سعد الحريري بالشخصي “طيوب” ولكن في السياسة قمة في الفشل الياس بجاني/04 تشرين الثاني/2019
بداية في الشخصي فالسيد سعد الحريري “طيوب” وخفيف الظل، ومرح وقريب من القلب وغير مستفز والأهم هو رجل منفتح وعصري في نمط حياته الغربية الشخصية والعائلية.
هذا في الشخصي .. ولكن ودون مواربة نقول بأن كل هذه الصفات الشخصية والحياتية والأخلاقية والإيجابية لا علاقة لها بقدراته السياسية التي هي فعلاً كارثة، وتحت الصفر…والرجل مدمّن تنازلات وتغيير مواقف.
أُدخله القدر إلى العمل السياسي مرغماً ودون تحضير مُسبق أو حتى خيار بالرفض منذ أن فرضت الظروف المأساوية عليه أن يحل مكان أبيه الشهيد عقب اغتياله في العام 2005…
وفي جردة وبتجرد وبموضوعية لإنجازاته ونجاحاته السياسية لا نرى غير الفشل والتنازلات والاستسلام ونقض لكل الوعود والعهود والشعارات.
نشير هنا إلى أن من أهم مقومات القائد في أي حقل كان تأتي بصيرته وقدرته وفروسيته في وعلى اختيار فريق عمله ومستشاريه.
وهنا السيد سعد فشل فشلاً ذريعاً، وبنتيجة كارثية خياراته هذه نرى أن أكثر من أوقع الأذى به وبتحالفاته وورطه في رزم من المشكل هم المحيطين به والذين وباعترافه العلني قد سرقوه.
هؤلاء وهم كثر شوهوا صورته وادخلوه في آلاعيب ودهاليز السياسة اللبنانية التجارية والمافياوية حتى انتهى به الأمر غطاء لحزب الله ولاحتلاله ومندوباً له فوق العادة دولياً وإقليمياً.
وفي مجال الثبات على المواقف وفي مفاهيم الالتزام بالوعود فهو أكثر من كارثة.
وبجردة على رزم وعوده والشعارات التي رفعها منذ العام 2005 نرى أنه متقلب ومتلون ولم يلتزم بأي منها ودائماً بحجج صبيانية وساذجة من مثل مقولات المحافظة على الاستقرار وأم الصبي والخ..
وقد وصل به مسلسل التنازلات والمساومات إلى حد تسخيف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر في جريمة اغتيال أبيه ووضعها في “الجارور” والتحالف مع القتلة والتفنن في إيجاد مبررات لاحتلالهم.
خياره الرئاسي لعون، وعقده صفقة تجارية وسلطوية مع جبران باسيل، وفرطه 14 آذار مع الواهم والباطني سمير جعجع والأكروباتي وليد جنبلاط ودخوله معهم الصفقة التسوية الخطيئة كان خياراً مدمراً، وها هو لبنان وكل اللبنانيين يحصدون النتائج المفجعة على كافة الصعد.
أما قمة جهله القيادي والسياسي فيتجسد في تحالفه مع جبران باسيل السيكوباثي والمفرسن والمبعثن 100%.
من هنا فالسيد الحريري السياسي غير مؤهل لا من قريب ولا من بعيد في هذه المرحلة بالذات لتولي قيادة دفة سفينة لبنان المحتل وإخراجه من فك وسجون وأغلال وهمجية الاحتلال الإيراني.
يبقى بأن الطائفة السنية اللبنانية فيها المئات من الشخصيات الوطنية والقيادية والسيادية التي تتمتع بكل مقومات الكفاءة والعلم والمعرفة والوطنية والرؤية والخبرة لتولي موقع الرئاسة الثانية من مثل الدكتور مصطفى علوش والمحامي عبد الحميد الأحدب واللواء أشرف ريفي على سبيل المثال وليس الحصر.
وصحيح بأن المحتل الإيراني ومن خلال أدواته والتابعين عنده الأكثرية النيابية التي بمقدورها تسمية من تشاء، لرئاسة الحكومة، ولكن الحراك الشعبي العارم والعابر للمناطق والمذاهب واللابط لكل شركات الأحزاب التجارية ولوجوه أصحابها المصابين بكل عاهات والنرسيسية والطروادية قد سحب الشرعية من هذه الأكثرية ومن حق الحراك وهو قادر أن يمنحها لمن يستحقها رغماً عن أنف واستكبار وهيمنة وتشبيح حزب الله وبري وعون وهزلية عنتريات السيكوباثي باسيل وكل الباقين من أفراد الطاقم السياسي والرسمي الملجمي والتاجر والفاجر.
ولأن سعد الحريري بالشخصي والأخلاق “طيوب” عليه هو أن يبادر إلى تزكية شخصية سنية تتمتع بكل الكفاءات اللازمة لتولي الموقع ومساعدته وتأييده والتسوّق له وتركه مع الأحرار والسياديين العمل على إنهاء الاحتلال الإيراني من لبنان.
في الخلاصة، السرطان المدمر الذي يفتك بلبنان ويعيث به فساداً وإفساداً وارهاباً وكفراً هو حزب الله الإيراني الذي يحتل لبنان.. وبظل احتلاله لا مجال لحل أي مشكل.