الياس بجاني/نص وفيديو: قرية الغجر سورية احتلها إسرائيل سنة 1967 وسكانها من الطائفة العلوية ويحملون الجنسيتين السورية والإسرائيلية

227

الياس بجاني/نص وفيديو: قرية الغجر سورية احتلها إسرائيل سنة 1967 وسكانها من الطائفة العلوية ويحملون الجنسيتين السورية والإسرائيلية
17 تموز/2023
إن الحقيقة المرة والمآساوية التي يعيشها لبنان حالياً على كافة المستويات والصعد، تؤكد بأن لا حدود لنفاق ودجل وتقية ومسرحيات حزب الله الإراهي والإيراني، الذي يحتل لبنان ويهيمن بالكامل على قرار الحكم والحكام فيه منذ العام 2005، عقب اندحار الجيش السوري وخروجه من لبنان يجرجر الخيبة والإنكسار. فهذه العصابة المسماة كفراً حزب الله، هي سرطان ينهش البلد، كما انها تزور الحقائق وتلعب بالتاريخ والجغرافيا، وتعمل بكل ما هو متوفر لها من امكانيات وظروف محلية ودولية واقليمية على تدمير لبنان الإنسان والدولة والكيان والسيادة والحريات، وذلك خدمة لمخطط إيراني مكشوف هدفه المعلن هو تحويل لبنان إلى ولاية تابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية الملالوية. في هذا السياق التدميري يدعي حزب الله بأنه حامي الحمى والحدود، علماً ان لا أحد كلفه بهذه المهام التي هي من المفترض أن تكون من مسؤولية الدولة وقواها العسكرية.
ومن ضمن هرطقاته واكاذيبه الإرهابية والنفاقية يدعي باطلاً بأن اسرائيل تحتل الجزء اللبناني من قرية الغجر، مع أن القرية هي سورية 100% وسكانها هم من الطائفة العلوية ويحملون الجنسيتين السورية والإسرائيلية ولا يريدون أن يكون لهم أية علاقة بلبنان، والتقرير المرفق في اسفل الصادر عن المجلس المحلي للقرية يؤكد هذا الأمر بوضوح جلي ليس فيه أي لبس.
القرية هذه تقع في منطقة الجولان السورية، وقد احتلتها إسرائيل عام 1967، وهي دولياً مشمولة بالقرار الدولي 242، وأيضاً بالقرار الدولي رقم 338 الصادر عن مجلس الأمن عقب حرب ال 1973. ولبنان الدولة لم يطالب بها ولا ادعى في يوم من الأيام قبل انسحاب إسرائيل من الشريط الحدودي عام 2000 انها لبنانية حتى خلال حقبة الإحتلال السوري او خلال مؤتمر مدريد عام 1991. مرفق تقرير للعميد الركن خالد حمان يشرح ملف القرية بالكامل.
في أسفل تسلسل الأحداث منذ العام 1924 الذي يؤكد أن قرية الغجر هي سورية، وأن مزارع شبعا كانت تحتلها سوريا عام 1967 يوم احتلتها إسرائيل مع الجولان السوري.
احتلال إسرائيل لمزارع خلال حرب الأيام الستة في 6 حزيران سنة 1967 من ضمن الجولان ومنها قرية الغجر
خلال حرب الأيام الستة في 6 حزيران سنة 1967 احتلت إسرائيل الجولان ومن ضمنها قرية مزارع شبعا التي كانت سوريا تحتلها من الخمسينات. القرار الدولي رقم 242  الذي صدر عن مجلس الأمن في 22 تشرين الثاني سنة 1967 بعد انتهاء الحرب هذه لم يأتِ على ذكر مزارع شبعا ولا قرية الغجر ولا القرى السبعة كأرض لبنانية، وهو أشار بوضوح تام إلى أن كل الأراضي التي احتلتها إسرائيل على الجبهة السورية – الإسرائيلية هي أراضي سورية. تجدر الإشارة إلى أن لبنان لم يشارك بتلك الحرب ولا هو يومها قال بعد انتهائها على أي مستوى إن إسرائيل احتلت جزءً من أراضيه.
دخول إسرائيل عام 1972 إلى الجنوب اللبناني
في سنة 1972 دخلت إسرائيل إلى بعض أجزاء الشرط الحدودي اللبناني، ولكن دخولها كان خجولاً ولم يتخطى بلدة حولة الجنوبية.
الحرب العربية الإسرائيلية الثانية سنة 1973
وقعت الحرب العربية الإسرائيلية الثانية سنة 1973. لبنان أيضاً لم يشارك فيها، ولا هو اعتبر بعد انتهاءها أن إسرائيل احتلت أي شبر من أراضيه، والقرار الدولي رقم 338 الذي صدر عن مجلس الأمن بعد توقف تلك الحرب في 22 تشرين الأول 1973 لم يأتِ لا من قريب ولا من بعيد على ذكر أية أراضي لبنانية محتلة. ولبنان الرسمي لم يقل على أي مستوى إن إسرائيل احتلت أي شبر من أراضيه وبقي ملتزماً باتفاقية الهدنة معها.
عملية الليطاني سنة 1978
سنة 1978 دخلت إسرائيل إلى الجنوب اللبناني تحت راية ما سمته في حينه “عملية الليطاني”، وبتاريخ 9 آذار 1978 صدر عن مجلس الأمن القرار رقم 425 وآلية تنفيذه القرار 426. القرار هذا لم يذكر مزارع شبعا ولا قرية الغجر، ولبنان الدولة لم يقل لا لبنانياً ولا عربياً ولا إقليمياً ولا دولياً إن إسرائيل تحتل مزارع شبعا اللبنانية أو قرية الغجر. في حين أن الدول المعنية وهي سوريا ولبنان، الدول العربية وإسرائيل لم يعتبروا أن القرارين الدوليين 242 و338 يتعلقان بأية ارضي لبنانية. كما أن القرارين 425 و426 لم يذكرا مزارع شبعا ولا قرية الغجر ولا اعتبرهما أرضي لبنانية محتلة من قبل إسرائيل.
الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982
سنة 1982اجتاحت إسرائيل لبنان ووصلت إلى عاصمته بيروت، ومن ثم انسحبت إلى الجنوب وبقيت فيه حتى أيار سنة 2000. وكان قد صدر عن مجلس الأمن بتاريخ 17 أيلول سنة 1982 القرار رقم 520 الذي طالب بانسحاب كل الجيوش الغريبة من كل لبنان واحترام سيادته وحدوده المعترف فيها دولياً وبسط سلطة الدولة بواسطة قواها الذاتية على كل أراضيها. القرار هذا لم يأتِ على ذكر مزارع شبعا ولا قرية الغجر كونهما من ضمن الأراضي السورية المشمولة بالقرارين 242 و338 اللذين يغطيان مرتفعات الجولان السورية.
مؤتمر مدريد سنة 1991
في تشرين الأول سنة1991، وبعد انتهاء حرب الخليج، شاركت كافة الدول العربية ولبنان وإسرائيل في مؤتمر مدريد برعاية أميركية – روسية. يومها قال لبنان “الطائف” المحتل بالكامل من قبل سوريا إنه غير معني بالقرارين 242 و338 وركز فقط على القرارين رقم 425 و 426، وطالب بالعودة للالتزام بمعاهدة الهدنة مع إسرائيل الموقعة سنة 1949. يومها لا سوريا ولا إسرائيل ولا أي دولة عربية أشاروا إلى مزارع شبعا ولا لقرية الغجر كأرضي لبنانية محتلة. ونفس الموقف اتخذه كل من لبنان وسوريا بمحادثاتهما مع إسرائيل التي عقدت في الولايات المتحدة على فترات متفرقة في عهد الرئيس كلنتون ما بين 1994 و1996 واستغرقت شهوراً حيث لم تُذكر مزارع شبعا ولا قرية الغجر في أي محضر من محاضر المحادثات التي طالب لبنان خلالها بإعادة تطبيق اتفاقية الهدنة بينه وبين إسرائيل، وقال على لسان وزير خارجيته أنه معني فقط بالقرار 425 وليس له أي علاقة بالقرارين242 و338.
*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninews.com

في اسفل تقارير ودراسات تؤكد ان قرية الغجر هي سورية وليست لبنانية

قرية الغجر في سطور
المجلس المحلي – قرية الغجر
قرية الغجر في هضبة الجولان
لقد أوضحنا لجيراننا اللبنانيين ، والذين نكنُّ لهم الاحترام بأن الأرض المقامة عليها البلدة بكاملها هي أرض سورية، ولم تكن في يوم من الأيام تابعة إلى لبنان ، وإن سكان البلدة سوريون قبل ان تُقسم الدول إلى كيانات وإن الأراضي الواقعة شمال خط الازرق والتي اصبحت داخل الاراضي اللبنانية هي أرض سورية وأصحابها من قرية الغجر ، ولدينا الوثائق ، والطابو ، والمستندات التي تثبت ذلك . وإننا ولله الحمد لم نعتدِ في أي يوم وفي أي عصر، على أي من جيراننا لأننا نحترم حق الجار والجيرة ، ولم نكن في أي يوم من الأيام مغتصبين للأرض أو طامعين بما ليس لنا ، وإنما نكتفي بما رزقنا ألله وبما منحنا من عطفه ورحمته. ونحافظ على حق الغائب والجار حفاظنا على أنفسنا وأرزاقنا وأرضنا . وإن الحقوق لا بد أن تعود لأصحابها ولا بُد لليل ان ينجلي عن صبح مشرق زاهر .
قرية الغجر، قرية قديمة تمتد جذورها في التاريخ إلى أكثر من ألف سنة ، فقد ذكرها شيخ الربوة المتوفي في سنة ( 727 هجري – 1327 م ) في كتابه ” نخبة الدهر ” حيث قال: ” قرية الغجر تقع في اعالي الحولة ” وقد سماها إقليماً ، وهي إشارة غير مباشرة لكبر هذه البلدة وتبعية قرى أخرى لها .
تقع قرية الغجر على الجهة الشرقية لنهر الحاصباني، وعلى السفوح الغربية لجبل الشيخ على رابية ترتفع 310م عن سطح البحر.
كانت تتبع في الماضي أي قبل عام 1967 إلى ناحية مسعدة محافظة القنيطرة .
يحدها شمالا أراضي المجيدية والماري اللبنانية ، وجنوبا أراضي “شوقا الفوقا” حتى الجسر الرومي، وهي قريبة من أراضي “دان” و”دفنه”، ومن الشرق أراضي “النخيلة” وجبل الشيخ، ومن الغرب نهر الحاصباني على طول 4 كم تقريباً .
وقبل حرب 1967 كان بنيّة السلطات السورية وبرضى أهالي القرية تغيير اسمها إلى ( المثلث ) لأنها تقع بين دول ثلاث هي سورية – لبنان – إسرائيل .
قرية الغجر كما نراها من بعيد
يعيش سكانها منذ القدم على الزراعة حيث تبلغ المساحة الإجمالية لأراضيها حوالي ( 11500 ) دونم ، تسقيها ينابيع ثلاث هي : ( عين التينة – عين دب التي تغير أسمها إلى عين الورد – ونبع الحاصباني والمعروف عند سكان القرية نبع الغجر ) .
توالت ممالك وسلطات كثيرة على هذه القرية، وقد كانت هدفاً مميزاً لجميع القوى الغازية وذلك لقربها من مدينة بانياس الحولة، ولموقعها الإستراتيجي فوق وادي الحاصباني، وبجانب نبع الوزاني الذي يجري بشكل دائم في مجرى الحاصباني خلال أيام السنة .
ذاقت هذه القرية الأمرين زمن الاحتلال التركي والفرنسي وقد عُرِضَ على سكانها الهوية اللبنانية عندما أنشأ الاستعمار الفرنسي كيان دولة لبنان الكبير وذلك عام 1924 ، إلا أن سكان القرية رفضوا الهوية اللبنانية في حينه، وفضّلوا أن يحافظوا على هويتهم السورية، وعلى مواطنيتهم وأرضهم السورية، ولذلك أسماها اللبنانيون ” قرية الغجر السورية “تمييزاً لها عن بقية القرى اللبنانية التي تحيط بها من كل جانب .
كانت تتبع إلى قضاء القنيطرة محافظة دمشق. إلى ان أصبحت مدينة القنيطرة محافظة وذلك سنة 1964 ، فصارت تتبع لها وقضاءها قرية مسعدة في الجولان السوري المحتل .في الفترة العثمانية كانت القرية تتبع محافظة حوران قضاء القنيطرة، وفي زمن الأستعمار الفرنسي
أحتلها الجيش الإسرائيلي في حزيران سنة 1967 وهي ما تزال تحت الأحتلال حتى يومنا هذا .
القرية محاطة بسياج أمني من جميع الجهات ، وليس فيه سوى بوابه واحدة من الجهة الشرقية، تغلق في وجه الجميع حتى يثبتوا هويتهم ، ومن أراد زيارة القرية من الغرباء عن القرية عليه ان يطلب موافقة أمنية
مسبقة لذلك قبل عدة أيام من تاريخ الزيارة . وإذا حصل على الموافقة يشترط عليه عدم البقاء في القرية بعد الساعة العاشرة مساءً .
هذه البوابه تغلق في وجه سكان القرية أثناء أي حادثة أمنية في المنطقة، وبذلك يعاني سكان البلدة من هذا الوضع معاناةً كبيرة حيث يضطرون للمبيت في سياراتهم خارج الحاجز الأمني في حين إن نساءهم وأطفالهم ينظرون إليهم من على شرفات منازلهم .
معطيات عن الأرض والسكان :
القرية مؤلفة من حارتين : جنوبية وشمالية .
الحارة الجنوبية: هي أصل القرية القديمة. وفي سنة 1956 م أمتد البناء إلى الحارة الشمالية وذلك بموافقة المعنيين عن إصدار رخص البناء الموقعة في دمشق، حيث ان هذه الحارة هي جزء من من أراضي القرية وتُسمى منطقة ” الصليّب ” وأكثر الذين بنوا بيوتهم في هذه الحارة هم من الذين نزحوا إلى دمشق أثناء حرب 1967: وهم الآن يسكنون في مساكن برزة للنازحين في دمشق .
بلغ عدد البيوت التي بُنيت في هذه الحارة الشمالية حتى سنة 1967 : ( 25 بيتاً ) كلها من الحجر البازلتي الأزرق، ولا تزال موجودة حتى اليوم . وهذا الأمر يُكَذِّب ما جاء في بعض الصحف ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة والتي تقول بأن سكان القرية زحفوا نحو الأراضي اللبنانية بعد سنة ( 1976 أو 1982 ) وبنوا بيوتهم في الحارة الشمالية التي يّدعون بأنها لبنانية .
إن الأرض التي بنينا عليها بيوتنا في الحارة الشمالية هي أرض ملك، وأصحابها موجودون على ترابها، ولدينا الوثائق التي تثبت ذلك، وليس لأحد من جيراننا اللبنانيين وغير اللبنانيين الحق فيها ولو لشبر واحد . وإن جيراننا في قرية الماري اللبنانية يعرفون ذلك جيداً ، ( وقد بيّنت جريدة السفير اللبنانية ذلك في مفال لها من تاريخ وملخصه إن اهالي الغجر لم يعتدوا على أراضي لبنانية وإن هذه الأرض هي لهم ونعرفها جيداً بحكم الجيرة ) وإن حدود أراضينا السورية تبعد عن آخر بيت بني من الجهة الشمالية أكثر من مائة متر. وهذه الحدود تمتد من الحاصباني غرباً إلى جبل الشيخ شرقاً .
تفاصيل عن البلدة بالأرقام :
1- مساحة مسطح القرية بشكل عام هو ( 500 ) دونم . منها الحارة الجنوبية ( 100 ) دونم .
الحارة الشمالية ( 400 ) دونم ( وهي التي يدّعون بأنها مقامة على أراضٍ لبنانية لأنها تقع شمالي الخط الأزرق الوهمي ).
عدد البيوت في الحارة الجنوبية ( 80 ) بيتاً ( ثمانون )
وعدد سكان الحارة الجنوبية ( 600 ) نسمة ( ستمائة نسمة )
عدد بيوت الحارة الشمالية ( 310 ) بيتاً ( ثلاث مائة وعشرة بيوت )
وعدد سكان الحارة الشمالية ( 1900 ) نسمة ( الف وتسعمائة نسمة )
إن البيوت جمعيها هي وحدات سكنية مؤلفة من طابقين أو ثلاثة ، ويرجع ذلك لضيق مساحة القرية ولإحتياجات الأزواج الشابة للسكن ، حيث أن السلطات حظرت علينا تجاوز الأسلاك الشائكة التي تحيط بالقرية من جميع جهاتها. مما أضطر الأزواج الشابة للسكن في هذه الطوابق رغم ما يترتب على ذلك من مصاعب حياتية .
لقد رُسِِّم الخط الأزرق على الأراضي الزراعية وقضم مساحات شاسعة من أرض القرية إضافةً إلى الأرض التي بقيت خارج الشريط الذي وضعه الجيش الإسرائيلي عام 1968 .
2- مساحة أرض القرية التي كانت خارج الشريط الأمني منذ عام 1968 والتي يستعملها جيراننا اللبنانيون من قرية الماري حتى اليوم، والتي يدفعون مقابل استعمالها مبالغ مالية إلى الوقف في قريتهم بحسب الاتفاق الذي تم التفاهم عليه بحضور الفلاحين اللبنانيين الذين يستعملون الأرض ، وأصحاب الارض الشرعيين من قرية الغجر السورية في اجتماعهم في نقطة ( بوابة فاطمة ) اثناء احتلال إسرائيل للجنوب اللبناني .
إن مساحة هذه الأرض تقدر ب 600 دونم ( ستمائة دونم ).
3- أما مساحة الأرض التي قضمها الخط الأزرق سنة 2000 ، وجعلها داخل الأراضي اللبنانية فتقدر ب 500 دونم ( خمسمائة دونم )
اي أن مجموع مساحة الأراضي التي هي ملك لأهالي قرية الغجر وأصبحت داخل الاراضي اللبنانية اليوم هي ( 1100 ) دونم تقريباً .
4- كما و صودر من قبل الجيش الإسرائيلي حوالي 1000 دونم من أراضي القرية .
قرية الغجر بعد حرب 1967 :
احتُلت قرية الغجر في العام 1967، ومنذ أيام الاحتلال الأولى أحيطت القرية بسياج عسكري من جهاتها الأربع، دخل الجيش الإسرائيلي إلى القرية وابلغ السكان، بعد ستة أيام من الحرب، بان القرية تابعة إلى لبنان وانه سينسحب منها. وعندما سأله السكان: “وما هو مصير أراضي القرية”؟ أجاب أن أراضي القرية تابعة إلى الدولة السورية، فهي تقع ضمن الاحتلال الإسرائيلي التي احتلها، أما بيوت القرية فهي ضمن الحدود اللبنانية، حسب وثائق وخرائط معاهدات الدفاع العربية المشتركة الموقعة بين الدول العربية المواجهة (مصر سوريا لبنان الأردن)، الأمر الذي رفضه وجهاء وشيوخ وأبناء قرية الغجر، البالغ عددهم آنذاك حوالي 385 شخصاً ( حسب الأحصائيات التي أجراها الحاكم العسكري في الجولان في آب 1967 )، بعد أن نزح عنها وهاجر منها بعد الحرب حوالي 300شخصاً إلى الحدود اللبنانية، لكن السلطات اللبنانية لم تسمح لهم بالمكوث في أراضيها لأكثر من يومين، حيث جاءتبالباصات ونقلتهم إلى دمشق بحجة أنهم مواطنون سوريون، وهي لا تريد أن يكون على أراضيها لاجئون سوريون، فتحولوا مع مرور السنين إلى لاجئين سوريين داخل وطنهم في مخيم اليرموك ومساكن برزة قرب دمشق.
أمام هذا الواقع توجه وفد من وجهاء القرية إلى بلدة مرجعيون اللبنانية، وطالبوا في عقد لقاء مع قائد الجبهة اللبنانية، الذي استقبلهم بحفاوة، لكنه كان متشددا جدا في تأكيد سورية قرية الغجر، وأن لبنان غير مستعد لان يضم قرية سورية إليه، وانذرهم بضرورة البقاء فوق أرضهم، وأن كل من يتجاوز الحدود سوف يصدر أمر اً بإطلاق النار عليه.بقيت قرية الغجر دون مسؤولية قانونية وإدارية ومدنية طيلة فترة شهرين، حيث تفشت الأمراض، وانتشر الجوع، وازداد قلق السكان وخوفهم من المصير المجهول. القوات الإسرائيلية تسد منافذ القرية، وتحكم سيطرتها من الأمام على أراضيهم البالغة حوالي (11500) دونم، ومن الخلف الحدود اللبنانية ورفض السلطات اللبنانية تقديم المساعدة للسكان.
بعد حوالي الشهرين من الخوف، والأمل المفقود، والنقص الحاد بالحاجيات الأساسية للحياة والعيش، لم يجدالإسرائيليون مفرا فقرروا إخضاع القرية إلى سلطة الاحتلال، شريطة أن يكون هناك في القرية أكثر من 40 عائلة . فاضطر وجهاء القرية إلى تسجيل كل شاب (ذكر) في القرية باسم عائلة مختلفة لزيادة عدد السكان، وتجاوز المطلب الإسرائيلي التعجيزي، فتنوعت أسماء العائلات وتجاوز العدد الـ40 عائلة.يبلغ عدد سكان القرية اليوم حوالي 2500 نسمة. يعيش معظمهم من العمل خارج القرية، كأيدي عاملة في المصانع والكيبوتسات المجاورة ، ويعتمد البعض الآخر على التجارة، وعلى بعض المحاصيل الزراعية المحلية. كما ويوجد اليوم عدد كبير من الأطباء البشريين وأطباء الاسنان والصيادلة والمهندسين والمحامين . وأكثرهم تخرجوا من جامعة دمشق في سوريا .
لقد عاش السكان في بداية الأحتلال بخوف دائم من المستقبل المجهول ، فلم يُسمح لهم بالوصول إلى أراضيهم ، وكان السفر إلى خارج القرية مشروط بتصريح من الحاكم العسكري في الجولان، إلى أن أُلغي هذا القرار بعد أكثر من سنة . عندها أخذ القادرون على العمل يخرجون للعمل في الكيبوتسات المجاورة، وفي المصانع وفي المدن القريبة ليكسبوا لقمة عيشهم بعرق جبينهم، وليحافظوا على أستمراريتهم وعلى عائلاتهم ، فبنوا البيوت وأصلحوا الأرض ليزرعوها ويأكلوا من خيراتها ، وأنطلق البعض إلى التعليم في الجامعات والمعاهد ، وبنى المجلس المحلي للقرية المدارس، فتعلم فيها أولادنا حتى الصف العاشر.
وعاش الناس في بيوتهم يعملون ويكدّون من أجل تحصيل لقمة العيش إلى أن جاءت سنة ( 2000 ) عندما أعلنت الأمم المتحدة عن تقسيم القرية .
فهب جميع السكان ووقفوا في وجه هذه المحاولة والتي اعتبروها مؤامرة على القرية وأراضيها فقاموا بمظاهرات عديدة ومنعوا الأمم المتحدة من دخول القرية مما اضطرها لترسيم الحدود من الجو بخط وهمي.
منذ سنة (2000 ) والسكان هنا يعيشون وكأنهم في سجن جماعي مغلق فالخدمات من خارج القرية تكاد تكون معدومة والسيارات الغريبة لا تدخل القرية وجميع الحاجيات نضطر لاستلامها من خارج الحاجز .
لقد أدّعت الأمم المتحدة بأن الحارة الشمالية من القرية مقامة على اراضي لبنانية حسب اتفاقية سايكس بيكو وحدود 1923. مع العلم بأن أرض هذه الحارة هي لسكان قرية الغجر منذ مئات السنين. وإن ترسيم الحدود لم يتم حتى الآن بين سوريا ولبنان إلا في منطقة واحدة هي قرية الغجر ، ونحن نعجب من ذلك لأن القرية سكاناً وأرضاً هي سورية منذ مئات السنين .
لقد أوضحنا لجيراننا اللبنانيين ، والذين نكنُّ لهم الاحترام بأن الأرض المقامة عليها البلدة بكاملها هي أرض سورية، ولم تكن في يوم من الأيام تابعة إلى لبنان ، وإن سكان البلدة سوريون قبل ان تُقسم الدول إلى كيانات وإن الأراضي الواقعة شمال خط الازرق والتي اصبحت داخل الاراضي اللبنانية هي أرض سورية وأصحابها من قرية الغجر ، ولدينا الوثائق ، والطابو ، والمستندات التي تثبت ذلك . وإننا ولله الحمد لم نعتدِ في أي يوم وفي أي عصر، على أي من جيراننا لأننا نحترم حق الجار والجيرة ، ولم نكن في أي يوم من الأيام مغتصبين للأرض أو طامعين بما ليس لنا ، وإنما نكتفي بما رزقنا ألله وبما منحنا من عطفه ورحمته. ونحافظ على حق الغائب والجار حفاظنا على أنفسنا وأرزاقنا وأرضنا . وإن الحقوق لا بد أن تعود لأصحابها ولا بُد لليل ان ينجلي عن صبح مشرق زاهر .
اضغط هنا لقراءة التقرير على موقع المجلس الحلي – قرية الغجر

قرية الغجر: هل هي لبنانية فعلاً؟ قرية الغجر هي قرية سورية احتلّتها إسرائيل في عام 1967.
العميد الركن خالد حماده/أساس ميديا/ السبت 08 تموز 2023
قفزت قرية الغجر فجأة إلى واجهة الأحداث. توحي البيانات والمواقف المتعدّدة لأكثر من جهة أنّ العدوّ الإسرائيلي فاجأهم باحتلالها وبناء سياج إسمنتيّ حولها يتطلّب إنجازه أسابيع عديدة فيما كان سكّانها ينعمون بطمأنينة العيش في وطنهم الأصلي.
الضبابية التي أحاطت بموقف الدولة اللبنانية ممّا سُمّي “الجزء اللبناني” من قرية الغجر، لطالما طرحت العديد من التساؤلات منذ الانسحاب الإسرائيلي في عام 2000، الذي تلاه ترسيم للحدود تكرّر بعد عام 2006 مع وضع القرار الدولي 1701 موضع التنفيذ. وبقيت التساؤلات جميعها من دون إجابات.
توحي البيانات والمواقف المتعدّدة لأكثر من جهة أنّ العدوّ الإسرائيلي فاجأهم باحتلالها وبناء سياج إسمنتيّ حولها يتطلّب إنجازه أسابيع عديدة فيما كان سكّانها ينعمون بطمأنينة العيش في وطنهم الأصلي
قد يكون من المفيد إيراد التوضيحات التالية:
– قرية الغجر هي قرية سورية احتلّتها إسرائيل في عام 1967.
– ما يُسمّى بـ”الجزء اللبناني” منها ليس مردّه إلى شراكة عقارية لبنانية سورية أوجدتها معاهدة “بوليه نيوكومب” بين فرنسا وبريطانيا عام 1923 أو اتّفاقية الهدنة في عام 1949، بل سببه التمدّد العمراني لسكّان هذه القرية من التابعية السورية إلى الداخل اللبناني في ظّل الاحتلال الإسرائيلي… حتّى أصبح أكثر من نصف منازلها ضمن أراضي تتبع عقاريّاً لقرية الماري اللبنانية.
– ليس من تحفُّظ لبناني أو إسرائيلي عن ذلك الجزء من الحدود، وليس الوضع القائم هناك سوى احتلال سافر لأراضٍ لبنانية من دون وجه حقّ.
من هنا يُطرح التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء عدم مطالبة لبنان الجدّية بانسحاب إسرائيلي فوريّ منها منذ عام 2000 وما بعد عام 2006، والتركيز على مزارع شبعا على الرغم من عدم اعتراف سوريا بلبنانيّتها ووجودها ضمن الأراضي السورية في كلّ الخرائط اللبنانية ما قبل عام 2000.
أخطاء لبنان المستمرّة
أدّت المقاربة اللبنانية لمسألة الغجر إلى تقديم أكثر من ذريعة للعدوّ الإسرائيلي لجعلها حالة مماثلة لمزارع شبعا. قرية الغجر ومزارع شبعا هما منطقتان سوريّتان احتلّتهما إسرائيل عام 1967، ثمّ تمدّدت قرية الغجر السوريّة المحتلّة إلى الداخل اللبناني وتمدّد معها الاحتلال الإسرائيلي إلى جزء من لبنان، وبالمثل أُدخلت مزارع شبعا عنوة إلى الخرائط اللبنانية الجديدة بعد عام 2000 بقرار من دمشق لتحميل لبنان وزر احتلال إسرائيلي وتمديد صلاحية السلاح باعتبار أنّه مازالت هناك أراضٍ محتلّة. وما يجمع الاحتلالين هو إخضاع التعامل معهما لأجندة إيرانية.
في بيان الحزب بالأمس أكثر من مسألة ينبغي التوقّف عندها بما يتعدّى المفاجأة التي حاول الحزب إضفاءها على الاحتلال الإسرائيلي للبلدة:
– يوصّف الحزب ما قامت به إسرائيل بأنّه “عزل للقرية عن محيطها التاريخي داخل الأراضي اللبنانية”. في حين أنّ القرية السورية المحتلّة تمدّدت عنوة على حساب القرى اللبنانية المجاورة لها، مُفقدةً سكّان هذه القرى لملكيّاتهم.
– ويختم الحزب البيان بـ”دعوة الدولة اللبنانية ومؤسّساتها، ولا سيّما الحكومة، كما يدعو الشعب اللبناني بكلّ قواه السياسية والأهلية… إلى العمل على تحرير هذا الجزء من أرضنا وإعادته للوطن”.
أدّت المقاربة اللبنانية لمسألة الغجر إلى تقديم أكثر من ذريعة للعدوّ الإسرائيلي لجعلها حالة مماثلة لمزارع شبعا
– فهل هذا يعني أنّ الحزب يعيد قرار السلم والحرب إلى الدولة اللبنانية التي دأب على اعتبارها عاجزة عن الاضطلاع بمسؤولية التحرير من الاحتلال الإسرائيلي؟
– ولماذا يصحّ في قرية الغجر ما لا يصحّ في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟
– ولماذا لا يستخدم الحزب قدراته العسكرية لتحريرها أو للتذكير أنّها محتلّة، ولا سيّما أنّه لا يوجد أيّ تحفّظ عن لبنانيّتها؟
– ثمّ لماذا تُنصَب خيمتان للحزب في مزارع شبعا بعد الخطّ الأزرق ويُدعى المواطنون إلى التعبير عن رفضهم للاحتلال على الرغم من عدم اعتراف سوريا بلبنانيّة المزارع، ولا تُنصَب مئات الخيم في ما سُمّي “الجزء اللبناني” من قرية الغجر التي لا تشوب لبنانيّتها أيّ شائبة؟
لماذا “غابت” الدولة؟
لقد طالب القرار 1701 في البند 2 منه “إسرائيل بسحب جميع قواتها من جنوب لبنان”، وأكّد في البند 3 “بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية… وأن تمارس كامل سيادتها حتى لا تكون هناك أيّ أسلحة من دون موافقة حكومة لبنان ولا سلطة غير سلطتها”. فلماذا لم تُقدم حكومات لبنان المتعاقبة على معالجة موضوع تمدّد قرية الغجر المحتلّة إلى الداخل اللبناني، على الرغم من عدم وجود أيّ تحفّظ في شأنها؟ ولماذا امتثلت هذه الحكومات ومعها الحزب للرغبة الإسرائيلية من دون أيّ مواجهة دبلوماسية أو ميدانية؟ ولماذا لا تنتشر القوات المسلّحة اللبنانية على الأراضي غير المأهولة التي تعتبرها إسرائيل من دون وجه حقّ جزءاً من قرية الغجر ريثما يتمّ إلزام إسرائيل بإعادة سكّان الغجر إلى قريتهم المحتلّة؟
حكومة لبنان مدعوّة إلى العمل على مسارين:
– الأوّل: استكمال انتشار الجيش وفقاً للقرار 1701 على كامل الأراضي اللبنانية، ومنها الأراضي المحتلّة التي تمدّد إليها أهل قرية الغجر، وهذا لا يلقي بأيّ تعديل على مهمّة الجيش وعلى قواعد الاشتباك المعمول بها، حتى لو أدّى ذلك إلى اشتباك مع العدوّ.
– والثاني: امتلاك شجاعة المواكبة السياسية والدبلوماسية للإجراءات الميدانية لدى المحافل الدولية.
فهل تُقدم حكومة لبنان حيث تراجع الحزب؟ أم تنجح إسرائيل في تحويل قرية الغجر إلى مزارع شبعا جديدة؟ وأين هي دمشق من كلّ ذلك؟
* مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات

من غورو إلى غريو.. لبنان الكبير صار خيمة
أحمد عياش/هنا لبنان/17 تموز/2023
في زمن غورو، كانت حدود لبنان مكفولة باتفاق سايكس بيكو الذي أبرمته الدولتان المنتصرتان في الحرب العالمية الأولى.
أما في زمن غريو، أصبحت حدود لبنان ضمن استقرار هش ينظم أحوال الشرق الاوسط.
في الأول من أيلول عام 1920 وقف المفوّض السامي الفرنسي الأول الجنرال هنري غورو في قصر الصنوبر في بيروت ليعلن ولادة “لبنان الكبير”. وفي 14 تموز عام 2023، وقفت في المكان نفسه سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو لتقول إن “دولة لبنان غائبة”.
كم تغيّر الزمن بشهادة من شخصيّتين فرنسيّتين رافقتا لبنان في فترتين متناقضتين من تاريخ هذا البلد.
من حيث الشكل، وبمحض الصدفة، كأن اسم عائلة المفوض السامي، غورو، يشبه إلى حد ما اسم السفيرة الفرنسية، غريو. لكن في المضمون، هناك فارق كبير، بحجم لبنان نفسه. فقد كان الطموح قبل 123 عاماً، أن يكون على قدر الدولة المنتدبة التي ورثت من السلطنة العثمانية مساحة ممتدة على المتوسط صارت لاحقاً دولتي سوريا ولبنان. ومن كلمات غورو في الاحتفال المشهود بولادة لبنان الكبير: “أعرف أنّكم فخورون بانتصاركم، وواعون لواجباتكم، تتطلّعون إلى المستقبل بثقة، وتعرفون من جانبكم، أّنه في الأمس كما اليوم، تستطيعون الاتكال على مساعدة فرنسا”. أما حفيدته، فبدت في مكان آخر عندما قالت: “إنني ألمس، وبكلّ رهبة، حجم التحديّات التي ما زال ينبغي تخطّيها لكي يستعيد لبنان المكانة التي يجدر به أن يشغلها في الشرق الأوسط وإزاء شركائه وأصدقائه”.
لا يجادل أحد في أن التغيير هو من سنّة الزمن في المطلق. أما في الزمن اللبناني الراهن، ومقارنة بزمن ما قبل قرن من الأعوام، فهناك الكثير من التبدلات التي تبدو مذهلة لمن يتسنى له المقارنة. ففي مقابل، كل الآمال التي كانت معقودة على الكيان الجديد، ما فتح له لاحقاً آفاق ازدهار حتى أصبح مضرب المثل بأنه “سويسرا الشرق”. ها هو اليوم يصبح “خيمة” في لعبة الأمم التي تدور رحاها على الحدود الجنوبية حالياً. في زمن غورو، كانت حدود لبنان مكفولة باتفاق سايكس بيكو الذي أبرمته الدولتان المنتصرتان في الحرب العالمية الأولى.
أما في زمن غريو، أصبحت حدود لبنان ضمن استقرار هش ينظم أحوال الشرق الاوسط. وفي هذا الاستقرار الهش، تطل دولتان هما على طرف نقيض في جنوب لبنان هما إسرائيل وإيران. وفي الوقت نفسه، تربض على حدود لبنان الشرقية والشمالية دولة مريضة تكاد أن تنهار، هي سوريا التي وصفتها غريو بأنها أصبحت “دولة مخدرّات”.
ماذا يعني توصيف لبنان بأنه صار “خيمة”؟
في الجواب، يطل التوتر الدائر حالياً، والذي يتحكم بحدود لبنان الشمالية. هناك من يعتبر أنّ لبنان لن يشهد مرة أخرى حرباً كالتي عرفها عام 2006. لكن هناك أيضاً من يلفت الانتباه إلى أن إيران التي تخوض مجابهة مع الولايات المتحدة الاميركية لن تتردد في قلب الطاولة في الجنوب كما فعلت عام 2006 في سعيها لامتلاك أوراق تفاوض عبر “حزب الله” في المحادثات النووية والتي أثمرت اتفاقاً عام 2015 .
أما الخيمتان اللتان نصبهما “الحزب” في بداية حزيران الماضي في مرتفعات شبعا، وأبقى لاحقاً على واحدة، هي اليوم تعبير عن حال لبنان الذي صار استقراره مرهون بـ “خيمة” يتمسك “الحزب” ببقائها، وتهدد إسرائيل بإزالتها بالقوة أيًّا كانت العواقب.
في تموز 2006، أي قبل 17 عاماً، امتدت الخيم على امتداد لبنان لكي تؤوي عشرات إن لم نقل مئات الألوف من النازحين الجنوبيين الذين فروّا من جحيم تلك الحرب. وعندما انتهت هذه الحرب، كانت ألوف الخيم حاضرة لكي تأوي النازحين الذين عادوا إلى ديارهم التي أصبحت ركاماً. بذل اللبنانيون بجهدهم وبدعم هائل من المجتمعين العربي والدولي كي يعاد إعمار ما تهدم عام 2006. اليوم، تلوح حرب بسبب خيمة “الحزب”. فهل سيشهد لبنان تحوله مجدداً مخيماً كبيراً؟
تغادر السفيرة غريو لبنان قريباً بعد انتهاء عملها. فهل تتذكر أن فرنسا التي رعت قيام لبنان الكبير، هي اليوم شاهدة على اختصاره بخيمة تحدد مصيره؟
فقط على سبيل أخذ العلم أفادت دراسة إسرائيلية صدرت يوم الخميس الماضي من قبل مركز “ألما” للأبحاث والتعليم، وهي منظمة غير ربحية مكرسة للبحث في التحديات الأمنية على الحدود الشمالية لإسرائيل، “أن هناك محاولة أكيدة من قبل منظمة حزب الله اللبنانية لزيادة الاحتكاك وإحداث مواجهة إقليمية تبدأ على طول الحدود مع إسرائيل”. وقالت الدراسة أن “حزب الله سيشن هجوماً مباشراً ضد قوات الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود”.
نحن نعرف كيف تبدأ المواجهات، لكن غالباً لا نعرف كيف تنتهي!

قمة الاحراج ان يرفض اهل الغجر الالتحاق بالوطن وان يختاروا طوعا البقاء تحت الاحتلال.
د. احمد عياش/الشراع/14 تموز/2023
قمة الاحراج ان يرفض اهل الغجر الالتحاق بالوطن وان يختاروا طوعا البقاء تحت الاحتلال.
تحت الاحتلال ماء وكهرباء وقلم ودواء ومصرف لا يسرق مودعيه .
تحت الاحتلال لا شبيحة في الشارع ولا اوغاد في الدولة ولا انذال فاسدين يمصون دم البلاد.
في الاحتلال رئيس حكومة يسكن السجن ورئيس حكومة آخر يطارده القضاء ورئيس جمهورية قديم اتهموه بسوء ادارة حياته الجنسية.
اخشى ما أخشاه ان يصدر اهل الغجر بيانا توضيحيا يعلنون فيه نيتهم البقاء تحت نير العدو الاصيل لانهم يخافون السقوط في فخ دولة لا وطن وفي خدعة ناس لا شعب وفي لعبة حرس لا جيش وفي كذبة قضاء لا عدالة وفي وهم دين وطائفة لا اخلاق.
قمة الاحراج ان اهل الغجر صامتون.
لا يحكون.
لا يعبّرون.
لا يقولون انهم ربما يفضلون بالسرّ جواز سفر العدو الاصيل على الانتظار طويلا للحصول على جواز سفر لبناني لا تحترمه سفارة وعند حدود الدول وفي مطاراتهم يرسلون كلابهم لشم حقائب وجيوب وارواح اللبنانيين.
قمة الاحراج ان تقول وان تكتب انك لا تصدّق ان خمسة ملايين فلسطيني غير قادرين على تنظيم تظاهرة مليونية في فلسطين المحتلة يطالبون فيها العالم بضرورة اقامة دولة الان.
الان وليس غدا.
هل من محاسن سرية للاحتلال لا نعرفها!؟
قمة الاحراج ان يفاوض الرئيس انور السادات وملك الاردن حسين بن عبدلله وامراء الدولة اللبنانية حكومات العدو الاصيل حول ترسيم حدود بلادهم وليس مع اهل الارض الاصليين القابعين تحت الاحتلال انما مع محتليهم.
وقمة الاحراج ان لا تحتج سلطة فلسطينية وان لا ترسل منظمة التحرير رسالة استياء للحكومة اللبنانية تبلغها بأنهم اهل بحر كاريش وانهم المعنيين بالغاز وبالنفط وبالسمك وبالنورس الفلسطيني.
قمة الاحراج ان تعتبر اعتراف العدو بحدودك انت انتصارا لك انت بدل ان يرقص المحتلّ فرحا إن انت اعترفت له بحدود انتهاء احتلاله .
قمة الاحراج ان يقنعوك باعمار سوريا كانتصار وان يقنعك الرئيس المالكي بانجازاته في العراق وقد شاهده العالم بأم العين وهو يصدّ شرف حذاء منتظر الزيدي الطائر باتجاه وجه رئيس الاحتلال الاميركي واين؟
في بغداد هارون الرشيد.
قريبا من مقام الامام علي في النجف الاشرف.
قمة الاحراج ان تعود لحبيبة بعد فراق طويل لتسألها وهي تحتضر إن كانت فعلا تحبّك قبل ان تهجرها وقبل ان تهرب الى البعيد …
قمة الاحراج ان تضطر يوما للعودة ل جمول لتطارد بنفسك خونة الاحتلال وخونة الاقتصاد والمال.
من هنا ومن تحت شجرة زيتون محررة في بلدة حاروف وجالسا على تنكة تاترا صدئة ومطعوجة تذوب من شدة الحرّ اتابع مسلسل قمة الاحراج لولا…لو…
“لا تقل “لو” فإن لو من عمل الشيطان بل قل شاء الله وما قدّر فعل”*.
قمة الاحراج ان لا يحرجك احد.
والله اعلم.