الأب سيمون عساف/يا كاهن الرب…دُعِيَ خادم يسوع لأن يكون قديسا، إن لم تكُنه فانت شيطان متلبِّس

108

يا كاهن الرب...دُعِيَ خادم يسوع لأن يكون قديسا، إن لم تكُنه فانت شيطان متلبِّس.

الأب سيمون عساف/29 تشرين الثاني/2020

كاهنٌ انت؟ رسالتك اذا الانصراف الى الصلاة.
إياك ان تصعد درج الهيكل لتقيم الصلاة، والحقد والكره والبغض والغضب والمضره والأذى ينغلون في قلبك.
حاشاك يا كاهن الرب ان تنتحل صفة ليست لك، ان انتحال الصفة دناوة ونفاق.
لا تقترب من المذبح لتقديم قرابينك، قبل ان تكون مستحقاً وديعا ونظيفا.
لا تعاكس المشورة، لئلا تحرق بذلك نفسك وتكون ممُثِّلاً بارعا.
فالمُمَثِّل عند الله تمثالُ صنمٍ متحرّك لعين.
ترصَّنْ واحتَشِم ليرى الآخرون فيك سِمات سيّدك.
حافظ على استقامة ضميرك بين التوبة اليه والغفران للآخر كيلا تُرذل يوم الحساب.
عليك ان تتماهى باستدماج وسَيْرُورَة لإرضاء الشخصين : المسيح وانت.
تأَكَّد من انك طاهر عفيف مُحبٌّ لا عيب فيك، لكي تليق بِمن تقرّب له تقدماتك.
صُنْ خصائص الثالوث الأقدس لتفنى بذاتك وتبقى في الحق.
بذي الأسلوب تبلغ “النيرفانا” سعادتك القصوى. فتردّد مع الحلاَّج:
لي حبيبٌ حُبُّهُ ملءُ الحشا إِنْ يَشَا يمشي على رمْشي مَشَى
روحُهُ روحي وروحي روحُهُ إنْ يَشا شئتُ وإِن شِئْتُ يَشَا
بهذا الحنين المشتاق تنتقل إلى الانخطاف الجذلان، وتشكل تمرّدا على الأنا.
هكذا تصير بحالة انطفاء كامل تصل إليها بعد تأمل عميق.
بشطحات الارتقاء لا تضيمك مؤثرات محيطة بك على الإطلاق.
وتصبح بالسلوك الشفيف منفصلا تماما بذهنك وجسدك عن العالم الخارجي.
إِشحن طاقات الروح لتحقيق النشوة بقتل المراغب والميول.
لا تنتهك كرامة الله ولا تهِنْ شرفَهُ بلامبالاتك، مزق ستائر الواقع اليوميّ فتدخل العالم الخفيّ.
صَفِّ حواشيك من النتانات التي تهين معلمَكْ، ألفُتُ انتباهَك الى اكتمال ذاتك لأني لا اودُّ لك الهلاك.
إحتَرِمْ عهدَك مع إِلهك الحيّ الناظر الى مسار تصرُّفاتك.
إِستَرحِمْ الجالس على العرش المنتظر تواصلك واتصالك.
تمسك بالوعد الذي قطعت بينه وبينك.
إِنزع الحمأ المسنون واخلع رواسب الطين فيتروحن ترابك ويتبارك.
أصلح سيرتك وغُص في ابديتك فتلقى منابع الإبداع.
إِقنع نفسك بانتزاحك الى العمق حسب قول الراعي الصالح، لئلا تُطرح في الظلمة البرّانية وهناك البكاء وصريف الأسنان.
إياك التمادي في الشطط رأفة بحالتك، نار جهنم لا تنطفىء ودودُها لا يموت.
والقول ينسحب على كل مسيحي يقصد الكنيسة.
على جميع المؤمنين الالتزام انشادا للخلاص الموجب الاستعداد والندامة للاشتراك في محفل الأبرار حول مائدة الحمل.
كي تهجع مطمئن البال لا مضطربا، إعلم انه لا مفر ولا مهرب، فالفارق بين الحلم والظلم كالذي بين الجنة وجهنم.
دُعِيَ خادم يسوع لأن يكون قديسا، إن لم تكُنه فانت شيطان متلبِّس.