جنوبي حر/حزب الله بديلاً للتنظيمات الفلسطينية

162

حزب الله بديلاً للتنظيمات الفلسطينية
جنوبي حر/28 نيسان/2020

بعد ان سيطر ياسر عرفات وميليشياته المدعومة من المرتزقة المحلية والأحزاب المأجورة ذات العقائد المستوردة المعادية للكيان الللبناني على ثلثي المناطق اللبنانية في العام ١٩٧٦ جاعلاً من جنوب لبنان منصة لمهاجمة اسرائيل رافعاً شعار تحرير فلسطين كواجهة لينقض بعدها على المناطق الرافضة لوجوده واهدافه المدمرة مستعيناً بالمنظومة العروبية التي أغدقت عليه الأموال الطائلة والغير محدودة، الامر الذي مكّنه من شراء الإعلام والنفوس البخيسة وباعة الحمام واليمام في الهيكل اللبناني، سائراً بحقدٍ وجحود بمشروع احتلال لبنان وتحويله لوطنٍ بديل لفلسطين لولا ارادة المقاومة الجينية المتوارثة من جيلٍ لآخر في بلاد الأرز ووقوفها كالمارد في وجه الطامعين والمعتدين.

واستمرت الحرب على لبنان إلى ان اتت العملية العسكرية الإسرائيلية في العام ١٩٨٢ واقتلعت ترسانة عرفات من جذورها حيث لاذ بالفرار هو وعصاباته الى تونس عبر البحر بعد ان استجدى الرحمة متوسلاً الخروج حياً من بلاد استضافته وقدمت له ولشعبه المعاملة الانسانية التي لم يحظى بها في اي دولة من دول اللجوء والتاريخ خير شاهد كيف سَحقت بعض الدول العريية المليشيات الفلسطينية تحت سلاسل المدرعات.

خرج عرفات بعد ان اقترف ابشع المجازر والجرائم بحق لبنان واللبنانيين العُزّل في بيت ملّات والدامور والعيشية ودير عشاش وشكا وقتل وخطف الآلاف من اللبنانيين في كل المناطق.

بعد الهزيمة النكراء أراد عرفات الانتقام فتوجه الى الجمهورية الإسلامية وعقد سلسلة لقاءات مع المرشد الأعلى لحثه على ضرورة استمرار المقاومة على ارض لبنان حصرياً، وحتى تحرير القدس، وعلى اثر ذلك ولد حزب الله بدعم إيراني ومساندة واستثمار سوري ليحل مكان المنظمات الفلسطينية المندحرة ، وهكذا انطلق هذا “الحزب “من خلال زواج المشروع الإيراني على المصلحة السورية المقرونة بالرغبة العرفاتية وعلى اساس المعادلة الثلاثية الأطراف: المال الإيراني والتوجيه السوري والعنصر البشري اللبناني الذي وقع ضحية التضليل الديني والترغيب المالي وغياب الدولة المركزية الحاضنة لمواطنيها.

المراقب المحايد يسأل، هل اتيحت الفرصة لإسرائيل لمهاجمة لبنان قبل اطلاق العمل الفدائي في الجنوب وعندما كان الجيش اللبناني منتشراً على طول الحدود ويقوم بعمله العسكري والامني لحماية البلاد؟ . طبعاً لا.

اما الحافر الإسرائيلي لمهاجمة لبنان كان تلاشي الدولة واختلال الأمن وانكفاء الجيش اللبناني بعد تقسيمه ووصول الفلسطينيين الى الحدود بسلاحهم المتنوع بحرية مطلقة ضاربين عرض الحائط كيان الدولة اللبنانية وأمنها والمعاهدات الدولية واتفاق الهدنة المبرم عبر الامم المتحدة والمجتمع الدولي.

“الإحتلال” في اَي دولة في العالم يُواجه بالمقاومة الشعبية الوطنية إلى جانب الجيش الوطني المولج مهمة الدفاع والتحرير، اما المقاومة الفئوية الطائفية التابعة للإرادات الإقليمية والعاملة على تنفيذ مشاريعها هي حالة شاذة وخيانة وطنية وجريمة إنسانية بكل المقاييس والأبعاد.

ان كُنتُم لا تعلمون فنحن نعلم والذاكرة الجماعية حاضرة، كما أن عملية تزوير التاريخ والوقائع لن تكون سوى حالة ظرفية سرعان ما تتبدد كالسحاب العابر.