المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 12 آب /لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.august12.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of. في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

0000

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/الشهداء الأبطال لا يموتون، لأنهم يسكنون قلوب وضمائر ووجدان الأحرار والشرفاء

الياس بجاني/الشهيد فادي بجاني الذي اغتاله اليوم حزب الله في الكحالة هو اغتيال لكل لبنان واللبنانيين ولهيبة الدولة

الياس بجاني/حزب الله اعتدى على الكحالة وع أهلها. الرحمة لنفس الشهيد فادي بجاني والعزاء لأهله. الإعتداء على الكحالة هو اعتداء ع كل لبنان

الياس بجاني/ذكرى جريمة السابع من آب/2001 وأهمية عدم نسيان من قام بها ومن خانها فيما بعد وباعها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

روابط فيديوات وتقارير/الكحالة تودع شهيدها - الأهالي يستقبلون جثمان الشهيد فادي بجاني الذي يسجى في كنيسة مار انطونيوس

الكحالة ودعت ابنها فادي بجاني بمأتم شعبي

المطران عبد الساتر: ما حصل مأساة وطنية يجب ألا تتكرر ويجب ضبط النفس والتفكير في لبنان أولا

اكاديمية بشير الجميل/الكحالة "حدود الحرية وحامية الجمهورية"

أُعذر من أَنذر … بالأمس عين إبل، وقبله بشرّي، واليوم الكحّالة، وغداً وبعده جريمةٌ أخرى في مكانٍ آخر./اتيان صقر – أبو أرز

توم حرب يشرح بان ما بعد حادثة الكحالة  وشاحنة السلاح لحزب الله  سيكون الموقف لدى الكونغرس الاميركي اكثر تصاعدا من ما قبل ، لان الشاحنة مرت على حواجز للجيش ومخابرات الجيش على معرفة ، فلماذا الدعم المادي الاميركي الى الجيش اللبناني ؟

المجلس العالمي لثورة الأرز: الأحداث المتتالية تنذر بالخطر وعلى الجيش تنفيذ القرار 1559

رابط فيديو مقابلة من موقع ليبانون اون مع د. مكرم رباح.../ "ذخائر لتستخدم في إشتباكات ضمن الضاحية".. إتّهام خطير بوجه الحزب: ماذا وراء حادثة الكحالة؟

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 11 آب 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 11/8/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

جريمة "موصوفة" في عنّايا... وعلى المعنيين التحرّك

لا تطوّرات في ملف الكحالة… والذخيرة بعهدة الجيش

إتفاق الحزب – التيار إن حصل… كيف تواجه المعارضة؟

لبنان يطوي قطوعاً تكراره مرجّح... إلا إذا!

الكاميرات كشفت ما حصل للحصروني… و48 ساعة مصيرية!

هل يمتد التعطيل الرئاسيّ إلى ما بعد أيلول؟

400 منزل مدمر بسبب اشتباكات عين الحلوة!

هوكشتاين إلى بيروت قريباً

انتخاب عبدالله درويش رئيساً لمجلس بلدية بيروت

سلاح "الحزب" لن يُنزع... ماذا ستفعل المعارضة؟

متى يقول "الحزب" للمسيحيّين: "في مجال نتعرّف؟"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يستطيع الجيش اللبناني منع صراع بين حزب الله والمسيحيين؟/حنين غدار/معهد واشنطن

لبنان أو إلاحتضار الذي ينهي ولا ينتهي/شارل الياس شرتوني

لماذا أطلقت السعوديّة إنذارها في لبنان؟/محمد قواص/أساس ميديا

 كوع الكحّالة: ما تبقى من "شاحنة" الدولة/زياد عيتاني/أساس ميديا

كوع الكحّالة يُحرج "التيّار" ويُغرق عون؟/وليد شقير/أساس ميديا

“حزب الله” من الكحالة الى عين إبل/أحمد عياش/Lebanese Daily

شهيد الكحّالة: كلّ الكلام/جان عزيز/أساس ميديا

حين مرّ كوع الكحالة أمام شاحنة منقلبة./وليد شقير/نداء الوطن

لا بيئة حاضنةً لسلاح “الحزب”؟/أحمد الأيوبي/نداء الوطن

“دماء الكوع” والمقايضة الرئاسيّة!/طوني كرم/نداء الوطن

كل شاحنة “مشودرة” مشبوهة … إلى أن يثبت العكس/لوسي بارسخيان/نداء الوطن

جلسة تشريعية لإقرار الصندوق السيادي/أكرم حمدان/نداء الوطن

عن “تطفّل” أهل الكحالة على شاحنة تنقل سلاحاً عادياً لـ”حزب الله”/حازم الأمين/موقع درج

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

فرنجيه من الديمان: المرحلة خطيرة وتحتاج الى الهدوء

بري تسلم تقرير التدقيق الجنائي لشركة "الفاريز اند مارسال" والتقى البيسري

اسامة سعد : لمعالجة ما حدث في مخيم عين الحلوة حتى لا تتكرر الاحداث

المجلس العالمي لثورة الأرز: الأحداث المتتالية تنذر بالخطر وعلى الجيش تنفيذ القرار 1559

في "بيت اليتيم الدرزيّ".. اغتصاب وتعذيب تجويع.. وتدخّلات تطمس القضية؟!

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ

إنجيل القدّيس لوقا12/من49حتى59/قالَ الربُّ يَسوع: «جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ!وَلي مَعْمُودِيَّةٌ أَتَعَمَّدُ بِهَا، وَمَا أَشَدَّ تَضَايُقِي إِلى أَنْ تَتِمّ! هَلْ تَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ أُحِلُّ في الأَرْضِ سَلامًا؟ أقُولُ لَكُم: لا! بَلِ ٱنْقِسَامًا! فَمُنْذُ الآنَ يَكُونُ خَمْسَةٌ في بَيْتٍ وَاحِد، فَيَنْقَسِمُون: ثَلاثةٌ عَلَى ٱثْنَيْن، وٱثْنَانِ عَلى ثَلاثَة! يَنْقَسِمُ أَبٌ عَلَى ٱبْنِهِ وٱبْنٌ عَلَى أَبِيه، أُمٌّ عَلَى ٱبْنَتِهَا وٱبْنَةٌ عَلَى أُمِّهَا، حَمَاةٌ عَلَى كَنَّتِها وَكَنَّةٌ عَلَى حَمَاتِها!». وَقَالَ أَيْضًا لِلْجُمُوع: «مَتَى رَأَيْتُم سَحَابَةً تَطْلُعُ مِنَ المَغْرِب، تَقُولُونَ في الحَال: أَلمَطَرُ آتٍ! فَيَكُونُ كَذلِكَ. وَعِنْدَمَا تَهُبُّ رِيحُ الجَنُوب، تَقُولُون: سَيَكُونُ الطَّقْسُ حَارًّا! ويَكُونُ كَذلِكَ. أَيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ؟ وَلِمَاذا لا تَحْكُمُونَ بِالحَقِّ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُم؟ حِينَ تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلى الحَاكِم، إِجْتَهِدْ في الطَّرِيقِ أَنْ تُنْهِيَ أَمْرَكَ مَعَهُ، لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلى القَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ القَاضِي إِلى السَّجَّان، وَالسَّجَّانُ يَطْرَحُكَ في السِّجْن. أَقُولُ لَكَ: لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاك، حَتَّى تُؤَدِّيَ آخِرَ فَلْس».

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الشهداء الأبطال لا يموتون، لأنهم يسكنون قلوب وضمائر ووجدان الأحرار والشرفاء

الياس بجاني/10 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121016/121016/

الشهيد البطل فادي يوسف بجاني لم يمت، كما هو حال كل شهداء وطن الأرز الأبرار الين دافعوا عن وطن الأرز واهله وهويته ووجوده ورسالته الإنسانية والحضارية، قدموا انفسهم قرابين على مذبح لبنان الحريات والعنفوان والكرامة عملاً بقول كتابنا المقدس (يوحنا13/15): “أعْظَمُ مَحَبَّةٍ هِيَ مَحَبَّةُ مَنْ يَضَحِّي بِنَفْسِهِ مِنْ أجْلِ أحِبَّائِهِ”. فادي انتقل من من الموت إلى الحياة، وهو في المساكن السماوية إلى جانب البررة حيث الراحة الأبدية.

 

الشهيد فادي بجاني الذي اغتاله اليوم حزب الله في الكحالة هو اغتيال لكل لبنان واللبنانيين ولهيبة الدولة

الياس بجاني/09 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120985/120985/

قام حزب الله الإرهابي والملالوي بفجور ووقاحة بارتكاب جريمة بشعة وبدم بارد في بلدة الكحالة، حيث اغتال ابن البلدة البار فادي يوسف بجاني الذي كان واهل بلدته يحاولون مساعدة من كان بداخل الشاحنة التي انقلبت على الطريق العام.

من المحزن أن الجيش اللبناني، وبدلاً من اعتقال القتلة التابعين للحزب المعتدي، فقد سهل هربهم، واعتدى على شباب الكحالة، وقام بالعبث بموقع الجريمة، ونقل محتويات الشاحنة التي يعتقد بأنها أسلحة نوعية دون السماح للإعلام ولأهل البلدة وللبنانيين بمعرفة نوعيتها.

أما بيان حزب الله الذي اقر بملكيته للشاحنة، فقد زور الحقيقية واسقط وضعية ما هو عليه من اجرام وميليشياوية على أهل الكحالة الشرفاء.

بالخلاصة، المجرم هو حزب الله الذي يحتل لبنان، وأنه ورغم ضخامة واقعة اليوم الإرهابية، إلا أنها مجرد عارض من أعراض السرطان الإحتلالي الملالولي، وبالتالي لبنان لن يعرف السلام واسترداد السيادة والإستقلال قبل انهاء حالة حزب الله الإحتلالية والإرهابية، وتنفيذ كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان.

الرحمة لنفس الشهيد فادي يوسف بجاني والعزاء لعائلته ولأهل الكحالة، ولكل احرار لبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/حزب الله اعتدى على الكحالة وع أهلها. الرحمة لنفس الشهيد فادي بجاني والعزاء لأهله. الإعتداء على الكحالة هو اعتداء ع كل لبنان

https://twitter.com/i/status/1689338128878768128

 

ذكرى جريمة السابع من آب/2001 وأهمية عدم نسيان من قام بها ومن خانها فيما بعد وباعها

الياس بجاني/07 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120909/120909/

مهم جداً، أن نتذكر  جريمة يوم السابع من شهر آب/2001، ولكن دون أن نتعامى عن من خطط لهذه الجريمة النكرة والمدانة ونفذها بدموية وعنف مستهدفاً إرهاب وإحباط همم الأحرار والسياديين من شباب لبنان، والأهم أن لا نتحالف معهم وندفن رؤسنا في الرمال، ونتلحف بالذمية والتقية. أما الذين انتقلوا من قاطع الوطنية ومقاومة الإحتلال، وباعوا شباب السابع من آب والقضية الوطنية ليتحالفوا مع حزب الله ونظام الأسد من مثل عون وصهره وقطعانهما ويداكشوا الكراسي بالسيادة ... فلتحل عليهم لعنة الأرض والسماء.

إن يوم 07 آب/2001 يوم بطولة ونضال باقي في الذاكرة مع الأمل والرجاء والإيمان بلبنان سيد حر ومستقل ومحرر من الإحتلالات الغريبة والطرواديين المحليين.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

روابط فيديوات وتقارير/الكحالة تودع شهيدها - الأهالي يستقبلون جثمان الشهيد فادي بجاني الذي يسجى في كنيسة مار انطونيوس

The town of Kahala bid farewell to its heroic martyr, Fadi Bejjani, at a popular funeral

https://eliasbejjaninews.com/archives/121039/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d9%85-%d8%aa%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%88%d9%88%d9%83%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

11 آب/2023

 

الكحالة ودعت ابنها فادي بجاني بمأتم شعبي

المطران عبد الساتر: ما حصل مأساة وطنية يجب ألا تتكرر ويجب ضبط النفس والتفكير في لبنان أولا

وطنية/11 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121039/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d9%85-%d8%aa%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%88%d9%88%d9%83%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

ودعت بلدة الكحالة ابنها فادي بجاني الذي سقط أول أمس في حادثة كوع الكحالة، بمأتم شعبي مهيب، حيث وصل الجثمان باكرا إلى كنيسة مار أنطونيوس في البلدة، وكان في استقباله حشد من ابناء الكحالة والبلدات المجاورة، بالتزامن مع قطع الطريق الدولية بالاتجاهين، وتحويل السير من مفرق شويت نزولا باتجاه بيروت، ومن مفرق بسوس صعودا باتجاه البقاع. وترأس صلاة الجناز والدفن رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، في حضور النواب: سليم عون ونزيه متى ومارك ضو، محازبين من “القوات اللبنانية” والكتائب اللبنانية و”التيار الوطني الحر” ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات وفاعليات وحشد من ابناء الكحالة والجوار.

عبد الساتر

بعد الانجيل المقدس، قال عبد الساتر في عظته: “ما أقسى الموت لولا قيامة الله الابن، ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي بها انتصر على كل موت وأعطانا عربون قيامتنا وحياتنا الأبدية في قلب الله حيث لا وجع ولا قهر ولا ألم بل سلام وفرح وحب لا ينضب، لا ينتهي. وقيامة الربّ هي وحدها السبب الذي يجعلنا في هذا الوقت نترجى قيامة أخينا المرحوم فادي”. اضاف: “ما أصعب الحياة بآلامها وأحزانها وأمراضها وأوجاعها لولا حضور الرب يسوع الدائم فيها لنعيش معه ما نعيش وليحمل عنا ألمنا ومرضنا وحزننا. وهذا الحضور الفاعل هو الذي سيخفِّف ألم الفراق على عائلة فادي ويعطيها السلام الداخلي والقوة لتكمل حياتها بالشهادة لرحمة الربّ وغفرانه لكلّ إنسان”. وتابع: “نلتقي معا في هذا الوقت وفي هذه الكنيسة التي أحبّ فادي، لنرافقه بالصلاة كجماعة واحدة أثناء انتقاله من هذه الحياة، طالبين من الله الآب أن يرأف به ويغمره بحنانه ويغفر خطاياه، وراجين بأن يكون في عداد أهل اليمين”.

واردف: “أحب فادي بلدته الكحاله حتى بذل نفسه من أجلها وها هي اليوم مجتمعة حول عائلته بصغيرها وكبيرها لتصلي وتعزّي وتساند. حمل القضية باكرا وتعرض للخطر مرات ومرات. وأحب وطنه فكرس ذاته لأجله مضحيا بسني شبابه وبراحة عائلته وسلامها. لم يعرف الراحة والاستقرار لسنين طويلة ليكون الاستقرار للبنان والأمان والسلام لأهله. كان أمينًا لعقيدته وحزبه وقائده فكان موضع ثقة الكثيرين”. وقال: “أحب زوجته وأولاده فأحبوه وكانوا إلى جنبه حتى الأخير. أحبوه بانتظارهم له في أيام الحرب السوداء وبصلاتهم لساعات لأجل عودته إليهم سالما. أحبوه بفرحتهم به حاضرا بينهم وبمرافقتهم له في كل مراحل مرضه ليل نهار. آجركم الربّ على ما فعلتم حبا به”. اضاف: “ما حصل بالأمس هو مأساة وطنية لا يجب أن تتكرر أبدا ولأي سبب كان. كفانا موتا وحزنا وسوادا. كفانا دموعا وترملا وتيتما. لذلك نطالب جميع المسؤولين السياسيين والحزبيين والأمنيين بزيادة الجهود لتحقيق الأمن لكل مواطن في بيته وفي بلدته، في النهار وفي الليل، وأخذ الإجراءات الوقائية التي تمنع اللجوء إلى السلاح والاقتتال بين أبناء الشعب الواحد أو المنطقة الواحدة. إننا نطالبهم بدعم وتفعيل القضاء حتى يصل كل صاحب حق إلى حقه بالسبل الصحيحة”. وتابع: “الفتنة تترصدنا وشعبنا منهك والحرب شر متفلت لا يمكن لجمها. إننا ندعو الجميع إلى ضبط النفس والتفكير في لبنان أولا. ونطلب من كل زعيم وقيادي ونائب ووزير ورئيس بلدية ومختار، العمل الحثيث على منع الاحتقان الطائفي وعلى نبذ الأحقاد ورفض التعصب المناطقي والحزبي والديني والعيش معا متساوين في الحقوق والواجبات بكل كرامة في الوطن الرسالة، لبنان”. وختم: “إرحم يا رب أخانا فادي وعزِّ قلوب عائلته ورفاقه وأهل بلدته ببلسم حنانك وعطفك”. ثم أخرج النعش وسجي عند كوع الكحالة لبعض الوقت، قبل ان يوارى في مدافن العائلة.

أكاليل

وكانت وضعت الأكاليل عند مدخل الكنيسة، ابرزها من “القوات اللبنانية”، الكتائب اللبنانية، “التيار الوطني الحر”، حزب “الوعد”، واصدقاء بجاني وعائلته.

 

اكاديمية بشير الجميل/الكحالة "حدود الحرية وحامية الجمهورية"

https://eliasbejjaninews.com/archives/121033/121033/

11 آب/2023

شارل مالك: الكحالة "حدود الحرية وحامية الجمهورية"

التاريخ عم بيعيد نفسو...

والنهاية هيي نفسا...

نحنا باقيين وهنّي فالّين...

الكحالة حكاية مجد يعود أثرها المعروف الى سنة 1307 وحريق القرى الكسروانية أيام المماليك، وفدت عائلاتها الحالية على الأرجح ما بين 1516 و1697. لم يبخل أبناء الكحاله يوماً في الدفاع عن مواقفهم، فتوارثوا جيلاً بعد جيل مبدأ التضحية في سبيل إيمانهم وقيمهم.

قدمّوا أغلى التضحيات أيام الأتراك حفاظاً على معتقداتهم وأرض اجدادهم، فاستشهد منهم ظلماً وبهتاناً 555 مواطن، وفي التاريخ الحديث عُرفت الكحاله ببلدة الـ 60 شهيداً، فروت دماؤهم تراب الأجداد.

أهمية موقع "جمهورية الكحالة" الاستراتيجي هو انها بوابة القصر الجمهوري ووزارة الدفاع وقيادة الجيش، ومدخل المتن الجنوبي حيث عرين المقاومة اللبنانية في عين الرمانة وفرن الشباك والشياح والحدث ووادي شحرور، وسقوطها اساسي "للقوى الوطنية" المتحالفة مع المنظمات الفلسطينية المسلحة وحافظ الأسد، فهو يسهل عمليّة احتلالهم لبيروت وللمناطق المسيحيّة، وربطهم للمخيمات الفلسطينية ببعضها ببعض من صبرا وشاتيلا مروراَ ب عين الرمانة والشياح وتل الزعتر فالنبعة والكرنتينا وصولاَ الى الأشرفية.

للكحالة، اثناء الحرب، تاريخان في المقاومة والبطولة، وللمصادفة فالتاريخان متطابقان:

 الأول 25 آذار 1970حيث وقعت المواجهة الأولى بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والأهالي.

والثاني 25 أذار 1976 حيث صبَت المنظمات الفلسطينية وجيش لبنان العربي وحلفائهم نيران غضبهم وحقدهم على اهاليها فكانت حكاية المقاومة والبطولة وأفشال مخطط اقتحام المناطق الحرة واحتلال لبنان.

وللمصادفة أيضا، فأن الكحالة شهدت الأطلالة الأولى للشيخ بشير وقيادته للمقاومة على الأرض سنة 1970، أما سنة 1976 فكان أن أرسل مقاتلين وأسلحة لدعم أهل البلدة المقاومين وقال آنذاك جملته الشهيرة "لوما بقي حجرعلى حجر، مش رح تكون الكحالة دامور تانية".

بادلت الكحالة التضحيات بالوفاء، فكانت البلدة الوحيدة التي أحيت قداساَ على نية الرئيس الشهيد بحضور الشيخة صولانج والشيخ نديم الجميل وذلك أبان الوصاية السورية. 

#معركة_الكحاله

#الكحاله

#بشير_الجميل

#اكاديميةبشيرالجميل الكحالة "حدود الحرية وحامية الجمهورية"

 

أُعذر من أَنذر … بالأمس عين إبل، وقبله بشرّي، واليوم الكحّالة، وغداً وبعده جريمةٌ أخرى في مكانٍ آخر.

اتيان صقر – أبو أرز/11 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121069/121069/

بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية.

بالأمس عين إبل، وقبله بشرّي، واليوم الكحّالة، وغداً وبعده جريمةٌ أخرى في مكانٍ آخر… وعلى هذا المنوال سيستمر هذا المسلسل الإجرامي ناشطاً متصاعداً ومتنقلاً من منطقةٍ الى منطقة … حتى يستفيق شعبنا من غيبوبته ويقول كفى لهذه القوى الظلامية التي تمادت في تدمير البلاد واستباحة سيادتها والاستهتار بحياة اللبنانيين وأمنهم وكرامتهم، مختبئةً وراء شعار خادع عنوانه حماية لبنان من اسرائيل. نحن اليوم نعيش أجواء السبعينات من القرن الماضي، ويبدو أن القوى الظلامية الايرانية لم تتعلّم شيئاً من دروس الماضي، حيث تحطّمت يومذاك الغزوات الفلسطينية والسورية على صخور لبنان، وذابت كقبضةِ ريحٍ او كحفنةِ ملحٍ في الماء. لقد وصلت الدولة اللبنانية اليوم، او ما تبقّى منها، الى الاستحقاق الكبير، فإمّا ان تحزم أمرها وتقرر بسط سيادتها على كل شبرٍ من اراضيها، وإلغاء ظاهرة الشذوذ السياسي المتمثل بالدويلة والجيش الرديف، وهو امرٌ مستبعد، وإما أن تتنحّى جانباً وتدع الشعب يتولّى بنفسه تنفيذ هذا الاستحقاق.

الوقت ينفذ، والخيارات تضيق، والاستحقاق داهم….

وقد أُعذر من أنذر.

لبيك لبنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

توم حرب يشرح بان ما بعد حادثة الكحالة  وشاحنة السلاح لحزب الله  سيكون الموقف لدى الكونغرس الاميركي اكثر تصاعدا من ما قبل ، لان الشاحنة مرت على حواجز للجيش ومخابرات الجيش على معرفة ، فلماذا الدعم المادي الاميركي الى الجيش اللبناني ؟

المجلس العالمي لثورة الأرز: الأحداث المتتالية تنذر بالخطر وعلى الجيش تنفيذ القرار 1559

https://eliasbejjaninews.com/archives/121085/121085/

وطنية/11 آب/2023

 

رابط فيديو مقابلة من موقع ليبانون اون مع د. مكرم رباح.../ "ذخائر لتستخدم في إشتباكات ضمن الضاحية".. إتّهام خطير بوجه الحزب: ماذا وراء حادثة الكحالة؟

https://eliasbejjaninews.com/archives/121090/121090/

11 آب/2023

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 11 آب 2023

وطنية/11 آب/2023

النهار

سربت عبر مجموعات "واتساب" الضاحية الجنوبية صور لعدد من الشخصيات السياسية ملصقة ارضا للدوس عليها بالاقدام.

لوحظ كثافة التغطية الإعلامية العربية والدولية لـ"كوع" الكحالة على غرار الاضطرابات الكبيرة السابقة في لبنان.

فرضت خصوصيات بعض القوى السياسية والنيابية والحزبية ابتعادها عن تطوّرات حادثة شاحنة الكحالة.

يعاني مرضى السرطان في لبنان من نقص الادوية على رغم استيرادها من الشركات لمصلحة وزارة الصحة، لكن التسليم يتأخر لعدم توافر الموازنات الكافية لدى الوزارة مما ينعكس على اوضاع المرضى.

الجمهورية

يؤكد معنيون بالقطاع الفندقي أن السياح والمغتربين الذين يزورون لبنان هذا الصيف لم يتأثروا بموجة المواقف السياسية السلبية الأخيرة وأن حركة الحجوزات في الفنادق والمطاعم حافظت على اندفاعها.

أكد مسؤول في تيار سياسي أنّ ما يميز الحوار الذي يدور حالياً مع حزب فاعل هو الإصغاء المتبادل.

في معرض حديث بين مرجع ديني ومسؤول كبير سأل الأول: أين رجال الدولة؟، فرد الثاني ضاحكاً: طلعوا على القمر.

اللواء

لم تتجاوز مساهمة أحد الصناديق الضامنة في تغطية منحة جامعية الـ40 دولاراً من اصل ما يتجاوز الـ10 آلاف دولار!

حسب مصدر مقرَّب لم تكن الاتصالات بين حزب الله والتيار الوطني الحر سهلة لإحتواء تداعيات الموقف، بعد انضمام نواب وقياديين من الأخير في «حملة التحريض» وشحن النفوس..

حسب تقارير وصلت إلى بيروت، فإن الوضع في المخيمات ما يزال يحتفظ بدرجة عالية من الخطورة..

نداء الوطن

مضى أكثر من ثمانية ايام على اضراب موظفي تلفزيون لبنان من دون أن يتحرك اي مسؤول معني لمعالجة أسباب الاضراب والتي ترتبط برواتب الموظفين التي لم تصرف بعد.

تبيّن ان المرسوم المتعلّق بزيادة تقديمات الضمان الاجتماعي عالق لدى مجلس شورى الدولة بسبب اعتبار هذا المجلس ان وزير الشؤون الاجتماعية هو المختصّ بالمصادقة على مقررات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي علماً ان قانون انشاء وزارة العمل وفصلها عن وزارة الشؤون الاجتماعية كان قد صدر منذ ثمانينات القرن الماضي.

صرّح موظّف مقرّب من وزير المالية ان السبب في عدم اقرار سلسلة الرتب والرواتب وتصحيح الاجور يعود الى التكلفة العالية للعسكريين الذين يستفيدون من التدبير رقم 4 الذي يحتسب كل سنة خدمة بثلاث سنوات.

البناء

قال مصدر حقوقي إن العقوبات الأميركية الكندية البريطانية على الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة وشمولها كل فريقه الشخصي والعائلي والمالي إعلان نهاية مرحلة بدأت بدروع التكريم وانتهت بالعقوبات يجب أن تكون درساً لكل من يتوهم أن الأميركيين يحفظون الجميل للذين يعملون لحسابهم. فالعكس هو الصحيح لأن الأميركيين هم مَن يسدل الستار على هؤلاء عندما تنتهي المهمة.

قالت مصادر حزبية إن مسؤولاً كتائبياً بارزاً يتكرّر كثيراً في التقارير التي تتحدّث عن الدور التحريضي في افتعال الصدام مع فريق حماية الشاحنة خلال ساعتين قبل إطلاق النار، ولفتت إلى أن عبارة نريد أن نعرف ماذا في الحمولة التي تكررت من الكتائبيين المشاركين في الصدام تردّدت لاحقاً على ألسنة المسؤولين والنواب الكتائبيين دون سواهم ما لفت النظر عن سبب الإصرار؟

الأنباء

حزبٌ سياسي أساسي تعامل مع حدث مستجد بشكل عاقل وحاسم، وأجرى اتصالات بعيداً من الإعلام لمنع أي تداعيات إضافية لا تحتملها البلاد.

جهة سياسية حاولت المزج في موقفها من حادثة الكحالة بين مسايرة المزاج الشعبي وبين مصلحتها السياسية المباشرة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 11/8/2023

وطنية/11 آب/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

لا تزال الاتصالات السياسية تتكثف لاحتواء الاحتقان والتوتر الذي حصل جراء حادثة الكحالة الاخيرة.

جهود حثيثة عمل عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر مروحة من الاتصالات التي اجراها مع المراجع السياسية والدينية والامنية والعسكرية لتطويق ذيول حادثة الكحالة وعدم الانجراء وراء الفتنة.

الرئيس بري الذي تابع ايضا الاوضاع في منطقة صيدا والجوار ولاسيما بعد الاحداث الامنية في مخيم عين الحلوة تسلم تقرير التدقيق الجنائي النهائي الاولي لشركة ALVAREZ & MARSAL وعممه على كافة النواب للاطلاع عليه

تشريعيا انجزت الدوائر المختصة في المجلس النيابي جدول اعمال الجلسة التشريعية المقبلة التي دعا اليها الرئيس نبيه بري الخميس المقبل لتوزيعه على النواب والذي يتضمن اقتراحات قوانين واتفاقيات مهمة وملحة ذات طابع تشريع الضرورة.

رئاسيا عودة الحياة الى الملف الرئاسي من جديد ولاسيما بعد اللقاءات الثنائية بين الافرقاء السياسيين على اكثر من اتجاه.

ومن الديمان التي زارها فرنجية اليوم تاكيد على الاجواء الايجابية وتوافق على أن المرحلة خطيرة وتحتاج إلى الهدوء والحوار والتوافق لحل مشكلات البلد وعلى راسها انتخاب رئيس جديد للبلاد.

خارجيا برز اليوم الاعلان عن التوصل لاتفاق ايراني – اميركي يقضي بالافراج عن مليارات الدولارات المصادرة لصالح طهران من قبل الولايات المتحدة الاميركية وتبادل الافراج عن السجناء بين الجانبين وحديث عن المزيد من التعاون الدبلوماسي بما في ذلك التوصل لاتفاق نووي.

في سوريا استشهاد عشرين جنديا واصابة العشرات في كمين تعرضت له حافلة عسكرية في ريف دير الزور.

فلسطينيا شهيد جديد وعدد من الجرحى خلال اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي مخيم طولكرم شمال الضفة المحتلة.

وبعيدا عن الاخبار السياسية والامنية استفاق اللبنانيون اليوم على خبر وقف بث تلفزيون لبنان مؤقتا بقرار من وزير الاعلام زياد مكاري وتاكيد على أن لا نية لاقفال المحطة انما العمل اليوم هو لحل المشاكل التي يعاني منها التلفزيون على ان يعود البث من جديد في القريب العاجل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

ودعت الكحالة شهيدها اليوم، في الكنيسة نفسها التي سقط على درجها مدافعا عن أهله وبيته وبلدته. صحيح أن فادي بجاني سينام ليلته الأولى تحت التراب الذي بذل دمه في سبيل الحفاظ عليه، لكن مشهدية سقوطه شهيدا، ستبقى مستيقظة، لا في وجدان عائلته وعارفيه فقط، بل في أذهان جميع اللبنانيين المنشدين لمنطق الدولة وسيادتها على كل أرضها.

وإذا كان من عبرة مما حصل، فهي أن منطق الدويلة التي تستبيح الدولة لا يمكن أن يستمر،  و"مش كل مرة بتسلم الجرة"، وأن عقلية الاستقواء والفرض، لن تجلب إلا الويلات. وأن الدولة التي يتساوى جميع اللبنانيين تحت سقف قانونها ودستورها، وحدها كفيلة بحماية الجميع، بجيشها وقواها الشرعية، لا بمن يشرعن لنفسه كل شيء على حسابها.

في الرئاسة، لا شيء يذكر سوى ازدياد عداد الشغور، بغياب الحراك المحلي الجدي، وانتظار عودة لودريان.

أما في التشريع، فترقب لمواقف الكتل النيابية من الجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب الأسبوع المقبل، وما إذا كان نصابها سيتأمن بمشاركة التيار الوطني الحر، أم سيطير بغيابه عنها.

وحده تقرير التدقيق الجنائي بحسابات مصرف لبنان، والذي وزع على الحكومة والمجلس النيابي، حرك شيئا ما في المشهد المؤسساتي الجامد. وقد تضمن في صفحاته أرقاما وخلاصات، ستكون مدار تدقيق ومتابعة وتشريح في الأيام المقبلة، ليبنى على الشيء مقتضاه.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

أحكم الانهيار السيطرة، واذاع – ككل انقلاب – بيانه عبر شاشة التلفزيون الرسمي، معلنا توقف تلفزيون لبنان عن البث اليوم لساعات بعد ما يقارب الاربعة والستين عاما من العمل كأول شاشة تلفزيونية في الشرق الاوسط..

اتشحت الشاشة الرسمية بما يعرف ب”الكالير بار-COLOR BAR” بعد ان اتشح الوطن بسواد أحكم بعض القلوب والعقول، ولا من يريد التصديق أننا في أواخر الطريق الى الجرف الهاري ما لم يتدارك الجميع وينقلبوا الى فكرة الحوار لتهدئة النفوس وانقاذ ما تبقى من البلاد ..

فأزمة تلفزيون لبنان أصعب من إجراء الوزير المعني والموظفين المصابين، وحتى من حكومة تائهة بين أولويات أزماتها، وما جرى خطير برمزيته ..

وليتهم كانوا قد خصصوا لهذا التلفزيون الرسمي بعضا من الهندسات المالية، أو وافر الهبات والمساعدات التي تم توزيعها على الشاشات واستخدم بعضها للتحريض والتجييش ووضع البلاد على حد سفك الدماء ..

ومن تكارم من جيب غيره ووزع بالتراضي على السياسيين والاعلاميين وغيرهم من قضاة وعسكريين ورجال دين، تراه اليوم يكفر بكل الولاءات بعد أن أحكم عليه ولاته العقوبات متناسين عقودا من تفخيمه وتبجيله وتكريمه حتى في البيت الابيض الاميركي.. إنه أداتهم المالية التي ضربوا بها لعقود – رياض سلامة – الواقع من على حاكمية مصرف لبنان إلى مسلخ التضحية به ..

وعليه كانت تبعات بعض الموبقات التي ارتكبت بحق المالية العامة، وكشفها التقرير الاول لشركة التدقيق الجنائي “الفاريز اند مارسال” الذي حمل رياض سلامة المسؤولية عن تضييع مليارات الدولارات في هندسات مالية قام بها لسنوات، فضلا عن توزيع الاموال على غير مستحقيها وتهريب اموال الى الخارج كما كشف التدقيق الجنائي ..

في التحقيق بحادثة الكحالة تسارع بالاجراءات من قبل الاجهزة المعنية العسكرية والقضائية، وتفعيل للاتصالات السياسية لمنع اصطياد البعض في الماء العكر ودفعهم الامور الى ما لا تحمد عقباه ..

وعن تطورات الامور في لبنان والمنطقة يتحدث الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى انتصار تموز عند الثامنة والنصف من مساء الاثنين المقبل ..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

الله يحمي لبنان.

عبارة واحدة تختصر كل ما يجول في أذهان اللبنانيين هذه الايام من قلق على المصير، في ضوء التطورات المتسارعة، التي كادت أن تودي بالبلاد الى فتنة وحرب، انطلاقا من الكحالة.

الله يحمي لبنان من سقوط الدولة، وتلاشي السيادة، والسلاح المتفلت على الطرقات والرصاص الطائش اينما كان.

الله يحمي لبنان من عبث بعض السياسيين من أحزاب معروفة، ومن كلامهم اللامسؤول، ومن شعبويتهم السخيفة، ومن اتهاماتهم الحاقدة والباطلة.

الله يحمي لبنان من تهور بعض رؤساء الاحزاب ومن خبث آخرين ومن نوايا تجار الدم.

الله يحمي لبنان من التحريض الاعلامي الفاجر، ومن الفلتان الوقح على مواقع التواصل، ومن انجرار كثيرين خلف شعارات واهية، سرعان ما يختفي اصحابها عندما تقع الواقعة، ليبقى في الواجهة من يدفع الثمن.

الله يحمي لبنان من مهربي الاموال ومبيضيها، ومن عصابة سياسية كاملة، فرضت على محاسبها السابق عقوبات اميركية وبريطانية وكندية، وادعت عليه قبلها، اكثر من دولة اوروبية، وادرج اسمه على اللائحة الحمراء للانتربول، وعلى رغم كل ذلك، تكذب على الناس، وتزعم ان قضاءها يقوم بواجبه كاملا، وان اجهزتها لا تعرف محل اقامة المطلوب.

الله يحمي لبنان من سياسيين يهربون من قوانين الاصلاح، ويرعبهم تدقيق جنائي أنجز تقريره اليوم بعدما كان منتظرا في ايلول الماضي، اثر مطالبة ومتابعة معروفة من الرئيس ميشال عون واعتراض من السارقين.

الله يحمي لبنان. والله يرحم فادي بجاني، وكل ضحية وشهيد من كل المناطق والطوائف والانتماءات السياسية. فلننبذ الحقد والكراهية، ولنعد الى روحية لبنان الرسالة، التي بشر بها البابا القديس يوحنا بولس الثاني… فالحرب شر متفلت، ونحن شبعنا موتا وحزنا. كلام قد لا يعجب كثيرين في هذه اللحظات العصيبة، لكنه حقيقة اصر المطران بولس عبد الساتر ان يوصل صوتها من الكحالة اليوم.

كما نبه المطران بولس عبد الساتر من الكحالة اليوم.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

الكحالة ودعت اليوم فادي بجاني، الضاحية ودعت أمس أحمد القصاص، غدا ماذا؟

مزيد من الدماء والدموع؟ أم قرار بوضع حد لهذا النزيف الذي لا يبدو أنه سيتوقف.

 طرحنا أمس أن يضع الستة الممسكون بقرار البلد، أوراقهم ونياتهم على الطاولة، فهل من مجيب؟ سيتم التحقيق في حادثة كوع الكحالة، ولكن ماذا بعد التحقيق؟

هل من إجراءات ستتخذ لتحاشي أو لتفادي تكرار ما حصل؟ النظرية السائدة " تجاوزنا قطوع الفتنة "، ولكن هل يفترض بكل قطوع أن يوقع قتيلين في كل مرة؟

والنظرية الثانية هي " إنها المؤامرة "، لكن مهلا أليس الإهمال مؤامرة؟ والاستهتار مؤامرة؟ أليس رمي كل شيء على " المؤامرة " هو بحد ذاته مؤامرة؟

بلد مشلول، وعجز مستمر، وانهيارات متلاحقة، ولا أحد يتكلم مع أحد، في أجنداتهم: مؤتمرات صحافية، وخطابات، وتصريحات وبيانات، إنها تماما كالرصاص الطائش ، لا يعرف من ستصيب! أليس من الأجدى والأفضل أن يستبدلوا خطاباتهم ومؤتمراتهم الصحافية بوضع أوراقهم فوق الطاولة ومناقشتها من دون " كفوف " ومن دون أفكار مسبقة؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

أصبح لبلدية بيروت رئيس أما الجمهورية فرئيسها عالق في عنق الرحم السياسي ومعلق على حبل الخلاص الخارجي. وباستثناء الديمان ولقاء الراعي- سليمان وانتظار "غودو" لودريان القادم على أذيال أيلول فإن الأحداث توقفت عند كوع الكحالة التي شيعت اليوم الضحية الثانية فادي بجاني إلى المثوى الأخير.

التعادل السلبي بخسارة الأرواح، فتح شهية البعض للعب على وتر فتنة لم يستطع إيقاظها وأعاد فرز الأصوات بين مؤيد لسلاح المقاومة المكفول بوكالة غير قابلة للعزل طالما هناك أراض لبنانية لا تزال محتلة وبين سياديين لم تر عيونهم ما هو أبعد من أنوفهم للضغط باتجاه تحرير ما تبقى من أرض محتلة وبين من يسعى لوضع المؤسسة العسكرية موضع الشبهة على قاعدة أن الجيش اللبناني عامل "ديليفري" لدى حزب الله ويضعه بين نارين:

- إما تحمل المسؤولية وهذا الشرط حمال أوجه

- أو أن يقوم بدور "شاهد الزور"...

وفي كلتا الحالتين فإن المستهدف من وراء الكوع هو المؤسسة العسكرية وهي المؤسسة الوحيدة التي لا تزال متماسكة حول لحمها الحي، وتشكل صمام الأمان في زمن الشغور والفراغ وانهيار المؤسسات وتحلل الدولة. سحب الجيش بحكمة قيادته فتيل التفجير فض الاشتباك واحتوى العواقب حفظ الأمن وختم على شحنة الذخائر بالشمع الأحمر وترك أمر تسليمها لأصحابها بعهدة القرار السياسي أو أقله لصدور أمر قضائي يحدد مصير الشحنة.    

فماذا لو قطع حزب الله بدوره دابر الأزمة وتبرع بالذخيرة للجيش؟ ليعيد التوازن إلى المعادلة الذهبية فجنود الجيش هم أيضا حراس الحدود من شجرة العديسة إلى الوزاني وتلال كفرشوبا وضباطه واجهوا بصدورهم خروقات جنود الاحتلال وجرافاته ما بعد المزارع وتلالها وأجبروهم على التراجع.

وبذلك يكون حزب الله قد نقل الرصاص من "العب إلى الجيبة" على قول المثل خصوصا وأن الجيش اللبناني يتعرض يوميا لامتحان في الأمن ونجا من الأفخاخ السياسية والطائفية...

ومن الأحداث المتنقلة من أعالي القرنة السوداء وجارتها بقاعصفرين ومن عين الحلوة إلى عين إبل إلى كوع الكحالة ورصاصة وزير الدفاع الطائشة.

وسط هذا الوضع الدقيق جرى الإفراج عن تقرير التدقيق الجنائي الصادر عن شركة ألفاريز أند مارسال وتسليم نسخ منه إلى النواب ومما جاء في التقرير أن الهندسات المالية التي قام بها المصرف المركزي بلغت كلفتها 115 تريليون ليرة بين العام 2015 والعام 2020  وأن ثلاثة وعشرين شخصا ومؤسسة وجمعية ومهرجانا استفاد كل منهم من دون أي حق من دعم مالي يفوق المئة الف دولار على زمن سعر "الألف وخمسمية".

وهو الزمن الذي توقفت عنده رواتب موظفي تلفزيون لبنان الرسمي الذين أضربوا اليوم فانطفأت الشاشة بقرار من وزير الإعلام زياد مكاري الذي جمد البث لوقف الهدر. وباتت بيروت عاصمة الإعلام العربي بلا تلفزيون وطني.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

جريمة "موصوفة" في عنّايا... وعلى المعنيين التحرّك

ليبانون ديبايت/الجمعة 11 آب 2023

تتكرر المجازر البيئية وقطع الأشجار بشكل دائم بدون أي رادع, ممّا بات يهدّد المساحات الحرجية والخضراء في لبنان الذي طالما اشتهر بلقب "لبنان الاخضر" وهو ما يرسم علامات استفهام حول محاولة إسقاط هذا اللقب عنه بسعي من جهات معينة, والا فما هو المبرر للسكوت المطبّق من المسؤولين وعدم تحريك القضاء لمحاسبة الجناة. في هذا السياق, كشفت جمعية الأرض في لبنان, عن مجزرة بيئية جديدة في منطقة دير مار مارون عنايا، قضاء جبيل, ووضعت الشكوى برسم وزير الزراعة عباس الحج حسن, كما دعته لفتح تحقيق بالمجزرة المرتكبة وكشف الفاعلين لمعاقبتهم أشد العقاب. رئيس الجمعية بول أبي راشد, أكّد أنه "تواصل مع جمعية بيئية في منطقة جبيل, للتحقّق من هذه المجزرة, إلا أنه حتى الساعة لم يصلنا أي خبر عنها, لمعرفة ما يجري في المنطقة". وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت", أكّد أبي راشد, أنه "تم التأكد من أن المجزرة تبعد حوالي الـ 900 متر عن دير عنايا, ولكن حتى اللحظة لا علم لدينا إلى من تعود هذه الأرض". وأكّد أن "الجمعية تحرّكت على الفور عند معرفتها بهذه المجزرة, وطلبت من كل المعنيين للتحقّيق في الموضوع, إلا أن اللافت كان تدخّل وزارة البيئة على الفور لمعرفة ملابسات ما يجري في المنطقة, وعلى يبدو أنها مهتمّة بما يجري". واستغرب أبي راشد, عدم "تجاوب وزارة الزراعة حتى اللحظة كونها المعنية المباشرة في هذه المجزرة, بسبب قطع الأشجار, الأمر الذي يؤدي إلى تصحّر عنّايا, لذا ناشد المعنيين بالتدخل فوراً, تحت هاشتاغ #أنقذوا_غابات_لبنان".

 

لا تطوّرات في ملف الكحالة… والذخيرة بعهدة الجيش

الشرق الأوسط/الجمعة 11 آب 2023

عكست المواقف السياسية وردود الفعل على حادث الشاحنة المحملة بذخيرة عائدة لـ«حزب الله» في الكحالة، تصعيداً بين الحزب وخصومه وانتقادات متزايدة لسلاح الحزب وتمدده في المناطق اللبنانية.

وقالت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط»: إن النيابة العامة التمييزية ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية يشرفان على التحقيقات الأولية، مضيفة ألا تطورات قضائية بعد بانتظار التحقيقات، وأكدت أن الذخيرة تمت مصادرتها ولا تزال بعهدة الجيش من غير أن يتم اتخاذ أي قرار حولها.

 

إتفاق الحزب – التيار إن حصل… كيف تواجه المعارضة؟

لارا يزبك/المركزية/الجمعة 11 آب 2023

يتحدث حزب الله والتيار الوطني الحر، بلغة ايجابية، عن الحوار الدائر بينهما والذي انتعش منذ اسابيع قليلة. في السياق، أكّد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق “أننا في حزب الله نفتش عن حل ومخارج مناسبة لإنقاذ البلد، وهم يفتشون عن استكمال المواجهة والمعركة السياسية”، موضحًا أنّ “في ظل هذا الجمود والتوتر والانسداد السياسي، برز بصيص أمل وحيد في البلد هو الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، ومحور هذا الحوار هو انتخاب رئيس للجمهورية، وهو مستمر ومتواصل بشكل إيجابي، ولا ينتظر أي تحرّك خارجي”. اما رئيس التيار النائب جبران باسيل، فذهب ابعد، متحدثا عن اتفاق – اطار، تم التوصل اليه بين حليفي مار مخايل. فقال الثلثاء: المطروح مع الحزب ليس تراجعًا أو تنازلًا أو صفقة أو تكويعة بل عمل سياسي، وما تحدثنا عنه هو لكل اللّبنانيين وليس للتيار من قانون اللامركزية الادارية والمالية الموسعة وقانون الصندوق الإئتماني اللذين نطلب اقرارهما سلفًا الى برنامج العهد”. وكشف عن “إتفاق أولي مع حزب الله على مسار إسم توافقي وتسهيل الإسم مقابل مطالب وطنية وما زلنا في بداية الحوار مع الحزب وتقدّمنا بأفكار ننتظر ردّه عليها”. وأشار إلى أنّ “الصندوق الائتماني يُحدّد ما لدى الدولة من أموال وقدراتها على جذب الإستثمار وهو ملك للدولة اللبنانيّة مئة في المئة”.

احتمال التوصل الى اتفاق بين الطرفين وارد اذا. وهذا الخرق الذي سيُترجم في الميزان الرئاسي، “يبشّر” بان مشهدية العهد السابق ستتكرر، وسيعاود ثلاثي حزب الله – حركة امل – التيار الوطني الحر، الامساك بمفاصل البلاد وقرارها لـ6 سنوات جديدة.

انطلاقا من هنا، يصبح السؤال مشروعا وضروريا، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، عن الخطة التي تعدّها المعارضة لمواجهة هذا السيناريو “الخطير” الذي يعني “عمليا”، استمرار تخبط لبنان، لا بل غرقه اكثر، في انهياره الاقتصادي والمالي والسيادي وفي عزلته العربية والدولية. بحسب المصادر، الاتصالاتُ دائمة ومستمرة بين اطياف المعارضة وهي لا تُسقط من حساباتها امكانيةَ انبعاث تحالف الحزب – التيار. وللتصدي لعودة 8 آذار الى الحكم، فإن كل الخيارات الديمقراطية متاحة، وستلجأ اليها المعارضة، ومنها، و”بلا خجل”، على حد تعبيرها، تطيير النصاب وعدم مشاركة النواب المعارضين في جلسات الانتخاب. فبين البقاء في الشغور او تمديد اقامة اللبنانيين في جهنم عبر انتخاب رئيسٍ مِن الفريق ذاته الذي أوصلهم الى جهنم، نفضّل الخيار الاول. ووفق المصادر، الاتصالات ستتركز على النواب الرماديين والمترددين، مِن تغييريين ومستقلين وسنّة، كي ينضموا الى صف رافضي التمديد للنهج السابق. ولا ننكر هنا، تتابع المصادر، ان الطابة ومصيرَ البلاد، في ملعب هؤلاء. ذلك ان بقاءهم في تردّدهم، او تأمينهم النصاب او تصويتهم لمرشح “الممانعة”، ستعطي كلّها النتيجة ذاتها وستقدّم لبنان من جديد، على طبق من فضة، الى 8 آذار.. فهل هي مستعدة لتحمّل مسؤولية وعواقب تصرّف كهذا؟

 

لبنان يطوي قطوعاً تكراره مرجّح... إلا إذا!

جريدة الأنباء الإلكترونيّة/الجمعة 11 آب 2023:

قد يكون لبنان تجاوز قطوع حادثة الكحالة... ربّما... لكن المؤكد أنه لم يتجاوز محنته بعد ولم تنتهِ الاحتمالات المفتجرة على ما هو مثل هذه الحادثة بل وأخطر منها، والأسوأ   أن أصوات العقل والحكمة بات قلة قليلة فيما أصوات التحريض ارتفعت، ولكأن هناك من يريد عن سابق تصور وتصميم رمي الزيت على النار، وإذكاء الفتن المتنقلة. كل ذلك ألا يستدعي من الجميع على ضفتي التوتر المحلي وانعكاساته على ضفاف التوتر الخارجي، ألا يستدعي من هؤلاء المعنيين أخذ خطوات جريئة تتخطى كل الحسابات وكل السقوف وتذهب الى انقاذ البلاد واستخلاص العبر، وإنهاء الشغور الرئاسي بتوافق محلي ينهي شلل المؤسسات ويفتح الباب أمام الإجراءات الجد ضرورية لوقف انهيار الدولة. وفيما شيّع حزب الله في الغبيري أمس العنصر الذي قضى في الكحالة، يشيّع اليوم أبناء البلدة اليوم فادي البجاني الذي سقط أيضاً في الحادثة، فيما بقيت مواقف البعض مما جرى تتحرك بعيدا عن منطق التهدئة الذي يحتاجه البلد أكثر من حاجته لتوتير الشارع. مسؤول التواصل والإعلام في حزب "القوات اللبنانية" شارل جبور طالب الدولة بأن "تحسم أمرها لأن الناس بعد حادثة الكحالة تعتبر ألا وجود لدولة تحميها كي لا تضطر للأمن الذاتي"، كما قال، معتبرا أنه "لو كان على رأس الدولة رئيس جمهورية ينتمي إلى فريق الممانعة لكان رفض فتح تحقيق بالحادث على عكس الرئيس السيادي. ولهذا يصر حزب الله على رئيس ممانع من اجل ان يبرر ما يفعله". وغمز جبور من قناة البيان الذي أصدره النائب جبران باسيل على خلفية حادثة الكحالة بالاشارة إلى أن "حزب الله ذهب إلى خيار الاسم ولم يذهب الى الفريق الذي يشكل ضمانة له. وهذا ما كان يفعله العهد الماضي الذي كان يغطي حزب الله"، ورأى جبور أن "الأحداث التي جرت أظهرت أن البيئة المسيحية ضد باسيل وضد بيئة حزب الله، فيما باسيل يريد أن يتحالف مع حزب الله لأجل رئاسة الجمهورية لأن تحالفه معه وفّر له الكثير. ومنطق المقايضة الذي يطرحه باسيل سبق أن اختبرناه في عهد الرئيس السابق ميشال عون، وهو الذي أوصل البلد الى ما وصل إليه". في المقابل، فإن التيار الوطني الحر كان أصدر بياناً امس علق في على حادثة الكحالة، واعتبر ان هناك "قصوراً من جانب حزب الله والقوى الأمنية، واستغلالاً من المزايدين"، فيما اعتبرت كتلة "الوفاء للمقاومة" أن ما حصل هو نتيجة "التحريض والتعبئة الحاقدة". وبين هذا الموقف، وذاك، يستمر لبنان الدولة والمؤسسات والمواطنين في دفع الأثمان الباهظة والتي اذا ما تواصلت وتيرتها سترتفع كلفتها أكثر فأكثر، إلا إذا تلاقت الإرادة لحوار فعّال والإدارة الحكيمة لواقع الحال، فبذاك فقط تنجو البلاد.

 

الكاميرات كشفت ما حصل للحصروني… و48 ساعة مصيرية!

نداء الوطن/الجمعة 11 آب 2023

كشفت تسجيلات كاميرات المراقبة في البلدة الجنوبية الحدودية، أنّ موت الياس الحصروني لم يكن نتيجة حادث سير، كما قيل سابقاً، بل بفعل جريمة موصوفة. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع لـ”نداء الوطن” فإن “الوقائع المتصلة بالجريمة تشير الى عملية انتقامية تضمّنت كميناً وخطفاً وقتلاً، ثم محاولة إخفاء الجريمة بما يوحي أنها حادث سير عادي، لكن الكاميرات كشفت الوقائع الكاملة. وهناك مجموعة نفذت الجريمة وهي فعلت ذلك انطلاقاً من تمتعها بحرية الحركة في المنطقة وهي منظمة تنتمي الى جهة قادرة على القيام بهكذا عمل”. ودعت المصادر الى “انتظار الساعات الـ48 المقبلة لكي تبيّن التحقيقات الملابسات وهوية منفذي الجريمة”.

 

هل يمتد التعطيل الرئاسيّ إلى ما بعد أيلول؟

الجمهورية/الجمعة 11 آب 2023

المسلّم به انّ الفرج اللبناني مَدخله انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الفرج، في ظل هذه السياسة وما حَفرته من انقسام عميق في البلد، يبدو حتى الآن اقرب الى حلم مستحيل تحقيقه، ما يعني ان عامل الانفراج الداخلي مفقود، وفي الوقت نفسه، ثبت حتى الآن ان العامل الخارجي، سواء من الشقيق او الصديق، ليس قادرا على فرض حل رئاسي من الخارج، وبَدا جلياً انّ أقصى ما في حوزته هو تكرار الاسطوانة القديمة الجديدة بما فيها من ترغيب بمساعدات وترهيبب بعقوبات، وأنه على المكونات السياسية في لبنان أن تتوافق فيما بينها على رئيس للجمهورية، علما ان الخارج القريب والبعيد على إدراكٍ تام بأنّ توافق اللبنانيين ميؤوس منه، ولا يمكن ان يحصل اصلا، بين خطوط سياسية متوازية لا تلتقي. في ظل هذه الصورة، بات محسوما انّ شهر آب الجاري، وعلى حد ما يقول مرجع سياسي لـ”الجمهورية” هو شهر ميت سياسيا ورئاسيا، حيث انه اضيف سلفاً الى اشهر التعطيل الرئاسي، كون مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان قد رحّلت الملف الرئاسي الى ايلول المقبل، وربطته بحوار سيطلقه بين المكونات السياسية. الا ان الامر نفسه، اي الاضافة الى اشهر التعطيل، سينسحسب حتما على شهر ايلول المقبل وما بعده، الا اذا حصلت معجزة مَكّنت لودريان من احداث خرق في الجدار الرئاسي”.

 

400 منزل مدمر بسبب اشتباكات عين الحلوة!

 الوكالة الوطنية للإعلام/الجمعة 11 آب 2023

أعلنت مديرة وكالة “الأونروا” الأممية في لبنان، دوروثي كلاوس، أن 400 منزل تدمر بسبب اشتباكات مخيم عين الحلوة، مؤكدة أن الوضع في المخيم لا يزال غير مستقر. وأفادت بأن الأعمال العدائية دفعت مئات العائلات للنزوح، وعاد بعضهم بالفعل إلى المخيم، متوقعة أن تكون الاشتباكات قد أسفرت عن دمار ما بين 200 و400 منزل داخل المخيم وفي المناطق المحيطة به. وأضافت أن مجمعاً مدرسياً تابعاً للأونروا يتسع لأكثر من 3000 طفل “عرض للانتهاك”، كما تعرضت منشآت أخرى تابعة للأمم المتحدة بما فيها مدارس أخرى ومركز صحي، لأضرار، معلنة “أننا ما زلنا غير قادرين على الوصول إلى كل مناطق المخيم بالكامل”.

 

هوكشتاين إلى بيروت قريباً

إذاعة صوت كل لبنان/الجمعة 11 آب 2023

كشف نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، عن قرب عودة الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان. وأضاف الفرزلي، في حديث إلى “صوت كل لبنان”: “الفوضى الأمنية والقرارات التي صدرت تخدم منطقًا واحدًا وهو ضرورة إعادة الحوار حول الحدود اللبنانية في الجنوب”، مشددا على أن “المطلوب لملمة كل التوترات، وإنتاج رئيس للجمهورية قادر وراغب بمواجهة الصراعات أن يذهب باتجاه صناعة استراتيجية دفاعية وصناعة اتفاقات مع الاقليم تمكن لبنان من أن يتحصّن داخل واقع أمني معيّن.”ورأى الفرزلي أن أي عقوبات تذهب باتجاه الاستحقاق الرئاسي ستؤدي إلى مزيد من تأزيم الأجواء وتدهور الوضع الأمني وغير الأمني وهذا الأمر لا يتناسب مع وضع لبنان.

 

انتخاب عبدالله درويش رئيساً لمجلس بلدية بيروت

 الوكالة الوطنية للإعلام/الجمعة 11 آب 2023  

تم انتخاب عضو المجلس البلدي عبد الله درويش رئيساً لمجلس بلدية بيروت خلفاً للرئيس السابق للبلدية المهندس جمال عيتاني، خلال اجتماع مجلس بلدية بيروت برئاسة نائب الرئيس المهندس ايلي اندريا بحضور محافظ بيروت القاضي مروان عبود. وشكر الرئيس الجديد عبدالله درويش أعضاء المجلس البلدي على ثقتهم “الغالية”، مؤكداً تصميمه على العمل بكل عزيمة ليكون عند حسن ظنّهم وحسن ظن أهالي بيروت وكل الساكنين فيها. واعتبر درويش ان “الظروف القاسية التي يمر بها لبنان جراء الإنهيار المالي والإقتصادي، تركت تداعيات سلبية جداً على البلدية وإمكاناتها وعلى قدرتها على الإستجابة لكل متطلبات المدينة على مختلف المستويات، لذلك سنعمل على تحديد الأوليات والعمل عليها بكل الإمكانيات المتاحة، بالتعاون مع الزملاء نائب الرئيس وأعضاء المجلس البلدي وسعادة المحافظ القاضي مروان عبود”. وأضاف درويش: “ان المعاناة والمشاكل كبيرة وتطال كل شوارع العاصمة وأحيائها، وبالتأكيد سنكون حاضرين في كل مكان ومع جميع أبناء المدينة، إلتزاماً منا بواجباتنا وإنطلاقاً من المهام الملقاة على البلدية في إطار عملها لما فيه مصلحة بيروت وأهلها. وكذلك إنطلاقاً من التزامنا الوطني المنسجم مع ترسيخ العيش المشترك والشراكة الوطنية وقِيَمُنا الإجتماعية”.

 

سلاح "الحزب" لن يُنزع... ماذا ستفعل المعارضة؟

مريم حرب/موقع mtv: /الجمعة 11 آب 2023

عرّى كوع الكحالة شحنات الأسلحة والذخيرة التي تدخل لبنان وتخرج منه بمواكبات مموّهة على عين ما يُسمّى بالدولة. الصدفة التي أدّت إلى سقوط الشاحنة ومحاولة تغطيتها من قبل المرافقين المسلّحين وتأخّر القوى الأمنية الشرعية بوضع يدها على مسرح الحادثة، أكّدت أوّلًا استباحة "حزب الله" للطرقات اللبنانية وسيطرته على قرار الدولة وتعريض حياة اللبنانيين للخطر المستمّر، وثانيًّا الرفض الشعبي العارم لمشروعه. لا ترابط بين حادثة قتل إلياس الحصروني في عين إبل وحادثة الكحالة سوى السلاح غير الشرعي وغياب الدولة، في ظل شدّ الحبال الرئاسي ومحاولات الخارج حضّ المسؤولين على انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن. تعمل قوى المعارضة على مواجهة مشروع "حزب الله" ورفض إيصال مرشحه إلى سدّة الرئاسة، في محاولة منها لمنع "الحزب" من السيطرة نهائيًّا على القرار في الدولة اللبنانية. ويوضح مصدر في المعارضة أنّ "هذه القوى تُترجم رفضها لمشروع "حزب الله" الإنقلابي على الدستور والدولة والمؤسسات بالسياسة من خلال رفضها مرشحه الرئاسي ورفضها أي تسوية معه، نتيجة للتجارب السابقة".ويُضيف المصدر، في حديث لموقع mtv: " مساحة المواجهة مع "حزب الله" هي المساحة المتعلقة بالدولة باللبنانية ومن هذا المنطلق لا تريد المعارضة ولن تسمح بأن تكون الدولة بعهدة الحزب". "الجبهة السياديّة من أجل لبنان"، من موقعها المعارض، وصّفت ما يحصل بأنّ "حزب الله يسعى لأمرين: الأوّل إفهام المجتمع الدولي بأنه هو الحاكم في لبنان وأي مفاوضة أو حوار تكون عبره من دون سواه كما فعل في الترسيم البحري. أمّا الأمر الثاني فهو يقول للبنانيين تشبهّوا بي واحملوا السلاح وكأنه يوجه دعوة للحرب". لذلك يؤكّد المصدر المعارض أنّ "الخطة الأساسية لمنع تمدّد الدويلة هي وصول رئيس جمهورية وسلطة تنفيذية غير خاضعة للحزب".

ويلفت إلى أنّ سحب السلاح من يد "حزب الله" مسألة غير ممكنة الآن"، ويقول: "الممكن هو رفع يد الحزب عن الدولة ومؤسساتها وهذا بحد ذاته يُعيد خلق المساحة الفاصلة بين مشروع الدولة ومشروع الدويلة". ويردف المصدر: "المهم الآن عدم الاستسلام والخضوع والتطبيع بانتظار الظروف التي تسمح بنزع هذا السلاح، وحتى ذلك الوقت لن نرضخ لا من قريب ولا من بعيد وسنعمل على تحرير لبنان وتمكينه من استعادة مقوّماته السياديّة". هدأ الوضع على كوع الكحالة لكّن النفوس محقونة، والانقسام عمودي في البلد. ستتخذ الأحداث في الأيّام المقبلة منحى تصاعديًّا، وهل يُؤخذ بالأمن ما لم يُؤخذ بالسياسة؟

 

متى يقول "الحزب" للمسيحيّين: "في مجال نتعرّف؟"

داني حداد/موقع mtv/الجمعة 11 آب 2023  

تطرح حادثة الكحالة إشكاليّةً قديمة جديدة هي مدى فهم وتفهّم حزب الله لـ "النفَس" المسيحي. هناك من ينظر الى المسيحي كـ "نعنوع". وهذه صورة نمطيّة قديمة سقطت مراراً، في الحرب وبعدها. وهناك من يعيد التهمة القديمة، وقد سمعناها كثيراً في اليومين الماضيين: عمالة، وصهيونيّة ويهود الداخل، الى ما هنالك من مفرداتٍ شبيهة. هذه التهمة مرفوضة أيضاً، خصوصاً أنّ ما من لبنانيٍّ يراهن اليوم على إسرائيل، كما أنّ العمالة لها شملت في السابق الطوائف كلّها، و"ما حدا أحسن من حدا" في هذا المجال. ويخطئ حزب الله، عبر قياديّيه ومناصريه، حين ينظر أحياناً بتعالٍ الى المسيحيّين، مهدّداً إيّاهم بقوّتَي السلاح والعدد. هذه النظرة هي التي عزّزت التطرّف المسيحي، وأفقدت الحزب بيئته المسيحيّة الحاضنة، وأضعفت حلفاءه المسيحيّين. إذا استطلعنا آراء المسيحيّين لوجدنا أنّ غالبيّتهم الساحقة تفضّل إلغاء حزب الله من الوجود. هذه مسؤوليّة الحزب، إذ فشل في مهمّة التواصل مع الوجدان المسيحي. تحالفه مع "التيّار" مكّنه، مرحليّاً وجزئيّاً، من محاكاة الوجدان المسيحي، قبل أن يتحوّل الاتفاق الى تبادل مصالح، فقط لا غير. حوارهما اليوم على طريقة: "شو بتعطيني وشو باخد". ما سبق كلّه عزّز النزعة التقسيميّة لدى المسيحيّين. كثيرون منهم فقدوا الأمل في التعايش مع بيئة الحزب، وباتوا يفضّلون التقسيم. هذه أيضاً مسؤوليّة "الحزب" الذي دفعهم الى هذا الخيار. على حزب الله أن يتعرّف الى المسيحيّين. أن يكتشف كيف يعيشون، وكيف يفكّرون، وممّ يخافون. عليه أن يحترم عاداتهم كي يحترموا خصوصيّاته. عليه أن يمنع بعض الأغبياء الذين يهينون المسيحيّين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. عليه أن يدرك أنّ مهاجمة زعيمٍ مسيحيّ تقوّيه ولا تضعفه. وعليه أنّ يعرف أنّ المسيحيّين هم امتداد لتاريخ وحضارة وقيم ورسالة وإرساليّات وأدباء وعباقرة في أكثر من مجال. وهم ليسوا، فقط، مرتادي ملاهٍ وشواطئ، ولو أنّ هذا لم ولن يكون عيباً. فالمسيحيّون يشربون الكحول ولا يخجلون، وإن أحجموا عن الصوم لا يكذبون. وهم ليسوا حزباً واحداً، ولا يتبعون زعيماً واحداً. ولا يمكن اختصارهم بأحاديّة أو ثنائيّة. لا يعود لبنان لبناناً إن لم يلوّنه المسيحيّون، وإن لم يضعوا فيه بصمتهم، في أكثر من ميدانٍ تفوّقوا فيه. وهم سيبقون متنوّعين، متحرّرين. ويقول التاريخ إنّهم كانوا مقاومين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يستطيع الجيش اللبناني منع صراع بين حزب الله والمسيحيين؟

حنين غدار/معهد واشنطن/11 آب 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121097/121097/

بالنظر إلى سلوك الجيش خلال المواجهة الأخيرة وتصاعد الغضب المسيحي تجاه حزب الله ، يجب على واشنطن أن تفكر في ضبط مساعدتها للجيش اللبناني ، وقطع الوحدات غير الملتزمة بحماية الشعب.

في الأسابيع الأخيرة ، أدت سلسلة من الحوادث الأمنية بين الطائفة المسيحية المارونية في لبنان وحزب الله إلى زيادة احتمال عدم الاستقرار الداخلي. إذا استمر هذا الاتجاه ، سيحتاج الجيش اللبناني إلى لعب دور حاسم في منع التصعيد الكبير وحماية المدنيين. على الرغم من وجود تفاهم عام في لبنان وواشنطن على أن القوات المسلحة اللبنانية لن تلاحق حزب الله ، لا يزال من المتوقع أن يحمي الجيش الناس من تصاعد العنف الذي تثيره الجماعة ومواجهة العناصر المسلحة الأخرى بشكل مباشر (على سبيل المثال ، الفصائل الإسلامية الفلسطينية. مرتبطة بالاشتباكات الأخيرة في عين الحلوة ، وهي مسألة ستتم تغطيتها في مقالات مستقبلية).

تسلط أحداث هذا الأسبوع في المجتمع المسيحي في الكحالة الضوء على أولويات الجيش اللبناني. في 9 آب / أغسطس ، كانت شاحنة تابعة لحزب الله محملة بالأسلحة تمر عبر القرية القريبة من بيروت في طريقها من البقاع عندما انقلبت أمام كنيسة. هرع عناصر حزب الله إلى مكان الحادث وحاصروا الشاحنة وحاولوا منع السكان المحليين من الاقتراب. ومع ذلك ، بدلاً من البقاء كما يفعلون عادةً في المواقف التي تتعلق بحزب الله ، أصر السكان على التحقيق ، مما أدى إلى معركة بالأسلحة النارية أدت إلى مقتل شخصين ، أحدهما عضو في حزب الله.

وإدراكًا منهم أن الوضع يمكن أن يتصاعد أكثر ، فر عناصر حزب الله من مكان الحادث ، وتركوا الجيش اللبناني يتولى زمام الأمور. ومع ذلك ، استمرت المواجهة - حيث قام أفراد الجيش بإخراج الشاحنة من الشارع ، وحاول السكان الغاضبون إيقافها ، مطالبين الجنود بالسماح لهم برؤية الشحنة ومطالبتهم بالقبض على الجناة الذين أطلقوا النار على المواطن فادي بجاني. وبدلاً من ذلك ، دفعهم الجنود بعيدًا ، ومنعوا المراسلين الموجودين في المكان من التصوير ، واستمروا في إزالة الشاحنة ومحتوياتها.

في اليوم التالي ، أصدر الجيش اللبناني بيانًا أكد فيه احتواء الشاحنة على أسلحة. لكنها لم تذكر تورط حزب الله ولم تذكر ما إذا كانت الشحنة ستُعاد إلى الجماعة. القاضي العسكري فادي عقيقي يحقق الآن في الحادث. وبالنظر إلى العلاقات الوثيقة للمحكمة العسكرية مع حزب الله ، فمن المحتمل أن تعاد الشحنة.

الجيش اللبناني عند مفترق طرق

الكحالة ليست أول حالة اشتباكات بين المسيحيين وحزب الله. في حالة مماثلة في أغسطس / آب 2021 ، أوقف سكان بلدة الشوية الدرزية شاحنة تابعة لحزب الله كانت تستعد لإطلاق صواريخ على إسرائيل بعد عمليات إطلاق أخرى في وقت سابق من ذلك اليوم. بعد ذلك ، أعيدت القاذفة إلى حزب الله. بعد شهرين ، اقتحم حزب الله حي الطيونة المسيحي في بيروت كتحذير للسلطات التي تحقق في كارثة ميناء بيروت عام 2020 ، والتي تضمنت مزاعم بأن الميليشيا كانت تسحب نترات الأمونيوم المتفجرة المخزنة هناك. الطيونة رمزية لأنها المكان الذي بدأت فيه الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 ، لذلك كانت رسالة حزب الله واضحة: استمرار التحقيق قد يؤدي إلى حرب أهلية. في الآونة الأخيرة ، يُشتبه في قيام حزب الله باغتيال إلياس حصروني - عضو ما يسمى بـ "القوات اللبنانية" ، وهو حزب سياسي مسيحي - في وقت سابق من هذا الشهر.

أدى تراكم الإحباط من هذا السلوك إلى زيادة العداء ضد حزب الله في الشارع وفي مواقع التواصل الاجتماعي ، وبالنسبة للعديد من اللبنانيين ، يبدو أن حادثة الكحلة قد كسرت جدار الخوف المحيط بحزب الله. يطالب المزيد من المدنيين وقادة المجتمع المسيحيين الآن برد مسلح وتدابير للدفاع عن النفس.

لاحتواء العنف المحتمل ومنع حدوث انفجار أمني ، يجب على الجيش اللبناني أن يقوم بعمله الأساسي المتمثل في حماية الشعب اللبناني. إذا رفضت معالجة هذا الواجب بجدية ، فستكون النتيجة المزيد من الجماعات المسلحة والمزيد من الاشتباكات في الأحياء. بدأت الجماعات المسلحة المستقلة بالفعل في التشكل في الأحياء المسيحية وتتولى الأمن بأيديها - وهو تطور يحتمل أن يكون خطيرًا نظرًا لظهور فصائل مثل جنود الرب (جنود الرب) ، التي تتبنى خطابًا طائفيًا قويًا وطائفة بعيدة. الأجندة الاجتماعية الصحيحة. لا يزال من السابق لأوانه التكهن بما إذا كانت هذه العناصر ستهاجم الأحياء الشيعية أو تنخرط في أشكال أخرى من العنف ، لكن النمو المتزايد لشعبيتها يمكن أن يشكل مشاكل لأولئك الذين يأملون في الحفاظ على السلام.

إن ميل القوات المسلحة اللبنانية إلى ترك مرتكبي حزب الله يفلتون من مأزقهم أو التحريض على أنشطتهم ينبع جزئياً من عقيدة لبنانية رسمية تبنتها الحكومات المتعاقبة. لسنوات ، سمحت صياغة "الشعب والجيش والمقاومة" لـ "مقاومة" حزب الله بالتمسك بسلاحها (في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 ، الذي دعا إلى نزع سلاح جميع الكيانات غير الحكومية) ، في جميع أنحاء البلاد بحرية ، واستخدام الأحياء السكنية كدروع بشرية ضد الأعمال العسكرية الإسرائيلية دون أي محاسبة. من الضروري أن يكون رئيس لبنان المقبل قادراً على تشكيل حكومة يمكنها تحدي هذه العقيدة وتتبع استراتيجية دفاعية تحرر الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى من قيود تمكين حزب الله. من خلال توجيه تنفيذي وتشريعي واضح ، سيتم تخويل الجيش اللبناني للتصرف - أو الضغط عليه للقيام بذلك إذا ثبت أنه متردد.

في كلتا الحالتين ، أظهرت حادثة الكحلة أن الجيش اللبناني لم يعد قادرًا على لعب لعبة إرضاء كل من مموليه الأساسيين في واشنطن ورفاقه الغريبين في حزب الله (وبالتالي رعاة الميليشيا في إيران) دون عواقب. إن الاستمرار في هذا النهج لن يؤدي إلا إلى تدمير ثقة الناس المتآكلة في الجيش ، ودفع المزيد من السكان المحليين لأخذ الأمن بأيديهم كما فعلوا في الكحالة.

قد يعتقد قائد الجيش اللبناني جوزيف عون أن رد الجيش على هذا الحادث سيعزز دعم حزب الله لمرشحته الرئاسية ، لكن الحقائق على الأرض تشير إلى خلاف ذلك. من المرجح أن يؤدي سلوك الجيش اللبناني في الكحلة إلى تقويض دعمه بين الجماهير والقادة المسيحيين الرئيسيين ، ولا سيما القوات اللبنانية وحزب الكتائب. ولم يتغير موقف حزب الله من مستقبل عون السياسي بعد أن استولى الجيش اللبناني على أسلحة من سكان الشوية وأعادها في عام 2021 ، لذلك لا يتوقع مثل هذا التحول اليوم.

في الواقع ، يريد حزب الله الآن المزيد من القوات المسلحة اللبنانية - فهو يهدف إلى تولي جميع القرارات الأمنية والعسكرية ، بما في ذلك من يتم تعيينه في المناصب الرئيسية وكيفية استجابة الأفراد للحوادث المحلية. وبالتالي ، فإن الجيش اللبناني يقف عند مفترق طرق: وسط تزايد الاستياء المسيحي من حزب الله واتساع الفراغ في مؤسسات الدولة ، سيتعين على الجيش أن يقرر ما إذا كان سيحمي الشعب أو الميليشيا.

التداعيات السياسية المحلية

قد تؤثر حادثة الكحالة على المحادثات الجارية بين حزب الله والزعيم المسيحي جبران باسيل ، زعيم التيار الوطني الحر ، بشأن الرئيس المقبل ، وإن كانت درجة عدم اليقين. لم يشهد قادة حزب الله أبدًا مثل هذا الاستياء من الناس - معظمهم من المسيحيين ، الذين كانوا منقسمين دائمًا حول الجماعة.

بعد الحادث ، أصدر كل من حزب الله وباسيل بيانات عن إطلاق النار. وأثار تصريح حزب الله - بأن ميليشيا مسيحية هاجمت عناصره - انتقادات علنية من عضو التيار الوطني الحر سيزار أبي خليل ، الذي قال إنه "يتعارض مع الحقيقة" ودعا إلى مناقشة حول تسليم الجناة. من المحتمل أن تكون تصريحاته نابعة من حقيقة أن أحد الضحايا كان مقربًا من التيار الوطني الحر ، مما جعل الحزب غير قادر على تجاهل الغضب في الشوارع. لكن بيان باسيل الرسمي أيد موقف حزب الله.

في نهاية المطاف ، يبدو أن الحادث وحد الشارع المسيحي ضد حزب الله ، وبالتالي قد يضعف شركاء الجماعة المسيحيين - ليس فقط عون ، ولكن أيضًا مرشح الميليشيا المفضل ، سليمان فرنجية. حتى الآن ، اتهم حزب القوات اللبنانية حزب الله بقتل مدني في الكحالة ، في حين قدم زعيم الكتائب سامي الجميل تصريحات أكثر قوة وواسعة: "ماذا لو احتوت الشاحنة على متفجرات ، لو كان الحادث قد تسبب في انفجار ضخم ومئات" من الناس قتلوا؟ لسنا مستعدين للتعايش مع ميليشيا مسلحة في لبنان. ستكون هناك إجراءات عملية ، وستتخذ اجتماعات معارضة وقرارات ".

تعكس هذه العبارات غضبًا حقيقيًا داخل المجتمع المسيحي ، على الرغم من أن هذا الاستياء ليس جديدًا. يتزايد الكراهية تجاه حزب الله منذ أن هاجم الناس في أيار / مايو 2008 بغزو شوارع بيروت وحصار منزل رئيس الوزراء - وهو أمر لم يفعله من قبل. وأوضح هذا الحادث لكثير من المواطنين أن الميليشيا أوقفت حربها مع إسرائيل وأنها توجه أسلحتها ضد الشعب اللبناني وأهداف أخرى. ثم جاءت الحرب السورية ، التي فقد فيها حزب الله مصداقيته كمجموعة "مقاومة" بين الطائفة السنية اللبنانية وبعض الفئات الأخرى. جاءت أكبر ضربة لصورته في عام 2019 ، عندما قرر حزب الله حماية الطبقة السياسية الفاسدة من الاحتجاجات الشعبية الجماهيرية. وشكل انفجار المرفأ عام 2020 ضربة أخرى ، خاصة بعد أن هدد رئيس أمن حزب الله وفيق صفا ، علانية ، طارق بيطار ، القاضي الذي يقود التحقيق.

واليوم ، يبدو أن معظم المواطنين - بما في ذلك العديد من الدوائر الشيعية الأساسية لحزب الله - ينظرون إلى الجماعة على أنها قوة احتلال إيرانية ويعتبرون روايتها "المقاومة" غير ذات صلة. قلة هم الذين يعتقدون أن أسلحته ضرورية لتحرير لبنان أو حتى حمايته.

دور الولايات المتحدة

تمنح حادثة الكحالة واشنطن فرصة أخرى لاستخدام مساعدتها الوافرة للجيش اللبناني كوسيلة ضغط لضمان المساءلة. على وجه الخصوص ، يجب على المسؤولين الأمريكيين الاستفسار عن رد الجيش على إطلاق النار ، ومكان وجود الشاحنة ، وأي خطط قد تكون لدى القضاء العسكري لإعادة الأسلحة إلى حزب الله.

على نطاق أوسع ، يجب على واشنطن النظر في هيكل مساعدتها العسكرية للجيش اللبناني وتحديد الوحدات التي تستحق بالفعل هذه المساعدة وأيها لا تستحق. على سبيل المثال ، كان أداء وحدة الجيش اللبناني التي استجابت لاشتباكات الطيونة عام 2021 أفضل من أداء الوحدة في الكحلة. وفي الطيونة ، قام الجيش بحماية الحي وسكانه من خلال حماية السكان المحليين من دخول المسلحين إلى المنطقة واعتقال عناصر مسلحة من الجانبين فيما بعد. تم اختيار هذا النهج عمدًا من قبل القائد على الأرض وربما تم تنسيقه مع عناصر قيادة القوات المسلحة اللبنانية. تحتاج هذه الوحدات والقادة إلى الحماية والمساعدة والتشجيع ، بينما يجب ألا يستفيد أولئك الذين يقفون إلى جانب حزب الله ضد المدنيين من المساعدات الأمريكية.

علاوة على ذلك ، فإن بعض مؤسسات القوات المسلحة اللبنانية - مثل المحاكم العسكرية ومخابرات الجيش - مخترقة وسيطرة من قبل حزب الله أكثر من غيرها. المساعدة الأمريكية لهذه المؤسسات يمكن أن تخدم مصالح الميليشيات أكثر من قدرات الجيش واستقرار لبنان. يجب على واشنطن أيضًا أن تولي اهتمامًا إضافيًا للتعيينات العسكرية والأمنية ، لأن هذه التعيينات تلعب دورًا رئيسيًا في جهود حزب الله لتولي صنع القرار في هذا القطاع.

*حنين غدار هي زميلة فريدمان في معهد واشنطن ومؤلفة كتاب "أرض حزب الله: رسم خرائط الضاحية والجماعة الشيعية في لبنان".

 

لبنان أو إلاحتضار الذي ينهي ولا ينتهي

شارل الياس شرتوني/09 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121073/121073/

إن الاجتماع الهزلي الذي عقد في الديمان بحضور بعض أعضاء حكومة تصريف الأعمال، وملابسات فراغ حاكمية مصرف لبنان، ورمي الملف الجنائي والقضائي العائد لتفجير مرفأ بيروت إلارهابي في سلة المهملات وسط تواطاءات سياسية وقضائية بينة، ومعارك توحيد الساحات التي ظهرتها حرب المخيمات، وإسقاط ملف التهجير السوري من دائرة التداول، والتلاعب الوقح بالمهل والصلاحيات الدستورية العائدة للانتخاب الرئاسي ومداخلة حكومة تصريف الاعمال، ما هي إلا مؤشرات تظهر تداعي الكيان الوطني والدولتي الذي لم يعد سوى تورية لسياسات النفوذ الشيعية التي تديرها إيران.

لقد أعادنا إجتماع الديمان الى مهزلة إتفاق مار مخايل ومقايضاتها التي أسست لإنهيار المد الاستقلالي الذي نشأ مع ثورة الارز، والإتفاق الرباعي الذي أعاد تركيب إختلالات قديمة في مرحلة جديدة، وإنتخاب ميشال عون،الى واقع تصفية السيادة اللبنانية، وتحويل الدولة الى كيان إسمي يستعمل غطاء لسياسات إنقلابية متوالية. لقد وصلت سياسة إلانقلاب الشيعية الى قلب الممانعة السيادية التي شكلتها بكركي في مرحلة البطريرك نصرالله صفير. إن كل المبررات التي يعطيها البطريرك بشاره الراعي ليست الا غطاءات رثة لتغطية سياسة انقلابية تعتمد المناورة، والكذب نهجًا من أجل الدفع قدمًا بخياراتها وفرض ترشيحاتها.إن مهزلة انعقاد مجلس الوزراء في المقر الصيفي للبطريركية المارونية على مفارقاتها الدستورية والسياسية، تنبئنا عن واقع التفكك المديد والنافذ الذي طال الحياة السياسية، والتآكل الذي أصاب الديناميكية الكنسية المجمعية غداة إنتخابه بطريركًا.

تظهر مسألة نهاية ولاية حاكمية المصرف المركزي الالتباسات التي تكتنف سياسة النفوذ الشيعية التي وضعت يدها على القرار المالي في البلاد (وزير المالية، المدعي العام المالي، حاكم المصرف المركزي ولجنة المال النيابية من خلال ابراهيم كنعان). المعادلات المالية مقفلة مع متابعة سياسة الاقتراض التي أسست لسياسة النهب المنهجي للودائع على خط التواصل بين جمعية المصارف، والبنك المركزي والحكومات والمجالس النيابية المتعاقبة. ليس سرًا أن متابعة سياسة الاقتراض من المصرف المركزي لتمويل رواتب القطاع العام ومندرجاتها الزبائنية والريعية والحيازية، وغياب السياسات إلاصلاحية لجهة إنهاء التضخم الوظيفي السرطاني، والمصاريف العامة المفخخة، وسياسات شفط ما تبقى من أموال المودعين من خلال منصة صيرفة وتعاميم مصرف لبنان، والسوق السوداء والتهريب على أنواعه، وإقتصاد الجريمة المنظمة المتوازي، وتعمم التبادل المالي الكاش، وإبقاء الهيكليات المصرفية على حالها خارجًا عن أية خطة إصلاحية تقلص هذا القطاع الذي لا دور له سوى تأمين المداخيل الريعية وتبييض أموال الجريمة المنظمة والإرهاب، لحساب قطاع مصرفي منتظم على قاعدة مقررات بازل، ومرتبط بشكل عضوي بالسياسات الانمائية على إختلاف أوجهها، الصناعية والزراعية والتربوية والاستشفائية والبيئية…،.هذا لن يتم من خلال موظف مرتبط بسياسة النفوذ الشيعية، بل من خلال تطبيع الوضع السياسي عبر انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة حول برنامج إصلاحي بنيوي قائم على تثبيت الاستقرار السياسي، وإعادة هيكلة النظام المالي والاقتصادي والقضائي، وإحترام مبدأ فصل السلطات، وسلطة دولة القانون. أما الحل المرحلي لرواتب القطاع العام، فيتطلب تأمين الموارد الضريبية السوية، وإقفال المعابر الحدودية على التهريب والاقتصاد غير المشروع، وضبط إيرادات الجمارك، ووقف الافتاء الجعفري لحساب تشريعات دولة القانون (خلافًا لفتاوى صادق النابلسي وأحمد قبلان بشأن التهريب)، ووضع حد لنهب الإدارات اللبنانية العامة من قبل المافيات الشيعية وأصنائها.

لقد تظهرت مسألة نسف المسار الجنائي والقضائي لجريمة المرفأ إلارهابية خلال الذكرى الثالثة التي أحالتنا الى الاقصاء الإرادي لهذا الملف بكل جوانبه، لحساب سياسة قهر وإذلال متعمدة. تقع المراهنة على العدالة اللبنانية في سياق سياسة التضليل، والاستسلام للسياسات التي تقف وراء هذا العمل الإرهابي، وما انطوت عليه من إسقاط للتحقيق بشقيه الدولي والمحلي، ومسلسل إلاغتيالات المتوالية، والتدخل السافر في عمل القضاء اللبناني، والحؤول دون أي نقاش ومساءلة داخل البرلمان. لا إمكانية لأي خرق جدي في حيثيات هذا الملف خارجًا عن تدويل الجريمة على تقاطع أعمال إستقصائية، وقانونية، وقضائية.

معارك المخيمات الفلسطينية متغير ثابت في مجال تدمير الكيان الوطني والدستوري للدولة اللبنانية لحساب سياسات النفوذ الدولية والإقليمية منذ ما يقارب السبعة عقود. أما الجديد مع هذه المعركة فهو استعمال الفصائل الفلسطينية لهدفين متوازيين، قلب موازين القوى في المخيمات لصالح التيارات الاسلامية بالتواتر مع إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية، في محاولة لاحتواء سياسة التسوية المزمعة من خلال مبادرة أميركية-سعودية مستحدثة، وغداة تبدد سياسة التطبيع السعودية-الإيرانية. لبنان كما في زمن التحالف بين الفصائل الفلسطينية واليسار خلال الحرب (١٩٧٥-١٩٩٠) ، ليس سوى ساحة تصريف لنزاعات تستحثها الديناميكيات النزاعية الإقليمية. لا سبيل لأي إستقرار سياسي داخلي خارجًا عن إستئصال الدوامات النزاعية الإقليمية من تضاعيف السياسة اللبنانية وسياقاتها. إن الابقاء على الفراغات الدستورية ومحاولة تطويعها لأولويات سياسات النفوذ، هو نهج إرادي يستهدف إرساء آلية تآكل تنهي الكيان الدولتي اللبناني على نحو تدرجي وثابت يختصر أهداف سياسة النفوذ الشيعية. من ناحية أخرى، لقد أدخل التهجير السوري متغيرا جديدًا على الديناميكيات النزاعية في البلاد، لجهة كثافته وتمدده، وتردداته الديموغرافية والسياسية والأمنية، والتعامل معه على قاعدة الاستثناءات السيادية التي دمرت لبنان على مدى العقود السبعة الماضية. إن إسقاط مسائل الاستثناءات السيادية والسلاح غير الشرعي في المخيمات الفلسطينية والتموضع السوري داخل النسيج اللبناني من المفكرة السياسية، سوف يضاعف عوامل التفكك البنيوي الذي يصيب الاجتماع السياسي على إختلاف مندرجاته.

مسألة الانتخاب الرئاسي تلازم مسألة دستورية أكثر شمولية لجهة إستعادة الدولة اللبنانية لحيثياتها الدستورية، والجيو-سياسية، والمعنوية، وإستقلاليتها عن محاور النفوذ الداخلية والخارجية. إن ربط الاستحقاق الرئاسي بحسابات سياسة النفوذ الإيرانية وأولوياتها المتحركة والتسليم باملاءاتها، يدخلنا في سياق تثبيت سياسة الهيمنة الشيعية، وترسيخ واقع الأزمات الكيانية والدستورية والمالية التي سوف تقضي على ما تبقى من قدرة على إحياء الدولة، وإستعادة المبادرة من خلال عمل المؤسسات، والتواصل الديموقراطي المهدد بالاغتيالات المتوالية التي ترافق سياسة الأبواب الموصدة والخيارات المقفلة. إن سياسة البلد الرهينة المبنية على سياسة أخذ الرهائن الملازمة للإرهاب الدولتي الإيراني، والمناورات السياسية المضللة لم تعد تجدي في واقعنا ولا مجال للتعايش معها.

 

لماذا أطلقت السعوديّة إنذارها في لبنان؟

محمد قواص/أساس ميديا/السبت 12 آب 2023

كثيرة هي التفسيرات التي تدفّقت بشأن البيان السعودي الذي، على خلاف بيانات الدول الأخرى، لم يحذّر الرعايا السعوديين في لبنان من الاقتراب من مناطق الاشتباكات فحسب، بل كان سبّاقاً في طلب مغادرتهم لبنان فوراً. كانت بعثات أجنبية قد سرّبت قبل ذلك تعاميم داخلية تنصح بتوخّي الحذر، غير أنّ تطوّرات مخيّم عين الحلوة اضطرّت سفارات عديدة إلى رفع مستوى التحذير إلى أشكال علنية.

قراءة ما بين السطور

تعترف مصادر سعودية أنّ لبيان المملكة حيثيّات خاصّة استدعت "إخلاء" لبنان من السعوديين على الرغم من قلّة أعدادهم في البلد. وعلى الرغم من أنّ المصادر لا تفصح عن الحيثيات المباشرة وتحيل الأمر إلى "أسباب أمنيّة"، فإنّ جهات في الرياض نصحت بالقراءة ما بين السطور وتأمُّل المشهدين الإقليمي والدولي بدقّة.

وفق الحدث وخلفيّاته، فإنّ لبنان لم يتوقّف عن كونه ميداناً مفتوحاً لتبادل الرسائل، بما فيها تلك الجديدة أو المتوقّعة. ومع أنّ مصادر أمنيّة لبنانية وفلسطينية أكّدت أنّ ما جرى في مخيّم عين الحلوة لم ولن يتجاوز حدود المخيّم، غير أنّه يُستنتج من الموقف السعودي أنّ الأمر لا يتعلّق بحدث المخيّم فقط، خصوصاً أنّ البيان السعودي صدر بعد أكثر من 48 ساعة على قرار وقف إطلاق النار ووقف الاشتباكات في تلك المنطقة.

تعترف مصادر سعودية أنّ لبيان المملكة حيثيّات خاصّة استدعت "إخلاء" لبنان من السعوديين على الرغم من قلّة أعدادهم في البلد

تنصح بعض المصادر بمراقبة ما يصدر في لبنان عن منابر قريبة من الحزب من تحوُّلٍ في المواقف تجاه السعودية ودول الخليج. ولئن ما زال الحزب ملتزماً رسمياً (وربّما بضيق وعلى مضض) بمخرجات اتفاق بكين بين السعودية وإيران الذي تمّ في 10 آذار الماضي لجهة وقف الحملات التي درج الحزب على شنّها ضدّ الرياض، إلا أنّ شخصيات سياسية وناشطين إعلاميين يتحرّكون وفق مزاج الحزب بدأوا يرسلون سهاماً تحمّل المملكة والخليج مسؤولية الأزمة الاقتصادية والرئاسية في لبنان. تلفت المصادر إلى إعلان السفير الإيراني في الرياض، علي رضا عنايتي، أنّ السعودية قد أجّلت فتح سفارتها في طهران "إلى وقت مناسب". وعلى الرغم ممّا يفترض أن يكشفه هذا الإعلان، إضافة إلى أنباء عن وقف أعمال ترميم السفارة السعودية في دمشق، من تعكّر روح اتفاق بكين، غير أنّ اللهجة الرسمية السعودية والإيرانية بقيت محافظة على لغة لا توحي بانهيار رسمي للأجواء التي أشاعها الاتفاق الذي أشرفت الصين على ولادته.

بيروت ساحة للتعبير

ما لا يمكن الإفصاح عنه في طهران والرياض من السهل التعبير عنه في بيروت وداخل الأراضي اللبنانية. وإذا ما اقتصرت التعبيرات في دوائر الحزب على الهمس الخافت، فإنّ لبنان هو المكان المرشّح لإرسال رسائل إيرانية ساخنة إلى السعودية إذا ما استدعى التدهور في ملفّات النزاع ذلك. ولئن تدفع طهران بمؤشّرات إلى الرياض بشأن قدرتها على التهويل في ملفّ اليمن وحقل الدرّة السعودي الكويتي وحتى تعثّر ترسيم الحدود بين العراق والكويت، فإنّ تعطّل التعامل مع "الملحق السوري" في اتفاق بكين مناسبة لتعويم أخطار أمنيّة ضدّ مصالح السعودية في لبنان.

لا يمثّل بيان التحذير السعودي خروجاً عن المألوف أو ما اعتمدته المملكة في السنوات الأخيرة للتعامل مع لبنان. لا بل إنّ سطور البيان تردع تطبيعاً مقنّعاً (قد يوحي به توافد مواطنين سعوديين إلى لبنان) مع "أمر واقع" ترفض الرياض القبول به والتعامل معه. وإذا ما جاهر الأمين العام للحزب  قبل أشهر بالعتب على السعودية لـ "عدم إنقاذ" لبنان، فإنّ أحد حلفاء الحزب "غرّد" قبل أيام شاتماً الخليج في هذا الصدد، فيما تحدّث ناشط إعلامي قريب من الحزب في تغريدة عن "الشوق إلى المسيّرات المباركة". يكشف الأمر الأجواء الجديدة الموحى بها لاستعادة اللهجة العدائية ضدّ الرياض والخليجيين. والسلطات السعودية في تحذيرها لرعاياها إنّما تبعث برسائل إلى السعوديين تذكّر فيها بالسياسة المعتمدة لجهة عدم تشجيع زيارة لبنان في ظروفه السياسية الراهنة التي لا توفّر ضمانات أمنيّة لهم حتى لو أكّد رئيس الحكومة ووزير الداخلية في لبنان ذلك.

تنصح بعض المصادر بمراقبة ما يصدر في لبنان عن منابر قريبة من الحزب من تحوُّلٍ في المواقف تجاه السعودية ودول الخليج

تحذير أمنيّ بامتياز

التحذير السعودي، وفق بعض المعلومات، هو أمنيّ بامتياز وله حيثيات أمنيّة معيّنة لا تودّ الرياض الكشف عنها. تقول مصادر مطّلعة في الرياض إنّ التحذير موضعي مؤقّت وليست له أيّة مفاعيل سياسية تزيد عمّا هو معروف ومعلن في سياسة المملكة حيال لبنان، بما في ذلك مشاركتها الحيوية في المشاورات الإقليمية الدولية في باريس وفي الدوحة التي شهدت أخيراً اجتماعاً خماسياً بين ممثّلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر. وتؤكّد المصادر أنّ التحذير الذي جاء سابقاً على خلفية التوتّرات الأمنية في بعض مناطق لبنان (عين إبل والكحّالة وغيرهما) لم يقُم على معلومات مسبقة في هذا الشأن.

تضيف المصادر أنّ التحذير لا يؤثّر بتاتاً على أنشطة السفير السعودي في بيروت وليد بخاري أو على خططه في التواصل مع الحكومة اللبنانية والتيارات والفعّاليات السياسية في البلد أو على حجم الطاقم الدبلوماسي العامل في السفارة. وتقول المصادر إنّ التحذير السعودي صدر بناء على معلومات و"تقدير موقف"، وكان هدفه حماية المواطنين السعوديين لا إثارة أيّ قلق داخل لبنان. وتضيف أنّ تبادلاً روتينياً للمعلومات الأمنيّة داخل دول مجلس التعاون الخليجي كان وراء صدور بيانات تحذيرية خليجية متعدّدة المستويات من الدول الخليجية كافّة.

 

 كوع الكحّالة: ما تبقى من "شاحنة" الدولة..

زياد عيتاني/أساس ميديا/السبت 12 آب 2023

بدايةً لا بدّ من تأكيد ثلاثة أمور:

1- أنّ الجيش اللبناني سيعيد الصناديق التي ضُبطت في شاحنة الكحّالة إلى الحزب من دون أيّ نقصان أو محضر مسجّل.

2- أنّ الحزب سيواصل نقل السلاح عبر طريق بيروت - دمشق الدولية في الأيام والساعات المقبلة، وعبر غيرها من الطرقات وفقاً لاحتياجاته اللوجستية والأمنيّة. وجُلّ ما يمكن أن يطرأ من تعديل أنّه سيزيد العناية باختيار نوع الشاحنات وكفاءة من سيقود تلك الشاحنات.

3- أنّ القضاء اللبناني، وتحديداً القضاء العسكري، لن يتحرّك تجاه ما حصل في الكحّالة، وإن تحرّك فسيكون تحرّكاً صوريّاً لا يُقدّم ولا يؤخّر، وسيتّخذ قراراً واحداً يقضي باحتساب من سقط قتيلاً أو جريحاً ضحيّةً من ضحايا الفداء والتضحية من أجل الوطن.

لماذا تستغربون؟

ليس مستغرباً أن ينقل الحزب السلاح عبر الشاحنات الكبيرة والصغيرة والمتوسّطة على كلّ طرقات لبنان الدولية وغير الدولية. والشاحنة التي تعرّضت لحادثة عند كوع الكحّالة بعد ظهر يوم الأربعاء الفائت ليست الأولى، ومن المؤكّد أنّها لن تكون الأخيرة.

المستغرَب هو حجم المفاجأة التي عبّر عنها السياسيون من نواب ورؤساء أحزاب وشخصيّات مستقلّة، ومعهم فئة كبيرة من اللبنانيين، من جرّاء حادثة الشاحنة، واكتشافهم أنّها محمّلة بذخائر للحزب. تعامل كلّ هؤلاء مع الحادثة وكأنّهم اكتشفوا أمراً غريباً من خارج كلّ السياقات المعروفة ونجحوا في فضح سرّ عظيم يحاول الحزب التستّر عليه وإخفاءه. الأمين العامّ للحزب والكثير من قياداته أكّدوا في مناسبات عديدة امتلاكهم السلاح والصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة والمسيّرات. لا بل شدّد نصر الله في إحدى إطلالاته على أنّ من تسوّل له نفسه من اللبنانيين وغير اللبنانيين المساس بسلاح الحزب ستُقطع يده.

ليس مستغرباً أن ينقل الحزب السلاح عبر الشاحنات الكبيرة والصغيرة والمتوسّطة على كلّ طرقات لبنان الدولية وغير الدولية

الحزب وأمينه العامّ لم يكذبا علينا، بل نحن اللبنانيين جميعاً، سياديين ومستقلّين ومعارضين ووطنيّين، من شتّى أصنافنا المعارِضة، كذّبنا على أنفسنا في كثير من المحطّات والاستحقاقات. كذّبنا على أنفسنا عندما ارتضينا بقانون للانتخابات النيابية يكرّس هيمنة الحزب على الشيعة وتسلّله إلى باقي الطوائف والمذاهب. كذّبنا على أنفسنا عندما ارتضينا دخول حكومات توافقية يمتلك فيها الحزب الثلث المعطِّل وأكثر. كذّبنا على أنفسنا عندما رفضنا العمل على تحقيق استقلالنا الثالث متمسّكين بمنصب هنا ومنصب هناك وبزيادة كتلنا النيابية مقعدين أو ثلاثة.

ما حصل في الكحّالة لا يستدعي منّا المفاجأة والصدمة، بل يستوجب منّا طرح ثلاثة أسئلة:

1- لماذا هذه الصناديق بما تحمله متوجّهة إلى بيروت وضاحيتها؟ فإن كانت الوجهة هي الجنوب كان من الأسهل على الحزب أن ينقلها عبر البقاع الغربي وصولاً إلى قرى الجنوب؟

2- الصناديق التي ضُبطت صغيرة الحجم، وكان جليّاً أنّ الجيش لم يكن يقلق أمنيّاً وهو يقوم بنقلها من شاحنة إلى أخرى، وبالتالي ليست صناديق للصواريخ أو لأسلحة متفجّرة. فهي إمّا ذخائر لسلاح خفيف لزوم الشوارع الضيّقة، أو قطع غيار أو مكوّنات لمسيّرات صغيرة طائرة. وهنا السؤال: لماذا تُستقدَم إلى بيروت ذخائر كهذه لا علاقة لها بالمواجهة مع إسرائيل؟

3- هل حادث الشاحنة قضاء وقدر أم عمل مدبّر له مآرب سياسية تبدأ من معركة رئاسة الجمهورية ولا تنتهي عندها؟

أكثر من انقلاب شاحنة

على كوع الكحّالة لم تنقلب شاحنة الحزب وحدها، بل هناك الكثير من المؤسّسات والأشخاص انقلبوا مع الشاحنة. هناك انقلبت حكومة تصريف الأعمال ورئيسها والبيان العاجز الذي صدر عنه، وهناك انقلبت مؤسّسة الجيش اللبناني وقيادتها التي أكّدت عبر سلوكها مع الحادثة أنّها من ضمن هذه المنظومة أو على الأقلّ منضبطة بتوجيهات هذه المنظومة. عند كوع الكحّالة انقلب أيضاً كلّ نواب المعارضة والتغييريين عبر تصريحات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع، بدءاً بتصريح لأحدهم أصرّ فيه على معرفة نوعيّة البضاعة المحمّلة بصناديق الشاحنة وكأنّه مراقب جمركي، وصولاً إلى تصريح آخر دعا مفوّض الحكومة العسكرية إلى الصعود إلى مكان الحادثة وكأنّنا نعيش في إحدى المدن السويسرية. الفرق بين شاحنة الحزب وكلّ هؤلاء أنّ الشاحنة رُفعت هي وبضاعتها وعادت سالمة إلى المكان الذي كانت تقصده، وأمّا البقيّة فما يزالون عند كوع الكحّالة ولن يجدوا من يرفعهم بعد سقوطهم.

 

كوع الكحّالة يُحرج "التيّار" ويُغرق عون؟

وليد شقير/أساس ميديا/السبت 12 آب 2023

كثيرة هي الحوادث الأمنيّة التي لها دلالات مهمّة أبعد من كونها مجرّد حوادث "بنت ساعتها" في لبنان هذه الأيام. لكنّ دلالات حادثة كوع الكحّالة وشاحنة الأسلحة تطغى على غيرها، من دون التقليل من أهميّة الحوادث الأخرى (عين الحلوة، مقتل الياس الحصروني، الاشتباكات المتنقّلة في مناطق وجود "الحزب"...) وتلك التي ستحصل في البلد. ومن الكحّالة تفرّعت "أكواع" سياسية كثيرة على الطريق التي يسلكها لبنان. وعلى كلّ منها يرصد فريق محلّي وخارجي ما هو آتٍ.

لا حاجة إلى تكرار ما قاله البعض على الشاشات من أنّ نقل "الحزب" السلاح من البقاع إلى بيروت وأيّ مكان آخر ليس الأوّل ولا الأخير، إلا أنّ المعروف أنّ لدى "الحزب" طرقات أخرى لنقل الذخائر أو مكوّنات الصواريخ أو غيرها، من البقاع إلى الجنوب، شمال الليطاني أو جنوبه، حسبما يزعم خبراء عسكريون. هي طرقات بعضها جرى شقّه خصّيصاً لتسهيل حركة "المقاومة"، وليست مأهولة كما هي الحال مع المناطق ذات الكثافة السكانية التي يعبرها طريق ضهر البيدر - عاليه - الكحّالة... وصولاً إلى ضاحية العاصمة. فلماذا سلوك طرقات أكثر انكشافاً؟

السؤال الثالث عن مسار الشاحنة

إن كان المأخذ الأوّل على انتقال شاحنة الأربعاء الماضي يكمن في السؤال: "لماذا إلى بيروت البعيدة عن الاحتلال، وليس إلى جبهة الجنوب؟"، فإنّ استخدام آلية مخصّصة للنقل العامّ وللإيجار (نمرة حمراء) يستدعي السؤال الثالث الذي يُبرز مخاطر ذلك المسار الذي سلكته: لماذا احتاج الأمر إلى المخاطرة بنقل ذخيرة عبر طريق مأهولة إلى هذا التمويه لأسباب تتعلّق بإمكان استهداف الشاحنة من قبل إسرائيل؟ منشأ السؤال هو أنّ اللغة التصعيدية التي شهدتها جبهة الجنوب خلال الأسابيع القليلة الماضية بسبب خيمة "الحزب" في منطقة مزارع شبعا وخرق إسرائيل للخط الأزرق...، شملت، من الجانب الإسرائيلي، تسريبات في معرض التحذيرات والتهديدات المتبادلة مع "المقاومة" بأنّ على الجيش الإسرائيلي أن يعتمد ضربات لمواقع وأسلحة "الحزب"  ومخازنه في لبنان، شبيهة بالضربات الدقيقة التي تنفّذها الدولة العبرية في سوريا في شكل شبه يومي للمخازن والمواقع الإيرانية في سوريا منذ سنوات، والتي تعتمد على معلومات استخبارية موثوقة. فهل "الحزب" أراد الاحتياط حيال احتمالات من هذا النوع فاعتمد طريق ضهر البيدر - الكحّالة، بشاحنة مدنية من النوع الذي تُنقل فيه الخضار من البقاع أو عكار إلى الساحل، وتمرّ في مناطق سكنية تجعل استهدافها مدعاة للتردّد من قبل العدوّ؟ قد يكون هذا السؤال الذي طرحه بعض المراقبين عن كثب لتصاعد المواقف الإسرائيلية وصولاً إلى تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قبل 3 أيام بأنّه سيعيد لبنان "إلى العصر الحجري إذا أخطأ الحزب على الحدود". والتسريبات عن البحث في توجيه ضربات دقيقة شبيهة بالتي تنفّذها إسرائيل في سوريا (كُتبت عنها مقالات في الصحافة الإسرائيلية)، شملت مناقشة احتمال قيام الحزب بردّة فعل، وهو ما يقود إلى حرب يجب التهيّؤ لها على الرغم من القناعة العامّة بأن لا إسرائيل ولا إيران يريدانها.

لا حاجة إلى تكرار ما قاله البعض على الشاشات من أنّ نقل "الحزب" السلاح من البقاع إلى بيروت وأيّ مكان آخر ليس الأوّل ولا الأخير، إلا أنّ المعروف أنّ لدى "الحزب" طرقات أخرى لنقل الذخائر أو مكوّنات الصواريخ أو غيره

هذه الأسئلة وغيرها ممّن يزعمون الاطّلاع على معطيات تتعلّق بالجانب اللوجستي لعمل المقاومة، قد لا تجد أجوبة فعليّة عليها، على الأقلّ في وسائل الإعلام. لكنّ الأسئلة الأخرى ذات الطابع السياسي كرّت كحبّات السبحة بعد تفاعلات حادث كوع الكحّالة، وكذلك الأجوبة عليها. فهو ترك انعكاسات متعدّدة على المشهد السياسي المعقّد والمأزوم في البلد.

الانعكاسات السياسيّة الداخليّة: إحراج "التيّار"

- أحرج مقتل فادي بجّاني "التيار الوطني الحرّ" في وقت يحاول رئيسه النائب جبران باسيل استعادة حرارة العلاقة مع "الحزب" في الحوار المستجدّ منذ أسابيع، بعد الخلاف حول ترشيحه سليمان فرنجية. الحادثة وقعت على الكوع الذي يتمتّع برمزية مسيحية في تاريخ الصدامات الأمنيّة في البلد، بعد ساعات من تسليم باسيل الورقة المكتوبة التي طلبها منه "الحزب" للمطالب التي يطمح إليها مقابل قبوله بخيار "الحزب" لاسم الرئيس المقبل، سواء كان فرنجية أو مرشّحاً آخر. وخلافاً لتركيز "الحزب" حملته الإعلامية ضدّ حزبَي "القوات اللبنانية" و"الكتائب" بأنّهما يحرّضان تحت عنوان اتّهام "عملاء إسرائيل السابقين" بأنّهم "الميليشيات" التي تسبّبت بإطلاق النار بعد انقلاب الشاحنة، تبيّن أنّ الضحيّة بجّاني الذي يتّهمه إعلام "الممانعة" بالمبادرة إلى إطلاق النار على حرّاس الشاحنة، ينتمي إلى التيّار العوني، وهو متحدّر من "حزب الوعد" الذي كان أسّسه الراحل إيلي حبيقة، والذي كانت علاقته مع "الممانعة" غير عدائية... حاول "التيار" استدراك الأضرار التي أصابته ممّا حصل بإرسال القياديَّين ناجي حايك والنائب سيزار أبي خليل، فيما رأت أوساط سياسية في تصريحات الرئيس ميشال عون وباسيل محاولة لإعانة "الحزب" على استيعاب تصاعد النقمة المسيحية، وهو ما يضعه مرّة أخرى أمام امتحان صعب لاستعادة ما فقده من شعبيّته بسبب التحاقه الكامل في السنوات الأخيرة بسياسات "الحزب" داخلياً وإقليمياً، الأمر الذي تسبّب بانهيار البلد الاقتصادي.

إغراق جوزف عون

- اضطرار الجيش إلى الحؤول دون تفاقم الوضع الأمني وضعه في مواجهة أهالي البلدة عند قطعهم الطريق، فانهالت عليه المطالبات بتوقيف مسلّحي "الحزب" وبالكشف عن محتويات الشاحنة، فاضطرّ إلى إصدار بيان أقرّ بوجود ذخيرة في الشاحنة. لكنّ بعض الأوساط رأت أنّ لسلوك الجيش وجهين، حفظ السلم الأهليّ ومنع الانجرار إلى تمادي المسلّحين، من جهة، ومراعاة مطالب الحزب، الذي انتشر عناصره على الدرّاجات النارية على الطريق العامّ، باسترداد محتويات الشاحنة. وفي اعتقاد بعض الأوساط أنّ المراقبة المحلّية والخارجية لمجريات ليل الشاحنة الطويل أظهرت أنّ قائد الجيش العماد جوزف عون "سلّف" الحزب موقفاً في إطار السباق نحو رئاسة الجمهورية، لكنّه في المقابل أدّى إلى مزيد من علامات الاستفهام التي تطرحها دول عدّة حول وضع الجيش وانصياعه لـ"الحزب" في الممارسات اليومية والتنسيق الأمني، في شكل مخالف لمبدأ سيادة السلطة الشرعية وقواها الأمنيّة على حساب القوّة المسلّحة غير الشرعية. وهي علامات استفهام أخذت تطرحها ضمناً دول عربية وغربية خلافاً لما يروَّج عن تحبيذها قائد الجيش للرئاسة.

يمكن الحديث عن الكثير من الانعكاسات الداخلية لحادثة كوع الكحّالة، سواء لأنّها توسّع قاعدة الاحتقان الشعبي من ممارسات الحزب، أو لأنّها تكرّس مرّة أخرى عدم اكتراث "الحزب" بالاعتراضات على إلحاقه لبنان عبر سلاحه بمقتضيات المواجهة المتصاعدة، التي تخوضها طهران مع الولايات المتحدة الأميركية. والذين التقوا قياديين في "الحزب" عقب الحادثة لمسوا أنّه مطمئنّ إلى قدرته على لفلفة تفاعلاتها، وأنّه مهما اشتدّت الحملة، التي حصرها بحزبَيْ "القوات" و"الكتائب"، على سلاحه فإنّ ذلك لن يغيّر شيئاً على الأرض، وسيقتصر الأمر على تصريحات وبيانات لا مفعول لها لبضعة أيام، ثمّ يحصل حدثٌ ما يطغى على كوع الكحّالة.

الأبعاد الخارجيّة: مناقشات مجلس الأمن

لكنّ للحادثة انعكاسات وأبعاداً خارجية لا يمكن تفاديها بعد الضجّة التي أثارتها، وما أطلقته من مخاوف، ولو بقيت في الإطار الإعلامي، على السلم الأهليّ وتصاعد الحساسية المسيحية الشيعية، على الرغم من أن لا قدرة عند أيّ فريق لتحمّل أثمان الصدام الأهليّ.

- لبنان أمام استحقاق اجتماع مجلس الأمن بعد أسبوعين للتجديد لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) في إطار تنفيذ القرار الدولي 1701، فيما تحاول دبلوماسيّته تعديل الفقرة 16 التي وردت في قرار التجديد عام 2022، والتي تنصّ على أنّ هذه القوات "لا تحتاج إلى ترخيص أو إذن مسبق للاضطلاع بالمهامّ الموكلة إليها ومأذون لها بالاضطلاع بعمليّاتها بصورة مستقلّة"... وهي فقرة أُضيفت ردّاً على المضايقات التي يتولّاها مناصرو "الحزب" ضدّ دوريات "اليونيفيل" حين تبحث عن مستودعات أسلحة يحظرها القرار الدولي جنوب الليطاني. فالمناقشات التمهيدية لتقرير الأمين العامّ للأمم المتحدة التي جرت في نيويورك في 17 تموز الماضي أثارت خلالها دول عدّة هذا الموضوع في سياق مناقشات الانتهاكات من جانب إسرائيل ومن الجهة اللبنانية للقرار الدولي. دقّقت الدول الأعضاء في مجلس الأمن في ما سمّته الدبلوماسية الأميركية (والإسرائيلية) "استفزازات الحزب" الحدودية "المقصودة عن عمد"، باعتبارها "تصعيداً من قبله في الآونة الأخيرة وليست ردّاً على الانتهاكات الإسرائيلية". كما أنّ بعض الدول سألت عمّا تضمّنه تقرير الأمين العامّ حول استمرار الحزب بالاحتفاظ بأسلحة يحظرها الـ1701 في منطقة عمليات القوات الدولية... وعن العوائق الموضوعة أمام "اليونيفيل" بحثاً عن هذه الأسلحة خارج سلاح السلطة الشرعية، وعن انتهاكات من نوع إقامة أبراج مراقبة وتثبيت حاويات على الحدود منذ سنوات لم يُسمح لليونيفيل بتفتيشها إذا كانت تحوي أسلحة. في اختصار قد لا تسعف حادثة الكحّالة لبنان في سعيه إلى تعديل الفقرة المقصودة على الرغم من أنّ الدبلوماسية الروسيّة ستتضامن مع طلبه.

الحدود البرّية

- يبقى السؤال عمّا إذا كان طلب لبنان "إظهار الحدود البرّية" (جرى استبدال تعبير ترسيم الحدود) سيلقى تجاوباً إسرائيلياً واستعداداً أميركياً للتوسّط في هذا المجال. فهل يلجأ الحزب إلى تغطية اتفاق برّي شبيه بالغطاء الذي أمّنه للترسيم البحري، على أمل أن يحصل في المقابل على غضّ نظر خارجي عن سياسة "وضع اليد" التي يمارسها في الداخل؟

الأجوبة عن مآل التطوّرات اللبنانية تنتظر أيام قليلة، مع بدء تنفيذ تدريجي لاتفاق واشنطن وطهران بوساطة عُمانية وقطرية لتبادل أسرى والإفراج عن 6 مليارات دولار من أرصدة طهران في كوريا الجنوبية.

 

“حزب الله” من الكحالة الى عين إبل

أحمد عياش/Lebanese Daily/الجمعة 11 آب 2023

يوم الأربعاء في 9 آب 2023 لم يكن يوماً عادياً. وستتم العودة إليه لاحقاً من أجل أخذ العِبر منه. لكن هذا اليوم ، ليس بالطبع شبيهاً على الإطلاق بـ 13 نيسان 1975 الذي صار في التاريخ موعداً لنشوب الحرب اللبنانية التي استمرت 15 عاماً. ويمكن التأكيد أن بوسطة عين الرمانة التي كانت حادثتها إيذاناً بنشوب حرب عام 1975 ، لا تشبه شاحنة الأسلحة التابعة لـ”حزب الله” والتي تعطلت بالأمس عند كوع الكحالة. ومن هذه المقارنة نبدأ. في بيانها الصادر ليل أّحداث الكحالة، قدمت العلاقات الإعلامية في “الحزب” روايتها لما جرى. فهي قالت أن الأمر يتعلق بـ”شاحنة لحزب الله قادمة من البقاع الى بيروت إنقلبت في منطقة الكحالة”. لكن أين الكلام عن حمولة الشاحنة التي قال عنها بيان الجيش في اليوم التالي أنها “ذخائر” والتي تمّ نقلها “إلى أحد المراكز العسكرية” لاحقاً؟

هل يعني إخفاء “الحزب” نوعية حمولة الشاحنة هي أمرٌ ثانوي لا يستحق التوقف عنده؟ أم أن ذلك ينطوي على سرّ لا يريد “الحزب” الإفصاح عنه؟

من المهم الإشارة الى أن بلدة الكحالة التي تقع على الطريق الرئيسية التي تصل بيروت بالبقاع، كانت ومنذ عقود طويلة شاهدة على تقلُّب أزمنة عرفها لبنان على امتدادِ تاريخٍ يعود الى ما قبل النصف الثاني من القرن العشرين. وكم كانت الكحالة، ولا سيما كوعها الشهير على موعدٍ مع تنقلات قوى نافذة إقليمية ودولية وما يتخللها من حوادث، ربما تشبه ما حصل بالأمس. ربما أن الاقدار قد دبّرت لشاحنة “حزب الله” أن تنقلب على هذا الكوع وذلك للمرة الأولى في تاريخ “الحزب” الذي أبصر النور على يد الحرس الثوري الإيراني عام 1983، وقبل حادث الأمس، هناك آلاف الشاحنات التي سَيّرها هذا الحزب من البقاع الى بيروت على مدى عقودٍ خلَت واجتازت كوع الكحالة. لكن لم يُسجَّل مرة إلا أمس، أن إحدى شاحنات “الحزب” قد تعطلت عن هذا الكوع. ما هي العبرة من هذا السرد المتصل بشاحنات “حزب الله” وكوع الكحالة؟ الجواب هو أن شاحنة من أصل آلاف الشاحنات حصل معها ما حصل الأربعاء الأخير. أليس في ذلك دلالة كافية الى أنه لا مشكلة بين الشاحنات وكوع الكحالة على امتداد سنين طويلة. وإلا لكنا شهدنا الكثير من الأحداث التي تستهدف شاحنات “الحزب” سواء انقلبت أم لم تنقلب. إلا أن شيئاً من هذا لم يحصل.

ومع انتفاء السوابق، يمثُل أمامنا هذا التوتر الذي طبعَ بيان “الحزب” حول ما جرى في الكحالة. وهنا نتوقف عند ما قاله البيان حول “تجمّع عدد من المسلحين من ‏المليشيات الموجودة في المنطقة، وقاموا بالإعتداء على أفراد الشاحنة”. في مقابل هذا البيان كان النقل المباشر التلفزيوني الذي دامَ ساعاتٍ طويلة الأربعاء قد خلا كلياً من مشهدٍ يتضمن “المسلحين من ‏المليشيات” ، كما ذكر “حزب الله”. بل على العكس، إنتشرت على نطاقٍ اعلامي واسع مشاهد مسلحي “الحزب” الذي راحوا يطلقون النار من أسلحتهم الرشاشة والتي أدت الى مصرع فادي بجاني إبن البلدة.

ومن الكحالة الى عين إبل البلدة الجنوبية الحدودية في القطاع الغربي. وبعد الكشف عن محتويات كاميرات المراقبة ، تبيّن ان عضو المجلس المركزي في حزب “القوات اللبنانية” الياس الحصروني قد فارق الحياة نتيجة عملٍ إجرامي وليس بسبب حادث سَير، كما ذُكر سابقاً. وفي انتظار جلاء الجريمة ، ظهر مُعطى مهم أشار اليه رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع . فهو قال استناداً الى كاميرات المراقبة، “أن كميناً محكماً مكوّناً أقلّه من سيارتين قد أُقيم لرفيقنا الياس، وعند مروره خُطف من قبل أفراد الكمين الذين يقُدّر عددهم بين ستة وتسعة أشخاص، إلى مكانٍ آخر حيث قتلوه” .

في هذا السياق، من يعرف جيداً منطقة عين إبل ، يدرك أن “حزب الله” هو القوة المهيمنة على مقاليد الأمن فيها . وهذا أمر تعرفه جيداً قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل” المُناط بها أمن المنطقة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 الصادر عام 2006 . كما تعرف هذا الأمر جيداً القوى الأمنية اللبنانية الرسمية. فهل من الممكن أن تكمُن سيارتان رباعيتا الدفع وزجاجهما من النوع الداكن ليحجب عن الرؤية من في داخلهما، وأن تتحركا بحرية في هذه المنطقة الحساسة دولياً وليس محليا فقط ؟.

لن يطول الوقت حتى تنجلي أسرار كاميرات المراقبة في عين إبل. مثلما انجَلت الأشرطة التلفزيونية في الكحالة. فهل من شك في عبارة “فتِّش عن حزب الله؟”.

 

شهيد الكحّالة: كلّ الكلام

جان عزيز/أساس ميديا/الجمعة 11 آب 2023

فادي بجّاني، شهيد الكحّالة قبل يومين، عونيّ. هذه حقيقة كبرى برسم بيان الحزب.

البيان الذي قال عنه سيزار أبي خليل إنّه "مجافٍ للحقيقة".

أبي خليل نائب "التيّار" عن المنطقة وجار الكحّالة. وخبير عائلاتها وبيوتها وبشرها. هو يدرك حتى اليقين من هو فادي. ومن هي عائلته ومن هم أبناؤه.

يعرفهم رفاقاً له. يعرف نشاطهم في "التيّار" ومؤسّساته. ويعرف أنّهم بالتأكيد وقطعاً ليسوا "من المسلّحين من ‏الميليشيات الموجودة في المنطقة"، كما زعم بيان الحزب.

فادي، لا شكّ أنّه واحد من الآلاف الذين احتفلوا ذات يوم من شباط 2006 بتفاهمٍ اعتقد هو ورفاقه أنّه سينقذ لبنان.

وهو لا شكّ من الذين فتحوا بيوتهم وقلوبهم في تموز 2006 لنازحي العدوان على بلده ومقاومته.

قد يكون فتح لهم يومها باب الكنيسة، كنيسة الكحّالة، ملاذاً لهم من وحشيّة وبربريّة إسرائيل.

الكنيسة نفسها التي استشهد على مدخلها فادي قبل يومين. فاختصر نضالاً طويلاً لأجل لبنان الذي عشقته الكحّالة. واختصر أيضاً صراعه مع مرضٍ لم يُقعده عن الاستشهاد...

من هنا يبدأ الكلام عن حادثة الكحّالة. وكلّ كلام آخر كذب ودجل ورياء ونفاق. وكلّ صمتٍ آخر جبانة وانتهازيّة حتّى الغثيان والقرف.

أصلاً، ليست المرّة الأولى التي يطلَق فيها الرصاص غزيراً عند كوع الكحّالة.

الكنيسة نفسها التي استشهد على مدخلها فادي قبل يومين. فاختصر نضالاً طويلاً لأجل لبنان الذي عشقته الكحّالة. واختصر أيضاً صراعه مع مرضٍ لم يُقعده عن الاستشهاد

ثمّة سابقتان شهيرتان. هما ضروريّتان لفهم ما حصل قبل يومين. والأهمّ، لتوقّع ما قد ينتظرنا في الأيّام المقبلة.

المرّة الأولى كانت منتصف نيسان 1968. حينذاك سقط شابّ لبناني اسمه خليل عزّ الدين الجمل. كان أوّل لبناني يستشهد على أرض فلسطين دفاعاً عن ترابها المحتلّ من الصهاينة في ما عرف يومها باسم معركة الأربعين.

بعد أيّام على استشهاده، كان جثمانه عائداً من الأردن إلى لبنان عبر سوريا. وصل موكب الجثمان إلى كوع الكحّالة. أمام الكنيسة الشاهدة نفسها. هناك تجمّع أبناء البلدة كلّهم. أنزلوا الجثمان من المركبة التي تقلّه. حملوه على الأكفّ بالزغاريد والهتافات ونثر الورود. حتّى عبروا به بلدتهم. وسط إطلاق الرصاص وداعاً للشهيد...

بعد أقلّ من سنتين، كانت المرّة الثانية. عنصرٌ فلسطيني قُتل في حادثة صراع سلطوي في مخيّم تل الزعتر، في 25 آذار 1970. وكان المسلّحون الفلسطينيون ينقلون جثّته إلى دمشق من بيروت. بطريق الذهاب أطلقوا النار في الكحّالة استعراضاً واستفزازاً. في طريق عودتهم حاولوا الأمر نفسه. فاشتبكوا مع أبناء البلدة التي سقط شهداؤها على مدخل الكنيسة.

بعد خمسة أعوام سقط لبنان كلّه في حرب الجنون...

انقلاب المشهد في الكحّالة

في أقلّ من سنتين تغيّر المشهد في الكحّالة. بل انقلب كلّيّاً.

وظلّ المؤرّخون حتى اليوم يسألون: من الذي تغيّر يومها؟ أبناء الكحّالة؟ أم السلاح الفلسطيني؟

والسؤال نفسه مطروح اليوم: من الذي تغيّر: فادي بجّاني، ابن الكحّالة العونيّ؟ أم هويّة ووظيفة ودور السلاح؟ أم الاثنان معاً؟ أم هي المؤامرة لتسهيل التنصّل وتجهيل المسؤوليّات؟

هي أسئلة لا يمكن لقيادة الحزب ألّا تتوقّف عندها. من منطلق الحرص على المقاومة. كمقاومة للعدوّ. وكنموذج طبيعي لأيّ مقاومة، في عنصرَيْها الاثنين المحدِّدين لكونها مقاومة أو لا: أن تكون أوّلاً انبثاقاً من وجدان شعب. وأن تكون ثانياً تجسيداً لقرار هذا الوجدان بمواجهة عدوّ خارجي.

أيّ انتقاص لواحد من هذين العاملين، يُسقط هويّة المقاومة. وفي التاريخ أمثلة وشواهد كثيرة. وفي الذاكرة تسميات محاذية لمقاومات تحوّلت حركات تغيير أو تحرير أو تمرّد أو عصيان أو سلطة أو دويلات... لكنّها فقدت هويّتها المقاوِمة. إمّا لأنّها لم تعد تمثّل وجدان شعبها. وإمّا لأنّ سلاحها لم يعد موجّهاً ضدّ عدوّ خارجي.

وهذا هو المحظور في لبنان. خصوصاً أنّ علّة وجود مقاومته، ما تزال حاضرة كلّها.

وهو ما يجعل المسؤولية مضاعفة. وعلى الجميع. وأولاً ودائماً على قيادة الحزب.

فائض الجنون

هؤلاء لبنانيون. مقاومون. دافعوا عن بلدهم. كما قال البطريرك صفير عنهم في قلب واشنطن ذات يوم. صحيح أنّ هناك شكوكاً في استهدافات خارجية. تماماً كما في السبعينيات. واحتمال تآمر من بعيد أو قريب.

لكنّ المنطق المضادّ والقائل بأنّ كلّ كلمة أو ملاحظة أو إشارة أو تنبيه، حول أخطاء الحزب وهفواته، أو حول ارتكابات ناسه وتغوّل من هم على حِفافه، تكون صادرة حكماً وحتماً عن صهيونيّ عميل وخائن... فهذا يتخطّى فائض الجهل بلبنان ليبلغ حدّ فائض الجنون.

هو جنون الوهم باحتلال لبنان كلّه، وطوائفه وجماعاته كلّها، تحت غطاء مقاومة احتلال إسرائيل. خصوصاً بعدما ورّط عملاء كاريش الحزب نفسه في الاستدراج إلى اتفاقية دولية مع إسرائيل. اتفاقية حدودية تجارية مكتملة. وبعدما باتت مسجّلة وموثّقة أمميّاً. وبعدما اضطرّ الحزب إلى أن يسكت ويمتنع عن ذكر كلمة واحدة عن ذلك بعد حصوله. وبالأخصّ بعدما فضحت الأمم المتحدة المعنيين، بأن كشفت أنّه منذ ثلاث سنوات كان عملاء كاريش قد أُبلغوا خطّياً بأنّهم ذاهبون إلى اتفاقية مع إسرائيل. وهو جنون الارتياب بأنّ من أصل ستّة ملايين لبناني، ما من شخص يُطمئن الحزب، أو يَطمئنّ الحزب إليه، إلا من يسمّيه هو. ولو اضطرّ إلى تغطية تسميته، بصفقة مقايضة مع وصوليٍّ، مقابل ثمن بوعد رئاسة بعد ستّ سنوات. وبعهد حمايةٍ لمزارب ذهب إلكتروني مستحدَث، طوال سنوات العهد العتيد الستّ.

وهو أخيراً جنون الرهان على أنّ الأمور بلغت في لبنان حدّ خنوع ما كانه زمن المحتلّ غازي كنعان. حين صار يردّد: قولوا ما شئتم. وأنا أفعل ما أشاء. قبل أن ينتهي منتحراً ممنوعاً من الفعل والقول.

الحرص على لبنان، هو في بعض منه حرصٌ على مقاومةٍ تكون حقّاً مقاومة. والحرص على الاثنين يكون في المصارحة والمكاشفة. بعيداً عن تزلّف أو خوف أو ارتهان أو انتهاز.

اللهمّ هذا بعض العقل..

 

حين مرّ كوع الكحالة أمام شاحنة منقلبة...

وليد شقير/نداء الوطن/الجمعة 11 آب 2023

لم يعد «حزب الله» يكترث لمفاعيل تمسّكه بعناصر القوة العسكرية التي اكتسبها على مرّ السنين في البلد، ولتداعيات ما ينجم عن حاجته المستمرّة للتسلّح وتطوير قدراته القتالية الدفاعية والهجومية لأغراض إقليمية، على المناخ الشعبي الاعتراضي ضد تمكّنه من استثمار الوظيفة الإقليمية لسلاحه في موازين القوى الداخلية. وهو استثمار يبدأ من رئاسة الجمهورية إلى سائر المواقع الدستورية وأجهزة الأمن والقضاء والإدارة وما تيسّر في مؤسسات القطاع الخاص التي لها تأثيرها في النفوذ السياسي، مع أنّها يفترض أن تخضع لمقاييس وأنظمة تغنيها عن منطق المحاصصة وتغلغل الأهداف السياسية فيها.

لا يقيم منطق قوى «الممانعة» وزناً للاعتراض الأهليّ المتنامي على هيمنة «الحزب» وفق منطق فائض القوة الذي يتمتّع به، ومقتضيات انخراطه في الصراعات الإقليمية والدولية التي تخوضها إيران في الإقليم، ولا للمنحى الطائفي والمذهبي البغيض لهذا الاعتراض، ويتصرّف على أنه واثق من قدرته على استيعابه. وقد سأل البعض بعد الذي حصل في بلدة الكحالة أول من أمس: لو انقلبت شاحنة «الحزب» في منطقة أخرى سنية أو درزية، ماذا كان يمكن أن تكون ردّة الفعل؟ استخدم كثر في الـ24 ساعة الماضية ما سبق أن شهدته بلدة شويا الجنوبية الدرزية، ضد مسلحي «الحزب» حين أطلقوا صواريخ على الجيش الإسرائيلي من بلدتهم، والاشتباكات التي وقعت قبل أكثر من سنة في منطقة خلدة مع عشائر سنية، وغيرها من الحوادث، رغم اختلاف الظروف وحالة التعبئة النفسية والسياسية والطائفية... يشبه توسّع الاحتقان على أنواعه ضد السياسات التي يفرضها «الحزب» ذلك الذي حصل ضد حالة عدم الاكتراث التي طبعت تمدّد المقاومة الفلسطينية في الشارع اللبناني، إبّان الحرب الأهلية، تحت شعار حرية العمل المقاوم ضد إسرائيل على الحدود الجنوبية، من العاصمة إلى مدن أخرى وفي جنوب لبنان.

حينها اغتنمت إسرائيل فرصة الاحتقان الشعبي ضد هذا التمدّد، من أجل تنفيذ اجتياحها عام 1982. كما يشبه المزاج الشعبي الراهن حالة الاحتقان العارمة التي تصاعدت في الشارع اللبناني وفي الطوائف كافة ضد ممارسات الجيش السوري وتسلّط مخابراته على أجهزة الدولة اللبنانية من القمة إلى القاعدة، فشكّل هذا الاحتقان غطاءً شعبياً ضد استمرار الاحتلال، وكان مظلة لبنانية لقرار دولي، سمّاه الممانعون آنذاك «مؤامرة»، بانسحاب الجيش السوري من لبنان. المغزى من وراء عدم اكتراث «الحزب» بالاحتجاجات على منحِه نفسَه حرية القيام بما يشكو منه المزاج الشعبي، أنه يشعر جرّاء تفوّقه العسكري بأنه قادر على تجاوز واستيعاب الحملة ضده، وهو يهرب إلى الأمام بدلاً من استدراك الأخطاء ومعالجة مسبّباتها، فيتّهم خصومه السياسيين بأنهم عملاء لإسرائيل، كما جاء في بيانات كتلة «الوفاء للمقاومة» وهيئات أخرى من «لقاء الأحزاب» و»هيئة العلماء»... وجهات يتولّى صياغة وتوزيع ما يصدر عنها.

بات شعار «الجيش والشعب والمقاومة» شبيهاً بـ»اتفاق القاهرة» وبـ»معاهدة التعاون والأخوة والتنسيق» بين لبنان وسوريا، يسوّغ كلّ شيء ويبيحه، ما دفع أحدهم إلى القول: طالما هذا الشعار يبيح السلاح لماذا لا يتمّ استيراده من إيران عبر المرفأ علناً على أنه سلاح شرعي... في وقت يجري نقله من البقاع إلى بيروت وليس إلى الجنوب لمقاومة الاحتلال، بينما العاصمة بحاجة إلى إنقاص عدد البنادق فيها وليس إلى زيادته؟

في وقت يعود تشدّده الراهن واستنفاره السياسي والعسكري إلى احتدام المواجهة الإقليمية، يشبه بيان «الحزب» عن الميليشيات التي تصدّت للشاحنة في الكحالة، تلك الواقعة الساخرة التي حصلت مطلع الثمانينات حين اشتبكت دورية لجهاز الاستخبارات الفلسطينية (برئاسة أبو الزعيم حينها) بحراس ثكنة «فخر الدين» التابعة للجيش اللبناني، ما أحرج القيادة الفلسطينية فاتّصل أحد قادتها التاريخيين بنائب رئيس «الحركة الوطنية» آنذاك عضو قيادة «الحزب التقدمي الاشتراكي» توفيق سلطان طالباً إيجاد صيغة لمعالجة الحادث، وكانت النقمة بدأت تتصاعد ضد التشكيلات الفلسطينية، فأجابه سلطان ساخراً: «لماذا لا تصدرون بياناً بأنه فيما كانت ثكنة فخر الدين مارة أمام دورية للأمن الفلسطيني حصل صدام مسلح بين الجانبين». وذهبت السخرية السوداء لسلطان مثلاً.

فضلاً عن الحجج العديدة التي ساقها كُثر إثر حادث الكحالة الدموي، فإنّ بيان «حزب الله» بالأمس عن «الميليشيات» وعملاء إسرائيل، دفع البعض إلى القول لماذا لم يذكر البيان أنّه «بينما كان كوع الكحالة مارّاً أمام شاحنة منقلبة محمّلة بالذخيرة، وقع اشتباك أدّى إلى سقوط قتيلين...؟».

شرّ البلية ما يبكي!

 

لا بيئة حاضنةً لسلاح “الحزب”؟

أحمد الأيوبي/نداء الوطن/الجمعة 11 آب 2023

تأتي حادثة الكحالة بما تحمله من استهتار بمنطق الدولة لتُضاف إلى سابقاتها من صدامات ترتبط بسلوك وشرعية «حزب الله» في مسائل نقل السلاح وتخزينه ولتكشف أنّ المجتمع اللبناني بمختلف أطيافه أصبح رافضاً للتأقلم مع إصرار الحزب على إعلان تفوّقه على سائر اللبنانيين بالقوة المسلّحة واستباحة مناطقهم بتحركاته تحت عنوان «المقاومة»، لتعود الصورة الحقيقية للواقع وهي أنّه لا بيئةَ حاضنة لسلاح «الحزب» في لبنان سوى ما يفرضه على بيئته الشيعية من تطبيع عقائدي وسياسي ومالي… صحيح أنّ «حزب الله» تمكّن من فرض الأمر الواقع على الدولة وجعل مؤسساتها الشرعية في حالة تطبيع معه، لكنّ التطبيع مع الشعب اللبناني ما زال في أعلى درجات الرفض والصدام، ويظهر هذا الرفض في ردّات الفعل الصدامية في مختلف المناطق التي تتعرّض للاحتكاك مع شاحنات «الحزب» الناقلة للسلاح عندما ينكشف أمرها فتتعرّض تلقائياً للاحتجاج الشعبي الرافض لاستخدام مناطقه كمنطلق أو معبر للسلاح، وهذا ما جرى بالضبط في شويا عام 2021 عندما اعترض أهالي البلدة من الموحِّدين الدروز على استخدام محيط بلدتهم لإطلاق الصواريخ باتجاه فلسطين المحتلة وحاصروا موكب الحزب المسلح بالراجمات ولم يخرج عناصره وآلياتُه إلّا بعد تدخّل الجيش اللبناني.

لا يمكن لوم الجيش على طريقة تعامله مع حادثتي شويا والكحالة، بل اللومُ يُلقى على سلطة سياسية قامت أحزابُها المشارِكة في الحكم بفرض أمرٍ واقع على المؤسسة العسكرية التي تخضع للسلطة التنفيذية وليست سلطة مستقلة بذاتها، وهي تعاني كما سائر المؤسسات الرسمية من هذا الواقع الناشئ عن التحولات السياسية وخضوع البعض لمنطق السلاح غير الشرعي ورضاه بوجود ثنائية الجيش والحزب مع إضافة لازمة الشعب كورقة التين لستر عورة تغوّل السلاح على الدولة.

يجب أن ينصبّ التركيز على كيفية تحرير السلطة السياسية من سطوة «حزب الله» لتحرير الجيش والقوى الأمنية من هيمنة معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» لاستكمال قدرة الجيش على معالجة هذا القدر الهائل من عدم التوازن الاستراتيجي والسياسي، مع التأكيد على أنّ الشرعية لا يملكها سوى الجيش مهما كانت ظروفه ومهما كانت حال القوى السياسية ووضع الحكم، ولو كان لدى حزب من الأحزاب 100 ألف مقاتل، فإنّ شرعيتهم منقوصة لأنّهم يتحرّكون خارج نطاق الدولة، فتركيبة الدول معروفة في تحديد قواعدها وشرعيتها مهما طغت عليها عوامل الهيمنة الخارجية.

لكنّ ما فعله أهالي الكحالة، وقبلهم أهالي شويا وأهالي عين الرمانة وأهالي خلدة في تصدّيهم لسلاح «حزب الله» يعطي التأكيد بأنّ حواجز التخويف التي اصطنعها «الحزب» لإخضاع اللبنانيين قد سقطت، وكانت النتيجة متوازنة حتى في الخسارة البشرية في واقعة الكحالة، وفي الطيونة وخلدة سقطت صورة «الحزب» الذي لا يُقهر وهذا ما يحصل كلّما اقترب من محاولة فرضه سطوته العسكرية خارج المناطق الشيعية. سأل أهالي الكحالة عن سبب نقل السلاح إلى جوارهم رغم وجود أماكن واسعة لتخزينه في الجنوب والبقاع، ليضاف السؤال إلى اسئلة القلق الأخرى المشروعة لدى أغلب اللبنانيين، خاصة أنّهم تعرّضوا لنيران هذا السلاح في وقائع كثيرة. لم يحظ اغتيال القيادي القواتي الياس حصروني بالتغطية الإعلامية التي يفترض توفرها في مثل هذه الحالات، لكنّ اللافت أنّ إعلام الممانعة قام بتشويه الواقعة من خلال استبعاد العامل السياسي فيها رغم وضوحه، لكنّ استراتيجية هذا الإعلام لطالما اعتمدت على الصدمة الوقحة التي أنتجت نظرية أنّ سعد الحريري قتل أباه! كما عمد إعلام هذا الفريق إلى بتر الحقيقة في واقعة الكحالة عندما أظهر لحظة إطلاق الياس بجاني النار على مسلحي الحزب، وشطب الإشكال عندما حضر الأهالي لحظة انقلاب الشاحنة مستطلعين مع إبداء النية للمساعدة ليفاجَأوا بظهور مسلحي «الحزب» الذين بادروا إلى تهديدهم واستفزازهم بإطلاق النار فردّ الأهالي برمي الحجارة وصولاً إلى تدخّل الراحل بجاني في الاشتباك. تحت شعار رفض الفتنة يريد «حزب الله» إسكات جميع معارضيه، حتى عندما يتعرّضون للقتل وتُظهر الصور وتؤكد الاغتيال، كما جرى في حالة القيادي القواتي الياس الحصروني بعد كشف التحقيقات أنّه تعرّض لعملية تصفية محترِفة، لكنّ ما يمكن استخلاصه مما جرى يتلخّص بأنّه لا بيئة حاضنة لسلاح «الحزب» في لبنان وأنّ جدار الخوف منه قد سقط ولم يعد التهويل ينفع في إخضاع اللبنانيين.

 

“دماء الكوع” والمقايضة الرئاسيّة!

طوني كرم/نداء الوطن/الجمعة 11 آب 2023

كشفت حادثة الكحالة أمس الأول، من جديد، أنّ هامش الإحتضان الشعبي الذي تحلّت به المقاومة لتحرير ما تبقى من أراضٍ لبنانية، وفرضها أمراً واقعاً يدفع الآخرين إلى التأقلم مع ما تجسده من «قوة» إلى جانب المؤسسات الرسمية، بدأ يضيق جداً. وهذا ما برز مع سحب غالبيّة أبناء الكحالة بفئاتهم كافة وإنتماءاتهم السياسيّة والحزبية، الغطاء عن «حزب الله»، بل رفض ممارساته، أسوة بما فعل أبناء بلدة شويا – حاصبيا في آب 2021، وأبناء العشائر العربية في أكثر من محطة في بلدة خلدة. وإن يسجّل لقيادة «حزب الله» بالتهديد أو الوعيد قدرتها على ضبط الحالات الرافضة استخدامها المناطق المأهولة دروعاً بشريّة من أجل مخاطبة الخارج عبر «الرسائل الصاروخية»، على غرار ما حصل في شويا وعلى تخوم الحدود مع إسرائيل، فإنّ حادثة الكحالة، وعلى الرغم من «بساطتها»، أظهرت تداعيات إطاحة تفاهم «مار مخايل» في الشارع المسيحي الذي أسقط بالنار الغطاء عن «المقاومة» وسلاحها، وبشكلٍ فردي، بعدما تبيّن أنّ الضحيّة فادي بجاني مقرّب من حزب «الوعد»، ومؤسسه الياس حبيقة، المعروف بصداقته لهذا «المحور»، بل المتحالف معه. وذلك قبل أن تصل الحال بعضو «تكتل لبنان القوي» النائب سيزار ابي خليل، إلى اعتبار بيان «حزب الله» الصادر عقب حادثة الكحالة، «يجافي الحقيقة» وربط بدء أي حديث بتسليم الفاعلين.

وعلى غرار كل حادث أليم، تدخل الحسابات السياسيّة والمحاولات لتعزيز المواقع بالإستفادة من إراقة الدماء ودموع الأمهات والأولاد، وهذا ما دفع البعض إلى جعل هذه الحادثة ذريعة إضافية يتسلّح بها رئيس «التيار الوطني الحر» في حواره المستجدّ مع «حزب الله»، ودفعه إلى إعادة استجداء الغطاء المسيحي الذي وفّره «تفاهم مار مخايل» للحزب منذ عام 2006. في حين وجد آخرون أنّ السهام التي أطلقت على «تفاهم 6 شباط»، والمواقف التصعيديّة المرتبطة بمقاربة الإنتخابات الرئاسيّة تركت أثراً كبيراً لدى قاعدة «التيار» الشعبيّة، من شأنها أن تحدّ من قدرة النائب باسيل على إعادة التحكّم بها، ووضعها من جديد لقمةً سائغةً على طاولة مقايضته الجمهورية ببعض المكتسبات الإدارية والماليّة مع «حزب الله». وهذا ما برز بما لا يحمل الشك من خلال تداعيات الحادثة، سياسياً على مستوى العلاقات بين القوى السياسيّة، وتحديداً بين «حزب الله» و»التيار الوطني»:

– إذ بدا «العونيون»، الجهة الأكثر إحراجاً ممّا حصل، خصوصاً بعدما عكست ردود الفعل في الشارع حالة احتقان شديدة التصلّب عند المسيحيين، لدرجة أنّ نواب «التيار» لم يجرأوا على التستر أو الدفاع عما حصل، بل انضمت لجنة الإعلام في «التيار» في بيانٍ أصدرته أمس، إلى مواقف النائب سيزار أبي خليل في تحميل «قصور «حزب الله» أو القوى الأمنية نتيجة سقوط الضحايا»، إلى جانب إعتبار «ما حصل عند كوع بلدة الكحالة جرس إنذار للخطر المحدق بدولة تتحلّل ومجتمع يتشنّج»، وذلك قبل رفض «أي إستغلال للأحداث، طارئة كانت أو مفتعلة، يدعونا كلبنانيين إلى الإسراع في حلّ مشاكلنا، بالحوار البنّاء والهادف فقط، لأنّ أي فتنة هي بمثابة انتحار جماعي سيعمل التيار مع العقلاء على منعها».

– أصبح التفاوض بين رئيس «التيار» النائب جبران باسيل و»حزب الله»، مثقلاً بتداعيات الحادثة، لن يكون سهلاً على باسيل تقديم الجمهورية ورئيسها على طبق من فضّة أمام «الحزب»، مقابل أثمان أو هدايا يعتبرها مهمة بالنسبة إلى المسيحيين، من بينها إقرار اللامركزية الإدارية الموسعة، والصندوق الإئتماني. بدليل أنّ كل الحملة الدعائية التي مارسها باسيل خلال الأسابيع الأخيرة للترويج «للمنتجين»، لم تؤتِ ثمارها. وهذا ما يجعل مهمته صعبة جداً اذا لم نقل مستحيلة في إقناع المسيحيين من جديد بجدوى تعويم «تفاهم مار مخايل».

– رغم كل ما حصل، سعى باسيل إلى استثمار الحادثة في مفاوضاته مع «الحزب»، على طريقة «الإبتزاز»، حيث قدّم «تياره»، الضمانة الوحيدة للحزب عوضاً عن الرئيس، إذ قال في بيانه «ما حصل يدلّ على أهميّة أن تكون المقاومة محتضنة من الشعب اللبناني – وإلا تفقد مناعتها وقوّتها – يحمي لها ظهرها شعب لا شخص. الدلالة كبيرة بأنه ما بيكفي يكون في وحدة شيعية، على أهميتها، حتى المقاومة تكون بخير والبلد بخير – الوحدة الوطنية بتبقى أكبر وأمنع. الدلالة كبيرة على أهمية الاستراتيجية الدفاعية الوطنية يلّي بتنظّم موضوع السلاح، حتى ما حدا يشعر بخطر منه بأي منطقة بلبنان».

 

كل شاحنة “مشودرة” مشبوهة … إلى أن يثبت العكس

لوسي بارسخيان/نداء الوطن/الجمعة 11 آب 2023

مع أن التوتّرات التي شهدتها منطقة الكحالة عقب انقلاب شاحنة ذخائر تابعة لـ»حزب الله» على «كوعها» المتعايش مع تكرّر الحوادث، نشطت ذاكرة الأحداث غير البعيدة التي جعلت لهذه البلدة رمزية سياسية خاصة، إلّا أن خطورة الحادثة بقيت في ما عكسته من تجاوزات مستمرّة من قبل «الحزب»، إلى حد اعتباره محاولات فضح ما كان ينقل في الشاحنة التابعة له، عملاً ميليشياوياً غير مبرّر. وعليه، كان لافتاً البيان الذي أصدره «حزب الله» عقب الحادث، واتّهم فيه من عبّروا عن «فورة دمهم» بعد اكتشاف حمولة الشاحنة، بـ»الميليشيا». اذ مضى في ترجمة ما يراها خصومه «فوقية» من خلال اعترافه أولاً بأنه صاحب الحمولة، وأنّ هذه الحمولة سلكت الطريق من البقاع باتجاه وجهتها، وحتى بعد انقلابها كان يفترض أن تتابع سيرها إلى مقصدها. أمّا العمل المشين برأي بيان «الحزب»، فلم يكن سوى في «تجمّع عدد من المسلّحين من ‏الميليشيات الموجودة في المنطقة» كما وصفهم، «وإعتدائهم على أفراد الشاحنة في محاولة ‏للسيطرة على حمولتها». في مقابل عدم اعتراف البيان بسقوط قتيل من أهالي بلدة الكحالة، وتحدّثه فقط عن مقتل أحد عناصره الذين كانوا يرافقون الحمولة، واصفاً وظيفة الجيش في هذه الحالة بأنّها «تدخّل لمنع السيطرة على الشاحنة وحمولتها». وكأنه بذلك يعرب عن شبه قناعة بأنّ الجيش ليس في معرض مصادرة هذه الحمولة غير الشرعية من السلاح. إنّه القدر إذاً الذي كشف الإنتهاكات اليومية التي يتعرّض لها المواطنون الذين يسلكون بعشرات الآلاف الطريق الدولي الممتدّ من البقاع الى بيروت، لتزيد من هواجس المخاطر التي ترافقهم لمجرد سلوك هذا الطريق. فحوادث السير التي تكون الشاحنات أحد مسبّباتها، قدر يومي يواجهه كل من يعبر هذا الطريق. وهذا ما رفع من جهوزية أهالي البلدات التي تجتازها، وحتى من نخوتهم لتقديم يد المساعدة بشكل دائم، ولا سيّما في الكحالة. ولم يتوقع هؤلاء أن تقابل هذه النخوة باستنفار فضح حمولة الشاحنة.

فلدى مرور البعض بمحاذاة الحادث إلتقطوا صوراً للشاحنة التي انقلبت ومضوا بطريقهم. حتى أنّ بعضهم نشر هذه الصور على وسائل التواصل الإجتماعي، بمعرض التحذير من زحمة السير التي سيتسبّب بها الحادث، ولكن أحداً لم يخطر له بأنّ هذه الشاحنة بحمولتها قد تكون سبباً لإشعال شرارة حرب، سلاحها «سارح» على الطرقات. في العادة يسبح «الكوع» عند كل حادث إمّا بالمشروبات الغازية، أو بالخضار، وأحياناً بالترابة وغيرها من الحمولات التي تختصر خطورتها بأوزانها الزائدة.

لا بل كان أخطر ما شهده الكوع من تداعيات هذه الحوادث تسرّب مادتي المازوت والبنزين أحياناً من الآليات والسيارات التي تتسبّب بها. إلا أنّ ما لم يخطر لأحد، هو أن يكون السلاح الذي يشكّل بعدم شرعيته إستفزازاً كافياً لجزء كبير من اللبنانيين، رفيقهم أيضاً على الطرقات، ينقل في وقت الذروة، ومن دون أي إجراءات متّخذة للسلامة، وهي إجراءات لا يمكن توقّعها من قبل من يحاول تمرير السلاح من «تحت أنوف المواطنين الآمنين». إذاً، «الفوقية الممارسة» عقب الحادثة، كما وصفها أهالي المنطقة، لم يختصرها الإستنفار الحزبي بوجه محاولي إكتشاف حمولة الشاحنة في الكحالة، وإنما في ما كشفته من استباحة يومية لأمن المواطنين. فـ»حزب الله» الذي اعترف بأنّ الشاحنة كانت متّجهة من البقاع، من دون أن يحدّد وجهتها، تجاهل أنه استباح سلامة الناس الذين يعبرون الطريق مع سلاحه بدءاً من البقاع الى مقصده الأخير. وعليه، إذا افترضنا أن هذه الشاحنة إنتقلت من أقرب معاقل «الحزب» في النبي شيت مثلاً، فهذا يعني أنّها كانت تنتقل كقنبلة موقوتة وسط المواطنين، مروراً بسرعين وتمنين ورياق وأبلح والفرزل أوتوستراد زحلة، سعدنايل، تعلبايا، شتورا المكتظّة بالمارة والشاحنات، جديتا، المريجات، بوارج، مروراً بحاجز ضهر البيدر الى صوفر، بحمدون وعاليه ومن ثم الكحالة حيث أوقعها القدر في مصيدته وسط بيئة غير صديقة، لم تروّض بعد على قبول الأمر الواقع… علماً أنّ خط سير هذه الشاحنات من المرجح أن يمر بعد تمنين بإتجاه دير زنون، فيكون قد عبر أيضاً من برالياس بإتجاه شتورا وأكمل الطريق نفسها نحو وجهته الأخيرة. إلّا أنّ السؤال الذي بقي يتردّد طيلة اليوم التالي على ألسنة من يعبرون هذه الطرقات يومياً، هل كانت هذه المرّة الأولى أو الوحيدة التي ينقل فيها السلاح بهذا الشكل؟ يعرف العالم بأسره أهمية هذا الطريق بالنسبة لـ»حزب الله» وإمداداته الداخلية. إسرائيل التي قطعت شريان الوصل هذا في عدوانها على لبنان بحرب تموز 2006، من خلال تهديمها جسره المعلّق في ضهر البيدر، كانت أيضاً على يقين بأهمّيته. ومع ذلك لم يتوقّع أحد أن يكون العبث بسلامة الناس إلى حدّ إستسهال نقل السلاح في وضح النهار مع أرتال السيارات التي تجاوره. ليبقى التساؤل على ألسنة المواطنين: كيف ستتصرّف السلطة الشرعية حيال هذا الأمر؟ وهل سيمضي «حزب الله» بالطريقة ذاتها في نقل إمداداته بعد هذه الحادثة، وما خلّفته من توترات؟ الأيام المقبلة قد تحمل بعض الإجابات. أمّا بالنسبة للمواطنين الذين لا مفرّ لهم من سلوك هذا الطريق بحثاً عن رزقهم ولقمة عيشهم، فستبقى كل شاحنة «مشودرة» مشبوهة إلى أن يثبت العكس.

 

جلسة تشريعية لإقرار الصندوق السيادي

أكرم حمدان/نداء الوطن/الجمعة 11 آب 2023

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس إلى عقد جلسة عامة تشريعية في تمام الساعة 11 من قبل ظهر يوم الخميس الواقع في 17 آب 2023، وذلك لمناقشة المشاريع والإقتراحات المدرجة على جدول الأعمال. وجاءت الدعوة بعد إجتماع لهيئة مكتب مجلس النواب أمس برئاسة بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة جرى خلاله البحث والتوافق حول جدول أعمال الجلسة. وعلمت “نداء الوطن” أن المشاريع واقتراحات القوانين الملحة والتي ستكون على جدول الجلسة هي: إقتراح قانون الصندوق السيادي الذي أنجزته لجنة المال والموازنة منذ أسبوع، مشروع إتفاقية مع الصليب الأحمر الدولي تسمح باعتماد لبنان كمركز إقليمي، مشروع قرض يتعلق بالطاقة المتجددة وقوننتها، إضافة إلى إقتراح قانون الكابيتال كونترول. كذلك من الممكن أن يتم طرح العريضة النيابية التي وقعت كرد على قرار البرلمان الأوروبي، بغية إصدار موقف أو توصية عن مجلس النواب. وتتجه الأنظار بعد تحديد موعد الجلسة، نحو مواقف الكتل البرلمانية والقوى السياسية من أجل تأمين النصاب القانوني لهذه الجلسة، وتحديداً موقف تكتل «لبنان القوي» ورئيسه النائب جبران باسيل الذي سبق وأشاد باقتراح الصندوق السيادي وأهمية إقراره، مع العلم أنّ «التكتل» سبق وشارك في جلسات تشريعية تحت عنوان « تشريع الضرورة».

أما بقية الأطراف فباتت مواقفها واضحة من إنعقاد مجلس النواب في ظل الشغور الرئاسي، فكتل المعارضة وتحديداً «الجمهورية القوية»، « الكتائب»، «تجدد» ونواب «التغيير» وبعض النواب المستقلين، يرفضون المشاركة في أي جلسة لمجلس النواب قبل إنتخابات رئاسة الجمهورية، بينما يختلف معهم في هذا الموقف كتل «التنمية والتحرير»، «الوفاء للمقاومة»، «التوافق الوطني» وآخرون تحت عنوان أنّ مجلس النواب سيد نفسه ولا يجوز تعطيل عمل المؤسسة التشريعية. ومن الكتل والقوى التي تختلف في المواقف مع كتل المعارضة في هذا الموقف، رغم التلاقي في المحطات الرئاسية السابقة، كتلة «اللقاء الديموقراطي» وكذلك كتلة «الاعتدال الوطني» وبعض النواب الذين يعتبرون أنه لا يجوز تعطيل عمل مجلس النواب مع اقرارهم بأولوية الانتخابات الرئاسية. إذا نحن أمام محطة جديدة من النقاش حول دستورية وقانونية إنعقاد مجلس النواب في ظل الشغور الرئاسي، وامتحان جديد لإقرار قانون الكابيتال كونترول الذي يعتبر أحد القوانين الإصلاحية وأحد مطالب صندوق النقد الدولي وكذلك مطلب النائب الأول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري والذي تسلم مهامه بالوكالة أوائل شهر آب الحالي.

 

عن “تطفّل” أهل الكحالة على شاحنة تنقل سلاحاً عادياً لـ”حزب الله”

حازم الأمين/موقع درج/11 آب/2023

مقتل ابن الكحالة فادي بجاني، وقبله بأيام اغتيال ابن عين إبل الياس الحصروني، وبينهما مقتل عضو “حزب الله” أحمد قصاص، وكان سبقه إلى المصير نفسه مقاتل في سرايا المقاومة في بلدة وادي الزينة، هذه كلها من يوميات القتل العادي في جمهورية “حزب الله”. علينا نحن اللبنانيين ألا نذهل من أن شاحنة تعبر منعطفاً في بلدة الكحالة، انقلبت، ليظهر أنها تنقل سلاحاً. الواقعة عادية، ويبدو أننا لم نتعلم من الدروس التي لقّننا إياها “حزب الله” منذ اجتياحه بيروت في 7 أيار/ مايو من العام 2008، مروراً بانفجار المرفأ في 4 آب/ أغسطس عام 2020، وصولاً إلى واقعة الكحالة.

علينا أن ننتظر أيضاً ما ستجود علينا به أدبيات الحزب من تسمية للواقعة. فـ 7 أيار كان “يوماً مجيداً”، وانفجار المرفأ كان “حادثة أليمة”، وها نحن ننتظر التوقيع الثالث على مأساة الكحالة!

لقد “تطفّل” أهل البلدة على شاحنة عابرة على طريق عام! هذه العبارة ليست نوعاً من الـ”ساركازم” السياسي. إنها الحقيقة، فما شأنهم بشاحنة تنقل سلاحاً لـ”حزب الله” هوت على الطريق.

الحزب أنشأ نظاماً متكاملاً يتيح لشاحناته أن تعبر حيث يجب أن تعبر. وأهل الكحالة هم جزء من الصفقة! لنعود بالوقائع قليلاً إلى الوراء، فما هي وظيفة استثمارات الحزب بالتيار العوني في الانتخابات وما نجم عنها من إيصال لنواب يمثلون الكحالة، غير تكريس “عادة” عبور شاحنة تنقل سلاحاً من البلدة؟ وجبران باسيل، رئيس التيار العوني، الذي يفاوض الحزب اليوم على “اللامركزية الموسعة” مقابل رئيس للجمهورية يختاره الحزب ويوافق عليه التيار، ليس عبور شاحنة السلاح محل ابتلائه، وليست الشاحنة بنداً على طاولة مفاوضته. الصفقة لا تشمل “السيادة”، وبهذا المعنى صار السلاح عادياً، وصار على أهل الكحالة ألا يتطفلون على شاحنة هوت على قارعة الطريق التي تعبر بلدتهم!

والحال أن واقعة الكحالة هي واحدة من الوقائع المتنقّلة والناجمة عن سوء فهم اللبنانيين لما هم فيه. لقد أنجز “حزب الله” المهمة، فترك لهم السياحة، أو ما يتيحه السلاح منها، في مقابل حيازته كل شيء غيرها. الحدود والمطار والمرفأ والطرق العامة، وأي واقعة تسوقها الأقدار في هذه المساحات، على اللبنانيين أن يشيحوا بأنظارهم عنها، حتى لو كانت انفجاراً بحجم نووي يطيح ربع عاصمتهم ويقتل المئات ويشرّد عشرات الآلاف!

علينا أن ننتظر أيضاً ما ستجود علينا به أدبيات الحزب من تسمية للواقعة. فـ 7 أيار كان “يوماً مجيداً”، وانفجار المرفأ كان “حادثة أليمة”، وها نحن ننتظر التوقيع الثالث على مأساة الكحالة!

مهمة الحزب المتمثلة في جعل اللبنانيين يهضمون ما هم فيه من سلاح ومن شاحنات تنقله ومقاتلين يمتشقونه، تبدو شاقة وينغّص عليه فيها انقلاب شاحنة من هنا وإصابة طفلة برصاصة طائشة من هناك!

نعم، يجب أن نكفّ عن التفاجؤ والذهول، فعبور الشاحنة من الكحالة ليس خروجاً عما قبل به جزء كبير من القوى السياسية اللبنانية عموماً والمسيحية خصوصاً. الصفقة مع الحزب لم تشمل الشاحنة ولم تشمل السلاح، وأثر فاجعة الكحالة سيدوم لأيام قليلة سيستأنف بعدها جبران باسيل مفاوضاته مع “حزب الله” على اللامركزية الإدارية وعلى النفط والغاز والحقائب الوزارية.

كل من سيكون خارج هذه المعادلة سيكون خارج المشهد. “القوات اللبنانية” و”الكتائب” والنواب التغييريون والمستقلون، هؤلاء كلهم نجح “حزب الله” في إخراجهم من دائرة التأثير، وفي اللحظة التي انعطف فيها باسيل عن مسار الشاحنة وناور بترشيح جهاد أزعور كمنافس لمرشح الحزب، جرى إفهامه بأنه مهدد بمستقبله “الاستثماري” والسياسي، فعاد وصوّب الشطط واستقبل موفدي الحزب المحمّلين بالوعود.

من بين الأسئلة التي أملتها “واقعة الكحالة”، وقبلها بساعات “واقعة عين إبل” التي قُتل فيها مسؤول سابق في القوات اللبنانية هو الياس الحصروني، سؤال عما إذا كان بإمكان جبران باسيل مواصلة مفاوضة “حزب الله” في ملف الانتخابات الرئاسية؟! لا خيار أمامه سوى مواصلة المفاوضات، قد تفيده “واقعة الكحالة” في تعزيز أوراقه التفاوضية حول النفط أو حول الحقائب الوزارية، لكنه لن يقترب من مسار الشاحنة. ثم إن هذا السؤال جاء متأخراً، ذاك أن سنوات طويلة من العمل الدؤوب ومن الحروب ومن الاستثمار، أمضاها “حزب الله” لتثبيت خارطة طريق الشاحنة، وما الضغوط التي سيتعرض لها حليفه جبران باسيل من جراء انقلابها إلا أعراضاً عابرة يمكن رأبها ببعض العطاءات، على رغم أن قتيل الكحالة فادي بجاني ليس بعيداً من “التيار الوطني الحر” وتجمعه صور مع حليف الحزب السابق إيلي حبيقة، وهذا مؤشر الى عمق الفصام بين الخيارات السياسية (الموالية للحزب) والعصبيات الأهلية.

مقتل ابن الكحالة فادي بجاني، وقبله بأيام اغتيال ابن عين إبل الياس الحصروني، وبينهما مقتل عضو “حزب الله” أحمد قصاص، وكان سبقه إلى المصير نفسه مقاتل في سرايا المقاومة في بلدة وادي الزينة، هذه كلها من يوميات القتل العادي في جمهورية “حزب الله”.

علينا أن نشيح بأنظارنا عنها، تماماً كما على أهل الكحالة أن يشيحوا بأنظارهم عن شاحنة عادية تنقل سلاحاً، انقلبت على قارعة طريق بلدتهم.

وبالعودة إلى الـ”ساركازم”، ثمة ما سينغص دائماً على الحزب مهمته في جعل سلاحه “عادياً”، ذاك أنه ليس عادياً، وهو وسيلة إخضاع للبنانيين. وعلى رغم “النصاب السياسي” الذي أمنه له، فهو يبقى غير قانوني، وفي عرف الجماعات الأخرى سلاح طائفة بوجه طائفة. هذا ما يفسر “تطفّل” أهل الكحالة على شاحنة تنقل سلاحاً “عادياً” انقلبت في بلدتهم. 

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

فرنجيه من الديمان: المرحلة خطيرة وتحتاج الى الهدوء

وطنية/11 آب/2023

استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس تيار "المردة "سليمان فرنجيه يرافقه الخور اسقف اسطفان فرنجيه، وكانت جولة افق في كل المستجدات والتطورات، في حضور النائب البطريركي العام على الجبهة و زغرتا اهدن المطران جوزيف النفاع وقد استكمل البحث في مجمل الاوضاع خلال الغداء. ولفت فرنجيه اثر اللقاء الى ان "زيارته تقليدية للترحيب بغبطة البطريرك في المقر البطريركي الصيفي"، مشيراً الى ان "الاجواء كانت اكثر من ايجابية وانه توافق مع البطريرك على ان المرحلة خطيرة وتحتاج الى الهدوء وان يكون لدى الجميع تفكير وطني لتمرير هذه المرحلة الصعبة من تاريخ هذا البلد". واضاف: "من المؤكد اننا جميعاً وعلى راسنا غبطة البطريرك نرى انه من الضروري ان تحل مشاكل لبنان واولها انتخاب رئيس للجمهورية، وان شاء الله تكون الاشهر المقبلة واعدة للوصول الى اتفاق بيننا كلبنانيين لنتمكن من تخطي هذه المرحلة والوصول الى مرحلة افضل".

 

بري تسلم تقرير التدقيق الجنائي لشركة "الفاريز اند مارسال" والتقى البيسري

اسامة سعد : لمعالجة ما حدث في مخيم عين الحلوة حتى لا تتكرر الاحداث

وطنية/11 آب/2023

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الأمين العام لـ"التّنظيم الشّعبي النّاصري" النّائب أسامة سعد وجرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والأمنية في ضوء الأحداث الأخيرة في مخيم عين الحلوة .

النائب سعد

بعد اللقاء، النائب سعد: "الذي حدث في مخيم عين الحلوة خطير، وأكيد يحتاج الى متابعة. وقف إطلاق النار لا يزال هشاً، والتحقيقات حول تحديد المسؤولية نتابعها لتحديد مسؤولية ما جرى، وأيضاً التأكيد على تسليم المطلوبين للسلطات اللبنانية، فضلاً عن معالجة الأضرار التي نتجت عن هذه الأحداث في مخيم عين الحلوة التي لحقت باللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء. كل هذه القضايا كانت محل متابعة مع دولة الرئيس". وأضاف: " علينا ان نتنبه الى أهمية معالجة هذه الامور، حتى لا تتكرر مثل هذه الاحداث، وبالتالي ندفع الثمن غاليا من أمننا في مدينة صيدا ومن أمن الوطن اللبناني وأيضا من أمن الشعب الفلسطيني الذي نحن نحرص عليه على حد سواء. هذا ما تم بحثه اليوم مع دولة الرئيس" .

بيسري

كما عرض الرئيس بري الاوضاع العامة، لاسيما الامنية منها، خلال لقائه المدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري .

التدقيق الجنائي

على صعيد آخرتسلم الرئيس بري تقرير التدقيق  الجنائي النهائي الأولي لشركة “الفاريز اند مارسال"، كما جرى تعميم التقرير على جميع  النواب .

 

المجلس العالمي لثورة الأرز: الأحداث المتتالية تنذر بالخطر وعلى الجيش تنفيذ القرار 1559

وطنية/11 آب/2023

اعتبر "المجلس العالمي لثورة الأرز" في بيان، أن "لبنان يمر اليوم بسلسلة من الأحداث المتتالية التي توشك أن تجر إلى صراعات دامية، فقد اتخذ حزب الله إجراءات عدة وقرارات بناء على أوامر الحرس الثوري الإيراني، منها البدء بتنفيذ بعض الاغتيالات النوعية، بخاصة في المنطقة الحدودية التي تتمتع بحماية قوات الأمم المتحدة لافهام السكان بأنه لا يمكنهم الاتكال على هذه القوات في مجال أمنهم، وبالتالي لمنع قيام أو تنظيم أي نوع من المقاومة المدنية لمشاريعهم ومغامراتهم العسكرية المستقبلية. ويأتي اغتيال السيد الياس الحصروني في عين إبل وهو ناشط مدني له تأثيره في مجال المعنويات والتوجه الوطني والعمل السياسي الواضح الذي لا يماشي الاحتلال ولا يهلل لقراراته في هذا المنحى".

أضاف: "أما الجانب الثاني فهو تكثيف التحضيرات الميدانية للتصدي لأي قرار يضعف تواجدهم وتأثيرهم على الساحة في مجال حصر القرارات المصيرية في أيديهم، ومن جملة هذه التحضيرات زيادة توزيع الاسلحة والذخائر وتنويعها بشكل يكفل التفوق على القوى الأمنية، في حال الاضطرار للمواجهة المرحلية في أي من المناطق التي بدأت تتمرد على وجودهم وسلطتهم وتنادي بمنعهم من دخولها والتمركز فيها. ويأتي حادث الكحالة في هذا المنحى، إذ وبعد تعطل الشاحنة المدنية التي تحمل أنواعا من الأسلحة أو الذخائر غير العادية وحيث أنها انقلبت على الكوع، ما دعا بعض الأهالي للاقتراب منها بهدف المساعدة، فتح المسلحون من داخلها النار عليهم ما جر إلى اشتباك سقط خلاله أحد أبناء الكحالة قتيلا برصاص هؤلاء، وأدى بالتالي إلى تطور الوضع وتدخل الجيش الذي نقل المواد المتفجرة بسياراته، ومن ثم فتح الطريق بالرغم من الاعتراض على هذا الوضع."

وتابع: "إن المجلس العالمي لثورة الأرز الذي حذر دوما من تفاقم الأوضاع بسبب انتشار السلاح غير الشرعي، والذي يشمله القرار 1559 ويطالب بجمعه وتسليمه لقوات الشرعية ما يسمح بالمساواة بين اللبنانيين أمام القانون والانتهاء من المربعات الأمنية ومفهوم الساحة المفتوحة، يرى بأن تطور الأحداث بات خطرا وعدم التزام المليشيا المسلحة بتنفيذ القرارات الدولية وبخاصة 1559، وبالتالي جمع الأسلحة من المخيمات أيضا حيث أظهرت المعارك الجارية في عين الحلوة هشاشة الوضع وخطورته وامكانية استغلاله من قبل الاحتلال الإيراني وزبانيته أو أي جهة تسعى لخلق الفوضى."

وختم: "من هنا التشديد على ضبط الأمور ولو في المناطق الخارجة عن سيطرة هؤلاء، حيث يطلب من القوى الأمنية والجيش حمايتها ومنع دخول العناصر المسلحة اليها كبداية عملية لتنفيذ القرار 1559 على أن تسعى الحكومة المقبلة وبعد انتخاب الرئيس إلى وضع جدول زمني لتنفيذ هذا القرار على كل الأراضي اللبنانية، واخراج لبنان من وضع الساحة المفتوحة الذي لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع وتدمير البنى والأسس التي تقوم عليها الدولة."

 

في "بيت اليتيم الدرزيّ".. اغتصاب وتعذيب تجويع.. وتدخّلات تطمس القضية؟!

ليلي جرجس- النهار/11 آب/2023

بعد فضيحة "قرية المحبة والسلام" التي لم تتكشّف كلّ فصولها بعد، في انتظار انتهاء التحقيقات، خرجت إلى العلن فضيحة مدوّية مشابهة في "بيت اليتيم الدرزيّ"، والفظائع كانت تُرتكب في حقّ الأطفال والقاصرات طيلة سنوات، من دون أن يخرق صوت ضحيّة صمت المسؤولين والمجرمين هناك. حال مؤسّسات الرعاية الإنسانيّة ليست في خير، القشور والمبادئ التي كانت ترسم معالم هذه المؤسّسات الخيريّة سرعان ما سقطت وظهرت الكوارث وحوادث الذلّ والتحرّش والعنف في حقّ الطفولة في مختلف المناطق ال#لبنانيّة. من يراقب هذه المؤسسات اليوم؟ من يتحمّل مسؤوليّة ما يجري في حقّ الأطفال من تعنيف وتحرّش واغتصاب وتزويج وإتجار؟ يسقط المجتمع اللبنانيّ اليوم في هاوية اللاأخلاقيّة والابتزاز والاستغلال بشكل مخيف، مقابل غياب فاضح لجهات كثيرة معنيّة بمراقبة وحماية الأطفال، بدءاً من مديرة المؤسّسة وصولاً إلى الجهات الرسميّة.

تكشف التسجيلات الصوتيّة المسرّبة فظاعة ما كان يجري داخل هذه المؤسّسة الرعائيّة. فوفق أحد التسجيلات "القضية ليس محصورة بالتحرّش والتعنيف وإنّما بالسرقة الممنهجة التي كانت تحصل طيلة تلك السنوات. المساعدات والتبرّعات التي كانت تصل إلى تلك المؤسّسة الخيريّة كانت تُسرق، والأموال التي كان يتبرّع بها بعض الأشخاص كان جزء كبير منها يُنهب، والفساد والظلم اللذان كانا يسودان ليسا جديدَين، وإنّما يعودان إلى سنين مضت، ولم يكن أحد يتجرّأ على رفع شكوى أو الاعتراض نتيجة الضغوط التي كان يُمارسها مسؤولو المؤسّسة".

نسبة الإجرام التي كانت تُمارس داخل بيت اليتيم الدرزيّ مخيفة ومقيتة، لا يمكن لعقل أن يستوعب الشهادات التي يتشاركها أطفال عانوا داخلها. بطلان كسرا حاجز الخوف وهربا من الدار لتقديم شكوى ضد التعنيف والتحرّش الحاصلَين داخل المؤسّسة، لتكرّ بعدها السبحة من خلال شهادات أخرى لضحايا آخرين، وتكثر دائرة الاتّهامات مع أكثر من شخص ومتورّط في هذه القضية، من أعلى الهرم حيث كانت تتولّى ح. ن إدارة المؤسّسة، وتتستّر على كلّ الشكاوى والانتهاكات التي كانت تحصل، إلى المتّهم الأوّل ر. ذ الموقوف منذ 20 تموز، وأستاذ الرياضة في المؤسّسة هـ. ح الذي قُدّمت في حقّه شكاوى تحرّش واغتصاب، وصولاً إلى العاملين في المؤسّسة الذين امتهنوا تعنيف الأطفال وتجويعهم. يختصر أحد التسجيلات بشاعة ما كان يحصل بالقول: "كان الأطفال يعيشون في سجن حيث يسود التعذيب والتعنيف والتجويع حياتهم. الطعام مسوّس ومنتهي الصلاحيّة، ولا يتذوّقون اللحمة والأطباق الأخرى إلّا إذا كانت هناك مأدبة لأحد المتبرّعين أو القادمين إلى المؤسّسة. الحفاظ على المظاهر كان همّ المؤسّسة، فيما المعاملة الحقيقية كانت سيّئة وقاسية بلا رحمة. تولّى شخصان هما نادين بركات وأحمد ياسين فضح ما مكان يجري داخل هذه المؤسسة الرعائيّة، في ظلّ الضغوط الكبيرة للفلفة القضية وعدم إخراجها إلى العلن، للحفاظ على خصوصيّة البيئة الدرزيّة. ومن كان ينادي بالشعارات والتغيير وقع في فخّ طائفته، وكان من الأشخاص الذين يسعون إلى المطالبة بالحقّ بعيداً عن الإعلام والأضواء. نبدأ مع الزميل أحمد ياسين الذي كان أوّل من كتب في الثّاني من آب على صفحته على "تويتر" عن فضيحة بيت اليتيم الدرزيّ، دون أن تلقى تغريدته التفاعل المطلوب. يتحدّث ياسين إلى "النهار" عن بعض المعطيات والوقائع التي حصلت في تلك الدار، حيث بدأت القصّة عندما هرب قاصران من بيت اليتيم الدرزيّ لتقديم شكوى في أحد المخافر عن عمليات تحرّش مستمرّة تعرّضا لها. وعليه، أوقفت أجهزة الدولة المتّهم ر. ذ منذ 20 تموز، وما زال حتّى الساعة موقوفاً بالاستناد إلى أدلّة موثوقة تُثبت صحّة الاتّهامات الموجّهة ضدّه. ويوضح ياسين أنّه "نتيجة كسر حاجز الخوف عند القاصرَين، تشجّع أطفال آخرون على الإفصاح عمّا تعرّضوا له، ليتوالى بعض الشهادات لضحايا آخرين، عن تحرّش واغتصاب وتعنيف.

وللأسف، يُمارس عدد من فعاليّات المنطقة ضغوطاً على عائلة أحد الأطفال الذين تعرّضوا للتحرّش لسحب الدعوى، في محاولة للفلفة الموضوع وحصره بالمجتمع الدرزيّ بعيداً عن الأضواء. يواصل قاضي التحقيق نادر منصور تحقيقاته، خصوصاً أنّ القضيّة أصبحت قضيّة رأي عام. وبعد تسجيل شكاوى عديدة في حقّ العاملين في المؤسّسة، وحسب الشهادات، تكرّر اسم الشخصين "ر. ذ" و "هـ. ح" والمديرة ح. ن بتورّطهم في قضايا عديدة أهمّها التعنيف والتجويع والفساد والسرقة وغياب الشفافية وتزويج القاصرات والاغتصاب والتحرّش. ووفق ياسين "كانت ح. ن تسعى إلى توظيف عاملين يعانون من أوضاع معيشية صعبة جدّاً، وبرواتب ضئيلة لا تتخطّى المليون ونصف المليون ليرة، بغية السيطرة عليهم، من خلال استغلال حاجاتهم إلى المال. كما برزت أسماء موظّفَين آخرَين هما "غ. ش" و "ن. ح" بتهم تعنيف الأطفال المتواصل، وحرمان بعضهم من التواصل مع عائلاتهم".

ويشدّد على أهميّة عدم التصويب على مكان آخر، "نرفض إقفال الدار وإنّما العمل على محاسبة كلّ من شارك في هذه الجريمة بحقّ الطفولة لحماية الأطفال الآخرين، وضمان عدم الاستمرار في هذه الانتهاكات من دون محاسبة أو عقاب".

حتّى في مسألة الطعام، خضع الأطفال لعملية تجويع وحرمان، وتناقلت بعض التسجيلات أحاديث عن تناولهم "أرزّاً مسوّساً ومعلّبات منتهية الصلاحيّة. ولم يتذوّقوا طعاماً جيّداً إلّا عند تحضير وليمة لأحد زوار المؤسّسة". توالت شهادات أطفال آخرين حول التعنيف وطريقة المعاملة السيّئة أو التحرّش، والتي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعيّ. تتحفّظ ممثلة الاتّحاد الوطنيّ لحماية الأحداث أميرة سكّر عن "مشاركة أيّ معلومة متعلّقة بالملفّ حفاظاً على سرّية التحقيقات. المعطيات باتت في عهدة القضاء، ونحن مؤتمنون على سير التحقيق، ونتابع الملفّ مع الجهات المعنيّة، ونحرص على المتابعة، ونرفض أيّ ضغوطات يمكن أن تحصل في أيّ ملفّ، ولم نشهد حتّى الساعة أيّ ضغوط في هذه القضية".

وتشدّد سكّر على زيادة العنف ضدّ الأطفال والجرائم المرتكبة في حقّهم في السنوات الأخيرة، ولاسيّما الاعتداء الجنسيّ، العنف المنزليّ، سوء المعاملة، المخدرات والجرائم. بالإضافة إلى ظهور أنواع جديدة من التعذيب، ما يستدعي الحاجة الملحّة للعمل على حماية #حقوق الطفل بشكل فوريّ وسريع.

وأصدرت اللجنة تقريراً تتناول فيه الانتهاكات المسجّلة في حقّ الأطفال بين عامَي 2022-2023، وتبيّن أنّ هناك 35 حالة هروب لأطفال من منازلهم العائليّة، ما يعكس واقع ديناميّة الأسرة والعنف المنزليّ والإهمال والعلاقات المضطربة. كما تمّ تسجيل 9 محاولات قتل، بالإضافة إلى تسجيل 68 حالة تعاطي مخدّرات عند الأطفال، والتي تُنذر بالخطر وتثير تساؤلات حول توافر وسهولة الحصول على الممنوعات. كذلك كان لافتاً ارتفاع السرقات التي يرتكبها الأطفال إلى 248 سرقة، والتي تفرض البحث في الأسباب والدوافع التي تقودهم إلى السرقة. أمّا بالنسبة إلى العنف المنزليّ والإساءة الجنسية، فيكشف التقرير ارتفاعاً واضحاً في الأرقام، حيث سجّل زيادة في العنف المنزليّ من 151 حالة إلى 227، والإساءة الجنسية من 71 حالة إلى 117.

وقد أثّرت الأزمة الاقتصاديّة على الاستجابة والتعاطي عند العاملين والمسؤولين، وكان لها أثر واضح وأساسيّ على ما يحصل في لبنان، وبالتالي كان للأزمة الاقتصاديّة دور في تفاقم ظاهرة العنف والانتهاكات الجسديّة، إلّا أنّها ليست مبرّراً لما يحدث.

وتتحدّث سكّر عن الأسباب التي أدّت إلى اكتشاف هذه الانتهاكات التي تستهدف الطفولة في المؤسّسات الرعائية الخاصّة بالأطفال، ومنها مشاركة التجارب والأخبار على مواقع التواصل الاجتماعيّ، وإيصال الخبر بشكل أكبر وأوسع. "يتواجد الأطفال حاليّاً مع عائلاتهم في العطلة الصيفيّة، ما يعني أنّهم في أمان، وستتمّ متابعتهم نفسيّاً وتقديم كلّ الدعم النفسيّ الذي سيحتاجونه فور انتهاء التحقيقات، وستكون وزارة الشؤون الاجتماعية معنية في هذا الملفّ". وعن الخوف على أطفال لبنان، لا تخفي سكّر أنّ "الخوف اليوم على كلّ شخص ضعيف في لبنان (الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصّة - الطفل - كبار السنّ...) لأنّنا عندما نصل إلى عجز المجتمع وعدم قدرة الدولة على احتضان هذا الإنسان، سيزيد الخوف على هذه الفئة المهمّشة". من جهتها، أكّدت رئيسة لجنة السيدات لبيت اليتيم الدرزيّ ريما أرسلان ألّا "تهاون مع أيّ شخص تثبت إدانته ومشاركته في كلّ الانتهاكات المسجّلة في حقّ الأطفال. لقد كانت صدمة كبيرة عند معرفة بعض التفاصيل، خصوصاً أنّ المتّهم ر. ذ يعمل في المؤسّسة منذ 25 عاماً، وهو مسؤول عن الكاميرات في دار الصبيان فيها". وأثنت على جرأة الأطفال في كسر الصمت لأنّه "من خلالهم بدأت تتكشّف أمور كثيرة لم نكن على معرفة بها. لذلك فالتحقيقات جارية اليوم، وسيكون هناك توسّع فيها، وسنتابع الموضوع حتّى النهاية، وسننشر أسماء المتورّطين فور انتهاء التحقيقات".

 

 

 

 

 

 

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 11-12 آب/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 11 آب/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/121027/121027/

 

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For August 11/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/121030/121030/