اتيان صقر ـ أبو أرز/فلتفُكّ إيران عن سما لبنان، ونحن بألف خير

127

فلتفُكّ إيران عن سما لبنان، ونحن بألف خير
اتيان صقر ـ أبو أرز/14 أيلول/2020

وإذا كانت الدولة اللبنانية اليوم ضعيفة ومريضة وفاسدة على شاكلة زعمائها، والأصح المتزعمين عليها، فهي لا تمثل بشيء عَظَمَة شعبها وتاريخه المجيد.

وإذا كانت الحرب هي فن ملاعبة الموت، فنحن أوّل من إتقن هذا الفن، ولا نقوله للتباهي والتشاوف، بل لنطلب إلى إخواننا في إيران أن يكفّوا عن حمايتنا، ويفكّوا عن سما لبنان، ونحن بألف خير.

****
يكاد لا يمُرّ يوم ولا يأتينا فرامان من النظام الإيراني يطلب فيه من اللبنانيين تقديم واجب الشكر والإمتنان “لحزب الله” على قيامه بحمايتهم من تنظيم داعش الإرهابي ومنعه من الوصول إلى جونية.

وآخر هذه الفرامانات جاءَت من السيّد على شامخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، يقول فيه “ان الحكومة والجيش في لبنان مُدينان لتضحيات “حزب الله” الذي لولاه لاستضاف لبنان كل دواعش العالم”.

لقد غاب عن بال السيّد شامخاني وكل من يتكلم معنا بفوقية لئيمة، ان الشعب الذي وُجد على هذه الأرض والجبال التي إسمها لبنان وعاش وترعرع فيها قبل نشوء بلاد فارس، قد اشتُهر بالتشبث في أرضه كما لا أحد وبالإستماتة في الدفاع عنها من دون مساعدة أو منّة من أحد. وفي ما يلي بعض الأمثلة ـ النماذج:

١ـ عندما اجتاح أرتحششتا ملك فارس بجيشه الجرّار بلاد الشرق حوالي العام ٤٥٠ ق.م، وحدها مملكة صيدا اختارت الموت على الخضوع له، فأرسلت جيشها بقيادة صبيّة يافعة إسمها عشتريم هي إبنة الملك، وقبل أن تنطلق لملاقاته أمرت بتجنيد كل من هو قادر على حمل السلاح، ثم بإحراق المدينة بمن فيها لكي تفوّت على الغازي نشوة النصر… وقد اعتبر المؤرخون ذاك الحدث أول إنتحار جماعي طوعي في تاريخ البشرية.

٢ـ وبعدها بحوالي مئة عام قررت مملكة صور التصدّي للإسكندر المقدوني الكبير، فجعلته يتمرّغ على أسوارها سبعة شهور بعد أن كاد يتجرّع طعم الهزيمة لأول مرّة في تاريخ فتوحاته الشهيرة.

٣ـ حدث هذا وغيره في زمن ما قبل المسيح، أما بعده فقد تولّى الجراجمة والمقدمين والمردة مهمّة حماية البلاد من الغزوات الصحراوية المتتالية عليها، وأهمها الفتح العربي، فبقيت جبالنا حرّة أبيّة يرعاها بطاركة قدّيسون.

٤ـ وبالأمس القريب أجهضت المقاومة اللبنانية مشروع إقامة كيان فلسطيني على أرضنا، كانت خططت له كبرى الدول العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة… وبعدها تابعت المقاومة المذكورة نضالها ضدّ الإحتلال السوري حتى أجبرته على الإنسحاب من لبنان العام ٢٠٠٥.

وإذا كانت الدولة اللبنانية اليوم ضعيفة ومريضة وفاسدة على شاكلة زعمائها، والأصح المتزعمين عليها، فهي لا تمثل بشيء عَظَمَة شعبها وتاريخه المجيد.

وإذا كانت الحرب هي فن ملاعبة الموت، فنحن أوّل من إتقن هذا الفن، ولا نقوله للتباهي والتشاوف، بل لنطلب إلى إخواننا في إيران أن يكفّوا عن حمايتنا، ويفكّوا عن سما لبنان، ونحن بألف خير.

لبَّـيك لبـنان
اتيان صقر ـ أبو أرز