قراءة إنجيلية في معاني ومفاهيم زمن الصوم جمع وتنسيق/الياس بجاني
إثنين الرماد الأب جورج صغبيني/راهب لبناني ماروني كان اليهود يذرون الرماد على رؤوسهم واجسادهم ويبكون وينوحون على خطاياهم من اجل تطهير الجسد من الخطايا ولتذكير هذا الجسد بانه من تراب والى تراب يعود… وذلك قبل البدء باي صوم للتكفير عن خطاياهم…بقيت هذه العادة عند المسيحيين لكنها اخذت الرماد من حرق اغصان الزيتون المقدسة من شعنينة السنة السابقة ليباركها الكاهن صباح الاثنين ويمسح جباه المؤمنين التائبين الصائمين بصليب لنبدأ صومنا بتوبة حقيقية تليق بايماننا المسيحي….. اذكر يا إنسان أنك من التراب وإلى التراب تعود … اثنين الرماد هو اليوم الأول من الصوم. قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى صُمْتُم، لا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين، فَإِنَّهُم يُنَكِّرُونَ وُجُوهَهُم لِيَظْهَرُوا لِلنَّاسِ أَنَّهُم صَائِمُون. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم. أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صُمْتَ، فَٱدْهُنْ رَأْسَكَ، وَٱغْسِلْ وَجْهَكَ، لِئَلاَّ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صَائِم، بَلْ لأَبِيكَ الَّذي في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك. يوم الإثنين يبدأ الصوم المبارك نرسم اشارة صليب من التراب على جباهنا لنتذكر وحتى لا ننسى اننا نحن البشر: الى التراب تعود الجبلة الأولى وإلى الله تعود نسمة الحياة التي نفحها الله الخالق في التراب. فالمسيح صام في البرية أربعين يوماً وأربعين ليلةً عبرةً ومثالاً… لبدء بشارته ومقاومة إبليس، ونحن بالصوم نقهر التجارب ونتغلب على إغواءات الشيطان الكثيرة والمغرية… بالصوم تبدأ مسيرة الصلاة والصدقة والله يكافئ ويجازي. الرب يقول على لسان النبي يوئيل: «قدسوا صوماً نادوا باعتكاف… مزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم»(يوئيل1: 14 و2: 13). لنصم صوماً مقبولاً، لا عن الطعام والشراب فحسب بل عن الشر والآثام… ولتصمْ أفكارنا عن معاندة الله، وألسنتنا عن الكلام الباطل بحقّ أخينا الإنسان، وأجسادنا عن الشهوات، ولنُخضع إرادتنا للـه حتى يكون صومنا مقبولاً، كما يقول الرب على لسان النبي إشعيا: «أليس هذا صوماً اختاره، حلَّ قيود الشر، فكّ عقد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً… أليس أن تَكسِرَ للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك… حينئذ تدعو فيجيب الرب، وتستغيث فيقول هاأنذا».(أش58: 6ـ 12). اليوم “إثنين الرماد”، نرسم علامة الصليب بالرماد على جباهنا. ونبدأ مسيرة الصوم الكبير. سبعة أسابيع نتأمّل فيها أن الله لا يعنيه البياض واللحم والطعام وما يدخل الفمّ بقدر ما يعنيه ما يخرج من الفم. الصوم مهم، لكن الأهم منه هو أن نلجم فمنا ولساننا عن السُباب والكذب والإفتراء والنميمة… الصوم رحلة لكن ليس في المجهول، بل في الذات لضبط تجارب أنانيتنا وشهواتنا ورغباتنا التي لا تنتهي في برّية وادي الدموع في دنيا الشقاء هذه. كما على مثال المسيح في البرية مُجَرَّبَاً من الشيطان. اليوم نبدأ مسيرة الصوم لنَعْبُر به التجارب والآلام حاملين الصليب كما عصا موسى في مراحل حياتنا لنصل بحمايته إلى مجد القيامة. فمع رشّ الرماد على جباهنا نثبّت أنظارنا إلى القيامة، قيامة التراب بجسد روحاني وإلا لكان إيماننا باطلا وصيامنا باطلا…
في أسفل آيات تحكي مفاهيم واهداف الصوم من الكتاب المقدس
عظة من سنيكسار الكنيسة القدّيس كيرِلُّس (313 – 350)، بطريرك أورشليم وملفان الكنيسة تعليم مسيحيّ للموعوظين (تحضيرًا للمعموديّة) الصوم مسيرةٌ نحو المعموديّة في العشيّة الفصحيّة لمغفرة الخطايا “توبوا، وَلْيَعتَمِدْ كُلٌّ مِنكُم بِاسمِ يسوعَ المَسيح، لِغُفْرانِ خَطاياكم، فتَنالوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ القُدُس” (أع 2: 38). فأنتم الذين ستعتمدون قد صرتم تلامذة العهد الجديد وشركاء بأسرار الرّب يسوع المسيح؛ لقد صنعتم لكم “قَلبًا جَديدًا وروحًا جَديدًا”(حز 18: 31) من أجل فرح سكّان السماوات (راجع لو 15: 7)… وقد أتممتم رحلةً حسنةً وجميلةً… وها إنّ ابن الله الوحيد مستعدٌّ ليفتديكم. فهو قال: “تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم”(مت 11: 28). أنتم المكروبون المأخوذون بآثامكم، العالقون بحبائل خطاياكم (راجع أم 5: 22)، اسمعوا قول النبيّ: “فاغتَسِلوا وتَطَهَّروا وأَزيلوا شَرَّ أَعْمالِكم مِن أَمامِ عَينَيَّ وكُفُّوا عنِ الإِساءَة”(إش 1: 16). عندئذٍ تنشد أجواق الملائكة: “طوبى لِمَن مَعصِيَته غُفِرَت وخَطيئَته سُتِرَت!” (مز 32[31]: 1)… ها هوذا الآن وقت التوبة. اعترفوا بالخطايا التي فعلتموها، بالكلام أو بالفعل، في الليل أو في خلال النهار، اعترفوا في “وَقتِ الرِّضى” (إش 49: 8 و 2كور 6: 2) واحصلوا على كنز السماء “في يَومِ الخَلاص” (المرجع نفسه)… تخلّصوا من كلّ المشاغل البشريّة واعتنوا بروحكم… تحرّروا من الحاضر وآمنوا بالمستقبل: “كُفُّوا واْعلَموا أنَي أَنا الله”(مز 46[45]: 11)… طهّروا قلوبكم لتنالوا النعم بغزارةٍ، فإنّ غفران الخطايا قد أعطي للجميع بالتساوي، لكنّ شراكة الروح القدس مُنحت لكلّ واحدٍ بحسب إيمانه. فإذا عملتم قليلاً نلتم القليل، وإذا اجتهدتم كثيرًا كان أجركم عظيمًا… وإذا كان لكم شيءٌ على أحد، فاغفروا له، وتقدّموا من جرن المعموديّة لتنالوا مغفرة الخطايا: وعليكم أن تكونوا أنتم أيضًا رحومين متسامحين مع الخاطئين.
Tear Your Hearts Joel 02/12-16/ But even now, says the Lord, come back to me with all your heart, keeping from food, with weeping and with sorrow: Let your hearts be broken, and not your clothing, and come back to the Lord your God: for he is full of grace and pity, slow to be angry and great in mercy, ready to be turned from his purpose of punishment. May it not be that he will again let his purpose be changed and let a blessing come after him, even a meal offering and a drink offering for the Lord your God? Let a horn be sounded in Zion, let a time be fixed for going without food, have a holy meeting: Get the people together, make the mass of the people holy, send for the old men, get together the children and babies at the breast: let the newly married man come out of his room and the bride from her tent. Let the priests, the servants of the Lord, be weeping between the covered way and the altar, and let them say, Have mercy on your people, O Lord, do not give up your heritage to shame, so that the nations become their rulers: why let them say among the peoples, Where is their God?
Repentance Joel 01/13-20/: Put haircloth round you and give yourselves to sorrow, you priests; give cries of grief, you servants of the altar: come in, and, clothed in haircloth, let the night go past, you servants of my God: for the meal offering and the drink offering have been kept back from the house of your God. Let a time be fixed for going without food, have a holy meeting, let the old men, even all the people of the land, come together to the house of the Lord your God, crying out to the Lord. Sorrow for the day! for the day of the Lord is near, and as destruction from the Ruler of all it will come. Is not food cut off before our eyes? joy and delight from the house of our God? The grains have become small and dry under the spade; the store-houses are made waste, the grain-stores are broken down; for the grain is dry and dead. What sounds of pain come from the beasts! the herds of cattle are at a loss because there is no grass for them; even the flocks of sheep are no longer to be seen. O Lord, my cry goes up to you: for fire has put an end to the grass-lands of the waste, and all the trees of the field are burned with its flame. The beasts of the field are turning to you with desire: for the water-streams are dry and fire has put an end to the grass-lands of the waste.
ٱكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا في السَّمَاء، حَيْثُ لا عُثَّ ولا سُوسَ يُفْسِدَان إنجيل القدّيس متّى06/من16حتى21/: “”قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى صُمْتُم، لا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين، فَإِنَّهُم يُنَكِّرُونَ وُجُوهَهُم لِيَظْهَرُوا لِلنَّاسِ أَنَّهُم صَائِمُون. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم. أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صُمْتَ، فَٱدْهُنْ رَأْسَكَ، وَٱغْسِلْ وَجْهَكَ، لِئَلاَّ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صَائِم، بَلْ لأَبِيكَ الَّذي في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك. لا تَكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا على الأَرْض، حَيْثُ العُثُّ والسُّوسُ يُفْسِدَان، وحَيْثُ اللُّصُوصُ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون، بَلِ ٱكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا في السَّمَاء، حَيْثُ لا عُثَّ ولا سُوسَ يُفْسِدَان، وحَيْثُ لا لُصُوصَ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون. فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلبُكَ”.