في كل بلدة مخزن أسلحة لحزب الله الذي حول لبنان إلى قنبلة موقوتة/في انفجار عين قانا التحقيق ممنوع والتوضيح محجوب وتخوف دولي من رسائل ساخنة في ساحة لبنان الخصبة

378

انفجار عين قانا…التحقيق ممنوع والتوضيح محجوب تخوف دولي من رسائل ساخنة في ساحة لبنان الخصبة
موقع الشفافية/24 أيلول/2020

“في كل بلدة مخزن أسلحة”.. “الحزب” يحول لبنان إلى “قنبلة موقوتة”
موقع الشفافية/24 أيلول/2020
وقع انفجار عين قانا في الجنوب، وسط سلسلة من الحوادث التي ضربت لبنان، أضخمها تفجير مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي، وسط غموض يلف مواقع يرجح أن بها مخازن أسلحة لـ”حزب الله”. وكغيره من التفجيرات التي حصلت سابقاً، تذهب حقيقة تفجير عين قانا، الذي وقع منذ يومين، في مهب الريح، مخلفاً وراءه خوفا وقلقا لدى الأهالي من أنّ تطال الصفقات السياسية والأمنية أرواحهم، لاسيما بعد تفجير المرفأ الذي أودى بحياة 182 شخصاً، وجرح أكثر من 6 آلاف، دون إعلان نتيجة التحقيقات. وسائل الإعلام التابعة للحزب قالت إن تفجير عين قانا وقع بسبب حريق نشب في محطة وقود بالبلدة، وسط نفي من الأهالي.
تكتم رسمي للجيش ووزارة الدفاع
واكتفت قيادة الجيش اللبناني، ببيان مقتضب، أعلنت فيه أنّها باشرت التحقيقات في أسباب انفجار عين قانا. بدورها، ذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية، أنّ “الانفجار تزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي والتجسسي المعادي، الذي لم يغادر أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح منذ الصباح”.
في المقابل، قالت وكالة “رويترز” أنّ الانفجار وقع في أحد البيوت التابعة لحزب الله والتي يستخدمها مخزنا للسلاح. وزارة الدفاع التي لم تعلّق على بيان الجيش المقتضب، فقد أشارت مصادر في المكتب الإعلامي التابع لها، في حديث لموقع “الحرة”، إلى أنّ الوزيرة ترفض التصريح بهذا الخصوص كونها ضمن حكومة تصريف أعمال، وليس بحوزتها أي حيثيات أو معلومات عن الحادثة، وبأنها لا تريد إقحامها في هذا الملف. وتميّز انفجار عين قانا عن غيره، بوجود تغريدة تحذيرية، نشرها حساب باسم “ألكس بنجماني”، في 7 أغسطس الماضي، وهو شاب لبناني مقيم في النرويج، يعرف عن نفسه بأنه “معتقل سابق في سجون حزب الله”، كاشفاً فيها عن تصنيع عبوات داخل الأحياء السكنية في البلدة الجنوبية.
قاذفات صواريخ ومواد متفجرة بين الأحياء السكنية
وفي حديث لموقع “الحرة”، كشف بنجماني أنّ “الانفجار وقع في معمل تصنيع عبوات وليس في المخزن الذي كان سيؤدي إلى كارثة إنسانية، في حال انفجاره”، لافتاً إلى أنّ “المخزن يبعد أمتارا فقط عن المصنع، وهناك صواعق كهربائية وبعض الذخيرة الحية في مخازن أخرى”. ونفى أنّ يكون الانفجار قد حصل في محطة وقود أو داخل مركز تابع لجمعية “أجيال السلام”، وفقاً لما يروّج له مؤيدو الحزب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مبيّناً أنّ “الجمعية أساساً تعود للتنظيم الإرهابي، ويسجّل العناصر المتقاعدين أبرزها العاملين في وحدة الهندسة والتصنيع في ملاكها”. وأضاف بنجماني أنّ “بين منطقتي جرجوع والريحان، معسكر للحزب يعرف باسم المروج، ويحتوي على قاذفات صاروخية، ومواد متفجرة بين الأحياء”، مشيراً إلى أنّ لا مصدر محددا لمعلوماته، والأمر مرتبط بأصدقاء له في بعض البلدات الجنوبية، ولا يوجد علاقة بين تغريدته وتاريخ الانفجار، معتبراً أنها “مجرد مصادفة”.
إهمال في التخزين والتصنيع
وفي هذا السياق، أوضحت مصادر لموقع “الحرة”، أنّ “لا خلفيات أمنية وراء انفجار عين قانا، كل ما في الأمر أنّ هناك إهمالاً واضحاً في التصنيع والتخزين”، لافتاً إلى أنّه “لم يسجل قتلى لأن العناصر الحزبية كانت خارج دوام عملها”. كما أشار عنصر منشق عن “حزب الله” يعيش في دولة أوروبية، لموقع “الحرة”، إلى أنّ “في كل بلدة جنوبية مخزن للأسلحة، وبين كل ثلاثة منازل موقع عسكري للتخزين”، موضحاً أنّ “بعد مقتل القائد العسكري عماد مغنية عام 2008، وضع الحزب خطة عرفت باسم جهوزية الرضوان لمواجهة العدو في أي وقت على حسب قولهم”. وأضاف “تقوم الخطة على تحقيق اكتفاء ذاتي من الذخائر والأسلحة لكل بلدة (معدل 10 الآف قنبلة)، وذلك عن طريق مخزن يكون في آخر البلدة بالعادة، ومعمل يتوسطه منزلان، يقطن بهما عناصر حزبية لتأمين الحماية، وجرت العادة أن يتم وضع يافطة مكتوب عليها معمل أجبان وألبان من أجل التمويه”. وشدد على أنّ “المعامل والمستودعات ممتدة على كافة الأراضي اللبنانية وداخل الأحياء السكنية بأشكال وطرق مختلفة، وهناك أنفاق لاسيما على طريق الجنوب – بيروت”. وعن مطار رفيق الحريري الدولي، قال العنصر المنشق إنّ “لكل عنصر متفرغ متقاعد في الحزب زيارتان أساسيتان لإيران من أجل التدريب، وبعد الأزمة السورية أصبح العناصر يسافرون عبر مطار بيروت، وعند عودتنا على متن طائرات مدنية لشركات عدّة، كنا نشاهد بأعيننا شاحنات تحمّل صناديق مغلقة وتنقلها لمكان آخر داخل حرم المطار”.
نفق يربط البقاع اللبناني بريف دمشق
بدوره، أكّد أبو علي (اسم مستعار)، من بلدة الطفيل، التي تقع بعمق سلسلة الجبال الشرقية للبنان وتتداخل فيها الأراضي السورية، أنّ “لحزب الله مخازن أسلحة ومعامل مخدرات في البلدة، عدا عن أنفاق سريّة تصل إلى دمشق”. وشدد على أنّ “هناك نفق يربط محافظة البقاع بمنطقة الزبداني في ريف دمشق الغربي”، قائلاً “المخدرات والأسلحة تجد طريقها في مثل هذه الأنفاق، التي لا يقف بوجهها أحد”. وكان قد وقع، في سبمتبر الجاري، تفجير في مخزن ذخيرة تابع لحزب الله، بين مدينة بعلبك وبلدة النبي شيت في البقاع اللبناني، وهي إحدى مناطق نفوذ الحزب، راح ضحيته سبعة أشخاص وأصيب أربعة بجروح طفيفة، وفقاً لوسائل إعلام محلية. ومع تعدد أصابع الاتهام نحو تخزين الحزب للأسلحة داخل الأحياء السكنية، ألمح البطريرك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، في أغسطس الماضي، إلى قيام الحزب بذلك. وقال، في عظة الأحد حينها، إنّ “مخازن الأسلحة موجودة بين أحياء سكنية لبنانية، وتفجير المرفأ يدق جرس الإنذار لوجوب التحرك”. وأضاف الراعي أنّ بعض المناطق تحولت لحقول متفجرات لا نعلم متى تنفجر ومن سيفجرها، معتبراً أنها تشكل خطراً على حياة اللبنانيين الذين لا يشعرون بالأمان في بيوتهم.
إثباتات دولية
وفي هذا السياق أيضاً، سبق لمنسق وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة الإرهاب، ناثان سيلز، قوله “إيران تستغل وجود مرفأ بيروت لنقل الذخائر والأسلحة الى حزب الله، بحسب ما نشرته صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، الأسبوع الماضي. و كشفت صحيفة “جيروزالم بوست” في تقرير أعدته مع مركز أبحاث “ألما” الإسرائيلي، عن 28 موقعاً على الأقل لتخزين وإطلاق الصواريخ، يستخدمها الحزب في مناطق مدنية تخضع لنفوذه في بيروت والجنوب والبقاع. وأوضحت أنّ المواقع في مناطق مختلفة، جميعها معدّة لإطلاق وتخزين وإنتاج صواريخ فاتح 110/M600 المتوسّطة المدى”. وقال رئيس قسم الأبحاث في مركز “ألما”، تال بيري، إنّه “يجب على العالم أن يفهم ويعلم أن مواقع الإطلاق هذه تقع في قلب البنية التحتية المدنية السكنية والحضرية”. واعتبر أن حزب الله يستخدم سكان لبنان كدروع بشرية من خلال “عدم التردد في وضع مواقع إطلاق الصواريخ بالقرب من المباني العامة والمؤسسات التعليمية والمصانع وغيرها”.
وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أثناء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر 2018، الكشف عن ثلاثة مواقع لتخزين الأسلحة، وهي ملعب لكرة القدم لنادي “العهد” المدعوم من “حزب الله”، شمال مطار رفيق الحريري الدولي، وموقع ثالث في أسفل الميناء.

انفجار عين قانا…التحقيق ممنوع والتوضيح محجوب تخوف دولي من رسائل ساخنة في ساحة لبنان الخصبة
موقع الشفافية/24 أيلول/2020
“خمسة ايام وتُعلن نتائج التحقيقات في انفجار المرفأ”…واحد وخمسون يوما على الزلزال الكارثي، لا نتائج ولا توقيفات لأي شخصية سياسية ولا ما يطمئن اهالي الشهداء الذين اتجهوا الى مقاضاة الدولة ولا الجرحى الذين ما زال قسم كبير منهم قيد المعالجة في المستشفيات، ولا الشعب اللبناني برمته المتخوف من استمرار العيش في بلد ربطه قادته السياسيون بفتيل قنبلة موقوتة غير معروف اين ومتى وبمن تنفجر ومن هم “شهداء لائحة الانتظار” التاليين.
يومان على انفجار عين قانا الضخم الذي هزّ اقليم التفاح والجنوب عموما من دون ان يعرف الجنوبيون الذين تداولوا بكثرة صورا وفيديوهات عن اضرار الانفجار البالغة، اسبابه ومن استهدف وما الذي انفجر في ظل إطباق عناصر حزب الله وحركة امل على المكان ومنع اي كان من الاقتراب واعتراض الاعلاميين وقطع الطريق على المصورين وتعنيفهم لعدم التقاط اي صورة توثّق ما جرى. قيادة الجيش اكدت فتح تحقيق لكن كما في الاول، كذلك في الثاني، لا نتيجة حتى الساعة.
انفجاران مدمران، ولئن غير متساويين في الحجم، بقيا لقيطين، يتيمين لا من يعلن اسبابهما ولا نتائج التحقيقات، فيما المعروف فقط حجم التداعيات التي يدفع ثمنها الشعب اللبناني ارواحا واضرارا في ممتلكاته واعصابا تلفت لكثرة ما تلقت من صدمات، فيما المخاوف تتنامى من انفجارات جديدة تحذر منها اكثر من جهة دولية ومخابراتية في اطار عودة استخدام الساحة اللبنانية صندوق بريد للرسائل الساخنة في اطار الصراعات الدولية والاقليمية، ما دامت السياسية لم تؤد الغرض وفق المعطيات.
اوساط سياسية معارضة تسأل عبر “المركزية” هل فتحت الدولة اللبنانية تحقيقا في انفجار عين قانا ام ان الاقتراب من المنطقة محرّم من دولة حزب الله الرديفة؟ الم يكن الاجدى بالحزب الذي يخوض معارك سياسية حكومية على انقاض ما تبقى من الجمهورية اللبنانية، ان يفسح المجال امام اجهزة الدولة للقيام بواجبها الامني، بما تبقى منه، وتكشف الحقائق ما دام الجميع يعرف ان حزب الله يخزن اسلحة في قرى الجنوب، والفيديوهات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت كالنار بين الهشيم كاشفة حجم الاضرار؟
واذا كانت “نهفة” معلم التلحيم الممجوجة لم تستخدم في انفجار عين قانا، لكونها لم تعد تنطلي على اللبنانيين، الم يكن على الحزب بأضعف الايمان ان يعبّرهم ببيان يشرح ما جرى ولو لم يقل كل الحقيقة، ام ان قدر الاستخفاف بهم بلغ حدّ عدم تكبّد هذا العناء؟
المعطيات الميدانية والتحذيرات الخارجية المصدر لا تطمئن ولا تبعث على الارتياح، لا بل تحمل الكثير من عناصر القلق ازاء احتمال حصول تفجيرات جديدة في بلد خاصرته رخوة وارضه خصبة ومشجعة على استخدامه امنيا وساحته مخروقة بالارهابيين وخلاياهم النائمة وبأطماع اسرائيل التي لم يعد لها من مكان على الارجح، بعدما انهار البلد وسلبت دوره الريادي في الدول العربية بعد “اتفاق ابراهيم”، و”ابراهيمون” كثر على درب التطبيع، فيما لبنان ينازع بفعل حسابات المصالح الخاصة وساعة اعلان وفاته تقترب ولا من يهتم..فالمهم حقيبة لطائفة ووزير لأخرى…” وبعد … ما ينبت حشيش”.