الياس بجاني/نص وفيديو: ذكرى اغتيال الشهيد وسام الحسن وتخاذل وذمية وفشل أصحاب شركات أحزاب 14 آذار

390

نص وفيديو: ذكرى اغتيال الشهيد وسام الحسن وتخاذل وذمية وفشل أصحاب شركات أحزاب 14 آذار
الياس بجاني/19 تشرين الأول/2024


Click Here to read & watch the English Video version of this piece
اضغط هنا لقراء ومشاهدة فيديو المقالة بالعربية

الياس بجاني/نص وفيديو: ذكرى اغتيال الشهيد وسام الحسن وتخاذل وذمية وفشل أصحاب شركات أحزاب 14 آذار

وسام الحسن هو شهيد من كوكبة شهداء ثورة الأرز التي باعها طاقم 14 آذار الحزبي الاستسلامي والتجاري، وقفز فوق دماء شهدائها، وتلحف بذل بما سماه “واقعية” للاستسلام لحزب الله الإرهابي، واستبدل (داكش) السيادة بالمناصب، وغرق في أوحال المغانم والحصص. أصحاب شركات أحزاب 14 آذار كافة، وفي مقدمهم تيار المستقبل الذي غطى سعد الحريري احتلاله، تحالفوا مع من قتلوا الحسن، وشاركوهم الحكم، وشرعنوا احتلالهم، وزورا التاريخ والحقائق وسموهم نفاقاً “محررين” و”مقاومة”. واعتبروهم خلافاً للحقيقة “لبنانيين” و”ممثلين نيابياً للطائفة الشيعية.

“فرق تسد”، و”أطعم الفم تستحي العين”، هذا ما فعله ويفعله حزب الكبتاغون منذ عام 2005. فقد تعامل مع ضعفاء النفوس ودغدغ غرائزهم، وزرع الأسافين بين شرائحهم، وشوه كل ما هو قيم وأخلاق، وجند ضعفاء النفوس من جماعات ثقافة الأبواب الواسعة. هؤلاء يسيرون عكس تاريخ وطرق وأساليب تحرير البلدان المحتلة. هم يتوهمون ويوهمون الشعب بأن تحرير لبنان من احتلال حزب الله ممكن من خلال الطرق الديمقراطية، مثل الانتخابات بكل أنواعها، وهم يعلمون أن الحزب “المحتل” قد فصل قانون الانتخاب على مقاسه، وهو من يسيطر على الحكومات والقوى الأمنية، والمؤسسات كافة التي تشرف على الانتخابات. ارتضوا صاغرين أن يشرعنوا الاحتلال بمشاركته في الحكم، والتلحفبوالثلاثية الخشبية “جيش-شعب-مقاومة” مقابل مواقع سلطوية تأثيرها محلي بحت، وأعطوه كل النفوذ والسلطة والقرارات الاستراتيجية والعسكرية.

هذا ما حصل في صفقة ترسيم الحدود مع دولة إسرائيل، حيث تم استبعادهم بالكامل، بينما محور الشر الإيراني المتمثل بنبيه بري وحركته وحزب الشيطان اعترفوا بدولة إسرائيل وتنازلوا عن أراضٍ لبنانية وثروات هي ملك الشعب اللبناني. هذه بعض الأساليب والطرق الشيطانية التي يسعى إليها جيش إيران في لبنان، حزب الله، الذي يواجه اليوم حرباً إسرائيلية فككت تركيبته وقتلت معظم قادته ودمرت الجنوب والضاحية والبقاع وهجرت بيئته.

أصحاب شركات أحزاب 14 آذار كانوا وما زالوا، حتى في عز الحرب الحالية، وعلى خلفية الجهل والغباء، يستغفلون الناس بالحديث عن من هو مرشح للرئاسة،والوزارات السيادية، في حين أن البلد المحتل يُدمّر، والسيادة مغيبة، والاستقلال مسروق، والقرار الحر مصادر. ما نفذه حزب الله بمنهجية ودهاء هو شق الشرائح اللبنانية كافة، وزرع الأسافين بينها، وجرها للتناحر على أمور داخلية نفعية وذاتية غير استراتيجية، وغير سيادية، وغير استقلالية، تتعلق كلها بالمناصب والحقائب وصغائر الأمور بكل أنواعها. وللأسف نجح في مسعاه، إلا أن إسرائيل له ولأسياده الملالي بالمرصاد، وسوف تقتلعه وتلغي دوره بالقوة.

الحزب اللاهي يأخذ دور الحاكم والولي والناصح والمؤدب عند الضرورة، وكذلك المنظم والمقرر وفقاً لمصالحه، بناءً على مشروعه اللاهي الإيراني الذي يلغي الجميع. للأسف، غرق كل الطاقم السياسي اللبناني، وتحديداً 14 آذار الحزبي، في فخ الحزب اللاهي، وخصوصاً أصحاب شركات الأحزاب المسيحية “الطامعين” في السلطة والمال. لم يعد الاحتلال، ولا دويلاته، ولا سلاحه، ولا حروبه، ولا القرارات الدولية الخاصة بلبنان موضوع اهتمام الطبقة السياسية اللبنانية، وتحديداً المسيحية. نجح الحزب اللاهي وفشلت الأحزاب التجارية والعائلية اللبنانية ومعها أصحابها الخطأة الغارقون في أوحال لا تنتهي من جشع الصفقات والمغانم والسمسرات الشيطانية. حزب الله كالسرطان، نهش المؤسسات الواحدة تلو الأخرى، في حين اختار الطاقم السياسي أن يكون في غيبوبة سيادية، ولا أولوية عنده غير الأجندات الشخصية والفجع للكراسي والمواقع والنفوذ.

نسأل: ألا يخجل هؤلاء بفجورهم ووقاحتهم حتى من ذكر جريمة اغتيال الشهيد وسام الحسن والترحم عليه في ذكرى اغتياله السنوية؟ في حين أنهم انتقلوا إلى صف من اغتاله، وأوقفوا كل التحقيقات المتعلقة باغتياله. بؤس هكذا قيادات نرجسية وطروادية، وبؤس شرائح غنمية من أهلنا امتهنت التبعية العمياء لهؤلاء الفجار والتجار وتخلت طوعاً عن كل ما هو بصيرة وحرية رأي وشهادة للحق واحترام للذات. يبقى أن وسام الحسن هو شهيد من كوكبة شهداء ثورة الأرز التي باعها طاقم 14 آذار الحزبي الاستسلامي والتجاري وقفز فوق دماء شهدائها وتلحف بذل هرطقة “الواقعية”، واستبدل السيادة بالكراسي، وغرق في أوحال المغانم والحصص… إلا أن الظروف انقلبت رأساً على عقب وها هو حزب الله في طريقه إلى الانكسار والاقتلاع بعد أن تعرى وتبين أنه أوهن من بيت العنكبوت، وليس دولة إسرائيل.
صلاتنا من أجل راحة أنفس كل الشهداء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
[email protected]
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com

في أسفل اسماء بعض الذين اغتالهم حزب الله وتقرير يتناول تفاصيل اغتيال وسام الحسن ومقابلة تحكي الإغتيالات مع اللواء اشرف ريفي

اسماء بعض شهداء ثورة الأرز و14 آذار الذين اغتالهم حزب الله 
رفيق الحريريّ
بأسل فليحان
سمير قصير
جورج حاوي
جبران التويني
بيار الجميّل
وسام عيد
وليد عيدو
وسام الحسن
أنطوان غانم
محمد شطح
وأيضاً
باسكال سليمان
الياس الحصروني، الحنتوش
فرنسوا الحاج
ولقمان سليم
جو بجاني
العقيد منير ابورجيلي
العقيد سمير سكاف
ومئات الشهداء الأبرياء
وأيضاً الشهداء الأحياء: مي شدياق ومروان حمادة والياس المر وسمير شحادة

تفاصيل عملية اغتيال وسام الحسن
اللواء وسام الحسن كان بنك المعلومات السرية لاغتيال الحريري وكذا مخطط سماحة التفجيري
الجزيرة/22 تشرين الأول/2012جهاد أبو العيس-بيروت
راجت روايات ومعلومات عديدة نشرتها قوى أمنية وأخرى تناقلتها شخصيات ووسائل إعلام، وثالثة تحدث عنها شهود عيان، عن الانفجار الذي أودى بحياة رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن اللبناني الداخلي اللواء وسام الحسن.
وبحسب الرواية الأكثر قربا وواقعية ودعمتها معلومات صدرت عن جهات أمنية وأخرى حصلت عليها الجزيرة نت من مصادر مطلعة، فإن الانفجار وقع بسيارة مسروقة مفخخة نوع “هوندا سي أر في” جرى ركنها قبل يوم من موعد التفجير الذي جرى مساء الجمعة الماضية الساعة الثالثة إلا ربعا بتوقيت بيروت في شارع إبراهيم المنذر بساحة ساسين تحديدا.
سيارة للتمويه
وفي تفاصيل ما حصل -حسب بعض التسريبات- فإن اللواء الحسن كان محور مراقبة من المجموعة التي نفذت عملية الاغتيال منذ أن نزل من الطائرة التي أقلته من باريس مساء الخميس الماضي.
واستقل الحسن سيارة يعتقد أنها من نوع “نيسان” مستأجرة “للتمويه”، وتوجه بها من المطار إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، حيث أمضى ليلته هناك قبل أن يتوجه بعد ظهر الجمعة وبالسيارة ذاتها إلى الشقة التي استأجرها بالأشرفية.
وأوضحت المعلومات المنشورة أنه لدى مرور اللواء الحسن بشارع إبراهيم منذر واقتراب سيارته من السيارة المفخخة، دوى انفجار عنيف أدى إلى مقتله وحارسه الشخصي.
تحقيقات أولية
وبحسب التحقيقات الأولية، فإن السيارة الجانية كانت محشوة بـ50 كلغ من المتفجرات موزعة على عبوتين انفجرتا سوية بواسطة جهاز تفجير عن بعد، ولم يتبق من السيارة سوى مبدل السرعات الذي عثرت عليه القوى الأمنية.
وتقول المعلومات أيضا إن السيارة المفخخة ركنت أمام مبنى سكني قديم نسبيا مكون من خمسة طوابق مقابل مكتبة “الفرح”، حيث أدى الانفجار إلى مقتل ثمانية مواطنين وإصابة 78 آخرين.
وبحسب التحقيقات الأولية، فإن سيارة اللواء الحسن لم يبق منها أي أثر يُذكَر، وفي بداية تفحص مسرح الجريمة، عثر المحققون على هاتف مرافق الحسن ويدعى أحمد صهيوني وجزء من مسدسه وقطعة من بندقيته، ثم وجدوا الحذاء الرياضي الذي كان يرتديه الحسن.
لكن وبعد تفحص نوعية المسدس استيقن المحققون بصورة شبه مؤكدة أن القتيلين هما “اللواء الحسن ورفيقه أحمد” ، أما السيارة المفخخة فحتى ساعات الفجر الأولى لم يكن المحققون قد تعرفوا إليها.
من جهتها نقلت قناة المستقبل عن مصدر أمني أن التحقيقات لا تزال في مرحلة التجميع، وأن المحققين عثروا على ما يدل على نوعية السيارة من خلال بعض القطع التي لم تذب بفعل لهيب الانفجار وهي هوندا سي آر في، وأنه من المبكر الحديث عن نتائج إيجابية في التحقيق.
سلسلة تحذيرات
وتقاطعت المعلومات الأمنية على أن الحسن كان تلقى في الأيام الأخيرة سلسلة من التحذيرات من أنه في أولويات المستهدفين بعمليات الاغتيال ولا سيما بعد كشف مخطط الوزير السابق ميشال سماحة للتفجير.
وعلمت الجزيرة نت من مصادر مطلعة أنه سيتم تسليم داتا الاتصالات كاملة إلى فرع المعلومات لتسهيل التحقيق بهذه الجريمة، في الوقت الذي شدد فيه القاضي حاتم ماضي على أن التحقيقات تتم بدقة وكثافة وأن من يتولاها هو فرع المعلومات بعدما حصل من الشرطة العسكرية بالجيش على ما جمعته من مسرح الجريمة لا سيما الأفلام التي صورتها كاميرات المراقبة الموجودة.
وفي رواية سكان الحي التي نقلتها الجزيرة نت فإن انفجارا قويا دوى عند الساعة الثالثة من عصر الجمعة، تلته أصوات انفجارات أصغر بعد ثلاث دقائق، أرجعتها مصادر أمنية لاحتمالية أن تكون صادرة عن تفجر خزانات وقود بعض السيارات المجاورة.
وفي الوهلة الأولى كان الاعتقاد سائدا لديهم بأن المكان المستهدف هو أحد مقرات حزب الكتائب القريب نسبيا من مكان التفجير، لكن بعد تكشف جثة الحسن أيقن الجميع أنه المقصود.
يشار إلى أن اللواء الحسن متزوج وله ولدان، ودخل السلك الأمني عام 1983 برتبة تلميذ ضابط، وتدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة عميد. أما مرافقه المؤهل أول أحمد محمود صهيوني، فهو ابن بلدة البيرة بعكار شمالي لبنان، ومن مواليد عام 1964، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد، ودخل السلك العسكري عام 1987 برتبة دركي متمرن، وتدرج في الرتب وصولاً إلى رتبة مؤهل، التي نالها بعد اغتياله.

اللواء أشرف ريفي/هكذا اغتيل وسام الحسن بصمة القاتل نفسها ظهرت في الإغتيالات إدانة سليم عياش تعني إدانة “حزب الله”
نجم الهاشم/نداء الوطن/16 شباط 2022
يعتبر اللواء أشرف ريفي أن «حزب الله» مسؤول عن عمليات الإغتيال وبصمته واضحة. وهو ليس راضياً على حكم المحكمة الدولية على سليم عياش وحده ولكنه يرى أن الحكم عليه هو حكم على الحزب. يكشف أن السيارة التي اغتالت اللواء وسام الحسن أتت من الضاحية والكاميرات رصدتها ورصدت المجموعة التي كانت ترافقها. ريفي يعتبر أن عملية 7 أيار كانت قراراً ينتظر التنفيذ وأن الذهاب إلى الدوحة كان خطأ لأن التنازل الأساسي حصل هناك وأنه كان على الرئيس سعد الحريري أن ينتقل إلى الشمال حيث تمت السيطرة على مجموعات «حزب الله». ماذا يقول ريفي في هذه الحلقة الأخيرة من روايته التي لم تكتمل بعد لأن الوقت لم يحن لكي يسجل مذكراته.
عمليات الإغتيال استمرت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لم يكونوا خائفين من المعلومات التي توصلتم إليها؟
صحيح ولكن ما استسلمنا. كانت أجهزة الأمن مفرفطة. ما في لا تدريب ولا عديد ولا تجهيز ولا خبرة. كنّا بعدنا عايشين بغابة. حتى ما كنا مدرّبين على إدارة مسرح الجريمة. استقدمنا خبراء أجانب لهذه الغاية وكان علينا أن نشتغل لتطوير كل الإمكانيات. اشتغلنا 24 على 24 ساعة وحصلنا على مساعدات. وكان القرار العربي والدولي استكمال التحقيقات وكنا معنيين بهذه القضية وبشخص الرئيس رفيق الحريري. كان لدينا قرار بتنفيذ أي مهمة تتعلق بالأمن الوطني مهما كانت كلفتها. اغتيل وسام عيد وحاولوا اغتيال سمير شحادة وكنت مع وسام الحسن على لائحة الإغتيال وكمّلنا. ثم اغتالوا وسام الحسن.
في اغتيال جورج حاوي وسمير قصير والآخرين من شهداء ثورة الأرز ألم تظهر لديكم أي معطيات؟
بيّن معنا أن القاتل واحد.
من خلال المعلومات أم من خلال طريقة التنفيذ؟
من خلال البصمة. بصمة القاتل. كل مجرم عنده بصمة تظهر في كل جرائمه. وهو يترك أثراً دائماً. الخبير في الإرهاب يعرف القاتل من بصمته في الجريمة التي ارتكبها.
ما كانت البصمة في هذه الجرائم؟
طريقة الإغتيال. كانت محصورة. هناك عملية واحدة كانت مختلفة. اغتيال النائب بيار الجميل الذي اغتيل بإطلاق النار عليه بمسدس وعن قرب وهو في سيارته. الآخرون اغتيلوا بزرع عبوة ناسفة أو بسيارة مفخخة. سمير قصير وجورج حاوي ومي شدياق عبوات ناسفة ألصقت تحت مقاعدهم في السيارات. الآخرون سيارات مفخخة. وليد عيدو وأنطوان غانم وجبران تويني ووسام عيد ووسام الحسن ومحمد شطح وسمير شحادة والياس المر ومروان حماده… قاضي مكافحة الإرهاب الفرنسي جاء إلى لبنان وقال لنا إننا ندور في حلقة مفرغة. قلنا له إن الأمر ليس كذلك. هذه معلوماتنا. وأطلعناه عليها. تبدّلت قناعاته ووافق معنا أن هوية القاتل واحدة.
لماذا ضمت قضايا حاوي والمرّ وحماده إلى اختصاص المحكمة الدولية دون غيرها؟
لأنّها تحمل نفس بصمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. نفس الأشخاص الذين شاركوا في اغتيال الرئيس الحريري كانوا مشاركين في هذه العمليات.
هل كان يجب أن تكمل المحكمة عملها؟
طبعا. صحيح. ظهر في الحقيقة أنّ ما كنّا توصّلنا إليه صحيح وهو أنّ القاتل هو «حزب الله». لم تمرّ هذه المسألة في الأمم المتحدة لأنّها منعت محاكمة الدول والكيانات والرؤساء. ولكن الشخص الذي حكموا عليه سليم عيّاش لا يوجد أي خلاف شخصي بينه وبين الرئيس رفيق الحريري. سياق الحكم أيضا يقول إنها جريمة منظمة وليست جريمة فردية. الأدلّة التي كانت متوفرة حول المتهمين الأربعة كانت ناصعة وقاطعة اعتبروا في المحكمة الدولية أن المطلوب أدلّة أكثر. اهتمّوا بالقاتل أكثر مما اهتمّوا بأهل الضحايا. ولكن في النهاية إدانة سليم عياش تعني إدانة «حزب الله» وفي رأيي كل الجرائم ارتكبها «حزب الله» ما عدا جريمة اغتيال بيار الجميل. اعتقد أن من نفذ هذه العملية تنظيم فتح الإسلام. كانوا قتلوا محافظ بغداد بهذه الطريقة. أُخرجوا من السجون السورية وذهبوا إلى بغداد واغتالوا المحافظ.
ما كان هدف فتح الإسلام من عملية كهذه؟
مخابرات سورية. كان بيار الجميل واعداً جداً في عمله السياسي. قتلوه لأسباب سياسية. عملنا رسوم تشبيهية للقتلة وكنت أضع الرئيس أمين الجميل في الصورة. لم نستطع استكمال التحقيق لأن فتح الإسلام إمّا قُتلوا في معارك مخيم نهر البارد أو هربوا. اعتقدنا في البداية أن القتلة يمكن أن يكونوا من الحزب السوري القومي الإجتماعي ولكن لم نستطع إثبات أي شيء. الذي قتلوه كانوا اتجهوا عن طريق الشفرولية باتجاه دمشق وكانوا يقودون بسرعة. كان هناك رجل دين درزي واصطدمت سيارته بسيارتهم وانكسرت مرآتها فحملها وجلبها إلينا. كانت مرآة سيارة الهوندا سيفيك التي استعملت في عملية الإغتيال وكانت متّجهة نحو البقاع وقد أعطانا الشيخ أوصافها أيضا. قلنا إما ستبقى في البقاع أو ستذهب إلى سوريا أو تعود إلى مخيم نهر البارد. (حصلت عملية الإغتيال في 21 تشرين الثاني 2006 قبل معارك نهر البارد التي بدأت في أيار 2007 وانتهت في أيلول). فتّشنا على السيارة ولم نجدها. الأرجح أنها راحت على سوريا. كانوا في الحقيقة مُرسلين من المخابرات السورية.
– بعد حرب تموز تعرضت مع وسام الحسن لتهديدات مباشرة؟
طبعا. كنا ننام في المكاتب. عندما تعمل على مثل هذه الملفات يكون خصمك مجرماً وقاتلاً. يعني مش عم تتعاطى مع جمعية خيرية أو مع حزب الخضر. كنا نعلم ذلك وما كنا بحاجة لحدا يقلّنا. معتبرين حالنا حكماً على لائحة الإغتيال. وضعوا سيارة انفجرت قرب منزلي في طرابلس (تم تفجير مسجدي السلام والتقوى بواسطة سيارتين مفخختين في 23 آب 2013)، واستطاعوا اغتيال وسام الحسن وقد ثبت في التحقيقات أنهم من «حزب الله». (اغتيل بواسطة سيارة مفخخة في الأشرفية في 19 تشرين الأول 2012).
إذا كان هذا الأمر ظهر في التحقيق فلماذا لم يعلن؟
ظهر في التحقيق ولم يكن نهاد المشنوق وزير الداخلية على قدر المسؤولية. حكى عن هذا الموضوع في ذكرى اغتيال وسام الحسن وقال «عنّا الصورة وناقصنا الصوت». فعلا كان عنده الصورة. كانت توجد كاميرات في الشارع الذي حصلت فيه عملية الإغتيال ولم تتعطّل. بينت من خلالها السيارة عندما وصلت. عاد المحقّقون في فرع المعلومات شهرين إلى الوراء. ظهرت السيارة نفسها أربع مرات وكان يتم ركنها لاغتيال الحسن. في المرة الخامسة تمّت العملية. كانت تأتي باكراً صباحاً مع مواكبة ربّما لتفادي حصول اي حادث اصطدام وكانوا يحجزون المكان الذي سيتم ركنها فيه وعندما تصل تخرج سيارة مركونة في المكان ويتم ركنها محلّها. بتطلع سيارة وبتصفّ سيارة. وتبقى من الصباح حتى الليل حيث كان يتم سحبها. رجعوا الشباب عالكاميرات بشكل تراجعي من شارع التفجير إلى الشوارع التي قبله وظهر أن السيارة أتت من الضاحية الجنوبية من مستودع الإغتيالات. هذه أدلة قاطعة.
عملية 7 أيار
ما كانت الثغرة التي جعلتهم يتمكّنون من وسام الحسن؟
ما حدا بيقدر يدّعي إنّو بيعمل أمن مطلق ميّة بالميّة. منعرف حالنا ومناخد احتياطات ولكن في النهاية عليك أن تتحرّك. هو محترف في القتل ونحن محترفون في الأمن ولكن هو من يملك المبادرة ويترصّدنا. المبادرة بيده. من أين انطلق في تنفيذ اغتيال وسام الحسن؟ الله أعلم. ربّما من الهواتف ربّما من رصد السيارة… ربّما لأنه استعمل هذه الشقّة أكثر من مرة وأكثر من اللازم. كنّا نسكن في المربع الأمني نفسه. طلع منه وسام إلى شقة تبعد شارعين. كنت ضد هذا الأمر ولكن كان رأيه أنّه من الأفضل أن يبدّل مكان السكن كل فترة. طوّل شوي زيادة. كان ضخم البنية قليلاً وكان يجلس وراء السائق وحده في السيارة حتى لا يظهر على المراقبة إذا كانت تحصل من الجهة الأمامية بحيث تبدو السيارة فارغة إلا من السائق. ربما رصدوه في السيارة فصارت هدفاً سهلاً وتمكّنوا منه.
اغتياله يشبه اغتيال النائب جبران تويني في 12 كانون الأول 2005. كلاهما اغتيل بسيارة مفخخة وبعد يوم واحد من عودته من السفر.صحيح. هو طلع من المطار على المكتب بالمديرية بقي بعض الوقت ثم طلع عالبيت.
من يتابع التحقيقات اليوم؟
ما عندي فكرة.
كانت لديكم توقعات بحصول عملية 7 أيار 2008؟
كان لدينا جوّ. مش بالشكل الذي حصل ولكن كنّا عارفين أنو الجوّ مش نضيف. كان صار لهم سنة وشوي محتلّين وسط بيروت ومحاصرين السراي الحكومي وكانوا يأخذون شققاً في بيروت ووقفوا وراء تحركات الإتحاد العمالي العام وتخبّوا بالمظاهرة مثل ما عملوا بالطيونة (أحداث الطيونة في 14 تشرين الأول 2021 لتطيير القاضي طارق البيطار المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت). كنا الجهاز الأمني الوحيد الذي أوقف دوريتين تابعتين لـ»حزب الله» عند نهر الكلب صباحاً. كان العميد روبير جبور قائد الفهود. كانوا رايحين من جبيل في اتجاه بيروت. وقّفناهم. ولكن بعد الظهر أمر القضاء بإطلاقهم. كانت هناك 22 استقالة لضباط من الجيش وأنا قدّمت استقالتي من قوى الأمن الداخلي. كان هناك عمل عسكري مش أمني. كنا نقوم بأعمال أمنية أما الأعمال العسكرية فكانت مهمة الجيش. اعتبرت أنّ عليّ مسؤولية معنوية فقدّمت استقالتي. طلب مني الرئيسان فؤاد السنيورة وسعد الحريري العودة عن الإستقالة فعدت.
كان هناك سوء تقدير في القرارات التي اتخذتها الحكومة في 5 آب حول موضوع كاميرات المطار وشبكة اتصالات «حزب الله» ورئيس جهاز أمن المطار؟
لا لا. حتى لو لم تُتَّخذ هذه القرارات كانوا سينفِّذون هذه العملية. كانوا ينتظرون أي حجة لتنفيذها. كانوا محضرين حالهم أما قرارات الحكومة فكانت تفصيلاً.
صحيح أنّه كان يتم تحضير ميليشيا سنية لمواجهة «حزب الله» تحت غطاء الشركات الأمنية؟
الشركات الأمنية كانت كذبة كبيرة. «حزب الله» كان يعرف أنّهم مش حرزانين. بدّك سنين لتعمل جهاز أمني وعسكري. بدّك تجهيزات. ما كانوا أبدا بيشكلوا أي خطر على «حزب الله». وهو بيعرف هالأمر. «حزب الله» محترف واللي كانوا عم يعملوا شركات أمنية تجار أكثر مما بيحملوا قضية. المشروع الإيراني كان مقرّر ياخد البلد. ولكن ما فيهم ياخدوا البلد. حتى لو كان في فريق من دون سلاح هناك توازن قائم بشرياً وشعبياً. ما بيقدروا ياخدوا السنّة عالمشروع الإيراني ولا بيقدروا ياخدوا المسيحيين ولا الدروز. كانت مغامرة غير مدروسة وغير عاقلة مبنيّة على أوهام تاريخية وعقائدية.
ولكن عملية 7 أيار خلقت تحوّلاً سياسياً في البلد.
صحيح. السيارة أتت من الضاحية الجنوبية من مستودع الإغتيالات. عملت تحوّل عالأرض صحيح. ولكن هذا التحوّل كان محدوداً جداً. في الشمال انكسروا. بالشويفات انكسروا. أخدوا بيروت الغربية. بيروت ما بتقاتل. ما بتقدر تعمل معركة بقلب العاصمة. كان «حزب الله» معتبر هينة ياخد بيروت وعلى أثر ذلك تنهار المناطق. ولكن هذا الإنهيار لم يحصل. لذلك كان عليه أن يدرك أنه ليس بهذه السهولة تستسلم الناس. كانت لديه مجموعات في الشمال وكان ينتظر نزولها على الأرض. نزلوا ولكن العالم أكلوهم.
أين كانت مجموعاته؟
كان لديه مجموعة هاشم منقارة في المينا. والحزب السوري القومي في الجميزات. وأولاد الشيخ سعيد شعبان في أبو سمرا والحزب العربي الديمقراطي في جبل محسن وبعض المجموعات في البداوي والمنية في عكار.
– تعتقد أن الذهاب إلى الدوحة كان خطأ؟
صحيح. لو كان هناك صمود أكثر ما كان هناك أي داع للذهاب إلى الدوحة. ما كان لازم تخلّي «حزب الله» يترجم انتصارو المحدود على الأرض إلى انتصار سياسي. فرض الثلث المعطل والتقسيمات الإنتخابية وغيرها…
ولكن كان سعد الحريري محاصراً في قريطم ووليد جنبلاط في كليمنصو.
كان يمكن أن ينتقل سعد الحريري إلى الشمال.
كان يمكنه الخروج من بيروت؟
ممكن. إلا إذا كانوا يريدون مسبقاً قتله. ولكن عندما تدخل مواجهة من هذا النوع عليك أن تكون عارفاً مخاطرها وأن تتحمّلها. الدوحة كانت خطيئة جرّت إلى سلسلة تراجعات انتهت بالتسوية الرئاسية.
كانت بداية النهاية لـ 14 آذار؟
الدوحة كانت ضربة على رأس 14 آذار. بعدها بدأ التراجع. سنة 2011 أسقطوا حكومة الرئيس سعد الحريري بعدما كانوا يقولون إنّ أقوى شخصية تمثّل بيئتها تصل إلى الموقع الأول وكان سعد الحريري أقوى شخصية سنية ولكنّهم أسقطوه.
في انتخابات 2009 حصلت 14 آذار على الأكثرية النيابية بعد الدوحة وعلى رغم 7 أيار.
كان التنازل حصل وخلص.
سعد الحريري عمل رئيس حكومة بعد هذه الإنتخابات؟
صح. بس شو أخد قرارات؟ اعطيت «حزب الله» الثلث المعطل ووزارة المالية سلفاً صار بيقدر يعطّلك سلفاً. كان لديك أغلبية بس ما فيك تستعملها. عندك أغلبية وما فيك تحمي قراراتك بسلاحك. هو عندو سلاحو. هنا كانت بداية الإنكسار عندما شعرت أكبر طائفة في لبنان بأنها أضعف فريق. يؤخذ شبابها إلى المحكمة العسكرية وما حدا بيحكي. تستباح حريتهم وما حدا بيحكي. طلعت برّات السلطة. عندما اعتذر سعد الحريري كأنّه لم يكن أحد معنيا بهذا الإعتذار. الناس راغبة بأن يعتذر. في العسكر عندما تكلّف ضابطا بمهمة ولا يكون كفوءاً يمكن أن تعطيه فرصة ثانية ولكن أكثر من ذلك تصير أنت المسؤول عن فشله وأنت غير كفوء. هنا لا مجال للعواطف. هناك مصلحة المجموعة أولا ومصلحة الوطن.