هشام أبو ناصيف: السيادة مدخل الاصلاح

68

السيادة مدخل الاصلاح
هشام أبو ناصيف/فايسبوك/09 حزيران/2021

لبنان اليوم دولة فاقدة السيادة تدور في فلك ايران، تماما كما كانت دول أوروبا الشرقيّة أجراما في فلك الاتحاد السوفياتي السابق. هل كان بامكان النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقيّة أن يقرّر(مثلا) الانفتاح على الغرب بمعزل عن ارادة موسكو؟ ان كان الجواب أن لا، وهو كذلك، فالامر عينه صحيح على خطّ التبعيّة الذيليّة التي باتت تشدّ بيروت الى طهران.

ماذا يعني ذلك عمليّا؟ قبل كلّ شيء آخر، يعني أنّ الاصلاح ليس ممكنا في لبنان قبل استعادة سيادتنا الوطنيّة. الاصلاح بالنتيجة ليس مجموعة قرارات تقنيّة نهتدي اليها، فتسيرالامور على ما يرام. الاصلاح يفترض قرارت سياسيّة كبرى كاعادة النظر بمؤسساتنا الدستوريّة وطرق انتاج النخبة الحاكمة، حصر السلاح بيد الدولة، العودة الى علاقات طبيعيّة مع عمقنا الاقتصادي في الخليج العربي، ومع الديموقرطيّات الليبراليّة الغربيّة الصديقة. كما يفترض الاصلاح الابتعاد عن الاستقطاب الطائفي في لبنان الذي لم يخدم مرّة سوى قوى المحيط الطامعة به، وأيضا، الكارهة له.

من يظنّ أن بالامكان تحقيق هذا النوع من التحوّلات الكبرى في بلاد فاقدة لقرارها الوطني ومحكومة بالسلاح المذهبي، يعيش على كوكب آخر.

وعلى هذا الكوكب بالتحديد تتحرّك فئات ثلاث اليوم :
1) فدراليّون بخلفيّة عونيّة، بات واضحا أن مسألة حزب اللّه لا تحرّكهم. الثابت عندهم كره مرضي للسنّة، وخلفيّة مفهومهم للفدراليّة تنطلق من حلف الاقليّات.

2) ثوّار بخلفيّات يسارو – طائفيّة. أمّا وأنّ الخطاب السيادي اللبناني كان سائدا تقليديّا بالاوساط المسيحيّة، وأمّا وأنّ الرفاق فطروا على كراهيّة هذه الاوساط تحديدا، فالمطالبة بالسيادة لا تعنيهم ولو قضى لبنان.

3) كوكبة من الوصوليّين التكنوقراط الذين يقدّمون مع كلّ اطلالة جديدة أوراق اعتمادهم لأهل الحلّ والربط، حكّام لبنان الحقيقيّين. “الواقعيّة” التي ينادي بها هؤلاء هي الاسم الحركي للاذعان لايران مقابل فتات مناصب في دولة متهالكة.

بوجه هذه الفئات الثلاث، وأيضا، ضدّها، الخطاب السيادي هو البوصلة. السيادة هي الاساس. من يخطئ هنا، يخطئ بكلّ شيء لاحق.