الياس بجاني: مقالع بحص الحريري ونواح المظلومية الإسقاطية

232

مقالع بحص الحريري ونواح المظلومية الإسقاطية
الياس بجاني/13 كانون الأول/17

من المعروف في عالم العمل السياسي والحزبي وخصوصاً في البلدان الديمقراطية بأن الممارسات والمشاريع والأطروحات، كما المولاة والمعارضة هي كلها خيارات للسياسي، وبالتالي هو من يتحمل وحده نتائجها أكان نجاحاً أو فشلاً.

من هنا فإن الرئيس الحريري ومنذ استقالته “الأحجوجة” وبعد العودة “المسرحية” عنها يرتكب هو فريقه رزم ورزم من الأخطاء الجسيمة تندرج كلها في خانة “الإسقاط”(Projection)  الفاضح والفج…أي أنهم وكما نقول بالعامية “عم يشيلوا يلي فيون ويحطوه بغيرون”

فالرئيس الحريري وبعض المفوهين من أفراد فريقه وكالأطفال وبوقاحة لافتة يمارسون اعلامياً نوبات البكاء والنواح والندب العلني ويحاولون تحميل غيرهم من الأحزاب والسياسيين وجلهم من الحلفاء ال 14 آذاريين السابقين، تحميلهم عواقب فشل خيارات الحريري الكارثية على المستوى الوطني المتعلقة بدخوله الصفقة الخطيئة، وفرطه مع د.جعجع تجمع 14 آذار السيادي، والتماهي حتى الثمالة مع متدرجات مشروع حزب الله الإيراني، وربطه النزاع لكل ملفات هذا الفيلق الإيراني المسلح والإرهابي، والتعامي الكلي عن احتلاله للبنان وعن سلاحه ودويلته وحروبه وجرائمه..بما فيها ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حيث أفراد من الحزب هذا هم متهمون باغتيال والده الشهيد رفيق الحريري.

الإعلامي جورج بكاسيني والنائب السابق غطاس خوري وغيرهما من فريق الحريري تطاولوا في الإعلام بفجور غير مسبوق على سمعة وأدوار ونضالات شخصيات سياسية لها وزنها وموقعها السيادي والوطني اللبناني في مقدمها اللواء أشرف ريفي والنائب السابق فارس سعيد والكاتب رضوان السيد واتهموهم بأنهم طعنوا الحريري بظهره وخانوه وكتبوا بحقه تقارير للملكة العربية السعودية مفادها أن الرجل أصبح أسيراً عند حزب الله ولم يعد جديراً لا بموقعه القيادي  ولا الرسمي.

أمس تمادى الحريري في عملية “الإسقاط” المرّضية هذه وأعلن أنه يوم الخميس أي غداً سوف “يبق البحصة الكبيرة” خلال مقابلته مع الإعلامي مرسال غانم عبر برامج “كلام الناس”…

وتوعد وهو يضحك أمام حشد من مناصريه بأنه سيحاسب شخصياً الأحزاب والسياسيين الذين استغلوا علاقته مع السعودية وحاولوا أن يلعبوا بعض الأدوار لأذيته في حين هم يتظاهرون أنهم يهاجمون وينتقدون حزب الله.

الدكتور سعيد واللواء ريفي تحديداً أوضحا مراراً وتكراراً وبالعلن قبل وبعد استقالة الحريري وتقريباً بشكل يومي أنهما ضد الصفقة التي تورط بها الحريري وجعجع بدءاً بالانتخاب الرئاسي ومروراً بتشكيل الحكومة وليس انتهاءً بالقانون الانتخابي الذي فرضه حزب الله.

من هنا أي بحص “سيبق”الحريري، وبأي منطق وبأي حق، وعملاً بأية معايير يجوز له تحميل من يعارضه ويعارض خياراته علناً ودون قفازات وأقنعة مسؤولية فشله؟

علماً أن الرجل الذي أدخلته الصدفة العمل السياسي، عقب اغتيال والده، لم ينجح لو مرة واحدة في الإيفاء بوعد أو بعهد حتى أدمن التراجع والإستسلام ودائماً تحت رايات لفظية من مثل “حبه للبلد” و”الحفاظ على أمن البلد” و”التضحية”، “وأم الصبي” والخ…

إن البحص الذي يهدد ببقه الحريري وذلك على خلفية التلطي والتستر وراء مبررات المظلومية والظالمين والغدر والغدارين هو بحص من مقلع تخطاه الزمن ولم تعد أحجاره صالحه للبناء..مقلع ملغم بالفخاخ وفيه الكثير من المطبات والحفر.

كيف يمكن عملياً وبالعقل والمنطق أن يكون فارس سعيد أو اشرف ريفي أو رضوان السيد أو حزب القوات أو حزب الكتائب أو حتى بعض النواب من فريقه هم من يتحمل مسؤولية فشل خيار الصفقة؟

هو الذي اختار رغم كل التنبيهات والتحذيرات المحلية والإقليمية وهو عليه وحده أن يتحمل المسؤولية وليس أي أحد غيره.

ويبقى أن عملية “الإسقاط” التي يحاول من خلالها الرئيس الحريري رفع اللوم عن نفسه وتحميل غيره تبعات فشله هي عملية نفسية غير سوية ولن تحنن قلوب الناس عليه لأنه وكما يقول المثل الشعبي “كل عنزة معلقة من عرقوبها”.

في الخلاصة، فإن التلحف بعباءة المظلومية، واللجوء لعملية الإسقاط للهروب للأمام لن يحررا لبنان ولن يجبرا المحتل الإيراني على إنهاء احتلاله ومساندة الدولة وسيادتها واستقلالها.

احتلال حزب الله الإيراني للبنان يواجه بالمعارضة الجريئة والواضحة والعلنية والسيادية وبعدم الاستسلام وبالتقيد بالدستور وباتفاق الطائف وبالقرارات الدولية 1559 و1701 وبالشرعتين العربية والدولية.

وتحية لكل مواطن وسياسي وإعلامي لبناني يرفض احتلال حزب الله للبنان وشهد للحق وعارض الصفقة الخطيئة ولا يزال رغم كل حملات التهويل والإرهاب والتشكيك والاتهامات والتي في مقدمها الخزعبلات الصبيانية والإسقاطية “لبق البحص” “والطعن بالظهر”..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
[email protected]