حزب الله جيش إيراني يحتل لبنان
الياس بجاني/08 نيسان/15
ترتفع منذ أيام أصوات كثيرة في لبنان المحتل، سياسية وحزبية ودينية وإعلامية جلها من مكونات 14 آذار محتجة ومعارضة ومستنكرة المواقف النافرة والعدائية التي جاءت في خطاب ومقابلة السيد حسن نصرالله الأخيرين حيث عرى الرجل نفسه علناً وبكلام ليس فيه لبس من كل أوراق التوت اللبنانية والعربية وكشف بفخر وبوضوح تام ودون مجاملات أو ضوابط عن تبعيته المطلقة لإيران.
الغريب في الأمر ليس كلام نصرالله المعادي للبنان وللعرب والمتماهي كلياً مع ملالي إيران ومع مشروعهم التوسعي والمذهبي، كونه ومنذ العام 1982، تاريخ تأسيس إيران لحزب الله الإرهابي والملالوي وهو وغيره من قادة الحزب يكررون باستمرار عملياً وخطاباً وممارسات وغزوات واغتيالات وإرهاب ما عبر عنه السيد خلال الأيام القليلة الماضية، وإن كان بأساليب مختلفة، وبالتالي هو لم يأتِ بجديد.
الغريب هو في أمر هؤلاء المحتجين وليس في مواقف نصرالله، والأغرب هو في استغرابهم لما جاء في مواقفه العدائية والإرهابية واللا لبنانية واللا عربية.
نسأل، ماذا كانوا يتوقعون من قائد جيش إيران في لبنان؟صراحة نحن لا نرى أن في كلام السيد مشكلة، بل المشكلة تكمن في عبثية إنكار من احتج واستغرب لاحتلال إيران للبنان منذ العام 2005. إنكار لواقع يعيشه لبنان منذ أن حل المحتل الإيراني مكان المحتل السوري.
الذين يحتجون اليوم على مواقف نصرالله هم أنفسهم من يماشي حزب الله في كذبتي المقاومة والممانعة، وفي هرطقة تحرير الجنوب عام 2000 ، ويشاركونه جريمة الاحتفال ب “يوم التحرير”، وينافقون خوفاً منه بانتصارات حرب ال 2006 الوهمية، ويتحاورون معه ويشاركونه الحكم ويخضعون لإملاءاته. هم أنفسهم من رفضوا وضع القرار 1701 تحت البند السابع وهم الذين ارتضوا في البيانات الوزارية تكرار ببغائية وكارثية مقولة “الجيش والشعب والمقاومة”.
لكل المحتجين نقول لم يعد من المقبول ولا من المنطق والعقل كلبنانيين من كل الشرائح أن نتابع خطيئة التلهى بصغائر الأمور والتغاضي عن المرض الأساس السرطاني والتركيز فقط على الأعراض، في حين أن المرض الذي هو الوحش الإيراني الفارسي المتعطش للإنفلاش والدم والدمار والتمدد مستمر في افتراس وطن الأرز بشكل متدرج وممنهج بواسطة جيش حزب الله الإرهابي والمذهبي والغزواتي.
بداية إن رحلة الألف ميل التحريرية وصون وحماية لبنان واللبنانيين وحريتهم وهويتهم وسيادتهم وثقافتهم وأمنهم ومصيرهم ووجودهم ووحدتهم وتعايشهم من أخطار هذا الوحش الداهمة تبدأ بتسمية حزب الله باسمه دون تردد أو ذمية ومسايرة، وهو “جيش احتلال إيراني”، وبفضح ممارساته الإجرامية والغزاواتية والمذهبية وبالتوقف الغبي مرة واحدة وإلى الأبد عن تقية القول باطلاً أنه من النسيج اللبناني وبالتالي علينا لبنته.
حقيقة وواقعاً معاشاً وملموساً حزب الله ليس من النسيج اللبناني، لا كان ولن يكن في أي يوم من الأيام، وإن كان أفراد عسكره يحملون الجنسية اللبنانية ورقياً.
إن أفراد حزب الله هم جماعة من المرتزقة ليس عندهم أي ولاء للبنان، وهم لا يحترمون لا هويته ولا كيانه ولا سيادته أو استقلاله.
هم ضد مبدأ تعايش شرائحه ولا يلتزمون بقوانينه ودستوره العلماني.
عملياً وواقعاً معاشاً هم تابعون كلياً للجمهورية الفارسية المذهبية وينفذون أوامرها عسكرياً ومدنياً وحياتياً ومذهبياً وعقيدة وثقافة.
هم ملتزمون بمعايير إيران في كل ما يخص العداوات والصدقات والحلفاء والأعداء، في حين أن تمويلهم وهرمية قيادتهم هي إيرانية مئة بالمائة.
قادة الحزب المذهبي والإرهابي نفسه لا يخجلون من التفاخر والتباهي بفارسيتهم المطلقة، وأمين الحزب العام السيد نصرالله قال علناً بما معناه بأنه يفتخر كونه جندياً في جيش ولاية الفقيه وبأن حزبه حتى في أمور حياته اليومية ملتزم بولاية الفقيه هذه فكراً وعقيدة ونمط حياة.
هذا الحزب يأخذ الطائفة الشيعية اللبنانية رهينة رغماً عن إرادتها وذلك منذ الثمانينات وهو تمكن من فرض هذا الواقع المأساوي عليها في ظل الاحتلال السوري للبنان، وكلنا لم ننسى بعد المعارك العسكرية الدموية التي خاضها بغطاء أسدي وفارسي لإنهاء الوجود العسكري والكياني لكل الأحزاب الشيعية وفي مقدمها حركة أمل، في حين أن معارك إقليم التفاح لا زالت ماثلة في الذاكرة ببشاعتها ودمويتها.
من هنا نعم الطائفة الشيعية اللبنانية الكريمة هي شريحة لبنانية أساسية، ولكن بالتأكيد الجازم فحزب الله فلا.
علماً أن غالبية القادة والسياسيين والمثقفين والإعلاميين اللبنانيين المعارضين بقوة وعلنية لمشروع إيران ولمفاهيم ولاية الفقيه الفارسية والمذهبية في لبنان والمنطقة هم من أبناء الطائفة الشيعية اللبنانية.
باختصار كبير فإن إيران الفارسية والملالوية والمذهبية هي تحتل لبنان بواسطة جيشها الذي هو حزب الله، وبنفس الوقت تأخذ الطائفة الشيعية اللبنانية رهينة، وبالتالي حزب الله هو ليس من النسيج اللبناني، وكل من يرضخ لهذا المفهوم الهرطقي والتعموي ويسوّق له أو يتحالف معه هو شريك لهذا الحزب ولإيران في احتلال لبنان وفي الهجمة الإيرانية العسكرية الإحتلالية والتوسعية والدموية على كل الدول العربية.
يبقى، أن كل لبناني مع حزب الله لأي سبب كان وتحت أي حجة كانت هو عدو للبنان وللبنانيين وللعرب كافة، ونقطة على السطر.
*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
[email protected]