الأباتي سيمون عساف/وداع العام: إن رست سفينتكم على شاطئ الذكريات اجعلوني أحد ركابها

120

وداع العام: إن رست سفينتكم على شاطئ الذكريات اجعلوني أحد ركابها
الأباتي سيمون عساف/31 كانون الأول/2019

نستحضر في نهاية العام لحظات أوجعتنا واخرى آلمت قلوبنا،لأن الحياة ذكريات تنطوي على دمعتين:
دمعة لقاء ودمعة فراق، فإن لم تجمعنا الأيام سوف تجمعنا الأحلام وإن لم تجمعنا الأحلام سوف تجمعنا الذكريات.
إن رست سفينتكم على شاطئ الذكريات اجعلوني أحد ركابها.
مضت الأيام متوالية سريعا حصدنا خلال ساعاتها التعس والسعد، المشقة والهناء.
مضت ومعها صُوَر عالقة في البال.
يسرني في نهاية هذا العام أن أقدم لافراد المجتمع، ارق التمنيات وارقاها.
لا يسعني وانا اودع واقفا على عتبة عام جديد إلا أن أمدّ يدي وعداً وعهداً للمخلصين.
لنصلح ذواتنتا مع ربنا ونخلص له في جميع شؤوننا.
لِنُعد النظر في أصحابنا ونعلم أن الصاحب ساحب، والأخلاق تعدي، وأن المرء على دين خليله.
صاحبوا الأخيار تجدون لديهم المتعة والأنس والسرور وزوال الهموم مع ما أعده الله للمتحابين فيه.
لا تتركوا امكنتكم خالية بل املؤها حضورا مبرورا.
كل العلاقات مجرد فيلم سينمائي فلنكن مستعدين لعبارة النهاية، كما تغني سيدتنا فيروز:” بالآخر في آخر في وقت فراق”! لا أحد يبقى، جميعهم سيرحلون.
كم جميل أن نكون معاً قصة لا نهاية لها، اذ كل القصص لها نهاية.
تؤلمنا النهايات كثيراً، لذلك كل ما زارنا الحنين نتذكر اللسعة الأخيرة ونتلوَّى متحسرين.
نخسر في البداية ونتعلم أفضل من أن نخسر في النهاية ونتألم.
صغيرة جداً هي الحياة مجرد شهيق إن لم يتبعها زفير انتهت.
ترحل سنة ويحل عام، ويذهب موسم ويقترب آخر، نسأل الله أن يكون عامنا هذا عام خيرٍ وبركة وجدٍّ واجتهاد وتوفيق ونجاح.
أيّها الأحبّة أوصي نفسي وإياكم مع بداية هذا العام بالتجديد بالولادة الروحيه بالالتزام وبالانتفاضة النهضوية على الذات، ودليلنا إلى خير الدنيا والآخرة.
لِنَعدَّ أنفسنا جنوداً وذخراً لله وللوطن.
تنتثر أيام الحياة يوماً بعد يوم كانتثار أوراق الخريف وقد ودعنا سنة انقضت وآلت إلى مصيرها المحتوم كالسنواتِ التي سبقتها.
وها هي الأحداث في شتى أنواعها تتعاقب وتتدافع فى سيرها إلى الزوال، ولا تبقي لنا من ذكراها إلّا العمل الذى يضعُ المرء في مساره الإنساني، ويجعل منه طاقة خلّاقة خيرة، ولا يفضّل إنساناً آخر إلّا بعمله وإخلاقه فى مسؤوليّاته
وهذا ما أثبته دابر الأيام وحاضرها. لِيُحاسِب كلٌّ نفسَه وكل عام وانتم بخير مع اصدق التمنيات.