رابط فيديو تعليق للكاتب والصحافي نبيل بومنصف من منصة “النهار” تحت عنوان/لبنان ومجازر سوريا .. الحماية القصوى/مع 3 آخر مقالات للكاتب نقلاً عن جريدة النهار

37

رابط فيديو تعليق للكاتب والصحافي نبيل بومنصف من منصة “النهار” تحت عنوان/لبنان ومجازر سوريا .. الحماية القصوى/مع 3 آخر مقالات للكاتب نقلاً عن جريدة النهار
10 آذار/2025

في أسفل 3 آخر مقالات نشرها جريدة الكاتب والصحافي نبيل بومنصف ع صفحته الفايسبوك
“طوارئ” العهد والحكومة .. بعد شهرين !
نبيل بو منصف/النهار/10 آذار/2025
مع مرور شهرين فقط امس على انتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية وبدء الانطلاقة الجديدة في لبنان ، ترتسم في افق المصير اللبناني حقيقة ثابتة لن تتبدل قبل ان تبلغ هذه الانطلاقة مداها الضروري في تحصين “الدولة الجديدة” وتصليب عودها ، وهي ان الاستباحة الإقليمية ستبقى مكمن الخطر الأساسي المفتوح دوما على لبنان . ذلك ان التزامن الحاصل في تصعيد العمليات الحربية اليومية التي تقدم عليها إسرائيل في الجنوب اللبناني والبقاع الشمالي ومناطق متاخمة للحدود الشرقية من جهة وعودة مناطق شمالية وشرقية لبنانية الى تلقي موجات إضافية من الهاربين السوريين من نيران حرب أهلية متجددة في بلدهم ، لا يدع مجالا للشك في ان الواقع العام للبنان لم ينج بعد من مطبات الإعصارات الإقليمية . ليست التطورات المتصلة بالعمليات الإسرائيلية سواء عبر الغارات الجوية المتواصلة او عمليات الاغتيال او استباحة الحدود اللبنانية للحريديم المتطرفين وما الى ذلك بعد تثبيت خط احتلالي للتلال الخمس وتحصيناتها ، سوى حرب “محدودة” ولكن متواصلة قد لا تكون نهاية للضغط المتواصل على الدولة اللبنانية وحشرها في زاوية استعجال نزع سلاح “حزب الله” ، أينما كان ، كاولوية تعلو كل الأولويات التي رفعها العهد والحكومة في الأسابيع الأخيرة . ولا يحتاج المشهد المتفجر والمجازر الجارية في الساحل السوري ومناطق أخرى من بلاد الشام الى أي عناء للاستنتاج بان الانفجار الدموي الذي مر لدى سقوط نظام بشار الأسد كان مؤجلا فقط وهو انفجر الان بكل دمويته .
وتاليا فان لبنان يعيش راهنا بين رحى حربين تبدلت بعض معاييرهما واحجامهما وجغرافيتهما لا اكثر ، وليس بين تداعيات حربين مرتا وطويتا . والفارق كبير جدا في مفهوم عارم اجتاح لبنان قبل شهرين من أننا عبرنا الى الضفة الآمنة تماما ، فيما اعادت إسرائيل وتعيد كل يوم أفهامنا بان لبنان باق على ضفة الجمر الحارق ، كما تفهمنا المجازر السورية عبر تدفق آلاف النازحين الجدد واختراق الأمن الحدودي شرقا وشمالا بقوة بان لا نوم للبنان على حرير استقرار فيما حريق سوريا آخذ في الاندلاع .
في مراجعة سريعة لأولويات العهد والحكومة ، ان عبر خطاب القسم لرئيس الجمهورية وان عبر البيان الوزاري للحكومة ، تمثل التزامات مواجهة خطر تداعيات الحرب الإسرائيلية ووقف النار وتنفيذ القرارت الدولية ومواجهة ازمة النازحين السوريين ، وكلها في اطر الظروف التي واكبت المرحلة الجديدة التي اطل عليها لبنان . ومع ذلك فان المجريات النارية المتصاعدة جنوبا وشرقا وشمالا منذ أسبوعين على الأقل ، ستضع الحكم ، عهدا وحكومة وقوى سياسية مشاركة في الحكومة ، امام امتحانات طارئة وقاسية تتمثل في وجوب تحسبهما لقلب الأولويات في أي لحظة وتقديم الأخطر على الأقل خطرا مهما كانت العواقب . هذه قاعدة لا مفر منها في التعامل مع ما دأب الرئيس جوزف عون في خطبه على كشف حقيقته الدقيقة لجهة التعلم من دروس “حروب الاخرين على ارض لبنان ” وكان اخرها في خطابه امام قمة القاهرة العربية الأخيرة قبل أيام . المفارقة المثيرة لكل الخوف ان هذه الحروب ما فتئت تطاردنا منذ عقود وحتى اللحظة ، وها نحن بعد شهرين فقط من انبلاج فجر لبناني جديد نقف امام الخشية على حقبة واعدة ل “الإنقاذ والإصلاح” ولا نملك سوى ان نتحسب لنقاوم دفاعا عنها .. ولا مفر من ذلك .

التقسيم … ليس مسألة درزية !
نبيل بو منصف/النهار/05 آذار/2025
لعلها من المفارقات الساخرة الأشد تعبيرا عن ارث لا ينضب من الاسرار (المعلومة والمجهولة في ان معا ) ان يبدي بنيامين نتنياهو “حنينه” الى عصر بشار الأسد في الوقت الذي تتوغل إسرائيل ، في أقصى توغل خطير منذ احتلالها الجولان ، في جنوب سوريا على إيقاع سقوط نظام البعث الاسدي . وما كان استذكار العلاقة الدافئة بين الأسد وتل ابيب التي كان العالم بأسرها يدرك انها لعبت دورا حاسما في منع اسقاط نظام البعث ، المزعوم نظاما “قوميا” ورأس حربة ضد إسرائيل ، الا للدلالة على انه ليس من باب التزامن بين اندفاع إسرائيل الى إرساء “المناطق العازلة” في جنوب سوريا وجنوب لبنان ، فيما تعلو اخطار العبث بخريطة المنطقة انطلاقا وبدءا بدروز سوريا .
بكثير من الرغبة في إنعاش ذاكرة اللبنانيين ممن كانوا ولا يزالون يقيمون بصدق على اقتناع بسياسات “المحور الممانع” ، لا بد من استحضار حقبة التضييق بقوة ساحقة على القوى المسيحية بعد عام 2000 واندلاع الاضطرابات والمؤامرات مثل تفجير كنيسة سيدة النجاة للإيقاع بسمير جعجع بعد نفي ميشال عون ، ويوم كان ما يسمى النظام اللبناني السوري المشترك في عهد إميل لحود يعلي سردية “حلف الأقليات ” . المشكلة الكبيرة التي واجهتها أنذاك نخب اللبنانيين المدركة خطورة الانسياق وراء تلك السردية التي كانت تهلل لتحالف المسيحيين والعلويين ، ان أحدا ما كان ليتصور ان نظام الاحتلال الاسدي للبنان قد أقام انفاق تعامله السري مع إسرائيل فيما عهده الصوري في لبنان وإعلامه ومخابراته يمضون في الترويج لسرديات تؤدي الى التقسيم الفعلي على أساس طائفي .
مناسبة هذا الاستذكار ان الانفجار الحاصل الان بين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والدروز السائرين في ركب ما بات يخشى ان يكون مسارا تقسيميا في سوريا ، لن يكون لبنان في منأى عنه ، وقد يستحضر معه أخطارا بمستوى غير مسبوق بما يعني اللبنانيين جميعا وليس الدروز وحدهم . والحال ان الأمر لا يتصل بمواقف الافرقاء اللبنانيين من الرئاسة الانتقالية في سوريا التي يتسم مصيرها ومصير سوريا معها بغموض تصاعدي متدحرج ، وإنما الأخطر بما اذا كان ثمة تسليم دولي لإسرائيل بتوظيف الوضع القائم في سوريا لاطلاق خطط تقسيمية تتلاءم والاستراتيجيات الإسرائيلية ولا تقيم اعتبارا لغير هذه الاستراتيجيات . الواقع الكارثي الإقليمي يتأتى من انعدام وجود استراتيجيات واضحة توازن الزلزال الذي ضرب المنطقة بعد “طوفان الأقصى” وإرتداداته وجعل إسرائيل تتفوق تفوقا هائلا في كسر الميزان العسكري لمصلحتها بالكامل ، ولو حاولت القمة العربية البارحة احداث شيء ما يقول ان العرب يملكون القدرة على مواجهة الطرح الجنوني لتفريغ غزة وإعادة شيء من التوازن في مواجهة الثنائي “المرعب” ترامب – نتنياهو . بذلك نتساءل أيضا كيف للبنان كله الا “ينخرط” في قلق حقيقي هذه المرة على تبديل الخرائط وهو بالكاد يحاول النهوض من كوارثه الموروثة ؟ ليست معالم الاضطراب العنيف الصاعد داخل طائفة الموحدين الدروز تعنيهم وحدهم لان تجارب لبنان في الخمسين عاما الماضية وقبلها لا تقاس بالحاصل والآتي .. فاحذروا الخطأ القاتل للتفرج من بعد !

أي “اميركا” بعد تسليم “رأس يوحنا” !
نبيل بو منصف/النهار/03 آذار/2025
وفق المعايير الصحافية والإعلامية الأكثر عراقة لا حاجة بكاتب او ب”صانع المحتوى” في هذا العصر، ان يتوسل تضخيم المضخم او تكبير الكبائر متى كان امام حدث “خارق” تعز حياله الأوصاف بين “التاريخي” او النادر او غير المسبوق او حتى “الأيقوني” .. وكلها في الاتجاهات الأشد سلبية وسؤا على الإطلاق . في تلك الواقعة الصاعقة التي أذهلت ولا تزال تكرر اذهال ملايين الملايين على الأرجح ممن يستعيدون مشاهدة ما فاتهم من لحظات مباشرة لمشادة مفتعلة مدبرة اشبه بكمين حربي ، لم تعرف الديبلوماسية منذ اختراع العلاقات بين الدول ما يشبهها ، كدنا ننزلق في وهم المقارنات الى اخطر حدث استهدف اميركا في هذا العصر يوم 11 أيلول 2001 . لا ندري ، كيف حل انهمار الاهانات التي كانت يطلقها الرئيس ترامب ونائبه جي جي فانس على رأس الرئيس زيلينسكي وفي وجهه كأنها طلقات مدفع رشاش لا نهاية لمخازنه ، وكأنها في ذاكرتنا فعل اعتداء على اميركا إياها !
رب قائل عن حق ان اللبنانيين وأقوام وشعوب هذه المنطقة تحديدا لا يملكون أي ترف لمقاربة حالة اميركا في ظل الرئيس الذي بالكاد مر شهر ونصف الشهر على تسلمه زمام الحكم وباتت اميركا في ظله تقترب من ذاك الشيء الهستيري المتسارع داخليا وخارجيا . ومع ذلك لا بأس من اقتناص المناسبة ، ما دامت اعرق الصحافة الأميركية قالت فيها ان أي سابقة لها لم تشهدها اميركا منذ 250 عاما ، اقله لان الصدمة التي انهمرت على رؤوس محبي ومؤيدي ترامب اللبنانيين والعرب ، اسوة بشعوب أخرى ، تشرع لغير المؤيدين له أساسا مثلنا ، بل المتوجسين أساسا من عودة ترامب محاطا ومجللا بمجموعة أسطورية من “تلامذته النجباء” وشركائه ، ان يفصحوا عن اضغاث رؤاهم بعد هذه الواقعة الكارثية بكل معايير الكارثة الديبلوماسية والسياسية والمعنوية لأكبر قوة دولية تمسك بزمام العالم اطلاقا .
لقد حظي دونالد ترامب في ولايتيه بتأييد كاسح من لبنانيين من لون طائفي وسياسي معروف ، بين المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية . ولكنه في الحملة الثانية حصد تأييدا اكبر من لبنانيين من ألوان طائفية وحزبية عديدة على خلفية الغضب من إدارة بايدن في موضوع غزة خصوصا ولبنان . هؤلاء اللبنانيون ، مغتربين في اميركا ام مقيمين في لبنان ، اسوة بالعرب ، وأسوة بالأوروبيين وأسوة بالكنديين وسواهم… سيكونون او لعلهم صاروا الان امام مواجهة لا مفر منها مع السؤال المثير للقلق الشديد : أي اميركا هذه ، وهل هذه هي اميركا ، والى أي سند تقليدي بعد ستتجه أنظار ورهانات تاريخيّة على اميركا بمفهوم القوة التي يسلم بها العالم والتي لا حلول لازمات وحروب ونزاعات العالم بلا تدخلها ؟ لا ترانا نبالغ اطلاقا ان تعاملنا مع المشادة – الكمين لاهانة الرئيس زيلينسكي علنا وعمدا وتسليف عدوه بوتين الذي يحرق أوكرانيا في حرب ابادية ، “رأس يوحنا” الاوكراني ، على انها نموذج مرعب لكل العالم من حيث الواقع التاريخيّ الذي يعتمد “اميركا” ، مفهوما تاريخيا مسلما به من الحلفاء والمستقلين كما من الخصوم والأعداء ، مفتاحا مقررا عابرا للقارات والعالم .. ماذا بعد انهيار صادم بهذه “القسوة” في وجه مريدي ترامب وادارته و”عمالقة ” المليارات الذين يديرون هذه “الاميركا” ؟

Share