بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووجدانية في الذكرى العاشرة لإندحار جيش الأسد وانسحابه المذل من وطن الأرز والقداسة

874

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووجدانية في الذكرى العاشرة لإندحار جيش الأسد وانسحابه المذل من وطن الأرز والقداسة/26 نيسان/15

في أعلى التعليق بالصوت/فورمات/MP3
بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووجدانية في الذكرى العاشرة لإندحار جيش الأسد وانسحابه المذل من وطن الأرز والقداسة/26 نيسان/15

 Arabic LCCC News bulletin for April 26/15نشرة الاخبار باللغةالعربية
English LCCC News bulletin for April 26/15نشرة الاخبار باللغةالانكليزية

الذكرى التاسعة لانسحاب الجيش السوري: المحتل الإيراني حل مكان المحتل السوري
الياس بجاني/26 نيسان/15

يتذكر شعبنا اللبناني اليوم انسحاب جيش نظام الأسد الجزار من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة والانكسار بضغط سلمي وحضاري ومشرّف من ثوار الأرز وثورتهم وبدعم دولي وإقليمي. إلا أن الجيش الإيراني، الذي هو حزب الله الإرهابي والمذهبي والغزواتي حل مكان الجيش السوري وبقي لبنان محتلاً ومصادراً قراره ومضطهدون أحراره والسياديين من قادته ومواطنيه.

إن الفارق الوحيد بين الإحتلالين الغاشمين هو أن الاحتلال السوري كان بواسطة جيش غريب، أما الاحتلال الإيراني فهو يتم للأسف عن طريق جيش أفراده كافة هم من أهلنا، إلا أن قرارهم ومرجعيتهم وتمويلهم وسلاحهم وثقافتهم وأهدافهم ومصيرهم هو بالكامل بيد ملالي إيران العاملين بجهد وعلى مدار الساعة ومنذ العام 1982 على إسقاط النظام اللبناني واستبداله بآخر تابع كلياً لمفهوم ولاية الفقيه الملالوية.

لهذا فإن الاحتلال الإيراني الذي يتم عن طريق حزب الله هو أخطر بكثير من الاحتلال السوري الأسدي، ومن هنا يتوجب على كل لبناني يؤمن بلبنان التعايش والرسالة والسلام أن يرفض هذا الاحتلال ويعمل بكل إمكانياته على التخلص منه. يبقى أنه في النهاية الشر لا يمكنه أن ينتصر على الخير ولأن لبنان هو الخير وقوى الاحتلال هي الشر فلبنان ومهما طال الزمن سوف ينتصر وكل قوى الاحتلال هي إلى الانكسار والهزيمة والخيبة.

أما الأخطر لبنانياً من الإحتلالين السوري والإيراني على المدى الطويل في أطر المفاهيم الوطنية والثقافية والمستقبلية فهو الممارسات الإسخريوتية والنرسيسية لقادة وسياسيين ورجال دين ورسميين ملجميين لبنانيين أين منهم في الجحود والحقد لاسيفورس رئيس الأبالسة الذي كان من أجمل الملائكة، لكنة وبنتيجة كفره بالعزة الإلهية كان مصيره الطرد من الجنة إلى جحيم جهنم ونارها.

نعم الجيش السوري انسحب منذ 10 سنوات إلا أن مخابراته وأزلامه وجيش المرتزقة المحليين المّجمعّين على خلفية الغرائز والإبليسية والحقارة والعبودية تحت مسمى 08 آذار لا يزالون على وضعيتهم الخيانية والطروادية وهم بوقاحة وسفالة وحقارة ينفذون قولاً وعملاً وفكراً وافساداً كل ما هو ضد لبنان وشعبه ويمنعون بالقوة والاغتيالات والغزوات والنفاق وكل وسائل الإجرام والإرهاب والمافياوية استعادة السيادة والاستقلال والحريات.

إن لبنان الرسالة والقداسة والحضارة هو نار كاوية دائماً ومنذ 7000 سنة وما يزيد تحرق كل الأيدي التي تمتد إليه بهدف الأذية، وهي دائماً، ولو بعد حين تدمر وتعاقب بعنف كل من يتطاول على كرامة وحرية وهوية شعبه.

في هذا اليوم المشرّف والوطني بامتياز دعونا بخشوع نصلي من أجل راحة أنفس شهداء وطننا الحبيب، ومن أجل عودة أهلنا الأبطال والمقاومين الشرفاء اللاجئين رغماً عن إرادتهم في إسرائيل، ومن لأجل عودة أهلنا المغيبين قسراً في سجون نظام الأسد المجرم.

في الخلاصة، إن هذا اللبنان المقدس باق رغم كل الصعاب والمشقات لأن الملائكة تحرسه، ولأن أمنا العذراء هي شفيعته وسيدته وترعاه بحنانها ومحبتها، وكما كانت نهاية الاحتلال السوري ونهاية كل المارقين والغزاة الذي سبقوهم، هكذا ستكون بإذن الله نهاية الاحتلال الإيراني طال الزمن أو قصر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
[email protected]

 

في اسفل بعض ما نشر اليوم في الصحف اللبنانية في الذكرى العاشرة للإنسحاب السوري

الى غير رجعة
افتتاحية مجلة المسيرة/26 نيسان/15
يا لغرابة الصدف!
في مثل هذه الأيام منذ عشرة أعوام رحل جيش النظام السوري غير مشكور عن الأراضي اللبنانية.
في مثل هذه الأيام منذ واحد وعشرين عاماً، اعتُقل سمير جعجع في غدراس، بعد حلّ حزب “القوات اللبنانية” بحجّة تفجير كنيسة سيدة النجاة، وكان صاحب “البشرى” وزير الإعلام آنذاك ميشال سماحة.
وفي هذه الأيام قُدّر للبنانيين أن يتأكدوا من اعتراف سماحة بنقله المتفجرات في سيارته من سوريا الى لبنان بتكليف من الضابط السوري علي المملوك بغرض تنفيذ عمليات إرهابية وإثارة الفتنة!
وفي هذه الأيام، وبعد عشرسنوات على انسحابه، يواجه الجيش السوري في سوريا ما افتعله وساهم في تعميمه في لبنان من حروب وصراعات طائفية ومذهبية وفوضى وفلتان، ويجد نفسه في حالة انكفاء تدريجي بعد خسارة مدينتي إدلب وبصرى الشام ومعبر نصيب، وفشل رهانه على حصار حلب.
في مثل هذه الأيام من العام 2008 ، كان “حزب الله” يبلّط في وسط العاصمة ويحاصر السرايا ويستعد لاجتياح بيروت في 7 أيار.
وفي هذه الأيام، يبحث “حزب الله” في كيفية احتواء التحولات وتداعيات “عاصفة الحزم” عليه وعلى محور الممانعة والمقاومة، بعدما فقد هذا المحور زمام المبادرة!
عشر سنوات على خروج جيش النظام السوري من لبنان، بعدما فرض احتلاله خلال الحرب ووصايته خلال زمن الوصاية على مدى نحو ثلاثين عاماً.
رحل جيش النظام السوري وما زالت الآلام والجروح التي خلّفها ماثلة في الذاكرة وفي النفوس والأجساد، في البشر والحجر.
رحل جيش النظام السوري، رحل الأصيل وبقي البديل والوكيل، جيش الولي الفقيه الذي يتباهى أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله بأنه جندي فيه.
رحل جيش النظام السوري لكن مخابراته ما زالت تريد أن تعيث قتلاً وتخريباً وتآمراً بالتكافل والتضامن مع مجموعة الرموز التي اعتاشت واقتاتت طويلاً من “خيرات” الوصاية.
رحل جيش النظام السوري مثله مثل الجيوش التي عبرت أرض لبنان أو سعت إلى الاستيطان فيه وتركت آثارها على صخور نهر الكلب.
ومع تقدم الزمن نعرف أكثر فأكتر قيمة هذا التطور الذي كان بمنزلة الحلم لدى كثيرين.
نعم، جيش النظام رحل إلى غير رجعة، والنظام راحل إلى غير رجعة مهما رمى البراميل المتفجرة والكلور بعد الكيماوي، ولكن للأسف بعد خراب البصرى، بصرى الشام والشام وحلب وحمص بما تختزنه من تاريخ ومعالم أثرية، لأن المطلوب كما يبدو تدمير المناطق السنية وتهجير أهلها انتقاماً لتمرّدها على القائد إلى الأبد.

“الأحرار” يحتفلون في الذكرى العاشرة لخروج الجيش السوري… ولوحة تخلد جلاء الجيش السوري عن لبنان
٢٦ نيسان ٢٠١٥
أقام حزب الوطنيين الاحرار احتفالا في الذكرى العاشرة لانسحاب الجيش السوري من لبنان تحت عنوان ‘استقلال الجمهورية”، في نهر الكلب، حضره رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح، النائب فادي الهبر ممثلا رئيس حزب الكتائب اللبنانية امين الجميل، شاكر سلامة ممثلا حزب الكتائب والنائب سامي الجميل، ايدي ابي اللمع ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، عدنان الفاكهاني ممثلا امين عام تيار المستقبل احمد الحريري، مستشار رئيس الحكومة سعد الحريري داوود الصايغ، فيليب بسترس، طوني طعمة، اعضاء المجلس الاعلى في حزب الوطنيين الاحرار ومحازبون.
خلال الاحتفال القى رئيس منظمة الطلاب في الحزب سيمون درغام كلمة اشار فيها الى ‘اننا نجتمع اليوم ونشكر العدالة الالهية التي أخذت مجراها وازاحت عن هذه الارض وفي الذكرى العاشرة لخروج الجيش السوري من لبنان، الشخص الذي زرع في وطننا الحقد والكراهية، وقمة الخبث رستم غزالة”. ووجه الشكر لقوى 14 آذار التي ‘جمعتنا فلا يمكننا ان ننسى الشهداء الذي سقطوا، وكشاب في حزب الوطنيين الاحرار اقدم بإسم رفاق التحية لكل الشهداء الذين سقطوا في وجه هذا النظام مدافعين عن لبنان الحر والسيد والمستقل”.
وأضاف: ‘نحيي القادة الشهداء من كمال جنبلاط، المفتي حسن خالد، الرئيس رينيه معوض، الى الوزير بيار الجميل، جبران تويني والرئيس رفيق الحريري ونحيي ايضا الشهداء النمور الذي استشهدوا من اجل الحفاظ على لبنان الذين نريده وعلى راسهم القائد الشهيد داني شمعون وعائلته”. وتابع: ‘في العام 2005 نزلنا الى ساحة الشهداء لنقول للمحتل ان لا مكان لك في لبنان، وبعد عشر سنوات على خروجه نحيي الشباب الذين ضحوا وكانوا الارادة الصلبة في هذه الثورة”. وتوجه الى شباب لبنان والاحزاب: ‘علينا ان لا ننسى اسرانا في السجون السورية ونطالب الدولة اللبنانية لاعادتهم وعلينا ان نتكاتف ونمارس الضغط للمحافظة على هذا الوطن”، وقال: ‘علينا ان نتحد لمنع وجود اي سلاح غير شرعي خارج اطار الدولة والجيش اللبناني والقوى الامنية، ونتحد لبناء دولة تكون فيها المؤسسات هي المرجعية الوحيدة ونحقق المستقبل لشبابنا فلبنان هو مستقبلنا وهو لنا”.
من جهته، لفت مندوب الداخلية في مفوضية كسروان في حزب الوطنيين الاحرار دوري خيرالله الى ان ‘عشر سنوات مرت كأنها الأمس العابر،عشر سنوات مرت آخذة معها كوكبة من شهدائنا الأبطال الذين زركشوا بدمائهم لوحة الجلاء التي نحتفل بوضعها”. وقال :”أيها الشهداء الأبرار وانتم من سرتم على خطى الأجداد ونحن معكم سائرون نقول لكم وانتم في عليائكم سنبقى على العهد محافظين على الأمانة، فلا الملوك ولا الفراعنة ولا السلاطين، ولا أسود الشام وغزلانها اركعتنا وارهبتنا”. وتابع: ” الله يمهل ولا يهمل، فالطغاة يسقطون وينخرون بعضهم بعضاً، ورموز الحقبة السوداء الظالمة الطاغية رموز الإحتلال السوري لبلادنا تتدحرج رؤوسها في ساحات القتل والنهب والتهجير والتنكيل والدمار في سوريا وهذه العبارات نستذكرها في قاموس حرب النظام السوري وادواته في لبنان”. وختم: ‘ان وجودنا هنا اليوم هو خير دليل وشاهد على ارادتنا وحريتنا وتجذرنا في هذه الأرض الخالدة وان ما يكتب اليوم هو شاهد على تضحيات من سبقنا”.
اما عضو كتلة تيار المستقبل النائب جمال الجراح فأشار إلى أن ‘الجيش السوري ترك وراءه من اراد استتباع لبنان وشعبه لارادة ايران ومرشدها ومن قتل قادتنا واحرارنا واستمر بارسال متفجرات مع عملائه من رتبة وزير لاستمرار لعبة الموت والدمار والفتنة”. وقال:”النظام السوري لا يعيش الا على القتل والدمار وبمقتل رستم غزالي استبقت عدالة السماء عدالة المحكمة الدولية” معتبراً أن ‘غزالة مجرم مميز من فريق ارهاب الاسد ومات ميتة مميزة بالضرب بالارجل من مسؤوليه وحقن بالسم ليموت ببطء وتدفن معه جرائمه خوفاً من ان يبوح بها ويفضح نظام بشار الاسد”. اضاف :”النظام يأكل بعضه البعض وبشار يستحق لقب مجرم العصر وطاغيته فهنيئاً لمحور الممانعة بهذا المجرم ‘، معتبرا أن ‘هذه الممانعة استولدت من رحمها ‘داعش” و”الحوثيين” و”المالكي” و”حزب الله” تنظيمات خبيثة ارادت ان تزرع الفتنة على مساحة الوطن العربي واستتباعنا لايران”.
وتابع:” لكن ارادة الحزم والعزم العربية بقيادة فارس العرب الملك سلمان بن عبد العزيز قالت كفى وها هي تتصدى لهذه التنظيمات كافة لردها الى حجورها واوكارها لتأكل نفسها بنفسها كما يحصل في سوريا”. لافتا الى ‘ان بشار يرسل لنا متفجراته لقتلنا فيما ترسل لنا السعودية السلاح لجيشنا اللبناني ليدافع عن وطننا وحدودنا”. من جهته، لفت رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون الى اننا ‘نجتمع كحزب يؤمن بلبنان والعيش الحر ووحدة ابناء الوطن للاحتفال بجلاء الجيش السوري عن لبنان والجلاءات الاخرى الا اننا واجهنا مشكلة بعدم السماح لنا بوضع اللوحة على صخور نهر الكلب وعلى الرغم اننا تحت القانون ونحترمه الا اننا نتسأل لماذا نجد احدا في الدولة اللبنانية يقول بأنه فعلا تم الجلاء في العام 2005 ؟”، مشيرا الى ان ‘المسؤولية تقع على عاتق القرارات السياسية التي لا تزال تتزلف قليلا وتتأمل بأن يعود الاموات من السوريين الى الحياة من جديد”.
وقال: ‘عانى حزب الوطنيين الاحرار الكثير في تلك الحقبة، مرّ علينا ازمات الناصريين والسوريين وسياسات الدول الكبرى التي تحاول استخدامنا من مرة الى اخرى كأحجار ‘داما” للوصول الى نواياها الا انه في ظل صلابة اللبناني المتعلق بارضه وتاريخية تمكنا من الانتصار وعلينا ان نكمل المسيرة لكي يبقى لبنان المقاومة والمحبة”. ولفت الى انه ‘بالامس رحل احد القادة الخبثاء للنظام السوري وهناك الكثير ممن سبقوه وسيتبعونه فكل من وضع يده على لبنان في يوم من الايام يستأهل اكثر”، معتبرا ان ‘المهم ان نتمكن من الاستفادة من هذه الظروف لبناء لبنان الذي نريده”. وتابع: ‘لسوء الحظ وفيما نحاول ان نشد باتجاه بناء الدولة والمحافظة على المؤسسات هناك قسم آخر من اللبنانيين يشد باتجاه المقلب الآخر من اجل منافع شخصية فنراهم يتحالفون مع من يقاتل خارج لبنان ويعتبر ان الهوية اللبنانية ك”بطاقة سينما”. وأمل شمعون ‘ان تبرهن الظروف لهم عكس تطلعاتهم ويعودوا الى لبنان فهم يجرّون الطائفة الشيعية بأفعالهم الى الهاوية”، لافتا الى ‘ان الله يؤمن بلبنان وسيساعدنا للحفاظ عليه”. وتمنى ‘ان تقوم الدولة قريبا بمبادرة وضع لوحة تخلد ذكرى خروج جيش الاحتلال السوري عن لبنان على صخور نهر الكلب”. وفي ختام الاحتفال، أزاح الحاضرون الستارة عن لوحة تخلد جلاء الجيش السوري عن لبنان وضعت في المكان.

 

بالفيديو – بذكرى انسحاب الجيش السوري.. خرجت الوصاية وسقط رموزها قتلا اوانتحارا!
https://www.youtube.com/watch?v=ZhdAt1YoZno&feature=youtu.be
المستقبل/26 نيسان/15
الى سجل التواريخ الاستقلالية في حياة الوطن اضيف السادس والعشرون من نيسان العام 2005، عنوان لاستقلال جديد بعد جلاء آخر جندي سوري عن تراب الوطن. هذه الذكرى التي يحييها اللبنانيون منذ عشرة اعوام، يحتفلون بها السنة متزامنة مع سقوط واحد من ابرز رموز الوصاية السورية واحتلالها، فعلى وقع خبر مقتل رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية التي كانت عاملة في لبنان رستم غزالة. يستذكر اللبنانيون ايام الوصاية التي اطبقت على الحياة السياسية اللبنانية وصولا الى التدخل في اصغر التفاصيل، من البوريفاج الى عنجر والمزة. خروج القوات السورية من لبنان حتمه استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وما تبعه من احداث وتظاهرات رافضة لهذا الاحتلال والتي بلغت ذروتها يوم الرابع عشر من آذار. هي ثورة الارز التي تعمدت بدماء شهداء سياسيين صحافيين لبنانيين، ثورة، اجبرت سلميا الوصاية بالاندحار عن التراب اللبناني ليطوي معها اللبنانيون صفحة اخرى من صفحات احتلال كثيرة مرت على الوطن. في السادس والعشرين من نيسان 2005 خرجت الوصاية وتباعا سقطت رموزها قتلا اوانتحارا وصولا الى مقتل ابرزهم ، رستم غزالة، الذي خرج من لبنان تاركا سيرة قاتل ومسيرة مجرم سقط بيد مشغليه وبغطاء من رأس نظامه بشار الاسد. رستم غزالة الذي دفن وفق صور نشرها موقع مراسل سورين بمشاركة عدد بسيط من المواطنين وسط غياب لافت لأي حضور رسمي او شعبي.

حزب الوطنيين الأحرار أحيا الذكرى العاشرة للانسحاب السوري/شمعون: كُثُر سيلحقون بغزالي الجراح: النظام يأكل نفسه
المستقبل/26 نيسان/15/أحيا حزب «الوطنيين الأحرار» الذكرى العاشرة لإنسحاب جيش النظام السوري من لبنان، في احتفال حاشد أقامه عصر أمس في وادي نهر الكلب الأثري، في حضور نواب وسياسيين وممثلين عن قوى وأحزاب قوى الرابع عشر من آذار، وبمشاركة شعبية. وقال رئيس الحزب النائب دوري شمعون في كلمة ألقاها بالمناسبة: «هذا الوادي الأثري مرّت عليه جيوش من آلاف السنين وأصبح صخرة كبيرة عنوانها جلاء الاحتلال واستقلال هذا البلد». وأوضح أن «مرت أمور كثيرة منذ تأسيس الحزب، مر علينا الناصريون الذين كانوا يتحصنون بجمال عبد الناصر، والسوريون والسياسات الكبيرة العظيمة التابعة للدول الكبرى التي تستخدمنا كـ«حجر داما» لتصل الى نياتها، لكن صلابة اللبناني كانت الأقوى دائماً». أضاف: «من المهم أن نعرف كيف نستفيد من الظروف لكي نبني لبنان». مشيراً الى أن «هناك فئة تقاتل خارج لبنان وتعتبر أن الهوية اللبنانية بطاقة سينما»، آملاً أن «تبرهن الظروف العكس وأن طريقهم هو الذي يجر الطائفة الشيعية الى المهوار»، وأشار الى أن «صلابة اللبنانيين وتعلقهم بأرضهم وتاريخهم تقف حائلاً دون تحقيق هذه المخططات»، مؤكداً أن «بعض الدول الكبرى التي كانت غافلة عن الذي يحصل في سوريا أصبحت تفتح عينيها اليوم وترى ماذا يجري في المنطقة». وتطرق الى مسألة تصفية رئيس جهاز الأمن السياسي في الاستخبارات السورية رستم غزالي، فقال: «كثر سيلحقونه وكل مَن وضع يده على لبنان يستأهل أكثر من ذلك».

10 سنوات على خروج الجيش السوري… “حزب الله” حاضر والوصاية في مأزق
خالد موسى/موقع 14 نيسان/26 نيسان/15
لن ينسى اللبنانيون تاريخ السادس والعشرون من شهر نيسان، فهو اليوم الذي خرج فيه آخر جنود النظام السوري من لبنان، بعد 30 عاماً من الوصاية، وبعد مسيرة من الظلم تعرض لها اللبنانيون في عنجر والبوريفاج وغيرها من أماكن التعذيب والقهر. هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإيمان اللبنانيين بانهم قادرون على نيل حريتهم وسيادتهم وإستقلالهم بأنفسهم، فكانت ثورة الأرز التي أجبرت جيش الوصاية على الإنسحاب وأجبرت المجتمع الدولي على الموافقة على انشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تخيف اليوم النظام السوري في عقر داره، وما حملة التصفيات للقادة الأمنيين الذين كانوا في لبنان فترة الوصاية سوى خير دليل على ذلك، وآخرها تصفية رئيس شعبة الأمن السياسي اللواء رستم غزالي، الذي يعتبر بمثابة “كنز المعلومات بالنسبة الى المحكمة الدولية، ولهذا تخلص منه بشار”، بحسب ما كتبته الشهيد الحي الإعلامية مي شدياق على حسابها على “تويتر”.
“وصاية” من نوع آخر
عشر سنوات على خروج الجيش السوري من لبنان، إلا أن “الوصاية” لم تنته، فهي حاضرة من خلال “حزب الله” وحلفاء سوريا في لبنان. فقبل خروجهم من لبنان، وفي 8 آذار 2005، خرج الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ليعلن الولاء للنظام السوري، ويشكرهم على ما فعله في حق اللبنانيين من ظلم وقهر. ويلفت عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري، في حديث خاص لموقع “14 آذار” الى أن “حزب الله خرج بعد رحيل الجيش السوري عن لبنان، ليقول: “الأمر لي”، وأنه سأكون ظل النظام السوري في لبنان والحاكم الأمني بأمره”، مشيراً الى أن “هؤلاء وحلفاءهم اليوم في مأزق مع تهاوي النظام السوري ونتيجة لكون النظام بدأ ينهي رموزه الواحد تلو الآخر لإخفاء حقيقة من اغتال الرئيس رفيق الحريري، وعلى حزب الله اليوم إعادة قراءة مواقفه حيال الوضع السوري والعودة الى لبنانيته من أجل تحييد لبنان واللبنانيين عن الحرائق المحيطة”.
أما عضو الأمانة العامة لقوى “14 آذار” الصحافي علي حمادة، وفي حديث خاص لموقعنا،” أسف لكون بعد الاطراف في لبنان ارادوا الإتيان بوصاية من نوع آخر على لبنان واللبنانيين وأرادوا للوصاية السورية أن تستمر وهنا المشكلة”، مشيراً الى ان “في عام 2008، وفي مؤتمر للحوار، خرج قيادي في حزب الله ليقول بأن الحزب حل مكان السوريين كنظام أمني حاكم بأمره في لبنان، وهذا ما جعلنا نعيش اليوم في ظل وصاية حزب الله ومن خلف النظام الإيراني”.
العلاقات المتوازنة لم تذهب بعيداً
ولكن ماذا تغيير في لبنان خلال السنوات العشر؟، يقول حوري أن “السنوات العشر مرت وكانت ربما كافية لإعادة رسم الصورة، وكنا كلنا أمل بعلاقات متوازنة على اساس الأخوة وحسن الجوار بعيداً عن اي شكل من أشكال الوصاية”، آسفاً لـ “كون هذه العلاقات لم تذهب بعيداً حيث كنا نأمل، إلا أن بطبيعة الأمر مع تبلور الأمور في سوريا والمجيء بنظام ديموقراطي حر، فإن العلاقات بين البلديين ستتبلور أكثر الى حيث يجب أن تكون مبنية على اسس الأخوة والتعاون وحسن الجوار”.
معركة كبيرة مع الداخل والخارج ولا تراجع
ويعتبر حمادة أن “بعد عشر سنوات من خروج الجيش السوري في لبنان بفعل ثورة الأرز تغير الكثير”، مشدداً على أن “لا عودة عن السيادة والإستقلال والحرية ولا تراجع عما حققناه من خلال ثورة الأرز، لكن نحن اليوم في معركة كبيرة مع بعض الداخل ومع بعض الداخل. ففي الداخل، ثمة من يريد وضع لبنان في إطار منظومة الممانعة بقيادة إيران ولن نسمح لهم بذلك مهما حاولوا. ومع بعض الخارج، وتحديداً التمدد الإيراني الإمبراطوري في المنطقة، ومع قياديه الذي يتبجحون بأنهم أصبحوا يسيطرون على أربعة عواصم عربية من بينها بيروت، فكانت عاصفة الحزم التي وضعت حداً لهذا التبجح في المنطقة”.
في خضم المعركة ومؤمنون بما فعلناه
ولفت حمادة الى أن “الجديد خلال العشر سنوات هو الثورة السورية، التي نحن مؤمنون بها وبأنها ستنتصر على النظام وحلفائه الإيرانيين عاجلاً أم آجلاً، كما أن الجديد هو عاصفة الحزم العربية التي فرضت نوعاً جديداً من التوازن في المنطقة وأرسلت رسالة لإيران وحلفائها في المنطقة أن هناك قرارا عربيا موحداً لمواجهة هذا التلاعب السافر بأمن الدول العربية وبمقدراتها”، مشيراً الى أن “اللبنانيين ما زالوا في خضم المعركة وكما كان محقا من قال أننا نحتاج الى الصبر الكثير، لكننا مؤمنين بأن ما فعلناه في ثورة الأرز كان عين الصواب”.

النائب جمال الجراح الجيش السوري ترك وراءه من اراد استتباع لبنان وشعبه لارادة ايران
موقع 14 آذار/ ٢٥ نيسان /15
أكد عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح أن “الإحتلال السوري خرج من لبنان لكنه ترك وراءه وصاية لا تقل إجراماً وارهاباً عنه، ترك وراءه من اراد أن يستتبع لبنان وشعبه لإرادة ايران ومرشدها”. وقال الجراح خلال احتفال لحزب الوطنيين الأحرار في وادي نهر الكلب الأثري بمناسبة الذكرى العاشرة لإنسحاب الجيش السوري من لبنان ممثلي اصحاب الفخامة: “اصحاب المعالي والسيادة، الصديق والاخ دوري شمعون رئيس حزب الوطنيين الاحرار، اخواني رفاقي الحضور الكرام.. عشرة اعوام مضت على خروج جيش الاحتلال السوري من لبنان، خرج كمن سبقه من احتلالات لكنه ترك وراءه وصاية لا تقل اجراما وارهابا عنه، ترك وراءه من اراد ان يستتبع لبنان وشعبه لارادة ايران ومرشدها، ترك وراءه من ترك قادتنا واحرارنا واستمر بارسال متفجراته مع عملائه من رتبة وزير للاستمرار بلعبة القتل ولعبة الموت والدمار، ارسل متفجراته ليغتال بطاركة ومفتين ونواب واحرار وليشعل فتنة طائفية لان هذا النظام لا يعيش الا على القتل والخراب والدمار”. أضاف: “ها هو يقتل شعبه في ابشع مجزرة عرفها التاريخ، لم يوفر طفلا ولا شيخا ولا امرأة الا واستهدفه بسلاحه الكيماوي الذي صنع اصلا لمحاربة العدو الاسرائيلي واسترجاع جولانه المحتل، لكنه بعملاته وخيانته لوطنه وشعبه حوله الى سلاح لقتل اطفال سوريا وتدمير سوريا وتحول الى حارس امين لحدود اسرائيل”.
وتابع: “بالامس قُتل رستم غزالة فاستبقت عدالة السماء عدالة المحكمة الدولية، قتل مجرم مميز من فريق ارهاب بشار، مات ميتة مميزة ايضا، ضُرب ضربا مبرحا بالارجل ممن؟ من رؤساءه، من المجرمين كطينته، ضرب بالارجل حتى دخل المستشفى وحُقن بالسمّ ليموت ببطئ وتدفن معه جرائمه خوفا من ان يبوح بها ويفضح نظام بشار الاسد. سبقه الى الموت العديد من المجرمين وسيلحقه اخرون، هذا النظام يأكل بعضه البعض وهذه هي طبيعة انظمة القتل والارهاب والاستبداد، كعصابات المافيا تصفي بعضها البعض، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين”. وأردف: “حقا لقد استحق بشار الاسد لقب مجرم العصر وطاغيته، وأنسانا هولاكو وموساليني وتيمورلنك فهنيئا لمحور الممانعة بهذا المجرم الذي هو وصمة عار على جبينه وعنوانا عريضا لممانعته. هذه الممانعة التي استولدت من رحمها داعش والحوثيين والمالكي وحزب الله، تنظيمات خبيثة ارادت ان تصنع الفتنة والفرقة على مساحة الوطن العربي، تدمر مجتمعاتنا وتهيمن على شعوبنا ومقدراتنا، تريد استتباعنا لايران، لكن ارادة الحزم والعزم العربية بقيادة فارس العرب الملك سلمان بن عبد العزيز قالت كفى وها هي تتصدى في اليمن كما في سوريا لهذه التنظيمات كافة لردها الى جحورها والى اوكارها لتأكل نفسها بنفسها كما يحصل في سوريا حيث الانتحار اصبح شائعا والتسميم مستحدث، ولا ندري اي ابتكار تصفية سيبتدع بشار غدا الذي يهيء كل الاسباب اللازمة لاستقباله ضيفا مميزا في محكمة الجنايات الدولية”. واستطرد الجراح: “يرسل لنا بشار عملائه ومتفجراته لقتلنا، وترسل لنا المملكة العربية السعودية السلاح لجيشنا اللبناني البطل ليدافع عن وطنه وحدوده وشعبه ويقف سدا منيعا في وجه الارهاب المستولد في اقبية النظام السوري كما واجهه جيشنا الباسل في السابق في مخيم نهر البارد عندما واجه عصابات فتح الاسلام”. وأشار الى أن “هذا كله يضعنا امام مسؤولياتنا التاريخية كلبنانيين بعد أن اختبرنا على مدى سنوات طوال حكم عصابة الأسد وتوابعه وملحقاته اللبنانية. مسؤوليتنا ان نتصدى جميعا لهذه الآفة وان ننشئ على مساحة الوطن لا بل على مساحة الوطن العربي حلفا للاعتدال وللمؤمنين بأوطانهم وشعوبهم وللذين يعملون على صون استقلالهم وعلى تقديس حريتهم وسيادتهم . حلفا للذين يرفضون القتل والدمار ، حلفا للذين يحترمون الأديان السماوية . حلفا للذين يقدسون الحياة الانسانية ، يعترفون بالآخر المختلف وحقه في الحياة والوجود والمشاركة . يحافظون على الضعيف ويقفون معه في وجه الظلم . حلفا للذين يرفضون الفراغ في رئاسة الجمهورية ويريدون صون المؤسسات واستمرارها وفعالية عملها لخدمة شعبهم وابنائهم . للذين يريدون لاقتصادنا النمو والازدهار ، للذين يريدون فرص عمل لأبنائنا ، للذين يريدون وقف الهجرة والنزف المتمادي لثروتنا البشرية ، للذين آمنوا بلبنان وطنا نهائيا لجميع ابنائه . حلفا للمؤمنين بوحدتنا الوطنية والشراكة والمحبة ، حلفا للمؤمنين بوحدة لبنان أرضا وشعبا ومؤسسات ، حلفا للمؤمنين باتفاق الطائف وبالدستور”. وشدد على أن “لبنان بحاجة لنا جميعا، لجميع مكوناته الوطنية. نعم نحن بحاجة لأن نعيد الاعتبار للمواطن ، للفرد كقيمة اجتماعية وانسانية فريدة وان نتيح له فرصة العيش بسلام وان نكون مسؤولين عن أمنه واستقراره ورخائه”.
أضاف:”ولكي نعيد تكوين اجتماعنا الوطني على اسس وطنية صلبة نقدم فيها المواطنة الصحيحة على الطائفة والمذهب نقدم فيها مصالحنا الوطنية على مصالح الخارج وأن نتخلى عن تبعيتنا للخارج لصالح ولائنا للوطن وجيشه ومؤسساته وان نتمسك أكثر بوحدتنا الوطنية ونسيجنا الاجتماعي وأن يكون تنوعنا مصدر غنى وتقدم واجتماع وحوار ومحبة واحترام للآخر المختلف . علينا ان ندرك جميعا ان هذا الخارج دفعنا الى حافة الهاوية على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وانقاذ لبنان يحتاج منا جميعا لوقفة وطنية مسؤولة تنقذ لبنان واللبنانيين”. وختم الجراح: “في ذكرى خروج المحتل بوركت دماؤك يا ابا بهاء. بوركت دماء شهداء ثورة الأرز. بوركت دماء داني شمعون ورينيه معوض وبشير الجميل. استشهدتم لاجلنا من اجل لبنان وشعبة الأبي. أعطيتمونا مع غبطة البطريرك صفير استقلالا وحرية وتحرير. أعدتم لنا هويتنا الوطنية وأخرجتم سجناء القضية. شكرا لكم وتحية لأبطال سوريا الذين يدكون قصور الاستبداد في دمشق. تحية لشعب سوريا البطل الذي يستكمل ما بدأناه في لبنان من اجل ان نعيش جميعا شعبا عربيا واحدا لا نضمر الا الخير لسوريا ولشعبها البطل ولا يضمر لنا شعب سوريا الا الخير . فلنتخلص جميعا من هذا النظام الاستبدادي ولنقف مع هذا الشعب الأبي البطل لنعيش سويا”.

للتاريخ… ذكرى 26 نيسان
جورج حايك/موقع القوات/26 نيسان/15
ليس 26 نيسان 2005، مجرد يوم للذكرى فحسب، بل هو عبارة عن خاتمة لذكريات أليمة بدأت منذ عام 1976 نتيجة دخول الجيش السوري إلى لبنان ومحاولة نظامه الهيمنة على القرار اللبناني الحرّ. وقد حصل في الحرب اللبنانية مواجهات عدة لـ”القوات اللبنانية” مع الجيش السوري، خيّل للمسيحيين انها انتهت بعد الموافقة على وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، وتسليم “القوات” سلاحها إلى الدولة، وتأسيسها حزباً سياسيّاً يتّبع الوسائل الديمقراطيّة للوصول إلى السلطة، وتطبيق مشروعه القائم على التعددية وحريّة الانسان و”لبنان أولاً”. بدا واضحاً أن حرب الخليج الثانية شكّلت فرصة ذهبية لسوريا للمقايضة على لبنان، فغطّت الدخول الأميركي الى الخليج العربي مقابل التغاضي الأميركي والغربي عن بسط نفوذها على لبنان والإطاحة بمضمون اتفاق الطائف وروحه.
وكان واضحاً، أن النظام السوري كان يسعى الى الإمساك بمفاصل الحياة السياسية في لبنان والاستمرار في الهيمنة على القرار اللبناني. ولا شك في أن “القوات” كانت من العقبات الأساسية أمام إتمام مشروعه بعدما واجهته عسكرياً خلال اعوام عدة، وحافظت على توازن معيّن سمح برسم خطوط حمر على ما اصطلح على تسميته “المناطق الشرقية المحرّرة”.
كشف قائد “القوات” سمير جعجع ورفاقه نيّات النظام السوري، فأعلن الاستنفار لعودة المقاومة لكن بنضال سلميّ وسلاح مدنيّ لا عسكريّ، فشنّ خلال الاحتفال بقداس الشهداء عام 1991 أعنف هجوم سياسي على السلطة التي كان السوري يبنيها، وأعلن رفض كل منطق المحاصصة الذي كان أركان السلطة يدعونه إليه. بدا واضحاً أن استيعاب “القوات اللبنانية” ليس أمراً يسيراً، فبدأت حملة رسائل أمنية في حق القواتيين.
كل هذه الأحداث والتطوّرات، أدّت إلى انعاش المقاومة ولو بوجه آخر ووسائل مختلفة، لأن “القوات” عصيّة عن الحلّ إذ تعبّر عن حالة نضالية لمقاومة عمرها أكثر من 1400 عام،  تستمر في كل مرحلة وفق المقتضيات التي تفرضها الظروف. لذلك، كان من غير المنطقيّ حلّ “القوات” عملياً، لذا بقيت فاعلة ومستمرة.
قرار حلّ الحزب عام 1994 جاء مخالفاً لأبسط القواعد القانونية، لأنه تمّ قبل صدور أي حكم أو قرار قضائي بإدانة الحزب في تهمة تفجير كنيسة سيدة النجاة، مما يؤكد أن القرار صدر بخلفية سياسيّة بحتة. فمجلس الوزراء يومذاك، وبإيعاز سوري، اتخذ القرار من دون انتظار حكم القضاء.
لذلك، فإن حلّ الحزب بالشكل الذي تمّ فيه من دون ثبوت ضلوع “القوات” كهيئة معنوية في التهمة المنسوبة إليها، يعتبر مخالفاً لكل القوانين والأعراف. كما أنه، وتأكيداً للأمر، تمّ اعتقال الدكتور سمير جعجع وسوقه الى سجن وزارة الدفاع حيث أبقي فيه 11 عاماً، وهو سجن غير شرعي، وتمّ تشريعه في وقت لاحق لتغطية ما يحصل من مخالفات هائلة وإعطاء طابع قانوني لما يجري.
مرحلة الاضطهاد لم تستثنِ أي كادر قواتي. آلاف الشباب سيقوا الى السجون والمعتقلات وأخضعوا للتحقيقات من دون اي مسوّغ قانوني لدى أجهزة الاستخبارات وبلا استنابات قضائيّة. من “البالانكو” الى الكرسي والدولاب و”الفروج” وكرسي الكهرباء الى الكثير الكثير من أساليب ابتدعها خيال النظام الأمني، الذي ارتاح بعد ضرب “القوات” وبدأ يرسي أساليبه من دون أي رادع قانوني.
لم تغيّر “القوات” ثوابتها، وانعكس هذا الأمر في خطابها، ورغم الضغوط الهائلة، ساهمت في النضال طوال حقبة الاحتلال السوري، وكانت جزءاً اساسيّاً في “ثورة الأرز”.
بعد انسحاب الجيش السوري وبزوغ فجر الحرية على لبنان، انطلقت عام 2005 بحلّة جديدة، وراحت قيادتها تبني حزباً ديمقراطياً معاصراً، ناشطاً في الحياة السياسيّة الوطنيّة، من دون أن يتخلى عن مفهوم المقاومة الذي ارتبط بتاريخه.
لكن رغم الانسحاب السوري عام 2005، لم تتوقّف محاولات النظام للهيمنة على البلد على نحو مباشر وغير مباشر، وكانت أوضحها المخطط الذي كان ينفّذه ميشال سماحة بالتعاون رأس النظام، والتحالف مع النفوذ الايرانيّة الآخذ في التصاعد بواسطة “حزب الله”. صحيح ان “القوات” دخلت مرحلة جديدة، الاّ انها لا تزال ملتزمة حماية مجتمعها بما يعنيه من واجب وتضحية وشهادة.
لقد ناضلت وحاربت،‏ لأن قدرها الأبدي المأساوي في لبنان والشرق، ولبنان هو قلب الشرق ‏كيانياً وجغرافياً، أن يعيش دائماً في الخطر وان تبقى أبداً في المرصاد. لقد كانت أول من ‏اختبر المواجهة الصعبة مع الجيش السوري في الأشرفية وزحلة وبشري وبلاّ ‏وحدث الجبة وبريسات والديمان وقنات.
كلّما كانت الدولة في خطر والكيان في خطر والجمهورية في خطر، يعود “أدرينالين” المقاومة ليضخ في شرايين شبابها. ولا تزال “القوات اللبنانية” مع حلفائها، تواجه ما يهدّد الكيان اللبناني وكل من يسعى إلى تغيير وجه لبنان.
لقد وجدت “القوات” وسائل أخرى للمقاومة في هذه المرحلة غير السلاح، وهو سلاح التعايش الاسلامي – المسيحي دفاعاً عن الكيان المهدد اكثر من اي وقت مضى، متحصّنة بمواقف صلبة وجريئة تثبّت الهويّة اللبنانية رغم كل الضغوط، ليبقى لبنان وطن الحرية والقيم الاخلاقية والسيادة التامة والاستقلال الناجز. هكذا تبدو مقاومة “القوات” الجديدة كأنها مقاومة العين للمخرز، أيّ عين السياسة والقلم والورقة والحرية التي تقاوم مخرز القتل المستمر. فخلال الحرب كانت مقاومة “القوات” بالسلاح، ولكنها تحوّلت في المرحلة الجديدة إلى المقاومة بالديمقراطية والوسائل السلمية والمدنية، وهي تخوضها بكلّ جرأة ووضوح والتزام.

 

في أسفل فهرس صفحات الياس بجاني على موقع المنسقية القديم

فهرس مقالات وبيانات ومقابلات وتحاليل/نص/صوت/ بقلم الياس بجاني بالعربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالمقالات والتعليقات
مقالات الياس بجاني العربية لسنة 20142015

مقالات الياس بجاني العربية من سنة 2006 حتى2013
مقالات الياس بجاني العربية من سنة 1989 حتى2005
الياس بجاني/ملاحظات وخواطرسياسية وإيمانية باللغة العربية لسنة2014
الياس بجاني/ملاحظات وخواطر قصير ةسياسية وإيمانية باللغة العربية بدءاً من سنة 2011 وحتى 2013

صفحة تعليقات الياس بجاني الإيمانية/بالصوت وبالنص/عربي وانكليزي
مقالات الياس بجاني باللغة الفرنسية
مقالات الياس بجاني باللغة الإسبانية
مقالات الياس بجاني حول تناقضات العماد عون بعد دخوله قفص حزب الله مع عدد مهم من مقلات عون
مقالات للعماد ميشال عون من ترجمة الياس بجاني للإنكليزية
مقابلات أجراها الياس بجاني مع قيادات وسياسيين باللغتين العربية والإنكليزية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية 
بالصوت/صفحة وجدانيات ايمانية وانجيلية/من اعداد وإلقاء الياس بجاني/باللغةاللبنانية المحكية والفصحى
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2014
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لثاني ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2012
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2011
صفحةالياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية من 2003 حتى 2010

بالصوت حلقات “سامحونا” التي قدمها الياس بجاني سنة 2003 عبر اذاعة التيارالوطني الحر من فرنسا