المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 11 نيسان/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.april11.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

المَرَّةٌ الثَالِثَةٌ التي ظَهَرَ فيهَا يَسُوعُ لِلتَّلامِيذِ بَعْدَ أَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو/قراءة في مواقف ميقاتي الذمية من مسرحية الصواريخ  التي استهدفت إسرائيل وفي تفاهة الشكوى للأمم المتحدة

نص وفيديو/الياس بجاني: القيامة محبة وغفران وكفارات

نص وفيديو/حزب الله وإسرائيل في خندق نفاقي ومسرحي وهوليودي واحد ويتبادلون الخدمات والمنافع

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين 10 نيسان 2023

إقصاء مسيحيين من مواقع إدارية في الجمارك؟!

قلق داخلي من سعي “حزب الله” لربط لبنان بساحات المواجهة الإقليمية

مصادر ديبلوماسية عربية لـ"السياسة": حل الملف الرئاسي داخلي

من لبنان وساحات أخرى... سيناريو لهجوم إيراني شامل على إسرائيل!

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

التطوّرات الأمنيّة زادت المشهد تعقيدًا: “اشتدّي يا أزمة تنفرجي؟”

طبيب لبناني عضواً في منظمة الصحة العالمية

في لبنان.. “حرب عقوبات” بين باريس وواشنطن

منير الربيع/الجريدة الكويتية

أحداث الجنوب.. حزب الله “كان يعلم”!

هل تحاسب حكومة ميقاتي “مستبيحي السّيادة”؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قائمة إسرائيلية بأسماء مسؤولين إيرانيين يعملون ضدها من سوريا

نتنياهو يهدد «النظام السوري» بثمن باهظ وقال إن إسرائيل لن تسمح لـ«حماس» بترسيخ وجودها في لبنان

نتنياهو يعدل عن قراره إقالة وزير حربه

اقتحامات جديدة لـ«الأقصى» و«جبل صبيح» وتحذير نادر للسلطة من هجوم وشيك على غزة

الجيش الإيراني يهون من تهديدات إسرائيلية بشن ضربة ضد بلاده

بوشيلين: القوات الأوكرانية فجرت المبنى الإداري في أرتيموفسك قبل انسحابها

البنتاغون: تسريب وثائق أميركية سرّية يطرح خطراً أمنياً «جسيماً»

كييف تعدّل خطط «هجومها المضاد»… و«فاغنر» تسعى لتجنيد متطوعين

روسيا وأوكرانيا تجريان عملية مقايضة كبرى للأسرى

طهران تحض موسكو على تسريع مسار تقليص تأثير الدولار

تركيا: أجندة التطبيع مع سوريا تتضمن قمة رباعية وتوقع زيارة لوزير الخارجية المصري إلى أنقرة هذا الأسبوع

اللقاء الرباعي للتطبيع بين دمشق وأنقرة يُعقد في موسكو الشهر المقبل يضم وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا وإيران

ترقب لخريطة يمنية لإنهاء الصراع برعاية أممية وإيران تعلن دعمها لهدنة دائمة تمهيداً لمسيرة سياسية مستدامة

طهران تبدي انفتاحاً على «سلام دائم» في اليمن وتخطي الأزمة بلبنان

الخارجية الإيرانية تحدثت عن تبادل السفراء مع السعودية بعد مرحلة افتتاح المقرات الدبلوماسية

اوغلو يعلن عن تطورات كبيرة ستحدث في العلاقات مع مصر يوم الأربعاء

خمسة قتلى وستة جرحى على الأقل بإطلاق نار في لويزفيل الأميركية

400 مهاجر ضلوا طريقهم في البحر بين مالطا وليبيا

واشنطن تحضّ موسكو على إطلاق الصحافي الأميركي «المعتقل تعسفياً»

واشنطن تراقب «عن كثب» تصرفات الصين في مضيق تايوان وطالبت الإدارة الأميركية بـ«ضبط النفس»

واشنطن تؤكّد أن العلاقة مع ماكرون «ممتازة» رغم تصريحاته بشأن تايوان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المطاردة الفرنسية المحمومة لسلامة ومصرفيين: ترحيب بالعدالة وتساؤل بالسياسة/منير الربيع/المدن

"ترابط الساحات" واتّفاق بكّين: إسألوا رفيق الحريري/محمد بركات/أساس ميديا

لبنان المعزول بلا دور: سهل للتنازلات.. والمقايضات/منير الربيع/المدن

تفاصيل عملية اغتيال لقادة فلسطينيين في بيروت اغتالت ابو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر/ من أرشيف 2014

"الصواريخ اللقيطة": لا تغيير في قواعد الاشتباك ولا في هوامش "وحدة الساحات "/علي حمادة/النهار العربي

إسرائيل في مواجهة "وحدة السّاحات" و"توازن الردع"/عبدالوهاب بدرخان/النهار العربي

أذرع "مقاومة إسرائيل" خارج الاتفاق الإقليمي/روزانا بومنصف/النهار العربي

في صبيحة اليوم ال1273 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

لبنان في زمن الجبهات الموحدة والمفتوحة/سناء الجاك/سكاي نيوز عربية

رسائل «التعايش» الصاروخية بين إيران وإسرائيل/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

تشيع أذربيجان وتشيع إيران/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

النظام العالمي: حراك... تموضع وتكيّف/سام منسى/الشرق الأوسط

"الصواريخ اللقيطة": لا تغيير في قواعد الاشتباك ولا في هوامش "وحدة الساحات "/علي حمادة/النهار العربي

المعارضة تخسر فرصة الاتفاق على رئيس سيادي/يوسف دياب/الشرق الأوسط

أي مستقبل بين “الحزب” و”التيار”؟/محمد شقير/الشرق الاوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي ترأس قداس اثنين الفصح على نية فرنسا: نصلي لكي تبقى رأس حربة في كل معركة من أجل الحرية وحقوق الإنسان والشعوب على الأرض

"القوات" نفى تأييد مرشحين أو استبعادهم: متمسكون بمعوض

التقدمي: لا علاقة لجنبلاط بالاخوين رحمة وسندعي على منصة "ميغافون"

ياسين: الفساد البيئي أساسه سياسي

قاسم: نحن في مرحلة يستحيل معها استقرار الاحتلال وشرعنته

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

المَرَّةٌ الثَالِثَةٌ التي ظَهَرَ فيهَا يَسُوعُ لِلتَّلامِيذِ بَعْدَ أَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات

إنجيل القدّيس يوحنّا21/من01حتى14/بَعْدَ ذلِك، ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَرَّةً أُخْرَى عَلى بُحَيْرَةِ طَبَرَيَّة، وهكَذَا ظَهَر: كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُس، وتُومَا المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، ونَتَنَائِيلُ الَّذي مِنْ قَانَا الجَلِيل، وٱبْنَا زَبَدَى، وتِلْمِيذَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلامِيذِ يَسُوع، مُجْتَمِعِينَ مَعًا. قَالَ لَهُم سِمْعَانُ بُطْرُس: «أَنَا ذَاهِبٌ أَصْطَادُ سَمَكًا». قَالُوا لَهُ: «ونَحْنُ أَيْضًا نَأْتِي مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَرَكِبُوا السَّفِينَة، فَمَا أَصَابُوا في تِلْكَ اللَّيْلَةِ شَيْئًا. ولَمَّا طَلَعَ الفَجْر، وَقَفَ يَسُوعُ عَلى الشَّاطِئ، ولكِنَّ التَّلامِيذَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ يَسُوع. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «يَا فِتْيَان، أَمَا عِنْدَكُم قَلِيلٌ مِنَ السَّمَك؟». أَجَابُوه: «لا!». فَقَالَ لَهُم: «أَلْقُوا الشَّبَكةَ إِلى يَمِينِ السَّفِينَةِ تَجِدُوا». وأَلقَوْهَا، فَمَا قَدِرُوا عَلى ٱجْتِذَابِهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَك. فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُس: «إِنَّهُ الرَّبّ». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبّ، إِتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وأَلْقَى بِنَفْسِهِ في البُحَيْرَة. أَمَّا التَّلامِيذُ الآخَرُونَ فَجَاؤُوا بِٱلسَّفِينَة، وهُمْ يَسْحَبُونَ الشَّبَكَةَ المَمْلُوءَةَ سَمَكًا، ومَا كَانُوا بَعِيدِينَ عَنِ البَرِّ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَي ذِرَاع. ولَمَّا نَزَلُوا إِلى البَرّ، رَأَوا جَمْرًا، وسَمَكًا عَلى الجَمْر، وخُبْزًا. قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَاتُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذي أَصَبْتُمُوهُ الآن». فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ إِلى السَّفِينَة، وجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلى البَرّ، وهِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وثَلاثًا وخَمْسِين. ومَعَ هذِهِ الكَثْرَةِ لَمْ تَتَمَزَّقِ الشَّبَكَة. قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلُمُّوا تَغَدَّوا». ولَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنَ التَّلامِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: «مَنْ أَنْت؟»، لأَنَّهُم عَلِمُوا أَنَّهُ الرَّبّ. وتَقَدَّمَ يَسُوعُ وأَخَذَ الخُبْزَ ونَاوَلَهُم. ثُمَّ فَعَلَ كَذلِكَ بِٱلسَّمَك. هذِهِ مَرَّةٌ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ فيهَا يَسُوعُ لِلتَّلامِيذِ بَعْدَ أَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو/قراءة في مواقف ميقاتي الذمية من مسرحية الصواريخ  التي استهدفت إسرائيل وفي تفاهة الشكوى للأمم المتحدة

https://eliasbejjaninews.com/archives/117311/117311/

لقد بلغت ذمية وطروادية نجيب ميقاتي، المسمى صورياً رئيساً للحكومة في لبنان المحتل إيرانياً، بلغت حداً من التفاهة والجبن والدركية والإستغباء والغباء لم يعرف لبنان مثيلاً لها. هذا المخلوق الجبان والذمي بما يتعلق بمسؤولياته لم يستنكر مسرحية وجريمة الصواريخ التي اطلقها حزب الله بواسطة منظمة حماس على دولة إسرئيل، ونطق هذا الأبوالهول بعد يومين على الحادثة، ويا ليته لم ينطق، حيث جهل الفاعل المعتدي الذي هو حزب الله وحماس، والأخطر انه حمّل اسرائل المسؤولية، وبرر جريمة حماس وحزب الله بقوله دون خجل أو وجل: إن من قام باطلاق الصواريخ، ليست جهات منظمة، بل عناصر غير لبنانية”. وطلب من وزير الخارجية تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن ضد إسرائيل.

 

الياس بجاني/نص وفيديو/قراءة في مواقف ميقاتي الذمية من مسرحية الصواريخ  التي استهدفت إسرائيل وفي تفاهة الشكوى للأمم المتحدة

https://www.youtube.com/watch?v=08oZ4tmlFrM&t=2s

 

نص وفيديو/الياس بجاني: القيامة محبة وغفران وكفارات

الياس بجاني/09 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/18795/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8%d8%af%d9%8a%d8%a9/

 

نص وفيديو/الياس بجاني: القيامة محبة وغفران وكفارات

https://www.youtube.com/watch?v=uH7rFYEPZ9M&t=3s

الياس بجاني/09 نيسان/2023

 

نص وفيديو/حزب الله وإسرائيل في خندق نفاقي ومسرحي وهوليودي واحد ويتبادلون الخدمات والمنافع

الياس بجاني/07 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117244/117244/

 

نص وفيديو/حزب الله وإسرائيل في خندق نفاقي ومسرحي وهوليودي واحد ويتبادلون الخدمات والمنافع

https://www.youtube.com/watch?v=cDipb4lOXjs&t=20s

الياس بجاني/07 نيسان/2023

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw    لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين 10 نيسان 2023

وطنية/10 نيسان/2023

 مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ما بعد عطلة الأعياد المجيدة: الفصح الغربي والشرقي والفطر المبارك/ والمتزامنة هذا الشهر\ من المرتقب ان يحتدم السباق\ أو يتوازى\ بين الجهود الدبلوماسية الخارجية في اتجاه لبنان\ وبين مجريات الاتصالات والمواقف المحلية المتعلقة ببلورة أجواء\ لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية...

ومن خلال واقع التطورات السلبية الأخيرة عند الحدودية الجنوبية\ وتلك المقبولة في المنطقة بفعل اتفاق العاشر من آذار بين السعودية وإيران برعاية الصين في بكين\ أو تيك الأجواء المريبة في العالم: في بحر الصين\ وفي جنوب شرق أوروبا على الأراضي الأكرانية\ تخشى أوساط سياسية مطلعة ان تطلّ الفترة المقبلة\ على مرحلة جديدة من التعقيدات\ خصوصا" أن تطورات الوضع الجنوبي ستترك حتما أثرها المباشر/ بحسب أوساط سياسية مطلعة\ في المواقف الداخلية والخارجية بالنسبة الى الأزمة الرئاسية\ لجهة تسليط الأضواء والاولويات على الاستقطاب السياسي المتجدد الشدة.. وسيفاقم الحدة في التجاذب\ حول الخيارات الرئاسية والمرشحين\ كما سيمدد لحالة انعدام اليقين التي تحكم هذه الازمة.

في أي حال حملت الإشارة التي اطلقها البابا فرنسيس حِيال لبنان خلال ترؤسه القداس الاحتفالي في الفاتيكان امس في عيد الفصح\ دلالات معبرة لجهة الاهتمام الفاتيكاني بتداعيات الازمة اللبنانية\ وقد ابتهل البابا في رسالة عيد الفصح: "ساعد يا ربّ لبنان الذي لا يزال يبحث عن الإستقرار والوحدة حتّى يتجاوز الانقسامات فيعمل جميع المواطنين معًا من أجل الخير العام للبلد".

اليوم\ هو اثنين الفصح وهو اثنين الباعوث\ اي إنبعاث المسيح من جديد وتجلي معاني البشارة والقيامة.. فعلى انبلاج هذه المعاني\ معقودٌ الرجاء بانتهاء هذه الأزمة العاتية\ وبانبعاث لبنان ونهوضه من جديد\ بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية كمفتاح  لدخول مسارات الحلول.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

ماذا يحصل في ادارة  الجمارك؟ وهل سيمرر المجلس الاعلى غداً قرار تعيين 398 رتيبا من عناصر الضابطة الجمركية في الجهاز الاداري ، علما ان ما يقارب تسعين في المئة من هؤلاء من الطوائف غير المسيحية؟ في بلد  ذي تركيبة غير طائفية يبدو السؤالان خارج منطق التاريخ والتطور. أما في لبنان فالسؤالان مشروعان، وخصوصاً انها ليست المرة الاولى التي يعمد فيها اركان المنظومة الى ضرب التوازن الطائفي في لبنان. فهل المطلوب  تيئيس المسيحيين و حملهم على الشعور بالغبن، ما  يدفعهم الى مزيد من الهجرة؟ بالتوازي، قضية النازحين السوريين تتكشف عن فصول جديدة تقارب الفضيحة. وفي تفاصيل الفضيحة الجديدة ان النازحين السوريين يعمدون الى تأجير اللبنانيين بطاقاتهم الصحية ليدخل اللبنانيون المستشفيات عبرها، وذلك لقاء بدل مالي للسوريين. فهل تحول النزوح السوري الى لبنان تجارة؟ وفي هذه الحال كيف يمكن ايجاد حلول عملية لعودة النازحين السوريين الى بلدهم؟   

سياسياً ، الانتخابات البلدية على المحك. اللافت ان الحديث بدأ يتصاعد عن امكان تأجيلها في ظل تسويف الحكومة ومماطلتها في اتخاذ القرار المناسب. ومع ان وزير الداخلية قام بواجباته كاملة ، واعلن ان وزارتـَه جاهزة لاجراء الانتخابات ، لكن المشكلة ان الحكومة لم تعلن حتى الان انها جاهزة لاجراء الانتخابات وانها قادرة على  تأمين الموازنة المناسبة لها . فلم هذا الاسترخاء ؟ وهل يجوز ان الحكومة ككل لم تقم بواجباتها قبل سبعة وعشرين يوما من بدء الانتخابات؟ بتعبير آخر: هل تماطل الحكومة وتسوّف لتعلِن في اللحظة الاخيرة انها غيرُ قادرة على التمويل ، فينزل النواب الى البرلمان للتمديد للمجالس البلدية والاختيارية؟ واذا تحقق السيناريو المذكور الا يعني ان المنظومة متواطئة على الانتخابات البلدية ، وان هناك توزيعاً للادوار بين الحكومة وبين البرلمان؟ لكنْ، لم الاستغراب؟ فمن يتواطأ على عدم اجراء الانتخابات الرئاسية ، هل من المستغرب ان يتواطأ على عدم اجراء الانتخابات البلدية؟

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بينَ وَحدةِ الساحاتِ التي تُطوِّقُهُ، وتراكمِ الازماتِ التي تُرهقُه، يَعلقُ الكيانُ العبريُ بحساباتٍ اَحلاها مرٌ ، ويَزيدُها شكلُ الحكومةِ المتناقضةِ من داخلِها. ففي ذروةِ الحراجةِ التي يعيشُها بنيامين نتنياهو قادَ سبعةٌ من وزرائِه اليومَ تظاهرةً للمستوطنينَ الى جبلِ صبيح في نابلس دعماً للاستيطان، فيما حكومتُه عاجزةٌ عن بناءِ الثقةِ معَ مستوطنيها وجيشِها، فكيفَ بالذهابِ الى توسيعِ الاستيطانِ وما يترتبُ عليه من تداعيات ؟

وعليه فانَ التشظيَ داخلَ الكيانِ المؤقتِ مستمر، والازمةَ متفاقمة، ومحاولةَ الحكومةِ أن تقتاتَ على دماءِ الفلسطينيينَ لن تُنجِيَها في ظلِّ غضبِ الضفةِ الذي يُلهبُ كلَّ الساحاتِ، وجهوزيةِ غزةَ التي يَعرفُ الصهاينةُ ما تختزنُهُ من استعداد..

في الساحاتِ اللبنانيةِ لا استعدادَ الى الآنَ لتحقيقِ ايِّ اختراقٍ على ايٍّ من الصُعُدِ الاقتصاديةِ او السياسية، وحالةُ المراوحةِ لدى البعضِ تَنتظرُ على بساطِ التطوراتِ الاقليميةِ وتتطلعُ الى الايادي الخارجية ..

وخارجَ كلِّ التأويلاتِ والاتهاماتِ على الساحةِ البلديةِ اَعلنت قيادتا حزبِ الله وحركةِ امل رفعَ الجهوزيةِ وانطلاقَ الاستعداداتِ لخوضِ الانتخاباتِ البلديةِ التي دعا اليها وزيرُ الداخليةِ الشهرَ المقبل ..

واستعداداً لما تُقبلُ عليه المنطقةُ من حركاتٍ تجاريةٍ وربطٍ لساحاتِها السياسية، خطةٌ لربطِ الموانئِ العربيةِ وتفعيلِ التجارةِ البينية، وتعزيزِ لبنانَ ودورِه وموقعِه على شاطئِ المتوسطِ تَقدَّمَ بها وزيرُ الاشغالِ علي حمية ونالت ترحيبَ وزراءِ النقلِ العرب، يُعملُ على وضعِ خطتِها العملية ..

في اليمنِ ترحيبٌ شعبيٌ ورسميٌ بأيِّ قرارٍ لوقفِ الحربِ المفروضةِ عليهم، بما يحفظُ ثوابتَهم ويخففُ معاناتَهم، وهي القاعدةُ التي تَجري على اساسِها مباحثاتُ الوفدينِ السعودي والعماني معَ القادةِ اليمنيينَ لترتيبِ اتفاقاتٍ يبدو انَ مؤشراتِها تنحو الى الايجابية..

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

شاشة الرادار اللبناني لم تسجِّل إي إشارة أو حركة لأي ملف من الملفات اللبنانية، فالداخل إنشغل بزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية الذي تابع المسؤولون اللبنانيون زيارته ولقاءاته المعروفة والمحددة مثلهم مثل سائر المواطنين المشاهدين، وكأنهم يتابعون نشاطًا جرى خارج لبنان. كما إنشغل الداخل بالصواريخ التي انطلقت من جنوب لبنان، والتي لم يظهر مَن يتبنى إطلاقها.

في المقابل، تطورات متسارعة في المنطقة ولاسيما بين السعودية وإيران وبين السعودية واليمن.

لبنانيًا، لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع. أوساط حكومية أشارت الى أن الدوائر المعنية في وزارة المال ستباشر إبتداء من صباح الغد إنجاز التعديلات على زيادات الرواتب والتقديمات ومصادر التمويل، كما إقترحتها "اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام".

لتعود بها الى اللجنة الوزارية التي ستعقد إجتماعاً ثانياً هذا الاسبوع. وعليه، لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، بل متوقعة الاسبوع المقبل. 

نيابيًا، اللجان النيابية المشتركة تجتمع بعد غد الأربعاء، ومن ضمن البنود التي ستبحثها، بند تمويل إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في انتظار انقضاء فترة الاعياد، المسيحية والاسلامية، ثلاثة عناوين تتصدر المشهد المحلي:

العنوان الاول، الاستحقاق الرئاسي، المعلق حتى اللحظة، في انتظار عزوف مرشح الفرض، او عزوف داعمي مرشح الفرض عن تأييده، ما يفتح الطريق امام التوافق على رئيس جديد للدولة، يكون انتخابه تتويجا لتفاهم على الخطوط العريضة للإنقاذ المنشود.

العنوان الثاني، التحقيقات الخارجية في ملفات الفساد اللبناني، حيث يُرتقب ان تشهد الايام والاسابيع المقبلة تطورات بالغة الخطورة، من شأنها تعرية ممارسات كثيرة ارتُكبت في المراحل الماضية في حق الشعب اللبناني عموما، والمودعين في شكل خاص.

اما العنوان الثالث، فالدجل الذي تمارسه المنظومة في شأن الانتخابات البلدية والاختيارية، والذي يبقي اللبنانيين اسرى معادلة “لا معلق ولا مطلق”، مهدِّدا بالبلوغ الى نهاية ايار، فيصبح عندها من المتعذر على اي لبناني حتى مجرد اصدار اخراج قيد.

وتأتي العناوين الثلاثة السابقة على خلفية التحولات الاقليمية الاخيرة، التي يراهن عليها البعض لفرض تسويات داخلية غير متوازنة، فيما المطلوب قرار وطني حر، يحافظ على السيادة الوطنية، ويراعي المصالح الخارجية، لكنه يحقق بالدرجة الاولى مصلحة لبنان.

وفي انتظار الحلول الكبرى المرجوة، يتسلى البعض بجلسات حكومية فاشلة، ويستغل البعض الآخر الفراغ السياسي، ليملأ بعض الاجهزة بالأزلام، من خلال الالتفاف على الميثاق، والتحايل على مقتضيات الوفاق الوطني التي شددت عليها المادة 95 من الدستور.

 

إقصاء مسيحيين من مواقع إدارية في الجمارك؟!

المركزية/10 نيسان/2023

اثارت بعض المواقع الاعلامية قضية صفقة ستتم في الجمارك حيث سيمرر المجلس الأعلى للجمارك غداً قرار تعيين 398 رتيباً من عناصر الضابطة الجمركية في الجهاز الإداري للجمارك، بعد ان خضع هؤلاء  إلى مباراةٍ صدرت نتائجها في اليوم نفسه، والمفارقة أنهم نجحوا جميعاً، وهم بغالبيتهم من لونٍ طائفي معيّن، حيث أن ما يقارب 90% منهم مسلمون، وذلك، في إقصاء واضح للمسيحيين، وبعلم ورضى مدراء مسيحيين في هذا الجهاز، على الرغم من أن المواد القانونية تقول بانتقاء عناصر، وليس إجراء مباراة صورية. وتضيف المعلومات بأن بعض هؤلاء العناصر تحوم حولهم شبهة فسادٍ إداري، عندما كانوا ضمن وظيفتهم العسكرية، وأن التمديد لهم بالسلك الإداري للجمارك، سيكون تمديداً لخمس سنوات إضافية من الفساد في هذه الإدارة. وان الهدف من التمديد لهؤلاء، هو تمديد استفادتهم إلى الحدود القصوى من الوظيفة، وأمّا هدف التمديد لهم إلى عمر الـ 59، فهو لتمكينهم من الإستفادة من ارتفاع حجم تعويضاتهم، لا سيّما بعد تصحيح الرواتب، لأن خروجهم من الخدمة اليوم، يعني أنهم سيتقاضون رواتب تقاعدية وفق الرواتب الحالية، وتعويضاتٍ لن ترقى إلى مستوى ما كانوا يحظون به لو كانوا في الوظيفة. عن الخلفيات والاهد اف، توضح مصادر في الجمارك لـ”المركزية” ان ليس من خلل في المواقع، مشيرة الى ان بعض الأشخاص متضررون من هذا الامتحان، لذلك عاد بعض أعضاء المجلس الاعلى مع المدير العام ووافقوا على الأمر وتم شرح الوضع إلى القيادات المسيحية. وبحسب المصادر، فإن هؤلاء اصلا هم في الملاك، ومن ثم الادارة بحاجة اليهم للقيام بمهامها بسبب قرار منع التوظيف حاليا، كما ان هؤلاء انسانيا في حال إحالتهم الى التقاعد يبلغ معاشهم التقاعدي الف دولار اميركي. نحن نحتاج اليوم الى مفارز مسيحية، لدينا 60 مفرزة في الجمارك نحتاج الى 30 رئيس مفرزة مسيحي، لكن المسيحيين يحالون الى التقاعد قبل الاسلام. فإذا أحيل اليوم الـ50 مسيحيا الى التقاعد وبقي 350 مسلماً، فكيف نملأ المفارز المسيحية. لدينا 40 عائلة مسيحية، تستفيد ايضا من خلال البقاء في الادارة وقبض رسم خدماتهم مقابل الخدمات التي يقدمونها للجمارك. وتذكّر المصادر بالمعركة التي أجريت على قضية تعيين الخفراء، منذ فترة بسبب ما اعتُبر خللا طائفيا، وتم تصحيح الخلل وإدخال نصف العناصر من المسيحيين والنصف الآخر من المسلمين، لكن ما جرى لاحقاً هو ان معظم المسيحيين قدّموا استقالاتهم وتركوا الوظيفة. وتضيف المصادر: كمجلس اعلى للجمارك قررنا اعتماد سياسة عدم الرد والدخول في السجالات، سيما وان لدينا معلومات بأن هناك مخططا لتخريب المؤسسات. وحول العناصر الذين تحوم حولهم شبهة فسادٍ إداري، تقول المصادر: الامر غير صحيح، فقد رفع المدير قبل 4 ايام الاسماء المقبولة، ووافقنا عليها قبل يومين من الامتحانات وعلمنا ان من بينهم شخصا ملاحقا من المحكمة العسكرية ومحكوما، شطبنا اسمه واليوم طلبنا من المدير ملفات كل الملاحقين حتى لا يتم تعيينهم حتى لو أجروا الامتحان.

 

قلق داخلي من سعي “حزب الله” لربط لبنان بساحات المواجهة الإقليمية

مصادر ديبلوماسية عربية لـ"السياسة": حل الملف الرئاسي داخلي

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/10 نيسان/2023

بعد عودة “حزب الله” لتحريك جبهة جنوب لبنان عبر المنظمات الفلسطينية الموالية لإيران وفي مقدمها “حماس”، فإن تساؤلات عديدة طرحت عن أسباب إصرار هذا الفريق على تعريض استقرار لبنان للخطر، ما قد يدفع إسرائيل إلى القيام بالاعتداء على لبنان، على غرار ما تقوم به ضد الأراضي السورية، بشكل شبه متواصل. وفي هذا الخصوص تنظر أوساط لبنانية معارضة بكثير من القلق إلى الاجتماعات السرية والعلنية التي يعقدها مسؤولون في الحزب مع مسؤولين إيرانيين وفلسطينيين. وتقول لـ”السياسة”، إن سعي الحزب لإعادة استخدام لبنان ساحة لمقاومات المنطقة، سيعرضه لمخاطر جسيمة من جانب إسرائيل، وسيفتح أبواب المواجهة معها في أي لحظة، متسائلة، “هل أن المطلوب ربط الساحة الجنوبية بما يجري في غزة والقدس وسورية؟ وهل أن لبنان في ظل ظروفه البالغة الخطورة الحالية، قادر على تحمل توريطه بمغامرة عنف جديدة لا يمكن التكهن بنتائجها المدمرة على مختلف المستويات؟”.

وأكدت الأوساط المعارضة، أن إعادة تحريك الملف الجنوبي ليست بريئة في هذا التوقيت بالذات، وهي رسالة من حزب الله بأنه ما زال الآمر والناهي على الصعيد الأمني. ويريد أن يوظف ذلك على الصعيد السياسي، سعياً منه للإمساك أكثر فأكثر بالشأن الرئاسي، في محاولة منه لفرض رئيس الجمهورية الذي يريد، أو أنه لن يسمح للخارج بأن يفرض أي رئيس على اللبنانيين، إذا لم يكن موافقاً عليه، أو بالأحرى إذا لم يحصل على موافقة إيران ورضاها، باعتبار أن طهران لن تتخلى بسهولة عن الورقة الرئاسية اللبنانية. وتأخذ الأوساط المعارضة على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، عدم تسميته “حماس” بالاسم وتحميلها مسؤولية إطلاق الصواريخ من لبنان، ما يؤكد بوضوح برأيها أن القرار بلبنان، كان وما يزال بيد حزب الله وحلفائه، وأن لا وجود للسلطة الشرعية، بالرغم من التواجد العسكري للجيش اللبناني الذي لا حول ولاقوة له. وإذ لفتت مصادر دبلوماسية عربية إلى أهمية الحراك الخارجي، لتسهيل حصول انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إلا أنها أكدت لـ”السياسة”، أن مفتاح الحل بأيدي اللبنانيين الذي عليهم أن يتفقوا على الرئيس الجديد، مشددة على أن هذا الرئيس يجب أن يبدأ بأمرين أساسيين، الأول تنفيذ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، والثاني الالتزام بالبرنامج الإصلاحي الذي تعهد به لبنان للمجتمع الدولي .

في الاثناء، اكد البطريرك بشارة الراعي خلال القداس التقليدي في اثنين الفصح أنه من الضروري عودة لبنان الى موقعه الطبيعي في العالم العربي وعلى الخارطة الدولية، قائلا إنه “من دون التكافل والتضامن لن يوجد عالم بعد اليوم ولا حياة سلام، فالاقتصاد اليوم لا ينقذ العالم انما يمزقه والسلام يبنى بالتعاون والاخوة. وفي الشأن الرئاسي، اعتبر نائب “حزب الله” إبراهيم الموسوي، ان الحوار هو السبيل الحقيقي والوحيد للتوصل إلى تفاهم حول موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، مشيرا إلى ان حظوظ سليمان فرنجية جدية وحقيقية وهي تكبر أكثر فأكثر داخليا وخارجيا، مجددا دعوة الحزب الى الحوار وان يطرح الفريق الآخر مرشحه الجدي، كمدخل للتفاهم لكي يصل الجميع إلى النهايات المرجوة.

 

من لبنان وساحات أخرى... سيناريو لهجوم إيراني شامل على إسرائيل!

عربي21/الاثنين 10 نيسان 2023    

فيما تتحضر المحافل العسكرية والأمنية الإسرائيلية لمواجهة تسميها "متعدّدة الجبهات"، فإن هناك ذعرًا يسود الأوساط الإسرائيلية من إمكانية تحقق السيناريو المتمثل بأن إيران تخطط لإطلاق هجوم مشترك على إسرائيل في المستقبل المنظور سيشمل جميع القوات الموجودة تحت تصرفها في الدول العربية.

المستشرق مردخاي كيدار زعم أن "إسرائيل ستكون أمام هجوم قادم من لبنان يشنّه حزب الله بعدة آلاف من الصواريخ والمسيّرات، ومن سوريا بوجود 17 وحدة قتالية مسلحة، وفي العراق عشرات الجماعات المسلحة بالصواريخ والطائرات بدون طيار، وفي اليمن يمتلك الحوثيون صواريخ وطائرات بدون طيار بعيدة المدى تصل إلى إسرائيل، وفي غزة تحوز حماس والجهاد الإسلامي صواريخ قادرة على تعطيل قواعد الجيش الإسرائيلي والقوات الجوية، ومن المرجح أن إيران لن ترسل أي شيء من أراضيها لإسرائيل حتى لا تعرض نفسها للانتقام".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "ميكور ريشون"، وترجمته "عربي21" أن "إيران قد تشن هجوماً منظماً وشاملاً ومتكاملاً ومنسقاً على إسرائيل، ستكون مرحلته الأولى عبارة عن وابل من الصواريخ والطائرات بدون طيار من جميع الساحات المذكورة أعلاه معًا، والتقدير الإيراني أن مخزون صواريخ "القبة الحديدية" سينفد خلال ساعتين إلى ثلاث ساعات من بدء الهجوم الجوي، ثم تفتح الأجواء الإسرائيلية، وتتضرر القوات الجوية، وتتوقف عن العمل، مصحوبة بهجوم إلكتروني على أنظمة البنية التحتية الإسرائيلية".

وأوضح أنه "بعد يوم كامل من الهجوم، ستأتي الحملة السيبرانية وأمطار الصواريخ والطائرات بدون طيار التي ستضرب قواعد القوات الجوية والقواعد البحرية وقواعد الجيش والكهرباء والحوسبة والاتصالات والبنية التحتية للطرق والمياه، ثم تبدأ المرحلة الثانية عبر هجوم بري منسق من لبنان وسوريا وغزة بواسطة المشاة والقوات الخيالة على دراجات نارية ومركبات رباعية الدفع ومجهزة بأسلحة مضادة للدبابات، وسيعبرون الحواجز، ويهاجمون القوات البرية الإسرائيلية للوصول إلى المستوطنات اليهودية في أسرع وقت ممكن".

وقدّر أن "التصور الإيراني أن تعبئة الاحتياطيات لدى الاحتلال ستستغرق عدة أيام، وستكون جزئية على الأكثر بسبب الفوضى التي ستنشأ في جميع أنحائه، فيما ستنهار القوات النظامية في غضون ساعات في مواجهة الهجوم البري كما حدث في قناة السويس وهضبة الجولان خلال حرب 1973، في حين سيركز اجتياح القوات البرية من سوريا ولبنان وغزة على المستوطنات لإحباط معنويات الجمهور الإسرائيلي، وإجبار الحكومة على الاستسلام من أجل إنقاذ حياة الكثير من الإسرائيليين الذين ستأسرهم المجموعات المسلحة". وأوضح أنّ "الإعلام وشبكات التواصل ستزيد ذعر الإسرائيليين، بانتظار ما سيقوم به فلسطينيو الضفة لإلحاق الأذى بالجيش والشرطة، والهجمات على المستوطنات والقواعد العسكرية، وسيقوم فلسطينيو 48 في الجليل والنقب بإغلاق الطرق، وإلحاق الضرر بالجسور، وتسريب النفط على الطرق، وإغلاق التقاطعات، وإتلاف خطوط الضغط العالي، ومهاجمة المستوطنات اليهودية، وبكل ذلك فإن هذه العمليات ستلحق ضررا كبيرا بإسرائيل، وقدرتها على الصمود أمام الهجوم البري، فيما ستكلف من ينفذون هذه العمليات ثمنا زهيدا". يتزامن هذا السيناريو الميداني الإسرائيلي المبالغ فيه مع ما تحظى به إيران من دعم روسي صيني، ودعمها بشكل شبه علني، وتزويدها بمعلومات عن ما يحدث في إسرائيل، وإمكانية انضمام تركيا للدعوة لوقف الأعمال العنيفة، لكنها ستدعم إيران ضمنيًا، أما في العالم العربي والإسلامي فستخرج حشود ومظاهرات تدعو للقضاء على دولة الاحتلال، على غرار الدعم الذي قدمته لحزب الله في حرب لبنان الثانية 2006، فيما قد لا تتخذ السعودية موقفاً سلبياً تجاه الهجوم على إسرائيل.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

التطوّرات الأمنيّة زادت المشهد تعقيدًا: “اشتدّي يا أزمة تنفرجي؟”

لورا يمّين/المركزية/10 نيسان/2023

يحضر لبنان في صلب الاهتمامات البابوية. امس، أعربَ البابا فرنسيس عن أمله بخلاص لبنان من أزماته، وذلك خلال كلمته في البركة الرسولية لمدينة روما والعالم من بازيليك القديس بطرس، بمناسبة عيد الفصح. وقال البابا أمام عشرات الآلاف من المؤمنين خلال القداس الإلهي في الفاتيكان “ساعد يا رب لبنان الذي ما زال يبحث عن الإستقرار والوحدة حتى يتجاوز الإنقسامات، فيعمل جميع من فيه معاً من أجل الخير العام للبلد”. كما أعرب البابا فرنسيس عن قلقه الشديد من دوامة العنف في الشرق الأوسط، داعياً الدول إلى التهدئة والهدوء والسلام. الى صلاة الحبر الاعظم من اجل لبنان، كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يواصل في الداخل، ضعوطَه لتحقيق خرق رئاسي. فبعد خلوة بيت عنيا التي حاول من خلالها تحريك ضمائر ووجدان النواب علّه ينفع اكثر من الحلول السياسية المفقودة، عاد امس الى حثهم على الاضطلاع بمسؤولياتهم. فقال في عظة عيد الفصح: كل مسؤول في الكنيسة والدولة والمجتمع والعائلة لا يعيش “قيامة القلب” يغرق في عتيق أنانيته، ومصالحه الصغيرة، وينغلق قلبه عن الحب والعطاء والغفران، ويظل أسير كبريائه ونزواته؛ ويحفر هوة عميقة بينه وبين من هم في إطار مسؤوليته، ويفقد بالتالي ثقة من هم في دائرة مسؤوليته. معلوم أن الثقة هي مصدر قوته. الثقة مصدر قوة الحاكم”.

وتابع “مثل هذا الرئيس يحتاجه اللبنانيون لجمهوريتهم، لكي يستطيع أن يقود مسيرة النهوض من الإنهيار على كل صعيد. والثقة في شخصه لا تأتي بين ليلة وضحاها، ولا يكتسبها بالوعود والشروط المملاة عليه، ولا بالنجاح في الإمتحانات التي يجريها معه أصحاب النفوذ داخلياً وخارجياً. أما الشخص المتمتع بالثقة الداخلية والخارجية فهو الذي أكسبته إياها أعماله ومواقفه وإنجازاته بعيداً عن الإستحقاق الرئاسي. فابحثوا أيها النواب وكتلكم عن مثل هذا الشخص وانتخبوه سريعاً، واخرجوا من الحيرة وانتظار كلمة السر، وكفوا عن هدم الدولة مؤسساتياً واقتصادياً ومالياً، وعن إفقار الشعب وإذلاله، وعن ترك أرض الوطن سائبة لكل طارئ إليها وعابث بأمنها وسيادتها. واخلعوا عنكم “صفة القاصرين والفاشلين”. لكن حتى الساعة، تقول مصادر سياسية متابعة لـ”المركزية”، لا يبدو ان الصلوات او الخلوات الروحية او الاتصالات السياسية المحلية والدولية، قادرة على إخراج البلاد من نفق الشغور. وبحسب المصادر، أتت صواريخ الجنوب لتزيد المشهد تعقيدا، اذ انها ضاعفت الاسئلة في شأن موقع لبنان وحصته مِن التسويات الاقليمية عموما و”تفاهم بكين” خصوصا، كما زادت الفريق السيادي تمسكا بمطلب انتخاب رئيسٍ يرفض منطق “وحدة الساحات الممانِعة” والسلاح المتفلت تحت ذريعة “المقاومة”… لكن من غير المستبعد ان يكون هذا الاستعصاء مدخلا الى الحل الذي طال انتظاره وذلك تحت شعار “اشتدي يا أزمة تنفرجي”…

 

طبيب لبناني عضواً في منظمة الصحة العالمية

 النهار/10 نيسان/2023

خطا طبيب النساء والباحث في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فيصل القاق مساره نحو التألق والنجاح. كان يعمل بصمت وجهد وسط تحديات القطاع الصحي المنهك، وكان مؤمناً أن كل هذه المساعي والجهود لن تذهب سدىً، وأن كل ما يصبو إليه لتحسينه وتطوير وتوعية الناس سيكون له صداه في المستقبل. وحسناً فعل، فلقد دعي القاق من قبل رئيس منظمة الصحة العالمية ليكون عضواً في مجموعة الخبراء لمدة 3 سنوات، التي تقدم الاستشارات لسياسات الصحة الدولية لمنظمة الصحة العالمية وخاصة المتعلقة بالسياسات حول صحة النساء والمواليد والشباب والصحة الإنجابية والتغذية.

تعتبر مجموعة الخبراء من أهم وأعلى المجموعات التابعة للمنظمة. وقد جاء هذا الاختيار ليكون بمثابة حصيلة للجهد والمثابرة في هذا المجال محلياً ودولياً، وهو فخر له وللجامعة الأميركية وللبنان. اليوم يقطف القاق ثمار هذا النجاح والنضال المتواصل، ومعه يرفع اسم لبنان.

 

في لبنان.. “حرب عقوبات” بين باريس وواشنطن

منير الربيع/الجريدة الكويتية/10 نيسان/2023

تسارعت وتيرة حركة فرنسا في لبنان أخيراً، وفق 3 مسارات متوازية، المسار الأول هو استحقاق الانتخابات الرئاسية، والمسار الثاني هو العمل لكسب مزيد من الاستثمارات، أما المسار الثالث فهو الدخول بقوة على خطّ فرض عقوبات وفتح تحقيقات مع أصحاب المصارف، علماً بأن باريس لطالما هددت ولوّحت بفرض عقوبات على مصرفيين وسياسيين لبنانيين، لكنها لم تفعل ذلك. بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي، لا تزال باريس متمسكة بطرحها حول تبنّي خيار سليمان فرنجية، وهو أمر مرفوض سعودياً وأميركياً، كما أنه مرفوض من غالبية اللبنانيين، خصوصاً القوى المسيحية الأساسية. ويقول معارضو هذا الطرح، إن باريس تهدف إلى تمرير تسوية تمدد للأزمة، بهدف حفظ مصالحها. أما في مسار الاستثمارات، فبعد نجاح الشركات الفرنسية بالاستثمار في مرفأي بيروت وطرابلس، وفي قطاع البرق والبريد، وفي التنقيب عن النفط واستخراجه لاحقاً، تبرز طموحات فرنسية للدخول إلى مجال الاستثمار في قطاع الكهرباء، من خلال استعداد شركات فرنسية للتقدم بالمناقصات. وهنا يبرز تنافس فرنسي – ألماني كبير. ومما لا شك فيه أن العقوبات والإجراءات الفرنسية تأتي في سياق تحقيق أهداف سياسية، كما أنها تأتي بعد فرض الأميركيين عقوبات على رجال أعمال، آخرهما الأخوان رحمة، كرسالة مباشرة لرفض المسار الفرنسي، وهنا لا بدّ من طرح سؤال عمّا إذا ما كانت العقوبات المتبادلة هي عبارة عن ضرب تحت الحزام بين الفرنسيين والأميركيين.

 

أحداث الجنوب.. حزب الله “كان يعلم”!

جوانا فرحات/المركزية/10 نيسان/2023

في كل مرة تطلق فيها الفصائل الفلسطينية صاروخين أو ثلاثة من الجنوب اللبناني على الحدود الشمالية لإسرائيل يخرج حزب الله ليعلن “براءته” من العملية وبأنه لم يكن يعلم. لكن أن “لا يعلم” بزرع عناصر تابعة لحركة حماس 30 صاروخا تم إطلاقها دفعة واحدة من الجنوب، وأن يكتفي بنفي مسؤوليته دون الرد ببيان يستنكر فيه ما حصل فهذا يؤكد ما رجحته مصادر عسكرية بأنه “كان يعلم” وأن “إطلاق الصواريخ من لبنان جاء نتاج تنسيق كامل بين إيران وحزب الله وحماس والمنظمات الأخرى” وبالتالي “كيف يقنعنا حزب الله الذي استقبل امينه العام السيد حسن نصرالله امس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، بعدم علمه المسبق بمن ينصب أكثر من 40 صاروخا، وبوضح النهار؟ ” بحسب كلام رئيس حركة التغيير المحامي إيلي محفوض في المؤتمر الصحافي الذي عقده وتناول فيه قضية إطلاق صواريخ من الجنوب على يد عناصر حركة حماس. ويضيف:” لا شيء إسمه حماس في الجنوب أو حتى في أي منطقة من لبنان بمعزل عن حزب الله، الفصائل الفلسطينية المسلحة معروفة التوجه من خلال تعاونها وتنسيقها مع ميليشيا حزب الله التي تحركها وتدعمها وتحميها ومن تلك الفصائل حماس والجهاد وكل تلك الميليشيات”.

الأكيد أن ما حصل ليل الخميس الفائت بات يتخطى مسألة ” يعلم حزب الله أو لا يعلم”. فبناء على قواعد الإشتباك ومنطق القرار 1701 يفترض أن تكون قوات حفظ السلام في الجنوب أول من يعلم، وعليه يجب ضبط كل هذه الممارسات. إلا أن قائدها أرولدو لازارو اكتفى بنشر اجواء التهدئة وفقا للإتصالات التي أجراها مع السلطات على جانبي الخط الأزرق، الذي يشكل خط الحدود بين لبنان وإسرائيل. كذلك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالقصف الصاروخي من جنوب لبنان ودعا المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك “جميع الأطراف الى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس”، مشددا على ضرورة “تجنب أي فعل أحادي”. بالتوازي جاء الرد الإسرائيلي محدودا، علما أن التهديدات التي صدرت في اللحظات الأولى عقب الضربة كانت تنذر بالأسوأ منذ حرب تموز 2006 لتعود وتبرد قليلا مع الإعلان أن الصواريخ التي أطلقت باتجاه أراضيها الشمالية هي “نيران فلسطينية” وليست هجوما مباشرا من حزب الله. لكن هل تسلم الجرة في حال تكرر السيناريو، ولا شيء يمنع ذلك وفقا للمشهد العسكري على الأرض والدور المؤثر لإيران في لبنان من خلال حزب الله وحركة حماس ودخول الحوثيين على الخط بإعلان دعمهم للحزب وحماس في حربهم ضد إسرائيل؟ والأهم ما هو مصير سلاح المخيمات الذي كان يفترض أن تكون مسألة سحبه واقعا منذ توقيع اتفاق الطائف عام 1990. وحتى الساعة لا يزال حبرا على ورق. الباحث في الشؤون الأمنية العميد الركن خالد حمادة يوضح أن مقولة سلاح المخيمات عصي على الدولة خاطئة “فالسلاح داخل المخيمات محمي ومحصَّن من قبل الثنائي الإيراني-السوري أي حزب الله وسوريا، لذلك فهو لا يخضع لسلطة الدولة”. ويضيف عبر “المركزية” أن هذا السلاح يدخل إلى المخيمات بإذن من المنفذ برتبة عريف أي حزب الله ويوزع على الميليشيات والفصائل الفلسطينية”.

نفي حزب الله مسؤوليته في إطلاق الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل لم يقفل الباب على “احتمال تورط إيران في هذا الهجوم الصاروخي” بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية إنطلاقا من كونه” الحزب المدعوم من إيران والفصيل اللبناني الوحيد الذي احتفظ بسلاحه بعد انتهاء الحرب الأهليّة اللبنانيّة (1975-1990) وفق البيان. في السياق، يسأل حمادة:” هل يعقل أن ينطلق 30 صاروخا من الجنوب وتشتعل الجبهة الإسرائيلية-اللبنانيّة بشكل لم يسبق له مثيل منذ حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، ويكتفي الأخير بإصدار بيان ينفي فيه حصراً مسؤوليته في عملية إطلاق الصواريخ والكل يعلم أن أمين عام الحزب حسن نصرالله يمتثل لأوامر إيران؟”. الإلتزام بـ”ضبط النفس” لن يحول دون تكرار السيناريو العسكري ويوضح حمادة” أن العامل الفلسطيني سيدخل شريكاً في جنوب لبنان وذلك في اللحظة التي ستُحرَج فيها إيران وعليه ستنقل المهام من يد حزب الله إلى حماس والجهاد الإسلامي “. وعن غياب دور اليونيفيل في تأدية مهامها بموجب القرار 1701 يؤكد بأنه “لطالما ابدت اليونيفيل اعتراضها على تكبيل يديها وعدم تمكنها من القيام بمهامها بسبب مضايقات الحزب إضافة إلى الشروط المفروضة عليها في حال قيامها بدوريات خارج نطاق أماكن تواجدها وإلزامها بالتبليغ عنها. ولو أتيح لها ممارسة دورها وفقا لمنطوق القرار 1701 وقواعد الإشتباك لكانت مسألة حل ضبط حزب الله ممكنة”. لو سلمنا جدلا بأن حزب الله الذي اكتفى بنفي مسؤوليته في عملية إطلاق الصواريخ من دون أن يصدر بيان استنكار، وإذا صحّ أنه لا يريد التصعيد في الجنوب وفتح جبهة حرب مع إسرائيل فكيف يمكن قراءة دوره على أرض الواقع؟ ” كل هذا يؤكد أن الحزب لا يجرؤ على الإعتراف بأنه كان يعلم وإذا أرادت إيران أن تحرك الجبهة في الجنوب اللبناني مع إسرائيل فهي قادرة من خلال الحشد الشعبي والحوثيين والفصائل الفلسطينية” يختم حمادة.

 

هل تحاسب حكومة ميقاتي “مستبيحي السّيادة”؟

لارا يزبك/المركزية/10 نيسان/2023

أمام زوار استقبلهم امس الأحد، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تعليقا على إطلاق الصواريخ من الجنوب والقصف الاسرائيلي على قرى لبنانية، وما يحكى عن غياب وعجز حكوميين، “كل ما يقال في هذا السياق يندرج في اطار الحملات الاعلامية والاستهداف المجاني، إذ منذ اللحظة الاولى لبدء الاحداث في الجنوب، قمنا بالاتصالات اللازمة مع جميع المعنيين، ومع الجهات الدولية الفاعلة بعيداً عن الاضواء، لأن هذه المسائل لا تعالج بالصخب الاعلامي أو بالتصريحات. كما اوعزت الى وزارة الخارجية بالتحرك على خط مواز واجراء الاتصالات المناسبة، وعندما تمت المعالجة المطلوبة أدلينا بالموقف الدقيق والواضح. وخلال الازمة كنت اعقد اجتماعاً مع وزير الدفاع الايطالي غويدو كروزيتو وطلبنا منه الضغط على اسرائيل لوقف اي عمليات تؤدي الى مزيد من التوتر في الجنوب. كما شددنا على ان لبنان يرفض مطلقاً اي تصعيد عسكري من ارضه واستخدام الاراضي اللبنانية لتنفيذ عمليات تتسبب بزعزعة الاستقرار القائم. وقد تبين من التحقيقات الاولية التي قام بها الجيش أن من قام باطلاق الصواريخ، ليست جهات منظمة، بل عناصر غير لبنانية، وأن الامر كان عبارة عن ردة فعل على العدوان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية وقطاع غزة”. أضاف “في المقابل فإن العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان والانتهاك المتمادي للسيادة اللبنانية أمر مرفوض، وقدمنا شكوى جديدة بهذا الصدد الى الامين العام للامم المتحدة والى مجلس الامن الدولي. من ناحية اخرى فإن الهجوم الاسرائيلي على المصلّين في جامع الاقصى وانتهاك حرمته أمر غير مقبول على الاطلاق ويشكل تجاوزاً لكل القوانين والاعراف ويتطلب وقفة عربية ودولية جامعة لوقف هذا العدوان السافر”. وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فان كل الخطوات التي قام بها ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، لا تغني بأي شكل من الأشكال، عن عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء. ففيما ميقاتي يجمع حكومته منذ اشهر للبحث في شؤون وشجون لا تستدعي جلساتٍ في ظل الشغور الرئاسي، كان حريا به، في قضيةٍ بحجم الانتهاك الذي تعرّضت له السيادة اللبنانية وكادت تجر لبنان الى حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، ان يعقد جلسة فورية لمجلس الوزراء للتبرؤ مما حصل وادانة استسهال تجاوز الدولة اللبنانية واستباحة اراضيها، وايضا للاعلان عن عزمٍ صارم على محاسبة الفعلة.

اما وأن ميقاتي لم يفعل ذلك، فإن المصادر تسأل عما سيفعله اليوم بعد ان كشف عن ان مَن قاموا باطلاق الصواريخ هم غير لبنانيين. فتحصينُ السيادة ومنع تكرار هذه الحادثة، يتطلبان انزال عقوباتٍ بمَن قرروا تخطي الدولة اللبنانية وضربها وهيبتها عرض الحائط. فهل الحكومة الميقاتية في هذا الوارد؟ وهل ستكشف للرأي العام مَن هم الافراد والجهات التي حوّلت لبنان منصة للصواريخ ولتوجيه الرسائل؟ وهل ستدينهم في العلن وتمنعهم والمسؤولين عنهم مِن دخول اراضينا من جديد، فيكونون عبرة لمن اعتبر؟ انه امتحان جديد امام حكومة ميقاتي.. والخشية كبيرة من ان تفشل به ايضا، تختم المصادر..

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قائمة إسرائيلية بأسماء مسؤولين إيرانيين يعملون ضدها من سوريا

تل أبيب/الشرق الأوسط/11 نيسان/2023

كشف مسؤولون عسكريون كبار في تل أبيب (الاثنين)، عن جوانب من المعركة الإسرائيلية القادمة ضد إيران في سوريا، من ذلك أن هناك محاولات لبناء منظومة دفاع صاروخية متطورة من صنع إيراني، لكنه يعتمد على خبرة روسيا في صواريخ من طراز «إس 300» و«إس 400» المتطورة، وأن من يقوم بتفعيلها هم عدد من الجنرالات وكبار الضباط من «الحرس الثوري». وقال هؤلاء المسؤولون، في تصريحات سُربت للإعلام العبري، إنه على الرغم من الضربات القوية التي تعرضت لها المحاولات الإيرانية للتموضع في سوريا، التي قامت إسرائيل بتدمير جهودها الأساسية، فإن «الحرس الثوري» لم يتنازل عن الفكرة، ويحاول في السنوات الأخيرة تطويق إسرائيل بزنار من بطاريات الصواريخ التي تتصدى للغارات وتسقط طائرات، وهذا يعتبر تهديداً أمنياً استراتيجياً لإسرائيل. وقد تكلم في التقرير المقدم «ع»، رئيس دائرة التقديرات حول إيران في شعبة الاستخبارات العسكرية، والرائد «ع»، رئيس طاقم البحوث في الشعبة نفسها، والرائدة «ش» في الشعبة، وقالوا إن عشرة مسؤولين كبار في «الحرس الثوري» قُتلوا في العمليات الإسرائيلية حتى الآن، وتعمدوا نشر أسماء عدد من المسؤولين الإيرانيين ومسؤولين من «حزب الله» اللبناني، الذين يديرون هذه العمليات لتغيير توازن القوى مع إسرائيل. وبدا واضحاً أن نشر هذه الأسماء وربطها مع أسماء لقادة قُتلوا، هو تلميح بتهديد حياتهم بالخطر. والأسماء التي ذُكرت، في صحيفة «هآرتس»، تعود لكل من: علي حسن مهدوي، رئيس قسم سوريا ولبنان في «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، الذي حل محل جواد رفاري «الذي تمت إقالته بعدما تمادى في تصرفاته وعُرف بتوجهاته الاستعلائية والعنيفة ضد سوريا وجيشها»، بحسب الضباط الإسرائيليين. ويعمل معه رئيس مكتب الدعم، المسؤول عن الذخائر والأسلحة، رازي أحمد موسوي، علماً أن هذا القسم تأسس قبل عشر سنوات، وهو المسؤول عن الأسلحة والذخيرة منذ خروجها من إيران وحتى وصولها إلى هدفها في سوريا أو لبنان.

ونشر الضباط الإسرائيليون أيضاً اسم أمير حاجي زادة، الذي يقود طاقماً مشتركاً ما بين «فيلق القدس» وسلاح الجو التابع لـ«الحرس الثوري». وحسب هذا النشر، فإن حاجي زادة بات اسماً لامعاً ازداد دوره وارتفعت مكانته بعد اغتيال قاسم سليماني، وتم تسليمه بعضاً من مسؤولياته. وهو يتولى مسؤولية التعاطي مع التطورات التكنولوجية في الأسلحة الجديدة. ويعمل من قاعدة قرب دمشق ومعه مسؤول عن منطقة حلب، غلام حسن حسيني، الذي يشرف على تحديث الصواريخ وجعلها أكثر دقة. ويوجد معهم ثلاثة مسؤولين من سوريا ولبنان، ممن يخضعون لمسؤولية «حزب الله» اللبناني، وهم: عباس محمود زلزلي وعباس محمود الدباس وجلال اللبناني. وبحسب الضباط الإسرائيليين، فإن المخطط الإيراني الذي يحاول هؤلاء تنفيذه، هو إقامة شبكات دفاع جوي ليس فقط في سوريا، بل أيضاً في اليمن والعراق ولبنان، وستكون موجهة ضد جيوش أخرى في دول الخليج وغيرها من دول المنطقة.

وقالوا إن طهران تشعر بإحباط نتيجة كشف مخططاتها وإجهاض الكثير منها بالضربات الإسرائيلية، لكنها لم ترتدع وتواصل الجهود لتنفيذ مخططاتها، ربما بأساليب جديدة، وإن إسرائيل لا تستخف أبداً بقدراتها؛ «فهي قادرة على التعامل مع التكنولوجيا، ولديها تطوير ضخم في الأسلحة الهجومية والوسائل الدفاعية»

وأكد الضباط الإسرائيليون على أن عشرة من أبرز القادة الإيرانيين وجدوا أنفسهم قتلى نتيجة نشاطاتهم، والأمر بات يقلق ضباطاً كثيرين يتساءلون: «إلى متى؟ ولماذا يجب أن أموت في معركة ليست لي؟».

وأضاف المتحدثون في التقرير، أن عشرة من الضباط قُتلوا منذ عام 2018 وحتى الآن، في المعركة لمنع إقامة منظومة دفاع قوية ومتطورة على الأراضي السورية، بينهم إحسان كربلاوي فور ومرتضى سعيد نجاد، اللذان قُتلا في مارس (آذار) 2022، بغارة على موقع سري أعده لهما زلزلي والدباس للوجود فيه قرب دمشق، كذلك بين من قُتلوا داود جعفري، قائد الدفاع الجوي في سوريا، الذي قضى بانفجار سيارته. وكان جعفري يلقب بـ«مالك»، ويعتبر القوة المركزية المحركة للأحداث، ورغم مرور شهور طويلة على اغتياله، فإنه لم يتم تعيين شخص آخر مكانه.

 

نتنياهو يهدد «النظام السوري» بثمن باهظ وقال إن إسرائيل لن تسمح لـ«حماس» بترسيخ وجودها في لبنان

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/11 نيسان/2023

وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تهديدات مباشرة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ولحركة «حماس» على خلفية إطلاق صواريخ من سوريا ولبنان على شمال إسرائيل. وبعدما أشار إلى أن بلاده ردت على هجمات تعرضت لها في الأسبوع الأخير، قال: «إن عملياتنا هذه ما هي إلا بداية، وسيدفع النظام السوري ثمناً باهظاً في حال استمر إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل». وجاءت أقوال نتنياهو في مؤتمر صحافي، عقده مساء الاثنين، إثر انتقادات واسعة لسياسة حكومته إزاء «الفلتان الأمني». وقد حاول تبرئة حكومته من التدهور، ملقياً باللوم على المعارضة والاحتجاجات الشعبية ضد خططه الخاصة بإصلاح منظومة القضاء، قائلاً إن «أعداءنا فهموا خطأ ما يحدث في إسرائيل. لكننا نقول لهم إن إسرائيل موحدة في مواجهة أعدائها». وهدد نتنياهو حركة «حماس» بضرب بنيتها التحتية إذا لم توقف صواريخها وعملياتها، مؤكداً أن إسرائيل «لن تسمح لـ(حماس) بأن ترسّخ وجودها في لبنان». واتهم نتنياهو المعارضة بالتسبب في رفع معنويات «حزب الله» وإيران عندما وقّعت الحكومة السابقة على اتفاق الغاز مع لبنان. لكنه أوضح أن حكومته ستصحح نتائج الاتفاق، من دون أن يهدد بإلغائه. وفاجأ نتنياهو مستمعيه بالإعلان عن إلغاء قرار سابق بإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت. في غضون ذلك، أعد مسؤولون عسكريون كبار في تل أبيب قائمة بأسماء عدد من المسؤولين الإيرانيين ومسؤولين من «حزب الله» في سوريا، الذين يديرون العمليات لتغيير توازن القوى مع إسرائيل. قائمة إسرائيلية بأسماء مسؤولين إيرانيين يعملون ضدها من سوريا

 

نتنياهو يعدل عن قراره إقالة وزير حربه

وطنية /10 نيسان/2023

 قال رئيس وزراء  الاحتلال لإسرائيلي بنيامين نتنياهو  في مؤتمر صحافي اليوم إانه قرر إبقاء وزير الحرب  يوآف غالانت في منصبه بسبب الأزمة الأمنية المتصاعدة، ليعدل عن قراره السابق بإقالة الوزير، وفق وكالة "رويترز". وأضاف أنهما سويا خلافهما بشأن دعوة غالانت العلنية الشهر الماضي لوقف خطة التعديلات القضائية التي طرحتها الحكومة وأثارت انقساما واسعا، والتي قال غالانت إنها أصبحت تهديدا" لأمن إسرائيل".

 

اقتحامات جديدة لـ«الأقصى» و«جبل صبيح» وتحذير نادر للسلطة من هجوم وشيك على غزة

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/11 نيسان/2023

أفاد مسؤول فلسطيني باقتحام آلاف المستوطنين، أمس، منطقة جبل أبو صبيح التابعة لجنوب نابلس، فيما قتل الجيش الإسرائيلي فلسطينياً في أريحا في خضم حملة مداهمات واعتقالات واسعة، تزامناً مع اقتحام أوسع للمسجد الأقصى عشية العشر الأواخر من رمضان. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، قوله، إن «آلاف المستوطنين نظموا مسيرة باتجاه البؤرة الاستيطانية (أفيتار) على قمة جبل أبو صبيح، وسط مشاركة سبعة وزراء إسرائيليين على الأقل بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وأكثر من 20 عضو كنيست». ووجه سياسيون معارضون لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انتقادات للمسيرة، قائلين إنها تصرف انتباه قوات الأمن عن عملها الحقيقي خلال فترة متوترة. وفي الوقت الذي عاد فيه الجيش لاقتحام مناطق الضفة بعد هدوء نسبي، صعّد المستوطنون من استفزازاتهم في خامس أيام عيد الفصح اليهودي، واقتحم 1531 منهم المسجد الأقصى، تحت حراسة وحماية الشرطة الإسرائيلية. التصعيد تزامن مع تحذير نادر للسلطة الفلسطينية، من نيات مبيّتة لإسرائيل بشن هجوم وشيك على قطاع غزة. ونبّهت في بيان فجر الاثنين، من خطورة ما سيقوم به نتنياهو بعد انتهاء الأعياد اليهودية، وطالبت بمواقف دولية استباقية «لمنع تلك الجرائم من أن ترتكب بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، تحديداً في قطاع غزة، بما فيها استعادة سياسة الاغتيالات بحق القيادات الفلسطينية هناك». ولم يتضح بعد ما إذا ما كانت وزارة الخارجية تملك معلومات محددة حول هجوم إسرائيلي وشيك على غزة، أم أنها ارتأت أن تطلق تحذيراً مبنياً على تحليلات خاصة.

 

الجيش الإيراني يهون من تهديدات إسرائيلية بشن ضربة ضد بلاده

لندن - طهران/الشرق الأوسط/11 نيسان/2023

قلل قائد الجيش الإيراني، الجنرال رحيم موسوي، من قدرة إسرائيل على تشكيل تهديد لإيران، في أول رد من طهران على تلويح رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هيرسي هاليفي، بشن هجوم «استباقي» على إيران «حتى من دون مساعدة الولايات المتحدة». ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن موسوي قوله إن «الكيان الصهيوني أدنى من أن يشكل تهديداً لإيران». وأشارت الوكالة إلى أن تصريحات قائد الجيش الإيراني تأتي رداً على تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي الأخيرة، التي تحدث فيها عن قدرة قواته على توجيه ضربة إلى عمق الأراضي الإيرانية بهدف شل البرنامج النووي الإيراني دون الحاجة إلى مساندة من الولايات المتحدة. وقال هاليفي، الثلاثاء الماضي، إن الجيش الإسرائيلي سيعزز بشكل كبير قدراته من أجل «ضربة استباقية ضد إيران»، وإنه «رغم بعد المسافة، فإن مثل هذه الضربة ستكون ساحقة». وأشار إلى أنه «إذا كانت الدولة اليهودية قادرة على  مواجهة أي تحد أمني، فمن الأفضل دائماً أن تكون الولايات المتحدة إلى جانبنا». وقال: «نحن نعرف كيف نتصرف بمفردنا. نحن دولة ذات سيادة تحتفظ بالحق في اتخاذ قراراتها. سيكون من الجيد أن تكون الولايات المتحدة إلى جانبنا، لكن هذا ليس التزاماً». وجاءت تهديدات المسؤول الإسرائيلي بعد تدريبات جوية أميركية - إسرائيلية في ولاية نيفادا، لكن قائد الجيش الإيراني عدّ تلك التصريحات «تهدف إلى رفع الروح المعنوية للجنود ومعالجة المشكلات الداخلية لهذا الكيان». وأضاف: «أي شخص لديه القليل من الإلمام بالشؤون العسكرية لكلا الجانبين سيدرك جيداً أن الكيان الصهيوني هو بحجم ومقياس محدّث لإحدى عملياتنا خلال الحرب (الإيرانية - العراقية)».

وأضاف موسوي أن «الكيان الصهيوني الذي هو الآن في حال الغرق وبدت آثار انهياره أكثر وضوحاً، أدنى من أن يشكل تهديداً للجمهورية الإسلامية»، مضيفاً أن «ممارسات قادة هذا الكيان البعيدة عن العقل والحكمة، ستسرع فقط عملية انهيارهم».

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قد هاجم الولايات المتحدة مساء الأحد، بعد خطوتها النادرة في الكشف عن نشر الغواصة «يو إس إس فلوريدا»، وهي مزودة بصواريخ موجهة، في الشرق الأوسط خلال عطلة الأسبوع، وسط تصاعد التوترات وأعمال العنف في المنطقة. واتهم كنعاني في تغريدتين على «تويتر» الولايات المتحدة بـ«إثارة الحرب ونشر عدم الاستقرار والصراع في منطقة غرب آسيا» وفق وكالة «بلومبرغ» أمس. وكتب كنعاني على «تويتر» أن «نشر التقارير بين الحين والآخر، عن إرسال غواصات، وتحريك سفن حربية، وإرسال قاذفات إلى غرب آسيا، في الوقت الذي تشكل فيه على الأرجح المعادلات الإقليمية الجديدة نظاماً جديداً وتقضي على الحاجة لقوات عسكرية من خارج المنطقة، جزء من سعي الإدارة الأميركية للتغطية على تراجعها في العالم». وأضاف: «يجب على واشنطن أن تدرك الحقائق الجديدة بواقعية، وأن تتجنب محاولة التدخل في منطقة غرب آسيا والخليج (...)».

وبدأت الغواصة «فلوريدا»، القادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخاً مجنحاً من طراز «توماهوك» لشن هجمات أرضية، عبور قناة السويس آتية من البحر المتوسط يوم الجمعة الماضي، وفقاً لـ«القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية (سنتكوم)» المتمركزة في البحرين.

 

بوشيلين: القوات الأوكرانية فجرت المبنى الإداري في أرتيموفسك قبل انسحابها

الشرق الأوسط/11 نيسان/2023أعلن القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية أن القوات الأوكرانية فجرت المبنى الإداري في مدينة أرتيموفسك قبل الانسحاب، وفق وكالة "روسيا اليوم". وأضاف أن "القوات الأوكرانية لا تشفق على المدينة، في حين تدفع القيادة الأوكرانية الجنود إلى مطحنة لحم"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "جمهوريته ستتمكن من إعادة إعمار أرتيموفسك بعد انتهاء الأعمال القتالية". وقام بوشيلين بزيارة إلى مدينة أرتيموفسك اليوم الاثنين، مشيرا إلى أن "القوات الروسية تواصل تحرير الأراضي الروسية". وتقع مدينة أرتيموفسك شمالي مدينة غورلوفكا الكبيرة، وتعد مركز نقل هام لتزويد القوات الأوكرانية في دونباس. وتستمر المعارك القاسية من أجل السيطرة على المدينة منذ أكثر من نصف عام.

 

البنتاغون: تسريب وثائق أميركية سرّية يطرح خطراً أمنياً «جسيماً»

واشنطن/الشرق الأوسط/11 نيسان/2023

اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) اليوم الاثنين، أنّ عملية التسريب التي يرجّح أنّها حصلت لوثائق أميركية سريّة، تشكّل خطراً «جسيماً جدّاً» على الأمن القومي للولايات المتّحدة. ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال كريس ميغر، مساعد وزير الدفاع للشؤون العامة، في تصريح للصحافيين، إنّ الوثائق التي يتمّ تداولها على الإنترنت تشكّل «خطراً جسيماً جدّاً على الأمن القومي ويمكنها نشر معلومات مضلّلة». وأضاف «ما زلنا نحقق في طريقة حدوث ذلك، ونطاق هذه القضية. لقد اتُّخذت خطوات للإطّلاع عن كثب على كيفية نشر هذه المعلومات ووجهتها». وسُرّبت عشرات الوثائق والصور على منصّات «تويتر» و«تلغرام» و«ديسكورد» وغيرها من المواقع في الأيام الأخيرة، وقد يكون بعضها متداولاً على الإنترنت منذ أسابيع إن لم يكن منذ أشهر، قبل أن تستقطب هذه الوثائق اهتمام وسائل الإعلام الأسبوع الماضي. ولم يشأ ميغر التعليق على ما إذا كانت هذه الوثائق أصلية، مكتفياً بالقول إنّ فريقاً من البنتاغون يجري تقييماً. ولفت إلى أنّ بعضاً من الصور المتداولة على الإنترنت يُظهر على ما يبدو معلومات حسّاسة. وقال إنّ هناك «صوراً يبدو أنّها تُظهر وثائق مشابهة في الشكل لتلك التي تُستخدم في تقديم تحديثات يومية لكبار قادتنا حول عمليات على صلة بأوكرانيا وروسيا، وأيضاً تحديثات استخبارية أخرى»، مشيراً إلى أنّ بعضاً منها «يبدو معدّلاً». وأوضح أنّ من بين هذه الوثائق واحدة تمّ تداولها على الإنترنت ويبدو أنّها عُدّلت لكي تُظهر أنّ أوكرانيا تكبّدت خسائر بشرية أكثر مما تكبّدته روسيا، في حين أنّ الوثيقة الأصلية تشير إلى أنّ العكس صحيح.

 

كييف تعدّل خطط «هجومها المضاد»… و«فاغنر» تسعى لتجنيد متطوعين

روسيا وأوكرانيا تجريان عملية مقايضة كبرى للأسرى

موسكو - كييف/الشرق الأوسط/10 نيسان/2023

بينما أعلنت روسيا وأوكرانيا أنهما أجرتا عملية مقايضة كبيرة للأسرى، الاثنين، بإطلاق سراح 106 أسرى حرب روس مقابل 100 أوكراني، نقلت شبكة «سي إن إن» عن مصادر مقربة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف عدّلت بعض خططها العسكرية قبل هجوم مضاد تفاخرت به كثيراً على خلفية تسريب وثائق أميركية سرية. وفي تدوينة على «تلغرام»، قال أندريه يرماك، رئيس مكتب زيلينسكي، إن الأوكرانيين المفرج عنهم من بينهم مدافعون عن مدينة ماريوبول ومصنع آزوفستال للصلب اللذين استولت عليهما روسيا في الأشهر الأولى من الحرب. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن سجناءها أُطلق سراحهم بعد عملية مفاوضات. وتبادلت روسيا وأوكرانيا الأسرى مرات منذ بداية الحرب في فبراير (شباط) 2022 في مثال نادر على الاتصال المباشر بين الجانبين. في غضون ذلك، تحدث مسؤولون أوكرانيون عن تعديل لخطط الهجوم المضاد في ضوء تسريبات الوثائق الأميركية السرية.وقال مسؤولون إن الوثائق المسربة تحتوي على معلومات وهمية وتبدو كحملة تضليل تنفذها روسيا. ورداً على سؤال بشأن تقرير «سي إن إن»، قال ميخايلو بودولياك، مساعد الرئيس الأوكراني، إن الخطط الاستراتيجية لبلاده لم تتغير، لكن الخطط التكتيكية الأكثر دقة تخضع دائماً للتغيير. وأضاف بودولياك لوكالة «رويترز»: «هناك مهام استراتيجية. إنها غير قابلة للتغيير… لكن السيناريوهات العملياتية والتكتيكية تخضع للتنقيح باستمرار، وذلك بناء على تقييم الوضع في ساحة المعركة وتوفر الموارد ومعلومات المخابرات حول موارد العدو وما إلى ذلك». وتابع قائلاً: «في الوقت الحالي، من المستحيل إعادة تقييم الخطط، لأنها قيد الإعداد (الآن)». وقال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف: «نعمل على خططنا... رأي أولئك الذين لا علاقة لهم بالأمر لا يهمنا... دائرة من يمتلكون المعلومات محدودة للغاية». ميدانياً، قام دنيس بوشيلين، زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك، بزيارة إلى وسط باخموت التي تتركز فيها المعارك منذ أشهر في شرق أوكرانيا، حيث يحرز الروس تقدماً، على ما أظهر مقطع فيديو نُشر الاثنين. وظهر بوشلين في هذا المقطع الذي قام بنشره على «تلغرام»، مرتدياً زياً عسكرياً وسط ساحة مغطاة بالركام يبدو أنها ساحة الحرية في وسط باخموت. وقال في هذا المقطع القصير غير المؤرخ: «إليكم أرتيوموفسك (الاسم الروسي لباخموت) التي يجري تحريرها على يد (المجموعة الروسية) فاغنر. لم تسلم المدينة من العدو، ولا سكانها، إنه يدفع بهم في مفرمة اللحم». ويبدو أن القوات الأوكرانية فقدت أجزاء في وسط المدينة التي زارها في الأيام الأخيرة عدد من مراسلي الحرب الروس الذين أظهرت تقاريرهم دمار المدينة. وأصبحت مدينة باخموت التي كان يقطنها 70 ألفاً قبل الحرب، رمزاً للقتال بين الروس والأوكرانيين من أجل السيطرة على منطقة دونباس الصناعية، بسبب طول المعركة والخسائر الفادحة التي يتكبّدها كلا الطرفين. وتقدمت القوات الروسية خلال الأشهر الأخيرة باتجاه شمال باخموت وجنوبها، وقطعت الكثير من طرق الإمداد الأوكرانية وسيطرت على الجزء الشرقي منها. وفي الأيام الأخيرة، يبدو أن قوات موسكو تتقدم في وسط المدينة، ما أثار مرة أخرى تكهنات بشأن انسحاب أوكراني قريب. وأعلنت مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة الاثنين، عبر رسالة مفتوحة، عن حاجتها لمتطوعين تتراوح أعمارهم بين 21 و60 عاماً سيتم نشرهم في منطقة الحرب في أوكرانيا.

وقالت المجموعة إن تأدية الخدمة العسكرية ليست شرطاً مسبقاً. وأكد قائد «فاغنر» يفغيني بريغوغين أن خطاباً من «خدمة التجنيد» التابعة له، الذي يحتوي أيضاً على أرقام هواتف، حقيقي. وسيحصل من يسجلون أسماؤهم على 240 ألف روبل (2939 دولاراً) شهرياً.

كما أعلنت «فاغنر» عن وعد بتسليم مكافآت للنجاح. وفقدت قوات «فاغنر»، مؤخراً، العديد من المقاتلين في معركة باخموت، على سبيل المثال، ومن ثم فهي في حاجة ماسة إلى تجنيد أفراد جدد. وأعلن بريغوغين في الآونة الأخيرة أنه سينشئ مراكز للتجنيد في أرجاء البلاد. من جانبها، أعلنت هيئة الأركان العامة في كييف أن الجيش الأوكراني تصدى لـ60 هجوماً روسياً وأسقط 6 طائرات مسيرة، منذ يوم الأحد. وقالت هيئة الأركان العامة، الاثنين، إن العدو كان أكثر نشاطاً بمنطقة دونيتسك في الشرق. كما تعرضت مدينة خيرسون في الجنوب لقصف مدفعي كثيف. وأفادت تقارير بأن التركيز الرئيسي لأعمال القتال ما زال في المدينة وبمنطقة باخموت في دونيتسك. واتهم قائد القوات المسلحة الأوكرانية في الشرق، الجنرال أولكسندر سيرسكي، روسيا باستخدام «مناورات الأرض المحروقة» هناك، مثلما فعلت في سوريا. وقال سيرسكي إن «المباني والمواقع يتم تدميرها من خلال الضربات الجوية ونيران المدفعية»، مشيراً إلى أن «الوضع صعب، لكنه تحت السيطرة». وأوضح أن القوات الأوكرانية تتصدى «ببسالة» للهجوم الروسي في باخموت، وتمكنت من إضعاف وحدات مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، ما أدى إلى اضطرار العدو في الوقت الحالي إلى استخدام القوات الخاصة التابعة للقوات المسلحة الروسية النظامية. من جهة أخرى، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها اليومي على «تويتر»، الاثنين، أن روسيا تستمر في إعطاء الأولوية لمواردها وتعزيزها في منطقة دونيتسك بما في ذلك بلدتا مارينكا وأفدييفكا، من أجل «تحقيق مكاسب بسيطة». وعلى مدار الأسبوع الماضي، عززت روسيا على الأرجح هجماتها حول بلدة مارينكا الواقعة على مسافة نحو 20 كيلومتراً جنوب غربي مدينة دونيتسك. وتخوض البلدة حرباً منذ عام 2014، «وتدمرت بشكل كبير»، وفقاً للتقرير. وتعتبر محور مواصلات رئيسياً، إذ تسيطر على مداخل إلى دونيتسك وطريق سريع رئيسي وهو «إتش15». ودونيتسك هي المدينة الأكبر في الإقليم الذي يحمل الاسم نفسه الذي تم إعلانه جمهورية شعبية مستقلة من جانب انفصاليين تدعمهم موسكو. وتنشر وزارة الدفاع البريطانية تقارير يومية منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في فبراير 2022. وتتهم موسكو لندن بشن حملة تضليل، لكن التقرير هو وسيلة للحكومة البريطانية لمواجهة الرواية الروسية، بحسب ما تؤكد لندن.

 

طهران تحض موسكو على تسريع مسار تقليص تأثير الدولار

لندن - طهران/الشرق الأوسط/10 نيسان/2023

دعا الأمينُ العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إيغور ليفيتين المساعدَ الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى تسريع «مسار» التقليل من تأثير الدولار على المبادلات الاقتصادية. وقال شمخاني، خلال استقبال ليفيتين في طهران، إن «المسار الذي بدأ للحد من تأثير الدولار في المبادلات الاقتصادية الإقليمية والدولية، وانضم إليه كثير من الدول، سيؤدي إلى تقويض هيمنة الغرب على الاقتصاد العالمي إلى أدنى حد ممكن»؛ وفق ما أوردت وكالة «إرنا» الرسمية. وأشار شمخاني إلى المبادرات التي أصبحت نهائية بين الطرفين بشأن التبادلات المالية والبنكية، بهدف تمويل المشروعات المشتركة، واصفاً ذلك بأنه «نموذج مؤثر في إجهاض العقوبات غير القانونية للغرب على البلدين». وناقش اجتماع المسؤولين عملية تنفيذ الاتفاقيات بين الجانبين في مختلف المجالات الاقتصادية والبنكية؛ بما في ذلك تنفيذ مشروع ممر الشمال إلى الجنوب. واتفقا على استثمار روسي في الجزء المتبقي من الطريق في شمال إيران. وأعرب شمخاني عن ارتياح طهران إلى نمو التعاون الاقتصادي بين طهران وموسكو، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة تفعيل آليات لتسريع وتيرة تنفيذ المشروعات الاقتصادية بين البلدين. وخلال زيارة ليفيتين لإيران في الأشهر الماضية، اتفق البلدان على أن الجزء المتبقي من الممر الاستراتيجي بين الشمال والجنوب «قسم رشت - أستارا» سيجري إنشاؤه باستثمارات روسية مباشرة. ووفق البيان؛ الذي تناقلته وسائل إعلام رسمية إيرانية، قدم ليفيتين في هذا الاجتماع تقريراً عن آخر التطورات المتعلقة بالعلاقات التجارية والمصرفية والمشروعات الاقتصادية المشتركة. وقال ليفيتين: «موسكو مستعدة لتنفيذ الخطط والمشروعات المشتركة بأسرع وقت ممكن، خصوصاً في مجال الترانزيت والاستثمارات في القطاعات الاقتصادية المختلفة في إيران؛ منها الصلب والنفط والبتروكيماويات». وأضاف: «بالإضافة إلى الخطوات المهمة التي جرى اتخاذها في تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي، نسعى لتهيئة الأرضية لإبرام اتفاقية اقتصادية متعددة الأطراف وجذب المشاركة من البلدان الأخرى في المنطقة».

 

تركيا: أجندة التطبيع مع سوريا تتضمن قمة رباعية وتوقع زيارة لوزير الخارجية المصري إلى أنقرة هذا الأسبوع

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/11 نيسان/2023

أعلنت تركيا أمس عن خطوات جديدة في مسار التطبيع مع كل من سوريا ومصر، في تأكيد لنيتها السير في تحسين العلاقات مع هاتين الدولتين بعد سنوات من التوتر والجفاء. وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن اجتماعاً رباعياً سيجمعه مع نظرائه الروسي والإيراني والسوري قد يعقد في موسكو، أوائل شهر مايو (أيار) المقبل، لافتاً إلى أن هذا الاجتماع سيمهد للقاء قادة الدول الأربع، في إطار مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق. وقال جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية الاثنين: «نعتقد أن الاجتماع الرباعي لوزراء الخارجية بشأن سوريا سيعقد في أوائل مايو... خريطة الطريق كانت معدة سلفاً»، موضحاً أن هذا الموضوع نوقش مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي زار أنقرة يومي الخميس والجمعة. وقال الوزير التركي أيضاً إن أنقرة «لن تحقق أي مكاسب سياسية» من وراء اللقاء بين الرئيسين رجب طيب إردوغان وبشار الأسد، ولا من أي لقاء على مستوى الوزراء. في إشارة على ما يبدو إلى اعتقاد الجانب السوري بأن أنقرة تتعجل عقد هذه الاجتماعات قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في تركيا، 14 مايو المقبل، لإعطاء دفعة للرئيس إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تلك الانتخابات. وعلى خط التطبيع مع القاهرة، أعلن وزير الخارجية التركي أن نظيره المصري سامح شكري سيزور أنقرة خلال الأسبوع الحالي، لافتاً إلى إمكانية الإعلان خلال الزيارة عن تبادل تعيين السفراء بين البلدين. وقال إن زيارته الأخيرة للقاهرة كانت «إيجابية للغاية، وحان الوقت الآن لاتخاذ خطوات ملموسة تدريجياً». وزار جاويش أوغلو القاهرة الشهر الماضي بعد 10 سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية.

 

اللقاء الرباعي للتطبيع بين دمشق وأنقرة يُعقد في موسكو الشهر المقبل يضم وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا وإيران

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/11 نيسان/2023

أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن اجتماعاً رباعياً سيجمعه مع نظرائه الروسي والإيراني والسوري قد يعقد بموسكو أوائل مايو (أيار) المقبل. ولفت إلى أن هذا الاجتماع سيمهد للقاء قادة الدول الأربع في إطار مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق. وقال جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية اليوم (الاثنين): «نعتقد أن الاجتماع الرباعي لوزراء الخارجية بشأن سوريا سيعقد في أوائل مايو... خريطة الطريق كانت معدة سلفاً. في البداية اجتمع وزراء الدفاع؛ التركي والروسي والسوري، ورؤساء أجهزة مخابرات الدول الثلاث، في موسكو (28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي) بعد ذلك، عقد اجتماع على مستوى نواب وزراء الخارجية (في موسكو الثلاثاء الماضي) للتحضير لاجتماع الوزراء». وأضاف: «ناقشنا عقد اجتماع وزراء الخارجية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته لأنقرة (الخميس والجمعة الماضيان). بحثت الأمر معه، ثم ناقشناه مرة أخرى خلال استقبال الرئيس رجب طيب إردوغان له (الجمعة). نعتقد أن اجتماع وزراء الخارجية سيعقد بموسكو في أوائل مايو». وكان السفير الروسي في دمشق، ألكسندر يفيموف، قال الأحد إن اجتماع وزراء الخارجية الأربعة، الذي كان مقرراً عقده الاثنين، تأجل إلى شهر مايو المقبل، مؤكداً أن الاتصالات والمشاورات مستمرة بين الأطراف المعنية للوصول إلى نتائج إيجابية في هذا الإطار، وأن مسار تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا عملية طويلة، وأنه لا يمكن حل كل الملفات والمسائل ومناقشتها في جولة واحدة أو أكثر من المفاوضات. وقال جاويش أوغلو إن خريطة الطريق الخاصة بسوريا تتضمن عقد لقاء بين قادة روسيا وسوريا وإيران وتركيا، وإن وزراء خارجية الدول الأربع سيعملون على وضع الترتيبات اللازمة لهذا اللقاء. وأضاف: «لن نحقق أي مكاسب سياسية من وراء اللقاء بين إردوغان والأسد أو أي لقاء على مستوى الوزراء»، في إشارة على ما يبدو إلى اعتقاد الجانب السوري أن أنقرة تتعجل عقد هذه الاجتماعات قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في تركيا في 14 مايو المقبل، لإعطاء دفعة للرئيس رجب طيب إردوغان و«حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تلك الانتخابات. وسبق أن أعلنت دمشق أن الأسد لن يلتقي إردوغان قبل الانتخابات، حتى «لا يمنحه نصراً مجانياً في الانتخابات». واحتل الملف السوري، لا سيما ما يتعلق بتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، حيّزاً كبيراً من محادثات جاويش أوغلو ولافروف في أنقرة الجمعة الماضي، حيث تدفع روسيا باتجاه التطبيع وإعادة العلاقات التركية ـ السورية إلى طبيعتها كما كانت قبل عام 2011. وشهدت الاتصالات ضمن مسار التطبيع بعض التراجع بعد الاجتماع الثلاثي لوزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات بموسكو في 28 ديسمبر، بسبب إصرار دمشق على انسحاب القوات التركية من شمال سوريا. وأعلنت تركيا أن الأمر يستدعي عقد اجتماعات جديدة بمشاركة إيران، ورحبت روسيا بانضمامها. وعقد في موسكو، الثلاثاء، اجتماع رباعي على مستوى نواب وزراء خارجية الدول الأربع، لمناقشة مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق الذي تحرص تركيا على أن يتواكب مع «مسار آستانا» للتسوية السياسية في سوريا، وعلى ضمان تعاون فعال في القضاء على الإرهاب ومظاهر التهديد على حدودها الجنوبية، لا سيما من المسلحين الأكراد، وهو السبب الذي تقول إنه هو الذي من أجله تواصل قواتها العسكرية البقاء في شمال سوريا، فضلاً عن ضمانات لعودة آمنة وكريمة للاجئين السوريين لديها.

 

ترقب لخريطة يمنية لإنهاء الصراع برعاية أممية وإيران تعلن دعمها لهدنة دائمة تمهيداً لمسيرة سياسية مستدامة

عدن: علي ربيع/الشرق الأوسط/11 نيسان/2023

يترقب اليمنيون ومعهم الدوائر الدولية والأممية أحدث التطورات في ملف الأزمة اليمنية مع وصول وفد سعودي - عماني إلى صنعاء للقاء قادة الجماعة الحوثية، حيث يسود التفاؤل بالتوصل إلى رسم خريطة يمنية - يمنية لطي الصراع برعاية أممية. وفي حين تقول المصادر اليمنية، إن هذه الخريطة ستشمل تجديد الهدنة وتثبيت وقف إطلاق النار لستة أشهر أو أكثر مع توسيعها إنسانياً بما يكفل رفع القيود عن المطارات والموانئ وصرف الرواتب وعودة تصدير النفط، قال المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، إن اليمن مع هذه التحركات السعودية - العمانية أقرب ما يكون إلى تحقيق سلام دائم من أي وقت مضى.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن المبعوث الأممي قوله، إن «هذه لحظة يجب اغتنامها والبناء عليها، وفرصة حقيقية لبدء عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة لإنهاء الصراع بشكل مستدام».

وبحسب ما أورده الإعلام الحوثي، وصل إلى صنعاء يوم الأحد وفد سعودي وآخر عماني، حيث التقى الوفدان في القصر الجمهوري مهدي المشاط، رئيس مجلس الحكم الحوثي (المجلس السياسي الأعلى) وعدداً من قادة الجماعة. وقالت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن زيارة الوفدين السعودي والعماني تأتي لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق المرتقب والذي يعول عليه في وضع حد للصراع اليمني.

من جانبها، عبّرت الخارجية الإيرانية، أمس (الاثنين) عن أملها في أن تساعد المتغيرات التي تشهدها المنطقة على وقف إطلاق النار في اليمن بشكل مستمر؛ تمهيداً لمسيرة سياسية مستدامة. وقال المتحدث باسمها، ناصر كنعاني، إن بلاده تدعم وقف إطلاق النار «بشكل جاد» في اليمن، وتمديد الهدنة.

 

طهران تبدي انفتاحاً على «سلام دائم» في اليمن وتخطي الأزمة بلبنان

الخارجية الإيرانية تحدثت عن تبادل السفراء مع السعودية بعد مرحلة افتتاح المقرات الدبلوماسية

لندن – طهران /الشرق الأوسط/11 نيسان/2023

قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن طهران والرياض اتخذتا خطوات أولية لتبادل السفراء في سياق الاتفاق بين البلدين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، مبدياً انفتاح طهران على إمكانية التوصل إلى مسار سلام دائم في اليمن، وكذلك استعداد طهران للمشاركة في تخطي الأزمة الحالية بلبنان.

وعلق كنعاني في أول مؤتمر صحافي بالسنة الإيرانية الجديدة، على عدة ملفات إقليمية، وملف إيران النووي، وتبادل السجناء مع الولايات المتحدة، وكذلك التوتر المتصاعد بين طهران وجارتها الشمالية باكو. وهيمنت تطورات العلاقات مع السعودية، على الجزء الأكبر من أسئلة وسائل الإعلام الموجه لكنعاني، الذي أشار بدوره إلى وصول فريق فني من الدبلوماسيين السعوديين إلى طهران، السبت الماضي، وقال إن الفريق الفني السعودي يدرس حالياً الأوضاع والتمهيدات لإعادة افتتاح السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد شمال شرقي إيران، معرباً عن أمله في أن يتوجه وفد إيراني إلى السعودية لترتيب إجراءات إعادة افتتاح السفارة الإيرانية في الرياض وقنصليتها في جدة. ورداً على سؤال حول تسمية السفراء بين البلدين، تحدث عن اتخاذ خطوات أولية في عملية وصفها بالمستمرة. وأشار إلى خطوات تنفيذية لإعادة افتتاح السفارتين والقنصليات التابعة للبلدين، قبل تبادل السفراء، وفق ما نقلت وكالات أنباء إيرانية.

ولفت إلى «ردود الأفعال الإيجابية على مستوى المنطقة» فيما يخص استئناف علاقات طهران والرياض. وقال: «من المؤكد أن الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية سيترك تأثيراً إيجابياً على تنمية العلاقات من أجل ترسيخ السلام والاستقرار وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين والمنطقة». وقال: «المناخ الجديد للعلاقات بين إيران والسعودية، له تأثيرات إيجابية على المنطقة وما وراءها». وقال کنعاني إن «إيران توافق على تمديد الهدنة(...) من أجل التوصل إلى هدنة دائمة والتوصل إلى حل سياسي»، متمنياً أن تنعكس «الأوضاع الجديدة في المنطقة على هدنة دائمة في اليمن وتهيئة الظروف المؤاتية لمسار سلام دائم يتناسب مع مصالح الشعب اليمني بمشاركة جميع الأطراف». وحول ما إذا سيؤثر الاتفاق السعودي - الإيراني على حل الأزمة اللبنانية، قال المتحدث إن «قضية لبنان من الملفات الإقليمية المهمة، وموقف إيران واضح في هذا الصدد»، مضيفاً أن «الأطراف اللبنانية يجب أن تتخذ القرار في تسمية رئيس الجمهورية دون تدخل خارجي». وتابع: «من الجيد أن تساعد الدول في تشكيل أجزاء إيجابية لتخطي الأزمة، ونحن والسعودية لدينا إمكانات جيدة للمساعدة في ترسيخ الاستقرار والهدوء، وإذا طلبت الأطراف اللبنانية، فنحن جاهزون لتقديم الدعم». وقال: «من الطبيعي أن الاستقرار والثبات في أي منطقة، سيتركان أثراً فورياً وتدريجياً على الملفات الأخرى، وقضية لبنان ليست استثناء».

- تفاؤل حذر بشأن البحرين

لكن كنعاني تحدث بتفاؤل حذر بشأن استئناف العلاقات مع البحرين عندما أجاب عن سؤال حول زيارة وفد بحريني إلى طهران، وقال: «الأجواء الإيجابية في المنطقة واستئناف العلاقات بين إيران والسعودية يؤثران على كل المنطقة، وفيما يخص البحرين نشهد تشكيل أجواء تدعو للتفاؤل، لكن دعوني ألا أستبق التطورات المقبلة، وأترك الأمور تأخذ مسارها السياسي». وأشار إلى توجه وفدين إيرانيين في وقت سابق إلى البحرين. وقال إن «أحدهما أجرى تقييماً للمقرات الدبلوماسية الإيرانية، لقد لاحظنا تعاوناً جيداً وحسن النية من الجانب البحريني». وأضاف: «توجه الوفد الثاني للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي».

وفيما يخص العلاقات مع الإمارات، صرح كنعاني بأنها «تتقدم خصوصاً بعد عودة السفير الإماراتي إلى طهران»، مشيراً إلى أن مبادرات وتبادل الوفود على مختلف المستويات، أسهما في نمو العلاقات بين البلدين. وبشأن موعد زيارة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان إلى طهران، قال كنعاني: «لا يمكنني الإفصاح عن الموعد المحدد للزيارة»، لكنه أشار إلى جدول مفصل يتناول أوجه العلاقات بين طهران ومسقط في القضايا الإقليمية والدولية.

- الاتفاق النووي المتعثر

بموازاة تعليقه عن تقدم العلاقات الإقليمية وآفاقها في العام الجديد، قدم كنعاني صورة مغايرة فيما يخص الاتفاق النووي، وتطرق إلى العلاقات المتأزمة مع أوروبا والموقف من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة. وكرر كنعاني حرفياً تصريحات أخيرة أدلى بها المرشد الإيراني علي خامنئي الأسبوع الماضي، خلال استقباله مسؤولي الحكومة ونواب البرلمان، بمناسبة السنة الجديدة، وطالب فيها بتوسيع العلاقات الدبلوماسية، وعدم اقتصارها على بعض الدول الغربية، خصوصاً ما يساعد إيران في تخطي الأزمة الاقتصادية الحالية، في ظل العقوبات التي تصاعدت بالآونة الأخيرة مع فرض عقوبات جديدة بسبب قمع الاحتجاجات في سبتمبر (أيلول). وقال كنعاني إن «العالم ليس فقط أوروبا وأميركا وعدة دول أوروبية، رغم ما يربطنا من علاقات جيدة مع عدد لافت من الدول الأوروبية»، مشدداً على أن الأولوية في السياسة الخارجية تعزيز علاقات الجوار والدول الآسيوية. لكن نفى أن يكون التركيز على سياسة الجوار، يعني إهمال المناطق والملفات الأخرى، بما في ذلك الاتفاق النووي. ووصف الدبلوماسي الإيراني، الملف النووي، بأنه من «قضايا السياسة الخارجية المهمة التي كانت موضع اهتمام». وفي إشارة إلى المفاوضات النووية المتعثرة، قال: «إيران مستعدة لإنجاز المفاوضات وتنفيذها، استناداً على المسودة التي تم التوصل إليها»، لكنه اشترط عودة الأطراف الأخرى إلى التزاماتها. وجرت جولات من المفاوضات المتقطعة والمباشرة وغير المباشرة بين طهران وأطراف الاتفاق النووي، خصوصاً الولايات المتحدة، بوساطة الاتحاد الأوروبي بين أبريل (نيسان) 2021 ومارس (آذار) 2022، لكنها تعثرت مع بداية الحرب الروسية - الأوكرانية. وحاول الاتحاد الأوروبي إنعاش المفاوضات بطرح مسودة لإنجازها، لكن طهران أغلقت الباب بوجه المسودة في سبتمبر (أيلول)، واشترط إغلاق تحقيق تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن 3 مواقع غير معلنة، عثرت فيها الوكالة الدولية على جزيئات يورانيوم عالي التخصيب.

وكان موقع «أكسيوس» الأميركي قد ذكر الأسبوع الماضي، أن الإدارة الأميركية أطلعت شركاءها في إسرائيل، والدول الأوروبية، على خطة لإبرام اتفاق مؤقت مع طهران، تتضمن تخفيف العقوبات الأميركية على طهران، مقابل توقف الأخيرة عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، وهو ما رفضته طهران، بحسب المصادر المطلعة.

 

اوغلو يعلن عن تطورات كبيرة ستحدث في العلاقات مع مصر يوم الأربعاء

وطنية/10 نيسان/2023

 كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم ، أنه من الممكن الإعلان عن مسار تبادل السفراء بين مصر وتركيا خلال زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لأنقرة هذا الأسبوع. وأضاف أن التفاصيل ستنشر كاملا يوم الأربعاء المقبل، مؤكدا أنه "حان الوقت لاتخاذ خطوات ملموسة"، وفق" وكالة أنباء الاناضول".

 

خمسة قتلى وستة جرحى على الأقل بإطلاق نار في لويزفيل الأميركية

وطنية/10 نيسان/2023

قتل خمسة أشخاص وأصيب ستة آخرون على الأقل بجروح برصاص مسلح أطلق النار صباح الإثنين في وسط مدينة لويزفيل، بولاية كنتاكي الأميركية (وسط شرق)، بحسب ما أعلنت شرطة المدينة التي أكدت أنها أردت المهاجم، وفق وكالة "فرانس برس". وقال مسؤول في الشرطة خلال مؤتمر صحافي نقلت وقائعه قنوات تلفزيونية محلية "لقد تأكد مقتل خمسة أشخاص وهناك ستة أشخاص على الأقل نقلوا إلى المستشفى أحدهم شرطي"، في حين أفاد شهود عيان أن "إطلاق النار وقع داخل مصرف".

 

400 مهاجر ضلوا طريقهم في البحر بين مالطا وليبيا

وطنية/10 نيسان/2023

ضل قارب يقل نحو 400 مهاجر طريقه بين مالطا وليبيا، فيما لم يتم الإعلان حتى اللحظة عن إطلاق أي عملية إنقاذ، وفق وكالة "روسيا اليوم". وقالت منظمة الدعم "ألارم فون"، الناشطة في عمليات إنقاذ المهاجرين بمياه البحر المتوسط، إن قاربا يقل نحو 400 مهاجر ضل طريقه بين مالطا وليبيا"، متحدثة عن "تسرب مياه إليه"، مشيرة إلى أنها "تلقت اتصالا من القارب الذي أبحر من طبرق في ليبيا، وأن الخدمة أبلغت السلطات، وقالت إنه لم يتم إطلاق أي عملية إنقاذ حتى الآن".

ولفتت المنظمة إلى أن "ركاب القارب مصابون بالذعر ويحتاج عدد منهم إلى رعاية طبية"، مضيفة أن "الوقود نفد من القارب وامتلأت قاعدته بالمياه، بينما غادره قائده ولا يوجد على متنه من يستطيع توجيهه"، مشيرة إلى أن "القارب موجود حاليا في منطقة البحث والإنقاذ التابعة لمالطا".

وكانت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أفادت بفقدان 1417 مهاجرا في العام 2022 في البحر الأبيض المتوسط، الذي يعد طريق الهجرة الأشد خطورة في العالم.

 

واشنطن تحضّ موسكو على إطلاق الصحافي الأميركي «المعتقل تعسفياً»

واشنطن/الشرق الأوسط/10 نيسان/2023

أكدت الولايات المتحدة، الإثنين، أن روسيا «تعتقل تعسفيا» مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» إيفان غيرشكوفتيش، وحضّت موسكو على إطلاق سراحه فورا. وجاء في بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل أن الوزير أنتوني بلينكن يؤكد أن غيرشكوفيتش «معتقل تعسفيا» لدى روسيا، مضيفا «ندعو روسيا الاتحادية إلى إطلاق سراح غيرشكوفيتش فورا». وفيما يؤكد الجانب الأميركي أن غيرشكوفيتش كان يمارس عمله الصحافي، تجزم السلطات الروسية بأنه كان يمارس نشاطات تجسسية، خصوصاً على الصناعة العسكرية الروسية.

 

واشنطن تراقب «عن كثب» تصرفات الصين في مضيق تايوان وطالبت الإدارة الأميركية بـ«ضبط النفس»

واشنطن/الشرق الأوسط/10 نيسان/2023

أكدت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم (الاثنين)، أنها تراقب «عن كثب» تصرفات الصين في مضيق تايوان، مشيرة إلى أن المناورات العسكرية الصينية «تهدد الأمن والاستقرار» في المنطقة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، لم تكشف عن اسمه، قوله إن واشنطن تحض على «ضبط النفس»، وذلك بعدما أعلنت بكين أنها «أنجزت بنجاح» مناوراتها التي استمرت ثلاثة أيام حول الجزيرة. وشددت الصين على أن المناورة هدفت إلى محاكاة «ضرب طوق» حول الجزيرة، التي تعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ منها. وأوضحت قيادة الجيش الصيني، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنّه «من الثامن من أبريل (نيسان) إلى العاشر منه، أنجزت القيادة الشرقية بنجاح مهمات مختلفة في إطار دوريات الجهوزية على الحرب في محيط تايوان، وفي إطار مناورات السيف المشترك»، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت أنّها «اختبرت بشكل كامل قدرات القتال المشتركة المتكاملة لفروع عسكرية متعدّدة في ظروف قتال فعلية». من جهته، حذر الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين، خلال إحاطة إعلامية اليوم (الاثنين)، من أن «استقلال تايوان والسلام في مضيق تايوان نقيضان»، مضيفاً أنه «إذا أردنا حماية السلام والاستقرار في مضيق تايوان، علينا أن نعارض بحزم أي شكل من أشكال الانفصال المؤدي إلى استقلال تايوان». وأوضحت قيادة المنطقة الشرقية في الجيش الصيني، أن حاملة الطائرات «شاندونغ»، شاركت في مناورات اليوم. وتملك الصين حاملتي طائرات فقط. وجاءت المناورات الصينية التي بدأت السبت، احتجاجاً على لقاء جمع الأربعاء في كاليفورنيا زعيمة تايوان تساي إنغ وين، مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي. وفور انتهاء المناورات، اتّهمت وزارة الخارجية التايوانية، الصين بتقويض «السلام والاستقرار» في المنطقة.وأعلنت تايبيه أنّها رصدت 12 سفينة و91 طائرة صينية في محيط الجزيرة، وأكّدت وزارة الدفاع أنّ «الجيش لن يتهاون أبداً في جهوده الرامية لتعزيز جهوزيته للمعركة». وكانت زعيمة تايوان قد نددت، السبت، بـ«التوسع الاستبدادي» للصين، مؤكدة أنّ تايوان «ستواصل العمل مع الولايات المتحدة والدول الأخرى (...) لدعم قيم الحرية والديمقراطية». وحصلت التدريبات التي شاركت فيها نحو 10 سفن حربية و70 طائرة، على دعم سياسي ضمني من روسيا، في وقت تزامنت فيه مع نشر الولايات المتحدة مدمّرة في المياه التي تطالب بكين بالسيادة عليها. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين، اليوم (الاثنين)، إنّ «الصين تملك حقّاً سيادياً في التحرّك ردّاً على التصرفات الاستفزازية (الأميركية)، ولا سيّما عبر إجراء مناورات». وسعت الولايات المتّحدة التي طلبت من بكين «ضبط النفس»، إلى عرض قوة أيضاً. ونفذت المدمرة الأميركية «ميليوس» اليوم، عملية تندرج في إطار «حرية الملاحة» في منطقة من بحر الصين الجنوبي تطالب بها بكين. وندّدت الصين على الفور بهذا «التوغّل». اليابان من جهتها، أمرت بتحليق طائرات مطاردة في الأيام الأخيرة ردّاً على إقلاع طائرات من حاملة الطائرات الصينية «شاندونغ». في الوقت نفسه، أكدت طوكيو أهمية السلام في المضيق، وذلك خلال اجتماع لكبار المسؤولين اليابانيين والصينيين، ركز على المخاوف بشأن المياه المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي. وحضّت طوكيو بكين على وقف دخول سفن خفر السواحل الصيني إلى المياه اليابانية، وعبّرت عن قلقها الشديد من نشاط بكين العسكري بالقرب من اليابان، وتنسيقها مع روسيا. وقال بيان لوزارة الخارجية اليابانية: «نقلنا مخاوفنا العميقة بشأن الوضع في بحري الصين الشرقي والجنوبي، وأكدنا أهمية إحلال السلام والاستقرار في مضيق تايوان». وأشار كبير أمناء مجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو للصحافيين إلى أن «السلام والاستقرار في مضيق تايوان ليسا مهمين لأمن اليابان فحسب، بل لاستقرار المجتمع الدولي ككل أيضاً». وتنظر الصين باستياء إلى التقارب الذي حدث في السنوات الأخيرة بين السلطات التايوانية والولايات المتحدة التي توفر للجزيرة دعماً عسكرياً كبيراً، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين واشنطن وتايبيه. وتعتبر بكين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، مؤكدة عزمها على استعادة الجزيرة و«لو بالقوة إن لزم الأمر». وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها الصين إلى المناورات العسكرية لإيصال رسالة سياسية. ففي أغسطس (آب) الماضي، نفذت بكين انتشاراً كبيراً غير مسبوق حول الجزيرة، أطلقت خلالها صواريخ، وذلك ردّاً على زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي حينها الديمقراطية نانسي بيلوسي للجزيرة.

 

واشنطن تؤكّد أن العلاقة مع ماكرون «ممتازة» رغم تصريحاته بشأن تايوان

واشنطن/الشرق الأوسط/10 نيسان/2023

أكّد البيت الأبيض، اليوم الإثنين، أنّ لديه «ملء الثقة» بالعلاقة «الممتازة» التي تربط بين واشنطن وباريس، وذلك على الرّغم من التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن تايوان ولقيت ردود فعل غاضبة في الولايات المتحدة. وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين «نحن مرتاحون ولدينا ملء الثقة بعلاقتنا الثنائية الممتازة مع فرنسا، وفي العلاقة التي تربط الرئيس (جو بايدن) بالرئيس ماكرون». وأضاف أنّ «الفرنسيّين هم فعلاً بصدد الانخراط بشكل أكبر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ». وفي مقابلة نُشرت الأحد بعد زيارة قام بها إلى الصين دعا ماكرون أوروبا إلى عدم «الدخول في منطق الكتلة مقابل الكتلة». وفي مقابلته مع صحيفة «ليزيكو» الاقتصادية الفرنسية شدّد ماكرون على وجوب ألّا تكون القارة العجوز تابعة للولايات المتحدة أو للصين في ما يتعلّق بتايوان. ولقي حفل الاستقبال الكبير الذي أقامته بكين لضيفها أصداء واسعة في الولايات المتّحدة، ولا سيّما في وسائل الإعلام. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» في مقال تحليلي لزيارة الرئيس الفرنسي إلى الصين إنّ زيارة ماكرون «تقوّض» الجهود الأميركية الرامية لاحتواء نفوذ النظام الاستبدادي بقيادة الرئيس الصيني شي جينبينغ. بدورها، وصفت صحيفة «وول ستريت جورنال» في افتتاحية لهيئة تحريرها موقف الرئيس الفرنسي من تايوان بأنّه «فشل».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المطاردة الفرنسية المحمومة لسلامة ومصرفيين: ترحيب بالعدالة وتساؤل بالسياسة

منير الربيع/المدن/11 نيسان/2023

تساؤلات كثيرة تدور في لبنان حول مسار "الهجمة" القضائية الفرنسية على مصرفيين وأصحاب مصارف. أسئلة حول الأهداف، الدوافع، الأسباب وغيرها. ولكن في البداية، لا بد من الإشارة إلى أن أي إجراءات قانونية وقضائية في مجال المحاسبة المالية والمصرفية لبنانياً هي ضرورة وحاجة ماسة. وبالاستناد إليها يمكن الولوج إلى اكتشاف الكثير من الفظائع والفضائح التي حكمت آليات الألاعيب المالية وكيفية صناعة الثروات. وأي تحقيق قضائي دولي، أوروبياً كان أم أميركياً، يبقى أفضل من التحقيقات المحلية، لجملة أسباب واقعية وموضوعية، ونظراً لعدم توافر الثقة بين اللبنانيين والقضاء اللبناني.

نظرية المؤامرة

ولكن إلى جانب كل هذا المسار، فإن "اللبناني" بطبعه مهجوس بالسياسة. تجارب كثيرة وعناصر اجتماعية وسياسية تدفعه إلى إعلاء معادلة "نظرية المؤامرة" للبحث عن خلفيات ودوافع أي جهة تقدم على أي خطوة من هذا القبيل. علماً أن هذا المسار القضائي يتسارع على وقع تطورات سياسية متعددة، والبحث عن تسوية رئاسية تعيد إنتاج تركيب السلطة، التي من المفترض أن تضع خطة اقتصادية ومالية إنقاذية أو إصلاحية، تشمل إعادة هيكلة القطاع المصرفي. وما يندفع إليه اللبنانيون بحماسة أيضاً هو طرح الأسئلة، انطلاقاً من طموحات استثمارية فرنسية في قطاعات مختلفة أصبحت علنية ولم تعد مضمرة. لذلك تتركز الأسئلة عما إذا كان هناك طموحات لباريس بالاستثمار في القطاع المصرفي اللبناني بعد عملية إعادة هيكلته، خصوصاً أن هذا القطاع في لبنان لطالما كان ذات سمة فرنسية تحديداً قبل أزمة انهيار بنك انترا. أما بعد تلك الأزمة فقد اتجه القطاع نحو "الأمركة". حالياً، هناك أسئلة كثيرة تطرح إذا ما كانت باريس تريد العودة إلى هذا القطاع، كما هو الحال بالنسبة إلى طموحاتها في العودة إلى الاستثمار والشراكة مع طيران الشرق الأوسط وغيرها من المؤسسات الكبرى والحيوية.

رأس سلامة

ما يعزز السؤال، هو اصطحاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرجل المصرفي الفرنسي من أصل لبناني، سمير عساف، خلال زيارته إلى بيروت لتقديم المبادرة الفرنسية عام 2020. وفي حينها برز مسعى فرنسي لتعيين عساف حاكماً للمصرف المركزي. يأتي ذلك على وقع الهجمة الكبيرة التي تشنها باريس على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قضائياً، بالاستناد إلى الكثير من الدعاوى المرفوعة بحقه أمام محاكم أوروبية بينها فرنسية، أو سياسياً من خلال الاستعداد لتعيين شخص بديل عنه، على وقع الاستعجال الفرنسي لإنجاز الانتخابات الرئاسية سريعاً، لتتمكن الحكومة الجديدة من تعيين حاكم جديد للمصرف المركزي، وذلك لتجنب أي محاولة تمديد لسلامة. في اجتماع باريس الخماسي، وإلى جانب البحث في الملف الرئاسي اللبناني، كانت فرنسا متمسكة إلى حدود بعيدة بضرورة الحصول على جواب أميركي واضح برفع الغطاء عن رياض سلامة، والحصول على تعهد من الدول الحاضرة بضرورة خروجه من حاكمية المصرف المركزي عند انتهاء ولايته، وعدم ترك أي هامش للتمديد له.

عملياً، حصلت باريس على موقف مبدئي حيال هذا الأمر. ولكن، حسب ما تقول مصادر متابعة، فإن باريس لا تزال تسعى إلى موقف أكثر جزماً وصرامة ووضوحاً في منع سلامة من البقاء في منصبه، ومنع إيجاد أي مخرج للتمديد له. أما التحقيقات مع أصحاب المصارف او المسؤولين المصرفيين والإجراءات المتخذة بحقهم، فالهدف منها هو الوصول إلى تكوين ملف للإدعاء على سلامة. وبذلك، يتم إحراج الأميركيين حول رفع الغطاء نهائياً عن الرجل، وعدم ترك أي نافذة يمكن التسلل منها للتمديد له.

"التنافس" الفرنسي الأميركي؟

إلى جانب هذا المسعى الفرنسي للإدعاء على سلامة وإحراج كل من يدعمه أو يمنحه الغطاء، فإن الإجراءات الفرنسية تأتي على وقع عقوبات أميركية فرضت على شخصيات لبنانية أيضاً، وقد تم تفسيرها بأنها محاولة لقطع الطريق على المبادرة السياسية التي تقودها باريس حيال الانتخابات الرئاسية. من هنا يُطرح سؤال إذا ما كانت هذه الإجراءات تصب في خانة "التنافس" الفرنسي الأميركي وتبادل الرسائل، أم أنها ستؤدي في النهاية إلى مسار متكامل بين الجانبين. وهو ما تحاول فرنسا التعجيل به من خلال إنجاز الملفات القضائية والإدعاءات. إلى جانب هدف آخر أيضاً يتعلق بمحاولة التغطية على كل الانتقادات التي وجهت إلى فرنسا حول أهدافها الاستثمارية في لبنان والبحث عن مصالحها فقط.

 

"ترابط الساحات" واتّفاق بكّين: إسألوا رفيق الحريري

محمد بركات/أساس ميديا/الثلاثاء 11 نيسان 2023

استعاد "محور المُمانعة" شرعيات ثلاث في المعركة الخاطفة التي جرت الأسبوع الماضي، معلناً ولادة "ترابط الساحات"، وذلك "دفاعاً عن المسجد الأقصى".

فقد حقّق أهدافاً أساسية في العملية التي قصفت إسرائيل من 3 جبهات، في غزّة وجنوب سوريا (الجولان) وجنوب لبنان:

1- استعاد "التوازن" في منطقه "المُمانِع"، الذي يدّعي السعي إلى تحرير القدس. فقبل أسبوع، كان يمكن لأيّ مُحاوِر أن "يزرك" الممانعين ويقول لهم: "طريق القدس مرّت في حلب وحمص وبغداد وصنعاء وبيروت ولم تصل إلى القدس...". اليوم يمكن لهذا الممانع أن يجيب: "لقد قصفنا إسرائيل من 3 جبهات، نصرةً للأقصى". وسيكون صادقاً.

2- محاولة استعادة "شرعية سنّيّة"، باعتبار أنّ المحور "الشيعي" قصف بصواريخ "سنّيّة" من جنوب لبنان، "نصرةً للمسجد الأقصى: أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين".

3- محاولة استعادة "شرعية عربية"، بنصرة "القدس العربية".

هذه الشرعيّات الثلاث يستعيدها "المحور" على دفعات، أوّلاً بعد صواريخ غزّة، وثانياً بعد صواريخ جنوب لبنان، وثالثاً بعد صواريخ الجولان. وكلّها ردّت عليها إسرائيل بطريقة ضعيفة ومرتبكة، بدا معها أنّ إيران وميليشياتها سجّلت انتصاراً سياسياً وعسكرياً وأمنيّاً كبيراً.

استعاد "محور المُمانعة" شرعيات ثلاث في المعركة الخاطفة التي جرت الأسبوع الماضي، معلناً ولادة "ترابط الساحات"، وذلك "دفاعاً عن المسجد الأقصى"

ماذا عن "احترام سيادة الدول"؟

في 10 آذار الفائت، قبل شهر تماماً من عملية "ترابط الساحات"، وقّع الجانبان السعودي والإيراني، في الصين، بياناً رعته بكّين، نصّ على جملة مفتاحيّة تعلن "تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخّل في شؤونها الداخلية".

بدا ذلك للوهلة الأولى انتصاراً عربياً غير مسبوق، بانتزاع اعتراف من إيران بضرورة "احترام سيادة الدول". بعد عقدين من استباحة إيران وميليشياتها عدداً من دول العرب، بين محاولات انقلاب فاشلة، ومحاولات زعزعة الاستقرار، وصولاً إلى انقلابات ناجحة، لا تبدأ من 7 أيّار 2008 في بيروت، ولا تنتهي في إعلان جنرالات الحرس الثوري "السيطرة على 4 عواصم عربية هي بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء".

في البيان اتّفاق على "مدّة شهرين" لتفعيل الاتّفاق في مجالات متعدّدة. وفي منتصف هذين الشهرين، وُلدت عملية "ترابط الساحات" التي، إلى غزّة في فلسطين، انطلقت من دولتين هما سوريا ولبنان. وإذا كانت سوريا "ساحة معركة" منذ 12 عاماً، فإنّ لبنان دولة يحرص العرب على "سيادتها".

بدا أنّ إطلاق الصواريخ من بساتين الموز في مدينة صور جنوب لبنان، هو إطلاق نار أيضاً على "اتفاق بكين"، باعتباره يلتزم "احترام سيادة الدول". أو ربّما يكون إعلاناً عن رغبة سرّيّة بإضافة ملحق غير مكتوب إلى "اتفاق بكّين"، يعتبر المواجهة مع إسرائيل، من دول عربية، خارج "احترام سيادة الدول". بل ويذهب البعض إلى أنّ في إيران جناحاً يرفض اتفاق بكين وقرّر إطلاق الصواريخ عليه.

الحرب... جنّة المتطرّفين

المعركة السريعة خلال الأسبوع الفائت أنعشت 3 حلفاء موضوعيّين، يجمعهم التطرّف، وتفرّقهم ضرورات شدّ العصب:

1- تطرّف يهودي يتجلّى في "الحلف الثلاثي" الإسرائيلي بين بنيامين نتانياهو والمتطرّفَيْن إيتمار بنغفير وبتسلئيل سموتريتش. وهؤلاء ظهروا كـ"أبطال" يجب على الشعب الالتفاف حولهم لمواجهة "الهجوم العربي" من كلّ مكان.

2- تطرّف سنّيّ يتجلّى في حركة "حماس" باعتبارها حركة سنّيّة متشدّدة، استعادت بعضاً من ماء وجهها بعد أشهر من "الحياد" أمام "ذبح" الفلسطينيين في الضفّة الغربية.

3- تطرّف شيعيّ تحوّل إلى "مرذول" عربياً وسنّيّاً بعد سنوات الاعتداء على العرب ودولهم.

هؤلاء الثلاثة أنعشتهم المعركة الخاطفة. كلٌّ استعملها في "الداخل" الخاصّ به لاستثمارها شعبياً وسياسياً. لكنّها في المحصّلة كانت "ضدّ" مصالح اليهود والشيعة والسُّنّة، أي ضدّ مصالح أهل هذه المنطقة كلّهم. وجاءت في مواجهة مشروع آخر يخرج إلى النور في هذه الأيام، هو مشروع التنمية والازدهار.

"مشروع الحرير" إذاً هو نقطة التقاء بين "أحلام بناء الدول الوطنية" وبين "استعادة أنفاس الاقتصادات المتهاوية" في محور إيران

معركة ضدّ "اتّفاق الحرير"

جاءت هذه المعركة لتواجه "اتفاق بكين" باعتباره مدخلاً إلى "منطق الحرير" وطريقه الصيني، وهو طريق التنمية وتطوير البنية التحتية. وقد التقى على تقاطعاته:

1- المشروع السعوديّ: الذي يقوده وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، لنقل المملكة العربية السعودية إلى مصافٍّ جديدةٍ، بالتنمية الاقتصادية وتصفير المشاكل السياسية والنهوض بالمنطقة لتكون "أوروبا القرن 21"، كما قال مرّة.

2- المشروع الإيرانيّ: الذي أنهكته اعتداءاته وتمويل الميليشيات والعقوبات من كلّ حدب وصوب، وقرّر أن "يهادن" وأن يلتفت قليلاً إلى "التنمية" وأن ينقذ اقتصاده الذي بدأ يفرّخ ثوراتٍ لا تنتهي في الداخل.

"مشروع الحرير" إذاً هو نقطة التقاء بين "أحلام بناء الدول الوطنية" وبين "استعادة أنفاس الاقتصادات المتهاوية" في محور إيران.

وهو مشروع يتنافى مع منطق الحرب والميليشيات. لكن ربّما هناك من يريد أن يزاوج بين المشروعين. تماماً كما حصل مع الرئيس رفيق الحريري، حين اقتنع معه العرب بأنّ لبنان يمكن أن يقسّم بين "مشروع المقاومة" و"المشروع الاقتصادي".

في 1990 كانت الحكاية نفسها وفي ظروف مشابهة. لبنان منهك والمنطقة تغلي، من الكويت إلى العراق، وطهران خارجة من تجرّع الكأس المرّة مع صدّام حسين. سوريا دفعت في الكويت يومها، لتقبض في لبنان، تماماً كما دفعت إيران في الترسيم البحري.

يومها قالوا لرفيق الحريري: "خُذِ الاقتصاد، وتقاسم الدولة مع ميليشيات أمراء الحرب، واترك السلاح لإيران وسوريا، فهذه مسألة تبدأ في معبر كفرتبنيت، ولا تنتهي في القدس".

وهو صدّق وآمن لهم.

لا داعي للتذكير... كيف انتهى هذا الاتّفاق.

إسألوا رفيق الحريري.

العنوان: متران تحت الأرض، في وسط بيروت. تحت الأرض التي ظنّ أنّها حصّته من الاتّفاق.

لمتابعة الكاتب على تويتر: mdbarakat@

 

لبنان المعزول بلا دور: سهل للتنازلات.. والمقايضات

منير الربيع/المدن/10 نيسان/2023

ينهمك لبنان في مراقبة تداعيات التطورات الكبرى التي تمرّ فيها منطقة الشرق الأوسط والعالم. وقد كان سابقاً ساحة الانعكاس الأولى لقراءة التحولات والمتغيرات. هذا المجال الذي استقالت منه البلاد لساحات وميادين أخرى. أصبح ماكثاً في جزيرة تبدو معزولة عن كل ما له علاقة بالسياق العالمي، بخلاف ما كان عليه سابقاً، إثر الدور الذي صنع له. في الانعكاسات المباشرة للعزلة، تبرز عقوبات أميركية تباعاً، وفي الالتقاءات الإقليمية يُدرج في آخر سلّم الأولويات، كما هو الحال بالنسبة إلى الاتفاق السعودي الإيراني الذي تتركز أولوياته على الملف اليمني، يليه الملف السوري والعراقي، فيما يحلّ لبنان في الخاتمة.

الصورة والدور

كان لبنان يتمتع بمكانة ورمزية كبرى لكل العالم العربي، فشكل نموذجاً استباقياً لما يفترض أن يكون عليه العالم العربي، من الانفتاح إلى تطور التعليم، الاستقرار الإجتماعي اللائق، الصناعة الثقافية والصورة المرغوبة لما يمكن أن يكون عليه الاجتماع، القوة الناعمة وتأثيرها، نموذج دستوري متقدم، إمكانيات بشرية كبرى، بالإضافة إلى كونه مركز استقطاب مالي وسياحي، ما جعل له جاذبية في العالم العربي ومطمح لنفوذ أي دولة عربية تريد حجز مكانة لها في المنطقة، ويكون لها تأثير على مستوى السياسة. هذا ما جعل لبنان ذات أهمية كبيرة لدى السعودية وغيرها. وهو بالأساس ما كان دافعاً لشراسة النظام السوري للسيطرة والاستحواذ عليه على الدوام. وهو ما جعل إيران تطمع ببسط نفوذها فيه كطليعة ميادين المنافسة مع الدول الإقليمية الأخرى، بالإضافة إلى مجاورته لدولة احتلال عنصرية تتعارض كلياً مع مفهوم أي تقدم أو تنوع في المنطقة، بالإضافة إلى تحويله لجبهة مواجهة دائمة معها.

بدأ التأسيس لمثل هذه المزايا في القرن التاسع عشر، عندما كانت هناك مساع أوروبية حول العالم للحصول على حرية التجارة والهيمنة على طرقها وأسواقها العالمية، تحت شعار منع العوائق التجارية وفتح الأسواق. كانت الدولة العثمانية في لحظات ضعفها التاريخي وحاجة ماسة إلى أوروبا بدأت تتيح الدخول الأوروبي تجارياً واقتصادياً. نجحت أوروبا استغلال مسألتين أساسيتين، الإضطرابات في جبل لبنان، وتحديداً في العامين 1840 و1860، ما سنح أكثر بالتدخل السياسي وتكريس الحضور. ونجح الأوروبيون بناءً على الرغبة العثمانية بتطوير عدد من المرافئ بينها مرفأ بيروت. وكان لبنان قد بدأ باعتماد نمط زراعي صناعي متركزه الأساسي هو الحرير، فنشأت علاقات أساسية مع أوروبا وتحديداً مرسيليا وليون لتصدير شرانق الحرير إلى المصانع الأوروبية والفرنسية خصوصاً.

خسارة المزايا

كانت البرجوازية اللبنانية الناشئة بدأت تطمح أن تكون ممثلة لوكالات تجارية كبرى. وقد تطورت هذه العلاقات التي أصبحت بحاجة إلى حضور مباشر سياسي واقتصادي للأوروبيين على الساحل العثماني. وكانت بيروت مهيأة لمثل هذا الحضور وهذا الدور، الذي حولها إلى مقر لقناصل الدول الكبرى. في مسألة متشابهة مع اسطنبول والاسكندرية. وبدأ حضور القناصل بالتطور سياسياً واقتصادياً. بعد هزيمة نابوليون في مصر والهيمنة البريطانية على قناة السويس، بدأت باريس بالبحث عن منافذ أساسية إلى قلب الشرق ومن أبرزها وأهمها بيروت. اليوم وقد خسر لبنان كل مزاياه، ولم يعد له أي أهمية أو ميزة تفاضلية. فهو سهل للبيع أو الشراء بأبخس الأثمان، ومادة للتنازلات السهلة، التي لن تكون مكلفة. غدا لبنان اليوم بلا أي حصانة. في حال نجاته من انهياره، وتمكن من استعادة روحه، وعمل على تحرير دستوره وديمقراطيته، فبإمكانه إعادة صناعة الأمل في إعادة تشكيل مجتمعات ذات جذوة ربيعية في العالم العربي، بحثاً عن مصير مختلف عن الصراعات الطائفية أو الارتهان للاستبداد. في حال استطاع لبنان التحرر من الشرور الكامنة فيه، يمكنه أن يعود بلداً نموذجاً وقاطرة لمعنى التقدم في هذه المنطقة. حينها فقط يمكن لهذا اللبنان أن يعود قيمة كبرى تستدعي تسابق الجميع نحوه.

 

تفاصيل عملية اغتيال لقادة فلسطينيين في بيروت اغتالت ابو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر

 من أرشيف 2014

https://eliasbejjaninews.com/archives/117321/117321/

جي بي سي نيوز - نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية مؤخرا تفاصيل عملية اغتيال 3 من قادة منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت وتعود لـ 41 عاما ماضية . وبدأت عملية " فردان " او عملية "ربيع الشباب" لاغتيال الشهداء كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار في العاشر من نيسان عام 1973، بنقل سفن سلاح البحرية لجنود إسرائيليين متنكرين بزي مدني إلى ميناء بيروت ، ثم نقلهم بواسطة عربات عملاء الموساد إلى أهداف مختلفة لتنفيذ العملية . وترأس المهة "سييريت متكال" وكان من منفذيها إيهود باراك وعمرام ليفين، واللذان تنكرا بثياب نسائية.

واستشهد في هذه العملية وفقا للصحيفة نحو 40 فلسطيني اهمهم أبو يوسف النجار من الرملة وهو أول قائد عام لقوات العاصفة وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس اللجنة السياسية لشؤون الفلسطينيين في لبنان.

كما استشهد كمال عدوان من عسقلان وهو أحد قادة حركة فتح، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو المجلس الوطني الفلسطيني وكان مسؤولا عن الإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية، ومسؤولا عن العمليات في إسرائيل والضفة الغربية .

بالاضافة الى كمال ناصر من بير زيت، وأشغل عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح، وأسس دائرة الإعلام والتوجيه في منظمة التحرير الفلسطينية، وترأس دائرة الإعلام الفلسطيني وكان الناطق الرسمي بلسان حركة فتح.

وفي تفاصيل العملية - وفقا للصحيفة - تنكر باراك بزي امرأة سوداء وتنكر نائبه موكي بتسار بزي امرأة شقراء ، قبل ان يقود بارك الجنود إلى داخل مبنى سكني ضمن المقرات التي كان يقطنها قادة فتح في الساعة 01:07 بعد منتصف الليل .

وتوجهت في نفس الوقت قوة إسرائيلية أخرى إلى المقر الرئيس للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، والذي يقع ضمن مؤلف من 7 طوابق في شارع رئيسي ، حيث اندلع اشتباك عنيف ، تمكن اثنائه بزرع عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات في داخل المبنى ، لتنهار اجزاء كبيرة من المبنى .

واشارت الصحيفة إلى تصريحات الناطق باسم الجيش اللبناني في تلك الفترة ، والذي قال ان الإسرائيليين وصلوا إلى بيروت عن طريق البحر وعن طريق الجو بالمروحيات ، وغادروا بنفس الطريقة ، حيث سقط عدد كبير من القتلى والجرحى ، واضرار شديدة في المكان .

كما اشارت الى اعلان إذاعة بيروت في ذلك الوقت عن استشهاد اثنين من قادة منظمة التحرير الفلسطينية ، واعلانها في وقت لاحق عن العثور عن جثة ثالث قرب احد الفنادق ، بالاضافة الى تأكيدات ياسر عرفات - رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في حينه - نبأ استشهاد القادة ، وتصريحات احد مساعديه بقيام قوات اسرائيلية بتفجير عدة مبان كان بداخلها مقاتلون فلسطينيون . كما نقلت الصحيفة قول أحد جيران الشهيد أبو يوسف انه شاهد من شباك منزله رجالا بلباس مدني يقفون بالقرب من ثلاث مركبات من طراز "مرسيدس" ، قبل ان يبدأ اطلاق النار .

ووصفت الصحيفة لحظات استشهاد أبو يوسف النجار فقالت ان تم تفجير منزله اثناء نومه ، ثم دخلت الوحدات الإسرائيلية إلى الشقة والتي كان بداخلها زوجته وخمسة من أطفاله ، ووجهت القوات السؤال الى ابنه الاكبر يوسف ( 16 عاما في ذلك الحين ) وسألته باللغة العربية عن والده ، فركض باتجاه غرفة والده الذي استيقظ على صوت الانفجار ، واطلقت القوات النار على النجار رغم محاولة زوجته حمايته واعطائه السلاح ، واستشهد وهو يصرخ " جبناء "

وقالت الصحيفة ان عادت الى اسرائيل في الصباح ، وكان في استقبلهم رئيس أركان الجيش في حينه دافيد إلعازار وكبار الضباط في الجيش ، في حين كانت ترسل التقارير الى رئيسة الحكومة غولدا مئير حول سير العملية .

واوضحت الصحيفة انه بعد هذه العملية قررت منظمة التحرير وقف نشاطها في بيروت ، وطالب قادة المنظمة من عناصرها بالتفرق في كافة أنحاء لبنان ، خصوصا بعد اكتشافهم اختفاء عدد كبير من الوثائق من مكاتب حركة فتح في بيروت ، والتي من شأنها أن تؤدي إلى الكشف عن مجموعات فدائية في داخل إسرائيل والضفة الغربية. واختتمت الصحيفة بقولها ان رئيس الحكومة اللبنانية في حينه، صائب سلام، قدم استقالته لرفض الرئيس اللبناني إقالة عدد من كبار الضباط في الجيش لفشل الجيش في التصدي للعملية .

 

"الصواريخ اللقيطة": لا تغيير في قواعد الاشتباك ولا في هوامش "وحدة الساحات "

علي حمادة/النهار العربي/10نيسان/2023

على العكس من كل التقديرات التي حفلت بها وسائل الاعلام في اليومين الماضيين في اعقاب اطلاق "فصائل فلسطينية مجهولة" تستظل "حزب الله" في لبنان، نحن نزعم أنه لم يطرأ جديد يذكر على قواعد الاشتباك بين إسرائيل وايران، كما ان مبدأ "وحدة الساحات" الذي عملت من اجله طهران، وبشّر به "حزب الله" مرارا على لسان امينه العام لم يشهد تطوراً مختلفاً عما سبق. فقواعد الاشتباك عبر لبنان لم تتغير منذ إقرار القرار الاممي 1701 بنهاية حرب تموز (يوليو ) 2006. فالهدنة القائمة بين الإيرانيين وإسرائيل عبر الحدود اللبنانية مستمرة من دون ان يطرأ عليها تغيير دراماتيكي على الرغم من اطلاق صواريخ قديمة برعاية "حزب الله" نحو أراض مفتوحة أو أجواء يسهل لـ"القبة الحديدية" أن تسقطها.

أرسلت رسالة على متن الكاتيوشا -الخردة ووصلت الى من يجب أن تصله ضمن حدود مقبولة من الطرفين. "حزب الله" يطلقها تحت اسم "فصائل فلسطينية "غير منضبطة، وينفي صلته أو معرفته بها، وإسرائيل "تصدق" الرواية وتمنحها صدقية كافية لتفادي التصعيد الذي لا يريده أي من الطرفين. أما "وحدة الساحات" فمبدأ تطبقه ايران عبر "فيلق القدس" وميليشياته المذهبية المنتشرة من العراق الى لبنان مرورا بسوريا منذ عدة أعوام، وتواجهه إسرائيل في سوريا بعشرات الغارات على مواقع "الحرس الثوري" الإيراني و"فيلق القدس" التابع له، و"حزب الله".

تشمل الغارات، وبعضها مؤلم جداً، سوريا طولاً وعرضاً، من الجنوب الى مطار حلب ومن دمشق وحمص حماة واريافها الى معبر البوكمال على الحدود مع العراق. وفي المقابل لا رد جدياً على إسرائيل على أساس أن قواعد الاشتباك في سوريا مختلفة عن تلك المعتمدة في لبنان حيث هناك هدنة شبيهة بهدنة "فك الاشتباك "بين إسرائيل وسوريا حافظ الأسد للعام 1974. من هنا وبالرغم من الروايات التي تعتبر ان عقيدة "وحدة الساحات" أحرزت تقدماً في اليومين الماضيين نقول إن لا جديد سوى مناورة ضمن الهوامش المقبولة من الطرفين لان "حزب الله" ملتزم بقرار إيراني بتسوية الحدود البحرية، وقواعد الاشتباك القديمة التي لم يطرأ عليها تعديل حتى في غمرة اطلاق "الصواريخ اللقيطة "كما يسمونها في لبنان. وفي سوريا، سيستمر الضرب على الإيرانيين من دون تعديلات تذكر وفق قاعدة تقول إن سوريا هي صندوقة البريد الإقليمية حتى إشعار آخر .

لم تفقد إسرائيل قدرتها الردعية كما يشاع، لكنها تعاني من أزمة داخلية كبيرة مزدوجة بفعل سياسات حكومة بنيامين نتنياهو على الصعيد الإسرائيلي الداخلي (ازمة تعديلات قانون القضاء)، وعلى الصعيد الفلسطيني جراء ارتكابات عدوانية، عنيفة، عنصرية، لا بل حمقاء مفروضة من ائتلاف حكومي متخلف بسلوكه كما بأشخاصه البارزين كوزير الامن الوطني ايتمار بن غفير و وزير المال يتسلئيل سموتريتش وآخرين. هاتان الازمتان تضعفان إسرائيل الى حد بعيد، وتؤثران كثيراً على علاقاتها الدولية.

لم تفقد إسرائيل قدرتها الردعية على مستوى قطاع غزة، كما لبنان، وسوريا. لكن يصح القول إن هوامش ايران في ما يتعلق بسياسة مضايقة إسرائيل والولايات المتحدة توسعت نوعاً ما منذ الاتفاق السعودي -الإيراني، لكنها هوامش قابلة للتضييق اذا ما نفذت أميركا ضربة رادعة مؤلمة جداً ضد ميليشيات ايران في سوريا أو العراق رداً على اعتداء مقبل يقتل فيه مواطن أميركي. أو إذا ما نفذت إسرائيل عملية تذكيرية مذلة لطهران في الداخل كما حصل مرات عدة طوال العام الفائت وقبله.

وحدها الدولة اللبنانية خرجت من اختبار "الصواريخ اللقيطة" ذليلة. وقد أظهر "حزب الله" عمق احتقاره لمنطق الدولة، ورجالاتها في لبنان، خصوصاً عندما يضع في الميزان وظيفته الإقليمية التي تتقدم على كل ما عداها.

 

إسرائيل في مواجهة "وحدة السّاحات" و"توازن الردع"

عبدالوهاب بدرخان/النهار العربي/10نيسان/2023

الطرفان لا يريدان الحرب... هذا ما أعلنته قوات حفظ السلام في جنوب لبنان (يونيفيل) بعد تواصلها معهما لدعوتهما إلى "ضبط النفس". وهذه الصواريخ والقذائف المتطايرة بين الجنوب اللبناني وشمال إسرائيل ماذا تسمّى؟ مجرّد "معركة بين الحروب"، مثل التبادلات النارية من قطاع غزة وإليه، والضربات الإسرائيلية للمواقع الإيرانية في سوريا. أما الطرفان المعنيّان بالنسبة إلى لبنان فهما: إيران (عبر وكيلها "حزب الله")، وإسرائيل التي أصبحت في مواجهة مع وكلاء ذلك الوكيل - الفصائل الفلسطينية المسيطرة على قطاع غزّة والمخترقة الضفة الغربية. أي أن "حزب إيران" بات يخوض بدوره "حرباً بالوكالة" لا تكلّفه أكثر من تزويد حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بعض الصواريخ التقليدية، وتحديد ثغرة جغرافية يمكنهما التحرّك فيها لإطلاق "رسائله إلى العدو".

اللافت أن هذا العدو ارتضى اللعبة والتزمها ولا يحاول الإخلال بقواعدها، بل إنه يبعث برسائل إلى "حزب إيران"، عبر قنوات الأمم المتحدة، ومنها إلى الحكومة اللبنانية، تبلغه فيها أنها ستضرب وكلاءه وعليه أن يبقى خارج الصورة كما لو أن الأمر لا يعنيه. وإذ توعّد الأمين العام لـ"الحزب" بالردّ "قطعاً وسريعاً" على أي اعتداء، فإن الجانب الإسرائيلي يعرف مسبقاً أن ردّه سيكون على "أماكن مفتوحة" لا أهداف فيها. وهكذا يكون الطرفان متفقين ضمناً على حدود أي تصعيد. وفيما يعرّف "محور الممانعة/ المقاومة" هذا الوضع بأنه "معادلة ردع" استطاع إقامتها وأجبر العدو على عدم تخطّيها مهما استُفزّ، فإن إسرائيل تلتزم "عدم الانجرار إلى مواجهة إقليمية" فيما هي تبحث عن استكمال التطبيع مع الحكومات العربية. وإذ يرفض المتطرّفون في حكومتها هذه المعادلة، فإنهم لا يصرّون آنياً على تجاوزها ويفضّلون متابعة أولويات تمكينهم من السلطة. لكن هذه الأجندة الداخلية، تحديداً، باتت تشكّل حافزاً لـ"محور الممانعة/ المقاومة".

ففي التركيز على المسجد الأقصى، خصوصاً في شهر رمضان، ينخرط الطرفان في سباق مغالبة دينية يخوضه "المحور"، مستغلاً رمزية الظرف الرمضاني واندفاع الإسرائيليين إلى العنف المفرط والتنكيل بالمصلّين والمعتكفين. ومع أن الممارسات الإسرائيلية تتسم بغباء مشهود، إلا أنها تحقق بعض الغايات، وأهمها تكرار الاقتحامات والاعتداءات والإساءات والاستفزازات، اليومية والمتعمّدة، لتفرض بقوّة الاحتلال والسلاح على الفلسطينيين، وعلى الرأي العام الدولي أيضاً، بما فيه العربي والإسلامي، قبول "السيادة الإسرائيلية" على كل الأماكن المقدّسة في القدس وغيرها، كذلك قبول "أحقّية" يهودية في المسجد الأقصى كـ"جزء من جبل الهيكل" المزعوم، وبالتالي فرض تقاسم المسجد مكانياً وزمانياً بين اليهود والمسلمين. لكن "منظمة التعاون الإسلامي" رفضت في اجتماعها الطارئ المسّ بالهوية العربية والإسلامية للقدس الشرقية، مؤكدة أن الاحتلال الإسرائيلي "ليست له أي سيادة على أي جزء من المسجد الأقصى".

في أي حال، ليس بهذه الممارسات تستطيع إسرائيل إثبات أي حقّ لها في الأقصى أو في أي أماكن مقدّسة أخرى، بل إن مشهد جنودها وهم يقتحمون المسجد بالقنابل المسيلة للدموع ويكسرون صلاة المصلّين، يؤكّد العكس تماماً، وهو عدم أهلية إسرائيل لممارسة أي "شرعية" أو "سيادة" على ذلك المكان. في المقابل، ليس بالدفع نحو "حرب دينية" يمكن إيران أن تحقق أي هيمنة على العرب والمسلمين، إذ إنها، على العكس أيضاً، وعن قصد أو غير قصد، تستخدم القدس والأقصى في معركة نفوذها، وتقدم لإسرائيل الذرائع التي تحتاج إليها لمواصلة نهجها الوحشي. لكن أمرين ساهما في منح إسرائيل وإيران هذا الاستفراد بالصراع على فلسطين: الأول، أن "وساطة" الولايات المتحدة فشلت بعدما افتقدت كل نزاهة في إدارة الصراع ودفعت بمشروع السلام إلى التيه. والآخر، أن العرب انكفأوا فعلياً عما يسمونه قضيتهم "المركزية"، ولم يعودوا يملكون خيار الحرب ولا التأثير في خيار السلام.

القدس والأقصى أصبحا واقعياً محور صراع إسرائيلي - إيراني. كلا الطرفين يبلغ ما يريده بطريقتين متماهيتين. كلاهما يعوّل على الانقسام الفلسطيني، الذي ساهمت فيه إسرائيل واعتبرته مصلحة استراتيجية لها، إذ إنه سلّحها بحجة عدم وجود طرف/ "شريك" فلسطيني يمكن التفاوض معه على "تسوية" ما، وبالتالي فإن "الحلّ" الوحيد الذي يعتقد الإسرائيليون أنه متاحٌ هو بضمّ الضفة الغربية (صياغة جديدة للاحتلال والسعي إلى "شرعنته" استناداً إلى فتوى بتسلئيل سموتريتش الواهمة بعدم وجود "شعب فلسطيني") وإبقاء قطاع غزّة معزولاً ومحاصراً (منطقة خارج أي نظام إقليمي أو دولي مصيرها أن يعاد احتلالها إسرائيلياً أو توضع تحت وصاية عربية).

ومن جانبها، كانت لإيران مساهمتها أيضاً في الانقسام الفلسطيني، وقد أمعنت في تعميقه متسلّحة بحجة أن "السلام" كان مجرّد "خدعة" إسرائيلية - أميركية لإدامة الاحتلال، وهو ما أثبتته الوقائع طوال عقدَين ونيّف، وبالتالي فإن "الحلّ البديل" يكون باستنهاض "المقاومة"، وبعدما افتقدت المقاومة الدعم العربي بالسلاح، انبرت إيران لتعويض هذا النقص بكل وسيلة متاحة، وأصبحت صاحبة القرار في سوريا ولبنان وغزة، كما زرعت بنى مسلّحة تتحدّى بها إسرائيل وتشاركها في إضعاف السلطة الفلسطينية في الضفة.

لم يعد في إمكان إسرائيل أن تتجاهل ما يدّعيه "محور الممانعة/ المقاومة"، إذ كانت قد أخرجت المقاومة الفلسطينية من حساباتها، واستخدمت "خدعة السلام" لتكريس الاحتلال والتحكّم بالشعب الفلسطيني وأراضيه، ووظّفت الانقسام الفلسطيني لشطب القضية الفلسطينية من برامج حكوماتها، لكنها لم تحصل على التأييد الدولي (غير الأميركي) لإلغاء هذه القضية واستبدال "قضية" أخرى بها ضد امتلاك إيران السلاح النووي. غير أن الواقع على الأرض يشهد بأن إيران نجحت في إقامة "ساحات" عدة لإشغال إسرائيل وتفعيل الصراع معها، بدليل صواريخ غزة وجنوب لبنان والكتائب المسلّحة في الضفة والسيطرة المباشرة على جبهة الجولان والعمل على بناء منظومة دفاع جوي مضاد للضربات الإسرائيلية في سوريا.

على رغم التشكيك المشروع في أن هذه التحرّكات تهدف إلى تعزيز هيمنة "المشروع الإيراني" في نهاية المطاف، وليس إلى نصرة فلسطين وشعبها، أو أي شعب آخر، إلا أن حصيلة عمل أربعة عقود أتاحت لـ"المحور" القول أخيراً إنه حقّق أمرين: "وحدة الساحات" و"توازن الردع". ما يؤكّد ذلك ليس خطاب التحدّي لجماعة "الممانعة"، بل النقاش الدائر على المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، انطلاقاً من أن قوة السلاح متوفّرة ولم تفقد شيئاً من تفوّقها لكن خيار الحرب أصبح أكثر صعوبة، أما الأهم فهو ما يردّده ساسة إسرائيل عن "ضرورة استعادة الردع"، ولعل الشيء الوحيد الذي لا يفكّرون فيه هو ما قيل لهم سابقاً عن أن "السلام وحده يضمن أمن إسرائيل".     

 

أذرع "مقاومة إسرائيل" خارج الاتفاق الإقليمي

روزانا بومنصف/النهار العربي/10نيسان/2023

لا تخشى غالبية الأوساط السياسية في لبنان من تحول الجنوب اللبناني إلى "حماس لاند" (نسبة إلى "فتح لاند" حينما كانت حركة "فتح" الفلسطينية تستخدم منطقة الجنوب ساحة لعملياتها ضد إسرائيل). فهذه الغالبية على اقتناع عميق بأن إطلاق الصواريخ قبل أيام من بلدة القليلة قرب مخيم الرشيدية، والذي عُزي إلى منظمات فلسطينية، إنما حصل في ظل موافقة "حزب الله" بالذات وحساباته، رغم نفيه معرفته بإطلاق الصواريخ وتوجيهه رسائل بهذا المعنى في أكثر من اتجاه وصولاً إلى إسرائيل بالذات.

والحزب لن يكون أبداً في وارد ترك الساحة الجنوبية مجدداً للمنظمات الفلسطينية، وهي عمقه وبيئته، ولن يسمح لها باستعادة نفوذها السابق، ولكنه لن يمانع إدارة معركة على نحو غير مباشر بأدوات أخرى لأهداف تتعلق بالنأي المباشر بالنفس عن توريط لبنان في حرب جديدة من دون التخلي عن توجيه الرسائل وإظهار قدرته على ذلك، ربطاً بموقعه وعدم تغيير استراتيجيته رغم التطورات الإقليمية الإيجابية، أي التمسك بأسباب بقاء الأذرع الإيرانية في المنطقة حاجة ماسة لأهداف تتعلق بمقاومة إسرائيل، وتحييد المس بهذه الأذرع أو الامتدادات انسجاماً مع الاتفاق السعودي الإيراني باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

فهناك اعتقاد بأن هناك انتظاراً لتظهير هذه الرسالة منذ الإعلان عن الاتفاق الإقليمي، ووفرت التطورات في المسجد الأقصى والاعتداءات الإسرائيلية على المصلين الذريعة لتظهير هذه الرسالة. فرعاية المنظمات الفلسطينية من أجل مواجهة إسرائيل ودعمها في هذه المواجهة يرسمان حدوداً مبكرة في هذا الاتفاق الذي وقع في بكين. ولا يهمل مراقبون رعاية الحزب كذلك جهود حركة "حماس" لتوظيف الفرص من أجل تدعيم نفوذها في اتجاه الضفة الغربية بعيداً من افتعال حرب من غزة تكرر حرب 2021 وتتسبب في تدميرها، وقد ترغمها على تقديم تنازلات تقوّض ما باتت تحققه من مكاسب لدى الفلسطينيين في الدرجة الأولى.

والرسائل المدروسة أسهل من لبنان في هذا السياق بغطاء من الحزب، في ظل حسابات تتصل بوجود خطوط حمر دولية تحاذر التسبب بحرب في المنطقة، راهناً على الأقل، في الوقت الذي تساهم حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، والتي تتميز بدعمها غير المسبوق للمستوطنين، في تأزيم الوضع المتوتر أصلاً وتستفز الدول العربية وشعوبها، لا بل تحرجها كذلك. ويمكن بسهولة ملاحظة أن الضفة الغربية غدت ساحة للاشتباكات المتكررة وسقوط ضحايا فلسطينيين كل أسبوع تقريباً. وبرزت فرصة ذهبية لحركة "حماس" في أن تستغل التطرف اليميني الحكومي في إسرائيل الذي لا يساهم إلا في زيادة الراديكاليات الأخرى وتقويتها وتغذيتها من أجل إحياء نشاطاتها ربطاً بمواجهة إسرائيل والمستوطنين، وربطاً أيضاً بالاستفادة من إضعاف ممارسات إسرائيل السلطة الفلسطينية والتنسيق الأمني معها، وغياب الحوار الفلسطيني الإسرائيلي، من أجل تقوية نفوذها وتعزيزه في اتجاه الضفة الغربية أيضاً.

وتالياً، فإن توجيه بعض الصواريخ من لبنان يوفر إمكان تصعيد العنف والانخراط في حرب محتملة شاملة، وإعطاء الانطباع بأن "المقاومة" جاهزة ولا تقتصر ديناميتها على الأراضي الفلسطينية، بل تهدد بالتحول إلى حرب كبيرة في المنطقة، ما يفترض أن يستنفر الدول المؤثرة من أجل لجم التصعيد الإسرائيلي، كما حصل مع إطلاق الصواريخ من لبنان، باعتبار أن التصعيد ضد الفلسطينيين يمهد حكماً لتوسيع جبهة القتال إلى المنطقة، عملاً بوحدة الساحات التي يتحدث عنها الأمين العام لـ"حزب الله" وكذلك إيران. "فالمقاومة" ضد إسرائيل تبقيها إيران ورقة خارج إطار الاتفاقات، ويعززها التطرف الإسرائيلي الذي يسمح بتسويق هذا المنطق لدى الشعوب أكثر من الحكومات العربية.

النقطة الأخرى تتمثل في تظهير الحزب كذلك أن حساباته الإقليمية تتجاوز لبنان وتتقدم عليه وحتى على احترام سيادته، واستخدامه ساحة لغايات وأهداف مختلفة يبدو متكاملاً مع تعطيل استحقاقاته الدستورية، في الوقت الذي تغيب فيه السلطة كلياً. فلا قدرة لديها على منع دخول إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، ولو بذريعة إدراجه على لائحة الإرهاب الأميركية، إلى لبنان، ولا قدرة على المجاهرة بالعجز عن إدارة موضوع المنظمات الفلسطينية أو ضبط حركتها الإعلامية أو السياسية أو حتى العسكرية، في ظل إدراك هذه السلطة أن مفتاح هذه التنظيمات ودينامية تحريكها في مكان آخر. فالهزال الذي تعانيه السلطة يمعن الحزب في تعميقه، فيما هو شريك أساسي في الحكومة، ما يثير تساؤلات عن تظهيره مجدداً أنه صاحب الذراع الحديدية في لبنان التي لا يمكن تجاوزها، حتى في موضوع تمسكه بمرشحه لرئاسة الجمهورية.

وقد لا تمانع إسرائيل تحييد الحزب عن مسؤوليته في إطلاق الصواريخ، لاعتبارات تتصل بعدم رغبتها في توسيع نطاق الحرب أو استدراجها إليها، ولكن ذلك لم يسهل على قوى لبنانية عدة بلعه، لا لجهة تجاهل الفلسطينيين مجدداً احترام لبنان وأهله لمصالحهم، فيما لبنان كان ولا يزال إحدى الدول التي دفعت أثماناً باهظة بسبب القضية الفلسطينية، ولا لجهة استهانة الحزب بمصلحة لبنان واللبنانيين من أجل تمرير مصالحه، أو عدم ممانعته بأن يكون لبنان منصة صاروخية لتوجيه الرسائل خدمة لأهداف لا تتصل بمصلحة لبنان، بل بإبقائه ساحة استخدام لأهداف مختلفة.

ورأى كثر في تعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، أن هناك مصالح مباشرة متبادلة استفادت منها إسرائيل من خلال رسائل توسيع ساحات القتال، إذ انتقلت الإدانات الدولية التي كانت تتراكم على الحكومة الإسرائيلية وتطرفها ضد الفلسطينيين في اتجاه إدانة إطلاق الصواريخ على أراضيها، وتأكيد حقها في الدفاع عن النفس، على غرار ما تحولت إليه جلسة مجلس الأمن التي كانت مقررة للبحث في اقتحام إسرائيل المسجد الأقصى، إلى المطالبة بوقف التصعيد. واكتملت سخرية التعليقات بأن "حزب الله" لم يكتف بتحويل لبنان غزة جديدة بعدما باتت مؤسسات الدولة تتحلل ويعيش اللبنانيون على المساعدات الخارجية فحسب، بل إنه أتى بإسماعيل هنية أيضاً ليعزز اكتمال صورة لبنان كغزة الجديدة، فيما ليس إطلاق الصواريخ من سوريا إلا خجلاً وحركة مسرحية لتأكيد "وحدة الساحات"، في الوقت الذي لم تُطلق أي صواريخ من سوريا تجاه إسرائيل رغم 11 سنة من الحرب الأهلية في سوريا والقصف الإسرائيلي المستمر ضد مواقع إيرانية ومواقع لـ"حزب الله" في الأراضي السورية. يخشى المراقبون أن يكون شبح الحرب قائماً ولا تدحضه الرغبة المعبرة من الأفرقاء المعنيين بعدم وجود نية في الذهاب إليها فعلاً. فأحد أبرز تكتيكات الحرب الإعلان أنها قد لا تكون مطروحة على نطاق البحث جدياً، ولكن الانزلاق إليها يبقى سهلاً ومبرراً بحوادث تتراكم أو أخرى تبدو خارج نطاق الحسابات المباشرة. وبالنسبة إلى لبنان، فقد تعزز اعتقاد المراقبين أنه تم تحويله مجدداً ساحة استخدام إقليمية، لا سيما بعدما هدأت حمأة المعارك العسكرية في سوريا المجاورة.

 

في صبيحة اليوم ال1273 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/10 نيسان/2023

كان يمكن من عنوان رواية نجيب محفوظ "اللص والكلاب"، أن يستوحي صاحب مخيلة مشهدية متلفزة لزوم هذه الليالي الرمضانية! مشهدية تطل على أضلع الإجرام اللبناني: المافيا المتسلطة، السياسية والمصرفية والميليشياوية والقضائية وأدواتها من أمن وأبواق إعلامية، إلتقت كلها على إستسهال السطو على ودائع المواطنين، وإخضاعها لمخطط تذويبها من خلال بدع تعاميم فاسد المركزي الملاحق دوليا ومدعى عليه محلياً.. كانت ستحطم من حيث المشاهدة، كل الأرقام السابقة لأشهر الأعمال التلفزيونية! تعالوا نستعيد ببعض فصول الجريمة الكاملة من خلال عبارات مأثورة: ما حدن بغير ضابط أثناء المعركة! وكذلك: إقالة رياض سلامة تعني إرتفاعاً في سعر الصرف إلى 20 ألف ليرة! وتعالوا نتخيل ملامح وجه قاضية التحقيق الفرنسية الشهيرة بوريسي، عندما ينهض قاضي التحقيق ليجلب منفضة لسيكار رياض سلامة أثناء جلسة إستجواب الأخير1 جلسة تحقيق من 100 سؤال وسؤال أنهتها القاضية الفرنسية بإبلاغ سلامة أنها تنتظره في باريس منتصف أيار القادم  لمتابعة التحقيق معه. ولنتخيل معاً ما هي ردة فعل مروان خير الدين عندما تم توقيفه لدى نزوله من الطائرة في مطار شارل ديغول وسحبه إلى التحقيق وإطلاق تهم مباشرة بوجهه عن دوره في تكوين "عصابة أشرار"، ودوره في غسل أموال، ومساعدة موظف عمومي لبناني،(رياض سلامة)، في تهريب الأموال والإثراء غير المشروع ..ووضعه تحت الرقابة القضائية ومنعه من السفر بعد مصادرة جواز سفره، كما تردد أن الشرطة الفرنسية ألبست خير الدين إسوارة الكترونية لمراقبة حركته وتحديد موقعه!

الأكيد، أن كل أصحاب المخيلة التلفزيونية شاهدوا فيلم "العراب"، ويمكن العودة إليه والتنبه لبعض جوانب غسل الأدمغة، وصولاً إلى تقرب"العراب" من الفاتيكان(..)، لأنه يمكن عندها التمعن بجانب من الممارسات الإجرامية الإنتقامية التي تعرض لها المواطن اللبناني. أكيد مفيد لمصلحة العمل ورسوخه كمشهدية في ذاكرة الناس، إستعادة بعض الضخ الإعلامي والإعلاني لغسل الأدمغة، بدءاً من نصائح رياض عن "الليرة بخير" وتكرار هذه اللازمة من المرابين في الكارتل المصرفي إلى كل السياسيين.. إلى الإستضافات المتلفزة المتتالية لمروان ومن هم على شاكلته، والذهاب إلى مرحلة ترشحه لعضوية البرلمان على لائحة الثنائي المذهبي في دائرة الجنوب الثالثة، لائحة حزب الله وحركة أمل، وهي التي حاذت بالمباشر تأييد البعث والقومي إلى إرسلان وجنبلاط، دون أن ننسى حزب القوات الذي بقرار المقاطعة قدم في مكانٍ ما الدعم للائحة الثنائي المذهبي! ولا ننسى طعن كل أعضاء اللائحة بالنتائج دفاعاً عن خير الدين!

في السياق سيكون لفاصل الإضرابات المتتالية لجمعية المصارف وقعه. الإقفال الأول لتغطية تهريب عشرات مليارات الدولارات إلى الخارج والإضرابات التالية لترويع اللبنانيين وإبتزاز بعض القضاء عندما قام بواجبه لإرغامه على التراجع..وكيف يمكن تظهير تعاون منظومة النيترات مع هذا النوع من الإضرابات!

الأمر الأكيد أن من بين المطلوب في مشهدية متلفزة من هذا النوع تسليط الضوء على كيفية تصرف التحالف المافياوي طيلة عقود وفق قاعدة أن "القضاء للضعفاء"، وأن المتسلطين فوق القانون والمحاسبة والمساءلة، وأن "الحصانات" لا تمس والثابت هو "قانون الإفلات من العقاب"..كما أن لا أولوية تتقدم المصالح الشخصية لأطراف نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي، والإستهتار بالشأن العام، حتى الصدمة الناجمة عن مفاجأة إستقلالية القضاء..الأوروبي، ليبدأ تصدع هيكل الفساد على الناهبين!

رغم تقدم غيره عليه في الوقاحة الجنائية فملك الآلاعيب يستحق أن تحجز له تسمية اللص بكل أبعادها!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

لبنان في زمن الجبهات الموحدة والمفتوحة

سناء الجاك/سكاي نيوز عربية/10 نيسان/2023

استرجع لبنان ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بأحداث ولغة ومصطلحات تؤشر إلى صخب تلك المرحلة.. فقد عاد جنوبه منصة غير لبنانية لإطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل.

وعدنا نسمع أخبارا متعلقة بتحذير السلطات اللبنانية من "خطورة التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، لا سيما القرى الواقعة في الجنوب اللبناني"، وتأكيد حرص هذه السلطات على "العمل لسحب فتيل الفتنة والدعوة إلى تهدئة النفوس"، وتحميل إسرائيل "مسؤولية تداعيات أيّ تصعيد من شأنه أن يفجر الأوضاع، والتمسك بسياسة ضبط النفس"، وإدانة الضربات الإسرائيلية والانتهاك الصارخ لسيادة لبنان، والخرق الفاضح لقرار مجلس الامن الدولي 1701 وتهديد السلم والأمن الدوليين"، ورفض السلطات اللبنانية "استعمال أراضي لبنان كمنصة لزعزعة الاستقرار القائم، مع احتفاظها بحقها المشروع بالدفاع عن النفس، وأعادت التأكيد على أن إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل". وكل هذه المصطلحات المستعادة لدولة متهالكة، رفدتها تأكيدات على أن "من قام بإطلاق الصواريخ، ليست جهات منظمة، بل عناصر غير لبنانية، وأن الأمر كان عبارة عن رد فعل على العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة".

لكن ما حصل لا تقتصر مفاعيله على الشأن الداخلي اللبناني، ففي حين عمد المحور الإسرائيلي إلى فتح الجبهات، في الداخل ضد الفلسطينيين وباتجاه سورية ولبنان، سارع المحور الإيراني إلى الإعلان عن توحيد الجبهات. وبالطبع دب الحماس في شرايين أصحاب الحنين إلى مراحل النضال والجهاد من المحيط إلى الخليج. ودمجوا محطات ما قبل وما بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. ورفعوا سقوف التهديد والوعيد، وبدأ التبشير بالنصر الآتي.

في المقابل استيقظت هواجس "أحفاد الفينيقيين" الخائفين على الكيان اللبناني، مذكرين أنهم دفعوا غاليا فاتورة القضية الفلسطينية، ولم يخرجوا منها إلا بعد حرب أهلية دمرت الصيغة اللبنانية، ولم يتم ترميمها، حتى بعد اتفاق الوفاق الوطني في الطائف الذي أوقف هذه الحرب، وحرمهم امتيازاتهم، ولم يلغ تفاعلات الصراع الحاضرة لتنفجر عند كل منعطف ومع أي إشكال أو تطور داخلي او خارجي.

لكن البعد الداخلي لعملية إطلاق الصواريخ، يبقى محدودا وصالحا فقط للاستهلاك المحلي، ما يدِّل على أن خطاب القرن الماضي بفعل سياسات منظمة التحرير الفلسطينية واستراتيجيتها، تغيرت قواعده بما يتماشى والتطورات الإقليمية والدولية.

والأهم في الرسائل الصاروخية التي أدت إلى فتح الجبهات أو توحيدها، أنها تلي عملية خلط أوراق شكلت انعطافا في مسار التحالفات، وانقلابا لموازين القوى رأسا على عقب في العالم بأسره بين شرق وغرب..

والرسائل الصاروخية التي انطلقت على أكثر من جبهة، ومن دون أي هدف سوى تسجيل النقاط ومن ثم التربص والانتظار حتى يأتي أوان الجولة المقبلة، لها دلالات تتجاوز شعار "من المحيط إلى الخليج"، وربما تمتد "من أوكرانيا إلى الصين".. وربما أبعد.

ولعله من المبكر استنتاج الخلاصات من مسألتي توحيد الجبهات وفتح الجبهات، لكن يبقى واضحا لا أحد من المحورين يريد إنهاء الآخر.. هذه هي الحدود المطلوبة.. ما يتجاوزها ليس من متطلبات المرحلة.

قد يصح العكس.. فالخدمات المتبادلة على أجنحة الرسائل الصاروخية تخدم المحورين معا.. وتبث في شرايينهما قوة تعطيهما الذرائع اللازمة للاستمرارية من خلال شعارات "الدفاع عن النفس" أو "إزالة الاحتلال ورفع المظلومية التاريخية".

وفي هذا الطرح ما يضع الدولة اللبنانية المتهالكة في مرحلة استنزاف جديدة، ويعلقها على قائمة انتظار ويأس، بعدما كانت الحيوية قد بدأت تدب خافتة في مفاصل الأمل مع الاتفاق السعودي/الإيراني، لتعود أسيرة الجبهات والمحاور، ساحة مستباحة لمنصات الرسائل الصاروخية.

 

رسائل «التعايش» الصاروخية بين إيران وإسرائيل

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/10 نيسان/2023

حتى اللحظة، يبقى الانفجار الأمني الأخير عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية محكوماً بسقف إعلان كل من حزب الله وإسرائيل رغبة كل منهما في تجنب التصعيد.

مثل هذا الموقف ليس مفاجئاً لكثيرين ممن اعتادوا على سماع تصريحات من نوع «الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين» من جانب، و«إننا نحمّل الدولة اللبنانية مسؤولية أي قصف أو عمليات عبر الحدود» من الجانب المقابل.

وفي النتيجة، رغم زيارة إسماعيل قاآني، قائد «فيلق القدس» في حرس إيران الثوري إلى المنطقة، قد يطول انتظار الزمان المناسب لتنفيذ «حق الرد». وأيضاً قد يطول انتظارنا إقرار السلطات الإسرائيلية بأنه لا توجد دولة لبنانية يجوز تحميلها مسؤولية أي شيء، وبالأخص، في المجال العسكري حيث تحكم «دويلة» الحزب، أشلاء «دولة» ما عاد يصحّ اعتبارها قائمة... إلا في مناشدات الإغاثة الدولية وعظات الكنائس في أيام الأحد!

لقد عاش اللبنانيون والفلسطينيون طوال السنوات الأخيرة، كما عاشت المنطقة ككل من قبل «حروب تحريك» عبثية ظاهرياً، إلا أنها تشكل خطوات تغطي تغيراً جيو سياسياً جوهرياً في تعريف العدو والحليف، ورسم أولويات التحالفات والصفقات. ولقد كانت هناك دائماً حاجة إلى «ادعاء» انتصارات وهمية، و«اختراع» أبطال أسطوريين و«فبركة» شعارات سياسية كذابة تخدم التغييرات الجيو - سياسية المتفق عليها. وفي هذا السياق، أجدنا إطلاق «بالونات» الاختبار والقنابل الدخانية التي يستر دخانها الحقيقة غير المرغوب في كشفها قبل أوانها.

جولات القصف المسرحي من غزة وجنوب لبنان، لا تختلف كثيراً من حيث الغاية منها عن القصف «الرسائلي» الإسرائيلي الذي يستهدف - حين وحيث تدعو الحاجة - شحنات الأسلحة الإيرانية الآتية داخل سوريا. فرشقات صواريخ الكاتيوشا (وأحياناً الغراد) التي تُطلق مستهدفة مستوطنات إسرائيلية وتنتهي بلا نتائج، تؤدي الغرض السياسي نفسه من الغارات الإسرائيلية على مستودعات وشحنات إيرانية تعرف تل أبيب جيداً مصدرها وناقلها ومسهل إدخالها والجهة المنتفعة بها. ذلك أنها لا هي أوقفت «جسر الإمداد» الإيراني إلى ميليشيات طهران وعملائها الإقليميين، ولا ردعت زاعمي «الصمود» و«التصدي» و«الممانعة» و«المقاومة» عن مواصلة سياسات تخوين الآخرين وهدر دمائهم وتدمير المؤسسات والأوطان و«مَذهبة» السياسة... والارتماء في أحضان طهران.

واقع الأمر، كما أثبتت التجارب المتكرّرة عبر السنين و«الانتصارات»، أن الجانب الإيراني (بكل مكوّناته العجمية والعربية) مستفيد جداً من جنوح إسرائيل أكثر فأكثر نحو التطرّف وسعي «ليكودييها» وعتاة جماعاتها الاستيطانية إلى القضاء على أي فرصة لقيام كيان فلسطيني قابل للحياة. وفي المقابل، أثبتت التجارب نفسها أن متطرفي إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو وشركائه مرتاحون جداً لإمساك «الممانعة» غير الممانعة و«المقاومة» غير المقاومة بزمام الأمور في مستعمرات طهران العربية.

لقد آن الأوان لكي ننضُج فننظر إلى الأمور كما هي لا كما نود أن تكون.

إذ ما كان سراً «التعايش» الإسرائيلي مع نظام سوري «ممانع» يفصله عن أراضيه خط هدنة دولي منذ خريف 1973. وأيضاً، لم يستغرب كثيرون من الراصدين العقلاء قِلة تحمّس القادة الإسرائيليين والأميركيين للتخلص من النظام عينه حتى بعد الانتفاضة السورية عام 2011. بل كان مثيراً تحويل واشنطن بسرعة «أولوياتها» في سوريا بالكامل إلى «ضرب داعش» و«مغازلة» المشروع الكردي في شرق الفرات.

عملية اختراع أو بناء «داعش»، التي أسهمت فيها عدة جهات دولية وإقليمية، كانت جزءاً أساسياً من مهمة إنقاذ النظام وضرب الانتفاضة عليه... بعد شيطنتها. وفي الحصيلة حقّق الاستثمار في «داعش» النتيجة المرجوة. ومثلما حصل في العراق منذ 2003 وما يجري في لبنان منذ 2006، قُضي على ما كان متبقّياً من سوريا «الدولة»، وفُرض التغيير الديموغرافي المطلوب إقليمياً. ومن جهة ثانية، توسع نفوذ طهران من جبال زاغروس إلى البحر المتوسط، وجرى فعلياً تأمين الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان عبر مناطق حدودية عازلة (جنوبي الليطاني) مُتفّق عليها على غرار «المنطقة العازلة» في الجولان... قد تشمل قريباً محافظة درعا. أما أولئك الذين تستهويهم «نظرية المؤامرة»، فإنهم يذهبون مع هذا التحليل أبعد.

كثيرون من هؤلاء يربطون تفجيرَي مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس (آب) عام 2020 بصفقات خلف الكواليس تُعيد تعريف الدورين الإقليميين لكل من بيروت وحيفا، في ظل غضّ النظر الإسرائيلي الأميركي عن تمدّد «طريق إيران السريع» من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق من جهة، ومن الجهة الثانية تسارع إيقاع التطبيع العربي مع إسرائيل.

«السيناريوهات»، الصحيح منها و«التآمري»، تكتسب صدقية أكبر في الظروف الراهنة بعد الانهيار السوري، واعتماد نتنياهو على شراذم غُلاة المستوطنين (بالذات، إيتامار بن غفير وبتزاليل سموتريش)، واستحواذ حزب الله على مقدّرات لبنان عاجز عن انتخاب رئيس، وربطه إياه كلياً بالقرار الإيراني الإقليمي.

وبالتالي، كان لافتاً ما حصل خلال الشهرين الأخيرين في ساحات مدن إسرائيل اعتراضاً على محاولة نتنياهو تدجين القضاء، والتسخين الاستفزازي في المسجد الأقصى، وأخيراً التراشق الصاروخي على خطوط الحدود والهدنة، بالتزامن تقريباً، مع زيارتي إسماعيل هنية للبنان وإسماعيل قاآني لسوريا.

لقد كانت رشقات الصواريخ من جنوب لبنان «يتيمة» رسمياً، بعدما سارع حزب الله إلى إنكار أي مسؤولية له عنها، وهو الذي يعرف بكل شاردة وواردة في المنطقة. لكن الأهم من ذلك أن إسرائيل، أيضاً، بادرت بسرعة فائقة إلى نفي أي مسؤولية للحزب، وأيّدت مضمون بيانه الذي اتهم فيه فصيلاً فلسطينياً. غير أن الإثارة لم تنته هنا، إذ سارعت حركة حماس - حليفة حزب الله فلسطينياً - إلى نفي تبنّيها للعمليّة في مشهد سوريالي حقيقي... يودُّ فيه «العدو» تصديق «عدوه» ويهرع إلى تبرئته... وهو ممتن ضمنياً للعملية. والسبب أنه، داخل إسرائيل، أفلحت «المسرحية» الصاروخية في تخفيف الحصار السياسي الشعبي على حكومة نتنياهو المتطرفة، بعدما ارتأت القوى المناهضة تأجيل تصعيدها كي لا تتحمل أمام الشارع مسؤولية إضعاف تماسك الدولة وأمنها أمام «العدو الخارجي».

وهكذا، كخلاصة، نحن إزاء حُكمين في طهران وتل أبيب، يستقويان بسلاحَي المزايدة الدينية والعنف التوسعي. وهما عملياً يخوضان حربيهما الأساسيتين داخل مجتمعيهما ضد خصومهما المحليين. ومن ثم، تتقاطع المصالح ويستفيد المتطرف من المتطرف الآخر عبر خنادق ما عادت موجودة إلا في ذاكراتنا!

 

تشيع أذربيجان وتشيع إيران

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/10 نيسان/2023

أعلنت السلطاتُ في جمهورية أذربيجان مؤخراً اعتقال 6 أشخاصٍ تابعين لإيران بتهمة «الارتباط بالمخابرات الإيرانية»، ومنحت 4 دبلوماسيين إيرانيين مهلة 48 ساعة لمغادرة أراضيها. بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا).

كما اتَّهمت باكو في وقتٍ سابق طهران بتدبير محاولة انقلابية في الجهورية ذاتِ الأصول التركية «أذرية»، وتدبير محاولة اغتيال نائب في البرلمان الأذربيجاني… ناهيك عن اتهامِ باكو لطهران بتدريب ميليشيات إرهابية أذرية باسم «حسنيون» في مدينة قم.

أيضاً لا يخفى، حسب مطالعة غنية للصحافي المختص في شبكة العربية مسعود زاهد، أنَّ أسباب التوتر المستمر بين إيران وجارتها الشمالية الغربية أذربيجان كثيرة، منها علاقة باكو المميزة بإسرائيل، وقدرة أذربيجان على الفوز في حربها مع جارتها أرمينيا، واستعادة باكو جانباً من أرضها في حرب ناغورنو كاراباخ... حيث ويا للمفارقة، تتحالف إيران الشيعية الخمينية مع أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان الشيعية!

يتعلَّق الأمر كما يلاحظ زاهد بمحاولة جمهورية أذربيجان «السيطرة على الشريط الحدودي بين إيران وأرمينيا»، بحسب طهران، لأنَّ ذلك قد يحرم إيران من التواصل البري بأوروبا عبر أرمينيا وروسيا من جهة، ويقطع الاتصال بين إيران وحليفتها في القوقاز، أرمينيا.

لكن ما يلفت النظر هنا وبعيداً عن التراشق السياسي الإعلامي اليومي، هو مغزى العداء ودلالاته بين الدولتين الوحيدتين في العالم ذات الأغلبية الشيعية، وتحكم من طرف هذه الأغلبية.

أليس المفترض أن تكونا على وفاق واتساق بسبب الرابط الطائفي في «أوقيانوس» من السنة، عرباً وغير عرب!؟

الواقع أنه منذ استقلال جهورية أذربيجان 1991 بعيد سقوط الغول السوفياتي، بدأ الشقاق بين البلدين الجارين.

منذ صيف عام 1992. عندما فاز أبو الفضل إيلجي بيك في الانتخابات الرئاسية لأذربيجان، تدهورت العلاقات بين طهران وباكو بسرعة، كان إيلجي بيك، كأول رئيس غير شيوعي لأذربيجان، حسب تقرير زاهد، شخصية ذات نزعة قومية علمانية تركية، كما كان قريباً من أنقرة.

إذن هنا غلب الجاذب القومي على الجاذب المذهبي الطائفي، ولاحظ الأذريون أنهم ترك قبل أن يلاحظوا أنهم شيعة، وهذا سبب تحالفهم العميق مع الجار التركي قبل وصول إردوغان حتى للسلطة.

يتعلَّق الأمر كما نقل مسعود زاهد عن الكاتب الإيراني مصطفى خلجي، بكون تعدد المواجهات والمنافسات، وحتى العداوات داخل البيت الشيعي ظاهرة جديدة في العلاقات الدولية تعود في الأساس إلى انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وتشكيل دولة مستقلة باسم «جمهورية أذربيجان».

نحن أمام مشهد مثير غني الدلالات، وهو أنه ليس صحيحاً أن التحفيز الطائفي، في حالتنا هنا الشيعي، كافٍ لخلق أواصر سياسية متينة، وحلف عقائدي صلب، وهذا عكس الدعاية الطائفية، أو محور الحسين ضد محور يزيد، كما خطب ذات يوم عبقري العراق نوري المالكي.

لو كان الأمر كذلك لتنازل إخوة الطائفة في طهران عن المطالب الدنيوية لإخوتهم من أتباع آل البيت وحزب آل محمد، في سبيل نصرة الآل الأطهار... روحي الفداء لهم.

بيد أن حال العراك وشبه القتال الدائم بين الجارين يخبرنا عكس ذلك، البعض يصف الأمر حسب تقرير العربية السابق، بأنه يكشف عن تيارين كبيرين في التشيع اليوم، تشيع قومي تركي غير تبشيري علماني تمثله أذربيجان، وتشيع لا يؤمن بالوطنيات ينتهج الطريق التبشيري التصديري العام.

هل ينتهج شيعة العراق ولبنان واليمن الطريق الأذري الوطني المستقل، أم يبقون تحت الخيمة الخمينية!؟

 

النظام العالمي: حراك... تموضع وتكيّف

سام منسى/الشرق الأوسط/10 نيسان/2023

شهد العالم الأسبوع الفائت سيلاً من الأحداث المفصلية ندُر أن تتزامن في وقت واحد، الأكثر إثارة بينها رغم كونه الأقل أهمية، هو مثول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أمام محكمة في مانهاتن بنيويورك على خلفية قضية رشوة للممثلة الإباحية ستورمي دانييلز لعدم إفشاء علاقة جنسية بينهما، دُفعت قيمتها من حساب تبرعات الحملة الانتخابية. أوقف ترمب وأخذت بصماته قبل أن توجه له 34 تهمة بينها قضية الممثلة، وقد يواجه السجن في حال إدانته. أكد ترمب براءته من التهم كافة، مكيلاً الاتهامات للمحققين بالتحزب لصالح خصومه الديمقراطيين. مهما حملت نتائج هذه المحاكمة، تبقى سابقة تاريخية لن تقتصر نتائجها على انتخابات الرئاسة المقبلة بل على مجمل السياسة الأميركية للمرحلة اللاحقة. علما بأن تحقيقات جارية قد تكون أدهى ومنها التورط باقتحام أنصاره لمبنى الكونغرس. الحدث الثاني هو انضمام فنلندا إلى حلف الناتو لتصبح العضو الـ31، في خطوة تاريخية خطيرة لم تكن في الحسبان، وتغيير جذري في سياستها الأمنية أوصل قوات الحلف على حدودها مع روسيا وعلى بعد خط ناري لا يتجاوز مئات قليلة من الكيلومترات. ردت موسكو على هذه الخطوة بالتهديد باتخاذ «إجراءات مضادة»، بينما أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن بحماسة عن تأييده لها. ومن المتوقع أن تحذو السويد حذو فنلندا، في وقت تتزايد فيه وتيرة الضغوط على تركيا قبيل موسم انتخابي عاصف وغير محسوم النتائج لعلها تسقط ممانعتها. الحدث الثالث هو اجتماع وزيري خارجية السعودية وإيران في بكين، استكمالاً لاتفاق استئناف العلاقات بين البلدين الذي أعلن الشهر الفائت.

أما الحدث الرابع، فهو زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين إلى الصين، في محاولة لإيجاد حل للحرب في أوكرانيا كون بكين هي القادرة على التأثير بشكل مباشر وجذري على النزاع باتجاه أو بآخر بحسب ماكرون، ولحثها على لعب دور أكثر فعالية لوقف الحرب وعدم اتخاذ خطوات تهدد مصالحها العالية الجدوى مع الأوروبيين.

المستجد الخامس تشهده منطقة الشرق الأوسط وهو على مستويين، الأول تصاعد العنف ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة في مسلسل بدأ مع الحكومة الإسرائيلية المتشددة منذ أشهر وبلغ ذروته الأربعاء الفائت مع اقتحام الشرطة الإسرائيلية باحة المسجد الأقصى مستخدمة الرصاص والغاز والهراوات، قبل أن تندلع مواجهات واشتباكات أخرى في مناطق بالقدس والضفة الغربية، أعقبها إطلاق صواريخ من قطاع غزة ومن جنوب لبنان تنفيذا لخطة «وحدة الساحات» ردّت عليها إسرائيل لاحقاً. المستوى الثاني هو ارتفاع منسوب التوتر بين إسرائيل وإيران تجلى في العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا ضد أهداف إيرانية أدى آخرها إلى مقتل ضابطين وخبراء من الحرس الثوري. أعلنت إيران أنها ستنتقم لمقتل ضابطيها، وقد تكون الضربات الإسرائيلية التي استهدفت في 1 أبريل (نيسان) عدة قواعد جوية في غربي سوريا يعتقد أنها تضم مسيرات للحرس الثوري ولحزب الله، تهدف إلى إحباط هجوم انتقامي كبير بمسيرات منسق بين إيران وحزب الله وحماس، وأعلنت إسرائيل في اليوم التالي أنها أسقطت طائرة مسيرة انتحارية من طراز شهاب فوق قطاع غزة. قد تلجأ إيران إلى خيارات انتقامية أخرى كمهاجمة ناقلات مرتبطة بإسرائيل كما فعلت سابقاً أو شن هجوم إرهابي ضد مواطنين إسرائيليين في الخارج. ولعل وابل الصواريخ الذي أطلق من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل يوم الخميس في أخطر تصعيد منذ حرب عام 2006، من الخيارات الانتقامية المتوقعة.

هذه الأجواء المتشنجة تضاف إلى ما يجري في الداخل الإسرائيلي من تجاذب على أكثر من صعيد بين متطرفين وأشد تطرفاً وقلق واشنطن بشأن التطورات الأخيرة في برنامج إيران للتخصيب النووي. ذكرت تقارير صحافية غربية أن إدارة بايدن ناقشت في الأسابيع الأخيرة مع شركائها الأوروبيين والإسرائيليين اقتراحاً لاتفاق مؤقت مع إيران يشمل تخفيف بعض العقوبات مقابل تجميد طهران لأجزاء من برنامجها النووي. هذه الأنباء تشير إلى أن الولايات المتحدة لم تستبعد بعد الدبلوماسية للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 رغم أنها أزالته من جدول الأعمال العام الماضي بسبب المساعدة العسكرية الإيرانية لروسيا في حربها ضد أوكرانيا وحملة طهران القمعية ضد الاحتجاجات الداخلية المناهضة للحكومة.

فهل تقبل طهران بهذا المقترح الأميركي المتداول وهل يصب المقترح المذكور في خانة المصلحة السعودية والخليجية العليا؟ الأكثر رجحاناً أن يرفض المسؤولون الإيرانيون النهج الجديد وألا يقبلوا باتفاق يتضمن أي شيء أقل من الاتفاق السابق، ومن المرجح أيضاً أن تراجع الولايات المتحدة اقتراحها هذا ليرضي أخيراً الإيرانيين. كل هذه الوقائع والمجريات والعديد غيرها يؤكد على التوتر والاضطراب المتصاعد في العلاقات الدولية في لحظة حرجة من عمر النظام الدولي الذي تشكل في أعقاب الحرب العالمية الثانية وتؤكد أنه دخل مرحلة إعادة التوازن بين القوى العظمى والتحالفات معها. ففي الشرق الأوسط، ثمة محاولات جدية لتجنب الوقوع في شراك حرب باردة جديدة تكون حامية وعلى حساب مصالحها. كما يسجل للصين اختراقات مشهودة كسرت عبرها أحادية التعويل على قوة واحدة في المنطقة ونقلتها من قوة ناعمة تشق طريق الحرير إلى قوة مرجعية للتحكيم في قضايا الإقليم كما فعلت بين المملكة وإيران. ورغم مواصلة روسيا الحرب ضد أوكرانيا، فهي ما زالت تلعب دوراً محورياً في دعم حليفها النظام السوري وتسهل عودته إلى الشرعية العربية وتحاول نزع العوائق لتقاربه مع تركيا الإردوغانية.

كما أشرنا في مقالات سابقة، باتت الولايات المتحدة مضطرة للتكيف مع صعود من ينافسها في الإقليم وخارجه. ومع ذلك، من السابق لأوانه اعتبار ذلك هزيمة نكراء لها، بل يصح الإقرار بأنها فقدت زمام المبادرة الواسع. فها هو الحليف الإسرائيلي يتمرد على توجهات البيت الأبيض.

وفيما يخص السعودية فإنها تعتمد البراغماتية السياسية لاستنباط استراتيجيات مبتكرة لصيانة أمنها القومي وتحقيق مصالحها الوطنية العليا من باب تفعيل الدبلوماسية لحل الأزمات القائمة وإدارة سياسة خارجية مستقلة دون قطيعة مع حلفائها التقليديين. وما ينطبق على المملكة ينسحب على دول أخرى في المنطقة على رأسها مصر والأردن، ويؤكد ذلك تلميح وزير الخارجية الإيراني عبداللهيان أثناء إعلانه عن عودة العلاقات مع الرياض إلى وجود تطورات أخرى لتحسين علاقات بلاده مع دول أخرى مؤثرة في المنطقة.

قصارى الكلام، ما يجري من أحداث يرسم بالأحرف الأولى انحساراً نسبياً للهيبة الأميركية ويرسم حدوداً أولية للتقاسم الأميركي الصيني للنظام الدولي الجديد، بحيث توطد واشنطن سيطرتها على الكتلة الغربية وأعداء الصين في آسيا، وتتوسع بكين في تحالفاتها الجديدة وتلحق حتى روسيا بمحورها.

 

"الصواريخ اللقيطة": لا تغيير في قواعد الاشتباك ولا في هوامش "وحدة الساحات "

علي حمادة/النهار العربي/10 نيسان/2023

على العكس من كل التقديرات التي حفلت بها وسائل الاعلام في اليومين الماضيين في اعقاب اطلاق "فصائل فلسطينية مجهولة" تستظل "حزب الله" في لبنان، نحن نزعم أنه لم يطرأ جديد يذكر على قواعد الاشتباك بين إسرائيل و ايران، كما ان مبدأ "وحدة الساحات" الذي عملت من اجله طهران، و بشّر به "حزب الله" مرارا على لسان امينه العام لم يشهد تطوراً مختلفاً عما سبق. فقواعد الاشتباك عبر لبنان لم تتغير منذ إقرار القرار الاممي 1701 بنهاية حرب تموز (يوليو ) 2006. فالهدنة القائمة بين الإيرانيين وإسرائيل عبر الحدود اللبنانية مستمرة من دون ان يطرأ عليها تغيير دراماتيكي على الرغم من اطلاق صواريخ قديمة برعاية "حزب الله" نحو أراض مفتوحة أو أجواء يسهل لـ"القبة الحديدية" أن تسقطها. أرسلت رسالة على متن الكاتيوشا -الخردة ووصلت الى من يجب أن تصله ضمن حدود مقبولة من الطرفين. "حزب الله" يطلقها تحت اسم "فصائل فلسطينية "غير منضبطة، وينفي صلته أو معرفته بها، وإسرائيل "تصدق" الرواية وتمنحها صدقية كافية لتفادي التصعيد الذي لا يريده أي من الطرفين. أما "وحدة الساحات" فمبدأ تطبقه ايران عبر "فيلق القدس" وميليشياته المذهبية المنتشرة من العراق الى لبنان مرورا بسوريا منذ عدة أعوام، وتواجهه إسرائيل في سوريا بعشرات الغارات على مواقع "الحرس الثوري" الإيراني و"فيلق القدس" التابع له، و "حزب الله".

تشمل الغارات، وبعضها مؤلم جداًً، سوريا طولاً و عرضاً، من الجنوب الى مطار حلب ومن دمشق وحمص حماة واريافها الى معبر البوكمال على الحدود مع العراق. و في المقابل لا رد جدياً على إسرائيل على أساس أن قواعد الاشتباك في سوريا مختلفة عن تلك المعتمدة في لبنان حيث هناك هدنة شبيهة بهدنة "فك الاشتباك "بين إسرائيل  وسوريا حافظ الأسد للعام 1974. من هنا وبالرغم من الروايات التي تعتبر ان عقيدة "وحدة الساحات" أحرزت تقدماً في اليومين الماضيين نقول إن لا جديد سوى مناورة ضمن الهوامش المقبولة من الطرفين لان "حزب الله" ملتزم بقرار إيراني بتسوية الحدود البحرية، وقواعد الاشتباك القديمة التي لم يطرأ عليها تعديل حتى في غمرة اطلاق "الصواريخ اللقيطة "كما يسمونها في لبنان. وفي سوريا، سيستمر الضرب على الإيرانيين من دون تعديلات تذكر وفق قاعدة تقول إن سوريا هي صندوقة البريد الإقليمية حتى إشعار آخر .

لم تفقد إسرائيل قدرتها الردعية كما يشاع، لكنها تعاني من أزمة داخلية كبيرة مزدوجة بفعل سياسات حكومة بنيامين نتنياهو على الصعيد الإسرائيلي الداخلي (ازمة تعديلات قانون القضاء)، وعلى الصعيد الفلسطيني جراء ارتكابات عدوانية، عنيفة، عنصرية، لا بل حمقاء مفروضة من ائتلاف حكومي متخلف بسلوكه كما بأشخاصه البارزين كوزير الامن الوطني ايتمار بن غفير و وزير المال يتسلئيل سموتريتش و آخرين. هاتان الازمتان تضعفان إسرائيل الى حد بعيد، و تؤثران كثيراً على علاقاتها الدولية.

 لم تفقد إسرائيل قدرتها الردعية على مستوى قطاع غزة، كما لبنان، وسوريا. لكن يصح القول إن هوامش ايران في ما يتعلق بسياسة مضايقة إسرائيل والولايات المتحدة توسعت نوعاً ما منذ الاتفاق السعودي -الإيراني، لكنها هوامش قابلة للتضييق اذا ما نفذت أميركا ضربة رادعة مؤلمة جداً ضد ميليشيات ايران في سوريا أو العراق رداً على اعتداء مقبل يقتل فيه مواطن أميركي. أو إذا ما نفذت إسرائيل عملية تذكيرية مذلة لطهران في الداخل كما حصل مرات عدة طوال العام الفائت وقبله.

 وحدها الدولة اللبنانية خرجت من اختبار "الصواريخ اللقيطة" ذليلة. وقد أظهر "حزب الله" عمق احتقاره لمنطق الدولة، ورجالاتها في لبنان، خصوصاً عندما يضع في الميزان وظيفته الإقليمية التي تتقدم على كل ما عداها.

 

المعارضة تخسر فرصة الاتفاق على رئيس سيادي

يوسف دياب/الشرق الأوسط/10 نيسان/2023

خسرت قوى المعارضة في لبنان ورقة الاتفاق على مرشّح رئاسي، رغم التقائها على مواصفات الرئيس السيادي وغير المنحاز إلى أي محور، مما حرَمها فرصة أن تكون لاعباً أساسياً ومؤثراً في الانتخابات الرئاسية، لكنها نجحت حتى الآن في قطع الطريق على انتخاب مرشّح فريق «الثامن من آذار»، الذي يقوده «حزب الله»، وتأمين وصوله إلى قصر بعبدا. وتختلف مقاربات كتل المعارضة على أسماء المرشحين للرئاسة، إذ اعترفت عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائبة غادة أيوب، بوجود «تعثّر في الاتفاق على اسم واحد، والذهاب إلى انتخابه، وإنتاج سلطة جديدة في لبنان». وكشفت، لـ«الشرق الأوسط»، عن «مبادرات متواصلة واجتماعات؛ لتقريب وجهات النظر، وبلورة قواسم مشتركة، بدأت مع المواقف الموحدة لرفضها جلسات التشريع، بغياب رئيس الجهورية، وعدم السماح بممارسة السلطة بشكل طبيعي في ظلّ الفراغ الرئاسي». ورغم الإخفاق في التفاهم على مرشح واحد، اعتبرت غادة أيوب أن قوى المعارضة «حققت خطوة مهمّة جداً، حيث توحدت على منع وصول رئيس تابع لمحور الممانعة، وعدم إعطاء فرصة ثانية للنهج السابق وقطع الطريق على مرشح (8 آذار).

تشكّل خيارات كتلة «النواب التغييريين»، المغرّدة خارج سرب أحزاب المعارضة، الركن الأساس في تشتت أصوات نواب المعارضة، ولا سيما أن هذه الكتلة ما زالت تتمسّك بموقفها الرافض لمرشّح آتٍ من رحم السلطة السابقة أو كان شريكاً في ممارساتها.

وأوضح النائب إبراهيم منيمنة، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الرئيس الجديد يجب أن يكون صاحب رؤية إصلاحية على المستويين السياسي والاقتصادي». ورفض الانتقادات الموجهة لنواب التغيير من أحزاب المعارضة، المتمثلة بـ«القوات اللبنانية»، و«الكتائب»، و«التقدمي الاشتراكي». وأشار منيمنة إلى أن «نواب التغيير يريدون رئيساً يُطمئن اللبنانيين ويكون منحازاً للدولة وحدها، وقد ترجمنا هذه المواصفات بمبادرة رئاسية ناقشناها مع أحزاب المعارضة التقليدية، وطرحنا أسماء عدّة، لكنهم رفضوا السير بأي منها». وقال: «حتى الآن، أحزاب المعارضة غير موحدة، حتى عندما اقترعوا في جلسات عدّة لصالح ميشال معوض، ظهر الخلل في التزاماتهم، وترجم ذلك بالتراجع في أصواته، جلسة بعد أخرى، وهذا دليل على أنهم غير متفقين على الاستحقاق الرئاسي».

وأخفقت كل المحاولات في استمالة كتلة «النواب التغييريين»، التي تتألف من 13 نائباً، الذين يمثلون قوى المجتمع المدني، أو ما يُعرف بـ«ثورة 17 تشرين الأول»، لتشكّل أصواتهم مجتمعة قوّة ضغط على «حزب الله» وحلفائه. ورأت غادة أيوب أن «نواب التغيير لا يملكون مقاربة واحدة للملفّ الرئاسي؛ لأن المشكلة تكمن في توجهاتهم المتعددة». ولفتت إلى أن «كتلة نواب التغيير ليست موحّدة؛ بدليل أن النائبين وضّاح الصادق ومارك ضو، باتا أقرب إلى المعارضة، وصوّتا أخيراً لصالح ميشال معوض». وأشارت أيضاً إلى أن «كتلة الاعتدال الوطني (التي تضمّ 8 نواب من عكار والمنية وطرابلس) لم تحسم أمرها باتجاه أي مرشّح». وتابعت: «صحيح لدينا أكثرية في البرلمان، لكن للأسف، هي أكثرية غير متفقة على قرار واحد». وأمّلت أن «يؤدي الاتفاق الإيراني – السعودي إلى وحدة نواب المعارضة، خصوصاً إذا نجحت المملكة العربية السعودية في إقناع إيران باحترام سيادة الدول».

وفي حين تتقاسم قوى المعارضة الهواجس حيال الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وما يترتب عليه من نتائج سلبية على سائر مؤسسات الدولة، فإن هذه القوى ما زالت ترفض الحوار فيما بينها، وهو ما أوصلها إلى طريق مسدود.

وعبّر قيادي في «الحزب التقدمي الاشتراكي» عن أسفه لـ«حالة الانقسام على مستوى المعارضة في الاستحقاق الرئاسي، ما وضعها في طريق مسدود، خصوصاً أن هذا الانقسام قابله إصرار فريق (الثامن من آذار) على فرض مرشّحه الذي قد يشكل استفزازاً لفريق من اللبنانيين». وأكد القيادي الاشتراكي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «رفض التغييريين السير بالنائب ميشال معوض، واقتراعهم بأوراق بيضاء وأسماء لا تملك حظوظاً قوية، أسهما بتبديد كل الفرص للوصول إلى مرشّح واحد». وأقرّ القيادي، الذي رفض ذكر اسمه، أن المعارضة «أهدرت فرصة ثمينة كان يمكن أن تؤمِّن من خلالها توازناً جدياً مع الطرف الآخر، والذهاب باتجاه؛ إما انتخاب شخصية تشكل عنصر جمع لا عنصر تفرقة، أو رئيس وسطي يقف على مسافة واحدة من الجميع». وأكد أن «الموافقة على ضفتي المعارضة وقوى (8 آذار) لا توحي بأن الانفراج الرئاسي سيكون قريباً، إلّا إذ حصل تفاهم إقليمي ودولي كبير وتُرجم في الداخل».

 

أي مستقبل بين “الحزب” و”التيار”؟

محمد شقير/الشرق الاوسط/10 نيسان/2023

التأزّم المسيطر على علاقة «التيار الوطني الحر» بـ«حزب الله»، بسبب اختلافهما في العمق، في مقاربتهما لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية، لم يكن عائقاً أمام توحّدهما في طرح مجموعة من الهواجس المشتركة، المؤدية إلى ترحيل إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في حال تعذّر على وزارة الداخلية والبلديات توفير الحلول والمخارج لتبديدها. ومع أن الهواجس هذه جاءت نتيجة قراءتهما عن بعد لما لديهما من معطيات سياسية وإدارية، كانت وراء شكوكهما في إجراء الانتخابات البلدية، فإنها تلازمت مع دعوة وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال، القاضي بسام مولوي، الهيئات الناخبة للاشتراك في العملية الانتخابية، وتحديده للمواعيد التي تُقبل فيها الطلبات للمرشحين للمجالس البلدية والاختيارية. وأدى اندفاع الوزير مولوي إلى إحراج الحكومة والبرلمان، ورمي الكرة في مرمى السلطتين التنفيذية والتشريعية اللتين تتبادلان المسؤولية حيال تعذُّر إجراء الانتخابات البلدية على خلفية وجود صعوبة في تأمين التجهيزات الإدارية واللوجستية، وتوفير المال لتغطية النفقات المترتبة على إنجازها في موعدها. ويمكن أن يكون «حزب الله» و«التيار الوطني» من موقع اختلافهما في مقاربتهما لانتخاب رئيس للجمهورية، على رأس السبّاقين إلى تظهير هواجسهما للعلن من دون أي إحراج، بخلاف معظم القوى السياسية الأخرى التي لا تمتلك الجرأة للتعبير عن حقيقة مواقفها، وتدخل في مزايدات شعبوية، بدعوتها إلى إجراء الانتخابات البلدية بلا أي تأخير أو تردّد، على الرغم من أن تحضيراتها على الأرض للانخراط في المنافسة البلدية ما زالت خجولة.

وفي هذا السياق، لم يتردد «حزب الله» في سرده للأسباب الموجبة التي تقف وراء شكوكه في إجراء الانتخابات البلدية، وقال كلمته في هذا الخصوص في البيان الذي صدر أخيراً عن كتلة «الوفاء للمقاومة»، وأبدت فيه شكوكاً صريحة وواقعية إزاء الجهوزية المطلوبة لإنجاز الانتخابات، وفق القواعد والضوابط الضامنة لإنجازها في المرحلة الراهنة، ودعت الحكومة إلى تحمُّل مسؤولياتها بجرأة تتطلبها الظروف الاستثنائية الراهنة التي تمر بها البلاد، والتي تفرض -كما يقول مصدر نيابي في «حزب الله»- التنبُّه والحذر من تداعيات أي خطوة ناقصة إزاء استحقاق الانتخابات البلدية أو غيره من الاستحقاقات.

فهل ينطق «حزب الله» بلسان الثنائي الشيعي؟ وأين يقف حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيال الشكوك التي يثيرها؟ أم أنه يتعارض وإياه بدعوته إلى الانخراط في العملية الانتخابية البلدية؟ خصوصاً أنه بادر -كما تقول مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط»- إلى التمايز، ليس لإحراجه، وإنما لحشر رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بمطالبته بعدم مقاطعته الجلسة التشريعية المخصصة للنظر في فتح اعتماد مالي لتوفير المال المطلوب لإنجاز الاستحقاق البلدي في موعده، وأن يكون البديل بتوفيره من حقوق السحب الخاص ما دامت حكومة تصريف الأعمال قد أخذت تتصرف فيه من دون العودة إلى البرلمان.

ويلفت المصدر النيابي إلى جملة من الاعتبارات التي تملي على «حزب الله» التفرد بطرح رزمة من الشكوك، لتبرير ترحيلها إلى موعد آخر، بذريعة تفاديه إقحام البلدات الشيعية في مبارزة بلدية تدور بين العائلات التي تحتضن المقاومة، ويمكن أن تؤدي إلى زعزعة الحاضنة الشيعية للمقاومة، في ظل الاحتقان المذهبي والطائفي في البلاد، والمزاج الشعبي الغارق في همومه المعيشية والاقتصادية التي تدفعه إلى عدم الإقبال كما يجب على صناديق الاقتراع، لتمرير رسالة يتطلع من خلالها إلى تحميل المنظومة الحاكمة مسؤولية الانهيار الذي يتدحرج من سيئ إلى أسوأ.

ويؤكد أن الثنائي الشيعي؛ وإن كان يتحسّب لردود الفعل التي قد تصل إلى الدعوة بمقاطعة الانتخابات، فإنه لا يتخوّف في حال تقرّر إنجازها من دخول القوى التغييرية على الخط لمنافسة اللوائح المدعومة منه.

بدوره، اعتبر المجلس السياسي في «التيار الوطني الحر» أن لا غبار على دعوة الهيئات الناخبة للمجالس البلدية والاختيارية؛ لكن من باب الحرص على أن تكون الانتخابات محطة ديمقراطية وتغييرية نطرح على الحكومة والوزير مولوي أسئلة تتعلق بتوفير التمويل، لإنجازها وتأمين الجهوزية الإدارية في ضوء إضراب المعلمين والموظفين، ما يعيق حصول المرشحين والناخبين على المعاملات القانونية المطلوبة، ما دام معظم الدوائر معطلاً. لذلك تشارك «حزب الله» و«التيار الوطني» في طرحهما للهواجس التي تدفعهما للتشكيك في إجراء الانتخابات، بينما تقف القوى الأخرى على الخط السياسي المناهض لهما، مع أن الاستعدادات الجارية على الأرض تبقى حتى الساعة أقل بكثير مما هو مطلوب منها لخوض المبارزة الانتخابية، التي تتميز في حال حصولها بمشاركة القوى التغييرية فيها، وللمرة الأولى.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي ترأس قداس اثنين الفصح على نية فرنسا: نصلي لكي تبقى رأس حربة في كل معركة من أجل الحرية وحقوق الإنسان والشعوب على الأرض

وطنية /10 نيسان/2023

ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، القداس السنوي التقليدي الذي يقام على نية فرنسا يوم اثنين الفصح، عاونه فيه المطرانان بولس مطر وحنا علوان، بحضور السفيرة الفرنسية آن غريو والبعثة الدبلوماسية في السفارة.

وألقى الراعي بعد قراءة نص من الإنجيل عظة قال فيها: "لقد دأب المسيحيون المعمدون باسم يسوع المسيح ان يعايدوا بعضهم البعض صبيحة عيد الفصح قائلين "المسيح قام حقا قام" وها نحن اليوم نتوجه اليكم بالمعايدة ذاتها في اثنين الفصح حيث نحتفل في البطريركية المارونية بالقداس التقليدي على نية بلدكم العظيم فرنسا رئيسا وحكومة وشعبا. واذ تمسك المسيحيون بتحية الخلاص هذه، انما لأنهم آمنوا بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات وكان هذا صلب ايمانهم ورؤيتهم للعالم وللإنسانية في مسيرتها نحو الخلاص. في الواقع وبحسب الأناجيل وتعاليم مار بولس فان حياة السيد المسيح لم تنتزع منه بالقوة وانما هو من وهبها من اجل خلاصنا ومن اجل تجدد الخليقة التي لم تعد قادرة على التحرر من الخطيئة والانتصار على الشر لوحدها. ولقد ذهب بولس الى حد القول ان المخلص يسوع اصبح آدم الجديد الذي من خلاله دعيت البشرية المخلصة الى ان تتكون وتتحول. وبفضل قيامة المخلص  تحول الصليب الى جسر عبور يتيح المصالحة مع الله ومع البشر ليجدوا اخوتهم الضائعين ويستمتعوا في حياتهم  بسلام حقيقي وعميق". أضاف: "لقد غلب المخلص الشر آخذا على عاتقه تغيير الإنسان القديم داخلنا وارتداء حلة الإنسان الجديد. وهذا الإنتصار مدعو لأن يتعمم ليشمل الإنسانية فتبنى مملكة الله، وهو بحاجة الى كل واحد منا لكي نصبح  صانعي سلام ونبذل جهودنا لنحول حياتنا الى رسالة لخدمة الأخوة والسلام. فلقد علمنا المسيح باعماله ان الأخوة هي اساس السلام. الإنجيل يقدم لنا امثولة جميلة تتعلق بفكرة الأخوة العظيمة بالنسبة لكل البشرية وهي ايضا عزيزة بالنسبة لفرنسا التي تعتمدها مع الحرية والمساواة في شعارها الوطني. ولكن المؤسف انه ومن خلال واقعة ذكرت في الكتب فان اول الأخوة في التاريخ قد قتل اخاه. انه قايين الذي انهى حياة اخيه هابيل تحت ذريعة ان الله يقبل تضحية اخيه اكثر من تضحيته. من هذا التعليم نستخلص ان الأخوة التي هي من اجمل افكار العالم عليها ان تتجسد في الواقع وفي الوقائع. قايين اجاب الله الذي سأله عن مكان اخيه بخفة قائلا:وهل انا حارس لأخي؟" والله يقول لنا في الواقع ان علينا جميعا ان نكون حراسا لإخوتنا واننا جميعنا مسؤول عن بعضنا البعض. والا وفي غياب التضامن ما من عالم يقوم ويصمد وما من حياة تجد السلام". وتابع: "لقد قلب يسوع منطق قايين الذي قتل اخيه فمات هو على الصليب من اجل اخوته لإعطائهم الحياة وضحى بنفسه من اجل خلاصهم. لقد اتى لا ليحكم او ليستعبد الآخر وانما ليكون خادما لإخوته الى الممات. وهكذا اصبح مثالا علينا الإقتداء به اذا اردنا معه خلق عالم اخوي وسلمي. وهنا نجد مفتاح تفسير ما يدور في عالمنا من مآسي دموية تملأ سيرة التاريخ في الشرق كما في الغرب. وما  يحصل في التجربة الإنسانية انما هو استمرار للصراع بين السيطرة والتضامن. قديما كنا نتحدث عن جدلية السيد والعبد واليوم يجب كسر هذا المنطق واستبداله بمحاربة السيطرة لصالح الأخوة واعتماد خيار التضامن بدل العداوة والإستبعاد. يدعونا المسيح القائم من الموت الى اعادة عقارب املنا الى الساعة. فهو يملأ بالسعادة قلوبنا وبالقوة ارادتنا ويجدد دعوته لكي نصبح حقا اخوة واخوات وننشر الأخوة التي يستهزئ بها كل قايين في العالم. انه يذكرنا باستعداده للمجيء والمساعدة عندما نطلبه وهو جاهز لمساعدة رؤساء العالم الذين يريدون السلام". وختم: "اخوتي واخواتي كونوا على ثقة بان الإقتصاد ليس هو من سينقذ العالم وانما خلاص العالم يأتي من قيم الحب والتضامن والعدالة التي وحدها تعطي القيمة لحياتنا. ونحن نعلم جيدا كم ان فرنسا تعمل من اجل السلام في اوروبا وفي منطقتنا الممزقة وكيف انها تستجيب لعهد معموديتها. نحن نصلي على نيتها لكي تبقى رأس حربة في كل معركة من اجل الحرية وحقوق الإنسان والشعوب على الأرض. ولنصلي من اجل لبنان سائلين الله  نعمة ان ينبعث وطننا من جديد من تحت الرماد وان يجد دوره في المنطقة وفي العالم".

غداء

وبعد القداس أقام البطريرك مأدبة غداء على شرف السفيرة الفرنسية وأركان السفارة، وألقى كلمة قال فيها: "نكرر شكرنا وامتناننا لما تبذلونه من جهود متواصلة في مهمتكم التي اولاكم اياها فخامة الرئيس ايمانويل ماكرون للوقوف الى جانب لبنان في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها ودعمه له حتى يستعيد حياته الطبيعية ويجد مكانه الخاص في المحافل الدولية. وسط هذه الظروف المعقدة ساستحضر عبارة لSaint Exupery : يقول فيها من يحمل في قلبه القوة والعزيمة  فهو الرابح وبما اننا في هذه الأوقات الصعبة متعطشون للتغلب على صعوباتنا والإنتصار على الالم الذي ينهشنا يمكننا ان نستخلص من هذه العبرة درسا لمقاومة اي استقالة قد تقودنا الى المحاكمة امام شعبنا واجيالنا الجديدة". أضاف: "مع فرنسا وبفضل مساهمة حكومتها في مؤتمر سلام فرساي في العام 1920 تمكنا من انشاء دولة لبنان الحر والسيادي. التحدي لم يكن سهلا ابدا. فمنطقتنا لم تعرف منذ قرون الا الإمبراطوريات التي لم تكن حدودها في يوم من الأيام ثابتة ونهائية. ومفهوم المواطنة لم يجد له فيها مكانا. حرية المعتقد والتفكير والتعبير والتصرف لم يكن معترف بها. القوى الغربية اخذت مبادرة في القرن التاسع عشر فرضت من خلالها على الدولة المنهكة اي الإمبراطورية العثمانية تطبيق المساواة بين الأشخاص في بعض الديانات التي كانت تنتمي اليها. وفي هذا الإطار ولد لبنان كدولة مستقلة ليكون استثناء في المنطقة ان من خلال نظامه الديمقراطي او من خلال همه بتأمين المساواة وحقوق وواجبات مواطنيه. هنري دو جوفينيل ترك بصمته وفكره في اول دستور لبناني اعتمد عام 1926، وهو لا يزال حتى اليوم يعتبر النسخة الأكثر تطورا بين دساتير دول المنطقة. انه الدستور الوحيد في الشرق الأوسط الذي يسمح بحرية العبادة وايضا بحرية المعتقد والتفكير للجميع من دون استثناء". وتابع: "هذا اللبنان ايضا تمتع  بامتياز نشر التعايش الإسلامي المسيحي والمساواة بين الجميع وعدم استبعاد احد عن مقاليد السلطة لأسباب الإنتماء الديني. البابا القديس يوحنا بولس الثاني قال ان لبنان هو اكثر من بلد، انه رسالة ومثال للحرية والتعايش للشرق كما للغرب. ولكن لبنان الذي هو استثناء في المنطقة عاش حياة صعبة في محيط غلبت فيه الديكتاتوريات العسكرية والأصولية التي نبتت في الدول المجاورة. ان غياب حل للمشكلة الفلسطينية ووجود خمسمائة الف لاجئ فلسطيني على ارضه وعدم عودة نحو مليوني وثلاثمائة الف نازح سوري الى بلده هددوا امله بالعيش بسلام وتطور نموذجه الانساني في الحوار والمصالحة. حتى انه لم يعد يحكم بسبب عدم تطبيق اتفاق الطائف(1989) نصا وروحا. شعبه ادرك ان الوحدة الداخلية تسير نحو الإنقسام. فبلد غير محكوم يتحول وبسهولة الى بلد غير مضبوط وبالتالي الى بلد مسلوب مهدد بالانهيار". وقال: "اليوم نحن على حافة الهاوية وحتى اننا في عمق بئر يطلب فيه الشعب الخلاص. وعلى الرغم من ذلك فاننا لا نفقد الأمل. نحلم ببناء هذا الوطن وعلينا ان نبقى كما قال Saint Exupery اصحاب عزيمة لنكون من  الرابحين. فنحن لسنا لوحدنا في مواجهة هذا التحدي فاصدقاؤنا معنا وفي المقام الاول فرنسا الصديقة الى الأبد. ويجب الإعتراف ايضا بان المشكلة اللبنانية مرتبطة بالمنطقة. فالصراعات في الشرق الأوسط تؤثر بقوة على لبنان. اولها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي يظهر وكأنه قد وجد حلا في عدد من دول المنطقة بينما يشهد تصعيدا في باقي الدول ولبنان عالق بين هذين الإتجاهين. هناك صراع اخطر في الشرق الأوسط وهو العلاقات بين عدد من الدول الشيعية والأخرى السنية. هذا الصراع له انعكاساته السلبية على لبنان  وهو ان لم يجد حلا  وخصوصا اذا ما اجبر لبنان على ان يكون طرفا.  بينما في الواقع فان دور لبنان هو التقريب بين هذين الطرفين  لكي يعم السلام في المنطقة. لكل هذه الأسباب اعدنا تسليط الضوء على تموضع لبنان التقليدي واتخاذه صفة الحياد. دورنا اللبناني يقضي بالتقريب بين الأخوة وليس تفرقتهم. ورسالتنا العمل على نشر السلام المبني على العدالة والحق والمصالحة. هذا الحياد لا يعني ادارة ظهرنا لحروب اخوتنا العرب على العكس علينا ان نتضامن معهم لنخلق شرق اوسط عصري يليق بحضارة عريقة منفتحة". أضاف: "واذا اردنا ايجاد حل مستديم للبنان علينا العمل من اجل شرق اوسط متصالح ينظر الى المستقبل. وهكذا نقرأ جهود فرنسا في هذا الإطار فهي تعمل على مساعدة لبنان والمنطقة لإيجاد ركائز سلام قوية ودائمة. نعود الى سينودس الشرق الأوسط الذي انعقد في الفاتيكان في تشرين الأول 2010 والذي شدد على نقطتين لكي تتمكن هذه المنطقة من لعب دورها في العالم وهما الحرية والمواطنة. فحرية المعتقد تساعد على استمرار تعددية المنطقة والمواطنة تفتح الطريق امام الجميع للمشاركة في ما هو مصلحة عامة. ان الأمل برؤية الأشياء تتقدم لم يختف تماما. فلبنان اعتمد تجربة الإنفتاح منذ قرون والمسؤولون الروحيون المسلمون ابدوا رغبتهم بتقدم الحوار مع المسيحيين وبملء الثقة بالنجاح. وهنا نرى في هذا التقارب التزاما بمستقبل افضل للمنطقة. منذ قرن حلمنا معا فرنسيون ولبنانيون بلبنان يمثل المنطق والتقدم في هذا العالم. من الطبيعي مواجهة الصعاب فهذا قدر من هم على حق".

وختم الراعي: "سعادة السفيرة صبيحة اثنين الفصح نقف امام الله القائم من الموت الذي عزز ايمان رسله واعادهم من جديد على طريق رسالتهم في بناء كنيسة الله. نرفع صلواتنا ليساعدونا على بناء وطننا لبنان . نشكر لكم حضوركم وجهودكم المتواصلة كما نشكر الرئيس ماكرون وحكومته على ما يبذلونه في سبيل مساعدة لبنان للخروج من أزمته".

غريو

وردت غريو بكلمة عبرت فيها عن شكرها لتقديم الذبيحة الإلهية على نية فرنسا ونقلت الى البطريرك تحية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مثنية على "دور الجماعة المارونية في ترسيخ الإيمان ونقله منذ نشأتها". وقالت: "على اللبنانيين ان يتمسكوا بالأمل وعدم الخوف على غرار رسل المسيح حتى يصلوا الى الخلاص، والخوف الذي يشعرون به جراء عدم تحمل المسؤولين فيه لمسؤولياتهم الوطنية في ايجاد حل للازمة الإقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان والتي لا نهاية لها ووسط تعطيل عمل المؤسسات، يضعف لبنان اكثر واكثر ويفقده دوره الأساسي في المنطقة". أضافت: "وتماما كبطرس انتم لا تخافون يا صاحب الغبطة، ففي كل احد يرتفع صوتكم ليقود الى الطريق وتدعون الجميع الى مد اليد لكي يبقى لبنان مثالا للتعددية والتعايش والديمقراطية. ومنذ ثلاث سنوات وانا اتنقل في مختلف المناطق اللبنانية واستمع الى هموم اللبنانيين من دون استثناء وتماما كما تقولون غبطتكم وتدعون ندعم الحوار بين الجميع للوصول الى بر الأمان ونستمع الى نصائحكم وتوجيهاتكم ونعمل بضوئها". وتابعت: "لقد اخترتم غبطتكم عشية الفصح جمع النواب المسيحيين في اطار رياضة روحية، احيي هذا الدور المهدئ والبناء لقطع شلل المؤسسات الناتج عن الشغور الرئاسي الذي يعاني منه لبنان. لقد تاكدت ان اللبنانيين تجاوزوا عدة محن ونضجهم لا بد من ان يجعلهم يستمعون الى رسالة السلام والحوار والمسؤولية التي تشددون عليها دائما. وكما ذكرتم غبطتكم فان الوضع صعب في لبنان وقيام البلد ستواجهه تحديات ولكنه ممكن فما من موت في لبنان لذلك يجب الإتكال على امل اللبنانيين وعزيمتهم وشجاعتهم كذلك يمكن الإتكال ليس على اللبنانيين فقط وانما ايضا على وفاء فرنسا التي تؤمن بلبنان موحد بسيادته متصالح مع نفسه ومزدهر وقادر على استعادة مكانه في المنطقة وان يكون صلة الوصل بين المتوسط والغرب. وهذا هو معنى تحركنا الى جانب شركائنا في الإتحاد الاوروبي. وهذه قناعتنا التي نعمل من خلالها في كل القطاعات في لبنان سواء في مجال الامن ومساعدة الجيش او في الإقتصاد والحفاظ على كل هذه المساحات الحرة للتفكير والتعبير بحرية". وختمت غريو: "نحن فخورون بتعاوننا هذا مع لبنان ولا سيما على الصعيد الثقافي ودعم الفرنكوفونية وفتح آفاق جديدة ثقافية وتعليمية واكاديمية وتقديم المساعدة في هذا الإطار. لقد لمست في قداس اليوم ثقتكم ومحبتكم لفرنسا التي كانت حاضرة دائما في تاريخ لبنان وتعلقها بالأرض اللبنانية وهي ستبقى وفية للبنان ولمواطنيه. لطالما كان لبنان مصدر نور لهذا الشرق وهو على غرار الملح ان فسد فاي شيء يملحه. انه على مفترق طريق بين النور والظلمة وانتم روح ومصدر هذا النور الذي تدعون اليه بالحوار الذي يشكل هوية لبنان الأولى. غبطتكم اعبر لكم عن امتناننا لكم ولصلواتكم وتقديرنا لشخصكم الكريم لكي تقودوا لبنان الى بر الخلاص".

 

"القوات" نفى تأييد مرشحين أو استبعادهم: متمسكون بمعوض

وطنية/10 نيسان/2023

 نفت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، في بيان، "الأخبار المتداولة في بعض وسائل الإعلام عن أن اللقاء بين رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة تركز على استبعاد أو تأييد مرشحين محتملين إلى رئاسة الجمهورية"، مؤكدة أن "القوات ترفض الدخول في لعبة الأسماء، كما تؤكد استمرار تمسكها بترشيح النائب ميشال معوض".

 

التقدمي: لا علاقة لجنبلاط بالاخوين رحمة وسندعي على منصة "ميغافون"

وطنية/10 نيسان/2023

أعلنت مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشراكي، أن لا نشاط تجاريا بين رئيس الحزب وليد جنبلاط والاخوين تيدي وريمون رحمة، واصدرت بيانا جاء فيه: "تداولت منصة ميغافون منشورا زعمت فيه عن علاقة نشاط تجاري مفترض بين رئيس الحزب وليد جنبلاط والأخوين تيدي وريمون رحمة، وهو أمر غير صحيح تماما، ولا يوجد أي علاقة بأي شكل من الأشكال مع الأخوين رحمة. وإذ يقتضي توضيح الحقيقة، فإن مختلف المواقع والمنصات والوسائل الإعلامية مدعوة إلى توخي الدقة وعدم اختلاق أخبار غير صحيحة، وسوف نقوم بحسب أصول قانون المطبوعات بالادعاء على المنصة المذكورة لنشرها خبرا كاذبا".

 

ياسين: الفساد البيئي أساسه سياسي

الوكالة الوطنية للإعلام/10 نيسان/2023

شدد وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين “على ضرورة ترشيد الإصلاح السياسي في البلد انطلاقًا من مقاربة بيئيّة أخلاقيّة الـ ETHICAL ECOLOGY ، كما ترسيم خارطة طريق للسياسة البيئية في لبنان انطلاقاً من نهج ثقافي تربوي يعكس المبادئ العامة والمعايير الدولية التي يُفترض أن ينتهجها لبنان، بحيث أنّ الملف البيئي شامل ومتعدد الأبعاد، وعناصره مترابطة بين بعضها البعض”. وأضاف: “أنا أذكّر في كل لقاء إقليمي ودولي بذلك، لكن من ناحية أخرى علينا أن نعترف أننا كدولة لبنانية لا نملك حاليًا أكثر من قدرتنا على التذكير بحقّنا باستمرار في ما يتعلق بهذا النوع من الملفات، وعلينا أن نقوم بواجباتنا كاملة في هذا الملف، لاسيما وأنه لم يتم القيام بعد بأي جهد جدي من هذا النوع لتحصيل هذه التعويضات”. وتطرّق إلى موقفه من ضرورة الانتقال بلبنان باتجاه حوكمة بيئية رشيدة، فقال: “لا إصلاح بيئياً من دون إصلاح سياسي، لأن البوابة الأساسية للبيئة ليست نشاطاً فولكلورياً بل هي تفترض الانخراط في العمل السياسي، لأن الفساد البيئي الموجود عندنا أساسه سياسي.

 

قاسم: نحن في مرحلة يستحيل معها استقرار الاحتلال وشرعنته

وطنية/10 نيسان/2023

غرد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عبر "تويتر": "امتلك الفلسطينيون سر الانتصار وهو الجهاد والمقاومة بإيمان، وحمل الإسرائيليون سر الهزيمة وهو الظلم والعدوان والاحتلال. مع تفعيل المقاومة تتجه فلسطين نحو النصر، ومع استمرار العدوان والاحتلال يتجه الكيان نحو الهزيمة، ونحن في مرحلة يستحيل معها استقرار الاحتلال وشرعنته".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 10-11 نيسان/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 10 نيسان/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/117299/117299/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For April 10/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/117303/117303/