ضابط إسرائيلي كبير لموقع إيلاف: أتمنى لحسن نصرالله طول العمر… حديث خاص ومغلق يفشي أسرارًا كثيرة ومهمة

473

ضابط إسرائيلي كبير لـ”إيلاف”: أتمنى لحسن نصرالله طول العمر
حديث خاص ومغلق يفشي أسرارًا كثيرة ومهمة
مجدي الحلبي/ايلاف/21 كانون الأول/2020
​​​​​​

بعض عناوين المقابلة
*كان نصرالله مريضًا، أنا مستعد لأن أرسل له الدواء والطبيب
*اتمنى لنصرالله طول العمر
*نصرالله كنز لنا
*نصرالله رجل وطني وفيّ لوطنه لبنان ويحمي الشيعة
*أنا مستعد للاتفاق مع الأسد غدًا صباحًا
*رجال جيدون قاموا بتصفية فخري زادة
*الموضوع الفلسطيني لم ينتهِ بل سيعود في 2021
*نحلق دائمًا في أجواء إيران
*الاسد طلب من اسرائيل التوسط له للعودة للجامعة العربية وسد دينه لايران

في مقابلة خاصة مع “إيلاف”، وصف أحد كبار ضباط هيئة الأركان الإسرائيلية حسن نصرالله بالكنز، وبالرجل الوطني اللبناني الذي يحمي بلده، حتى أنه تمنى له طول العمر، وقال إنه مستعد للاتفاق مع بشار الأسد فورًا.

إيلاف من القدس: قائد في هيئة الاركان للجيش الاسرائيلي مطلع على كل صغيرة وكبيرة، يقوم بإصدار الأوامر لعمليات خاصة ومعقدة. له تجربة طويلة في العمل الميداني في إسرائيل يتحدث لـ “إيلاف” عن عام 2020، عام كورونا وعام عسكري حافل لإسرائيل في ما يتعلق بالتواجد الإيراني في سوريا، وصد هذه المحاولات، وعام توقيع اتفاقيات سلام مع دول عربية وخليجية.

يقول في حديث خاص ومغلق، طالباً عدم الافصاح عن هويته لحساسية منصبه، إن توقيع هذه الاتفاقيات ممتاز إلا أن لب الصراع المتمثل بالقضية الفلسطينية يجب أن ينتهي أو يصل الى حل حتى وإن كان مرحليًا.

يشير الضابط الكبير إلى أن الوضع السوري في طريقه للحل وأن الرئيس السوري بشار الاسد أرسل إشارات لإسرائيل عبر الروس وعبر أطراف اخرى قائلًا إنه مستعد للسلام شريطة دعم نظامه وإعادته إلى جامعة الدول العربية وتأمين الأموال الخليجية لسد دينه لإيران ومن ثم اخراجها من سوريا، بعدها يبدأ بمسيرة سلمية تكون حالة لا حرب بعدها اتفاق على باقي القضايا مثل الجولان والاقتصاد وغيرهما.

كما يشير الضابط إلى أن اسرائيل ترى في نصرالله كنزًا لإسرائيل، وقال انه إذا كان نصرالله مريضا فسوف يرسل له الدواء والطبيب فورًا. وهو يرى أن نصرالله ذكي وواع لكل الامور، ولا يقوم بحماقات لأنه يعي الثمن الذي سيدفعه.

يضيف في حديث خاص لـ”إيلاف” أن نصرالله رفض عرضًا إيرانيًا لأن يحل محل قاسم سليماني، وهو بنظره وطني لبناني ولا يأتمر بأمر إيران، كما يرى البعض في الجيش الإسرائيلي.

أما عن إيران، فيؤكد الضابط الإسرائيلي أن الطيران الاسرائيلي يحلق فوق الأراضي الإيرانية، وإسرائيل تجمع المعلومات دائمًا ولن تتورع عن ضرب إيران في حال اجتازت الخط الاحمر في المشروع النووي بغض النظر عن موقف الولايات المتحدة.

وهو يعتقد ان الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن وإيران سوف يسعيان الى توقيع اتفاق جديد، وعلى الرئيس الاميركي الجديد عدم الموافقة على طلبات إيران بل تطوير الاتفاق ومنع إيران من امتلاك القدرة النووية.

عن اغتيال قاسم سليماني، يلفت الضابط الإسرائيلي إلى أن هناك تعاونا إسرائيليا اميركيا، وأن إسرائيل كانت تراقب وتعرف كل تحركات سليماني، والرد الايراني على الاغتيال لم يرتقِ إلى قوة ومكانة سليماني لأن إيران خشيت الرد الاميركي على ردها.

يضيف أن إسرائيل تعمل على ضرب إيران في سوريا بشكل دائم ومدروس، بحيث يدمر قدراتها من جهة ولا يسمح لها برد من شأنه المس بروتين الحياة العادي في اسرائيل، وان هناك اشخاصا في مبنى الاركان يضربون إيران في سوريا وفي اماكن اخرى بشكل مستمر. ويؤكد الضابط أن من قتل العالم النووي فخري زادة هم اشخاص جيدون نفذوا العمل بدقة.

من ناحية اخرى، يقول هذا الضابط لـ”إيلاف” انه يتوقع ان يتم التوصل لحل للقضية الفلسطينية خلال العامين المقبلين، وأن أي حكومة في اسرائيل ستقوم بذلك في ظل الاتفاقيات مع الدول الخليجية والعربية والتي سوف تساعد في حل المسألة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه في حال نشوب انتفاضة جديدة، فإن كل هذه الاتفاقيات قد تلغى مثلما حدث في عام 2000 مع اندلاع انتفاضة الاقصى.

في ما يأتي نص الحوار:
كيف ترى السنة المنصرمة؟
السنة الاخيرة مهمة جدًا، فعلى الرغم من كورونا العام والعام الماضي يشيران إلى أن أحدًا من أعداء دولة إسرائيل لا يريد الحرب معها أو دعنا نقول إن أحدًا منهم لا يريد مواجهة كبيرة مع إسرائيل، لا إيران ولا حزب الله ولا مليشيات إيران في سوريا أو في غزة. هناك ردع واضح لهؤلاء وهم يعرفون الاثمان التي سيدفعونها بسبب تعاظم قوة دولة اسرائيل في المنطقة، عسكريًا وسياسيًا.

ماذا عن إسرائيل… هل تريد الحرب؟
لا أبدًا. إسرائيل لا تريد حربًا في المنطقة. فالحرب هي الملاذ الاخير بعد استنفاذ كل التجارب والمحاولات الدبلوماسية، ولا أرى أي نية أو سبب يحتم ذهاب إسرائيل إلى الحرب، فالحرب تجمد التطور والنمو الاقتصادي والاجتماعي وما إلى ذلك، ولا ارى أي هدف لإسرائيل في احتلال جزء من أي منطقة من أجل أي توسع أو الاستيلاء على ثروات أو ما شابه. بمعنى آخر ليست لإسرائيل أية أهداف سياسية أو دينية أو قومية أو أي أسباب اخرى لشن أي حرب في المنطقة. إسرائيل دولة غربية ديمقراطية ولا تريد التطور أو التوسع بالقوة العسكرية، لكن لا ننسى أن القوة الإسرائيلية العسكرية الهائلة جلبت إنجازات سياسية في المنطقة. فهذه القوة والأمور الأخرى مثل التطور التكنولوجي والأمني والاستخباري قربتنا إلى المحور السني، وهناك الآن اتفاقيات سلام وتعاون معه هذا المحور في شتى المجالات.

الحرب غير واردة من جهتكم؟
انظر إلى النتائج بعد حرب لبنان الثانية وعملية الجرف الصامد والعمل اليومي لمواجهة إيران في سوريا، ترى أن هناك ردعا كافيا وهناك الحروب المحلية والأهلية وعدم الاستقرار في المنطقة. يجب أيضًا الأخذ في الاعتبار التغيير في الولايات المتحدة وانتظار دخول إدارة جديدة إلى البيت الابيض تبعد شبح الحرب وتجعل الاطراف كلهم يتجنبونها بشكل كامل وهذا جيد بنظري. من الناحية الأخرى، إيران لم تتوقف عن تصنيع الصواريخ وتسليح المليشيات في المنطقة وتعزيز القدرات العسكرية ومحاولة الاستقرار والتموضع في سوريا ضد إسرائيل. الإيرانيون يصنعون الصواريخ تصل لمدى ألف وألفي كيلومتر، وهذا ضد إسرائيل فقد ضربوا ارامكو في السعودية من طريق الحوثيين في اليمن. إيران لا تهاجم أحدًا من أراضيها والمرة الوحيدة التي هاجمت من أراضيها كانت ضد الاهداف الاميركية في العراق بعد مقتل قاسم سليماني. وأيضًا حافظت إيران على أن يكون الهجوم ضد اهداف خالية واهتمت بألا تصيب أميركيين خوفًا من الرد الاميركي. الإيراني ليس غبيا، بل هو ذكي ولا يسرع للرد ليس لانه لا يريد انما لأنه لا يستطيع الرد على إسرائيل من جهة ولا يريد أن يتورط بالرد الإسرائيلي على رده كما هو الحال مع أي جهة أخرى. فهو تحت ثقل العقوبات والاميركيين والقوة الإسرائيلية والاوضاع الاقتصادية الصعبة لذلك لا يغامر بالرد على الهجمات الإسرائيلية ضده في سوريا أو في أماكن اخرى لذلك يلجأ للرد عبر الاختراقات الالكترونية.

هل نجحوا في الرد الالكتروني ضدكم، شركة التأمين شربيت مثلا، وامور اخرى مثل الكهرباء والمياه؟
لا أريد الدخول في ذلك لكن الإيراني فعل جزءًا من الأمور التي ذكرتها. يحاولون دائمًا، هم لا يريدون ضرب الصواريخ من اراضيهم أو من اماكن اخرى كي لا يكون الرد قاسيا عليهم.

نصرالله رجل وطني
لا يريدون الرد من لبنان أيضًا؟
حسن نصرالله لن يسمح بذلك، فهو ذكي ويعرف الكثير. يعرف ما هو الرد الإسرائيلي فهو من رأى الضاحية تسوّى بالارض وليس خامنئي. نصرالله يعرف ما نعرف عنه ويعرف كم نعرف عنه ونعرف ما يدور في الداخل. مثلًا هو يرى أن صواريخ دقيقة تصل إلى سوريا بطريقها إليه فندمرها، وهو رأى في العام الماضي كيف أن خلاط وقود للصواريخ معينًا في قلب الضاحية الجنوبية انفجر بسبب ضربة تنسب إلى إسرائيل. ويرى فجأة في الأمم المتحدة رئيس الوزراء يبرز صورة لمنشآت صاروخية في بيروت ويقول كيف لهؤلاء أن يعرفوا كل هذا. أقول إن نصرالله لبناني وطني وفيّ لبلده لبنان خلافًا لما يقول كثيرون عندنا في الاستخبارات، أي إنه إيراني ويأتمر بأمر إيران. انا اقول لك هو لبناني اكثر أي شيء آخر، ولد ويعيش في لبنان وهو قائد لبناني يحمي الشيعة ويحمي بلده. وهو لاعب أساسي في سياسة لبنان، يشكل الحكومات ويتلاعب بالفرنسيين/ وأريد أن اؤكد لك أمرًا آخر: كان مقربًا جدًا من قاسم سليماني وعندما اغتالوه لم يفعل شيئًا وحتى عندما طلبت منه إيران أن يحل محل سليماني في سوريا والعراق رفض وابتعد عن ذلك كمن يبتعد عن النار، فهو يعرف ثمن الحرب. زد على ذلك انه فقد ابنه، وعندما يفقد الانسان ابنه فهذا شيء آخر وعلى الرغم من كل الكلام عن الشهادة والتضحية يبقى ابنه وهو فقده لذلك لا أراه يستعجل إلى الحرب أو المواجهة فهو لا يتدخل مع بشار الأسد، ولا يريد أن يكون متصلًا به لأنه لبناني وعائلته في لبنان وابنه مدفون في لبنان، وهو رأى الويلات واصدقاءه في لبنان، وهو حامي الشيعة في لبنان.

ألهذا السبب تريد إيران إدخال المليشيات إلى سوريا؟ لأن حزب الله لا يفعل ذلك؟
لا، إيران حاولت بواسطة قاسم سليماني في البداية جلب المليشيات من باكستان وأفغانستان والعراق واماكن اخرى، إلا أن ذلك لم ينجح. فإسرائيل هاجمتهم بشكل مستمر، وبدأوا بجلب اسلحة من إيران سوريا لضرب إسرائيل.

مستمرون في ضرب الأسلحة في سوريا
لكن هناك من يضرب هذه القواعد والقدرات وتنسب الضربات لكم؟
هناك أحد في هذا المبنى هنا في تل ابيب يقوم بضربهم.

هل تنجحون بذلك؟ لأننا نسمع عن مواقع تضرب عدة مرات؟
نعم ننجح واذا كان ثمة مكان يضرب اكثر من مرة، فقد يكون مطارًا يعود الإيراني لاستعماله مرة أخرى بعد مدة من تدمير شحنة وصلت إليه سابقًا. بالتأكيد ننجح في قطع الإمدادات وضرب قدرات إيران في سوريا.

ما الأسلحة التي لا تسمحون بأن تصل إلى سوريا؟
يمكن تقسيم الضربات في سوريا في السنوات الاخيرة إلى أربعة أقسام: الأول، المعدات والاسلحة التي يقوم حزب الله وإيران بنصبها قبالتنا مثل أجهزة المراقبة اليومية والليلية واجهزة التشويش على مطار بن غوريون الدولي وغيرها فنقوم بضربها؛ الثاني، كل ما يتعلق بما يصنعه السوري من أجل نقله إلى لبنان أو لاستعمال السوريين، ويكون هذا السلاح تهديدًا لنا فنضربه كي لا يمتلكه السوري؛ الثالث، كل ما يدخله الإيراني إلى سوريا ليستعمل ضدنا مثل صواريخ مداها ألف كيلومتر فهي ضدنا وليست ضد داعش كما يدعون، أو طائرات بدون طيار كالتي هاجمت ارامكو فنحن نضربها، والمنظومات ضد الطائرات أيضًا نضربها وكل شيء تجلبه إيران إلى سوريا نضربه؛ الرابع، الأسلحة والقدرات السورية فنضربها، مثل منظومات دفاعات مضادة للطائرات نضربها، ولأن الأسد يسمح للإيرانيين باستعمال مطار دمشق الدولي فنحن نضربه وندمر المبنى الزجاجي مثلا كرسالة للأسد فلا يمكن أن نضرب الضيف بشكل مستمر ونترك المضيف الذي يدعوهم اليه من اجل المس بنا. لذلك يتلقى الأسد الرسائل في كل مرة نضرب اهدافًا إيرانية.

رسائل سورية كثيرة
وماذا يفعل الرئيس السوري حيال ذلك؟
الأسد الآن لو كان يجلس مكانك لقال لي تعال لنصل إلى حل. جلب الإيراني لحل مشكلة داعش والحرب الداخلية. بعد انتهاء داعش اصبح الحل مشكلة كبيرة على الاسد. إيران كانت كنزًا لسوريا فأصبحت عالة على سوريا وعلى روسيا. ويجب عدم النسيان أن روسيا هنا، فالملحق العسكري الروسي يجلس هنا مرة كل اسبوع ويسمع مني كل الامور.

هل يمررون رسائل من السوريين إليكم؟
نعم بالتأكيد وليس عبرهم فقط، فالرسائل من السوريين تصلنا عبر أطراف أخرى، وبشكل مستمر.

ماذا يريد السوريون منكم؟
يريدون العودة للجامعة العربية ويريدون مساعدات اقتصادية مثل الوقود وغيرها ويريدون اموالًا كي يدفعوا للإيرانيين ليخرجوا من سوريا ويريدون تثبيت نظامهم. فالأسد يرى الوضع الحالي وهو يريد الاقتراب من المحور السني من أجل تسديد ديونه لإيران وإخراجها من سوريا فهو الآن يرى أن بامكان إسرائيل مساعدته مع الولايات المتحدة من جهة ومع المحور الخليجي والسني من الناحية الأخرى، فالآن يرانا مثل الروسي جسرًا للولايات المتحدة وللدول الخليجية والسنية. الأسد يخشى أن يسقط لكن لن يأتي للسلام غدًا. لكنه مستعد الآن للحديث، لتثبيت نظامه والعودة إلى الجامعة العربية وتسديد ديونه لإيران وتحديد وضع لا حرب مع إسرائيل وبعدها مفاوضات بشأن الجولان وغيرها.

هل ترى ذلك قابلًا للتنفيذ؟
بالتأكيد، أنا مستعد للاتفاق معه غدًا صباحًا. لكن للأمانة حتى الآن لم نتحدث في ذلك مع قائد الأركان أو المستوى السياسي لأن ذلك في بداياته من وسطاء هنا وهناك. لكن المهم في ذلك أنه يمكن أن يفكك المحور المتطرف، محور إيران، وهذا هو المهم في هذه الرسائل.

سأرسل طبيبًا لنصرالله
هناك من يقول إن الافضل أن تذهبوا إلى إسقاط نظام الأسد الحليف لإيران وحزب الله واقامة نظام أفضل؟
لا اعتقد ذلك. لا يمكن التكهن من سيأتي بعد الأسد. قد تقوم إيران بجلب قائد متطرف أكثر منه وتسيطر بشكل كامل على سوريا، ومن ناحية أخرى أنا أفضّل من أعرفه واعرف كل شيء عنه على آخر لا أعرفه ولا استطيع أن اتكهن أو اقدر كيف سيكون ولا نعرف من سيسيطر على الدولة ولا اعتقد ان علينا أن نقوم بتجارب في هذا الأمر. من هذا المنطلق اقول لك انني اتمنى لنصرالله طول العمر وانا لا اعتقد مثل درور شالوم، الذي تحدث اليك أن علينا قتله. كان نصرالله مريضًا، الآن أنا مستعد لأن أرسل له الدواء والطبيب.

هل يقبل ذلك منكم؟
بالتأكيد، هو يعلم اننا لن نضره، بل العكس ،فنصرالله كنز لنا فهو يجلس هناك منذ سنوات طويلة ويعرف كيف تتم الأمور ويعرف الأثمان وهو ذكي ولا يريد التورط معنا. نفضل أن يبقى وألا يأتينا من يورط نفسه ولبنان في حرب تدمر لبنان وتؤدي إلى سقوط ضحايا هنا وهناك.

نسمع في الآونة الأخيرة أن حزب الله يستهدف طائراتكم بمضادات أرضية؟
نعم هناك مضادات وهم يحاولون دوما ويطلقون النار نحو طائراتنا وعلى مسيراتنا، ونحن لا توجد لدينا نية لأن يطلق النار علينا ولن نكف عن الطيران في الأجواء اللبنانية ولن نسمح له بإصابتنا وكل مكان يصيبنا ندمره، وحتى الآن اقول لك بكل تأكيد انه لم ينجح في إسقاط ولو طائرة واحدة من دون طيار بمضاداته الارضية.

لا معلومات
المرفأ، ما نوع الاسلحة التي كانت في العنبر؟
لا أعرف.
تقولون دائما إنكم تعرفون.
لا اعرف ما كان هناك في هذا الانفجار ولا توجد لدي أية معلومات اذا كانت لحزب الله اسلحة انفجرت في هذا الحادث.

يعني حزب الله صادق عندما يقول إن لا اسلحة لديه في المرفأ؟
لا اعرف، كانت لهم مخازن اسلحة في السابق هناك في المرفأ ولا استطيع أن أقول لك إن كانت له اسلحة انفجرت في المرفأ.

هل لديه اسلحة هناك؟
نعم بالطبع، هناك اسلحة تصله عبر المرفأ.

أي انواع؟
لا اعرف أي انواع لديه، لكن اعرف أن هناك اسلحة كثيرة في مخازن ببيروت في كل مكان وهناك في بيروت اسلحة متفجرة وخطيرة جدًا وتنذر بكارثة.

فخري.. رحمه الله
لنعد إلى العام 2020 .بدأ مع مقتل سليماني وانتهى بمقتل فخري زادة؟
هذا العام وعلى الرغم من كورونا كان مميزًا فإن سليماني هو ابو الارهاب الاكبر في المنطقة وخليفته لا يرتقي اليه واعتقد اننا ما زلنا نرى ونلمس التأثير الكبير لمقتله على إيران ومحور إيران وكل تموضعها ومحاولات تمددها في المنطقة.

لكن يبدو أن الرد الإيراني لم يرتقِ إلى أهمية قاسم سليماني؟
لأن الاميركي قتله والإيراني يعي قوة الاميركي واساطيله وطائرات بي-52 وغيرها، فإيران لا تريد التورط مع الولايات المتحدة، الإيراني يعمل من طريق السايبر أو إطلاق صواريخ على إسرائيل من سوريا أو عبوات هنا وهناك أو طائرات بلا طيار من الحوثي على السعودية أو قارب متفجر بجانب ناقلة نفط. الإيراني لا يبحث في هذه المرحلة عن مواجهة كبيرة لأنه يعلم الثمن الذي سيدفعه في حرب معنا أو مع الاميركي.

هل كان هناك تعاون إسرائيلي اميركي في تصفية سليماني، فأنتم كنتم تراقبونه أيضًا؟
كنا نعرف اين هو في كل وقت، وهناك تعاون مع الاميركيين.

في تصفية سليماني أيضًا؟
في كل المجالات.

وتصفية فخري زادة ابو المشروع النووي الإيراني؟
رحمه الله!

من قام بذلك، انتم أم الروبوتات العسكرية؟
رجال جيدون قاموا بذلك وجيد أنهم فعلوا ذلك. هناك الكثير من السيناريوهات تنشرها الصحافة تجعلني ابتسم. القصص مثيرة جدًا.

الأمور مرهونة ببايدن
إسرائيل قررت منذ سنوات أن تعالج بكل ما تستطيع البرنامج النووي الإيراني والان نحن على مفترق جديد مع دخول بايدن للبيت الابيض والامر سيتغير. الى أي منحنى سيذهب هذا المشروع بحسب تقديرك؟
لا اعرف بالضبط. هناك وضع اقتصادي اجتماعي وصحي في الولايات المتحدة ولا نعرف كيف سيأخذ بايدن الأمور. الاوضاع ستكون بحاجة إلى اشهر لمعرفة ما سيكون والجميع يخشى المجهول، وأرى اننا بصدد اعادة حسابات الطريق مجددًا واعتقد انه ستكون محاولة إيرانية – بايدينية لعقد اتفاق سريع مختلف ربما بعض الشيء. الإيرانيون لن يتنازلوا إلا اذا كان بايدن صارمًا معهم، فقد صبروا اربع سنوات طوال عهد ترمب ويمكنهم الصبر أشهرًا إضافية ولديهم الوقت الكثير. الإيراني لم يتنازل لترمب فلا نراه يتنازل لبايدن.

لنذهب إلى الاوضاع الحالية في المنطقة واتفاقيات السلام. ما الدافع لها برأيك؟ القوة الإسرائيلية والتطورات في المنطقة والردع الإسرائيلي لإيران؟
نعم اعتقد أن ذلك صحيح، أضف إلى ذلك الخطر الإيراني على الجميع من الخليج إلى مصر والاردن وغيرها من الدول السنية، وهم قلقون جدا من تغيير الادارة الاميركية. بايدن ليس محبًا للسعودية أو للخليج بما يتعلق بحقوق الانسان وهناك قلق في المنطقة من الاوضاع الاقتصادية وعند ترتيب كل الاوراق فمعاهدة السلام مع إسرائيل هي السبيل الافضل في هذا الوضع ويجب أن لا ننسى المسألة الفلسطينية التي هي قلب الصراع لم تنتهِ مع اتفاقيات السلام وستظل على أبوبنا وعلينا إيجاد حل لها فالعام القادم سيشهد عودة قوية للمسألة الفلسطينية واعتقد أن اتفاقيات السلام ستساهم في حلها بشكل افضل وربما بشكل اسرع. هناك تغييرات كثيرة وهناك أهمية للكثرة في اتفاقيات السلام وهذا سيساهم في تغيير المنطقة.

الصراع لم ينتهِ
هذه الاتفاقيات جلبت أيضًا تسلحًا غير مسبوق لدول الخليج مثل طائرات اف-35 وغيرها من المنظومات. ألا تخشون من ذلك؟
أبدًا، نستطيع العيش بسلام وهدوء ومن دون قلق مع هذه الاسلحة. السعودية مثلا دولة ذات قوة عسكرية هائلة لكننا مطمئنون من قدراتنا ومن الحفاظ على تفوقنا العسكري في المنطقة وهناك استخبارات ومعلومات تصلنا ولا تصلهم من الاميركيين، لكن علينا الانتظار لما سيكون مع إدارة بايدن وسياستها في المنطقة. اعتقد انه إذا لا سمح الله حدثت انتفاضة بين الإسرائيليين والفلسطينيين فإن هذه الاتفاقيات لن تصمد ولن تبقى كما كانت.

مثلما حدث مع انتفاضة العام 2000؟
نعم صحيح واعتقد أن الموضوع الفلسطيني سيعود إلى الواجهة من جديد في 2021 و2022.

هذا مخالف لتقديرات هنا في إسرائيل تؤكد أن الموضوع الفلسطيني انتهى؟
لا لم ينتهِ ولن ينتهي، واعطيك مثالا: جنرال مصري ألتقيه دائمًا ونتحدث من دون حساسيات ومن دون رسميات يقول لي خلال زيارتي للقاهرة الشهر الاخير: لن يساعدكم أي شيء فلا يمكن استئصال أساس الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني فالمواطن المصري العادي يعي أن هناك مسألة فلسطينية يجب حلها ولن يساعد أي سلام مع القيادات، فهناك مليونا فلسطيني في غزة واكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون في الضفة وهناك لجوء ويجب حل هذه المسألة واعتقد أن ابو مازن وحماس والسنوار يعون ذلك، والآن اتفاقيات السلام يمكن أن تكون لصالحهم ويستثمرونها فانا أرى ابو مازن يتحرك نحو قطر وسلطنة عمان والسعودية والسلام قد يساعد الفلسطينيين الآن، فهم بدأوا يعون أن عليهم استثماره بدلًا من استنكاره. في هذا المجال، أرى فرصًا اكثر للتوصل إلى حل للمسألة الفلسطينية فلا يمكننا ترك الوضع كما هو لأولادنا. علينا التوصل إلى حل وأرى في السنتين القادمتين فرصة للحل ولا علاقة لشكل وسياسة الحكومة في إسرائيل.

ولا بأي شكل!
بالنسبة إلى إيران ومشروعها، هل هناك خط أحمر لكم لن تتجاوزوه وإن وصلته إيران ستضربون منشآتها النووية؟
نعم. بالتأكيد. لن نسمح لهم بالتقدم.

لديكم القدرة؟
نعم بالتأكيد، فدولة إسرائيل لن تسمح بذلك حتى من دون الاميركيين.

لا توجد أي امكانية أن تسلم إسرائيل بقدرة نووية إيرانية؟
لا، أبدًا، ولا بأي شكل.

هناك قنبلة نووية باكستانية، لماذا تقبلونها؟
الأمور تختلف والنظام يختلف وهناك بعد كبير، فلإيران ألف صاروخ يمكن أن تصل إسرائيل ولا يوجد مثلها في باكستان.

هل تستطيعون الوصول اليهم في إيران من هنا؟
نعم، طبعًا.

متى آخر مرة حلقتم في الأجواء الإيرانية لجمع المعلومات؟
دائمًا، نحن نحلق فوقهم ونجمع ما نريد من معلومات بكل الوسائل الجوية والأرضية. هناك عمليات نقوم بها هناك لا نعرف عنها لكن تنشر هنا وهناك. نحن نقوم بما يجب في كل مكان.

آلاف الضحايا
ما هو السيناريو للضحايا والأضرار من حرب في لبنان؟
هناك سيناريوهات دقيقة. سيكون هناك آلاف الصواريخ، سيكون هناك تصدٍ لكن سيسقط الضحايا، بين العشرات والمئات من القتلى المدنيين الإسرائيليين خلال شهر من الحرب ومئات إلى آلاف الجرحى، وإذا غامر حزب الله بحرب فستكون قاسية والناس ستدخل الملاجئ وسيتم تدمير منشآت ومبانٍ وهو يعرف انه على كل مدني قتيل سيكون مئات المدنيين القتلى في لبنان وعلى كل جندي إسرائيلي مئة من عناصره، أضف إلى ذلك الدمار الذي سيلحق بهم. آمل ألا نصل إلى ذلك. الوضع في لبنان صعب جدًا الآن، فلا حكومة ولا اقتصاد والمبادرات تفشل الواحدة تلو الاخرى.

كيف ترى العام القادم؟
أولًا أريد أن يبقى الوضع كما هو الآن. على الرغم من كورونا، الوضع الأمني في احسن الحالات. الوضع الامني غير موجود على الجدول الإسرائيلي، فالامن متوافر بشكل ممتاز والاقتصاد جيد والسياحة لم تتضرر كثيًرا والاوضاع جيدة حتى مع كورونا. في الضفة الغربية، هناك إسرائيليان اثنان فقط قتلا في عمليات ارهابية خلال 2020 وعدد قليل من الصواريخ أطلق من غزة. وفي عام 2021 آمل أن نرى لقاحًا للكورونا وان يتفرغ الشعب الإسرائيلي للاقتصاد والصناعة والسلام، وأن يظل الامن في الخلفية، وأن تعيش إسرائيل بسلام، وان تُحل المسألة الفلسطينية، وان نكون جزءا من المنطقة، وان نكون المفتاح للسلام والاستقرار في المنطقة. الشيء الجيد والمثير هنا اننا إلى جانب كل الاستهداف والعمليات العسكرية القريبة والبعيدة نستطيع تحييد الداخل الإسرائيلي وابقاءه خارج المعادلة، فهذا الأمر هبة من الله، أي أن نستطيع ضرب أعدائنا، وأن نوجعهم من جهة وألا يقوموا بالرد علينا بشكل يورط الناس العزل، فنحن نقوم باحتساب كل خطوة من هذا المنظار وحتى الآن نجحنا في حساباتنا. الدولة منشغلة بجائحة كورونا، أما الجيش والاجهزة الامنية فيستمران بضرب الاعداء ودرء الاخطار بعيدًا عن الأنظار.

في أسفل رابط المقابلة على موقع إيلاف
https://elaph.com/Web/News/2020/12/1314107.html