الكولونيل شربل بركات/قضية عامر الفاخوري تتصدر الصحف الأميركية مجددا

486

قضية عامر الفاخوري تتصدر الصحف الأميركية مجددا
الكولونيل شربل بركات/23 تشرين الأول/2020

نشرت مقالاتين في ألآونة الأخيرة في صحيفتي الواشنطن بوستWashington Post والنيويورك تايمزNew York Times الأميركيتين تناولتا موضوع عامر الفاخوري الضابط السابق في جيش لبنان الجنوبي الذي كان أوقف من قبل الأمن العام اللبناني بعد دخوله الأراضي اللبنانية ومن ثم سجن وعذب لدرجة أنه أصيب بمرض سرطان الخلايا اللمفاوية وفقد حوالي 40 كيلوغرام من وزنه قبل أن يسمح له بأية مساعدة طبية في خلال فترة وجوده داخل السجون اللبنانية.

وبحسب ما افادت ابنته لاحدى الصحيفتين فإن الفاخوري، والذي هاجر إلى الولايات المتحدة منذ عام 2000 وأصبح مواطنا أميركيا، كان قد سأل عن امكانية زيارته للبنان ولم يكن له اي اسم في برقية التقصي الموزعة على مداخل البلاد. وقد كان استفهم حول أن يكون مطلوبا قبل قراره لزيارة الأهل.

ومن المعروف بأن تهمة الدخول إلى أراضي العدو تعتبر ساقطة بمرور الزمن أي بعد عشر سنوات على ارتكابها. وهو دخل بجواز سفر اميركي وقد احتجز جماعة الأمن العام جواز سفره هذا كتدبير غير قانوني، ولكن معمول به في لبنان، كما قيل له، ليعود فيأخذه في اليوم الثاني بدون اية مشكلة. ولكن الجواز لم يعاد له بالرغم من المطالبة المتكررة مرتين قبل أن يقبض عليه في المرة الثالثة.

والظاهر أن بعض الجهات في الأمن العام اللبناني لم يرق لها عودته إلى البلد فتم القبض عليه يوم عاد ليأخذ الجواز في المرة الثالثة وكان مر على وجوده في لبنان سبعة ايام. وقد فتحت له قضية واتهم بأنه مارس التعذيب في سجن الخيام.

وقد كان رفض كل التهم الموجهة إليه كونه لم يكن مرة من ضمن جهاز التحقيق مع المساجين ولا تدخل هو أو أحد جنوده بأي أمر يتعلق بهؤلاء. ولكن كان لحزبلا وجماعته في الأمن العام على ما يبدو مشاريع أخرى لمبادلة أميركي بأحد موقوفي الحزب في الولايات المتحدة، (المدعو تاج الدين) والذي أطلق لاحقا، أي بعد مغادرة الفاخوري للبنان.

الجديد في هذا الموضوع هو قيام صحيفة الواشنطن بوست Washington Post أمس باعادة التذكير بقضية الفاخوري من ضمن اعتراضها على دعوة اللواء عباس ابراهيم إلى واشنطن وتكريمه للمساعدة على اطلاق بعض الرهائن. وكانت قضية الفاخوري والتذكير بها في هذا الوقت بالذات لأن جهاز الأمن العام الذي يرأسه ابراهيم هو من أوقفه بغير حق حيث تعرض للضرب والاهانة وربما ايضا للتسمم خلال توقيفه في سجن الأمن العام هذا، ولذا فقد اشار “جوش روغن” Josh Rogin كاتب المقال بأن عباس مسؤولا ليس فقط عن المشاركة في “ارباح الفدية” التي تدفع عن المخطوفين من قبل المنظمات الارهابية التي يفاوض، وإنما ايضا عن مقتل أميركيين، خاصة الفاخوري، الذي تقول عائلته بأن عملية توقيفه وسجنه والتحقيق معه بصوة وحشية هي ما سبب وفاته.

ومن الجدير ذكره بأن الأمن العام اللبناني اصبح، منذ تسلم جميل السيد قيادته، إحدى الوسائل التي استعملها الاحتلال السوري لقمع المواطنين المعترضين. ومن ثم وبعدما تسلم اللواء ابراهيم التركة جيّرت هذه الوسيلة لحزبلا بشكل أو بآخر. فالأمن العام يعتبر المسؤول الأساسي عن دخول وخروج الأشخاص إل لبنان ولذا فكل معارض أو منتقد لسلطة الحزب اليوم معرض للتوقيف. من هنا كان اعتقال المواطن السويدي اللبناني الأصل روني ضومط قبل الفاخوري واختراع جريمة له وابقاؤه في السجن للتهويل على بقية اللبنانيين الأحرار الذين يعيشون في الخارج وترويضهم.

عامر الفاخوري الذي كان التحق بالجيش في مرجعيون قبل أن يبلغ الثامنة عشر من العمر للدفاع، ككل شباب المنطقة، عن امن السكان ومنع القوات الفلسطينية وأعوانها من اذلالهم، وهو لم يكن مرة ممن يخالفون القانون أو يعتدون على حقوق الناس، ذهب ضحية حبه للبنان وتعلقه بهذا التراب العزيز. ولم يترك فرصة زيارة الأصدقاء والأقارب تمر من دون أن يضحي بوقته وماله في سبيل العودة إلى الربوع. ولكن جماعة الحقد ومركبي الملفات الكثر، انتقموا منه لا لعلة فيه بل لكي يمعنوا بالقبض على قرار من يتبعهم فيغزوا بين الحين الآخر منظومة الحقد ويحركوا مشاعر الشارع المغرر به ويتابعوا مسلسل التضليل.

تقول “جيني كروس” Jennie Crossفي النيويورك تايمز New York Times بأن الرئيس ترامب استجاب لنداء ابنة الفاخوري جيلة Guilaوقد كانت ظهرت على برنامج “فريندز اند فوكس” Friends and Fox الذي تقدمه قناة “فوكس نيوس” Fox News فضغط على لبنان لاعادة الفاخوري ولكن الأخير عاد منهك القوى حيث لم يستطع العودة إلى حياته الطبيعية بعد كل ما عاناه من توقيفه في لبنان. ولكن السيناتور جين شاهين Jeanne Shaheenمن نيو هامبشايرNew Hampshire ، حيث كان عامر يملك مطعم “ليتل ليبانون تو غو” Little Lebanon to go، عبرت عن سعادتها بعودته وقالت بأنها “ارتاحت لأن السيد فاخوري تمكن من قضاء الأشهر القليلة الماضية من حياته محاطا باحبائه وتلقى رعاية طبية ممتازة”.