الكولونيل شربل بركات/دراسة مفصلة عن جانب من تاريخ عين إبل: الكهنة في عين إبل منذ انشائها

175

دراسة مفصلة عن جانب من تاريخ عين إبل: الكهنة في عين إبل منذ انشائها
الكولونيل شربل بركات/29 كانون الثاني/2021

من المهم جدا عند دراسة التاريخ في المجتمعات المارونية أن نعرف بأن هؤلاء المزارعين المنغرسين في أرضهم وعملهم ومواضيع الانتاج، لم يكونوا من محبي القتال، إلا إذا فرض عليهم، ولا ممن يحاولون السيطرة أو الغنيمة بالقوة (كما هي الحال في المجتمعات البدوية). ولذا فليس لهم الكثير من التنظيمات العسكرية وهيكليات اصحاب السلطة في تلك الأيام. ولكن علاقتهم بالله كبيرة ومتجذرة، وقد أرادوها أن تتمتع دوما بالاستمرارية، وبدون انقطاع ما أمكن، علها تسهم في بقائهم في هذه الأرض وابعاد المآسي عنهم. من هنا أهمية دراسة سلسلة الكهنة في قرية معينة لأن ذلك يعطينا فكرة دقيقة حول استمرارية السكن فيها وتطورها. فالكاهن كان يعمل كغيره من المزارعين، ولكن بالاضافة إلى عمله، كان يهتم بالكنيسة وبالطقوس الدينية واقامة الذبيحة ورعاية الناحية الأخلاقية في الوعظ والتوجيه خاصة أثناء الاعتراف. ويقوم أحيانا بتعليم الصغار على القراءة والكتابة لمساعدته في اجراء هذه الطقوس لاحقا، وبالتحديد قرأة الكتب الدينية وخدمة القداس ومراجعة الكتاب المقدس. وهو بالتالي يجب أن يكون متعلما أكثر من بقية المزارعين، وأن يتمتع بالادراك وبعد النظر وسعة المعرفة، التي تسهم في نجاحه بتوجيه وحل مشاكل هؤلاء الفلاحين في الكثير من الأحيان.

في عين إبل بدأت سلسلة الكهنة مع تلميذ المدرسة المارونية في روما عبد المسيح الطويل الذي كان رافق المطران يوسف حليب العاقوري مطران صيدا في جولته سنة 1630 على أبرشيته، وهي تشمل الشوف وما يليه حتى الأراضي المقدسة. وحين وصل يومها إلى عين إبل، وجد عبد المسيح اقاربه من بيت الطويل من حدث الجبة، الذين كانوا استوطنوا هذه الخربة وجعلوها مزرعة منتجة خلال مدة سكنهم فيها، والتي كانت بدون شك قد تجاوزت الربع قرن، قبل أن يرسم كاهنا عليهم ويصبح أول راع لمزرعة عين إبل. ولكن وبحسب مقدمة الشحيمي المارونية التي طبعها عبد المسيح في روما وأخبر قصته فيها، فإنه هرب من البلدة والتجأ إلى شرق صيدا بعد الحادثة التي هزتها يومها، واضطر فيها جريس الطويل إلى الاختباء عند عرب الخريسات في منطقة الشعب، وتغيير اسمه إلى جريس خريش منذ ذلك الحين أي سنة 1645. ولن نطيل شرح هذه القضية لأننا سنتطرق لها في مكان آخر وما يهمنا هنا هو موضوع الكهنة الذين أتوا بعد عبد المسيح هذا.

أول كاهن رسم على عين إبل من سكانها بعد عبد المسيح الطويل كان بركات الابن الثالث لجريس دياب جد عائلة دياب في عين إبل. وقد كان جريس دياب ارسل من قبل البطريرك العاقوري لمساندة السكان في البلدة وحل قضية هرب جريس الطويل منها. ومن ثم استوطن جريس دياب عين إبل في تلك الفترة وأرسل ابنه بركات إلى بلاد الزاوية ليتلقن تعليمه ويعود خوري متزوج من إحدى قريباته من الحدث. لا نعرف إذا كان أي كاهن وصل إلى البلدة بين هرب الخوري عبد المسيح وارتسام بركات دياب عليها، ولكننا نعرف بأن بركات جريس دياب قد استمر يمارس كهنوته على البلدة طيلة حياته. وقد شجع ابن أخيه شاهين المدعو انطانس على الذهاب إلى لبنان واكمال تعليمه ليتسنى له أن يرتسم كاهنا يواصل مهمته في رعاية شؤون البلدة الدينية.

بعد انطانس ابن شاهين دياب، أو خلال أيامه، قام حفيد جريس خريش ابن ابنه يوسف المدعو أيضا انطانس بالدراسة في لبنان حيث ارتسم كاهنا مساعدا في عين إبل. ونعتقد بأن هؤلاء الثلاثة يمكن أن يكونوا عاشوا في فترة ما معا في البلدة، حيث توسعت أعمال الفلاحين فيها وزاد عدد القادمين إليها. فقد كان بطرس عتمه قدم من مشموشة وسكن فيها. ومن ثم وبعد بضعة سنوات قدم عبدالله صادر من درب السيم، ويقال بأن أصله من سلالة العناحلة من جبة بشري، وسكنها أيضا. وفي بداية القرن الثامن عشر كانت البلدة تضم عددا أكبر العائلات. ولذا وبوجود ثلاثة كهنة قد تكون بدأت أعمال بناء كنيسة كبيرة تليق ببلدة يتزايد فيها عدد السكان شيئا فشيئا.

من المؤكد بأن الكنيسة القديمة، التي بقيت حيطانها واقفة بالرغم من تهدمها في بداية القرن العشرين بسبب استعال الكنيسة الجديدة الكبيرة والتي لا تزال حتى اليوم كنيسة السيدة في عين إبل، كانت قد بنيت بحجارة الخرب من حولها، وبالقرب من الكنيسة القديمة التي بقيت أرضها حتى ايامنا تشكل ارض بئر بيت انطانس منصور الحصروني جار هذه الكنيسة العتيقة. وكلنا يعرف الحجارة الكبيرة التي كانت تشكل اساسات هذه الكنيسة والتي يمكن رؤيتها في الحائط الجنوبي والشرقي من جهة الشارع. هذه الكنيسة إذا كانت بنيت في بالنصف الأول من القرن الثامن عشر بشكل عقد. ولا نعرف من كان معلم العمار الذي ساهم في بنائها. ولكنها بنيت بالتأكيد بالعونة من قبل الأهالي وبمساعدة معلم عمار استقدم لعقد السطح. ولكن كثرة الحجارة المقصبة الموجودة في المنطقة حولها كانت كافية على ما يبدو لبنائها ما قلل التكاليف المطلوبة.

في هذه المرحلة من تاريخ البلدة زاد عدد السكان فقد قدم إليها بيت عواد من حصرون في شمال لبنان ومن ثم سكنها بيت خيرالله القادمين من الجش وأصلهم من بسكنتا وبيت مطر الذين قدموا من الدامور واصولهم من جبة المنيطرة وبيت شحادة وقدموا أيضا من جهات لبنان وبيت صقر الذين قدموا من جبة المنيطرة وكلهم استوطنوا خلال النصف الأول من القرن الثامن عشر.

في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ارتسم على عين إبل الخوري يوسف ابن حنا ابن ابراهيم ابن جريس دياب وهو درس بكل تأكيد في لبنان وعاد إلى البلدة وتزوج من رفقة الحصروني ورسم بعدها كاهنا كسابقيه. وقد خدم مدة طويلة، وفي ايام خدمته في البلدة فتحت مدرسة عين ورقة في دير مار أنطونيوس – غوسطا من بلاد كسروان والتي حلت محل المدرسة المارونية في روما وأصبحت تخرج خاصة من سوف يتسلمون رعاية الشعب الماروني. وكانت هذه المدرسة تعلم قواعد الصرف والنحو بالعربية حيث كان المجمع اللبناني المنعقد سنة 1736 قد قرر اعتماد اللغة العربية وتعليم الصغار الزاميا بدون تمييز بين الجنسين، وهي من أهم مقرراته. وقد كان ضمن برنامج المدرسة تعليم اللغات العربية والسريانية والفرنسية والإيطالية إضافة إلى الرياضيات والهندسة وعلم الفلك والتاريخ والجغرافيا والآداب.

ومن العينبليين الذين تعلموا في هذه المدرسة نقلا عن مجلة المنارة: “الأول سنة 1813 موسى بن طنوس صادر وعمره 16 سنة رقمه 41. الثاني بطرس ابن الخوري يوسف دياب سنة 1829 عمره 21 سنة رقمه 132. الثالث طنوس العياش (مذكور بأنه من عين إبل وقد يكون ابن روكز بن جريس عواد الحصروني) سنة 1836 رقمه 179. الرابع أنطونيوس بن بولس ابن الخوري يوسف دياب سنة 1855 عمره 14 سنة رقمه 249 (وهو الذي ارتسم باسم الخوري ابراهيم وفي زمنه بنيت الكنيسة الجديدة وقد توفي سنة 1916). وهناك أحد التلامذة الذي لم ينهي دراسته من عين إبل وهو بطرس بن يوسف بشارة اسحاق وقد درس مدة ثلاث سنوات وشهرين وعاد إلى بلاده بدون افادة سنة 1832 رقمه 167”.

وقد رسم بعد الخوري يوسف ابنه ابراهيم ولم يكن من خريجي مدرسة عين ورقة ولكنه درس في مدرسة أخرى من مدارس لبنان ورسم حوالي سنة 1820. ورسم بعده الخوري موسى ابن طنوس ابن صادر ابن عبدالله صادر الذي درس كما سبق في عين ورقة وارتسم باسم الخوري موسى.

ورسم من بعده خليل ابن الخوري يوسف دياب باسم الخوري يوسف. وقد تابع الخوري موسى صادر والخوري يوسف دياب الصغير خدمة رعية عين إبل، بينما ارتسم بطرس ابن الخوري يوسف الكبير ابن حنا ابراهيم دياب على عكا، وبعدها انتقل إلى بيروت واهتم بالترجمة والتأليف، وله عدة كتب. وقد ساهم في انشاء رهبنة المرسلين اللبنانيين – الكريمية.
أما شقيقه الخوري ابراهيم ابن الخوري يوسف دياب الكبير والذي كان تزوج قبل سيامته ورزق بصبي سماه لويس سنة 1824 ثم توفيت زوجته ولا يزال الصبي صغيرا (ابن سنة)، وقامت بتربيته جدته لأبيه رفقة الحصروني زوجة الخوري يوسف الكبير. وعندما بلغ لويس التاسعة من عمره سنة 1833، وكان مرض الطاعون قد انتشر في جهات لبنان، حيث منع الأمير بشير دخول وخروج اي كان من القرى التي يتفشى فيها هذا المرض. ولما ضرب المرض قرية نيحا الشوف وتوفي كاهنها (الذي قد تكون ربطته بالخوري ابراهيم علاقة من ايام الدراسة)، قرر الخوري ابراهيم أن يسافر إلى نيحا ليخدم المطعونين فيها، وهو يعلم بأنه يدخل إلى مكان لن يخرج منه حيا. ولكنه لم يكن بقادر أن يتصور هؤلاء المرضى بدون أن يكون لديهم كاهن يقيم الذبيحة، ويمشحهم قبل الوفاة، ويصلي على جثامينهم أثناء الدفن. وقد خدم مدة من الزمن وتوفي بعدها مصابا بالطاعون. وقد اعتبره الأهالي قديسا وبقي قبره معروفا مدة مئة سنة بعد وفاته.

أما ابنه لويس فقد ارسل بعمر ثلاثة عشر سنة إلى مدرسة مار عبدا هرهريا، حيث تعلم العربية والسريانية وعلم المنطق وعلم الذمة وتوابعها، وتخرج منها. ثم رسمه المطران عبدالله البستاني سنة 1846 كاهنا باسم الخوري يوحنا. ومن ثم عينه البطريرك يوسف الخازن سنة 1852خادما على موارنة بيروت. وكان أول خوري على كنيسة مار مارون في بيروت (الجميزة)، والتي لا تزال حتى اليوم. وهو من أنشأ مدرسة الحكمة الشهيرة من ماله الخاص. وقد توفي في بداية الحرب العالمية الأولى سنة 1914.

طنوس عياش الحصروني خريج مدرسة عين ورقة المارونية، لم نعرف عنه الكثير وربما خدم في رعية عين إبل أو غيرها ولكنه بحسب سجله في المدرسة قد يكون رسم كاهنا حوالي سنة 1840 فهل انه خدم خارج عين إبل أم أنه توفي شابا؟ يجب البحث عن الموضوع؟

وفي عين إبل كان الخوري موسى بعد أن شب ولده انطانس قد أرسله أيضا إلى جبل لبنان لكي ينال قسطه من العلوم. ومن ثم ارتسم كاهنا وعاد ليخدم البلدة فيما بعد. في هذه الأثناء ارتسم ايضا الخوري يوسف عتمه وهو ابن ابراهيم ابن يوسف كتور ابن متى من بيت عتمه. وقد خدم الرعية زمن الخوري انطانس صادر وبعد وفاته دفن في الكنيسة الجديدة.
وكان بولس ابن الخوري يوسف دياب الكبير قد أرسل ولده مطانس لكي ينال قسطه من العلوم في مدرسة عين ورقة كما ورد سابقا. ومن ثم ارتسم كاهنا على عين إبل باسم الخوري ابراهيم دياب الثاني. وهو عاصر الخوري انطانس صادر الكبير في آخر أيامه، حيث كان مسؤولا عن بناء الكنيسة الجديدة والتي توقف بناؤها بأمر من الباب العالي مدة ست عشرة سنة قبل أن تعود لتكتمل سنة 1882. وهو يذكر في سجله أن أغلب الأعمال في بناء الكنيسة نفذت بالعونة وكانت النساء يجمعن الحطب لاستعماله في آتون الكلس بينما يجمع الرجال الأتربة لوضعها حول البناء واستعمالها بدل ما نسميه اليوم السقالة وأيضا بنقل الحجارة المقصبة ورفعها إلى الحيطان لمساعدة المعلم الذي يشرف على البناء. وقد ذكر ايضا قيمة ما كان يدفع من أجرة للمعلم.

ومن ثم فقد ارتسم حفيد الخوري انطانس صادر ابن ابنه مارون كاهنا على عكا باسم الخوري انطانس صادر الثاني على اسم جده. وقد خدم عين إبل في فترة الحرب الكبرى وعاصر الخوري ابراهيم دياب الثاني الذي توفي سنة 1916. ومن ثم رسم الخوري يوسف فرح الذي خدم عين إبل أيضا في مرحلة الحرب الكبرى وهو درس في اليسوعية ونال اجازة في الاهوت والفلسفة وكان من المنظورين على المستوى الوطني على ما يبدو لأنه صدر بحقه حكم بالاعدام يوم أعدم جمال باشا الكثير من قادة الرأي في لبنان وقد صدر الحكم باعدامه وأرسل من ينفذه خلال الحرب العالمية الأولى وقد استبدل بشقيقه نقولا يومها فأعدم في ساحة الكنيسة بدل الخوري يوسف الذي كان فارا.

في ايام الخوري يوسف فرح ارتسم الخوري انطانس خريش كاهنا على عكا. وخدم رعية مار لويس في مدينة حيفا، حيث كانت تقيم جالية عين ابلية كبيرة. وهو كان ذهب ليتعلم في روما بعمر 13 سنة وكان من التلامذة الناجحين. ومن ثم انتقل إلى صور كنائب للمطران المعوشي الذي أصبح بطريركا فيما بعد. وفي زمنه عين الخوري انطانس المذكور مطران على صيدا، وبقي فيها حتى انتخابه بطريركا على انطاكيا وسائر المشرق في الكنيسة المارونية سنة 1975 (وهو البطريرك رقم 75 بعد مار يوحنا مارون و137 بعد مار بطرس على كرسي انطاكية).

وفي عين إبل وبعد وفاة الخوري يوسف فرح ارتسم الخوري مارون صادر ابن الياس ابن مارون ابن الخوري انطانس صادر الجد كاهنا على الرعية. وخدم فيها حتى بداية الستينات حيث انتقل إلى صور ليخدم كأمين سر المطرانية زمن المطران يوسف الخوري. وفي نفس الوقت كراعي لموارنة صور. ومن ثم أصبح بعده مطران صور والأراضي المقدسة سنة 1992 . وقد جرى على ايامه فصل الأراضي المقدسة عن مطرانية صور وانشاء مطرانية حيفا والأراضي المقدسة كمطرانية مستقلة للموارنة.
وقد خلفه في عين إبل الخوري ايلي بركات الذي رقي إلى رتبة خوراسقف أو مونسينيور وبقي حتى وفاته. وكان البير ابن يوسف ابن ايوب خريش والذي انهى تعليمه في روما قد ارتسم كاهنا، ولكنه لم يخدم في عين إبل. وهو ايضا رقي إلى رتبة مونسنيور، وكان من أساتذة الجامعة اللبنانية ومدرسة غزير التي تعلم الكهنة الجدد.

ومن ثم ارتسم الخوري حنا سليمان كاهنا على عين أبل وعمل كمساعد للمونسينيور ايلي وتسلم الرعية من بعده. وقد خدم رعية عين إبل الخوري عبدالله من رميش في الفترة ما بين وفاة الخوري فرح وارتسام الخوري مارون. وفي نفس تلك الفترة ايضا جاء الخوري غانم من بكاسين والذي اشترى بعدها خربة قطمون وسكن رميش ولا يزال احفاده من سكان رميش.

أما الرهبان فقد كان أديب ابن مسعود خريش التحق برهبانية المرسلين اللبنانيين حيث ارتسم كاهنا باسم الخوري يوسف، وعمل في الأرجنتين مدة خمس عشرة سنة، عاد بعدها إلى لبنان وبقي في خدمة رهبانيته حتى وفاته. كما التحق وليم ابن حنا بركات في الرهبنة الأنطونية، وارتسم باسم الخوري اسطفان، وتسلم المدرسة الأنطونية في بعبدا، ومن ثم خدم رعايا اغترابية في بروكسل ببلجيكا وليون في فرنسا مدة حوالي العشرين سنة، وعاد بعدها إلى لبنان وبقي في الدير في بعبدا حتى وفاته هذه السنة.

وفي رعية مار الياس للروم الكاثوليك والتي بنيت خلال توقف البناء في كنيسة السيدة الكبيرة أي بين 1866 و1882 فقد خدمها الخوري ابراهيم الحداد، ومن بعده الخوري أثاناثيوس الحداد. وقد التحق بولس ابن حبيب سماحة بالرهبنة المخلصية في دير المخلص وأصبح راهبا فيها، ومن ثم رئيسا عاما حمل لقب الأباتي سماحة. ومن ثم ارتسم أيضا الخوري سمعان الصيداوي وكان درس في القدس مع الآباء البيض ومن ثم التحق بالرهبانية البولسية وخدم كاهنا في عدد من الرعايا قبل وفاته.

وقد ساهم العينبليون ايضا في رهبنة الفرير ومنهم بشارة ابن سمعان ابن يوسف صقر الذي أخذ أسم الفرير فرنسوا وكان مدير مدرسة فرير فرن الشباك ومسؤول عن كافة أديار الفرير في الشرق. والفرير نويل ابن قيصر ابن حنا ابن يوسف صقر الذي خدم في بيت مري وبسكنتا والقدس وبيت لحم وأخيرا في عمان في الأردن وله الكثير من الفضل على مسيحيي الأراضي المقدسة خاصة في منطقة القدس.

أما الرهبان من خارج عين إبل الذين خدموا في الدير مع اليسوعيين فمنهم الأب حوا (وهو مدفون في عين إبل) والأب ساروفيم والأب دوفيلنوف (مدفون ايضا في عين إبل) والآباء بيلسييه وريغوليه وموجيل وبرويي كوستاز وفيكسيفيار (الذي كان مسؤولا عن مدارس اليسوعيين يزور عين إبل ولا يقيم فيها). ومن المتطوعين الفرنسيين الذين خدموا في مدرسة عين إبل هنري جينو وميشال دويي وبرنار وجيل سيلفي لوليغوا وبينيار. والكهنة اللبنانيين ابراهيم جلوان وغوش وخليل النداف من دبل كما وعلم الخوري يوسف النداف من دبل في مدرسة عين إبل طيلة فترة الحرب الأخيرة.

الراهبات من عين إبل
أول راهبة هي رفقة ابنة الياس ابن حنا ابن ابراهيم ابن جريس دياب. وقد عاشت في جو من التقوى وعرف عنها صغيرة ولوعها بالصلاة وفروضها. وهي كانت تركع وتصلي الفرض عند قرع الناقوس اينما كانت. ويحكى بأنها كانت تركع وحملة الحطب فوق راسها اذا لم يكن هناك من يساعدها على اعادة حملها بعد الصلاة. وقد ترهبت في دير حراش في كسروان. ويوم سمع اقاربها بأنها مريضة حاولوا زيارتها ووصلوا إلى دير مار أنطونيوس في غوسطا ليسألوا عنها. فأجابهم الخوري (المطران يومها) يوحنا الحاج (وهو الذي أصبح فيما بعد البطريرك الماروني رقم 71 والذي توفي في نفس اليوم مع القديس شربل) بأنها انتقلت مع أخواتها الراهبات إلى دير جربتا في بلاد البترون. وقال لهم بأن قريبتكم هذه قديسة فقد كانت الراهبات يطلبن منها أن تصلي لأجلهن أثناء الزلزال لأن الرب يستجيب لها. ولم يقدروا أن يكملوا إلى تلك الأنحاء فعادوا بدون أن يروها. ويقال بأنها هي نفسها القديسة التي عملت عدة عجائب.
الراهبة بربارة يوسف التي ذكرتها الأم الرئيسة كليمنتين خياط في تقريرها عن مجزرة عين إبل سنة 1920 وهي من راهبات القلبين الأقدسين. الأخت ماري ايمي بطرس فاعور دياب والأخت ليلى ابراهيم عبدالله مطر وكلتاهما أيضا من راهبات القلبين الأقدسين. والأخت مارينا (ناتالي) اللوس التي ترهبت في دير الكرمليات في حاريصا.
الراهبة الأخت تريز حداد من الراهبات المخلصيات.

لآئحة الخوارنة الموارنة في عين إبل …اسم الخوري سنوات الخدمة التقريبية
عبد المسيح الطويل 1630 – 1645
بركات جريس دياب 1660 – 1725
انطانس شاهين جريس دياب 1690 – 1755
انطانس يوسف جريس عبدالله خريش 1720 – 1785
يوسف حنا ابراهيم جريس دياب 1750 – 1825
موسى طنوس صادر عبدالله صادر 1820 – 1875
ابراهيم ابن الخوري يوسف دياب 1822 – 1833
يوسف(خليل) ابن الخوري يوسف دياب 1835 – 1865
بطرس ابن الخوري يوسف دياب (عكا – بيروت من مؤسسي رهبة المرسلين اللبنانيين – الكريمية)
انطانس ابن الخوري موسى صادر 1842 – 1898
بطرس ابن يوسف بشارة اسحاق (لم يكمل علومه في عين ورقة ولكنه قد يكون رسم كاهنا وبيته بجانب بيت سمعان مقابل بيت بشارة ولا يزال يعرف ببيت الخورية) 1839 – 1865
يوحنا (لويس) ابن الخوري ابراهيم دياب (رسم على صيدا وخدم بيروت من مؤسسي مدرسة الحكمة)
يوسف ابراهيم يوسف كتور من جب متى من عائلة عتمه 1845 – 1895
ابراهيم ابن بولس ابن الخوري يوسف دياب (في زمنه بنيت الكنيسة الجديدة) 1864 – 1916
انطانس (بطرس) ابن مارون ابن الخوري انطانس صادر
(ارتسم على عكا وخدم عين ابل أثناء الحرب الكبرى وما بعدها) 1899 – 1950
يوسف فرح (كان له دور مهم في فترة المجزرة 1920) 1906 – 1956
مارون ابن الياس ابن مارون ابن الخوري انطانس صادر 1952 – 1960
(رسم الخوري مارون صادر على عين ابل وخدم فيها حتى 1960 حيث انتقل ليخدم كنائب للمطران يوسف الخوري في صور ومن ثم اصبح مطران صور سنة 1992 توفي سنة 2005)
أديب مسعود انطانس حنا عبدالله جريس خريش (ارتسم راهبا باسم الخوري يوسف خدم في الأرجنتين)
الياس بطرس نقولا بركات دياب (المونسينيور ايلي) 1960 – 2010
وليم حنا بركات يوسف بركات دياب (ارتسم راهبا باسم الخوري اسطفان خدم في بعبدا وبلجيكا وفرنسا)
حنا شكرالله سليمان (خادم الرعية الحالي)