الياس بجاني/حكومة الضاحية والطرابيش ومسؤولية من داكشوا الكراسي بالسيادة

172

حكومة الضاحية والطرابيش، ومسؤولية من داكشوا الكراسي بالسيادة
الياس بجاني/19 كانون الأول/2019

مما لا شك فيه فإن مسؤولية وصول حكومة الضاحية الملالوية الصافية إلى الحكم، هذا إن وصلت ولم تكن مجرد مسرحية وورقة إيرانية للتفاوض، فهي تقع على عاتق ما كان يُعرِّف بقيادات 14 آذار.

فالنتيجة المأساوية التي نحن واقعين في أوحالها، فهي كانت حتمية جراء استسلام كل من السادة، وليد جنبلاط وسمير وجعجع وسعد الحريري لمبدأ النرسيسية والمصالح الذاتية على خلفية قصر النظر وغياب الرؤية الوطنية، ومداكشتهم بذل للسيادة بالكراسي، ودخولهم في سلسلة صفقات تجارية ومهينة، قفزوا من خلالها فوق دماء الشهداء، وخانوا بوقاحة وتحت رايات دجل الواقعية والتعامل مع الأمر الواقع الأمانة الشعبية التي كانت أُعطيت لهم من ثورة الأرز وجمهور 14 آذار.

هؤلاء السادة الثلاثة هم من أوصل ميشال عون إلى كرسي رئاسة الجمهورية رغم معرفتهم الكاملة له ولتاريخه ولتبعيته الكاملة لمحور إيران- سوريا.

السيد وليد جنبلاط بدأ مسلسل الاستسلام وذلك بالتخلي عن 14 آذار، واستجدائه حزب الله لمصالحته مع الأسد ونظامه، وهو تخلى عن الحريري وغدر به ووقف وراء القمصان السود وشارك في حكومة حزب الله الأولى التي ترأسها في حينه نجيب ميقاتي.. وتابع البيك “الأكروباتي” النطنطة متلحفاً بنظريته انتظار جثث أعدائه على ضفاف الأنهر، فخابت توقعاته كلها في حين أن  الجثث التي مرت من أمامه حتى الآن كانت جثث شهداء ثورة الأرز ومعهم لبنان السيادة والاستقلال.

والأخ سعد الحريري بدوره الدخيل على عالم السياسة، والذي يجهل كل علوُما وفنونها وأصولها، وبنفس الوقت الذي يفتقد لكل مقومات القيادة، كان فريسة سهلة للافتراس من ذئاب السياسة اللبنانيين المحترفين، فانتهى أداة طيعة بيد حزب الله وبري وجبران، وذلك على خلفية دخوله في مصيدة اتفاقيات وسمسرات وتنازلات وتسويات تجارية لا تعد ولا تحصى مع باسيل ومع غيره وبالتالي فقد مصداقيته ودوره.

أما المعرابي، سمير جعجع فهو أخطر الثلاثة وأكثرهم تحملاً للمسؤولية، وذلك على خلفية تكوين شخصيته الباطنية والواهمة والمنسلخة عن واقع وتفكير الآخرين. فهذا الرجل الدكتاتوري بطبعه وبطبيعته القلقة لا يثق بأحد ولا حتى بنفسه، وهو يعيش في عالم خيالي ووهمي شكله وهندسه ويوهم نفسه من خلاله بأنه أذكى وأشطر من الغير ومقتنع على خلفية مرضية وهلوسات بأن بإمكانه دائماً أن يناور ويدخل في أي صفقة أو تسوية ومن ثم ينقلب عليها.. إلا أنه في كل مره طبق هذه النظرية المرّضية انتهى به الأمر إما سجيناً أو معزولاً وخائباً، وعلى سبيل المثال لا الحصر فهو:

دخل اتفاقية الطائف دون قناعة وسلم سلاح المقاومة اللبنانية في حين تم الإبقالء على سلاح حزب الله، ومن ثم حاول الانقلاب عليها فانتهى الأمر به في السجن.

دخل الاتفاقية الرباعية المؤامرة ولم يحصد منها غير الخيبات.

دخل صفقة المحاصصة اللامسيحية واللاأخلاقية من خلال ورقة النوايا مع عون وباسيل ففقد ما فقده من مصداقية وجدية وبشيرية ولم يربح شيئاً.

دخل صفقة الرئاسة وما تبعها من صفقات القانون الانتخابي وتشكيل الحكومات، وهنا أيضاً أُخرج منها كلها عارياً من غير الخيبات.

من هنا فإن نسبة كبيرة من مسؤولية استمرار احتلال حزب الله للبنان بعد خروج الجيش السوري منه العام 2005، وذلك أقله على المستوى المحلي، وكذلك تقوية قبضة هذا الاحتلال المتدرج والممنهج بكل مراحله، وصولاً على ما قد تكون حكومة حزب الله الصافية، “حكومة الضاحية الملالوية”برئاسة حسان دياب، هي مسؤولية تقع في شقها المحلي على عاتق هذا الثلاثي الأكروباتي والتجاري والمصلحي المنتهي الصلاحية.

في الخلاصة، فإن الطبقة السياسية الأوليغارشية والدكتاتورية والتجارية، ومن أركانها هذا الثلاثي الفاشل سيادياً ومصداقية (جعجع والحريري وجنبلاط) قد أمست منتهية الصلاحية، وهي بالتالي أن لم تتغير وتُستبدل بغيرها فلن تُنتج غير الكوارث، ومعها فالج لا تعالج.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com