المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل شباط 12/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.february12.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال لَعَازَرُ المسكين والغني الذي يلبس الإرجوان والكتان

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/بالصوت/قراءة إيمانية في مثال الرجل المسكين لعازر والغني الذي كان يرتدي الأرجوان والكتان

الياس بجاني/حقارة وتفاهة الجيوش الألكترونية لدى أصحاب أحزاب لبنان

الياس بجاني/نص وفيديو: منيح نذكر محاسن موتانا، ولكن بلا نفاق ودجل

الياس بجاني/نص وفيديو: ذكرى عيد مار مارون ولبنان والموارنة المارونية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الناشط مروان هندي ومع الخبير الإقتصادي الدكتور وسام فهد من اذاعة صوت لبنان

رابط فيديو مقابلة مع الكاتب والصحافي فارس خشان من تلفزيون ال ام تي في

رابط فيديو تعليق للكاتب والإعلامي محمد سلام: الوفد اللبناني في سوريا: الرقص في الجنازات!

في هذه الحلقة من برنامج "#الناس_بتفكر" الذي يقدّمه الصحافي #محمد_سلام عبر منصّة هنا لبنان"

رابط في ديو مقابلة الباحث الإحصائي ربيع الهبر من تلفزيون الجديد

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 11 شباط 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم السبت 11 شباط 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

لقاء باريس يُسقط ورقة فرنجية/أسعد بشارة/نداء الوطن

فارس سعيد: اليوم لبنان ليس مهما بل "حزب الله" الذي دخل عناوين المنطقة من خلال ترسيم الحدود

مسؤولية "قيصر" روسيا/بسام أبو زيد/نداء الوطن

مواجهة عنيفة بين بري والمعارضة بشأن التشريع في ظل الشغور

جعجع: اغتيال للدولة... والسنيورة: لبنان ليس مُفلساً

أهلاً بكم في حكم "بنكوقراطية لبنان": كابيتال كونترول... وعفا الله عمّا مضى

اندفاعة أوروبية نحو لبنان: "استعادة الدولة" تبدأ من انتخاب الرئيس

ميثاقية باسيل: "بيع وشراء" بحقوق المسيحيين و"صيف وشتاء" تحت سقف الشغور!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ضحايا زلزال تركيا وسورية 26 ألف قتيل وقطار “الإنقاذ” يتوقف

آمال العثور على ناجين تتضاءل وسط "شبه انعدام لوجود أحياء"... وأنقرة تؤكد وقوع 1891 هزة ارتدادية

زلزال سورية وتركيا يُسقط حواجز سياسية استعصت على الديبلوماسية وواشنطن ترفع العقوبات موقتاً... ودمشق: خطوة مُضللة

إسرائيل: سنستهدف أسلحة إيران لسورية تحت غطاء المساعدات

اجتماع خليجي – أميركي في الرياض بشأن إيران ومكافحة الإرهاب

يبحث قضايا أمنية مهمة ويركز على الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل والأمن البحري

الولايات المتحدة تحذر تل أبيب من ضم الضفة وعرقلة حل الدولتين

مقتل إسرائيليين وإصابة خمسة في عملية دهس في القدس... ونتانياهو يأمر بهدم منزل الداهس

ضغوط متزايدة على الاتحاد الأوروبي لتصنيف "الحرس" إرهابيا

تظاهرة حاشدة في باريس لمطالبة الاتحاد الأوروبي بإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية

فرنسا تطالب بـ«رد جماعي» على تهديدات الصواريخ الإيرانية

إيران تعلن اعتقال مشاركين في هجوم أصفهان

اتهامات لاستخبارات «الحرس الثوري» بـ«اغتصاب» سجينات في زاهدان

عادلخاه «في منزلها سعيدة» بعد إفراج طهران عنها

قراصنة يعلنون قطع بث خطاب للرئيس الإيراني على الإنترنت

تقرير: زيادة التجسس على الإيرانيين في ألمانيا منذ بدء الاحتجاجات وتحديد 160 شخصاً على صلة بـ«الحرس الثوري»

المخابرات الألمانية: بكين تمارس أنشطة تجسس سياسي ضد برلين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من الكوارث السياسية الى الكوارث "الطبيعية"/شارل الياس شرتوني

رئيس يأتي بحل أو حل يأتي برئيس/د.مصطفى علوش/الجمهورية

متى يتبلّغ لبنان مقرّرات لقاء باريس وكيف؟/جورج شاهين/الجمهورية

مساعي تدويل التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت تنشط من جديد/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

التطبيع المستحيل/أحمد الأيوبي/نداء الوطن

ملوك الإستباق والإستدراك/سناء الجاك/نداء الوطن

الحريري في لبنان لأيّام... و"العمّة" تستعد للزيارة/محمد دهشة/نداء الوطن

“خماسية باريس”: الكرة في ملعب اللبنانيين… فهل يبادرون؟/جان الفغالي/هنا لبنان

كفاءات جبران باسيل الرئاسية/محمد علي مقلد/نداء الوطن

اللعبة مستمرة ولبنان آخر للبنانيين ما زال ممكناً!/حنا صالح/الشرق الأوسط

حكومة لبنان على "طريق الشام".. متى يسلكها ميقاتي؟/غوى حلاّل/أساس ميديا

إيران في لبنان: نحاور السعوديّة ونريد لبنان/قاسم قصير/أساس ميديا

معركة "بايدن" مع "بوتين"؟ (1)/عماد الدين أديب/أساس ميديا

الاستثمار في الكوارث الطبيعيّة/نبيل عمرو /أساس ميديا

إسرائيل الثالثة/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

بوتين والحرب النووية الاستباقية/إميل أمين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

46 نائباً يعلنون مقاطعة الجلسة التشريعية ويلوحون بالطعن بمقرراتها

"القوات": تجربة التيار الوطني الرئاسية هدمت الجمهورية ولم تترك فيها حجرا على حجر ولا أحد يستطيع منافسة باسيل في الهرولة من قصر المهاجرين إلى حارة حريك

"التيار الوطني" ينفي ما روجته "الجديد" وال"MTV" عن موقفه من المشاركة في الجلسة التشريعية: لا يخرج عن سياق حملة التشويش القواتية

 جعجع في ندوة عن شارل مالك: ما نشهده في لبنان على يد تركيبة سلطوية مستقوية بسلاح غير شرعي يشكل اغتيالا للبنان شارل مالك وطعنا لإنسانه

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

بالصوت/الياس بجاني/قراءة إيمانية في مثال الرجل المسكين “لعازر” والغني الذي كان يرتدي الأرجوان والكتان

https://eliasbejjaninews.com/archives/52531/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%ab/

مثال لَعَازَرُ المسكين والغني الذي يلبس الإرجوان والكتان

https://www.youtube.com/watch?v=oTLTRuAODjY

إنجيل القدّيس لوقا16/من19حتى31/:”قالَ الربُّ يَسوع: «كَانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلْبَسُ الأُرْجُوانَ وَالكَتَّانَ النَّاعِم، وَيَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ بِأَفْخَرِ الوَلائِم. وكانَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ ٱسْمُهُ لَعَازَرُ مَطْرُوحًا عِنْدَ بَابِهِ، تَكْسُوهُ القُرُوح. وكانَ يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الغَنِيّ، غَيْرَ أَنَّ الكِلابَ كَانَتْ تَأْتِي فَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. وَمَاتَ المِسْكينُ فَحَمَلَتْهُ ٱلمَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبْرَاهِيم. ثُمَّ مَاتَ الغَنِيُّ وَدُفِن. وَرَفَعَ الغَنِيُّ عيْنَيْه، وَهُوَ في الجَحِيمِ يُقَاسِي العَذَاب، فَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيد، وَلَعَازَرَ في حِضْنِهِ. فَنَادَى وقَال: يا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، إِرْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لَعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُتَوَجِّعٌ في هذَا اللَّهِيب. فَقالَ إِبْرَاهِيم: يا ٱبْنِي، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلْتَ خَيْراتِكَ في حَيَاتِكَ، وَلَعَازَرُ نَالَ البَلايَا. والآنَ هُوَ يَتَعَزَّى هُنَا، وأَنْتَ تَتَوَجَّع. وَمَعَ هذَا كُلِّهِ، فَإِنَّ بَيْنَنا وَبَيْنَكُم هُوَّةً عَظِيمَةً ثَابِتَة، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْتَازُوا مِنْ هُنا إِلَيْكُم لا يَسْتَطْيعُون، ولا مِنْ هُناكَ أَنْ يَعْبُرُوا إِلَيْنا. فَقَالَ الغَنِيّ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَ لَعَازَرَ إِلَى بَيْتِ أَبي، فإنَّ لي خَمْسَةَ إِخْوة، لِيَشْهَدَ لَهُم، كَي لا يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلى مَكَانِ العَذَابِ هذَا. فقَالَ إِبْرَاهِيم: عِنْدَهُم مُوسَى وَالأَنْبِياء، فَلْيَسْمَعُوا لَهُم. فَقال: لا، يَا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، ولكِنْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِم وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُون. فقالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: إِنْ كانُوا لا يَسْمَعُونَ لِمُوسَى وَالأَنْبِيَاء، فَإِنَّهُم، وَلَو قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَات، لَنْ يَقْتَنِعُوا!».السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/بالصوت/قراءة إيمانية في مثال الرجل المسكين لعازر والغني الذي كان يرتدي الأرجوان والكتان

https://www.youtube.com/watch?v=oTLTRuAODjY

من أرشيف سنة 2016

 

حقارة وتفاهة الجيوش الألكترونية لدى أصحاب أحزاب لبنان

الياس بجاني/10 شباط/2023

الجيوش الألكترونية التي هي لدى كل أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية لا علاقة لها لا بالصحافة ولا بالوطنية أو بهموم وشجون المواطن ولا باي شيء يمت للإعلام. هي عملياً مجموعات من الصنوج والطبول والأقلام والحناجر الفاجرة والمأجورة والربوتية المكلفة مهمة الدفالع الأعمى واللا اخلاقي عن أصحاب أحزابها..هذه حقيقة وهنا لا استثناء واحد

 

الياس بجاني/نص وفيديو: منيح نذكر محاسن موتانا، ولكن بلا نفاق ودجل

الياس بجاني/10 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/11477/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9%d9%8a%d8%a9-4/

سؤال: دخلكون هل نحنا اللبنانيي شعب منافق ودجال، أو أنو بس هيدي حالة بعض السياسيين ورجال الدين الإنكشاريي عنا!

عم نسأل بقرف لأنو كل ما ربنا استعاد نعمة الحياة من سياسي، حتى لو كان مرت ومجوي، وشي تعتير بحياتوا، بيعملوه قديس بمعلقات مدح وزجل ومخمس مردود.

الشغلي هيدي صارت ظاهرة مقرفي ومنا ابداً صحية ،ولا هي إيمانية.

ظاهرة بتدل على قلة إيمان وخور رجاء، وع عدم احترام لا للموت نفسو ولا للذات.

مع كل رحيل سياسي من هالدني هات يا مدح وهات يا نفخ، وهات يا محاسن، وكلو كذب وتبيض وج ومسح جوخ بيقرف.

مع انو فلان مثلاً كان سراق ونصاب، وأكل البيضة وقشرتها، وما بيخاف ربو بيصير قديس لما بيموت.

معلقات ببغائية مقززي ومهينة منسمعها مع غياب كل سياسي.

طيب وين الصدق، ووين احترام الذات، ووين الإيمان ومخافة ربنا المجد لأسمو؟

ما الناس يلي عندها عقل بتعرفو لفلان أو ل علنتان، وبتعرف شو كان قبل ما ربنا يسترد منو وديعته؟

والشغلي هيدي مش بس من اختصاص السياسيين والإعلاميين المنافقين، ولكن الأخطر فيها، هني بعض رجال الدين، يلي الدين عندون شغلي ومش رسالة أو خدمي انسانية.

هودي شباب الجبب والقلانيس من غير شر، يلي مش محترمين، بيحطوا ميت وزك للسياسيين، ونبرتن ومدحن لمحاسن الميت بتعتمد ع قد الدفعة بالظرف.

وكل ما كان الظرف منفوخ ومعبا، كل ما زاد المحترم من النفخ بمحاسن الميت، وما بيعود يخلص.

والله عيب، حتى الموت صار تجارة، وصار بالعُرف في تسعيرة لكل رجل دين حسب رتبتو.

وبعض اصحاب الجبب والقلانيس ما بيقبلوا يشاركوا بالصلاة بي أي جنازة قبل ما يكون الظرف المنفوج بالدولارات نحط بالجيبي وتسكر عليه.

وكتير منن ما بيقبلو شيكات لأنن بيخافو تكون بلا رصيد.

زمن تعتير وبؤس حتى الموت صار بلا احترام ولا خوف من ربنا.

يا ريت منرجع لإحترام خشعة الموت، ومنكتفي بالصلاة لأنفس أمواتنا.

يا ريت متروك الحكم لربنا وليوم الحساب، وما منافق لا على حالنا ولا ع غيرنا.

ضروري بالتأكيد نذكر محاسن أمواتنا، بس من دون ما نفبرك محاسن ما بتخصن ولا الن علاقا فيها.

رجل الدين يلي بيخاف ربنا وبيحترم حالو ورسالتو بيكتفي بالصلاة لنفس الميت وفقط بالصلاة.

أكيد في كتير رجال دين من هالخامة الإيمانية الصادقة، ولكن أيضاً للأسف في كتير مش هيك وضعن.بالخلاصة، موتانا بحاجي لصلاة وفقط لصلاة، فدعونا نصلي لراحة أنفسهم.

*من ارشيف عام 2015

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

منيح نذكر محاسن موتانا، ولكن بلا نفاق ودجل

الياس بجاني/10 شباط/2023

https://www.youtube.com/watch?v=pwkDCwJUKzk&t=240s

من أرشيف عام 2015/

 

نص وفيديو: ذكرى عيد مار مارون وغربة غالبية رعاتنا وقادتنا الموارنة عنه وعن المارونية

الياس بجاني/09 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115582/115582/

تتذكر أمتنا المارونية وكنيستها اليوم أبينا مار مارون مؤسس هذه الكنيسة وراعيها وقديسها وشفيعها.

نرفع الصلاة خاشعين ومتضرعين من أجل أن تحل على قومنا الماروني نعم المحبة والإيمان، وأن يعود قادتنا كافة إلى منابع ومعاجن قيم ومثال ومفاهيم وممارسات أبينا مارون في أقوالهم وإيمانهم وأفعالهم.

لقد علمنا السيد المسيح وأوصانا في كتابنا المقدس بأن نشهد للحق، وأن ندافع عن الحقيقة، وأن نسمي الأشياء بأسمائها، وأن يكون كلامنا صريحاً ومباشرة ودون مواربة أو نفاق أو تملق أو تلون أو ذمية.

وعلمنا أن يكون كلامنا بنعم نعم، وبلا لا ..

وعلمنا أن الكلمة كانت منذ البدء وأنها هي تجسدت وأنها هي الله..

وعلمنا أن الله هو محبة، وأن من لا يعرف المحبة لا يعرف الله..

من هنا وبراحة ضمير كاملة، وعن قناعة مطلقة، واعتماداً وحكماً على الأفعال والأقوال والثقافة والتعاطي والممارسات، وبذكرى قديسنا وأبينا مار مارون نقول بحزن مبكي بأن غالبية رعاتنا وقادتنا الموارنة الحاليين هم في غربة قاتلة عن كل ما جسده ويجسده مار مارون وعن المارونية بكل أطرها الإيمانية من نذورات وتواضع وإيمان وتجرد والتزام بمفهوم الأبواب الضيقة.

ولأن المارونية في جوهرها وكما أرادها أبينا مار مارون هي نذورات فقر وطاعة وعفة وينابيع تواضع ومحبة وإيمان وصدق وشفافية وعطاء وتجرد ورسالة وتاريخ، فإن ممارسات السواد الأعظم من القيمين على شؤوننا السياسية والدينية والحياتية والثقافية هم في واد والمارونية الحقة وتعاليم ونموذج مؤسسها هم في واد آخر.

ومحزن جداً أن تكون ثقافة الإسخريوتي قد تسللت إلى عقول وقلوب وضمائر كثر من قادتنا فأمست قبلته هي نمطاً لممارساتهم وعنواناً لحالة التخلي التي يعيشونها.

ولكن ورغم كل هذه الغربة، ورغم هذه الإسخريوتية الوقحة على مستوى القادة والرعاة، فإن الخمائر الطيبة والطاهرة وللحمد لله هي موجودة ومتأصلة بين قومنا الماروني..

وهذه الخمائر الخيرة هي بالتأكيد ستخمر عجيننا الإيماني مهما طال زمن الجحود والكفر والتخلي..وهي التي سيكون لها الغلبة في النهاية مهما طال زمن المكر والمّحل والإسخريوتية.

اليوم وفي ذكرى أبينا ومؤسس كنيستنا مار مارون نرفع الصلاة طالبين شفاعته وبركاته لقومنا الماروني ولوطننا المقدس لبنان.

يا مار مارون نحن شعبك الماروني نتضرع إليك لتخلصنا من ياجوج وماجوج رعاتنا وقياداتنا وأحزابنا التي حضورها غياب ونقمة وغيابها نعمة

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نص وفيديو: ذكرى عيد مار مارون وغربة غالبية رعاتنا وقادتنا الموارنة عنه وعن المارونية

الياس بجاني/09 شباط/2023

https://www.youtube.com/watch?v=GHnbXYE643o

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الناشط مروان هندي ومع الخبير الإقتصادي الدكتور وسام فهد من اذاعة صوت لبنان

#نحنا_والاقتصاد إعداد وتقديم Pamela Ibrahim  عبر صوت لبنان .

https://www.youtube.com/watch?v=gl7xDweVI60

 

رابط فيديو مقابلة مع الكاتب والصحافي فارس خشان من تلفزيون ال ام تي في

https://www.youtube.com/watch?v=qaUayawZOXA

 

رابط فيديو تعليق للكاتب والإعلامي محمد سلام: الوفد اللبناني في سوريا: الرقص في الجنازات!

https://www.youtube.com/watch?v=kiyxao_An1U

في هذه الحلقة من برنامج "#الناس_بتفكر" الذي يقدّمه الصحافي #محمد_سلام عبر منصّة "هنا لبنان"، سنفتح ملفّ #الزلزال الذي ضرب #تركيا و #سوريا، وكيف استغلّ بعض الوزراء الكارثة للارتماء في حضن #الأسد!

 

رابط في ديو مقابلة الباحث الإحصائي ربيع الهبر من تلفزيون الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=GrfmGlSek0I

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 11 شباط 2023

وطنية/السبت 11 شباط 2023

 النهار

كشف وثائقي بعنوان “النهاية” عبر قناة “الجديد” ان “حزب الله” طلب في مؤتمر سان كلو المثالثة في لبنان ورفض ممثلوه تدوين محاضر بالجلسات لكونها تشاورية.

لوحظ ان عددا من اصحاب المولدات اصدر فواتيره بالليرة قبل ان يحولها الى الدولار الاميركي بسعر صرف 50 الف ليرة وفارضا على الناس دفعها بالدولار

نشب خلاف في بلدية سوق الغرب على خلفية توقيع رئيس البلدية اذنا لجمعية القرض الحسن بانشاء مبنى وافتتاح فرع لها في وسط البلدة والاخير يعتبر ان الاوراق قانونية ولا يمكنه رفضها فيما كان الطلب اليه التذرع بالعقوبات المفروضة عليها

نشب امس اشتباك مسلح بين اصحاب مولدات في منطقة عائشة بكار بين ابناء المنطقة واخرين ينتمون الى حزب ممانع يحاولون احتكار الخدمة في الشارع

اللواء

يشكو وزراء من تحكُّم بعض السفيرات في عملهم، سواء تعلق الأمر بتفاهمات مع الخارج أو إجراءات في الداخل!

يغمز مسؤول غير مدني كلما سنحت الفرصة، من قناة رئيس تكتل نيابي، على خلفية حملة لم يكن لها مبرّر في نظر كثيرين..

تبين أن السبب الرئيسي لإضراب المصارف يرتبط برفضهم إعطاء معلومات عن حسابات لأشخاص طلبت إحدى القاضيات تزويدها بها على خلفية الاتهام لهؤلاء بتبييض الاموال!

نداء الوطن

توقفت المصارف عن السماح للموظفين بسحب رصيد رواتبهم على منصة صيرفة منذ ايام، وعزت جهات حكومية هذا التدبير إلى ضغط المصارف على المجلس النيابي لاقرار قانون الكابيتال كونترول وفقاً للصيغة التي تراعي مصالحها، اضافة إلى الضغط على القضاة لمنعهم من اصدار احكام بإلزامهم برد الودائع.

شوهدت شاحنات تنقل صناديق يرجح ان تكون مليئة بالعملة اللبنانية من مستودع في منطقة الجناح تابع لأحد الصيارفة غير الشرعيين قبل ساعات من توقيفه، علماً ان الصراف المذكور يعمل كبديل لإحدى شركات الصيرفة التي فرضت عليها عقوبات.

تبين أن نفس الاشخاص الملاحقين بالمضاربة على العملة هم من سبق أن وردت اسماؤهم في وثائق امنية لاتجارهم بالمواد الغذائية والادوية المدعومة، ولاحتكارهم كميات من المحروقات قبل رفع الدعم عنها.

الأنباء

ملف دقيق يثار من وقت الى اخر على وقع الكوارث ليعود ويبقى من دون أي حلول عملية.

الاسبوع المقبل سيكون حاسماً لجهة دعوة مرتقبة والحساسية التي ترافقها.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم السبت 11 شباط 2023

وطنية/السبت 11 شباط 2023

مقدمة "تلفزيون لبنان"

بعد خمسة أيام على اجتماع باريس الخماسي الذي اكتنفه تباين بين رأيين حيال الاستحقاق الانتخابي الرئاسي اللبناني ولم يصدر عنه بيان رسمي محدد رفعت جهات لبنانية داخلية ذات مرجعية سياسية عالية من مستويات اتصالاتها ومشاوراتها المتجددة بهدف بلورة مسعى أو تصور جديد  لاختراق الجدار الرئاسي وذلك بحسب أوساط واسعة الاطلاع_وصفت هذا الحراك "بمسعى الفرصة الداخلية الأخيرة"، ويصب في ذات المنحى الذي رسمه رئيس المجلس النيابي نبيه بري منذ ما قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية.. وأوضحت أن الدافع إلى ذلك، هو الاستشعار بخطر كبير داهم  يخشى ان يتظهر في القريب العاجل بهزة سياسية تضرب الواقع اللبناني وتشرعه على احتمالات سلبية وارتدادات شديدة الكلفة اقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا في وقت لم تظهر بوادر خارجية فاعلة للمساهمة في إرساء أجواء مسهلة داخليا" لانجاز الانتخاب الرئاسي.. ولدى استيضاح الاوساط عن مدى نجاح المساعي في ظل واقع سياسي متفاقم التناقضات ولا يطمئن أجابت: "ليس في يد الساعين سوى أن يسعوا على قاعدة ان كثرة الدق يمكن لها في لحظة-ما أن تفك اللحام في العقدة".

وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الديبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والنروج وسويسرا في لبنان قد اعربت عن عميق القلق حيال الوضع القائم في لبنان مطالبة باحترام الاستحقاقين الرئاسي والبلدي في موعدهما وبوقف التدخل بتحقيقات القضاء في قضية المرفأ  وإنجاز الاصلاحات التي حددها صندوق النقد الدولي.

تشريعيا يستعد رئيس البرلمان نبيه بري لعقد اجتماع هيئة المكتب من اجل وضع جدول عمل جلسة تشريعية يسعى لعقدها  وادراج التمديد لقادة امنيين في الجدول وفي مقدمتهم اللواء عباس ابرهيم.. وهناك ايضا الكابيتال كونترول.. إشارة الى ان بعض الكتل يعارض أي تشريع في المجلس معتبرين ان مهمة البرلمان باتت فقط الانعقاد لانتخاب رئيس للجمهورية فيما كتل أخرى تؤيد "التشريع الضروري".

معلومات أفادت أن خمسة وأربعين نائباعدد المقاطعين فب حال حددت الجلسة.

ماليا" المصارف على موقفها بالإضراب الكامل التام بدءا من الاربعاء الى حين التعديل في تعاطي بعض القضاء معها. من جهة ثانية نفت مصادر مصرفية أي معلومات عن مغادرة عدد من المصرفيين لبنان في وقت  علم أن وجود رئيس جمعية المصارف سليم صفير في لندن هو للمشاركة في اجتماع مصرفي خاص.

انما تفاصيل النشرة نبدأها من تعاظم تداعيات كارثة زلزال تركيا- سوريا.

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

"أقف عاجزة عن وصف الدمار في حلب". بهذه العبارة اختصرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ما شاهدته من آثار تدميرية في المدينة السورية العريقة. وما هو في حلب نموذج للجغرافيا الواسعة التي ضربها الزلزال العنيف في سوريا وتركيا الإثنين الماضي. "وما حدث يعادل طاقة خمسمئة قنبلة نووية" على ما ذكرت إدارة الكوارث والطوارىء التركية. وتجسيدا لهذه التوصيفات فإن المشاهد المؤلمة هي ذاتها منذ ستة أيام أما المتحرك فهو أرقام الضحايا التي تقترب  من ستة وعشرين الف قتيل.

أعمال البحث تتواصل ومن محاسن جهود فرق الإنقاذ  بعد مرور هذه الأيام أن بعضها يتكلل بالنجاح في العثور على أحياء كما كان الحال مع الطفلة (عائشة) التي انتشلت حية اليوم في (كهرمان مرعش) التركية.

على الضفة السورية للكارثة واصل الرئيس بشار الأسد تجواله في بعض المناطق التي ضربها الزلزال. وبعد حلب قصد اليوم اللاذقية حيث عاد المصابين واطلع على أوضاع العائلات المتضررة وعلى عمليات الإنقاذ وإزالة الأنقاض.

أما المساعدات الخارجية فيتواصل تدفقها لإغاثة المنكوبين في سوريا وتركيا وإنْ كانت وفق قاعدة (إنسانية استنسابية) تمارسها الدول العظمى. هذه الإستنسابية تواجهها موجات تضامن عربي وعالمي أسقطت فيها قوافل المساعدات الأهلية والحكومية مفاعيل قانون قيصر وإذا كان ما تم تقديمه قليلا أمام هول الكارثة فإن المفاعيل الإنسانية والسياسية لهذه الهبة أكبر بكثير.

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

مرة جديدة يثبت مجلس النواب الحالي أنه ليس دمية في يد المنظومة الحاكمة والمتحكمة، وأن المعارضة فيه قادرة أن تواجه أركان الدولة العقيمة ومصالحهم. فهؤلاء كانوا توافقوا في ما بينهم على أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة اشتراعية الخميس المقبل، تحت شعار: تشريع الضرورة. وبناء عليه، فإن بري دعا هيئة مكتب المجلس للإجتماع الإثنين كتمهيد لجلسة الخميس. لكن المعارضة أدركت حقيقة المخطط الذي يتم الإعداد له، وأن الهدف من الجلسة غير الدستورية وغير الشرعية ليس تشريع الضرورة، بل تأمين مصالح أركان المنظومة بتمديد من هنا وتعيين من هناك، وبمشاريع قوانين لا تؤمن مصلحة الوطن بل مصلحة هذا أو ذاك من السياسيين. لذلك وقع ستة وأربعون نائبا عريضة اليوم أعلنوا فيها عدم مشاركتهم في أي جلسة تشريعية قبل انتخاب رئيس الجمهورية، كما أكدوا أنهم لن يعترفوا بأي من قوانينها وسيمارسون تجاهها أي حق يمنحهم إياه الدستور للطعن بها. إنه موقف للتاريخ يسجله ستة وأربعون من نواب الأمة، لكنه لا يزال في حاجة إلى تأييد تسعة عشر نائبا ليصبح نافذا، أي حتى لا يتأمن النصاب للجلسة النيابية المزمع الدعوة اليها. فماذا سيفعل النواب الآخرون؟ وتحديدا أكثر: ماذا سيفعل جبران باسيل والتيار الوطني الحر؟

لماذا التركيز على جبران باسيل؟ لأن رئيس التيار يخوض منذ اكثر من ثلاثة اشهر معركة باسم المسيحيين عنوانها: منع انعقاد جلسات الحكومة في ظل الشغور الرئاسي. فلماذا اذا يتردد في اعلان موقف رافض لعقد جلسة لمجلس النواب في ظل شغور الرئاسة؟ ام ان ما يصح على جلسات الحكومة لا يصح على جلسات مجلس النواب؟ ترى، اليست المصالح الخاصة هنا هي التي تتحكم في قرار باسيل، وبالتالي فان لا صوت عنده يعلو على صوت المصلحة؟ لكن، وبمعزل عن موقف باسيل، فان اللبنانيين يدركون تماما ان مجلس النواب هو اليوم هيئة ناخبة لا اكثر ولا اقل. فليتوقف الرئيس بري واركان المنظومة عن التلاعب بالدستور لمصلحتهم، كذلك فليراجع جبران باسيل حساباته، وليكن صادقا مع نفسه ومع طروحاته وشعاراته، ولو لمرة واحدة على الاقل!

توازيا، الدولار يواصل ارتفاعه غير المسبوق متخطيا سقف ال 66 الف ليرة، مع تسجيل غياب رسمي شبه تام وسكوت حكومي مطبق. في الاثناء، تتواصل اعمال الاغاثة في كل من سوريا وتركيا في ظل اوضاع فائقة الصعوبة وطقس بارد. وفيما فرص العثور على ناجين من بين الانقاض تتضاءل ، ارتفع عدد الضحايا في البلدين الى اكثر من ستة وعشرين الف شخص، وهو عدد الى ارتفاع، ناهيك عن الجرحى والدمار الهائل الذي اصاب مناطق باكملها. وهي صورة سوداوية تثبت مرة جديدة ان زلزالي فجر الاثنين هما من أسوأ الكوارث التي عرفتها البشرية في القرن الحالي!

مقدمة تلفزيون "المنار"

شارفت عمليات الانقاذ والبحث عن ناجين على نهايتها، وبدأت عمليات تعداد المفقودين تحت انقاض الزلزال الذي اصاب تركيا وسوريا، فيما العين مصوبة على مسح وتقييم حجم الكارثة الانسانية، وملايين المشردين في عراء المجهول.

اصوات التحذير الاممية بدأت بالارتفاع، وتقييم الواقع ينذر بما هو اخطر بكثير مما تنقله وسائل الاعلام، وعوائق قيصر الاميركي الجائر بحق السوريين تتلمسه كل يوم فرق الانقاذ، وتشكو منه الامم المتحدة ومنظماتها المعنية، ويدفع ثمنه العالقون تحت ركام الزلزال، ممن منع عنهم الحصار الاميركي امكانية النجاة.

بما امكن يحضر اصدقاء سوريا الى جانبها - كما في كل المحن، ولا يفرقون بين سوري وآخر، وان أخرت اعتبارات الجماعات المسلحة في الشمال السوري السماح للمساعدات بالوصول الى المنكوبين او المشردين.

وعلى منبر الدولة المنكبة لنجدة كل اهلها، اطل الرئيس السوري بشار الاسد متفقدا سير عمليات الانقاذ في محافظة اللاذقية، ومنتقدا ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع هذه الكارثة الانسانية.

على المقلب التركي للكارثة، تتكشف صور مأساة دامية، لم تحتوها كل اشكال الدعم العالمي الذي سارع لنجدة الاتراك، فتواصلت نداءات الاستغاثة الحكومية والشعبية للتخفيف من معاناة المشردين الذين يعدون بالملايين.

في لبنان الشارد دولار سوقه السوداء فوق الستة والستين الف ليرة على مرأى ومسمع مصرف لبنان، لم يصرف اهله نظرة الخير والمساعدة الممكنة للاشقاء السوريين والاتراك، فتواصلت عمليات جمع التبرعات من كل حدب وصوب، واكمل حزب الله حملته لجمع المساعدات التي تلاقي استجابة كبيرة. اما المكابرون بالسياسة كما بالاقتصاد، فما زالت اصوات المستغيثين من دمار الزلزال تغطي على كل تفلسفهم.

والى الزلزال الذي اصاب المستكبر الاميركي وادواته في المنطقة قبل اربعة واربعين عاما، اعاد الايرانيون احياءه بتجديد الثورة وحماية الجمهورية الاسلامية وخياراتها. جموع مليونية احيت الذكرى في عموم المحافظات الايرانية، أكدت انتصار الثورة الاسلامية من جديد هذا العام على الفتن التي اثارها الاعداء، بحسب الرئيس السيد ابراهيم رئيسي، الذي اعتبر ان الشعب الايراني بعث اليوم برسالة امل لكل الشعوب الحرة، وشكل رسالة يأس للأعداء.

مقدمة تلفزيون "الجديد"

عائشة سكنت اسمها، وخرجت على مسماه.. قاهرة ستة أيام من الحصار بين الركام ابنة السنوات السبع تغلبت على أسبوع الآلام الذي قضته تحت أنقاض قهرمان مرعش التركية.. مركز الزلزال المدمر وتم إنقاذها مع أفراد من عائلتها والطفلة الطالعة إلى نور الحياة، واكبتها أيادي رفعت الأرواح إلى فوق الأرض، وأنقذت عددا من الأطفال بعمليات غاية في الصعوبة.. تتوج بصمت يسود المكان ليسمح برصد خفقات من هم تحت الأرض والمنقذون بالعشرات.. لكن المفقودين بالآلاف، حيث يزلزل الرقم عدده ويضرب به الأرواح بالأرواح يوميا، متسلقا في أقل من أسبوع إلى ثلاثين ألف قتيل.. ولاعبا في خرائط المدن.. ومحركا توازنها.. ومحدثا خللا في جغرافيتها.. وساحبا تركيا ثلاثة أمتار إلى الخاصرة الأوروبية ويربو على أرياف الزلزال بضع محللين أحدثوا ولا يزالون أضرارا في الخراسانات النفسية للمواطنين.. لاسيما في لبنان، الواقع على أربعة فوالق خطرة.. لكن الفالق الخامس يشكله بعض الخبراء المحليين والمستوردين معا وفي قشرة الأرض السياسية.. فإن اليابسة لا تتسع لجلستين: تشريعية ورئاسية والجلستان تواجهان هزات وبراكين.. لكن بفعل تحريك الصفائح النيابية عن سابق تصور وتدمير فجلسة التشريع الأسبوع المقبل تقع على خط زلزالي بدأت حممه من حرب المزايدات بين القوات والتيار.. ولم تنته ببيان صادر عن ستة وأربعين نائبا معارضا وتغييريا ومستقلا، يعلن أن عقد جلسة تشريعية أيا يكن سببها، هو مخالفة للدستور وبمثابة ضربة قاتلة لأساسات النظام اللبناني.. وأي جلسة بهذا الصدد لا تستقيم، وهي في حكم المنعدمة الوجود والباطلة واستند النواب إلى المواد 49 و74 و75 من الدستور التي تنص صراحة على تحويل المجلس النيابي إلى هيئة ناخبة ملتئمة بشكل دائم عند خلو سدة الرئاسة الأولى لكن النواب الموقعين على هذا البيان إنما اجتهدوا في تفسير الدستور، وأقدموا في تفسيرهم هذا على حل مجلس النواب وتعطيله وضرب أهم المؤسسات الديمقراطية.. لأن المواد الواردة أعلاه لا ترهن المجلس معتقلا ومعطلا في انتظار انتخاب الرئيس، بل تحدثت عن جلسة ملتئمة حكما وخلال انعقاد الجلسة لا يجوز للمشرع أن يدرج على جدول الأعمال أيا من المواد الخارجة عن المهمة الانتخابية بهذه الحدود هو نعم هيئة انتخابية.. وهذا ما كان يؤكده الرئيس حسين الحسيني قبل رحيله، وما وثقه بمراجع ومقالات، مستندا فيها إلى المواد نفسها التي تجعل المجلس هيئة ناخبة فقط ضمن انعقادها ومن حق النواب أن يطالبوا بجلسات انتخابية مفتوحة وأن يعتصموا، أو ينضموا إلى النائبين ملحم خلف ونجاة صليبا اللذين يجاهدان وحدهما في مسار طويل، ويعيشان الظلمة والبرد وقساوة تحد دخلاه عن إرادة واقتناع بضرورة الوصول إلى رئيس لكن ليس للنواب الموقعين الانقلاب على الدستور وتفسير مواده برؤى سياسية، لاسيما أن بينهم نوابا من أصول قانونية وقادرون على فك الخط الدستوري وتحييده عن الهرطقات الفقهية والاجتهادات التي تصب في صالح المراجع السياسية.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

وكأن لا هموم أخرى في البلد، تواصلت حفلة مزايدات سمير جعجع في موضوع الجلسة التشريعية لليوم الثاني على التوالي، لتضيف الى المشهد السياسي المحلي مادة سجالية جديدة، كنا جميعا في غنى عنها. فجأة، تذكر جعجع صلاحيات الرئاسة: نفس الصلاحيات التي تنازل عنها في الطائف، والتي طعن بما تبقى منها على مدى ولاية الرئيس العماد ميشال عون، ليدفع اللبنانيون عموما، والمسيحيون خصوصا، أثمانا باهظة في المرتين، كما على مستوى المناصفة والشراكة والميثاق، كذلك على خط الاقتصاد والمال والوضع الاجتماعي الذي يرثى له. وفي المرتين أيضا، ارتكب جعجع ما ارتكب، ثم حاول ويحاول، ان يتنصل. عام 1989، سار في ركب الطائف، ولا لزوم لتكرار التفاصيل السياسية والعسكرية الكارثية المعروفة. وبعد بدء التطبيق، غسل يديه، وصار يطالب بما لم يعد حقا له، وفق معايير تلك المرحلة السوداء. فكانت النتيجة، أحد عشر عاما في السجن، ولم يتعلم بعد، أنه إذا خسر خسر، وإذا ربح، فهو ايضا خسر. وبعد ثلاثين عاما، اي عام 2019، وبعد مقدمات من ابرزها التحريض على الرئيس سعد الحريري والهجوم المركز على وزراء التيار من دون سواهم، كان لجعجع الدور الاكبر في تقطيع اوصال لبنان بعد 17 تشرين. فكان ما كان من مأساة، يحاول رئيس القوات ان يتبرأ منها اليوم، تماما كما تبرأ من مشاركته في غالبية حكومات ما بعد 2005، وفي كل حكومات العهد العوني ما قبل الثورة.

المهم اليوم، أن الدجل لم يعد ينطلي على اللبنانيين، تماما كما انطلت على بعضهم كذبة "انتخبونا بينزل الدولار"، عشية انتخابات 2022. اما التلميح بقلب المعادلة وطرح مصير النظام، الذي كرره جعجع اليوم في احتفال حاول من خلاله احتكار ذكرى كبير من لبنان اسمه شارل مالك، فلن ينجح في ستر عورات عقود من التنازلات والاخطاء، التي بدأت في مرحلة الحرب والدم، واستكملت بالسياسة، وتوقفت في مسيرتها عند محطات كثيرة، من ابرزها التحالف الرباعي، والموقف المعروف من داعش والنصرة، وصولا الى اسقاط قانون اللقاء الارثوذكسي الانتخابي، الذي كان كفيلا بمنح المسيحيين في فرصة تاريخية لن تتكرر، امكانية انتخاب اربعة وستين نائبا مسيحيا من اربعة وستين.

ولنا عودة الى تفاصيل حفلة المزايدات والردود عليها، لكن بعد متابعة آخر المعلومات حول الزلزال التركي-السوري.

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

 مطلع الاسبوع المقبل، تنعقد هيئة مكتب مجلس النواب، لوضع جدول اعمال جلسة تشريعية، ابرز بنودها اقرار قانون الكابيتال كونترول، واقتراح القانون المرتبط  بالتمديد لقادة الاجهزة الامنية وعلى رأسهم المدير العام للامن العام عباس ابرهيم ,والمدراء العامين في الدولة .

مصير الجلسة معقد للغاية, وصورتها لن تتضح قبل الاثنين .

فعقد الجلسة يحتاج لامرين اساسيين ,هما تأمين ميثاقيتها ونصابها , وحتى الساعة , لا وضوح حول تأمين النصاب , مع عدم اعلان موقف كل من اللقاء الديموقراطي والاعتدال الوطني,.

 هذا فيما اعلن جبران باسيل , رئيس تكتل لبنان القوي انه لا يجوز الدعوة لجلسة تشريعية من دون حاجة قصوى , وببنود فضفاضة مشكوك باقرارها , مكررا ان اولويات مجلس النواب انتخاب رئيس لن يستقيم البلد من دونه .

حتى الساعة اذا , 46 نائبا وقعوا عريضة اكدوا فيها عدم الحضور ,واذا غاب تكتل لبنان القوي وحدة , يطير نصاب الجلسة , اما في حال حضر , فان امتناع اللقاء الديموقراطي ونواب الاعتدال وبعض النواب المستقلين  الذين لم يوقعوا العريضة عن الحضور كفيل ايضا بتطيير  الجلسة . الاسبوع المقبل ايضا , سيشهد عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت للمشاركة في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط .

في مشهدية صامتة ,سيقف مناصرو تيار المستقبل , ومحبو رفيق الحريري  امام ضريح الرئيس الشهيد , ليعلنوا بصمت ان الحريرية السياسية اقوى في المعارضة من الموالاة , وليسألوا بصمت ايضا , بعد سنة على اعلان سعد الحريري التوقف عن العمل السياسي , ماذا فعل الباقون ,و لاسيما منهم  اهل البيت ممن اراد تنصيب نفسه زعيما  ؟

شؤون لبنان تبدو صعبة , ولكن حوله زلزال قلب اجزاء من تركيا ومن سوريا الى دمار , وادخل السياسة في صلب مأساة انسانية ,فزادت من اوجاعها ,فيما الامل بالعثور على ناجين من تحت الانقاض يكاد يتلاشى .

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

لقاء باريس يُسقط ورقة فرنجية

أسعد بشارة/نداء الوطن/11 شباط/2023

قضي الأمر في لقاء باريس الخماسي، وسقط الخيار الفرنسي الذي كان يعطي الأولوية لمبدأ إجراء الانتخابات الرئاسية، ولو أدى ذلك لانتخاب أي اسم والمقصود الاسم الذي ولاؤه الكامل لـ»حزب الله».

حاولت فرنسا في هذا اللقاء أن تعيد تجريب المجرب، لأسباب عدة منها ما هو داخلي، ويتعلق بإدارة الرئيس ايمانويل ماكرون، التي تريد أن تسجل في سجلها انجازاً لبنانياً، ومنها ما هو خارجي ويتعلق بالرغبة الفرنسية بعدم قطع شعرة معاوية مع طهران، لا سيما في مرحلة تردي العلاقة الايرانية الاوروبية والفرنسية تحديداً، بفعل التدخل الإيراني في حرب أوكرانيا، وبسبب القمع الإيراني للثورة المندلعة منذ أشهر في طهران وسائر المدن الإيرانية. وعلى الرغم من المحاولة الفرنسية لتسويق اسم سليمان فرنجية كحل وسط، على أن تكلف شخصية أقرب إلى السعودية تشكيل الحكومة، جاء الرد السعودي صارماً ورافضاً لأي اعادة إنتاج لتسويات تشبه انتخاب ميشال عون رئيساً في العام 2016، وهكذا سقط خيار فرنجية، وأصبح على المستوى العربي والدولي كأنه لم يكن، وبات من الأصعب على «حزب الله» أن يمضي قدماً في الإصرار على ترشيحه إلى ما لا نهاية، وكل ذلك سيبقى معلقاً بانتظار المخرج المناسب.

لسليمان فرنجية أصدقاء كثر في فريق عمل الرئيس ماكرون، وهؤلاء عملوا بتنسيق مع أحد رجال الأعمال اللبنانيين لتسويقه والسير به كمرشح مقبول من فرنسا، لكن كل ذلك اصطدم بالرفض السعودي ليس لشخص فرنجية، الذي يحتفظ بصداقات في المملكة، ولكن لأنّ في السعودية الجديدة، من يعمل على أساس أنّ تكرار الخطأ مرتين ممنوع. تبعاً لذلك خلص الاجتماع الخماسي إلى التفاهم على خريطة عمل موحدة أساسها المطالبة بالإصلاح وتطبيق القرارات الدولية والدستور، ومن دون ذلك لن يكون غطاء لرئيس تابع لـ»حزب الله»، مهما طال أمد الفراغ، ولن تتكرر التسوية الرئاسية التي تمدد لسيطرة «حزب الله» على قرار رئاسة الجمهورية. تنطلق السعودية بتشبثها بهذه المعايير، من دروس الماضي، وتتناغم مع الموقف الأميركي الرافض لتكريس سيطرة ايران على قرار لبنان، وتصر على أن يكون الحل شاملاً، وأن لا يقتصر على انتخاب رئيس الجمهورية، بل على الاتفاق على اختيار رئيس للحكومة، يستطيع أن يشكل حكومة إنقاذ، لا حكومة إدارة أزمة، على غرار المشاكل التي واجهها عهد الرئيس ميشال سليمان. في أجندة اللقاء الخماسي، تفاهم على خطة عمل بخصوص لبنان، وتفاهم على رفع مستوى اللقاءات، وعلى التمسك بالمعايير التي باتت تتكرر في الأدبيات العربية والدولية، في استنساخ لمضمون ورقة المبادرة الكويتية. وفي هذه الأجندة ايضاً تأكيد على توفير المساعدات الممكنة لكن خارج قنوات سلطة الفساد، وتأكيد على استمرار دعم المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية، في رسالة واضحة تدل على فقدان الثقة بالطقم السياسي الحاكم الذي استنفد آخر ما تبقى له من قدرة على إقناع أي كان بأنه قادر على الاستمرار بالنهج نفسه وبالأدوات ذاتها.

 

فارس سعيد: اليوم لبنان ليس مهما بل "حزب الله" الذي دخل عناوين المنطقة من خلال ترسيم الحدود

وطنية/11 شباط/2023

غرد رئيس "لقاء سيدة الجبل" الدكتور فارس سعيد على حسابه عبر "تويتر": "لم يكن لبنان مهما في 1975 بل منظمة التحرير لأنها شكلت خطرا على أمن إسرائيل. عاد لبنان إلى دائرة الإهتمام في 1982 عندما بادر بشير الجميل  الى الدخول على عناوين المنطقة. اليوم لبنان ليس مهما بل حزب الله الذي دخل عناوين المنطقة من خلال ترسيم الحدود مواجهته بالإنسحاب من لبنان خطأ".

 

مسؤولية "قيصر" روسيا

بسام أبو زيد/نداء الوطن/11 شباط/2023

حتى محور الممانعة الذي يضع أتباعه روسيا في عداده، ليس مهتماً بخروج لبنان من الأزمة التي يعاني منها، وقد لمس ذلك زوار العاصمة الروسية موسكو الذين سمعوا وتأكدوا أن الوضع السياسي في لبنان ليس على جدول أولويات موسكو التي لا تتدخل لا من قريب ولا من بعيد في الاستحقاق الرئاسي. وقال هؤلاء الزوار إنّ موسكو مشغولة حالياً بالحرب في أوكرانيا وكيفية التصرف إزاء الدور الأميركي والأوروبي فيها، وما يستتبع ذلك من تطوير العلاقات مع الصين ومع إيران ومع دول عربية في شمال أفريقيا. وكشف هؤلاء الزوار أنّ الروس يعملون على تطوير علاقاتهم في شكل لافت مع الدول العربية في الخليج وتحديداً المملكة العربية السعودية، ويبدو أنّ الروس قرروا لعب دور في أزمة اليمن بين السعوديين والإيرانيين ويحاولون إيجاد قواسم مشتركة بين الطرفين يبنى عليها من أجل إطلاق مسار الحل هناك. وقال زوار موسكو إنّ المسؤولين الروس يعتقدون أنّ أي اتفاق بين الرياض وطهران سيفتح الطريق أمام المملكة العربية السعودية من أجل أن تعود للعب دورٍ أساسي في الساحتين اللبنانية والسورية والمساعدة في إيجاد حلولٍ للأزمات في هذين البلدين. وفي سياق الحديث عن الدور الروسي في المنطقة لفت مراقبون إلى أنّ هذا الدور ظهر ضعيفاً جداً في الوقوف إلى جانب سوريا في كارثة الزلزال التي أصابتها ولم ير العالم فرق الإنقاذ الروسية تتدفق إلى سوريا ولا حتى فرق الإنقاذ التي يعتبرها أتباع محور الممانعة أنها تدور في فلكهم، فهل كان مثلاً حجم التدخل الإيراني في عمليات الإنقاذ أي انتشال الضحايا والأحياء من تحت الأنقاض على المستوى المطلوب؟ هل كان التدخل الصيني على هذا المستوى فاعلاً أيضاً؟

لقد أراد النظام في سوريا والدائرون في فلكه تغطية عجز المحور الذي ينغمسون فيه حتى عن القيام بأعمال الإغاثة الفاعلة، بالتذرع بـ»قانون قيصر» الأميركي ولم يقاربوا عجز القيصر الروسي عن التحرك بفعالية للمساعدة في مواجهة كارثة الزلزال وتداعياتها.

 

مواجهة عنيفة بين بري والمعارضة بشأن التشريع في ظل الشغور

جعجع: اغتيال للدولة... والسنيورة: لبنان ليس مُفلساً

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/11 شباط/2023

تتجه الساحة الداخلية إلى مواجهة سياسية- نيابية شديدة الحدة مطلع الأسبوع المقبل، نتيجة تصاعد الخلافات بين الكتل النيابية المعارضة ورئيس مجلس النواب نبيه بري حيال انعقاد الجلسات التشريعية، في ضوء إعلان الكتل المعارضة رفضها للمشاركة في هذه الجلسات، ما دام مجلس النواب يعتبر هيئة انتخابية لانتخاب رئيس الجمهورية، وسط انتقادات حادة لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الذي لا يمانع من حضور الجلسات، في حال تمت تلبية شروطه بالتمديد لعدد من المدراء العامين المحسوبين عليه، على غرار التوجه للتمديد لعدد من القادة الأمنيين، وفي مقدمهم المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم بطلب من “الثنائي الشيعي”. وتساءلت أوساط نيابية معارضة بارزة عبر “السياسة”، “عن الهدف من تحريم باسيل المشاركة في جلسات حكومة تصريف الأعمال، ويحلل المشاركة في جلسات تشريعية لمجلس النواب؟، مؤكدة لـ”السياسة”، أن “ممارسات باسيل تؤكد أنه يضع مصالحه بالدرجة الأولى، قبل مصالح البلد والناس، وهذا الأمر لم يعد خافياً على اللبنانيين”. بدورها أوضحت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، أنه “من أوجه الوقاحة أن يتشدّق التيار الوطني الحر بشمّاعته المعهودة، وهي الحرص على موقع الرئاسة، وأن يجاهر بتذكير اللبنانيين بسنوات العهد المشؤوم الذي ابتلى الدولة والشعب بجحيم غير معهود”. وأشارت إلى أنّ آخر مَن يحقّ له ادّعاء الحرص على الرئاسة، هو الذي يوم ائتُمِنَ عليها، سلّمها، إلى الفريق المسلّح، الذي قبض على قرار الدولة والرئاسة ضُمنًا”. وقبل طواعيةً بأن يتحوّل رئيس الجمهورية في عهده إلى أداة ممانِعة تسهر على ضرب علاقات لبنان العربية والدولية. من جانبه سأل النائب التغييري وضاح الصادق، عن الهدف من مقاطعة تكتل لبنان القوي ورئيسه جلسات مجلس الوزراء حمايةً لحقوق الرئيس المسيحي وصلاحياته، ثم يضرب عرض الحائط بتلك الحقوق والصلاحيات ويقبل بجلسة تشريعية لمجلس دوره الدستوري الوحيد الآن انتخاب رئيس؟”. وأضاف, “الاسوأ ان نفس هذا التكتل يساهم بعرقلة جلسات انتخاب”. إلى ذلك، أكّد الرئيس فؤاد السنيورة أنّ “لبنان ليس بلداً مُفلساً، بل أن هناك إدارة مُفلسة أوصلته إلى ما هو عليه اليوم”، مشدداً بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، على ضرورة “انتخاب رئيس جامعٍ لكلّ اللبنانيين”. وأشار إلى أن، “البلاد بحاجة إلى حكومة تعالج المشكلات وفق رؤية واضحة وصحيحة تسهم أيضاً في تنفيذ الإصلاحات”. بدوره أكّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، إن المقاومة اللبنانيّة بدأت مع التصدّي للمشاريع الانصهارية مروراً بإسقاط دولة التّوطين وصولاً لإخراج الاحتلال واستمراراً حتى إفشال كلّ محاولات التّرويض والتّيئيس والتّركيع بغية تغيير الهويّة ولا تزال مقاومة الشعب هذه تتوالى فصولاً كلّ يوم حتّى التّخلّص من التركيبة السّلطويّة المهترئة ومن وراءها”. ولفت جعجع إلى أنّ “ما نشهده في لبنان على يد تركيبة سلطويّة فاسدة ومستبدّة ومستقوية بسلاح غير شرعيّ ومع ذلك تنتحل صفة الشّرعيّة والدّستوريّة لجهة انتهاكها الصارّخ والمتمادي لأبسط مضامين الكرامة الإنسانيّة وسدّها كلّ آفاق التغيير وتعطيل إجراء انتخابات رئاسيّة في مواعيدها الدستورية وصولاً إلى إخراج لبنان من الجمعيّة العامة للأمم المتحدة وإعلانه دولةً فاشلة وساقطة يشكّل اغتيالاً للبنان شارل مالك وطعناً لإنسانه”.

واشنطن: “حزب الله” أمَّن النيترات للأسد

وفي مواقف لافتة، شدد مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر على أن لبنان هو مَن يُقرّر بشأن رئيس الجمهوريّة المقبل ومن الواضح أنّ البلد منقسم وهذا ليس قراراً متعلّقاً بالولايات المتحدة وواضح أنّ فرنجيّة هو خيار “حزب الله” ونظام الأسد ولكنّ اللبنانيين يُمكنهم الاختيار إذا أرادوا.

 

أهلاً بكم في حكم "بنكوقراطية لبنان": كابيتال كونترول... وعفا الله عمّا مضى

نداء الوطن/11 شباط/2023

كان يكفي أن تسرب جمعية المصارف "تهويلاً بالاقفال التام الشامل لكامل عملياتها بما في ذلك ماكينات السحب الآلي"، حتى تقف الدولة على رجل واحدة، فيتسارع التحضير السياسي لعقد جلسة تشريعية يقر خلالها مشروع قانون لضبط السحوبات والتحويلات (الكابيتال كونترول).

وقابل التسريب الأول تسريب آخر من جهة برلمانية نافذة لمشروع القانون المذكور عبر مواقع الكترونية ومجموعات واتس آب. فانشغل الجميع منذ مساء أمس الأول في قراءة المشروع وتحليل مواده.

وفي ما يلي أبرز النقاط الإشكالية التى حددتها مصادر تحذر من تشريع الضرورة هذا:

أولاً، أهلاً بكم في حكم البنكوقراطية على الطريقة اللبنانية (حكم البنوك)، إذ لمجرد أن مودعين اثنين ربحا دعويين ضد أحد البنوك (فرنسبنك) بمبلغ 100 ألف دولار تقريباً هو حقهما المطلق بودائعهما، حتى انتفضت جمعية المصارف على قاعدة أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، وأعلنت اضراباً مفتوحاً، ألحقته بتهديد الاقفال التام، بحيث يتوقف قبض الرواتب وفتح اعتمادات الاستيراد، وتتقطع السبل بكل من لديه اي معاملة مصرفية من اي حجم كان، وتتوقف صلات لبنان المالية بالخارج!

ثانياً، استجابت السلطات السياسية فوراً، ووعدت بجلسة تشريعية يقر فيها قانون الكابيتال كونترول بغرض وقف دعاوى المودعين ضد البنوك. وفي هذه الاستجابة يتجلى وصف البنكوقراطية المتغلغلة في مفاصل معظم الكتل النيابية والاحزاب والتيارات السياسية. انه انحياز او انتصار لعدد من ملَّاك المصارف مقابل 1,4 مليون مودع على الأقل.

ثالثاً، في مشروع القانون ما ليس على مزاج المصرفيين، ويسعون جاهدين لتعديله، وهو السماح بسحب 800 دولار على الأقل من كل حساب شهرياً مناصفة بالدولار "الفريش" وبالليرة بسعر الدولار في السوق. فالجمعية تؤكد أن هذا المبلغ غير متوفر لدى عدد لا بأس به من البنوك، فعلى النواب التصرف لخفض المبلغ... وإلا!

رابعاً، ليس واضحاً بعد ما اذا كان صندوق النقد سيوافق ام لا على استثناء حسابات "الفريش دولار" من الكابيتال كونترول. فما من ضمانات واضحة تمنع تسرب الدولارات من عدة مصادر الى تلك الحسابات ثم تحول الى خارج لبنان، ما يفرغ القانون من مضمونه، فلا يبقى منه إلا حماية البنوك من الدعاوى.

خامساً، ثمة مخاوف مبررة من مرحلة ما بعد الكابيتال كونترول، لجهة المماطلة في اعادة الهيكلة والرسملة لسنوات يبقى معها النظام المصرفي على النحو القائم حالياً (بنوك زومبي)، إذ لا داعي للعجلة طالما هناك حماية قابلة للتجديد.

سادساً، ستزيد ضوابط السحوبات والتحويلات هوامش ومساحات اقتصاد الكاش هرباً من تلك الضوابط، لا سيما في بلد حدوده غير مضبوطة، وتعتري مرافئه ومطاره ثغرات جمركية وأمنية تاريخية لا تفيد إلا قوى الأمر الواقع.

سابعاً، ليس واضحاً ما اذا كان القانون سيضبط الاستيراد. فما حصل في 2022 كان مفاجئاً ببلوغ الاستيراد أكثر من 19 مليار دولار. فبهذا الحجم يستمر نزيف الدولارات الى الخارج، ما قد يحول دون تحقيق الكابيتال كونترول كل اهدافه.

ثامناً، صحيح أن القانون استثنائي ومؤقت، الا انه يخلو من أي مساءلة ومحاسبة. وسيليه في انبوب الإقرار أيضاً مشروع قانون الانتظام المالي (اطفاء الخسائر، وردّ ما امكن من الودائع) ومشروع قانون اعادة هيكلة المصارف. ففي المشروعين المذكورين تغيب المحاسبة أيضاً، لكأن المطلوب منظومة تشريعية مالية مصرفية متكاملة تؤمن الافلات من العقاب، كما لو أن الودائع فقدت تحت انقاض زلزال وليس بسبب سوء إدارة، أو مخطط احتيالي وفقاً لتوصيف اسباب الأزمة المالية اللبنانية من قبل الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غرتيريش والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والبنك الدولي.

تاسعاً، في تشريع الضرورة شرّ بلية مضحك. ففي كل الأزمات المالية في العالم يقر الكابيتال كونترول في الايام الاولى للأزمة، وليس بعد 40 شهراً! فأين هي "الضرورة" التي يتحدثون عنها غير حماية البنوك؟

تبقى الاشارة الى أن حكم البنكوقراطية تجلى منذ الأيام الأولى للأزمة غداة 17 تشرين 2019، عندما اقفلت المصارف ابوابها 13 يوماً، وعندما فتحت مارست كابيتال كونترول غير قانوني وهيركات قاسياً على الودائع بين 60 و85% من قيمتها، ولم تتجرأ اي سلطة نقدية أو سياسية على توقيف البنوك عند حدها منذ ذلك التاريخ حتى تاريخه... والحبل على الجرار!

 

اندفاعة أوروبية نحو لبنان: "استعادة الدولة" تبدأ من انتخاب الرئيس

ميثاقية باسيل: "بيع وشراء" بحقوق المسيحيين و"صيف وشتاء" تحت سقف الشغور!

نداء الوطن/11 شباط/2023

بمعزل عن الأجواء المسربّة و"المعلّبة" التي تتحدث عن خوض رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل كباشاً نيابياً مع رئيس المجلس نبيه بري لتحديد جدول أعمال الجلسة التشريعية المزمع عقدها الأسبوع المقبل، وبمنأى عن محاولات حرف الانتباه عن جوهر صفقة المقايضات التي يخوضها الجانبان برعاية "حزب الله" على طاولة التمديد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم عبر اختلاق "أزمة رديفة" متصلة بالتمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، لم يعد خافياً خلف "بارافان" المناوشات الإعلامية والسياسية على خط ميرنا شالوحي - عين التينة، حقيقة أنّ باسيل تعهّد للثنائي الشيعي بتأمين الميثاقية المسيحية للتشريع وتغطية عملية القفز فوق الاستحقاق الرئاسي في الهيئة العامة... والباقي تفاصيل! فعشية انعقاد هيئة مكتب المجلس بعد ظهر الاثنين للاتفاق على جدولة أعمال الجلسة التشريعية، بدت صورة استقبال برّي أمس ابراهيم، بنظر مصادر نيابية معارضة، بمثابة رسالة متعددة الاتجاهات تتمحور في عنوانها العريض حول عبارة "ما كُتب قد كُتب" في جدول الأعمال، بحيث يتربّع التمديد للمدير العام للأمن العام "إلى يمين" رئيس المجلس على رأس أولويات تشريع الضرورة، و"إلى يساره" عملية تمرير مشروع قانون "كابيتال كونترول" يدفن "قدسية الودائع" ويحمي المصارف من ملاحقات المودعين القضائية في الداخل والخارج... وفي المهمتين، اعتبرت المصادر أنّ رئيس "التيار الوطني" وجد الفرصة مؤاتية للغوص في "بازار مقايضات" مفتوح على عمليات "البيع والشراء" باسم حقوق المسيحيين.

وإذ لم تستغرب أن يبادر باسيل كما درجت العادة عند كل استحقاق إلى أن "يشهر سلاح الميثاقية لقنص المكاسب والمناصب"، لكنها توقفت هذه المرة عند حجم "الانفصام الفاضح في موقفه إزاء شرعية ودستورية انعقاد كل من مجلسي الوزراء والنواب في زمن الفراغ الرئاسي، معتمداً سياسة "الصيف والشتاء" في مقاربة هذه المسألة تحت سقف الشغور، فيذهب من جهة بعيداً في الاستقتال لحجب الميثاقية المسيحية ومنع انعقاد الحكومة لإقرار بنود حياتية طارئة ومُلحّة للناس بذريعة عدم دستورية التئامها في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية، ويذهب من جهة مقابلة بعيداً أيضاً في تأمين الميثاقية المسيحية لدفن أولوية انتخاب رئيس الجمهورية على جدول أعمال المجلس النيابي وفقاً للقاعدة الدستورية التي تفرض تحوّل المجلس إلى هيئة ناخبة حتى انتخاب الرئيس"، فضلاً عن تسجيل المصادر انفصاماً كبيراً كذلك بين أداء باسيل الإعلامي في مواجهة المصارف وعمليات تهريبها الأموال إلى الخارج، وبين مضيه قدماً في تغطية صفقة "الكابيتال كونترول" لحماية مافيا السلطة والمال من أي تبعات قضائية على ارتكاباتها بحق المودعين منذ العام 2019.

وفي السياق نفسه، برز أمس تصويب رئيس حزب "القوّات اللبنانية" سمير جعجع على ازدواجية المعايير التي يعتمدها "التيار الوطني الحر" في مسألة تغطية "جلسة تشريعية لم يعط الدستور حقاً بالتئامها"، بينما كان رئيس "التيار" يهاجم طيلة الأشهر الماضية الحكومة لاجتماعها بغياب رئيس الجمهورية "في الوقت الذي أعطاها الدستور إمكانية الاجتماع في الحالات الطارئة والمستعجلة"، واضعاً هذا الأداء المتخبط بـ"الفجور واللامنطق"... وسرعان ما ردّ "التيار" بمهاجمة جعجع في الشكل متهماً إياه بـ"تدمير موقع الرئاسة وصلاحيات الرئيس لأحقاد شخصية"، لكنه في المضمون بدا في بيانه كمن يتحسس الانعكاسات السلبية لمشاركة نواب "التيار الوطني" في الجلسة التشريعية على الساحة المسيحية من خلال الإيحاء بأنّ المعلومات التي تتحدث عن المشاركة من عدمها في الجلسة "مغلوطة". تزامناً، استرعى الانتباه على مستوى المواقف الخارجية من الأوضاع اللبنانية، إصدار بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والنرويج وسويسرا في لبنان بياناً، وضعه بعض المراقبين في خانة الاندفاعة الديبلوماسية المرتقبة باتجاه البحث عن حلول للملف اللبناني في ضوء نتائج وخلاصات اجتماع باريس الخماسي. إذ أعرب البيان عن "عميق القلق حيال الوضع الراهن في لبنان"، ودعا مجلس النواب إلى "الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يوحّد الشعب اللبناني في إطار المصلحة الوطنية، كخطوة أولى لاستعادة قدرة مؤسسات الدولة اللبنانية على صنع القرار على المستويين الإداري والسياسي"، مع التشديد في الوقت عينه على جملة أولويات ضرورية في هذا المجال يتقدمها وجوب تنفيذ "كامل الخطوات التي سبق أن تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي"، مقابل الإعراب عن "استعدادنا لدعم لبنان على مسار الاستقرار الاقتصادي الكلي والمالي الذي يتطلب إصلاحات بنيوية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ضحايا زلزال تركيا وسورية 26 ألف قتيل وقطار “الإنقاذ” يتوقف

آمال العثور على ناجين تتضاءل وسط "شبه انعدام لوجود أحياء"... وأنقرة تؤكد وقوع 1891 هزة ارتدادية

أنقرة، دمشق، عواصم – وكالات/11 شباط/2023

بعد مرور سبعة أيام على الزلزال المدمّر الذي أودى بحياة نحو 26 الف شخص في تركيا وسورية، يتضاءل الأمل في العثور على ناجين في كلا البلدين، فيما تواصل فرق الإنقاذ عملها في مناطق الزلزال لانتشال الضحايا وإنقاذ المصابين، في وقت أكدت تركيا تؤكد وقوع 1891 هزة ارتدادية منذ الزلزال الكبير يوم الاثنين الماضي. ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزلزال الذي ضرب بلاده في السادس من فبراير الجاري بأنه “كارثة كبيرة للغاية”، مشيرا إلى وقوع خسائر بشرية ومادية فادحة لكنه تعهد بأن تنجز السلطات مهمة إعادة الإعمار في غضون عام فقط، مشددا على تسخير الإمكانيات كافة لمعالجة الوضع، قائلا إنه تم تخصيص مئة مليار ليرة من وزارة الخزينة. وقال أردوغان في ولاية ديار بكر إن حصيلة الضحايا وصلت إلى 21 ألفا و43 قتيلا و80 ألف جريح في حصيلة غير نهائية، مقدرا عدد المتضررين من الزلزال في تaركيا بنحو عشرين مليونا، موضحا أن مئات الآلاف من المباني لم تعد صالحة للسكن، مستطردا أن الزلزال الأخير أقوى وأكثر تدميرا بواقع ثلاثة أضعاف مقارنة بالهزة التي ضربت تركيا سنة 1999. من جانبه، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن 25 ألفا و67 عنصرا من أفراد القوات المسلحة يعملون في منطقة الزلزال، مضيفا “نفذنا 707 طلعات جوية بـ63 طائرة ونقلنا عبرها 9 آلاف و780 من الأفراد المختصين و625 طنا من المستلزمات”، لافتا إلى أن الطائرات التي تنقل الأفراد والمعدات تقوم بنقل المصابين والمواطنين الراغبين في مغادرة المناطق المنكوبة خلال عودتها، مشيرا لتخصيص مروحيات تابعة للقوات المسلحة لنقل الأفراد والمعدات أيضا.

وفي سورية المجاورة، بدا الوضع أكثر صعوبة بسبب تداعيات الحرب والعقوبات، فيما أعلنت منظمة الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” ارتفاع عدد القتلى في عموم سورية إلى 3 آلاف و553 شخصا، مشيرة لانتهاءها من عمليات البحث والإنقاذ والانتقال لمرحلة البحث والانتشال وذلك “بعد شبه انعدام لوجود أحياء”. وخلال زيارته أحد الأحياء المنكوبة في اللاذقية، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الأولوية بالنسبة للحكومة، إنقاذ الأحياء ومن ثم دراسة حالة الأبنية ووضع الخطط اللاحقة، مضيفا أن “خطط الحكومة دراسة كل الوضع.. والأولوية بالدرجة الأولى كانت إنقاذ الأحياء، والثانية لدراسة الوضع الأمني وحالة الأبنية والتصدع وثالثا دراسة التداعيات الأخرى”. وفيما تحدث مسؤولو الوحدات التابعة لقوات الطوارئ الروسية مع الأسد، عن سير عمليات البحث والإنقاذ وكيفية تنظيم التنسيق مع نظرائهم السوريين وفرق الإنقاذ الدولية، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في أحدث بياناته، أن من ضمن وفيات الزلزال 1959 في مناطق سيطرة النظام و2502 في مناطق المعارضة، متوقعا ارتفاع حصيلة الضحايا إلى نحو ستة آلاف، مشيراً إلى أن طواقم الإنقاذ لم تتمكن من الوصول لعديد من المناطق، لافتا إلى أن عشرات القرى وبينها 21 قرية ضمن مناطق النظام في ريف إدلب الشرقي، دفنت ضحاياها دون وصول فرق الإنقاذ إليها. وفيما وصف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة مارتن غريفيث، الزلزال، بأنه أسوأ حدث تشهده المنطقة خلال 100 عام، وصل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إلى مطار حلب الدولي، على متن طائرة أقلّت 35 طنا من الإمدادات الطبية الطارئة، قائلا إن منظمة الصحة العالمية ستواصل تقديم الدعم عبر إحضار المزيد من الإمدادات الطارئة، مشيرا إلى أن الشحنة الأولى وستليها أخرى محملة بنحو ثلاثين طنا.

من جانبه، أكد مصدر أممي أن المنظمة الأممية تحصلت على ضمانات من المجموعات المسلحة لدخول قافلة “عبر الخطوط” إلى محافظة إدلب، قائلا إن المنظمة الدولية ستسيّر في أقرب وقت ممكن 14 شاحنة محملة بالمساعدات العاجلة إلى مناطق سيطرة المجموعات المسلحة شمال غرب سورية، بعدما حصلت على ضمانات بعدم التعرض للشحنة الإنسانية أو منعها من الوصول إلى المتضررين، مؤكدا أن الشحنة الإنسانية ستنطلق من مناطق سيطرة الدولة السورية، مرورا بمعبر سراقب في ريف إدلب الشرقي، باتجاه المناطق المتضررة الواقعة تحت سيطرة المجموعات المسلحة شمال غرب البلاد.

 

زلزال سورية وتركيا يُسقط حواجز سياسية استعصت على الديبلوماسية وواشنطن ترفع العقوبات موقتاً... ودمشق: خطوة مُضللة

دمشق، واشنطن، عواصم – وكالات/11 شباط/2023

 لم يهدم الزلزال المدمر الذي ضرب الحدود التركية السورية فجر الإثنين الماضي جدرانا إسمنتية وبنى تحتية فحسب، بل أسقط حواجز وخلافات سياسية هيمنت على علاقات بعض الدول ببعضها البعض لسنوات عدة، أو حتى الانقسامات داخل الدولة الواحدة وأثبتت تلك الفاجعة أنه في وقت الأزمات والكوارث الطبيعية، ربما تتوارى الخلافات والحسابات السياسية ولو مؤقتا لتسمو فوقها مبادئ الإنسانية. العديد من الدول التي لا تربطها علاقات طيبة مع تركيا وسورية نحت الحسابات السياسية جانبا وانضمت إلى ركب المساعدين الذين قدموا يد العون للتخفيف من وطأة تلك الكارثة الطبيعية، انطلاقا مما عرف بـ”ديبلوماسية الكوارث”. وجاء موقف الولايات المتحدة التي قررت تعليق بعض العقوبات المفروضة على دمشق بـ180 يوما، للسماح بإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية، كما أعلنت أنها ستقدم مساعدة بقيمة 85 مليون دولار إلى أنقرة ودمشق.

في المقابل، وصفت الخارجية السورية، قرار واشنطن بأنه خطوة “مضللة” ودعتها إلى إنهاء “إجراءاتها القسرية أحادية الجانب ووقف ممارساتها العدائية وانتهاكاتها للقانون الدولي”. وناشدت الخارجية ” الدول والمنظمات الدولية، بالرفع غير المشروط للحصار المفروض على الشعب السوري”.

في سياق متصل، شدد المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، باتريس باولي على أن باريس للشعب السوري لا تعني تطبيع العلاقات مع النظام، مشيرة إلى ان هذه المساعدات ستمر تمرّ الأمم المتحدة وعبر الشركاء في منظمات إنسانية فرنسية ودولية”. ايضا لم يقصر العراق مساعداته على سوريا فحسب بل أقام جسرا جويا لإرسال المساعدات الإغاثية العاجلة بما فيها الدواء والوقود للبلدين، على الرغم من العمليات العسكرية التي تقوم بها أنقرة في شمال العراق ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني. كما أرسلت مصر مساعدات طبية إلى تركيا على الرغم من فتور العلاقات بين البلدين منذ سنوات ومرورها بفترات من الشد والجذب وسط تحذيرات من احتمال حدوث مواجهة عسكرية على الأراضي الليبية مؤخرا. وكان اللافت هو إجراء الرئيس المصري اتصالا هاتفيا هو الأول من نوعه مع نظيره التركي إعراب خلاله عن تضامن القاهرة مع الشعب التركي، كما أجرى السيسي اتصالا هو الأول بالرئيس السوري للتعزية وأرسل طائرات تحمل مساعدات طبية وإغاثية. ولم تكتف تونس من جهتها بتقديم مساعدات إنسانية لتركيا وسورية، بل ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك وقررت رفع مستوى تمثيلها الديبلوماسي لدى دمشق، في خطوة رأى مراقبون أنها ربما تكون توطئة لإعادة العلاقات بشكل كامل بين البلدين.

وفي بريلن أكدت الحكومة الألمانية عدم تعاونها مع الرئيس السوري، وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية، إن الحكومة تتعاون في المناطق المتضررة مع شركاء جديرين بالثقة و”مع منظمات الأمم المتحدة. فيما دعت قمة للاتحاد الأوروبي إلى تقديم مساعدات إنسانية لإغاثة ضحايا الزلزال في سورية بغض النظر عن مكان وجودهم”. ورحب بمبادرة الرئاسة السويدية والمفوضية الأوروبية لاستضافة مؤتمر للمانحين لحشد تمويل دولي لدعم شعبي تركيا وسورية في بروكسل في مارس المقبل. وفي الجانب التركي بادر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بالاتصال هاتفيا بالرئيس التركي للتعزية في الضحايا وأرسل مساعدات إنسانية وفرق إغاثة وعمال إنقاذ، على الرغم من التوتر السائد بين البلدين والذي كاد أن يصل إلى مواجهة عسكرية بسبب خلافات على جزر متنازع عليها والتنقيب عن مصادر الطاقة في البحر المتوسط. كما تناست السويد موقف تركيا المعرقل لمسعاها الرامي إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وسارعت إلى تقديم المساعدة، وهو نفس الموقف الذي أبدت أرمينيا استعدادها للقيام به على الرغم من عدم وجود علاقات ديبلوماسية مع أنقرة بسبب خلافات تاريخية بين البلدين. وفي لندن جمعت مناشدة بريطانية لمساعدة الضحايا في تركيا وسورية، أكثر من 30 مليون جنيه إسترليني في أقل من 24 ساعة، وقالت الحكومة الإيطالية في بيان إن روما أرسلت معدات وإمدادات لمستشفى ميداني وإمدادات طبية ومركبات وخيام وأسرّة للأطفال لنحو ألف شخص. كما دفعت المأساة الإنسانية حزب العمال الكردستاني إلى الإعلان عن تعليق “عملياته” في تركيا موقتا بعد الزلزال.

 

إسرائيل: سنستهدف أسلحة إيران لسورية تحت غطاء المساعدات

عواصم – وكالات /11 شباط/2023

هدد مسؤول عسكري إسرائيلي بشن هجمات تستهدف أسلحة أو معدات تنقلها إيران إلى سورية، تحت غطاء المساعدات الانسانية للمتضررين من الزلزال الذي ضرب البلاد وخلف آلاف القتلى والمصابين. وأشار المسؤول الإسرائيلي الذي لم يتم الكشف عن هويته في تصريحات لصحيفة “إيلاف ” السعودية إلى معلومات، تشير إلى أن إيران ستستغل الوضع المأساوي في سورية وتحت غطاء المساعدات الانسانية، سترسل أسلحة ومعدات لحزب الله وأسلحة وأجهزة ومنظومات تساعد في تموضعها بسورية، الأمر الذي لن تقبل به إسرائيل وستكون جاهزة لضرب أي معدات أو أسلحة في أي مكان، حسبما ذكر الموقع الاليكتروني الإخباري الإسرائيلي “أي نيوز 24 “. وتشير المعلومات إلى أن إسرائيل كثفت مراقبتها جوا وبرا وبحرا كل ما تنقله إيران إلى سورية في هذه الأيام، وان مسيرات إسرائيل تعمل ساعات إضافية في محاولة لتعقب الشاحنات والمعدات التي ترسلها إيران إلى ضحايا الزلزال المدمر في سورية. وقال المسؤول إن إيران حاولت إرسال معدات وأسلحة عبر شاحنات خضار وفواكه وشاحنات إغاثة أخرى، وقصفت إسرائيل بعض هذه الشاحنات العام الماضي وأوائل هذا العام، بعدما عبرت من العراق لسورية.

 

اجتماع خليجي – أميركي في الرياض بشأن إيران ومكافحة الإرهاب

يبحث قضايا أمنية مهمة ويركز على الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل والأمن البحري

واشنطن، الرياض، عواصم – وكالات/11 شباط/2023

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وفداً حكومياً أميركياً رفيع المستوى، سيشارك في اجتماعات مجموعة العمل المشتركة بين الولايات المتحدة الأميركية ودول مجلس التعاون الخليجي، لمناقشة قضايا أمنية مهمة، والتي تنطلق غدا الاثنين في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بالعاصمة السعودية الرياض، وتتواصل أعمالها حتى 16 من فبراير الحالي. وحسب بيان الخارجية، فإن الوفد سيجتمع مع ممثلين عن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي والأمانة العامة للمجلس؛ لمناقشة الأولويات المشتركة، وستتركز الاجتماعات على ثلاث أولويات هي الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل والأمن البحري وتدخلات إيران ومكافحة الإرهاب. ويترأس الوفد الأميركي المبعوث الخاص لشؤون إيران القائم بأعمال منسق مكافحة الإرهاب روبرت مالي، ويضم المبعوث الأميركي الخاص بالإنابة للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم “داعش” كريستوفر لاندبرغ، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شبه الجزيرة العربية دانييل بينيم، ونائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الدفاع عن الشرق الأوسط دانا سترول. على صعيد متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن القائم بأعمال النائب الأول لمنسق مكتب مكافحة الإرهاب كريستوفر لاندبرغ، بدأ زيارة إلى قطر والسعودية أمس، حيث تتواصل الزيارة حتى 16 فبراير الجاري. وأضافت الوزارة في بيان أن لاندبرغ سيرأس في قطر وفدا أميركيا كجزء من الحوار الستراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر، ليناقش مع كبار المسؤولين القطريين جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في مجال إنفاذ القانون عبر مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الحملة العالمية لهزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي ومحاربة تمويل الإرهاب.

وتابع البيان أنه في السعودية، سينضم كريستوفر لاندبرغ إلى وفد أميركي رفيع المستوى للمشاركة في اجتماعات مجموعة عمل مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية. في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن، مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، التعاون الثنائي والعلاقات الستراتيجية بين البلدين. ووفقا لوكالة الأنباء القطرية “قنا” فقد تطرق الجانبان خلال الاجتماع الذي عقد في مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، لمستجدات محادثات الاتفاق النووي الإيراني وتطورات الأوضاع في فلسطين وأفغانستان، بالإضافة إلى عدد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك”، كما استعرض الوزيران سبل تنسيق الجهود الدولية لعمليات الإنقاذ والإغاثة وإيصال المساعدات لتركيا وشمال سورية. وقبيل الاجتماع، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قطر بأنها شريك مهم في الجهود الديبلوماسية لحل عدد من الملفات الإقليمية، مثل الوضع في لبنان وليبيا والأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلا إنها شراكة مهمة تقدرها الولايات المتحدة الأميركية بشدة. ونوه بكرم قطر المذهل فيما يتعلق بمحاولة مساعدة المتضررين من الزلزال المدمر في تركيا وسورية، معتبرا ما قامت به في هذا المجال يعد مثالا على مواصلة المساعدة عندما يتعلق الأمر بمواجهة بعض التحديات الأكثر إلحاحا. من جانبه، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبدالرحمن بعد الاجتماع، إنه ناقش مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن الكثير من القضايا المهمة، إضافة إلى التحديات الإقليمية والعالمية التي يواجهها المجتمع الدولي، مؤكدا أن بلاده تقدر الشراكة والتنسيق الوثيق والتشاور مع الولايات المتحدة الأميركية.

 

الولايات المتحدة تحذر تل أبيب من ضم الضفة وعرقلة حل الدولتين

مقتل إسرائيليين وإصابة خمسة في عملية دهس في القدس... ونتانياهو يأمر بهدم منزل الداهس

القدس، عواصم – وكالات/11 شباط/2023

 نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، قولهم إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حذرت الحكومة الإسرائيلية من خطورة نقل السلطة المدنية في الضفة الغربية المحتلة إلى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لافتا إلى أن إدارة بايدن تعارض أي تحركات من قبل إسرائيل يمكن أن تعرقل جهود التفاوض على حل الدولتين. وقال المسؤولون إن مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، التقت مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ومسؤولين إسرائيليين كبارا الأسبوع الماضي، وأبلغتهم أن القيام بتلك الخطوة سيزيد من تعقيد الوضع في الضفة الغربية المحتلة، في وقت يلزم فيه خفض التصعيد. في غضون ذلك، قُتل إسرائيليان وأصيب خمسة آخرون في عملية دهس، نفذها فلسطيني قرب مستوطنة راموت شمالي المدينة المقدسة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام عبرية، حيث قال متحدث باسم شرطة الاحتلال الإسرائيلية إن السائق صدم عددا من المارة عند محطة حافلات، ولقي حتفه بعد إطلاق النار عليه في موقع الحادث، بينما أظهرت لقطات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي سيارة زرقاء تصطدم بأحد الأعمدة أمام محطة للحافلات بمنطقة راموت، وهي جزء من القدس. من جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الحادث بأنه إرهابي، وأمر بإغلاق منزل المهاجم على الفور ثم هدمه، وإلقاء القبض على أي أشخاص لهم صلة بالمهاجم وتطويق منزله وبتعزيز قوات الأمن بالمنطقة. بدوره، زار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير مكان الحادث، وقال إنه أصدر تعليمات لقوات الشرطة بإقامة نقاط تفتيش حول العيسوية، وتوعد الوزير اليميني المتطرف الفلسطينيين بقوله “قلت أكثر من مرة إنني أريد تطبيق عقوبة الإعدام على الإرهابيين”، كما احتج عدد من الإسرائيليين الغاضبين في المكان على بن غفير، معتبرين أنه فشل في الوفاء بوعوده الانتخابية باستعادة الأمن. فلسطينيا، وتعليقاً على العملية، وصف الناطق باسم حركة “حماس” حازم قاسم ماحدث بأنه رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بينما باركت حركة الجهاد العملية، واصفة مدينة القدس بانها عنوان للصمود والتحدي. على صعيد آخر، التقى رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، برئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل في العاصمة المصرية القاهرة، وبحث معه تطورات القضية الفلسطينية، وفق بيان صادر عن الحركة. وبحسب البيان، فقد استعرض هنية والوفد المرافق له خلال زيارته لمصر المخاطر والتحديات الجارية، وخاصة في ظل أوضاع حكومة الاحتلال الحالية، وكيفية مواجهتها وحماية الشعب الفلسطيني، ورؤية الحركة في التعامل مع هذه المستجدات وسبل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع. كما بحث الوفد تطوير التعاون المستمر مع مصر، والتنسيق المشترك، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه ومقدساته، والأوضاع الجارية في قطاع غزة ونتائج الحصار وسبل تخفيفه وإنهائه. ونقل عن مسؤولين مصريين أن مصر كثفت جهود الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين، في محاولة لوقف ما وصفته بالعنف في القدس والضفة الغربية المحتلة، ومنع انتشاره إلى قطاع غزة قبل حلول شهر رمضان. وقال المسؤولان اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن القاهرة تعتقد أن الوضع قد يخرج عن نطاق السيطرة، ولا سيما بالنظر إلى الحساسيات الفلسطينية بشأن القيود الإسرائيلية على الوصول إلى القدس خلال شهر رمضان.

 

ضغوط متزايدة على الاتحاد الأوروبي لتصنيف "الحرس" إرهابيا

تظاهرة حاشدة في باريس لمطالبة الاتحاد الأوروبي بإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية

العربية.نت/11 شباط/2023

حضّ آلاف من الإيرانيين المقيمين في أوروبا، بمن فيهم أقارب ضحايا القمع في طهران، ومشرّعون ونشطاء أوروبيون الاتحاد الأوروبي خلال تجمّع أقاموه السبت في باريس على إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات "الإرهابية". وشدّد خطباء في التظاهرة التي نظّمت في "ساحة فوبان" في قلب العاصمة الفرنسية على أن إدراج الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية سيكون أكبر مساهمة يمكن لوزراء الاتحاد الأوروبي تقديمها في إطار مساعدة الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في إيران في سبتمبر الماضي.  وهتف المتظاهرون "امرأة حياة حرية" وهو الشعار الرئيسي للتحرك الاحتجاجي في إيران كما أنشدوا "بيلا تشاو"، الأغنية الشعبية الثورية الإيطالية التي أضحت بدورها نشيداً للحركة الاحتجاجية وأطلقوا هتافات مناهضة للجمهورية الإسلامية. وعلى هامش التظاهرة وقبل إلقائه خطاباً حماسياً بالفارسية، قال عضو البرلمان السويدي علي رضا أخوندي في تصريح لوكالة "فرانس برس" إن "الهدف الرئيس هو إسماع وزراء الاتحاد الأوروبي أصوات الإيرانيين". وتابع: "نريد تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. إنها النقطة الأساسية"، معرباً عن "خيبة أمله" إزاء ما تحقّق من تقدّم حتى الآن في هذه المسألة. وحضّ المحتجّون بلدان الاتحاد الأوروبي على قطع العلاقات الاقتصادية مع إيران على خلفية قمع التحرك الاحتجاجي، رافعين لافتة تحمل في خلفيتها أعلام الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا، كُتب عليها "مصالحكم الاقتصادية تسفك دماء شبابنا الأبرياء". من جهته دعا عضو البرلمان الفرنسي عن حزب الخضر يانيك جادو الدول الأوروبية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران قائلاً "لا سفراء أوروبيين في طهران"، مضيفاً: "الحرس الثوري إرهابي ويجب تصنيفه على هذا النحو". والحرس الثوري الإيراني هو فرع للقوات المسلحة الإيرانية مكلّف حماية أمن النظام، لكن عدة جهات تتهمه بانتهاك حقوق متظاهرين وسجناء. ووضع متظاهرون كثر عصابة للعين أو طلوا أجزاء من وجوههم بالأحمر للدلالة على اتّهامات لقوات الأمن بإطلاق النار على وجوه محتجّين. وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر، تحركات احتجاجية أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في البلاد. وخلال التحرك ألقت كلمة ابنة المدّون الإيراني روح الله زم الذي أُعدم في إيران في العام 2020 بعدما استُدرج من باريس. وقالت ابنته نياز زم التي كانت تبلغ 15 عاماً عندما أعدم والدها إن "روح الله زم كان يجسّد معنى الحرية". وتابعت في أول تصريح علني لها منذ إعدام والدها "قُتلنا مرّة ثانية لكننا لم نخف" عندما أعدمت إيران أربعة سجناء على خلفية الاحتجاجات. بحسب السلطة القضائية الإيرانية يواجه 12 شخصاً عقوبة الإعدام، بينهم مغني الراب توماج صالحي المؤيد للاحتجاجات والذي أوقف في أكتوبر ووُجّهت إليه تهم تصل عقوبتها إلى الإعدام. مخاطبةً المتظاهرين شدّدت قريبة له قالت إن اسمها شبنام "أنتم مذهلون. نحن جميعاً فخورون بكم".

 

فرنسا تطالب بـ«رد جماعي» على تهديدات الصواريخ الإيرانية

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/11 شباط/2023

مرة جديدة، يبرز تشدد فرنسا إزاء إيران، وهذه المرة بمناسبة اتصال هاتفي أجرته وزيرة الخارجية كاترين كولونا بنظيرها الأميركي أنتوني بلينكن، إبان الزيارة الرسمية التي قامت بها إلى البرازيل. وككل مرة، تعبر كولونا عن مواقف يصح توصيفها بـ«الهجومية» على طهران. وبرز ذلك بشكل واضح في الحديث الذي أدلت به إلى صحيفة «الشرق الأوسط»، ونشر الأسبوع الماضي، حيث عمدت إلى إقامة ما يمكن تسميته «مضبطة اتهام» بحق إيران، خصوصاً تأكيدها بوضوح أن باريس «عازمة على التصدي» لما تقوم به، إن لجهة «منعها من الحصول على السلاح النووي» أو «الوقوف بوجه أنشطتها المزعزعة للاستقرار» في المنطقة والعالم. وفي البيان الصادر عن وزارة الخارجية بمناسبة الاتصال الهاتفي مع بلينكن، ورد أن الوزيرين تناولا ملفات الشرق الأوسط، وأولها الملف الإيراني وركزا على دعوة طهران إلى «العودة للعمل بالتزاماتها الدولية (في الملف النووي) والتعاون الشامل والكامل مع الوكالة الدولية للطاقة النووية»، في إشارة إلى امتناع إيران حتى اليوم عن توفير المعلومات الوافية والصدقية ذاتها التي تفسر عثور مفتشي الوكالة الدولية، قبل سنوات، على آثار يورانيوم مخصب في 3 مواقع إيرانية غير معلنة. وتشكل هذه المسألة أحد بنود الخلاف الذي يسمم العلاقة بينها وبين الوكالة. وفيما تصر طهران على إغلاق هذا الملف الذي جعلت منه شرطاً رئيسياً لقبول إعادة تفعيل الاتفاق النووي لعام 2015، فإن طلبها يواجه دوماً بالرفض طالما لم تتعاون بشكل كافٍ مع الوكالة. ومن المقرر أن يزور مديرها الأرجنتيني رافاييل غروسي طهران في الأيام أو في الأسابيع المقبلة وبأي حال قبل الاجتماع الدوري لمجلس محافظي الوكالة الذي سيلتئم في دورته الربيعية بالأسبوع الأخير من مارس (آذار) المقبل، سعياً منه لدفع السلطات الإيرانية إلى الإفصاح عن المعلومات التي يطلبها. بيد أن الأمور لا تبدو ميسرة، إذ لم يتردد الجانب الإيراني، مؤخراً، باتهام الوكالة بـ«تسريب» معلومات سرية لأطراف خارجية.

فضلاً عن ذلك، فإن بدء إيران بإنتاج اليورانيوم المخصب في موقع «فوردو» بالغ التحصين من غير إخطار الوكالة، زاد من التوتر بين الطرفين. وإذا سارت الأمور على هذا المنوال، فإن التقرير الدوري الذي سيقدمه غروسي الشهر المقبل، سيكون بلا شك بالغ التشدد، ما يطرح مجدداً مسألة كيفية التعامل مع الجانب الإيراني. وفي مروحة الإجراءات الممكنة، إصدار بيان تحذيري أو التصويت على قرار إدانة. وتتعين الإشارة إلى أن لمجلس المحافظين القدرة على إعادة الملف إلى مجلس الأمن الدولي ما يفتح الباب أمام إعادة فرض عقوبات دولية على طهران. وحتى اليوم، امتنع مجلس المحافظين عن اجتياز هذه الخطوة للإبقاء على «شعرة معاوية» مع طهران التي سبق لها أن هددت بوقف التعاون مع المفتشين وحتى طردهم ورفع التخصيب إلى أعلى من 60 في المائة، لا بل الخروج من معاهدة منع انتشار السلاح النووي وهي الخطوة التي أقدمت عليها كوريا الشمالية قبل سنوات.

بيد أن كولونا أرادت من الاتصال الأخير أن تركز على الخطر الذي يمثله برناج إيران الصاروخي - الباليستي غير المعني بالاتفاق النووي. وسبق لباريس أن طرحت منذ عام 2018 المحافظة على الاتفاق المذكور واستكماله باتفاق آخر يؤطر أنشطة طهران الصاروخية. وجاء في بيان الخارجية أن الوزيرة «أشارت إلى أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار والتهديد المتزايد الذي تشكله ترسانتها المتوسعة من الصواريخ الباليستية وانتشار صواريخها، بما في ذلك لدى أطراف من غير الدول، إضافة إلى المسيرات». وخلاصة كولونا أنه «يتعين تعزيز الرد الدولي على هذا التهديد».

واضح أن التشدد الغربي مع إيران ومنه الفرنسي والأميركي، يعود في جزء كبير منه إلى الدور الذي تلعبه إيران في الحرب الروسية على أوكرانيا، من خلال تزويد القوات الروسية بمسيرات. وتؤكد تقارير استخبارية أن موسكو تحصل على 500 مسيّرة من كل الأنواع في الأسبوع، وأنها تستخدم في ضرب المنشآت المدنية والحيوية بأوكرانيا، ومن ذلك محطات إنتاج الطاقة الكهربائية. وآخر عملية من هذا النوع حصلت صبيحة أمس. وعمدت الولايات المتحدة من جهة ودول الاتحاد الأوروبي من جهة ثانية، إلى فرض عقوبات على طهران، إن بسبب المسيرات، أو بسبب القمع الذي مارسته وتمارسه السلطات بحق الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في طهران وكثير من المدن الإيرانية بعد وفاة الشابة مهسا أميني، وعقب 3 أيام من اعتقالها بسبب ما اعتبر «ارتداء غير ملزم» للحجاب. لكن أسباب التوتر بين باريس وطهران تعود في جانب منها، إلى احتجاز الجانب الإيراني لسبعة مواطنين فرنسيين بتهم مختلفة غالبيتها على علاقة بالتجسس. وتعد باريس مواطنيها، ومنهم من يحمل أيضاً الجنسية الإيرانية، بمثابة «رهائن دولة» تسعى إيران لاستخدامهم في عمليات مقايضة مع مواطنين إيرانيين محتجزين في أوروبا. وفي أول لقاء له مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، دعا سفير فرنسا الجديد لدى إيران، نيكولا روش، إلى «الإفراج الفوري» عن السبعة المحتجزين. وليست المرة الأولى التي تطالب فيها فرنسا بالإفراج الفوري، وسبق لكولونا والرئيس ماكرون شخصياً أن دعيا إلى ذلك أعلى السلطات الإيرانية، لكن دون طائل.

 

إيران تعلن اعتقال مشاركين في هجوم أصفهان

طهران/الشرق الأوسط/11 شباط/2023

ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية، أمس (الجمعة)، أن قوات الأمن ألقت القبض على «عناصر رئيسية» في الهجوم بطائرات مسيّرة على موقع عسكري في أصفهان، وفق «رويترز». وأفادت وكالة «الجمهورية الإسلامية للأنباء» (إرنا)، بأن الإعلان جاء في بيان مشترك لوزارة الاستخبارات واستخبارات «الحرس الثوري»، وجاء فيه أن التحقيقات أثبتت ضلوع «عملاء» تابعين لإسرائيل في الهجوم على موقع عسكري تابع لوزارة الدفاع في أصفهان أخيراً. وأضاف التلفزيون أن السلطات الإيرانية اعتقلت من وصفتهم بـ«الضالعين» في الهجوم على منشأة وزارة الدفاع في أصفهان.

اتهامات لاستخبارات «الحرس الثوري» بـ«اغتصاب» سجينات في زاهدان

لندن/الشرق الأوسط/11 شباط/2023

اتهم ناشطون بلوش في إيران، جهاز استخبارات «الحرس الثوري» بـ«اغتصاب» عدد من النساء المعتقلات خلال الاحتجاجات الأخيرة، في أحدث تقرير عن تعرض سجينات للاعتداءات بالسجون والزنازنين. وذكر موقع «حال وش» الإخباري الذي يتابع أخبار بلوشستان إيران عن كثب، أنه حصل على معلومات تظهر أن محققي جهاز استخبارات «الحرس الثوري» ارتكبوا تجاوزرات ضد سجينات في مدينة زاهدان عاصمة محافظة بلوشستان المحاذية لباكستان وأفغانستان قاموا بتجاوزات متعددة خلال التحقيقات. وأفاد الموقع، نقلاً عن معتقلات قال إنهن من بين نساء تعرضن للاعتداء الجنسي، بأن «محققي (الحرس الثوري) اعتدوا جنسياً على معتقلات أثناء فترة الاستجواب». وأضاف: «بحسب الأسئلة الموجهة للمعتقلات، فإن محققي الحرس حاولوا تلفيق اتهامات ضد مجموعة مسجد مكي في مدينة زاهدان». وقالت إحدى المعتقلات إن «الاعتداء والإساءة الجنسية» ضد المعتقلات من النساء والمراهقات، «كان أمراً عادياً». وبعد امتناعها عن الرد على سؤال حول «من قائدكم؟»، يرد المحقق: «إنكِ لم تتعاوني، هل تريدين أن أتحدث إليكِ بالأسلوب الخاص؟». وتشير المعتقلة إلى تفاصيل مروعة من الاعتداء، حسب النص الذي أورده الموقع المحلي. وتشير المعتقلة إلى أنها فكرت بالانتحار عدة مرات، وقال الموقع إنها تعاني من «اكتئاب»، مضيفاً أن «الأدلة تشير إلى أن جهاز استخبارات (الحرس الثوري)، يتخذ من الاعتداء والتهديد الجنسي أداة لاتخاذ اعترافات وفبركة سيناريوهات، وقتل المحتجين، وفرض أجواء الترهيب بين المعارضين».ونقل الموقع عن رجل الدين السني، عبد الغفار نقشبندي إمام جمعة مدينة راسك بمحافظة بلوشستان، قوله إن «الحادث مؤلم وصادم ولا يطاق». وتشهد مدينة زاهدان مسيرات مناهضة للنظام كل جمعة، احتجاجاً على الحملة المميتة التي أطلقتها السلطات ضد المحتجين بعد وفاة مهسا أميني في ظروف غامضة أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق. وتقول منظمة حقوق الإنسان في إيران إن 132 شخصاً قتلوا في بلوشستان خلال حملة القمع التي شنتها السلطات لإخماد الاحتجاجات.

وانضم أهالي المحافظة التي يشكو أهلها من التمييز العرقي والديني، إلى الاحتجاجات العامة، بعد أن احتج سكان بعض المدن على اغتصاب فتاة من قبل قيادي في الشرطة، أثناء التحقيق حول جريمة قتل. يأتي هذا التقرير بعد أيام من تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، يتضمن شهادات من 11 متظاهراً إيرانياً من نساء ورجال، تحدثوا عن تعرضهم للاغتصاب والعنف الجنسي والتعذيب أثناء احتجازهم من قبل قوات الأمن. وقال البعض منهم إنهم تعرضوا للاعتداء في سيارات الشرطة أو في الشوارع، أو أثناء الاحتجاز في أقسام الشرطة والسجون. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نشرت الناشطة نرجس محمدي رسالة من سجن إفين، كشفت فيها شهادات أدلت بها سجينات بشأن تعرضهن لاعتداءات جنسية وأذى جسدي بعد اعتقالهن خلال الاحتجاجات، ووصفتها بـ«جريمة الدولة»، محذرة من أن عدم إفشائها «يتسبب في استمرار هذا الأسلوب القمعي ضد النساء». وحينها، كتب إمام جمعة زاهدان، عبد الحميد إسماعيل زهي في تغريدة على «تويتر»: «من يعتقد أن النظام الذي يترأسه العلماء ويحمل لقب الجمهورية الإسلامية، بدلاً من الاستماع إلى صوت المحتجين، يمارس ضدهم سلوكيات مثل القتل والإعدام والاغتصاب الجنسي والتعذيب الثقيل». وفي وقت سابق على ذلك، كتب إسماعيل زهي أن «الأنباء عن اعتداء جنسي على سجينات بقصد الإذلال والقمع والإجبار على الاعترافات انعكست في وسائل الإعلام، وروايات بعض السجناء تؤكد ذلك». وأضاف في تغريدة: «إذا ثبت ذلك، بالتأكد مرتكبو هذه الجرائم أكبر مفسدين على وجه الأرض، هم بالتأكيد مرتكبو هذه الجرائم».

وكانت شبكة «سي إن إن»، أول وسيلة إعلامية قد سلطت الضوء في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على اغتصاب معتقلات أُوقفن خلال الاحتجاجات الأخيرة. وكتب إسماعيل زهي حينها: «تتردد في وسائل الإعلام أمور مروعة عن إساءة معاملة نساء، لا يسَعني تكرارها».

 

عادلخاه «في منزلها سعيدة» بعد إفراج طهران عنها

طهران/الشرق الأوسط/11 شباط/2023

أكد محامي الباحثة الإيرانية - الفرنسية فريبا عادلخاه اليوم (السبت)، أن موكلته «سعيدة» لإفراج السلطات في طهران عنها، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت ستسمح لها بالمغادرة إلى فرنسا. وقال حجت كرماني لوكالة «الصحافة الفرنسية» إن عادلخاه «خرجت من السجن قرابة الساعة العاشرة الليلة الماضية (18:30 ت غ)، وهي موجودة حاليا في منزلها وسعيدة». وكانت الباحثة البالغة من العمر 63 عاما قد نفّذت في سجن إفين بشمال طهران عقوبة بالسجن خمسة أعوام صدرت في 2020 لإدانتها بالمساس بالأمن القومي، وهي تهمة سبق لها أن نفتها. وأوضح كرماني أن الإفراج عن عادلخاه الموقوفة منذ 2019، أتى في إطار عفو أصدره المرشد علي خامنئي عن «عدد كبير» من السجناء لمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين للثورة التي تصادف اليوم. وشدد المحامي على أن ملف موكلته «أقفل ولا عائق قانونيا يحول دون مغادرتها البلاد»، إلا أنه «يجب علينا أن ننتظر» لتبيان ما إذا كان من الممكن أن تسافر إلى فرنسا. وكانت الخارجية الفرنسية قد رحبت الجمعة بالإفراج عن عادلخاه (63 عاماً)، مشددةً على ضرورة تمكينها من «استعادة كل حرياتها بما فيها حرية العودة إلى فرنسا إذا رغبت في ذلك». وأوقفت السلطات الإيرانية الباحثة وشريكها الباحث رولان مارشال الذي كان يزورها مطلع يونيو (حزيران) 2019. وقضت في العام التالي بسجنها خمس سنوات، قبل الإفراج عنها ووضعها قيد الإقامة الجبرية اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) 2020. وفي يناير (كانون الثاني)، أعلن القضاء إعادة عادلخاه إلى السجن بسبب «مخالفتها» شروط الإقامة الجبرية. وأفرجت طهران عن مارشال في أواخر مارس (آذار) 2020، في خطوة أتت إثر إطلاق فرنسا سراح الإيراني جلال روح الله نجاد الذي كان يواجه احتمال تسليمه إلى الولايات المتحدة على خلفية اتهامات بتهريب مواد تكنولوجية إلى إيران تشكل خرقا للعقوبات الأميركية. وكانت عادلخاه واحدة من سبعة فرنسيين موقوفين في إيران، تعتبرهم باريس «رهائن» وتطالب بالإفراج عنهم. وتحتجز السلطات الإيرانية التي لا تعترف بازدواجية الجنسية، عدداً من الأجانب الذين تؤكد أن توقيفهم يستند إلى إجراءات قانونية وشبهات بتهم أبرزها التجسس والإضرار بالأمن القومي.

 

قراصنة يعلنون قطع بث خطاب للرئيس الإيراني على الإنترنت

لندن/الشرق الأوسط/11 شباط/2023

أعلن قراصنة معلوماتية يدعمون حركة الاحتجاج في إيران، اليوم السبت، أنهم قطعوا بث التلفزيون الحكومي عبر الإنترنت لخطاب الرئيس إبراهيم رئيسي، في الذكرى الرابعة والأربعين لثورة عام 1979. ونشرت مجموعة «عدالت علي»، على «تويتر»، مقطع فيديو يُظهر وقف بث الخطاب واستبداله بمقطع مصور يدعو الإيرانيين إلى سحب أموالهم من بنوك النظام «الفاسدة»، والنزول إلى الشارع الأسبوع المقبل. وحمل المقطع شعارات «الموت لخامنئي»، و«الموت للثورة»، و«الموت للجمهورية»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت المجموعة التي تقوم بثاني عملية قرصنة للتلفزيون الحكومي دعماً لحركة الاحتجاج إثر وفاة مهسا أميني: «اتصل بنا العديد من المواطنين وطلبوا منا نشر الدعوة (للتظاهرات) في 16 فبراير (شباط)». وفي أكتوبر (تشرين الأول) أوقفت «عدالت علي» البث المباشر على التلفزيون الإيراني للقاء بين المرشد الإيراني علي خامنئي ومسؤولين، لتظهر على الشاشة عبارة «أيديكم ملطخة بدماء شبابنا». وتشهد إيران حركة احتجاج منذ وفاة مهسا أميني الشابة الكردية الإيرانية البالغة 22 عاماً، في 16 سبتمبر (أيلول)، بعد 3 أيام من اعتقالها في طهران من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس في البلاد.

 

تقرير: زيادة التجسس على الإيرانيين في ألمانيا منذ بدء الاحتجاجات وتحديد 160 شخصاً على صلة بـ«الحرس الثوري»

برلين/الشرق الأوسط/11 شباط/2023

أفادت صحيفة «فيلت ام زونتاج»، اليوم (السبت)، بأن الحكومة الألمانية أقرت بزيادة عمليات التجسس من جانب عملاء للمخابرات الإيرانية على الإيرانيين المنفيين الذين يعيشون في ألمانيا منذ بدء الاحتجاجات الجماهيرية في بلادهم العام الماضي، وفق ما نقلته وكالة «رويترز». وقالت الحكومة الاتحادية رداً على طلب معلوماتي من حزب «لينكه» اليساري المتطرف، إن الاضطرابات التي اندلعت في أنحاء إيران على أثر وفاة شابة احتجزتها «شرطة الأخلاق» العام الماضي، أدت إلى «دلالات متزايدة على ما يحتمل أنها عمليات تجسس على فعاليات وأفراد للمعارضة» الإيرانية في ألمانيا. وذكرت الحكومة في ردها أن «الحكام في إيران يعتبرون جماعات المعارضة والأفراد... تهديداً لاستمرار وجود النظام». وأضافت أن جهاز المخابرات الداخلية في البلاد حدد هوية 160 فرداً على صلة بألمانيا، وكذلك بـ«الحرس الثوري الإيراني». ونقلت الصحيفة عن الحكومة القول إن «أنشطة التجسس المكثفة» لـ«الحرس الثوري» موجهة بشكل خاص إلى أهداف موالية لإسرائيل في ألمانيا. وتحولت المظاهرات التي اندلعت لأول مرة في سبتمبر (أيلول) بسبب وفاة شابة كردية عمرها 22 عاماً في حجز «شرطة الأخلاق» التي تطبق قيوداً صارمة على ملابس النساء، إلى أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ سنوات.

مناقشات من أجل الوحدة

من جهة أخرى، ناقش 8 من المعارضين الإيرانيين في الخارج سبل توحيد المعارضة، وسط فعاليات موالية للحكومة داخل البلاد بمناسبة الذكرى السنوية للثورة الإسلامية عام 1979. وتعد الاحتجاجات الجارية في إيران من أقوى التحديات للنظام منذ الثورة. وقالت شيرين عبادي الحائزة على جائزة «نوبل»، في رسالة عبر الاتصال المرئي إلى تجمع شخصيات معارضة بارزة في جامعة جورج تاون بواشنطن: «النظام لا يزال موجوداً بسبب خلافاتنا، وعلينا أن نضع خلافاتنا جانباً حتى نأتي إلى صندوق الاقتراع». وقالت المدافعة عن حقوق المرأة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، مسيح علي نجاد: «يجب أن نتفق على مبادئ تستند إلى إعلان حقوق الإنسان والقضاء على التمييز، و(أن نتفق على) المبادئ التي يمكن لكل إيراني أن يرى نفسه فيها والتي تجسد نهاية القهر». وأعربت عن أملها في أن يتم التوصل إلى اتفاق حول مبادئ المعارضة بحلول نهاية عام 2023. ولدى سؤاله عن سبب وجود زعيم كردي واحد فقط بين الثمانية، قال رضا بهلوي، نجل شاه إيران المخلوع: «لا داعي لانتظار دعوة للمشاركة... هذه حافلة مجانية». والمعارضة الإيرانية منقسمة إلى عدة فصائل في الداخل والخارج، ومنهم الملكيون والجمهوريون واليساريون والمنظمات التي تجمع الأقليات العرقية، بما في ذلك الأكراد والبلوخ والعرب. في غضون ذلك، عرضت وسائل الإعلام الإيرانية الألعاب النارية كجزء من الاحتفالات التي ترعاها الدولة، وردد الناس هتافات، لكن كثيرين سُمعوا وهم يهتفون: «الموت للديكتاتور!» بالمقاطع المصورة المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي. وحملت مقاطع مصورة مماثلة على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تتمكن «رويترز» من التحقق منها بشكل مستقل، شعارات مناهضة للحكومة رددها محتجون من النوافذ وأسطح المنازل.

 

المخابرات الألمانية: بكين تمارس أنشطة تجسس سياسي ضد برلين

برلين/الشرق الأوسط/11 شباط/2023

أعرب رئيس جهاز المخابرات الداخلية الألمانية عن خشيته من توسيع الصين أنشطة التجسس ضد برلين، مشيراً إلى أن بكين تركز بشكل متزايد على التجسس السياسي. وقال توماس هالدنفانغ، رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور (المخابرات الداخلية)، لصحيفة «فيلت ام زونتاج» في تصريح نُشر اليوم (السبت): «الصين تطور أنشطة تجسس ونفوذ واسعة النطاق. يجب أن نكون مستعدين لزيادة هذه الأنشطة في السنوات القادمة». وحذر من أن الاعتماد الاقتصادي على الصين يمكن استغلاله في النفوذ السياسي. ولفت هالدنفانغ إلى أن الصين «تنتهج استراتيجية طويلة الأمد لتحقيق أهدافها»، موضحاً أن «القيادة السياسية تستغل بالفعل قوتها الاقتصادية، الناتجة أيضاً عن العلاقات المكثفة مع الاقتصادات الألمانية والأوروبية، لتحقيق أهداف سياسية». وتعيد الحكومة الألمانية تقييم علاقاتها الاقتصادية مع الدول الخاضعة لحكم أنظمة استبدادية بعد أن كشفت الحرب الأوكرانية عن المخاطر التي تترتب على اعتماد برلين المستمر منذ سنوات على روسيا في مجال الطاقة. وفي تقرير استراتيجي أوصت وزارة الاقتصاد بإملاء متطلبات أكثر صرامة على الشركات التي تتعامل مع الصين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من الكوارث السياسية الى الكوارث "الطبيعية"

شارل الياس شرتوني/11 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115673/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%ab-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a9/

امرتيا سن: "الديكتاتوريات ليست مؤهلة لمعالجة الكوارث بل لانتاجها

تحيلنا معاينة النتائج الكارثية للزلازل التي ضربت تركيا والشمال السوري الى واقع هذه الدول ومسؤولية الاوتوقراطيات التي تديرها عما وصلت اليه. الكارثة المسماة "طبيعية" هي طبيعية في آلياتها ولكن ليس في مسبباتها. نحن جيولوجيا في عصر الانتروپوسين (Anthropocene)  الذي يعرف انطلاقا من تأثير العوامل البشرية على التبدلات الايكولوجية والمناخية والجيولوجية. إذن نحن في "طبيعة" من صنع البشر تحمل بصمات مداخلاتهم بوجهيها الإيجابي والسلبي، مما يعني أن للمداخلة البشرية دور أساس في صنع الكوارث الطبيعية وتردداتها على شروط الحياة الانسانية. إن للسياسات العامة دورا مفصليا في إدارة الانساق الايكولوجية والمخاطر الملازمة لها من منطلق عقلاني وأخلاقي مبني على مبدأ المسؤولية الأخلاقية التي تنسحب من العلاقات البشرية الى العلاقة مع الطبيعة على خط استوائي وتداخلي بعيد كل البعد عن المخارجات بين الإثنين (مارتن هايدغر، هانس يوناس، اولريش بك، فيليپ روكپولو، ميشال كايون، برونو لاتور، أندرو فينبرغ، تيودور روزاك، جون كوب …). المشكلة في المجتمعات المعاصرة التي لم تستدخل العقلانية العلمية والنقدية والاشكاليات  الفلسفية والاتيكية والسياسية والهندسية والادارية والقانونية العائدة لها، تبقيها في دائرة  من الفراغات التدبيرية وما ينتج عنها من مخاطر مغيبة ومتروكة للأقدار.

إن الكارثة الزلزالية التي أصابت تركيا وسوريا ونجينا من تردداتها في لبنان لأجل غير ما سمى، ليست صدفة ولا قدرا طبيعيا محتوما، بقدر ما هي نتيجة لواقع سياسي وإدارات عامة متخلفة وفاسدة تعبر عن واقع الانظمة السلطوية والاوليغارشية التي تحكمها. إن الفوالق الجيولوجية ليست بالأمر المستجد في منطقتنا، بل هي عوامل ملازمة للتشكلات الجيولوجية منذ ملايين السنين، المستجد في الأمر هو  التعاطي غير المسؤول مع هذا المعطى الجيولوجي، وما يستوجبه من إدارة احترازية ومعايير ناظمة وتخطيط مدني يحمي من حركة الصفائح التكتونية المتحركة. تقع تركيا في مجمل أراضيها في إحدى المناطق الزلزالية الأكثر نشاطًا في العالم على خط تقاطع ثلاث صفائح تكتونية متحركة (العربية في الجنوب، واليورو-آسيوية في الشمال والاناضولية في الوسط)، وبالتالي نحن أمام معطى أساسي يستوجب وضع سياسات مدنية وبيئية احترازية لإدارة هذه المخاطر  البنيوية وغير الطارئة. هذه الاعتبارات ليست من الأولويات في الأنظمة الاوتوقراطية والاوليغارشية، التي تبني سياساتها على قاعدة مصالح  طواقمها الحاكمة ومعمياتها التي تحجب المتغيرات الايكولوجية والاجتماعية لحساب  السياسات الريعية التي تحكم اداءاتها. إن غياب سياسات التخطيط المدني، والكثافة المدنية، وانعدام وجود أو تطبيق المعايير الهندسية الناظمة، والمضاربات العقارية، وجشع المستثمرين العقاريين، وغياب الرصد الجيولوجي المنهجي، وفساد وتخلف التشريعات والادارات العامة، هي العوامل التي تقف وراء هذه الكوارث الناشئة عن السياسات العامة في هذه الأنظمة.

لقد انشغل اردوغان والأسد ،كلا حسب أولوياته، في تثبيت أنظمتهم السلطوية، وترفيد سياسات الاثراء الاوليغارشي وتوزيع الريوع، فقضى الاول على سياسة التحديث وبناء دولة القانون على مفارقاتها التي ابتدأت مع الكمالية، ودمر الثاني سوريا لحساب سياسة السيطرة والنهب المنهجي، وانهار لبنان مع تداعي إرث دولة القانون لحساب سياسة النفوذ الهمجية التي حكمت أداء نظام الطائف. لقد أنكشف البلف الذي قامت عليه سياسة اردوغان، يوم طلب الاستغاثة من الديموقراطيات التي ابتزها طوال عشرين سنة من الحكم، والتي انطلقت بعملها الانساني قبل  النداء عملًا بقناعاتها الاخلاقي؛ وتظهر دجل نظام الاسد عندما أدعى زورًا أن سياسة الحصار المفروضة على نظامه قد حالت دون وصول المساعدات الدولية، في حين أن سياسة الحصار إستثنت المساعدات الانسانية ،بادىء ذي بدء، والمساعدات التي وصلت عن طريق الشام، وزعت على قاعدة الموالاة للنظام. لهذه الكوارث الانسانية مترتبات سياسية سوف يحاسب عليها اردوغان والإسلاميون في الانتخابات القادمة، والنظام السوري وأوليائه الروسي والايراني، الذين احتجزوا سوريا في وضعية النزاع المجمد، الديكتاتوريات ليست مؤهلة لمعالجة الكوارث بل لإنتاجها.

 

رئيس يأتي بحل أو حل يأتي برئيس

د.مصطفى علوش/الجمهورية/11 شباط/2023

مرْتا، مرتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا المَطْلُوبُ وَاحِد» (لوقا 10)

https://eliasbejjaninews.com/archives/115682/%d8%af-%d9%85%d8%b5%d8%b7%d9%81%d9%89-%d8%b9%d9%84%d9%88%d8%b4-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d9%8a%d8%a3%d8%aa%d9%8a-%d8%a8%d8%ad%d9%84-%d8%a3%d9%88-%d8%ad%d9%84-%d9%8a%d8%a3%d8%aa%d9%8a-%d8%a8%d8%b1/

منذ أيام استذكرنا لقمان سليم، ذاك الصوت الصارخ والقامة العالية، هذا الإنسان العميق في أدبه وثقافته وبساطته، الذي وقف في وجه الوحش في عقر داره ليعلن، كما قال الشاعر إبن الجنوب حسن العبد الله «انتزعتك من بنادقهم بأن أعلنت وقتي حيث ينطفئون… صوتي حيث ينهدمون… بيتي حيث ينهدمون…».

شجاعة لقمان تفوقنا جميعًا وتزيد، فبعضنا ما زال يلوّح في سيفه من بعيد، ويصدر أصواتًا وقرقعة لا يصل منها إلى مسامع الوحش إلّا الصدى، فيبتسم ابتسامته الصفراء معلنًا انتصاره. أما لقمان، فقد رفع يده وصفع الوحش بأن سمّاه باسمه من دون خوف أو تردّد... فيما نحن، عن بُعد، نعلن تضامننا واستنكارنا، فيما الوحش يسخر من عجزنا.

عجزنا هو لأننا ما زلنا غارقين في بديهيات الأمور، نزايد واحدنا على الآخر، ونتلهى بلِعب رماها لنا الوحش. من هذه اللِعب، على سبيل المثال لا الحصر، من سيكون رئيس الجمهورية الآتي؟ فيما الأمور تتآكل وجوهر الأمور ما زال منسيًا وبعيدًا من المساءلة، لجهل حينًا ولعجز جبان في معظم الأحيان!

أسهل جواب عن أسئلة جيراني ومعارفي عن الوضع هو أن لا حلّ في الأفق بالنسبة للبنان، لكن الناس تحتاج إلى جواب فيه حل حتى يتفاءلوا، ولو مجرّد بصيص أمل في آخر النفق. الأمل بتجاوز الواقع هو الوحيد الذي يدفع البشر إلى انتظار الغد أو السعي للحياة ليوم آخر. لكن الأمل في ما هو ميؤوس منه هو صنو الانتحار، لأنّ من ينتظر الفرج من عمق نفق مسدود، لن يحصد عندها إلّا الخيبة، وبالتالي يتأخّر السعي إلى خيارات أخرى، قد تكون أكثر نجاعة. لكن من حق الناس أن تبحث عن الأمل، ولو كذبًا، حتى تستمر في الحياة. الأمل المنشود في لبنان يتمحور اليوم حول انتخاب رئيس للجمهورية، فيكون الانتخاب مقدّمة لحال انعدام الوزن الخطير لدى الناس، وبالأخص أن يكون هذا الانتخاب مدخلًا لوقف هبّات سعر الصرف الباردة والساخنة، ومن هناك الانطلاق إلى استعادة دورة حياتهم المستقرة، حتى وإن كان على زغل، مع الاقتناع بأنّ هذا الاستقرار، حسب الخبرة البائسة الطويلة، سيكون مجرد استراحة مؤقتة!

يمكن أيضًا تفهّم موقف الكنيسة المارونية المأزوم بغياب الرئيس الماروني، مع العلم أنّ وجود هذا الرئيس في سدّة الرئاسة في السنوات الست الماضية، على الأقل، كان أسوأ من غيابه، أكان ذلك على المسيحيين خصوصاً، أم على لبنان. فلا داعي للتذكير بكيف حصل انفجار المرفأ وكيف حصل السقوط السريع نحو جهنم، بوجود رئيس للجمهورية، أتى بشبه إجماع مسيحي. لكن الانجرار وراء قبول أي شيء مسيحي في سدّة الرئاسة، يعني بالتأكيد الانصياع للابتزاز الذي تمّت ممارسته، أكان في أيام الوجود السوري، أم في أيام «حزب الله». المشكلة هي في الاعتقاد السائد لدى الناس، وحتى بعض ممارسي السياسة، وأحيانًا دعاة التفاؤل، حتى ولو بالوهم، هو أنّه بمجرد انتخاب رئيس للجمهورية فإنّه يعني بداية الحلول لكل شيء، أي الكهرباء والضمان الصحي وادوية السرطان وسعر صرف الدولار وهجرة الشباب وعودة الاستثمارات وبدء ضخ الغاز من الحقول الصابرة على غبائنا، إضافة إلى المن والسلوى بعد التيه في صحراء اليأس! لكن المنطق يقول انّ وصولنا إلى ما وصلنا إليه كان بوجود رئيس جمهورية وحكومات وحدة وطنية وأخرى ممانعة أو تكنوقراطية، كما استمر السقوط بحكومات فاعلة وأخرى مستقيلة تقوم بتصريف الأعمال، لكن الحال بقيت على حالها، والسقوط ما زال من دون قعر في المدى المنظور.

هذا لأنّ جوهر الأمور في مكان آخر، فيما نحن نتداول الظواهر البديهية. فسبب التدهور المتسارع في حال الدولة، أو ببساطة فشل الدولة، هو ذاته سبب شغور سدّة الرئاسة، أو بالأحرى شغورها بتفريغ معناها حتى بوجود رئيس منتخب من مجلس النواب. والسبب ذاته ينسحب على فراغ السلطة حتى بوجود حكومات كاملة الصلاحية، تعطّلها التعطيلات المتبادلة أثناء السلم، وحدّث ولا حرج عن أزمة التمثيل النيابي.

لا أريد أن أعطي الانطباع بأنني أحصر الانهيار بمفاعيل وجود «حزب الله» من دون شريك، فشركاء الحزب هم حلفاؤه وأتباعه من جهة، لكن الأسوأ هو أنّ شركاء الحزب هم خصومه الذين تغريهم وأغرتهم ألقاب السلطة ومفاتنها وفوائدها على حساب المصلحة العامة، أو الذين يعتبرون «الكل غلطانين»، فساهموا بتجهيل الأسباب وتوزيع الاتهامات في كل اتجاه. لكن الأسوأ هم المعارضون لسلطة «حزب الله»، الذين فشلوا حتى الآن بالاتحاد الرسمي العلني حول خيارات واحدة واستراتيجية واحدة.

لن أذهب في كلامي إلى تضييع الجوهر في الحديث الفارغ الذي يلهينا به جماعة الحزب بالحديث عن الكرامة والعزة المعززتين بالموت المموه بالاستشهاد، فهذا كلام لا يُترجم بالدفء في عزّ البرد ولا بنور الكهرباء في عزّ الليل، ولا بثبات سعر الصرف ولا بالدواء والاستشفاء ولا... فبالنسبة اليّ رأس العزة هو عدم إذلال الناس بحاجاتهم البديهية، وليس استخدامهم ليعتز بتضحياتهم زعيم ما أو مرجع ما مختبئ تحت سابع أرض، وكأنّ حياته وعزّته تساوي آلاف حيوات الناس. والعزّة هي في حضور تخرّج الأبناء والبنات بشهادة من الجامعة لا بشهادة في ساحة الحرب. لذلك، فالطريق لا يبدأ بالتوافق ولا حتى انتخاب رئيس ليبحث عن حل، بل برئيس يأتي به حل شامل يعالج جوهر الأمور التي تسببت بالسقوط.

الأمر بسيط ومستحيل في الوقت ذاته؟ فالحل الأول يكون بدولة فيها سلاح شرعي واحد يأتمر بسلطة واحدة. وهنا، لا يهمّ من يقبض على ناصية هذا الحق، ولكن من يملكه لا يشاركه أحد فيه، حدوده القانون وقواعد حقوق الإنسان، كما أن تخضع السلطة للمساءلة في مراجع مستقلة عن سلطتها، أي مجلس نواب وقضاء. بعد ذلك على السلطة أن تذهب إلى الترميم المنهجي في وسائل الرزق والإنتاج واستخلاصه من الريعية التي كانت ولا تزال أهم أداة لأمراء الطوائف، في تمزيق السلطة والدولة معًا. على السلطة أن تضبط حدودها لوحدها لتتمكن من فرض الأمن وفرض الضرائب المناسبة من خلال الحدود. وعلى هذه السلطة أن تسعى إلى إصلاح علاقاتها المفيدة مع المحيط القريب والبعيد، من ضمن منظومة مصلحتها الاقتصادية أولاً والسياسية والأمنية على قدر ارتباط هذه الأمور بالأمان الاقتصادي، في اختصار أن ترهن كل الأمور بالسعي للتفاعل مع الهواجس الأكثر أهمية للمواطنين من العزة والاستشهاد، أي أمانهم الاقتصادي المرتبط بالبديهيات في واجبات السلطة. من هنا، لا أرى جدوى من انتخاب رئيس يعود، وإن صفت نيته، ليكون أسيرًا للواقع الحالي، حيث قرار السلطة موجود في مكان آخر، وينسحب الأمر أيضًا على مجلس النواب والحكومة والقضاء والقوى الأمنية.

فعبثًا إذًا التلهّي بالبحث عن رئيس، فيما نحن نحتاج إلى حل جذري لوضع السلطة، يأتي من خلاله رئيس.

 

متى يتبلّغ لبنان مقرّرات لقاء باريس وكيف؟

جورج شاهين/الجمهورية/11 شباط/2023

في انتظار ان يحسم السفراء ممثلو الدول الخمس، والفصل في ما تسرّب عن لقاء باريس الخماسي مطلع الأسبوع المقبل، بقيت الساحة مفتوحة على مجموعة من السيناريوهات المختلفة، بعد 5 أيام على انعقاده. وتزامناً مع انتظار البعض للبيان الختامي، فقد تناقضت المعلومات إن كان البحث تناول الاستحقاق الرئاسي، والقول إنّه كان غائباً على أساس انّه من مهمّة اللبنانيين، وانّ الأولوية «لإنقاذ» دولة منهارة قبل فوات الأوان. وعليه ما هو الجديد المتوافر؟ كشفت مراجع سياسية وديبلوماسية، أنّ معظم ما نُشر في لبنان، وما توسع في تفسيره الناشطون عن لقاء باريس الخماسي الذي ضمّ الموظفين الكبار من فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر لم يكن دقيقاً. فقد استرسل البعض ومزج بين الرغبات والتمنيات، في ظلّ نقص كبير في المعلومات وحكم التكتم على ما استُحضر في اللقاء وما انتهى إليه من مناقشات الساعات الاربع في قصر «الكي دورسيه». ذلك أنّ الغموض الذي لفّ النتائج لم يكن مقصوداً بمقدار ما كان التكتم حتى اليوم، نتيجة للقاء لم يكن تقريرياً بمقدار ما كان محطة «للعصف الفكري» بين المعنيين بملف لبنان، تمهيداً لبناء صورة محدثة لما هو قائم، وما يمكن القيام به من أجل البت بالخطوات المقبلة. فقد بلغت التطورات على سلبيتها مرحلة متقدمة، ولا يمكن البقاء في صفوف المتفرجين.

ليس خافياً على أحد، انّ من التقوا في العاصمة الفرنسية الاثنين الماضي هم على مستوى الموظفين الكبار والمديرين العامين ورؤساء الخلايا التي شُكّلت في عواصمهم، من أجل مواكبة التطورات اللبنانية بأدق تفاصيلها، وما بين مجموعة من المكلّفين متابعة أدق التفاصيل، إلى مرحلة باتوا فيها كاتمي أسرار كثير من الأطراف اللبنانيين وقياداتهم، حيث تتجمّع مختلف الأفكار المُعلن عنها وتلك المضمرة، وبئراً عميقة لكثير من الأسرار التي تحويها الصالونات السياسية وكواليسها، والتي وإن بقيت خافية على أحد، فإنّها ما زالت ضمن التركيبة اللبنانية السياسية والحزبية وقنواتها الخارجية المفتوحة بين بيروت وعدد من العواصم في الاتجاهين. وعليه، كان لا بدّ من ان يلتقي هؤلاء على الطاولة الباريسية التي كانت المبادرة إلى مثل هذه الدعوة، للبحث بين من اكتسبوا صفة الخبراء في الشؤون اللبنانية، بعد التعديلات الاخيرة التي ادّت في المرحلة الاخيرة الى اعادة نظر في كثير منها. وفي علم المراجع المعنية، معلومات دقيقة عن إقصاء بعض اعضاء الفريق السعودي قبل فترة غير قصيرة، وإنهاء أدوار عدد من السفراء والمكلّفين متابعة بعض الخطوات، كما تمّ تفكيك أخرى كالخلية الفرنسية مثلاً، إثر الخلافات التي عصفت بين اعضائها على مدى العامين الماضيين، منذ أطلق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أولى مبادراته في الاول من ايلول العام 2020 عقب جريمة تفجير مرفأ بيروت في 4 آب من ذلك العام، وما أصاب المبادرات الرئاسية الفرنسية المتتالية من فشل.

وإن كانت بعض المعلومات قد تحدثت عن إصابة بعض المسؤولين من أعضاء تلك الخلايا وفرق العمل الديبلوماسية بما سُمّي «عدوى اللبننة»، فقد فرضت الظروف مقاربة جديدة للوضع في لبنان، نتيجة استمرار الهريان الذي أصاب الدولة ومؤسساتها، والعجز عن قيام المسؤولين بأي خطوة علاجية تجاه أي من الملفات التي أُدرجت على لائحة القضايا الخلافية التي استحال عليهم معالجتها او الحؤول دون أي من تردّداتها السلبية، إلى ان تفاقمت وبلغت حدوداً اقتربت من درجة استحالة معالجتها، حتى باتت تهدّد الدولة ومؤسساتها التي افتقدت القدرة على تقديم الحدّ الأدنى من خدماتها اليومية للمواطنين والمقيمين على الأراضي اللبنانية. وانطلاقاً من هذه المخاوف، التي بلغت الذروة نتيجة الانهيارات المالية والصحية والاجتماعية والخدماتية، في ظلّ استمرار المناكفات بين المسؤولين، ونتيجة الفشل في وضع حدّ لخلو سدّة الرئاسة، هو ما هدّد مصير الخطوات التي كان يجب القيام بها، ترجمة لمجموعة الاتفاقيات والتفاهمات التي أُقرّت ووقِّعت عليها بالأحرف الاولى، وأبرزها تلك التي عُقدت على مستوى الموظفين الكبار مع صندوق النقد الدولي في 9 نيسان الماضي، والتفريط بـ «وحدات حقوق السحب الخاصة» التي تسلّمها لبنان من الصندوق وضاعت في غياهب قرارات الدعم غير المدروسة التي فرّطت بموجودات مصرف لبنان ومّست الاحتياطي الإلزامي للمصارف اللبنانية لديه، إلى درجة لم يعد أحد قادراً على وضع حدّ لها ولا تُستثنى من هذه اللائحة عدم القدرة على التجاوب مع احتياجات القروض المطلوبة من البنك الدولي، إن على مستوى تمويل برامج الفقر المتنامي في لبنان، واستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية، وسط استحالة لبنان على سدادها مهما طالت المِهل والتسهيلات الممنوحة. فالتجارب السابقة لا توحي أنّ لبنان التزم يوماً بردّ ما استلفته مؤسساته من البنك المركزي، ولا على مستوى القروض الدولية، بعد تمنّعه عن الدفع، والإيفاء بالتزاماته الدولية منذ 9 آذار 2020، وصولاً إلى ما بلغ الذروة على مستوى انهيار أسعار العملة الوطنية وانعدام القدرة الشرائية لدى فئة كبيرة من اللبنانيين، وباتت معظم المؤسسات خارج الخدمة وغياب الموظفين عن اداراتهم والاساتذة الجامعيين والمعلمين عن مدارسهم.

وتأسيساً على ما تقدّم من هذه المؤشرات الخطيرة، فقد طرح الجانب الفرنسي على شركائه في المجموعة الجديدة ما سُمّي «المهمّة الإنقاذية» المطلوبة، قبل انهيار هيكل الدولة ومؤسساتها، بطريقة لن تسلم من شظاياها حتى القوى العسكرية الأمنية التي خُصّصت لها برامج عاجلة للحؤول دون الإنهيار الكبير الذي كان متوقعاً، مع احتساب ما يمكن ان تؤدي اليه مثل هذه «الظواهر المأسوية» التي لم تعرفها أي من الدول التي عاشت أزمات كيانية كبرى أدّت إلى انحلالها واعتبارها من الدول المارقة. والأخطر يكمن في استمرار حالات الإنكار التي عبّر عنها المسؤولون اللبنانيون، ورفضهم تحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، والاعتراف بما ارتُكب من معصيات بدّدت اموال اللبنانيين من دون اتخاذ اي من الخطوات الاصلاحية المطلوبة لمعالجة الوضع ولجم الانحدار نحو الهاوية.

وعليه، ونتيجة لهذا العرض الذي استُحضر على الطاولة الباريسية، بات ما يجب إبلاغه الى المسؤولين اللبنانيين رهن خطوات عدة تلي عودة السفيرة الفرنسية آن غريو إلى بيروت في الساعات المقبلة، لتشكيل وفد مجموعة السفراء الخمسة الذين يمثلون اطراف لقاء باريس، الذين سيجولون معاً ابتداء من مطلع الأسبوع المقبل على كل من رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي وبعض المراجع المعنية، بما تمّ التوصل إليه من مقررات. وإلى حينه، بات أمر صدور البيان الختامي الذي طارت نسخة اولية منه من باريس إلى العواصم الاربع الاخرى، من دون العودة إليها حتى الأمس القريب، مسألة ثانوية. فالفريق الديبلوماسي الخماسي الجديد سيتولّى مهمّة إبلاغ المسؤولين بما هو مطلوب منهم، على أساس انّه من واجباتهم، مع التعبير عن حجم استعداداتهم إن تجاوبوا ام لا، فلكل ظرف موقف ولكل مقام مقال..

 

مساعي تدويل التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت تنشط من جديد

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/11 شباط/2023

رغم الآمال التي أحياها قرار المحقق العدلي بانفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار بالعودة لاستكمال تحقيقاته بعد أكثر من عام على توقفها، فإن التطورات التي شهدها الأسبوع الماضي وخصوصاً المواجهة بين البيطار والنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات ما عاق مواصلة المحقق العدلي تحقيقاته، جعلت عدداً كبيراً من أهالي الضحايا ومرجعيات سياسية ودينية يعودون للدفع باتجاه إجراء تحقيق دولي خاص بالانفجار. ولفت يوم أمس البيان الذي صدر عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والنرويج وسويسرا والذي يطالب «كل الأطراف المعنية باحترام استقلالية القضاء والامتناع عن جميع أعمال التدخل والسماح بتحقيق قضائي عادل وشفاف في انفجار المرفأ». ويتصدر البطريرك الماروني بشارة الراعي الداعين لتدويل التحقيق. وقد قال أخيراً إن «التحقيق الدولي بجريمة المرفأ هو مطلبنا من الأساس». ويُعد حزب «القوات» أيضاً من الدافعين الأساسيين في هذا الاتجاه. وشدد رئيس الحزب سمير جعجع خلال لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السفيرة يوانا فيرونتسكا يوم الأربعاء الماضي على «وجوب مساندة التحقيق من خلال تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية تكشف وقائع هذه الجريمة، وتساعد اللبنانيين على معرفة الحقيقة». وقالت مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط» إنه «منذ عامين ونصف ونحن ندور في حلقة مفرغة في هذا الملف. ونحن نعتقد أنه من دون لجنة تقصي حقائق دولية لا يمكن الوصول إلى الحقيقة. فبصرف النظر عن الخطوة التي قام بها القاضي البيطار مؤخراً لكنه يبقى مكبلاً وممنوعاً أن يخرج بأي خلاصات وأن يُصدر قراراً اتهامياً». وأكدت المصادر أن «هناك من يريد أن يضم انفجار المرفأ إلى لائحة الاغتيالات التي لم تتوصل التحقيقات فيها إلى نتيجة، ومن لا يريد أن تظهر الحقيقة على غرار من رفض تبيان حقيقة من اقترف كل الاغتيالات في لبنان».

ويبدو أن نواب «التغيير» الداعمين للقاضي البيطار يعملون أيضاً على تدويل هذا الملف. وتشير النائبة بولا يعقوبيان إلى أنه «ما دامت المافيا قوية وقادرة أن تعبث بالعدالة والقضاء وتعرقل المحقق العدلي الذي عينته، فذلك يؤكد أنه سيكون من الصعب الوصول للحقيقة عبر تحقيق لبناني بالظروف الحالية، لذلك نؤكد أن التحقيق الدولي أصبح أكثر من ضرورة؛ لأن الأهم ملاحقة المرتكبين حتى النهاية بكل الطرق والوسائل»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» القيام بكل الضغوط اللازمة لحدوث تحقيق دولي بانفجار المرفأ.

وبرز مؤخراً ما أعلنه الناشط ويليام نون، شقيق أحد ضحايا انفجار مرفأ بيروت، وقوله إنه قام وعدد من أهالي الضحايا بأكثر من لقاء في السفارة الفرنسية في بيروت: «وقال لنا أحد المسؤولين فيها، وإن بطريقة غير مباشرة، إنهم والشعب الفرنسي يدعمون مطلبنا بتحقيق دولي، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو الذي يشكل العائق أمام هذا التحقيق»، لافتاً إلى أنهم كأهالٍ قد ينظمون اعتصاماً أمام السفارة الفرنسية للاعتراض على موقف ماكرون.

من جهتها، تشير ميراي خوري والدة الضحية إلياس خوري إلى أنهم كأهالي ضحايا يدفعون منذ فترة باتجاه تحقيق دولي، مؤكدة أن «تحقيقاً مماثلاً لا يحل مكان التحقيق المحلي على أساس أنه يمكن أن يحصلا في الوقت عينه، وأن يكون التحقيق الدولي داعماً للتحقيق المحلي خصوصاً في ملف بهذا الحجم وبهذه الدرجة من التعقيد».

وتؤكد خوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يمكن الحكم على النوايا والخشية من أن يكون التحقيق الدولي مسيساً، فليحصل هذا التحقيق أولاً وبعدها نقرر إذا سلك مساراً خاطئاً». بالمقابل، لا يبدو المحامي واصف الحركة المعارض السياسي والناشط الحقوقي متحمساً لتحقيق دولي، مشدداً على أن «الدول مصالح ونفوذ، وقد تستخدم أي عملية لمصالحها، وبالتالي هي مستعدة لتستخدم التحقيق لأجل مصالحها بالمواجهة، وعندما تحدث تسوية ما تتنازل عنه لذلك أنا لا أؤيد تدويل الملف». ويؤكد الحركة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» التمسك بتحقيق داخلي «شرط أن يكون المحقق كما القاضي البيطار لا يتراجع عن موقفه، ويستطيع أن يحاكي الملف من الناحيتين القانونية والقضائية، لا بما يتناسب مع مصالح ونفوذ مجموعات وجهات خارجية وداخلية. من دون أن يعني ذلك عدم اللجوء إلى لجنة تقصي حقائق والاستعانة ببعض المعطيات والمعلومات التي يمكن أن تساعد التحقيق. وهي معلومات يتم حجبها حالياً عن البيطار لاستخدامها كورقة، من هنا تأتي أهمية تحويل المواجهة إلى مواجهة شعبية لعدم الانفراد بالقاضي البيطار الذي يتعرض لضغوط ولمحاولات مستمرة لمحاصرته بالطرق القانونية والسياسية والقضائية». وكان أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله قد رفض التحقيق الدولي في الانفجار، كما أكد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون أن «المطالبة بالتحقيق الدولي الهدف منه تضييع الحقيقة»، لافتاً إلى أنه «لا معنى لأي حكم إذا طال صدوره، والقضاء يجب أن يكون سريعاً لأن العدالة المتأخرة ليست بعدالة كاملة».

 

التطبيع المستحيل

أحمد الأيوبي/نداء الوطن/11 شباط/2023

ثقيلةٌ هي الكتابة عن كارثة إنسانية بحجم زلزال القرن تتسابق فيها الأرقام مع الثواني في محاولات إنقاذ الأرواح ومنع تحوّل البشر إلى مجرّد لوائح تتناقلها وسائل الإعلام تختزل مآسي مئات آلاف العائلات التي فقدت أحباءها في كارثة تعقب عقوداً من التوحّش المرعب ساد فيها القتل وانفلات الميليشيات وتراجع القيم في المنظومة الدولية بشكل غير مسبوق. لعلّ من أسوأ ما شهدناه في أيام الرعب الفائتة هو الاستغلال الذي مارسته منظومة الممانعة «على رأس السطح» للكارثة الإنسانية التي أوقعها الزلزال في سوريا لتُطلق حملة تحمل شعار «إسقاط العقوبات والحصار» عن النظام السوري وفرض التطبيع معه، بالتوازي مع اجتياحٍ كامل لما تبقّى من مؤسسات الدولة وتسخيرها في هذا المجال، رغم أنّه لم يحصل ما يسمح بتغيير الموقف من الواقع السوري.

بكبسة زر، إنطلقت الحملة لتهتف بشعارٍ واحد: إرفعوا الحصار وساعدوا سوريا كما ساعدتنا. ولا نعرف أين ساعد نظام الأسد لبنان وكيف؟ وإذا كان المقصود استقبال اللاجئين في حرب تموز، فإنّ ذلك كان تبادلاً للمصالح في إطار محور الممانعة، أكثر مما كان عملاً إنسانياً محضاً، والعجيب هنا أن يحفظ «حزب الله» وحلفاؤه الجميل لبشار الأسد كونه استقبل أهالي الجنوب المهجرين بسبب حربٍ تسبّب بها «الحزب»، بينما انقلب على شركائه في الوطن الذين فتحوا قلوبَهم وبيوتهم ومدارسهم ونواديهم للنازحين، وقدّموا كلّ غالٍ ونفيس لإكرام من وفدوا إليهم من غير أن ينتظروا لا جزاءً وشكوراً، فاحتلّ عاصمتهم وأدار سلاحه عليهم.

تمتلك الممانعة منظومة قادرة على فعل أيّ شيء مهما كان قبيحاً، للوصول إلى أهدافها. فأين كانت هذه المشاعر الإنسانية المرهفة عندما قام النظام السوري بضرب الغوطة بالكيماوي وأباد وهجّر بهذا السلاح الآلافَ من أهلها، وأين كانت هذه المشاعر المفرِطة الحساسية عندما تحوّل تدمير حمص إلى إنجاز والقصف بالبراميل المتفجّرة التي امتلأت من نيترات مرفئنا المتفجِّر إلى ثقافة ومصدر افتخار؟! كان «أمرُ الساعة» هو إطلاق موجة أمرٍ واقع لفرض التطبيع مع النظام السوري وتبييض صفحته تحت شعار «رفع الحصار والعقوبات عن سوريا» من أجل تمكين المساعدات من الوصول إلى المناطق المنكوبة.

الغريب في هذا السياق، هو أنّ مسألة التطبيع مع نظام الأسد كان يمكن القيام بها في عهد الرئيس السابق ميشال عون، لكنّ هذا لم يحصل، والمؤسف أن ينخرط الرئيس نجيب ميقاتي في هذه الجوقة وأن يستجيب لها، خاصة بموافقته على قرار فتح المنافذ البحرية والجوية نحو الداخل السوري لأنّه يساهم فقط بتغطية الحركة العابرة للحدود لصالح الممانعة. بنى «حزب الله» ومنظومته هذه الحملة على الزعم بأنّ «قانون قيصر» يمنع المساعدات الإنسانية وهو ما صرّح بعكسه أكثر من مسؤول أميركي، وباعتراف وزير خارجية النظام فيصل المقداد بهذه الحقيقة، لكنّ الدعاية الكاذبة استمرّت لأنّها مطلوبة سياسياً وليس إنسانياً. يستغلّ نظام الأسد إصابة مطار هاتاي التركي والطرق المؤدية إلى الشمال السوري بالزلزال، فيسعى لفرض عبور المساعدات عن طريقه للتحكّم بها، وهو صاحب السيرة العابقة بالفساد، وقد كشفت التحقيقات مدى الفساد الذي ساد العلاقة بين منظمات الأمم المتحدة والنظام حتى وصل إلى حدود التواطؤ، كما حصل تماماً في اليمن لصالح جماعة الحوثيين. لكن في الخلاصة يفترض بجماعة الممانعة التخفيف من غلوائهم، فهذه الحملات لن تغيِّر في الواقع شيئاً وما عجزوا عن تحقيقه من التطبيع في عهد ميشال عون لن يحقِّقوه الآن، لأنّ الدماء لا تمحو الدماء ولأنّ سقوط الضحايا بالزلزال لا يشطب الجرائم المطبوعة في الضمائر والقلوب في سوريا وفي لبنان.

 

ملوك الإستباق والإستدراك

سناء الجاك/نداء الوطن/11 شباط/2023

بارعون أصحاب المحور، وفنانون في الهجوم الاستباقي ضدّ كل ما يهدّد نفوذهم أو يكشف شؤونهم الخاصة. وكلّ هجوم يخوضونه يؤكد أنّهم يستطيعون، متى ناسبهم ذلك، تتويج أنفسهم ملوك السيادة، وبلا منازع. فقد حفل مطلع العام بأحداث تكرّس صفاتهم هذه. بداية، لمسنا مسارعتهم إلى نبذ لجنة التحقيق الأوروبية التي استنطقت جهات مصرفية على خلفية ما يهدّد النظام المالي لدولها، ومن ثمّ استنكارهم محادثات وفدٍ فرنسيٍ مع المحقّق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. وكلّنا يعلم علم اليقين أنّ ملوك السيادة لا يمكن أن يصمتوا حيال مثل هذه الانتهاكات الصارخة لحرمة وطن أرز الرب. والنتيجة جاءت مبهرة مع انتفاضة إطلاق سراح جميع الموقوفين على ذمّة التحقيق في الجريمة، عقب توقيف بعض أهالي الضحايا في بلطجة مشهودة، بعد فيلم «أكشن» أطاح بالجسم القضائي وزلزله زلزالاً لا ينفع فيه مقياس ريختر أو غيره.

متحوّر جديد من السيادة برز قبل اجتماع باريس الخماسي لبحث سبل لجم الانهيار اللبناني، وذلك على اعتبار أنّ «لبنان لا يتحمّل إملاءات خارجية لا رئاسية ولا غيرها، ومعادلة صيف عام 1982 التي أنتجت رئيساً ورئيسين قد تغيّرت، والمعادلة اليوم لا تسمح بإملاء وفرض رئيس للجمهورية من دول إقليمية أو دولية»، معتبراً أنّ «الحل الوحيد المتاح هو الإسراع ببدء الحوار للوصول إلى توافق لبناني - لبناني، ولا بديل عن التوافق لا اليوم ولا غداً ولا بعد غد». ببساطة، المتحوّر الجديد قد يفوق بخطره مسائل بدائية مثل التفجيرات وخطف الرهائن، وما إلى ذلك. للخبرة وظيفتها وإمكاناتها بعد النضوج الكبير.

وقبل التقاط «أعداء الصمود والتصدي» أنفاسهم ليواجهوا المتحوّر، تابع الاستباقيون حملتهم على الوثائقي الفرنسي الذي يكشف السيرة والمسيرة والتواطؤ الدولي لمصلحتهم، وذلك قبل عرضه. أمّا بعد العرض فالصمت سيد الموقف وعلى جميع الجبهات... «قطوع ومرق»، والأفضل للأصدقاء والأعداء أن يتجاهلوا ما حدث، ويرسّخوا فكرة أنه لم يحدث في الأساس. وذلك بناء على كلمة سرّ لا نعرف من أعطاها ولماذا تم الالتزام بها؟!

قبل البحث بشأن كلمة السرّ، أتحفنا السياديون الجدد ببراعتهم في الاستدراك التنويري. ما أدراك ما الاستدراك التنويري؟! وهذا لعمري فنّ مبتكر من فنون أصحاب المحور. فقد سارعوا إلى إقامة صلاة الشكر للطبيعة التي أنقذتهم، وحدهم من دون سواهم، عندما ساهمت بطيّ صفحات كل هذا الاحتدام العقيم. وخدمت أصحاب المحور بزلزالها لترمي السيادة أثقالها وتلغي الوقائع وتلغي الحقائق الراهنة، وتنصرف إلى الحيِّز الإنساني الصرف الذي يستوجب استخدام كلّ الآليات المتاحة في ظلمة المأساة لتعويم نظام البراميل المتفجّرة بحجّة أنّ الحاجة تبرّر الوسيلة، وباستخدام عبارات ومفاهيم انتهكها أصحابها وبأعلى المقاييس تناسب الوحوش البعيدين بُعد سنين ضوئية عن الإنسانية والرحمة. فالفرصة ذهبية لاستثمار كل هذا الدمار والموت والقهر والفقر وإزالة العوائق بحجّة دامغة... وإن مستعارة ومزيّفة. وهذا ما حصل. ولو أنّ الزلزال وقع في ديارنا لما كان الاهتمام على هذا المستوى. لكن ووفق حسابات كوكب «المشتري» فَهِم أصحاب المحور أنّ الصفقة إمّا تعقد في عزّ الكارثة. أو لن يكون هناك من يبيع ويشتري. وإلى أن يخمد الجدل بين مفهومَي «التطبيع» و»الواجب» يكون من «ضرب ضرب ومن هرب هرب». لحظة... الفوضى ممنوعة حتى في عزّ المأساة، ولا تعطى المساعدات إلا إلى نظام البراميل، كما يتوجب على من يريد التطوّع الحصول على تصريح أمني. وتسليم المساعدات إلى مبنى المحافظة. فعلاً، يبقى أصحاب المحور على براعة وتفرّد في الاستباق والاستدراك، وعلى جميع الجبهات...

 

الحريري في لبنان لأيّام... و"العمّة" تستعد للزيارة

محمد دهشة/نداء الوطن/11 شباط/2023

الحريري خلال لقائها روابط من العائلات الصيداوية

حملت دعوة المكتب الإعلامي للرئيس سعد رفيق الحريري من يرغب بتغطية وتصوير إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري على الضريح في وسط بيروت، يوم الثلاثاء المقبل في 14 شباط الجاري، مؤشّراً حاسماً على عودته الى لبنان لاحياء المناسبة.

وذكرت مصادر «المستقبل» لـ»نداء الوطن» أنّ الرئيس الحريري سيوازي بين إحياء الذكرى وسط حشد سياسي وشعبي عند ضريح الشهيد أو خلال استقباله في «بيت الوسط» وزراء ونواب سابقين وشخصيات تدور في فلك «المستقبل»، إضافة إلى وفود شعبية من مختلف المناطق وخاصة بيروت وصيدا وطرابلس، وبين عدم إطلاق أي مواقف سياسية. ويعدّ إحياء الذكرى هذا العام النشاط الأول له بعد تعليق الحياة السياسية والبرلمانية، إذ في العام الماضي حطّ الرئيس الحريري رحاله في «بيت الوسط» وأعلن موقفه السياسي اللافت، قبل ثلاثة أشهر تقريباً على إجراء الانتخابات النيابية في ايار 2022، والتي أدّت الى انكفاء «التيار» سياسياً وفقدانه كتلته البرلمانية، قبل أن يقفل عائداً الى الإمارات العربية المتحدة، مقرّ إقامته الموقّت اليوم، حيث يزاول نشاطه التجاري بعيداً من السياسة اللبنانية.

الدعوة هذه سبقها حراك لـ»العمّة» رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بهية الحريري لإحياء الذكرى، حيث عقدت سلسلة لقاءات تشاورية لتنسيق مشاركة صيدا في إحياء الذكرى وفي ملاقاة الرئيس سعد الحريري أمام الضريح، وترتيب مواعيد لفاعليات وشخصيات ووفود صيداوية في «بيت الوسط»، خلال إقامة الحريري في بيروت لايام معدودة. الحريري لم تكتف بالتشاور، بل أطلقت سلسلة مواقف بالمناسبة بعد حوار طويل ونقاش جدّي حول الأوضاع العامة وعدد من القضايا الحياتية والبيئية والمعيشية، مؤكّدة أنّ «الرئيس الشهيد رفيق الحريري باق في وجدان الناس، ومع كل عام يمرّ على اغتياله، نشعر بحجم الخسارة الوطنية أكثر وخاصة في هذه الأيام الصعبة التي يمرّ بها لبنان، وندرك أكثر لماذا قتل رفيق الحريري، لأنّه كان يريد بناء دولة وكان مؤمناً بدور البلد وبقدرة اللبنانيين على النهوض بوطنهم». وأضافت: «مشروع رفيق الحريري كان مشروع بناء وطن ودولة ومؤسسات ودور لبنان في المنطقة والعالم، واستطاع أن يمضي قدماً بهذا المشروع وينجز الكثير رغم كل التناقضات الموجودة في البلد. واليوم، ليس لدينا رفيق الحريري ولا ترف الوقت ولا الظروف المؤاتية، ولكن الإرادة موجودة وإيماننا بمشروع رفيق الحريري سيبقى قويّاً». والتقت الحريري في دارتها في مجدليون منسّقي لجان الأحياء والمناطق في مؤسسة الحريري، و»رابطة آل الحريري» وأنسباءهم من آل الشريف بحضور أمين سرّ الرابطة علي الشريف، ووفداً من مفوضية الجنوب في «كشّافة لبنان المستقبل» يتقدّمه المفوّض العام للجمعية في لبنان القائد مصطفى حبلي ومفوّض الجنوب القائد نبيل السيّد، قبل أن تزور رابطة آل قبرصلي برئاسة المهندس هلال قبرصلي في منزل نائب رئيس الرابطة أحمد قبرصلي (أبو صلاح) في مجدليون بحضور أعضاء الهيئة الإدارية. الحريري أكّدت خلال اللقاءات أنّه «مع كل سنة تمرّ على لبنان بكلّ ما حملته كل تلك السنوات التي مضت منذ 2005 للبلد من أحداث ومآس وأزمات وانهيار ندرك أكثر لماذا قتلوا رفيق الحريري... مشكلتهم مع رفيق الحريري هي أنّه كان يريد بناء الدولة، وهذا كان مشروعه، ونحن لن نتخلّى عن هذا المشروع بل باقون الى جانب الناس مع سعد الحريري ومع كلّ من يؤمن بمشروع رفيق الحريري».

 

“خماسية باريس”: الكرة في ملعب اللبنانيين… فهل يبادرون؟

جان الفغالي/هنا لبنان/11 شباط/2023

لم يقرأ المسؤولون اللبنانيون التحولات الخليجية خصوصًا والدولية عمومًا، “عقولهم” مازالت متوقفة عند مرحلة أنّ الخليج “خزنة مساعدات وهِبات” وأنّ الغرب لا اهتمامات لديه سوى عقد مؤتمرات لدعم لبنان. إثر الفراغ الرئاسي في أيلول 1988، تحرَّكت مبادرة عربية من ست دول سُمّيت “اللجنة السداسية العربية” وكانت برئاسة وزير خارجية الكويت الذي أصبح في ما بعد أميرًا لدولة الكويت. في إحدى جولات المحادثات مع الأفرقاء اللبنانيين، وكان ذلك في تونس، سئل الشيخ صباح: “… ومتى تعتقدون أن اللجنة السداسية ستصل إلى نتيجة إيجابية في مجال معالجة الأزمة اللبنانية؟”، فأجاب سائله: “حين تقترب المعالجات من النضوج، تكون دفة القيادة قد أصبحت في يد الأشقاء في المملكة العربية السعودية”. أصاب الشيخ صباح في ما قاله، فحين اقتربت المعالجات من مرحلة النضوج، انتقلت القيادة من دفة اللجنة السداسية العربية، برئاسة الكويت، إلى اللجنة الثلاثية العليا برئاسة المملكة العربية السعودية وعضوية المغرب والجزائر، وهي اللجنة التي قادت إلى مؤتمر الطائف.

لماذا هذه المقدِّمة المسهبة؟ وما هي أوجه المقارنات بين عام 1989 و2023؟

كأن التاريخ يعيد نفسه، ولكن مع بعض الفروقات الثانوية.

الاجتماع الخماسي في باريس، كأنه يشبه اجتماعات اللجنة السداسية العربية، فهو في أحسن الأحوال من صنف اجتماعات “التحمية ” échauffement ، قبل بدء المباراة الحقيقية. فرنسا اليوم تلعب دور الكويت في اللجنة السداسية العربية، وهي تعرف أنه حين تبلغ المعالجات مرحلة النضوج، تنتقل دفة القيادة إلى الولايات المتحدة الأميركية وإلى المملكة العربية السعودية، وطالما أن هذه المرحلة بعيدة، فإن المعالجات بعيدة، وما يجري ليس أكثر من ملء الوقت الضائع أو تقطيع الوقت، إلى حين الوصول إلى الظروف المهيِّئة للانتخابات الرئاسية.

الذين عللوا النفس بتحقيق شيء ملموس من اجتماع باريس، يبدو أنهم يقرأون في كتاب “المنهج القديم في الديبلوماسية الدولية”، لم يتسنَّ لهم الاطّلاع على “المنهج الجديد” الذي عكفت على وضعه الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، بمساعدة مميزة من فرنسا وبعض دول الخليج. يقوم “المنهج الجديد” على أنّ الدول التي تحتاج إلى مساعدة يجب أن تبادر وتطرح ما تعتبره ضروريًا وحيويًا ومجديًا، لا أن تنتظر المبادرة من الآخرين، بمعنى أن لا “طائف جديدًا” ولا “دوحة جديدة” بل “بيروت أولى… وأخيرة”، على قاعدة “ساعِدْ نفسك تساعدك السماء”. لم يقرأ المسؤولون اللبنانيون التحولات الخليجية خصوصًا والدولية عمومًا، “عقولهم” ما زالت متوقفة عند مرحلة أنّ الخليج “خزنة مساعدات وهِبات” وأنّ الغرب لا اهتمامات لديه سوى عقد مؤتمرات لدعم لبنان. لكن الحقيقة هي عكس ذلك، ففي ترتيب الاهتمامات الدولية قد يأتي لبنان في المراتب الأخيرة: فرنسا، داخليًا، منهمكة بقانون التقاعد وبتعديلاته والذي يلقى اعتراضًا واسعًا. خارجيًا، منهمكة بحرب أوكرانيا وكيفية دعم حليفها زيلنسكي. عربيًا، فرنسا مهتمة بكيفية الاستثمار في العراق. في ظل هذه الأولويات، أين يقع الاهتمام بلبنان؟

دول الخليج، ولا سيما المملكة العربية السعودية والكويت، لم تبخل يومًا في مساعدة لبنان، لكن هذه المرة لم تعد المسألة بهذه السلاسة بل وفق منطق مؤسساتي من دولة إلى دولة، على سبيل المثال لا الحصر، هناك 22 اتفاقية بين لبنان والسعودية، فلماذا يتلكأ لبنان، من جانبه، في البدء في تنفيذها؟

معطى جديد طرأ بالنسبة إلى “فلسفة القروض”، عبَّرت عنها بكل وضوح دولة الكويت: الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية أعاد النظر في سياسة منح القروض والمنح، تمهيداً لإقرار سياسة جديدة تقوم على تحقيق مصالح الكويت في المقام الأول، وأن يكون القرض الممنوح لأي دولة ذا مردود إيجابي للبلاد، وستتم إعادة النظر في إعطاء القروض بلا مقابل، فضلاً عن مراجعة الأعمال الإنسانية البحتة التي لا تحتوي على أي أجندة. هل يقرأ المسؤولون اللبنانيون هذه التحولات؟ لكل دولة من الدول الخمس التي اجتمعت في باريس، حساباتها الخاصة، فهل يتعظون؟

 

كفاءات جبران باسيل الرئاسية

محمد علي مقلد/نداء الوطن/11 شباط/2023

المعيار الأساسي الذي اعتمده آلان دونو في كتابه الذي اقتبسنا عنوانه لهذه السلسلة من المقالات هو وباء نقص الكفاءة الذي أصاب أنظمة الحكم في العالم المعاصر، حيث بتنا لا نرى أشخاصاً من قامات لنكولن وغاندي وتشرشل وديغول وعبد الناصر وفؤاد شهاب، وأخذت تتردى «مساطر» الحكام وتنحدر نحو عيدي أمين ومعمر القذافي. أمّا في لبنان، فمن القاع الذي بلغته رئاسة ميشال عون ينبري صهره ويستقتل لترشيح نفسه للرئاسة. وضعوا رسمه على وسائل التواصل وكتبوا، للتعريف به، العبارة التالية: المرشح التوافقي جبران باسيل: «علقان مع الكتائب، الأحرار، الرئيس نبيه ىبري، المردة؛ علقان مع عديله ومع سلفتو ومع نعمة فرام وميشال معوض؛ وعلقان مع زياد أسود ومع ماريو عون؛ وعلقان مع التيار». قائمة «علقاته» تطول، وقائمة ألقابه كذلك. أيمن جزيني أفضل من أحصاها في مقالة مسهبة، «قوم بوس تيريز» منحه إياه سمير جعجع،، زوربا اليوناني من وليد جنبلاط، راسبوتين الجمهورية من يوسف بزي، وألقاب أخرى مجهولة المصدر، منها ذراع العهد الأيمن، رجل العهد الأول، الصهر المعجزة، معطل تشكيل الحكومات، عاشق التصريحات وكاره الإعلام والإعلاميين، ومنها نشيد الثورة الباسيلي الشهير، «الهيلا هو». كلها ألقاب تسخر من انعدام كفاءته، ولن يزعجه أبداً تذكيره بحكاية خروتشوف خلال تجواله في المتحف الملكي البريطاني! سأل عمن يقف إلى جانب الملكة في أكثر الصور، وحين قيل له إنه زوجها، كان تعليقه، هو زوجها في الليل، وماذا يعمل في النهار؟ طبعاً «بلا قياس وتشبيه» باستثناء مصاهرة جبران للرئيس، ماذا تكون كفاءته النهارية؟

صحيح أنّه من خريجي الجامعة الأميركية في بيروت. هذا يعني أنه متعلم يحمل شهادة، وليس مثقفاً لأن شرط المتعلم لكي يصير مثقفاً، بحسب جان بول سارتر «أن يتدخل في ما لا يعنيه» أي أن يهتم، إلى جانب اختصاصه، بالشأن العام، غير أنّ باسيل أنزل الشرط من بلاغة سارتر إلى تفاهة التأويل. عبارة سارتر تعني أن حامل الشهادة الدراسية أو الجامعية لا يصير مثقفاً إلا إذا صار من الأنتلليجنسيا مسلحاً بالقيم النضالية كالتضحية ونكران الذات والصدق وبُعد النظر، قادراً على توظيف علمه ومعرفته بما يساعد على تطوير مجتمعه، ولا سيما في المجال السياسي.

جبران تدخل في ما لا يعنيه، بالمعنى المغلوط لعبارة سارتر. تدخل في ما يجهله وفاقد الشيء لا يعطيه. بنى سدوداً لا تتجمع فيها مياه؛ أفرغ وزارة الطاقة من الطاقة فعمم العتمة ثم أورثها لأتباعه فبدد المال العام؛ تولى وزارة الخارجية فلوث تراثاً عريقاً يمتد من يوسف سالم حتى فؤاد بطرس مروراً بشارل مالك وغسان تويني وآخرين، واستولى على رئاسة «التيار» بوجود من يفوقه كفاءة في كل المجالات الإدارية والسياسية ولا سيما الأخلاقية. حكايته مع عروض تمويل الكهرباء فضيحة. رفض العرض الكويتي وعرض سيمنز وعرض البنك الإسلامي، واستطاب الإقامة في وزارة الطاقة حتى بعدما صار وزير الخارجية والانتشار، فكان ينطلق من قصر بسترس إلى تدشين محول كهربائي في طرابلس، ويتكهرب عند ذكر أي اسم من منافسيه على الرئاسة. نظام التفاهة بلغ ذروته مع العهد وصهره، لم يشعر اللبنانيون إلا وملكهم في دمار، رحم الله الشاعر أحمد شوقي. لكن الثورة فرضت عداً عكسياً حين راحت تقدم قائمة الكفاءات اللبنانية في العلم والطب والفن والتجارة والصناعة والسياحة والرياضة وفي كل مجالات الإبداع البشري، وهم الذين سيعيدون صورة لبنان درة الشرق إلى بهائها.

 

اللعبة مستمرة ولبنان آخر للبنانيين ما زال ممكناً!

حنا صالح/الشرق الأوسط/11 شباط/2023

كان الاستنفار عاماً شاملاً عواصم المنطقة والعالم، فجر السادس من فبراير (شباط) الحالي، إثر الزلزال المروّع الذي ضرب بقوة تركيا وسوريا، وتأثرت به بلدان المنطقة. وأمام المشاهد المروّعة وتنامي الدلائل على توحُّد البشرية تحت شعار الإنقاذ، وبروز سلطات قادرة تدير الكوارث لحماية المواطنين، لازمَ القلق لبنان وأهله، وتضاعف مع الزلزال الثاني الذي وقع ظهراً، وقد افتقد اللبنانيون أي أثر جدي لدولتهم وسلطاتهم.

بدت ساعات الانتظار كدهر للمحاصَرين في منازلهم، فتيقنوا مجدداً من أنهم متروكون لمصيرهم. لا توجيه ولا «قصقوصة» ورق، وما قيل عن خطة مواجهة تداعيات الزلازل تبين أنها شكلية وأولية كان ينبغي أن تكون مُنجَزة مسبقاً، فرموا الكرة على بلديات مترهّلة لإجراء «مسوحات للمباني»... و«إبلاغ الهيئة العليا للإغاثة»! ويعلن وزير الداخلية أن «مالية الدولة ليست مسؤولة عن الترميم»، وينصح بإخلاء المتصدع، دون الإعلان عن بديل، في استسهال مخيف لترك الناس في العراء تحت أقسى موجة قطبية! ليتبين أن الهم الرسمي هو التبرؤ من المسؤولية، بعدما تأكد أن على مكتب معاليه مسح نقابة المهندسين لمدينته (طرابلس) الذي أظهر تصدع ألف منزل... إلى نحو 16 ألف منزل متصدعٍ في بيروت التي رمّد تفجير المرفأ ثلثها، هذا غير بقية المناطق!

مشهد صادم يعبّر عن منحى خطر، بحيث باتت أولوية المتسلطين توظيف المآسي المتدحرجة والبؤس لخدمة مصالحهم الضيقة ومشاريع تأبيد التسلط. استثمروا في إفقار البلد وفرض العوَز على أهله، وغطوا اختطاف «حزب الله» للدولة ليتبادلوا المنافع («موالاة» النظام و«معارضته»)، فتحاصصوا الوزارات والمؤسسات والإدارات؛ فكان الانهيار متعدد الأوجه: سياسي وأخلاقي، في ظلهما تم السطو على المال العام والاستئثار بجنى أعمار الناس، فتلاحقت الانهيارات المبرمجة؛ المالية والاقتصادية والاجتماعية.

لم يبدأ كل ذلك في السنوات الأخيرة التي شهدت تسريعاً مقصوداً للانهيار؛ فتاريخياً مَن تسلط على قاعدة العفو عن جرائم الحرب امتنع عن بناء مشروع الدولة. التحقوا بالخارج، واكتشفوا مصلحتهم في تعليق العمل بالدستور. ذهبوا إلى تمتين التسلط بـ«الحصانات» ومحاكم خاصة، وتثبيت «قانون الإفلات من العقاب»... وفي ذروة الانهيارات حددوا أولوية؛ بمحاولة قوننة العفو عن الجرائم المالية، حتى إن زيارة إلياس بو صعب، نائب رئيس البرلمان، إلى واشنطن، حملت عرضاً إلى «صندوق النقد» يقوم على تسييل أصول الدولة لتغطية الخسائر، حماية للكارتل المصرفي الناهب من الملاحقة والمساءلة، رغم أنه الطرف المرابي الذي قامر بالودائع؛ ما دمّر الثقة بالصناعة المصرفية! وهكذا الذين تسلطوا، استأثروا بالبرلمان وبالسلطة الإجرائية والإدارة، وقدموا مصالحهم الضيقة، صفقاتهم ونفوذهم، فأفرغوا السلطات من قوتها وهيبتها ومضمونها، ما سهَّل ابتكار أساليب السطو، مع التعامي المقصود عن تضخم الاقتصاد الموازي للدويلة، لتصبح الحصيلة إرسال أكثر من 80 في المائة من اللبنانيين إلى حدود خط الفقر وما دونه!

وعندما تعرض لبنان إلى جريمة حرب في 4 أغسطس (آب) 2020، اتحدوا مافيا متسلطة لـ«محاكمة» المحقق العدلي الذي عينته حكومتهم؛ حكومة «حزب الله» التي رأسها حسان دياب! وبدأت تتتالى فصول الانقلاب السافر على القضاء والعدالة، بالتحالف مع رؤوس الأجهزة الأمنية، ورفع اليد من جانب وزارة العدل، بعدما تنكرت السلطة الإجرائية للحقيقة والعدالة في جريمة المرفأ وبيروت! أسوة بتنكرها العملي لحقوق الذين نُهبوا، ليتم حرمانهم من إمكانية مقاضاة ناهبيهم!

رغم اتساع الأهوال، تروِّج بعض الجهات أن آليات الحكم يمكن أن تُستعاد وتكسر الحلقة المقفلة بمجرد انتخاب رئيس جمهورية غير محكوم باختيار «الثنائي المذهبي»! ويقفزون فوق الخلل الوطني وواقع البرلمان الذي لا يختلف كثيراً عن دور البرلمانات السابقة! ويقابل ذلك تصلب «حزب الله» الذي بعد رئاسة عون حدّد لنهجه 3 أقانيم: رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان والسلاح، ضمانةً لهيمنته والمضي بمخطط قيام لبنان آخر أسوأ من الوضع الحالي، ويتعاطى بأريحية مع الخارج، لأنه ضمانة مصالحها النفعية!

منذ قُتل رئيس «الطائف»، رينيه معوض، لم تنتخب برلمانات ما بعد الحرب الأهلية رئيساً للجمهورية. لقد عمّ الشغور الرئاسي منذ عام 1990، عندما لم يُترك للبرلمان إلاّ البصم على مرشح وحيد كان المحتل السوري يقترح اسمه قبل عام 2005، وبعد عام 2008، فرض «حزب الله» مشيئته! ففي عام 2009، كما في عام 2016، «مُنعت» الأغلبية من إيصال مرشح لها رئيساً؛ مرة نتيجة الترهيب بعد احتلال القمصان السود للعاصمة وانعقاد «الدوحة»، وثانية بعد الاتفاق النووي، فنقلت قوى طائفية رئيسية البندقية من كتف إلى كتف، مفضِّلة إبرام صفقات محاصصة واستئثار مع التيار العوني، وفق مخطط «حزب الله»!

منذ «مؤتمر الدوحة»، اتسع دور «الحزب» نتيجةَ «فائض القوة» التي امتلكها، وكان الجهة التي تُجيز تأليف الحكومات التي تشكلت منذ عام 2009. ولم تقتصر قوّته يوماً على حجمه التمثيلي داخلها. لقد لعب الدور الأخطر موجّهاً للسلطة، فبدا لكل المنظومة الحارس المانع للإصلاح، فحاز رضا الآخرين، لأن خطوات الإصلاح، مهما صغرت، كان من شأنها أن تمسّ مصالح المتسلطين... ويستحيل عليه التبرؤ من النتائج الكارثية التي تسببت بها إملاءاته السياسية والاقتصادية على اللبنانيين! ورغم ذلك يريد بترشيحه سليمان فرنجية فرض الرئيس الذي يستنسخ مآثر عهد عون! أما التباهي بأنه الجهة التي قمعت «ثورة تشرين»، فالقراءة المتأنية تؤكد عجزه عن إخماد بقعة الضوء التي حملها مناخ تشريني تغييري، ففاجأته صناديق الاقتراع بالتصويت العقابي، كما في عدد النواب الذين دخلوا البرلمان لأول مرة ممثلين للثورة!

الظاهرة التي طرأت على تركيبة برلمان 2022، أدخلت متغيراً سياسياً نوعياً؛ فـ«تكتل التغيير»، هو الكتلة الخامسة من حيث عدد النواب، والأولى من حيث التصويت الشعبي، أسقط أكثرية «حزب الله»، ومنع خصومه من الاستحواذ على الأكثرية... وواقعياً خلط الأوراق بمعزل عن «زحطات» في أداء البعض نتيجة قراءة قاصرة، أو رغبةً بمصالح. ولم يكن استهدافهم خارج التوقع؛ فالهدف تشويه الدور لإحباط التجربة.

لكن، حتى في الاعتصام النيابي، رغم جانبه الاستعراضي، هناك حقيقة تكمن بتحديد الانقسام بأنه يدور حول الدولة والمؤسسات وليس أحجام الطائفيين ومصالحها الفئوية... ولا ردم لهذه الهوة إلاّ بالعودة للتشرينيين العاملين للتغيير، وبعودة هذا التكتل إلى مبادرته التي حددت البرنامج السياسي: قيام «الكتلة التاريخية» لتظهير البديل السياسي، وهو أمر متعذَّر مع قوى السلطة، ومستحيل بالتوافق معها، وغير ممكن من داخلها!

المشهد معقَّد، وأخطر منه مشروع رئاسة تقوم بكل شيء إلاّ حماية حقوق الناس والمصالح الوطنية. وحده المسار التشريني لفرض حكومة مستقلة تعيد تكوين السلطة يبقى أقل تكلفة على اللبنانيين الطامحين لاستعادة الدولة وتطبيق القوانين دون استنسابية، لتتأمن العدالة، وتُضمن الحقوق، وتحمى الكرامات، وتصان الحريات وحق الاختلاف، ويتأكد أن لبنان آخر يستعيد هويته وسيادته ما زال ممكناً!

 

حكومة لبنان على "طريق الشام".. متى يسلكها ميقاتي؟

غوى حلاّل/أساس ميديا/الأحد 12 شباط 2023

من شاهد صور طريق ضهر البيدر أمس، ومواكب السيارات وقوافل المساعدات، لبنانية وغير لبنانية، تتوجّه إلى سوريا، سيعرف أنّ شيئاً ما يتغيّر، ليس في لبنان وحسب، بل في المنطقة. الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، مخلّفاً نحو 30 ألف قتيل حتى الآن، وأكثر من 100 ألف جريح، فتح شريان ضهر البيدر، أوّلاً أمام وفد حكومي من لبنان، وثانياً أمام تدفّق المساعدات الإنسانية والمساعدات الشعبية، إلى سوريا وشعبها.

على الرغم من ذلك، سلك موكب الوزراء اللبنانيين طريقه إلى سوريا بصعوبة بالغة. إذ كان القرار بالانفتاح على الدولة "الشقيقة" قبل قانون قيصر وبعده صعباً ومتعرّجاً وشبيهاً بطريق ضهر البيدر. من شاهد صور طريق ضهر البيدر أمس، ومواكب السيارات وقوافل المساعدات، لبنانية وغير لبنانية، تتوجّه إلى سوريا، سيعرف أنّ شيئاً ما يتغيّر، ليس في لبنان وحسب، بل في المنطقة

بعد الزيارة قصد أحدهم وزيراً شارك في الوفد ليقف منه على التفاصيل، فعاد خالي الوفاض إلا من عناوين عريضة وكلام مجاملات، لكنّ ذلك لا ينفي حقيقة أنّ الزيارة خرقت قطيعة في العلاقة اللبنانية السورية استمرّت منذ بدء الأحداث السورية عام 2011 حتى الأمس القريب. قبل هذا الوفد، خُرقت هذه القطيعة مرّة واحدة بزيارة وفد وزاري برئاسة وزيرة الخارجية في حكومة حسان دياب زينة عكر، واقتصر البحث على ملف الكهرباء والغاز من دون أيّ طابع سياسي. لكنّ هذه الزيارة انتهت مفاعيلها قبل أن تبدأ. إذ لم تفلح حكومة دياب، ولا التي تلتها، في إعادة وصل ما انقطع، خاصة أنّ رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي دونه محاذير تتّصل بكونه رئيس حكومة لبنان ورجل أعمال له امتداداته الخارجية وأعماله في بلاد الله الواسعة، التي يخاف عليها من العقوبات الأميركية، وهو ما يعني أنّ انقطاع العلاقات اللبنانية السورية سبق قانون قيصر "بأزمنة"، أو فلنقل إنّ لبنان كان من السبّاقين إلى القطيعة مع سوريا خشية العقوبات الأميركية.

الزلزال والتغييرات

بعد وقوع الهزّة الأرضية ونتيجة الكارثة التي أصابت أهل سوريا وناسها، سارع عدد من الوزراء في الحكومة إلى كسر "تابو" الحديث عن العلاقة مع سوريا. وكان وزير الأشغال علي حميّة (حزب الله)، بما يمثّل ومن يمثّل، بادر إلى الاتصال بنظيره السوري، ومثله فعل وزير الخارجية عبد الله بوحبيب. وقد طلب حميّة من صديق مشترك أرقام هواتف رئيس الحكومة السوري وعدد من المسؤولين السوريين. وسرعان ما تمّ التواصل والاتّفاق على الزيارة بالاتّفاق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي كان سارع بدوره إلى الاتّصال بنظيره السوري. وقد ساد نوع من الودّ بينهما واتّفقا على متابعة التواصل.

شُكّل الوفد الوزاري من لون سياسيّ واحد، إذ امتنع الوزراء السُنّة، ولا سيما وزير الصحة فراس الأبيض والبيئة ناصر ياسين، والوزيران الدرزيان عن الانضمام إلى عداده، فاضطرّ ميقاتي إلى تعويض الغياب السياسي السُنّيّ بالحضور الوظيفي، فضمّ إلى الوفد رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير والأمين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلّي. كبدل عن سنيّ ضائع. في الأساس لم يكن عبد الله بوحبيب بعيداً عن العلاقة مع السوريين، ولا سيّما أنّه عرّاب التواصل مع زميله السوري، سفير سوريا السابق في لبنان، علي عبد الكريم علي الذي يشغل حالياً منصب مستشار وزير الخارجية السوري. أمّا هيكتور حجار فكان يصبو إلى الانفتاح على سوريا. وقد خاض معركة مع زميله الوزير عصام شرف الدين في ما يتّصل بملف النازحين. وأمّا وزراء الثنائي الشيعي فقد اعتادوا زيارة سوريا. ولكن يُسجَّل لوزير الأشغال ترتيب العودة بدفع سياسي إنساني حين بادر إلى فتح المجال الجوّي والبحري أمام وحدات الإغاثة باتّجاه سوريا. البرودة في العلاقات اللبنانية السورية لم تكن متعلّقة بقانون قيصر، فقبله سادت القطيعة بين البلدين، إذ لم يزُر رئيس الجمهورية السابق ميشال عون سوريا على الرغم من تحالفهما المتين، وانقطع منذ زمن أيّ تواصل بين رؤساء الحكومات ونظرائهم في سوريا

وزير الزراعة

رأى وزير الزراعة عباس الحاج حسن أنّ زيارة الوفد الوزاري الرسمي لسوريا "فتحت صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية السورية تأخّر فتحها لا شكّ". وقال في حديث إلى "أساس": "قد يكون الزلزال قرباناً في سبيل تعزيز العلاقات العربية العربية، واللبنانية السورية على وجه التحديد. يحفظ لبنان الجميل للسوري الذي ساعده ووقف إلى جانبه في محطّات كثيرة، شئنا أو أبينا. وعرفاناً بهذا الجميل يقف لبنان وحكومته إلى جانب الشعب السوري من خلال الوفد الوزاري الذي مثّل لبنان قاطبة. فقد خطا خطوة كان يجب أن تحصل قبل الهزّة". أشار الوزير الحاج حسن إلى أنّ استقبال الرئيس السوري بشار الأسد للوفد اللبناني لمدّة 45 دقيقة يحمل دلالات تقدير وترحيب: "قلنا له بالفم الملآن إنّه لا إمكانية لدينا للمؤازرة إلّا ضمن إمكاناتنا المتواضعة، وفتحنا الأجواء البحرية والبرّية في سبيل تدفّق المساعدات عبر المرافق اللبنانية من دون أيّ رسوم تذكَر".

تفاصيل الاستقبال

على غير عادته استقبل الرئيس السوري الوفد الوزاري اللبناني عند باب المصعد ولم ينتظر لاستقباله في صالون الزوّار. وخلال اللقاء أظهر انفتاحه على الاندفاعة العربية تجاه سوريا، وبدا متفائلاً بها، مؤكّداً أنّه لن يغلق باباً يُفتح باتجاه سوريا. وهو ما فُهم أنّه استعداد لفتح صفحة جديدة مع الآخرين. وفي ما يتعلّق بالوضع في لبنان، قال الأسد: "نحن نعرف كلّ تفاصيل الواقع اللبناني، وأنّ البعض في لبنان قد يكون محرجاً بعلاقات معيّنة، ونحن لا نطلب شيئاً، ونترك للناس حرّية اختيار الوقت المناسب للانفتاح علينا، وسنكون جاهزين".

يحمل القرار السوري الجديد استعداداً لاستقبال "كلّ من يرغب"، ويعزّز التساؤل عن إمكان استغلال لبنان، كما فعلت بعض الدول العربية، تعليق قانون قيصر لتثبيت الانفتاح باتجاه سوريا، والقيام بترجمة قريبة للحوار الهاتفي الودّي بين رئيسَيْ الحكومتين السورية واللبنانية بزيارة ميقاتي سوريا، لا سيّما في ضوء ملفّ النازحين الضاغط على لبنان وتفهّم المجتمع الدولي لضرورات حلّه. إذا كان رئيس مجلس النواب نبيه برّي بعث ببرقية تعزية عن الضحايا، وأرسل موفده علي حسن خليل، فهل تستتبع هذه الخطوة بزيارة برّي سوريا لتقديم التعازي مباشرة للرئيس السوري تكون مناسبة لكسر الجليد؟

لن تقدّم ولن تؤخّر؟

في تقدير مطّلعين أنّ زيارة الوفد اللبناني لن تقدّم أو تؤخّر، ولن تخرج عن الإطار الإنساني للاعتبارات القديمة ذاتها. فلبنان في حالة ذعر دائم، ولن تهزّ عواقب الزلزال على قوّته وفداحة عواقبه الكارثية واقع حال العلاقة اللبنانية السورية. وللمفارقة يتوقّف مراقبون عند موقف الكنيسة المارونية في لبنان ودار الفتوى وغيابهما مع هول المصاب ومسارعة كنائس العالم إلى المساعدة. خلاصة القول أنّ البرودة في العلاقات اللبنانية السورية لم تكن متعلّقة بقانون قيصر، فقبله سادت القطيعة بين البلدين، إذ لم يزُر رئيس الجمهورية السابق ميشال عون سوريا على الرغم من تحالفهما المتين، وانقطع منذ زمن أيّ تواصل بين رؤساء الحكومات ونظرائهم في سوريا. لن يتغيّر هذا الواقع في تقدير مصادر سياسية قالت إنّ لبنان يخشى عواقب انفتاحه على سوريا، ولن تذهب خطواته بعيداً على هذا المستوى، فيما يعوّل مقرّبون من سوريا على الخطوة اللبنانية، ويرون فيها بدايةً لفتح صفحة جديدة متى أراد المسؤولون ذلك. إنّ الذهاب بعيداً في التماهي مع رغبة لبنانية عارمة بالانفتاح على سوريا ضرب من الأحلام، ذلك أنّ الاعتبارات ما تزال هي نفسها، وأيّ علاقة جديدة ترتبط بالموقف العربي.

 

إيران في لبنان: نحاور السعوديّة ونريد لبنان

قاسم قصير/أساس ميديا/الأحد 12 شباط 2023

حرص نائب وزير الخارجية الإيراني لشؤون الملف النووي علي باقري على تأكيد وتعميم ثلاثة أمور في أثناء زيارته لبيروت:

1- حرص إيران على متابعة المفاوضات في الملف النووي.

2- الاستعداد المستمرّ لتحسين العلاقات مع العالم العربي ومتابعة الحوار مع المملكة العربية السعودية.

3- التأكيد أنّ القرار في الملف الرئاسي اللبناني يعود لقيادة حزب الله وحدها وأن لا تدخّل إيرانيّاً في هذا الشأن.

كان واضحاً أنّ زيارة باقري لم تكن فقط بهدف افتتاح المبنى الجديد للسفارة الإيرانية في بيروت، بل لها مآرب أخرى، وتحديداً إعلامية

زيارة ذات مآرب أخرى

كان واضحاً أنّ زيارة باقري لم تكن فقط بهدف افتتاح المبنى الجديد للسفارة الإيرانية في بيروت، بل لها مآرب أخرى، وتحديداً إعلامية. ظهر ذلك جليّاً من خلال ترتيب عدد كبير من اللقاءات الحوارية لباقري مع شخصيات إعلامية وفكرية وسياسية من مختلف الاتّجاهات، وأبرزها اللقاء الحواري في المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق حول السياسات الإيرانية الدولية والإقليمية والمحلية، وخصوصاً الملف النووي والعلاقات مع الدول العربية ودور إيران في لبنان والوضع الداخلي في إيران.

خلاصات لبنانيّة

رأت أوساط لبنانية تابعت زيارة باقري أنّها تضمّنت مؤشّرين:

1- إعادة تركيز المسؤولين الإيرانيين أخيراً على دور لبنان على الصعيد الإعلامي والثقافي والدبلوماسي، سواء بالحضور المباشر أو عبر دعم العديد من المواقع الإعلامية والمؤسّسات الثقافية والفكرية، ويؤكّد كلّ ذلك اهتمام إيران بتعزيز دورها في لبنان في المرحلة المقبلة وتكثيف حضورها الدبلوماسي والإعلامي والثقافي في مواجهة الضغوط التي تتعرّض لها بسبب التطوّرات الداخلية.

2- التمسّك بحجم الوجود في لبنان من خلال افتتاح مبنى السفارة الجديد الذي يُعدّ من أضخم المباني الدبلوماسية في لبنان، ولن يوازيه حجماً في المستقبل سوى مبنى السفارة الأميركية الذي يتمّ بناؤه في ضبيّه. ويقع المبنى الجديد في منطقة بئر حسن قرب "ملعب الغولف"، وتمّ تشييده خلال السنوات الأخيرة على بعد عشرات الأمتار من المبنى القديم الذي تعرّض لتفجير انتحاري قبل عدّة سنوات من قبل مجموعة إسلامية ردّاً على الدور الإيراني في سوريا.

 

معركة "بايدن" مع "بوتين"؟ (1)

عماد الدين أديب/أساس ميديا/الأحد 12 شباط 2023

هل يمكن أن يفوز جو بايدن بولاية رئاسية ثانية؟ وماذا لو فاز؟ كيف ستكون سياسته في الداخل والخارج؟ ما هي آثار ذلك علينا؟

هل يمكن أن يخسر بايدن؟ وأمام مَن سوف تكون الخسارة؟ من يراهن على خسارته؟ كيف سيكون تأثير ذلك علينا؟

علامات استفهام وأسئلة كثيرة من دون أجوبة عن حالة ستكون شديدة التأثير، وهو ما سيوسّع قاعدة الاحتمالات المتعدّدة.

يمكن فهم شخصية بايدن بوصفه من أقدم الساسة الحاليين في واشنطن. فحين دخل المجلس التشريعي عام 1972 كان أصغر نائب في التاريخ المعاصر، إذ لم يكن قد تجاوز الـ 30 عاماً. والآن هو أكبر رئيس في سُدّة الحكم سنّاً (82 عاماً). وفي حال فوزه بولاية ثانية سيبلغ من العمر 87 عاماً عام 2028. حينما سألته المذيعة جودي ديدروف: هل حالتك الصحية تؤهّلك الآن لمواصلة الحكم 4 سنوات أخرى؟ أجاب بهدوء شديد وثقة عجيبة: تابعوني جيّداً وأعدكم أنّني لن أخفي شيئاً عن صحّتي، وإذا ألمّ بي شيء فسوف أعلنه.

عالم بايدن هو عالم معركة الرئاسة المقبلة بامتياز، وهذا يعني أنّ كلّ ما يدعم معركته الانتخابية من قرارات أو كلمات أو تصريحات له الأولوية المطلقة

صحّة مَن الأهمّ: بايدن أو الاقتصاد؟

ليست صحّة الرئيس بايدن وحدها موضع تساؤل، إذ يتعلّق السؤال الأهمّ بصحّة الاقتصاد الأميركي.

دافع بايدن عن الوضع الاقتصادي بشراسة واضحة وحاسمة في ما يعرف بالخطاب السنوي أو خطاب "حالة الاتّحاد" الذي ألقاه أمام مجلسَيْ الشيوخ والنواب وقضاة المحكمة العليا وكبار قيادات الجيش.

استغرق الخطاب ساعة و13 دقيقة صفّق له الحضور خلالها 12 مرّة وقوفاً، وقوطع من الجمهوريين 3 مرّات قيل له في إحداها صراخاً "أنت كاذب" حين اتّهم الجمهوريين بمحاولة إلغاء امتيازات برنامج الرعاية الصحيّة للمواطنين.

كان خطاب بايدن محليّاً بامتياز، داخلياً موجّهاً إلى قاعدته الجماهيرية. ذكر في الخطاب كلمة تضخّم 13 مرّة، وكلمة بطالة 8 مرّات، وكلمة فيتو 3 مرّات، مهدّداً بالاعتراض على أيّ قرار جمهوري مضادّ!

باختصار كان خطاب الرجل خطاب إعلان إعادة ترشيح نفسه لولاية ثانية من دون إعلان ذلك مباشرة، وهو ما حدث بعده بـ 48 ساعة.

ذكر أوكرانيا مرّتين فقط متحدّثاً عنها باقتضاب، والصين وروسيا 3 مرّات.

لم يذكر إيران أو إسرائيل أو فلسطين أو اليمن أو سوريا أو آثار الزلزال الأخير مرّة واحدة!

عالم بايدن هو عالم معركة الرئاسة المقبلة بامتياز، وهذا يعني أنّ كلّ ما يدعم معركته الانتخابية من قرارات أو كلمات أو تصريحات له الأولوية المطلقة.

يمكن فهم شخصية بايدن بوصفه من أقدم الساسة الحاليين في واشنطن. فحين دخل المجلس التشريعي عام 1972 كان أصغر نائب في التاريخ المعاصر، إذ لم يكن قد تجاوز الـ 30 عاماً. والآن هو أكبر رئيس في سُدّة الحكم سنّاً (82 عاماً)

بايدن يغازل

أهمّ ما في خطاب بايدن مغازلته الطبقات الفقيرة والمتوسطة والشريحة العليا من هذه الطبقة عبر تقديم أكبر رشوة اجتماعية، وهو ما يلقى دعماً من وسط ويسار الحزب الديمقراطي وتعارضه بقوّة كلّ تيارات الحزب الجمهوري.

لفت مصدر عربي قريب من مصادر القرار في واشنطن إلى أنّ الحرب الروسية الأوكرانية جزء من مكوّنات حملة بايدن الانتخابية، وحينما سألتُه: كيف هذا؟ قال: "هزيمة بوتين في تحقيق أهدافه في أوكرانيا هي عنصر أساسي لفوز بايدن في سباق الرئاسة، والعكس أيضاً صحيح".

وعود ترامب

بالمقابل قال دونالد ترامب الذي أعلن ترشيح نفسه إنّ بايدن ورّط العالم في حرب عالمية ثالثة كلّفت الشعب الأميركي مئة مليار دولار حتى الآن، واعداً في حال انتخابه بإنجاز اتفاق سلام في 24 ساعة.

بالطبع لم يتوقّف بايدن عند نقاط الفشل الواضحة في ولايته الأولى، وهي:

1- فشل تحقيق اتفاق مع إيران.

2- فشل لجم البرنامج النووي الكوري الشمالي.

3- فشل الوساطة الأميركية في حرب اليمن عقب الارتباك في موقف الإدارة من تصنيف حركة الحوثيين.

4- فشل واشنطن في كسر الجمود الذي يعيشه مشروع الدولتين في فلسطين.

في ما يتّصل بالداخل، لم يتطرّق بايدن إلى ما حدث من عجز هو الأكبر في تاريخ الموازنات السنوية في البلاد بسبب زيادة الإنفاق الاجتماعي والصحّي.

فاخر الحزب الديمقراطي بتوفير 12 مليون وظيفة جديدة ووصول معدّل البطالة إلى أدنى حدّ منذ 40 عاماً.

بالطبع لم يتعرّض بايدن لسياسات الاحتياطي الفدرالي ورفعه الفائدة على البنوك، الأمر الذي جعل من الدولار الأميركي أداة ضغط على كلّ عملات العالم.

تؤكّد تسريبات من البيت الأبيض أنّه في حال فوز بايدن سينشط في وقف التمدّد الإيراني، وسوف يمنع طهران من الحصول على سلاح نووي، وسيدعم المفاوضات من أجل مشروع الدولتين في فلسطين، وسيضغط لعقد اتفاق سلام في اليمن.

لم تتضمّن هذه الوعود شيئاً عن الأوضاع في سوريا ولبنان والعراق والسودان.

في السياسة الدولية تشغل مسألتان عقل بايدن:

- الأولى تراجع نموّ الاقتصاد الصيني وإحداث تباطؤ في ميزان بكين التجاري.

- الثانية استنزاف موارد روسيا الماليّة والعمل على تشكيل حالة ضغط داخلي على بوتين بهدف ضرب شعبيّته.

وكما قال لي مسؤول أميركي خدم دبلوماسياً في روسيا أخيراً، الهدف هو إسقاط بوتين عبر تحقيق النصر في أوكرانيا.

ولكن لماذا يكنّ بايدن هذا الحقد الدفين على بوتين؟ الإجابة الأسبوع المقبل بإذن الله.

 

الاستثمار في الكوارث الطبيعيّة

نبيل عمرو /أساس ميديا/الأحد 12 شباط 2023

المختصّون في علم باطن الأرض ازدهر موسمهم إثر الزلازل التركيّة والسوريّة، تماماً مثلما يزدهر موسم المعلّقين الرياضيين في مباريات الكؤوس والدوريات والمونديال، أو موسم أولئك الذين تقرّرهم الفضائيّات وتفرضهم علينا محلّلين عسكريين أو استراتيجيّين في كلّ حرب. ذكّرنا هؤلاء بالخطر المحدق بنا، لوقوعنا على خطّ زلزالي يخترق العديد من دولنا، ولا أحد يعرف مسبقاً متى يقرّر توجيه ضرباته المدمّرة، وفي أيّ مكان.

اختصاصيّو باطن الأرض وخطوط الزلازل قسَّمونا إلى قسمين: منّا من قضى نحبه ومنّا من ينتظر، وفي أمر الزلازل لا نبدّل تبديلا. الزلازل الطبيعية، التي ثارت في منطقة كانت تتلقّى زلازل حربيّة آدميّة، بدت على الرغم من هولها وفداحة خسائرها، أقلّ بكثير من الخسائر التي أنتجتها الزلازل الآدميّة. وهي بالمناسبة تتّصل بحرب تدميرية لم تضع أوزارها بعد. ولقد رأيت في الزلازل التركية والسورية قدراً كبيراً من النفاق والاستثمار السياسي وغسل السمعة. رجب طيّب إردوغان (المضيف) يستثمر في الانتخابات الوشيكة، التي سيكون القول الفصل فيها لصناديق الاقتراع، وأمّا منافسوه الشرسون فيستثمرون في فشله في معالجة آثار الزلزال. الزلازل الطبيعية، التي ثارت في منطقة كانت تتلقّى زلازل حربيّة آدميّة، بدت على الرغم من هولها وفداحة خسائرها، أقلّ بكثير من الخسائر التي أنتجتها الزلازل الآدميّة

بشار الأسد يستثمر في تحسين الصورة أوّلاً من خلال إعلانه أنّ المساعدات المقدّمة من دول العالم سيتمتّع بها السوريون جميعاً، بصرف النظر عن مواقعهم في الحرب الأهلية، إضافة إلى استثمار ربّما يؤدّي إلى رفع العقوبات، واعتبار كلّ ما فات كأنّه لم يكن.

أمّا إسرائيل فتستثمر في الظهور بمظهر الدولة النزيهة الإيجابية. فهي تسارع إلى إبداء استعدادها لإرسال طائرات نقل تحمل المساعدات والمعدّات لسوريا وتركيا. وذلك بموازاة الطائرات الحربية التي لم تتوقّف عن دكّ الكثير من المناطق السورية على مدى سنوات، ولن تتوقّف. أمّا أميركا فلا غرابة في أن تُسيّر جسراً جوّيّاً إنسانيّاً حضاريّاً أخلاقيّاً إلى منطقة الزلازل إلى جانب الجسر الجوّيّ التدميري المتواصل إلى أوكرانيا، وبصرف النظر عن الحقّ والباطل في أمر كهذا، إلا أنّ النتيجة في كلتا الحالتين زلزاليّة بامتياز.

غير أنّ للزلزال السوري والتركي بعض الإيجابيّات، فقد أجّل نتانياهو زلزال هدم المباني في سلوان، والشيخ جرّاح، والخان الأحمر، وغزّة، إلى وقت آخر، بعدما أنجز ما أنجز في أريحا، وبعدما ترك الحبل على الغارب لبن غفير وسموتريتش ليهدّدا ويتوعّدا قائلين بصريح العبارة إنّ الحرب على غزّة ستقع حتماً، وإنّ نسف المباني في سلوان والقدس ومناطق أخرى هو مسألة وقت وحسب، وكذلك إخلاء الخان الأحمر.

الزلازل الطبيعية تضرب ضربتها في دقائق معدودات، وتمنح المستثمرين وقتاً أطول للإفادة ممّا أنتجت. أمّا الزلازل التي يصنعها البشر فهي من النوع الذي يثور بضغطة زرّ، ويواصل كوارثه المتسلسلة وفق حاجات المستثمرين. وإذا ما هدأ زلزال صنعه الآدميون، فإنّ إعادة إطلاقه تظلّ الأقرب والأسهل.

لو سأل الذين يرسمون على وجوههم علامات الحزن والأسى وهم يتحدّثون عن مخلّفات الزلازل الطبيعية، ويتفجّعون على الأرواح البريئة التي أُزهقت والمنازل التي دُمّرت، ويستصرخون العالم لإرسال فرق الإنقاذ والمشافي الميدانية والغذاء والمال، لو سأل هؤلاء أنفسهم: هل فعلوا الشيء عينه حين تسبّبت سياساتهم بتدمير مدن بكاملها وتهجير الملايين داخل بلدهم وخارجه، وبدفْع الهاربين من أوطانهم إلى الموت في قيعان البحار، وهم يبحثون عن حياةٍ حُرموا منها. إنّ ما فعلته الزلازل الطبيعية، أقلّ ضرراً بكثير ممّا فعلته الزلازل الآدمية، واحسبوها بالأرقام إن أحببتم.

ملاحظة : توفّي في الزلزال التركي حتى كتابة هذه المقالة 84 فلسطينياً غير الجرحى والمشرّدين للمرّة الثانية أو الثالثة، وقُتل في الحروب على غزّة والضفّة مئة ضعف هذا العدد، والحقيقة المستمرّة أنّ الزلازل الطبيعية توقّفت، والزلازل البشرية ما تزال تعمل.

 

إسرائيل الثالثة

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/11 شباط/2023

إسرائيل اليوم في عقدها الثامن من العمر. تطورت عبر مراحل ثلاث في عالم تغيرت فيه موازين القوة والتحالفات. العرب أيضاً لحقهم التغيير من الاحتلال إلى الاستقلال. تعالت شعارات الوحدة، وتحرير فلسطين، ورفض وجود دولة إسرائيل. لكن صراع العرب فيما بينهم، بقي على حاله كما كان بين قبائلهم منذ قرون.

كان قيام دولة إسرائيل من أكبر الأحداث في القرن العشرين بعد الحربين العالميتين. نبثت إسرائيل في حقل تربته التاريخ، وسماده الدين، وبذوره عقول جاءت من شرق أوروبا. اليد التي زرعت البذور فوق التراب بالقوة والسياسة، كان أبرزها ديفيد بن غوريون، صهيوني متطرف قاتل في الحربين العالميتين، وانجذب إلى الفكر الاشتراكي. ديفيد بن غوريون، هو من أعلن قيام دولة إسرائيل وترأس أول حكومة في الكيان اليهودي الجديد.

رحل بن غوريون، لكن فكره ورؤيته للقادم ووصاياه السياسية الاستراتيجية، ما زالت لها قوة الفعل لكل الساسة الإسرائيليين. دخل في تحالف مع فرنسا وبريطانيا في الحرب الثلاثية على مصر بعد تأميم قناة السويس، وأخذ ثمن ذلك وهو القنبلة الذرية، التي أعطته فرنسا سرها التقني. كانت إسرائيل الأولى التي قادها بن غوريون، مزيجاً من القومية والدين اليهوديين، وكان الهاجس الأول والمؤثر هو القومية اليهودية العلمانية، وإن لم يغب النفس الديني التاريخي. أقوال بن غوريون ووصاياه، ما زالت تتعالى في خطب القادة الإسرائيليين بمختلف توجهاتهم، ولا تغيب في الملاكمة السياسية داخل الكنيست وخارجه.

قال في خطاب ما سُمي بـ«إعلان الاستقلال»: «لا معنى لإسرائيل دون القدس، ولا معنى للقدس دون الهيكل». وقال في خطابه بالمؤتمر الصهيوني: «لو كنت زعيماً عربياً، فلن أوقع اتفاقاً مع إسرائيل. لقد أخذنا أرضهم، التي وعدنا الله بها، لكن إلهنا غير إلههم». وأوصى بإدارة الصراع مع العرب، دون التوجه إلى حل شامل. كانت تلك مرحلة إسرائيل الأولى التأسيسية، التي قادها ديفيد بن غوريون، وانتصر فيها على الجيوش العربية، وانتهت بالهدنة الموقعة في جزيرة رودس اليونانية، وألحقت الضفة الغربية إدارياً بالأردن، وقطاع غزة بمصر.

قبل أن يترك ديفيد بن غوريون قيادة حزب العمال الموحد (المابام) قرَّب إليه عناصر شابة، في مقدمتهم موشي دايان وشمعون بيريز وإسحق رابين وغولدا مائير وشارون. وهم الذين سيقودون إسرائيل الثانية. بعد العدوان الثلاثي على مصر، وانسحاب القوات الفرنسية والبريطانية والإسرائيلية من الأراضي المصرية، بضغط أميركي وروسي، تغيرت السياسة الخارجية الإسرائيلية، ووطدت علاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية، وفعّلت الوجود اليهودي في أميركا.

ساد في المنطقة هدوء عسكري وسياسي، ولم تشهد تصعيداً عسكرياً يذكر بين دولها. اتجهت إسرائيل الثانية، إلى التصنيع الواسع مدنياً وعسكرياً، والتعليم الحديث، وتقنية الزراعة.

بدأ يبرز التيار السياسي الديني، وانتعش حزب «حيروت» بقيادة مناحم بيغن. كانت خمسينات وستينات القرن الماضي، سنوات الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي. اصطفت مصر إلى جانب الشرق، في حين رفعت إسرائيل درجة علاقاتها مع الغرب. القضية الفلسطينية، لم يكن لها حضور سياسي على موائد التعامل الدولي، إلا من الجانب الإنساني لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين. شرعت إسرائيل في إعادة إنتاج نفسها. القادمون الجدد الذين في الكيبوتزات، تحولوا إلى قوة منتجة في مختلف المجالات، وصار لهم حضور فاعل في الأحزاب السياسية. ترتب على ذلك تراجع هيمنة اليسار الاشتراكي اللاديني، واتساع التيارات السياسية الدينية. في تلك الفترة عاش العالم العربي، حقبة التنابز السياسي الدعائي، كل طرف يكيل الصفات الشعاراتية للطرف الآخر. هذا الراديو يصف خصمه بالرجعي، والآخر بالتابع للسوفيات. وتوالت الانقلابات العسكرية في بعض الدول العربية. وتبنت الاشتراكية الارتجالية، واتسع العنف، وهاجرت العقول، وانحدر التعليم، وتآكل الاقتصاد. غاص من سموا أنفسهم بالقوميين التقدميين، في بحور الأناشيد للأحلام والزعماء، والهتافات المقفاة لتحرير كامل فلسطين من العصابات الصهيونية، التي هي خنجر إمبريالي في الجسد العربي بلغة الإعلام الإيقاعي. لم تمأسس الدولة العربية، وتتخلق الهويات الاقتصادية للدول، وتضبط الاستراتيجيات الداخلية والخارجية. في يونيو سنة 1967، حدد راديو «صوت العرب» من القاهرة، موعد غداء الجيوش العربية في تل أبيب، وصرخ المذيع الكبير أحمد سعيد في اليوم الثالث للحرب: «لقد سقط جبل المكبر يا أبناء اليهودية». في تلك الساعات كان الجيش الإسرائيلي على ضفة قناة السويس.

عندما قامت مصر بحشد قوتها في سيناء، عمَّ الخوف الإسرائيليين، واعتقد بعضهم بأن الجيوش العربية ستجتاح كل الأراضي الإسرائيلية في ساعات.

بعد النصر غير المتوقع للجيش الإسرائيلي على ثلاثة جيوش عربية، واحتلال كامل فلسطين التاريخية وسيناء والجولان، سادت في إسرائيل قناعة، أن الله هو من حقق ذلك النصر الأسطوري الكبير، وليس الجيش الإسرائيلي بمفرده.

انفتح الباب السياسي للأحزاب الدينية، وأصبح التطرف الصهيوني الديني، ورقة مضافة إلى صناديق الاقتراع. حزب «العمل» الإسرائيلي الذي حكم الدولة منذ قيامها، بدأ يتراجع، وبرزت الأحزاب اليمينية الدينية الصهيونية. حزب «الليكود» تشكل سنة 1973 بين تكتلات يمينية صهيونية وحزب «حيروت»، الذي أسسه مناحم بيغن، وطرح آيديولوجية متشددة ترتكز على تكريس دولة إسرائيل الكبرى، ورفض قيام دولة فلسطينية. هيمن المستوطنون على مفاصل الحزب. شكل حكومتي تحالف بقيادة إسحق شامير، وفي سنة 2009 شكل حكومة بقيادة بنيامين نتنياهو. عاشت إسرائيل على مدى سنوات وجودها، تفاعلات سياسية تتحرك بقوة. غابت قوى سياسية وبرزت أخرى. لكن بقي الحبل الآيديولوجي الديني الصهيوني يربط كل تلك القوى رغم الخلافات السياسية الشديدة. التزمت كل قوى الطيف السياسي بوصايا ديفيد بن غوريون، وأفكار جيبوتنسكي الصهيوني العنيف العنصري. واصلت تقدمها العلمي والصناعي المدني والعسكري، وحققت اختراقات كبيرة في الجدار العربي والفلسطيني بعد اتفاقات أوسلو. الآن لم يعد بين الأنظمة العربية، وحتى في المزاج الشعبي العربي، من يقول بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، ويرفض وجود إسرائيل. إسرائيل الثالثة هي التكوين الذي حقق سطوته الإقليمية ودوره الدولي، وأعلن هويته اليمينية الصهيونية، ورفضه للهوية الفلسطينية، وتكريس منهج الأبارتهايد العنصري. هل تحقق إسرائيل الرابعة، وصية ديفيد بن غوريون: «لا إسرائيل دون القدس، ولا قدس دون الهيكل»؟.

 

بوتين والحرب النووية الاستباقية

إميل أمين/الشرق الأوسط/11 شباط/2023

وسط غبار ومأساة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، توارت الأيام القليلة الماضية أحداث الصراع الروسي – الأوكراني، وإن كان العارفون ببواطن الأمور يرون أنها مقبلة على تطورات مخيفة، بالقرب من الربيع القادم، حين تذوب الثلوج وتظهر المروج. عرف العالم تعبير الحروب الاستباقية أو الوقائية، بعد نهاية الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي، وتم تكريسه بنوع خاص خلال إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، وقت الحرب على الإرهاب، حسب المفهوم الأميركي في ذلك الوقت. لم يكن يدور بخلد أحد أن هذا المصطلح سوف ينسحب، خلال عقدين من الزمن، على الأسلحة النووية، الأمر الذي أثاره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً... ما القصة؟ وما مجرياتها؟ ولماذا سارت بها الأقدار على هذا النحو؟ ذهب بوتين مؤخراً إلى أن بلاده إن لم تستخدم أسلحتها النووية في ضربة استباقية، فلن تستخدمها للرد، لأن إمكانيات تفعيلها بعد توجيه ضربة نووية، ضد روسيا، ستكون مقيدة جداً. يعنّ لنا أن نتساءل: هل بوتين يردّ طريقة التفكير الأميركية العسكرية إلى نحر واشنطن؟ تاريخياً تبقى واشنطن هي من بلورت مفهوم الضربة الوقائية، ثم إنها هي كذلك مَن طوَّرت أنظمة ضربات تهدف لنزع أسلحة العدو. يكاد بوتين يضحى الرجل الذي يتبنى الاستراتيجيات العسكرية الأميركية التي صُممت لضمان أمنهم، ليشكّل الأمر تهديداً مضاداً في الحال والاستقبال. يتساءل المراقبون، لا سيما من الخبراء العسكريين: لماذا فتح بوتين الأبواب واسعة لتغيير عقيدة بلاده العسكرية، بعدما أعلنت مراراً وتكراراً أنها لن تستخدم السلاح النووي إلا دفاعاً عن وجودها، وبالتحديد رداً على تعرض روسيا لهجوم نووي؟

تبدو النيات الأميركية تجاه روسيا واضحة، لا تداريها ولا تواريها، وقد كان آخر ملامحها حديث بايدن في خطاب حالة الاتحاد والموجّه إلى السفيرة أوكسانا ماركاروفا، سفيرة أوكرانيا في واشنطن، والتي كانت حاضرة في الكونغرس: «سنقف إلى جانبكم مهما استغرق الأمر... أمتنا تعمل من أجل المزيد من الحريات والكرامة والسلام، ليس فقط في أوروبا بل في كل مكان». هذه الكلمات لم ترسَل عشوائياً، إذ يجري على قدم وساق ترجمتها إلى عمليات لوجيستية، عبر تجهيز أوكرانيا بأسلحة غربية متطورة، دبابات من نوعية «شالنجر 2» البريطانية المتوحشة، و«أبرامز» الأميركية القاتلة في ميادين الوغى، عطفاً على «ليوبارد» الألمانية، والتي عدّ بوتين وجودها على أرض المعركة بمثابة مواجهة النازية من جديد بعد نحو ثمانية عقود على الحرب العالمية الثانية.

يبدو بوتين كمن يبعث برسالة واضحة إلى الأميركيين، قبل معركة الربيع القادم، فيما يتساءل المراقبون، في حيرة: هل هو جاد بالفعل أم أن التصريح جاء على سبيل الردع؟

قبل ثلاثة عقود، ووقت الانتصار الأميركي والأوروبي على الاتحاد السوفياتي، وتفكيك وحدة جمهورياته السابقة، تحدث الملياردير الأميركي الجنسية، المجري الأصل، جورج سورس، عن أوكرانيا بوصفها الحاضنة البشرية الاستراتيجية، والتي سيعمد الناتو إلى استغلالها والتعاطي معها كخنجر في خاصرة روسيا الاتحادية، بغرض مشابه لما جرت به المقادير من قبل، أي إثارة روح الحرب الأهلية بين الروس، وتقسيمها تقسيماً مناطقياً، وعلى أُسس مختلفة من العرق والعقيدة والآيديولوجيا.

الناظر إلى المشهد العسكري على الأرض الأوكرانية يدرك سعي الناتو لإيجاد تشكيلات عسكرية على الأرض تمتلك أسلحة أميركية وأوروبية بنسبة تتراوح ما بين 70 و80 في المائة. يقطع الخبير العسكري الروسي فلاديسلاف شوريغين، بأن معركة الربيع القادم، والتي تبدو على الأبواب، قد تكون مهمة للأميركيين أكثر من أهميتها للأوكرانيين، ذلك أن واشنطن تتطلع لمعرفة التكتيكات التي يمكن للروس أن يستخدموها في المستقبل، والعمل على بلورة خطط مضادة لها. يظن الأميركيون أن معركة الربيع قد تكون الأخيرة للأوكرانيين، بعد أن عجزوا عن استعادة أكثر من ربع الأراضي التي احتلتها روسيا، وتم تدمير 80 في المائة من جميع معداتهم العسكرية. وعلى الرغم من الحشد العسكري، ومليارات الدولارات التي تدفقت ولا تزال من واشنطن على كييف، فإن واشنطن على بيّنة من أن هزيمة موسكو أمر شبه مستحيل، فما من قوة نووية تُهزم في مواجهة عسكرية، ولهذا رفض الأميركيون على سبيل المثال فكرة تزويد الأوكرانيين بطائرات قتالية متقدمة من عينة «إف 16»، و«إف 22»، وبنفس القدر أجابوا الأوكرانيين بـ«لا»، حين طلبوا صواريخ باليستية. تبقى الحقائق العسكرية على الأرض واضحة، ومنها أن محور الناتو يتفوق على روسيا على صعيد الأسلحة التقليدية، الأمر الذي لا يترك الكثير من الخيارات للقيصر بوتين، سوى استخدام الأسلحة النووية. مَن عنده المقدرة على إفشاء سر شيفرة تصريحات بوتين الخاصة بالضربة النووية الاستباقية؟

الجواب عند أحد أهم المحللين السياسيين الروس المعاصرين، ألكسندر نازاروف، وهو أن بوتين لا يثق بالأنغلوساكسون، لا سيما أنهم مستعدون على الدوام لاستخدام الأسلحة النووية ضد الروس في أي موقف على الإطلاق، وبخاصة أن كلمة الإنسانية بالنسبة إليهم هي عبارة فارغة عندما يتعلق الأمر برفاهيتهم وفقاً لهم.

حديث نازاروف منطقه قائم وقادم في الاستراتيجية الأميركية للأمن القومي، ذلك أن واشنطن لا تستنكف أن تعلن عن استعدادها لاستخدام الأسلحة النووية أولاً، ليس فقط للرد على تهديد وجودي، ولكن أيضاً من أجل التأثير على عمليات صنع القرار في الدول غير الصديقة. الروس على بيّنة من امتلاك الأميركيين أسلحةً فرط صوتية خلال عامين على أقصى تقدير، وحال نصب تلك الرؤوس في كييف، ستكون على بُعد 2 - 3 دقائق من قلب الحواضن والحواضر الموسكوفية، ولهذا فإنها إذا انطلقت سيكون بالفعل أي رد نووي روسي غير مجدٍ ومن دون فاعلية.

هل عزمت موسكو – بوتين على الدخول في مواجهة نهائية؟ خلال اجتماع بوتين، نهار الخميس الماضي، مع ممثلي صناعة الطيران، أعلن أن روسيا لم تبدأ أي أعمال عسكرية لكنها تحاول إنهاءها. تكاد تصريحات بوتين الحديثة بعد تصريحاته المتقدمة عن الضربات النووية الاستباقية تشي بأن الرجل يفتح الطاقة الأخيرة لمسار مختلف، في الربع الأخير من الساعة الحادية عشرة. هل سينجح القيصر في محاولته، في ظل تصريحات رئيسة البرلمان الأوروبي بتزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى ومقاتلات؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

46 نائباً يعلنون مقاطعة الجلسة التشريعية ويلوحون بالطعن بمقرراتها

المدن/11 شباط/2023

أعلن 46 نائبا، انهم لن يشاركوا بأي جلسة تشريعية قبل إنتخاب رئيس ولن يعترفوا بأي من قوانينها وسيمارسون تجاهها أي حق يمنحه اياهم الدستور للطعن بها.

وقالوا في بيان أصدروه حول الجلسة التشريعية:

"نحن، نواب الأمة، الموقعين أدناه، نعلن ما يلي:

أولا- إننا نحرص على السلطة التشريعية-التي نمثل جزءا منها- لا سيما أنها أضحت السلطة الشرعية الوحيدة، بعد الخلل الذي أصاب السلطتين التنفيذية والقضائية، مما يرتب عليها مسؤوليات جمة وموجبات، على رأسها إعادة تكوين السلطة بما يصون أحكام الدستور، بدءا من إنتخاب رئيس الجمهورية وما يليها من انتظام للمؤسسات الدستورية.

ثانيا- إننا نؤكد إلتزامنا المطلق بالمواد 49 و74 و75 من الدستور، التي تنص صراحة على أنه عند خلو سدة الرئاسة يضحى المجلس النيابي هيئة إنتخابية ملتئمة بشكل دائم، منعقدة وقائمة حكما وبحكم القانون، حصرا من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية.

ثالثا-  وفي هذا السياق، نثمن جميع المبادرات الآيلة الى التطبيق الحرفي للمواد المشار اليها من الدستور، لا سيما مبادرة الزميلين ملحم خلف ونجاة صليبا الموجودين بصورة متواصلة في المجلس النيابي منذ 24 يوما تحقيقا لتلك الغاية.

رابعا- في السياق نفسه، إن المادة 75 من الدستور، الآتية بعد المادة 74 منه، تنص بوضوح، أن المجلس النيابي، في ظل شغور سدة الرئاسة، هو "هيئة انتخابية لا هيئة إشتراعية"، وبالتالي يمنع على المجلس النيابي التشريع، قبل إنتخاب رئيس للجمهورية. فهذا النص الدستوري الخاص والصريح لا يسمح بأي توسع في تفسيره، وإن هذا المنع هو مطلق ولا يحتمل أي إستثناء ولا تمييز بين ما هو "تشريع الضرورة وتشريع غير الضرورة"، إذ لا أولوية تعلو فوق أولوية إنتخاب رئيس للجمهورية، بل الموجب الدستوري المتوجب على السادة النواب يحصر مهمتهم فقط وحصرا بهذا الإستحقاق الى حين إتمامه. علاوة على ذلك، فإن المادة 57 من الدستور، تعطي رئيس الجمهورية حق طلب مراجعة القانون من المجلس النيابي، وبالتالي فإن التشريع بغياب الرئيس، يفقد حلقة أساسية في آلية التشريع، وينسف مبدأ فصل السلطات والتعاون بينها المكرس في دستورنا، ويُعدّ تعدٍّ من سلطة على سلطة أُخرى.   خامسا- إن تسيير أمور المواطنين وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية لا يكون من خلال إطالة مدة الفراغ في رئاسة الجمهورية أو التطبيع معه ومحاولة تنظيمه بآليات ووسائل غير دستورية، بل بإنتخاب رئيس للجمهورية فورا؛ فالإمعان في عقد جلسات لحكومة مستقيلة والتوجه لعقد جلسات تشريعية لمجلس النواب، في ظل غياب رئيس للجمهورية، يكرس واقعا مخالفا للدستور ويظهِّر إمكانية لإدارة الدولة من دون حاجة لرئيس الدولة، الأمر الذي يمس بروح إتفاق الطائف وأسس نظامنا الديمقراطي. ان مخاطر شغور سدة رئاسة الجمهورية، في ظل هذا الإنهيار الدراماتيكي القاتل للوضع الإقتصادي والإجتماعي والإنساني، تهدد بسقوط الدولة اللبنانية ومعها الوطن! والناس تنتظرنا، وتنتظر منا أن ننتخب رئيسا إنقاذيا إطلاقا لقطار الإنقاذ، والتاريخ ينتظر منا هذا الحدث الإستثنائي، ونريد أن نكون على قدر المسؤوليات الجسام التي نتحملها، وعلى قدر الأمانة التي نحملها، وعلى قدر آمال الناس التي إنتخبتنا!".

سادسا- لكل هذه الأسباب المبينة أعلاه، فإن عقد جلسة تشريعية، أيا يكن سببها، هي مخالفة للدستور وبمثابة ضربة قاتلة لأساسات النظام اللبناني. وأي جلسة، بهذا الصدد، لا تستقيم وهي بحكم المنعدمة الوجود والباطلة، ولا يمكن أن تنتج عنها أي مفاعيل؛ وهذا يرتب موجبا دستوريا على النواب بعدم المشاركة بأي "جلسة" من هذا النوع وعدم الإعتراف بها، وأي مشاركة من قبلهم أو إعتراف منهم بها يعد إنتهاكا صارخاً لأحكام الدستور؛ لذلك، إنّنا لن نشارك بأيّ "جلسة تشريعية قبل إنتخاب رئيس الدولة، ولن نعترف بأي من قوانينها وسنمارس تجاهها أي حقّ يمنحه ايانا الدستور للطعن بها!

النواب الموقعون:

ملحم خلف، نجاة صليبا، بولا يعقوبيان، ميشال الدويهي، فراس حمدان، ابراهيم منيمنة،  ياسين ياسين، الياس جراده، حليمه القعقور، وضاح الصادق، مارك ضو، شربل مسعد، سامي الجميل، نديم الجميل، الياس حنكش، سليم الصايغ، ميشال معوض، فؤاد مخزومي، اشرف ريفي، اديب عبد المسيح، نعمة افرام، جميل عبود، غسان سكاف، إيهاب مطر، جورج عدوان، ستريدا جعجع، غسان حاصباني، جورج عقيص، فادي كرم، سعيد الاسمر، نزيه متى، كميل شمعون، غياث يزبك، رازي الحاج، ملحم الرياشي، شوقي دكاش، انطوان حبشي، الياس اسطفان، بيار بو عاصي، زياد حواط، ايلي خوري، غادة ايوب، جهاد بقرادوني، ميشال الضاهر، جان طالوزيان وعبد الرحمن البزري.

 

"القوات": تجربة التيار الوطني الرئاسية هدمت الجمهورية ولم تترك فيها حجرا على حجر ولا أحد يستطيع منافسة باسيل في الهرولة من قصر المهاجرين إلى حارة حريك

"وطنية/11 شباط/2023

رأت الدائرة الاعلامية في حزب "القوات اللبنانية في بيان، أنه "من أوجه الوقاحة أن يتشدق التيار الوطني الحر بشماعته المعهودة ألا وهي الحرص على موقع الرئاسة، وأن يجاهر بتذكير اللبنانيين بسنوات العهد المشؤوم الذي بلى الدولة والشعب بجحيم غير معهود. إن آخر من يحق له ادعاء الحرص على الرئاسة، هو الذي يوم ائتمن عليها، سلمها عن سابق تصور وتصميم، وبعد تفاهم اذعان يبادل السلطة بالسيادة، إلى الفريق المسلح، الذي قبض على قرار الدولة والرئاسة ضمنا. إن آخر من يحق له ادعاء الحرص على الرئاسة، هو الذي قبل طواعية بأن يتحول رئيس الجمهورية في عهده إلى أداة ممانعة تسهر على ضرب علاقات لبنان العربية والدولية وتجاهر بنسف كل أسس الاستقرار خدمة لمآرب الحليف وتنفيذا لمطامع أهل البلاط".  وتابعت: "أما بعد، فإن مقارنة الزمن المأسوي الحالي الذي خلفه عهد التيار وحكم الممانعة بفترة الشغور الرئاسي ما بين العامين 2014 و2016 لمحاولة تبرير قرار الممانعة بالانقضاض على رئاسة الجمهورية والجمهورية، لهي محاولة معيبة ورخيصة، وكأن ما حل اليوم بالشعب لا يوازي شيئا في ضمير تيار ومحور لا ضمير لهما. فإن كان من ضرورات تشريعية إستثنائية في السابق حتمت الذهاب إليها، فلأنها كانت قادرة على تدعيم المسار الانقاذي، وسط تعطيل ممنهج للانتخابات الرئاسية مارسته الممانعة على مدى عامين ونصف عام على قاعدة إما العماد ميشال عون رئيسا وإما الفراغ. أما اليوم، فأي تشريع هو الضروري في ظل انهيار غير مسبوق بتاريخ لبنان؟ وهل المطلوب أن يصبح تشريع الضرورة عادة لبنانية من العادات اللادستورية التي يتم اعتمادها عند كل شغور وكأن غياب رئيس الجمهورية هو حالة طبيعية؟"

أضافت: "لا يصح ادعاء الحرص على موقع الرئاسة في رفض انعقاد حكومة تصريف الاعمال حتى لو توافر بند الضرورة مقابل التفاوض على تهريب جلسة تشريعية شرط تمرير قرارات وتعيينات تحاصصية فئوية، في غياب رأس الدولة وفي ظل انهيار غير مسبوق، حيث ان جلسة للضرورة القصوى تختلف عن جلسة لتعيين أفراد، وجلسة لحاجات الناس وميثاقية الطابع تختلف عن جلسة مقايضة ومحاصصة، واللافت أنه في الشغورين المسؤول هو نفسه ثنائي الحزب التيار وحلفاؤهما. أما المضحك المبكي، أن يعود تيار الغش والتضليل في كل مرة يحشر في زاوية عريه الشعبوي إلى تصريح أدلى به رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع قبيل الانتخابات النيابية، والذي أكد فيه أن فوز القوات والفريق السيادي سيؤدي إلى تحسن العملة الوطنية في حال تسلمت السلطة بعد الانتخابات، ولكن، ويا للأسف، ولسوء حظ الشعب المنكوب مازالت السلطة بيد التيار وحلفائه المرتهنين لمشروعهم الخارجي". وختمت: "يبقى ان تجربة التيار الوطني الحر الرئاسية لم تترك ولو معولا واحدا إلا وضربته برئاسة الجمهورية ومصلحة لبنان واللبنانيين العليا، فهدمت الجمهورية ولم تترك فيها حجرا على حجر، وأما في موضوع الهرولة فإن لا أحد يستطيع منافسة النائب باسيل في الهرولة من قصر المهاجرين إلى حارة حريك".

 

"التيار الوطني" ينفي ما روجته "الجديد" وال"MTV" عن موقفه من المشاركة في الجلسة التشريعية: لا يخرج عن سياق حملة التشويش القواتية

وطنية/11 شباط/2023

 نفى "التيار الوطني الحر" في بيان، نفياً قاطعاً ما روّجته "قناتا الجديد والـMTV عن موقف التيار من المشاركة في الجلسة التشريعية ومن موضوع التمديد الانتقائي لبعض الموظفين والامنيين، وهو ترويج مكشوف الغايات لا يخرج عن سياق حملة التشويش القواتية القائمة على مزايدة رخيصة للتعمية على ما دأبت عليه القوات اللبنانية من مشاركة في جلسات تشريع الضرورة في مرحلة الشغور الرئاسي بين العامين ٢٠١٤ و٢٠١٦". وكرر التيار موقفه الثابت بأن "المجلس النيابي زمن الشغور الرئاسي هو في حال إنعقاد دائم لإنتخاب رئيس، وأن أي تشريع محكوم بضوابط شديدة يحكمها الطارئ والمستجد والاستثنائي والضروري كما شرحه رئيس التيار هذا المساء في تسجيله "دقيقة مع جبران".

 

 جعجع في ندوة عن شارل مالك: ما نشهده في لبنان على يد تركيبة سلطوية مستقوية بسلاح غير شرعي يشكل اغتيالا للبنان شارل مالك وطعنا لإنسانه

وطنية/11 شباط/2023

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "ما نشهده في لبنان على يد تركيبة سلطوية مستقوية بسلاح غير شرعي، تنتهك أبسط مضامين الكرامة الإنسانية وتسد كل آفاق التغيير الطبيعي المشروع أمام اللبنانيين، وهو يشكل اغتيالا للبنان شارل مالك وطعنا لإنسانه، ما يحدو إلى البحث عن تركيبة جديدة، تعيد لبنان إلى ثوابته". كلام جعجع جاء في ندوة تحت عنوان "شارل مالك المعلم، الفيلسوف والمؤمن، فسحة للأمل والتفكير في صخب العالم"، نظمتها مصلحة المهن القانونية في حزب "القوات اللبنانية" في ذكرى ميلاد مالك، في حضور أعضاء تكتل "الجمهورية القوية" النواب: فادي كرم، غياث يزبك والنائب السابق وهبه قاطيشا، وأمين سر التكتل سعيد مالك، نجل المفكر شارل مالك حبيب، ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة في لبنان علاء قاوود، نقيب المهندسين في الشمال بهاء حرب، ممثل نقيب المحامين في بيروت سعد الدين الخطيب، الأمين المساعد لشؤون المصالح في "القوات" نبيل أبو جودة، إضافة الى رئيس جمعية "عدل ورحمة" الأب نجيب بعقليني، مدير جامعة الـLAU في الكورة الأب فرانسوا عقل، ممثلة عن رئيسة جامعة الحكمة الدكتورة جومانا الدبس، مدير كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية الدكتور أمين لبس، رؤساء مصالح المحامين في حزب الكتائب موريس الجميل، مفوض العدل في الحزب التقدمي الاشتراكي سوزان إسماعيل، ممثل المحامين في حزب "الوطنيين الأحرار" جان أبي زيد ضو، وبعض من أعضاء الجبهة السيادية، ولفيف من رجال الدين، حشد من مسؤولي القوات والشخصيات الفكرية والإعلامية والاقتصادية وعدد كبير من المحامين. استهل جعجع كلمته، بشكر الحضور فردا فردا على قدومهم الى هذه الندوة التي يعتبرها البعض أنها "ناشفة لكنها مهمة جدا بالنسبة للبقية وأنا منهم"، توجه جعجع بتهنئة مصلحة المهن القانونية في القوات لإنجاح هذه المناسبة المهمة بالتنسيق مع كل الدوائر والأجهزة في القوات. وقال: "كان لي حظ كبير أن أعايش شارل مالك لحظات قليلة، وكنت أسرق الأوقات أثناء الأحداث وأسير معه في حديقته أمام منزله في الرابية، وبعد تطور علاقتنا به، بات مالك عند كل حدث أمني يتوجه الى المجلس الحربي، ويتصرف كالصحافي ويبدأ بطرح الأسئلة عما يجري مع تدقيق بالتفاصيل". وتابع: "إن ننسى لا ننسى، ليس فقط الذين استشهدوا كي نبقى نحن، (هذه العبارة لا أشبع منها حتى لو سمعتها كل يوم وكل دقيقة، خصوصا بصوت شارل مالك وتحديدا عبر أثير إذاعة لبنان الحر) إنما أيضا وأيضا الذين أفنوا حياتهم على دروب العلم الغزير، والفكر، والكلمة الحرة، والكتابة بإيمان الرسل والمبشرين، والكلام ببصيرة الرؤيويين، كي نبقى نحن، وتبقى الحرية، ويبقى الإنسان، ويبقى لبنان... وفي طليعة هؤلاء الرجالات العظام، ألعملاق الفكري الكبير شارل مالك". وأشار الى "أننا لا نحيي اليوم فقط ذكرى ولادة شارل مالك الذي توفي بالجسد، لكن فكره يحيا حتى انقضاء الدهور، بل نحيي معها أيضا ذكرى الأسس الفكرية والمرتكزات الأخلاقية والثوابت التاريخية للمقاومة اللبنانية الحقة، وللكيانية اللبنانية على حد سواء، فهنيئا لنا بهذا اليوم المجيد".

واعتبر أن "مالك اسم يجسد بفكره مسيرة شعب لبناني معاند في تمسكه بالحرية وتوقه الدائم للانعتاق والتطور والتغيير طوال مئات السنين، وتاريخ بلاد ارز من بدايات كينونتها الوعرة في موئل الجبة ووادي قنوبين، حتى تكريس نهائية كيانيتها في دولة لبنان الكبير، وإيمان وعنفوان وصمود مقاومة حقة، لبنانية كيانية متواصلة، من تصديها للمشاريع الانصهارية، مرورا بإسقاط دولة التوطين، وصولا لإخراج الاحتلال، واستمرارا حتى إفشال كل محاولات الترويض والتيئيس والتركيع بغية تغيير الهوية، وما زالت مقاومة شعبنا هذه تتوالى فصولا كل يوم حتى التخلص من التركيبة السلطوية المهترئة ومن وراءها، وانتصار لبنان شارل مالك من جديد".

كما أكد انه "فكر يكاد يختصر سيرورة إنسانية كاملة، في مراحل تفاعلها الحضاري وتطورها الفكري واختمارها الثقافي والقيمي، حتى بلوغها الغاية الأسمى في الخير والحق والحرية والعدالة والعيش الكريم، على كل المستويات، عاملا على التوفيق بين الإيمان والتفكير العقلاني المجرد، مبتدعا صيغة فلسفية تتماهى فيها قيم الأرض مع طبيعة السماء، جامعا مجد الحضور الإنساني من طرفيه المادي والروحاني، جاعلا الأرض مرآة صافية للسماء حتى يتم المعنى الحقيقي لرسالة الإنسان فيها، وحتى يكون كما في السماء كذلك على الأرض".

وإذ شدد على انه "بين القضية اللبنانية وشارل مالك، الفيلسوف المسيحي المؤمن، ينبوع من العطاء المتبادل الذي لا ينضب وهو الأسمى والأعمق والأنبل"، قال جعجع: "القضية اللبنانية" أعطت مالك النموذج التطبيقي الصارخ حول تجلي فكرة الحرية في بقعة جغرافية محاطة بالأخطار الوجودية والأفكار الإلغائية، ومأسستها على شكل دولة ذات سيادة وطنية، وتحول فكرة الحرية هذه إلى نبراس إيمان شعب قدم، طوال قرون، أمثولات في مقاومة الاحتلال والظلم والباطل والعبثية، مما أيقظ بداخله الوعي والتصورات حول أحقية كل المضطهدين والمقهورين في الشرق والعالم، بالتمتع بالأمن والحرية، والأمان، والعيش الكريم، والمساواة، والحق بالاختلاف، والتعددية". وأضاف: "هو بالمقابل أعطاها زهرة شبابه وزبدة تفكيره وعصارة خلاصاته، مترجما نماذجها التطبيقية إلى أفكار وطروحات نظرية وفلسفية تتكامل مع الوقائع العملية، محولا نفسه رسولا ومبشرا ومنظرا لها في الندوات اللبنانية والمحافل العربية والدولية، محلقا بها بأجنحة عقله الراجح وإيمانه العميق واستنارة فكره، نحو أعلى قمم الإنسانية، مانحا إياها أبعادها الإنسانية والعالمية والحقوقية، موفرا لها بكتاباته مرتكزاتها الفكرية وثوابتها الوطنية والسياسية والأخلاقية، والتي تحولت هي نفسها ثوابت ومرتكزات المقاومة اللبنانية الحقة، متخذا من هذه التجربة اللبنانية الرائدة منطلقا لتعميمها على مستوى الفكر الإنساني أجمع، عبر تظهيرها وتأطيرها بنودا وفقرات من خلال دوره الفاعل في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".

وأردف: "تحت مصالحهم الشخصية، ترك البعض بلادهم، وعائلاتهم، وشعبهم، تحت شعار أنهم يرفضون أن يتلطخ يدهم بالدم، فهؤلاء المسؤولون الذين غادروا الى الخارج هم أكثر أناس تلطخت يدهم بالدم".

ولفت رئيس "القوات" الى انه "مثلما هب شبان وشابات "المقاومة اللبنانية" الحقة للاستشهاد في سبيل هذه القضية عندما تهددتها الأخطار الوجودية، تجند مالك للدفاع عنها بكل طاقاته وإمكاناته وعلاقاته العربية والدولية، ولم يفكر لحظة واحدة بمغادرة لبنان والنأي بنفسه عن الأخطار الشخصية، متمتعا بامتيازات جنسيته الأميركية وترحيب دول العالم الحر به في ربوعها، انطلاقا من إسهاماته الإنسانية وهامته العالمية، بل فضل العودة الى جذور وعيه وتصوراته ومنطلقاته الفكرية والإيمانية الأولية، الصافية، الأساسية، وعيش الأخطار المباشرة مع شعبه بجانب المسيح الحي، على العيش بأمان بعيدا عنهما في أي مكان، مساهما في تأسيس إطار سياسي جامع للدفاع عن القضية اللبنانية والحقوق الأساسية للمجموعات الحضارية اللبنانية، عرف باسم جبهة الحرية والإنسان ولاحقا الجبهة اللبنانية".

وأردف: "وضع خبراته ورؤيويته وأطروحاته الفلسفية والسياسية حول لبنان والإنسان، والحرية، والتعددية، بتصرف قيادات المقاومة اللبنانية، خدمة للقضية اللبنانية، فكان نقطة ارتكاز خلفيتها الفكرية، والمعلم لأجيال المقاومة، والمرجعية، بحيث كان لي شخصيا شرف أن أكون واحدا من هؤلاء".

ورأى انه "على الرغم من مكانة مالك العالمية وثقافته الموسوعية، إلا أن الغرور والتعالي والكبرياء والتعامي عن الوقائع الحقيقية واتباع الكلام الدبلوماسي والسياسة الرمادية، لم يجدوا إلى عقل شارل مالك وفكره وحديثه سبيلا، بل كان "رجلا شاملا"، متصالحا مع نفسه، صادقا، حقيقيا، متجردا وموضوعيا، مؤمنا إيمانا عميقا بأن مملكته الفعلية ليست من هذا العالم، فكان سجين مثاليته وأفكاره المبدئية، وأسير التزاماته الأخلاقية تجاه شعبه أولا وتجاه كل الإنسانية على حساب أي مصالح مادية وشخصية، معيدا ربط الأخلاق بالسياسة".

وتابع: "كبرت الجبهة اللبنانية به، مثلما كبرت به كل البشرية، من دون أن يشعره حضوره ضمن حيزها السياسي المحدد مسيحيا والمحدود لبنانيا، والمحاصر داخليا وإقليميا، بأي خدش لكبريائه أو انتقاص من هالته المعنوية ومكانته العالمية أو الحد من رؤيويته الشاملة الشمولية، بل كلما كان الخطر يدنو من لبنان وشعبه أكثر، كلما كان يفعل محركات حضوره داخل الجبهة أكثر فأكثر، مسخرا شمولية فكره واتساعه لاجتراح أي صيغة سياسية ممكنة أو أي تركيبة دستورية متاحة لفك الحصار عن لبنان واللبنانيين، واختراق الأفق الوطني المسدود مما هو فيه من عوائق وصعوبات وأخطار أمنية واجتماعية واقتصادية ووجودية، نحو واقع سياسي واجتماعي واقتصادي وأمني ودستوري جديد، يضمن لهذا المجتمع ولكل المجموعات الحضارية فيه، الأمن والكرامة والازدهار والحرية، مضاعفا بالتوازي من التزامه بقضية الإنسان في لبنان، حيث تتقزم وتختفي أمامها كل اعتبارات ثانية، وتصبح بلا أي قيمة فعلية".

واعتبر أن "الإنسان في فكر شارل مالك، وفي كل فكر إنساني وفلسفي راق، هو القيمة الأولى في هذا الوجود: حريته، كرامته، وجوده، حقوقه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وكل ما عدا ذلك وجد بالأساس في خدمة هذا الإنسان، وليس العكس"، مشيرا الى انه "عندما تسلب أي وضعية سياسية أو أي تركيبة سلطوية وجدت بالأساس لخدمة الإنسان، حرية هذا الإنسان، وكرامته، وحقوقه الأساسية، تفقد هذه التركيبة مبرر وجودها بالأساس، ويصبح البحث عن تركيبة جديدة لتصويب هذا الاختلال البنيوي، وإعادة تأمين هذه الحقوق الأساسية وضمانها من جديد، أمرا ملحا، ومشروعا، وضروريا، وإنسانيا، وحتى شرعيا ودستوريا".  وأكد جعجع أن "ما نشهده في لبنان على يد تركيبة سلطوية فاسدة ومستبدة ومستقوية بسلاح غير شرعي، ومع ذلك تنتحل صفة الشرعية والدستورية، لجهة انتهاكها الصارخ والمتمادي لأبسط مضامين الكرامة الإنسانية، من عيش لائق ووجود كريم، وسدها كل آفاق التغيير الطبيعي المشروع أمام اللبنانيين من ضمن ما هو قائم سياسيا ودستوريا وحتى تعطيل إجراء انتخابات رئاسية في مواعيدها الدستورية، وصولا إلى إخراجها لبنان من الجمعية العامة للأمم المتحدة وإعلانه دولة فاشلة وساقطة"، مشددا على أن "ذلك كله يشكل اغتيالا للبنان شارل مالك، وطعنا لإنسانه عن سابق تصور وتصميم، وهذا ما يحدونا، ويحدو كل اللبنانيين الأحرار، إلى البحث عن تركيبة جديدة تعيد لبنان إلى ثوابت شارل مالك، تخلصنا من كل ما يقوي ويسعر الشعور والتعصب الطائفي، وتعيد الاعتبار للإنسان في لبنان بوصفه القيمة الأولى في هذا الوجود، كما يريد شارل مالك".

أضاف: "لو أن شارل مالك بيننا اليوم، ورأى ما حل بالإنسان في لبنان، بفعل تركيبة سلطوية مماثلة، لما تردد لحظة واحدة في التصديق بالعشرة على هذا الكلام، لا بل كان هو من يتقدم الصفوف ويأخذ كل الكلام، ونحن أكثر المنصتين، وأول المصفقين".     

وختم جعجع: "إذا كان "ليس لنبي كرامة في وطنه" (يوحنا، الفصل الرابع، الآية 44) غير أن شارل مالك قد شذ عن هذه القاعدة، فصمود شعبه اللبناني في أرضه، وإيمان هذا الشعب بالحرية، وسعيه الدؤوب في سبيل استعادة كرامته الشخصية والوطنية، ونضاله الشرس للخروج من دوامة هذه التركيبة السلطوية المهترئة باتجاه واقع أفضل وغد جديد، هو فعل تكريمي يومي مستمر لشارل مالك، وما من تكريم يليق به أعظم من هكذا تكريم".

كرم

بدوره أوضح النائب كرم، أنه "حين تداول مالك السياسة اللبنانية لم يتناولها من منطلقات تقليدية آنية ومرحلية، بل كان بحثه في عمق معانيها الوجودية والثقافية وفي ثوابت هوية وطن الأرز، التي من دونها يزول لبنان، كما حدد ركائز وشروط استمرار هذا الوطن المميز وأشار في الوقت ذاته الى حاجته لثورة تسعى الى تحقيق وتثبيت "الحرية الكيانية والشخصية الأصيلة" وتؤكد على "حس المسؤولية أمام الضمير وأمام المجتمع وأمام التاريخ وأمام الله" وكم كان للضمير من مكانة في فكر شارل مالك السياسي، الذي نظر الى العمل السياسي الحقيقي كشأن نبيل لا يجب أن يحمله إلا من كان جديا ورؤيويا وصاحب ضمير".

وأضاف: "أيد شارل مالك في مقالاته النظام السياسي الاجتماعي القائم في لبنان ولكنه وضح انه ضده في آن واحد، فهو مع النظام بقدر ما يؤمن الحريات السياسية ولا يتعرض الى جوهر المؤسسات الدينية والاقتصادية الحافظة للكينونة وللاتجاه الحضاري، وبقدر ما يحافظ على التوازن والعلاقة والشراكة بين الفئات اللبنانية، وهو في الوقت ذاته ضده بقدر ما هذا النظام يقصر في تحقيق هذه الموجبات والركائز".

وأشار كرم إلى أن "شارل مالك السياسي فهم وأفهم معنى الوجودية للبنان الوطن، وتبقى طروحاته أساسا قويا للنقاشات والحوارات والصراعات السياسية الدائرة حاليا، وتتمثل بمواقفنا وبتموضعنا الوطني الذي نؤكده بشكل دائم، فنحن بقدر ما نعمل للبنان الوطن الجامع على أسس الشراكة والتوازن والانتماء الصافي والدولة العميقة، بقدر ما نحن متمسكون بهويتنا الثقافية ووجودنا الحر وإرثنا الحضاري وتاريخنا المشرف وشهدائنا الأبطال ونضالاتنا المستمرة، ولن نتوانى لحظة عن الدفاع عنها كلها".

وأكد "أن ننسى فلن ننسى شهداءنا الذين استشهدوا كي نبقى نحن، أن ننساهم إنها الخطيئة المميتة، وأن ننساهم يعني أننا نحن نستحق النسيان" ولذلك ولأننا لم ننسهم ولن ننساهم يوما، فقضيتهم، أي قضيتنا تعيش معنا لحظة بلحظة، وفي كل قراراتنا السياسية، ولأننا مستعدون للدفاع عنها، فلن تكون في النسيان أبدا".

وأردف: "عرف شارل مالك في زمنه الصراع السياسي أنه بين هؤلاء الذين يؤمنون بالشفافية والصدق والجدية والحريات وهؤلاء الذين ينعمون بالحماية من السلطة لاستخدامها ضد الآخرين. وما زال الصراع ذاته يدور في زمننا هذا، والخط الفاصل بين المحورين، لا مكان معه لأنصاف الحلول ولأماكن الظل، فإما الوطن الذي أراده شارل مالك ونصح به وإما السقوط في شباك الأنظمة المتخلفة". وتابع: "بئس الزمن الذي وصل فيه وطن شارل مالك الى أن تكون عضويته في المؤسسة الأممية مهددة، حين كان لشارل مالك الدور الأساسي لوضع شرعتها لحقوق الانسان، وبئس الزمن الذي تعرضت فيه عاصمة وطن شارل مالك لأكبر انفجار في العصر، وتعرقل العدالة من قبل حكامه للوصول الى الحقيقة، ولكن "لا يصح إلا الصحيح" طالما قررنا نحن، الصمود".

مالك

أما نجل شارل مالك، حبيب فقال: "باسمي وباسم عائلتي أتوجه بالشكر من القلب لمصلحة المهن القانونية في القوات اللبنانية، وأعضاء تكتل الجمهورية القوية ولجميع الذين شاركوا في هذه الندوة، والشكر الأكبر لرئيس الحزب، الدكتور جعجع، بحيث إنها المرة الأولى التي يستذكر فيها مالك في عيد مولده، أنا فخور جدا بوجودي اليوم معكم، فالقوات اللبنانية تستذكر والدي في كل مرحلة من تاريخ لبنان، وأنا أشعر أنني بين أهل بيتي". كما أعرب مالك عن فخره " للتقدير العميق لفكر والدي السياسي، وتاريخ القوات النضالي لحماية لبنان الكيان الحر، والذي يجعلها الركن الصلب للمحافظة على لبنان الذي يشبهنا".

وسأل: "أليست كل المحاولات المستمرة لتغيير هوية لبنان الانفتاح والازدهار، والتعددية، لبنان الحر المنفتح ذو الهوية المزدوجة الغربية والعربية، إستهدافات مباشرة للبنان شارل مالك؟". وإذ شدد مالك على أن "ما يشهده لبنان يتطلب رص الصفوف والوحدة في القرار إضافة الى المقاومة الحقيقية للمحافظة على البقاء الحر"، رأى مالك أن "في تجنب لبنان الزلزال الأخير، هناك يد العناية الإلهية فالله يريد أن يبقى لبنان ليزدهر". وافتتح الندوة رئيس مصلحة "المهن القانونية" المحامي ألبير يمين الذي قال: "إنها فسحة للأمل والتفكير في ذكرى مولد شارل مالك المعلم، والفيلسوف، والمؤمن. فسحة للأمل والتفكير من قلب صخب العالم، من قلب هذا الضغط النفسي، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي المتزايد يوما بعد يوم، من قلب هذا الفساد، والاهتراء، والفوضى، والتفكك المستمر لأوصال الدولة، من قلب هذا التلوث الفكري العبثي الذي يقض مضجعنا كل يوم ليس فقط كجماعات حزبية، أو حقوقية، أو ثقافية، أو أكاديمية، أو دينية، لا بل كمواطنين، لا بل كأشخاص". واستطرد "لقد قرأ مالك قبل غيره الأخطار المطلة على لبنان، وأيقن أن الهجمة من بعض الشرق على قيم الغرب التي يجسدها لبنان ليست فقط بمن سيحكم لبنان، بل بمن سيملك لبنان، كما أيقن أنها هجمة لأضعاف كل ما هو شخصي، عنينا، العقل، والحرية والإنسان. أقتل الحرية الشخصية، تقتل أهم ما في الوجود، تقتل النور والحقيقة. إن أعداءنا، وأصدقاء أعدائنا، وأصدقاء أصدقاء أعدائنا، يريدون أن يرثوا لبنان، وفاتهم أنه "من يرث لبنان عليه أن يتعشق الحرية". وتحدث في الجلسة الأولى من المحور الأول الذي حمل عنوان "شارل مالك بين الفلسفة والإيمان"، د. طوني نصرالله حيث تناول سيرة شارل مالك، ابتداء من ولادته في بطرام ـ الكورة مرورا بطفولته ومدارسه الابتدائية والثانوية والأكاديمية والديبلوماسية التي تبدأ مع تأسيس الأمم المتحدة، إذ وقع على ميثاقها باسم لبنان وترأس عدة لجان فيها مثل الجمعية العمومية ومجلس الأمن. وكان لمالك دورا محوريا في كتابة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وصياغته".

وقسم سيرة ملك السياسية في لبنان على مرحلتين: الأولى في خمسينيات القرن المنصرم كوزير خارجية لبنان لسنتين مفصليتين فيهما اندلعت "ثورة 1958". والثانية أبان الحرب اللبنانية كمؤسس ل "جبهة الحرية والإنسان"، كما أسماها هو، قبل أن يتغير اسمها رسميا في وقت لاحق لتصير "الجبهة اللبنانية". وكان مالك مقربا من بشير الجميل، مؤسس القوات اللبنانية.  وفي الجلسة الثانية التي حملت عنوان، "شارل مالك الفيلسوف المؤمن"، تحدث د. جورج صبرا في محاضرته عن بداية علاقة شارل مالك بالفلسفة ومسيرة دراسة مالك للفلسفة وتدريسه إياها. ثم شرح مكونات فكره وأهم مبادئه الفلسفية ـ العقل والتراث الحضاري المتراكم والحقيقة والحرية والإنسان. وربط ذلك كله بإيمان مالك المسيحي الذي كان إيمانا مسكونيا حقا. غرف من جميع التراثات المسيحية الحية ـ الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية.

وشدد صبرا أخيرا على كون فلسفة مالك تجسدت في كتاباته واهتماماته المتنوعة، أي في مواقفه الفكرية والثقافية والسياسية، وفي عمله الدبلوماسي ومقارعته الشيوعية الدولية ومساهمته في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأيضا في لبنانياته.

وفي المحور الثاني الذي حمل عنوان "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، تحدث في الجلسة الأولى بعنوان "شارل مالك والمبادئ الأربعة"، الدكتور وائل خير، متوجها في بداية حديثه إلى رئيس مصلحة "المهن القانونية، قائلا، عزيزي الدكتور البير يمين، شكري لك ولهيئة تنظيم اللقاء لاختياري لاعتلاء منصتكم. رجائي ألا تخيب كلمتي توقعاتكم.

وقسم كلمته إلى جزءين: القسم الأول: المبادئ الأربعة كما وردت في محاضر لجنة صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بتاريخ 4 شباط من العام 1947. كلمة مالك ورفضها من بعض الوفود وتردد البقية في قبولها. تبدل في موقف الولايات المتحدة في 5 شباط وإقرار المبادئ وتعليق مالك على كلمة اليانور روزفلت.

أما القسم الثاني فتناول الخلفيات المتعلقة بشارل مالك، من الحضارة الغربية واعترافها بأهمية الإنسان ووضع نظام قانوني لحماية هذه الحقوق، الى مسيحيي الشرق وهم يتماهون مع هذه الحضارة وكانوا أداة إدخالها الشرق والترويج لها وحمايتها (في لبنان)، تطور البنى الثقافية لمسيحيي لبنان في القرون الحديثة ودور جامعاتهم ابتداء من القرن التاسع عشر، فضلا عن دور "الزمن الماروني" في جعل إنجاز شارل مالك ممكنا".

وفي المحور الثالث الذي حمل عنوان، "شارل مالك والحرية"، ألقى د. ميشال الشماعي، كلمة تحت عنوان "جوهر القضية اللبنانية في فكر الدكتور شارل مالك"، قائلا، "يعتبر الإيمان جوهر وجود أي قضية في العالم. ويلي الإيمان عنصر الالتزام بهذا الإيمان الذي قد يؤدي بصاحبه إلى الشهادة لقضيته، وهذه الشهادة قد تصل أحيانا الى حد الاستشهاد، فخير شاهد هو الشهيد. والتلازم بين الإيمان الديني والإيمان بالقضية هو جوهري لأن كليهما يؤمن سيرورة الاستمرار في كنف الحرية الشخصية الكيانية التي وحدها تضبط إيقاع الوجود الإنساني ـ الإنساني".

وأضاف: "من هنا، تتجلى مفاهيم القضية اللبنانية التي تتوج بالوجود الإنساني الحر في لبنان، معطوفا على الإيمان الكياني أولا والديني ثانيا. ونحن نستمد بعدنا الكياني من تجذرنا المسيحي في أرضنا هذه، ومن قدرتنا على التواصل مع الآخر المختلف عنا. وترتبط القضية اللبنانية بشكل لا يقبل التجزئة بالحرية والكرامة الإنسانية في كل زمان وفي كل مكان. كي لا يتحول الحضور الفاعل إلى مجرد وجود رقمي يذوب في العامل الديموغرافي متى تبدلت الظروف. لأن الوجود فعل، والحضور تفاعل. الوجود هيئة، الحضور هيبة. الوجود جدلي، الحضور ديناميكي."( ) وما بين الحضور والوجود يجب أن نعيش حريتنا في لبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 10- 11 شباط/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 11 شباط/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115664/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1687/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For February 11/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115666/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-february-11-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/