الأب سيمون عساف/يا لَلمذلَّةِ كيف عاشوا يا لَلفضيحةِ كيف ماتوا ما الموتُ إِطباقُ الجفونِ وانما الذلُّ المماتُ!!

110

يا لَلمذلَّةِ كيف عاشوا يا لَلفضيحةِ كيف ماتوا ما الموتُ إِطباقُ الجفونِ وانما الذلُّ المماتُ!!
الأب سيمون عساف/06 تشرين الثاني/2020

هناك وراء جدران الزعامات اشباحُ قتلةِ الضحايا.
هناك تراجيع شخير دمّ الأبرياء المسفوك على شفار السكاكين .
هناك جلاد الرهبة يلفح ضمائر المجرمين بسياطٍ الأبالسة اللاهبة.
آثار المجازر لطخات على اكفّ قيادات قصَّابة تلتذ بنجيع الذبيح.
لذا يترامى الى الأسماع نشيج انين الراحلين من دون ذنوب.
ينحو باللائمة على إِنصاف السماء اذ تاخر للحساب.

متى يُقضى على الباطل لأن:
“تراب الأرض كِويو العطش طَحَّم جود السما ما كان يترحَّم.
كتر الحرارة الطالعه من الآخ حتى الحجر من وهجها فحَّم”.
خسارتنا ليست شهداء ماتوا وحسب، بل احياء يستشهدون، يفقدون حتى ارصدة جنَوها عبر ايام مشوارهم الحياتي.

والمتأرجحون على الكراسي، ان تكون حكومة او لا تكون، تندرج في آخر اهتماماتهم، يتقاتلون على تقاسم الحصص يمُطّون الوقت مسترخين والشعب يصرخ وينتحب تعضه انياب البؤس الناخع واليأس الباخع.
من ايِّ صنفِ خلقٍ هؤلاء وفيهم البائع والشرَّى الفاجر والتاجر مارسوا عمليات السطو على ودائع اناس وارزاقهم.

باية لغة نخاطبهم علَّ غضبَ الوجدان يصفعهم فيستفيقون. ما شكل هذا العصر الشنيع الذي نحن فيه؟
خطيئة الإنسان في المطلق استمطرت غيظ الإله على الكفر والنكران والجحود والعصيان.

وخطيئة ابناء لبنان انها استمطرت غيظ الله لأنهم دفنوا المحبة، وفي موت المحبة تقهقه الشياطين راقصة على بيوت اشبه بالمقابر.
لم يأخذوا الدروس والعبر من فتن وحروب ابادت اعز الشباب والرجال وكفَّنت سعادتهم.

وما اسهم في إفلاس الوطن اسيادُ جبهاتِ قتال امسكوا بالسلطة وانتقلوا بذهنية ميليشاوية الى الدولة حتى خربوها.
ومقيمون ومغتربون لا يريدون هذا الطاقم الفاسد الفاسق.
ان حشرات الأرض ابلغ من حكمة سليمان لها قوانين تسخر من سلوكياتهم وفوضاهم.

فالعالم الاوسع هو الجامعة الكبرى للإنسان كي يترقى ويتعلم التمدن والازدهار والعمران، وعندنا لا يأبهون.
هل يستطيعون ان يتمادوا في الغي والكيانات البشرية اليوم تنعي القيم في خيارات المصالح؟

هذه المشاهد غريبة عن عاداتنا والتقاليد وفضائلنا والشمائل.
سقطت سلطة البيك والزعيم مهما تجبروا وتكبّروا واستثمروا لعبة الطائفية مختزلين دستورا مغموزا هجينا.

باي حال فان الآتي لن يرحم والدينونة ايضا لن ترحم.
وكم ينطبق على شعبنا قول الشاعر الغرزوزي امين مشرق:
يا لَلمذلَّةِ كيف عاشوا يا لَلفضيحةِ كيف ماتوا ما الموتُ إِطباقُ الجفونِ وانما الذلُّ المماتُ!!