شارل الياس شرتوني/الفاشية الشيعية والاستحالات السيادية

268

الفاشية الشيعية والاستحالات السيادية
شارل الياس شرتوني/15 آب/2020

لا امكانية لمقاربة اي تسوية سياسية او حل للمشاكل البنيوية القاتلة التي يعانيها لبنان في ظل الترادف بين الدولة اللبنانية وحزب الله، حزب الله مشروع حروب اهلية واقليمية متداخلة، وانحرافات ايديولوجية وتشابكات استراتيجية مدمرة للاستقرار الامني والسياسي على خط التقاطع بين الداخل والخارج.

هذا يعني ان التفتيش عن حل سياسي وتوليفة حكومية، من ضمن التعايش مع مقولات هذا الحزب وخياراته الاستراتيجية الانقلابية على المستويين المحلي والاقليمي، يحيلاننا الى استحالات لاغية لمبدأ الدولة الوطنية واعتباراتها السيادية الناظمة وقواعد السلم الاهلي.

ان محاولة التوفيق بين مفارقات سياسية واستراتيجية ودستورية وثقافية بلغت هذا الحد من التباعد هو من الاوهام التي ينبغي تجاوزها، والسعي الى خيارات استراتيجية بديلة تخرجنا من هذه المعادلات المقفلة والنزاعية التي اتخذت منحى فاشيا ونهيليا وتوتاليتاريا مقلقا في الاوساط الشيعية، كما تظهرها تعبيرات المكابرة، وارهاب الرعاع، وسياسات النهب والسلبطة والجريمة المنظمة والارهاب الدولي وتخريجاتها على مستوى الشرع الاسلامي، التي توصف هذا الاداء على مستويات عدة.

على المواطنين الشيعة وعي خطورة هذه التوجهات بابعادها الداخلية والخارجية، واتخاذ موقف حاسم منها حتى يستقيم التواصل معهم، على اساس الندية الاخلاقية وارادة التسوية العقلانية، والا لا سبيل للتعايش مع هذه المفارقات البنيوية اللاغية لاي تعايش متحضر وقائم على مبادىء حقوق الانسان ودولة القانون والتواصل الديمقراطي والليبرالي.

ان القبول بهذه التوتاليتارية البدائية القائمة على نفي مبرح لاصول الديموقراطية التعددية والدستورية والوفاقية، وعلى قاعدة املاء مناهج حياتية اسلامية منافية للحداثة الليبرالية بكل مندرجاتها، هو امر مرفوض.

ان السياسة الارهابية التي اعتمدها حزب الله منذ نشأته، هي تكرار للنهج البولشڤي بتصريفاته الاسلامية، التي تقضي باقامة تحالفات انتهازية من اجل البلوغ الى المرحلة الانقلابية النهائية، وهذا ما فعله من خلال التحالف مع تيارات سياسية متعددة، سمحت له تكوين اغلبية نيابية، ووضع اليد على السلطة الاجرائية من خلال استخدام ورقة ميشال عون واصطناع مستخدمين من خلال حسان دياب واصنائه في مختلف التوزعات السياسية والمذهبية.

ان العمل الارهابي الذي يوصف الانفجار الكارثي الذي جرى في مرفأ بيروت هو ذروة العمل الانقلابي الذي يقوم به حزب الله في لبنان من خلال شبكات التفخيخ المعممة على الارض اللبنانية، التي وقعت ضحيتها المناطق المسيحية في العاصمة، قد قضى على امكانية التعايش مع المعادلات السياسية والاستراتيجية القائمة، بدءا من محصلة جمهورية الطائف الكارثية، ووصولا الى تحول لبنان قاعدة انقلابية وارهابية ولاعمال الجريمة المنظمة على محاور محلية واقليمية ودولية.

ان تبلور هذه الوقائع يحيلنا الى الخلاصات التالية

١- لا تسويات حكومية بعد اليوم خارجا عن تطبيق القرارات الدولية ( ١٥٥٩، ١٦٨٠، ١٧٠١ )؛

٢- لا توليفات حكومية خارجا عن التواصل مع الحركات المدنية ؛

٣- لا صدقية للتحقيق الجنائي في مسألة العملية الارهابية في مرفأ بيروت خارجا عن لجنة تقص دولية ؛

٤- ان لغة التهديد والارهاب التي يعمد اليها حزب الله وحلفاؤه داخل منظومة الفاشية الشيعية تحتم وضع لبنان تحت الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة، لما فيها من ايحاءات بالابادة الجماعية؛

٥- لا بد من اسقاط المعادلات السياسية القائمة والخوض في حوار مفتوح حول سبل صيغة وطنية وسياسية جديدة تنهي واقع ” تناسل الازمات ” الذي انعقد على خط انقلابي مديد لازم الجمهورية اللبنانية منذ نشأتها، كتعبير عن ثنائية الامة العربية والاسلامية النزاعية والاعتبارات السيادية الفاصلة التي توصف مفهوم الدولة الامة ؛

٦/ احالة كل من تثبت ادانته الى محكمة الجنايات الدولية وتحميله التعويضات الملازمة لها بشقيها المادي والانساني؛

٧/ ان عدم التوافق في هذه الشؤون هو مدخل لخيارات استراتيجية فاصلة، فعلى الفاشية الشيعية ان تعي انها ليست وحيدة في سياسات الخيارات المفتوحة.