المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل شباط 11/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.february11.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/حقارة وتفاهة الجيوش الألكترونية لدى أصحاب أحزاب لبنان

الياس بجاني/نص وفيديو: منيح نذكر محاسن موتانا، ولكن بلا نفاق ودجل

الياس بجاني/نص وفيديو: ذكرى عيد مار مارون ولبنان والموارنة المارونية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 10/2/2023

خماسيتان ديبلوماسية ومحلية: "ترتيب" الرئاسة باستقطاب جعجع أو باسيل/منير الربيع/المدن

برّي يستعد لجلسة تشريعية: باسيل يساوم وجعجع يمانع

لقاء باريس» حمّل اللبنانيين مسؤولية الخروج من أزمة الرئاسة

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

صورة أميركيّة سوداويّة عن لبنان!

جلسة تشريع في الأفق: هل يُغطّيها “التيار” ميثاقيًّا؟

إضراب القطاع المصرفي.. إلى أين؟

ابو ناضر: تثبيت المسيحيين في أرضهم يمهّد لانفتاحهم على شركائهم في الوطن

ضاهر: قانون الكابيتال كونترول الذي أقرّته اللجان المشتركة يشبه قفصا لحبس عصفور ميّت

المساعدون القضائيون أعلنوا التوقف عن إجراء أي عمل "كليا"!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الزلزال يودي بـ23 ألفاً ويشرّد 5 ملايين شخص في سوريا

الحكومة السورية توافق على إيصال مساعدات للمناطق المتضررة الخارجة عن سيطرتها

الأمم المتحدة تطالب بـ«وقف فوري» لإطلاق النار في سوريا لتسهيل إيصال المساعدات

خبير تركي لـ«الشرق الأوسط»: سد أتاتورك لا يمكن أن يتأثر بارتدادات الزلزال

أب فلسطيني لثلاثة أطفال يقتل إسرائيليَيْن دهساً في القدس الشرقية

وفاة أسير مريض تشعل السجون... ودعوة لـ«العقلاء للجم حكومة» نتنياهو

وزير الدفاع الأميركي إلى تل أبيب ورام الله لمحاولة التهدئة في القدس والضفة الغربية بعد سوليفان وبيرنز وبلينكن

رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق يطالب «بتحرير القدس من حكومة نتنياهو الهدّامة»

في إسرائيل متظاهرون من اليمين المتطرف يرمون الحجارة وبن غفير يهاجم شرطته لأنها لا تقمع المظاهرات

الشرق الأوسط» في جنديرس المنكوبة... أحياء مدمرة و«نازحون» تحت الأنقاض

روايات لشهود عن اللحظات الأولى للزلزال... ومتطوعون يبحثون عن ناجين باستخدام أدوات يدوية

وكالة الطاقة الدولية تحذر من أن أزمة الغاز «لم تنته»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أنا مَيْتي ما بِـيموت، وْرَح يبقى صَوْتي عالي/ قراءة نقدية في سلبيات وإيجابيات الوثائقي الفرنسي “حزب الله التحقيق الممنوع” وما له وما عيه/الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري

لبنان... الأسير الأعظم/ادمون الشدياق/بيروت تايمز

غموض خماسيّ باريس: الموقف الإيرانيّ لم ينضج بعد/وليد شقير/أساس ميديا

من سيختار القاضي عبّود لاستجواب البيطار؟/ملاك عقيل/أساس ميديا

الطائف: من هو The Last Samurai؟/محمد بركات /أساس ميديا

الاستحقاق الرئاسيّ على إيقاع زلزال دمشق/العميد الركن خالد حماده

لبنان في خطر الموت/نقلاً عن صفحة الأب ميشال حايك

إجتماع بكركي إن حصل/الياس الزغبي/فايسبوك

«سوريا: الحرب لم تنتهِ بعد/أمير طاهري/الشرق الأوسط

زمن الأزمات المتعددة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

«تسييس» كارثة الزلزال/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

الحاجة إلى السلام وإمكان الإسهام/رضوان السيد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة: أنا تحت تصرف القضاء وهناك خطة لتحميلي مسؤولية الأزمة

حاكم مصرف لبنان: لن أسعى لولاية جديدة

الراعي استقبل كيشيشيان والمرتضى بقرادونيان: الزيارة لاستكمال لقاء أصحاب الغبطة والبحث في مبادرة اجتماع النواب المسيحيين

جعجع عن نية "التيار الوطني الحر" المشاركة في الجلسة التشريعية:

مصر على ملاحقة المسيحيين وتنغيص عيشهم حتى اللحظة من أجل حفنة من المناصب

"الوطني الحر": معلومات وقراءات السيد جعجع عن موقفنا من المشاركة او عدمها في الجلسة التشريعية مغلوطة كقراءاته عن الدولار صعوداً او نزولًا

شيا زارت وزير الخارجية وقدرت خطوات لبنان الانسانية تجاه تركيا وسوريا

توصيات للجنة التنسيق اللبنانية – الأميركيّة في واشنطن  "من أجل لبنان آمن وحر": لرئيس سيادي وإصلاحي

الراعي التقى قضاة المحكمة الروحية وعرض مع بطريرك اللاتين في القدس العلاقات بين الكنيستين

الرئيس الجميّل بعد لقائه وزير الدفاع الإيطالي: تحرك أوروبي وشيك مع دول الخليج دعماً للبنان

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم

إنجيل القدّيس متّى05/من43حتى48/:”قالَ الربُّ يَسوعُ: «سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار. فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

حقارة وتفاهة الجيوش الألكترونية لدى أصحاب أحزاب لبنان

الياس بجاني/10 شباط/2023

الجيوش الألكترونية التي هي لدى كل أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية لا علاقة لها لا بالصحافة ولا بالوطنية أو بهموم وشجون المواطن ولا باي شيء يمت للإعلام. هي عملياً مجموعات من الصنوج والطبول والأقلام والحناجر الفاجرة والمأجورة والربوتية المكلفة مهمة الدفالع الأعمى واللا اخلاقي عن أصحاب أحزابها..هذه حقيقة وهنا لا استثناء واحد

 

الياس بجاني/نص وفيديو: منيح نذكر محاسن موتانا، ولكن بلا نفاق ودجل

الياس بجاني/10 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/11477/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9%d9%8a%d8%a9-4/

سؤال: دخلكون هل نحنا اللبنانيي شعب منافق ودجال، أو أنو بس هيدي حالة بعض السياسيين ورجال الدين الإنكشاريي عنا!

عم نسأل بقرف لأنو كل ما ربنا استعاد نعمة الحياة من سياسي، حتى لو كان مرت ومجوي، وشي تعتير بحياتوا، بيعملوه قديس بمعلقات مدح وزجل ومخمس مردود.

الشغلي هيدي صارت ظاهرة مقرفي ومنا ابداً صحية ،ولا هي إيمانية.

ظاهرة بتدل على قلة إيمان وخور رجاء، وع عدم احترام لا للموت نفسو ولا للذات.

مع كل رحيل سياسي من هالدني هات يا مدح وهات يا نفخ، وهات يا محاسن، وكلو كذب وتبيض وج ومسح جوخ بيقرف.

مع انو فلان مثلاً كان سراق ونصاب، وأكل البيضة وقشرتها، وما بيخاف ربو بيصير قديس لما بيموت.

معلقات ببغائية مقززي ومهينة منسمعها مع غياب كل سياسي.

طيب وين الصدق، ووين احترام الذات، ووين الإيمان ومخافة ربنا المجد لأسمو؟

ما الناس يلي عندها عقل بتعرفو لفلان أو ل علنتان، وبتعرف شو كان قبل ما ربنا يسترد منو وديعته؟

والشغلي هيدي مش بس من اختصاص السياسيين والإعلاميين المنافقين، ولكن الأخطر فيها، هني بعض رجال الدين، يلي الدين عندون شغلي ومش رسالة أو خدمي انسانية.

هودي شباب الجبب والقلانيس من غير شر، يلي مش محترمين، بيحطوا ميت وزك للسياسيين، ونبرتن ومدحن لمحاسن الميت بتعتمد ع قد الدفعة بالظرف.

وكل ما كان الظرف منفوخ ومعبا، كل ما زاد المحترم من النفخ بمحاسن الميت، وما بيعود يخلص.

والله عيب، حتى الموت صار تجارة، وصار بالعُرف في تسعيرة لكل رجل دين حسب رتبتو.

وبعض اصحاب الجبب والقلانيس ما بيقبلوا يشاركوا بالصلاة بي أي جنازة قبل ما يكون الظرف المنفوج بالدولارات نحط بالجيبي وتسكر عليه.

وكتير منن ما بيقبلو شيكات لأنن بيخافو تكون بلا رصيد.

زمن تعتير وبؤس حتى الموت صار بلا احترام ولا خوف من ربنا.

يا ريت منرجع لإحترام خشعة الموت، ومنكتفي بالصلاة لأنفس أمواتنا.

يا ريت متروك الحكم لربنا وليوم الحساب، وما منافق لا على حالنا ولا ع غيرنا.

ضروري بالتأكيد نذكر محاسن أمواتنا، بس من دون ما نفبرك محاسن ما بتخصن ولا الن علاقا فيها.

رجل الدين يلي بيخاف ربنا وبيحترم حالو ورسالتو بيكتفي بالصلاة لنفس الميت وفقط بالصلاة.

أكيد في كتير رجال دين من هالخامة الإيمانية الصادقة، ولكن أيضاً للأسف في كتير مش هيك وضعن.بالخلاصة، موتانا بحاجي لصلاة وفقط لصلاة، فدعونا نصلي لراحة أنفسهم.

*من ارشيف عام 2015

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

منيح نذكر محاسن موتانا، ولكن بلا نفاق ودجل

الياس بجاني/10 شباط/2023

https://www.youtube.com/watch?v=pwkDCwJUKzk&t=240s

من أرشيف عام 2015/

 

نص وفيديو: ذكرى عيد مار مارون وغربة غالبية رعاتنا وقادتنا الموارنة عنه وعن المارونية

الياس بجاني/09 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115582/115582/

تتذكر أمتنا المارونية وكنيستها اليوم أبينا مار مارون مؤسس هذه الكنيسة وراعيها وقديسها وشفيعها.

نرفع الصلاة خاشعين ومتضرعين من أجل أن تحل على قومنا الماروني نعم المحبة والإيمان، وأن يعود قادتنا كافة إلى منابع ومعاجن قيم ومثال ومفاهيم وممارسات أبينا مارون في أقوالهم وإيمانهم وأفعالهم.

لقد علمنا السيد المسيح وأوصانا في كتابنا المقدس بأن نشهد للحق، وأن ندافع عن الحقيقة، وأن نسمي الأشياء بأسمائها، وأن يكون كلامنا صريحاً ومباشرة ودون مواربة أو نفاق أو تملق أو تلون أو ذمية.

وعلمنا أن يكون كلامنا بنعم نعم، وبلا لا ..

وعلمنا أن الكلمة كانت منذ البدء وأنها هي تجسدت وأنها هي الله..

وعلمنا أن الله هو محبة، وأن من لا يعرف المحبة لا يعرف الله..

من هنا وبراحة ضمير كاملة، وعن قناعة مطلقة، واعتماداً وحكماً على الأفعال والأقوال والثقافة والتعاطي والممارسات، وبذكرى قديسنا وأبينا مار مارون نقول بحزن مبكي بأن غالبية رعاتنا وقادتنا الموارنة الحاليين هم في غربة قاتلة عن كل ما جسده ويجسده مار مارون وعن المارونية بكل أطرها الإيمانية من نذورات وتواضع وإيمان وتجرد والتزام بمفهوم الأبواب الضيقة.

ولأن المارونية في جوهرها وكما أرادها أبينا مار مارون هي نذورات فقر وطاعة وعفة وينابيع تواضع ومحبة وإيمان وصدق وشفافية وعطاء وتجرد ورسالة وتاريخ، فإن ممارسات السواد الأعظم من القيمين على شؤوننا السياسية والدينية والحياتية والثقافية هم في واد والمارونية الحقة وتعاليم ونموذج مؤسسها هم في واد آخر.

ومحزن جداً أن تكون ثقافة الإسخريوتي قد تسللت إلى عقول وقلوب وضمائر كثر من قادتنا فأمست قبلته هي نمطاً لممارساتهم وعنواناً لحالة التخلي التي يعيشونها.

ولكن ورغم كل هذه الغربة، ورغم هذه الإسخريوتية الوقحة على مستوى القادة والرعاة، فإن الخمائر الطيبة والطاهرة وللحمد لله هي موجودة ومتأصلة بين قومنا الماروني..

وهذه الخمائر الخيرة هي بالتأكيد ستخمر عجيننا الإيماني مهما طال زمن الجحود والكفر والتخلي..وهي التي سيكون لها الغلبة في النهاية مهما طال زمن المكر والمّحل والإسخريوتية.

اليوم وفي ذكرى أبينا ومؤسس كنيستنا مار مارون نرفع الصلاة طالبين شفاعته وبركاته لقومنا الماروني ولوطننا المقدس لبنان.

يا مار مارون نحن شعبك الماروني نتضرع إليك لتخلصنا من ياجوج وماجوج رعاتنا وقياداتنا وأحزابنا التي حضورها غياب ونقمة وغيابها نعمة

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نص وفيديو: ذكرى عيد مار مارون وغربة غالبية رعاتنا وقادتنا الموارنة عنه وعن المارونية

الياس بجاني/09 شباط/2023

https://www.youtube.com/watch?v=GHnbXYE643o

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 10/2/2023

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

ياغيز أولش الرضيع البالغ من العمر فقط عشرة أيام نجم عمليات الإنقاذ في يومها الخامس بعدما صمد 4 أيام تحت الأنقاض برفقة والدته في محافظة هاتاي منتظرا عناصر الإغاثة التي انتشلته بأعجوبة بعد 90 ساعة من الزلزال.

يأتي إنقاذ ياغيز في وقت تتلاشى آمال العثور على أحياء تحت ركام الأبنية في كل من تركيا وسوريا وفي ظل تباطوء أعمال الاغاثة باعتراف الرئيس التركي وبصورة أكثر بطءا في المحافظات السورية الاربع  التي أعلنتها الحكومة السورية مناطق منكوبة والتي سمحت في اليوم الخامس على الزلزال بإدخال المساعدات الإغاثية الى المناطق الخارجة عن سيطرتها.

وفي حصيلة اليوم الخامس من أعمال الاغاثة ارتفع عدد قتلى الزلزال في تركيا إلى أكثر من 19 ألفا وفي سوريا إلى4037 قتيلا وأكثر من 80 الف جريح في البلدين فيما أظهرت تقديرات اقتصادية أولية أن الخسائر التي خلفها الزلزال لا تقل عن 30 إلى 40 مليار دولار.

لبنان الذي أطلق أوسع حملة تضامن رسمية وشعبية مع المنكوبين في البلدين عبر إرسال فرق للانقاذ

وجمع المساعدات الاغاثية ما زال ينتظر نتائج البحث عن عدد من أبنائه المفقودين وقد نقل عن السفير في أنقرة أنهم بين الستين والسبعين مفقودا

سياسيا وفيما ستاتيكو الشغور في غالب مؤسسات الدولة يحكم الفضاء المحلي تتجه الأنظار الى الجلسة التشريعية التي يزمع رئيس المجلس الدعوة اليها مطلع الاسبوع والتي أثارت قبل انعقادها  استغراب رئيس القوات مشاركة نية التيار الحر المشاركة في الجلسة المذكورة.

في المواقف الدولية من لبنان وبعد الخيبة من نتائج اجتماع باريس أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الديبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والنروج وسويسرا في لبنان عن "عميق القلق حيال الوضع الراهن في لبنان مطالبة بوقف التدخل بتحقيقات القضاء في قضية المرفأ وباحترام الاستحقاقين الرئاسي والبلدي في موعدهما وإنجاز الاصلاحات التي حددها صندوق النقد الدولي.

البداية من تطورات الزلزال المدمر في سوريا وتركيا الذي وصفه المعهد الجيوفيزيائي الايطالي بأنه الأضخم على اليابسة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

لليوم الخامس ظلت سوريا وتركيا تحت ترددات الزلزال - النكبة الذي ضربهما ذات إثنين....

آخر عمليات البحث رفعت حصيلة القتلى في البلدين الجريحين إلى أكثر من اثنين وعشرين ألفا أما فرص العثور على ناجين فتضاءلت كثيرا.

وإلى الخسائر البشرية ثمة نكبات اقتصادية بمليارات الدولارات. هو واقع مؤلم دفع السلطات السورية إلى اعلان حلب واللاذقية وحماه وأدلب مناطق منكوبة ما يستوجب نهوض المجتمع الدولي من سباته لمد العون بالفعل لا بالكلام.

متل هذا العون جسدته طائرات وقوافل المساعدات من بعض الجهات والدول التي تجرأت على قانون قيصر الجائر فاضطرت واشنطن للتراجع خطوة إلى الوراء معلقة بعض العقوبات المفروضة على دمشق.

وفي خطوة ذات دلالات مهمة قرر الرئيس التونسي رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في العاصمة السورية فهل تحذو دول آخرى حذو بلد الياسمين؟!.

في الشق اللبناني من المشهد الزلزالي أفيد اليوم بأن عددا من اللبنانيين المفقودين في تركيا يتراوح بين ستين وسبعين.

ومن تركيا عاد اليوم الفريق الإغاثي اللبناني مكرما على مساهماته الإنقاذية الفعالة.

هذه المبادرة الاغاثية تجاه تركيا وسوريا ثمنتها السفيرة الأميركية التي أشادت بفتح لبنان مطار عاصمته ومرافئه لاستقبال المساعدات المقدمة لسوريا فيما أصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الاميركية قرارا يسمح لمدة 180 يوما بكل المعاملات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال التي كانت محظورة بموجب لوائح العقوبات السورية.

على المستوى السياسي والدبلوماسي برزت دعوة دبلوماسية أوروبية للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية (يوحد الشعب في إطار المصلحة الوطنية).

اما على المستوى المالي والمصرفي والقضائي فقد خرج حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن صمته معلنا انه تحت تصرف القضاء اللبناني والأجنبي وأنه سيمثل أمامه فور استدعائه معتبرا ان الاتهامات الموجهة اليه مبنية على تحليلات.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

عندما تتكلم الارقام تسقط التوصيفات. فمن سوريا الى تركيا كارثة بكل معنى الكلمة. عدد القتلى تجاوز ثلاثة وعشرين الفا والجرحى ثلاثة وثمانين الفا، اما عدد المتضررين فيفوق الاربعة وعشرين مليون متضرر.

انها من اكبر الكوارث في القرن الحادي والعشرين والاعداد مرشحة للارتفاع، وخصوصا ان الامل في العثور على ناجين يتضاءل يوما بعد يوم،   بعدما اصبحنا في اليوم الخامس على الزلزالين الكبيرين.

والنظرية المذكورة تنطبق على اللبنانيين المفقودين في تركيا الذين لم يتم العثور عليهم حتى الان. علما ان الاهالي في لبنان لم يفقدوا الامل، كذلك جميع اللبنانيين الذين يتابعون اخبار العثور على الناجين وانتشالهم من بين الانقاض. وقد سجلت اليوم عودة بعثة البحث والانقاذ اللبنانية الى تركيا، فيما البعثة اللبنانية في مدينة جبلة السورية تواصل اعمالها لليوم الرابع على التوالي.

واللافت ان السفيرة الاميركية التي التقت وزير الخارجية اللبنانية  ثمنت موقف لبنان واهمية ايصال المساعدات الى المناطق المنكوبة والاشخاص المتضررين!

سياسيا، الملف الرئاسي في اجازة موقتة في انتظار بدء سفراء الدول الخمس التي اجتمعت في باريس جولة على المسؤولين اللبنانيين، وذلك لاطلاعهم على محصلة المشاورات والمباحثات التي اجريت.

وقد تأكد ان الدول الخمس المجتمعة قررت تكليف قطر التواصل مع الجانب الايراني في محاولة لتمرير الاستحقاق الرئاسي. وفي ضوء نتائج التواصل،  سيتبلور اتجاه الوضع رئاسيا. لكن الطارىء اليوم يتمثل في تصاعد الحديث عن جلسة تشريعية لمجلس النواب، رغم انه تحول هيئة ناخبة. 

وقد تردد ان رئيس التيار الوطني الحر سيوافق على المشاركة في الجلسة في حال تأمين مطالبه، وابرزها تلك المتعلقة بالتمديد لمديرين عامين تابعين له. الا يعني هذا ان كل نظريات باسيل عن حقوق المسيحيين تسقط لمجرد تأمين مصالحه؟ وبالتالي لماذا يقيم باسيل القيامة على اجتماع الحكومة ويرضى بعقد جلسة لمجلس النواب في ظل الشغور؟ مرة جديدة انها المحاصصة تتحكم في أداء جبران باسيل، رغم ادعاءاته الدائمة  انه خارج المنظومة وان لا علاقة له بالفساد والفاسدين!.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

هزات ارتدادية – انسانية وسياسية، تظهر تباعا وتبدو أكثر ايلاما من الزلزال المدمر نفسه..

الآلاف تحت الانقاض يخطف انفاسهم عداد الساعات الذي يسرع وسط عجز المحاولات عن انقاذهم..

فيما لم تغب الالطاف الالهية عن المشهد مع الاعلان عن اخراج اطفال وناجين من تحت الركام التركي والسوري بعد أكثر من مئة ساعة من المعاناة..

ولمعاينة الواقع والوقوف الى جانب شعبه، حضر الرئيس السوري بشار الاسد الى حلب مواسيا اهلها ومطلعا على عمليات الانقاذ، ومؤكدا عبر قناة المنار ان رسالة سوريا الصمود تتلى على الملأ منذ اثني عشر عاما ولا تزال، والوعد بالعمل الدؤوب لمواجهة الكارثة التي حولت اربع محافظات سورية الى منكوبة..

اما النكبة التركية فلم تنجل كامل فصولها بعد. ومع عداد الضحايا الذي يتولى الرئيس رجب طيب اردوغان الاعلان اليومي عنه، اعلان عن حال الطوارئ في عموم البلاد، تحسبا لاي استغلال للحال الانسانية الصعبة، والخشية من افتعال هزات ارتدادية سياسية وامنية..

تداعيات ارتدادية اصابت قانون قيصر الجائر. فبعد انكار الاميركيين لايام ان قيصرهم يمنع المساعدات عن الشعب السوري ويعيق عمليات الانقاذ، أقرت الخزانة الاميركية بجريمتها، واضطرت لتعليق جزئي لمفاعيله، محاولة التضليل والهروب من المسؤولية..

اما اللبنانيون فقد استنفروا كل  مسؤوليتهم الانسانية والاخوية ، واعلن حزب الله اطلاق اوسع حملة تكافل لمساندة سوريا وشعبها المحاصرين حتى في نكبتهم، وجمع التبرعات للوقوف الى جانبهم في هذه الظروف الصعبة، فيما تداعت الجمعيات والمؤسسات من مختلف الجهات والاطياف بمبادرات جماعية وفردية لتقديم كل عون ممكن  للشعبين السوري والتركي، كما علت اصوات المنابر الاعلامية والسياسية ضد قيصر الاميركي الذي دمر سوريا ويعين الزلزال على شعبها..

ومن تحت انقاض الامة، شعب فلسطيني حي يحدث كل يوم زلزالا في المجتمع الصهيوني، جديده عملية دهس بطولية في القدس المحتلة نفذها الاستشهادي حسين قراقع، قتلت مستوطنين واصابت آخرين ، فيما آخر مهمات وزير الامن القومي الصهيوني “اتيمار بن غفير” تعداد قتلاه..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

قوات المزايدة الشعبوية اللبنانية في فصل جديد.

وعنوان الفصل هذه المرة: الجلسة التشريعية المحتملة.

أما المستهدف بالمزايدة، فطبعا ومجددا: التيار الوطني الحر… نفس التيار الذي ادعت القوات يوما أنها ألغته سياسيا من الوجود، بعدما أكلت الأخضر واليابس في الانتخابات، كما زعمت.

فبعد فصل الممارسات القبيحة خلال الحرب، وفصل التنازل عن صلاحيات الرئاسة في الطائف، وفصل التملق للوصاية السورية، وفصل التحالف الرباعي عام 2005، وفصل إسقاط قانون اللقاء الارثوذكسي عام 2013، وفصل داعش والنصرة بعد سنة 2011، وفصل الانقلاب على الرئيس سعد الحريري عام 2017، ثم على الشريك في تفاهم معراب عام 2019، وبعد فصل “انتخبونا بينزل الدولار” عام 2022، وفصول اخرى كثيرة على مدى السنوات، لا مجال لذكرها كلها الآن.

أدلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اليوم، بتصريح جاء فيه: إذا صحت المعلومات بان التيار الوطني الحر ينوي حضور جلسة مجلس النواب التشريعية التي يزمع الرئيس نبيه بري الدعوة إليها مطلع الأسبوع المقبل، فهذا يعني ان التيار لم يكتف بمساهمته بالأضرار التي أوقعها على اللبنانيين، وفي طليعتهم المسيحيين في السنوات الست الماضية، حيث حول نهارهم ليلا، وحياتهم جحيما، بل هو مصر على ملاحقتهم وتنغيص عيشهم حتى اللحظة، وكل ذلك من أجل حفنة من المناصب.

وعلى الفور، صدر عن التيار الوطني الحر البيان الآتي: مشكور السيد سمير جعجع لحرصه المباغت على موقع الرئاسة… لكن حبذا لو من على اللبنانيين بحرصه هذا في السنوات الرئاسية الست التي لم يترك معولا إلا واستخدمه هدما وتنكيلا وتدميرا بموقع الرئاسة وصلاحيات الرئيس، لا لسبب الا لاحقاده الشخصية. وفي اي حال، تابع بيان التيار، ليس السيد جعجع في موقع الناصح للتيار لتحديد الموقف من المشاركة في الجلسة التشريعية، ولا هو اهل لذلك، هو من شارك في عدة جلسات تحت عنوان تشريع الضرورة في مرحلة الفراغ الرئاسي بين عامي 2014 و2016.

وفي كل الاحوال، اضاف بيان التيار، واضح ان معلومات السيد جعجع وقراءاته عن موقف التيار من المشاركة او عدمها هي مغلوطة، وهي كقراءاته عن الدولار صعودا او نزولا، فننصحه ان يركض وراء مواقف التيار، كركضه وراء الدولار، عله يلحق بها… ختم بيان التيار ردا على القوات.

كل ذلك، والانهيار مستمر، فيما المصارف تهدد بالإقفال التام، وحاكم المركزي يتنصل من اي مسؤولية، على وقع معاناة الناس الذين جاعوا بفعل المأساة، ولن تشبعهم المزايدات.

وفي غضون ذلك، ظل الزلزال العنوان الاول، فيما برز اليوم قرار اميركي بإعفاء سوريا مرحليا من العقوبات تسهيلا لأعمال الاغاثة، وفي وقت لا يزال الترقب سيد الموقف على امل العثور على ناجين، ومنهم المزيد من اللبنانيين المفقودين حتى الآن.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

من فجر الإثنين الفائت إلى مساء اليوم ، يبقى الحدث عالميا وإقليميا زلزال تركيا وسوريا بضحاياه من قتلى وجرحى وبمفقوديه الذين تضاءل الأمل بالعثور عليهم أحياء ، وإن كان هذا الأمل لم ينتف بعد .

القتلى في البلدين فاق الإثنين والعشرين ألفا . في تركيا إقرار من الرئيس إردوغان بأن جهود الإغاثة لا تسير بسرعة . في سوريا الوضع أكثر تعقيدا ، فعلى رغم أن الحكومة السورية وافقت على ايصال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارج سيطرتها ، فإن العقدة الاساسية تتمثل في وقف النار لتسهيل إيصال هذه المساعدات ، وهذا ما طالب به المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة .

لبنانيا ، المعاناة تتمثل في العثور على مفقودين لبنانيين، والأمل مازال قائما ، على رغم مرور خمسة أيام إلى بضع ساعات على وقوع الزلزال.

في الملفات اللبنانية ، الكباش يشتد بين المصارف والحكومة ، فإذا نفذت المصارف تهديداتها بالإقفال التام، فهذا يعني شل الحركة النقدية في سابقة لم يشهدها لبنان، فكيف ستتصرف الحكومة ومصرف لبنان حيال هذا المعطى ؟ هل بالمفاوضة أو بالضغط ، فإذا كان بالمفاوضة ، فمن سيتنازل لمن ؟ وإذا كان بالضغط فكيف سيكون هذا الضغط ؟

إشكالية ثانية تطل برأسها مطلع الأسبوع المقبل ، فالرئيس نبيه بري دعا هيئة مكتب المجلس الى إجتماع الإثنين المقبل . الإجتماع لتحديد جدول اعمال جلسة تشريعية تحت عنوان " تشريع الضرورة " ... الإشكالية هنا ان كتلا نيابية سترفض الدعوة إلى جلسة تشريعية باعتبار ان مجلس النواب هو هيئة ناخبة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ، ولا جلسات تشريع قبل انتخاب الرئيس . أصحاب هذا الموقف يقولون ، كيف يرد رئيس الجمهورية قانونا يقره مجلس النواب ، إذا كان هذا الرئيس غير موجود ؟ التجاوب أو عدم التجاوب مع دعوة الرئيس بري إلى جلسة تشريعية ، من شأنه أن يكشف المواقف الحقيقية للكتل النيابية وللنواب المستقلين .

في المقابل يشير نواب مؤيدون لدعوة الرئيس بري أنه يحق له توجيه الدعوة .

البداية مما يشغل العالم :الزلزال ومضاعفاته ، وماذا عن لبنانيين مازالو في عداد المفقودين؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

تعاقد الزلزال المدمر مع عداد يومي للضحايا..حيث إن خط الموت بدأ رحلة الخمسة والعشرين ألفا، وقفز المصابون عن سلم المئة ألف فيما.. المشردون ناهزوا عشرين مليونا على ضفتي سوريا وتركيا وإذ ينذر العداد بأرقام مضاعفة.. فإن الكارثة فتحت خطوطا إنسانية على جبهتين:

- أميركية وسورية فقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا موقتا بهدف إيصال مساعدات إلى السكان المتضررين وفي أسرع وقت ممكن موضحة أن هذا الإجراء "يسمح لمدة مئة وثمانين يوما بجميع الصفقات المتعلقة بمساعدة ضحايا الزلزال التي كانت محظورة بموجب العقوبات وفي خطوة غير مسبوقة من الجانب السوري..

وافقت الحكومة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى منكوبي الزلزال في جميع المناطق خارج سيطرتها في شمال البلاد وتقدم المنحى الإنساني في كارثة القرن، يوازيه الأمل الذي لم ينقطع بالعثور على أحياء، وبينهم سبعة أطفال كتب لهم عمر جديد في الساعات الماضية هو زمن الأعجوبة على أرض سويت تحت الأرض،

وتركت المآسي لتدون كالنكبة في كتب التاريخ وبخلاف السكان اللبنانيين الذين وقعوا تحت فيالق وارتدادات.. فإن الزلزال المرعب لا يبدو أنه ترك أي أثر على السكان من السياسيين "وما انهزوا"، إذ يعطي "ريختر الحكام" في لبنان أن السلطة وفروعها من الأحزاب، وضمنا المعارضون، وتاليا المصرفيون.. لم يتواجدوا فوق قشرة الأرض أو يتأثروا بصفائح ما تحتها أما اللف والدوران السياسي الاقتصادي فيستمر في حركة ناشطة مع كتل خلافات رئاسية تطيل عمر الشغور وارتفعت أمواج الخلافات بين أكبر كتلتين مسيحيتين.. ليس على الرئاسة وحسب بل على الجلسة التشريعية الأسبوع المقبل، والتي سيحضرها التيار وتقاطعها القوات وقد ضبط سمير جعجع خصمه جبران باسيل بالشرك التشريعي المشهود، وأخذ عليه نقاطا قال إنها أوقعت أضرارا بالمسيحيين من خلال مشاركته في جلسة تشريعية لم يعط الدستور حقا بإلتئامها...

وهذا الصراع الماروني-الماروني  الذي اهز معه  قبر  مار مارون في براد حلب على ذكراه.. إنما يتجدد مع كل نزاع على التمثيل والمواقع والتشريع والصلاحيات ويسجل تاريخ ما قبل الطائف أن الزعامات المارونية كانت تتنافس تحت سقف حماية الموقع والرئاسة، وأنها من كميل شمعون إلى بيار الجميل فريمون إدة وسليمان فرنجية، ومن الحلف الثلاثي وكتلة الوسط إلى النهج والشهابية، كلها خاضت انتخابات الرئاسة كرجالات دولة.. تختلف، لكنها تنسحب لبعضها حينما تدق ساعة الاستحقاق...

وهذا ما يؤرخه الصحافي نقولا ناصيف في حديث إلى الجديد.. إذ يكشف عن زمنين انتخابيين انسحب فيهما الماروني لخصمه عام اثنين وخمسين وعام سبعين، لأنهم كانوا يعتبرون أن تنافسهم أقل من قدسية الاستحقاق تغيب الرجالات والزعامات بقيمها وقدوتها..

وتحضر اليوم خيالات رجال، وأنانيات ونكايات، ومدعو ممثلي طائفة، وأشباح مرشحين، يتخفون وراء محاور ودول والخلافات تتوسع على الرئاسة كما جلسة مجلس النواب وأزمة المصارف الموعودة بجلسة الخميس المقبل قد يطفي فيها إقرار قانون الكابيتال كونترول الغضب المصرفي المستمر بالإقفال والإضراب، والآخذ في التصعيد، ووقف كل الخدمات المصرفية وتغذي المدعية العامة الاستئنافية القاضية غادة عون هذا التصعيد بإصرارها على تنفيذ قانون رفع السرية المصرفية بمفعول رجعي وهي طلبت رفعها عن رؤساء مجالس وأعضاء ومساهمين في سبعة من كبار المصارف، منذ مطلع عام ألفين وستة عشر حتى اليوم وهذا الإجراء قد يشمل مساهمين من جنسيات عربية وخليجية واليوم أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن الكابيتال كونترول بات في مراحله الأخيرة أمام مجلس النواب...

وقال سلامة لقناة الشرق: عند انتهاء ولايتي سأطوي صفحة من حياتي وأنطلق خارج المصرف المركزي.

 

خماسيتان ديبلوماسية ومحلية: "ترتيب" الرئاسة باستقطاب جعجع أو باسيل

منير الربيع/المدن/11 شباط/2023

خمس دول اجتمعت في باريس سعياً لوضع تصور عام حول كيفية خروج لبنان من الأزمة السياسية القائمة وانتخاب رئيس للجمهورية. في الداخل اللبناني خمسة أفرقاء أساسيين يفترض بهم تلقف خريطة الطريق هذه، والتحرك سياسياً في سبيل الوصول إلى تسوية. الدول الخمس هي الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، المملكة العربية السعودية، قطر ومصر. أما الأفرقاء الخمسة على الساحة اللبنانية فهم حزب الله، حركة أمل، التيار الوطني الحرّ، القوات اللبنانية، والحزب التقدمي الاشتراكي، بالإضافة إلى نواب مستقلين يمكن أن يكونوا حلفاء أو متقاطعين مع واحد أو أكثر من هؤلاء الأفرقاء.

حركة السفراء

عادت السفيرتان الأميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو من باريس بعد انتهاء الاجتماع. استأنفتا نشاطهما على الساحة الداخلية. وقبل عودتهما تقرر أن تزورا رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لوضعهما في صورة نتائج الاجتماع، والتركيز على المضمون من دون الدخول في التفاصيل، مع رسم إطار عام لكيفية التعاطي مع آلية إنجاز الاستحقاق الرئاسي. كذلك تقرر في الاجتماع أن يلجأ كل طرف خارجي ديبلوماسياً إلى التشاور مع بعض القوى السياسية اللبنانية التي يتمتع بعلاقات معها، سعياً وراء إقناعها في الذهاب إلى خيار التسوية. ما يعني أن اجتماع السفراء الخمس مع رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، سيتقلص فيما بعد إلى نشاط لعدد أقل من السفراء في حركة التواصل والتشاور مع مختلف الأفرقاء. إذ أن هناك سفراء لن يجتمعوا بحزب الله مثلاً، ولكن سيتم وضع الحزب في صورة التطورات عبر السفيرة الفرنسية مثلاً.

الصيغة التوافقية

يفترض بالسفراء الخمس أن يعملوا على خطّ دفع القوى اللبنانية إلى التقاطع فيما بينها، لوضع آلية للخروج من الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية. طبعاً لا يمكن الحديث عن انتخاب الرئيس من دون تناول ملف تشكيل الحكومة وماهيّة هذه الحكومة، التي يفترض أن تكون منسجمة مع صفات رئيس الجمهورية، وهي التوافقية، والقدرة على استعادة الثقة والعلاقات مع المجتمعين العربي والدولي. هذا من ناحية العنوان العريض والعام للمسار. أما بما يتعلق بالتكتيك، فإن الأمر متروك للعبة السياسية حول التكامل ما بين ملفي الرئاسة الأولى ورئاسة الحكومة، أو فصلهما. بمعنى إيجاد فرص التوافق على رئيس. وعلى أساس مقومات هذا التوافق، يتم البحث في رئاسة الحكومة وآلية تشكيلها. في هذه اللعبة يبقى الجانب المسيحي حاجة وضرورة في اتخاذ القرار والتأثير على هذا الاستحقاق. فبحال كانت فرص "الإجماع" متضائلة أو منعدمة، فلا بد من البحث عن صيغة توافقية. وهنا سيكون ثلاثة أفرقاء، وهم الثنائي الشيعي بالإضافة إلى الحزب التقدمي الاشتراكي، بحاجة إلى التفاهم مع أحد الفريقين المسيحيين، إما التيار الوطني الحرّ وإما القوات اللبنانية. وما بين الجانبين المسيحيين تنافس حول من يتمكن من فرض رؤيته. فمثلاً، بحال كان هناك مقومات للتوافق على شخصية قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، وفي حال وافق الثنائي الشيعي والاشتراكي وتمكنوا من إقناع القوات اللبنانية بذلك، في ظل معارضة جبران باسيل العنيدة، يمكن حينها الذهاب إلى انجاز التسوية. أما بحال حصل توافق بين التيار الوطني الحرّ والثنائي والاشتراكي على شخصية أخرى للرئاسة، بينما بقيت القوات في وضعية المعارضة، حينها ستكون هي خارج التسوية.

التعطيل والتسهيل

أما بالنسبة إلى ترشيح سليمان فرنجية والذي لا يزال حزب الله ورئيس مجلس النواب يتمسكان بترشيحه، خصوصاً أن برّي كان قد قال أمام عدد من النواب قبل أيام بأنه لم يتبلغ بوضع أي فيتو على اسم فرنجية، فحتى لو بقي الثنائي الشيعي متمسكاً بذلك، فإن ظروف توفير نجاح فرنجية تبقى متعثرة في ظل معارضة جنبلاط، ورفض الفريقين المسيحيين الأساسيين لهذا الخيار. هذا إلا إذا حصلت تطورات دفعت أحد الأفرقاء المسيحيين إلى المشاركة في الجلسة من دون التصويت لصالح فرنجية، ويكون النصاب قد تأمّن، والميثاقية قد توفرت. يعرف الطرفان المسيحيان أنهما قادران على التعطيل والتسهيل، سواء اجتمعا أو بقيا على اختلافهما. من هنا، كانت فكرة اجتماع بكركي، والذي حتى الآن لا يزال متعثراً. وحتى لو عقد، لن تكون هناك إمكانية للخروج بنتائج جدية، في ظل محاولة القوات اللبنانية وضع شروط، من قبيل اشتراط التصويت على إسم مرشح والتزام الآخرين بمن يحظى بالنسبة الأعلى من الأصوات، وهو أمر مرفوض من قبل التيار الوطني الحرّ. يفترض بالسفراء الخمس أن يعدوا تقارير عن لقاءاتهم واجتماعاتهم مع الأفرقاء اللبنانيين، وإرسال مضامينها إلى إداراتهم ليتقرر على أساسها إمكانية المضي بالتحرك في سبيل إنضاج التسوية، واذا كان كانت الحاجة تستدعي عقد اجتماع ثان، أم أن المسار سيبقى في إطار التحرك على الساحة اللبنانية فقط.

 

برّي يستعد لجلسة تشريعية: باسيل يساوم وجعجع يمانع

المدن/11 شباط/2023

فتح رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، معركة تعطيل عقد جلسة تشريعية لمجلس النواب، باعتبار أنه لا يحق لمجلس النواب الاجتماع والتشريع في ظل غياب رئيس الجمهورية، وأنه لا بد للمجلس أن يبقى منعقداً كهيئة انتخابية إلى حين انتخاب الرئيس.

التمديد لموظفين كبار

يحاول جعجع إحراج التيار الوطني الحرّ والقوى المسيحية الأخرى، في محاولة لعدم تأمين نصاب الجلسة أو سحب ميثاقيتها. لا سيما أن الرئيس نبيه برّي قد دعا إلى اجتماع لهيئة مكتب مجلس النواب يوم الإثنين المقبل، للبحث في وضع جدول أعمال الجلسة التشريعية التي سيعقدها في النصف الثاني من شهر شباط. وقد تعقد الأسبوع المقبل أو الأسبوع الذي يليه. ومن البنود التي ستطرح على جدول الأعمال، هو إقرار قانون لتمديد ولاية عدد من رؤساء الأجهزة الأمنية والموظفين المدنيين في الفئة الأولى. وبهذا الصدد تجري مناقشات مع التيار الوطني الحرّ حول تأمين نصاب الجلسة والمشاركة فيها، بينما يشترط رئيس التيار جبران باسيل بأن يكون التمديد لقادة الأجهزة الأمنية يطال فقط المدنيين منهم، أي اللواء عباس ابراهيم والذي تنتهي ولايته في شهر آذار المقبل ببلوغه سن الـ64، بالإضافة إلى التمديد لمدير عام أمن الدولة طوني صليبا، والذي كان قد استقال من قبل من منصبه العسكري، وتم تثبيت تعيينه في المنصب بصفته المدنية كما هو الحال بالنسبة إلى اللواء ابراهيم. أي أنه بطبيعة الحال يطالب بأن لا يشمل التمديد مدير عام قوى الأمن الداخلي عماد عثمان، ولا قائد الجيش جوزيف عون. كذلك من المطالب التي يريدها باسيل هو التمديد للمديرة العامة للنفط أورور فغالي. في المقابل يصر رئيس حكومة تصريف الأعمال على التمديد لعثمان. إلى جانب هذا الملف، سيكون جدول أعمال الجلسة حافلاً، خصوصاً أن باسيل يشترط أيضاً إدراج بند الكابيتال كونترول وإقراره.

جعجع: حفنة من المناصب

وقال جعجع في تصريح: "إذا صحّت المعلومات بأن التيار الوطني الحر ينوي حضور جلسة مجلس النواب التشريعية التي يُزمع الرئيس نبيه برّي الدعوة إليها مطلع الأسبوع المقبل، فهذا يعني أن التيار الوطني الحر لم يكتفِ بمساهمته بالأضرار التي أوقعها على اللبنانيين وفي طليعتهم المسيحيين، في السنوات الست الماضية، حيث حوّل نهارهم ليلاً، وحياتهم جحيماً، بل هو مصرّ على ملاحقتهم وتنغيص عيشهم حتى اللحظة، وكل ذلك من أجل حفنة من المناصب". وأضاف جعجع، "لقد هاجم رئيس التيار النائب جبران باسيل طيلة الأشهر الماضية الحكومة باعتبار أنها تجتمع بغياب رئيس الجمهورية، في الوقت الذي أعطى الدستور هذه الحكومة إمكانية الاجتماع في الحالات الطارئة والمستعجلة، بينما نراه اليوم يحضِّر نفسه للمشاركة في جلسة تشريعية لم يعطِ الدستور حقاً بالتئامها". وتابع، "حيث اعتبر، أي الدستور، انه بالفراغ الرئاسي يتحوّل مجلس النواب إلى هيئة ناخبة حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية". وختم جعجع تصريحه بالقول: "بئس هذا الزمن الذي لم يعد فيه ميزان للمنطق والتصرُّف السليم، ولكن إذا كان للفجور واللامنطق يوم، فسيكون للحكمة والمنطق ألف يوم ويوم". وسريعاً ردّ التيار الوطني الحر على جعجع ببيان جاء فيه: "مشكور السيد سمير جعجع لحرصه المباغت على موقع الرئاسة". وأضاف البيان، "لكن حبذا لو منّ على اللبنانيين بحرصه هذا في السنوات الرئاسية الست التي لم يترك معولاً إلا واستخدمه هدما وتنكيلا وتدميراً بموقع الرئاسة وصلاحيات الرئيس، لا لسبب الّا احقاده الشخصية". وتابع، "في أي حال، ليس السيد جعجع في موقع الناصح للتيار لتحديد الموقف من المشاركة في الجلسة التشريعية، ولا هو اهل لذلك، هو من شارك في عدّة جلسات "تشريع الضرورة" في مرحلة الفراغ الرئاسي 2014-2016 ولا هو أهل لذلك. وختم البيان، "وفي كل الاحوال، واضح ان معلومات وقراءات السيد جعجع عن موقف التيار من المشاركة او عدمها هي مغلوطة، وهي كقراءاته عن الدولار صعوداً او نزولًا، فننصحه ان يركض وراء مواقف التيار، كركضه وراء الدولار، علّه يلحق بها.

 

لقاء باريس» حمّل اللبنانيين مسؤولية الخروج من أزمة الرئاسة

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/10 شباط/2023

إذا كان رد فعل جانب من اللبنانيين سياسيين وغير سياسيين سلبيا إزاء مخرجات اجتماع باريس الخماسي باعتبارها جاءت «متواضعة» ولم تشكل نقلة في ملف الفراغ المؤسساتي، فالأرجح أنهم حملوه أكثر مما يحتمل وأعطوه أبعادا لا تتوافق مع ما سعى إليه منظموه والمشاركون فيه. ووفق مصدر دبلوماسي واسع الاطلاع في باريس تحدثت إليه «الشرق الأوسط»، فإن اجتماع الاثنين الماضي أسفر عن ثلاث نتائج متكاملة: تحديد الهدف من اللقاء والجهد الجماعي المبذول والاتفاق على نهج محدد والتفاهم بشأن الآلية والوسائل الناجعة للوصول إلى الهدف المنشود. وقبل ذلك كله، شددت الأطراف الخمسة المشاركة (فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر) على أن العملية التي تطلقها تنحصر في «مساعدة اللبنانيين الذين يتحملون مسؤولية العمل للخروج من الوضع الحالي المتأزم والدوران وملء الفراغ المؤسساتي» وأن جهود الخمسة «تندرج في إطار المساعدة وليس الحلول محل اللبنانيين».

ويقول المصدر المشار إليه إن الخمسة «سعوا إلى إطلاق عملية تنسيق متواصلة فيما بينهم من أجل مساعدة لبنان على ملء الفراغ المؤسساتي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية» كخطوة أولى على طريق إنقاذ لبنان. ولم يأخذ المجتمعون بالطرح الذي كان يدعو للعمل من أجل «سلة متكاملة» تشمل انتخاب رئيس للجمهورية والتوافق على الخطوط العامة لحكومة قادمة مع سلة إصلاحية يتم العمل عليها من أجل عملية الإنقاذ الشاملة رغم أن الجميع مقتنع بالحاجة إلى ذلك. والسبب في رأي المجتمعين أن «خلط الأمور ببعضها البعض لن ينتج عنه سوى تأخير ملء الفراغ الرئاسي ومراوحة الأزمة مكانها والدخول في تعقيدات لا تنتهي». وتصح على الاجتماع الأخير صفة «التمهيدي والتنسيقي» ما يعني عمليا أن اجتماعات أخرى لاحقة سوف تعقد في الأسابيع والأشهر القادمة وبحسب المصدر المشار إليه، فإن الخمسة تبنوا مبدأ «التدرج» في تناول المسائل وليس مواجهتها دفعة واحدة.

وثمة سبب آخر، وفق المصدر المشار إليه، يدفع باتجاه التركيز فقط في هذه المرحلة، على انتخاب رئيس جديد، وترك المسائل الأخرى للمرحلة اللاحقة. ذلك أن تواصل الفراغ الرئاسي، ستكون له تبعات إضافية وسيتسبب في مزيد من تداعي المؤسسات لأن هناك «فراغات» أخرى ستحل في عدد من المؤسسات المالية والأمنية والدفاعية والقضائية في حال بقي الفراغ الرئاسي على ما هو عليه، وبالتالي فإن المصلحة المباشرة تدفع باتجاه تركيز الجهود على إنجاز الانتخاب الرئاسي.

إضافةً إلى هذا الهدف اتفق الخمسة على المنهج أي على طريقة العمل التي تم تبنيها وهي تعتمد مبدأ «توزيع المهام» على الأطراف المجتمعة. وتتمثل المهمة الأولى في «أن يقوم كل طرف، بعيدا عن الإعلام وفي الغرف المغلقة، بالتحرك والتواصل مع الجهات اللبنانية التي تربطه بها علاقات جيدة، والتحدث إليها بلغة واضحة وصريحة والتعرف الدقيق والمعمق على قراءتها وأهدافها» وذلك من أجل كسر المراوحة والدوران في فراغ. والرسالة الواضحة المفترض إيصالها سوف تركز على «أولوية إنهاء الفراغ الرئاسي». ولعل سبب هذا الطرح غياب الحوار الداخلي في لبنان وتمترس كل فريق وراء موقفه أو مرشحه فيما الانزلاق واهتراء الوضع بكافة مكوناته متواصلان.

بيد أن الرسالة التي سيتم نقلها للأطراف اللبنانية لن تنحصر فقط في الدعوة لتسهيل انتخاب الرئيس العتيد بل تأكيد أن «غياب الاستجابة من قبل المعرقلين والمعطلين ستكون له تبعات أو تداعيات». وبخصوص هذه النقطة بالذات، انقسمت الآراء بين من يدعو صراحة للتهديد بتبني عقوبات إزاء المعرقلين وبين من يرى أن التلويح بالعقوبات «لن يكون مجديا» لأن العقوبات التي فرضت في السابق على عدد من السياسيين أو المسؤولين السابقين «لم تأتِ بنتائج واضحة». لذا، تحول الحديث عن العقوبات إلى «التداعيات» الممكنة. أما شكل هذه «التبعات» وعلى من تفرض وكيف، فلم يتم البحث فيها «لأنه سابق لأوانه» وستكون هذه المسألة بالذات موضع تباحث ومشاورات في الاجتماع اللاحق الذي من المقرر أن تعقده المجموعة بعد أن تكون أطرافها قد تواصلت مع الجهات اللبنانية وذلك من أجل تقييم الاتصالات التي جرت والاتفاق على الخطوات القادمة الواجب اتخاذها. ولم يتم الاتفاق في هذا اللقاء على مهلة محددة للاتصالات وبالتالي ليس هناك تاريخ مسبق للاجتماع الخماسي الثاني.

ويقول المصدر الدبلوماسي إن المجتمعين لم يخوضوا في لعبة الأسماء. لكن أحد الوفود، بعد أن أكد المؤكد وهو وجود مرشحين رئيسيين هما النائب السابق سليمان فرنجية وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، أشار إلى أن هناك أسماء أخرى يتم تداولها سعياً للتعرف على رؤية المشاركين لها. بيد أن الأمور لم تذهب، من حيث الأسماء، أبعد من ذلك «لأن الخوض بها في المرحلة الراهنة يبقى دون جدوى». لكن بالمقابل، كان هناك توافق حول «صفات» الرئيس والمنتظر منه وملخصه أن الرئيس العتيد «يتعين أن يكون صاحب قرار وقادرا على توحيد اللبنانيين وإنقاذهم ومتمسكا باستقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه».

ويقول المصدر المشار إليه إن المجتمعين لم يتناولوا دور إيران في الانتخابات الرئاسية اللبنانية لأنهم اعتبروا أن الخوض في هذا الملف سيفتح الباب لمناقشات قد تبدأ ولا تنتهي رغم إدراك الجميع للدور الذي يعود لإيران في هذا الملف الحساس عن طريق قدرات «حزب الله» في التأثير على مسار الانتخابات. وباختصار، يمكن القول إن اجتماع الاثنين الماضي كان محدود الهدف ويشكل خطوة أولى للعمل الجماعي الذي تريد الأطراف الخمسة القيام به بالنظر لوزن كل طرف من هذه الأطراف وقدرته على التحدث إلى الداخل اللبناني وأيضاً للخارج.

يبقى أن «الغموض» بقي مسيطرا على مسألة إصدار بيان عقب الاجتماع رغم التوافق المسبق على مضمونه.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

صورة أميركيّة سوداويّة عن لبنان!

 وكالة الانباء المركزية/لبنان متروك لاقداره يصارع الموت وحيدا في ظل انقسام سياسي ونيابي متماد، غير عابئ بمصاعب اللبنانيين الحياتية والصحية. ولعل ما يزيد الاوضاع خطورة ما ينقل من قراءات خارجية سوداوية، وتحديدا اميركية عاد بها الوفد اللبناني الذي زار واشنطن اخيرا تحذر من مخاطر محدقة بلبنان وتتوقع مزيدا من التأزم في مدى غير بعيد وعلى مستويات مختلفة. وحيال ذلك، يقول هؤلاء إن المسؤولين الاميركيين سواء في البيت الابيض او في الخارجية الاميركية يعتبرون ازمة لبنان بلغت مستويات ما فوق الخطورة وان على اللبنانيين ان ينتشلوا انفسهم من خانة التعقيدات القائمة ويتبعوا المسار الذي يؤدي الى انقاذ لبنان واستعادة توازنه السياسي والاقتصادي. اضافة الى أن واشنطن اكدت على اختلاف مراجعها وما زالت على تاكيدها بأن المسؤولية الاولى والاخيرة تقع على عاتق اللبنانيين لفك هذه التعقيدات قبل فوات الاوان وبلورة الحل الذي ينسجم مع مصلحة لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية على وجه السرعة، ويلي ذلك حكومة جديدة تقود البلاد الى الخروج من مأزقها ودون هذا المسار لن يجد لبنان مخرجا من ازمته. النائب ياسين ياسين الذي كان في عداد الوفد الذي زار العاصمة الاميركية يقول لـ”المركزية”: “نعم الصورة التي طالعنا بها المسؤولون الاميركيون عن الاوضاع في لبنان سوداوية جدا وخصوصا من قبل مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط باربرا ليف التي واجهتنا بحقيقة كاملة عن مسار الامور في لبنان، سائلة عن الاصلاحات التي التزمنا القيام بها سواء لصندوق النقد او المجتع الدولي، معتبرة ان اقرارنا للكابيتال كونترول او لقانون السرية المصرفية لا يلبي المطلوب بل جاءا لمصلحة المسؤولين عن هذا النهج الذي أوصل البلد الى الكارثة التي انحدر اليها”. وسألت في الوقت نفسه هل يعقل والبلاد على ما هي عليه ان تصل موازنة العام 2022 الى البرلمان في شهر شباط ولا تقر قبل تشرين. وخلصت الى القول ساعدوا انفسكم لنساعدكم والا نحن سنتخلى عن كل التزاماتنا تجاه بلدكم ومن بينها ما نقدمه للجيش اللبناني. أضاف: الأكثر من ذلك نحن منذ العام 93 حتى اليوم نراكم السقوط على كل المستويات الى ان بلغ الامر اخيرا الجسم القضائي. الرئيس عون وعدنا بجهنم والرئيس ميقاتي بالعصفورية وها نحن في خضمهما. وردا على سؤال، قال: نحن كنواب تغييريين عددنا لا يتعدى العشرة حاولنا وما زلنا مواجهة الطبقة المسيطرة على البلاد اقتصاديا وسياسيا بكافة الوسائل حتى وصلنا الى الاعتصام داخل المجلس النيابي والقناعة التي تكونت لدينا ان الخلاص من المنظومة المتحكمة بالبلد تستوجب اسلحة اكثر وشعبا كاملا يؤمن بالتغيير ويعمل له بكل الوسائل. وختم: لبنان لينهض من جديد يحتاج لرئيس جمهورية خارج الاصطفافات والطبقة التي تحكمت به منذ ما بعد الطائف لليوم. وان الاتيان برئيس توافق أو تسووي يعني استمرارا للازمة وتاليا للانهيار.

 

جلسة تشريع في الأفق: هل يُغطّيها “التيار” ميثاقيًّا؟

لورا يمين/ وكالة الانباء المركزية/10 شباط/2023

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الاربعاء، هيئة مكتب مجلس النواب الى إجتماع، عند الثانية من بعد ظهر يوم الإثنين المقبل. الخطوة التي قام بها تمهّد بوضوح لعقد جلسة تشريعية. رئيس المجلس، وضع منذ مدة، طبخة الجلسة العتيدة، على نار هادئة، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

هو مهّد لها بالسياسة، من خلال دعمه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في خياره عقد جلسات لمجلس الوزراء في ظل الشغور، كما مهّد لها نيابيا واقتصاديا من خلال درس رزمة قوانين اصلاحية ملحّة ومنها الكابيتال كونترول، في اللجان يُفترض ان يقرها مجلس النواب لانها مطلوبة من صندوق النقد الدولي. وحضّر لها مصرفيا ايضا. ذلك ان توجّه بري يأتي على وقع اعلان جمعية المصارف اضرابا عاما ربطت فكَّه بجملة مطالب منها اقرار قانون “وضع ضوابط إستثنائية وموقتة على التحاويل المصرفية والسحوبات النقديّة”، وقد شددت الجمعية على أن “لا يمكن حل هذه الأزمة النظامية سوى عبر تسريع الحلول التي طال اعتمادها، وفي طليعتها قانون الكابيتال كونترول وقانون إعادة هيكلة المصارف”، مضيفة “إن قانون الكابيتال كونترول لا يبرئ ذمة المصارف، بل يضع الضوابط على السحوبات والتحاويل إلى الخارج بانتظار توزيع الخسائر على الجميع، بمن فيهم المصارف ضمن قانون إعادة هيكلتها، بحيث إن ربط إقرار قانون الكابيتال كونترول بقانون إعادة الهيكلة يخالف ابسط قواعد العقل والمنطق”. وطالبت ايضا “الدولةَ اللبنانية بإقرار قانون معجل مكرر يلغي بشكل كامل وبمفعول رجعي السرية المصرفية، ويسمح للمصارف بمنح المعلومات المصرفية على جميع حسابات زبائنها وفي طليعتهم القيمين على إدارتها ومساهميها وسواهم، وذلك منذ تاريخ فتحها، إلى من يشاء من السلطات القضائية وغيرها، فتنتهي مهزلة الاتهامات والشكوك التي تساق بحقها وبحق مساهميها”. وإذا كانت هذه الظروف الضاغطة مصرفيا، مُنطلقا لخطوة بري، الا ان ثمة ايضا معطى “أمنيا” ملحّا ايضا، يفرض التشريع، ألا وهو بند التمديد للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، على جدول الاعمال. ففي 2 آذار المقبل، تنتهي ولايته على رأس المديرية التي تسلّم قيادتها عام 2011، والتجديد له في منصبه يحتاج الى قانون يصدر عن مجلس النواب. صحيح ان التشريع حاجة، وفق المصادر، نظرا الى الاوضاع المصرفية والامنية الراهنة، غير أن الألحّ هو انتخاب رئيس للجمهورية. فبدلا من جمع المجلس للتشريع، كان الاحرى جمعه لانتخاب رئيس بدلا من ترقيع تداعيات الشغور، ماليا واقتصاديا وامنيا. واذا كان الفراغ في بعبدا لا يزعج الثنائي الشيعي والمصوّتين بالاوراق البيضاء، وهم لا يمانعون التطبيع مع هذا الفراغ نيابيا وحكوميا، الا ان المصادر تستغرب المعلومات التي تتحدث عن توجّه لدى التيار الوطني الحر، المُستعجِل الانتخاب في “المبدأ” والرافِض لجلسات مجلس الوزراء، مِن الجلسة التشريعية العتيدة. اذ يبدو “لبنان القوي” ذاهبا نحو المشاركة فيها بعد ان قايض التمديد لابراهيم بالتمديد لمدراء عامين محسوبين عليه في الدولة. فهل هذه المعطيات صحيحة؟ وأين مصداقية التيار في حرصه على موقع الرئاسة، خصوصا وان الدستور ينص على ان المجلس النيابي هيئة ناخبة فقط بعد فراغها؟ وهل سيضع “البرتقالي” اتهاماتِه لبري وميقاتي بالسطو على صلاحيات الرئيس وحقوق المسيحيين والعيش المشترك، خلفه، مقابل حفاظه على النفوذ داخل الدولة؟!

 

إضراب القطاع المصرفي.. إلى أين؟

أخبار اليوم/10 شباط/2023

الإقفال التام وصولا الى توقف خدمات الصراف الآلي، رسالة مدوية من القطاع المصرفي الى السلطة السياسية التي تستعمل القضاء لجعل القطاع الحلقة الاضعف وتحميله مسؤولية الازمة. حيث تتوالى الاجتماعات المصرفية مع الاتجاه نحو المزيد من التصعيد ما لم تظهر بوادر ايجابية.

ويشرح مصدر مصرفي، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان القضاء يحاول ان يلبس القطاع كل ازمات الدولة، مستغربا كيف يلجأ قاضٍ الى اصدار حكم بحق مصرف لدفع مبلغ كبير بالدولار لأحد المودعين، وفي الوقت عينه تجبر المصارف على القبول بالشيكات كوسيلة دفع من قبل التجار وباقي القطاعات الاقتصادية، معتبرا انه بمعادلة كهذه لا يمكن لأي بنك ان يعطي اموالا كاش، ما لم يكن التعاطي من قبل الجانبين بالفريش والكاش، محذرا من ان هذا الامر استخفاف من قبل القضاء سيوصل الى افلاسات عن غير وجه حق. وردا على سؤال، اشار المصدر الى غياب القضاء المالي المختص الذي يكون على عاتقه الاطلاع على القضايا المالية ومقاربتها من خلال الاخذ في الاعتبار طبيعة الازمة و المشكلة التي تضرب القطاع ككل systemic problem وليس مصرفا واحدا، حيث لا يمكن للمصارف ان ترد لمودع واحد مبالغ كبيرة في حين يحرم الآخرون من اي مبلغ. وشدد المصدر على ان الازمة لا تتعلق بمصرف واحد، وسببها الاساسي الدولة التي لم تدفع للمصارف الاموال التي تمت استدانتها نقدا، وبالتالي فان الحل يكون عبر اصادار التشريعات اللازمة والتزام بها، الى جانب التزام الدولة برد الاموال. ومتى سيعلق الاضراب، اوضح المصدر ان الاقفال قد يستمر، وهو حق شرعي للمصارف، ويشكل خطوة دفاعية عن المصارف وعن المودعين في آن. وقال: الاتجاه نحو التصعيد وقد يصل الى عدم تعبئة آلات الـ ATM وذلك بهدف دفع الدولة نحو تحمل مسؤولياتها. وفي هذا السياق، حذر المصدر من استمرار الدولة باستعمال القضاء والاجهزة الامنية ضد المصارف كوسيلة للضغط عليها لتحويلها الى الحلقة الاضعف، قائلا: الحَكَم في الدعاوى المصرفية هو طرف. وختم: من سرق القطاع المصرفي لن يحكم عليه بالبراءة!

 

ابو ناضر: تثبيت المسيحيين في أرضهم يمهّد لانفتاحهم على شركائهم في الوطن

وطنية/10 شباط/2023

ترأس رئيس جمعية "نورج" الدكتور فؤاد أبو ناضر اجتماع عمل لفريق "نورج" الإداري والميداني والتنظيمي. وانضمّ إلى الاجتماع فريق نورج- فرنسا عبر تطبيق Zoom . وجرى، بحسب بيان، "عرض للمشاريع التي نفّذتها الجمعية وبرنامج "دروب" التابع لها في ٢٠٢٢، على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والإنمائية والتعاونية. كما بحث المجتمعون في خطة العمل المنوي تطبيقها خلال العام ٢٠٢٣". وألقى أبو ناضر كلمة نوّه فيها ب"الجهود المبذولة التي أتت بنتائج جيدة وواعدة ضمن امكانات مادية محدودة، وإنما تحققت باندفاع أصحابها وحماسهم وروحهم التطوّعية"، وقال:" نتطلع إلى توسيع النشاطات والتعاون مع منظمات أهلية وغير حكومية لنغطّي معظم المدن والقرى اللبنانية". وأوضح أن "الجمعية تعمل بالتنسيق مع الكنيسة والرهبانيات التي تملك وتدير مؤسسات تربوية وجامعية وطبية واستشفائية على كامل الأراضي اللبنانية". أضاف:" نجحنا في الكثير من المناطق بتثبيت المسيحيين بأرضهم وبيوتهم، ومساعدتهم على فتح مؤسسات صغيرة ومتوسطة تؤمن حركة اقتصادية وانتاجية وفرص عمل. وهذا هدفنا الأولي لننتقل بعده إلى ضمان انفتاح الأهالي والتبادل مع محيطهم في القرى والبلدات المجاورة، مما يعيد التفاعل والتلاقي والعيش المشترك. نحن نريد لبنان الواحد والحر والديمقراطي. وإن هذه المبادىء تتأمّن بإعادة دمج اللبنانيين بين بعضهم البعض".

 

ضاهر: قانون الكابيتال كونترول الذي أقرّته اللجان المشتركة يشبه قفصا لحبس عصفور ميّت

وطنية/10 شباط/2023

غرد النائب ميشال ضاهر عبر حسابه على "تويتر": قانون الكابيتال كونترول الذي أقرّته اللجان المشتركة لا يشبه أي قانون من قوانين الكابيتال كونترول في العالم.

‏ولدى مناقشته في اللجان شبّهته "كمن يشتري قفصا لحبس عصفور ميّت" وللأسف هذا هو التوصيف الحقيقي لهذا القانون".

 

المساعدون القضائيون أعلنوا التوقف عن إجراء أي عمل "كليا"!

صحف/10 شباط/2023

أعلنت لجان المساعدين القضائيين في لبنان في بيان، أنّه "نظراً لما يتعرض له موظفو القطاع العام، خصوصاً المساعدون القضائيون الذين واصلوا الجدّ بكفاحهم المستمر لتسيير مرفق العدل والعدالة، علماً أنهم الوحيدين الذين لم يتوقفوا عن العمل كلياً كسائر القطاعات العامة، ونظراً للحالة المأسوية التي وصلنا إليها بدءاً بارتفاع الأسعار وتحليق الدولار ... إلخ... وصولاً إلى الانحطاط في المستوى المعيشي والتغطية الطبية والإستشفائية للموظفين الذين باتوا يتعرّضون للإهانات المعنوية والمادية على أبواب المستشفيات التي لا تستقبل الموظف المريض إلا بعد أن يدفع المبالغ الطائلة قبل الدخول، والتي لا يستحوذ منها سوى على حفنة صغيرة لا تكفيه  أجرة انتقال لإيصاله إلى المستشفى،  ونظراً للأوضاع الراهنة وعدم تمكّن الموظف من الوصول إلى عمله بسبب غلاء كلفة الإنتقال، قرر المساعدون القضائيون في لبنان التوقّف عن إجراء كل اجراءات والاستنابات وتنظيم المحاضر وتدوين اي طلب او استدعاء ابتداءً من يوم الإثنين الواقع فيه 13/2/2023، على أن تبقى إجتماعات اللجان مفتوحة لمواكبة كل جديد".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الزلزال يودي بـ23 ألفاً ويشرّد 5 ملايين شخص في سوريا

دمشق/الشرق الأوسط/10 شباط/2023

أُنقذ عدة أطفال، اليوم الجمعة، غير أن الأمل في العثور على ناجين آخرين في سوريا وتركيا يتضاءل، بعد مرور خمسة أيام على الزلزال المدمّر الذي أودى بحوالى 23 ألف شخص في إحدى أسوأ الكوارث التي تشهدها هذه المنطقة منذ قرن. وحذرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين الجمعة من أن الزلزال ربما شرد 5,3 مليون شخص في سوريا. وقال ممثل المفوضية في سوريا سيفانكا دانابالا خلال مؤتمر صحافي عقد في جنيف وشارك فيه من دمشق «هذا رقم ضخم لدى شعب يعاني أساساً من نزوح جماعي». وتتدفّق المساعدات الإنسانية الدولية على تركيا، وأعلنت ألمانيا الجمعة إرسال 90 طنا من المواد جوّاً، لكنّ الوصول إلى سوريا التي يخضع نظامها لعقوبات دولية أكثر تعقيداً بكثير. وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصّصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود. إلا أن الطرق المؤدية الى المعبر تضررت بسبب الزلزال، مما أثر على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه. ووافقت الحكومة السورية، الجمعة، على إيصال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارج سيطرتها في شمال البلاد، وفق ما نقلت وكالة الإعلام السورية الرسمية (سانا). وأعلن مجلس الوزراء في بيان إثر جلسة استثنائية أن «إشراف الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري على توزيع هذه المساعدات بمساعدة منظمات الأمم المتحدة سيكفل وصولها إلى مستحقيها». وتكثف فرق الإنقاذ والإغاثة الجهود بحثاً عن ناجين رغم انقضاء الساعات الـ72 الأولى الحيوية، فيما يزيد الصقيع الوضع صعوبةً. رغم ذلك، انتُشل اليوم الطفل موسى حميدي (ستة أعوام) حياً وهو في حالة صدمة ومُصاب في وجهه، وسط هتافات من تحت الأنقاض في بلدة جنديرس شمال غربي سوريا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كما تم إنقاذ شخصين آخرين في بلدة جبلة في محافظة اللاذقية. وفي أنطاكية بجنوب تركيا، تمكّنت طواقم إنقاذ (الجمعة)، بعد «105 ساعات» من الزلزال، من انتشال الرضيع يوسف حسين الذي يبلغ 18 شهراً من حطام مبنى مكوّن من ثلاث طبقات، ثمّ انتُشل شقيقه محمد حسين بعد عشرين دقيقة، وفقاً لقناة «إن تي في». وقبل ذلك بساعتين، انتُشلت زينب إيلا بارلاك، وهي طفلة تبلغ ثلاث سنوات، في هذه المدينة التي دمّرها الزلزال.

وتفاقم الوضع بسبب البرد القارس إلى درجة أنّ حزب العمّال الكردستاني قرّر (الجمعة)، «عدم تنفيذ أي عملية ما دامت الدولة التركية لا تهاجمنا»، وفقاً لما نقلته وكالة «فرات» المقرّبة منه عن المسؤول في الحزب جميل بايك الذي قال إن «الآلاف من أبنائنا لا يزالون تحت الركام (...) يجب على الجميع أن يقوموا بتعبئة كلّ إمكاناتهم». وانتقد الكثير من الناجين تباطؤ الحكومة التركية في الاستجابة. وقال محمد يلديريم، غاضباً: «لم أرَ أحداً قبل الساعة 14:00 من اليوم التالي للزلزال» أي بعد 34 ساعة على أول زلزال، موضحاً أنّه «لا دولة ولا شرطة ولا جنود. عار عليكم، لقد تركتمونا وحيدين».

من جهته، أقرّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بوجود «ثغرات» في تعامل الحكومة مع الكارثة. وقال خلال زيارته لمدينة أديامان (جنوب) التي تضرّرت بشدّة، إنّ «الدمار أثّر على الكثير من المباني (...) إلى درجة أنّنا للأسف لم نتمكّن من التدخّل بالسرعة اللازمة». في هذه الأثناء، بدأت الجثث الأولى لضحايا من القبارصة الأتراك قضوا جراء الزلزال في تركيا تصل إلى شمال جزيرة قبرص (الجمعة)، بينهم سبعة مراهقين من لاعبي الكرة الطائرة كانوا يشاركون في بطولة هناك، حسبما أفاد التلفزيون المحّلي. وانتُشلت الجثث من تحت أنقاض فندق في أديامان انهار تماماً جراء الزلزال. وكان الفندق يضمّ 24 مراهقاً تراوح أعمارهم بين 11 و14 عاماً وبالغين يرافقونهم، أتوا من «جمهورية شمال قبرص التركية» المُعلنة من جانب واحد والتي لا تعترف بها سوى تركيا. ووفق قناة «إن تي في» التركية، «عُثر على جثث 19 مراهقاً (من الفريق) تحت الأنقاض». وتفيد الأرقام الرسمية الأخيرة بأنّ الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجة أسفر حتى الآن عمّا لا يقل عن 22765 قتيلاً، 19388 منهم في تركيا و3377 في سوريا. وتخشى المنظمات الإنسانية انتشار وباء الكوليرا الذي عاود الظهور قبل فترة في سوريا. وزار الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء ضحايا في حلب، للمرّة الأولى منذ الزلزال، وفقاً للرئاسة. ودخلت قافلة مساعدات ثانية من الأمم المتحدة (الجمعة) إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال غربي سوريا، بعد خمسة أيام على وقوع الزلزال المدمّر، فيما وصفت منظمة «الخوذ البيضاء» بطء دخول المساعدات وضآلتها بأنه «جريمة».

 

الحكومة السورية توافق على إيصال مساعدات للمناطق المتضررة الخارجة عن سيطرتها

بيروت/الشرق الأوسط/10 شباط/2023

وافقت الحكومة السورية، اليوم الجمعة، على إيصال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارج سيطرتها في شمال البلاد بعد مرور نحو خمسة أيام على الزلزال المدمر، وفق ما نقلت وكالة الإعلام السورية الرسمية (سانا). وأعلن مجلس الوزراء في بيان إثر جلسة استثنائية أن «إشراف الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري على توزيع هذه المساعدات بمساعدة منظمات الأمم المتحدة سيكفل وصولها إلى مستحقيها»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وعادة ما تنقل الأمم المتحدة المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، أو من داخل سوريا، من مناطق سيطرة الحكومة. إلا أنه لم يتم إرسال أي مساعدات من داخل سوريا إلى شمال غرب البلاد منذ نحو ثلاثة أسابيع. وفي شمال غرب البلاد، يثير تأخر وصول المساعدات غضب منظمات محلية وسكان ومسعفين. ودخلت أول قافلة مساعدات للأمم المتحدة، الخميس، إلى شمال غرب البلاد مؤلفة من ست شاحنات فقط، تلتها قافلة ثانية، الجمعة، مؤلفة من 14 شاحنة. وضمت القافلتان معدات إنسانية وخيماً وبطانيات، إلا أنها خلت من مواد غذائية وأخرى ضرورية لعمليات البحث والإنقاذ. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، عن أمله في أن يأذن مجلس الأمن بفتح نقاط عبور حدودية جديدة بين تركيا وسوريا لإيصال المساعدات. ودعا المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح، الأربعاء، إلى «وضع السياسة جانباً» وتسهيل إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة. وقال: «نحتاج إلى دعم الأطراف المعنية لتسهيل الوصول سواء إلى شمال غرب سوريا أو إلى بقية أنحاء البلاد». ومنذ أيام، تهبط تباعاً طائرات محملة مساعدات إغاثية للمتضررين في مطارات دمشق وحلب واللاذقية، العدد الأكبر منها من دولة الإمارات، إضافة إلى روسيا وإيران، ودول أخرى معظمها لم يقطع علاقته بدمشق بعد اندلاع النزاع الدامي في البلاد منذ 2011. وطال الدمار الناتج من الزلزال، ومركزه في تركيا، خمس محافظات سورية هي إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية وطرطوس (غرب). وقد أودى بأكثر من 22 ألفاً و700 شخص، بينهم أكثر من 3300 في سوريا.

   

الأمم المتحدة تطالب بـ«وقف فوري» لإطلاق النار في سوريا لتسهيل إيصال المساعدات

جنيف: «الشرق الأوسط»/10 شباط/2023

طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بـ«وقف فوري لإطلاق النار» في سوريا لتسهيل إيصال المساعدات إلى ضحايا الزلزال الذي دمَّر قسماً من البلاد بداية الأسبوع. وأشارت المفوضية في تغريدة على «تويتر»، إلى أن فولكر تورك «يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا واحترام تام للحقوق الإنسانية وموجبات القانون الإنساني بهدف إيصال المساعدة إلى الجميع». وقال تورك: «في هذه المرحلة الرهيبة في تركيا وسوريا، ندعو إلى تقديم المساعدة بشكل عاجل إلى جميع من يحتاجون إليها». وبسبب الحرب المستمرة في سوريا منذ 2011، يصعب إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية، خصوصاً إلى مناطق سيطرة المعارضة في شمال غربي البلاد. وحتى الساعة، يصل القسم الأكبر من هذه المساعدات من تركيا وتحديداً عبر معبر «باب الهوى»، الوحيد المسموح به، بين سوريا وتركيا. ووافقت الحكومة السورية اليوم (الجمعة)، على إيصال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارج سيطرتها في شمال البلاد بعد مرور نحو خمسة أيام على الزلزال المدمر، وفق ما نقلت وكالة الإعلام السورية الرسمية (سانا). وأعلن مجلس الوزراء في بيان إثر جلسة استثنائية أن «إشراف الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري على توزيع هذه المساعدات بمساعدة منظمات الأمم المتحدة سيكفل وصولها إلى مستحقيها».

 

خبير تركي لـ«الشرق الأوسط»: سد أتاتورك لا يمكن أن يتأثر بارتدادات الزلزال

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/10 شباط/2023

استبعد خبراء تأثر السدود التركية على نهر الفرات، وأهمها سدا أتاتورك وكيبان، بالهزات الارتدادية لزلالي كهرمان ماراش اللذين ضربا 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا، فجر الاثنين الماضي. وتداول بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا والعراق مقطعاً مصوراً يظهر قيام السلطات التركية بفتح سد أتاتورك تخوفاً من انهياره بفعل الهزات الارتدادية. وقالت مغردة على «تويتر»: «في إجراء غير مسبوق، تركيا تفتح سد أتاتورك الذي يخزن 48 مليار متر مكعب من نهر الفرات تخوفاً من انهياره بفعل الهزات الزلزالية الارتدادية التي تشهدها تركيا حالياً. المياه الحبيسة تتدفق إلى زاخو في محافظة دهوك العراقية». وقال آخر: «تضرر سد أتاتورك في جنوب شرقي تركيا بسبب الزلزال القوي الذي ضرب البلاد. تتوافق هذه البنية التحتية مع السد الثالث في العالم بخزان سعته 48 مليار متر مكعب من المياه تمتد إلى 1800 متر». وتعليقاً على ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي حول احتمال انهيار سد أتاتورك بسبب الهزات الارتدادية، أكد خبير الزلازل عضو جمعية المهندسين الجيولوجيين الدكتور بولنت أوزمان لـ«الشرق الأوسط» أنه ليس من المتصور أن السدود التي يمكن أن تنجو من الزلزالين الكبيرين اللذين ضربا البلاد ستتأثر بالهزات الارتدادية». وأوضح أوزمان أن السدود هي هياكل ذات تصميم خاص، قائلاً: «لم نتلقَّ حتى الآن أي رسالة من السلطات بأن هناك تهديداً لسدودنا». مشيراً إلى أن الإحصائيات الهيكلية لسدي أتاتورك وكيبان تظهر خصائص مختلفة عن البناء في المستوطنات البشرية». وأشار إلى أن سدي أتاتورك وكيبان، هما الأكبر في تركيا، وتم تصميم بنائهما على أساس احتمالات التعرض لزلازل أكبر حجماً، وأنه تم بناء سد أتاتورك بين أديامان وشانلي أورفا وسد كيبان في إيلازيغ على نهر الفرات. وأعلنت ولاية مالاطيا أن سد سلطان صويو، الذي تضرر من الزلزال سيتم إخلاؤه تدريجياً كإجراء احترازي. ويعد سد أتاتورك من أكبر مشروعات المياه، وأكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في تركيا، واستغرق بناؤه نحو 10 سنوات، وينتج نحو 2400 ميغاواط من الكهرباء، ويقع في الروافد العليا لنهر الفرات، على مسافة 80 كيلومترا شمال غربي مدينة شانلي أورفا، وعلى مسافة 600 كيلومتر من العاصمة أنقرة، بين مرتفعات هضبة الأناضول القريبة من الحدود السورية، بما لا يزيد على 60 كيلومترا وأكثر من 180 كيلومترا جنوب سد الكركيا. وكان نائب الرئيس التركي فؤاد أوكطاي أكد، في تصريحات الثلاثاء، أنه تم فحص السدود في مناطق الزلزالين على الفور، وليس لدينا سوى سد واحد في مالاطيا هو سلطان صويو سنبدأ التصريف التدريجي للمياه فيه لأغراض احترازية فقط، وإذا شاهد مواطنونا في الجوار هذا، فهو مجرد إجراء احترازي، إذ يجري تفريغ تلك المياه تدريجياً حتى لا تشكل خطراً. وأكد أوكطاي أن بقية السدود في تركيا لا تعاني أي مشكلة.

 

أب فلسطيني لثلاثة أطفال يقتل إسرائيليَيْن دهساً في القدس الشرقية

وفاة أسير مريض تشعل السجون... ودعوة لـ«العقلاء للجم حكومة» نتنياهو

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط»/10 شباط/2023

بعد وفاة أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية وتهديدات الأسرى بالإضراب العام، وتنفيذ عملية دهس قاتلة في حي يهودي استيطاني في القدس تسببت بمقتل مواطنين اثنين، ناشد مسؤول فلسطيني في رام الله «العقلاء في إسرائيل» أن «يلجموا الحكومة اليمينية المتطرفة لتكف عن الإجراءات القمعية التي تهدد بانفجار كبير». وكان يوم الجمعة قد بدأ بنشر نبأ عن إعلان الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيليّة حالة الاستنفار، والحداد لمدة ثلاثة أيام، على روح رفيقهم الأسير أحمد أبو علي (48 عاماً) من مدينة يطا، الذي توفي في مستشفى (سوروكا) في بئر السبع نتيجة للإهمال الطبي. وأوضح نادي الأسير، أنّ الأسرى «قرروا إرجاع وجبات الطعام، وإغلاق الأقسام بمعنى وقف جميع مظاهر الحياة اليومية في السجون، والتي تحكمها طبيعة (الحياة) داخل السّجن، احتجاجاً على استمرار جريمة القتل البطيء بحقهم». وأشار بيان نادي الأسير إلى أنه منذ عام 1967، استشهد 235 أسيراً ومعتقلاً، من بينهم 75 نتيجة لجريمة الإهمال الطبيّ. وقال: «إنّ أبو علي معتقل منذ عام 2012، وهو محكوم عليه بالسّجن لمدة 12 عاماً، وكان قد تبقى نحو عامين على موعد تحرره. وقد كان يعاني من عدة أمراض». وبعد نشر الخبر ساد غليان في المناطق الفلسطينية، وأعلن العديد من قادة الفصائل أن «الأسرى خط أحمر». وأكدوا أن الجمهور الفلسطيني «سيهب هبة رجل واحد للتضامن معهم». لكن هذا لم يمنع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، من التشدد أكثر، فأصدر أوامر بإنشاء قسم مخصص لعزل الأسيرات الفلسطينيات، وذلك على أثر التوتر في سجن «الدامون» نهاية الشهر الماضي، عقب سلسلة من الاعتداءات بحق الأسرى والأسيرات. وذكرت القناة الرسمية الإسرائيلية أن ذلك يحدث لأول مرة، إذ لم تعتد مصلحة سجون الاحتلال على عزل الأسيرات في زنازين انفرادية، بسبب «نقص الميزانية». وفي ساعات بعد الظهر، حضر الشاب الفلسطيني حسين قراقع (30 عاماً)، وهو أب لثلاثة أطفال، من العيساوية في القدس الشرقية إلى حي راموت الاستيطاني في قلب المدينة، ودهس بسيارته مجموعة من المستوطنين اليهود كانوا ينتظرون في محطة للحافلات، فقتل طفلاً وشاباً، وأصاب ستة آخرين. وأقدم مواطن يهودي مسلح على قتل الشاب الفلسطيني المهاجم.

وسارعت التنظيمات الفلسطينية إلى التهنئة بالهجوم، وربطته بالعملية التي جرت في مخيم عقبة جابر في أريحا، حيث تمت تصفية خمسة فلسطينيين بينهم من نفذوا محاولة الهجوم على مطعم «الموج». وقال الناطق باسم «حماس»، حازم قاسم، إن «العملية البطولية في القدس هي رد طبيعي على كل جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها مجزرة الاحتلال في مخيم عقبة جبر قرب أريحا». وبدوره، قال الناطق باسم حركة «الجهاد الإسلامي»، طارق عز الدين، إن «عملية القدس البطولية تؤكد مرة أخرى أن شعبنا يواصل مقاومته للاحتلال حتى يتم تهجيره من أرضنا، وستبقى القدس رمزاً للوقوف الثابت». كما أطلقت «كتائب شهداء الأقصى» وهي الذراع العسكرية لحركة «فتح» على هذه العملية اسم «عملية القدس» وقالت: إن «المقاومة ستستمر في عملياتها ما بقي الاحتلال على أرضنا وتدنيس المقدسات». ورداً على العملية قال رئيس الدولة هرتسوغ: «قبل يوم السبت بقليل، تتألم قلوبنا بألم رهيب عندما أودى منفذ العملية بحياة طفل صغير وشاب في هجوم في القدس. مع كل شعب إسرائيل، أشعر بألم العائلات، وأصلي من أجل شفاء الجرحى»، فيما أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتعزيز قوات الأمن، وتنفيذ تحقيقات واعتقالات بين أقرباء وأصدقاء منفذ العملية. وذكرت تقارير أن نتنياهو قرر إغلاق منزل الشهيد قراقع وهدمه بشكل فوري. واعتقلت الشرطة زوجة منفذ العملية. واستنفرت الشرطة المزيد من قواتها التي تحتشد في المكان. وحضر وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير، والمفتش العام للشرطة يعقوب شبتاي، وقائد الشرطة في منطقة القدس دورونا تورجمان. وقال بن غفير إنه سيجري مداولات لتقييم الوضع مع شبتاي وتورجمان، وسيقترح تنفيذ عملية اجتياح شامل للقدس الشرقية. ورحب بإعلان نتنياهو قراره هدم منزل قراقع. وكان بن غفير وغيره من وزراء اليمين المتطرف، قد اقترحوا فرض طوق شامل ونصب حواجز عسكرية حول العيسوية وإيقاف جميع السيارات وتفتيشها، إلا أنهم تراجعوا عن الفكرة؛ لأنها تتناقض مع القانون الذي سنّته إسرائيل بعد احتلالها القدس الشرقية تماماً في سنة 1967، بضمها وكل أحيائها وقراها إلى إسرائيل ومنح سكانها بطاقات الهوية الإسرائيلية. وبناءً عليه، فليس كل ما ينطبق على الضفة الغربية يصلح سريانه على القدس. وقد عبر مسؤول في السلطة الفلسطينية عن قلقه مما عدّه «تصعيداً إسرائيلياً ضد شعبنا في السجون وفي كل المناطق الفلسطينية». وقال إن «حكومة اليمين المتطرف لا تفهم أن القوة لا تجلب الأمن ولا تأتي إلا بمزيد من ردود الفعل؛ فقد ارتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا برصاص جيش الاحتلال والمستوطنين منذ بداية العام إلى 45 شهيداً بينهم 9 أطفال، وسيدة مسنة، وأسير في سجون الاحتلال». ودعا «العقلاء الإسرائيليين، إن وجدوا، أن يلجموا حكومتهم». وأكد أن «الفلسطينيين لن يرضخوا للقوة، وسيردون عليها بالوسائل البسيطة التي يمتلكونها للدفاع عن وجودهم وكرامتهم».

 

وزير الدفاع الأميركي إلى تل أبيب ورام الله لمحاولة التهدئة في القدس والضفة الغربية بعد سوليفان وبيرنز وبلينكن

تل أبيب/الشرق الأوسط»/10 شباط/2023

بعد تفاقم التوتر بين إسرائيل والمناطق الفلسطينية، واستكمالا لما بدأه مسؤولون أميركيون آخرون في الأسابيع الماضية، أعلن «البنتاغون» أن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، قرر زيارة كل من تل أبيب ورام الله في وقت قريب من الشهر الجاري. وحسب مصادر في الطرفين، فإن المسؤول الأول عن الأمن في الولايات المتحدة، سيعقد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين للبحث في «التحديات الأمنية المشتركة والتوترات» في الأراضي الفلسطينية. وقالت مصادر في تل أبيب، إنه «مع كل يوم جديد يزداد قلق واشنطن من تدهور الأوضاع الأمنية في القدس والضفة الغربية، ويزداد الشعور بأن هناك خطرا بأن يكبر التوتر أكثر». وقال مسؤول أمني: «إن التطورات الأخيرة تبعث على القلق فعلا، وأجهزة الأمن في إسرائيل لا تفلح في وقف التدهور. فهي من جهة تتعرض لضغوط من حكومة اليمين المتطرف بممارسة إجراءات متشددة ضد الفلسطينيين لغرض البطش بالإرهاب، وبتشديد ظروف المعيشة للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، واستخدام قبضة حديدية في القدس والضفة الغربية، ومن جهة ثانية، فإن كل إجراء كهذا يضاعف أعمال الاحتجاج ضد إسرائيل ويزيد من فرص انفجار الأوضاع أكثر. وما عملية القدس (الجمعة) إلا دليل على ذلك». وكانت الإدارة الأميركية حذّرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من منح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، صلاحيات واسعة في الضفة الغربية، «لأنه ورفاقه في الحزب، وخصوصا في المستوطنات، يثيرون توترا زائدا في صفوف الفلسطينيين».

وقال مسؤول في إدارة الرئيس جو بايدن، إن قيام الحكومة الإسرائيلية بنقل صلاحيات واسعة من وزارة الدفاع، لوزير المالية سموتريتش ومساعديه من حزب «الصهيونية الدينية»، بما في ذلك السلطة على «وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق» المحتلة، و«الإدارة المدنية للاحتلال في الضفة»، «سيكون خطوة باتجاه الضم الإسرائيلي لمناطق في الضفة الغربية المحتلة في العام 1967، وواحد من الإجراءات الأحادية الجانب، التي نرفضها بشدة». وأفاد تقرير صحافي في تل أبيب بأن كبيرة مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، التي اجتمعت خلال الأيام الماضية مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، وعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، في محاولة للدفع باتجاه اتخاذ خطوات لوقف التصعيد في الضفة الغربية، شددت على «أن هذه السياسة ستزيد من تعقيد الوضع في الضفة الغربية في وقت يجب اتخاذ إجراءات للتهدئة». وبحسب موقع «واللا» الإخباري في تل أبيب فإن «مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي قالوا خلال اللقاء مع المسؤولة الأميركية بصراحة إنهم هم أيضا مثلها، يعارضون بشدة أي نقل للسلطة والصلاحيات في الضفة الغربية إلى سموتريتش، وهم قلقون من عواقب مثل هذه الخطوة». وأفاد مسؤول في تل أبيب بأن زيارة وزير الدفاع الأميركي تأتي في إطار «القطار الجوي» المفتوح بين واشنطن وتل أبيب، إذ يعتبر أوستن رابع مسؤول أميركي رفيع يزور إسرائيل خلال الفترة القصيرة الماضية. فخلال الثلاثة أسابيع الماضية، زار إسرائيل كل من: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، وليام بيرنز، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وهذا بالإضافة إلى وفود من الكونغرس، ومن قيادة الجالية اليهودية، وقوات الجيش الأميركي التي شاركت في أضخم تدريب عسكري مع الجيش الإسرائيلي. وترك بلينكن في إسرائيل مجموعة من مساعديه، بينهم باربرا ليف، والمبعوث الأميركيّ الخاصّ للشؤون الفلسطينية هادي عمرو، ليواصلوا العمل مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين على محاولة تهدئة التوترات بين الجانبين. وتأتي زيارة وزير الدفاع الأميركي ضمن المساعي الأميركية للتوصل إلى تهدئة ميدانية في القدس والضفة الغربية المحتلتين، بالإضافة إلى الأنشطة الأميركية الإسرائيلية المشتركة لمواجهة التهديد النووي الإيراني.

 

رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق يطالب «بتحرير القدس من حكومة نتنياهو الهدّامة»

في إسرائيل متظاهرون من اليمين المتطرف يرمون الحجارة وبن غفير يهاجم شرطته لأنها لا تقمع المظاهرات

تل أبيب/الشرق الأوسط»/10 شباط/2023

اختتم نحو ألفي ضابط في أجهزة الأمن الإسرائيلية مسيرة احتجاج استمرت ثلاثة أيام، بإطلاق دعوة إلى الجمهور «لعدم ترك الشوارع ومواصلة المعركة لأجل تحرير القدس من الحصار الخانق للديمقراطية والحرية الذي تفرضه حكومة بنيامين نتنياهو وتهدد به إنجازات 75 عاماً». وقال رئيس أركان الجيش الأسبق، دان حالوتس، الذي شغل أيضاً منصب قائد سلاح الجو، إن «مسيرة ضباط الاحتياط هي جزء من الحرب التي نخوضها دفاعاً عن الحرية وعن المبادئ التي تمت صياغتها في وثيقة الاستقلال والتي تسعى الحكومة لمحوها، بدءاً بالديمقراطية والحرية وحتى اليهودية. أنا أحترم اليهوديةولكنني ألاحظ أن الحكومة تستخدمها لبث الشرور». وأضاف: «يدهسون بفظاظة أهم القيم. يزعمون أنهم يحاربون بذلك فكر اليسار. وهذا كذب. إنهم يحاربوننا جميعاً، يميناً ويساراً، يهوداً وعرباً، نساءً ورجالاً. إنهم يدوسون القانون. ويحطمون أركان الديمقراطية. ونحن لن نسكت لهم. لقد حاربنا في كل معارك إسرائيل وهذه الحرب الجديدة التي تفرضها علينا الحكومة هي بالنسبة لنا حرب وجود. نخوضها برأس مرفوع وإصرار. وكما كنا مستعدين للموت في الحروب عموماً، فنحن مستعدون للموت في هذه الحرب رافضين الاستسلام». وهاجم حالوتس نتنياهو قائلاً: «إنه متهم فاسد يحاول بكل قوته التهرب من السجن، وعلى الطريق يدمر الدولة». وكان المستشار القضائي السابق للحكومة، أبيحاي مندلبليت، الذي عينه نتنياهو للمنصب، قد هاجم بالروح نفسها نتنياهو وقال: «إنه يحاول استخدام موارد الدولة كلها وقوانينها ومؤسساتها لغرض واحد هو منع انتهاء محاكمته بتهم الفساد. ليس عنده هدف آخر». يذكر أن مئات المتظاهرين أقاموا تظاهرتين أمام بيتي نتنياهو الخاصين في قيسارية والقدس. وأحرقوا إطارات السيارات. ورفعوا المشاعل والأعلام السوداء. وتصدت لهم الشرطة في محاولة لمنعهم من التقدم نحو مدخل البيت في القدس، فاصطدموا بها. وتدخلت مجموعة من نشطاء اليمين المتطرف المؤيدين لنتنياهو فراحت ترمي الحجارة والأدوات الحادة على المتظاهرين ورفع بعض نشطائها شعاراً يصيح «يساريون خونة». وهاجم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الشرطة، التي يتولى المسؤولية عنها، متهماً إياها «بالفشل في الحفاظ على القانون وفي معالجة التظاهرات المتطرفة». وقال خلال محادثة مع مسؤول في مكتب رئيس الحكومة، إن «المفتش العام يواجه صعوبة في التعامل مع الوضع المشتعل في المناطق المختلفة، بدءاً من الاحتجاجات وحتى القدرة على الحكم».

 

الشرق الأوسط» في جنديرس المنكوبة... أحياء مدمرة و«نازحون» تحت الأنقاض

روايات لشهود عن اللحظات الأولى للزلزال... ومتطوعون يبحثون عن ناجين باستخدام أدوات يدوية

ريف حلب: فراس كرم/الشرق الأوسط»/10 شباط/2023

لليوم الخامس على التوالي، واصل مسعفون في فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) ومتطوعون مدنيون في مناطق المعارضة بشمال غربي سوريا، سباقهم مع الوقت لإنقاذ أكبر عدد من المدنيين الممكن أن يكونوا عالقين تحت أنقاض الأبنية المدمرة جراء الزلزال المدمّر الذي حوّل أجزاء واسعة من شمال سوريا إلى مناطق منكوبة، يوم الاثنين. وبينما كانت فرق الدفاع تقوم بعمليات بحث عن ناجين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض في جنديرس في منطقة عفرين بريف حلب، وقفت أم محمود في الحي الغربي من المدينة، تنظر إلى منازل جيرانها التي حوّلها الزلزال إلى كومة ركام «على غفلة»، وهي تذرف الدموع، وقلبها يعتصر ألماً وحزناً عليهم، بعدما قضوا تحت الأنقاض. تحدثت أم محمود (51 عاماً)، وهي ابنة مدينة جنديرس، لـ«الشرق الأوسط»، عن اللحظات الأولى لوقوع الزلزال الذي تسبب بمقتل عشرات من جيرانها تحت الأنقاض وغالبيتهم من النازحين من مناطق مختلفة في سوريا، فقالت وهي تبكي بحرقة: «كنا نياماً أنا وزوجي وابني. حدث شيء مرعب، كدنا نفقد عقولنا من هوله! حصل اهتزاز وتساقطت أجزاء من المنزل على رؤوسنا قبل أن نخليه في غضون لحظات ونلجأ إلى منطقة قريبة خالية من الأبنية. وبدأت أصوات الصراخ بالارتفاع في المنازل المحيطة بنا، وسرعان ما ملأ الغبار وعمّ الظلام الدامس كل المكان، ثم بدأت أصوات الصراخ بالخفوت، علمنا حينها أنه زلزال دمر كل شيء في المدينة». وأضافت أم محمود قائلة: «حاولنا استغلال فرصة توقف الزلزال للعودة إلى المنزل لأخذ بعض الألبسة والأغطية، إلا أن الطرق المؤدية إليه كانت كلها مغلقة بأكوام من ركام الأبنية المتساقطة، فأيقنا أن المصيبة كبيرة، وأن من المؤكد أن كل من تحت هذه الأبنية في خطر كبير، وقد يفقد كثير منهم حياته... وهذا ما حصل للأسف». وفي جولة في البلدة للوقوف على تداعيات الزلزال المدمر، شاهدت «الشرق الأوسط» مئات الأبنية المتساقطة وعشرات الآليات الثقيلة من حفّارات وتركسات وفرق الدفاع المدني السوري، بالإضافة إلى المئات من المتطوعين المدنيين، تنتشر عند الأبنية المدمرة؛ بحثاً عن ناجين. حسن (33 عاماً)، وهو نازح من ريف حماة، ويقود مجموعة من المتطوعين المدنيين في عمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض الأبنية في الجزء الشرقي لجنديرس، مستعينين بالمعاول والأدوات البسيطة والمطارق الحديدية، قال إنه «تطوع» ورفاقه في عمليات الإنقاذ الجارية في جنديرس، بعد مشاهدته مئات المنازل المدمرة فوق رؤوس أصحابها، ولاحظ القدرة المحدودة لفرق الدفاع المدني على تغطية عمليات الإنقاذ؛ «نظراً لكثرة المباني المتساقطة التي لا تزال عشرات العوائل تحت أنقاضها». وشدد حسن على أنه بسبب انقضاء 4 أيام على وقوع الزلزال «باتت فرص نجاة الأحياء تحت الركام ضئيلة جداً، وتتطلب مساهمة الجميع لإنقاذ أكبر عدد من الضحايا العالقين، وكل ساعة تأخير في عملية الإنقاذ قد نفقد معها شخصاً». وفي إحصائية جديدة لعدد الضحايا في جنديرس شمال غربي حلب، قال أحد أعضاء المجلس المحلي للبلدة إن «عدد ضحايا الزلزال في جنديرس بلغ حتى الآن نحو 513 حالة وفاة و831 مصاباً، بينما لا تزال عشرات العوائل تحت الأنقاض. وبسبب محدودية وسائل الحفر والآليات الثقيلة، فإن عمليات الإنقاذ بطيئة جداً مقارنة بعدد المنازل المدمرة فوق أصحابها، التي بلغ عددها نحو 233 منزلاً بشكل كامل، وأكثر من 120 منزلاً أصابها التدمير بشكل جزئي، وصارت مهددة في أي لحظة بالتهاوي والسقوط». وتعتبر جنديرس من المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال غربي حلب، وهي من أهم المدن التابعة لمنطقة عفرين نظراً لمساحتها الواسعة وقربها من محافظة إدلب، وكان عدد سكانها قبل اندلاع الحرب السورية في 2011 نحو 13 ألف نسمة. وسيطرت على المدينة «وحدات حماية الشعب» الكردية لسنوات، ولكن في مارس (آذار) 2018، أعلنت القوات التركية وفصائل المعارضة السورية الموالية لأنقرة سيطرتها الكاملة عليها عقب عملية عسكرية أُطلق عليها «غصن الزيتون». ومنذ ذلك الوقت أصبحت المدينة وجهة لأكثر من 30 ألف نازح من مناطق ريف حماة وإدلب الذين فروا من عمليات قوات النظام السوري وسيطرته على مدنهم وبلداتهم. وكان مصير كثير من هؤلاء النازحين إلى جنديرس الموت جراء الزلزال المدمر، وفق ما يقول ناشطون. في غضون ذلك، قالت منظمة الدفاع المدني «الخوذ البيضاء»، في بيان الخميس، إن «حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا ارتفعت لأكثر من 2037 حالة وفاة، وأكثر من 2950 مصاباً، والعدد مرشح للارتفاع بشكل كبير؛ بسبب وجود مئات العوائل تحت أنقاض الأبنية والمنازل المدمرة». وأضافت أن فرقها تواصل عمليات البحث والإنقاذ وسط ظروف صعبة جداً بعد مرور أكثر من 100 ساعة على الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة.

 

وكالة الطاقة الدولية تحذر من أن أزمة الغاز «لم تنته»

باريس/الشرق الأوسط»/10 شباط/2023

حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن أزمة الغاز «لم تنته» داعية إلى اجتماع خاص مع وزراء نحو أربعين دولة الأربعاء من أجل «درس وضع الأسواق». وشهدت أسواق الغاز أكبر مقدار من البلبلة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل نحو عام، مع تسجيل أسعار قياسية تاريخية وضغط غير مسبوق على الأسواق العالمية للطاقة. وخفضت روسيا إلى أقل من النصف إمداداتها من الغاز للاتحاد الأوروبي في 2022 وباتت خطوط أنابيب الغاز شبه مغلقة في 2023. وحدّ الأوروبيون من استهلاكهم للغاز هذا الشتاء، لكن الشتاء المقبل سيعول على إمدادات الغاز الطبيعي المسال المستورد من الولايات المتحدة والشرق الأوسط، وتتنافس أوروبا في الطلب عليه مع آسيا. ويعقد الاجتماع المقرر عبر دائرة الفيديو برئاسة الوزير الكندي للموارد الطبيعية جوناثان ويلكينسون ووزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم ووزير البيئة الإيرلندي إيمون راين، وبمشاركة دول أعضاء في الوكالة ودول من خارجها من منطقة آسيا والمحيط الهادئ والقارة الأميركية. ويهدف الاجتماع إلى «مناقشة الخطوات الواجبة لتعزيز أمن الإمدادات». وبالرغم من أن أسعار الغاز تراجعت عن المستويات القصوى المسجلة في 2022 وأن دول الاتحاد الأوروبي رفعت مستويات مخزونها منذ ذلك الحين، اعتبر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أن «الأزمة لم تنته»، وفق ما جاء في بيان. وقال «ما زال يتعين القيام بالكثير وخصوصا للاستعداد للشتاء المقبل»، مضيفا «ما زلنا بحاجة إلى أن يظهر أعضاؤنا وشركاؤنا الآخرون تضامنا، وإلى أن يتخذوا تدابير عملية لضمان أمن الإمدادات». ويفترض أن يتيح الاجتماع «تحديد تدابير ينبغي اتخاذها لتحسين التوازن بين العرض والطلب على الغاز» و«خطوات لتعزيز وضع السوق الأوروبية للغاز على المدى القريب، بحيث يكون منسجما مع أهداف البلدان على المدى البعيد على صعيد الانتقال في مجال الطاقة والمناخ». وشددت الوكالة على أن «الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 أثار أزمة في مجال الطاقة لا تزال تبعاتها المتتالية على الاقتصاد العالمي تلقي بعبئها على المستهلكين والشركات».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أنا مَيْتي ما بِـيموت، وْرَح يبقى صَوْتي عالي/ قراءة نقدية في سلبيات وإيجابيات الوثائقي الفرنسي “حزب الله التحقيق الممنوع” وما له وما عيه

الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/10 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115654/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a3%d9%86%d8%a7-%d9%85%d9%8e%d9%8a%d9%92%d8%aa/

في إثر متابعتي منذ أيّام الأجزاء الثلاثة من الوثائقي الفرنسي "حزب الله: التحقيق الممنوع"، استفاقت فيَّ روحُ الناقد، وانتابتني رغبة في تحليل مضمون هذا الوثائقي وتفنيده، خصوصًا أنّه في الظاهر يقدّم فشّة خلق للبنانيين بكشفه الوجه الأسود لحزب الله الإرهابي، أمّا في الباطن فهو عبارة عن حفلة لبثّ الرعب وتيئيس الناس، إذ يُصوّر "أنّ حزب الله هم الغالبون".  

لو كنتُ أنا منتج الفيلم، وأبحث عن تمويل لتصويره، لَمَا تأخّرت لحظة واحدة في التوجّه إلى قيادة حزب الله وطلب التمويل، وبالتأكيد لن يردّوني خائبًا لأنّهم هم المُستفيدون.

يصوّر الوثائقي حزب الله وكأنّه ذلك الكائن الخرافي الذي هبط من السماء، وبالكاد يُلاحظه أو يعتبره أحد لصغر حجمه، فإذا بكائنات أرضيّة تطارده ظنًّا منها أنّه فريسة شهيّة، فتلقي القبض عليه وتحاول ابتلاعه، لكنّه يسبقها ويبتلعها هو لتُصبح جزءً منه، ويكبر حجمه. ومع استمرار الغافلين في محاولات ابتلاعه وقيامه هو بابتلاعهم، إذا به ينمو نموًّا مطردًا ويسيطر على كلّ الكائنات حوله ويتحكّم بها!

أيّ هديّة تخدم وتُسعِد طاغية مثل حزب الله أكثر من تصويره وحشًا لا ينهزم!؟ أوَليس هو، ومعه كلّ الأحزاب السيادية والتغييريّة والممانِعَة، مَن يُروّجون بأنّ حزب الله منيع "وما فينا عليه"!!؟ وحين تواجه هؤلاء جميعًا بحقيقة أنّ لا خلاص للبنان إلّا بالتخلّص من حزب الله، يجيبونك فورًا: "خبّرنا كيف ونحنا معك"، وكأنّهم مخلوق عجيب بعدة رؤوس، لكن بلسان واحد، كلسان الببغاء، يردّد الكلام خلف صاحبه ولا يفهم معناه!! 

تولّت النُخب من ذوي التأثير في المجتمع اللبناني الترويج لهذا الفيلم، وقد تمادت في ترويجها لدرجة أنّي قلتُ: "الله يستر!!! شو بدّو يكون هالوثائقي مخَبّى إشيا ما منعرفها تَ يكون بحجم الدعاية اللي عم تنعملُّـه!؟" وبالفعل شكّل مضمون الوثائقي صدمة سلبية وإحباطًا للمشاهدين العاديين، إذ بالكاد تتطرّق للموضوع الذي رُوّج له من خلاله، فالعنوان: "حزب الله: التحقيق الممنوع" يأخذ المتابع مباشرة إلى تحقيق المرفأ الذي يعطّله مبدئيًّا حزب الله، فانشَدّ العامّة إلى شاشاتهم منشدين حقيقة المرفأ الممنوعة، ليجدوا أنفسهم أمام استعراض تاريخي غير دقيق لنموّ حزب الله الإرهابي، منذ كان صغيرًا غير ملحوظ ولغاية أن أصبح وحشًا ممسكًا بكل مفاصل القرار اللبناني، وعابثًا بكل الدول بين البحر المتوسّط والخليج العربي، إلّا إسرائيل! أمّا التحقيق الممنوع الذي انتظرناه فكان أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما أطاح بشحطة قلم كلّ جهود "إدارة مكافحة المخدرات" (DEA) للقضاء على حزب الله.

وتستمر النخب في دعايتها لهذا الوثائقي حتّى بعد عرضه، مصرّة على أنّه كشف حقيقة حزب الله وافعاله غير النظيفة! وحين تسأل "ما الذي لم يكن معروفًا من هذه الأفعال"، يجيبونك بجهل مدقع: "نحن اللبنانيين نعرف، لكنّ الأجانب لا يعرفون".

ماذا يُفيدني أن يعرف الأجانب!!؟ هل عليّ أن أتوقّع أنّ الأمريكيين والفرنسيين مثلًا، سيقومون بتظاهرات "مليونيّة" للمطالبة بتحرير لبنان والشرق الأوسط من هذا الوحش الطاغية الذي اسمه حزب الله؟ وهل عليّ أن أتوقّع من رئيس فرنسا، ايمانويل ماكرون، أن يدعو إلى تطبيق القرارات الدوليّة الخاصة بلبنان وتحريره من حزب الله، وهو، أي ماكرون، يقول بإنّ عليه محاورة نواب حزب الله لانّ الشعب انتخبهم، من دون أن يلحظ أو يلاحظ أنّ الحزب يحتلّ لبنان وبندقيّته هي التي أتَت بنوابه، لا بل بكل النواب!!؟ أم عليّ أن أتوقع من الإدارة الأميركية أن تدفع نحو تطبيق الفصل السابع على لبنان لتخليصه من براثن هذا المحتلّ المسلّح، وهي التي ما بخلت في بيع الأسلحة للثورة الإسلاميّة الإيرانيّة، وما تردّدت في ترويج المخدّرات بين شعبها، من أجل جني الدولارات لتمويل جماعات "الكونترا" في حربهم ضد الشيوعيّة في نيكاراغوا؟

لا يخلو الوثائقي موضوع هذه المقالة من الايجابيّات وسأكتفي بمقاربة اثنتين منها:

الأوّلى هي أنّه عرّى وأدان مَن يدّعون مناهضة حزب الله في الداخل اللبناني، إذ يكفي أنّ هؤلاء تركوا الحزب يكبر إلى حجم الوحش ولم يفعلوا شيئًا نافعًا لردعه؛ سكتوا عنه في زمن الحريرية السياسيّة حتّى ابتلع رفيق الحريري نفسه. تواطأوا معه في الدوحة على شعبهم بعد حركة 7 أيّار 2008، فابتلع قيادات "14 آذار" ومحاهم من الحياة السياسيّة لكنّه أبقاهم يفطرون من فتات مائدته. رأوا الخلاص منه بالتغيير من الداخل، وبخوض الانتخابات النيابيّة 2022، فابتلع البرلمان وأحكم اطباقه على الدولة اللبنانيّة، تاركًا لهم البقايا ليتخانقوا عليها.

أين شعارات الانتخابات الواهية؟ وأين الحليف صاحب اتّفاقيّة مار مخايل وقد لفظه الحزب أخيرًا في انتخابات الرئاسة؟ أين ذاك الذي كان يطمح للفوز بالانتخابات النيابيّة ليدخل قصر بعبدا ويناقش مع حزب الله الاستراتيجيّة الدفاعيّة؟ أين الذي كان يؤكّد أنّ فوزه في الانتخابات، ولو بنصف المقاعد التي يتوقّعها، سيُنزل فورًا سعر صرف الدولار عشرة آلاف ليرة؟ أين الذين يتمسّكون باتّفاق الطائف والهوية العربيّة والدستور كسبيل للخلاص؟ أين النوّاب الذين استقالوا من برلمان الـ 2018 السابق لا يستقيلون اليوم طالما أنّ الظروف التي أدّت إلى تنحّيهم لم تتغيّر في البرلمان الجديد؟ وأين ذاك الذي أعطاه الشعب أكبر كتلة برلمانيّة وهو اليوم لا يقوى على إعلان ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية، ولا أحد يحسب له حساب في معادلة الرئاسة، حتّى ضاقت به الدنيا أخيرًا وأضحى يهدّد بتغيير النظام؟

لَمّا دَعَونا الشعب إلى مقاطعة الانتخابات النيابيّة الأخيرة لأنّ من شأنها تشريع خيانة واحتلال حزب الله، تهمتمونا بالمضلّلين والمتآمرين، وبأنّنا نخدم حزب الله! تشبّثتم بالمضيّ في جرّ الناس إلى صحاحير الاقتراع وخدعهم، لكنّ الأمر لم يطل حتّى بان دجلكم يا زُبانة كراسي القشّ؛ أعجزكم انتخاب رئيس للبلاد وليس لأنّكم غير متفقين على اسم جامع، بل لأنّ المحتلّ حزب الله الذي تُصرّون على أنّه مكوّن لبناني، هو مَن يُريد ذلك.

خسئتم.

الأمر الإيجابي الثاني في الوثائقي "حزب الله: التحقيق الممنوع" هو أنّه قدّم ما يُثبت أنّ حزب الله غير لبناني، على عكس ما يدّعيه "السياديون" و "التغييريّون" وغيرهم مِمّن يُريدون التغطية على مساكنتهم هذا الحزب في البرلمان، ومشاركتهم ايّاه في السلطة والقرارات، وهم بذلك يُبيّضون صفحته أمام المجتمع الدولي.

يُبيّن الوثائقي أنّ الحزب يُدخّل إلى لبنان سنويًّا مليارين وأربعمائة مليون دولارًا أميركيًّا، مبيّضة في تجارة السيارات داخل بعض البلدان الأفريقيّة، إذًا هي أموال تدخل نظيفة ومُفترضة شرعيّة.

إذا أضفنا إلى هذا المبلغ سبعمائة مليون دولارًا أميركيًّا من إيران، وأموال تهريب السلع المدعومة من لبنان إلى سوريا، وأموال تهريب الكبتاغون، وما يجنيه الحزب من التلاعب بسعر الصرف، ومن هيمنته على آليّة صنع القرار في الدولة، لاسيّما في وزارة المالية والدوائر العقارية، نستنتج أنّ حزب الله يصله في السنة ما بين 4,5 و5 مليار دولار أميركي تقريبًا، يُستفاد منها في استراتيجيّاته المُمانِعة خدمةً لمشروعه الإسلامي القاضم. فلو كان الحزب يهمّه لبنان واللبنانيين من خارج بيئته، لكان استخدم هذه الأموال في استثمارات وطنية، ومَنْع، أو أقلّه أخّر، الانهيار المالي المتعاظم الذي نعاني اليوم من دركه، ما يؤكّد أن حزب الله هو فصيل لا علاقة له باللبنانيين وله مشروعه المستقلّ على قاعدة؛ "ما للبنانيين هو لي وللبنانيين، وما لي هو لي".

فيا أيّها "السياديون" و "التغييريّون" المتواطئون من داخل السلطة، ويا أصحاب مقولات: "هو مكوّن لبناني"، "هو مقاومة حرّرت الجنوب"، "ما فينا عليه"، "بدنا نرجعُه عَ لبنان ونحولُه لحزب سياسي، "بدنا نعمل معه استراتيجيّة دفاعية"... الخ ...

أنتم، مهرطِقون مدجَّنون ذمّيون.

وهو، خائن ومحتلّ للقرار اللبناني، وأمثاله مصيرهم المحاسبة وحبل المشنقة والسجن، وليس مناقشة استراتيجيّة دفاعيّة معه. ويوم تحين الساعة ستلقون نفس مصيره أيّها المتواطِئون الجبناء.

ويا شعبي لا تجزع ولا تتردّد في استفراغهم، ولا تتكّل إلّا على نفسك، فأنت لست في حسبان أحد، ولا تنسى "كلّن يعني كلّن".

#صار_بدها_جبهة_لبنانية

#hezbollah_delendum

#systema_delendum_est

 

لبنان... الأسير الأعظم

ادمون الشدياق/بيروت تايمز/11 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115662/%d8%a7%d8%af%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%82-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b9%d8%b8%d9%85-3/

في هذه ألأيام الصعبة، ايام المحل والجلجلة، لبنان هو الأسير الأعظم. نعم لبنان هو الأسير الأعظم لأنه وأن كان لكل من أبنائه جوزاً واحد من الأغلال فللبنان أغلال كثيرة لا تعد ةلا تحصى أقساها واخطرها ثلاثة:

1- أول أغلال لبنان الأسير هو فئة كبيرة من أبنائه. فبالرغم من أن الكثير من اللبنانيين قدموا دمائهم وحريتهم على محراب وطنهم ، فأن هناك فئة كبيرة أخرى تتعامل مع وطنها من منطلقات ومسلمات مختلفة تماماً. هذه الفئة ( وهي بالمناسبة ليست تابعة لطائفة أو مجموعة معينة) تقسم إلى قسمين :

 القسم الأول: متعربين، متفرسين، متسورين، عينهم دائماً على الخارج.  لا يؤمنون أصلاً بوجود لبنان كدولة مستقلة قائمة بحد ذاتها، غير منعوتة إلا بذاتها، ذات تراث مميز ، فاعل وأصيل. ولذلك فهو في حركة دائمة لضم لبنان إلى حضارة ما أو دولة ما أو أمة ما. فتطالعك أسماء وأسماء ( حضارة عربية، أمة عربية، سوريـة كبرى ، سوريـة صغرى، هـلال خصيب، جمهوريـة عربيـة متحدة، جمهوريـة إسلامية، ولاية فقيه، دولة الملالي…  الخ ).

 القسم الثاني: بلا أخلاق وصولي انبطاحي يتعامل مع لبنان وكأنه سهم من أسهم البورصة فإذا كان سعره مرتفع وبداء بالهبوط يبيعونه وأن كان سعره منخفض وبداء بالارتفاع يشترونه. فالولاء الوطني تتحكم فيه حركة السوق. والسوق عرض وطلب. والشاطر بشطارته. ومين اخد امي بيصير عمي. ومتسلط دمشق شهبندر التجار ، وباش بزق الضاحية قائد الإنكشارية، وصراف قريطم  ومن لف لفه ٥حارس بيت المال، ونرفوز بعبدا والرابية باش كاتب الديوان.

2- ثاني أغلال لبنان الأسير هو محيطه. فبينما نجد بأن الله حبا لبنان بطبيعة خلابة وينابيع فوارة وتاريخ مديد وإنجازات حضارية فريدة ، لكن ابتلاه بمحيط جاف، قاسي تعبق منه روائح نتانة التطرف والتخلف والقبلية والجاهلية. محيط لا يعترف إلا بحضارة البلنكو والأسيد وأعقاب السجائر وصعقات الكهرباء. محيط لا يحكم فيه إلا الجلاد، ولا حرية فيه حتى للموالاة ، ولا نظام فيه إلا نظام التقية. محيط أصبح مقبرة للتاريخ وللحضارة وليس من علامة للحياة فيه سوى زهرة بخور مريم واحدة اسمها لبنان تختنق من نتانة الجيف.

 3- ثالث أغلال لبنان الأسير هو النظام العالمي النتن. هذا النظام المتحكم برقاب الشعوب ومصائرها. يأطرها ويكودرها طبقاً لحسابات ربحه وخسارته. نظام نرسيسي يؤله صورته ومثاله، كلما ماثلة هذه الصورة كلما رضي عنك وأعتبرك خليقاً بالحياة. ينادي بحقوق الشعوب والإنسان وحتى الحيوان ويرفع راية الحرية ، وعنده أقوى جيوش الأرض في حال أن تقارير جمعياته لم تقنعك بما فيه الكفاية. يتآمر مع إسرائيل، يساوم مع سورية. يماليء مع ابومازن ويناور مع ايران والثمن أمنك وأرضك ومن ثم تتنادى جمعيات حقوق إنسانه لتحصي على الذين يحتلون أرضك والمعتدين عليك خروقا تهم.

ممثلي الشرق يتناهشون ويتكالبون وممثلي الغرب يدونون ويبوبون ولبنان يقبع في زنزانته بجسم منهوش وأغلال كثيرة تحز على معصميه حتى العظم ينتظر الفرج ويتطلع إلى البعيد إلى أقدام جليلي ناصري مصلوب ينتظر القيامة.

 

غموض خماسيّ باريس: الموقف الإيرانيّ لم ينضج بعد

وليد شقير /أساس ميديا/السبت 11 شباط 2023

قلّلت الخارجية الفرنسية من أهميّة الاجتماع الخماسي، الذي استضافته الإثنين الماضي في 6 شباط من أجل لبنان وضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي فيه، والذي ضمّ فرنسا، الولايات المتحدة الأميركية، المملكة العربية السعودية، مصر وقطر. واقتصر وصفه على اعتباره "تقنياً" على مستوى "الخبراء" لا يتّخذ قرارات.

اهم في هذا الانطباع الأخذ والردّ اللذان سبقا تصريح الناطقة باسم الخارجية الفرنسية حول الاجتماع، وترقُّب صدور بيان عن الاجتماع تأخّر ثلاثة أيام، وسط تكهّنات باختلافات بين الدول المشاركة على مقاربة المعالجات المطلوبة للمأزق اللبناني. وقد نفاها المسؤولون الفرنسيون وبعض الدبلوماسيين الآخرين المشاركين في الاجتماع، الذين اتّصل بهم صحافيون، سواء في فرنسا أو في سفارات بلدانهم في بيروت.

غموض النتائج

دفع اقتضاب التصريح الفرنسي بعض الوسط السياسي اللبناني إلى البحث عن أسباب اقتصاره على تكرار اللازمة التي يردّدها المجتمع الدولي منذ ما قبل شغور الرئاسة اللبنانية في 31 تشرين الأول الماضي: دعوة البرلمان اللبناني إلى انتخاب رئيس جديد بسرعة، في ظلّ شحّ المعلومات، وتناقضها أحياناً، التي تسرّبت عمّا قرّره المجتمعون. فهذه التسريبات أفادت أنّ الدول الخمس ستمارس، كلٌّ على طريقتها، ضغوطاً على فرقاء لبنانيين لها صلات بهم، كي يسرّعوا انتخاب الرئيس، من دون تحديد الجهات التي ستخضع لهذه الضغوط، مع إشارة إلى أنّ الدول المعنيّة ستأخذ "إجراءات" بحقّ الفرقاء الذين يعطّلون ملء الشغور الرئاسي، لكن لم تنجلِ طبيعتها ولا تعني عقوبات بالضرورة. تفيد هذه المعطيات أنّ رحلة البحث عن اسم الرئيس الذي يفترض أن يملأ الفراغ ليست سريعة، وهذا ما يفسّر تريّث اجتماع باريس الخماسي في إصدار قرارات أو اقتراحات

من أسباب الغموض الذي لفّ نتائج اجتماع باريس أنّ المعطيات التي سبقته رجّحت أن يستعيد في قراراته أو اقتراحاته مضامين البيانات التي سبق أن صدرت عن هذه الدول أو بعضها، في شأن الإصلاحات والنأي بالنفس عن صراعات المنطقة، وتطبيق القرارات الدولية. وهذا ما لم يحصل.

الرئيس "الشبح" والغياب الإيرانيّ

سواء صدرت هذه التوقّعات، التي شملت تقديرات أن تطرح باريس خيارين للرئاسة، أحدهما قائد الجيش العماد جوزف عون، والآخر رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، عن تمنّيات لبنانية غير واقعية أم لا، فقد استبق الجانب الفرنسي الاجتماع بالتساؤل: لماذا يعلّق اللبنانيون أهميّة عليه، فيما هو اجتماع تشاوري وليس على مستوى عالٍ؟ ونفت الأوساط الفرنسية أن يكون البحث تطرّق إلى أسماء المرشّحين. وهذا ما دفع قطباً سياسياً لبنانياً إلى التأكيد المتواصل أنّ العواصم الكبرى لن تتدخّل في تسمية الرئيس العتيد، إذ قال: "وهل ننتخب شبحاً للرئاسة؟". وأراد بقوله هذا أنّه لا بدّ للدول الساعية إلى تسوية حول الرئاسة من أن تتطرّق إلى الأسماء في مداولاتها مع الفرقاء المحليّين أو مع العواصم المعنيّة. وفي هذا المجال كان افتراض بأنّ المشاركة القطرية في الاجتماع تعود إلى أنّ الدوحة هي التي تتولّى الاتصالات مع طهران في هذا الصدد.

حضور باقري إلى بيروت

في كلّ الأحوال، وفي انتظار اتّضاح ما آل إليه الاجتماع الخماسي، وإمكان تكراره على مستوى أعلى، رافقت الاجتماع في بيروت تساؤلات عن مدى فعّاليّته في التمهيد لإنهاء الفراغ الرئاسي، ما دامت دولة أساسية (إيران عن طريق حزب الله) متّهمة بأنّها وراء إطالة الفراغ الرئاسي غائبةً عنه. وهو تساؤل تردّد على ألسنة مراقبين وأقطاب سياسيين منخرطين في التواصل مع العواصم المعنيّة بلبنان. وقال أحدهم لـ"أساس" إنّه ليس صدفة أن يعقب اجتماع باريس الخماسي بعد 24 ساعة، وفيما كان الوسط السياسي يترقّب البيان الموعود، وصول نائب وزير الخارجية الإيراني رئيس الوفد الإيراني المفاوض في الملف النووي علي باقري كني إلى بيروت، بحجّة المشاركة في احتفال تدشين مبنى السفارة الإيرانية الجديد في منطقة بئر حسن، لمناسبة الذكرى الـ44 للثورة الإيرانية. وقد أمضى أيّاماً عدّة وزار الجنوب واجتمع إلى رئيس البرلمان نبيه برّي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وجدّد العروض لتقديم المساعدات للبنان، وقال: "لدينا قناعة راسخة بأنّ النخب السياسية والشعب اللبناني لديهم الوعي والبصيرة والحكمة الكافية التي تؤهّلهم لتقرير مستقبل هذا البلد الشقيق من خلال الإرادة الوطنية اللبنانية المستقلّة والحرّة، بعيداً عن أيّ إملاءات خارجية". وقال القطب السياسي نفسه إنّ زيارة باقري كني تهدف إلى القول إنّ إيران حاضرة في البلد ولا يمكن للدول أن ترسم حلولاً فيه من دونها. وربط مراقبون بين تصريحه وتصريحات أكثر من مسؤول في "حزب الله" سبقت اجتماع باريس، منها قول النائب عن الحزب حسن فضل الله عشيّة اجتماع باريس: "نحن لسنا ممّن ينتظر الخارج، ولا يمكن للخارج أن يفرض علينا أيّ اسم، ولو اجتمعت كلّ دول العالم لتفرض اسماً على اللبنانيين، فلن تستطيع أن تفعل ذلك".

عقبة تسوية على قائد الجيش

ترافق ذلك مع معطيات تجمّعت لدى بعض الوسط السياسي عن ارتفاع أسهم قائد الجيش العماد جوزف عون بديلاً عن النائب ميشال معوّض الذي ترشّحه القوى السيادية، وعن مرشّح حزب الله والثنائي الشيعي سليمان فرنجية. وهو الاسم الذي تصدّر لائحة الثلاثة التي اقترحها رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط على كلّ من حزب الله ورئيس البرلمان نبيه برّي للخروج من الجمود الذي يأسر الرئاسة، إضافة إلى المرشّحَين جهاد أزعور وصلاح حنين. إلى ذلك تردّدت معلومات عن نيّة الجانب الفرنسي طرح الخيار بين عون وفرنجية، فضلاً عمّا سبق ذكره في شأن سعي الجانب القطري إلى إقناع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بانتخاب قائد الجيش.

تفيد هذه المعطيات أنّ رحلة البحث عن اسم الرئيس الذي يفترض أن يملأ الفراغ ليست سريعة، وهذا ما يفسّر تريّث اجتماع باريس الخماسي في إصدار قرارات أو اقتراحات، لأنّ الأمر يحتاج إلى مزيد من المشاورات في الخيار الرئاسي.

تنسب بعض المعطيات التعقيدات التي تواجه جهود اجتماع باريس لإنهاء الفراغ إلى قراءة تفيد بأنّ حزب الله يردّد على نطاق ضيّق أنّ طبخة الرئاسة "لم تنضج بعد"، وأنّه، وإيران، ليسا على استعداد للتنازل عن فرنجية من أجل قائد الجيش، لأنّ ما يمكن أن تحصل عليه طهران في علاقتها مع دول الغرب  مقابل فكّ أسر الرئاسة في لبنان لم يتّضح بعد. ويقول مصدر سياسي بارز في هذا السياق إنّ تسليم هذه الورقة ما زال مبكراً، خصوصاً أنّ حزب الله يربح في المناورة السياسية على خصومه المحليّين الذين يظهرون مرتبكين وغير موحّدين. وفي رأي أصحاب هذه القراءة أنّه مثلما حصلت طهران على قبول أميركي برئاسة محمد شياع السوداني للحكومة العراقية مقابل ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، فلن تترك ورقة التسوية الرئاسية في لبنان إذا لم تحصل على مكسب في واحد من الملفّات العالقة بينها وبين دول الغرب.

يشير العارفون بالموقف الروسي إلى أنّ من النقاط التي تهمّ موسكو في البعد الجيوسياسي للرئاسة اللبنانية أن يسعى الرئيس الجديد إلى تحقيق خطوتين في العلاقة مع سوريا

إقحام الرئاسة بالانقسام حول أوكرانيا

لكنّ هناك قراءة أخرى لاستمرار طهران بالإمساك بورقة الرئاسة اللبنانية ترى أنّه يجب عدم الاستهانة بالتنسيق الإيراني - الروسي في هذه المرحلة التي اتّسمت بانحياز طهران الكامل إلى روسيا فلاديمير بوتين في حربها على أوكرانيا وتزويدها بالمسيّرات والأسلحة مقابل بحث بيعها طائرات مقاتلة تعزّز دفاعاتها الجوّية. وينسب بعض الأوساط إلى قيادة الحزب قناعتها بعدم تكرار تجربة الرئيس ميشال سليمان في الرئاسة، في ظلّ الوضع الجيوسياسي المعقّد في البلد، وهو الذي أيّدته وساهمت في انتخابه رئيساً للجمهورية، لكنّه لم ينسجم معها في توجّهاتها لاحقاً، وذلك من ضمن حسابات إقليمية تتعارض مع توجّهات الحزب.

ترى مصادر على اتصال بموسكو أنّها مستمرّة بتأييد انتخاب فرنجية لرئاسة الجمهورية، على الرغم من تردادها اللازمة التي يكرّرها الغرب من أنّها لا تتدخّل في اسم الرئيس اللبناني المقبل، وتتوافر معلومات من العاصمة الروسية عن أنّها لا تنظر بعين الارتياح إلى ترشيح قائد الجيش، نظراً إلى صلاته بالأميركيين والمساعدات التي يقدّمونها للجيش. ولا شكّ أنّ للحساسية العالية بين موسكو وواشنطن التي نشأت منذ الحرب بين روسيا وأوكرانيا تأثيراً كبيراً على سياسات الدولتين في سائر بقاع الأرض، بحيث تسعى كلّ من العاصمتين إلى معاكسة نفوذ الأخرى في أيّ مكان، في ظلّ الانقسام الدولي العمودي بعد المواجهة في أوروبا. ومثلما يعتبر بعض الأوساط أنّ تأييد موسكو لفرنجية في الرئاسة يجعل من الصعب على واشنطن أن ترتاح لتبوّئه هذا المنصب، سيكون أيضاً من الطبيعي أن تقابل القيادة الروسية ترشيح قائد الجيش للرئاسة بالرفض لقربه من الإدارة الأميركية. مع الأخذ في عين الاعتبار الفارق الكبير بين القدرات الروسية السياسية وخاصة هذه الأيام، وبين الدبلوماسيّة الأميركية القادرة على تحريك أحجار الشطرنج كيفما تريد إذا لم يكن مباشرة فعبر حلفائها.

يردّد الجانب الروسي ملاحظات، ومنها أنّه وجّه دعوات إلى الجنرال عون لزيارة موسكو خمس مرّات ولم يلبِّها، وأنّ موسكو عرضت تقديم مساعدات عسكرية للجيش من دون أن تلقى أيّ تجاوب.

يشير العارفون بالموقف الروسي إلى أنّ من النقاط التي تهمّ موسكو في البعد الجيوسياسي للرئاسة اللبنانية أن يسعى الرئيس الجديد إلى تحقيق خطوتين في العلاقة مع سوريا التي بات نفوذها فيها مسألة حيوية في المنطقة:

- أن يلتزم إعادة النازحين السوريين إلى سوريا.

- ترسيم الحدود بين البلدين، الذي سبق للرئيس فلاديمير بوتين أن طرحه.

التزم فرنجية بهذين الأمرين، وهو قادر على السعي إلى تحقيقهما على حدّ قوله من صرح بكركي.

 

من سيختار القاضي عبّود لاستجواب البيطار؟

ملاك عقيل/أساس ميديا/السبت 11 شباط 2023

يقف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت في المنطقة الرمادية منذ إرجاء المحقّق العدلي طارق البيطار جميع جلساته التي حدّدها لاستجواب المُدّعى عليهم "حتى إشعار آخر". وتفيد معلومات "أساس" أنّ البيطار أبلغ بعض أهالي ضحايا المرفأ أنّ "تعليق" الجلسات لن يستمرّ أكثر من شهر، لكنّ المعطيات تشي بغير ذلك.

يؤكّد مصدر مطّلع لـ "أساس" أنّ أيّ حلّ للمراوحة القائمة في ملفّ المرفأ لا يمكن أن يتجاوز واقعاً قضائياً غير مسبوق يحصل للمرّة الأولى في تاريخ العدلية تُرجِم من خلال ادّعاء المحقّق العدلي المكفوفة يده في قضية المرفأ على أعلى مرجعية قضائية جزائية هي مدّعي عامّ التمييز، إضافة إلى ثلاثة قضاة، ثمّ ادّعاء النائب العامّ التمييزي لاحقاً على المحقّق العدلي بجرم "اغتصاب السلطة".

 لا يمكن سحب دعوى عويدات

في مقابل التسريبات التي تحدّثت، عقب تأجيل المحقّق العدلي جلسات الاستجواب، عن احتمال حصول سحب دعاوى متبادل بين البيطار وعويدات، يوضح المصدر: "قانوناً لا يمكن سحب دعوى مدّعي عام التمييز ضدّ البيطار على قاعدة "تبويس اللحى". صحيح أنّ ما حصل في الأيام الماضية غابت عنه لغة القانون والمنطق، لكنّ هناك أمراً واقعاً بات يفرض نفسه ويستحيل تجاوزه. فبالنسبة إلى مدّعي عامّ التمييز هناك جرم جزائي ارتكبه البيطار خلال التحقيق مستقلّ يتجاوز تحقيق المرفأ لا يمكن التغاضي عنه. لذلك تعيين قاضي تحقيق من قبل رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبّود أمر مفروغ منه وإلزامي. هنا يحضر سيناريوهان: إمّا منع المحاكمة عن البيطار وتصديق الهيئة الاتّهامية على القرار أو إدانته بجرم اغتصاب السلطة".

يؤكّد مصدر مطّلع لـ "أساس" أنّ أيّ حلّ للمراوحة القائمة في ملفّ المرفأ لا يمكن أن يتجاوز واقعاً قضائياً غير مسبوق يحصل للمرّة الأولى في تاريخ العدلية

في هذا السياق، تنصّ المادة 6 من قانون أصول المحاكمات الجزائية على الآتي: "تتولّى النيابة العامّة مهامّ ممارسة دعوى الحقّ العامّ، ولا يجوز لها أن تتنازل عنها أو تصالح عليها". توضح أوساط قضائية: "حين يَستدعي قاضي التحقيق أيّ شخص بصفة مدّعى عليه، تكون وضعيّته كأيّ شخص ادّعت عليه النيابة العامّة، أي لا إمكانية للتعامل معه بغير هذه الصفة، ويبقى الوضع على ما هو عليه إلى حين صدور القرار النهائي عن قاضي التحقيق".

بموجب ورقة طلب ادّعاء عويدات على البيطار لم يُبادِر الرئيس الأوّل لمحكمة التمييز القاضي عبود حتى الآن إلى تعيين قاضٍ (أعلى رتبة من البيطار) لاستجوابه في الجرائم المدّعى عليه بها، وهي اغتصاب السلطة وإساءة استخدام السلطة والنفوذ المُستمدّين من وظيفته كمحقّق عدلي وفق موادّ في قانون العقوبات تصل إلى حدّ السجن لسبع سنوات.

يرى كثيرون أنّ القاضي عبود سيسعى بطبيعة الحال إلى تعيين قاضي تحقيق يعلم مسبقاً أنّه يتبنّى وجهة نظر رئيس مجلس القضاء الأعلى والبيطار في تحقيقات المرفأ ومسارها والدعاوي المتبادلة.

هي خطوة ستستدعي أيضاً تعيين هيئة اتّهامية يعيّنها مجلس القضاء الأعلى (لا يجوز أن تشمل في عضويّتها أيّاً من أعضاء المجلس) مهمّتها النظر في الاستئناف بقرار قاضي التحقيق في حال حصل.  في مطلق الأحوال سيتطلّب هذا المسار وقتاً لبتّه مع العلم أنّ البيطار ربط بشكل غير مباشر استئناف عمله بإزالة "لغم" الدعوى بحقّه تحت عنوان "ضرورة التعاون بين المحقّق العدلي والنائب العامّ التمييزي".

توضح أوساط قضائية: حين يَستدعي قاضي التحقيق أيّ شخص بصفة مدّعى عليه، تكون وضعيّته كأيّ شخص ادّعت عليه النيابة العامّة، أي لا إمكانية للتعامل معه بغير هذه الصفة

هل يجتمع مجلس القضاء الأعلى؟

أمّا لناحية دعوى البيطار على عويدات، وإن تسلّم مرجعيات قضائية بارزة بأنّها خطوة غير قانونية، فهي قائمة بمفاعيلها بالنسبة إلى البيطار. وفي مقابل استحالة مثول عويدات أمامه سيُضمّن المحقّق العدلي قراره الظنّي الادّعاء على عويدات والقضاة الثلاثة. لكنّ المؤكّد أنّ هذه النقطة تحديداً ستكون ساقطة حكماً بالنسبة إلى المجلس العدلي بسبب مخالفة البيطار الفاضحة بادّعائه على مدّعي عامّ التمييز، وفق مصدر قضائي.

تكتسب قضيّة الادّعاءات المتبادلة بعداً أهمّ إذا تمّ ربطها باستحقاق إحالة القاضي عويدات إلى التقاعد في 22 شباط من العام المقبل ومعضلة تعيين قاضٍ آخر مكانه في حال بقيت الأزمة السياسية على ما هي عليه ولم يُنتخب رئيس جمهورية ولم تشكَّل حكومة جديدة. يُعتبر هذا التاريخ، بالمعيار الزمني، داهماً ربطاً بمسار قضية المرفأ وانتهاء التحقيقات فيها وصدور القرار الظنّي ومحاكمات المجلس العدلي التي لن تبدأ بالتأكيد قبل موعد الإحالة إلى التقاعد. هذا إذا تمّ التسليم أصلاً بأنّ القاضي البيطار سيبقى في موقعه كمحقّق عدلي ويصدر قراره الظنّي وتبدأ المحاكمات على أساسه بعد تجاوز مطبّ مطالعة النيابة العامّة التمييزية وإبداء رأيها الإلزامي في القرار.

أمّا لناحية انعقاد مجلس القضاء الأعلى قريباً فتؤكّد المعطيات أنّ هذا الأمر سيُحسَم بداية الأسبوع المقبل في ظلّ "مقاومة" مستمرّة من قبل القاضي عبّود لخيار المحقّق العدلي الرديف أو أيّ إجراءات قد تحاصر البيطار في ظلّ ميزان قوى داخل المجلس لا يطبش لمصلحة عبّود.

لمتابعة الكاتب على تويتر: MalakAkil@

 

الطائف: من هو The Last Samurai؟

محمد بركات /أساس ميديا/السبت 11 شباط 2023

هما آخر حرّاس هيكل اتفاق الطائف. لم يبقَ أحدٌ غيرهما. الباقون تساقطوا على الطريق. منهم من غادر بإرادته. منهم من لم يكن "حقّاً" موجوداً داخله. منهم من قتل. منهم من غيّر رأيه. ومنهم من لم يدخل أصلاً.

كان نبيه برّي ممثّل الطائفة الشيعية في الجانب التنفيذي من اتفاق الطائف بين 1990 و2005. أما الممثّل الرسمي في كواليس الاتفاق فكان الرئيس حسين الحسيني، الذي انتقل إلى جوار ربّه قبل أسابيع. وكان وليد جنبلاط "رابع" الرؤساء، منذ الاتفاق الثلاثي، وصولاً إلى "ترويكا" التسعينات، وليس انتهاءً بدوره المحوريّ في "ثورة الأرز" وفي المراحل المستمرّة إلى يومنا هذا، "بيضة قبّان" حيناً، وقائد انقلابات "الرادارات" وما ينتابها من موجات "ما فوق سياسية" في الداخل والخارج.

"تساقط" حراس اتفاق الطائف

إذا راقبنا المشهد منذ مطلع الألفية الجديدة إلى اليوم، سنجد أنّ أركان اتفاق الطائف "تساقطوا" كلّهم. من لم يًمُت بالسيف مات بغيره:

- في 24 كانون الثاني 2002 اغتيل إيلي حبيقة بعبوة ناسفة في الحازمية، على بعد مسافة قصيرة من بعبدا وقصرها الذي كان يسكنه إميل لحود. كان حبيقة "رهاناً" جديّاً، يعوّل عليه لصناعة رأي عام مسيحي خارج الأحزاب التقليدية. سقوطه كان مقدّمة لسقوط الطائف لاحقاً.

كان نبيه برّي ممثّل الطائفة الشيعية في الجانب التنفيذي من اتفاق الطائف بين 1990 و2005. أما الممثّل الرسمي في كواليس الاتفاق فكان الرئيس حسين الحسيني

- في 14 شباط 2005 تفجير بطنّ من الحقد والمتفجرات أزاح جبل رفيق الحريري من لبنان والمنطقة، وضرب الأساسات اللبنانية – العربية لاتفاق الطائف.

- منذ 2006 واعتصام حزب الله أمام السراي في وسط بيروت، وصولاً إلى 7 أيّار 2008، بدأ حزب الله يعلن ويضمر أنّ الطائف ما عاد على مقاسه، وأنّه يريد تعديلات "على النظام"، بدأها من اتفاق الدوحة في قطر.

- في 2011 قطع حزب الله حدود سايكس بيكو، وتوغّل مقاتلوه في سوريا، معلنين أنّ لبنان لم يعد "وطناً نهائياً". وبات الحزب يتصرّف باعتبار لبنان وسوريا والعراق واليمن محميّات وملحقات بالمركز الإيراني.

- في 2012 و2013 و2014 أكّد مسؤولون في حركة أمل أنّ لا مشاركة للحركة في المعارك السورية إلى جانب حزب الله، التزاماً بأنّ "لبنان وطن نهائي". وحافظ الرئيس برّي على مسافة من أيّ تدخّل خارج لبنان، وكلّفه هذا الكثير في علاقته بالنظام السوري وفي الداخل اللبناني.

- في 2016 و2017 سقط الجانب "المصرفي" من اتفاق الطائف، أو قل "تمويله" الذي أبقى طبقته السياسية على قيد الحياة 17 عاماً. وكانت "الهندسات المالية" التي أودت بودائع المصارف اللبنانية ضحيّة "مخطط بونزي" الذي سرعان ما انكشف وأسقط اقتصاد لبنان في 2019 وصولاً إلى اليوم.

- في 2022 أعلن وريث الحريرية السياسية، سعد الحريري، تعليق عمله السياسي في لبنان، بعد 15 عاماً من الضربات والاعتداءات العونية والحزب اللهية على موقع رئاسة الحكومة ومواقع السنّة في الإدارة والسياسة والنظام.

خروج المسيحيين...

- بين الأعوام 2018 و2023، تقاطر المسيحيون، فرادى وجماعاتٍ وأحزاباً، إلى إعلان الضيق من اتفاق الطائف، باعتباره غرفة مقفلة عليهم، مجبرين على العيش داخلها مع حزب الله. ضاقوا ذرعاً أكثر بعد انهيار الليرة اللبنانية والاقتصاد منذ 2019. حين اكتشفوا أنّ كلفة العيش مع حزب الله لا تقتصر على تحمّل تحكّم السلاح بالحياة السياسية، وعلى القمع السياسي وضرب حرية الرأي والتعبير، بل أتت أيضاً على لقمة عيشهم وعلى طبقتهم الوسطى وعلى كلّ مكتسباتهم، من الجامعات إلى المصارف والمستشفيات و"فكرة" لبنان من أساسها.

- كان العونيون من البداية خارج "الطائف"، الذي نفى قائدهم ميشال عون إلى فرنسا. كان سمير جعجع من الموافقين على "الطائف"، لكنّه كان ضحيته وسجن 11 عاماً تحت سقفه في طابق تحت أرض "وزارة الدفاع". وفي 2023 بات جعجع وعون متفقين على ضرورة "إعادة النظر بالتركيبة السياسية"، كلّ من موقعه.

وحدهما نبيه برّي ووليد جنبلاط ظلّا على إخلاصهما لهذا الاتفاق. هما اللذان أكثر من استفاد منه

- أما مسيحيون "التغيير" وثورة 17 تشرين، ومعهم حزب الكتائب، فهم شاركوا في ثورة "ضدّ النظام". وبالتالي فإنّ رأيهم بالطائف لا يحتاج إلى الكثير من التحليل لنعرف أنّهم يعتبرونه "نظام الطبقة السياسية" التي يثورون ضدّها.

صمود برّي وجنبلاط

في 2023 توفي الرئيس حسين الحسيني. كأنّ موته "الطبيعي" ترميزاً مكثّفاً للموت "الطبيعي" لهذا الاتفاق.

وحدهما نبيه برّي ووليد جنبلاط ظلّا على إخلاصهما لهذا الاتفاق. هما اللذان أكثر من استفاد منه.

- الأوّل برئاسة "أبدية" لمجلس النواب، تجاوزت 30 عاماً، منذ توقيع الاتفاق. وبالتالي فهو الرئيس "المؤبّد" لهذا النظام، الوحيد الذي لا يتغيّر. وهو الذي أدخل "الشيعة" إلى إدارات الدولة. وها هي الرواتب تنهار وتنهار معها "الطبقة الوسطى" الشيعية، التي خرجت من "حركة المحرومين" لتكون "جيش" الرئيس برّي المدني.

- والثاني لأنّه لن يجد "دوراً" متضخّماً في النزام اللبناني، خارج الاتفاق، مع كتلة بشرية وانتخابية لا تزيد عن 5 % من أعداد الناخبين أو المقيمين، مع دور سياسي يفوق بكثير هذه النسبة.

بري وجنبلاط هما آخر الواقفين داخل اتفاق الطائف وله وبه. المسيحيون غادروه فرادى وجماعات. السنّة أخرجهم منه زلزال 14 شباط 2005ثم طراوة وريث الحريرية، وبعدها قساوة العونية وحزب الله على رئاسة الحكومة.

وحدهم دروز جنبلاط وشيعة بري لا زال الطائف حضنهم وفراشهم الدافىء. هما نواته الصلبة، ينقصهم قيادي سنيّ من "دفعتهم"، لصيانة الاتفاق ودوريهما فيه، من النزق المسيحي، ومن الغليان الحزب اللهي، طمعاً في مناصب وأدوار ما فوق قدرة الطائف على تلبيتها، من دوحة 7 أيار، إلى انتفاخ الحزب وورمه السوري غير الحميد واليمني غير السعيد. وينقصهم شريك مسيحيّ يعيد تركيب "الطاولة" على 4 أعمدة.

إلى ذلك الحين، سيظلّ الطائف يتمرجح، لا يسقط، ولا يثبت... بحماية ثنائي بريّ – جنبلاط.

لمتابعة الكاتب على تويتر: mdbarakat@

 

الاستحقاق الرئاسيّ على إيقاع زلزال دمشق

العميد الركن خالد حماده*/أساس ميديا/السبت 11 شباط 2023

مع انتهاء اللقاء الخماسيّ الباريسي في بداية الأسبوع الحالي إلى ما انتهى إليه وكما كان متوقّعاً، تمضي سحابة الهلوسة التي أحاطت بالاستحقاق الرئاسي ويتوقّف المنجّمون عن رمي التوقّعات يمنةً ويسرةً وكشف طالع المرشّحين في السرّ والعلن، ويعود اللبنانيون بكلّ واقعية إلى مواجهة حقيقة ما هي عليه حياتهم السياسية.

الداخل ودوّامته

لقد تقاطعت واقعية الخارج والدروس المستفادة من تجاربه المريرة مع ساسة لبنان، مع توهّم النجاح الذي راود بعض فرقاء الداخل. فالتباين العميق والمعلن بين الكتل السياسية في النظرة إلى لبنان الدولة كان حاضراً بين المتحاورين في الخارج قبل لقاء باريس، بل منذ ما قبل الشغور الرئاسي في محاولة لاستدراك الفراغ. وإذا كانت المحاولات الداخلية لإيجاد قواسم مشتركة، التي عبّرت عنها سلسلة من اللقاءات الناشطة، تصدّرتها كتلة اللقاء الديمقراطي، فإنّ أقصى ما خرجت به الكتلة هو تسجيل موقف للتاريخ بأنّها استنفدت كلّ ما لديها من إمكانات قبل خراب البصرة. وما الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط مع عدد من نواب اللقاء للنائب ميشال معوّض "المرشّح الوحيد بإرادته" لرئاسة الجمهورية، سوى إعلان العودة إلى المربّع الأول والتوقّف عن تقديم معوّض قرباناً على مذبح تسويات لن تفضي إلى نتيجة.

وإذا كان من حيّزٍ لمناقشة العناوين التي تُطرح في الداخل درءاً للدخول في حلقة هلوسة محلّية، فإنّ الدعوة إلى لبننة الاستحقاق تستدعي التساؤل: كيف يمكن لبننة الاستحقاق مع انعدام أيّ توافق داخلي، بل مع وجود حالة افتراق في النظر إلى مستقبل لبنان ودوره وتراتبيّة الطوائف اللبنانية في المواطنة والمشاركة السياسية، إضافة إلى الاختلاف العميق على مفهوم السيادة الوطنية واحترام الحدود الدنيا لدور الدستور والقانون والحوكمة الرشيدة في الحياة الوطنية؟

من المنطقي جدّاً أن تستخدم طهران أوراقها، ومنها الساحة اللبنانية، في ضوء الصراع الدولي المفتوح

إنّ الإجابة على هذا التساؤل واجبة قبل الشروع في بحث مسألة تشكيل السلطة والآليّات التي يجب أن تُعتمَد لتحقيق الشفافية والمحاسبة في استخدام المال العامّ وإدارة مرافق الدولة للخروج من الأزمة الاقتصادية.

التحرّر من الزبائنيّة

بالتوازي مع البحث المستحيل عن لبننة الاستحقاق الرئاسي بين متحاورين منقسمين حتى النخاع، يظهر تباينٌ آخر في اعتبار الاستحقاق الرئاسي المدخل الملزِم لحلّ الأزمات كافّة. ففيما تعتبر الكتل السياسية الداعية إلى البحث عن مرشّح توافقي حقيقي يكون بدايةً لتوسيع دائرة التوافقات على عدد من الأولويّات الوطنية، ومنها تطبيق الدستور وتحقيق الإصلاحات، يبقى التمسّك بالاستحقاق الرئاسي بالنسبة إلى الكتل الأخرى التي يقودها حزب الله التزاماً لفظياً إذا لم يؤدِّ إلى تكرار تجربة الرئيس السابق ميشال عون. وحيال هذا التباين يقف قسم كبير من المواطنين في موقع جديد خارج الاصطفافين. أجل لقد حرّرت الأزمة اللبنانية بتشعّباتها هؤلاء من زبائنيّة سياسية مزمنة لم تقتصر آثارها على الولاء السياسي القسري، بل تجاوزته إلى ارتهان اقتصادي ومعيشي كامل لتلك القوى السياسية. من نجح منهم، وهم الغالبية، في اكتساب وسائل العيش وتلمّس الاستقرار الاجتماعي بمعزل عن الزبائنية أضحى في موقع سياسي جديد. وهؤلاء المواطنون الذين أصبحوا خارج القيود هم في حالة طلاق مع الدولة التي تريد الكتل السياسية ترميمها. ولذلك لم يعد الاستحقاق الرئاسي، الذي يُفضي إلى ملء الشغور، ويمهّد لتفجير خلافات جديدة وعودة الوضع إلى ما كان عليه، يعني شيئاً لهؤلاء اللبنانيين. قد يكون من المفيد قراءة الرسائل التي أطلقها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارته لبنان وسوريا في الأسبوع الثالث من الشهر المنصرم

المتاهة الدوليّة

إنّ البحث عن لبننة الاستحقاق الرئاسي دونه استحالة الإجابة عن دور الخارج في لبنان وإمكانية إخراج هذا الخارج، ولو نسبيّاً، من ميزان القوى السياسي المحلّي، وهذا ما يبدو مستحيلاً في ظلّ الإطباق الإيراني على لبنان وتشابك الصراع الدولي في أكثر من منطقة ساخنة من بحر الصين حتى شواطئ المحيط الأطلسي مروراً بالشرق الأوسط الكبير ودول الساحل الإفريقي، وفي ظلّ جنوح العلاقات الدولية نحو إنشاء تحالفات ومحاور جديدة. قد يكون من المفيد في هذا الإطار قراءة الرسائل التي أطلقها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارته لبنان وسوريا في الأسبوع الثالث من الشهر المنصرم، وأكّد فيها ثوابت طهران بعد اجتماعات استعراض القوّة التي عقدها مع حلفائه، ثمّ كرّرها نائبه علي باقري كني في أثناء زيارته بيروت أول من أمس تأكيداً لعلاقة الاستتباع بالقوّة.

من المنطقي جدّاً أن تستخدم طهران أوراقها، ومنها الساحة اللبنانية، في ضوء الصراع الدولي المفتوح. ولكنّ النهم اللبناني إلى استدعاء الخارج ليس وليد الحاجة إلى تعزيز موقع لبنان، بل هو سِمة أساسيّة للبداوة السياسية اللبنانية التي تقوم على العصبيّة والغلبة. أمّا التدافع الوزاري اللبناني لتشكيل الوفد الرسمي لزيارة قصر المهاجرين في سوريا، فلا يُقرأ من قبيل زيادة فعّالية مجموعات الجيش اللبناني والصليب الأحمر والدفاع المدني وفوج الإطفاء التي تقوم بواجبها الإنساني تجاه الشعب السوري الشقيق. وقد أصابت الحكومة في موقفها من دون شكّ، بقدر ما يُقرأ من قبيل استثمار الزلزال المدمّر للاستلقاء والاستقواء، بحيث يصعب تحديد الهدف من الوفد الكبير: هل هو إنقاذ الأشقّاء السوريين أم إنقاذ الرئيس بشار الأسد أم استجداء نقطة قوّة في الاستحقاق الرئاسي؟

* مدير المنتدى الإقليميّ للاستشارات والدراسات

 

لبنان في خطر الموت

نقلاً عن صفحة الأب ميشال حايك

هذا الفصل ترجمةٌ للمقال الآتي: «Le Liban en péril de mort», Cedrus Libani, n˚ 1 (17 mai 1990) 11-13. 

نشكر حضرة الخوري أنطوان أبي عكر، رئيس تَحرير مَجلَّة Cedrus Libani ، ناشرة المقال المذكور، الَّذي سَمح لنا بترجمة هذا المقال ونشره. فله منَّا كلّ الشُّكر والتَّقدير.

لبنان في خطر الموت

1- زلزالٌ مَجنون

   قد يكون لبنان البلد الأكثر حساسيَّةً على وجه الأرض. فأقلّ هزَّةٍ تَجري في العالَم، من التّشيلي إلى الفيتنام، تُولِّد فيه تردُّداتٍ تَجعله يهتزّ. يُخفي لبنان تَحت ظواهره الهادئة وتصرُّفاته اللامبالية حالات قلق لا قرار لَها. يَجب أن يكون المرء لُبنانيًّا ليفهم أنَّ أيّ حدثٍ عالَميٍّ لا يُمكن أن يكون غريبًا أو حياديًّا، بل يُشعَر به، في الحال، كتَهديدٍ أو كوَعدٍ فوريّ.

   الاضطرابات الَّتي تُفَجِّرُ هذا البلد، منذ ثَمانية أشهر()، هي من عواقب السِّياسة الدَّوليَّة والتَّناقضات الإقليميَّة حول المأساة الفلسطينيَّة. فَتنتَفِض الحساسيَّة اللُّبنانيَّة، المُبتَلاة بتناقضاتِها الخاصَّة، في كلِّ مرَّةٍ كزلزالٍ مَجنون. لا، لا يتعلَّق الأمر الآن بأزمة تعايشٍ بين المسيحيِّين والمُسلمين، ولا بصراعٍ إيديولوجيٍّ بين تقدُّميِّين ورجعيِّين، ولا بنضالٍ اجتماعيٍّ بين أغنياء وفقراء. لنَكُنْ واقعيِّين، هذه التَّرْسيمات المانويَّة (manichéens)() هي تضليلاتٌ تبسيطيَّة. لا تنطبق كما هي على الشَّرق، حيث كلّ الحقائق تتشابك في كلٍّ (un tout) معقَّدٍ لا يُجزَّأ، ومشبعٍ دومًا بالمُطلقات (d’absolus).

   التَّناقُضات الأَخويَّة

   بالتَّأكيد، هناك أزمةٌ اجتماعيَّةٌ حادَّة. ليبراليَّةُ النِّظام المُفرِطَة، وبقاءُ إقطاعيَّةٍ لَم تَزُلْ بعد، والمواطنيَّة العالَميَّة المُفسِدَة لـ"مُلتَقى طُرُق" («plaque tournante»)، هذه كلّها تُضفي على هذه الدِّيموقراطيَّة، لا سيَّما أنَّها ثَمينةٌ بقدْر ما هي نادرةٌ في الشَّرق، مناخًا من الفوضى حيث يُطلَق الجشع غير المُنضبط للمُستَفيدين الوافدين من كلِّ مكان. بالمُقابل، عدا أقلِّيَّةٍ ثَريَّةٍ مَمقوتَة، ومن دون أن نَحسب الجماعة المُعدمة من الغرباء القاطنين على أبواب المُدن، ينتمي المُواطنون اللُّبنانيُّون بِمُجملهم، مسلمون ومسيحيُّون، إلى الطَّبقة المُتوسِّطَة العامِلَة والَّتي ليست غنيَّة، ولكنَّها ليست بائِسَة.

   البلد، الَّذي خرج مُنهَكًا من الحرب العالَميَّة الأولى -مات ربع اللُّبنانيِّين على الأقلّ من الجوع، ونفي المُتميِّزون منهم أو أُعدِموا-، حقَّق هذا البلد خلال نصف قرن، معجزةً تَحَدَّت تَحليلات علماء الاجتماع والاقتصاديِّين. كانَ سرُّه يكمن في انفتاحه على العالَم، وفي مُشاركة انتشاره (sa diaspora)، وفي روح مُبادرةٍ تدرَّب عليه خلال عصور الصِّراع ضدَّ الطَّبيعة القاسية وضدَّ النَّاس. شَهِدَ زمن الانتداب الفرنسيّ تَهافُتًا على التَّعلُّم من قِبَل المسيحيِّين، الَّذين هيَّأَتْهم علاقتهم بالغرب خلال أربعة قرونٍ لصعودٍ سريع. كان المُسلِمون، غير المُبالين بالثَّقافة الأجنبيَّة، ومن دون دعمٍ سياسيٍّ وماليٍّ خارجيّ، أكثر بطئًا في مُجاراة التَّطَوُّر. إستمرَّ الإقطاع، الَّذي وُضِعَ له حدٌّ عند الموارنة خلال ثورة العام 1858 الدَّمويَّة()، في أن يُعيث فَسادًا لا سيَّما في المناطق الحدوديَّة ذات الأغلبيَّة المُسلِمَة، في الشَّمال والجنوب والشَّرق.

   كانت هذه الفوارق الاجتماعيَّة تُضَاف إلى مشاكل طائفيَّةٍ ناشئةٍ من تعدُّد الانتماءات الجماعيَّة. في العام 1926، رفض المُسلِمون، بشكلٍ جماعيّ، الهُوِيَّة اللُّبنانيَّة بِحجَّة انتمائهم العربيّ المُسلِم إلى سوريَّا. شَعَرَ المسيحيُّون، من جهتهم، الَّذين رَوَّعتهم ذكرى مَجازر العام 1860 وذكرى المجاعة الرَّهيبة في الحرب، بأنَّهم أقرَب إلى الغرب المسيحيّ، منه إلى الشَّرق العربيّ المُسلِم.

   لكنَّ المسيحيِّين والمُسلِمين الَّذين ناضلوا جنبًا إلى جنب ضدَّ تركيا الفتاة، إلتقوا معًا في المُطالَبَة عينها بالاستقلال. نَشَأَ لبنان الحاليّ من هذا التَّلاقي في العام 1943. وُلِدَ هزيلاً، خلال عمليَّةٍ مؤلِمَة، من والدَين مُختَلِفَين بسبب تنافُر الطِّباع، وضعيفًا بسبب ثِقل الإرث العُثمانيّ؛ كان لبنان الحديث غير مَحبوبٍ، عند ولادته، من أبنائه ومن جيرانه. فقد تَحمَّل، فوق ذلك، كلّ التَّجارب مُجتمعة، تلك الَّتي من الدَّاخل: هشاشة الضَّمير الوطنيّ، ومضايقاتٌ طائفيَّة، نقصٌ في الكوادر، تَبايُناتٌ اجتماعيَّة؛ وتلك الَّتي من الخارج: حروب فلسطين، والانقلابات المُتتالية في المنطقة، ومآسي إزالة الإستعمار، صعود النَّاصريَّة()، بروز إيديولوجيَّاتٍ من خارج المنطقة (méta-nationales). لَم يقع حدثٌ حولنا وفي العالَم إلاَّ       أثار مُظاهراتٍ وتعقيداتٍ سياسيَّةً في بيروت. قامت هُتافات، في بيروت، لعبد النَّاصر ولِتْشي غِفارا ولِهو-شي-مينه (Ho-Chi-Minh). وفي حين اجتهد المسيحيُّون، من خلال كلِّ المُداخلات السِّياسيَّة، لإنقاذ النَّموذج الاجتماعيّ والمعايير الثَّقافيَّة المُتشكِّلة وَفقًا للطَّريقة الغربيَّة، تبنَّى المُسلِمون، الأكثر ميلاً إلى سياسة الكُتلة الشُّيوعيَّة المُؤيِّدة للعرب (pro-arabe)، مُخطَّطاتٍ ماركسيَّة التَّحليل، من دون أن يكونوا إطلاقًا ماركسيِّين؛ هذا ما يبعث على الضَّلال حول تَقَدُّميَّة (progressisme) البعض، ونزعة المُحافظة (conservatisme) عند البعض الآخر. إنَّما هذا خداع.

   بيد أنَّه، على الرَّغم من التَّناقُضات الدَّاخليَّة، والاضطرابات الخارجيَّة، وتقصير الدَّولة وعدم تَبَصُّرها، تَمكَّن لبنان من التَّعايش مع ذاته ومع الآخرين، وحتَّى على الازدهار: ثباته الاقتصاديّ، ونُموُّه الاجتماعيّ، وتقاليده الدِّيموقراطيَّة واللِّيبراليَّة، ومشروعه الحضاريّ الَّذي ذكَّر فيه، على نَحوٍ رائع، هنا بالذَّات (Le Monde, 20 novembre) رينيه ماهي (René Maheu)، جعلَت منه واحةً على أرض الشَّرق المحروقة. خَطَأُهُ أنَّه لَم يعرف أن يُجفِّف المناطق المُستَنقَعة، عبر القيام بإصلاحاتٍ جذريَّةٍ كان من شأنِها أن تُحوِّل أساليب الارتِجال عنده إلى تقنيَّات حداثة. لديه حتمًا عذر الظُّروف المُخَفِّفة (لِهَذا التَّحوُّل)، لأنَّ كلّ الإصلاحات الاجتماعيَّة والسِّياسيَّة بَدَت مرهونةً بالاضطرابات الَّتي كان يُسبِّبها الخارج من وقتٍ إلى آخر.

   إذا كان العُذر غير كاف، يَجدر بنا أن نُقرَّ أنَّه، بعد بضعة عقود من التَّعايش، ظهرت طريقةُ حياةٍ وتفكيرٍ لبنانيَّةٍ بشكلٍ مُتَميِّز، بينما كانت تَميل التَّيَّارات المركزيَّة إلى أن تتلاشى في ضميرٍ جماعيّ، وفي ما يشبه توزيعًا وطنيًّا ما، حيث يتواجد الجميع ويعترفون ببعضهم. إنَّ تعريب (arabisation) المسيحيِّين وتقليص طابعهم الغربيّ كان يُطمئن المُسلِمين، في حين أنَّ الوعي اللُّبنانيّ الأصيل من قِبَلِ المُسلِمين كان يعطي المسيحيِّين الثِّقة. فهكذا تَمَّ الالتِحام تدريجيًّا، ليس من دون مقاومة لكن من دون نَدَم. لو تُرِكَ اللُّبنانيُّون لأنفسهم تبرز قدرتُهم على تَخطِّي أزماتِهم الخاصَّة، وعلى حلِّ صعوباتِهم وخلافاتِهم وعلى تفادي ما لا يُمكن إصلاحه. لكن هل تُرِكَت لَهم فُرصهم كلّها؟

   في الواقع، تفاقمَت دومًا التَّناقضات الدَّاخليَّة والانتماءات القديمة الَّتي لَم تُمَحَّ تَمامًا بسبب صراعات الشَّرق العربيّ وزلازله، وقد أصبح لبنان مركزها. فيه تلاقَت وتصارَعت جميع التَّيَّارات والإيديولوجيَّات الِّتي احتوتها أو خنقتها الأنظمة الاستبداديَّة: وَحدة الهلال الخصيب السَّاميَّة، والوحدة العربيَّة للبَعث السُّوريّ أو العراقيّ، والوَحدة الإسلاميَّة للإخوان المُسلمين، النَّاصريَّة اللِّيبيَّة أو المصريَّة، والاشتراكيَّات والشُّيوعيَّات والقوميَّات من جميع الأشكال وجميع الاتِّجاهات.

   مُختبَرٌ أم مَزبَلَة

   تَجعل كلُّ هذه المذاهب الحُلوليَّة من لبنان، وهو الَّذي كان ملتقًى للإتنيَّات والمُعتقَدات، مَنبَتًا للإيديولوجيَّات بدءًا من التِّيوقراطيَّة غير المُتسامِحَة إلى الفَوضَويَّة العَدَميَّة. كلُّ ما يفرزه العالَم العربيّ وما يرفضه كمُجَدِّدٍ أو هَدَّام، نبيلٍ أو مُنحَرِف، حرٍّ أو فوضويّ، ينصبّ فيه. صحافةٌ كثيرة التَّوالد، مدعومةٌ بسخاءٍ من الخارج، تُقدِّم كلّ صباحٍ للمُؤيِّدين قوتَهم من الشِّعارات. نُضيف إلى ذلك الفارِّين السِّياسيِّين، والمُبعَدين من قِبَل الأنظمة، والخارجين عن القانون، والأشخاص غير المرغوب فيهم، وآلاف العُمَّال الآتين من سوريَّا ومصر وباكستان وإفريقيا السَّوداء، وجَماهير التَّلامذة القادمين من كلّ مكانٍ إلى جامعات بيروت الأربع. أكثر من نصف القاطنين على أرض لبنان هم من الغرباء، ويعيش أكثر من ضعف اللُّبنانيِّين في الخارج.

   هذا الاختلاط الغريب، ذو الكثافَةٍ النَّادرة البلوغ (أكثر من أربعمائة وخمسين مُقيمًا في الكيلومتر المُربَّع)، يُذكِّر بالمُدن القديمة الَّتي استُولِيَ عليها بتدفُّق الدُّخلاء. قاوم لبنان لغاية اليوم (هذا التَّدفُّق) وقد صانَتْه تقاليد الجبل الصَّامِدَة الَّتي أنقذته دومًا من الغُزاة. على كلِّ حال، ألا يكمن هنا مصيره ومشروعه في أن يعيش بِخَطَر، وأن يكون هذا المُختَبَر حيث تُقام التَّجارب، لِصالِح الشَّرق العربيّ، على كلّ أشكال التَّفكير والحياة؟ لذا، لا ينبغي أن نُفَاجَأ إن سُمِعَت، من وقتٍ لآخر، بعض الانفجارات. لكن عندما يصبح المُختَبَر مَزبَلَةً يتعرَّض الكوخ للاشتعال.

   على أيّ حال، لَم يتخلَّف الزُّعماء الطَّامعون عن استغلال الغرائز غير المُهذَّبة أو إطلاق الشَّياطين القديمة الَّتي لَم تُكبَح. طريقتهم هي، بشكلٍ مُزعِج، نفسها: إستخدام فلسطين كنقطةٍ مركزيَّةٍ ولبنان كحقل اختبار. يكفي أن تُخلَق ظروف صدامٍ لبنانيٍّ فلسطينيٍّ لإثارة كلِّ التَّناقُضات الدَّاخليَّة وتوتير (innerver) المشاكل كلِّها في الوقت عينه.

   لتلافي هكذا صدامات، كان على الاتِّفاقات الَّتي عُقِدَت بالقاهرة في الثَّالث من شهر تشرين الثَّاني من العام 1969 أن تُنظِّم العلاقات بين اللُّبنانيِّين وضيوفهم، بِمَنح الفلسطينيِّين، بالحُسنى أو بالقوَّة، ما لَم يَمنحه إيَّاهم أيّ بلدٍ عربيّ. لكنَّ هؤلاء، المُنقسِمين في فصائل متنوِّعَةٍ ذات انتماءاتٍ مُتناقِضة، لَم يستطيعوا أن يَحترموا بنود هذه الاتِّفاقات الَّتي لَم يُوقِّعْها جميعهم. وازدادَت أيضًا المُخالَفات والتَّجاوزات والصِّدامات والنِّزاعات. تَخيَّلوا باريس مُحاطَةً بِمَليونَي مُهَجَّرٍ يتمتَّعون فعليًّا، داخل مُخيَّماتِهم المُسلَّحَة، بِحَصانةٍ ضدَّ القانون الوطنيّ (exterritorialité)، وهم مدعومون داخل العاصمة بعددٍ مُماثلٍ من المُناصِرِين المُقتَنعين أو المُنتَفِعين. ألتَّجربة كبيرةٌ لجميع الأتباع، المُستائِين والانتهازيِّين، لاستغلال مأساة الآخرين، الَّذين عليهم أن يعانوا الصُّعوبات في تَعَرُّجات السِّياسة المحليَّة. لَبْنَنَة فلسطين لا يُمكن أن تؤدِّي إلاَّ إلى "فَلَسطَنَة" («palestiniser») لبنان.

   منذ خمسة آلاف سنةٍ تقريبًا، تُوَجِّه الشَّريعة الاجتماعيَّة غير المُتَبَدِّلَة نفسها تاريخَ الأمبراطوريَّات في الشَّرق: ألبَدو، وبعض من لا ملجأ لَهم، تَجتذبُهم المدينة، فيأتون ويُخيِّمون على أبوابِها؛ عندما تكون السُّلطة قويَّةً تستعبدهم أو تطردهم؛ وعندما تضعف، تُضطرُّ إلى توقيع معاهدة "أُخوَّةٍ" أو "قرابةٍ" (إبن عمِّي) معهم؛ وإذا فَسُدَتِ السُّلطة، يُسقِطونَها ويستوطنون وينتقلون من التَّرَحُّل إلى الإقامة، بانتظار موجةٍ جديدةٍ من الوافدين يستولون على السُّلطة بدورهم. هكذا كان الأمر مع الأكَّاديِّين والأَشوريِّين والبابليِّين والأَموريِّين والآراميِّين والعبرانيِّين والعرب واليهود والفلسطينيِّين.              

   لكنَّ الفلسطينيِّين، الَّذين أصبحوا بلا وطنٍ ومُشرَّدين من قِبَل "اليهود المُشرَّدين"، يسعون إلى استرداد أرضهم ويرفضون كلّ استيعابٍ أو توطين. لكنَّهم يُقرُّون بالوقت عينه بأنَّهم عاجزون عن ضبط "مسيرتِهم الثَّوريَّة"، وبدرجةٍ أقلّ أيضًا عن ضبط المُستَفيدين من قضيَّتهم المأساويَّة. ولا يستطيع لبنان، من جهته، أن يتدخَّل ليفرض الأمن على أراضيه من دون أن يثير ذلك، ومن كلِّ الجهات، صرخات استنكارٍ مُتزايدةٍ متعاطِفَةٍ مع الفلسطينيِّين. أمام هذا الأمر الواقع، وفي ظلِّ فقدان الأمن العامّ وتَحت وطأة الخوف، ظهرَت ميليشياتٌ في كلّ مكان، وساد توازن الرُّعب وتَحَوَّل لبنان في غضون بضعة أشهرٍ ثكنةً فعليَّة.

   مَنِ الَّذي فجَّر الموقف؟ أهو اليسار؟ أم اليمين؟ نعرف مُحرِّضين من الخارج، ومُمَولِّين، وموزِّعي الأسلحة، ومُزوِّدين مُتطوِّعين. ونعرف مُحرِّضين من الدَّاخل لَهم غايات مُتنوِّعة: منهم لانتزاع مكاسب سياسيَّة، ومنهم لتحقيق إصلاحاتٍ اجتماعيَّة، ومنهم ليُؤَمِّنوا قواعد إيديولوجيَّة، ومنهم ليبذروا التَّخريب، ومنهم لينهبوا ويقتلوا التَّخيُّلات وليبعثوا مراراتٍ بلا أمل. لكنَّ الصِّراع، الَّذي يندرج في سلسلة أحداثٍ مُتوسِّطيَّة (من البرتغال إلى قبرس)، قد انفجر قُبَيل لقاء السَّادات() وفورد() في سالزبورغ (Salzbourg) وقُبَيل اتِّفاقات سيناء: تتحرَّر إسرائيل من الضَّغط المصريّ، ويُجَمَّد الوضع ويُؤَجَّل حلّ المسألة الفلسطينيَّة. وبعد مُؤتمر الحزب الشُّيوعيّ السُّوڤياتيّ الخامس والعشرين، وبعد الانتخابات الأميريكيَّة، نرى ما يَجب عمله. أين إيجاد منفذٌ للخروج من هذا التَّدهور غير لبنان؟ دائمًا لبنان!

   منذ ثَمانية أشهر، والدَّائرةُ جهنميَّة. من الآن فصاعدًا، لن يكون هناك سوى انقطاعاتٍ طويلةٍ نوعًا ما، تقطع مُبارياتٍ طاحنةً أكثر فأكثر، لكن ليس هناك مَخرجٌ مُمكِنٌ سوى أن يتدخَّل الجيش اللُّبنانيّ ويفرض الأمن على كلّ الأرض اللُّبنانيَّة، وهذا غير وارد. بالمُقابل، فَشِلَ تَعريب الصَّراع، ورُفِضَ تدويله. والأمل الوحيد هو في أن تتعهَّده أوروبا (européanisation). ولكن هل ستعرف أوروبا، المُهتمَّة بالشَّرق من خلال تاريخها وجغرافيَّتها، أن تستردَّ من الرُّوسيّ (Moujik) والأميريكيّ (Yankee) مسؤوليَّاتِها المُتوسِّطيَّة؟

   ما لَم يُعطَ الفلسطينيُّون أرضًا، لا يُمكن أن يُبنَى شيءٌ ثابتٌ في الشَّرق. إلاَّ إذا حَسَمَتِ الأسلحةُ الأمرَ في لبنان، وانتصرَ فريقٌ على آخر. لربَّما هذا ما يتمنَّاه أصدقاء لبنان وأعداؤه لأسبابٍ عديدة: حلُّ المسألة الفلسطينيَّة على حساب لبنان، أو حلّ الأزمة اللُّبنانيَّة على حساب الفلسطينيِّين. فإذا غرق لبنان، سيكون للكارثة عواقب لا تُحمَد عُقباها().

   لن يكون بلا عقاب، أن يُضحَّى بأحد البلدان القلائل الَّذي سعى لتقرير مصيره على أساس السَّلام والدِّيموقراطيَّة والحرِّيَّة. إنَّ الَّذين خسروا فلسطين والَّذين، بلا مُبالاةٍ أو بِنَذالَةٍ أو بوَقاحة، يوقِّعون، اليوم، قرار إعدام لبنان عليهم أن يستجيبوا لدم البريء الَّذي سيقع على رؤوسهم. لأنَّ بيروت هي، في هذا الوقت، ميونيخ حيث تُعلَن عودة الأزمنة البربريَّة.

2- رمزٌ للشُّموليَّة

   تبقى المسيحيَّة، في بلاد الهلال الخصيب، مَطبوعةً في نفسيَّتها العميقة وفي خياراتِها والتزاماتِها بِمَيلٍ مُزدوجٍ موروثٍ من سوريا القديمة ومن بيزنطيا.

   يُمكننا القول، مُعتمدِين التَّبسيط (en schématisant)، أنَّ وَرَثَة أمبراطوريَّة الشَّرق الرُّومانيَّة (المدعوِّين اليوم تَحديدًا ملكيِّين، روم) حافظوا على نظرة المدينة الملَكيَّة ليس فقط في ليتورجيَّتهم وفنِّهم ومفهومهم للكنيسة (ecclésiologie)، لكن أيضًا في خياراتِهم السِّياسيَّة. فلا نتعجَّبنَّ إذًا عندما نرى أنَّه طلع من بين صفوفهم مُنظِّرون ومُؤسِّسو أحزابٍ تتجاوز الأوطان (méta-nationaux)، كالوَحدة العربيَّة (panarabisme) لِحِزب "البعث" أو لـ"سوريا الكبرى". قد يقول عالِمٌ في التَّحليل النَّفسيّ إنَّه، في تَفتيشِهِ عن عروبةٍ تُكَوَّنُ من جديد، يُفَتِّشُ عن المثال البيزنطينيّ الأوَّل الزَّائل أو حضن الرُّومانيَّة الأُموميّ.

   أمَّا وَرَثَة سوريا القوميَّة القديمة، وهي الكنائس النَّاطقة باللُّغة السُّريانيَّة، الَّتي كانت حركاتٍ انشقاقيَّةً في قلب الأُرثوذكسيَّة البيزنطيَّة، فيميلون إلى تأسيس أوطان لا أمبراطوريَّات. إنَّ التَّجربَتَين الأدعى للتَّأثر كانتا تَجربة الأشوريِّين والكلدانيِّين في العراق وتَجربة موارنة لبنان: إذا فشل الأوَّلون نِهائيًّا في أن يُنشِئُوا وطنًا، فقد نَجح الموارنة، بشكلٍ أفضل، على مدى تاريخٍ مُتباينٍ طَبَعَهم وجَعَلَهم إحدى الجماعات الشَّرقيَّة الأكثر تَمَيُّزًا ثقافيًّا وأُنتروبولوجيًّا. وكأنَّهم يريدون تصحيح ميلهم نَحو التَّمايز، كان الأشوريُّون والموارنة روَّادًا لا مثيل لَهم للشُّموليَّة الثَّقافيَّة. أَنْقَذَ الأشوريُّون التُّراث اليُّونانيّ ونقلوه لعرب بغداد، ونفَخَ الموارنة في الشَّرق الحديث أفكار الغرب الموسوعيَّة.

مَصير الموارنة

   جبليُّون مُتَأَثِّرون بالهِلينيَّة في منطقة أنطاكية، يعود اسم الموارنة إلى ناسكٍ اسمه مارون تُوفِّيَ نَحو العام 410. ليحافظوا على هوِيَّتهم المُهَدَّدة من بيزنطيا والفَتح العربيّ، إنتخبوا بطريركًا مُستقِلاًّ بين سنَتَي 685 و702، وانعزلوا تدريجيًّا في جبال لبنان العَصيَّة حيث قاطَعوا البِدَع والأمبراطوريَّات رافضين كلّ أشكال الاندماج. كانوا في سوء تفاهمٍ دائمٍ مع الشَّرق، ومع بيزنطيا والمذاهب المسيحيَّة الأُخرى، ومع الخلفاء الأُمويِّين والعبَّاسيِّين والفاطميِّين والعُثمانيِّين، فسعوا إلى صداقاتٍ في الخارج، في البعيد، مع روما (ابتداءً من العام 517) حيث كانوا، طوال قرون، إِخوة الدِّين (coreligionnaire) الوحيدين في الشَّرق، ومع فرنسا الَّتي اعتَبَرَتْهم، من خلال (الملك) القدِّيس لويس، كـ"جزءٍ كاملٍ" منها.

   منذ زمن الصَّليبيِّين، إنساقوا إلى أن يَتَرَومَنوا ويتغرَّبوا (romaniser et occidentaliser)، كما سَبَقَ وتَهَلَّنوا (helléniser)، منذ البدايات، من دون أن يفقدوا روحهم. بعد ذلك، وفي القرن السَّادس عشر، فَتَحَت لَهم علاقاتُ الصَّداقة بين فرانسوا الأوَّل والباب العالي آفاقَ التَّبادل البالِغ الخُصوبة. غصَّت "أساكل المشرق" بالإرساليَّات اللاتينيَّة الَّتي استقبلها الموارنة وحدهم بلا شرط، بكونِهم الكاثوليك الوحيدين في الشَّرق. هم أنفسُهم ركبوا البحر وانتشروا في أوروبا. وكرَّس تأسيسُ المدرسة المارونيَّة في روما، في العام 1585، دعوتَهم المُتوسِّطيَّة. فقد تَخرَّج منها كوكبة من العلماء حازوا شهرةً عاليةً كحافِظِين للمكتبات، ومُترجِمين لدى الملوك، وكمُؤَلِّفين موسوعيِّين، في روما وفلورنسا والبندقيَّة وفيينَّا وباريس ومدريد. حتَّى قيل وَقتَئذٍ "عالِمٌ كمارونيّ" (dotto com un maronita). إنَّ أعمالَهم الجبَّارة، من المكتبة الشَّرقيَّة (Bibliotheca orientalis) للسّمعاني، إلى البيبليا المُتعدِّدة اللُّغات (Bible polyglotte) للصُّهيوني، إلى ترجمة النُّصوص الفلسفيَّة والتَّاريخيَّة والقانونيَّة، جَعَلَتِ الغربَ يَطَّلِع على كنوز الشَّرق.

   وبالعكس، فإنَّ تلامذة هذه المدرسة عينها، بفتحهم فروعًا في الشَّرق، قد وضعوا أُسُس النَّهضة العربيَّة المُستقبليَّة. لديهم باكورة الأفكار المُجدِّدة والمُولِّدة في الشَّرق الحديث: ألمطبعة الأولى، والجريدة الأولى، وأوَّل كتابٍ للقواعد، والمسرح الأوَّل، وأوَّل مُعجمٍ فلسفيّ، وأولى ترجمات الملاحم العالميَّة الكبرى، من الإِلياذة إلى باغافاد جيتا (Baghavad Gita)، والأساليب الزِّراعيَّة الأولى، وأولى دعوات تَحرير المرأة، وأوَّل ثورةٍ ضدَّ الإقطاع، وأوَّل جمهوريَّةٍ ديموقراطيَّة، وأوَّل جامعةٍ مُتعدِّدَة الاختصاصات، والموسوعات الأولى، والمعاجم الأُولى في العصور الحديثة.

   وفوق كلِّ ذلك، وضَعوا من باريس بين عامَي 1905 و 1913، نظريَّةً مُتماسِكَةً للقوميَّة العربيَّة، مُستَمَدَّةً من المبادىء الموروثة عن الفكر "الموسوعيّ" (l’Encyclopédie)() والثَّورة الفرنسيَّة، في حين أنَّ رؤساء الرَّوابط الأدبيَّة نفخوا، انطلاقًا من بيروت ونيويورك وساو باولو، نار تَحريرٍ وثورةٍ في طرائق التَّفكير والحياة العربيَّة، ما تزال مُتَّقِدَة.

   على مدى تاريخٍ كان استشهادًا طويلاً، منذ المجزرة الأولى في العام 517 حتَّى مَذبَحة الأعوام 1916-1918، تابع الموارنةُ البحثَ عن اثنين: أرضٍ وحرِّيَّة، مفهومَين أدخلوهما في هذا الشَّرق حيث تَحلّ فكرةُ الأمبراطوريَّة مَحلَّ فكرة الوطن، وحيث يَبتلع مفهومُ الجماعة المُقدَّسة الوعي الفرديّ. من أجل أن يُنقِذَ الموارنة غَيرِيَّتَهم من الكُلِّيَّانيَّات (totalitarismes) الخطيرة، اختاروا لبنان مركزًا لانزوائهم، والَّذي سيصبح أرضًا مُفضَّلَةً لِجَميع الإتنيَّات المُهَدَّدة بالانقراض. من المغاور المُوحِشة في جبالِهم -حيث عاشوا تَحت رعاية "أساقفةٍ من ذهبٍ يَحملون عصيًّا من خشب"، على ما قال الشُّوفاليه دارفييه في العام 1660-، حافظ الموارنة على علاقاتٍ غير مُنقطِعَةٍ تقريبًا مع أوروبا المسيحيَّة.

   إتِّهامهم بالانعزال هو صحيحٌ بقَدْرِ ما هو خاطىء، حسبما يُحكَم عليهم بالنِّسبة إلى تعلُّقهم بِهوِيَّتهم الوطنيَّة أو إلى انفتاحهم على الثَّقافة العالَميَّة. لأنَّ لبنان ليس مركز انعزال فحسب، بل هو أيضًا نقطة انطلاقٍ في مُغامرة العالَم. إنتشارهم (diaspora)، الَّذي بدأ منذ البدء ذاته، إِتَّسعَ في زمن الصَّليبيِّين إلى فلسطين وقبرس، وزداد اتِّساعًا في زمن النَّهضة الأوروبيَّة، ليأخذ أبعادًا مُقلِقةً منذ قرنٍ في أميركا وأوقيانيا وأفريقيا. إنَّ عدد الموارنة في الخارج هو ثلاثة أو أربعة أضعاف عددهم في الدَّاخل؛ وهم يفتحون القوميَّة المحليَّة على تبادلاتٍ مع الثَّقافات الأميركيَّة اللاتينيَّة والأنكلوساكسونيَّة واللاتينيَّة.

الميثاق اللُّبنانيّ

   كان الموارنة، المدعوُّون إنعزاليِّين، روَّاد التَّعدُّديَّة الثَّقافيَّة والسِّياسيَّة الَّتي يَجهلها الشَّرق التَّقليديّ. فقد تقبَّلوا الهِلِّينيَّة، منذ البدايات في أنطاكية؛ وانفتحوا، في عهد الصَّليبيِّين، على الغرب؛ وهم أنفسهم أوَّل باعثي النَّهضة العربيَّة وأفضلهم في العصور الحديثة.

   سياسيًّا، ومنذ القرن السَّادس عشر، مدَّ الموارنة يدهم المُخلِصَة للأُمراء الدُّروز ليرسُموا حدود لبنان الحاليّ. ويعود، في الوقائع، أوَّل ميثاقٍ لبنانيٍّ إلى ذلك العصر. عشيَّة مَجازر العام 1860، الِّتي سبَّبَت حَملة نابليون الثَّالث، رفض الموارنة الانغلاق في البيت (home) الوطنيّ الَّذي اقترحته عليهم أوروبا. وعشيَّة الحرب العالَميَّة الأولى، جَرُّوا شركاءهم المُسلِمين إلى اتِّباع نظريَّة القوميَّة العربيَّة، الفاسدة بالنِّسبة إلى ذلك العصر لأنَّها ذات منحًى علمانيّ. وبدلاً من أن يستفيدوا من الانتداب الفرنسيّ، الَّذي طالب به بطريركهم الشَّيخ في مُؤتَمر السَّلام، في فرساي في العام 1919، ليؤسِّسوا لأنفسهم دولَةً مُستقلَّة، إلتزموا السَّير في مُغامرة لبنان المُتعَدِّد الطَّوائف.

   وُلِدَ لبنان الحديث، إذًا، من هذا الميثاق غير المكتوب بين جماعاتٍ مُتعدِّدَةٍ قرَّرَت أن تعيش معًا الحرِّيَّة والاستقلال من خلال المُشاركة في "أفضل تقاليد الشَّرق والغرب". مع أنَّ الميثاق حُطَّ إلى مُستوى عقد مُساهِمين، بسبب سياسة الأحزاب والأفكار الطَّائفيَّة المُسبَقَة وبسبب مصالِح الجماعات، فهو لا يزال يُمثِّل، في معناه العميق، رمزًا للشُّموليَّة. هو يُعبِّر عن إرادة الحفاظ على كلّ الثَّقافات والإتنيَّات والتَّقاليد من طُغيان العدد، ويُقدِّم إطارًا وطنيًّا لاختبار غنى الكائن التَّعدُّديّ: بين كاثوليك مُتأثِّرين بنَهْج الغرب اللاتينيّ المدرسيّ (scolastique)؛ وأُرثوذُكس متِّجهين نَحو القسطنطينيَّة وأثينا وروما الثَّالثة أي موسكو؛ وبروتستانت يستلهمون الفكر الأنكلوساكسونيّ؛ وشيعة مُنفَتِحِين على إيران وبلاد فارس القديمة؛ وسُنَّة مُشبَعين من تقاليد الصَّحراء ومدينة الإسلام الكبرى. إنَّ الجماعات هي قِيَمٌ حيَّةٌ، قَبلَ أن تكون موادَّ خاضعةً لأوزان الحاسِبات ولقياسها، هي علاماتٌ مُستَمِرَّةٌ لحضارةٍ ربَّما كانت ذابت لولا لبنان، في وَحدَويَّةٍ أكثريَّة، ما يؤدِّي إلى خسارةٍ كبرى للعروبة وللحضارة.

   إنَّ المُشكلة الدَّائمة الكبرى، في تاريخ الحضارات، تكمن في التَّوفيق بين الوَحدَويَّة الدِّينيَّة والتَّعدُّديَّة الثَّقافيِّة. منذ تأسيس الأمبراطوريَّة السَّاميَّة الأولى، مع سرجون الأكَّادي، في القرن الخامس والعشرين قبل المسيح، لَم تُسبِّب النَّزعة الحصريِّة (أو نزعة الاستئثار) (exclusivisme) سوى أضرارٍ كثيرةٍ في الشَّرق. وقد تكون، إلى حدٍّ ما، مِيزَة الدِّيانات التَّوحيديَّة، الحؤول دون التَّحضُّر (anti-civilisateurs)، بقدر ما يَميل منطقها المُتَشدِّد إلى فرض نظام السَّماء الملَكيّ على الأرض، من خلال طريقة تفكيرٍ وعيشٍ مُتجانِسَة من شأنِها أن ترفض كلّ الغَيْرِيَّات لاعتبارِها عناصر هدَّامةً للمدينة المُقدَّسة.

   أُورشليم وبابل

      من المُفارقات أنَّ لبنان هو ضمانةٌ لإسرائيل ولفلسطين. بكونه يصون الخُصوصيَّات الثَّقافيَّة، يُشكِّل لبنانُ لإسرائيل سابقةً قابِلَةً للحياة تُطمئِنُها للحفاظ على هوِيَّتها، وذلك بقدر ما تتخلَّى إسرائيل عن أن تكون كتلةً تائهةً غريبةً تَمامًا عن الشَّرق. وبالعكس، يؤمِّن لبنانُ لفلسطين مثالاً حيًّا لِهَذه الدِّيموقراطيَّة التَّعدُّديَّة والمُتعدِّدَة الطَّوائف الَّتي يسعى الفلسطينيُّون إلى بنائها. إنَّ لبنان بتعرُّضه لِمَلامات هؤلاء وأُولئك، وبعدم إرضائه الأطراف المُتَعارضة، فضَّل تلقِّي الضَّربات بدلاً من أن يوجِّهها، وأصبح عُرضةً للمُتطرِّفين مِنَ الفريقَين، الَّذينَ هم على وَشك أن يُسبِّبوا ضياعه وأن يغرقوا معًا في الفوضى.

   إسرائيل، كما هي عليه اليوم، موجودَةٌ بِحُكم الواقع، ولكن ليس بقوَّة القانون قطعًا: وفلسطين موجودةٌ بقوَّة القانون، وغير موجودةٍ واقعيًّا. وها إنَّ لبنان، بدوره، يُجَرُّ في سياق هذا الإنكار (négation) المُزدوج. حتَّى ليُقال إنَّ لاساميَّةً عالَميَّةً تتقاسم ضحاياها، وبعد أن وضَعَت فلسطين وإسرائيل الواحدة في مُواجهة الأُخرى، تترك الآن لبنان يَجرفه التَّيَّار، وقد كان بإمكانه أن يكون مِثالاً وفُرصَةً لِمُصالَحتهما. ألَم يَحن الوقت للأخصام أنفسهم، الَّذينَ جمعهم التَّاريخ والجغرافيا والَّذينَ يُمثِّلون الأديان التَّوحيديَّة الكتابيَّة الثَّلاثة، أن ينتزعوا مصيرهم الخاصّ من أيدي الغويم (Goyim)، وبعد أن أنكروا بعضهم بعضًا لِمُدَّةٍ طويلة أَنْ يَختاروا بعضهم لأنَّ مصير الإنسانيَّة الرُّوحيّ في خطر؟ فَليَجرؤ أصدقاء الله والنَّاس أن يُعِدُّوا لقاءهم في أورشليم، مدينة العَنصَرة، لا في بابل الأمم المُتَّحِدة (ONU). لكنَّهم جميعهم، مسيحيِّي لبنان ويهود إسرائيل وعَرب فلسطين، عانوا سابقًا، وعلى درجات مُختلفة، إهاناتٍ كثيرةً بِحيث أنَّهم فقدوا كلّ ثقة، إلاَّ ثقتهم بالأسلحة. وإِنْ يبقَ لَهم بعض هذه الثِّقة النَّاشئة من الإيمان فسيتجرَّأون على كسر حَلَقة المصائب الَّتي تنصبّ على أرض الميعاد وحتَّى نراها أخيرًا كما هي: خطِّيبة نشيد الأناشيد، النَّاشئة "بين الفُرات وشلاَّل مصر"، و"الطَّالِعة من البَرِّيَّة، مُعطَّرَةً بالطُّيوب المجلوبة" من بلاد العرب (Arabie)، والنَّازلَة "من رأس حَرْمون، الآتية من لبنان، وأنفها يَنظر نَحو دمشق" (نش 3: 6؛ 4: 8؛ 7: 5).

   في الوقت الَّذي يتفكَّك فيه لبنان، نَجدنا من القلائل الَّذين ما زالوا يَحلمون بأنَّ ميثاقه الإسلاميّ المسيحيّ لا يزال مدعوًّا إلى التَّوسُّع لكي يطاول الكنيسة والجامع والمجمع (اليهوديّ)، ولكي يُشكِّل دائرةً حول أُورشليم الَّتي صارت عاصمة ثُلاثيَّةٍ إبراهيميَّة ... لَمِنَ المسموح أن نَحلم، ولَمِنَ الواجب أن نتمسَّك بالرَّجاء.

 

إجتماع بكركي إن حصل

الياس الزغبي/فايسبوك/10 شباط/2023

إذا رسا الرأي والقرار على عقد اجتماع لجميع النواب المسيحيين ال٦٤ في بكركي، عملاً بتوصية مجلس البطاركة والأساقفة، يُفترض أن تكون الدعوة إليه محصّنة بضمانات تكفل نجاحه، فلا ينعكس فشله في اتجاهاتٍ ثلاثة:

على الاستحقاق الرئاسي أولاً، وعلى بكركي وهالتها التاريخية والوطنية ثانياً، وعلى تنصّل قوى التعطيل الفعلية من مسؤوليتها ثالثاً، من خلال رميها تبعة الفشل على خلاف المسيحيين وانقسامهم.

لهذه الأسباب المتداخلة، يجدر التأني في تقدير الدوافع لعقد الاجتماع، فلا تتأثر من جهة برغبة راكبيّ الموجات في تعويم أنفسهم، ولا تستخف باحتمالات استخدامه لأهداف خاصة وشعبوية.

كما يجدر التبصّر في ارتدادات تظهير الخلافات والصراعات، وتعميق التنابذ بين القوى المدعوة، كتلاً وأحزاباً وتيارات ومستقلين.

وبناء على هذه الحيثيات والمحاذير، يتوجب وضع آلية ديمقراطية مسبقة وواضحة يتعهّد جميع المدعوين التزامها والعمل بنتائجها. ويمكن اقتراح خطوط هذه الآلية، الخاضعة طبعاً للتعديل والتطوير، وفقاً للسياق الآتي:

- إشتراط حضور ثلثي عدد النواب كحدّ أدنى، أي ٤٢ نائباً، مع التأكيد على أهمية حضور النصاب كاملاً (٦٤).

- عدم الغوص في المواصفات والتوصيف، بل الاكتفاء بالمواصفات التي وردت في عظات البطريرك وبيانات مجلس المطارنة، لئلّا يتم استهلاك الوقت بالردح السياسي غير المجدي.

- ضبط المداخلات ببضع دقائق لكل طالب كلام، وبالتساوي بين الكتل والمستقلين.

- الانتقال إلى الآلية الديمقراطية في طرح أسماء المرشحين، وبالتساوي أيضاّ بين الكتل كبيرها وصغيرها، والمستقلين أفراداً أو مجموعات، بحيث تسمي كل كتلة أو مجموعة أو مستقل مرشحاّ واحداً.

- بعد جمع الأسماء يبدأ اقتراع الحاضرين، ويجري فرز النتائج وفق نظام التصفيات.

فعلى سبيل المثال، لنفترض أن هناك ١٢ إسماً مطروحاً، تنتهي الدورة الأولى للاقتراع ب٨ نالوا العدد الأعلى، ثم ٤ في الدورة الثانية، ف٢ في الثالثة، وصولاً إلى حسم الإسم الأول الذي ينال أكثرية الأصوات.

- يلتزم الجميع نتيجة الاقتراع عملياً في الجلسة العامة لمجلس النواب، وبالشراكة الوطنية الكاملة مع سائر المكونات الحزبية والسياسية والطائفية، مع احتفاظ كل طرف من خارج اجتماع بكركي بحق المعارضة أو الامتناع، فيكون إذذاك انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية ثمرة ما يُعرف ب"الديمقراطية التوافقية"، أي اقتران الديمقراطية بالميثاقية أو الشراكة.

قد يقول قائلون إن المسيحيين يفرضون بذلك رئيساً على سائر اللبنانيين.

لكنّ هذا القول لا يستقيم، طالما أن الانقسام الذي يعطّل الانتخاب ليس طائفياً بل سياسي وطني، لأن هناك تحالفات عابرة للطوائف والمناطق ضمن الفريق السيادي والإصلاحي تسبق اجتماع النواب المسيحيين في حال انعقاده، وتستمر بعده، وكذلك ضمن فريق "الممانعة" حيث يوجد تشكيل طائفي ولو محدود.

ثمّ، كيف يصح القول بفرض المسيحيين رئيساً على الآخرين، إذا كان هؤلاء الآخرون يدأبون على رمي المسؤولية على الخلاف المسيحي المسيحي؟

كل هذا يؤكّد أن التعطيل يتم من خارج الخلاف بين المسيحيين. ولعلّ اجتماع بكركي يكون، في حال انعقاده على الأسس الواردة أعلاه، خير برهان على أن المأزق يكمن في مكان آخر، خارج بكركي وخارج الصراعات التقليدية بين القوى المسيحية والمارونية تحديداً، والتي ترتبط بعمر لبنان الكبير، بل قبله بعقود وقرون، ولم تكن يوماً عائقاً أمام قيام دولة الاستقلال ونهوض مؤسسات دولتية رائدة في الشرق، قبل أن تنسف المشاريع الدخيلة والأطماع والحروب ما بناه أولئك المتَّهمون اليوم بتعطيل الرئاسة وقيامة لبنان.

بل كان خلاف المسيحيين حافزاً للمنافسة الديمقراطية، وقدوة للتنوع لدى سائر الطوائف.

هذه هي الحدود الحقيقية لائتمان بكركي والبطريرك الراعي على الملف الرئاسي.

فانعقاد الاجتماع فولكلورياً، أو عدم انعقاده، لا يغيّران شيئاً من المخطط المرسوم لتفريغ لبنان من ذاته ومعناه ورسالته.

وحده، إجتماع مدروس ومحصّن بالديمقراطية والنيات الصافية، ومضمون النتائج الإيجابية، كفيل برسم مسار صحيح للخروج من النفق.

ومن هنا، وتحت ضغط التعقيد والتجميد والشلل، يأتي التفكير والسعي نحو صيغة حياة قابلة للحياة، وكل الأمور مفتوحة.

 

«سوريا: الحرب لم تنتهِ بعد

أمير طاهري/الشرق الأوسط/10 شباط/2023

منذ عام 2019، عندما بدا أن المأساة السورية بلغت ذروتها، حالت سلسلة من التحليلات الخاطئة المتعاقبة، والتي صدرت بصورة أساسية عن القوى المعنية بالأزمة، دون تطوير استراتيجية لاستعادة ولو صورة ظاهرية للحياة الطبيعية داخل البلاد التي مزقتها الحرب.

كان الخطأ الأول الاعتقاد بأن الحرب قد وضعت أوزارها. تحدثت آلة الدعاية الروسية عن «انتصار جديد» لفلاديمير بوتين، من المفترض أنه يشكل إعادة لنجاحه في سحق «الإرهابيين الإسلاميين الشيشان». في سوريا، كان بوتين يخوض من جديد الحرب في الشيشان، تماماً مثلما أنه يخوض اليوم حرباً عالمية ثانية جديدة في أوكرانيا. ومع ذلك، ولأن الهزيمة تولد يتيمة وللنصر ألف أب، ورغم قرار الرئيس باراك أوباما بعد الإقدام على أي فعل، ادعت الولايات المتحدة هي الأخرى إحرازها نصراً بنجاحها في «إعادة سوريا عن شفا الهاوية».

وبالمثل، تفاخرت قيادة الجمهورية الإسلامية في إيران بانتصارها في سوريا. وأعلن الملالي أن اللواء قاسم سليماني «أكبر قائد عسكري في التاريخ الإسلامي»، وادعوا أنه «أنقذ سوريا من براثن الإرهابيين السنة»، وعاون الرئيس بشار الأسد في تجنب مصير الزعيم الليبي معمر القذافي.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، نجح في حلب بقرة الاتحاد الأوروبي ليحصل منها على 5 مليارات دولار، في الوقت الذي أحكم قبضته على ما يكفي من حقول النفط والمناجم السورية لضمان الحصول على دخل ثابت في اعتداء صارخ على سيادة بلد وادعاءً للنصر.

ورغم كل هذه الادعاءات بتحقيق النصر، رأى البعض منا أن الحرب حول مستقبل سوريا كانت بعيدة للغاية عن نقطة النهاية.

كانت هناك فترة من الهدوء المؤقت، لكن تبقى الحقيقة أن الحرب في حقيقتها عبارة عن وضع له جوانب سياسية واجتماعية وثقافية وجيوسياسية، وليس سلسلة من المعارك فحسب. على سبيل المثال، لم تتضمن «حرب المائة عام» في أوروبا معارك في كل يوم على امتداد قرن كامل.

وأسفرت فكرة أن الحرب قد انتهت عن خطأ آخر: الاعتقاد بأن بعثة الأمم المتحدة قادرة على جمع «كل الأطراف» معاً داخل أحد الفنادق السويسرية الفاخرة وإقناعهم بأن يتبادلوا القبلات وينسوا ما حدث.

وعندما أخفقت هذه الحيلة، ظهر خطأ ثالث.

ودارت الفكرة هذه المرة حول ترك «اللاعبين الأساسيين»، أي روسيا وتركيا وإيران، المشاركين في الدراما السورية يصوغون دستوراً جديداً من أجل هذه الدولة الفاشلة، ويقنعون الجميع بالموافقة عليه. إلا أنه سرعان ما تقلص عدد الأطراف الثلاثة إلى اثنين فقط، وهما روسيا وتركيا، بينما تركا إيران وحدها في العراء تحلم بدولة إسلامية في دمشق. ومع ذلك، بحلول عام 2021، أخفقت هذه المناورة هي الأخرى، لتفسح المجال أمام ظهور خطأ جديد في التقدير. هذه المرة، ادعى محللون وصناع سياسات أن السبيل الأمثل للخروج من المستنقع هو دعم ما تبقى من نظام الأسد وبناء دولة سورية جديدة حوله.

واليوم، تطرح الكثير من العواصم، منها باريس وموسكو وطهران، هذه الفكرة الخاطئة باعتبارها تشكل سياستها تجاه سوريا، بينما تبدو واشنطن راضية بالتشبث بجيبها الكردي، وترك الآخرين يذوقون وبال أمرهم. ومع ذلك، أخفقت هذه الخطة أيضاً.

رغم ضخ المليارات في خزائن بشار الأسد، بينها 140 مليون دولار في صورة مدفوعات لأعضاء حاشيته من جانب الأمم المتحدة، و4 مليارات دولار على الأقل في صورة «النفط مع الدفع آجلاً» من إيران، ناهيك عن عائدات تهريب المخدرات، لا يبدو لدى الأسد أدنى اهتمام بأي جهود لبناء الدولة.

طبقاً لأفضل التقديرات، فإن 90 في المائة من السكان، في المناطق الخاضعة اسمياً للأسد، تراجعوا لما دون خط الفقر. في هذه المناطق، نجد أن قرابة ربع ما كان يطلق عليه في الحقبة الاستعمارية «سوريا النافعة»، لا يزال أكثر من 50 في المائة من البنية التحتية الأساسية في صورة حطام. والأسوأ من ذلك، أنه ببعض المناطق التي نجح فيها خصوم الأسد من الجماعات المسلحة من خلق ولو صورة للقانون والأمن، فإنها تلاشت. على سبيل المثال، تعرف درعا اليوم بـ«الجنوب المتوحش»، بينما تحتفظ السويداء ببعض مظاهر الحياة الطبيعية بفضل جماعات الدروز المسلحة.

ومن بين الدلائل على أن الفريق الموالي للأسد غير مهتم أو عاجز عن الشروع في استراتيجية لبناء الدولة، الفرقة المدرعة 4. وهي قوة نخبوية يقودها ماهر الأسد، شقيق بشار. استولت هذه القوة باستمرار على المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة والعديد من المنظمات غير الحكومية الغربية. وكانت أحدث عمليات النهب الكبرى التي تورطت فيها، الاستيلاء على شحنات قمح أخذتها روسيا من أوكرانيا لنقلها إلى الشام بالتعاون مع تركيا. بجانب ذلك، نجد أن الوضع الاقتصادي داخل المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، أشد بؤساً منه في المناطق التي تسيطر عليها تركيا وحلفاؤها، والولايات المتحدة وحلفاؤها الأكراد، وروسيا ومرتزقة «فاغنر» التابعون لها، ناهيك عن إيران وقواتها من الأفغان والعراقيين والباكستانيين من «حماة الأضرحة». وجاءت أحدث صفعة تلقاها الأسد من جانب طهران، ففي مواجهة أزمة اقتصادية متفاقمة، قرر الملالي إنهاء برنامج «النفط مع الدفع آجلاً». وأعلنوا، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن ناقلة نفط على مقربة من السواحل السورية، ستكون الأخيرة. أما مستقبلاً، فسيتعين على دمشق سداد ثمن النفط مقدماً. كما أعلن الملالي أن السعر التفضيلي للنفط الذي كان يجري التعامل به مع سوريا ويبلغ 35 دولاراً للبرميل، تضاعف إلى 75 دولاراً.

الحقيقة أنه أياً كانت الزاوية التي تنظر إليها، سيتضح لك أن سوريا لا تزال في حالة حرب. وتبدو البلاد أشبه بجرح مفتوح ينشر العدوى في أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط، وشرق حوض البحر المتوسط وغيرهما.

ومع كل يوم يمر، تزداد صعوبة مهمة إعادة بناء سوريا لتصبح دولة طبيعية. ومع ذلك، ليس ثمة مؤشر على أن القوى القادرة على صنع اختلاف، لديها رغبة أو القدرة اللازمة لتطوير استراتيجية لعلاج هذا الجرح.

ومع تركز أنظار العالم اليوم على أوكرانيا، تعرضت سوريا للتجاهل. ومع ذلك، يبقى السبب الرئيسي وراء هذا التجاهل، ولع إدارة بايدن بعقد اتفاق مع طهران على أمل أن يمهد الطريق أمام إعادة الحياة لطبيعتها في سوريا ولبنان واليمن.

وسواء رضيت أم أبيت، تبقى الولايات المتحدة القوة الوحيدة القادرة على حشد الدعم الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري على الصعيدين الدولي والإقليمي لتناول المهمة بالغة الضخامة المتمثلة في استعادة صورة الدولة داخل سوريا، مثلما سبق وفعلت إدارة كلينتون في البوسنة والهرسك، بدعم هائل من جانب الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.  ربما لم تعد سوريا تحتل عناوين الصفحات الأولى، لكن حتى مع تراجعها إلى الصفحات الداخلية للصحف، فإن هذا لا ينفي أن تحولها لمنطقة «غير خاضعة للحكم» يخلق تهديداً للاستقرار والسلام على المستويين الدولي والإقليمي.

 

زمن الأزمات المتعددة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/10 شباط/2023

ليست بالمعلومة الجديدة، القول إنَّ منطقتَنا أرضٌ موبوءةٌ بالأزماتِ المستمرة، وشعوبَها لم تهنأ باستقرار وسلام وتنمية مستدامة مشتركة. الجديد أنَّها تضاعفت. متى كانت آخرُ الأخبارِ السعيدة الجماعية؟ أعتقد عندمَا أعلنت استقلالات الدولِ العربية. كانَ التفاؤلُ المفرطُ يبشِّر بعصرٍ جديد قبل ثمانية عقود. الأردن وسوريا ولبنان استقلَّت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بسنة واحدة. المزيد باستقلال ليبيا والجزائر والمغرب والسودان وتونس في العقد التالي، الخمسينات. رحلَ البريطانيون والفرنسيون الذين كانت تعلَّق على أكتافهم مشاجبُ الأزمات، وأصبحت الدول المستقلة تملك مصيرَ قراراتها. وَوُلدت الجامعةُ العربية لتقوم بوظيفةِ تحقيق التعاون والسلام. استمرَّت دولُ المنطقة تعالج مشاكلَها، وكانت تنشغل فقط بأزمتين في آن واحد. القضية الفلسطينية، التي صارت مزمنةً، ترافقها أزمةٌ أخرى. مرةً حرب لبنان الأهلية، ومرةً اقتتال اليساريين في اليمن الجنوبي، وفي فترةٍ لاحقة حرب العراق وإيران، وغزو العراق للكويت ثم غزو العراق. مع هذا، كان جلُّ المنطقة الواسعة جغرافياً شبهَ هادئ إلا من أزمةٍ واحدة. اليوم، عندمَا نقارن أزماتِ الحاضر بالأمس وحروبها وميليشياتها، نرى كيف عمَّت الحرائقُ في كل زواياها، وصارت أكثر مناطق العالم فوضى واضطراباً. ما الذي حدثَ للأمن الإقليمي حتى أصبح نحو نصفِ دول المنطقة في فوضى مستمرة؟ ومعظمها مخلفات ثورات 2011 التي فشلت جميعاً. هنا أعيد تلخيصَ ما حدث، بدأت في تونس ورحلَ الرئيس بن علي سريعاً لكن خروجَه المتعجّل، وإن جنَّبَ البلادَ حمامَ الدماء، بقيت تونسُ إلى اليوم عاجزةً عن الخروج من عنقِ الزجاجة.

معمر القذافي رفضَ التنحي وواجَهَ انتشارَ التمرد الواسعِ ضده، وسقطتْ دولتُه بالكاملِ بتدخّلٍ من قوات الناتو، لكن خَلفه اقتتال دام بين الليبيين على السلطة. في مصر، تنحَّى حسني مبارك، أطول رؤسائها حكماً، والمؤسسةُ العسكرية دعمت الشارعَ مرتين، مع الثورة ثم الثورةِ المضادة. في سوريا فقدت السلطةُ سيطرتَها على معظم البلاد، وبقيَ النظامُ متمترساً في العاصمة. في اليمن، تنحَّى علي عبد الله صالح، لتستولي ميليشيا الحوثي على صنعاء، عندما انشغل الثوار في خلافات بين بعضهم على تفاصيلَ صغيرة، مثل هل يُمنح الرئيس المخلوع الحصانة أم لا. نجت البحرينُ من محاولة التغيير من «دوار اللؤلؤة»، التي قادَ معظمَها متطرفون محسوبون على إيران. وكذلك فشلت احتجاجاتُ «ساحة الإرادة» في الكويت.

وفي خارج حزامِ الثورات استمرت بلدانٌ تعاني من الفشل أو الفوضى، مثل لبنان والعراق والصومال. من هذه الانهياراتِ الرهيبة تخندقت وتعلَّمت الدولُ الباقية، حيث يتبيَّن أنَّ التغييرَ لم يجلب سوى المزيدِ من الكوارث. اثنا عشر عاماً كافية للحكم على ما حدث.

كانَ معيارُ بعض المحللين الغربيين في التفاؤل المبكر، مقارنتَهم ثورات الشرق الأوسط بثورات أوروبا الشرقية التي بدأت في 1989، وانتهت بدومينو من الانهيارات. دامت ثلاثَ سنوات، وغيَّرت سبعةَ أنظمة سلمياً، باستثناء رومانيا. المقارنة خاطئة، فما حدثَ في أوروبا الشرقية كان نتيجةً مباشرةً لسقوط النظام الشيوعي في موسكو، وسقطت الأنظمة التي كانت تابعة له. والغرب، عموماً، تولَّى أعباءَ حمايتِها ودعمِها وترتيبها، لهذا لم تتعرَّض للفشل أو الفوضى. في العالم العربي يهيمنُ الإسلاميون واليساريون على الشارع منذ خمسينات القرن الماضي. واليسار المعني به هنا، طيفٌ من البعثيين والقوميين والناصريين والاشتراكيين الذين سبق وحصلوا على فرصتهم في الحكم، وفشلوا فشلاً ذريعاً في مصر والسودان والعراق وسوريا واليمن الجنوبي، وغيرها. وقد تسلَّق هؤلاء من جديد على أكتاف المتظاهرين في عام 2011، وتنازعوا على الحكم في تونس وليبيا وسوريا، وتسببوا في تَكرار النهايات الكارثية. إقليمياً، يمكن احتواء، أو التعايش، مع أزمة أو اثنتين، لكن استمرار الحروب والنزاعات العسكرية المتعددة خطر على الجميع. الحقيقة لم نرَ جهوداً عربية جماعية جادة لإنهاء هذه الفوضى، ربما معتقدين أنَّها ستخبو مع الوقت، وقد تجيء النتيجة خلافَ ذلك، في ظروفٍ سياسية سيئة يمكن أن تتجاوزَ حدودَها.

 

«تسييس» كارثة الزلزال

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/10 شباط/2023

لا تفصل الزلازل عندما تحرّك موجات غضبها تحت الأرض بين مناطق النظام السوري ومناطق المعارضة. ولا تميّز بين الموالين للرئيس التركي وأنصار خصومه. الزلازل لها حساباتها الجيولوجية في تقدير المواقع التي تجلب فيها الكوارث للعائلات وتقضي على الأطفال تحت الركام. الزلازل لا تفصل أو تميّز، لكنّ السياسيين يفعلون. هي تضرب في حلب مثلما تضرب في إدلب، وفي المناطق الموالية للرئيس رجب طيب إردوغان كما في المناطق التي تدعم المعارضين له. والمشاهد المؤلمة التي شاهدناها على الشاشات خلال الأيام الماضية كان يجب أن تكون كافية كي نتجاوز السؤال: إلى من تنتمي عائلة هذا الطفل؟ ولمن صوّت أصحاب هذا المنزل المدمَّر في الانتخابات الماضية؟ لكنها عند البعض لم تكن كافية. تحول الزلزال إلى «فرصة» صالحة للاستغلال من بعض القادة والسياسيين لكسب أصوات وتحقيق مكاسب. بعد انفجار مرفأ بيروت في صيف عام 2020، تجنب الرئيس اللبناني ميشال عون زيارة المكان، الذي قَدِمَ لتفقده والتحدث إلى أهل الضحايا رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون. عون رأى أن زيارة ماكرون والاهتمام الدولي الذي أثاره الانفجار يمكن أن يشكّلا فرصة لعودة الاهتمام بلبنان، والتعاطي مع الرئيس الذي كان يواجه عزلة سبّبتها سياساته الخارجية.

النظام السوري يتعاطى اليوم مع الزلزال المدمِّر الذي ضرب مناطق واسعة في شمال سوريا، تتوزع بين مناطق خاضعة لسلطته كما في حلب، وأخرى تسيطر عليها فصائل معارضة، على أنه فرصة لعودة انفتاحه على العالم ولإجراء اتصالات مع الاتحاد الأوروبي لطلب المساعدات للمناطق المتضررة، ما يدفع إلى السؤال عما إذا كان النظام السوري مهتماً بمساعدة ضحايا هذه الكارثة، من أي جهة أتت المساعدة، أم أنه مهتم باستثمارها لأغراضه السياسية، بعدما كان هو المسؤول المباشر عن تهجير ما يقرب من 5 ملايين سوري من مناطقهم إلى البلدات التي دمَّرها هذا الزلزال؟ ومعظم هؤلاء ليسوا غرباء عن الكوارث، لكنها لم تكن بسبب غضب الطبيعة، بل نتيجة القصف الذي كانوا يتعرضون له من مقاتلات النظام وحلفائه الروس، واعتادوا على البحث بين الركام على من قضوا أو من بقي من أحبائهم على قيد الحياة، تساعدهم فرق «الخوذ البيضاء» التي تقوم بالأمر نفسه اليوم في المناطق التي ضربها الزلزال.

الحكومات الغربية رفضت التعاطي مع تقديم المساعدات للمناطق المتضررة من زاوية الخضوع لابتزاز النظام السوري. فهي ترفض دخول المساعدات بشروطه، وتصر على استخدام الطرق التي استخدمتها خلال العقد الماضي، والاعتماد على المنظمات غير الحكومية التي كانت تستعين بها لتوفير ما أمكن لسكان هذه المناطق خلال الفترة التي قام النظام بتهجيرهم من بلداتهم إلى حيث هم اليوم.

لكنّ الحكومة السورية تصر على الإشراف بنفسها على توزيع المساعدات، رغم معرفتها أن الدول الغربية لا تعترف بسلطتها وترفض إقامة علاقات معها. ولم يتردد المسؤولون السوريون في تأكيد شروطهم. وزير الخارجية فيصل المقداد حاول طمأنة من ينوون التبرع عن طريق النظام بأن إيصال المساعدات الإنسانية لا يشكل خرقاً للعقوبات التي يفرضها «قانون قيصر». والسفير السوري في الأمم المتحدة بسام الصباغ، قال إن وصول المساعدات إلى مناطق المعارضة يجب أن يكون عن طريق النظام. وأكد في نيويورك أن حكومته لا توافق على دخول المساعدات من الأراضي التركية إلى المناطق التي لا تخضع لسلطة الحكومة. وردّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بالتذكير بموقف حكومته من النظام السوري، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة مصممة على تقديم المساعدات للمتضررين، لكنَّ الأموال ستذهب إلى الشعب السوري وليس إلى النظام. وهو الموقف الذي أعلنه عدد من الحكومات الأوروبية. وفي النهاية تمسكت هذه الدول بمواقفها، وبدأت الشحنات المحمَّلة بالمساعدات تدخل، ولو متأخرة، عبر معبر باب الهوى الحدودي إلى مدينة إدلب، كما طالب المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن بمنع أي عراقيل سياسية تمنع إدخال المساعدات إلى من يحتاجون إليها.

وفيما قام عدد كبير من الدول العربية بإرسال مساعدات عن طريق الحكومة، إلا أنه ليس معروفاً إذا كان قد وصل شيء منها إلى المناطق الخاضعة للمعارضة، قرب الحدود التركية. أما الحكومة السورية فلم تنظر إلى الجانب الإنساني الذي دفع الحكومات العربية إلى التواصل معها، بل وجدت أنها فرصة يمكن أن تفتح باب «التطبيع» مع دمشق.

هذا في سوريا، أما على الجانب التركي فقد تحولت مسألة الأضرار التي خلّفتها كارثة الزلزال وطريقة وصول المساعدات، إلى فرصة للجدل وتبادل الاتهامات بين حكومة إردوغان والمعارضة. هنا أيضاً كان «التسييس» سيد الموقف. فالخلاف السياسي المحتدم في وجه رئاسة رجب طيب إردوغان، عشية الانتخابات الرئاسية، فرض نفسه على أخبار الكارثة، ودفع الأصوات المعارضة إلى الشكوى من أن الأموال التي تمت جبايتها من مناطق الجنوب التركي، لتوفير بنية تحتية مقاومة للزلازل، لم توفر الحاجات الضرورية للمتضررين منها. زعيم حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو حمّل إردوغان شخصياً مسؤولية التأخر في وصول المساعدات إلى المتضررين. كما شكا كثيرون من أهالي الضحايا من أن وسائل الإنقاذ والبحث عن ناجين محتملين بين الركام لم تكن بالمستوى الذي كان ينتظره المواطنون. وفي عدد من القرى والبلدات في جنوب شرقي تركيا انتظر سكانها 72 ساعة قبل أن تصل إليهم مساعدات، بينما كانوا يبحثون بين الركام مستعينين بما تَوفر لهم من معدات ووسائل بدائية. وعندما زار الرئيس التركي المناطق المنكوبة، كان تبريره أنه من الصعب الاستعداد لمواجهة كارثة طبيعية بهذا الحجم، كما أن الطرق التي تضررت بسبب الزلزال أخّرت وصول الإمدادات. وأصر إردوغان على أن كل المساعدات يجب التنسيق بشأنها مع السلطات التركية. تحولت كارثة الزلزال إلى فرصة للاستغلال السياسي من كثير من الأطراف، بينما كان يجب أن يبقى التعاطي مع ذيولها في حدود رد الفعل على مأساة إنسانية؛ يساعد في الإنقاذ من يستطيع ويسكت خجلاً من لا يستطيع أو لا يرغب، مفسحاً المجال للقادرين.

 

الحاجة إلى السلام وإمكان الإسهام

رضوان السيد/الشرق الأوسط/10 شباط/2023

خلال الحرب الباردة (1950 - 1990) وأياً تكن نوعية الأزمات الباقية أو العارضة، كان القطبان الكبيران يلتقيان سراً أو علناً، فإذا جرى اتفاق من ضمن التعايش الدولي الذي يتجنب الخطر النووي، انعقد مجلس الأمن، وكانت هناك مهادنة أو تأجيل أو معالجات وحلول. وفي حقبة الهيمنة الأميركية بعد انقضاء الحرب الباردة (1990 - 2008) كانت الولايات المتحدة تفرض وجهة نظرها، ولو بالحرب. وعندما تعرضت الولايات المتحدة للهجوم الإرهابي (2001) جرّت العالم وراءها على مدى عقدٍ ونصف العقد، باعتبار أنّ ما يهدّد أمن أميركا يهدّد أمن العالم. فلمّا اندلعت أزمة وباء «كورونا» تبين أنه لا حلول من ضمن «تعايشات» الحرب الباردة، ولا من ضمن الهيمنة الأميركية. وما سمعنا طوال نحو 3 أعوام غير استغاثاتٍ من الأمين العام للأمم المتحدة ومن منظمة الصحة العالمية. وهي استغاثاتٌ كانت تطالب الدول الكبرى، ومن ضمنها هذه المرة الصين، بالتضامن في مكافحة الوباء، والتفات المقتدرين إلى فقراء العالم للمساعدة في مواجهة الوباء. وفي مواجهة السيول والفيضانات حصلت وتحصل الاستغاثات ذاتها، لكنّ الاستجابات - كما في حالة «كورونا» - ظلّت ضعيفةً وانتقائية. فلمّا شنّت روسيا الاتحادية الحرب على أوكرانيا انقلب كل شيءٍ رأساً على عقب. وصارت الصيحة المدوية هي حاجة العالم إلى إدارةٍ سياسية، لا تستطيعها الأمم المتحدة، ولا يقدر على التصدي لعواقبها مجلس الأمن بوضعه الحالي.

منذ زمن طويل، عندما كانت الحرب الباردة ووقائعها على كل شفةٍ ولسان، كانت الدول الوسطى تشكو شكوى مُرّة من احتكار مجلس الأمن للقرار العالمي، وفي الوقت نفسه اعتبار العلاج في توسيع مجلس الأمن بإعطاء 4 أو 5 دول جديدة عضوية دائمة وحق الفيتو، أو العكس، التوسيع وإلغاء حق الفيتو، واتخاذ القرار بالأكثرية، بحيث لا يكون هناك استقطابٌ يحول دون اتخاذ أي قرار. وبالطبع ما حصل شيء من ذلك، حيث مع الحرب على أوكرانيا ما عاد لاجتماعات مجلس الأمن معنى سياسي بارز.

لماذا حصل هذا الاختلال المُريع بحيث صارت الحروب شديدة السهولة، وأسهل على الدول الوسطى والصغرى منها على الدول الكبرى! ربما لأن الدول الكبرى عندما تحارب فإنها تريد انتصاراً سريعاً وساحقاً.

قدّرت روسيا أنها تستطيع تحقيق الانتصار السريع، ولذلك هجمت مباشرةً على كييف عاصمة أوكرانيا، رجاء سقوط الحكومة هناك أو انقسام الجيش. وعندما لم يحدث ذلك، تراجعت روسيا وقالت إنها تريد فقط الاستيلاء على الدونباس بإقليميها، باعتبارهما من ممتلكاتها التاريخية! وبذلك صارت الحرب استنزافاً لأوكرانيا التي لا تستطيع وقف النار دونما انسحابٍ للروس، ولو من بعض أراضيها. وهذا التفصيل المقصود منه الوصول إلى أنه ما عادت هناك حروبٌ فيها انتصار ساحق، مهما تفاوتت قوى الطرفين أو الأطراف، ولذلك دونما جدال في مبررات روسيا للحرب، كان المأمول أن تكون هناك وساطات لا تقتل الذئب ولا تُفني الغنم، كما يقال! لكنّ هذا لم يحصل، لأنّ الصين لا تريد التدخل بهذا المعنى، أما الآخرون الذين اعتادوا التوسط فهم أطرافٌ في الحرب بالفعل!

وإذا كان الدرس الأول من هذه الحرب أنه في المدى المنظور لا غالب ولا مغلوب؛ فإنّ الدرس الثاني أنّ مآلات الحروب أفظع من وقائعها، رغم فظاعة الوقائع. ولمن يكره التنظير ويريد الشواهد؛ حرب فيتنام، وحرب أفغانستان، وحرب العراق. فالجهة التي اعتبرت نفسها غالبة، لا يشكُّ أحدٌ أنها صارت مغلوبةً في المآلات. هذا فضلاً عن أنّ الاستنزاف يكون على الجهتين، فيحصل الإرهاق، الذي يُفضي إلى اضطراباتٍ داخلية أو إقليمية. الإدارة السياسية للعالم (ولو من خلال مجلس الأمن المعطَّل الآن) تعني من ضمن ما تعنيه تجنُّب المصيرين؛ العجز عن الانتصار، والعجز عن الاستمرار في الإنفاق على الحرب.

لقد أطلنا في الحديث عن الحرب الروسية - الأوكرانية، لأنها هي الأكثر خطراً على العالم الآن. لكنّ ما قلناه عن العجز المزدوج يحصل في كل الحروب. فـ«داعش» الذي حاربه العالم كله، صحيح أنه لم يبق بالموصل، لكنه ما زال يشنّ هجماتٍ هنا وهناك، فضلاً عن قنابله المتفجرة في مخيمات العزل والمعتقلات. إنما الفرق أن «داعش» تنظيم من تنظيمات ما دون الدولة، شأن ميليشيات أُخرى كثيرة. ونحن نتحدث عن الصراعات بين الدول. فإذا كان التنظيم لا يمكن إنهاؤه نهائياً أو إزاحته بالقوة، فماذا نقول عن الدول التي هي جزءٌ من النظام الدولي ولا يمكن إلغاؤها أو تندلع حروب أخرى بالفعل.

فكرة الإدارة السياسية للعالم لا بد لها من روّاد يجاهدون من أجلها ويتحملون المسؤوليات، وتتمتع بالصدقية بسبب حياديتها من جهة، وقدرتها على التأثير على أطراف الحرب من جهةٍ ثانية. وهناك وجودٌ لهذه الدول، وهي خمسٌ أو ست. ونتذكر في هذا الصدد جبهة عدم الانحياز، التي نجحت في الوجود والتأثير لنحو العقد ونصف العقد؛ لكنّ الجبارَين تجاهلاها يومها أو قاوماها فلم تستطع الصمود كجبهة فضلاً عن التأثير.

لكنّ الذين يطرحون الفكرة الآن بينهم تباينات لجهة العلاقات الممكنة مع مجلس الأمن، ولجهة فشل المحاولة أو المحاولات السابقة. والمعروف من هؤلاء تركيا - إردوغان، المصابة الآن بالزلزال، وقد حلّقت في الأعالي، ثم اقتصر مشروعها على الوساطة في إخراج الغذاء للعالم. فلو توافر لإردوغان زملاء من دولٍ معتبرة مثل الهند والبرازيل وكندا ودول عربية معروفة بتجربتها، لأمكن صنع هيئة للطوارئ والأزمات غير المحلية (Task Force)، تختبر نجاحها في هذا الخضمّ الذي عزّت فيه الوساطات. ماذا تملك هذه الدول؟ تملك تأثيراً جُرّب في أزماتٍ أُخرى، وتستطيع الاستعانة بجهاتٍ ودولٍ لا تستطيع الحركة وحدها، وخصوصاً بين الدول الأوروبية. حتى بالصين يمكن لهذه الدول الاستعانة في التأثير على روسيا. ولهذه الدول علاقاتٌ حسنةٌ بروسيا وبأوكرانيا. وبالطبع لا تملك الدول المعنية أن تُسمَّى إدارةً سياسيةً للعالم، لكنها تقوم بما كان على الدول الكبرى أو بعضها القيام به. في مثل هذه القضايا المطلوب السلام والعدالة. لكنّ اقترانهما يجعل المهمة مستحيلة. فلا بد من التركيز على وقف النار من الطرفين، ثم يجري العمل على جمعهما للتفاوض حول تحقيق بعض المكاسب لجهة إعادة ترتيب القوات، وفك الحصار عن المرافئ، والتوسط لوقف بعض بنود الحصار على روسيا في مقابل الانسحابات الجزئية، والتفكير باتفاقية مينسك، وهل يمكن إحياء بعض بنودها. رغم التهديد بالنووي التكتيكي وغير التكتيكي فإنّ الاستخدام غير ممكنٍ وغير معقول. ولا تستطيع روسيا ولا غيرها تحمُّله. ثم إنّ هذا التهديد لا يستطيع النظام الروسي تحمله أيضاً، وفيه أكبر إخلالٍ بالهيبة. ما عاد النظام الدولي ولا أمن العالم قادراً على تحمل استمرار الحرب الروسية - الأوكرانية. ولا شك أّن هذه الفكرة خطرت ببال كثيرين، ومنهم العجوز هنري كيسنجر. وحتى الآن يبدو أنّ الكوابح المانعة للوساطة ليست آتيةً من روسيا فقط؛ بل من الولايات المتحدة. لكنّ الاعتماد على انتظار تعب الطرفين غير مسؤول وغير إنساني.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة: أنا تحت تصرف القضاء وهناك خطة لتحميلي مسؤولية الأزمة

صحف/10 شباط/2023

أشار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى انّ الأزمة انطلقت في أواخر 2019 وبدأت مع الاقفال القصري للمصارف اضافة الى اتخاذ الحكومة قرار عدم دفع سندات اليورو بوند. وأكّد سلامة في مقابلة عبر لـ”الشرق” أن هناك 450 الف مودع يستفيد من منصة “صيرفة”، وقال: “نحن حافظنا على النظام القائم ومنعنا اسقاطه ونأمل أن نقوم دائما بما يلزم وفقا للإمكانيات المتوفرة”. وتابع: “المصارف خسرت 15 مليار دولار جراء تخلف الدولة عن سداد السندات”. وأوضح سلامة ألا علاقة لمصرف لبنان بشركة سيتكس التي اتهمت بتمويل الحزب. ولفت إلى انه “كان هناك خطة لتحميلي شخصياً ومنفرداً مسؤولية الأزمة”، معتبرًا أن “المخاوف السياسية من انتهاء ولايتي هي امر مبالغ فيه”. وشدد سلامة على أنه تحت تصرف القضاء اللبناني والأجنبي. وأشار إلى “نمو مرتقب يصل إلى 4 بالمئة في الإقتصاد اللبناني هذا العام ونحاول تلبية متطلبات صندوق النقد”.

وقال سلامة: “عند انتهاء ولايتي تكون صفحة وطويت في حياتي وانطلق خارج العمل في البنك المركزي”.

 

حاكم مصرف لبنان: لن أسعى لولاية جديدة

بيروت: «الشرق الأوسط»/10 شباط/2023

أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنه لن يسعى إلى ولاية جديدة بمجرد انتهاء ولايته الحالية. وقال لقناة «الشرق» التلفزيونية، إنه قرر أن يطوي، في نهاية ولايته، صفحة من حياته وسينتقل إلى العمل خارج المصرف. وتنتهي ولاية سلامة الحالية، ومدتها ستة أعوام، في يوليو (تموز). وتقول المصادر السياسية اللبنانية إنه لا يوجد إجماع حتى الآن حول بديل لسلامة، الذي احتفظ بمنصبه لثلاثة عقود ويحظى بدعمٍ من بعض أقوى سياسيي لبنان، ومنهم رئيس البرلمان نبيه بري. ويخضع سلامة لتحقيقات قضائية في عدد من الدول الأوروبية بشبهتَي غسل أموال واختلاس.

 

الراعي استقبل كيشيشيان والمرتضى بقرادونيان: الزيارة لاستكمال لقاء أصحاب الغبطة والبحث في مبادرة اجتماع النواب المسيحيين

وطنية/10 شباط/2023

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، بطريرك الأرمن الأرثوذكس الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان، يرافقه الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان.

بعد اللقاء، قال بقرادونيان: "إن الزيارة اليوم هي لاستكمال اللقاء الذي كان عقد بين أصحاب الغبطة للبحث في مبادرة لقاء النواب المسيحيين من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، الذي هو شأن وطني ومسيحي. وتم البحث في كيفية إيجاد حلول لمأزق رئاسة الجمهورية وعقد اجتماع لهذه الغاية بين رؤساء الطوائف المسيحية، وتولى غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الدعوة أو مناقشة طريقة جمع النواب المسيحيين، وغبطته يجتهد من أجل تحقيق هذه الغاية. وفي الأيام المقبلة، نتوقع خطوات جديدة في هذا الإطار".

المرتضى

ثم اسقبل الراعي وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى مهنئا إياها بعيد مار مارون ومثنيا على "حكمة غبطته وسعيه الدائم لتحقيق مصلحة لبنان أولا".

 

جعجع عن نية "التيار الوطني الحر" المشاركة في الجلسة التشريعية:

مصر على ملاحقة المسيحيين وتنغيص عيشهم حتى اللحظة من أجل حفنة من المناصب

وطنية/10 شباط/2023

أدلى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بتصريح، قال فيه :" إذا صحت المعلومات بان "التيار الوطني الحر" ينوي حضور جلسة مجلس النواب التشريعية التي يزمع الرئيس نبيه بري الدعوة إليها مطلع الأسبوع المقبل، فهذا يعني ان "التيار الوطني الحر" لم يكتف بمساهمته بالأضرار التي أوقعها على اللبنانيين وفي طليعتهم المسيحيين في السنوات الست الماضية حيث حول نهارهم ليلا، وحياتهم جحيما، بل هو مصر على ملاحقتهم وتنغيص عيشهم حتى اللحظة، وكل ذلك من أجل حفنة من المناصب". أضاف :لقد هاجم رئيس التيار النائب جبران باسيل طيلة الأشهر الماضية الحكومة باعتبار أنها تجتمع في غياب رئيس الجمهورية في الوقت الذي أعطى الدستور هذه الحكومة إمكانية الاجتماع في الحالات الطارئة والمستعجلة، بينما نراه اليوم يحضِّر نفسه للمشاركة في جلسة تشريعية لم يعط الدستور حقا بإلتئامها حيث اعتبر، اي الدستور، انه بالفراغ الرئاسي يتحول مجلس النواب إلى هيئة ناخبة حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية". وختم جعجع :"بئس هذا الزمن الذي لم يعد فيه ميزان للمنطق والتصرف السليم، ولكن إذا كان للفجور واللا منطق يوم، فسيكون للحكمة والمنطق ألف يوم ويوم".

 

"الوطني الحر": معلومات وقراءات السيد جعجع عن موقفنا من المشاركة او عدمها في الجلسة التشريعية مغلوطة كقراءاته عن الدولار صعوداً او نزولًا

وطنية/10 شباط/2023

صدر عن "التيار الوطني الحر" البيان الآتي: "مشكور السيد سمير جعجع لحرصه المباغت على موقع الرئاسة. لكن حبذا لو منّ على اللبنانيين بحرصه هذا في السنوات الرئاسية الست التي لم يترك معولاً إلا واستخدمه هدما وتنكيلا وتدميراً بموقع الرئاسة وصلاحيات الرئيس، لا لسبب الّا احقاده الشخصية.

في أي حال، ليس السيد جعجع في موقع الناصح للتيار لتحديد الموقف من المشاركة في الجلسة التشريعية، ولا هو اهل لذلك ، هو من شارك في عدّة جلسات "تشريع الضرورة " في مرحلة الفراغ الرئاسي ٢٠١٤-٢٠١٦ ولا هو أهل لذلك .

وفي كل الاحوال، واضح ان معلومات وقراءات السيد جعجع عن موقف التيار من المشاركة او عدمها هي مغلوطة، وهي كقراءاته عن الدولار صعوداً او نزولًا. فننصحه ان يركض وراء مواقف التيار، كركضه وراء الدولار، علّه يلحق بها".

 

شيا زارت وزير الخارجية وقدرت خطوات لبنان الانسانية تجاه تركيا وسوريا

وطنية/10 شباط/2023

التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالله بو حبيب السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وجرى البحث في القضايا الراهنة ومن ضمنها الخطوات التي قام بها لبنان على أثر وقوع الزلزال المدمّر في تركيا وسوريا بخاصةً لجهة فتح مطار رفيق الحريري الدولي وجميع المرافىء اللبنانية لاستقبال المساعدات المقدمة الى سوريا، إضافةً إلى إرسال عدد من الآليات للمساهمة في رفع الأنقاض وإرسال بعثتين للمساعدة في إنقاذ المتضررين جراء الزلزال.

وقد قدرت السفيرة شيا "هذه الخطوات"، وشددّت على" أهمية إيصال المساعدات الإنسانية الى المناطق المنكوبة والأشخاص المتضررين".

 

توصيات للجنة التنسيق اللبنانية – الأميركيّة في واشنطن  "من أجل لبنان آمن وحر": لرئيس سيادي وإصلاحي

وطنية/10 شباط/2023

أعلنت لجنة التنسيق اللبنانية - الأميركية (LACC) في بيان، انها "اعدت ورقة عمل لبرنامج، بين 24 و 28 كانون الثاني الفائت، حافل بلقاءات في الإدارة الأميركية ومجلس الشيوخ والنواب الأميركيين وخلوة عمل استراتيجية، بعنوانتوصيات من أجل لبنان آمن وحر".

 وشددت على "مجموعة من المبادىء التي تضمن تمتين العلاقات الأميركية - اللبنانية ودعم المسار السيادي الإصلاحي الإنقاذي في لبنان، وتأمين انتخاب رئيس جديد سيادي وإصلاحي للجمهورية، يشكل مدخلا أساسيا لتحقيق سيادة لبنان، ووضع الإصلاحات البنيوية والقطاعية قيد التنفيذ.".

 واكدت الورقة "أهمية استمرار دعم الولايات المتحدة الأميركية للشعب اللبناني والجيش وقوى الأمن الداخلي، وتحرير القضاء من معطليه وديمومة التحقيق العدلي في جريمة تفجير المرفأ، وقيام لجنة استقصاء دولية تحدد مسؤولية من نفذها بالنسبة الى التأسيس على اتفاق ترسيم الحدود البحرية لحل معضلة الحدود البرية". واعلنت انه في "برنامج عمل مكثف توزع بين لقاءَات مع الإدارة الأميركية ومجلسي النواب والشيوخ الأميركيين في واشنطن وبعثات ديبلوماسيّة، وخلوة عمل استراتيجيّة، إلتَقت المنظمات الثماني المنضوية في لجنة التنسيق اللّبنانية - الأميركية (LACC): المعهد الأميركي اللبناني للسياسات (ALPI-PAC)، التجمّع من أجل لبنان (AFL)، شراكة النهضة اللبنانية – الأميركيّة(LARP) ، لبنانيون من أجل لبنان (LFLF)، المركز اللبناني للمعلومات (LIC)، لبناننا الجديد(ONL)، دروع لبنان الموحّد (SOUL)، الجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم (WLCU) في واشنطن في الأسبوع الأخير من كانون الثّاني الفائت، وانضمّ إليهم ملتقى التأثير المدني  (CIH) بصفتِه المنظمة الّلبنانية الإستشارية للجنة، على أن اللقاءَات التي استهلت في الخارجية الأميركيّة مع مدير دائرة المشرق ستيفان باتلر، ومن ثم أعضاء الكونغرس مارك تاكانو، جيم هايمس، دافيد سيسيلين، ورئيسي لجنة الصداقة الأميركيّة- اللّبنانية داريل عيسى ودارين لحّود، ومع فريق عمل عضوي مجلس الشيوخ كريس مورفي وجاين شاهين، ولجنة العلاقات الخارجيّة في الكونغرس ، إستكملت أيضا بلقاء مع قنصل بعثة الاتحاد الأوروبي في واشنطن لوكاس سيبور، والمستشار الأول في السفارة الفرنسية داميان كريستو فاري، والسفير البابوي في واشنطن المطران كريستوف بيار".

واشارت الى انه في هذه الزيارات أكدت اللجنة، ومن خلال ورَقة عملها  "توصيات من على سبعة مبادئ مؤسسة يرونها مناسبة لتمتين العلاقات الأميركية – اللبنانية لِدعم المسار السّيادي الإصلاحيّ الإنقاذي في لبنان ورد فيها: "أولها تعزيز مواكبة القوى السيادية والإصلاحيّة والتغييرية التي تواجه معطلي الدستور ومعيقي الإصلاح ومستبيحي السّيادة. وثانيها التأكيد على أن إنتِخاب رئيس للجمهورية سيادي إصلاحي يشكل مدخلا أساسيا لتحقيق سيادة لبنان ووضع الإصلاحات البنيويّة والقِطاعيّة قيد التّنفيذ. وثالثها طلب استمرار الدعم الإنساني الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية للشعب اللبناني خصوصا في قطاعي التربية والاستشفاء، مع أهمية المساعدة في إيجاد حل لقضيّة اللاجئين السّوريين على قاعدة حقهم بالعودة بما يخفف عن لبنان أعباء هائلة على كل المستويات".

وتابعت:"اما  رابعها فهي دعوَة لاستدامة دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بما هي المهمّات الأساسيّة الملقاة على عاتق كل منهما في حماية الشعب اللبناني، وضبط الحدود، والتعاون مع قوّات اليونيفيل، وصون السيادة، ومنع استمرار التّهريب الذي يؤثر على مقومات صمود الشعب اللبناني المالية والاقتصادية ويستنزفه بالفساد، مع ضرورة إنجاز تحقيق سريع وشفاف في الاعتِداء الأخير على اليونيفيل. وخامسها المساعدة في تحرير القضاء في لبْنان من معطليه والتدخلات السياسيّة، ومساندة جهود التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت لإحقاق العدالة، وإذ طال تعطيل العدالة منذ العام 2021 فإنّه لا بد من دعم قيام لجنة استقصاء دولية تحدد مسؤوليّة من نفذ هذه الجريمة. وسادسها المراكمة الإيجابية على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية لحل معضلة الحدود البريّة. وسابعها قيام خطوات جدية لمساعدة الشعب اللبناني على التحرر من هيمنة إيران، وتمدد السلاح غير الشرعيّ، ما يعطّل تنفيذ القرارات الدولية، وفي مقدمها القرار 1701".

وإذ أصغى الوفد في زيارته إلى الاهتمام الذي توليه الإدارة الأميركية، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين للقضية اللّبنانية، كان تأكيد مشترك على استمرار التعاون وآليات التنسيق بما يعزّز العلاقات الأميركية – اللبنانية، ويُعيد لبنان وطن الحرية، والسّيادة، وحقوق الإنسان، والعدالة، والتعدّديّة، والديموقراطية، والازدهار، والمواطنة، والحوكمة السليمة ويثبت موقعه المتميّز في المجتمع الدولي مساهما في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميّين والدوليين.

واعلنت اللجنة انه تم "انعقاد خلوة تخطيط استراتيجي على مدى ثلاثة أيّام بحثَت فيه هيكلتها المؤسساتيّة، ورؤيتها وخطة عملها على مدى السنوات الثلاثة المقبلة، بالاستِناد إلى وثيقتها التأسيسيّة مع انفِتاح على توسيع العضوية فيها، والشراكات ضمن المعايير التي توافَقَ عليها المؤسسون".

 

الراعي التقى قضاة المحكمة الروحية وعرض مع بطريرك اللاتين في القدس العلاقات بين الكنيستين

وطنية/10 شباط/2023

 إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، قضاة المحكمة الروحية والعاملين فيها، في حضور المطارنة: بولس الصياح، حنا علوان، الياس سليمان ، انطوان عوكر ومارون العمار في زيارة لأخذ بركته والتزود بإرشاداته، لمناسبة افتتاح السنة القضائية. وألقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: "يسعدني أن أرحّب بكم ونحن في الشهر الثاني من السنة الجديدة 2023 التي أتمنّاها لكم وللجميع سنة خير وسلام وخروج من أزماتنا السياسيّة والإقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة. نفتتح معًا السنة القضائيّة 2022-2023، ونضعها تحت أنوار الروح القدس من أجل خدمةٍ صالحة وناجحة للعدالة. أشكر حضرة المونسنيور مارون كيوان على الكلمة المعبّرة التي تلاها باسمكم. وفي المناسبة أعرب لأصحاب السيادة ولكم عن تقديري وشكري للجهود التي تبذلونها في سبيل خدمة العدالة في محاكمنا.

أودّ هذه السنة أن أكلّمكم عن الخبرة التي تحتاجها الدعاوى المختصّة بالحالات المرضيّة النفسية والعصبيّة، والتي تعطّل الرضى الزوجي وتؤدّي بالتالي إلى إنحلال الزواج، وعنها يتكلّم القانون 818 الذي حجب، وبكلّ أسف، كلّ العيوب الأخرى المبطلة للرضى الزوجيّ، وفتح الباب واسعًا لإبطال الزيجات وهدم العائلات والتسبب بفقدان قدسيّة سرّ الزواج، وبالنتائج الوخيمة النفسيّة والروحيّة والأخلاقيّة والماديّة على الزوجين والأولاد.

سأتناول في كلمتي أربع نقاط:

 أوّلًا، المواد القانونيّة

تنصّ القوانين 1255-1262 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة على الخبراء في الدعاوى. فيحدّد القانون 1255 مهمّة الخبراء وهي "أن يقدّموا خبرتهم ورأيهم المستندين إلى قواعد الفنّ والعلم، من أجل التحقّق من واقعة ما، ومعرفة الطبيعة الحقيقيّة لأمر ما".

تدور مهمّة الخبراء حول النقاط التي يحدّدها لهم القاضي، والتي يستنتجها من أقوال المتداعين (ق 1258 بند 1). وبعد الإستماع إلى الخبير، يحدّد له القاضي المدّة لإجراء الخبرة وتقديم التقرير (البند 3).

يجب على الخبير أن يذكر في تقريره: المستندات والطريقة والخطّة التي اتّبعها في إنجاز مهمّته، والحجج التي استند إليها في استنتاجاته (ق 1259 بند 2). ويحقّ للقاضي أن يدعو الخبير لتقديم الإيضاحات الضروريّة (بند 3).

أمّا بالنسبة لتقدير استنتاجات الخبراء، ولو متّفقة، فعلى القاضي أن يقدّرها بدقّة ويربطها بسائر أعمال الدعوى وبيّناتها. ولدى عرض حيثيّات الحكم، عليه أن يذكر الحجج التي أدّت به إلى قبول أو ردّ استنتاجات الخبراء (ق 1260).

ثانيًا، من هو الخبير؟

الخبير شخص موصوف بمعرفته العلميّة والمهنيّة والأنتروبولوجيّة المختصّة بعلم النفس والنفسانيّة. يعيّنه رئيس الهيئة الحاكمة ليعاون، من خلال بحثه العلميّ، في شأن وجود اضطراب نفساني أو عدم نضج عاطفيّ، وفي طبيعته ودرجة تأثيره على الرضى الزوجيّ، لكي يتمكّن القاضي، مع إعتبار مجمل أعمال التحقيق، من استخلاص حكم متكامل، مطبّقًا بعض المقاييس الأدبيّة وتلك المناسبة. إن عمله جوهريّ، إلّا إذا إعتبرته طبيعة الأمر غير مفيد بسبب الأوضاع أو المكتسبات المتنوّعة (راجع ق 1366).

تدخل الخبرة في إطار بيّنات الدعوى، كما هي مرتبة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة. وعليه ليس الخبير قاضيًا، ولا قاضيًا مساعدًا. فمهمّة القاضي صعبة وشاقّة، إذ عليه أن يترجم نتائج الخبرة بمفاهيمها النفسيّة، في المفاهيم القانونيّة وفي قرار، حول إذا ما كانت الحالة النفسانيّة قد مسّت بنوع جوهريّ الملكات العقليّة والإداريّة الخاصّة بهذا الشخص في إطار الرضى الزوجيّ. أجل، واجب القاضي دائمًا أن يقيّم النسبة بين الواقع النفساني للشخص الخاضع للخبرة والواقع القانونيّ سواء لأنّ هذا دور القاضي، أو لأنّ الخبير ليس ذي صلاحيّة لا في الواقع ولا في القانون بهذا الشأن (Angelo Amati: L’immaturità psico-affettiva e matrimonio canonico, pp. 167-169).

5. يختلف الخبير عن الشاهد. الأوّل لا يتوقّف مثل الثاني عند خارج الواقعة أو الشخص، بل عليه أن يُظهر العناصر الداخليّة غير المرئيّة بعين الأشخاص العاديّين. يشبّه رجالُ القانون والإجتهاد الشاهدَ بأنّه عينُ القاضي، والخبيرَ عقلُه. إنطلاقًا من هذا التحديد، يكون الخبير مساعدًا للقاضي، أكثر منه مصدر البرهان. يمكن أن يكون الإثنين معًا.

وأيضًا من ناحية الأشخاص، يكون للشاهد علاقات اختباريّة في حياة الأشخاص وعاداتهم، فيما الخبير يتوقّف فقط عند التحاليل العلميّة للواقعة القانونيّة. ومن الناحية الموضوعيّة، الشاهد يقدّم الواقعة القانونيّة المرتبطة تاريخيًّا بحياته. أمّا الخبير فيقتصر على إعطاء توصيف لهذه الواقعة مستندًا إلى عمله وفهمه. لا شيء يمنع من أن يكون الشاهد خبيرًا (راجع Pio Vito Pinto: I processi, pp.332-333).

ثالثًا، الخبرة

يضع الخبير خبرته على ضوء قراءته المهنيّة للشخص المعنيّ، مفسّرًا أعمال التحقيق والعلامات، ثمّ يقدّم قراءته العلميّة شرط أن تكون:

- مختصّة، لجهة كونها ذات علم خاص، ونطاق خاصّ، وصلاحيّة وقواعد خاصّة للبحث.

- واضحة، مفهومة من القاضي بحيث يستطيع استعمالها بسهولة في سير الدعوى.

- أكيدة، سواء على المستوى العلميّ أو الأدبيّ، بحيث ينتفي كلّ مجال لإفتراض يعرقل عمل القاضي.

تكون الخبرة اختياريّة إذا طلبها المتقاضون؛ وتكون ضروريّة إذا طلبها القاضي بحكم المنصب أو بأمر من القانون. عندما يعيّن القاضي خبيرًا، عليه أن يستشير المتقاضين ومحامي الوثاق ومحامي العدل.

ليس من السهل أحيانًا إعادة تشخيص شخصيّة الزوج الخاضع للخبرة إمّا بداعي الوقت الطويل بعد عقد الزواج، وإمّا بسبب تطوّرٍ حصل، وإمّا لأنّ الخاضع للخبرة يتّخذ تجاه الخبير موقف الدفاع والحذر المسبق. الأمر الذي يؤدّي، ولو لاشعوريًّا، إلى تحريف إستنتاجات الخبير نفسه.

من الأفضل دائمًا إجراء الخبرة وجهًا لوجه، من أجل حسن الإجابة بالشكل المناسب على الأسئلة التي حدّدها القاضي. ففي بعض الأحيان يكشف الزوج الخاضع للخبرة أمورًا لم تُذكر سابقًا في التحقيق. أمّا في حال غيابه، فيجب اللجوء إلى تمحيص الأعمال والوثائق المرفقة، من أجل دراسة مساره التاريخيّ-المرضيّ، والواقعات السابقة والمتواصلة، وشذوذ محتمل أو نقص نفساني.

تؤخذ بعين الإعتبار الوثائق الصادرة عن المستشفيات أو عن أطبّاء نفسانيّين معروفين بعملهم وجدارتهم وحريّة ضميرهم.

ومن المناسب أيضًا دراسة تصرّفات الزوج الخاضع للخبرة وعلاقاته في إطار الحياة الزوجيّة، من أجل الولوج إلى سبب عدم الإنسجام.

في حال وجود لا قدرة نسبيّة، قد ينشأ ارتياب حول إذا ما كان الزوج الآخر أم لا هو السبب لعدم الإنسجام بين الزوجين؛ أو إذا شكّل هو حالة كبح لهذا الإنسجام؛ أو إذا كان غير قادرٍ على استيعاب الآخر من أجل المحافظة على الحياة الزوجيّة.

فيما يختصّ بتقييم الخبرة، يُعتبر القاضي "خبير الخبراء"، وعليه أن يضعها في علاقة مع كلّ علامات الدعوى وظروفها.

إنّ البيّنات بالخبرة توسّعت بواسطة الإجتهاد الروتالي. ويوجد إجماع في أنّ الإبتعاد عن استنتاجات الخبراء غير مستحبّ ما لم تتوفّر براهين خطيرة معاكسة (راجع مجموعة من الإجتهادات الروتاليّة في المرجع المذكور ص 334، الحاشية 483).

رابعًا، مساحات الخبير والقاضي

يجب الإنطلاق من مبدأ أساسي وهو أنّ المفاهيم النفسيّة لا تتطابق دائمًا مع المفاهيم القانونيّة، ولا أصناف (categories) العلوم النفسانيّة والنفسيّة تنقل بشكل آليّ إلى حقل الحقّ القانونيّ، من دون تكييفات ضروريّة من شأنها أن تراعي الصلاحيّة المختصّة بكلّ علم. فرجل القانون لا يستطيع أن يحلّ مكان الخبير في ما يختصّ بالعلم السيكولوجيّ والنفساني، كما أنّه لا يستطيع الطلب من الخبير أن يعطي أجوبة في المادّة القانونيّة. فمن أجل التعاون بين القاضي والخبير، مطلوب الإحترام المتبادل، وصرامة خاصّة في تقييم الموضوع: فلا يكفي تشخيص توصيفيّ فقط لتصرّفات الزوجين المختلفة، من دون البحث عن شرح نفسي-دينامي؛ كما لا يكفي التوقف فقط عند المظاهر المرضيّة، من دون الأخذ بالإعتبار كلّ مظاهر الشخص الأخرى. إن تعثّر الزواج قد يكون بسبب صعوبات من السهل تجاوزها، لو لم يكن لدى الزوجين رفضٌ لمقاومتها وللتصحية (راجع خطاب البابا يوحنّا بولس الثاني إلى الروتا الرومانيّة 25/1/1988).

من جهةٍ أخرى ثمّة التباس حول مفهوم "الحالة السويّة" normalité. فالأختصاصي النفسي والنفساني يعتبر أنّ كلّ شكل من المرض النفسي قد يكون مضادًا للحالة السويّة، أمّا رجل القانون، الذي يستوحي النظرة الشاملة للشخص، فيعتبر أنّ الحالة السويّة، أي حالة الإنسان العاديّة في هذا العالم، يمكن أن تتضمّن أيضًا أشكالًا من الصعوبات النفسيّة المتعدّدة. هذا المفهوم يقتضي إفتراض شريعة الخطيئة والنضال. لذا من مسؤوليّة الزوجين تجاوز صعوبات الحياة الزوجيّة.

وبالنسبة أيضًا إلى مفهوم "الحالة السويّة" normalité.يجب التمييز بين أشكال المرض النفسي الخطيرة، وتلك الطفيفة: فهذه تجعل القيام بالموجبات الزوجيّة الأساسيّة صعبًا، بينما الأولى تجعل العلاقة غير ممكنة، لكونها تمسّ حريّة الشخص الجوهريّة (البابا يوحنّا بولس الثاني، المرجع نفسه).

يجب في كلّ حال عدم الخلط بين المقاييس النفسيّة والمقاييس القانونيّة. في العلوم الطبيّة، "الإضطراب النفساني" يعني حالة تؤثّر على نوعيّة الحياة، وبالتالي على الجوانب العقليّة والإراديّة والنفسيّة-العاطفيّة والعلائقيّة. وهذا ما يجب على الخبير تحديده. أمّا في العلم القانونيّ، ليست كلّ الحالات النفسيّة الغير سويّة تشكّل اضطرابًا. فمن الممكن أن يكون شخصٌ غريب الأطوار (bizarre)، ولكنّه قادر على أن يحبّ ويقيم علاقات إنسانيّة وإجتماعيّة. لا يكفي اكتشاف الحالة اللاسويّة (anormalité)، بل إيجاد اضطرابات من نوع الذهان (psychose)، والعُصاب النفسيّ (névrose)، والإضرابات النفسيّة-الجنسيّة، وعدم النضج النفسي-العاطفي وكلّ ما شابهها من حالات الذهان التي تحدّ من القدرات النفسيّة. ما يعني القاضي هو النتائج ومفاعيل الاضطراب على مستوى العلاقات.

من دون هذا التمييز في الحالات التي رأيناها، يُعتبر إبطال الزيجات، كما يُقال "طلاقًا على الطريقة الكاثوليكيّة" (catholic style).".

وختم: "في ضوء كلّ ما تقدّم، تتّضح لنا خطورة ودقّة مسؤوليّة كلٍّ من الخبير والقاضي، من أجل حماية سرّ الزواج وكرامته وحفظ وحدة العائلة، هذه "الكنيسة المنزليّة" التي تمثّل كنيسة المسيح الواحدة.

فالخبير المكلّف ينبغي أن يكون ضليعًا في العلوم النفسيّة والنفسانيّة، وصاحبَ معرفة لاهوتيّة وأسراريّة ولا سيما ما يختصّ بسرّ الزواج وميزاته وغاياته وقدسيّته، وذا خبرة في المحاكم الكنسيّة، وعميق الإيمان، وسليم الضمير. مسؤوليّته تمييز الإضطرابات النفسيّة والنفسانيّة، وطبيعتها وأصلها ومظاهرها، وأسباب الإضطرابات الداخليّة ومحيطها العائليّ والإجتماعيّ التي يخضع لها الشخص المعنيّ.

أمّا مسؤوليّة القاضي فهي تأمين كلّ ما يحتاج إليه الخبير، وتحديد الأسئلة المطلوب منه الإجابة عليها. ثمّ من واجبه تقييم الخبرة من المنظار القانونيّ، ومقارنتها مع أعمال الدعوى وبيّناتها وعلاماتها. ويستطيع أن يحكم خلافًا لما جاء في الخبرة، إذا لم يتوفّر له اليقين الأدبيّ. ذلك أنّ "الزواج ينعم بحماية الشرع، لذلك في حال الشكّ يجب الأخذ بصحّة الزواج، إلى أن يثبت العكس"(ق. 779)".

واستقبل البطريرك الراعي بطريرك اللاتين في القدس بيار باتيسا بيتسابالا على رأس وفد من الاساقفة المساعدين وجرى عرض للعلاقات بين الكنيستين.

 

الرئيس الجميّل بعد لقائه وزير الدفاع الإيطالي: تحرك أوروبي وشيك مع دول الخليج دعماً للبنان

وطنية/10 شباط/2023

تابع الرئيس أمين الجميّل اتصالاته في روما وأجرى محادثات مع وزير الدفاع الإيطالي  Guido Crosetto تناولت "الأزمة اللبنانية بكل أبعادها والدور الذي يمكن أن تلعبه إيطاليا سواء من ضمن الاتحاد الأوروبي او من خلال علاقاتها الدولية للمساعدة في تلمّس لبنان مرحلة التعافي"، وفق ما افاد  بيان مكتبه الاعلامي . واشار البيان الى" تنويه مشترك بالدور الذي تلعبه إيطاليا على المستوى الأمني والاقتصادي من خلال مشاركتها الفاعلة في قوات اليونيفيل، والعلاقات التجارية الناشطة بين البلدين وشراكة إيطاليا في مشروع التنقيب عن الغاز والنفط في لبنان.

كما شملت اتصالات الرئيس الجميّل الفاعليات السياسية والحزبية من مختلف الاتجاهات المؤثرة في السياسة الإيطالية، سعياً لتكوين دعم سياسي دولي داعم للبنان".

وأكد الرئيس الجميّل أن" لبنان غير متروك أوروبياً ودولياً شرط ألا يتخلى لبنان بذاته عن ذاته"،  معلناً عن "تحرك أوروبي وشيك مع بعض دول الخليج العربي يهدف الى مساعدة لبنان على الخروج من محنته السياسية والمالية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 10- 11 شباط/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 10 شباط/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115648/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1686/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For February 10/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115650/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-february-10-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/