الكولونيل شربل بركات/الله ولبنان شغلة كبيري

406

الله ولبنان شغلة كبيري
الكولونيل شربل بركات/11 كانون الأول/2020

ما بدنا نحكي عن الدين والتدين ولا عن الايمان وانضباطيتو، راح نحكي عن لبنان وعلاقتو بالله.

يوم الكانو الناس بعدن بخافو من الرعد والبرق كانو كهنة هيكل ملقارت بصور بيتباهو بتمرير الشرارة النازلة من السما وتوجيها على مذابحهن تيولعوا حطب التقدمة، ومن هيك بعدها ثيابهن وقبعاتهن وعصيهن متابعة مع كل الديانات هاللي تعرفت عليهن من هاك الأيام.

جبل لبنان ما عرف المسيحيي بالرغم من تواجدها بالمدن الساحلية لأكتر من اربعمية سنة ومع هاك الناسك صار ماروني دغري. وجبل عامل حارب النبي بغزوة تبوك وبعدين مع أبو ذر الهارب من الجور صار شيعي دغري. والدعوة الدرزية بلشت وماتت بمصر بس بقيت لليوم بلبنان وأتباعها بفاخرو بانفتاحهن وعقلانيتهن العابرة للأديان وبعدهن بزينوا تلال البياضة وخلوات الشوف بمنارات شيوخ العقل. ولو ما حكينا إلا عن الامام الاوزاعي واولاد بنواتي الحارسين لليوم مزار النبي ميخا منعرف انو كمان هول الجماعة متل غيرهن فيهن شعلة الخير نفسها هللي زينت السهل بزحلة أو بعدها بترشد البحارة من سيدة النوريي.

بيجيك أكم واحد مبارح تعلموا يقروا ويكتبوا بدهن يلغوا تاريخ الحضارات المتجذرة بلبنان من ميات السنين لأنن هني ما بيفهموها. والبعض هاللي بيفتكروا أنهن ورتوا التدين بيطلع أنهن ما فهموا شي من دينهن ولا من غير دين عشين هيك بيفوتوا عالتعصب وبيجربوا يفرضوا حالن على الناس بالقوة. ومن جهة تاني هالي بخافوا من المتعصبين بحطوا الحق على ألله وبيهربوا على الألحاد.

الجاهل وحدو ما بيقدر يناقش ويتعاون وينفتح على الآخر وعشين هيك ولأنو عندو عقدة نقص تجاه البقية بيجرب يفرض حالو عليهن بالقوة. والجاهل التاني بدو يفرض قانون يمنع حدى يحكي عن اي شغلة هوي ما بيفهم فيها وبيصير يتاجر برفض الدين ويسميه مرة أفيون الشعوب ومرة سبب المشاكل ومرة مقسم المجتمعات.

لبنان اسمو قلب الله (لب – آن) الأبيض الناصع الخالي من الحقد والعهر والشر وهاللي بيوزع الخير عكل الجهات. عالغرب بينزّل شي عشر أنهر بيصبو بالبحر. وعالشرق بينزل بردى وحدو بيعطي الحياة لها الصحرا الجافة القاسية هاللي بقولوا عا جنبها بجبل قاسيون قايين قتل خيو هابيل وهيك صار اسم الأرض هاللي شربت دم قايين دم – سق (يعني الأرض هاللي شربت الدم) ومنسميها اليوم دمشق (دم – شق) وحولها الغوطة الغنية. بينما العاصي بيروح عالشمال بيوزع خيراتو وبيغني الأراضي من حمص وحما وسهل الغاب تيوصل لانطاكية ويرد على البحر. وبالجنوب بينزل منو الحاصباني والوزاني وحتى بانياس ودان وبيعملوا نهر الأردن هاللي بيكفي بعد بحيرة طبرية، واسمها بالفينيقي والعبراني كنيرت، بيكفي تيغزّي كل الأغوار ويسقيها وينتهي بالبحر الميت. هيدا اللبنان ما حدا في يمنعوا يوزع خير على جوانبو ولا حدا في يسيطر عليه ويوجهو على الشر والحقد والعهر بالعكس هاللي بيجرب يعيش بلبنان ويخالف قواعدو بيرجع لبنان يطردو بكل بساطة وإذا كتروا الأشرار الأرض بتقلب عليهن. لأنو وقف الله بيشبع الكل بس ما بيغني حدا وبيحمي الكل بس ما بيقاتل عن حدا.

لبنان راح يبقى هيكل المحبة والطريق الأقصر تنحكي مع الخالق (هون السما قريبة بتقول الغنيي) وراح يضل في مين يعمل على نشر التفاهم وروح الانسانية ويقرب الناس من بعضها مهما جرب الشر يخرب.

وبالأخير الشر بيقتل حالو والخير هاللي بكل قصصنا بيربح كمان مرة راح يربح وينتصر على القهر والذل والتبعية ويغلب فينا الشهوة والحسد والطمع هاللي عم ياكلونا وخربوا كل العمرناه.

لبنان ولو خربت الدني ما بيخرب ولا بيفضى من الخير والبركة. وأهلو على تنوعهن بيرجعوا بيعلموا أبجدية جديدة للنجاح ولتجاوز المشاكل بين النظريات المتضاربة والتوجهات المتطمعة وبالأخير ما بصح إلا الصحيح.

لبنان راح يرجع منارة الشرق وملهم الغرب ومحط آمال كل ولادو المنتشرين بكل أرجاء المعمورة ومش راح يوسخو سلاح ولا مال ولا شهوة ولا طمع كلو راح يسقط والجايي راح يثبت هالكلام…