واجب المسلمين أنفسهم التصدي للمتأسلمين والإسلام السياسي

281

واجب المسلمين أنفسهم التصدي للمتأسلمين والإسلام السياسي
الياس بجاني
31 تموز/14

“إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” [الرعد:11]
من المؤسف أنه وحتى اليوم لا تزال أصوات المثقفين والسياسيين ورجال الدين المسلمين وخصوصاً في الدول العربية والإسلامية، كما حكامها وحكوماتها خجولة جداً وغير فاعلة في مواجهة رجعية وممارسات وارتكابات وثقافات حركات الإسلام السياسي وما أكثرها. هذه الحركات وكما هو حاصل حالياً في العراق وسوريا واليمن ونيجريا وغزة ولبنان ومصر تعيث فساداً وإفسادا في العشرات من الدول والمجتمعات وتسوّق للإنسان الغرائزي وللعودة إلى القرون الحجرية ولشريعة الغاب بكل ما في هذه المصطلحات من معاني. قلة هم من القادة المسلمين والسياسيين ورجال الدين والحكام والمثقفين الذين يتصدون لهذا الإسلام السياسي الذي يهدد حضارة وأمن وسلامة وتقدم دول ومجتمعات المسلمين أنفسهم قبل غيرهم ولنا في حركتي داعش والنصرة وارتكاباتهما اللاانسانية واللاحضارية واللا إيمانية خير مثال فج ونافر وهنا بالطبع لا نستثني نظام الملالي في إيران وذراعه الإرهابية الذي هي حزب الله. الإسلام السياسي هذا بكل تلاوينه ومتفرعاتها يتجسد في ثقافة وممارسات وارتكابات مجموعات مسلحة وأصولية وتكفيرية منتشرة في العديد من الدول العربية والإفريقية تحديداً من مثل الإخوان المسلمين وحزب الله وحماس والنصرة والشباب الصومالي والحركات الجهادية الصومالية والباكستانية والأفغانية وداعش وفتح الإسلام والجهاد الإسلامي وباكوحرام والقاعدة وكل متفرعاتها وغيرهم العشرات، بل المئات. نحن في لبنان من المحظوظين فعلاً في سياق هذه المواجهات المطلوبة من المسلمين أنفسهم كون العشرات من السياسيين ورجال الدين والمثقفين اللبنانيين المسلمين يتصدون لهذه المجموعات بقوة وعلم وشجاعة ويعرون ارتكاباتها. من هؤلاء المتصدين في بلدنا لهذه الأخطار المستشار العام لحزب “الإنتماء اللبناني”الأستاذ احمد الأسعد.المطلوب وبسرعة من لبنان ومن كل الدول العربية والإسلامية الإقتداء بحكمة حكام المغرب الذين منعوا مؤخراً وبقانون رسمي كل رجال الدين من التعاطي في الشأن السياسي.
في نفس السياق الذي تناوله أحمد الأسعد نلفت كل القيادات والمرجعيات الإسلامية إلى الحديث الكريم التالي: “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان”

في أسفل الكلمة التي ألقاها اليوم أحمد الأسعد خلال مؤتمر الصحفي وتناولت خطر هذه المجموعات.
أحمد الأسعد يدافع عن الوجود المسيحي المشرقي ويعري المتأسلمين من أمثال حماس حزب الله وحماس

 

 

 الكاتب ناشط اغتراب لبناني
عنوان الكاتب الألكتروني
[email protected]

في أسفل الكلمة التي ألقاها اليوم أحمد الأسعد خلال مؤتمر الصحفي وتناولت خطر هذه المجموعات,

كلمة المستشار العام لحزب “الإنتماء اللبناني”الأستاذ احمد الأسعد خلال المؤتمر الصحفي نهار الخميس 31 تموز

2014 July 31, 2014

إن هذه المرحلة من تاريخ منطقتنا مهمّة للغاية، فنحن على مفترق طرق تاريخي.

إذا لم نكن على مستوى هذه المرحلة وما تفرضه من مسؤولية تاريخية، وإذا لم نكن شجعانًا بما فيه الكفاية لقول الحقيقة، يمكن أن نستفيق بعد 20 أو 30 عامًا ونرى أنّ معظم الشرق الأوسط يديره هؤلاء المتعصّبون أو ما نسمّيه نحن “المتأسلمون”.

فإذا عدنا بالذاكرة 30 عامًا إلى الوراء وقارنا بين حضور هؤلاء “المتأسلمين” وموقعهم وقوّتهم بما باتوا عليه اليوم، سنفهم ماذا يمكن أن تصبح عليه منطقتنا بالكامل بعد 30 سنة من اليوم، في حال لم نتّخذ الإجراءات الملائمة والقرارات الصحيحة.

عندما أقول “نحن”، أعني جميع الذين يريدون أن يعيشوا في هذه المنطقة، في مجتمع حر، ومتعدّد، وعصري، ومنفتح وديموقراطي.

ولكن ثمّة طرفان أساسيّان مسؤولان بالدرجة الأولى، وهما أوّل من يمكن إلقاء اللوم عليهما بشأن الوضع الراهن. والتاريخ سيكون قاسيًا جدًا تجاه هذين الطرفين إذا لم يتحرّكا فورًا في الإتجاه الصحيح، وإذا لم يقوما بالخطوات اللازمة لتصويب الأمور.

هذان الطرفان هما، من جهة، رجال الدين المسلمون، من سنّة وشيعة على السواء، ومن جهة أخرى القوى السياسيّة في لبنان وفي كل المنطقة، والتي تحمل شعار الإنفتاح و الحداثة و الديمقراطية.

بالنسبة إلى رجال الدين المسلمين، وتحديدًا من بينهم أولئك الذين يفهمون حقيقة الإسلام، ويعكسون قيمه الأصيلة، فقد كانوا حتى الآن خجولين جدًا في التعبير عن رفضهم ممارسات “المتأسلمين”، ويبدون حتى خائفين من أن يدينوا جهارًا افكار هؤلاء “المتأسلمين” وتوجهاتهم ومن أن يعلنوا صراحًة أن لا علاقة لهم بالإسلام الحقيقي.

ولأنّ رجال الدين هؤلاء لم يبادروا خلال السنوات الثلاثين المنصرمة إلى فضح دجل “المتأسلمين”، نرى اليوم أن قسمًا كبيرًا من شعوبنا العربية بات يؤمن بأنّ هؤلاء “المتأسلمين” يبشّرون بكلمة الإسلام الحقيقيّة.

لقد حانت لحظة الحقيقة لجميع رجال الدين المسلمين الأصيلين. فليتخلوا عن خوفهم، وليتخطوا ترددهم، لأنّ واجبهم اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى، هو الخروج والقول بلغة واضحة وسهلة وصريحة، وليس بلغة رماديّة كما اعتدنا عليه في مجتمعاتنا، إنّ هؤلاء “المتأسلمين” بعيدون كل البُعد عن الله وعن تعاليم الإسلام ومبادئه الحقيقية.

أقول إنّ من واجبهم ذلك لأنّ النبي محمّد (صلى الله عليه و سلّم) قال: “إذا ظهرت البدع، فعلى العالِم أن يُظهر عِلمهُ وإلا فلعنة الله عليه”.

إن صمت جميع رجال الدين المسلمين اليوم تجاه كيفيّة معاملة مسيحيّي العراق وإذلالهم وترحيلهم، هو أمر غير مقبول.

فالمسيحيّون في منطقتنا، ليسوا فقط قيمة مضافة بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معنى، إنّما وجودهم بيننا هو ضمانة للتنّوع و بالتالي يفتح لمجتمعاتنا نافذة حريّة.

فوجود المسيحيّين في لبنان مثلًا، خلق هامش الحريّة في تاريخنا، وجعل لبنان فريدًا مقارنة بدول المنطقة كافة.

ومن دون وجود المسيحيّين في لبنان، لم نكن فقط لنفتقر إلى هامش الحريّة هذا، إنّما لما وُجد لبنان أساسًا، لأنّه كان سيتم إلحاقه بسوريا، وتبعًا لذلك لكنا عانينا من التبعات القاسية عينها التي عانى منها الشعب السوري في العقود الأخيرة.

في المحصّلة: إن وجود المسيحيّين في الشرق الأوسط هو أمر على المسلمين التمسّك به أكثر من المسيحيّين أنفسهم، ففي أيّامنا هذه، في زمن الديكتاتوريّات و الأحزاب الأحادية، يشكّل وجود المسيحيين ضمانة لهامش من الحريّة.

و بالتالي المسؤولية نفسها تقع ايضًا على رجال الدين المسلمين، فالدفاع عن وجود المسيحيّين في مجتمعاتنا يمرّ بالتصدّي لـ”المتأسلمين” والدفاع عن قيم الإسلام الحقيقيّة.

أما بالنسبة للقوى السياسيّة التي تتبنى شعار الحداثة و الديمقراطية، فقد حان الوقت لوقف مسايرة “المتأسلمين” واسترضائهم.

لقد حان الوقت لكل القوى السياسيّة هذه أن تفهم أنّ هؤلاء “المتأسلمين”، سواء أكانت تسميتهم “حزب الله” أو “حماس” أو “داعش” أو “النصرة” أو “الجهاد” أو “الإخوان” أو أيّة مجموعة أخرى، لديهم جميعًا الأجندة عينها والمختلفة تمامًا عن أجندتنا.

أيًّا كان تسميتهم، جميع هؤلاء “المتأسلمين” يريدون المزيد من سفك الدماء، والمزيد من الفقر، والمزيد من الجهل، لأنّ هذه هي الظروف المثلى لهم للنمو و لكي يصبحوا اكثر قوة.

هم لا يريدون ما تسعى إليه القوى السياسيّة المنفتحة والديموقراطيّة، كالتنمية والتعليم والازدهار لشعوب منطقتنا، لأنّهم يعلمون أنّه متى تعلّم الناس ولم يعودوا فقراء يصبحون أقل اعتمادًا عليهم.

علينا أن نفهم أنّ هؤلاء “المتأسلمين” يريدون أن يعيدونا إلى العصور الوسطى، وهذا ما سيفعلونه في حال لم نقف في وجههم.

ومن جهة أخرى، إن هؤلاء “المتأسلمين” هم أكبر هديّة لإسرائيل؛ إذ يعطونها مبرّر وجودها كدولة عنصرية، يهوديّة في المنطقة.

انهم يوفرون لإسرائيل المبرّر لإلتماس المزيد من التمويل المالي والعسكري من دول الغرب.

في الواقع إنّ إسرائيل وهؤلاء “المتأسلمين” وجهان لعملة واحدة.

فكلاهما يريد استمرار الدماء والحرب والكراهية لأنّ مصالحهم واستمرارهم تكمن في ذلك.

بالنسبةـ إلى”المتأسلمين”، هذا الواقع يمثل الأرضية الأنسب  لهم لكي ينموا ويصبحوا أقوى وأكثر شعبيّة.

أما بالنسبة لإسرائيل، فهذا يخلق الحالة الفضلى لاستمرار الستاتيكو القائم، ولبقاء ميزان القوى مائلًا لمصلحتها.

من هنا، المطلوب من كل القوى السياسيّة الديموقراطيّة أن تقول ذلك من الآن فصاعدًا بشكل علني و واضح جدا”، و ليس فقط ضمن الغرف المغلقة،كما هو الحال اليوم.

عليها أن تقول بصوت عال إنّ هؤلاء “المتأسلمين” ليسوا بتاتًا مهتمين برفاهيّة و تطوّر شعوبهم، لأن كل ما يهتمون له هو إحكام قبضتهم على السلطة.

هؤلاء “المتأسلمون” لا يهمهم مستقبل شعبهم، إنّما على العكس كل ما يهتمون به هو شن الحروب وخلق التعاسة والفقر لكي يمهدوا الأرضية التي تتيح لهم أن يحكموا.

إن حالة النظام الإيراني تشكّل النموذج الأوضح على أنّ البلاغة والخطابات الرنانة هي مجرّد واجهة وأنّ المصلحة الوحيدة الحقيقيّة هي السلطة.

ففي حرب تموز 2006، لم يقم النظام الإيراني بأي شيء، بل اكتفى بالتفرّج على مئات اللبنانيّين ومعظمهم من الشيعة يذبحون بواسطة الآلة العسكريّة الإسرائيليّة. وها هو النظام الإيراني اليوم، في العام 2014، يفعل الأمر عينه مع الفلسطينيّين.

ورغم ادعاءات هذا النظام بأنه يدعم الشعب الفلسطيني، ها هو يشاهدهم يذبحون بالمئات ومع ذلك لا يحرّك ساكنًا .

إنّ من واجب القوى السياسيّة الديموقراطيّة أن تقول هذه الأشياء بكل صراحة وبشجاعة.

ان مسايرة هؤلاء “المتأسلمين” ادت الى تقويتهم من جهة و تقوية موقف  اسرائيل امام المجتمع الدولي  من جهة اخرى.

فإذا كنا نهتم فعلا” لمستقبل شعوب منطقتنا، علينا الوقوف بوجه هؤلاء “المتأسلمين” بهدف إضعافهم، كي نتمكّن من قيادة شعوبنا نحو مستقبل أفضل.

فالحرب الشنيعة على قطاع غزة هي مكسب لإسرائيل و حماس ، و الضحيّة الوحيدة هنا هي الشعب الفلسطيني.

بالنسبة إلى حركة حماس، فإنّ حربًا كهذه، مع هذا القدر من الضحايا والدمار  سيجعل قواعدها أقوى وأكثر شعبيّة.

أما بالنسبة لإسرائيل، فإنّ ذلك يجعلها أقوى لأنّه يمنحها كل الحجج التي تحتاجها كي لا تُقدّم التنازلات اللازمة للوصول إلى سلام عادل  ودائم.

في أوقات وأوضاع كهذه، من واجب القوى السياسيّة الديموقراطيّة، سواء أكانت في الحكم أو خارجه، أن تدين بأشد أسلوب، أفعال إسرائيل وفظاعاتها بحق الفلسطينيّين الأبرياء.

ولكنّ إدانة الإسرائيليّين يجب ألاّ يعني التعاطف مع حماس وصواريخها، وهو ما تقوم به اليوم معظم هذه القوى السياسيّة الديموقراطيّة.

يجب التعاطف فقط مع الشعب الفلسطيني البريء.

مهما كانت الظروف، علينا ان نتذكر ان أمثال حماس وحزب الله والجهاد وداعش إلخ… لا يريدون سوى الحروب و الدمار لأن ذلك يشكل الأرضية الأمثل اليهم من اجل المزيد من القوة و السلطة .

فالحروب حي خبزهم اليومي ، وليس فقط ضد اسرائيل.

فمن اجل الحفاظ على السلطة و القوة، لا يترددون في سفك الدماء و افتعال الحروب في كل الأوقات، فالمخيلة لديهم واسعة و الحجج و البدع جاهزة واحدة تلوة الأخرى، تماما” كما فعل حزب الله عندما أرسل عناصره للقتال في  سوريا والآن للقتال في العراق.

وبهدف الحفاظ على قوّتهم لا يترددون في سفك الدماء وافتعال الحروب في كل الأوقات.

في أوقات كهذه، خصوصًا مع الحرب في غزّة، يجب على جميع القوى السياسيّة الديموقراطيّة أن تقف وتقول هذا الكلام بشفافية وصراحة وصوت عال.

وإذا لم تبادر إلى ذلك، فإنّ أمثال حماس يكونون قد حقّقوا أهدافهم واكتسبوا قوّة إضافيّة. إن دماء الضحايا الفلسطنيين تغذي شرايين حماس، وكلّما زاد الموت طالت حياة حماس ومن يشبهها.

في الختام، صحيح أن الوقت ينفد، ولكن لم يفت الآوان بعد.

علينا أن نتحرّك بشجاعة و بسرعة، قبل أن تصبح العودة الى الوراء مستحيلة.

لم يعد بإمكاننا التأجيل وشراء الوقت بعد اليوم كما اعتدنا نحن العرب على فعله، لأنّ الوقت ليس إلى جانبنا.

انها مسؤوليتنا تجاه مستقبل منطقتنا، تجاه مستقبل الأجيال الصاعدة و نحن مدينون لهم بذلك.