الأب سيمون عساف/عيد باية حال عدت؟

60

عيد باية حال عدت؟
الأب سيمون عساف/12 نيسان/2020

غياب الله عن المسكونه احدث فراغا رهيبا، وجعلها مدينة اشباح حزينه. لا حركة لا حياة لا ضجيج ولا عجيج بل سكون وركون.

بيوتنا تشبه المقابر سكانها احياء. لا عيد، لا زهور، لا شموع، لا شراشف تغطِّي مذابح، لا خدَّام هياكل ولا دقّ اجراس.

فقد العيد جمالَه والبهاء، حتى الكنيسة تعرَّت من المؤمنين، والعالم كلُّه يتجلى عاريا، يبدو مظلما تائها مُشتَّتا على واقع وضعه المنكوب.

كبريات عواصم العالم تلفها سكينة الموت والضجر، والحياة فيها كصمت المآتم. هَلَّا اعتبرت ايها الإنسان كم انت حقير امام عظمة المُكَوِّن؟

نتيجة الجحود والإلحاد ونكران من خلقك اوصلك الى ما انت عليه. ليتك تتَّعظ وتعلم ان كوب زجاج اشد صلابة من هزالك!

هي الآن لحظة التأمَّل العميق والعودة الى الأصول، الى جذورك المسيحية التي تصونك وتسعدك وتحميك وتغبط الله الذي اوجدك.

يطل عيد القيامه المجيد هذ العام لابسا ثوب الحداد في السماء كما في الأرض.

نعم، الله الحنون متألَّم حزين بسببك. راجع حساباتك باستقامة وصدق، تتأكَّد من صراحة ضميرك وخاتمة مصيرك.

يحن عليك ويرأف حين تثوب الى رشدك فلا تعيث فسادا بمصنوعاته ولا تعبث بما رتّب.

تدثَّر خلعة الرضى من فوق وانثر بذور العطايا فلا تندثر ليعثر عليك ويثيبك ومن العقاب ينجيك.

كانت الدنيا تبتهج بعيد قيامة السيد الجبار الفادي يسوع المسيح الواطىء الموت بالموت الواهب الحياة للذين في القبور.

نرى العيد اليوم جنازة خاشعة لأن شر الكفر سطى على الإيمان وطرحك مذلولا امام حقيقة حجمك محروما حتى من عبادة صنمك.

اعبد الرب الهك لا يكن لك اله غيره. نقطة على السطر!

لأول مره تتمكن من اختبار ربما يسوع متروكاً وحيداً على الصليب؟ لكن بالتوبة والرجاء تكون معه وجها لوجه فاساله ان يكف الغضب والمجاعة والوباء. وبمحبة الآب وونعمة الابن وشركة الروح القدس غَمَرَاتٌ ثم يَنْجَلِين بالرجوع عن ضلال مبين.

تصالح معه ومَتِّن العلاقة حتى تصبح علامة فداء وشهادة إنجيل.

وحده يسوع الناهض من القبر المدحرج الحجر، يعيد حياتك وحياة الكنيسة ويقيمنا من الموت جميعا، ويدخلنا فرحه الذي لا يسلب.

بالتوبة والصلاة نفُك رُبُط الخطيئة ونتجدد بالنعمة قياميون فنبلغ مينا الخلاص ونستحق ان نقول: المسيح قام حقا قام.