقين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى اللجوء إلى الحزب الشيوعي الصيني من أجل الحماية ؛ تصعيد العدوان في الشرق الأوسط لإخراج الولايات المتحدة من المنطقة. ووسع الوجود العسكري الإيراني في أمريكا اللاتينية ليهدد الولايات المتحدة.

كيف تستجيب إدارة بايدن؟ يقال إنه يهدد إسرائيل ، التي أطلق عليها الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني ، في 14 ديسمبر / كانون الأول 2001 ، "دولة قنبلة واحدة": إذا كانت هذه "دولة قنبلة واحدة" ، فإن مساحة نيوجيرسي (8700 ميل مربع ؛ 22600 كيلومتر مربع) لا تتماشى مع خطة إدارة بايدن للسماح لإيران بامتلاك العديد من الأسلحة النووية التي تريدها - في حين أن الولايات المتحدة ستقدم رشوة لمليار دولار أميركي لمراقبة إيران مقابل 100 مليون دولار. - يعيد تقييم "علاقاته الدبلوماسية مع اسرائيل.

ما هي درجة الخرف هذا؟

*دكتور. ماجد رفي زاده هو استراتيجي أعمال ومستشار ، وباحث خريج جامعة هارفارد ، وعالم سياسي ، وعضو مجلس إدارة هارفارد إنترناشونال ريفيو ، ورئيس المجلس الأمريكي الدولي للشرق الأوسط. قام بتأليف عدة كتب عن الإسلام والسياسة الخارجية الأمريكية. يمكن التواصل معه على Dr.Rafizadeh@Post.Harvard.Edu

© معهد جيتستون 2023. كل الحقوق محفوظة. المقالات المطبوعة هنا لا تعكس بالضرورة آراء المحررين أو معهد جيتستون. لا يجوز إعادة إنتاج أو نسخ أو تعديل أي جزء من موقع Gatestone أو أي من محتوياته ، دون الحصول على موافقة كتابية مسبقة من معهد Gatestone.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

خلال محطّة روحيّة ثقافيّة حول البطريرك الدويهي في الديمان..الرّاعي: أتمنّى أن يترفّع السياسيّون عن مصالحهم الشّخصيّة

الوكالة الوطنية للإعلام/22 تموز/2023

نظمت "رابطة قنوبين للرسالة والتراث" والجامعة الأميركية للتكنولوجيا، مواكبة لمسيرة تطويب وتقديس البطريرك المكرم اسطفان الدويهي، محطة روحية ثقافية في باحة مكتبة الوادي المقدس في الكرسي البطريركي في الديمان، برعاية وحضور البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبمشاركة النائبين جورج عطالله ووليام طوق، النائب البطريركي على منطقة الجبّة واهدن-زغرتا المطران جوزف نفاع، نائب رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي المونسنيور اسطفان فرنجية وأعضاء المؤسسة، رئيس المجلس العام الماروني المهندس ميشال متى، رئيسة جامعة A.U.T غادة حنين، المحامي روي عيسى الخوري ممثلا بالأستاذ جوزيف جبور، رئيس رابطة الجامعيين في الشمال الأستاذ غسان الحسامي، الفنانين السي فرنيني وجورج شلهوب، الشاعر نزار فرنسيس، رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي وأعضاء مجلس أمناء الرابطة، وحشد من أبناء رعية زغرتا - اهدن والديمان والجوار.

وكانت كلمة البطريرك الراعي وقال فيها: "بدايةً أشكر جميع المُتكلّمين الذين أسمعونا كلماتهم واناشيد الى العالي، وانا اعتبر خلال هذا اللقاء أن الكنيسة أعلنت البطريرك الدويهي مكرما بسبب عيشه الفضائل الالهية بإيمان ورجاء ومحبة وبالفضائل الإنسانية والأخلاقية، وبحسب القوانين يجب حصول أعجوبة كي يتم إعلانه طوباوياً، ومن ثم قديساً، والمهم أنّه مكرّم، وأنتم تكرمون اليوم بالكلمات الأناشيد، وانا اتخيله بين الأبرار كما يقول الإنجيل يتلألأون كالشمس، والدويهي يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب. والسيد المسيح في يوم التجلي يقول الإنجيل كان وجهه كالشمس وثيابه بيضاء كالثلج ظهرا الحالة الالهية المختبئة في إنسانيّته الضعيفة كما العذراء مريم عندما دعاها الملاك جبرائيل بالممتلئة نعمة، فكانت تتلألأ كالشمس في ملكوت الآب، مخفية من خلال الجسد البشري".

وتابع: "البطريرك الدويهي رفعنا جميعاً إلى فوق، رفع الكنيسة ولبنان وهذه المنطقة الى فوق، ويدعونا لنرتفع بالقيم التي وصلها مع القديس شربل بداية في العام 1965 ومن ثم مع رفقا والحرديني والأخ يعقوب والشّهداء ليوناردو توما وجمهور كبير من القديسين والطوباويين. ولذلك، نعتبر أنّ الرّب يُخاطبنا من السماء، ويقول لنا أنا معكم لا تخافوا، وقديسو لبنان يشفعون بلبنان وشعبه، لذا، علينا من هذه المنطقة ان نعرف كيف نرتفع ونسمو لنتطلع على وادي القديسين وعلى هذه الجبال ووادي قنوبين، ونخرج من بين الجدران الدنيوية، وهذا ما اتمناه لجميع السياسيين، بأن يترفعوا عن مصالحهم الشخصية وحساباتهم الضيقة ليتمكنوا من رؤية الواقع، وطالما هم غارقون في وحول المصالح الشخصيّة والمصالح الفئويّة، فلبنان يتخبط من يوم الى يوم".

أضاف: "القدّيسون والطوباويون، وعلى رأسهم المكرم اسطفان الدويهي، يدعونا لأن نرتفع إلى فوق بالفكر والأعمال، ونحن نعتبر الدويهي أكبر من جميع البطاركة في الكنيسة المارونية، أولاً بقداسته والأب بولس قزي مشكور لمتابعته القضية الى المرحلة الاخيرة، البطريرك الدويهي أكبر منّا جميعاً بروحانيته العميقة الرفيعة وبثقافته الّتي جعلته يتطرق إلى كلّ المواضيع الثقافية والتاريخية والكنسية والليتورجية، ولا يُمكن لأي إنسان الاطلاع عليها جميعها إلّا بأعجوبة! أتساءل كيف تمكن من إنجاز كلّ الكتابات رغم انشغاله ببناء الكنائس وتفقد الرعايا في كل المناطق، رغم عدم توافر وسائل النقل يومها، ورغم طول المسافات. قبله ما من تاريخ ولولاه لما عرفنا تاريخ لبنان، وكتابه "تاريخ الأزمنة" هو تاريخ لبنان، وقد تمكّن من جمعه رغم احراق الغزاة مكاتب البطريركيات من قنوبين إلى إيليج وغيرهما. بدونه ما من تاريخ، هو رجل الروحانيّة الرفيعة، رجل الثّقافة الرّفيعة والعلم والكتابة والراعي الصالح وكما قال الأب قزّي في كلمته "مستحق، مستحق، مستحق" لأن يرفع على المذابح". وتابع: "اريد ان أهنئكم جميعاً وخصوصاً سيادة أخينا المطران جوزيف النفاع حامل القضية بقلبه وفكره مع معاونيه ومؤسسة البطريرك، ومن المؤكد انه ما من تعب من دون نتيجة، ونحن وإياكم والمنطقة نستعد للفرح الكبير بإعلان قداسة كوكب البرية وكوكب الجبل الدويهي، كما أشكر جميع العاملين في المجال الأنثروبولوجي للحصول على الحمض النووي لتحديد رفاته لاعتمادها ذخائر". وختم الراعي: "البطريرك كان وقاداً بمعرفته وذكائه. ونظره فقده بسبب الدراسة والأبحاث التي كان يقوم بها، لكن العذراء أعادت له بصره وبات شامخاً في العلم والمعرفة وطلبوا منه البقاء في روما، وقدّموا له الإغراءات، لكنّه أصرّ على العودة إلى لبنان قائلاً: "رايح علم تعليم مسيحي تحت سنديانة اهدن" فهل هناك من رفعة في العلم والفكر والتواضع أكبر من ذلك؟". كما شكر "رابطة قنوبين للرسالة والتراث" والجامعة الأميركية للتكنولوجيا "لتعاونهما في إحياء هذا اللقاء، وأشكر جميع الذين تكلّموا وأنشدوا ولن ننسى ان المكرم الدويهي يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب، ونطلب من الله أن نعيش تحت نور معرفته ثقافته وتواضعه، وأؤكد أن ما من خوف على لبنان، طالما لدينا قديسون يتلألأون كالشمس ومنهم البطريرك المكرم. عشتم وعاش لبنان ليبقى لبنان منارة للشرق". بعدها، وقّع فرنسيس كتابه في قاعة مكتبة الوادي المقدس، وهو أوّل كتاب يوقّع فيها بعد تأهيلها وتجميل محيطها المتصل بمطل صخرة الدبس ودرب البطريرك الراعي للمشاة على كتف الوادي.

 

الراعي التقى نجل عصام فارس وبحث معه اوضاع الجالية اللبنانية في هيوستن - أميركا

الوكالة الوطنية للإعلام/22 تموز/2023

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان نجاد فارس، يرافقه العميد وليام مجلي، ونقل تحيات والده نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، ودعمه مساعي الراعي الوطنية الانقاذية، وجهوده الهادفة الى انجاز الاستحقاق الرئاسي لاعادة الانتظام الدستوري للمؤسسات وانطلاق الخطوات الاصلاحية المطلوبة للخروج من الازمة الخطيرة القائمة. كما عرض فارس لاوضاع الجالية اللبنانية في هيوستن، والدور الداعم للبنانيين المقيمين من خلال المؤسسات الاجتماعية. ووضع الراعي في اجواء الاتصالات التي يجريها مع الاطراف والاحزاب السياسية على قاعدة التزام موجبات الدستور واجراء الانتخابات الرئاسية وفق القواعد الديمقراطية المعروفة. وحمل الراعي فارس تحياته لوالده، مقدراً ما تقوم به العائلة على المستويات الانسانية والاجتماعية والوطنية. بعدها، استقبل الراعي رئيسة جمعية سطوح بيروت داليا داغر ثم رئيسة جماعة الراهبات في حديقة البطاركة الاخت لينا خوان، رئيس كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود ومكتب اقليم كاريتاس الجبة برئاسة الدكتور ايليا ايليا.

 

ريفي: المطلوب الوحدة لتحقيق الثّوابت الوطنيّة

نداء الوطن/22 تموز/2023

غرّد النائب أشرف ريفي على حسابه عبر "تويتر"، قائلاً: "نؤكّد ما دعا إليه سماحة مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللّطيف دريان، لجهة تحقيق وحدة الصّفّ ورفض التّشرذم. لم يعد من المقبول أن تغيبَ الأولويات الوطنيّة، وأن يتمّ تجاهُل الإستحقاقات الدّستوريّة، والمطلوب الوحدة لتحقيق الثّوابت الوطنيّة، وأوّلها الدّستور وعلاقات لبنان العربيّة ورفض الوصاية”

 

شيخ العقل يوجّه نداءً: لا لاستباحة المواقع ميثاقياً

المركزية/22 تموز/2023

شدد شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى على "أهمية بناء الدولة بمؤسساتِها، وحماية دستورِها واحترام قوانينِها"، آملا أن "يستشعرَ المسؤولون خطر المماطلة في التجاذب وتفريغ المؤسسات"، ومتسائلاً عن "الميثاقية في شغور بعض المواقع الأساسية من أصحابها الأصيلين، في استباحةٍ موصوفة لا تليقُ بالعدالة ولا تُطمئنُ المواطنين ولا تُعزِّزُ ثقةَ الناس بدولتِهم". وتوجّه بنداء الى المسؤولين والمشايخ داخل الطائفة، "لإصلاح ذات البَين والتلاقي على المصلحة العامة"، متسائلا: "هل من الحكمة أن نَضعَ الهيئة الروحية في مواجهة الزعامة السياسية؟ وهل تجوزُ المقاطعةُ والمجافاةُ ممّن همُ الأَولى بالأُخوَّةِ التوحيديةِ البعيدة عن السياسة؟" كلام شيخ العقل جاء خلال كلمة ألقاها في مقام النبي أيوب في نيحا الشوف، حيث لبّى دعوة إدارة المقام مشاركاً في الزيارة وراعياً اللقاء العام الذي أقيم للمناسبة في استعادة للتاريخ والوهج بتلك اللقاءات الجامعة لأبناء الطائفة. وشاركت فيه شخصيات روحية واجتماعية وأهلية من مناطق الجبل ووادي التيم وغيرها، الى جانب ابناء البلدة وفاعلياتها.

 

"مجلس ثورة الأرز": الاستمرار في تعطيل انتخاب الرئيس خيانة عظمى تستدعي المحاكمة

وطنية/22 تموز/2023

 عقد "المجلس الوطني لثورة الأرز" - الجبهة اللبنانية، اجتماعه الأسبوعي برئاسة أمينه العام طوني نيسي، وأسف في بيان "لتكرار تجربة العام 2014 ، والتي أدت إلى تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية لا سيما وأن ذيولها الكارثية ما زالت ماثلة للعيان لا بل تفاقمت وإزدادت الأمور سوءا، والظاهر أن الوضع الشنيع هذا يتكرر وسيولد أثارا سلبية على واقع الجمهورية وعلاقاتها العربية والدولية". واعتبر أن "الاستحقاق الإنتخابي الرئاسي هو أحد الأبواب الديموقراطية الأساسية لإعادة تكوين السلطة والمشاركة في إتخاذ القرارات السياسية وتشكيل الحكومة التي تمثل فعليا وجهة نظر الرأي العام الحر". ورأى أن "ما يحصل اليوم على أيدي المسؤولين اللبنانيين من تعطيل متعمد للإنتخابات الرئاسية يضر بالممارسة الديموقراطية وحقوق الشعب، وأن الإستمرار في تعطيل إنتخاب رئيس جديد للجمهورية هو بمثابة الخيانة العظمى وبالتالي يستدعي هذا الفعل الجرمي إحالة من تثبت تورطهم إلى المحاكمة". وشدد على أن "حرية التعبير هي حق أساسي من حقوق الإنسان كما أوردت المادة 19، ومن واجب الحكومات والمسؤولين عن الوسائل الإعلامية ومعدي البرامج منع خطاب الكراهية والإستعلاء والتحريض".

 

"القوّات" تنفي تهريب جعجع 16 مليون دولار إلى خارج البلد

نداء الوطن/22 تموز/2023

أصدرت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، البيان الآتي: "إدّعت السيدة جينا الشماس أنّ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قام بتهريب 16 مليون دولار إلى خارج البلد بين شهرَي 8 و9 من العام 2019. إنّ هذا الخبر كاذبٌ ومُلفَّق ومختلَقٌ مئة بالمئة ولا أساس له من الصّحّة على الإطلاق، وسيقوم حزب "القوات اللبنانية" بالادعاء على شماس بتهمة الافتراء الجنائي والذمّ".

 

قاسم: أدعو لبنان والدول العربية والاسلامية الى طرد السفيرة السويدية

الوكالة الوطنية للإعلام/22 تموز/2023

أحيا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الليلة الثالثة من محرم لهذا العام في مقره، برعاية نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب، وحضور نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، النائب فادي علامة، النائب السابق محمد نصر الله، المدعي العام السابق عوني رمضان، وشخصيات قضائية وعسكرية وتربوية واجتماعية وعلماء دين ومواطنين، وتلا المقرئ احمد المقداد آيات من الذكر الحكيم، وقدم الحفل الدكتور غازي قانصو. وألقى الشيخ قاسم كلمة استهلها بالحديث عن مكانة القرآن الكريم وقدسيته وأهميته، وقال إن "هذا الذي اقدم على حرق نسخة من القرآن الكريم أمام سفارة دولة اسلامية وامام وسائل الاعلام في العالم، بحجة حرية الرأي، هي محاولة دنيئة للاساءة الى المسلمين، لأنهم يواجهون المقدس بالاحراق والاعتداء من دون ان يكون لهم اي نقاش ولا حجة ولا دليل او محاولة للوصول الى قناعة مشتركة، لاي امر من الامور". وأشار الى أن "السويد لا تتصرف وحدها اغلب الدول الاوروبية تسير على نفس المسار يعتبرون انهم اذا استفزوا المسلمين واهانوا المسلمين وانهم اذا احرقوا اوراقا من القرآن الكريم يحاولون اسقاط المقدس، كي لا يكون هناك احترام وكي تشعر الاجيال القادمة، بأن الدول الكبرى التي تدعي بأنها حضارية وحديثة، لا تحترم هذا المقدس، لكنهم واهمون، القرآن الكريم مقدس لدينا وسيبقى كذلك، وبهذا الاستفزاز يزداد قداسة، وانتم ان احرقتم آيات منه فإن آياته في قلوبنا وعقولنا وارواحنا ودمائنا، لا يمكنكم ان تمسوها، بل ستجدون انها الشعلة الحقيقية لانارة درب العالم، على طريق الحق". وقال: "أدعو الدولة اللبنانية الى طرد السفيرة السويدية وادعو الدول العربية والاسلامية ان تفكر بهذا الامر وان تقوم بهذا الاجراء، ليفهموا اننا لا نحتاجهم، واننا لا نريد من لا يحترم مقدساتنا، سنيتم قوانين تجرم من يتكلم عن السامية تحت عنوان معاداة السامية".

 

قاووق: "لا تجرّبوا المجرّب" ولا تضيّعوا الوقت

المركزية/22 تموز/2023

أكّد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "مسار الانهيار متواصل، والأزمات الداخلية تتراكم وتتفاقم ولم تعد تطاق، والجميع يعلم ألا حل إلاّ بالتوافق الوطني". وأشار خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه "حزب الله" بنت جبيل، إلى أن "الفريق الآخر يرفض التوافق لأنهم لا يمتلكون مشروع توافق، ولأنهم أسرى أوهام المواجهة والصدام". ورأى قاووق أن "عمق المشكلة اليوم يكمُن في أن الفريق الآخر يريد المواجهة والصدام ويخطط ويعمل على المواجهة والصدام، ومن يرفض التوافق، عليه أن يتّهم نفسه، ومن الطبيعي أن يتهمه الآخرون بالعرقلة". وتوجّه لـ"جماعة التحدي والمواجهة"، بالقول: "هل تراجعتم عن قراركم بتعطيل نصاب الجلسات إذا كان سيُنتخب فيها الوزير سليمان فرنجية؟ ومن حق اللبنانيين أن يسمعوا جوابكم". واعتبر قاووق أن "التحرك الخارجي ينجح إذا كان يداً للمساعدة، ولم يصبح جزءاً من الانقسامات"، لافتاً إلى أن "التحريض لا يغيّر المعادلات، والتضليل لا يغيّر المعادلات، وعلى البعض ألا يضيّعوا الوقت وألا يهدروا الفرص، وعليهم أن يتعلّموا من التجارب الماضية، وأن لا يجربوا المجرّب".  وختم قاووق بالقول إن "معالجة أزمة النازحين تبدأ من تحرير بعض المسؤولين الرسميين من عقدة استرضاء أميركا".

 

رعد: على إسرائيل أن تنسحب من كلّ أرضنا… ولن نسكت

 الوكالة الوطنية للإعلام/22 تموز/2023

اعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد “أنّهم يريدون من كل الأساليب التي يستخدمونها أن يتسلّلوا لينتهكوا سيادتنا في هذا البلد تارة عبر السياسة النقدية وتارة عبر السياسة الدفاعة وطَوراً عبر القضاء أو عبر التخريب والإرهاب وأُخرى عبر ثنينا عن مواجهة مصيرنا”. وقال: “نحن نُفسح في المجال حفاظاً على عيشنا الواحد في هذا البلد ومن أجل أن نحفظ استقراره وأن نجد الصيغة التي يُمكن أن نتوافق فيها مع الآخرين من أجل أن يبقى وطننا سيّداً حراً عصياً على الإبتزاز والإرتهان لإرادة الأجنبي”. وأشار رعد إلى “أننا قطعنا شوطاً كبيراً في فضح هذه الأساليب وإثبات عُقمها ويكفي اليوم ما نشهده من قصورٍ وضعفٍ لدى إسرائيل الذي كان يُخيف المنطقة وجيوشها في الزمن الغابر”. وأضاف: “إسرائيل التي كانت تقصف في عواصم البلدان العربية من دون أن تعير اعتباراً لأحد ودون أن تحسب حساباً لا لميثاق أمم متحدة ولا لقانون دولي وتابعت إسرائيل في السبعينات هو نفسه الذي قصف مفاعل تموز في العراق حتى تقضي على أيّ إمكانية لبناء قوة ولو من أجل تطوير علمي أو تصنيع عسكري لكن إسرائيل التي أغارت على العراق في السبعينات اليوم لا يستطيع أن يُرغِم المقاومة على إزالة خيمة على الحدود مع فلسطين”. واعتبر رعد أنّه “مطلوب الآن من إسرائيل أن ترفع ما طوّق به الجزء الشمالي من بلدة الغجر اللبنانية وعليها أن تنكفئ وهذا الأمر ليس مسكوتاً عنه في مُفكّرة المقاومة أبداً، وعلى إسرائيل أن تنسحب من كلّ أرضنا اللبنانية”. وختم: “النقاط المتنازع عليها حول الخط الأزرق يجب أن ننتهي منها، حدودنا لا تحتاج إلى ترسيم في البر، وهي مرسّمة منذ استقلال لبنان ولا تحتاج إلى اتفاق ولا إلى تفاهم ولا إلى مسّاحين، حدودنا معترف بها في الأمم المتحدة وعلى إسرائيل أن تنصاع وأن تخرج من آخر حبة تراب من حدودنا”.

 

في مطار بيروت… إحباط عملية تهريب مخدرات داخل الشوكولا!

 قوى الأمن الداخلي/22 تموز/2023

أعلنت المديريّة العـامّة لقوى الأمـن الدّاخلي ـ شعبة العلاقات العامّة، أن “فصيلة الضابطة الإدارية والعدلية-سرية درك مطار رفيق الحريري الدولي تسلمت من إحدى دوريّات فصيلة تفتيشات المطار المدعو:

– ع. س. (مواليد عام 1999، سوري الجنسية)

الذي ضبط بحوزته /16/ قطعة من مادّة حشيشة الكيف على شكل مكعّب مستطيل بحجم إصبع اليد، كلٌّ منها مغلّفة بنايلون أبيض شفّاف زنِتها الإجمالية /1،266/ كلغ موضّبة في داخل حقيبتي الشحن والكتف الخاصّة به داخل غلافات “شوكولا”، وذلك لدى سفره إلى تركيا”.

وأشارت في بلاغ، إلى أنه “بالتحقيق معه، أفاد بأنّه يعمل في مجال شحن البضائع من تركيا إلى لبنان وسوريا، وبالعكس. وقد تعرّف إلى شخص يعمل في هذا المجال، وأعلمه بوجود بضائع ينوي نقلها إلى تركيا. عندها حضر من سوريا إلى مكتبه في لبنان، حيث استلم منه البضائع لينقلها إلى تركيا من دون علمه بوجود مخدّرات في داخلها. بالتوسّع بالتحقيق معه، من قبل مكتب مكافحة المخدّرات المركزي في وحدة الشّرطة القضائية، اعترف بتهريب المخدّرات داخل الشوكولا، ولا يزال يوجد /20/ صندوقًا من نوع الشوكولا ذاته مخبّأ في داخلها قطع من حشيشة الكيف وهي معدّة للتّهريب إلى الخارج”.

وأضافت: “على الفور، انتقلت دوريّة من المكتب الى محلّة طريق المطار، وعملت على ضبطها، حيث تبين انها تحتوي على /24/ كلغ. من مادة حشيشة الكيف.

كذلك، أسفرت التحقيقات والاستقصاءات والتحريّات عن توقيف شخصين آخرين متورطين بعملية التهريب، وذلك بالتنسيق مع المجموعة الخاصة، وهما:

ك. ر. (مواليد عام 1971، لبناني)

خ. ق. (مواليد عام 2001، سوري)

العمل مستمر لتوقيف باقي المتورطين، بإشراف القضاء المختص”.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 22-23 تموز/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 22 تموز/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/120350/120350/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For July 22/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/120356/120356/