المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 15 كانون الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.december15.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَيَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ ومَعْرِفَتِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الإِدْرَاك، وطُرُقَهُ عَنِ الٱسْتِقصَاء! فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ؟ أَو مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/لا ديمقراطية ولا عمل سياسي حر في لبنان بظل احتلال حزب الله، ومن يقول العكس هو مستسلم وطروادي

الياس بجاني/مسرحيي إسرائيليي جديدي لتلميع هالة حزب الكوبتاغون، عنوانها اسلحة إيرانية تهربها طائرات فارسية عبر مطار بيروت

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تذكار القديس نعمة الله كسّاب الحرديني السنوي

رابط فيديو ونص من معهد واشنطن/حلقة نقاش عنوانها: الأكراد بوجه النظام الإيراني: التداعيات الداخلية والإقليمية بمشاركة عبد الله مهتدي وشكرية برادوست وديفيد بولوك

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون الجديد مع مدير تحرير موقع اساس ميديا محمد بركات يتناول من خلالها تخلخل نظام الملالي جراء استمرار وتطور المظاهرات وارتداداتها على مواقع حزب الله التنازلية

رابط فيديو مقابلة من ال أم تي في مع الصحافي رامي نعيم: هذا ما قاله لي جبران باسيل

ماكرون في لبنان..!!

المطران الحاج إلى فلسطين عبر الناقورة

إسرائيل: شوّشنا على مشروع إيران بوضع صواريخ في سوريا ولبنان

إسرائيل تعترف: إيران نجحت في تهريب الأسلحة إلى “الحزب”!

القضاء اللبناني... بدعتان غير مسبوقتين!

"المهمة أُنجزت"... ردٌّ لافت لحزب الله على التهديد الاسرائيلي بضرب المطار!

"معيارٌ رئاسي" لن يتنازل عنه الحزب!

محامو بيروت وطرابلس ينتفضون على القضاة... "مواقف صارمة"!

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

"أرنب الحوار" سقط... فهل يرفع بري جلسة الغد إلى 2023؟

ماكرون إلى الجنوب "معايداً" وفرنجية "لن يستسلم" لباسيل!

صفعة "الثنائي المسيحي" علّمت رئاسيّاً!

شادي هيلانة/أخبار اليوم

الخميس بلا حوار ولا رئيس

في ظلّ التأزّم السياسي.. التضخم يُسابق انهيار الليرة/علي زين الدين/الشرق الأوسط

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تعلن استهداف قافلة أسلحة إيرانية على حدود سورية والعراق

واشنطن تستأنف عملياتها ضد "داعش"... وتركيا تواصل قصف مواقع "قسد" شمال الرقة

إيران تستخدم الإعدام وسيلة لـ”الترهيب” في مواجهة الاحتجاجات وسط تحذيرات أممية وفي ظل غياب أي تحرّك دولي لوقفها

إيران تسجن 400 شخص من محتجي طهران لمدد تصل إلى 10 سنوات

الكونغرس لتأسيس مجموعة عمل «لمراقبة برنامج إيران النووي» ألزم البيت الأبيض «التنسيق مع الحلفاء» لمواجهة مخاطر طهران ومشاريعها

طهران تبتز بروكسل: السجن 28 عاماً لعامل إغاثة بلجيكي

واشنطن تضع «اللمسات الأخيرة» لتسليم كييف صواريخ «باتريوت» ,موسكو تعتبرها «هدفاً مشروعاً» لهجماتها

أوكرانيا تُسقط سرباً من المسيّرات استهدفت كييف ,حلفاء كييف يوفرون 50 مليون مصباح لتخفيف نقص الطاقة

حرب أوكرانيا تحول مرتزقة «فاغنر» إلى مدافعين عن الوطن وأصحاب سوابق يحملون البنادق على الجبهة... وداخل الحدود

السجن لرئيس بلدية إسطنبول ومنعه من ممارسة العمل السياسي

الصين تسحب 6 من دبلوماسييها لدى بريطانيا بعد ضرب ناشط في قنصلية مانشستر

«الفيدرالي الأميركي» يرفع الفائدة ويخفض توقعات النمو

«الاندماج النووي» اختراق عظيم للطاقة... لكن الاستفادة منه ستستغرق عقوداً

تحذير فلسطيني من قرار إسرائيل بضم أراض في الضفة الغربية

اعتقال 44 شخصاً بتهمة العمل مع الموساد في إسطنبول... و"حماس" تحيي الذكرى الـ 35 لانطلاقتها

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفاشيات الشيعية، استهداف السلم الاهلي، وتدمير الحيثيات الدولتية/شارل الياس شرتوني

تشنّجات رئاسيّة الطّابع بين "حزب الله" و"التّيار الحرّ"/مجد بومجاهد/النهار العربي

من ديفيد هيل إلى ميشال إليو ماري/سناء الجاك/نداء الوطن

2022... لائحة من الانتهاكات للحقوق المدنية والسياسية في لبنان/محمود فقيه/النهار

 أوقفوا "تشريع الاستهبال"!/نبيل بومنصف/النهار

هل تُدارُ المليارات بلا رئيس الجمهورية؟/طوني عيسى/الجمهورية

بيروت التي أبهرتنا ... وما تزال/توفيق شومان/فايسبوك

الحوار "كلام في كلام"... بانتظار القوى الضامنة/طوني كرم/نداء الوطن

في منازلنا وعلى طرقاتنا: "قصص بتبكّي"/كريستال النوّار/ام تي في

تقدّم الكلام عن قائد الجيش: رئيس ستاتيكو/هيام القصيفي/الأخبار

باسيل يستعين بعون لتعويم تحالفه مع “الحزب”/محمد شقير/الشرق الأوسط

“القوات” تنسف خطة “الحزب” وباسيل/راكيل عتيّق/نداء الوطن

لماذا التصويب الاسرائيلي على المطار؟/عماد مرمل/الجمهورية

إيران دولة مارقة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

خامنئي في أوكرانيا!/حازم صاغية/الشرق الأوسط

فيديو ونص من معهد واشنطن/حلقة نقاش عنوانها:  الأكراد بوجه النظام الإيراني: التداعيات الداخلية والإقليمية بمشاركة عبد الله مهتدي وشكرية برادوست وديفيد بولوك

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَيَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ ومَعْرِفَتِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الإِدْرَاك، وطُرُقَهُ عَنِ الٱسْتِقصَاء! فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ؟ أَو مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من25حتى36/“يا إخوَتِي، لا أُرِيدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تَجْهَلُوا هذَا السِّرّ، لِئَلاَّ تَكُونُوا حُكَمَاءَ في عُيُونِ أَنْفُسِكُم، وهوَ أَنَّ التَّصَلُّبَ أَصَابَ قِسْمًا مِنْ بَني إِسْرَائِيل، إِلَى أَنْ يُؤْمِنَ الأُمَمُ بِأَكْمَلِهِم. وهكَذَا يَخْلُصُ جَميعُ بَنِي إِسْرَائِيل، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «مِنْ صِهْيُونَ يَأْتي المُنْقِذ، ويَرُدُّ الكُفْرَ عَنْ يَعْقُوب؛ وهذَا هُوَ عَهْدِي مَعَهُم، حِينَ أُزِيلُ خَطَايَاهُم». فَهُم مِنْ جِهَةِ الإِنْجِيلِ أَعْدَاءٌ مِنْ أَجْلِكُم، أَمَّا مِنْ جِهَةِ ٱخْتِيَارِ الله، فَهُم أَحِبَّاءُ مِنْ أَجْلِ الآبَاء؛ لأَنَّ اللهَ لا يَتَرَاجَعُ أَبَدًا عَنْ مَوَاهِبِهِ ودَعْوَتِهِ. فكَمَا عَصَيْتُمُ اللهَ أَنْتُم في مَا مَضَى، وَرُحِمْتُمُ الآنَ مِنْ جَرَّاءِ عُصْيَانِهِم، كَذلِكَ هُمُ الآنَ عَصَوا اللهَ مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكُم، لِكَي يُرْحَمُوا الآنَ هُم أَيْضًا؛ لأَنَّ اللهَ قَدْ حَبَسَ جَمِيعَ النَّاسِ في العُصْيَان، لِكَي يَرْحَمَ الجَميع. فَيَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ ومَعْرِفَتِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الإِدْرَاك، وطُرُقَهُ عَنِ الٱسْتِقصَاء! فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ؟ أَو مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟ أَو مَنْ أَقْرَضَهُ شَيْئًا فَيَرُدَّهُ اللهُ إِلَيْه؟ لأَنَّ كُلَّ شَيءٍ مِنْهُ وَبِهِ وَإِلَيْه. لَهُ المَجْدُ إِلى الدُّهُور. آمين”.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

لا ديمقراطية ولا عمل سياسي حر في لبنان بظل احتلال حزب الله، ومن يقول العكس هو مستسلم وطروادي

الياس بجاني/14 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114003/114003/

هل ممكن لأي عاقل وحر وحامل قضيتي السادة والاستقلال، أن يدعي بأن هناك وجود لديمقراطية وحريات وقضاء عادل ومساواة، واحترام لقيمة وإنسانية المواطن في لبنان، بظل احتلال حزب الله، الذي بإرهابه وبلطجيته ودمويته وفجوره، يخطف ويأخذ اللبنانيين رهائن، ويمسك بكل مفاصل الدولة، وبرقاب وألسنة كل الحكام والمسؤولين وأصحاب شركات للأحزاب؟

كيف يكون مجلس النواب حراً بقراره وسيد نفسه، والنواب كافة ترشحوا طبقاً لقانون هجين فصله حزب الله على مقاس احتلاله، وبما يخدم مشروعه الملالوي اللاغي للبنان وللبنانيين ولكل ما هو لبناني؟

هنا نسأل، كيف يكون صادقاً ووطنياً ولبنانياً، أي صاحب شركة حزب 14 آذاري، أو نائب أو وزير أو رجل دين، يدعي انه سيادي واستقلالي، ولا يرى بأن حزب الله يحتل لبنان، ويعتبر أن شعار احتلال حزب الله وإيران للبنان هو شعار فضفاض؟ ألا يكون هذا المخلوق ذمي وخانع وراكع وما إلو عازي، وقابل بذل أن يمارس السياسة بظل الاحتلال وتحت رحمته وغب فرماناته، تأميناً لمصالح الخاصة وليس لمصحة الوطن والمواطن؟

وهل هي ديمقراطية أن يفرض حزب الله بالقوة والتهديد والاغتيالات والتمذهب والمال وأسلحة التخوين، إرادته بالكامل على الطائفة الشيعية الكريمة، ويمنع معارضيه من الترشح، ومن يجازف ويفعل، يُهدّد ويضرب وتُقيد تحركاته، وربما يُغتال كما كان مصير الشهيد لقمان سليم؟

وهل هي ديمقراطية أن يفرض حزب الله وأيضاً بالقوة، نبيه بري على رئاسة مجلس النواب، وبري هو مجرد أداة وواجهة لمشروعة الفارسي التدميري؟

وهل هي ديمقراطية وعدل أن يفجر حزب الله مرفأ بيروت، ويمنع القضاء من القيام بواجباته، وأيضاً بالتهديد والوعيد وبأطنان رزم التخوين؟

وهل هي ديمقراطية أن يمنع حزب الله تنفيذ القرارات الدولية، ومنها القرار 1680 الخاص بضبط الحدود مع سوريا، ويستعمل الحدود هذه لكل أنواع التهريب، وحرمان اللبنانيين من لقمة عيشهم، وسرقة أموالهم وودائعهم من خلال هرطقة التمويل الحكومي لكل السلع التي يهربها من وإلى سوريا؟

وهل هي ديمقراطية أن يحول حزب الله لبنان إلى مخزن أسلحة لإيران وإلى ساحة لحروب ملاليها؟

وهل هي ديمقراطية أن يقول بفجور وعهر واستكبار بأنه سوف يعين رئيس جمهورية يحميه؟

يحميه من ماذا؟

ب يحميه هو يعني: أن الرئيس الطرطور عليه يترك سلاحه على حاله، ويقوي دويلته، ويغض الطرف عن حروبه وإرهابه في أي مكان في العالم، وبالطبع في سوريا واليمن وغزة والضفة الغربية والعراق والخ. وأن لا يتم تعيين أي وزير أو مسؤول أو موظف دون موافقته، وان يعادي العالمين العربي والدولي، وان يكون مجرد أداة بيده، ويرضي ساكتاً وخانعاً باقتلاع الكيان، وتحول البلد إلى محافظة إيرانية..وتطول قائمة الهرطقات والفجور والعهر!!

من هنا فإن مجلس النواب بكامل أعضائه هو بيد حزب الله، لأن النواب كافة ترشحوا بظل احتلاله وإرهابه وسلطة دويلته، وغب فرماناته، وطبقاً لقانونه الانتخابي.

هؤلاء النواب وأصحاب شركات الأحزاب الذين اختاروهم هم عملياً مجرد دمى لا أكثر ولا أقل.

في الخلاصة، لا ديمقراطية ولا عمل سياسي في ظل الاحتلال...وبالتالي المحتل سوف يُعين من يريد في موقع رئاسة الجمهورية.

والسؤال هو: هل هناك نواب أحرار وسياديين في لبنان..بالطبع لا وألف لا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

https://www.youtube.com/watch?v=zyqjVVCIzf4&t=11s

 

الياس بجاني/فيديو ونص/مسرحيي إسرائيليي جديدي لتلميع هالة حزب الكوبتاغون، عنوانها اسلحة إيرانية تهربها طائرات فارسية عبر مطار بيروت

الياس بجاني/10 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113967/113967/

شي متل الكذب ع قول فيلسوفنا الكبير موريس عواد، الله يرحمه.

منسئل: هلق بس تا شافت إسرائيل انو حزب الكوبتاغون عم يهرب أسلحة إيرانية عن طريق مطار بيروت؟

شي متل الكذب؟.. لا هيدي الكذب بعينو وبلحمو وبشحمو!!

صرنا معودين إنو كل ما يكون حزب إيران بلبنان بورطا، بيطل علينا الإسرائيلي بقصة أو مسرحية أو تقرير، أو بيان تحذير، تا يلمعلوا صورتو.

دخلكون شو صار بمسرحية أنفاق حزب الشيطان ع الحدود مع إسرائيل؟

وشو صار بهمروجة وفيلم مصانع الأسلحة الدقيقا بالضاحيي الجنوبيي، يلي طوش الدني فيها نيتنياهو؟

وشو صار بمسرحية سيارة الإسعاف يلي حط الإسرائيلي فيها دمى، وقلوا لنصر الله اقصفها واعمل بطل؟

وشو صار بخبرية الطيارة الدرون يلي سقطها حزب الله بالضاحية بحجر؟

وتا تكمل المسرحية الأخبار من إسرائيل ذكرت اليوم انو الجيش العبري عم بيقوم بتدريبات على الحدود مع لبنان..ودقي يا مزيكا؟

وليش نحنا نسينا صفقة الغار والبترول وترسيم الحدود البحريي الأخرانيي، واعتراف حزب الشيطان بإسرائيل وبحقها باستخراج الغاز والبترول، وكمان تسميتها رسمياً “بدولة إسرائيل” باعلان خينا بري ما غيرو “باتفاق الإطار”؟

هيك مسرحيات صارت ممجوجي وما عدت تمرق إلا ع قطعان محور المقاومة الدجال.

فهموها بقا، اسرائيل وإيران وحزبها الكبتاغوني بلبنان اصحاب وحلفا، وبيقدموا خدمات لبعضن بوقت الشدائد، ومتل ما بيقول المتل: “هني دافنين الشيخ زنكو سوا”

بالخلاصة: لبنان يحتله حزب الله وبمباركي إسرائيليي..

وخلصونا بقا من مسرحياتكن الكذابي والسخيفي

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص/مسرحيي إسرائيليي جديدي لتلميع هالة حزب الكوبتاغون، عنوانها اسلحة إيرانية تهربها طائرات فارسية عبر مطار بيروت

الياس بجاني/10 كانون الأول/2022

https://www.youtube.com/watch?v=R560WNI2dwU&ab_channel=EliasBejjani

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تذكار القديس نعمة الله كسّاب الحرديني السنوي

موقع قديس اليوم/14 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114042/%d8%aa%d8%b0%d9%83%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3-%d9%86%d8%b9%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%83%d8%b3%d9%91%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%af%d9%8a%d9%86%d9%8a/

حياة وفضائل

ولادته: ولد يوسف كسّاب (الأب نعمة الله) سنة 1808 أو 1810 باختلاف المصادر. والده جرجس كسّاب من بيت كسّات – حردين. والدته مريم ابنة الخوري يوسف يعقوب من تنّورين.

عائلته: يرجع اصل عائلة كسّاب الى القليعات في كسروان التي نزحت عنها خزّون جدّة يوسف لوالده، كنعان صادق طربيه من تنورين، على اثر مقتل زوجها سلهب كساب، ومعها اولادها: جرجس، صادق وبشير إلى تنورين عام 1769، فحردين حيث اشترت مزرعة شرق البلدة عرفت فيما بعد “بمزرعة أو حارة بيت كسّاب”.

وله اربعة اشقاء هم: عسّاف، الياس وهو الأب الحبيس اليشع كسّاب وطانيوس الذي سيّم كاهناً ويعقوب، وله ايضاً شقيقتان هما مسيحيّة التي ترهبت في دير مار يوحنا حراش ومريم.

محطّات في سيرته.

عام 1828: دخل يوسف جرجس كسّاب الابتداء في دير مار انطونيوس قزحيا باسم الأخ نعمة الله كسّاب.

عام 1830: ابرز نذوره الاحتفالية ولبس الاسكيم عن يد رئيس دير مار انطونيوس قزحيا.

عام 1833 او 1835: (حسب المصادر) سيّم كاهناً بوضع يد سيادة المطران سمعان زوين النائب البطريركي في دير كفيفان.

عام 1845: اصبح استاذاً للاهوت الأدبي في المدرسة الرهبانية في دير كفيفان، ثم مدبّراً للأخوة الدارسين.

عام 1845 إلى 1853: عيّنه الكرسي الرسولي مدبّراً لمرتين ( 1845 – 1848) و (1850 – 1853)، مارس عد‍ّة مسؤوليات في عنّايا، بحرصاف، حوب، وغيرها.

عام 1853 إلى 1856: التزم الأب نعمة الله كسّاب دير كفيفان حيث تابع تعليم اللاهوت الأدبي للأخوة الدارسين ومن بينهم القديس شربل مخلوف.

عام 1856 إلى 1858: عيّنة الكرسي الرسولي مدبّراً للمرة الثالثة.

وفاته: توفي الأب المدبّر نعمة الله كسّاب في 14 كانون الأول 1858 اثر اصابته بمرض ذات الجنب.

العجائب والنعم

كان الأب نعمة الله كسّاب خادماً اميناً للربّ وتلميذا صادقاً للسيّد المسيح. أجترح الله بشفاعته العجائب والآيات في حياته وبعد وفاته. وقد حدث في الليلة التي دفن فيها ان انبعث من القبر نور ساطع مشعّ، على مرّات متوالية، وقد شوهِدَ من بعد، فشهد القبر سيلاً من المؤمنين أتوا مصلّين. بعد وفاته، بقي جثمانه سليماً من الفساد، فعمدت السلطة الرهبانية سنة 1864 الى نقل جثمانه الى الغرفة الحالية في دير كفيفان، ووضعه في تابوت كي يراه المؤمنون ويتباركوا منه.

بعض العجائب المنسوبة إليه:

1- أعجوبة كسيح وطى المروج (مخايل الكفوري) عام 1872.

2- أعجوبة أعمى بتغرين (موسى صليبا).

3- أعجوبة شفاء والدة المطران يوسف الخازن من العمى.

4- أعجوبة شفاء الأب منصور عوّاد من الشلل عام 1891.

5- أعجوبة شفاء ابن الإمرأة الدرزية من قرية الرويس في الشوف.

6- أعجوبة شفاء عين وإرجاع بصر شرقا (ارملة نخّول الياس من داريّا).

7- أعجوبة شفاء اسكندر صقر من معلّقة زحلة من مرض الغرغرينا.

8- أعجوبة شفاء الدكتور جورج نجم سعادة من شبطين من مرض مستعص.

9- أعجوبة شفاء جوان شهوان في استراليا من حادث سير مروّع عام 1960.

10- شفاء الشاب أندره نجم من داء السرطان في الدّم عام 1987، وهي الأعجوبة التي اعتمدت في دعوى التطويب.

أهم مراحل دعوى التطويب

21-4-1926 : قُدّمت دعواه إلى روما مع دعوى القديس شربل والطوباوية رفقا.

7- 9- 1989 : أعلِنت بطولة فضائله، فأصبح مكرّماً.

2- 5- 1996 : تمّ فتح دعوى التحقيق في شفاء الشاب اندره نجم.

27-9-1996 : قبول ملف أعجوبة الشفاء في مجمع القدّيسين في روما.

27-2-1997 : تصويت اللجنة الطبّية بالإجماع (5/5) على أعجوبة الشفاء.

9- 5- 1997 : تصويت اللجنة اللاهوتية بالإجماع (7/7) على أعجوبة الشفاء.

1- 7-1997 : تصويت اللجنة العامّة (وفيها 24 كردينالاً) بالإجماع على أعجوبة الشفاء.

7- 7- 1997 : قراءة قرار الأعجوبة أمام قداسة البابا يوحنا بولس الثاني.

16-5- 2004: إعلان قداسة الأب نعمة الله كساب الحرديني في روما.

 

رابط فيديو ونص من معهد واشنطن/حلقة نقاش عنوانها: الأكراد بوجه النظام الإيراني: التداعيات الداخلية والإقليمية بمشاركة عبد الله مهتدي وشكرية برادوست وديفيد بولوك

معهد واشنطن/14 كانون الأول/

Text & Video/Kurds Against the Iranian Regime: Internal and Regional Implications/Abdullah Mohtadi, Shukriya Bradost, David Pollock

Washington Institute/December 14/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114061/114061/

ناشطون وخبراء يناقشون ما يمكن لواشنطن فعله للحد من حملات طهران العنيفة ضد السكان الأكراد في كل من إيران والعراق.

 

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون الجديد مع مدير تحرير موقع اساس ميديا محمد بركات يتناول من خلالها تخلخل نظام الملالي جراء استمرار وتطور المظاهرات وارتداداتها على مواقع حزب الله التنازلية حتى بات خطابه كخطاب فارس سعيد وميشال معوض مشيراً إلى جوزيف عون هو مرشح الحزب، وباسيل حاجة له وينفذ سيناريو مرسوم له.

14 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114051/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%85%d8%b9-%d9%85%d8%af%d9%8a%d8%b1-%d8%aa%d8%ad/

بعض ما قاله بركات

*التسوية تقترب ولهذا هناك تطابق كبير بين خطاب حزب الله (الشيخ نعيم قاسم وقاسم قصير) وميشال معوض وفارس سعيد لجهة تنفيذ اتفاق الطائف والحوار والإستراتجية الدفاعية والأولوية الإقتصادية.

*النظام في إيران يتخلخل ولهذا تغيرت مواقف حزب الله المتشدده.

*ميقاتي يمثل الفشل بكل اوجهه وهو انهازي وينفذ ما يؤمر به.

*استقبال نجيب ميقاتي في السعودية هو استقبال لممثل الدولة اللبنانية و ليس

زيارة ميقاتي للسعودية كانت بروتوكولية وبسبب عدم وجود رئيس ولم يكن لها أية مفاعيل والسعودية موقفها من اجتماعه بولي العهد كان واضح وهامشي وجاء بسطور قليلة ودون صورة.

*المساعدات الأميركية تشمل كل البلديات التي لحزب الله سيطرة عليها أو وجود فاعل فيها.

حزب الله سوف يحاسب على الإغتيالات الإجرام وهو أمر حتمي آتي مع التسوية الدولية.

*مرشح حزب الله الرئاسي هو جوزيف عون وفرنجية عند الحزب هو كالخط البحري الحدودي 29، أي للمناورة…ولا حظوظ حالياً لباسيل هو يعرف ذلك ولكنه يريد وعد من نصرالله بدعمه بعد ست سنوات. *

*الحوار بين القوات والمردة ليس رئاسياً، بل لترطيب الأجواء في مناطق تواجدهم…والقوات علناً تؤيد جوزيف عون للرئاسة.

 

رابط فيديو مقابلة من ال أم تي في مع الصحافي رامي نعيم: هذا ما قاله لي جبران باسيل

https://www.youtube.com/watch?v=dFgYBNAGL9k

 

ماكرون في لبنان..!!

صحف/الاربعاء 14 كانون الأول 2022       

أفادت وكالة "سبوتنيك" بأنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يزور بيروت في 24 كانون الاول ويلتقي رئيسي الحكومة والبرلمان اللبنانيين.

 

المطران الحاج إلى فلسطين عبر الناقورة

ليبانون ديبايت/الاربعاء 14 كانون الأول 2022

عُلم أن المطران موسى الحاج، يتحضّر لزيارة فلسطين يوم غد الخميس عبر معبر الناقورة، وهي المرة الأولى بعد الأزمة القضائية التي حصلت معه منذ مدة. وفي المعطيات، أن الملف القضائي يتم العمل عليه على قدم وساق من قبل الوزير السابق المحامي ناجي بستاني، الذي تولى ملف المطران الحاج بناء لطلب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

 

إسرائيل: شوّشنا على مشروع إيران بوضع صواريخ في سوريا ولبنان

 قناة العربية.نت/14 كانون الأول/2022

أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه “استهدف قافلة أسلحة إيرانية على حدود سوريا والعراق قبل أسابيع”. وادعى رئيس هيئة أركان الجيش، أفيف كوخافي، اليوم الأربعاء، أنه “جرى التشويش تماماً على مشروع إيران بوضع مئات الصواريخ أرض – جو في سوريا ولبنان”. وأضاف أن “الجيش الإسرائيلي منع نحو 400 عملية في العام الحالي بمساعدة جهاز المخابرات العامة (الشاباك) وحرس الحدود”. وتابع كوخافي إلى أن “هذه إحدى الحروب التي يخوضها الجيش الإسرائيلي، وهي لم تكن محكمة، وطهران نجحت في بعض الأحيان في تهريب الأسلحة إلى سوريا وحزب الله في لبنان. لكن حلم إيران العام بإنشاء حزب الله الجديد من هضبة الجولان السورية قد أُحبط”. وكشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، الخميس الماضي، عن أن “تل أبيب تشتبه في محاولة إيرانية جديدة لتهريب أسلحة عبر مطار بيروت الدولي بالاستعانة بشركة “معراج” للطيران التي بدأت مؤخراً تسيير رحلات مباشرة بين طهران والعاصمة اللبنانية”. وأضافت أن “التقرير الذي بثته القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية لفت إلى أن تل أبيب تتحرى عن محاولة طهران إنشاء ممر لتهريب الأسلحة في رحلات مدنية على طائرات الشركة إلى بيروت.”وأشارت إلى أن “التفكير في طريق التهريب الجديد المحتمل جاء نتيجة إحباط إسرائيل محاولات نقل الأسلحة الإيرانية عبر العاصمة السورية دمشق.” وأردفت أن “إسرائيل هددت بشن ضربات على مطار بيروت لإحباط توصيل شحنات الأسلحة على غرار ما فعلته من قبل في دمشق.”

 

إسرائيل تعترف: إيران نجحت في تهريب الأسلحة إلى “الحزب”!

صحف/14 كانون الأول/2022

أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، اليوم الأربعاء، أن المقاتلات الإسرائيلية قصفت قافلة أسلحة على الحدود السورية العراقية قبل عدة أسابيع”. وقال كوخافي إن لدى الجيش الإسرائيلي “معلومات استخباراتية كاملة لضرب الشاحنة رقم 8 من أصل 25 شاحنة، لأنه كان يعلم أن هذه الشاحنة كانت تحتوي على أسلحة إيرانية”، وأكد، “أننا عطلنا مشروعا إيرانيا لوضع مئات الصواريخ أرض- جو في سوريا ولبنان”. وأشار كوخافي إلى أن “هذه إحدى الحروب التي يخوضها الجيش الإسرائيلي، وهي لم تكن محكمة وطهران نجحت في بعض الأحيان في تهريب الأسلحة إلى سوريا وحزب الله في

لبنان. لكن حلم إيران العام بإنشاء “حزب الله الجديد” من هضبة الجولان السورية قد أُحبط”.

 

القضاء اللبناني... بدعتان غير مسبوقتين!

ليبانون ديبايت/الاربعاء 14 كانون الأول 2022

تنتهج النيابة العامة في جبل لبنان أسلوبًا مختلفًا في الملاحقات لا سيما ما يتعلق بالاستدعاءات في ملف الدوائر العقارية وهيئة إدارة السير والمركبات، ويمكن اعتبار ما تقوم به نوعاً من البدع في القانون اللبناني. وإعتمدت النيابة العامة في جبل لبنان بدعتين في عملها، وهما:

- إصدار مذكرة "اصطحاب" غير الواردة في أصول المحاكمات حيث تقتصر المذكرات على 3 أنواع "دعوة" و"جلب" و"توقيف"، والتي تصدر عادة مع تمنّع المدعى عليه أو المستدعى عن الحضور الى مكتب القاضي، وتم احضار الموقوفين بهذا الملف تحت تسمية مذكرة "اصطحاب" حتى قبل تبليغهم كما ينص القانون .بحيث لم يأخذوا فرصة للحضور طوعياً للاستماع اليهم، لا بل قامت العناصر الامنية بالمداهمة وترويع الاطفال واهالي المستدعين، رغم ان الجرم لا يتعدى موضوع الرشوة ،كما ان أماكن المستدعين الى التحقيق معروفة وكذلك منازلهم ويمكن تبليغم بشكل طبيعي.

- أما البدعة الثانية هي بطريقة التذاكي في موضوع الاستدعاءات، وبما أن الموظف يتمتع بالحصانة الوظيفية فقد لجأ قضاة التحقيق الى استدعاء هؤلاء تحت خانة "الإثراء غير المشروع" والذي لا يحتاج الى أذونات للملاحقة، لا سيما ان الملاحقة بتهمة الاثراء غير المشروع يجب أن تستند فيه النيابة الى وقائع لتؤلف منها الجرم في الملف. ولكن ما يجري اليوم انه بعد مذكرة "الاصطحاب يتم الاستماع الى المستدعين ليس بتهمة الإثراء غير المشروع بل بتهم أخرى ابرزها "الرشوة " والتي يجري التحقيق فيها مع كثير من موظفي الدائرة العقارية في بعبدا، والذين تم احضارهم "إصطحابهم" بدون تبليغ مسبق.

 

"المهمة أُنجزت"... ردٌّ لافت لحزب الله على التهديد الاسرائيلي بضرب المطار!

ليبانون ديبايت/الاربعاء 14 كانون الأول 2022

لم يأت التحذير بضرب مطار بيروت في الأيام الماضية كما تشتهيه اسرائيل، فرغم المعلومات التي كشفتها تل أبيب بشأن قيام حزب الله بنقل أسلحة إيرانية عبر المطار، الا أن مقربين من الحزب اعتبروا أنّ "المزاعم الإسرائيلية هي مدعاة للسخرية ولا أساس لها من الصحة". وردا على مزاعم الإعلام الإسرائيلي، كشف المقربون بحسب ما نشر الصحفي عماد مرمل في "الجمهورية" اليوم أنّ "الحزب أتمّ أصلاً نقل الصواريخ الذكية ومستلزماتها بالبر، والمهمة أُنجزت كما سبق أن أكّد السيد حسن نصرالله، على رغم الهجمات الإسرائيلية والمراقبة المستمرة". وأشار هؤلاء، إلى أنّ "المرافق الحدودية للدولة اللبنانية سواء كانت جوية او بحرية، ليست مدرجة ضمن حسابات الحزب، ولا يعتمدها في عمليات نقل الأسلحة التي تتطلب عناية شديدة وخصوصية أمنية، لا يمكن ضمان توافرهما في المرافق العامة، حيث خطر الانكشاف والاختراق". وذكّر القريبون من الحزب، أنّ "أحد الأسباب الأساسية التي دفعته اصلاً الى خوض الحرب في سوريا، كان إبقاء خط الإمداد للمقاومة في لبنان سالكاً، وهذا الإنجاز لا يزال ساري المفعول ميدانياً". وتساءلوا، "كيف يمكن أن يستعين الحزب بمطار بيروت للحصول على السلاح من إيران، وسط انتشار الأجهزة الأمنية وعيون المخابرات الأميركية في داخله؟ ويتابعون: لم يسبق له أن فعلها وبالتأكيد ليس في هذا الوارد الآن". ولفت المحيطون بالحزب إلى انّ "مقولة انّه يسيطر على المطار ساقطة، مستغربين كيف يكون صاحب النفوذ والسطوة فيه، بينما شركات طيران إيرانية وسورية وروسية وبيلاروسية تُمنع من التزود بالوقود في المطار، لأنّها مدرجة على لائحة العقوبات الأميركية". وأضافوا، "المفارقة التي يجب التوقف عندها هي انّ إيران عرضت منح لبنان هبة فيول مجانية، في حين انّ طائرات مدنية تخصّها ممنوعة من أن تتزود بالوقود في بيروت".

 

"معيارٌ رئاسي" لن يتنازل عنه الحزب!

ليبانون ديبايت/الاربعاء 14 كانون الأول 2022

لافتة كانت تغريدة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم التي حدد بها 3 مواصفات لرئيس الجمهورية، وهي رعاية خطة الإنقاذ الإقتصادي، القدرة على التواصل مع كل الأفرقاء، وأن لا يكون إستفزازياً، ليُلحقها أمس بتغريدة أخرى أكّد بها أنَّ "هذا الإستحقاق غير مرتبط بمستقبل المقاومة"، إلا أن قاسم لم يأت على ذكر المعيار الذي حدده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وهو "عدم الطعن بظهر المقاومة"، فهل تراجع حزب الله عن هذا الشرط؟! في هذا الإطار أكّد رئيس تحرير مجلة "مرايا" الإعلامية فادي بودية أنَّ "موضوع الطعن بظهر المقاومة ليس صفة بل إستراتيجية، وبالتالي عدم الحديث بها لا يعني أن حزب الله تراجع عنها أبداً". وقال بودية لـ "ليبانون ديبايت": "عدم الطعن بظهر المقاومة هو معيار حدّده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ولذلك فإن هذه الإستراتيجية تبقى سارية المفعول ولا داعي للعودة إليها والحديث فيها". وأضاف، "القدرة على الطعن شيء، والعمل عليه شيء مختلف، بالتأكيد هناك مشروع للقضاء على المقاومة في لبنان، ومن يقود هذا المشروع هم الأميركيين ومن لف لفيفهم، لذلك هناك نيّة، ولكن بالتأكيد لا يوجد قدرة على تحقيق ذلك". وتابع بودية، "اليوم حزب الله بالقدرة الشعبية والعسكرية والعلمية وبما وصلت إليه المقاومة من الصعب جداً القدرة على الطعن بها والتجارب الحية واضحة".

وعن إحتمال دعم الحزب ترشيح قائد الجيش، لفت إلى أنَّ "الثنائي يدعمان ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وهذا لا يعني إستهدافاً لقائد الجيش، علاقة الحزب مع الجيش طيبة وهناك تنسيق دائم وكذلك هي مع جوزاف عون ولكن من موقعه كقائد جيش". وعن موعد إعلان الثنائي عن ترشيح فرنجية أشار بودية إلى أنَّ، "هذا الأمر يتعلق بالمناخ الإنتخابي الرئاسي، وإعلان السيد نصرالله أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون شخصية توافقية لا يتحدى ولا يستفز أحد يفترض وجود جو توافقي، ورأينا تجربة ترشيح ميشال معوض إلى أين أوصلتنا". وحول المبادرة القطرية أفاد بأن "قطر تحيك خيوط مبادرة جديّة تجاه لبنان ستقدمها بعد المونديال وتحديداً بعد رأس السنة، وهي تحظى ببعض الدعم الدولي والإقليمي، وحصول هذه المبادرة على المقبولية أمر متروك لوقته". وأكد بودية أنّ "لا وجود لأي تواصل قطري مع حزب الله وكذلك لا يوجد تواصل خليجي سواء من السعودية أو من الإمارات، هناك تواصل دولي مع الفرنسيين والروس، والحزب لا يغلق أبوابه تجاه أحد والتواصل له أسس ومعايير".

 

محامو بيروت وطرابلس ينتفضون على القضاة... "مواقف صارمة"!

ليبانون ديبايت/الاربعاء 14 كانون الأول 2022

اجتماع مشترك سيحصل اليوم في بيت المحامي بين نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس لإعلاء الصوت بوجه اعتكاف القضاة، من المرجّح أن ينتج عنه موقفًا تصعيديًا. الإجتماع دعا إليه كل من نقيبي المحامين في بيروت وطرابلس ناضر كسبار وماري تريز القوّال. فماذا يقول كسبار لـ"ليبانون ديبايت" عن اللقاء المشترك؟ كسبار لفت الى أن اعتكاف القضاة منذ 5 أشهر تحوّل الى "استنكاف"، وعمل المحامين مرتبط بعمل القضاة، مما يؤثر على عمل المحامين الذين يسيرون على طريق الإفلاس. وتابع، "نصف المكاتب أغلقت أبوابها، إثر توقف القضاء عن العمل كليًا بما فيه الدوائر العقارية والمالية، ونحن لدينا أجارات مكاتب ورواتب سكرتيرة وكاتب ومحامين، ليس كما القضاة". وقال، "القاضي هو الأقوى في البلد وكل الصلاحيات بيده، فمن يمنع القاضي الشريف من ممارسة عمله؟ القضاة يضيعون من دربهم أموال طائلة". وتطرق كسبار لمسألة الموقوفين الذين ينتظرون حكمهم ولا يحصلون عليه، إذ قال، "هناك 1000 موقوف بانتظار قرار اخلاء سبيلهم". وأضاء أيضًا على أنه ليس هناك فقط ملفات جزائية، وأضاف، "هناك مبان تُحتل من أشخاص ولا يستطيع أصحابها الحصول على حكم، وهناك ملّاك لا يستحصلون على حقوقهم من مستأجرين والعكس، وأمور شبيهة أُخرى". وعن الموقف المرتقب، قال كسبار، "سنراسل الخارج لأن حق التقاضي حق مقدس، ولكننا سنطالب أيضًا بتوقيف رواتب القضاة، وسنطلب من القاضي الذي لا يريد العمل أن يستقيل إذا كان يشعر بالغبن، على الرغم من أن القضاة يُقدّم لهم كل شيء".

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

"أرنب الحوار" سقط... فهل يرفع بري جلسة الغد إلى 2023؟

ماكرون إلى الجنوب "معايداً" وفرنجية "لن يستسلم" لباسيل!

نداء الوطن/14 كانون الأول 2022

كلّ "الرادارات الرئاسية" باتت مسلطة باتجاه الخارج بعدما نجحت قوى الثامن من آذار في تفكيك المفاعيل الوطنية والدستورية للاستحقاق وتكبيله بسلاسل الشغور الطويلة تحت وطأة خلافات أركانها وتفاوت أولويات أجنداتهم الشخصية والإقليمية، لتكون النتيجة تمديداً للأزمة الرئاسية وانسداد الآفاق والسبل الآيلة إلى حلّها، بانتظار أن تحين لحظة التسوية الخارجية التي يترقّبها "حزب الله" ليحزم أمره ويحسم بوصلة توجهاته في لعبة شد الحبال بين "بنشعي" و"ميرنا الشالوحي".

لكن حتى الساعة لم تخرج مؤشرات الاهتمام الخارجي بالملف الرئاسي اللبناني عن دائرة الترقب وجسّ النبض واستطلاع الآراء والحظوظ الرئاسية من منظار المواصفات المطلوبة والمقبولة عربياً ودولياً في شخص الرئيس اللبناني المقبل ليكون قادراً على قيادة دفة البلاد إلى ضفة الإصلاح والإنقاذ الموعودة في المرحلة المقبلة... وهذا فحوى الرسالة التي يحملها مساعد وزير الخارجية الأميركية إيثن غولدريتش الذي وصل بيروت أمس للتأكيد على حتمية تلازم المسارات ببن "تنفيذ الإصلاحات وحصول لبنان على الدعم الدولي"، وهذا أيضاً "جوهر الرسالة" التي يعتزم نقلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته المرتقبة إلى جنوب لبنان لمعايدة الجنود الفرنسيين العاملين ضمن إطار قوات "اليونيفل". إذ كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ"نداء الوطن" أنّ زيارة ماكرون إلى الجنوب في فترة الأعياد "باتت مؤكدة ومدرجة على جدول أعمال جولته على المنطقة، بعدما تردّدت معلومات صحافية في الآونة الأخيرة عن إمكانية إلغائها".

أما في مستجدات التشنّج الرئاسي المحتدم على حلبة تنازع الترشيح الرئاسي بين حليفي "حزب الله" سليمان فرنجية وجبران باسيل، فنقلت أوساط مواكبة لأجواء الثامن من آذار لـ"نداء الوطن" أنّ رئيس "تيار المردة" يعمل "بجهد وصمت لحشد الدعم الخارجي لترشيحه خصوصاً على المستوى العربي"، موضحةً أنّ المعلومات المتوافرة في هذا المجال تشي بأنّ "نافذين مقرّبين من فرنجية يتولّون عملية التسويق له عبر قنوات ديبلوماسية عربية، فضلاً عن محاولة الدفع باتجاه رفع حظوظه عربياً التي يتولاها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي شخصياً خلال لقاءاته واتصالاته مع القيادات العربية".

وإذ أكدت أنّ فرنجية "لا يبدو في وارد الاستسلام بسهولة هذه المرة أمام تهويل باسيل كما فعل في المرة الماضية أمام ميشال عون"، لفتت الأوساط نفسها إلى أنّ رئيس "التيار الوطني الحر" بات يضع في المقابل كل رهانه على أن "يساهم الدور القطري في إجهاض أي ميل خارجي لدعم خيار ترشيح فرنجية خصوصاً بعدما لمس انفتاحاً فرنسياً واضحاً خلال زيارته باريس على إمكانية التوجه نحو اعتماد هكذا خيار في حال لم يقابل بفيتو عربي، وذلك بالتوازي مع "النقزة" التي خلّفتها استضافة فرنجية في الاحتفال الذي أقامته السفارة السعودية في بيروت الشهر الفائت لمناسبة الذكرى 33 لتوقيع اتفاق الطائف".

وفي الغضون، سقط "أرنب الحوار" من جيب رئيس مجلس النواب نبيه بري فسقطت معه المبادرة التي طرحها قبيل رفعه الجلسة الرئاسية الأخيرة بفعل رفضها من جانب "القوات اللبنانية" أمس بعد موقف مماثل من "التيار الوطني الحر" ما أفقدها الغطاء المسيحي اللازم، ليعود المجلس إلى الانعقاد غداً في جلسة فولكلورية جديدة لن تخرج عن سيناريوات سابقاتها، ما دفع أوساطاً نيابية إلى ترقب أن يردّ برّي على رفض مبادرته برفع جلسة الغد وترحيل موعد استئناف الجلسات الرئاسية إلى العام الجديد.

وكانت الدائرة الإعلامية في "القوات" قد شددت بالأمس انطلاقاً من كون "طاولات الحوار الوطني تستلزم لنجاحها نوايا وطنية صافية ومساواة بين المتحاورين في الحقوق والواجبات الأمر الذي لم يتوفّر يوماً"، على رفض "أي حوار يكون بمثابة تعطيل واضح لموجب دستوري كانتخاب رئيس للجمهورية، أو تمديد غير معروف الأفق السياسي ولا السقف الزمني لواقع الشغور الرئاسي"، ولفتت في مقابل من يتهمها "عن سوء نية برفض فكرة الحوار" إلى أنّ "من يعطّل تطبيق الدستور ويمدّد عمر الشغور الرئاسي وبالتالي عمر الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية التي لا يؤدي تعطيل انتخاب الرئيس سوى الى مفاقمتها، هو من تجب مساءلته أمام الشعب والتاريخ"، مجددة التأكيد على موقف "القوات" المبدئي بعدم رفض الحوار "عندما يُعقد في زمانه الصحيح"، ومطالبةً في الوقت الراهن "رئيس مجلس النواب بسحب دعوته الى الحوار والعودة الى نصوص دستورنا الواضحة من خلال دعوة المجلس الى عقد جلسات مفتوحة لا تنتهي إلا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد للشعب أمله بوطنه وللسلطات الدستورية انتظامها".

 

صفعة "الثنائي المسيحي" علّمت رئاسيّاً!

شادي هيلانة/أخبار اليوم/14 كانون الأول 2022":

بدا رئيس مجلس النواب نبيه برّي واضح النيّة وبشكلٍ كبير، عبر ترشيحه للوزير السابق سليمان فرنجيّة الى رئاسة الجمهورية، ساعيّاً بهذا الصدد الى تأييد خارجي لهُ، هذا في حال تعاظمت الإشارات الدولية باتجاهه. الّا انّ "الثنائي المسيحي" المتمثل بكتلتي "الجمهورية القوية " و"لبنان القوي"، قال لهُ بصراحة "stop" برفضه الحوار الذي دعا اليه للمرة الثانية على التوالي، وهنا يكمن بيت القصيد بحيث أن الهدف من الحوار، ايصال الشخص الذي تريده قوى الثامن من آذار حصراً. الحوار ولد ميتاً منذ البداية، لا سيما انّ برّي لنّ يدخل بأيّة مقايضة على ترشيح فرنجية، ولن يقبل بأيّ تنازل في هذا الاتجاه - لإخراج ملف رئاسة الجمهورية من عنق الازمات السياسية. كما انّ برّي، شعر جيداً بـ"الصفعة" التي وجهّت إليه، في عدم قدرته على التأثير على اللاعبين اللبنانيين للوصول الى النتائج المرجوة. وفي الموازاة تعقد الجلسة العاشرة للانتخاب عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر غد الخميس، والتي لنّ تحدث ايّ خرق على المستوى الرئاسي، وستكون كسابقاتها من حيث الشكل والمضمون، بعدما تحولت تلك الجلسات الى مسرحية هزلية، في ظل التباين الواسع بين الكتل، بالتالي ليس خافياً على أحد انّ انتخاب رئيس لم يوضع على أجندة السياسيين بعد، كونهم لا يسعون الى لبننة الاستحقاق بالحوار والتفاهم، كونهم يعولون على أيّ تسوية إقليمية ودولية تفاتح الداخل بموضوع الرئاسة. وفي هذا الاطار، كان لافتا ما ورد في بيان المطارنة الموارنة الذي دعا الأحزاب والكتل النيابيّة إلى الإفادة من الأجواء الإيجابية لتأمين إتمام هذا الإستحقاق بما يرفع عن البلاد التأزُّم الذي يُصيبها في أكثر من قطاع. ازاء كل ما ورد، تحدثت معلومات لِوكالة "اخبار اليوم"، من مصادر على صلة بمسؤولين قطريين، انّ الدوحة وصلت الى خطوات متقدمة بعد مروحة إتصالات عربية - غربية، بحيث اقنعت الفرنسيين والاميركيين والسعوديين، بالمضي بخيار انتخاب قائد الجيش جوزاف عون الى رئاسة الجمهورية، تبقى عقدة وحيدة إقناع كل الاطراف اللبنانية به، كما تشير المعلومات ايضاً، انّ رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل قدّ يرضى بإيصال عون الى المعترك الرئاسي، لكنه يطلب ضمانات لتسلك الامور طريقها الى الحلّ.

 

الخميس بلا حوار ولا رئيس

جريدة الأنباء الإلكترونيّة/14 كانون الأول/2022

عدل رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن تحويل جلسة الخميس الانتخابية إلى جلسة حوارية بين النواب لطرح ملف الاستحقاق الرئاسي على الطاولة، بعد الفشل بالوصول إلى حد أدنى من التوافق حول شخصية معيّنة، وعوضاً عن ذلك، دعا إلى جلسة انتخابية عادية، من المتوقّع أن يتكرّر خلالها سيناريو الجلسات الماضية، ولن تحمل جديداً، لأن المعطيات السياسية المحلية والخارجية لم تتغيّر. يعود سبب تراجع بري عن الدعوة للحوار، إلى رفض بعض الأطراف المسيحية، وخصوصاً القوات اللبنانية للفكرة، وهي التي أعلنت موقفها معتبرةً أن الطرح بمثابة تعطيل واضح لموجب دستوري كانتخاب رئيس للجمهورية، أو تمديد غير معروف الأفق السياسي ولا السقف الزمني لواقع الشغور الرئاسي، ففضّل الأخير الإبقاء على جلسة انتخابية عادية. وأشار عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم إلى أن "سبب خطوة برّي بالدعوة إلى جلسة انتخابية وليس حوارية، هو رفض القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر المشاركة في الحوار، وهذا الموضوع ترك أثراً سلبياً، ويعني أن ثمّة توجّهاً ما لعدم تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، لأن الحوار هو الذي يفتح الأفق للحلول بشكل أسرع". ولفت في حديث لـ"الأنباء" إلى أن "هناك من لا يريد الحوار ولديه أجندة معينة بما يتعلق بالاستحقاق، مع العلم أن الصيغة اللبنانية تحتّم التواصل والتوافق، والتلطي خلف العناوين والشعارات لا ينفع في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان". أما عن السيناريو المتوقّع في الجلسة المقبلة، فاعتبر هاشم أن "بعض التوجهات قد تتبدّل، قد يكون ثمّة أسلوب جديد للتصويت كما حصل في الجلسة الماضية، لكن كل هذا لن يغيّر شيئاً في الصورة العامة".

 

في ظلّ التأزّم السياسي.. التضخم يُسابق انهيار الليرة

علي زين الدين/الشرق الأوسط/14 كانون الأول 2022

يسير لبنان بسرعة استثنائية نحو مركز الصدارة العالمي في حصيلة التضخم التراكمي لمؤشري التضخم وانهيار العملة الوطنية، في ظل حالة «عدم يقين» مستمرة على المستوى السياسي منذ نحو 4 سنوات، وتفاقمت أخيراً مع الشغور في موقع رئاسة الجمهورية واحتدام الخلافات بشأن مهام حكومة تصريف الأعمال وصلاحياتها، فضلاً عن توسع الشلل المتحكم بمؤسسات الدولة والإدارات العامة. وتتجه الحصيلة التراكمية لمؤشر التضخم العام لتخطي مستوى 2000 بالمئة منذ أواخر العام 2018، علماً أنها انطلقت من نحو 715 في المئة منذ نهاية العام 2021. وذلك بعدما بلغ متوسّط الزيادة السنويّة في مؤشّر تضخّم الأسعار حدود 195 في المئة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي. وأيضاً، بعدما سجّل لبنان ثاني أعلى نسبة تضخّم اسميّة في أسعار الغذاء حول العالم خلال فترة الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، حيث بلغت نسبة التغير السنوية 198 في المئة، في مؤشر تضخم أسعار الغذاء، ليحل مباشرة بعد زيمبابوي التي سجلت نسبة 353 في المئة. ويسيطر الإرباك على الأسواق المالية والاستهلاكية، جراء ارتفاع المخاوف من تسجيل تراجعات قياسية إضافية في قيمة العملة الوطنية نتيجة تعاظم الكتلة النقدية بالليرة اللبنانية المتداولة، البالغة حالياً نحو 72 تريليون ليرة، والمرتبطة بترقب بدء سريان رفع سعر الصرف الرسمي للدولار إلى 15 ألف ليرة اعتباراً من أول فبراير (شباط) المقبل، وتطبيقه أيضاً على استبدال السحوبات من الودائع بالدولار التي يجري تصريفها حالياً بسعري 8 و12 ألف ليرة لكل دولار.

وحصل تدفق مستجد للسيولة بعد مباشرة تنفيذ رفع سلسلة رواتب المنتسبين إلى القطاع العام بمعدل راتبين إضافيين شهرياً. وإلى أن تتضح توجهات البنك المركزي في إدارة تدفقات السيولة المستجدة، يتوقع مسؤول مصرفي صدور تعميم بخفض سقف السحوبات ضمن الحصص الشهرية المتاحة للمودعين الأفراد من 3 آلاف إلى 2000 دولار أو الإبقاء على الحد الأقصى للسحوبات بالليرة عند مستوياتها السارية بين 5 و8 ملايين ليرة من كل حساب، علماً أن الحد الأدنى المتوازن للإنفاق المعيشي يتطلب توفر سيولة لا تقل عما يماثل 500 دولار شهرياً.

وبالإضافة إلى صرف رواتب موظفي الدولة بالدولار النقدي، ما يمنحهم زيادة إضافية في المداخيل الشهرية، متأتية من الفارق بين السعر المعتمد على المنصة، والبالغ حالياً 30.5 ألف ليرة لكل دولار، مقابل نحو 42.5 ألف ليرة لسعر الدولار الواقعي في مبادلات السوق السوداء، يتكفل استمرار العمل بالتعميم رقم 158 بتأمين دفق مماثل بحصة شهرية تبلغ 400 دولار نقداً (بنكنوت) لنحو 97 ألف مودع من الأفراد في القطاعين العام والخاص. لكنهم يتكبدون، بالمقابل، اقتطاعات بنسبة أصبحت تقارب 70 في المئة على نصف السحوبات التي يتم تحريرها بسعر 12 ألف ليرة لكل دولار، علماً أن عدد المنضوين طوعاً للاستفادة من التعميم بلغ نحو 172 ألف حساب عند انطلاقه منتصف العام الماضي.

وبالتوازي، تسود مخاوف أكبر من ارتفاع مرتقب لمؤشر التضخم نتيجة تضافر العوامل المؤثرة في توقيت متزامن. فبينما شرعت وزارة المال، أوائل الشهر الحالي، بتحصيل الرسوم الجمركية بسعر 15 ألف ليرة للدولار، أي بزيادة 10 أضعاف دفعة واحدة، وما تفرزه من زيادة على ضريبة القيمة المضافة وفرض رسم جديد بنسبة 3 في المئة على معظم السلع، تستمر الضغوط على السعر الحقيقي لليرة في الأسواق الموازية للمبادلات النقدية، ليبلغ الدولار عتبة 43 ألف ليرة، معززاً بزيادات تحوطية لا تقل نسبتها عن 20 في المئة تلحق بأسعار الاستهلاك، ما يدفع بالسعر المرجعي المعتمد تجارياً إلى مستوى يقارب عتبة 50 ألف ليرة.

وتشكل سلة الغذاء الأساسية مكمن الخطورة التي تشي بتداعيات تتعدى النطاق المعيشي إلى الإخلال بالاستقرار الهش، في ظل تسارع وتيرة نسبة التضخم الاسمية في أسعار الغذاء، والمرجح أن تختم العام الحالي بمقاربة نسبة 250 في المئة بسبب التأثيرات الفورية المترتبة على زيادات الرسوم وارتفاع سعر الدولار إزاء العملة الوطنية، وهو ما قد يتكفل باستنزاف سريع لمفاعيل زيادات مداخيل موظفي القطاع العام. ثم يفاقم، بالمقابل، من حدة الاختلال في القدرات المعيشية لدى جزء كبير من موظفي القطاع الخاص الذين لم يستفيدوا، حتى الساعة، من زيادات مكافئة على مداخيلهم.

وريثما يجري رصد مفاعيل الارتفاعات اللاحقة بالرسوم وبأكلاف الخدمات العامة التي شهدت انضمام ارتفاع بدلات الكهرباء العامة والرسوم العقارية وبدلات إفادات الأحوال الشخصية وسواها، بمعدلات تبلغ 5 أضعاف الحد الأدنى، لتلحق بالزيادات السارية منذ أشهر في قطاع الاتصالات، أظهر أحدث الإحصاءات الصادرة عن إدارة الإحصاء المركزي، تسجيل ارتفاع شهري جديد بنسبة 14.65 في المئة في مؤشِّر أسعار الاستهلاك في لبنان خلال شهر تشرين الأول 2022، مقارنةً بنسبة 8.4 في المئة في الشهر الذي سبقه. وبذلك، سجل المؤشر السنوي لتضخّم الأسعار زيادةً نسبتها 158.46 في المئة، نتيجة ارتفاعات في جميع مكوّناته، برز من بينها الارتفاع غير المسبوق في كلفة الصحّة بنسبة 270 في المئة، وهي تمثل نسبة 7.7 في المئة من المؤشر، إضافة إلى ارتفاع في أكلاف التعليم التي ارتفعت بمتوسط 191 في المئة، وبنسبة تثقيل بنسبة 6.6 في المئة، وذلك كانعكاس تلقائي للجوء المؤسسات التعليميّة والاستشفائيّة إلى التسعير بالدولار النقدي بشكل جزئي أو كلّي للخدمات التي تقدمها. كذلك، حافظت أسعار المواد الغذائيّة على وتيرة الارتفاعات الحادة لتبلغ نسبة 203.21 في المئة، وهي تمثل نسبة تثقيل 20 في المئة من المؤشر المجمع للتضخم. ورافقتها زيادة في أسعار النقل بنسبة 195.15 في المئة، وزيادة في تكاليف المسكن (الماء والغاز والكهرباء والمحروقات الأخرى) بنسبة 254 في المئة، فيما انضمت كلفة الاتصالات إلى تعظيم مؤشر التضخم بتسجيل زيادة تعدّت نسبتها 228 في المئة، بتأثير مباشر من مضاعفة أسعار التخابر والخدمات عبر الهواتف النقّالة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تعلن استهداف قافلة أسلحة إيرانية على حدود سورية والعراق

واشنطن تستأنف عملياتها ضد "داعش"... وتركيا تواصل قصف مواقع "قسد" شمال الرقة

دمشق، عواصم – وكالات/14 كانون الأول 2022

 أعلن الجيش الإسرائيلي، استهداف قافلة أسلحة إيرانية على الحدود السورية- العراقية الشهر الماضي، وفق ما أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست”. ولم يحدد رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي، بدقة موعد ومكان الاستهداف، لكن “جيروزاليم بوست” لفتت إلى تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية في 9 من نوفمبر الفائت عن غارات إسرائيلية في شرق سورية. كما نقلت “وول ستريت جورنال” آنذاك عن مصادر مطلعة، أن تل أبيب استهدفت قافلة مركبات يشتبه في تهريبها أسلحة إيرانية، بعدما عبرت الحدود من العراق. إلى ذلك كشف كوخافيأنه جرى التشويش تماماً على مشروع إيران بوضع مئات الصواريخ أرض – جو في سورية ولبنان، مشيراً إلى أن “هناك رؤية إيرانية كانت تصبو لإنشاء حزب الله جديد جنوب هضبة الجولان، وهذه الرؤية كانت تتمثل بمئات الصواريخ وعشرات الآلاف من الميليشيات”. بدورها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاجون)، أنها استأنفت بشكل كامل عملياتها ضد تنظيم “داعش” في سورية مع “قوات سورية الديمقراطية”. وقال المتحدث باسم البنتاجون الجنرال بات رايدر، في مؤتمر صحافي: “نركز مع هؤلاء الشركاء المحليين على منع إعادة تشكيل داعش”.وأضاف أن “العمليات استؤنفت الأسبوع الماضي، في يوم 9 ديسمبر الجاري”.

في هذه الأثناء، صرح مصدر ميداني، أن الجيش التركي يواصل قصف مواقع لقوات سورية الديمقراطية قسد شمال مدينة الرقة. وقال المصدر، إن “الجيش التركي قصف بالأسلحة الثقيلة مواقع قسد في قرية أبو صرة ومحيط طريق م4 شمال الرقة”، مضيفاً، بأن “القصف مستمر منذ أول من أمس، حيث يقصف الجيش التركي بالأسلحة الثقيلة مواقع قسد في قرى المعلق وصيدا ومحيط بلدة عين عيسى والطريق الدولي م4 شمال الرقة”. المصدر تحدث عن “هروب مجموعة مؤلفة من أربعة عشر عنصراً من قوات النخبة التابعة لميليشيا قسد الانفصالية، بعد نقلها من مدينة الرقة إلى جبهة عين عيسى شمال الرقة المعروفة باسم الكوماندوس، التي تلقت تدريباً و تسليحاً خاصاً من قوات التحالف الدولي في قواعدها شمال شرق سورية”.

بدوره قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا طلبت دعم روسيا وناقشت اتخاذ خطوات مشتركة معها في شمال سورية، حيث تسعى أنقرة لتنفيذ عملية برية. وأضاف أردوغان للصحافيين في أنقرة “طلبنا دعمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لاتخاذ قرارات مشتركة، وربما العمل معا لاتخاذ خطوات معا هنا (في شمال سورية)”، مضيفا أن تركيا لن تطلب الإذن من أحد. من جهتها، جددت سورية، مطالبتها الأمم المتحدة بـ “التحرك العاجل لوقف انتهاكات القانون الدولي وأحكام الميثاق التي ترتكبها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها، وضمان التعويض عنها”. ودعت سورية، إلى “إنهاء الوجود اللاشرعي للقوات الأميركية، وإعادة حقول النفط والغاز التي تحتلها تلك القوات للدولة السورية، والرفع الفوري وغير المشروط للإجراءات القسرية اللاشرعية”. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان نشرته عبر صفحتها على “فيسبوك”، إنها وجهت عن طريق وفدها الدائم في نيويورك رسالتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن.

وأضافت:”تواصل القوات التابعة للولايات المتحدة الأميركية والميليشيات المرتبطة بها، نهبها المنظّم للنفط والقمح، وغيرهما من الموارد الأساسية والثروات الوطنية للشعب السوري، لافتة إلى أن “آخر الإحصاءات تبرز أن قيمة الخسائر المباشرة لاعتداءات القوات الأميركية والميليشيات والكيانات الإرهابية التابعة لها قد بلغت 9ر25 مليار دولار أميركي.

 

إيران تستخدم الإعدام وسيلة لـ”الترهيب” في مواجهة الاحتجاجات وسط تحذيرات أممية وفي ظل غياب أي تحرّك دولي لوقفها

طهران، عواصم، وكالات/14 كانون الأول 2022

 تزامناً مع زيادة إصدار النظام الإيراني أحكام الإعدام بحق المحتجين واحتمال التنفيذ الوشيك لبعضها، تزايدت الجهود الدولية لمنع تنفيذ هذه الأحكام. ويواجه قرابة عشرين إيرانيا، بينهم طبيب وفنانون ولاعب كرة قدم، عقوبة الإعدام التي يستخدمها نظام الملالي في طهران وسيلة للترهيب بهدف قمع الاحتجاجات. وكشفت بعض التقارير الصحفية، عن صدمة كبيرة لعشاق كرة القدم حول العالم بعد إدانة لاعب كرة قدم إيراني والحكم عليه بالاعدام. وأشارت التقارير، إلى أنه تم الحكم على أمير نصر آزاداني لاعب كرة القدم الإيراني بالاعدام بتهمة الخيانة بعد مشاركته في احتجاجات لحقوق المراة وضد النظام.

وأثارت عملية إعدام محسن شكاري وماجد رضا رهناورد (كلاهما 23 عاما وكانا أول شخصين يحكم عليهما بالإعدام على خلفية الاحتجاجات) غضبا واسعا خصوصا أن رهناورد شُنق من على رافعة في مكان عام لا في السجن. وحذّر ناشطون من حصول المزيد من الإعدامات في ظل غياب أي تحرّك دولي أقوى، في وقت حُكم بالإعدام على أكثر من عشرة أشخاص آخرين على خلفية الاحتجاجات ووُجهت تهم لعدد مشابه من الأشخاص في جرائم يمكن أن تفضي إلى إعدامهم. في غضون أعلن عضو البرلمان الألماني، هاكان دمير، توليه الوكالة السياسية للسجينين الشقيقين فرهاد وفرزاد طه زاده، مشيراً إلى أنه تم الحكم على هذين المتظاهرين بالإعدام الثلاثاء الماضي ويتوقع أن يتم إعدامهما قريباً، مطالباً السفير الإيراني في ألمانيا بوقف الحكم. كما بعثت ممثلة حزب اليسار الألماني، كلارا بونغر، برسالة إلكترونية إلى مكتب “إيران إنترناشیونال” في برلين معلنة أنها مرعوبة من وحشية وعنف نظام إيران، موضحة أنه “لهذا السبب، أخذت على عاتقي كعضوة في البرلمان الفيدرالي، الوكالة السياسية لمحمد قبادلو لفعل شيء ما لإنقاذ حياته وحريته”. كذلك تسلمت عضوة أخرى في البرلمان الألماني، وهي كارمن ويغ، الوكالة السياسية لأرميتا عباسي، إحدی المحتجات المعتقلات، والتي لا يعرف مكان وجودها. بدوره طالب مقرر الأمم المتحدة المعني بأوضاع حقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمان، المجتمع الدولي بزيادة الضغط على إيران لمنع المزيد من عمليات الإعدام ودعا إلى طرد طهران من لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة.

وفي وقت سابق، كتب العشرات من الباحثين والأساتذة من جامعات العالم رسالة إلى جاويد رحمان ولجنة تقصي الحقائق التابعة للجنة حقوق الإنسان، وصفوا فيها التقارير المتعلقة بالأحكام الصادرة بحق المتظاهرين في إيران وظروف اعتقالهم في السجن بأنها “مقلقة”. وأشارت هذه الرسالة إلى أن بعض الأشخاص حوكموا وسيُحاكمون في محاكم الثورة، التي تفتقر إلى السلطة القانونية والآليات القضائية وفقًا للمعايير القانونية المعترف بها. وللمرة السادسة منذ بداية الاحتجاجات، استدعت وزارة الخارجية الأسترالية القائم بالأعمال في سفارة طهران، وأكدت على استمرار ضغوطها لمواجهة “الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان” من قبل النظام الإيراني. كما أعلن وزير خارجية فرنسا أن باريس استدعت كبير الدبلوماسيين الإيرانيين في فرنسا فيما يتعلق بقمع الاحتجاجات ودور طهران في حرب أوكرانيا وكيفية التعامل مع الرعايا الفرنسيين المسجونين في إيران. فيما دانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان بشدة إعدام مجيد رضا رهنورد بعد “محاكمة مزيفة” وقالت إن إعدام المتظاهرين في إيران عمل “مؤسف وشنيع”. في الاثناء، تواصلت الانتفاضة الشعبية ضد النظام الإيراني بطرق مختلفة في المدارس والجامعات والشوارع، حيث نظم الإيرانيون في مختلف المدن تجمعات ليلية، ورددوا هتافات ضد نظام الملالي.

 

إيران تسجن 400 شخص من محتجي طهران لمدد تصل إلى 10 سنوات

طهران - بروكسل/الشرق الأوسط/14 كانون الأول 2022

قال مسؤول قضائي إيراني، الثلاثاء، إن محاكم طهران حكمت على 400 شخص بالسجن لمدد تصل إلى 10 سنوات لمشاركتهم في احتجاجات اندلعت على خلفية وفاة مهسا أميني، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».وتشهد إيران منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر احتجاجات - وصف المسؤولون معظمها بأنها «أعمال شغب» - إثر وفاة أميني بعد أن احتجزتها «شرطة الأخلاق» بتهمة انتهاك قواعد اللباس الصارمة في البلاد. وقال رئيس قضاة محافظة طهران، علي القاصي مهر: «في جلسات الاستماع الخاصة بقضايا مثيري الشغب في محافظة طهران، حُكم على 160 شخصاً بالسجن لمدد تتراوح بين خمس وعشر سنوات، وعلى 80 شخصاً بالسجن من سنتين إلى خمس سنوات، وعلى 160 شخصاً لمدد تصل إلى عامين»، وفق ما نقل عنه موقع «ميزان أونلاين». وقوبلت الجمهورية الإسلامية بإدانة دولية واسعة النطاق بعد إعدام رجلين خلال أسبوع على خلفية الاضطرابات. الرجلان هما مجيد رضا رهناورد ومحسن شكاري، وكلاهما يبلغ من العمر 23 عاماً، وقد أعدم الأول الخميس الماضي، وأعدم الثاني يوم الاثنين بعد إدانتهما بتهمة «الحرابة» بشكل خاص. وقبل تنفيذ حكمي الإعدام، قال القضاء الإيراني إنه أصدر أحكاماً بالإعدام على 11 شخصاً بسبب الاحتجاجات، لكن نشطاء يقولون إن نحو 12 آخرين يواجهون تهماً قد تؤدي إلى الحكم عليهم بالإعدام. اعتُقل آلاف الأشخاص منذ اندلاع الاحتجاجات في 16 سبتمبر (أيلول). وقالت أعلى هيئة أمنية إيرانية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) إن أكثر من 200 شخص قتلوا في الاضطرابات. وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على رجل دين كبير ومسؤولين في «مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية» لتورطهم بحملة القمع في إيران بعد تنفيذ السلطات ثاني عملية إعدام على ارتباط بحركة الاحتجاجات التي تهز البلاد، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في مؤتمر صحافي عقب صدور الإجراءات التي اتخذها وزراء خارجية «الاتحاد» مساء الاثنين: «تواصل السلطات الإيرانية قمع المظاهرات، وتقوم بإعدام المتظاهرين. نحن نستهدف المتورطين في هذه الحملة».

 

الكونغرس لتأسيس مجموعة عمل «لمراقبة برنامج إيران النووي» ألزم البيت الأبيض «التنسيق مع الحلفاء» لمواجهة مخاطر طهران ومشاريعها

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/14 كانون الأول 2022

في ترجمة لمعارضة المشرعين لسياسة الإدارة الأميركية تجاه إيران، توصل الكونغرس إلى اتفاق يعزز من نفوذه في الملف الإيراني بإجماع من الحزبين «الديمقراطي» و«الجمهوري». وتوافق المشرعون على مشروع قانون يلزم الإدارة «بتأسيس مجموعة عمل متخصصة للنظر في برنامج إيران النووي، تقدم تقريراً مفصلاً للكونغرس كل 4 أشهر، يتضمن معلومات دقيقة عن برنامج تخصيب اليورانيوم وتخزين المواد النووية والتسلح وبرنامج الصواريخ، إضافة إلى التهديدات المحدقة بالأميركيين من قبل النظام الإيراني». وتم إدراج المشروع في موازنة الدفاع للعام المقبل التي سيقرها الكونغرس هذا الأسبوع، الأمر الذي يضمن الموافقة عليه بشكل حاسم. ورحّب رئيس لجنة العلاقات الخارجية الديمقراطي بوب مننديز، بإدراج القانون في الموازنة الدفاعية قائلاً: «هذا سيسمح لنا بمراقبة جهود إيران النووية، والنظر في طرق خلّاقة للتطرق إلى برنامجها غير الشرعي». وشدد السيناتور الديمقراطي على «أهمية المشروع»، مشيراً إلى أن إقراره «سيساهم في تعزيز الجهود لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي وإشعال سباق تسلح نووي في أخطر نقطة في العالم» . من ناحيته، دعا السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الحكومة الأميركية إلى «الاستمرار في تركيزها على مراقبة طموحات إيران النووية». وتحدث عن مشروع القانون المطروح، قائلاً إنه يوفر درجة إضافية من الرقابة ستجعل من «الصعب على طهران الحصول على سلاح نووي»، وأضاف: «يسعدني أننا صعّدنا من رقابتنا على برنامج إيران النووي بتوافق الحزبين في وقت حساس للغاية».

تفاصيل المشروع

ويلزم المشروع وزير الخارجية الأميركي بتشكيل مجموعة عمل تتضمن مسؤولين من الخارجية والاستخبارات ووزارة الطاقة، تتخصص بمراقبة برنامج إيران النووي، على أن تقدم تقريراً فورياً للكونغرس في فترة لا تتخطى الـ72 ساعة في حال تحقيق طهران تقدماً ملحوظاً على صعيد السلاح النووي. كما يطلب المشروع من الإدارة، تقديم استراتيجية سنوية تحدد «خطة واضحة للتعاون مع الشركاء والحلفاء»؛ لمواجهة أنشطة إيران النووية والصاروخية، إضافة إلى نظرة حكومية شاملة لتوظيف أدوات سياسية واقتصادية وأمنية للتطرق لبرنامج إيران النووي، على أن يتم نشر الأجزاء غير السرية من المواد المذكورة على موقع الخارجية الرسمي. ويذكر نص المشروع بلهجة واضحة أن «الكونغرس يدفع باتجاه اتخاذ أي خطوات لازمة للتحقق من أن إيران لن تطوّر سلاحاً نووياً»، في إشارة إلى الخيار العسكري الذي لم تستبعده الإدارة في تصريحاتها الأخيرة. ولا يقتصر طلب المشرعين على إيران فحسب، بل يتعدّاها ليشمل وكلاءها في المنطقة وأنشطتها المزعزعة للاستقرار، «بهدف تقديم صورة واضحة للكونغرس لأنشطة إيران الخبيثة على الصعيدين المحلي والدولي». كما يتضمن أنشطة تطوير المسيرات، وتفصيلاً لجهود الولايات المتحدة لمواجهة تأثير إيران السياسي والعسكري.

 

طهران تبتز بروكسل: السجن 28 عاماً لعامل إغاثة بلجيكي

بروكسل - طهران/الشرق الأوسط/14 كانون الأول 2022

قضت السلطات الإيرانية بسجن عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل مدة 28 عاماً، وفق ما أفاد ناطق باسم عائلته، بعد أن كان تم توقيفه أواخر فبراير (شباط) واحتجز في مرحلة ما في سجن إوين «بشبهة التجسس». وتشدد بلجيكا كما عائلته، على أنه بريء. وتصر على أنه ليس محتجزا «إلا كرهينة في إطار جهود طهران للضغط على بلجيكا من أجل إطلاق سراح عنصر إيراني مدان بالإرهاب». وقال المتحدث باسم العائلة أوليفييه فان سيرتيغيم لوكالة «الصحافة الفرنسية» إن «العائلة مفجوعة»، بعدما أبلغتها الحكومة بالنبأ. وأضاف «هل يمكنكم تخيل ذلك. ما لم يتم التوصل إلى حل، قد يبقى في السجن حتى العام 2050. سيكون عندها في السبعين من عمره تقريبا»، داعياً بلجيكا «لإيجاد طريقة لإعادة إحياء معاهدة لتبادل السجناء». وأفاد فان سيرتيغيم بأن عائلة فانديكاستيل(41 عاماً) دعيت لمقابلة رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دو كرو وعدد من الوزراء وإن وزير العدل فنسنت فان كويكنبورن، تلقى اتصالا من نظيره الإيراني لإبلاغه بقرار المحكمة، لكن من دون تقديم تفاصيل عن التهم. وعلقت المحكمة الدستورية في بلجيكا الأسبوع الماضي، المعاهدة المثيرة للجدل، بانتظار صدور حكم نهائي بشأن مدى شرعيتها، في غضون ثلاثة أشهر. ويرفض معارضو الحكومة الإيرانية الاتفاق الذي قالوا إنه، «مصمم خصيصاً» للسماح بإطلاق سراح أسدالله أسدي، وهو دبلوماسي إيراني صدر حكم بسجنه 20 عاماً، بعد أن أدانته محكمة في أنتويرب بتهمة تسليم متفجرات إلى زوجين من بلجيكا، كانا ينويان السفر إلى باريس من أجل استهداف اجتماع للمعارضة الإيرانية في المنفى.

 

واشنطن تضع «اللمسات الأخيرة» لتسليم كييف صواريخ «باتريوت» ,موسكو تعتبرها «هدفاً مشروعاً» لهجماتها

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/14 كانون الأول 2022

تستعد الولايات المتحدة لإرسال نظام الدفاع الصاروخي «باتريوت» إلى أوكرانيا، لمساعدتها على التصدي لهجمات الصواريخ الباليستية الروسية، في قرار يُتوقع أن يتم الإعلان عنه خلال هذا الأسبوع، بحسب تصريحات مسؤول دفاعي أميركي ومسؤول سياسي ثانٍ لوسائل إعلام أميركية. وبينما تحدث المسؤولان (بشرط عدم الكشف عن هويتهما)، رفض المتحدث باسم «البنتاغون»، العميد بات رايدر، التعليق على هذا النبأ، في إحاطته الصحافية مساء أول من أمس (الثلاثاء)، قائلاً إنه «ليس لديه ما يعلنه في الوقت الحالي». وقال رايدر: «سنواصل البحث عن أفضل السبل التي يمكننا من خلالها دعم أوكرانيا بشكل أفضل لحماية سكانها وحماية بنيتهم التحتية الأوسع، حتى تتمكن من النجاة من هذه الهجمات». وردَّت موسكو قائلة إنها بانتظار «تصريحات رسمية» حول هذا الموضوع. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أمس (الأربعاء): «هذه كلها تقارير إعلامية حول عمليات تسليم محتملة... التقارير الإعلامية غير موثوق بها، لذلك سننتظر بعض المعلومات الرسمية». غير أنه لفت إلى أن صواريخ «باتريوت» ستكون هدفاً مشروعاً للضربات الروسية في حال تسليمها لكييف. وكانت محطة «سي إن إن» أول مَن أعلن عن الاستعداد لنقل منظومة «باتريوت» إلى أوكرانيا.

وقالت إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يؤيد هذا الاقتراح، ويستعد للتوقيع على الطلب، وهي خطوة ضرورية قبل رفعه إلى الرئيس بايدن للموافقة عليه. ولم يتضح عدد المنظومات التي سيتم تسليمها، لكن يُتوقع إرسالها بسرعة خلال الأيام المقبلة على أن يتم تدريب الأوكرانيين على استخدامها في قاعدة للجيش الأميركي في ألمانيا.

وكانت أوكرانيا قد طلبت من الولايات المتحدة إرسال أنظمة دفاع جوي متقدمة بعيدة المدى من أجل اعتراض الصواريخ الباليستية وصواريخ «كروز» التي تطلقها روسيا على بنيتها التحتية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك منشآت الطاقة الكهربائية اللازمة للحفاظ على دفء السكان مع انخفاض درجات الحرارة.

وقدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا دعماً عسكرياً بمليارات الدولارات، بما في ذلك أسلحة دفاع جوي تتراوح من صواريخ «ستينغر» المحمولة على الكتف، إلى أنظمة «ناسامس» المضادة للطائرات الأكبر، التي يمكن أن توفر الدفاع الجوي ضد الأهداف قصيرة إلى متوسطة المدى. لكن المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إجنات قال للصحافيين، يوم أول من أمس (الثلاثاء)، إن أوكرانيا ما زالت «غير قادرة على إسقاط الصواريخ الباليستية بالدفاعات الجوية التي تمتلكها». وأضاف قائلاً: «لذلك، فإن الطريقة الأكثر فعالية لتدمير هذه الصواريخ هي بالتصدي لها فور إطلاقها، أينما كانت»، في إشارة إلى منظومة «باتريوت» القادرة على القيام بذلك. ويُعتقد أن هذا الطلب قد تمت مناقشته أيضاً، في المكالمة الهاتفية التي جرت قبل يومين بين بايدن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وفي حال تم تسليم هذه المنظومة، ستكون أكثر الأسلحة بعيدة المدى كفاءة التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا، والتي يمكنها أيضاً أن تساعد على تأمين المجال الجوي لدول «الناتو» في أوروبا الشرقية، بحسب المسؤولين الأميركيين. وأضاف المسؤولان أنه رغم التحديات «الهائلة» التي تواجه تشغيل أنظمة «باتريوت» في أوكرانيا، فإن «حقيقة ما يجري على الأرض»؛ من قصف مكثف للبنية التحتية، دفع الإدارة إلى اتخاذ هذا القرار. كما أن التدريب على استخدام هذه المنظومة يتطلب وقتاً طويلاً، غير أنه تقرر المضي قدماً في الخطة «تحت ضغط الهجمات الجوية الروسية شبه اليومية». ونظراً لقدراتها بعيدة المدى، خصوصاً على الارتفاعات العالية، فقد تكون «باتريوت» قادرة على إسقاط الصواريخ بعيداً عن أهدافها داخل أوكرانيا. غير أن محللين عسكريين حذروا من أن يكون «العائد من هذا الاستثمار محدوداً على الأرض»، فضلاً عن تكلفته العالية. ونقل عن الأدميرال المتقاعد مارك مونتغمري، وهو محلل دفاعي في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات»، قوله إن «(باتريوت) نظام معقد ومكلف للغاية، وكل جولة من (باتريوت) تتراوح بين 3 إلى 4 ملايين دولار للقطعة الواحدة».

وأضاف أن هذا النظام سوف يستهلك كثيراً من الأموال المخصصة، وعائداته الدفاعية محدودة للغاية. وبدلاً من ذلك، اقترح مونتغمري إرسال المزيد من أسلحة الدفاع الجوي التي تتلقاها أوكرانيا بالفعل، وتستخدمها بشكل كبير، أو ربما تزويد أوكرانيا بنظام مكافحة الصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون «سي - آر إيه إم» الذي استخدمته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وقال: «بالنسبة لي، (باتريوت) ليس إجابة رائعة. المزيد من (ناسامس) والمزيد من (إس - 300)، هو الأفضل». كما أثار تسليم هذه المنظومة، مخاوف من أن يتم توسيع الصراع مع موسكو، مع تصاعد التحذيرات الأميركية من عدم تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى يمكنها أن تستهدف العمق الروسي. وهو ما جرى التأكيد على استبعاده في ظل احتفاظ الولايات المتحدة بالقدرة على التحكم بهذه المنظومة المتطورة، الأمر الذي يمنع من تحويلها إلى سلاح هجومي.

 

أوكرانيا تُسقط سرباً من المسيّرات استهدفت كييف ,حلفاء كييف يوفرون 50 مليون مصباح لتخفيف نقص الطاقة

كييف - موسكو - بروكسل/الشرق الأوسط/14 كانون الأول 2022

أعلنت أوكرانيا اليوم (الأربعاء) أنها دمّرت كلّ المسيّرات التي أطلقتها روسيا في الصباح الباكر على كييف، في أحدث هجوم تشنّه موسكو التي تسعى إلى القضاء بشكل منهجيّ على منشآت الطاقة. وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بفاعلية الدفاعات الجوية الأوكرانية، مؤكداً إسقاط كل المسيرات الـ13 الإيرانية الصنع من طراز «شاهد». وقال زيلينسكي في مقطع فيديو: «بدأ الإرهابيون في الصباح بـ13 شاهد»، في إشارة إلى المسيرات المفخخة. وقال: «أنا فخور» بذلك، مذكّراً السكان بالتحلي باليقظة عندما تدوّي صافرات الإنذار، كما حصل صباح الأربعاء قبيل وصول المسيّرات.

وسُمع دوي انفجارات صباح اليوم في وسط كييف، على ما أعلن رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو. وكتب كليتشكو على مواقع التواصل الاجتماعي: «انفجارات في منطقة شيفشنكيفسكي في العاصمة. أجهزة (الإسعاف) في طريقها». وقالت الإدارة العسكرية في كييف إن «حطام المسيّرات سقط على مبنى إداري»، وتسبب «بأضرار طفيفة بأربعة مبانٍ سكنيّة» في غرب العاصمة الأوكرانية. وأكدت عبر تلغرام أنه «لم يُسجّل سقوط جرحى». وبدا قسم كبير من سقف المبنى مدمّراً، وتناثر حطام الطوب والخشب والخردة المعدنية على الأرض التي يغطيها الجليد والثلج. وتشنّ القوات الروسية بشكل منتظم ضربات كثيفة بواسطة مسيّرات وصواريخ منذ أكتوبر (تشرين الأول) بعد سلسلة انتكاسات عسكرية محرجة تكبّدتها موسكو. وفي حين تُسجّل درجات حرارة متدنية وتتساقط الثلوج، تسعى موسكو إلى تدمير منشآت الطاقة في أوكرانيا، ما يجعل ملايين الأشخاص يعيشون في البرد والظلام. وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم من أن «جميع أطفال أوكرانيا تقريباً، أي قرابة سبعة ملايين طفل» مهددون بهذه الهجمات.

من جانبها، قالت شركة الطاقة الوطنية (الأوكرانية) «أوكرينيرغو» إن «وضع نظام الطاقة الأوكراني لا يزال صعباً بسبب حجم الأضرار التي أُلحقت بالبنى التحتية». وبحسب الشركة، فإن الشرق هو المنطقة الأكثر تضرراً؛ لأن الضربات هناك تُشنّ «بشكل يومي تقريباً». وأكدت الشركة في بيان أن «أعمال التصليح بطيئة بسبب وجود خطر على حياة الموظفين». ويأتي هجوم الأربعاء على كييف، غداة مؤتمر دوليّ لدعم أوكرانيا استضافته باريس، وفي حين تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة حملته العسكرية. وجمع المؤتمر هبات تفوق قيمتها المليار يورو للسلطات الأوكرانية، لمساعدة السكان على قضاء فصل الشتاء.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن جميع محطات الطاقة في بلاده تضررت أو دمرت من قبل الروس. وأضاف زيلينسكي في كلمته عبر الفيديو لمؤتمر المانحين لأوكرانيا في باريس أمس (الثلاثاء) إن ملايين الأشخاص باتوا دون كهرباء. وتابع: «تخيلوا هذا لبلدانكم». وأوضح زيلينسكي أن المساعدة السريعة يمكن أن تمنع موجة هائلة من الهجرة نحو دول أخرى في أوروبا. وأشار إلى أن مولدات الكهرباء «أصبحت لا تقل أهمية عن العربات المدرعة والصدريات الواقية». وقال إنها جعلت من الممكن الحفاظ على عمل المستشفيات والشركات وإقامة خيام حيث يمكن للأشخاص التدفئة فيها وشحن هواتفهم المحمولة. ويتوقع زيلينسكي المزيد من الهجمات على شبكة الطاقة أيضاً. ووفقاً للاستخبارات العسكرية الأوكرانية، تمتلك روسيا ترسانة قادرة على شن خمس موجات على الأقل من الهجمات، حسبما أفاد المتحدث فاديم سكيبيزكي. في الوقت الذي تعهد فيه حلفاء كييف بتقديم أكثر من مليار دولار في صورة مساعدات الثلاثاء، فقد تعهدوا أيضاً بتوفير مصابيح (إل إي دي) الموفرة للطاقة لتخفيف النقص في الطاقة ومساعدة أوكرانيا على تجاوز برودة أشهر الشتاء القارسة مع قيام روسيا بقصف البنية التحتية للبلاد. وقالت المفوضية الأوروبية إنها ستوفر ما يصل إلى 30 مليون مصباح ثنائي باعث للضوء (إل إي دي) بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن 50 مليوناً من هذه المصابيح ستقلل بشكل كبير من نقص الطاقة في البلاد. وتستخدم مصابيح (إل إي دي) في المتوسط طاقة أقل بنسبة 75 بالمائة من المصابيح التقليدية، ويبلغ عمرها عشرة أمثال المصابيح العادية. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمام المؤتمر: «آمل أن يتبعنا شركاء آخرون». وأضافت أن توفير الطاقة من خلال نشر 50 مليون مصباح (إل إي دي) في المنازل الأوكرانية سيصل إلى جيجاوات واحد من الكهرباء، أي ما يعادل الإنتاج السنوي لمحطة طاقة نووية. أعلنت المفوضية الأوروبية اليوم، أن أوكرانيا سوف تتلقى مساعدات أخرى بقيمة 500 مليون يورو (532 مليون دولار) من الاتحاد الأوروبي، كجزء من حزمة قروض بمليارات اليورو. وترفع الدفعة الأخيرة المبلغ الإجمالي للقروض التي منحها الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) إلى 7.2 مليار يورو. وتهدف القروض إلى مساعدة أوكرانيا التي مزقتها الحرب في النفقات العامة مثل دفع المعاشات التقاعدية وإدارة المستشفيات.

 

حرب أوكرانيا تحول مرتزقة «فاغنر» إلى مدافعين عن الوطن وأصحاب سوابق يحملون البنادق على الجبهة... وداخل الحدود

موسكو/الشرق الأوسط/14 كانون الأول 2022

لم تكن الضربة القاسية التي تلقتها قوات «فاغنر» في لوغانسك قبل يومين، الوحيدة التي تمر سريعاً من دون أن تثير كثيراً من النقاشات، باستثناء بعض التغطيات المحدودة في وسائل إعلام. كالعادة، لم يصدر تعليق رسمي على الحادث، ولا تفاصيل عن عدد الضحايا وحجم الخسائر. تجاهلت وسائل الإعلام الحكومية الكبرى خبر تفجير فندق كان يستخدم مقراً رئيسياً لتحركات قوات «فاغنر» في دونباس، بينما اكتفت وسائل إعلام تابعة للقوات بنقل خبر مقتضب عن الحادث. وفي اليوم التالي، ترددت معطيات عن إسقاط طائرة مقاتلة تابعة أيضاً لقوات «فاغنر» كانت تقوم بمهمة في المنطقة، قُتل طاقمها المكون من شخصين؛ لكن الأهم في الخبر -وفقاً لمعطيات وسائل إعلام- أنه كشف امتلاك المجموعة التي أحيط نشاطها العسكري دائماً بهالة من السرية والتكتم، أسلحة ثقيلة، بينها مقاتلات من طراز «سوخوي». هذا الكشف لم يكن الوحيد الذي فاجأ كثيرين في روسيا وخارجها؛ إذ سبق ذلك انتقال نشاط قوات «فاغنر» إلى العلن، بعدما ظل لسنوات محاطاً بكثير من الغموض والكتمان، وكان تناول المعطيات المتعلقة بالعمليات العسكرية للمجموعة يعد من المحظورات. وكشفت وسائل إعلام حكومية روسية النقاب للمرة الأولى قبل أسابيع، عن نشاط مجموعات «فاغنر» العسكري في الحرب الأوكرانية، وتحدثت عن دور أساسي تقوم به في معارك دونباس. وكانت مسألة مشاركة الوحدات العسكرية الخاصة التابعة لهذه المجموعة، في «العملية العسكرية الروسية الخاصة» معروفة منذ وقت طويل؛ لكن هذا النشاط أحيط دائماً بتكتم شديد، أثير حوله كثير من التساؤلات، وهو الأمر الذي بدا تكراراً لتجارب سابقة في تغطية النشاط الخفي للمجموعة في سوريا وليبيا وبعض البلدان الأفريقية. وبدا أن موسكو اتخذت قراراً بكشف جوانب من هذا النشاط، على خلفية التطورات الميدانية الأخيرة في أوكرانيا، وفي إطار التعاطي الجديد الذي وضعه قائد الوحدات المشتركة، سيرغي سوروفيكين، لإدارة المعارك.

وحملت التغطيات التي قدمتها وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية إشارات واضحة إلى هذا التعاطي المختلف، فقد باتت تنشر بيانات عن تحركات أفراد المجموعة العسكرية، وتصريحات لمؤسسها يفغيني بريغوجين، المقرب من الكرملين، وهو الذي كان مجرد ذكر اسمه إلى جانب «فاغنر» يسفر عن فتح قضايا جنائية، كما حدث في وقت سابق مع حزب معارض صغير، تعرض لملاحقة وخسر قضية في المحاكم، وتم تغريمه بدفع تعويضات ضخمة. ونشرت شبكة «روسيا سيغودنيا» أخيراً، للمرة الأولى، معطيات عن مشاركة عناصر «فاغنر» في معارك ضارية في دونيتسك، وتحدثت عن تقدم طفيف أحرزته المجموعة عبر نجاحها في الاستيلاء على مناطق تقع على خطوط التماس. وفي الوقت ذاته، أشارت إلى مشاركة فاعلة لقوات «فاغنر» في الاشتباكات المتواصلة على تخوم مدينة باخموت، جنوب غربي دونيتسك، مع اقتراب القوات منها، بعد «تحرير» بلدة كديما جنوب المدينة.

اللافت أن المحطة التلفزيونية الحكومية الروسية، دخلت للمرة الأولى في تاريخ تغطية نشاطات هذه المجموعة إلى مواقع القتال، ونشرت مقاطع فيديو تم تصويرها خلال تغطية المعارك. كان اسم «مجموعة فاغنر» قد ظهر إلى العلن للمرة الأولى مباشرة بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا، وتحدثت تقارير عن أن مشاركة مقاتلي المجموعات في بعض العمليات العسكرية سبق إرسال الوحدات العسكرية الروسية النظامية. وشاركت قوات «فاغنر» التي يديرها رجل الأعمال المقرب من الكرملين يفغيني بريغوجين، في معارك ضارية في تدمر وحلب ومناطق أخرى في سوريا. كما تحدثت تقارير عن مشاركة المجموعة في عمليات قتال جرت في ليبيا، وعن دور أساسي قامت به في بعض بلدان القارة الأفريقية، خلال السنوات السابقة. لكن الجديد في المعطيات التي تناقلتها وسائل الإعلام لم يقتصر على الكشف عن علاقة بريغوجين بـ«فاغنر»؛ بل تعدى ذلك، إلى الكشف عن تفاصيل كانت تعد دائماً من المحرمات، مثل الإشارات إلى أن المنتسبين إلى هذه المجموعات في جزء كبير منهم هم من أرباب السوابق، وتم إطلاق سراح بعضهم من السجون بشكل مشروط بتوقيع عقود للقتال في أوكرانيا، مقابل رواتب شهرية مجزية.

تتحدث الأوساط الأوكرانية عن مشاركة 23 ألف سجين سابق في روسيا في الحرب الحالية ضمن وحدات «فاغنر»؛ لكن هذا الرقم لا تؤكده المصادر الروسية التي تتجنب دائماً الخوض في التفاصيل. في الوقت ذاته، كشفت حوادث وقعت أخيراً عن معطيات تؤكد الرواية الأوكرانية؛ إذ حملت حادثة قيام مسلح ينتمي للمجموعة بإطلاق النار في بلدة حدودية داخل الأراضي الروسية على بعض عناصر الشرطة، تفاصيل مثيرة للغاية؛ خصوصاً بعدما انبرى بريغوجين علناً للدفاع عن مطلق النار، وتعهد بإطلاق سراحه و«إعادته إلى الجبهة سريعاً». وقال بريغوجين لوكالة «نوفوستي»، إن «قيادة مجموعة (فاغنر) لا تتنصل من مسؤوليتها عن تصرفات بافيل نيكولين الذي أطلق النار على ثكنة لرجال الشرطة في بلدة نوفوشاختينسك بمنطقة روستوف»، وزاد أنه كتب إلى المدعي العام تعهداً شخصياً بضمان نقل المتهم إلى دونباس، في مقابل الإفراج عنه.

وقعت الحادثة بعد ظهر يوم 6 ديسمبر (كانون الأول)، وبات معلوماً أن رجلاً يرتدي ملابس مموهة فتح النار من مدفع رشاش خفيف على الشرطة، ما أدى إلى وقوع بعض الإصابات، ثم فر بعد ذلك. في اليوم التالي تم اعتقاله في قرية كيسيليفو. وحسب لجنة التحقيق فإن لديه سوابق جنائية تتعلق بالسرقة. وتم فتح قضية جنائية بموجب بنود التعدي على حياة ضباط إنفاذ القانون وحمل الأسلحة. وسرعان ما أعلن نيكولين أنه خدم في مجموعة «فاغنر». وقال مطلق النار إنه ظن خطأ «أن رجال الشرطة أوكرانيون». وأوضح بافيل نيكولين: «لم أكن أعرف حتى أنني عبرت (الحدود)، تخلفت وراء المجموعة». وعندما سئل: لماذا بدأ إطلاق النار على الشرطة؟ قال المشتبه به إنه «اعتقد أن هذا كمين أوكراني». وأضاف نيكولين: «لأنهم لم يكونوا يرتدون الزي العسكري (في الملابس) ولم يبرزوا وثائق».

كشفت الحادثة جانباً خطيراً في الموضوع، فرجال «فاغنر» الذين أُطلقوا من السجون وتخلصوا من أحكام جنائية ليقاتلوا في أوكرانيا، لا يحملون السلاح فقط في ساحات القتال؛ بل وفي الداخل الروسي أيضاً. لكن هناك قصة أخرى، كان بريغوجين بطلها أيضاً. وهي تظهر جانباً من التفاصيل المتعلقة بمقاتلي «فاغنر». قبل أسابيع، رفضت سلطات سان بطرسبورغ دفن مقاتل في مجموعة «فاغنر» لقي مصرعه أخيراً، في «ممشى الأبطال» التابع للمقبرة التاريخية في المدينة. هناك يرقد كثيرون من العسكريين النظاميين الذين لقوا مصرعهم في ساحات القتال في حروب مختلفة سابقاً، وسبب الرفض أن لهذا الرجل «تاريخاً إجرامياً». أثار الرفض غضب بريغوجين، ووصف الحادثة بأنها فضيحة. وقال لوكالات رسمية: «يمكننا أن نقول إن هذا جزء من التخريب والاستهزاء بذكرى إخواننا الموتى. لن نصمت على هذه الفضيحة، وسنقاتل من أجل كل مقاتل، سواء كان أسيراً أم قتيلاً». وزاد في حديث صحافي: «يقاتل السجناء السابقون وضباط إنفاذ القانون جنباً إلى جنب، ويموتون معاً، باسم وطنهم الأم المشترك». وتعهد بأن يظهر لسلطات مدينة سان بطرسبورغ: «من هو على صواب ومن على خطأ». وحذَّر رجل الأعمال من أنه «سوف يسحب كل نذل من آذانه»، ويقدمه إلى العدالة، داعياً من اتخذ قرار عدم دفن «المدافع عن الوطن» في «ممشى الأبطال» إلى أن «ينظر في عيون هذا الجندي الميت الذي مع رفاقه في السلاح، يفي بالعقد مع الوطن حتى النهاية، حياً أو ميتاً».

 

السجن لرئيس بلدية إسطنبول ومنعه من ممارسة العمل السياسي

أنقرة/الشرق الأوسط/14 كانون الأول 2022

قضت محكمة تركية، اليوم (الأربعاء)، بسجن رئيس بلدية إسطنبول المعارض الذي يحظى بشعبية واسعة، أكرم إمام أوغلو، نحو ثلاث سنوات بعد إدانته بـ«إهانة» مسؤولين، وهو أمر يمنعه عملياً من ممارسة السياسة. وأكد محاميه أنه سيستأنف الحكم، وهو ما يعني أنه سيبقى في منصب رئيس البلدية لكنه بات مستبعداً من الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. وتعود القضية إلى تصريح صدر عن إمام أوغلو بعدما هزم مرشح حزب الرئيس رجب طيب إردوغان في انتخابات العام 2019 البلدية المثيرة للجدل. ونادرا ما يودع الأشخاص الذين يحكم عليهم بالسجن لمدة أقل من أربع سنوات في السجن في تركيا. وقال محاميه كمال بولات لفرانس برس "هذا نهج مؤسف حيال الديموقراطية وسيادة القانون". ألحق إمام أوغلو (52 عامًا) هزيمة بحزب إردوغان في مارس (آذار) 2019 بفوزه بمنصب رئاسة بلدية إسطنبول التي قادها حزب العدالة والتنمية الحاكم مدة 25 عامًا. وألغت الحكومة انتخاب إمام أوغلو ولكنه عاد وفاز بفارق كبير في انتخابات الإعادة بعد نحو ثلاثة أشهر. وبعد بضعة أشهر اعتبر أكرم إمام أوغلو أن أولئك الذين ألغوا فوزه في الانتخابات "أغبياء"، مرددًا عبارة استخدمها وزير الداخلية سليمان صويلو ضده قبل بضع ساعات. وعرّض هذا الوصف رئيس بلدية اسطنبول للملاحقة القضائية بتهمة "إهانة" أعضاء المجلس الأعلى للانتخابات.

 

الصين تسحب 6 من دبلوماسييها لدى بريطانيا بعد ضرب ناشط في قنصلية مانشستر

لندن/الشرق الأوسط/14 كانون الأول 2022

سحبت الصين، اليوم (الأربعاء)، 6 من دبلوماسييها لدى المملكة المتحدة؛ بمن فيهم قنصلها العام في مانشستر، بعدما اتهموا بالاعتداء على متظاهر من هونغ كونغ مؤيد للديمقراطية في المدينة البريطانية، وفق ما أعلنت لندن. وقال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، إن المبعوثين الستة غادروا المملكة المتحدة بدلاً من التنازل عن الحصانة الدبلوماسية وخضوعهم للاستجواب لدى الشرطة بشأن حادثة أكتوبر (تشرين الأول)، بعد أن كانت لندن قد حددت يوم الأربعاء موعداً نهائياً لذلك. فتحت شرطة منطقة مانشستر الكبرى تحقيقاً جنائياً بعدما قال المتظاهر من هونغ كونغ، بوب تشان، إن دبلوماسيين صينيين أخضعوه لمعاملة «همجية» من خلال سحبه إلى داخل مجمّعهم الدبلوماسي والاعتداء عليه، خلال مظاهرة مؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ. وقال كليفرلي اليوم: «في إطار ذلك التحقيق، طلبنا من 6 مسؤولين صينيين التنازل عن حصانتهم الدبلوماسية حتى يمكن استجوابهم». وأشار إلى أن السفارة الصينية في لندن أُبلغت بالموعد النهائي لهم «لاتخاذ إجراء». وتابع كليفرلي: «رداً على طلباتنا؛ سحبت الحكومة الصينية الآن هؤلاء المسؤولين من المملكة المتحدة، بمن فيهم القنصل العام نفسه». وأشار إلى أن ردّ لندن يعكس «تمسكها بسيادة القانون» وكذلك «الجدية التي نتعامل بها مع هذه الحوادث». وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد استدعت القائم بالأعمال الصيني في لندن، يانغ شياوقوانغ، في أكتوبر بعد انتشار لقطات تدعم أقوال المتظاهر. وكان كبار النواب المحافظين قد اتهموا القنصل العام، تشنغ شيوان، وهو أحد كبار الدبلوماسيين الصينيين لدى المملكة المتحدة، بالوجود بموقع المظاهرة في مانشستر، وبتمزيق ملصقات خلال الاحتجاج السلمي.ويتوقَّع أن يرضي عزل المبعوثين الصينيين الستة معارضي الصين في حزب المحافظين، والذين كانوا قد طالبوا بطردهم واتهموا حكومة لندن باسترضاء بكين. ورحّبت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، النائبة أليشيا كيرنز، بالخطوة، عادّةً أن الدبلوماسيين الصينيين الستة «فرّوا من المملكة المتحدة مثل الجبناء، مؤكدين ذنبهم». وأضافت في بيان: «على وزارة الخارجية أن تعلن الآن هؤلاء الذين فروا أشخاصاً غير مرغوب فيهم، وأن توضح أنهم لن يرحَّب بهم مرة أخرى في المملكة المتحدة».

 

«الفيدرالي الأميركي» يرفع الفائدة ويخفض توقعات النمو

واشنطن/الشرق الأوسط/14 كانون الأول 2022

رفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي نسبة الفائدة الرئيسية بمقدار نصف نقطة مئوية، الأربعاء، لكنه حذّر من أن الوقت لم يحن بعد لوقف هذه الزيادات، مقدراً أن الفائدة ستتجاوز 5 في المائة. وقال الاحتياطي، في بيان عقب اجتماعه، إن نسبة الفائدة الأساسية باتت تتراوح بين 4.25 و4.50 في المائة، وهذا أعلى مستوى لها منذ عام 2007. وهذه الزيادة أقل مما قررته المؤسسة في أربع مناسبات سابقة هذا العام، عندما رفعت نسبة الفائدة بمقدار 0.75 نقطة مئوية، لكنها لا تزال تُعدّ قفزة حادة. كما أفاد بأن التضخم سيتباطأ إلى 3.1 في المائة فقط عام 2023، فيما خفّض بشكل كبير توقعات النمو لعام 2023 من 1.2 إلى 0.5 في المائة، ما يعني تجنّب انكماش الاقتصاد. يستغرق وقتاً تأثير السياسة النقدية على القطاعات المختلفة، لكن ظهرت إشارات إيجابية مؤخراً مع انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين الأميركيين في نوفمبر (تشرين الثاني).

 

«الاندماج النووي» اختراق عظيم للطاقة... لكن الاستفادة منه ستستغرق عقوداً

واشنطن/الشرق الأوسط/14 كانون الأول 2022

في تطور لافت أمس (الثلاثاء)، أعلنت وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم أن الولايات المتحدة حققت اختراقا علميا في مجال الاندماج النووي. ووفقاً لها فإن هذا الاختراق «العظيم» في مجال الطاقة، سينهي الاعتماد على الوقود الأحفوري. إلا أن بعض الخبراء وجدوا أن الأمر سيستغرق عقودا لتحقيقه. وقالت غرانهولم في مؤتمر صحافي في واشنطن إن الاختراق حدث «لأننا استثمرنا في مختبراتنا الوطنية وفي أبحاثنا... وغدا سنستمر في العمل من أجل مستقبل تكون فيه الطاقة بهذا الاندماج النووي».وللتفسير، فإن الاندماج النووي هو العملية التي تندمج على إثرها نواتان ذريتان خفيفتان لتكونا نواة ذرية واحدة أثقل وزناً، ويصاحب هذه العملية انبعاث كميات هائلة من الطاقة. وتحدث تفاعلات الاندماج عندما تكون المواد في حالة تسمى بحالة البلازما، وهي حالة تتخذ المادة فيها شكل غاز ساخن مشحون مكون من أيونات موجبة وإلكترونات طليقة، وتتسم بخصائص فريدة تميزها عن الحالات الصلبة والسائلة والغازية.

وشرحت مجلة «ذي إيكونيميست» في تقرير أعدته، أن المادة المشتعلة في منشآت الإشعال الوطنية كانت عبارة عن بعض الكريات من خليط متجمد من الديوتيريوم والتريتيوم - نظائر الهيدروجين التي تحتوي على التوالي على نيوترون واحد واثنين من النيوترونات في نواتها بالإضافة إلى البروتون الفردي الذي يعتبر الخاصية النووية للهيدروجين. أما الهدف من الاندماج النووي والغرض الرئيسي منه، بحسب التقرير، هو البحث في فيزياء القنابل الهيدروجينية، التي تعمل عن طريق دمج نوى الديوتيريوم والتريتيوم لتكوين نوى هيليوم ونيوترون وبعض الطاقة. وينتج مشروع مرفق الإشعال الوطني، الطاقة من الاندماج النووي عن طريق ما يعرف باسم «الاندماج بالقصور الحراري النووي»، ومن الناحية العملية، يطلق العلماء الأميركيون، كريات تحتوي على وقود الهيدروجين في مجموعة من 200 ليزر، مما يؤدي بشكل أساسي، إلى سلسلة انفجارات سريعة جداً، ومتكررة بمعدل 50 مرة في الثانية. ويتم استخراج الطاقة المجمعة من النيوترونات وجسيمات ألفا كحرارة، وهذه الحرارة هي أساس إنتاج الطاقة.

هل الاكتشاف سيكون مصدرا للطاقة؟

وشرح التقرير أن الضغط الناجم عن الحزم يتغلب على التنافر الكهربائي المتبادل لنوى الذرات الموجودة في الحبيبات، والتي تكون جميعها مشحونة بشكل إيجابي. وهو بذلك يدفع تلك النوى إلى مسافة قريبة بما يكفي من بعضها البعض لتتولى القوة الأساسية المختلفة، القوة النووية القوية التي تعمل فقط في نطاقات قصيرة. وبحسب التقرير، فإن ما طوره الباحثون في منشآت الإشعال الوطنية هو إطلاق المزيد من الطاقة من الحبيبات المنفجرة أكثر مما تم إدخاله بواسطة أشعة الليزر الساقطة. وبعبارة أخرى، أشعل الباحثون شرارة نووية احترقت لفترة من الوقت من خلال الحبيبات بطريقة الاكتفاء الذاتي الأمر الذي لم يتحقق من قبل، ويمكن زيادته لإطلاق جزء أكبر بكثير من الطاقة الكامنة في محتويات الحبيبات. إلا أن التقرير رأى أن هذا النهج لا يمكن أن يكون مصدراً للطاقة إلا إذا تجاوزت الطاقة المنبعثة تلك المستخدمة لتوليد حزم الليزر، مشيرا إلى أن أوجه القصور الهائلة التي ينطوي عليها إنشاء تلك الحزم تعني أن جزءاً صغيراً فقط من تلك الطاقة التوليدية يصل إلى الحبيبات. وبالتالي، فسر التقرير أنه من غير المحتمل أن مستقبل قوة الاندماج يكمن في الحبس بالقصور الذاتي بواسطة الليزر. وحتى مع وجود أشعة ليزر أكثر حداثة من تلك المستخدمة بواسطة منشآت الإشعال الوطنية (التي افتتحت في عام 2009)، فإن عملية «ضخ» الجهاز لإنشاء الحزمة غير فعالة بطبيعتها، إذ لا تستخدم أي من المحاولات الكثيرة لتسويق الاندماج الحبس بالقصور الذاتي (inertial - confinement) بواسطة الليزر، يل يعتمد معظمها على توكاماك (tokamaks)، التي تقوم بتسخين خليط الديوتيريوم والتريتيوم في بلازما، بدلاً من تجميده في الحبيبات، والضغط مغناطيسياً.

 

تحذير فلسطيني من قرار إسرائيل بضم أراض في الضفة الغربية

اعتقال 44 شخصاً بتهمة العمل مع الموساد في إسطنبول... و"حماس" تحيي الذكرى الـ 35 لانطلاقتها

رام الله، عواصم – وكالات/15 كانون الأول/2022

 حذر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، من وجود قرار سياسي في إسرائيل بضم أراض في الضفة الغربية.  وقال الشيخ في بيان على حسابه في تويتر إن “مشاريع القرارات التي اقرتها الكنيست، هي قرار سياسي بالضم الكامل لمناطق ما يسمى (ج) في الضفة الغربية”.  وأضاف أن ذلك يعد “شطبا كاملا لكل الاتفاقيات الموقعة (بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي) وخرقا فاضحا للشرعية الدولية”. من جهتها، دانت جامعة الدول العربية بشدة، جريمة استهداف الطفلة الفلسطينية جنى زكارنة في مدينة جنين والتي استشهدت برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي، اثناء تواجدها على سطح منزل عائلتها لتفقد واغاثة قطتها. وأضافت الجامعة العربية في بيان لها ان “هذه الجريمة المتعمدة تأتي استمرارا لجرائم القتل الممنهج، واستباحة دماء وأرواح أبناء الشعب الفلسطيني، في سياق الاستهداف المتواصل للطفولة في فلسطين”. كما رحبت، باعتماد الجمعية العامة للامم المتحدة لقرارات اللجنة الرابعة الخاصة بالقضية الفلسطينية والجولان العربي السوري المحتل، والتي من بينها تمديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) لثلاث سنوات قادمة. من جانبه، كشفت وسائل إعلام تركية، أن الجهات الأمنية اعتقلت 44 شخصا بتهمة العمل لصالح الموساد الإسرائيلي في إسطنبول.

وقالت قناة “A Haber” التركية، إن السلطات نفذت عملية أمنية استهدفت “متحرّين خاصين” تجسسوا لصالح الموساد الإسرائيلي، من خلال مراقبة ومتابعة أفراد ومؤسسات غير حكومية فلسطينية في تركيا. وتبين أن 44 مشتبها اعتقلوا بتهمة “التجسس العسكري”، في عملية نظمتها المخابرات التركية وشرطة إسطنبول نقلوا معلومات عن فلسطينيين إلى الموساد الإسرائيلي مقابل أموال. وأشارت القناة التركية إلى أن من بين المعتقلين إسماعيل يتيم أوغلو الرئيس المؤسس لجمعية التحري الخاص والتي تأسست عام 2007. ولفتت إلى أن الجهود متواصلة لإلقاء القبض على 13 مشتبها ما زالوا فارين.

وبجسب المعلومات التي قدمها المشتبه بهم بينهم عاملين في شركات استشارية تنشط في مجال التحري الخاص سريا تم الكشف عن ممارسة أنشطة التهديد و تحويل الأموال وتشويه السمعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بحق الأشخاص الذين نقلت معلومات عنهم إلى الموساد. وتبين أن من بين المعتقلين المشتبه بهم موظفين في شركات استشارية، تعمل سرا في أنشطة التحقيقات الخاصة. وأحيل سبعة من المشتبه بهم إلى المحكمة بعد إتمام الإجراءات القانونية بحقهم من شرطة إسطنبول، فيما تجري الجهات المختصة في مكتب مكافحة الإرهاب استجواب المشتبه بهم الآخرين. في حين، انطلقت أمس، فعاليات إحياء الذكرى الـ 53 لانطلاقة حركة “حماس”، والتي حملت عنوان “آتون بطوفان هادر”، في ساحة الكتيبة بقطاع غزة. ومنذ ساعات الصباح الأولى، امتلأت ساحة الكتيبة غربي مدينة غزة، بالجماهير المناصرة لحركة “حماس”. وثبتت على منصة الساحة صورة للمسجد الأقصى، وتسير نحوه حشود كبيرة من جماهير الأمتين العربية والإسلامية، حاملين أعلام بلادهم. وأكدت حركة “حماس”، أن أعلام الدول العربية والإسلامية الحاضرة في لوحة ذكرى انطلاقتها الــ35، إشارة إلى أن المسجد الأقصــى هو بوصلــة الأمتين العربية والإسلامية، وعلى رأس أولوياتهما. وشارك في الاحتفال قادة حركة “حماس” في غزة، وعلى رأسهم رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، وقائدها في قطاع غزة يحيى السنوار، وعدد من قادة الفصائل الفلسطينية. وافتتحت المهرجان فرقة من كتائب “عز الدين القسام” بعرض عسكري، شارك فيه العشرات من المقاتلين المسلحين بمختلف أنواع الأسلحة، وفرق الإنشاد، والكشافة، التي أدت عروضا مختلفة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفاشيات الشيعية، استهداف السلم الاهلي، وتدمير الحيثيات الدولتية

شارل الياس شرتوني/15 كانون الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/114058/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9%d8%8c-%d8%a7-3/

دخلنا في الدورة العاشرة لانتخاب رئيس للجمهورية ولم نزل في دائرة المراوحة، والفراغات المتنامية على كل الصعد التي باتت تنذر بانهيارات بنيوية غير قابلة للترميم: لا مقاربة جدية لمعالجة الأزمات المالية على الرغم من انقضاء ٣ سنوات على انطلاقتها، لا اكتراث للأزمات  الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والبيئية والقضائية على خطورتها، متابعة سياسة الهدم المنهجي للمؤسسات الدستورية وتحويلها الى مسميات فارغة وغطاءات لسياسات النفوذ بتصريفاتها الخارجية والداخلية، استهداف السلم الاهلي من خلال الابقاء على أجواء التوتر وتحفيز العداوات، واستحضار روايات النزاعات الأهلية، وخطاب الاسلام الاصولي، كما بلورته احداث الاشرفية الأخيرة، الإمعان في استغراق لبنان في عزلته الدولية، واحتباسه داخل دائرة نفوذ النظام الايراني المتهاوي، وتداعيات النزاعات السورية على توازنات لبنان البنيوية، واستعمال الارض اللبنانية منطلقا لنزاعات مع الدولة الاسرائيلية، لازاحة ضغط الثورة المدنية الايرانية، واستنهاض شرعية معدومة لنظام يقتل الشابات والشبان الايرانيين، حفاظا على شرعية ايديولوجية دينية مندثرة، ومصالح اوليغارشية تكونت على حساب مستقبل الشبيبة الايرانية التي تعيش طلاقا ناجزا مع الثورة الاسلامية،كما ظهرته مشهدية العمامات الطائرة عن رؤوس الملالي الذين "عاثوا في الارض فسادا"، والذين يدينون للقتل والعنف المستشري بأسباب بقائهم.

إن المراهنة على الانتخابات الرئاسية كفرصة لإعادة الاعتبار للحياة المؤسسية في البلاد،يقع  في دائرة التمني، وسياسة الهروب الى الأمام، كما لو ان المشهد النيابي والوزاري الحاضر غير كاف، لبلورة واقع الفراغ، وصورية الحياة المؤسسية، وانصياعها لاملاءات سياسات النفوذ الشيعية، والمصالح الاوليغارشية، على قاعدة المقايضات المصلحية،والاسقاط  غير الموارب للاعتبارات السيادية، وموجبات دولة القانون، والاستهداف المعلن للحركات المعارضة والبرامج الاصلاحية، وما تفترضه من مقاربة تشاركية في مجالات السياسة العامة. السياسات الاصلاحية لم تعد تحتمل التأجيل والتسويف من قبل الائتلاف المصلحي القائم  بين المصالح الاوليغارشية، وسياسة انقلاب الفاشيات الشيعية وروافدها الاقليمية والدولية المتهاوية. إن المناخات الانقلابية التي لا تقيم أي شأن للحيثيات السيادية والاصلاحية ،والحؤول دون استغراق البلاد في دوامات نزاعية مفتوحة، ليست بالامر العارض لإنها تقع على خط استوائي يستهدف الكيان الوطني اللبناني، والوجود الموضوعي للدولة اللبنانية، ومرتكزات الاجتماع السياسي اللبناني. إن التداخل بين السياسة الانقلابية الشيعية، والاقفالات الاوليغارشية  يتم على اساس مصالح أنية تلتئم على انتفاء وجود التوسط الدولتي، ومفهوم الخير العام، والسلم الاهلي، وموجبات دولة القانون، التي بدونها لا وجود لسياسة اصلاحية فعلية تنهي تركات سياسات النفوذ المدمرة، وواقع الاستلاب الذي كرسته سياسات الاستباحة والنهب المنهجي للثروات الخاصة والعامة على مدى ثلاثة عقود.

لا إمكانية لسياق سيادي واصلاحي مترادف في ظل معادلات انقلابية تدفع بها سياسات النفوذ الشيعية ببعديها الداخلي والاقليمي، واقفالات اوليغارشية متمكنة، وعزلة دولية مطبقة، وتداعيات التهجير السوري المدمرة للتوازنات الكلية في البلاد، وانعدام المبادرات الاصلاحية الهادفة والمبرمجة، لجهة التفاوض مع صندوق الدولي والدول المانحة على قاعدة سياسات اصلاحية شرطية تدور حول اعادة هيكلة النظام المصرفي لجهة عدد المصارف، والثقافة المهنية كما نصت عليها اتفاقيات بازل الثلاث، ودور البنك المركزي، وربط العمل المصرفي بالسياسات الانمائية على تنوع  مرتكزاتها، وإنجاز التحقيق المالي الجنائي من أجل تحديد مصادر النهب والهدر، واصدار الاتهامات الجنائية وتفعيل عمل المقاضاة، وإقرار سياسة توزيع الخسائر خارجًا عن دائرة التقدير والاملاءات الاوليغارشية، وتأمين الشروط الموضوعية لعودة  الحياة الاقتصادية، انطلاقا من إعادة الاستقرار السياسي، وايجاد المناخات المحفزة  للاستثمارات، والاصلاحات الهيكلية لجهة الإصلاحات الإدارية، والقضائية، والتربوية، والتجهيزية، ووضع حد نهائي للسياسات الريعية والزبائنية، وطغيان الاقتصاد المنحرف القائم على الجريمة المنظمة، والتهريب والتلاعب بأسعار صرف العملة، والمضاربات التجارية والعقارية غير السوية ونتائجها المدمرة على مستوى التوازنات المالية الكلية، وبنية الميزان  التجاري وميزان المدفوعات، وايجاد  فرص العمل، ووقف الهجرة، ورأب التصدعات الاجتماعية، والمناطقية والطوائفية، وادغام المتغيرات الايكولوجية والجندرية في صياغة  السياسات العامة.

لا ينبىء السياق السياسي القائم حاليا في البلاد خيرا  لأنه قائم بالتعريف على أسس انقلابية ، ومصالح اوليغارشية منافية لمفاهيم السيادة، والخير العام، والمشاركة الديموقراطية، والسياسات الاصلاحية كما تدلل عليها المداولات الانتخابية الراهنة، وصورية دور المجلس النيابي، وتقاسم الادوار بين نبيه بري، ونجيب ميقاتي، وتغطية وليد جنبلاط، وتحكيم حسن نصرالله،كومپارسات الفساد واستحالة وجود الدولة، الذي يحكم هذه الجمهورية المتداعية. لا خلاص ما لم تنته هذه اللعبة السيئة، وتتوقف المراهنات على مخارج لا أفق لها.

 

تشنّجات رئاسيّة الطّابع بين "حزب الله" و"التّيار الحرّ"

مجد بومجاهد/النهار العربي/14 كانون الأول 2022

استقطبت التباينات القائمة بين "التيار الوطني الحرّ" و"حزب الله" اهتمام قراءات المراقبين السياسيين في لبنان خلال الأيام الماضية. لم تكن هذه المرّة الأولى التي تتعكّر فيها الأجواء بين الطرفين على امتداد الأشهر السابقة، بل إن بعض الانتقادات كان قد وجّهها فريق "التيار" إلى "الحزب" من دون تحوّل التشنجات الخفيفة الظاهرة إلى خلاف بين المكوّنين. وظهرت أولى الحزازات الحديثة نتيجة ما اعتبره "التيار" تعطيلاً للمجلس الدستوري، بعدما قدّم تكتله النيابي طعناً في تعديلات القانون الانتخابي قبل أشهر من موعد إجراء الانتخابات النيابية، موجّهاً اللوم إلى "الثنائي الشيعي". كما لمّح إلى دور لحزبي "الثنائية الشيعية" في تعطيل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت. ثم عبّر رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل عن رهان لدى "حزب الله" على الفراغ الرئاسي. لكن، أقوى التباينات تمثلت في تأييد الأخير الدعوة إلى انعقاد جلسة وزارية وما استتبعه من تصريح لباسيل ربط توقيت الدعوة بالضغط عليه في الموضوع الرئاسي، في مرحلة يدعم فيها "حزب الله" وصول الوزير السابق سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة. وأعرب "التيار" مرّة جديدة عن رفضه وصول فرنجية للرئاسة، في وقت لفتت أجواء تكتل "لبنان القوي" إلى أن "حزب الله" يحاول الضغط عليه للموافقة على ترشيح فرنجية. وأشارت المعطيات إلى أن التكتل العوني بحث خلال مشاورات داخلية بين أعضائه في الموضوع الرئاسي، وكانت النتيجة تأكيد الرفض القاطع لدعم ترشيح فرنجية كمسألة حاسمة لا يمكن التراجع عنها، مع الانفتاح على مناقشة أسماء أخرى.

أي مقاربة للاختلافات بين "حزب الله" و"التيار الحرّ" بالنسبة إلى المراقبين السياسيين؟ وهل تعتبر التباينات تكتية الطابع، أم أنها يمكن أن تؤدي إلى بداية تفكّك التفاهم بينهما؟

يقرأ الباحث السياسي والقيادي في حزب "القوات اللبنانية" المعارِض ميشال الشماعي لـ"النهار العربي" أن "العلاقة بين "التيار الوطني الحرّ" و"حزب الله" يتحكّم بها الأخير من دون الوصول إلى مساس بها، باعتبار أن "التيار" لا يستطيع أن يخرج من عباءة "الحزب" وسط مصالح مشتركة تجمع الطرفين في السلطة. وما يحصل يشكّل مسرحية سمجة ومجرّد مزايدات شخصية للقول إن باسيل قادر على التحكم بمفاصل اللعبة السياسية، كمسألة ليست بواقعية بعدما أصبح خارج السدّة الرئاسية على إثر نهاية العهد"، مضيفاً أن "حزب الله أراد من خلال تأييده انعقاد جلسة وزارية توجيه رسالة إلى باسيل مفادها وقف الدلع السياسي. أما الحديث عن اللامركزية فلا يفتح المجال سوى للتهويل بعد 6 سنوات حصل فيها "التيار الحرّ" على أكبر تمثيل نيابي وأكثرية حكومية، إضافة إلى موقع رئاسة الجمهورية، من دون أن يطرح هذا المطلب أمام المجلس النيابي".

ويلفت الشماعي إلى أن "ما يحصل محاولة فاشلة من رئاسة "التيار" للقول لـ"الحزب" إنه لا يزال قادراً على التحكم بالسلطة، في وقت يتصرّف "حزب الله" على هواه ويفعل ما يريده دون أن يسأل أحداً رأيه. ولا انسجام في الموضوع الرئاسي بين "التيار" و"الحزب" بما يؤثر في العلاقة بين الطرفين، مع استمرار سعي باسيل إلى فرض نفسه رئيساً، فيما لا يستطيع "حزب الله" السير بفرنجية من دون موافقة التيار"، بما يعني بالنسبة إلى الشماعي أن "المسائل غير ناضجة رئاسياً لدى محور 8 آذار، مع انعكاس خطورة عدم حسم الرأي بغياب القدرة على اتخاذ موقف. لكن، تعتبر العلاقة ثابتة بين "التيار" و"الحزب" وسط بعض التباينات التكتية في الموضوع الرئاسي، مع استمرار تعطيل الاستحقاق من محور "الممانعة" بانتظار متغير ما في الأشهر المقبلة، إلا إذا سبقت الفوضى المجتمعية المعيشية أي تطور".

وتقول الباحثة السياسية منى فياض لـ"النهار العربي" إن "التضعضع أكيد في العلاقة بين "التيار الحرّ" وحليفه "حزب الله" الذي بدأ يبدي انزعاجاً منه، لكن السؤال المطروح: هل باستطاعة "الحزب" الاستغناء عن حليفه "التيار"؟ ومن ناحية ثانية، هل وصل قصر النظر بباسيل إلى درجة يعتقد فيها أنه يستطيع أن يدير "حزب الله" كما يريد؟ يتوقف مستقبل العلاقة بين الطرفين على سلوك باسيل ويرتبط به"، مشيرة إلى أن "حلفاء باسيل يقتصرون راهناً على "حزب الله" الذي كان هيأ له وصول عدد من نواب كتلته. ويمكن باسيل أن يكتشف في لحظة معينة حاجته إلى تليين موقفه مع "الحزب" الذي لا أعلم مدى جدية دعمه وصول الوزير السابق سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة، باعتباره يدرك أنه لا يمتلك الشعبية الكافية على الأرض وينتمي إلى محور الممانعة، رغم التزامه بعض اللياقات مع خصومه السياسيين". وتستنتج فياض أن "التباينات التي يعبّر عنها "التيار" قد تناسب "حزب الله" بما يجعله يستمر في تأخيره انتخاب رئيس للجمهورية، إلا إذا حصل على ضمانات بإبقاء وضعه على ما هو. وهناك أسئلة تطرح حول قدرة أي رئيس على تنفيذ الشروط المطلوبة دولياً وقرارات الشرعية الدولية، وأستصعب أن يقدر أي رئيس منتخب على القيام بالمطلوب"، مرجحة أن "شدّ الحبال يناسب "التيار" و"الحزب" ويعطي الأخير ما يريده في ظلّ التباين القائم، لكن لا أدرك إلى أي مدى يسعى "الحزب" إلى تأخير انتخابات الرئاسة أو الاتفاق ضمناً على مرشح معين مع ضمانات. كل الحلول الممكنة متعلقة بالخارج لأن الداخل ليس لديه أي فعالية أو قدرة وسط الواقع الاجتماعي للشعب اللبناني".

 

من ديفيد هيل إلى ميشال إليو ماري

سناء الجاك/نداء الوطن/14 كانون الأول 2022

عندما يقول الباحث في مركز ويلسون، والسفير السابق في لبنان ديفيد هيل، إنّه على اللبنانيين "أن يعملوا لإيجاد الرئيس المناسب"، وإنّ كلّ الحلول يجب أن تنبع من الداخل، ويقول أيضاً: "لا تنظروا إلينا، بل إلى مسؤوليكم لتجدوا الإجابات عن طريقة الخروج من الأزمة"، فذلك يعني أنّ لبنان ليس على قائمة أولويات الولايات المتحدة، ومعها المجتمع الدولي. أو أنّ لبنان لا يزال مُلَزَّما إلى إيران عبر "حزب الله" الذي يدير "مسؤولينا"، وأنّ لا شيء سيتغيّر في المدى المنظور، وتحديداً عندما يشير إلى أنّ الحلّ لمشكلات لبنان ينحصر بالشق الاقتصادي، "ولا سيما بعد إيجاد النفط في المياه اللبنانية"، ويتجاهل الأسباب الموجبة لانهيار هذا الاقتصاد ومعه المصارف، وعندما يقرّ ويعترف بأنّ "العقوبات التي وضعت على أفراد في القطاع المصرفي، لم تؤثر على "حزب الله" مالياً، للأسف". و"يا للأسف"، لأنّ نصيحة هيل بلبننة الاستحقاق الرئاسي، لا تختلف عن دعوات مسؤولي "الحزب" إلى التوافق. أيضاً هي لا تخرج عن الخط الأميركي المألوف منذ انعطاف الرئيس السابق باراك أوباما باتجاه الاتفاق النووي مع إيران، الذي جاء، ليس فقط على حساب لبنان، ولكن على حساب منطقة الشرق الأوسط ككل، والدول الخليجية بشكل خاص. ومعه بدأ فعلاً الانهيار الشامل في دول الاستعمار الإيراني، حيث تسود الكرامة والعزة وينحسر مفعول الشيطان الأكبر.

معادلة غريبة عجيبة، ففيها تلتقي ضمناً مصالح الأعداء في الخطابات والمواقف النارية، سواء في العراق مع حماية النفوذ والمصالح الإيرانية، مهما تطلّب الأمر من سفك دماء ومن إطاحة بنتائج الانتخابات النيابية، أو في سوريا لحماية بشار الأسد والتغاضي عن أسلحته الكيماوية وبراميله المتفجرة جرائم نظامه المصنّفة ضد الإنسانية بحق شعبه، أو...

وبفضل هذه المعادلة تستوي كلّ الظروف المناسبة لتفرد إسرائيل أجنحتها في المنطقة وتعزز أوضاعها وعلاقاتها، وصولاً إلى التطبيع الاقتصادي مع لبنان من خلال ترسيم الحدود البحرية وتقاسم حقول الغاز المائية، مع تغليب واضح لحصصها الوازنة على حساب حصّة لبنان المنتهكة والمغتصبة... وبرضى "حزب الله" وموافقته واحتكاره هذا الانتصار. معادلة غريبة عجيبة، يدفع لبنان ثمنها منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ومنذ اقصاء المحقق الأول ديتيلف ميليس عن التحقيق بعد كشفه عن تورط مسؤولين سوريين ولبنانيين، ليخلفه سيرج براميرتس الذي وضع في الدرج لسنوات التقارير والمعلومات وخريطة الاتصالات التي دفع ثمنها الرائد وسام عيد عمره، وصولاً إلى ما أعلنته وزيرة الدفاع الفرنسية السابقة ميشال إليو ماري من أنّ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الحريري تعرّضت إلى ضغوط قوية جداً، أثّرت على صيغة البيان النهائي، وذلك بعدما تم حذف أسماء "شخصيات من النظام السوري متورطة بالجريمة"، لتلفت إلى أنّ "حزب الله" والنظام السوري مسؤولان سوياً عن اغتيال الحريري"، ولتتحفظ عن هوية القادرين على الضغوط هذه. والأمر لا يحتاج إلى كثير من الذكاء والاجتهاد لنتبيّن معالم الصفقة التي يعقدها من يملك القدرة الأكبر على التأثير لتغيير صيغة البيان النهائي، بما يضمن حماية "النظام الأسدي". وهذه القدرة هي ذاتها التي تجمع مصالح الأعداء في ما بينهم لإخفاء كلّ ما يتعلق بجريمة تفجير مرفأ بيروت، وإخفاء صور الأقمار الصناعية عن أي تحقيق شفاف وموضوعي. وبالطبع، ستستمر هذه المعادلة، وستستمر النصائح الأميركية، ليس فقط للبنانيين وإنما للعراقيين والسوريين واليمنيين والفلسطينيين. ولا بأس ببعض البيانات المستنكرة والمتعاطفة مع معاناة هؤلاء الذين ينعمون بسيطرة محور العزة والكرامة على خرابهم، والمنددة بوصولهم إلى الدرك الأسفل.

 

2022... لائحة من الانتهاكات للحقوق المدنية والسياسية في لبنان

محمود فقيه/النهار/14 كانون الأول/2022

يقفل عام #2022 الباب على أسوأ المراحل التي يعيشها لبنان من أزمات متراكمة

والتي رمت بثقلها على جوانب الحياة شتى. لم يكن الأمر أقل سوءاً على صعيد ال#حريات العامة. تقاذف أفرقاء السياسة مسؤولية الانهيار وقمعوا واعتدوا على الأصوات المعارضة. وفي أيار الماضي، لم تستسغ أحزاب السلطة وميليشياتها الإلكترونية والبشرية مشاركة وترشح من هم معارضون لها فأثقلوهم تهديداً وعنفاً وكم أفواه.

جمعيات ومنظمات غير حكومية رصدت واقع الحال في لبنان، ويصرّح الناطق الإعلامي في مؤسسة سمير قصير جاد شحرور بأن "معدل الانتهاكات في عام 2022 كان أقل حدة من عامي 2019 و2020 حين كانت انتفاضة 17 تشرين في زخمها، بل أثرت الأزمة الاقتصادية والسياسية في الواقع العام وكانت حالة القمع الموجودة تتخذ اشكالاً مختلفة مع تقدم الأزمات".

74 انتهاكاً، للصحافيين حصّة الأسد

يكشف جاد شحرور عن معدل الانتهاكات الذي وصل في شهر أيلول إلى 74 انتهاكاً وتقدم اللائحة نسبة الاعتداءات على الصحافيين "وهذا الأمر لافت لأن الاعتداء على الإعلاميين اتخذ شكلاً أكثر عنفاً من ذي قبل بتسهيل من السلطة السياسية".

لم يكن هناك أي شكل من أشكال المحاسبة لا لعناصر الأجهزة الأمنية المعتدية ولا للميليشيات التابعة للأحزاب الحاكمة. وهذا برأي شحرور يعزّز مبدأ الإفلات من العقاب، معتبراً أن الاعتداء على أي صحافي بغضّ النظر عن هوية المؤسسة الإعلامية هو مشهد مقلق.

مكاتب الرقابة تتخذ أشكالاً مغايرة لوظيفتها

من جهتها، لم تكتف مؤسسة "مهارات" برصد الانتهاكات التي طالت الجسم الإعلامي بل وثقفت حالات انتهاك الدستور وقمع الحريات المدنية والسياسية.  يشرح المحامي طوني مخايل بإسهاب منطلقاً من حرية الرأي والتعبير والشوائب الدامغة وخاصة أن النيابة العامة ما زالت تمارس رقابة قضائية على الحريات. ويجري التعامل مع الصحافيين وخاصة العاملين في مجال النشر الإلكتروني بانحياز وكأنهم مجرمون، حيث يُستدعَون إلى المباحث الجنائية المركزية التي تنظر في الجرائم الكبرى أو إلى مكتب الجرائم المعلوماتية الذي تحوّل من مكتب لمتابعة الجرائم المالية وعمليات الابتزاز إلى أداة لملاحقة الناشطين والصحافيين.

 يشير طوني مخايل إلى أن أبرز الانتهاكات التي تعتمدها هذه المكاتب هو مصادرة الهواتف والاطلاع على المحتوى الشخصي للأفراد وممارسة الضغط وتأويل المنشورات وهذا تدخل سافر في حرية الصحافي والناشر وخاصة أن المدّعين عادة ما يكونون إما من السلطة أو من النافذين.

حملات كراهية ضدّ النساء العاملات في الشأن العام والسياسة

ويتابع "ما زال مسلسل الاعتداءات والإفلات من العقاب بحق الصحافيين مستمراً، وقد رصدنا في عام 2022 مجموعة من الاعتداءات بحق الصحافيين والإعلاميين وحتى بحق المراكز الحقوقية التي تدافع عن جماعات محددة. وأسوأ ما في الأمر هو تجهيل الفاعل وهذا ما يكرّس مبدأ الإفلات من العقاب".

من الانتهاكات التي وثّقتها "مهارات" عام 2022 ممارسة العنف الإلكتروني الموجه ضد المرأة العاملة في الشأن العام، وهذا ما حوّل منصّات التواصل الاجتماعي جزءاً من المشهد الإعلامي ككل، حين شهد العام المنصرم انتخابات نيابية شاركت فيها 118 مرشحة كنّ ناشطات على منصات التواصل الاجتماعي. وبحسب دراسة أعدّتها المؤسسة تبيّن أن 43% من المرشحات تعرّضن لعنف إلكتروني على صفحاتهن الشخصية. وبدأ العام الماضي بحملة كراهية ذات طابع عنصري ضد الإعلامية داليا أحمد، وأيضاً كانت الإعلامية ديما صادق عرضة مستمرة لحملة من الكراهية كانت تطال في بعض الأحيان ابنتها.

كذلك ما زالت السلطة الأمنية والقضائية تتعامل بطريقة قمعية تجاه الرأي النقدي والساخر وهذا ما ظهر في قضية شادن الضعيف التي شاركت مقطع فيديو يتعلق بحقوق المرأة خلال فترة الحجر الصحي وصدر حكم بحقها من المحكمة العسكرية.

في الانتخابات النيابة: تحركات ميليشياوية وضغوط عنفية ضد المرشحين المعارضين

كانت انتخابات أيار نقطة مفصلية كي تمارس السلطة وميليشياتها  أنواع القمع والترهيب شتى، إذ إن الانتهاكات طالت هذه المرة الحريات المدنية والسياسية عبر المضايقات التي طالت الحق في الترشح والانتخاب، ومنها الحملات على المرشحين ومنع انعقاد مؤتمرات وتجمعات تخصّهم، وهو ما رأيناه في الجنوب عند إطلاق لائحة الجنوب للتغيير في دائرة الجنوب 2 واستهداف حفل إعلان اللائحة وإلغائه تحت تهديد واستعمال السلاح بالإضافة إلى حملة الضغوط التي مورست على مرشحي المعارضة وإجبارهم على الانسحاب التدريجي في دائرة بعلبك الهرمل.

مجتمع الميم-ع وتجريم خارج الدستور

 وذّكر مخايل بالاعتداءات على الحريات المدنية والسياسية التي يندرج تحتها "ما شهدناه من حملة كراهية ضد مجتمع الميم-ع التي اتخذت منحىً رسمياً من خلال قرار وزير الداخلية بسام المولوي  بتاريخ 24 حزيران 2022 الذي وصف نشاط أفراد مدنيين لديهم حماية دستورية بأنهم يروّجون "للشذوذ الجنسي"، وهو مصطلح خارج النصوص الدستور وكأنه بهذا القرار خلق نوعاً من الجرائم الجديدة. ومن الانتهاكات المدرجة أيضاً منع التجمّعات المرتبطة بمجتمع الميم-ع".

انتهاك حرية التجمع

استهداف مجتمع الميم-ع، صنفته الباحثة في الشؤون اللبنانية في منظمة العفو الدولية سحر مندور في خانة انتهاك حرية التجمع. وأشارت إلى التزايد في حدة الخطابات والممارسة المعادية. وقارنت بين السنوات الماضية وهذا العام، حين كانت وزارة الداخلية تتذرع بعدم القدرة على حماية أي تجمّع علني لهم. لكن في عام 2022 تبنى وزير الداخلية بسام المولوي خطاب الجماعات المتشددة ورغم الطعن المقدّم من قبل المفكرة القانونية وجمعية حلم في قراره والقبول القضائي لهذا الطعن أصرّ الوزير المعني على موقفه وتصرّف خارج حكم القضاء وأمر بإلغاء تجمّع في محلة الأشرفية في بيروت، تحت عنوان مكافحة "الشذوذ".

قوانين القدح والذم سيف مصلت ضد حرية التعبير

وتصف مندور "قانون القدح والذم" بأنه سيف مصلت ضد حرية الرأي والتعبير، ما دام استخدامه لحماية النافذين في الدولة. ولكنها لا تربط تدني عدد الاستدعاءات هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة بانخفاض عدد الانتهاكات. وترى أنه في الأعوام الماضية كانت حركة الشارع والزخم ترافقها حركة على منصات التواصل الاجتماعي واتصال دائم مع المنظمات الحقوقية. المعايير الدولية والمواثيق والمعاهدات التي وقعها لبنان تقضي بأن تحمي هذه القوانين الفئات المستضعفة، وعلى العاملين في سدة السلطة والمسؤولية أن يتحلوا بدرجة تحمّل عالية بما فيها الشتم والسب.

ولكن بسبب القاعدة القمعية المستمرة تحوّلت هذه القوانين إلى سيف مصلت على مستوى حرية التعبير وتخالف بذلك كل المعايير التي ترعى الحريات العامة.

حملات تحريض ضد اللاجئين

ينضوي اللاجئون في خانة الفئات المستضعفة. وقد تعرضوا في عام 2022 لحملة ممنهجة من التحريض والعنف حيث عمد بعض المدنيين إلى حرق خيامهم نتيجة لذلك، وفق منظمة العفو الدولية. تشير المنظمة إلى "خطابات الكراهية التي صدرت عن رؤساء ووزراء في الدولة اللبنانية حمّلوا فيها اللاجئين مسؤولية الأزمة وحضوا خلالها على العنف ضدهم دون أي محاسبة رغم ما نتج عنها من انتهاكات الفئات المستضعفة". وتدرج منظمة العفو الدولية أي تنظيم لرحلة عودة إلى سوريا أو الحثّ عليها في خانة الانتهاكات الواضحة للحريات والحقوق ما دامت بلادهم غير آمنة وعودتهم تعرّضهم للتعذيب والتوقيف غير القانوني وقد رصدت حالة عدة لهذا النوع من الانتهاكات. التشهير بالفئات المستضعفة كاللاجئين والعاملات في المنازل وذوي البشرات السوداء، والمثليين، تعدّ من الانتهاكات ما دامت القوانين تحمي القويّ وتستبيح الضعيف.

مرفأ بيروت وإفلات من العقاب مستمر

 تتحدّث مندور عن تطوّر فادح في قضية انفجار مرفأ بيروت، وترى في انتخاب نواب مستدعين للتحقيق في لجنة الإدارة والعدل تطوّراً هو تحجيم لأي كلام عن وصول قريب للعدالة. وأشارت إلى تعطيل التحقيق بين الطعون والإضرابات.

إهمال قانون التعذيب رغم اقراره

شكّلت قضية الموقوف السوري بشار عبد السعود الذي قضى تحت التعذيب على أيدي جهاز أمن الدولة انتهاكاً فاضحاً لقانون التعذيب في لبنان. فالقانون رقم 65/2 الذي أقرّه مجلس النواب اللبناني في أيلول 2017 والذي يجرّم التعذيب، ما زال مهملاً لا بل منتهكاً في أروقة التحقيق لدى الأجهزة الأمنية حيث يتعرض الموقوفون للعنف والتعذيب أثناء التحقيق معهم. وتشير سحر مندور إلى إهمال تام لقانون التعذيب وممانعة لتطبيقه، حيث وثّقت منظمات حقوقية في لبنان تقاعساً متكرراً للأجهزة الأمنية والقضاء عن إنفاذ قانون معاقبة التعذيب ومواد قانون أصول المحاكمات الجزائية التي تهدف إلى حماية حقوق المحتجزين، كان آخر الانتهاكات فيها وفاة الموقوف السوري بشارعبد السعود أثناء التحقيق معه. في عام 2022، لائحة الانتهاكات لا تنحصر في ما ذُكر إعلاه، فالأبرز فيها هو انتهاك مبدأ الإنسانية وحقوق المواطن في العيش، في ربطة الخبز، التعليم، الصحة، النقل المشترك، التظاهر والتجمع، الانتخاب والاقتراع، الزواج وخيار المعتقد، العيش الحر، التنقل الآمن، وبناء دولة القانون والمؤسسات بلا عصابات وميليشيات، يمكن تلخيص ذلك بحق المواطن في وطن آمن صالح لعيش كريم. هذا ما فقده اللبناني عام 2022.

 

 أوقفوا "تشريع الاستهبال"!

نبيل بومنصف/النهار/14 كانون الأول/2022"

تتحول الجلسات التي تدأب اللجان النيابية المشتركة على عقدها لوضع وإنجاز مشروع قانون الكابيتال كونترول الى احدى اسوآ نماذج "استهبال" الشعب اللبناني ومعه التذاكي الأشد فداحة في محاولة ذر الاستهبال في عيون المجتمع الدولي . مرت ثلاث سنوات وستمر بعدها السنة الرابعة على انهيار مالي اقتصادي تاريخي نادرا ما عرف العالم نماذج مماثلة له ، وفقد اللبنانيون ودائعهم المصرفية وجنى أعمارهم المدفونة في المصارف باستثناء الذين مررت لهم اكبر عملية نصب ومنهبة في التاريخ تهريب أموالهم الى الخارج ، فيما لا يزال هذا المجلس النيابي "الاعجوبة" يدأب على التذاكي ومحاولات ايهام الناس بانه ساع الى استدراك ما يمكن استدراكه بعد . وما دام الشيء بالشيء يذكر فلعلنا لن نفوت فرصة التذكير لمن يسهى عن بالهم اننا في حضرة برلمان اعتبر انه انجاز العصر والاختراق الأعظم في تاريخ البرلمانات اللبنانية لانه وليد قانون النسبية بما يفترض ان يواكب ذلك تشريع انقلابي في معايير الحداثة ونقل لبنان من ضفة الى أخرى . وها نحن الان امام اكبر هذه النماذج "الاختراقية" في تخبط هذا المجلس في أسوأ ما يطبق على لبنان من جلسات عقم انتخابية تتوالى حلقاتها كل خميس بمهازل ومساخر وفي موازاتها جلسات اشد عقما في ملفات الانهيار المالي الذي كان يستدعي أساسا تشريعا استثنائيا لوضع كارثي فاذا بنا امام وقائع إضافية من العبث التشريعي الذي يعكس المستوى الهابط المخزي للمسؤليات التي تتحكم بلبنان في مرحلة احتضاره . لن نقف امام ما يعلن ويقال في سوق المزايدات النيابية والسياسية حول عينة أساسية من عينات الإجراءات والتشريعات والقوانين التي كان يفترض ان تنفذ او تشرع قبل وخلال وبعد الانهيار المالي واولها الكابيتال كونترول وتركت واهملت او راحت تجرجر عجزها حتى الساعة . ذلك ان كل تشريعات العالم الحديث لن تجدي لبنان نفعا بعدما ثلاث سنوات من هذه الكارثة التي دفع اللبنانيون في "الوطن والمهجر" ، مقيمين ومنتشرين أينما كانوا ، الاثمان القاتلة لها فيما يراد لنا اليوم المضي في تصديق هؤلاء اللاهين بكارثة الناس ان يقنعونا بان قانونا صار فارغا من أي جدوى بعدما مر الوقت الحاسم لابرامه سيعيد الى الناس الثقة باستعادة ما فقدوه او سيفرمل دورة النزف المالي .

والاسوأ ان يبشروا اللبنانيين أخيرا بان الكابيتال كونترول الذي يختصر بانه قانون ضبط التحويلات المالية ، لن ينفذ اذا وصلوا الى إنجازه واقراره قبل إقرار قوانين أخرى لصيقة ولازمة في عملية التعافي المالي والاقتصادي ومنها إعادة هيكلة القطاع المصرفي . "إعادة الهيكلة" هذه بعدما انتشر نحو مليون لبناني مهاجر إضافي في سائر اصقاع العالم بفضل هذا الابداع في إدارة الانهيار على ايدي السلطة السياسية بمؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية كما بافضال السلطة المصرفية الموزعة بين مصرف لبنان والمصارف الخاصة . نتساءل مع كل هذا "إعادة هيكلة" ماذا ولمن بعد خراب لبنان واللبنانيين ؟ ثم محاولات هذا الضحك على ذقون الناس الى متى ؟ لقد لفظ المجلس السابق أنفاسه الانقاذية منذ اللحظة التي لم يضع يده الرقابية على السلطة التي انفجر الانهيار في عهدها وظلها ، وها هو المجلس الحالي يحتضر مهترئا بعجزه عن منع الفراغ الرئاسي أولا والحؤول دون تمادي الكارثة المالية بإصدار التشريعات الحاسمة المتأخرة والمطلوبة اصلاحيا وداخليا ودوليا ثانيا . اقله كفوا عن محاولات استهبال الناس واوقفوا جولات العقم الفاضحة !

 

هل تُدارُ المليارات بلا رئيس الجمهورية؟

طوني عيسى/الجمهورية/14 كانون الأول2022

هناك همسٌ في العديد من الأوساط مفاده أنّ موقع رئاسة الجمهورية قد يستمرّ فارغاً لأعوام لا لشهور. ويذكّر البعض بأنّ الشغور الرئاسي الذي بدأ في العام 2014، قلائل اعتقدوا أنّه سيدوم عامين ونصف العام، علماً أنّ الوضع كان في تلك الفترة أقلّ تشنجاً وتعقيداً مما هو اليوم. فهل يدرك أحدٌ ما معنى أن يطول الفراغ الرئاسي الحالي إلى منتصف العام 2025 مثلاً أو ما بعده؟ ثمة باب وحيد فُتِح للبنان، في الأشهر الأخيرة، كي يخرج من الأزمة. إنّه اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل، برعاية أميركية مباشرة. فعند توقيع الاتفاق، ظهرت علامات إيجابية عدّة كان يمكن للطاقم السياسي الممسك بالسلطة أن يلتقطها ويؤسس للخروج من الهاوية، لكنه لم يفعل. الأبرز كان إعلان الأميركيين استعدادهم لتسهيل حصول لبنان على الكهرباء من الأردن والغاز من مصر، وإعلان مؤسسات تصنيف عالمية استعدادها لمراجعة تقويم لبنان السيادي بناءً على المعطى الجديد. ولكن، سرعان من انطفأت كل الإشارات الخضراء، وانشغل أركان السلطة بالصراع على السلطة. ولكن، استنتج الرئيس نجيب ميقاتي أن لا داعي لاستمرار المواجهة مع الرئيس ميشال عون، ما دام قد وصل إلى الأيام الأخيرة من العهد. وفي تقديره أنّ قطار الحكومة سينطلق بقوة بعد ذلك، في غياب عون وفريقه. ومبدئياً، ستشهد السنوات المقبلة ورشة إعادة تأسيس هائلة للبلد ومؤسساته ومرافقه. وعلى الأرجح، سيكون لميقاتي امتياز تنفيذها.

وفي عبارة أخرى، السنوات الـ6 المقبلة، المفترض أن يشغلها العهد الرئاسي العتيد، ستشهد الانطلاق في استخراج الغاز من حقل «قانا» وسواه، ما يدرّ مليارات الدولارات على لبنان. وسيُحدَّد مسار عمل الصندوق السيادي الذي ستودَع فيه غالبية أموال الغاز والنفط.

وطبعاً، ستكون الحكومة هي المؤتمنة على أموال هذا الصندوق، وستتولّى إدارة خطط النهوض المالي والاقتصادي، بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي. وهذا الاتفاق يريده المعنيون في لبنان، لا من أجل الدولارات التي سيحصلون عليها بموجبه فحسب، بل خصوصاً من أجل الحصول على تغطية للمساعدات العربية والدولية. أي، في السنوات الـ6 المقبلة، يُفترض أن يكون الانهيار الحالي قد وصل إلى نهاياته، وبدأ الانطلاق نحو إعادة البناء. ويعني ذلك أنّ عشرات مليارات الدولارات ستكون قيد التصرُّف في أيدي طاقم السلطة، نتيجة تحريك المساعدات العربية والدولية وقروض صندوق النقد وسواه من المؤسسات الدولية، ومن موارد الغاز مبدئياً. كل هذه الخطوات يمكن أن تتمّ بوجود رئيس للجمهورية. ولكن، إذا بقي ملف الانتخاب متعثّراً، فسيدار البلد «طبيعياً» من دونه، خصوصاً أنّ الحكومة الحالية تتصرّف انطلاقاً من كونها مولجة وفق الدستور بممارسة صلاحيات الرئيس بالوكالة. وسرعان ما عبّرت عن ذلك في «الجلسة» الأولى لـ»مجلس الوزراء». وفي غياب الرئيس، يمكن أن يُعاد بناء الدولة اللبنانية، بمرافقها ومؤسساتها وقطاعاتها. ومن ذلك مثلاً، إعادة هيكلة القطاع المصرفي الذي سيكون الورشة الأكثر خطورة في المرحلة المقبلة، لما له من تداعيات على موازين القوى الداخلية، الطائفية والسياسية. ومع نهاية ولاية الحاكم الحالي لمصرف لبنان رياض سلامة في أيار المقبل، سيكون تحدّي التغيير أكثر إلحاحاً. وانطلاق الحكومة الحالية بمواصفات شبه مكتملة، وإصدارها المراسيم التي تحمل توقيعاً مكرّراً لميقاتي وللوزراء الأصيلين أو المكلّفين بالوكالة عن الغائبين، سيعني أنّ البلد استغنى عن موقع رئيس الجمهورية حتى إشعار آخر. وفي الموازاة، ستنطلق قريباً ورشة التشريع في المجلس النيابي.

في غياب رئيسٍ للجمهورية لعام أو اثنين أو أكثر، سيُعاد تأسيس البلد لا على المثالثة بين المسيحيين والشيعة والسنّة، بل ستنتهي الثنائية الطائفية المسيحية- الإسلامية لمصلحة ثنائية مذهبية شيعية- سنّية. أي إنّ الوضع سيكون أكثر سوءاً من العودة إلى «الترويكا»، التي يرفضها رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل وسائر القوى المسيحية. وفي التحليل، ستتألف الثنائية شكلاً من: ميقاتي و»الثنائي الشيعي». ولكن، فعلاً، سيكون النفوذ الأكبر داخل هذه الثنائية لـ»حزب الله».

وللتذكير، حتى الرئيس سعد الحريري الذي كان يتمتع برصيد شعبي سنّي، ويقود تيار «المستقبل» وكتلة نيابية وازنة جداً، بقي ضعيفاً داخل التركيبة عندما تولّى عون رئاسة الجمهورية. وهذا ما دفع بالسعوديين ليشجعوه على الاستقالة الشهيرة في تشرين الثاني 2017، اعتقاداً منهم أنّ ذلك ينهي سيطرة «حزب الله» على الموقع. لكن المحاولة فشلت. ولاحقاً، انسحب الحريري، هو وتياره، من السلطة والحياة السياسية. لكن ذلك، لم يؤدِّ إطلاقاً إلى إضعاف نفوذ «الحزب» الذي يبقى صاحب القوة والمبادرة في كل الأحوال. ففي العام 2016، كان يعتمد عون حليفاً متقدِّماً له على رئيس الحكومة. وأما اليوم، فهو يعتمد ميقاتي كشريك أساسي في غياب رئيس الجمهورية. تعني هذه الحقائق أنّ الفراغ الرئاسي يرتدي أهمية مصيرية على المستوى الوطني، وخصوصاً للمسيحيين، هذه المرة. فالدولة ومؤسسات البلد المنهارة سيُعاد ربما بناؤها على ركيزتين طائفيتين بدلاً من ثلاث. وإعادة التأسيس العرجاء ستكون دائمة، إذ لن تكون للمسيحيين قدرة على استعادة التوازن المفقود في المستقبل، لأنّهم سيخسرون المبادرة تدريجاً. هذه المعطيات هي التي تدفع إلى التقاطع بين بكركي والفاتيكان والفرنسيين على الدعوة الطارئة إلى ملء الفراغ الرئاسي، باعتباره حاجة مُلحّة للحفاظ على الطابع التعدّدي في لبنان، ولمستقبل المسيحيين فيه. وهذا هو مغزى التحذير الفرنسي المستمر من أنّ انهيار لبنان المالي والاقتصادي سيهدّده بالتفكك. ولا يبدو الأميركيون في صدد مبادرة طارئة في لبنان حالياً، بعدما أنجزوا ملف الترسيم. ويتوقع العالمون في واشنطن مزيداً من التدهور في الوضع اللبناني. ومناخات زيارة ميقاتي للسعودية لا تحمل جديداً خارج الشرط المعروف: أخبِرونا أولاً، أين ستكونون كلبنانيين في الصراع الدائر: هل أنتم معنا أم مع إيران؟ وعلى الجواب يتقرَّر إذا كان السعوديون سيخصِّصون المساعدات للبنان أم لا. لا شيء يمنع، مبدئياً، من استمرار الفراغ الرئاسي إلى ما لا نهاية، خصوصاً أنّ المسيحيين سيبقون عاجزين عن الخروج بمرشح رئاسي واحد، كما يفعل الشيعة في رئاسة المجلس النيابي. وهذا الفراغ سيهدِّد بموت موقع الرئاسة بسبب الاعتياد على غيابه، وبفعل الإهمال والنسيان.

 

بيروت التي أبهرتنا ... وما تزال

توفيق شومان/فايسبوك/14 كانون الأول 2022  

لم يكن معرض " الكتاب العربي والدولي " الذي اختتم نشاطاته في العاصمة اللبنانية بيروت قبل أيام ، إلا بقعة ضوء في ليل المدينة الحالك الذي لا يبدو له خاتمة ، بفعل طغيان السياسة الشوهاء على المشهد اللبناني العام ، وإذا كانت بيروت قد أصرت على القول " نعم " للكتاب ، فلأنها كانت وما زالت عنوانا  للحرف والكلمة والمطبعة . في عددها الصادر في الأول من آذار / مارس 1883 عددت مجلة "المقتطف " المصرية المطابع الموجودة في بيروت " أولها مطبعة الأميركان حيث يوجد فيها من الكتب الدينية والعلمية ما يقدر بالألوف ، ويُطبع فيها أربع جرائد ، وفيها ثلاث مطابع تشتغل بالبخار، وخمس على اليد ، ومطبعة حجر ومكبس وطُبع فيها سنة 1881 نحو 57500 مجلد ، والثانية مطبعة الآباء اليسوعيين ويُطبع فيها جرنال البشير، والثالثة المطبعة السورية ويُطبع فيها جريدة حديقة الأخبار ، والرابعة المطبعة الشرقية ، والخامسة المطبعة العمومية وتطبع جريدة المصباح ،والسادسة المطبعة الوطنية ، والسابعة مطبعة المعارف ،والثامنة مطبعة الفنون وتطبع جريدة ثمرات الفنوان ، والتاسعة المطبعة الأدبية ، والعاشرة المطبعة الكلية ، والحادية عشرة مطبعة القديس جاورجيوس ويُطبع فيها جرنال التقدم " .

وفي " القول الجق في بيروت ودمشق " للرحالة المصري عبد الرحمن بك سامي " وصلنا إلى بيروت صباح  الثامن والعشرين من حزيران / يونيو 1890 وهي كما وصفها صاحب اللطائف في المجلد السابع من المقتطف حيث قال بيروت زهرة سوريا ومركز علومها ، كانت قديما مدينة الفقه وهي الآن مدينة العلم والطب ويُعرف علو منزلتها من كثرة مدارسها وعظيم فوائدها من جرائدها و مطبوعاتها  ، وقد أعجبني فيها  شوارعها الواسعة ونور الغاز وجمال أبنيتها وتنظيمها وكثرة الجنائن فيها ".

وأوجزت مجلة " الهلال " المصرية في الأول من تشرين الأول / اكتوبر 1903  الواقع الثقافي والعمراني لبيروت فقالت " بعد حوادث 1860 أخذت بيروت بالنزوع إلى المدنية واتسعت عمارتها وتعددت فيها الأبنية الفخيمة ونبغ فيها العلماء والأدباء ، وأنشئت المطابع والجرائد وانتشرت روح النهضة منها إلى ما جاورها من مدن الشام وغيرها ، وهي لا تزال زهرة  مدائن الشرق ومبعث نور النهضة العربية الأخيرة " .

على النسق ذاته  ، نشرت " المقتطف " في عددها المؤرخ في الأول من  تشرين الثاني / نوفمبر 1903 مقالة عن " بيروت وحوادثها " قدمت لها بالقول " بيروت ثغر الشام وزهرة المدائن العثمانية ، كانت دار المدارس ومرضعة العلوم في عهد اليونان والرومان ، ثم تعاونت القوى الطبيعية والمشاكل السياسية على تخريبها ، وعادت الأيام وبسمت لها ونشأت فيها خمس مدارس عالية ومدرستان كليتان ومطابع كثيرة لا تفوقها  مطبعة في الشرق حتى الآن ".

الشيخ محمد رشيد رضا  الذي كان يصدر مجلة " المنار " في القاهرة  كتب في السابع من تموز / يوليو 1910 أن " البلاد السورية من أرقى البلاد العثمانية استعدادا للعلم والعمران ، و بيروت أرقى هذه البلاد بل هي من أثمن درر آل عثمان ، وزادت قيمة بيروت في نفوسنا بعد الدستور ـ الإصلاحات العثمانية عام 1909 ـ أضعافا مضاعفة وصرنا نباهي بها ونفاخر" .

في عام 1910 يصدر رئيس تحرير صحيفة " الإقبال" عبد الباسط الإنسي كتابا تعريفيا شاملا  عن بيروت بعنوان"  دليل بيروت " ورد فيه " هي في الطبقة الأولى بين المدن العثمانية من جهة الإتساع والعمران والتجارة وفيها 19 مطبعة " وفي العام المذكور سيزور بيروت الأمير محمد حفيد القائد العسكري المصري محمد علي باشا فيكتب  مذكراته في " الرحلة الشامية " ويعطي هذه الصورة الجمالية والثقافية عن بيروت :  

"  إن هذه المدينة من المراسي الشهيرة والمدن التجارية الكبيرة التي عُني بشأنها قديما وحديثا أرباب المحابر من الكتًاب وعلماء التاريخ  ، بيروت قديمة التاريخ من أشهر وأهم مدن سوريا  وهي أكبر ميناء في بلاد الشام ، ومركزها الطبيعي غاية في الجمال ، وأكثر ما رأيناه من الحدائق والبساتين مغروسا بشجر التوت والبرتقال  الذي يرسل مع عليل النسيم عبير زهره فيُشفي الجسم السقيم ، أما مدارس المدينة فكثيرة  إذ تبلغ  نحو مئة مدرسة ، والتعليم في بيروت مما يُسِر أنصار وعشاق المعارف ومحبي التقدم والرقي ، وأما مطابعها فإنها ليست أقل أهمية من مدارسها ، وسمعتُ أن ما يُطبع في تلك المطابع من الكتب العلمية والفنية شيء يفوق الحصر ، كما يُطبع فيها عدة جرائد يومية وأسبوعية وشهرية سياسية وتجارية وطبية ، وامتازت هذه المدينة عن سائر مدن الشام أنها تصدٍر كثيرا من مطبوعاتها إلى البلاد الشامية وغيرها من البلاد الأجنبية ".

هذه الصورة الزاهية لبيروت ستظهر في مجلة "العرفان " اللبنانية (23 ـ 7 ـ 1923) في مقالة " بين بيروت وصيدا " للشيخ أحمد عارف الزين ، فبيروت " بلغت المستوى الراقي من العلوم والآداب في زمن أغسطس قيصر واشتهرت مدرستها الفقهية في أنحاء العالم فأمًها الطلاب من جميع الأقطار حتى من البلاد العربية ، فكانت آنذاك غرة في جبين الشرق ، وفي سنة 1898 زارها أمبراطور ألمانيا فقال عنها إنها درة في تاج آل عثمان ، وأخذت تنمو سريعا  ، والمرفأ الذي بُني عام 1894 كان من أسباب تقدمها ، ونشأت فيها المدارس الفخمة والمطابع والجرائد ، وفيها زهاء ثلاثين مطبعة وخمسين جريدة ومجلة ".

ولأمير البيان شكيب إرسلان رأيه أيضا ، ففي محاضرة " النهضة العربية في العصر الحديث " التي ألقاها ( تشرين الأول / اكتوبر 1937)  بدعوة من " المجمع العلمي العربي " في مدينة دمشق ، قال  " في بيروت والحق يقال ، ابتزغ زرع العلم العصري ، ثم انبث في جميع الشامات ، ثم في ما جاورها ، وبين 1860 و1880 وُجدت في بيروت عدة مطابع ، وإلى حد سنة 1880 كانت الجرائد منحصرة في بيروت لا تتعداها إلى غيرها من مدن سوريا ، وقد كان في بيروت بضع عشرة مطبعة ، فتضاعف هذا العدد مرتين وثلاثة ".

ومن دمشق إلى القاهرة ، ففي عام 1954 ألقى الشاعر اللبناني صلاح لبكي سلسلة محاضرات  " التيارات الأدبية الحديثة في لبنان  " دعا في إحداها إلى عدم نسيان " أن صحيفة الأخبار ـ اللبنانية ـ هي أول صحيفة إخبارية في الشرق العربي ، وأن مطبعة عبد الله زاخر طبعت منذ 150 سنة ـ آوائل القرن التاسع عشر ـ أول كتاب عربي لبناني  بالحرف العربي ، و أن لبنان كان له يد السباق في نقل الفكر الغربي إلى الشرق وفي نقل الفكر العربي إلى الغرب ".

في الأول من نيسان / ابريل 1967 كتب  الشاعر اللبناني يوسف غصوب  في مجلة " حوار " التي كان يصدرها الشاعر الفلسطيني ـ السوري توفيق صايغ في العاصمة اللبنانية   "  بيروت مدينة علم وثقافة فيها أربع جامعات يؤمها الطلاب من لبنان وسائر الدول العربية ، وإلى جانب الجامعات كليات ومعاهد عديدة وما يقرب من مئة وخمسين مدرسة ابتدائية وثانوية عدا المدارس المنتشرة في ضواحيها ، وفيها أندية وروابط وجمعيات أدبية واجتماعية تكاد لا تُحصى ، وفي بيروت نحو ستين مكتبة وفيها من دور النشر والمطابع ما يربو عن المئة والعشرين ".

وعلى مساحة 27 صفحة نشرت مجلة "العربي" الكويتية تحقيقا ( حزيران / يونيو 1972) عن مدينة بيروت  تطرقت به الى علاقة مطابعها بجرائدها ، فقالت " على أرض ساحة البرج ـ وسط المدينة ـ يعرض باعة الصحف الجرائد والمجلات بصورة جذابة تلفت النظر ، وقفنا مع الواقفين نتطلع إلى العناوين ، إنها مكتبة عامة على قارعة الطريقة  ، ففي صباح كل يوم ومع صياح الديك تخرج إلى أسواق بيروت 49 جريدة يومية " .

هذه الصلة بين بيروت ومطابعها كتب  حولها المؤرخ اللبناني المعروف يوسف ابراهيم يزبك في " الهلال " القاهرية  بتاريخ الأول من أيلول / سبتمبر1974 وربط بين المطابع البيروتية وانبعاث الفكرة القومية العربية  بقوله " في النصف الثاني من القرن الماضي ـ التاسع عشر ـ أسست في بيروت المعاهد العلمية وزخرت بالمطابع والمطبوعات والأندية الأدبية التي نفخت في العرب نهضة أيقظت قوميتهم ".

أيضا عن  الصلة بين بيروت والفكرة القومية العربية يتحدث أحد قادة " ثورة العشرين "  العراقية محسن أبو طبيخ في مذكراته فيقول " إن استعراض وشرح أوضاع الحركة القومية العربية آواخر الحكم العثماني يقودنا إلى التساؤل عمن هم أولئك الرواد الحقيقيون ؟ إن أول من نطق بفكرة القومية العربية هم الأحرار السوريون واللبنانيون الذين شنقهم جمال باشا السفاح في بيروت ودمشق وعاليه أثناء الحرب العالمية الأولى". 

القيادي والسياسي السوري نبيل شويري يبوح للزميل صقر أبو فخر في  الحوار الطويل "حطام المراكب المبعثرة " انه لما جاء إلى العاصمة اللبنانية في عقد الستينيات الماضي " بهرتني بيروت ، عالم متقدم كثيرا على العالم الذي كنت أعيش فيه ، اكتشفت أهمية النهضة الثقافية والعلمية إلى جانب الحرية ، ورأيت قيمة حرية الصحافة والكتابة وحرية الرأي والفكر ، أنا لم أمارس شهوة المعرفة من أجل المعرفة إلا في بيروت " .

وفي تلك الفترة ، أي في الستينيات  كانت  بيروت " منتدى للحياة العربية العامة " كما يقول القيادي الفلسطيني ـ اللبناني شفيق الحوت  في كتابه " عشرون عاما في منظمة التحرير الفلسطينية " ، ويرسم المحقق والناقد الفلسطيني إحسان عباس في سيرته " غربة الراعي "  واقع بيروت وتفاصيلها الثقافية ، فقد " كانت مركزا ثقافيا يصل إليها أحدث ما يصدر من كتب ، وتصدر فيها نسبة كبيرة من أحدث المؤلفات والمحققات والمترجمات بالعربية ، وكانت تضم نخبة من المثقفين من مختلف الأقطار العربية ودور نشر تُعد بالعشرات ومجلات وصحفا أدبية وفكرية ومقاهي يلتقي فيها  المفكرون والنقاد والمبدعون " .

 وبشهامة جليلة  يعترف  صاحب موسوعة "  تاريخ الوزارات العراقية " التي لا غنى عنها للإطلاع على تاريخ العراق المعاصر المؤرخ العراقي عبد الرزاق الحسني في مذكراته " أحداث عاصرتها " بدور مطابع بيروت ولبنان بتكوينه وتكريسه " وإني مدين لمجلة العرفان التي نشرت لي عشرات المقالات كما أن مطبعة العرفان تولت طبع كتبي كلها تقريبا ، فلولا العرفان لما كنتُ ولا كان إسمي ، وما أبصرت مؤلفاتي النور ، وهذه حقيقة أذكرها ".

الشاعر المصري عبد المعطي حجازي كتب عن بيروت ودورها الثقافي في مجلة " إبداع " القاهرية (1 ـ 12ـ 1994) بأصالة ووفاء مشهودين " إذا قلنا ثقافة مصرية حديثة فدماء اللبنانيين ومهجهم ونبضات قلوبهم ممتزجة بدماء المصريين ومهجهم ونبضات قلوبهم ، وأبسط من ذلك وأدق أن نقول إن الثقافة العربية الحديثة تدين لهذين العنصرين أول ما تدين ، ومجلة الآداب لعبت في الخمسينيات والستينيات أعظم دور لعبته مجلة أدبية  ـ إن ـ بيروت توأم القاهرة "  وهذه التوأمة  كادت تشكل نظرية بحد ذاتها لدى الرئيس جمال عبد الناصر ، إذ كان يعتبر أنه لو تفاعلت بيروت والقاهرة  يمكن أن يحدث  معجزة  كما ينقل الروائي المصري  يوسف القعيد (180post  ) في كتابه " عبد الناصر والمثقفون  والثقافة "عن الكاتب الصحافي الأكثر شهرة في العالم العربي محمد حسنين هيكل .

لا يمكن إحصاء عدد المبدعين المصريين الذين كتبوا عن بيروت من أحمد شوقي في أول القرن العشرين إلى عبد الرحمن الإبنودي في آخره وما بينهما العشرات وأكثر، وكذلك الأمر مع العراقيين والفلسطينيين ، وأما السوريون فهم  حالة أخرى ، فبيروت هي قصيدتهم ومدينتهم وزينتهم ودمعتهم ، وما قصائد نزار قباني وخصوصا رائعته " يا ست الدنيا يا بيروت " سوى تعبير عن ذاك الفيض العاطفي والولائي لبيروت ، يقول محمد الماغوط : 

بيروت

يا أمي وطفلتي ومعبودتي!

تذكرت ساحة البرج في "سرير تحت المطر"

وساحة الدبّاس في " الغجري المعلب "

وصخرة الروشة في " أمير من المطر وحاشية من الغبار"

بك جعتُ وشبعتُ

قاومتُ واستسلمت

تألقتُ وانطفأت

عريتُ واكتسيت

وحاورتُ وناقشتُ وصرخت:

لم لا تكون بيروت وحدها الهلال الخصيب؟

وكفى الله المؤمنين شر القتال !

أحد كبار أساتذة الصحافة العربية  الناشر والكاتب الصحافي  " الدمشقي ـ البيروتي " رياض نجيب الريس ، كتب في شهرية " الناقد " في الأول من حزيران / يونيو 1992 " على الرغم من وحشية وظلم وظلام الحروب ، ما زالت بيروت العاصمة العربية الوحيدة التي تستطيع أن تتنفس فيها ولو برئة واحدة ، أو بنصف رئة ، في وقت لم تعد هناك رئات في أية مدينة عربية أخرى صالحة للتنفس " .

كتب رياض نجيب الريس ذلك قبل ثلاثين عاما ، وعلى ما يظهر أن بيروت ستبقى ثلاثين سنة أخرى وربما ثلاثمئة سنة الرئة العربية الوحيدة التي يتنفس فيها الحبر والقلم والكتاب والإعلام وما تبقى من مثقفين عرب .

يبقى سؤال أخير : إذا زلزلت الأرض زلزالها في بيروت كيف يتنفس العرب ؟

 

الحوار "كلام في كلام"... بانتظار القوى الضامنة

طوني كرم/نداء الوطن/14 كانون الأول 2022

تجد الكتل النيابيّة نفسها في حلقةٍ مفرغةٍ عشيّة الجلسة الرئاسيّة العاشرة جرّاء تعمّد قوى الثامن من آذار تعطيل المسار الديمقراطي لإنتخاب رئيسٍ للجمهورية في الدورة الثانية وفق الدستور، ما يعكس تخبّط أطياف هذا الفريق لتأمين التوافق حول اسم مرشحهم غير المعلن، ما دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى دعوة الكتل النيابية إلى جلسة حوار بين ممثلي الكتل النيابية حول الإستحقاق الرئاسي حصراً. وهذا ما ارتدّ تحذيراً من إساءة إستخدام «الحوار» من أجل تحقيق مآرب متعددة، تتفاوت ما بين الإبقاء على الوضع الراهن (الشغور) أو التسويق لمرشح «8 آذار»، تمهيداً إلى إنضاج الظروف الإقليميّة والدولية لإنتخابه.

وعلى الرغم من أن الدعوة الحواريّة - التشاوريّة التي أطلقها بري لا ترتقي إلى مستوى الدعوة إلى «حوار وطني»، فإنّ تجارب لبنان مع المقررات الناجمة عن «الحوار» بقيت حبراً على ورق، وصولاً إلى الإنقلاب عليها. كما حصل مع «وثيقة الوفاق الوطني». ورغم تلبية دعوة إلى الحوار في مجلس النواب في 2 آذار 2006 لعدة جلسات، لم يتوصل المشاركون إلى نتيجة تذكر حول الإستراتيجية الدفاعية، والإمرة على السلاح خارج المؤسسات، وبقي بند السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الذي تمّ التوافق على حلّه معلقاً.

ومع انسداد أفق الحل السياسي ما بين قوى 8 و14 آذار، لعبت كل من قطر وجامعة الدول العربية دور الضامن لعملية الحوار الوطني اللبناني الذي إستضافته الدوحة في أيار من العام 2008، حيث جرى الإتفاق على إنتخاب قائد الجيش آنذاك ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، إلى جانب سلّة من الأمور الإصلاحية من بينها إعادة النظر في قانون الإنتخابات. وعمد الرئيس سليمان فور إنتخابه في أيار 2008، إلى دعوة القوى السياسيّة إلى إستئناف الحوار في بعبدا الذي عقد أولى جلساته في 16 أيلول من العام نفسه، واستكمل البحث في الإستراتيجيّة الدفاعية وسلاح «حزب الله»، وإنتهى بمقاطعة عدد من المشاركين من بينهم «حزب الله» الذي انقلب على موافقته على ما عرف بـ»إعلان بعبدا».

ولم تقتصر الدعوات إلى الحوار عند هذا الحدّ، فقد سعى الرئيس السابق ميشال عون خلال ولايته الرئاسيّة إلى دعوة القوى السياسيّة إلى «حوار وطني» في بعبدا، والتباحث في المواضيع السياسيّة والإقتصادية كما الإستراتيجيّة الدفاعية من دون أن تتكلّل مساعيه بالنجاح.

وعلى الرغم من أهمية التواصل بين القوى السياسيّة، فإنّ الذهاب إلى الحوار من دون خطة واضحة، قد يكون بمثابة مهلكة للمشاركين، نظراً لأن التفاعل مع المواضيع المطروحة قد يساهم في تأجيج الأزمة وانعدام المخارج ما قد يدفع أيّاً من الطرفين إمّا إلى الإستسلام وإما إلى الإنسحاب من الحوار.

وهذا ما يُملي الأطراف التي تأخذ على عاتقها الدعوة إلى الحوار أن تتحلى بالحياد والوضوح وعدم الإنحياز لأي من الأفرقاء، وتقديم طروحات تحتّم على القوى الأخرى عدم تجاهلها أو التغاضي عنها. وهذه المعايير قد لا تنطبق على دعوة الرئيس بري لكونه طرفاً في الخلاف اللبناني الحاصل ازاء الاستحقاق الرئاسي.

وهذا ما رأى فيه البعض محاولة لإستدراج القوى السياسيّة إلى «ملعب 8 آذار»، والإستعاضة عن تكرار الجلسات الرئاسيّة التي وُصفَت بـ»الهزليّة»، بجلسات حوارية قد تكون أسبوعية، تبعد عن بعض النواب رتابة الإستمرار في «مسلسل التعطيل» العلني. واعتبروا أن الحوار يجب أن يتم بين القوى السياسيّة التي تُظهر مواقفها وخياراتها بوضوح للتباحث في إمكانية التوصّل إلى خيارات جديدة قابلة للتحقيق. ومع التأكيد على أن جميع الصراعات والإختلافات قابلة للحل، وعبر الحوار، يبقى الأهم هو البحث في آلية إتخاذ القرارات على الطاولة، سواء من خلال الإجماع أو التصويت ما قد يفتح الباب أمام مزيد من التعقيدات لاختيار المشاركين. وهذا بالنتيجة، من شأنه أن ينقل الإختلاف والإنقسام الذي يتكرر في الجلسات الأسبوعية في ساحة النجمة إلى طاولة الحوار، ومعها ينضم الحوار العتيد إلى قائمة الحوارات «العقيمة»!

 

في منازلنا وعلى طرقاتنا: "قصص بتبكّي"

كريستال النوّار/ام تي في/14 كانون الأول/2022

غاب الأطفال عن السوبرماركت والمحال التجاريّة ومطاعم الوجبات السريعة التي كانت تعجّ بهم، كما تراجع زخم أعياد الميلاد والاحتفالات وباتت تقتصر على الأساسيّات بينما اختفت كلياً عند البعض. في المدارس أيضاً، سلوكيّات الأطفال لافتة، حيث لوحظ ارتفاعٌ في نسبة شكاوى إدارات المدارس وتردّد الأهل بشكلٍ متزايد إلى المدرسة لمُتابعتهم. حزنٌ وإحباط ويأس وتصرّفات عدوانيّة وأكثر.. هذا ما يعيشه الأطفال اليوم في المنزل والمدرسة وفي كلّ مكان.. تغيب الفرحة البسيطة عن ملامحهم، حتّى نسوا معنى الإبتسامة. في وقتٍ تمتلئ الدكاكين بدفاتر الدّيون لأُسرٍ عاجزة عن تأمين الطّعام، وهو أدنى مقوّمات العيش.

وتُشير "اليونيسف" لموقع mtv، إلى أنّ حقوق الأطفال الأساسيّة، من صحّة وتلقّي مساعدة إجتماعيّة، وحماية، وتعليم... كلّها لحق بها ضررٌ بالغ، لافتةً إلى أنّ العائلات باتت مُجبرة على بيع الأثاث والممتلكات الأساسيّة كما أنّ الأطفال يُدركون تماماً تأثير الأزمة على حياتهم وتطلّعاتهم، ممّا يزيد من التحديات النفسيّة التي يواجهونها الأطفال. وتُضيف المنظّمة: "الأطفال الذين شاركوا في دراسة أُعدّت هذا العام، شرحوا كيف يتجنّبون طلب أشياء صغيرة من أهلهم ويحاولون مساعدتهم على خفض الإنفاق"، وتُتابع: "ينخرط الأطفال بشكلٍ متزايد في سوق العمل، لكي يتمكّنوا من جلب بعض المال إلى المنزل، في وقتٍ نشهد نسبة بطالةٍ متزايدة والعديد من البالغين يُصبحون عاطلين عن العمل".

يتجلّى ذلك في ظاهرة باتت عاديّة في المحال التّجاريّة، حيث يعمد الجميع إلى التّوفير في مشترياتهم وفي أنواع المواد الغذائيّة والسّلع التي يختارونها، متّجهين إلى الأرخص. في الأروقة أيضاً، دموع الأمّهات تروي الكثير... ومثال على ذلك، أمُّ غلبها حزنها راحت تبكي في سيّارتها من دون توقّف لأنّها عاجزة عن شراء "كاتشاب" لطفلها. وتلفت "اليونيسف"، إلى أنّ الأطفال يشعرون بالإحباط وفقدان الثقة في أهلهم لعدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسيّة، كما يشعر الوالدان بالذنب والإحباط بسبب عدم قدرتهم على إعالة أطفالهم بشكلٍ صحيح.. هكذا عُكِست الأدوار الأُسريّة بين الوالدين والأطفال ممّا يؤثّر سلباً على الروابط بينهما.

وتُفصّل المنظّمة مدى صعوبة الوضع، بالأرقام، وتقول: "84 في المئة من الأُسر ليس لديها ما يكفي من المال لتغطية الضروريات، و23 في المئة من الأطفال يذهبون إلى الفراش جائعين، كما أنّ 38 في المئة من الأُسر عمدت إلى تقليل الإنفاق على التعليم مقارنةً بـ26 في المئة في نيسان 2021. وصحّياً، خفّضت 60 في المئة من العائلات الإنفاق على العلاج الصحّي، مقارنةً بـ42 في المئة في العام 2021. و70 في المئة من الأًسر تُضطرّ إلى اقتراض المال لشراء الطّعام. كما أُفيد بأنّ 36 في المئة من مقدّمي الرعاية شعروا بأنّهم أقلّ تسامحاً وتقبّلاً مع الأطفال وعاملوهم بقسوة".

الطّفولة في لبنان تُهدَم وأبسط الأحلام تتبدّد. يستحقّ الأطفال التحرّك العاجل والفوري بالإمكانات المُتاحة، فهم يحتاجون إلى الدّعم والحماية وتأمين الوصول الكامل إلى الخدمات الأساسية قبل فوات الأوان. فلا ننسى أنّهم المستقبل.. وأيُّ مستقبلٍ ينتظرنا في هذا الوضع؟!

 

تقدّم الكلام عن قائد الجيش: رئيس ستاتيكو

هيام القصيفي/الأخبار/14 كانون الأول/2022

تتعامل القوى السياسية، بجدّية، مع ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية. لكن على طريق الوصول إلى ترجمة الترشيح انتخاباً، هناك كثير من المطبّات والبازارات المفتوحة على تسويات وتنازلات.

فتح الكلام الجدي عن التعديل الدستوري الذي يمهّد لانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية. هذا لا يعني أن قراراً صدر بانتخاب عون حكماً. لكن البازار السياسي فتح على جبهات عدة، بدءاً من رئاسة المجلس النيابي وصولاً إلى القوى السياسية المسيحية وحزب الله. وعلى طريق هذا البازار، يمكن استشفاف معطيات وقراءات متعددة حول ما قد يلجأ إليه أي طرف من المعنيين المباشرين في تقديم تنازلات لانتخاب عون أو التمسك بمواقف رافضة إلى النفس الأخير.

في خلاصات أولية لنقاشات الأيام الأخيرة، أن أي اتفاق داخلي أو خارجي تؤديه قطر نيابة عن الأميركيين، أو الفرنسيين، حول ترقية اسم قائد الجيش إلى المرتبة الأولى في لائحة المرشحين الأساسيين يعني أن «لا اتفاق لحل الأزمة اللبنانية، بل هو مجرد انتخاب رئيس لإدارة الأزمة أو بتوصيف أدق رئيس ستاتيكو». وهذا يترجم استطراداً بكلام أوسع أن الدول المعنية لا تزال تتريث في حسم خيارات أساسية تتعلق بلبنان، في انتظار مزيد من الإيضاحات حول أوضاع دول المنطقة وصولاً إلى أوكرانيا. وقائد الجيش في هذا الإطار، بما يحمل من مواصفات، أو لا يحمل، في وضع استثنائي اقتصادي ومالي دقيق، يوازي معادلة أن الحل الموقت هو انتخاب رئيس لا يحمل حلاً إنقاذياً بقدر ما يسهّل إضافة بعض اللمسات الخفيفة على الأزمة العالقة بفك العقدة الرئاسية ليس إلا.

لذا بدأ الكلام عن محاولات لطرح التعديل الدستوري تدريجاً بحيث يصبح الكلام عنه مناسبة لفتح ثغرة في جدار الأزمة الرئاسية، لجهة جس النبض حول ما يمكن أن تكون عليه مواقف القوى المعنية ولا سيما المسيحية منها في القبول أو عدم القبول بالتعديل الدستوري أو انتخاب عون من دون تعديل دستوري وبلا رد فعل معارض. في الكلام أن القوات قد تكون الطرف الأكثر قابلية للمساومة السياسية للارتضاء بقائد الجيش، علماً أن الحديث يشمل عدم التفاؤل بقدرة القوات التي يتهم رئيسها الدكتور سمير جعجع بأنه صياد تسويات، أن تقبض «ثمن» هذا القبول في السياسة، وفي العهد الجديد، لاعتبارات معروفة. لكن القوات تفتح الطريق أمام «لا» مخفّفة، بدل أن تكون قاطعة في رفض عون لأسباب تتعدى رفض تسمية عسكري كما جرت العادة. وهنا تتفق القوات مع التيار الوطني بعدم تكريس معادلة انتقال رئيس من اليرزة إلى بعبدا.

من جهته، لا يزال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يعاند ترشيح عون. الفكرة الأولى التي يجري الكلام عنها أن قاعدة التيار المنبثقة أساساً من رحم المؤسسة العسكرية في التسعينيات وما بعدها، يمكن أن توالي قائد الجيش وهذا الأمر يثير خشية قيادة التيار، رغم أن ثمة مبالغة في تصوير الجيل الجديد من القاعدة العونية أقرب إلى الجيش منه إلى قيادة التيار. الفكرة الثانية هي أن باسيل الذي يخوض معركة كسر عظم مع حزب الله حول ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يشن المعركة نفسها حيال ترشيح عون. وهو من أجل ذلك مستعد للذهاب في معركته إلى الحد الأقصى مع حزب الله. لكن هناك من يحاول تسويق فكرة أن قائد الجيش قد يكون الرئيس ميشال سليمان رقم 2، أي بمعنى عدم تحوله قوة قائمة بذاتها رغم أنه خارج من رحم مؤسسة عسكرية تدعمه، بعكس ما يمكن أن يشكله فرنجية من خطر سياسي عليه، لا سيما لجهة اتكائه على ركن أساسي هو الرئيس نبيه بري. وهذا يعني أن خشية باسيل غير مبررة في ألا يتمكن من خلق نواة داخل الحكم تواليه وإن لم تكن بحجم ما كان موجوداً خلال عهد الرئيس ميشال عون. لكن قلق قيادة التيار أن تكون الظروف مختلفة بين ظروف سليمان وظروف مجيء عون حالياً، في ضوء صعود قوى تخاصم باسيل وتعاند استمرار وجوده في العهد الجديد كقوة أساسية، الأمر الذي يضيق الخناق عليه. لذا يتعامل رئيس التيار مع ترشيح عون على أنه مسألة حياة أو موت كما يتعامل مع ترشيح فرنجية.

لكن فتح باب التسويات مبكراً في ما خص ترشيح قائد الجيش، يعني في الوقت نفسه أن من سيفتح البازار مدرك لحجم ما سيتطلبه تسويق قائد الجيش داخلياً، على غرار تسويق سليمان في الدوحة وما قبلها وما بعدها، وما سيطلبه باسيل من أثمان، كما غيره من القوى السياسية. هنا يمكن الإضاءة على موقف حزب الله من هذا الترشيح. في مكان ما، قد يكون الإتيان بعون مخرجاً للحزب، لجهة التقاطع الخارجي الإقليمي من دون أن يسجل تراجعاً في موقفه وهو الذي لم يعلن دعمه العلني لفرنجية، كما أنه طرح منذ اليوم الأول فكرة التوافق على رئيس جديد وليس التشبث برئيس من طرف واحد. وانتخاب عون كرئيس إدارة أزمة فقط وليس الدخول في متاهات حلول تتعلق بجوهر أزمة النظام الحالي وملحقاتها المالية والاقتصادية، يعطي الحزب مزيداً من الوقت لتلمس معطيات خارجية ومآل الوضع الإقليمي، ويريحه داخلياً من أعباء صدامات لا يحتاجها، وهو الذي حرص على أن يحكى عن أحد اللقاءات مع قائد الجيش علنياً. والحزب كما الرئيس نبيه بري لن يقطعا الطريق إلى انتخاب أي رئيس، أكان عون أو غيره قبل الكثير من التفاهمات والتسويات كسلة متكاملة، وليس اختيار رئيس الحكومة الجديد وحده من ضمنها. وإذا كان بري تجاوز عقدة باسيل منذ ما قبل انتهاء العهد الماضي، إلا أن حزب الله لا يزال رغم كل ما بينهما من توترات جدية لا يمكن التقليل من أهميتها، رافضاً لفكرة تجاوز باسيل بسهولة. ما بينهما يبدو أحياناً عصياً على الفهم. لكنه أحياناً سهل إلى حد أن موقف التيار اليوم جازم أن الحزب لن يتخطى باسيل في ترشيح قائد الجيش. أما توافق كليهما عليه فيحتاج إلى وعود متنوعة الاتجاهات. وهذه المرة على طريقة وعد انتخاب الرئيس ميشال عون وليس أقل من ذلك.

 

باسيل يستعين بعون لتعويم تحالفه مع “الحزب”

محمد شقير/الشرق الأوسط/14 كانون الأول/2022”:

يستعد اللبنانيون لاستقبال العام الجديد من دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج تدعوهم للتفاؤل بأنه لن يكون نسخة طبق الأصل عن العام الحالي الذي شارف على نهايته من دون أن يتمكن المجلس النيابي من وقف عدّاد تعطيل الجلسات المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية.

قرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري بدعوة النواب غداً لانتخاب رئيس للجمهورية جاء بعد أن أقفل «الثنائي الماروني» رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وزعيم «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ومن موقع الاختلاف بينهما، الباب أمام اقتراحه بتحويل الجلسة النيابية غداً إلى جلسة حوارية تشاورية يراد منها فتح ثغرة في الحائط المسدود المؤدي إلى تعطيل جلسات الانتخاب وتحويلها إلى مسرحية ممجوجة من قبل الرأي العام اللبناني، أصبحت موضع تهكّم تجاوز الداخل إلى الخارج بتحميل المجتمع الدولي البرلمان مجتمعاً مسؤولية التمديد للأزمة بصرف النظر عمّن يعطل انتخاب الرئيس.

ومع أن تحويل جلسة الانتخاب إلى جلسة حوارية للتلاقي والتشاور لن يؤدي إلى وقف تعطيل انتخاب الرئيس بمقدار ما أنه يفتح الباب أمام التواصل للتداول في المخارج المطلوبة للخروج من دائرة المراوحة، فإن حصر الجلسة بانتخابه أتاح للرئيس بري رمي مسؤولية عدم الاستجابة لدعوته الحوارية على «الثنائي الماروني» بإصراره على إعطاء الأولوية لانتخاب الرئيس، وإنما من موقع الاختلاف بين هاتين القوتين داخل الطائفة المارونية، الأولى تتزعّمها «القوات اللبنانية» الداعمة لترشيح النائب ميشال رينه معوض لرئاسة الجمهورية، والثانية يقودها باسيل الرافض لتأييد زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، برغم أنه يتمهّل في الإعلان عن ترشّحه للرئاسة، وأيضاً لقائد الجيش العماد جوزف عون.

ويقول مصدر نيابي بارز لـ«الشرق الأوسط» إن دعوة الرئيس بري لتحويل جلسة الانتخاب إلى جلسة حوارية للتشاور حقّقت الأهداف السياسية المرجوّة منها برغم أن حزب «القوات» و«التيار الوطني» امتنعا عن التجاوب معها، وإنما من موقع اختلافهما في مقاربتهما لانتخاب رئيس للجمهورية.

ويؤكد المصدر النيابي أن بري استحصل من «الثنائي الماروني» برفضه التجاوب مع دعوته الحوارية على «براءة ذمّة» سياسية تعفي «الثنائي الشيعي» من المسؤولية عن تعطيل جلسات انتخاب الرئيس، ليس باقتراع نوابه بورقة بيضاء فحسب، وإنما لأنهم بخروجهم من القاعة يتحمّلون مسؤولية فقدان النصاب القانوني المطلوب لاستمرار الجلسة في دورة انتخابية ثانية. ويلفت إلى تجاوب نواب تكتل «لبنان القوي» مع مغادرتهم للقاعة.

ويعتقد المصدر النيابي نفسه أن خروج «الثنائي الماروني» عن الإجماع النيابي المؤيد لدعوة بري لتحويل الجلسة إلى منصة للحوار والتشاور أدى إلى إحراج حزب «القوات» و«التيار الوطني» داخل المحور السياسي الذي ينتمي كلاهما إليه، ويقول إن حلفاء «القوات» في المحور الداعم لترشح النائب معوض لا يتناغمون مع شروطه التي وضعها على أساس التلازم بين انتخاب الرئيس وبين رفع الجلسة لبعض الوقت للتشاور، على أن تُستأنف لاحقاً في نفس اليوم.

ويضيف أن الموقف نفسه ينسحب على باسيل الذي يغرّد وحيداً في موقفه بأن الظروف السياسية ليست مواتية للشروع في حوار لن يخدم الغرض السياسي المرجو منه بذريعة أن كل فريق يتحصّن وراء موقفه، مع فارق أساسي يعود إلى أن رفضه للتوقيت يأتي هذه المرة متزامناً مع تصاعد وتيرة الخلاف مع حليفه الأوحد «حزب الله» الذي لم يستجب حتى الساعة لإلحاح باسيل بمعاودة التواصل معه الذي انقطع منذ المؤتمر الصحافي الذي عقده وأظهر تبايناً بينهما على المكشوف حول رفضه دعم ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية.

ويؤكد المصدر النيابي أنه مضى أكثر من أسبوع على انقطاع التواصل بين باسيل و«حزب الله» بقرار واضح من أمينه العام حسن نصر الله، ويقول إن باسيل طلب من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون التدخل شخصياً لإحياء قنوات التواصل في محاولة لإصلاح ذات البين بين الحليفين، برغم أنه يدرك سلفاً أن العلاقة لن تستعيد عافيتها بالسرعة المطلوبة لأنها تعرّضت لانتكاسة تسبّب بها باسيل الذي أقحم نفسه في صدام مباشر مع نصر الله عندما بادر إلى تظهير الخلاف حول ترشيح فرنجية إلى العلن.

لذلك، فإن باسيل في حاجة لأن يستعيد ثقة نصر الله به، وهذا ما سيضعه في جلسة الخميس أمام اختبار للنيات بعدم تكرار ما أقدم عليه في جلسة الانتخاب السابقة عندما أعطى الضوء الأخضر لعدد من النواب الأعضاء في تكتله النيابي بعدم الالتزام بالاقتراع بورقة بيضاء والتصويت بأوراق اعتُبرت لاغية.

 

“القوات” تنسف خطة “الحزب” وباسيل

راكيل عتيّق/نداء الوطن/14 كانون الأول/2022

يعمد فريق «الممانعة» و»التيار الوطني الحر» إلى رمي كرة تعطيل الاستحقاق الرئاسي في مرمى حزب «القوات اللبنانية»، عبر ترويج فكرة أنّ «القوات» ترفض أي حوار رئاسي، وهو الأساس للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية. هذا في حين أنّ «القوات» تلتزم المشاركة في كلّ الجلسات الانتخابية والاقتراع للمرشح نفسه، فيما كلّ من «الثنائي الشيعي» و»التيار» يُعرقل العملية الانتخابية، إن عبر الاقتراع بالأوراق البيضاء أم عبر تطيير نصاب الجلسات. ليست الدعوة الى حوار رئاسي وطني أو مسيحي – مسيحي بالطرح الجديد، ولا موقف «القوات» من الحوار يتغيّر مع تجدُّد هذه الدعوات. وسبق أن قطع رئيس «القوات» سمير جعجع طريق الحوار على رئيس «التيار» النائب جبران باسيل عبر بوابة بكركي، وعلى «حزب الله» عبر بوابة عين التينة أو مجلس النواب. وبعدما قال باسيل، من بكركي، الأسبوع الفائت، رداً على سؤال، إنّ : «جعجع رافض كلّ شيء… لا بدّو يجي على بكركي ولا بدّو يعمل حوار»، أتى الردّ سريعاً من رئيس «القوات»، في «تغريدة»، قال فيها، إنّ «الحوار بدّو أهل حوار». كذلك ترفض «القوات» المشاركة في أي جلسة حوارية يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولو بتمويهها، عبر تحويل الجلسة الانتخابية في مجلس النواب الى جلسة حوارية، إن غداً الخميس أو في أي جلسة أخرى. وكانت «القوات» رفضت دعوة سابقة لبري الى جلسة حوارية رئاسية في عين التينة. موقف «القوات» هذا مردّه الى الأسباب الآتية:

– الانتخابات الرئاسية عملية ديموقراطية، ولا يجوز الخلط بين القضايا والمسائل الحوارية وتلك الانتخابية التي تخضع لشروط اللعبة الانتخابية والحياة الديموقراطية.

– إنّ الحوار بتجاربه التاريخية، منذ عام 2006، لم يحقّق إلّا الفشل، فكلّ جلسات الحوار التي عُقدت وصدر عنها قرارات، لم تُنفذ مقرّراتها، ولم يؤدِّ الحوار الى أي نتيجة.

– أحد لا يرفض الحوار كمبدأ وقيمة، لكن أحد شروط الحوار، أن يكون الفريقان على استعداد للوصول إلى مساحات مشتركة للخروج من الأزمة، فيما هناك فريق وهو «حزب الله» لا يريد ذلك ومتمسّك بشروطه، وهدفه التلطّي خلف الحوار لشراء الوقت وليظهر أنّه يحاور فيما أنّه فعلياً يريد فرض شروطه على الآخرين، إن بعدم استعداده لتسليم سلاحه وإن بمواصفاته لرئاسة الجمهورية والحكومة.

لذلك لن تكون «القوات» في وارد إعطاء «الحزب» هذه الفرصة للتلطّي خلف الحوار بغية تعطيل الانتخابات الرئاسية، خصوصاً أنّ الشغور الرئاسي سببه أنّ «الحزب» لا يحترم الثقافة الديموقراطية ويضع الفريق الآخر أمام خيارين: إمّا الشغور وإمّا رئيس من فريقه. ولهذا قرّرت «القوات» عدم المشاركة في الجلسة الحوارية، أمّا الجلسة الانتخابية فستشارك فيها ككلّ الجلسات السابقة.

وانطلاقاً من أنّ أي حوار يجب أن يكون هادفاً وليس لإضاعة الوقت واستغلاله للتعطيل، فإنّ الحوار الذي تشارك فيه «القوات»، هو أن يجري بري جلسات حوارية بين الجلسات الانتخابية، بحيث يستدعي بعد انتهاء الدورة الأولى، بعض رؤساء الكتل النيابية أو جميعهم إلى مكتبه للاجتماع والتداول والتشاور، ثمّ تُجرى الدورة الانتخابية الثانية، وإذا انتهت بالنتيجة نفسها التي انتهت إليها الدورة الأولى، يستدعي بري الكتل مجدداً الى طاولة تشاورية تداولية، ليصار بعدها إلى الدخول الى دورة ثالثة… وهكذا دواليك، بحيث يُنتخب رئيس ضمن هذه الثقافة والآلية.

ما ينطبق على طاولة حوار وطني في الموضوع الرئاسي يسري أيضاً على أي طاولة حوار مسيحي، والتي هي مرفوضة بالنسبة الى «القوات»، لأنّ الإشكال الأساس في البلد هو بين مشروعين سياسيين وليس مسيحياً – إسلامياً، والمعارضة تعددية متنوعة بين مسيحيين ومسلمين، فيما الفريق المسيحي الآخر أي «التيار» هو في صلب قوى الثامن من آذار، وتختلف «القوات» معه على الرؤية للبنان وعلى دور رئاسة الجمهورية وتطبيق الدستور. وبالتالي لا جدوى لأي طاولة حوار مسيحي بالنسبة إلى «القوات»، وترى أنّ الحوار الأنجع على هذا المستوى، هو لقاءات ثنائية يعقدها البطريرك الماروني إذا رغب في ذلك، للتداول مع هذا الفريق وذاك للخروج بتصوّرات ومشتركات معينة يرفعها وطنياً ويترجمها نيابياً.

وفي هذا الإطار، إنّ التداول والتشاور واللقاءات بين «القوات» والبطريرك قائمة ومفتوحة، لكن ليس ضمن طاولة حوار، فبالنسبة إلى «القوات» إنّ الاستحقاق الرئاسي وطني كذلك الخلاف السياسي وطني. وخلال اللقاءات الثنائية التي يمكن للبطريرك أن يعقدها والمزاوجة بين الجلسات الانتخابية والتشاور في مجلس النواب، فإنّ «القوات» ستبقى على موقفها في ما يتعلّق بالاستحقاق الرئاسي، وهي ضد أي طاولة حوار نيابي أم مسيحي، ولن تمنح «الحزب» و»التيار» أي فرصة أو غطاء حواري لتأخير الاستحقاق الرئاسي وتعطيله.

وكانت الدائرة الإعلامية في «القوات»، أصدرت بياناً أمس، اعتبرت فيه أنّ «استبدال جلسات انتخاب الرئيس من قبل مجلس نيابي أصبح في حال انعقاد دائم بحسب أحكام المادة 74 من الدستور لانتخاب رئيس للجمهورية، يشكّل سابقة دستورية خطيرة»، محذرةً من «إرسائها». وطالبت برّي بـ»سحب دعوته إلى الحوار، والعودة الى نصوص دستورنا الواضحة من خلال دعوة المجلس الى عقد جلسات مفتوحة لا تنتهي إلّا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية».

جرّاء هذا الموقف «القواتي»، إضافةً الى ترجيح رفض «التيار» أيضاً المشاركة في جلسة الحوار التي كان بري يرغب في عقدها، يبدو أنّ بري تراجع عن هذه الدعوة، نظراً الى مقاطعة أكبر كتلتين مسيحيتين لها، واكتفى أمس، بالدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، عند الـ11 من قبل ظهر غد الخميس.

 

لماذا التصويب الاسرائيلي على المطار؟

عماد مرمل/الجمهورية/14 كانون الأول/2022

من حين الى آخر، تزجّ «اسرائيل» بمطار رفيق الحريري الدولي في الحرب الدعائية التي تشنّها ضد «حزب الله».. فماذا عن ملابسات الهبوط الجديد لرسائلها التهويلية على مدرجاته، من خلال الادعاء بتهريب السلاح عبره وصولاً الى التهديد باستهدافه؟

روّج بعض الإعلام العبري قبل أيام، بأنّ تل أبيب تشتبه في محاولة لاستخدام المطار من أجل نقل معدات واسلحة إيرانية إلى «حزب الله» بواسطة طائرات مدنية تعود إلى شركة «معراج» الإيرانية التي باشرت اخيراً تسيير رحلات بين طهران وبيروت، وانّ حكومة الاحتلال هدّدت بقصف المطار إذا جرى استعماله لهذا الغرض العسكري. لم تكن هذه المرة الأولى التي يروّج فيها الاحتلال بأنّ مطار بيروت او محيطه، يُستعمل من قِبل الحزب لاستخدامات عسكرية، إذ سبق لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان زعم من على منبر الأمم المتحدة، بأنّ لدى الحزب مخازن صواريخ ومصنعاً لتحويل الصواريخ الذكية تحت ملعب العهد وفي محيط الملعب المحاذي لمطار بيروت، ما استدعى آنذاك من وزير الخارجية جبران باسيل تنظيم جولة لعدد كبير من السفراء في المكان، بغية تكذيب المزاعم الإسرائيلية وإثبات عدم صحتها بالعين المجرّدة.

الآن، يضرب الاحتلال مجّدداً على وتر المطار، منطلقاً من تقديرات تفيد بأنّ إيران والحزب سيعتمدانه لتهريب الأسلحة، بعد الاستهداف المتكرّر للقوافل والممرات عبر سوريا.

لكن هذه «الحرب النفسية» التي تشنّها اسرائيل على مطار رفيق الحريري الدولي تبدو عند التدقيق في تفاصيلها هزيلة وخاوية من أي محتوى صلب، وبالتالي فهي لا تعدو كونها زوبعة في فنجان او قنبلة صوتية تندرج في إطار التحريض المستمر على الحزب، كما يستنتج العارفون.

ويؤكّد القريبون من «حزب الله»، أنّ المزاعم الإسرائيلية هي مدعاة للسخرية ولا أساس لها من الصحة. لافتين الى انّ الحزب أتمّ أصلاً نقل الصواريخ الذكية ومستلزماتها بالبر، والمهمة أُنجزت كما سبق أن أكّد السيد حسن نصرالله، على رغم الهجمات الإسرائيلية والمراقبة المستمرة.

ويلفت هؤلاء، إلى انّ المرافق الحدودية للدولة اللبنانية سواء كانت جوية او بحرية، ليست مدرجة ضمن حسابات الحزب، ولا يعتمدها في عمليات نقل الأسلحة التي تتطلب عناية شديدة وخصوصية أمنية، لا يمكن ضمان توافرهما في المرافق العامة، حيث خطر الانكشاف والاختراق.

ويعتبر القريبون من الحزب، انّ احد الأسباب الأساسية التي دفعته اصلاً الى خوض الحرب في سوريا، كان إبقاء خط الإمداد للمقاومة في لبنان سالكاً، وهذا الإنجاز لا يزال ساري المفعول ميدانياً.

ويتساءل هؤلاء: كيف يمكن ان يستعين الحزب بمطار بيروت للحصول على السلاح من إيران، وسط انتشار الأجهزة الأمنية وعيون المخابرات الأميركية في داخله؟ ويتابعون: لم يسبق له ان فعلها وبالتأكيد ليس في هذا الوارد الآن.

ويشير المحيطون بالحزب إلى انّ مقولة انّه يسيطر على المطار ساقطة، مستغربين كيف يكون صاحب النفوذ والسطوة فيه، بينما شركات طيران إيرانية وسورية وروسية وبيلاروسية تُمنع من التزود بالوقود في المطار، لأنّها مدرجة على لائحة العقوبات الأميركية.

ويضيفون: المفارقة التي يجب التوقف عندها هي انّ إيران عرضت منح لبنان هبة فيول مجانية، في حين انّ طائرات مدنية تخصّها ممنوعة من ان تتزود بالوقود في بيروت.

 

إيران دولة مارقة

طارق الحميد/الشرق الأوسط/14 كانون الأول/2022

الأحداث أمامنا تؤكد أن نظام الملالي حوّل إيران إلى دولة مارقة، كما ثبت فشل التعاطي الأميركي الغربي مع إيران، ومنذ زمن، تحديداً منذ الاتفاق النووي الفاشل عام 2015، بإشراف إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما. الاتفاق النووي، وقتها، تم اختصاره واختزاله بملف التخصيب، وبعض المنشآت، لكنه لم يراعِ الأسلحة، تحديداً الصواريخ والطائرات المسيرة، التي ثبت استخدامها من قبل نظام الملالي بالمنطقة في حينه. ولم يتم الاستماع آنذاك، عام 2015، للتحذيرات الصادرة من دول المنطقة، ومن ضمنها الإسرائيليون، عن خطورة إغفال التفاوض على الصواريخ والطائرات المسيرة، والميليشيات الإيرانية بالمنطقة.

اليوم ثبتت كل هذه المخاطر، حيث لا التزام بالاتفاق النووي، بل استفادت طهران من أكثر من 100 مليار دولار من الأصول المجمدة بالخارج، بحينه، وتمكنت من استئناف بيع النفط، وبالتالي إعادة تمويل ميليشياتها، ومواصلة تصنيع الطائرات المسيرة، وخلافه. واليوم تضرب المسيرات الإيرانية كييف، وهذا استهداف لـ«الناتو»، لأنه من دون دعم الحلف لكانت أوكرانيا سقطت منذ زمن بيد الروس. وثبت أيضاً، وهذا الأدهى، أن هذه المسيرات تُشترى قطعها من الولايات المتحدة وأوروبا، ما يظهر استهتاراً استخباراتياً أميركياً وغربياً. وبالنسبة للميليشيات، هناك أبسط مثال الآن؛ وهو رفض الحوثيين تمديد الهدنة، وتنكيلهم باليمنيين، والجميع يعي أنه قرار إيراني، حيث يريد الملالي التفاوض أولاً على توقف التغطية الإعلامية للاحتجاجات بإيران. وسبق أن خطط الملالي لاستهداف الأراضي السعودية، وتراجعوا بعد أن لمسوا أن هناك عواقب حقيقية. وهناك الفراغ الرئاسي في لبنان، وتعثر مستمر في العراق، وكله بسبب الميليشيات الإيرانية.

وفوق كل هذا، وذاك، حجم الجرائم التي يرتكبها نظام الملالي بحق الشعوب الإيرانية المحتجة على النظام، وجرائمه، حيث بات الإيرانيون يهتفون صراحة ضد المرشد الأعلى علي خامنئي، ويقومون بإسقاط العمائم في الشوارع. وهو ما يقابله نظام الملالي بإعدام علني في الشوارع بحق الشباب، وعمليات تعذيب منهجية ووحشية بحق المعتقلين؛ نساء ورجالاً، مع انتهاكات جسدية، وتحرش وعمليات اغتصاب، في عملية همجية وحشية غير مسبوقة. يحدث كل ذلك والولايات المتحدة والغرب يكتفيان فقط بتطبيق عقوبات فردية على شخصيات لا يهمها هذه العقوبات، بل تزيدها شعبية، وتعزز موقعها وسط النظام، حيث تمنحهم تلك العقوبات مكانة ضد أقرانهم في صراع الملالي الواضح على السلطة. وعليه، فإن السؤال الآن، للولايات المتحدة وأوروبا هو: إلى متى هذه الليونة في التعامل مع نظام الملالي الذي باتت جرائمه واضحة بإيران نفسها، والمنطقة، وكذلك بأوكرانيا؟ عدا عن محاولات الاختطاف بالولايات المتحدة، وتهديد الإعلاميين ببريطانيا على خلفية التغطية الإعلامية للاحتجاجات في إيران؟ ولذا فإن المفروض، والمتوقع، الآن إعادة فرض العقوبات «التلقائية» من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، تحديداً الاتحاد الأوروبي، على إيران من خلال الـ«سناب باك» المقرر في اتفاق 2015 الفاشل.

وإذا لم تعلن إيران دولة مارقة الآن، فما الدولة المارقة؟ وعن أي استقرار وحقوق إنسان يتحدث الغرب، وقبله الولايات المتحدة؟ ولذا يجب التصدي لجرائم الملالي، والتحرك لدعم الإيرانيين الذين يريدون التخلص منه.

 

خامنئي في أوكرانيا!

حازم صاغية/الشرق الأوسط/14 كانون الأول/2022

في أواسط الخمسينات كسرت مصر وسوريّا ما عُرف بـ«احتكار السلاح الغربيّ» في الشرق الأوسط. القرار كان كبيراً وخطيراً وأهدافه كانت كثيرة: الأنظمة الجديدة، العسكريّة والأمنيّة، أرادت أن تصبغ نفسها بلون خاصّ تتميّز به عن الألوان التي اتّصفت بها أنظمة الأعيان التقليديّين. إلى ذلك، وما دام أنّ الاستعمار الغربيّ قد رحل، بات ينبغي لسلاحه أن يصحبه، كما بات مطلوباً أن ينكمش عموم التبادل الخارجيّ معه لصالح ما يتيسّر من تبادل مع خصومه الشيوعيّين. وأخيراً، فإنّ الصراع مع إسرائيل يستدعي الحصول على سلاح غير ذاك الذي تحصل عليه إسرائيل. وإذا كانت البندقيّة الغربيّة لا تقاتل بندقيّة غربيّة أخرى، فإنّ السلعة الوحيدة التي تُعرف روسيا السوفياتيّة بتصديرها هي السلاح، وهو يُقدّم بسخاء لكلّ من يطلبه. «الجماهير العربيّة» دعيت إلى الترحيب بالقرار فرحّبت. ذاك أنّ الأنظمة الانقلابيّة ذات الشرعيّة الضعيفة أرادت بإنجاز كهذا أن تقوّي شرعيّتها، وكلّما علا الضجيج أمكن لـ«الشرعيّة الجماهيريّة» أن تسدّ مسدّ الشرعيّة الدستوريّة. والحال أنّ من الصعب الدفاع عن الاحتكار، أيّ احتكار، أو عن التسلّح، أيّ تسلّح، لكنْ يبدو، أقلّه بمعيار زمننا الراهن، أنّ المسألة ما كانت تستحقّ الضجيج الذي أثارته. فقد كان من الممكن حلّ الأمر بشكل آخر، هادئ وتدريجيّ، بوصفه امتداداً لعمليّات نزع الاستعمار، وتعزيزاً لا بدّ منه للعناصر السياديّة في الدول حديثة الاستقلال. ما حدث، في المقابل، أنّ السلاح السوفياتيّ عزّز النظام الأمنيّ - العسكريّ في منطقتنا، وضرب استقرار المنطقة النسبيّ واحتمالات تطوّره التدريجيّ، رابطاً الشرق الأوسط على نحو محكم بالحرب الباردة في أوروبا الغربيّة والشرق الأقصى. أمّا بالنسبة إلى إسرائيل تحديداً، فجاءت نتائج الامتحان الكبير في حرب 1967 شهادة مضادّة تخالف كلّ النظريّات التي برّرت «كسر احتكار السلاح الغربيّ». سبب هذه العودة إلى أواسط الخمسينات أنّ المنطقة ربّما كانت تعيش راهناً تحوّلاً استراتيجيّاً من عيار «كسر احتكار السلاح».

فلنتابع بعض عناوين الهلع كما ظهرت في الأيّام القليلة الماضية:

- وفق تقديرات جون كيربي، الناطق بلسان مجلس الأمن القوميّ الأميركيّ، تمارس روسيا وإيران اليوم شراكة دفاعيّة كاملة: الأولى تقدّم للثانية مستوى غير مسبوق من الدعم العسكريّ، وهما تحضّران معاً لإنتاج مسيّرات (درونز) مشتركة. شراكة كهذه ستكون، حسب كيربي، مؤذية «لأوكرانيا ولجيران إيران وللمجتمع الدوليّ». المتحدّث الأميركيّ إيّاه لم ينكر مخاوف بلاده من نيّة روسيا «تزويد إيران مكوّنات عسكريّة متقدّمة»، بما فيها أنظمة دفاع جويّ وطائرات هليكوبتر. - وزير خارجيّة بريطانيا جيمس كليفيرلي، اعتبر أنّ إيران أصبحت «أحد الداعمين العسكريّين الأساسيّين لروسيا»، وأنّ العلاقة بينهما تهديد «للأمن العالميّ»، وهذا، في رأيه، ما يضاعف المخاطر التي قد تواجه «شركاءنا في الشرق الأوسط». فوق هذا، نبّه كليفيرلي إلى أنّ الدعم الإيرانيّ لروسيا سوف يتزايد في الأشهر المقبلة، فيما تعمل الأخيرة على امتلاك مزيد من الأسلحة، بما فيها مئات الصواريخ الباليستيّة.

- أستراليا أدلت بدلوها هي أيضاً، فأعلنت فرضها عقوبات على إيرانيّين، وعلى مؤسّسات إيرانيّة، بسبب تزويدهم روسيا مسيّرات للاستخدام في أوكرانيا. وزيرة خارجيّتها بينّي وونغ، أصدرت بياناً اعتبرت فيه أنّ ذاك التزويد «شهادة على الدور الذي تلعبه إيران في تخريب استقرار الأمن العالميّ».

- وكانت أوكرانيا نفسها قد اتّهمت طهران بأنّها قدّمت لموسكو مسيّرات «كاميكازيّة» هي نفسها التي استُخدمت في 17 أكتوبر (تشرين الأوّل) الماضي. طهران نفت ذلك في البداية، لكنّها ما لبثت أن أقرّت بإعطائها موسكو عدداً محدوداً من تلك المسيّرات «قبل الحرب بأشهر كثيرة». وبدوره كذّب الرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلنسكي، الرواية الإيرانيّة، وذكر أنّ القوّات الجويّة الأوكرانيّة أسقطت ما بين 10 و15 مسيّرة من هذا الصنف أُطلقت على جنوب البلاد، وألحقت أضراراً هائلة بالبنى التحتيّة وشبكة الكهرباء.

تقودنا تلك التفاصيل وسواها إلى حقيقة التحالف العسكريّ الروسيّ - الإيرانيّ الكامل، الذي تتأدّى عنه مشاركة طهران في الحرب الأوكرانيّة. فكما «يحقّ» لروسيا أن تتدخّل في سوريّا إلى جانب إيران، «يحقّ» لإيران أن تتدخّل في أوكرانيا إلى جانب روسيا. أمّا النظريّة وراء هذا التحوّل فجاهزة مثلما كانت جاهزة إبّان «كسر احتكار السلاح الغربيّ»: إنّها بالطبع ضرب الواحديّة الأميركيّة والاستكبار الغربيّ إلخ... ومثلما أفضت النظريّة الأخيرة إلى سياسات تدخّليّة رعاها عبد الناصر، وامتدّت، خلال الستينات، من اليمن إلى الكونغو، مثلما رعاها فيديل كاسترو في النصف الثاني من السبعينات، وقادت قوّاته إلى أنغولا وأثيوبيا، تستأنف إيران هذه الوظيفة اليوم: بلد مفلس، يواجه ثورة شعبيّة وتحكمه قبضة أمنيّة مستبدّة، يكلّف نفسه «تحرير» شعب مقهور ومظلوم. وقد يقال إنّ إيران الخمينيّة مؤهّلة لنشاط تدخّليّ كهذا، هي التي تمرّنت عليه في أربعة أو خمسة بلدان عربيّة. لكنّ أوكرانيا البعيدة تمثّل تحوّلاً نوعيّاً على هذا الصعيد؛ تحوّلاً يقول الكثير عن إيران وعن روسيا وعن دورهما في صناعة أحوالنا الرديئة.

 

فيديو ونص من معهد واشنطن/حلقة نقاش عنوانها:  الأكراد بوجه النظام الإيراني: التداعيات الداخلية والإقليمية بمشاركة عبد الله مهتدي وشكرية برادوست وديفيد بولوك

https://eliasbejjaninews.com/archives/114061/114061/

معهد واشنطن/14 كانون الأول/2022

ناشطون وخبراء يناقشون ما يمكن لواشنطن فعله للحد من حملات طهران العنيفة ضد السكان الأكراد في كل من إيران والعراق.

"في 8 كانون الأول/ديسمبر، عقد معهد واشنطن منتدى سياسي افتراضياً مع عبد الله مهتدي، وشكرية برادوست، وديفيد بولوك. ومهتدي هو الأمين العام لـ "حزب الكوملة" في كردستان الإيرانية. وبرادوست هي ناشطة في مجال حقوق المرأة الكردية الإيرانية ومرشحة لنيل درجة الدكتوراه من "جامعة فرجينيا للتكنولوجيا". وبولوك هو "زميل برنشتاين" في المعهد، ومدير "منتدى فكرة". وفيما يلي ملخص المقررة لملاحظاتهم وجلسة الأسئلة والأجوبة التي أعقبت المنتدى".

 عبدالله مهتدي

انطلقت حركة الاحتجاج التي تشهدها إيران حالياً من إقليم كردستان، قبل أن تنتشر بعد ذلك إلى جميع أنحاء البلاد. ومنذ البداية، انخرط فيها "مركز تعاون الأحزاب السياسية في كردستان الإيرانية" - وهو ائتلاف مؤلف من حزب "الكوملة" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني" - داعياً إلى الإضراب والتظاهرات. واليوم، تتجلى أهمية الدور الكردي في هذه الحركة من خلال استمرار المتظاهرين باستخدام الشعار الكردي "إمرأة، حياة، حرية" كعلامة مميِّزة لحركة الأكراد الاحتجاجية.

ولحسن الحظ أن الثورة - كما يسميها الكثيرون الآن - لا تقتصر على المناطق الكردية. فقد تغلبت الاحتجاجات على الحواجز العرقية والدينية والجنسانية وحتى الطبقية، مظهرة تضامناً غير مسبوق. وفي الحركات السابقة، اقتصرت الاحتجاجات على الطبقة الوسطى المتعلمة وركزت بشكل ضيق على قضايا منعزلة مثل الاقتصاد. أما الحركة التي تشهدها البلاد اليوم فيمكن تسميتها بالثورة لأن المتظاهرين من جميع الخلفيات ومن جميع أنحاء إيران يطالبون بتغييرات هيكلية أساسية في الحكومة.

وعلى الرغم من أن النظام الإيراني حاول إلقاء اللوم على الأكراد في الاضطرابات وجرّهم إلى أعمال العنف، إلا أن الأكراد و"مركز التعاون" أظهروا ضبط النفس. فهم يعتبرون أن المقاومة المدنية هي أفضل طريقة لإحداث التغيير. وفي غضون ذلك، رفض العديد من المتظاهرين الإيرانيين الآخرين سردية النظام التقليدية التي تصور الأكراد على أنهم انفصاليون عنيفون.

ومثلما وفّر "مركز التعاون" قيادة هادفة في المناطق الكردية في إيران، بدأ القادة المحليون يرسخون وجودهم في جميع المحافظات الأخرى وينسقون فيما بينهم، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال اللقاءات الشخصية في بعض الأحيان. وفي الوقت الحالي، يعمل القادة الأكراد وغير الأكراد، بما في ذلك حزب "الكوملة"، على تشكيل ائتلاف إيراني موحد قادر على نقل صوت الثورة إلى المجتمع الدولي.

وعلى المدى القريب، تطلب المقاومة دعماً واضحاً من الولايات المتحدة. فلم يعُد بالإمكان الاستمرار بالسردية الكاذبة التي تدّعي أن الإيرانيين يكرهون الأمريكيين - فالنشطاء الديمقراطيون الأكراد والإيرانيون على حد سواء مستعدون للقاء المسؤولين الأمريكيين وتحمل أي عواقب.

شكرية برادوست

إن دور المرأة المركزي في المقاومة الكردية الإيرانية ليس ظاهرة جديدة. على سبيل المثال، عندما أَنشأتُ لجنة "المرأة والحياة" في عام 2003 مع أصدقائي في كردستان الإيرانية، كانت مطالبنا مبنية على سنوات من النشاط (السياسي) للنساء الكرديات. إنه لمن دواعي السرور أن نرى الشعارات والقيم نفسها لا تزال تغذي الثورة اليوم!

وعلى نطاق أوسع، لا بد من الإشارة إلى أن الحركة الحالية هي ثورة ضد نظام يسمي نفسه "ثورياً". وصفة "الثورية" مهمة لأنها شجعت النظام على تصوير نفسه كنموذج إقليمي للابتكار بينما حرم في الوقت نفسه الشعب الإيراني من حقه في التعبير عن مطالبه.

ديفيد بولوك

طوال حملة القمع الحالية في إيران، كان النظام يهاجم «كردستان العراق» في الوقت نفسه تحت ذريعة استهداف جماعات "المعارضة"، في حين كانت هذه الهجمات في الواقع تقتل الأكراد الأبرياء. لماذا يبذل النظام كل هذه الطاقة ضد المدنيين في الجوار؟ النظريات الرئيسية - أن طهران تسعى إلى صرف الانتباه عن الاضطرابات في الداخل، أو أنها ترى حقاً أن «كردستان العراق» يشكل تهديداً حقيقياً في حد ذاته - غير مقنعة. وحتى الآن، لم يتوفر أي دليل على أن الأكراد العراقيين يقدمون للحركة الإيرانية شيئاً باستثناء الدعم المعنوي، والنظام يدرك ذلك حتماً.

وبدلاً من ذلك، من المرجح أن تكون الهجمات عبر الحدود إجراءً وقائياً ضد ما يعتبره النظام تحالفاً مستقبلياً محتملاً بين القوى المحلية والخارجية. وتُظهر حدة هذه الهجمات واستمراريتها مدى مخاوف طهران العميقة من هذا الاحتمال - وهي نقطة تم التأكيد عليها عندما التقى المرشد الأعلى علي خامنئي برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في 29 تشرين الثاني/نوفمبر وطلب منه بشكل أساسي توفير الحماية ضد "التهديد" الكردي. في الوقت نفسه، تشير الصحف الإيرانية المرتبطة بالنظام إلى هذه الحملة المستمرة على أنها "اجتثاث" للتهديد الانفصالي الكردي.

للأسف، يبدو أن بغداد تميل إلى التعاون مع إيران في هذا الشأن، في محاولة للتوفيق بين نفوذ طهران القوي وبين الرغبة في الحفاظ على السيادة العراقية. وكذلك الأمر بالنسبة إلى «حكومة إقليم كردستان» التي تجد نفسها عالقة بين عدة معضلات، فهي تتأرجح بين التعاطف مع الأكراد الإيرانيين، ورغبتها في البقاء مستقلة عن النفوذ الإيراني، ومشاكلها الداخلية العميقة، بما في ذلك عجزها عن الدفاع عن نفسها ضد إيران، واعتمادها المستمر على بغداد.

ربما تكون الولايات المتحدة الطرف الوحيد القادر على حماية العراق و«كردستان العراق» من إيران، ولكنها حتى الآن لم تقدم على ما يبدو أي دعم من هذا النوع. على إدارة بايدن أن تسارع إلى تقديم طرحٍ بهذا الشأن - يكون منسقاً بحذر مع بغداد وأربيل على حد سواء.

جلسة الاسئلة والاجوبة

فيما يتعلق بإمكانية تطور جماعات المعارضة الإيرانية إلى فصائل متنافسة، أشار مهتدي إلى أن المجتمع المدني الحيوي نجح في ترسيخ جذوره داخل البلاد على الرغم من عقود طويلة من القمع. وقد ساعدت هذه المرونة المحتجين الحاليين على وضع جانباً العوامل التي يحتمل أن تثير الانقسامات فيما بينهم مثل العرق والدين والطبقة الاجتماعية لصالح الوحدة. وعلى الرغم من أن الشقاق ممكن من الناحية النظرية، إلا أن جماعات المعارضة كانت تتجه نحو التقارب بدلاً من الاختلاف.

ومن ناحية الالتزامات الأمريكية تجاه أكراد العراق، أشارت برادوست إلى أن اتفاقية الانسحاب السابق بين واشنطن وبغداد تضمّنت تعهداً بحماية البلاد من الهجمات الإرهابية. وتندرج هجمات إيران ضد «كردستان العراق» بالضرورة ضمن هذا التعهد لأنها تنفَّذ من قبل «الحرس الثوري الإيراني»، المُصنف من قبل الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية. لذلك ينبغي أن تلتزم الولايات المتحدة بوعدها وتحمي أكراد العراق، خاصة وأنهم تُركوا أهدافاً سهلة نسبياً أمام إيران، مقارنةً بدول أخرى مثل المملكة العربية السعودية أو أذربيجان.

أما بالنسبة إلى جماعات المعارضة الإيرانية، فقد أشار مهتدي إلى إنها لا تطالب بالأسلحة أو بنشر قوات على الأرض، بل تطلب ببساطة الدعم السياسي. وأضافت برادوست أن بإمكان الولايات المتحدة مساعدة الإيرانيين عن طريق الإزالة ببساطة لأي قنوات يتلقى النظام من خلالها الأموال أو الموارد الغربية.

وفيما يتعلق بإمكانية إحراز تقدم من دون تغيير النظام، شكك مهتدي في إمكانية حدوث أي تحسينات ملموسة في إيران ما لم يتم إخراج السلطات الحالية من السلطة. وأشارت برادوست إلى أن النظام، من خلال تصوير نفسه على أنه حكومة "ثورية"، لا يرى داعياً لتقديم تنازلات، ولا حتى القيام بتغييرات جزئية. ومن وجهة نظر طهران، إذا تم هدم أحد المكونات الرئيسية لإيديولوجية النظام (على سبيل المثال، قوانين الأخلاق)، فسوف تسقط معها باقي المكونات.

أما بالنسبة للخطوات التالية اللازمة نحو الثورة السلمية، فمن المهم مراقبة مواقف قوات «الحرس الثوري الإسلامي» وأفعالها. وتشير بعض التقارير إلى انتشار الحيرة والشك والتردد في بعض أوساط «الحرس الثوري»، لكن من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه المشاعر ستترجم إلى انشقاقات واسعة النطاق. ويعتزم المحتجون اعتزاماً كاملاً الحفاظ على سلامتهم في الوقت الحالي، لكن هذا السلام غير مضمون ويعتمد كلياً على ما إذا كان النظام سيعمل على تصعيد عنفه الضخم أساساً.

أعدت هذا الملخص فرانسيس ماكدونو.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 13 و 14 كانون الأول/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 14 كانون الأول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/114031/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1628/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 13/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/114039/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-december-14-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/