هل من مصداقية لمواقف جنبلاط وجعجع بما يخص مزارع شبعا ووضعية سلاح واحتلال حزب الله
الياس بجاني/29 نيسان/2019
بداية ليس المهم إعلان أي موقف من قبل أي سياسي في لبنان كائن من كان مهما كان سقف الموقف مرتفعاً ومحاكياً للحقيقة أو مجافياً لها، بل المهم والأهم قناعة صاحب الموقف به والثبات عليه والجرأة في عدم التنازل عنه أو المساومة عليه.
فالمهم في علم المبدئية والقناعات هو الجرأة والعناد والثبات على المواقف وليس أخذها آنياً ومن ثم التراجع عنها إما سبب التهديد والخوف أو في مقابل أثمان.
إنه من المؤسف حقاً أن غالبية الطاقم السياسي والحزبي في لبنان وخصوصاً “زمرة” أصحاب شركات الأحزاب التجارية والعائلية والوكالات كافة، أنهم لا مبدئيون ولا يعرفون الثبات كما أن قناعاتهم المبدئية والوطنية هي بالغالب صفر مكعب وكبير جداً..
والسياسيون هؤلاء في سوادهم الأعظم دائماً وأبداً مع بعض الاستثناءات يفصلون المواقف كافة كما تحالفاتهم على مقاس مصالحهم الذاتية والسلطوية والمالية والشعبوية وليس الوطنية..
وهي مواقف بالغالب تكون حربائية وأكروباتية وآنية وعابرة ودائماً قابلة للتغير والتبديل حتى النقيض ومقابل أثمان..
في هذا السياق يمكننا في المجال التحليلي إدراج موقف الأستاذ وليد جنبلاط الأخير فيما يخص عدم لبنانية مزارع شبعا…علماً أننا ومنذ العام 2000 ومعنا كثر من السياديين والأحرار والاستقلاليين وعن قناعة كاملة وضعنا ملف المزارع تحت عنوان “كذبة ومسرحية مزارع شبعا” والتي كانت في ظل الاحتلال السوري الستاليني للبنان قد بُلِّعت لبنانيتها للبنانيين بالقوة والإرهاب والاضطهاد والاغتيالات وكل أدوات التخوين، وذلك عقب انسحاب إسرائيل الأحادي من الجنوب وتنفيذها بالكامل للقرارين الدوليين 425 وال 526..
هذه الكذبة، “كذبة ومسرحية مزارع شبعا” الفاضحة والمستمرة بمفاعليها “الممانعاتية والمقاومتية” النفاق كانت من تأليف وإنتاج وتلحين وغناء وتوزيع محور الشر السوري-الإيراني وأدواته وأبواقه المحليين، وذلك لتبرير استمرار الاحتلال البعثي الأسدي للبنان في حينه، ولزوراً وسلبطة تشريع بقاء حزب الله الملالوي بسلاحه ودويلته وحروبه وإرهابه والحفاظ اللاقاني واللادستوري وضعيته الشاذة خارج أطر التزامات اتفاق الطائف والقرار الدولي 1559 ولا حقاً ما بعد ال 2006 مستوجبات القرار الدولي 1701.
نشير هنا إلى أن الأستاذ جنبلاط وقبل تخليه عن تجمع 14 آذار وعودته الميمونة إياها إلى الحضن الأسدي، وفي مقابلة مع مرسال غانم عام 2006 كان أعلن نفس الموقف الذي أعلنه راهناً عن عدم لبنانية مزارع شبعا واستعان يومها بخريطة كانت موضوعة إلى جانبه تبين أن المزارع ليست من ضمن الأراضي اللبنانية الرسمية.
إلا أنه ورغم عودتنا إلى التذكير بهذا الأمر، لعلى في التذكير فائدة ما، فإننا نرحب بموقف جنبلاط الحالي القائل بأن المزارع ليست لبنانية ونتمنى أن يثبت عليه لأن فيه تعرية وفضح لكل خزعبلات عدم تطبيق القرارين 1559 و1701 وبنود اتفاق الطائف على ميليشيا حزب الله الملالوية.
وعلى الموجة نفسها جاءت أمس مواقف نوعاً ما مرتفعة النبرة من قبل د. سمير جعجع فيما يخص سلاح حزب الله، وذلك خلال مقابلة له مع تلفزيون العربية، علماً بأن “الحكيم” وكوكبة من المسوقين والمنظرين المفوهين العاملين بأمرته وغب فرماناته المصلحية كانوا ولا يزالون وبعنجية وفوقية وتخوين “فالقينا” بصوابية وحكمة وبعد نظره دخول الصفقة الخطيئة “صفقة الرئاسة، وقانون الانتخاب، والحكومة، ومساكنة الاحتلال الإيراني”، التي داكشت ولا تزال الكراسي بالسيادة، وكان من مضامينها القفز فوق دماء الشهداء، والتسويق النفاقي والإستغبائي لهرطقتي “الواقعية” “والاستقرار”، إضافة إلى خدعة الإدعاء بأن ملف حزب الله دولي وإقليمي، وذلك للتهرب من مسؤولية المواجهة على خلفية تفضيل المغانم والمحاصصات السلطوية على قول الحقيقة والشهادة لها بعيداً عن فجع وغرائزية تأليه الحكم وكراسيه.
يبقى أن ما ينطبق على جنبلاط وجعجع في حربائية المواقف وتفصيلها على مقاس المصالح والمغانم والأطماع السلطوية، كذلك ينطبق 100% على كل المتربعين اليوم على كراسي السلطة من كبيرهم حتى صغيرهم…ونقطة ع السطر.