الناشطة العونية السابقة كريستين أبو جودة توجه رسالة إلى ميشال عون: صوت الشعب من صوت الله

508

الناشطة العونية السابقة كريستين أبو جودة توجه رسالة إلى ميشال عون: صوت الشعب من صوت الله
المدن/الخميس 23 تشرين الأول/2019

وجهت الناشطة السابقة في التيار الوطني الحرّ كريستين أبو جودة رسالة إلى رئيس الجمهورية، هذا نصها بالعامية
اضغط هنا لدخول صفحة الرسالة على موقع المدن والإستماع للرسالة

“بدي وجه رسالة من القلب للرئيس ميشال عون، بما إنو فخامتك رافض تخاطب شعبك فرح آخد أنا المبادرة وخاطبك لعلّ هالمظاهرات والاعتصامات قد أيقظت بداخلك أهم مبادئ الديمقراطية ألا وهي إنو الشعب هو المستشار الأول والأخير لأي حاكم أو مسؤول. شعبك مش اليوم عم بيناديك، شعبك صرلو سنين. من نهار اللي نسفت الديمقراطية داخل التيار الوطني الحر وعُيّن جبران باسيل رئيس، شعبك صرخ بأعلى صوتو وقلك “من المعيب أن يفتتح العماد عون مسيرتو الرئاسية بخطأ بهذا الحجم. المضي بانتخابات التيار لم يكن يوماً خيار كان واجب وبالرغم من هيدا كلو غضينا النظر وضلينا متمسكين بإيمانّا انو وحدك مركب نجاة اللبنانيين الغرقانين ببحر من الفساد”.

هيدي الثورة منّا مؤامرة ضد العهد. انتو اللي عليتو السقف كتير. انتو اللي وعدتو وتوعّدتو. هيدي الناس يلّي قاتلت بكل معاركك بدءاً من الحكومة الانتقالية وصولاً لانتخابك رئيس للجمهورية. هيدي الناس يلّي زحفت على قصر الشعب تتحميك والجيش يلّي سهّل وصولن من تلاتين سنة. اليوم وقف بوجّ المتظاهرين الأحرار تيذكرن انو قصر الشعب رجع اليوم القصر الجمهوري. هيدي الناس حطّت صورك بين صور القديسين والأنبيا واحتفلت برئيس “صنع في لبنان” وسمّتك بيّ الكل. هيدي الناس فخامتك طلعت تقلّا: “صوت الشعب من صوت الله وما حدا بيقدر يوقفو”. ويوم يلّي رفعت شعار “كلّن يعني كلّن” هزّت العالم وفخامتك التزمت الصمت.

مع ولادة التسوية الرئاسية سقط الإبراء المستحيل. وكنّا أول مين انتخب برّي الفاسد والبلطجي، مش هيك انتو بتسموه، لرئيس مجلس. وغضينا النظر ونطرنا تلات سنين لتوضع حجر أساس لبناء دولة بس الأعذار هيّ ذاتا. من ميل “عم بعرقلوكن” ومن ميل “الطائف جرّد الرئيس من كل صلاحياتو”. مع اني بتذكر منيح انو عطلنا البلد سنتين ونص لانتخاب رئيس قوي تيزيح العراقيل ويسترد الصلاحيات. 29 نائب، 11 وزير، قيادة الجيش، ما بعرف كم مدير عام، دعم مطلق من حزب الله وبعدكن بدكن تقنعوا الناس إنو انتوا مكبّلين.

بيئسفني قلّك انو اليوم اللي انتخبت رئيس نحن افتكرنا انو هيدي بداية المعركة أمّا فخامتك بنفس النهار ألقيت السلاح وختمت النضال. بتذكُر فخامة الرئيس يوم اللي طلعت تستصرخ ضمير العالم الحر وتقلن “عار على العالم الحر أن يقف جنرال بلباس مرقّط ليقول للنواب وللعالم أنّ الوجود خارج إطار الحرية هو شكل من أشكال الموت”. نصّ الشعب اللبناني عم يهتف “كلّن يعني كلّن” وبعدك ملتزم الصمت. هيدا المشهد منّو ضمن إطار الحرية؟ ماذا بقي من مدرسة العماد عون، من مبادئه، من عقيدته داخل التيار الوطني الحر؟ صرنا متل مدارس الدكاكين اللي بيقولولن “إدفع ترُفع”. منقمع كل صوت معارض. منفصل المناضلين. منسعّر الكرسي النيابي والحقيبة الوزارية لرجال أعمال ما بتشبهنا بغضّ النظر عن خلفيّتن السياسية والنضالية.

التيّار اليوم ما بيشبه تيّار الأمس وبعدك ساكت. بعرف إذا بعد ما وصل صدى صوت مليونان لبناني أكيد ما رح يوصل صوتي. بس كرمال هالناس يلّي بالطرقات رح قوم بمحاولة أخيرة لإنعاش الذاكرة لخطاب ألقيته على الناس بـ14 آذار 1989، وقلت: “جيتو اليوم تتبعتو رسالة تكذيب للموجودين هون إنو القضية مش قضية العماد عون. القضية قضية شعب”. وأنا اليوم بدوري بقلّك: جينا اليوم تنبعت رسالة تكذيب للموجودين هون إنو القضية مش قضية رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو رئيس مجلس نواب أو الأحزاب بممثلينن من دون أي استثناء. القضية قضية شعب والشعب قال كلمتو “كلّن يعني كلّن”.