اتيان صقر- أبو أرز: كبش محرقة، أو ماذا؟ بيان صادر عن حزب حراس الارز – حركة القومية اللبنانية 20 آيار/2023
عندما يتفشّى الفساد ويستشري في جسم الدولة، يصبح مع الوقت مثل ورمٍ سراطنيٍ خبيث متأهبٍ للفتك بصاحبه ما لم يبادر إلى إستئصاله من جذوره، وكلياً لا جزئياً، لأن الإستئصال الجزئي يفاقم الورم الخبيث ويجعله أكثر تغوّلاً وأشد فتكاً.
قصدنا من هذه المقدّمة لنقول بأن التحقيقات القضائية الأوروبية لا تندرج في إطار مكافحة الفساد بمعناها الشمولي والجذري كما يتصوّر البعض، طالما بقيت محصورة في ملاحقة حاكم مصرف لبنان وعائلته فقط دون ملاحقة غيره من كبار الفاسدين التابعين للمنظومة الحاكمة وحاشيتها، تبعاً للقول المأثور: “إنّ شطف الدرج يبدأ من أعلى إلى أسفل”، وإنّ عملية مكافحة الفساد تكون شاملة وجذرية أو لا تكون.
وبحسب مصادر الهيئة القضائية الأوروبية، فإن مجموع الأموال التي جناها رياض سلامة وعائلته بصورةٍ غير مشروعة ناهزت ال٥٠٠ مليون دولار، بينما المراجع الدولية الموثوقة تؤكد أنّ قيمة الأموال المنهوبة من لبنان على يد المنظومة السياسية_الفاسدة تناهز ال٤٠٠ مليار دولار ومراجع أخرى تتحدّث عن ضعف هذا المبلغ كصحيفتي الواشنطن بوست والنيويورك تايمز، ما يعني أنّ التحقيقات الأوروبية هي حتى الساعة انتقائية وجزئية، وإنّها إذا ما توقّفت عند هذا الحد ولم تلاحق كبار اللصوص من أصحاب المليارات تكون قد إكتفت بقطع ذنب الأفعة لا رأسها.
إن التركيز القضائي والإعلامي على رياض سلامة دون غيره من النهّابين الكبار، أعطى انطباعاً خاطئاً للرأي العام الداخلي والخارجي وصوّره على انه المسؤول الأول والأخير عن الانهيار المالي والمصرفي في البلاد، وكأنه اختصر بشخصه كل المنظومة الفاسدة بينما هو جزءٌ منها لا أكثر ولا أقل.
إنّ أكثر ما نخشاه أن تكون هذه الضجة المضخّمة المحيطة بقضية رياض سلامة، مفتعلة ومقصودة، والهدف منها تحويله إلى كبش محرقة للتعمية على كبار اللصوص وتغطية سرقاتهم، وإبقائهم بمنأة عن المساءلة والملاحقة.
الآن وقد صدرت بحقّه مذكرة توقيف فرنسية/دولية، ولم يعد لديه ما يخسره، وبما أنّ الكل يعتبره بمثابة الصندوق الأسود” الذي يحتوي على كل أسرار السرقات والصفقات المشبوهة وعمليات نهب اموال الشعب ومدّخراته الخ… ننصح رياض سلامة بأن يبادر بلا إبطاء الى عقد مؤتمر صحافي مدعّمٍ بكل ما لديه من وثائق ومستندات، يكشف فيه النقاب عن كل أسماء المتورطين بالفساد ونهب المال العام، وساعتئذن قد تضطر الهيئة القضائية الأوروبية أو غيرها من المراجع القضائية الدولية إلى متابعة التحقيقات وفتح كل الملفات… وإلّا سيتولّى الشعب إسترداد حقّه بيده وعلى طريقته الخاصة.
#لبيك_لبنان
#اتيان_صقر ـ #أبو_أرز