رزمة تقارير وتعليقات بالعربية والأنكليزية تتناول الغزو الوحشي والبربري التركي لشمال سوريا/ A bundle of reports and editorials addressing the criminal & barbaric Turkish invasion of N.Syria

118

رزمة تقارير وتعليقات بالعربية والأنكليزية تتناول الغزو الوحشي والبربري التركي لشمال سوريا

A bundle of reports and editorials addressing the criminal & barbaric Turkish invasion of N.Syria

11 تشرين الأول/2019

هدية إردوغان الجديدة لبشار و«داعش»
الياس حرفوش/الشرق الأوسط/الجمعة 11 تشرين الأول/2019

مستنقع الغزو التركي لسوريا
سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/الجمعة 11 تشرين الأول/2019

تخلّي واشنطن عن الأكراد يرميهم في أتون أنقرة
سابين الحاج/الجمهورية/الجمعة 11 تشرين الأول/2019

تركيا… «نبع السلام» أم عين الإرهاب؟
إميل أمين/الشرق الأوسط/الجمعة 11 تشرين الأول/2019

نزوح أكثر من 70 ألفاً من سكان المناطق الحدودية التركية- السورية
بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/الجمعة 11 تشرين الأول/2019

أوروبا تبحث فرض عقوبات على تركيا
بيروت: /الجمعة 11 تشرين الأول/2019

أنقرة تعلن توغل قواتها وفصائل سورية موالية في شرق الفرات
«المرصد» يتحدث عن قتلى مدنيين بقصف تركي… وإردوغان يهدد أوروبا مجدداً باللاجئين
أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/الجمعة 11 تشرين الأول/2019

التوغل التركي يطرح 16 سؤالاً… و«التطبيع العربي» أبرزها
«قواعد لعبة» جديدة قد تفضي إلى تغيير التحالفات ومسار الحل السياسي
لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/الجمعة 11 تشرين الأول/2019

تركيا تقوم بتطهير عرقي ضد الاكراد وتدفع داعش للحرب ضدهم العالم يدين تركيا وروسيا على شبه حياد
الديار/الجمعة 11 تشرين الأول/2019

Thousands Flee, Hundreds Reported Dead in Turkish Attack on U.S.-allied Kurds in Syria
Reuters/October 11/2019

It’s craziness here’: Kurdish forces struggle to contain world’s unwanted ISIS prisoners in Syria
Stewart.Bell/Global News/October 11.2019

The Swamp of The Turkish Syria Invasion
Salman Al-dossary/Asharq Al Awsat/October 11/2019

=============================

هدية إردوغان الجديدة لبشار و«داعش»
الياس حرفوش/الشرق الأوسط/الجمعة 11 تشرين الأول/2019
على الساحة المتاحةِ لتدخُّلِ من يرغب، والتي تُدعى الخريطة السورية، ملعبٌ واسعٌ لكل من يملك هدفاً يرغب في إصابته. هذه الساحة هي التي يستغلُّها الآن اللاعبُ التركي. ففي غياب سلطة القوة المركزية في دمشق، وجدت أنقرة فرصتَها لتحقيق مشروع قديم، يهدف إلى إقامة «منطقة آمنة» على طول حدودها الجنوبية مع سوريا، تمتدُّ إلى عمق 30 كلم داخل الأراضي السورية. مشروع قديم يستهدفُ عصافيرَ عدةً بضربة واحدة: إخلاء هذه المنطقة الممتدة من القامشلي إلى جرابلس، مروراً برأس العين وتل أبيض، وطبعاً كوباني (عين العرب) من أي وجود لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، المتهمة من قبل الأتراك بأنها تنظيم إرهابي يدعمه «حزب العمال الكردستاني». وإعادة القسم الأكبر من اللاجئين السوريين الذين هربوا إلى تركيا. وحرمان الأكراد السوريين من منطقة تسمح لهم بممارسة حياتهم الطبيعية بقدر معقول من الحرية، أسوة بما يحصل لأكراد العراق.
لم يشفع لـ«قوات سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية أنها حررت مناطق واسعة من الشمال السوري من «تنظيم داعش»، بما في ذلك مقره الرئيسي في الرقة، كما لم يشفع، لصد تهمة «الإرهاب» عنها، أنها كانت في تلك المعارك تقيم تحالفاً وثيقاً مع الولايات المتحدة، التي ساهمت في توفير السلاح والمال لوحداتها المقاتلة. حاربت «قسد» «تنظيم داعش» وتمكنت من هزيمته واعتقال الآلاف من مقاتليه في سجون أقامتها في مناطقها، حرمتهم من حرية الحركة وارتكاب جرائمهم. كل ذلك في الوقت الذي كان موقف سلطات أنقرة ملتبساً من هذا التنظيم الإرهابي. في معركة كوباني مثلاً، التي خاضتها القوات الكردية ضد «داعش»، كانت خطوط إمداداته مفتوحة عبر حدود تركيا التي اختارت عدم المشاركة في تلك المعركة. والمعروف أن الطريق الذي كان يسلكه مقاتلو التنظيم وعائلاتهم إلى أراضي سوريا والعراق كانت تمرُّ عبر مطارات تركيا ومنافذها البرية، من دون أن يعترضها أحد. وها هو «داعش» مقبل الآن على الحصول على هدية جديدة يوفرها الغزو التركي، الذي سيسهل خروج مقاتليه من معتقلاتهم ويتيح لهم حرية الحركة من جديد، مستفيدين من الفراغ الأمني الذي تؤمنه العملية التي أطلق عليها الأتراك «نبع السلام» للتغطية على ينابيع الأحقاد والاضطرابات التي ستفجرها.
رجب طيب إردوغان ليس اللاعب الوحيد في الملعب السوري المفتوح. ولا هو الوحيد الذي يسعى إلى قطف ثمار التدخل في المأساة السورية. لا بدَّ من الالتفات إلى الدور الذي لعبته إيران ولا تزال في دعم نظام بشار الأسد من منطلقات مذهبية تتصل بتمدد النفوذ الإيراني في المنطقة. كما لا بدَّ من الحديث عن الدور الروسي في إنقاذ هذا النظام عندما كان يواجه احتمالات الانهيار. ومن المفارقات المؤلمة التي تبرز عند الحديث عن المأساة السورية أن هذه الدول الثلاث، التي تتقاسم النفوذ في سوريا، هي الدول التي تسمي نفسها «ضامنة» لتسوية النزاع السوري وللحفاظ على وحدة الأراضي السورية وضمان سيادة الدولة عليها.
غير أن التدخل العسكري التركي في شمال سوريا يمثل اليوم حلقةً أخطرَ في الحرب السورية المفتوحة. إنه يفتح جراحاً قديمة بين العرب والأكراد ستكون مداواتها صعبة. ويمهِّدُ لتغيير ديموغرافي يمكن أن يُخرجَ الأكراد من مدن وقرى عاشوا فيها لعشرات السنين، ووجدوا مع انهيار نفوذ النظام السوري فرصة لالتقاط أنفاسهم ومباشرة نوع من الحياة الكريمة. كما يعيد إلى هذه المناطق لاجئين سوريين هربوا إلى تركيا، لكنه يعيدهم إلى قرى ومدن ليست لهم، لأن نظام بشار الأسد يرفض إعادتهم إلى المناطق التي دفعهم إلى الهرب منها.
كما يشكل تحالف إردوغان مع «الجيش السوري الحر» في المواجهة الحالية ضربة قاصمة لذلك المشروع الذي كان يبلغنا قادة هذا الجيش في بدايات الثورة السورية أنه يهدف إلى قيام دولة سورية عادلة تحفظ حقوق جميع أبنائها، بصرف النظر عن أديانهم أو انتماءاتهم العرقية. غير أن الزمن تغيَّر وصار هؤلاء اليوم أداة في يد القيادة العسكرية التركية، تحركهم بحسب مصالحها. ووفروا حجَّة للنظام السوري تسمح له باتهامهم بالعمالة وإظهار نفسه في صورة المدافع عن السيادة السورية في وجه التدخلات الخارجية، مثلما فعل نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عندما أعلن أن حكومته «لن تقبل احتلال أي أرض أو ذرة تراب سورية. ومن يرتمي في أحضان الأجنبي سيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه». إنها رسالة موجهة في الوقت ذاته إلى قادة المعارضة المتحالفين مع تركيا، كما إلى قادة الأكراد الذين تخلَّى عنهم حليفهم الأميركي، وتركهم يواجهون منفردين هذا الغزو التركي.
من أخطر نتائج التدخل العسكري التركي أنه يسمح للنظام السوري باستعادة شرعية «الدفاع عن السيادة» في وجه الاحتلال الخارجي، ويفتح الباب أمام استعادة علاقة النظام مع الأكراد على أساس العداء المشترك لتركيا ولقوات المعارضة السورية المتحالفة معها. وهو ما أكَّده مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية» الذي قال: «نحن ندرس شراكة مع الرئيس السوري بشار الأسد بهدف محاربة القوات التركية. هذا أحد خياراتنا لمنع أي فراغ أمني على طول الشريط الحدودي مع تركيا».
إنها بالنتيجة فرصة ذهبية لبشار الأسد، من بين فرص أخرى كثيرة توفرت لنظامه ليستعيد بريقه. غير أن إردوغان، الذي يزعم موقفاً معادياً للنظام السوري، لا يحفل بالارتدادات الإيجابية لمصلحة هذا النظام التي يوفرها تدخل تركيا. إنه يهتم بحساباته الداخلية في وقت يعاني فيه من تراجع شعبية حزبه ومن انتقادات واسعة من رفاقه القدامى، كما من جانب «حزب الشعب الجمهوري». من هذا المنطق تصبح مواجهة الأكراد عملية رابحة على الصعيد الشعبي داخل تركيا، حيث تغذي أدوات إردوغان الإعلامية الحملات التي تزعم أن تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» و«حزب العمال الكردستاني»، هو مصدر المخاطر الأمنية التي تهدد الجنوب التركي. وفي حساب المصالح بالنسبة إلى إردوغان، أن وجود قواته في شمال سوريا، في منطقة تمتد على طول 480 كلم، يوفر حلاً لكثافة اللاجئين السوريين في بلاده الذين تجاوز عددهم 3 ملايين وأصبحوا يشكلون عبئاً على الاقتصاد التركي. وهذا جانب آخر من جوانب الشعبية التي يبحث عنها إردوغان لمواجهة صعوباته الداخلية، وتقديم صورة الزعيم الذي يؤمن مصلحة شعبه، ولو اقتضى ذلك مواجهة الانتقادات الخارجية، كما يحصل في وجه العملية العسكرية الأخيرة.

مستنقع الغزو التركي لسوريا
سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/الجمعة 11 تشرين الأول/2019
ربَّما تكون الاستراتيجية التي اعتادتِ الحكومة التركية عليها في كافة سياساتها، ألَّا تبدو أهدافها الحقيقية كما تعلنها، وعلى هذا المنوال قامت بعملية عسكرية في شمال سوريا تحت غطاء شبه مستحيل التنفيذ، وهو «إعادة اللاجئين» و«منطقة أمنية»، بينما الأهداف الحقيقية مختلفة تماماً، ولا ترتبط بصلة بالعودة المزعومة. فالحقيقة الوحيدة الماثلة للعيان، أن ما جرى هو غزو عسكري تركي لأراضي سوريا، جرى وتمَّ أمام أعين العالم، في استهانة واضحة بأبسط مفاهيم قواعد القانون الدولي. وحتى لو افترضنا جدلاً نجاح العملية التركية في إعادة اللاجئين العرب نظرياً، فإن الملف السوري سيزداد تعقيداً بمخاطر ارتكاب تطهير عرقي وتغيير ديموغرافي مهول، مع سياسة طرد الأكراد من مناطقهم التي عاشوا فيها مئات السنين، وإعادة توطين مواطنين من مناطق مختلفة في أراضٍ غير أراضيهم، وهنا – لا جدال – سنكون أمام كارثة جديدة بالتأكيد، ستعقِّدُ المشهد أكثر مما هو معقد، وستطيل أمد الحرب في سوريا.
سياسياً، يبدو الرئيس رجب طيب إردوغان في أضعف حالاته، فلا تكفي التعقيدات الداخلية التي يواجهها، ولا الانقسامات التي تتوالى داخل حزب العدالة والتنمية، فها هو يواجه العالم أجمع الذي أدان منذ الدقائق الأولى تدخل بلاده في سوريا، أما اقتصادياً فيواجه إردوغان حقائق عنيدة تؤرق مضاجعه ليلاً ونهاراً، فالليرة تنهار، والدين الحكومي يزداد، والعقوبات أنهكت بلاده، والإنفاق العسكري يثقل كاهل الاقتصاد، في حين يواجه عسكرياً خيارات صعبة ومعقدة، فلا أحدَ يعلم إلى أي مدى ستستمر العملية العسكرية، وما هي العواقب التي سيواجهها في منطقة ملأى بالجماعات المسلحة، ناهيك عن عدم توقع أن الأكراد سيكتفون بالتفرج بينما يستأصلون من وطنهم ويطردون خارجه. من كانت لهم اليد الطولى في طرد تنظيم «داعش»، وأسر الآلاف من عناصره، وجدوا نفسهم فجأة تحت وطأة غزو عسكري أجنبي يستهدفهم، ويراهم جميعاً «إرهابيين».
غني عن القول أن الآلاف من «الداعشيين» الذين تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، في الأساس دخلوا سوريا من بوابة الحدود التركية، ناهيك عن إتاحة الفرصة لـعودة 18 ألف مقاتل «داعشي» آخرين مختبئين في المنطقة، وبالتالي علينا توقع كيف سيكون التعامل التركي معهم، إذا سيطروا على مواقعهم.
صحيح أن الموقف الضبابي للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي سحب جنوده من الشمال السوري في إشارة ضمنية واضحة، ساعد إردوغان في اتخاذ قراره بالغزو؛ لكن علينا الأخذ بالاعتبار أن كافة المؤسسات الأميركية تعارض العدوان التركي، وقرار الرئيس ترمب لا يجد دعماً من الكونغرس بجمهورييه وديمقراطييه والبنتاغون. وهنا علينا الانتباه جيداً، أنه متى ما قررت الولايات المتحدة من جديد العودة لدعم الأكراد، وهو أمر وارد، فإن تركيا ستكون في فوهة المدفع، متورطة فيما لا قدرة لها عليه، وستكون قد غزت سوريا بأقدامها على وقع خطب إردوغان الـحماسية منقطعة النظير؛ لكنها بالتأكيد لن تستطيع الخروج من المستنقع الذي سقطت فيه بسهولة، ولن تنفعها عناوين مضللة لعملياتها العسكرية، مثل «غصن الزيتون» و«نبع السلام»، فالأكيد أن ما حدث هو غزو تركي سافر، واحتلال لأراضٍ عربية، وضريبته السياسية والعسكرية المقبلة ستكون مهولة على تركيا ورئيسها.

تخلّي واشنطن عن الأكراد يرميهم في أتون أنقرة
سابين الحاج/الجمهورية/الجمعة 11 تشرين الأول/2019
قرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فجأة، سحب قواته من شمال شرق سوريا على الحدود التركية، مانحاً بهذه الخطوة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضوءاً أخضر ليضرب الأكراد أعداء بلاده التاريخيين أصحاب النزعة الانفصالية، والمُصنّفين إرهابيين من قبل أنقرة مثل «داعش» تماماً، فيحقّق إردوغان بذلك حلماً تركياً منشوداً. وها هو ترامب يلعب على أوتار عدّة. تارة يمدح المقاتلين الأكراد، حلفاء بلاده في الحرب ضد «داعش»، بكلام معسول لم يوجّه مثله الى مقاتلي جيش بلاده حتّى، فيَصفهم بالـ«مميّزين والمقاتلين الرائعين» مؤكداً عدم تخلّيه عنهم، وطوراً يذكّر بأهمية العلاقات التركية – الأميركية وبأنّ تركيا عدو الأكراد اللدود «شريكاً تجاريّاً كبيراً للولايات المتحدة». ويعود ترامب من جهة أخرى ليهدّد تركيا بـ«القضاء» على اقتصادها «مجدَّداً»، إذا قامت بأي أمر يعتبره غير مناسب. ووسط هذا الغموض والضياع الأميركي، وبينما ينشغل ترامب بالانتقادات الواسعة من قبل كبار الجمهوريين لخطوته، وبإجراءات الديمقراطيين المستمرة لعزله، خَلت الساحة لإردوغان فأطلقَ العملية العسكرية شمال شرق سوريا، وسط استهجان عالمي. يؤكد عضو اللجنة السياسية لحزب «يكيتي» الكردستاني في سوريا حسن صالح، في حديث مع «الجمهورية»، أنّ ما حصل هو امتداد لاجتماع أنقرة بين تركيا وروسيا وإيران، «الذين تآمروا على شعبنا الكردي وأرادوا إعطاء تركيا ضوءاً أخضر لاحتلال مناطق أخرى من كردستان سوريا، هذا بالإضافة إلى تخاذل الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً أنّ الكرد ضَحّوا بالدماء للدفاع عن المجتمع الدولي أمام إرهاب داعش». ويشير صالح إلى أنّ «الوجود الكردي في هذه المناطق في خطر شديد حالياً»، معتبراً أنّ ادعاء إردوغان أنّ هدفه تطهير المنطقة من «حزب العمّال الكردستاني» غير صحيح. ويرى أنّ «هذه الحرب مُفتعلة وهدفها ازالة الوجود القومي الكردي، سواء في كردستان سوريا أو في كردستان العراق». ويذكّر بأنّ تركيا ادّعَت، لدى هجومها على عفرين، أنّ هدفها إخراج «حزب العمال الكردستاني» منها، ولكن بعد سيطرتها على المنطقة «يجري خطف السكان الأكراد وسلبهم وقتلهم»، لافتاً إلى أنّ نفس السيناريو يتكرّر حالياً. ويقول: «نُناشد المجتمع الدولي للقيام بواجبه في حماية الكرد، ونناشد مجلس الأمن للقيام بمهمة إنسانية في اتخاذ قرار الحظر الجوي وحماية شعبنا». كما يدعو الجالية الكردية في أنحاء العالم لتضغط على دولها في هذا الاتجاه. ويضيف: «نحن شعب أعزل لا نعادي أحداً ونرفض العدوان».
ضغط لمَد اليد الى دمشق؟
بعدما تحقّق هدف ترامب بهزيمة «داعش» بمؤازرة سواعد «قوات سوريا الديمقراطية» (تحالف فصائل كردية وعربية وآشورية)، وبالتالي انهيار الخلافة التي أعلنها «داعش» على مناطق سيطرته في سوريا والعراق المجاور منذ العام 2014، ها هم الأكراد «مَكشوفو الظهر». ألم يتبَقّ أمامهم سوى احتمال التحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي لطالما عارضوه، والتمَسّك سبيلاً لذلك، بمبادرة روسية تجمعهم بدمشق لصَدّ العدوان التركي؟ وهل يصبح عدو الأمس دمشق، صديق اليوم بعد تعرّض «قوات سوريا الديمقراطية» «لطعنة في الظهر» من واشنطن، على حد قول قياديين فيها؟ وأمام احتمالات تَوغّل الجيش التركي إلى القامشلي وعين عيسى وتل أبيض… وغيرها من المناطق الكردية، يشير صالح إلى أنّ الايرانيين أبدوا رفضهم للتوغّل التركي شمال شرق سوريا، كما رفضته الولايات المتحدة، والعديد من الدول الأوروبية والعربية وغيرها.ويستنتج: «إذاً، نحن نعتقد أنّ مجال العملية ومكانها وزمانها محدودة جداً أمام الأتراك»، ويستبعد أن «تسمح الولايات المتحدة لتركيا بزيادة مناطق توسّعها». ويقول: «ستجري السيطرة على هذه العملية لمنع توغّل تركيا إلى مناطق النفوذ الأميركي المليئة بالنفط والغاز والأراضي الزراعية الخصبة، فلا أعتقد أنّ أميركا ستسمح لتركيا بذلك». كما يلفت إلى أنّ المعركة «ليست متكافئة». ويضيف: «طالما هو مسموح لتركيا بأن تستخدم الطيران فلا يوجد تكافؤ في القوى، ولن تكون هناك معارك متكافئة وفعّالة».
«قسد» و«داعش»
لا تُعارض شريحة كبيرة من الأميركيين والدول الأوروبية والعربية إخلاء ترامب الساحة لاردوغان على اعتبار أنّ خطوته بمثابة تَخلٍ عن القوات الكردية وحسب، بل لأنّ هذه القوات تحتجز عشرات الآلاف من مقاتلي «داعش» وأفراد عائلاتهم، وبينهم عدد كبير من الأجانب. ويخشى المعارضون أن ينعكس انصِراف الأكراد إلى قتال القوات التركية سلباً على جهودهم في حفظ أمن مراكز الاعتقال والمخيمات. ويذكّر صالح بوجود حوالى «71 ألف شخص في مخيم الهول من بقايا «داعش»، وهؤلاء يشكلون خطراً إذا هاجمت تركيا هذه المناطق». ويلفت إلى أنّ «قوات سوريا الديمقراطية» قد تضطر، في ظل المعارك، «لأن تُخلي سبيلهم أو قد تُخلي تركيا سبيلهم لتجعلهم قنابل موقوتة ضد المنطقة والعالم، وهذا وارد جداً».
المنطقة الآمنة
ووسط هذه الفوضى، تعتزم أنقرة إنشاء «منطقة آمنة» في شمال سوريا. فأحد أهدافها المعلنة من عملية «نبع السلام»، كما سمّت الهجوم، هو إقامة شريط بعمق 30 كلم وبطول حوالى 500 كلم يمتد من الفرات إلى الحدود العراقية، ويفصل بين الحدود التركية ومواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية. وذلك سيحقّق لها هدفين، فهي أولاً ستُبعد «خطر» المقاتلين الأكراد عنها، وثانياً ستتمكن من إعادة اللاجئين السوريين الذين فرّوا إلى تركيا منذ بدء النزاع في بلدهم، وباتَ عددهم يتخطى ثلاثة ملايين شخص، بينما تتنامى المشاعر المعادية لهم.
ويحبّذ عضو اللجنة السياسية لحزب «يكيتي» الكردستاني في سوريا إنشاء «منطقة آمنة»، لكن على أن «تكون تحت الحماية الدولية للولايات المتحدة والتحالف الدولي». ويضيف: «أمّا دخول تركيا إلى عمق الأراضي الكردية فهو مرفوض»، لافتاً إلى «سلوكها الفظيع والسلبي بحق الشعب الكردي».

تركيا… «نبع السلام» أم عين الإرهاب؟
إميل أمين/الشرق الأوسط/الجمعة 11 تشرين الأول/2019
يضيق أي مسطح في اللحظات الملتهبة الحالية عن تقديم رؤية شافية وافية عما يجري من أحداث في شمال شرقي سوريا، وبخاصة العملية التي أطلق عليها الأتراك اسم «نبع السلام»، في تزييف للوعي، واعتداء على مفاهيم اللغة، فما أبعدها من طريق للسلام، وما أقربها من عيون تتفجر بالإرهاب والاعتداء الغاشم على دولة ويستفالية عضو في الأمم المتحدة. في الساعات القليلة الماضية ذهب البعض إلى القول إن إردوغان، الأغا العثمانلي الموتور، قد وقع في فخ، وعما قريب سيجد نفسه بين المطرقة الأميركية والسندان الروسي.
أصحاب هذا الرأي يقطعون بأن الأميركيين قد ورطوا «رجل تركيا المريض» في مسار سيرغمه لاحقاً على التحول بسياساته، ليضحى طيعاً أكثر لشهوات قلب العم سام، وللابتعاد عن مدار نفوذ وقوة القيصر الروسي فلاديمير بوتين، ولإبطال مساقات الصفقات العسكرية الروسية لتركيا.
وعلى الجانب الآخر يجزمون بأن الروس حفروا لإردوغان حفرة عميقة للوصول إلى نفس النتيجة، من خلال استنزاف قواته في معارك جانبية. ورغم وجاهة الرأيين، إلا أنه قد يضحى من التبسيط المخل القبول بالمشهد على هذا النحو، حتى وإن كانت البيانات والمعلومات غير كافية للعالم، فإردوغان رغم تهوره الاستراتيجي مرات عديدة، إلا أنه ليس من السذاجة أن يندفع هكذا، ما لم تكن هناك ترتيبات بينية واتفاقات ماورائية لسيناريوهات بعينها، حصلت من حولها مواءمات امتدت من أنقرة إلى موسكو وبكين، وفيها وعود متبادلة ومصالح لا توفر كذلك الجانب الإيراني، وما على السوريين سوى دفع فاتورة الحساب.
لا أخلاقيات في السياسة، ولا رحمة في الحرب، هذا ما خبر به «نيقولا ميكافيللي» أمير آل ميدتشي قبل بضعة قرون، وحتى ندرك ما يجري في العالم لا بد لنا من إعادة قراءة «الأمير» مرة بعد أخرى، وإن باتت تطبيقاته العملية على الأرض محفوظة للقاصي والداني.
شأن العرب لا يهم أحداً، والقوى الإقليمية المناوئة تاريخياً لهم لا تزال تحتفظ بمراكز متقدمة في خارطة الشطرنج الإدراكية، هم وحدهم خلوا من أي نظام يجمعهم أو اتفاقية دفاع مشترك توحدهم، فقد غربلتهم الاختلافات، وما أضحى بين أياديهم سوى أسلحة الشجب والتنديد.
إردوغان رتب غزوته جيداً، ودرس بعناية الفرص والاحتمالات، وما خطته إلا سعياً لا يهدأ لتغيير طبيعة الشريط الحدودي السوري الملاصق لبلاده تغييراً جغرافياً وديموغرافياً، الأمر الذي تسعى تركيا في طريقه منذ زمن بعيد.
في مواجهة إخفاقاته الداخلية وانتكاساته السياسية، يجد إردوغان أن أفضل الحلول لاكتساب شعبية قومية جديدة، إحياء النعرات الإمبراطورية القديمة، من خلال إحراز نصر عسكري سريع يعزز القوميين الأتراك في مواجهة الأحزاب التركية اليسارية.
ما يقوم به إردوغان هو مشروع توسع تركي حالم بالماضي، ولا دالة له على قراءة معطيات التاريخ وأحاجي الإنسان، سيما التي تخبرنا وعلى حد تعبير كارل ماركس بأن الماضي لا يكرر نفسه، وبالمقاربة مع المشروع الاستبدادي الإيراني الحالم بإحياء العظمة التليدة وإن بثوب ديني مذهبي، تضحى مهددات الحلم التركي هي الأخرى أسوأ بمراحل، ومرد ذلك أنها تتواصل مع نغمات سنية موازية لها في العديد من دول العالم العربي، بعكس المشروع الإيراني غير القادر على استقطاب الكثيرين من الشعوب العربية على أساس من الهوية المذهبية والتوجهات الطائفية.
في هذا الصدد يتفهم أي محلل محقق ومدقق الدعم والزخم القويين الساعات الماضية لغزو تركيا لسوريا، من قبل كافة جماعات الإخوان المسلمين تحديداً، في العديد من دول العالم، ولا يغيب عن ناظري أحد أن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين يسعى جاهداً لتقسيم الدولة السورية ووضع أجزاء منها تحت الوصاية التركية، ويتولى فصيل الجيش السوري الحر تنفيذ هذا المخطط مع النظام التركي. ليس سراً القول إن الغزو التركي لشمال شرقي سوريا يحولها إلى ساحة حرب مفتوحة تساعد على تنامي وتفريخ الجماعات الإرهابية، وهروب عناصر تنظيم داعش من قبضة «قوات سوريا الديمقراطية»، التي اعتقلتهم بعد معركة الباغوز آخر معاقل تنظيم داعش. الاعتداء التركي الذي هو «عين الإرهاب»، يساعد أيضاً على تنامي قوة تنظيم القاعدة المتمثل في تنظيم «حراس الدين»، المتورط في إراقة دماء المدنيين السوريين خلال العامين الماضيين. «عين الإرهاب»، ستولد كارثة جديدة موصولة بالفارين من جبروت السلطان، إذ أنه في ساعاتها الأولى فقط تسببت في نزوح أكثر من مائة ألف شخص من شمال سوريا، عطفاً على قصف الطيران التركي لبعض من وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقسد. ثم ماذا؟ لا أحد يعرف كيف سيتطور المشهد سيما في ظل الانقسام الأميركي الداخلي، غير أن المؤكد هو ما قاله قائد القيادة المركزية الأميركية الذي تقاعد أخيراً الجنرال جوزيف فوتيل من أن ما جرى «قرار خاطئ أخلاقياً واستراتيجياً»، سيما وأن قوات سوريا الديمقراطية كانت شريكاً استثنائياً، وقدرت خسائرها بـ11 ألف قتيل في المعارك ضد «داعش»، ما وفر على الولايات المتحدة نشر عشرات الآلاف من الجنود على الأرض.
الخلاصة واشنطن إزاء اختبار أخلاقي عميق تجاه سياساتها الخارجية وحلفائها حول العالم.

نزوح أكثر من 70 ألفاً من سكان المناطق الحدودية التركية- السورية
بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/الجمعة 11 تشرين الأول/2019
قال برنامج الأغذية العالمي، اليوم (الجمعة)، الذي يساعد في إطعام ما يقرب من 650 ألف شخص بشمال شرقي سوريا، إن أكثر من 70 ألفاً من سكان رأس العين وتل أبيض نزحوا عن ديارهم وسط تصاعد العنف. بينما قالت منظمة «أطباء بلا حدود»، إن المستشفى العام الوحيد في منطقة تل أبيض بشمال شرقي سوريا اضطر إلى الإغلاق بعد فرار معظم عامليه تحت وطأة القصف على مدى الأربع والعشرين ساعة الماضية. وقالت المنظمة الخيرية الفرنسية في بيانها «مستشفى تل أبيض الذي تدعمه منظمة (أطباء بلا حدود) مغلق اعتباراً من الآن لأن معظم العاملين بالفريق الطبي غادروا مع أسرهم». وأشارت إلى أن البلدة الحدودية باتت الآن مهجورة فعلياً. وتوغَّلت القوات التركية، نحو 8 كيلومترات شمال شرقي سوريا اليوم، في اليوم الثالث لهجومها على المنطقة، بينما أعلنت أنقرة أن «العملية لن تمتد لأكثر من 30 كيلومتراً».وقال مصدر في «قوات سوريا الديمقراطية» من داخل رأس العين، عبر الهاتف: «تحاول القوات التركية الهجوم من محاور عدّة لكسر خطوط دفاعنا، لكن قواتنا تتصدى لهم». وأضاف: «دخلوا أمس أطراف المدينة ونقوم حالياً بقصف نقاط تمركزهم، مستخدمين الأسلحة الثقيلة كافة»، لافتاً إلى «اشتباكات عنيفة على الخط الحدودي». وغداة سيطرة الجيش التركي والفصائل على 11 قرية حدودية، معظمها قرب تل أبيض، تمكنت «قوات سوريا الديمقراطية»، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، من استعادة السيطرة على قريتين ليلاً. وتستخدم هذه القوات وفق رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد»، «أنفاقاً وتحصينات بنتها قرب الحدود لشن هجمات مضادة وإعاقة تقدم» خصومها. وأفاد عن تعزيزات عسكرية كردية تصل تباعاً إلى الشريط الحدودي. واستهدف المقاتلون الأكراد ليلا ًمخافر حدود تركية عدة قرب مدينة كوباني (عين العرب).

التوغل التركي يطرح 16 سؤالاً… و«التطبيع العربي» أبرزها
«قواعد لعبة» جديدة قد تفضي إلى تغيير التحالفات ومسار الحل السياسي
لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/الجمعة 11 تشرين الأول/2019
«تغريدة من الرئيس دونالد ترمب أو مكالمة منه، ستقرر مصير الوجود الأميركي شرق سوريا». كل مسؤول أميركي كان يعرف ذلك ويقوله في الجلسات المغلقة خلال محادثات ترمي إلى إقناع دول أوروبية وأخرى للمشاركة في نشر قوات عسكرية ضمن التحالف الدولي ضد «داعش» شرق الفرات.
ليس صحيحاً، أن جميع الدول فوجئت بقرار ترمب بالانسحاب الجزئي. ربما فوجئ مستشاروه ودول وأطراف حليفة، أنه لم يتراجع عن مضمون «مكالمته» مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان و«تغريداته»، كما فعل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما استجاب لحلفائه ومستشاريه ومدد الوجود الأميركي شرط موافقة فرنسا وبريطانيا ودول أخرى «ملء الفراغ والمشاركة في العبء». الخلاف كان حول موعد الانسحاب الأميركي وحجمه وليس القرار ذاته. ولا شك أن قرار ترمب يخلط الأوراق ويطرح 16 سؤالا:
1 – «المنطقة الآمنة»: تركيا أعلنت أنها تريد منطقة بعمق 32 كلم وعرض 460 كلم على طول الحدود مع سوريا، تتضمن: أولاً، إبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية وسلاحها الثقيل وتفكيك القواعد الأميركية. ثانياً، إعادة لاجئين سوريين مع توفير بنية تحتية بحماية فصائل محسوبة على أنقرة. أميركا اقترحت بالتفاهم مع الأكراد «آلية أمنية» بعمق 14 كلم وعرض 70 – 80 كلم بين تل أبيض ورأس العين. الهجوم التركي بدأ بين تل أبيض ورأس العين بعد تفكيك أميركا قاعدتين لها فيهما، لكن القصف التركي وصل إلى عمق 30 كلم وامتد إلى حدود القامشلي. السؤال: ما هو عمق التوغل التركي الحالي؟ وما هو المقبول أميركياً في هذا الشأن، و«الحد» الذي يعتبره ترمب «مسموحاً بموجب حكمته».
2 – الوجود الأميركي: أقامت أميركا خمس قواعد عسكرية ومطارات كبرى وعدداً من نقاط التمركز المتنقلة. وانخفض عدد القوات الأميركية من ألفي عنصر إلى نحو 500، وعوضت بريطانيا وفرنسا ودولاً أخرى القوات الأميركية التي انسحبت بعد قرار ترمب بداية العام الحالي. وهناك أيضاً قاعدة التنف في زاوية الحدود السورية – الأردنية – العراقية التي تضم قوات خاصة ومقاتلين سوريين. هل سيقتصر الانسحاب الأميركي عن النقاط القريبة من الحدود التركية أم يمتد جنوباً، علماً بأن إدارة ترمب، وخصوصاً مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، كانت وضعت قاعدة التنف ووجودها لمواجهة النفوذ الإيراني؟
3 – «قوات سوريا الديمقراطية»: قادت أميركا جهوداً لتشكيل تحالف عربي – كردي تعتبر «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الرئيسي، وتضم 60 ألف مقاتل وعناصر من الشرطة المحلية لتوفير الاستقرار وضبط الحدود (هناك تقديرات لعدد تراكمي يصل إلى 100 ألف). كيف ستنعكس العملية التركية على التوازن داخل المكونات العربية والكردية في «سوريا الديمقراطية»، وما هو مصير المجالس العسكرية في المدن ذات الغالبية العربية مثل دير الزور والرقة؟
4 – «داعش»: قبل أيام حذر عسكريون وباحثون أميركيون من عودة ولادة «داعش» الذي قضى التحالف على مناطقه في سوريا والعراق في مارس (آذار) الماضي. كما أن هناك آلاف «الدواعش» وعائلاتهم في سجون «قوات سوريا الديمقراطية» ومخيمات للنازحين. وأعلن ترمب أن عضوين في «داعش» في مجموعة «البيتلز» البريطانية، أصبحا الآن في عهدة الأميركيين ونُقلا إلى خارج سوريا. وحذر الأكراد من أن الهجوم التركي سيؤدي إلى احتمال إطلاق «الدواعش» بمن فيهم أوروبيون لم تستقبلهم دولهم، في حين تعهدت تركيا بالتعامل مع هذا الموضوع. هل تشكل العملية فعلا «إعادة ولادة» للتنظيم؟
5 – العشائر العربية: تنوع ولاء العشائر العربية شمال شرقي سوريا: مع دمشق أو أنقرة أو «الوحدات» الكردية أو دول عربية. وكان بعض العشائر يغير ولاءه بحسب التغير في ميزان القوة والطرف المسيطر والأقوى شرق الفرات، وانتقل من دعم دمشق إلى دعم «الجيش الحر» إلى «النصرة» إلى «داعش» إلى «الوحدات» الكردية. وشكلت الإدارة الذاتية الكردية مجلساً لوجهاء العشائر. هل سيتغير ولاء بعض العشائر بعد الهجوم التركي؟ كيف سيكون في ضوء تغيير الاستقطاب الإقليمي؟
6 – العلاقات الكردية – الكردية: تعزز نفوذ «حزب الاتحاد الديمقراطي» و«وحدات حماية الشعب»، وهما مقربان من «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله أوجلان في مقابل تراجع نفوذ باقي الأحزاب وخصوصاً «المجلس الوطني الكردي» المقرب من تركيا. كان هذا واضحاً في البنية التحتية والاجتماعية والاقتصادية. وجرت محاولات بقيادة فرنسية لعقد تفاهمات بين الطرفين الكرديين اصطدمت بخلافات داخلية ورفض إقليمي. كيف ستتغير التوازنات في موجب الهجوم تركيا التي تستضيف طرفاً كردياً؟
7 – النفط والغاز والثروة: تضم مناطق شرق الفرات 90 في المائة من النفط السوري (كان 380 ألف برميل قبل 2011) ونصف الغاز السوري. سيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» على جميعها. حسب المعلومات، تصدر «قوات سوريا الديمقراطية» 50 – 60 ألف برميل يوميا إلى كردستان العراق و25 ألفاً إلى مناطق الحكومة السورية. وترددت معلومات أنها بدأت بتخفيف السيطرة على الآبار أو حرقها. أغلب الظن ستكون ضمن نقاط التفاوض بين اللاعبين بحسب تطورات الوضع العسكري.
8 – مستقبل الإدارة الذاتية: تنقل تصور القادة للأكراد لمناطق سيطرتهم خلال السنوات السبع الأخيرة، من الحديث عن «روج افا» (غرب كردستان) إلى «فيدرالية الشمال» وصولاً إلى «الإدارة الذاتية ضمن وحدة سوريا». وشكلت إدارات وكيانات تحاول الدمج والتوازن بين المكونات العربية والكردية والأشورية مع التركيز على المكونات من دون بعد انفصالي في الخطاب. وتلقت دعماً من الدول الحليفة للإعمار والاستقرار. هل ستبقى المؤسسات والمجالس صامدة أمام الهجوم التركي؟ ما مصير التمويل؟
9 – المفاوضات مع دمشق: في بداية 2011 سعت دمشق إلى تحييد الأكراد شرق البلاد. وفّر هذا أرضية لزيادة نفوذ «الاتحاد الديمقراطي» و«الوحدات»، لكن النفوذ زاد على قدرات وتوقعات دمشق بعد دخول التحالف الدولي ضد «داعش». بقيت الخطوط مفتوحة بين قياديين أكراد ودمشق إلى أن طلبت واشنطن من «قوات سوريا الديمقراطية» وقف الحوار أو التفاوض. تعرض روسيا حالياً وساطة بين دمشق والأكراد، ونقطة الخلاف هي: دمشق تعرض إدارة محلية ولامركزية، في حين يريد الأكراد «إدارة ذاتية». أغلب الظن أن دمشق وموسكو ستقولان للأكراد: «ألم نقل لكم إن الأميركيين سيتخلون عنكم؟!». نائب وزير الخارجية فيصل المقداد رفض الحوار امس واتهم الاكراد بـ «الخيانة».
10 – اتفاق أضنة: وقّعت دمشق وأنقرة هذا الاتفاق في أكتوبر (تشرين الأول) 1998، ويسمح للجيش التركي «ملاحقة الإرهابيين» والمقصود «حزب العمال الكردستاني» بعمق خمسة كيلومترات شمال سوريا. اللافت، أن رسالة خطية بعثتها تركيا إلى مجلس الأمن أول من أمس، قالت إن الهجوم الجديد جاء بموجب «اتفاق اضنة مع الجمهورية العربية السورية». هل ستعرض روسيا تطوير اتفاق أضنة عبر التفاوض والتطبيع بين دمشق وأنقرة بحيث يكون عمق التوغل التركي أكثر من خمسة كيلومترات وأقل من 32 كلم، شرط أن يكون شاملاً شريط الحدود السورية – التركية؛ ما يعني دخول قوات الحكومة إلى إدلب والشمال؟ كان إردوغان أشار إلى رغبته في «منطقة آمنة» بامتداد نحو 900 كلم من ريف اللاذقية غرباً إلى نهر دجلة شرقا وعمق 32 كلم.
11 – هدنة إدلب: ربط محللون دائماً بين تطورات شمال شرقي سوريا وشمال غربها. تركيا كانت توازن بين مسار آستانة مع روسيا ومفاوضات المنطقة الآمنة مع أميركا. روسيا كانت تضغط على تركيا في إدلب للتنازل شرق الفرات. كيف سينعكس التوغل التركي شرق الفرات على مستقبل اتفاق خفض التصعيد في إدلب. موسكو كانت أعطت مهلة إضافية لأنقرة للتوصل إلى حل لعقد إدلب. هل تستمر المهلة، أم أن دمشق ستستغل الوضع للتقدم شمال خان شيخون إلى حين تدخل الوسيط الروسي لعقد تفاهمات تشمل شمال شرقي سوريا وشمالها الغربي؟
12 – اتفاق منبج: توصلت واشنطن وأنقرة إلى «خريطة عمل: حول منبج غرب نهر الفرات وشمال حلب، تتضمن إخراج (الوحدات) الكردية وتسيير دوريات مشتركة، لكن بقي الخلاف حول وجود (الوحدات) والمجلس المدني. وتنتشر في ريف منبج دوريات روسية وأخرى تابعة للحكومة السورية قرب ميليشيات إيرانية، إضافة إلى قاعدة فرنسية ضمن التحالف. ما مصيرخطوط التماس؟
13 – الدور الإقليمي: في النصف الثاني من التسعينات وبعد فرض أميركا منطقة حظر جوي شمال العراق؛ ما أدى إلى ازدهار كردستان العراق، شكلت تركيا وسوريا وإيران منصة للتعاون الثلاثي لمنع تطور الكيان الكردي باعتبار أن هذه نقطة عمل مشتركة رغم خلافات إزاء أمور أخرى. هل يتكرر هذا الآن بمعنى أو آخر؟ بعيداً من التصريحات العلنية، هل يجمع الرفض السوري – الإيراني – التركي للكيان الكردي السوري الذي تعتبره الدول الثلاث «تهديداً لأمنها القومي»؟
14 – التطبيع العربي: أوقفت واشنطن بداية العام مسيرة التطبيع العربي الثنائي عبر فتح السفارات والجماعي عبر الجامعة العربية. لكن حجم الإدانة العربية لـ«العدوان» و«العزو» التركي على «سيادة سوريا ووحدتها» كان لافتاً. روسيا كانت أرادت استخدام تشكيل اللجنة الدستورية لدفع «التطبيع العربي» وإعادة سوريا إلى الجامعة العربية. هل يكون الاجتماع الوزاري العربي السبت مقدمة لإعادة عضوية سوريا إلى الجامعة قبل الجولة المقبلة للرئيس فلاديمير بوتين إلى المنطقة وبعد زيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف في المنطقة، خصوصاً بعد بيانات الإدانة والاتصالات الهاتفية بين القادة العرب؟
15 – اللجنة الدستورية: المزاج كان إيجابياً قبل أيام بعد نجاح المبعوث الأممي غير بيدرسون بتشكيل اللجنة الدستورية وبدء تحضيرات عقد الاجتماع الأول في جنيف في 30 الشهر الماضي. وهو يزور دمشق بعد مشاركته في الاجتماع الوزاري الأوروبي الاثنين المقبل. هل ستوافق دمشق على المشاركة في العملية السياسية وسط الهجوم التركي؟ هل يطالب وزير الخارجية وليد المعلم بيدرسون بإصدار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش موقفاً متشدداً من الهجوم؟ هل ستبقى تركيا (هي إحدى الدول «الضامنة» لمسار آستانة مع إيران وروسيا) مهتمة بالمسار السياسي حالياً؟ أميركا التي لم تضغط على الأمم المتحدة لتمثيل حلفائها في «قوات سوريا الديمقراطية» في اللجنة الدستورية، كيف ستنظر إلى اجتماع اللجنة الدستورية؟
16- مذكرة «منع الاحتكاك»: في مايو (أيار) العام الماضي، توصلت أميركا وروسيا إلى تفاهم عسكري لمنع الاحتكاك بين طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن من جهة، والطيران الروسي من جهة ثانية. وجرى تحديد نهر الفرات خط تماس بين الطرفين. حاول حلفاء دمشق مرات عدة اختبار واشنطن التي ردت بقصف تنظيمات تابعة لإيران حاولت الاقتراب من التنف، وعناصر روس تابعين لـ«فاغنر»، حاولوا التوغل شرق الفرات، وأسقطت طائرة سورية. كما أن إسرائيل قصفت مواقع تابعة لإيران في ريف دير الزور.
الطيران التركي يقصف حالياً بعمق الأراضي السورية، ما يعني سماح الجانب الأميركي بذلك، الأمر الذي سيضع مصير مذكرة «منع الاحتكاك» والترتيبات العسكرية الإقليمية والدولية، على مائدة التفاوض مع استمرار العملية العسكرية.

أوروبا تبحث فرض عقوبات على تركيا
بيروت: /الجمعة 11 تشرين الأول/2019
قالت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية إميلي دو مونشالين، إن مسألة فرض عقوبات أوروبية على تركيا إثر تدخلها في شمال سوريا «ستبحث في القمة الأوروبية الأسبوع المقبل». وردّت المسؤولة على سؤال عن احتمال فرض عقوبات أوروبية على تركيا بقولها: «بديهي أن هذا مطروح للبحث في القمة الأوروبية الأسبوع المقبل». ويستهدف الهجوم العسكري التركي «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة من الغرب في معركتها ضد تنظيم «داعش»، لكن تركيا تعتبر الوحدات «مجموعة إرهابية»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وتوغَّلت القوات التركية، نحو 8 كيلومترات شمال شرقي سوريا اليوم،، في اليوم الثالث لهجومها على المنطقة، بينما أعلنت أنقرة أن «العملية لن تمتد لأكثر من 30 كيلومتراً». وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد دعا تركيا، أمس (الخميس)، إلى «أن تنهي في أسرع وقت» هجومها في سوريا، منبهاً إياها إلى «خطر مساعدة (داعش) في إعادة بناء خلافته». وأضاف ماكرون: «أدين بأكبر قدر من الحزم الهجوم العسكري الأحادي الجانب في سوريا، وأدعو تركيا إلى إنهائه في أسرع وقت». وأضاف، في مؤتمر صحافي في ليون (وسط شرق) أن «خطر مساعدة (داعش) في إعادة بناء خلافته، مسؤولية تتحملها تركيا». وناقشت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بمبادرة من الولايات المتحدة، بياناً يدعو تركيا إلى العودة للدبلوماسية، وذلك في وقت أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن وساطة أميركية بين أنقرة والأكراد هي واحدة من 3 خيارات أمام الولايات المتحدة، وقال ترمب على حسابه في «تويتر»: «لدينا واحد من 3 خيارات، إرسال آلاف القوات وتحقيق نصر عسكري، توجيه ضربة مالية شديدة لتركيا عبر (فرض) عقوبات، التوسط لإيجاد اتفاق بين تركيا والأكراد!». واستبقت هذه المبادرة جلسة طارئة لمجلس الأمن صباح أمس، عجز خلالها الأوروبيون عن دفع جميع أعضاء المجلس إلى تبنّي بيانٍ يُعرب عن «القلق العميق» ويدعو أنقرة إلى «وقف» الهجوم على شمال سوريا.

أنقرة تعلن توغل قواتها وفصائل سورية موالية في شرق الفرات
«المرصد» يتحدث عن قتلى مدنيين بقصف تركي… وإردوغان يهدد أوروبا مجدداً باللاجئين
أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/الجمعة 11 تشرين الأول/2019
نفذت القوات التركية والجيش الوطني السوري الموالي لها، توغلاً برياً في عمق شرق نهر الفرات أمس (الخميس) في اليوم الثاني للعملية العسكرية التركية المسماة «نبع السلام» التي أعلنت الدول العربية والغربية رفضها لها مطالبة تركيا بالانسحاب. وفي الوقت ذاته، هدد الرئيس رجب طيب إردوغان الدول الأوروبية بـ«فتح أبواب تركيا أمام اللاجئين السوريين للتدفق عليها إذا لم تتوقف عن وصف العملية التركية في شرق الفرات بالغزو والاحتلال».
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أن عملية «نبع السلام» استمرت بنجاح براً وجواً وأنها أسفرت عن السيطرة على الأهداف المحددة. وقالت في تغريدة على «تويتر» إن العملية مستمرة بنجاح كما هو مخطط لها. وأضافت: «عملية (نبع السلام) استمرت بنجاح طيلة الليلة (قبل) الماضية براً وجواً، وتمت السيطرة على الأهداف المحددة… أبطالنا من القوات الخاصة الذين يشاركون في عملية (نبع السلام) يواصلون التقدم شرق الفرات».
وكانت الوزارة أعلنت عن أن القوات التركية والجيش الوطني السوري بدآ عملية برية شرق الفرات في إطار عملية «نبع السلام» مساء أول من أمس. وذكرت تقارير إعلامية تركية أن القوات دخلت سوريا من 4 نقاط؛ اثنتان منها قريبتان من تل أبيض، والأخريان قرب رأس العين التي تقع أبعد نحو الشرق. وقالت الوزارة إن الجيش التركي أصاب 181 هدفاً للمقاتلين الأكراد في ضربات جوية وبنيران المدفعية منذ بداية العملية في شمال شرقي سوريا.
ونفذ الجيش التركي قصفاً مدفعيّاً عنيفاً، أمس، ضد مواقع تحالف «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية أكبر مكوناتها، في مدينة تل أبيض قبالة بلدة أكتشا قلعة في ولاية شانلي أورفا الحدودية جنوب تركيا. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة المستهدفة بالقصف الذي يتواصل على فترات متقطعة. وتصاعدت أعمدة الدخان من مدينة رأس العين عقب قصف المدفعية التركية أهدافاً فيها في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، وفجر أمس.
وأعلن الجيش الوطني الموالي لتركيا السيطرة على قريتين في محيط مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي. وذكر، في بيان، أن مقاتليه سيطروا على مزارع قرية اليابسة وقرية تل فندر غرب مدينة تل أبيض، بعد اشتباكات مع «الوحدات» الكردية. ولم تعلق «قسد» على إعلان الفصائل الموالية لأنقرة.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات خاصة تركية دخلت قرية بئر عاشق الواقعة شرق مدينة تل أبيض عند الشريط الحدودي مع تركيا، بمساعدة خلايا نائمة في القرية، وأن هناك اشتباكات تدور حالياً بين «قسد» والقوات التركية والفصائل الموالية لها على محور قرية اليابسة غرب تل أبيض، في محاولة من الأخيرة لاحتلال هذه القرية أيضاً. وتترافق هذه الاشتباكات مع ضربات جوية من قبل الطيران التركي، بالإضافة لقصف صاروخي مكثف.
ورصد «المرصد» تنفيذ طائرات حربية تركية غارتين اثنتين على «اللواء 93» في منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، دون معلومات عن خسائر بشرية. كما وردت معلومات عن مقتل 9 عناصر من الفصائل السورية الموالية لأنقرة خلال قصف واشتباكات مع «قسد».
وردت «قسد» على القصف التركي بإطلاق قذائف «هاون» أسفرت عن إصابة 17 شخصاً في بلدة أكتشا قلعة التركية المقابلة لبلدة تل أبيض. وأصيب 9 مدنيين بجروح في مناطق تركية مختلفة بمحاذاة الحدود السورية، إثر إطلاق «قسد» قذائف على الجانب الآخر من الحدود.
وأدى القصف إلى إصابة 5 أشخاص في قضاء نصيبين بولاية ماردين، واثنين بقضاء جيلان بينار، وآخرين في بيرجيك بولاية شانلي أورفا.
كما وقعت أضرار مادية في عدد من المنازل، فيما سقط كثير من هذه القذائف في حقول زراعية. وقررت السلطات التركية تعطيل المدارس ليومين في المناطق القريبة من الحدود السورية المتاخمة لمنطقة عمليات «نبع السلام»، لدواع أمنية ولتجنيب الطلاب الأذى.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن «الجيش يؤدي مهامه بكل بسالة، ومعنويات عالية جداً، أثناء تنفيذ عملية (نبع السلام)» شمال شرقي سوريا. وأشار في تصريحات للصحافيين في أنقرة، أمس، إلى أن وزارة الدفاع تنشر المعلومات حول عملية «نبع السلام» على موقعها الرسمي. وزود أكار نظيرَه القطري خالد بن محمد العطية، بمعلومات عن العملية العسكرية، في اتصال هاتفي بينهما أمس، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، وأعلن الوزير القطري عن دعم بلاده العملية العسكرية.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أجرى اتصالاً هاتفياً بإردوغان الليلة قبل الماضية، استعرضا خلاله العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة آخر التطورات الإقليمية والدولية، لا سيما مستجدات الأحداث في سوريا. ووصف تميم خلال اتصاله الهاتفي إردوغان بأنه الصديق المقرب، وقال إن تركيا الدولة الشقيقة ومرحب بها.
وهدد إردوغان، في كلمة أمام رؤساء فروع حزب العدالة والتنمية الحاكم، في أنقرة أمس، الاتحاد الأوروبي بإرسال ملايين اللاجئين السوريين إلى أوروبا في حال استمر الاتحاد في وصف عمليات تركيا العسكرية بـ«الغزو والاحتلال».
وأشار إردوغان إلى أن قوات الجيش التركي دمرت عدداً من المواقع العسكرية التابعة لـ«الوحدات» الكردية، وقتلت 190 منهم، فضلاً عن وقوع إصابات في صفوفهم، قائلاً: «الجيش التركي سيقضي على كل (الإرهابيين) من خلال عملية (نبع السلام) في شمال سوريا… لا نريد لـ(داعش) أن يكون قوياً مرة أخرى في سوريا؛ بل نريد من أوروبا دعماً قوياً لإلحاق الهزيمة به».
من جانبه، جدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي أجرى اتصالات هاتفية مع عدد من نظرائه منهم وزراء خارجية أميركا وبريطانيا وألمانيا، التأكيد على أن الهدف من عملية «نبع السلام»، هو القضاء على الإرهاب، وليس أكثر من ذلك.
وأعرب عن استنكاره الشديد الانتقادات الموجهة لهذه العملية بدعوى أنها ستعرقل عملية مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، وأنها ستؤدي إلى حدوث أزمات إنسانية، مضيفاً: «لقد تعبنا من ضرب المنافقين في وجوههم، فهؤلاء لم يتعبوا أو يملوا من النفاق مع الأسف، لكننا سنواصل ضربهم في وجوههم». وعبّر عن رفضه التصريحات التي أدلت بها فرنسا، وبعض الدول الأخرى، بخصوص عدم تقديمهم أي دعم مادي لإنشاء المنطقة الآمنة المخطط لها في الشمال السوري، مضيفاً: «سنعتمد على أنفسنا في هذا الأمر، وبنجاح كبير سننهي هذه العملية الحيوية بالنسبة لنا».
في السياق ذاته، تتعقب أجهزة الأمن التركية محتوى وسائل التواصل الاجتماعي الذي تعدّه مناهضاً للعملية العسكرية، واتخذت إجراءات قانونية ضد نحو 100 شخص واعتقلت صحافياً بسبب معارضتهم لها.

تركيا تقوم بتطهير عرقي ضد الاكراد وتدفع داعش للحرب ضدهم العالم يدين تركيا وروسيا على شبه حياد
الديار/الجمعة 11 تشرين الأول/2019
يستمر العدوان التركي لليوم الثاني على الأراضي السورية وخاصة على المناطق الكردية، ويبدو ان هنالك عملية تطهير عرقي لطرد الاكراد من كامل شمال شرق نهر الفرات وشمال سوريا وابدالهم بسنّة عرب واكراد بدل سنّة اكراد، ومن خلال سير العملية العسكرية وانتشار الجيش التركي في عدوانه على مناطق الاكراد، يبدو انه يقوم بتطهير عرقي يقضي بابعاد الاكراد كليا عن كامل مناطقهم الحسكة والرقة وقسم من دير الزور وشمال شرق نهر الفرات. والخطير في الامر ان تركيا أدخلت لأول مرة تنظيم داعش الإرهابي التكفيري الذي دمر نصف سوريا ودمر مدنا في العراق قامت باشراك داعش ودفعه لهذا التنظيم الإرهابي التكفيري للقتال ضد الاكراد، وطلبت منهم عدم الرأفة والذبح والقتل حتى للأطفال والنساء قبل الرجال. وهكذا يظهر الحلف التركي مع تنظيم داعش الإرهابي التكفيري، الذي شنّ اكبر حرب على سوريا والعراق وقسم بسيط من لبنان في جروده ويومها قامت دول خليجية مع اميركا بتسليح داعش والتمويل كان خليجيا ـ عربيا لاسقاط النظام السوري والعراقي، وابدال النظامين بأنظمة توالي الخليج العربي وقد فشل المخطط. لكن الحرب التي خاضها الجيش العربي السوري مع حزب الله وروسيا وايران أدت الى الحاق الهزيمة بتنظيم داعش سواء في سوريا ام في العراق، والذي حسم المعركة في العراق هو الحشد الشعبي الشيعي العراقي الذي دمر داعش تدميرا كاملا، اما في سوريا فقد ساهمت الطائرات الروسية التي كانت تقيم بـ 4 الاف غارة شهريا على مراكز داعش حتى دمرتها، لكن داعش لجأت الى حدود العراق مع تركيا، وحدود سوريا مع تركيا، حيث قام الجيش التركي باحتضان داعش وتسليحها وتدريبها وإبقاء لها مخيمات كبيرة شرق نهر الفرات وضمن الأراضي التركية. واليوم يستعمل الجيش التركي داعش للتطهير العرقي ضد الاكراد في عملية إبادة ضد الشعب الكردي السوري والعراقي. المفاجأة الكبرى ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذكرت وكالة نوفوستي الروسية ان الرئيس الروسي بوتين كان متعاطفا مع انقرة، عاصمة تركيا، دون ان تذكر اكثر من ذلك، لكن وكالة روسيا اليوم ذكرت لاحقا ان الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس بوتين والرئيس اردوغان لم يتم الاتفاق فيه على اتصال هاتفي آخر. هذا ويقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة تاريخية في 13 و14 تشرين الأول أي بعد أيام دولة الامارات والمملكة العربية السعودية ويجري محادثات استراتيجية معهم، وستكون لهذه الزيارة أهمية كبرى على مستوى الخليج وعلى مستوى الوضع مع ايران، مع العلم ان روسيا وقفت على الحياد في الحصار الكبير الذي قامت به الولايات المتحدة ضد ايران وضد التحالف الإيراني الروسي الكبير والتعاون العسكري والاستراتيجي والتفاهم السياسي على مستوى السياسة الدولية. وعجيب امر روسيا في ان تتعاطف مع انقرة عاصمة تركيا، وان تقف على الحياد في الحصار القاتل الذي تقوم به الولايات المتحدة ضد ايران. على صعيد المعارك، تقدم الجيش التركي بمسافة 7 كلم، في منطقة الخط الأبيض وفي مناطق الاكراد، لكن قوات قسط الديموقراطية أي قوات سوريا الديموقراطية وهي كردية عربية كما ان الجيش الكردي المؤلف من 75 الف جندي دخل بحوالى 8 الف جندي وصد الجيش التركي والحق به خسائر كبيرة، ويُقال ان الاكراد خسروا 31 قتيلا و112 جريحا، فيما خسر الجيش التركي وعلى الأرجح الميليشيات التابعة له ومنها الجيش السوري الحر المنشق وقوات من داعش 216 قتيلا وتدمير 44 مصفحة وناقلة جند وتدمير 6 دبابات.
لكن يبدو ان ناقلات الجنود والدبابات التي تم تدميرها تابعة للجيش السوري المنشق وتابعة لميليشيات معارضة سورية دربتها تركيا وتابعة لداعش. اذا أكملت المعارك سيرها بهذا الشكل فان الجيش التركي سيصاب بخسائر كبيرة ولن تكون معركته لاحتلال أراض سورية سهلة كما يعتقد. وإزاء هذا الوضع قامت الطائرات التركية الحربية من طراز اف 16 والمدفعية البعيدة المدى بقصف القامشلي وهي عاصمة الحسكة منطقة الاكراد الصرف، وقصفتها قصفا عنيفا مما أدى الى مقتل 42 مدنيا اكثريتهم أطفال ونساء وجرح حوالى 280 مواطنا جراح بعضهم خطيرة. وكان هذا الانتقام التركي للخسائر التي لحقت بالميليشيات التابعة له، او جزء من قواته، وبدأ الجيش التركي يركز على استعمال قصف طائرات الـ اف 16 وهي طائرات حديثة أميركية تحمل قنابل وزن 1000 كلغ وتحمل اكثر من 6 صواريخ كل صاروخ وزنه 200 كلغ وتلقيها على مدينة القامشلي وعلى محافظة الحسكة وعلى المناطق الكردية المدنية والعسكرية، وخاصة المدنية، وتنتقم بشكل وحشي لم يسبق له مثيل وذلك لضرب معنويات الاكراد. ونتيجة ذلك، نزح من محافظة الحسكة ومن محافظة الرقة ومن مناطق الاكراد على الحدود السورية ـ التركية 60 الف نازح كردي اكثريتهم نساء وأطفال باتجاه الداخل السوري.
اما الجيش العربي السوري فقد وجه نداء الى الجيش الكردي وجيش سوريا الديموقراطية أي قسد للاجتماع به والتنسيق معه في الحرب ضد العدوان التركي، ويبدو ان هنالك محادثات غير مباشرة تجري بين قوات قسد قوات سوريا الديموقراطية والجيش العربي السوري كما ان الجيش الكردي لم يعد بعيدا عن التفاعل والتعاون مع الجيش العربي السوري ضد العدوان التركي كلما زاد العدوان وحاولت تركيا احتلال مزيد من الاراضي. وتنوي تركيا احتلال مساحة ما بين 5 الاف الى 7 الاف كلم مربع، وتريد القيام بتطهير عرقي بإزالة الاكراد كليا من محافظة الحسكة والرقة عن حدود تركيا، وابدالهم بسكان بدل ان يكونوا من السنّة الاكراد ان يكونوا من السنّة العرب ومن السنّة الاكراد، لان تركيا قالت انها سترسل حوالى 500 الف تركي يسكنون هذه المنطقة الامنة أولا للقيام بإقامة ابنية وطرقات وثانيا لانشاء معامل في هذه المنطقة، وادارتها مدنيا والسكن فيها والاختلاط مع الشعب السوري من غير العرق التركي رغم انهم كلهم سنّة عرب واكراد وفي هذا المجال ذكرت وكالة نوفوستي ان الرئيس الروسي بوتين نبّه الرئيس التركي اردوغان الى ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا وعدم احتلال أراضيها بشكل دائم والانسحاب في اسرع وقت بعد تنفيذ العملية التي تريدها تركيا ضد الاكراد. لكن يبدو ان الخطة التركية طويلة المدى ولا تقل عن 5 سنوات.
وقد زرع الجيش الكردي وقوات قسد قوات سوريا الديموقراطية عشرات الاف الألغام على الحدود بين سوريا وتركيا، ولذلك هنالك شاحنات وسيارات جيب عسكرية تركية واليات للمعارضة السورية المدعومة من تركيا تنفجر فيها الألغام دون ان يعلن الجيش التركي عن الخسائر رغم ان مراسل وكالة الانباء الألمانية قال انه شاهد اكثر من حوالى 46 انفجارا حصلت على الحدود بطول 100 كلم لسيارات انفجرت بها الغام أرضية زرعها الاكراد وقوات سوريا الديموقراطية.
اما الجيش العربي السوري فلم يدخل المعركة بعد حتى الان ولم يطلب من فرقه العسكرية التقدم والهجوم ضد العدوان التركي طالما ان العدوان ما زال على الحدود التركية السورية والمعركة دائرة مع الاكراد. وينتظر الجيش العربي السوري جواب الجيش الكردي المؤلف من 70 الف جندي وقوات قسد الديموقراطي ليقرر خطته العسكرية للتصدي للجيش التركي. وفي هذا الوقت ادانت الدول العربية كلها باستثناء قطر حليفة إسرائيل وتركيا العدوان التركي على سوريا وأيدته، لان قطر ترتبط مع تركيا بتحالف مع الاخوان المسلمين المدعومين من تركيا والذين يشكلون حزب الرفاه الذي يقوده اردوغان وقد اصبح حزب الاخوان المسلمين، ولم يعد اسمه الرفاه والترفيه، كذلك قطر تحولت الى قاعدة للاخوان المسلمين لمحاربة السعودية والامارات ومصر، في الوقت الذي تقيم فيه قطر افضل واقوى علاقة مع إسرائيل.
الأمور لم تنقشع بعد، ومتى انتهت المحادثات بين الجيش العربي السوري والجيش الكردي وقوات قسد الديموقراطية السورية واتفقوا على صد العدوان التركي فان الحرب عندها ستبدأ بجدية لكن القوات لتركية المزودة بطائرات اف 16 ومنظومة اس 300 السورية لا تستطيع اسقاطها بسهولة لهذه الطائرات كذلك فان المدفعية التركية الثقيلة التي تقصف مناطق الاكراد ستؤدي الى إبادة الاكراد وتطهير عرقي لهم من كامل المنطقة لكن الحرب عندها ستقع بقوة خاصة عندما يدخل الجيش العربي السوري ويدخل الى جانبه الحشد الشعبي الشيعي العراقي وحزب الله وقد تدخل قوات إيرانية الى سوريا لدعمها ضد الهجوم التركي والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات من حرب قد تتوسع اكثر واكثر رغم قوة تركيا العسكرية الأقوى الا اذا تدخلت ايران وايران هي الوحيدة القادرة على ارسال نصف مليون جندي من جيشها بحجم 250 الف ضابط وجندي و250 الف من الحرس الثوري ليصبحوا نصف مليون جندي وعندها تكون الهزيمة لتركيا اكيدة.
لكن ايران هل تقوم بهذه الخطوة، حتى الان يبدو ان ايران تطلق إنذارات ديبلوماسية وسياسية الى تركيا دون أي تحرك عسكري. كما يمكن لإيران ان تفتح جبهة عسكرية وحربا جدية مع تركيا على الحدود بين ايران وتركيا، ويمكن لإيران ان تحشد على هذه الجبهة نصف مليون الى مليون جندي بسهولة، وسيكون على الجيش التركي مواجهة اقوى جيش في المنطقة هو الجيش الإيراني الذي يحتفظ بـ 75 الف صاروخ بالستي قادرة على تدمير مدن في تركيا بكاملها خاصة إسطنبول اذا استهدفتها الصواريخ البالستية لان إسطنبول كناية عن مدينة أبراج وزجاجية والصواريخ البالستية التي تحمل نصف طن من المتفجرات قادرة على الحاق اكبر اذى باهم مدينة في تركيا وهي عاصمة السياحة لتركيا وقد يسبب ضرب ايران لاسطنبول خسائر لهذه المدينة الضخمة ويسكنها 18 مليون نسمة وفيها اهم المرافق السياحية والفنادق وهي اكبر مدينة في تركيا خسائر لا يمكن تعويضها من قبل تركيا قبل 5 سنوات. حتى لو قامت تركيا بقصف مدن إيرانية وقصفت طهران فان الخسائر لن تكون مثلها لان طهران ليست مدينة أبراج ومدينة زجاج والمدن الإيرانية ليست كذلك بل الخسارة الكبرى ستكون تدمير الجزء الأكبر من مدينة إسطنبول اكبر مدينة في تركيا بحجمها وعدد سكانها ودورها السياحي الأول حيث انها تستقبل سنويا 42 مليون سائح الى 50 مليون سائح من أوروبا ومن روسيا ومن العالم وتعطي تركيا حوالى 85 مليار دولار مدخولا من السياحة في إسطنبول. هل سيتفرج العالم على إبادة الشعب الكردي وتطهيره العرقي، دول أوروبية الغربية احتجت وأميركا احتجت وستفرض عقوبات على تركيا اما روسيا فستقف على الحياد والدول العربية ترفض العدوان التركي، لكن موقف الدول العربية جيد ضد العدوان التركي باستثناء قطر التي تحالفت مع تركيا على قاعدة بناء حزب واحد اسمه حزب الاخوان المسلمين ويكون على تحالف مع إسرائيل.

Thousands Flee, Hundreds Reported Dead in Turkish Attack on U.S.-allied Kurds in Syria
Reuters/October 11/2019
Turkey’s Defense Ministry said 228 Syrian Democratic Forces fighters had been killed so far, and a U.S. State Department official said would penalize Turkey for any ‘inhumane and disproportionate’ moves against civilians.
Turkey pounded Kurdish militia in northeast Syria for a second day on Thursday, forcing tens of thousands of people to flee and killing at least dozens of people in a cross-border assault on U.S. allies that has turned the Washington establishment against U.S. President Donald Trump.
The offensive against the Syrian Democratic Forces (SDF) led by Kurdish YPG militia, which began days after Trump pulled U.S. troops out of the way and following a phone call with Turkish President Recep Tayyip Erdogan, opens one of the biggest new fronts in years in an eight-year-old civil war that has drawn in global powers.
“We have one of three choices: Send in thousands of troops and win Militarily, hit Turkey very hard Financially and with Sanctions, or mediate a deal between Turkey and the Kurds!” Trump said in a Twitter post on Thursday.
“I hope we can mediate,” Trump said when asked about the options by reporters at the White House.
Without elaborating, Trump said the United States was “going to possibly do something very, very tough with respect to sanctions and other financial things” against Turkey.
The SDF have been the main allies of U.S. forces on the ground in the battle against Islamic State since 2014. They have been holding thousands of captured ISIS fighters in prisons and tens of thousands of their relatives in detention.
SDF forces were still in control of all prisons with Islamic State captives, a senior U.S. State Department official said in a briefing with reporters on Thursday.
The United States has received a high-level commitment from Turkey on taking responsibility for Islamic State captives but has not yet had detailed discussions, the official said.
U.S. lawmakers and media have said Trump essentially gave Erdogan the green light for Turkey’s military to go into northeast Syria but the official disputed that. “We gave them a very clear red light, I’ve been involved in those red lights and I know the President did that on Sunday,” the official said.
Turkey’s Defense Ministry said 228 militants had been killed so far in the offensive. Kurds said they were resisting the assault. At least 23 fighters with the SDF and six fighters with a Turkish-backed Syrian rebel group had been killed, said the Syrian Observatory for Human Rights, which monitors the war.
Air strikes
The SDF said Turkish air strikes and shelling had also killed nine civilians. In an apparent retaliation by Kurdish-led forces, six people including a 9-month-old baby were killed by mortar and rocket fire into Turkish border towns, officials in southeastern Turkey said.
The International Rescue Committee said 64,000 people in Syria have fled since the campaign began. The towns of Ras al-Ain and Darbasiya, some 60 km (37 miles) to the east, have become largely deserted.
The Observatory said Turkish forces had seized two villages near Ras al-Ain and five near the town of Tel Abyad, while a spokesman for Syrian rebel forces said the towns were surrounded after fighters seized the villages around them.
According to a senior Turkish security official, the armed forces struck weapons and ammunition depots, gun and sniper positions, tunnels and military bases.
Jets flew operations up to 30 km (18 miles) into Syria – a limit which Turkey’s foreign minister said Turkish forces would not go beyond. A Reuters journalist saw shells exploding just outside Tel Abyad.
Ankara brands the YPG militia as terrorists because of their ties to militants who have waged an insurgency in Turkey. On Thursday, Turkish police began criminal investigations of several Kurdish lawmakers and detained scores of people in the southeastern city of Diyarbakir, accusing them of criticising the military’s incursion into Syria, state media reported.
Late on Thursday, Turkish Defense Minister Hulusi Akar spoke by phone with his French, British and U.S. counterparts, the defense ministry said. It said Akar and U.S. Defense Secretary Mark Esper discussed defense and security issues, and added that Akar briefed Esper on the aims and progress of the incursion.
Trump criticized
Trump has faced rare criticism from senior figures in his own Republican Party who accuse him of deserting loyal U.S. allies. Trump has called the Turkish assault a “bad idea” and said he did not endorse it.
U.S. Senator Lindsey Graham, a Republican who usually backs Trump, has been one of the most outspoken critics of the president’s decision to withdraw U.S. troops from northeastern Syria. He unveiled a framework for sanctions on Turkey with Democratic Senator Chris Van Hollen.
“If there is any measure taken against us, we will retaliate and respond in kind,” Turkish Foreign Minister Mevlut Cavusoglu said, adding that “nothing will come of these sanctions.”
After the UN Security Council met to discuss the fighting, the U.S. ambassador to the United Nations said Turkey faced unspecified “consequences” if it did not meet its pledge to protect vulnerable populations or contain Islamic State fighters.
Later, the U.S. State Department official said the United States would penalize Turkey if it engages in any “inhumane and disproportionate” moves against civilians. That would include “ethnic cleansing, it would include in particular indiscriminate artillery, air and other fires directed at civilian population,” the official said. “That’s what we’re looking at right now, we haven’t seen significant examples of that so far.”
French Foreign Minister Jean-Yves Le Drian called for an emergency meeting of the coalition of more than 30 countries created to fight Islamic State. The coalition “needs to say today what are we going do, how do you, Turkey, want to proceed and how do we ensure the security of places where fighters are held? Everything needs to be on the table so that we are clear,” Le Drian said on France 2 television.
Erdogan said militants from Islamic State would not be allowed to rebuild a presence in the region.
The Kurdish-led authority in northern Syria said a prison that holds “the most dangerous criminals from more than 60 nationalities” had been struck by Turkish shelling, and Turkey’s attacks on its prisons risked “a catastrophe.”
NATO member Turkey has said it intends to create a “safe zone” for the return of millions of refugees to Syria.
Erdogan threatened to permit Syrian refugees in Turkey to move to Europe if EU countries described his forces’ move as an occupation. Turkey hosts around 3.6 million people who have fled the Syrian war.
The European Union should have a dialogue with Turkey despite Ankara’s offensive against the Kurds, in order to avoid a fresh wave of migrants coming to Europe, Hungarian Foreign Minister Peter Szijjarto said on Thursday.
Russia, the main international backer of Syria’s President Bashar al-Assad, said it planned to push for dialogue between the Syrian and Turkish governments following the incursion.

It’s craziness here’: Kurdish forces struggle to contain world’s unwanted ISIS prisoners in Syria
Stewart.Bell/Global News/October 11.2019
The unrest began when hardliners at Syria’s biggest camp for female ISIS detainees gathered in a tent, allegedly to whip a woman as punishment for defying their puritanical code. Kurdish soldiers arrested those responsible, but as they led the prisoners away, more black-clad women congregated, chanting “God is great,” index fingers jabbing at the hot morning sky.
“Jihad,” one shouted.
“Oppressors,” another said in English.
When the demonstrators wouldn’t disperse, more troops came running. Aiming over the women’s heads, they fired bursts from their rifles. Then two armoured vehicles arrived, blasting rounds from their gun turrets.
By the time the shooting stopped, a woman was dead. Medecins Sans Frontieres said it had treated four more for gunshot wounds, and the security forces lamented the deteriorating conditions at the camp.
A city of white tents behind a security fence, Al-Hawl camp houses more than 70,000 women and children captured during the final battles against ISIS that ended six months ago.
Thousands of them are foreigners that their own countries, including Canada, won’t take back. So the Kurds, having lost 11,000 fighters to defeat ISIS, have been left alone to detain the world’s most unwanted.
It was already an overwhelming responsibility, and now the Kurds have been dragged into a new conflict with NATO ally Turkey, which, following a nod from U.S. President Donald Trump, launched an offensive into northern Syria this week.
Canada denounced the invasion but has not done its part to ease the burden on the Kurds by repatriating any of the roughly 40 Canadians held at ISIS detainee camps, according to Kurdish authorities.
A week before Turkey attacked, Mustafa Bali sat behind his desk at a military base in Ayn Issa, lamenting the Canadian government’s inaction on a critical global national security issue.
“Those Canadian citizens who came here, they came to kill us and they came to kill our kids and to destroy our towns,” said Bali, spokesman for the Syrian Democratic Forces.
“And the moment that we arrested them and had them in our prisons or our camps, we were saving the Canadian people in Canada. We were preventing them from doing any terrorist attacks.
“So doing nothing towards those citizens, that’s really not respectful for the sacrifice that we have done,” Bali said.
The SDF had won a hard-fought peace in northern Syria, having finished off the so-called caliphate and imprisoned roughly 100,000 ISIS fighters and their families.
The Turkish offensive ended the calm and brought new urgency to the question of the ISIS captives. Kurdish authorities said in interviews that an attack would force them to pull their troops away from the ISIS prisons and camps to defend the border, raising the risk of escapes.
On Friday, the SDF reported that women at Al-Hawl had started riots in an attempt to escape.
About a dozen and a half Canadians and their two dozen children are detained by the Kurdish forces. That’s not a huge number, but taken together, with every other country that has abandoned its ISIS members to the Kurds, Canada is not helping with its inaction.
During a visit to Syria last week, Global News and two researchers interviewed several Canadian detainees. None had even spoken to any Canadian officials, and Kurdish authorities said Canada had long ago halted talks about bringing them back to Canada.
“The Canadian citizens who are here, they are six men and 12 women and some kids so when we talk about Canada … it’s as big as 10 million metres squared. It’s a very big country compared to our country,” Bali said.
“I’m just surprised how a big country like Canada cannot take six or 12 citizens to their country.”
The world’s seeming disregard for the plight of the Kurds was on full display at Al-Hawl camp, where the SDF has been battling to control ISIS women determined to enforce their stark version of Islamic law on the population.
“The situation is really getting worse,” Bali said.
The women have been encouraged by a recent audio address in which ISIS leader Abu Bakr al-Baghdadi called on his supporters to free the women from what he called the “prisons of humiliation,” officials said.
The ISIS propaganda arm Amaq claimed in a statement that an Oct. 9 attack on SDF positions in Raqqa was a “response to the assault on female prisoners in the camps.”
“They have nothing without all the women and they know that, too,” said Kimberly Polman, a Canadian who was detained at Al-Hawl camp but has since been moved to a different location.
The Canadians and other westerners at Al-Hawl are kept in a foreigners’ annex, the scene of the Sept. 30 shootings, which occurred during a visit by Global News, Prof. Amarnath Amarasingam of Queen’s University and Leah West, a national security law expert at the Norman Paterson School of International Affairs.
Days earlier, a dismembered body was found in a septic tank at Al-Hawl, and the body of a 20-year-old was later found with 16 stab wounds, an official said. A 14-year-old was murdered last month, allegedly for not wearing a niqab. Guards have reportedly been stabbed. Kurds call the camp a “ticking time bomb.”
“I think it was pretty clear from our experience in Al-Hawl that there’s a small subset of women who kind of run the show at the camp, who are very much kind of overpowering a lot of the other women in the camp, policing what they wear, policing what they can say, policing how they act,” Amarasingam said.
Left to fester, it will only get worse, he said, but there is a solution: the four dozen countries with nationals at the camp, including Canada, can evacuate their citizens and bring them home to stand trial for the crimes of ISIS.
The foreign minister for the administration that controls northeast Syria, Abdulkarim Omar, said in an interview that the Canadian government was the first to contact Kurdish authorities about its captured citizens. But since a meeting almost two years ago to discuss the details of repatriation, Canada has halted those discussions without explanation, he said.
“The government is aware of some Canadian citizens currently detained in Syria. There is no legal obligation to facilitate their return,” said Public Safety Minister Ralph Goodale’s spokesman Scott Bardsley.
Former Canadian Security Intelligence Service analyst Jessica Davis said that while it was understandable Canadians would not want the detainees brought home, politics and emotion had clouded policy-making.
“The reality is that these individuals are Canada’s problem, yesterday, today and tomorrow. If they show up at our consulates or embassies, they will be a very real problem.
“If they help to reconstitute the Islamic State, they will be an even bigger one. And if they conduct terrorist attacks and take more lives, that will be on us,” she wrote on Twitter.
With its rows and rows of tents and water tanks, Al-Hawl looks like an endless desert campground, one populated by children.
They are everywhere.
A blond-haired boy with a bandage on his eye. A toddler taking shelter in the shade of a tent flap. A little girl gripping a teddy bear. Women carrying babies and pushing strollers. Even as the women stood together to defy the camp guards, children were at their sides.
“Canada can and should do more to protect the rights of these children, especially those who are Canadians,” said Kathy Vandergrift, chair of the Canadian Coalition for the Rights of Children.
Because so many of the foreign children were born in ISIS-controlled areas, they lack proof of their identity, which has made governments hesitant to take them back.
Security concerns and the lack of domestic programs to rehabilitate and reintegrate children raised under ISIS have also made countries reluctant to repatriate them.
As a result, they have been left in an environment that seems like a factory for producing the next generation of extremists.
Turkey says it will be responsible for ISIS prisoners in Syria ‘safe zone’
“We have those women in our hands, and every day, they are taking care of the kids, how to make them ISIS, how to make them follow ISIS ideology,” said Bali, the SDF spokesman.
The hardline women at Al-Hawl have recreated the ISIS system inside the camp, using religious police called hisbah to enforce their rules, Kurdish officials said.
The fatal shooting last week occurred after camp guards tried to break up a sitting of a hisbah court, they said. Thirty-nine women were put under investigation.
“They take these women because they want to learn Qur’an, that’s it,” a detainee protested in English following the arrests. “We can’t read Qur’an in our tents?”
There were unconfirmed allegations women were armed with handguns.
“It’s craziness here!!!!” a Canadian detainee inside the camp wrote in a message to her family following the shootings. “Please tell Canada we need to leave here ASAP!!!”
Stewart.Bell@globalnews.ca
© 2019 Global News, a division of Corus Entertainment Inc.

The Swamp of The Turkish Syria Invasion
Salman Al-dossary/Asharq Al Awsat/October 11/2019
The strategy adopted by the Turkish government in all its policies is perhaps to hide the real goals behind its actions. This is how it conducted a military operation in northern Syria under a pretext that is almost impossible to achieve, namely, “the return of refugees” and the establishment of a “security zone.” The real objectives are completely different; they are not related whatsoever to the alleged return.
The only truth is that what happened was a Turkish military invasion of Syrian territory, at the sight of the world, is a clear violation of the basic rules of international law.
Even if we assume that the Turkish operation succeeds in securing the return of Arab refugees, the Syrian issue will be further complicated by the risk of ethnic cleansing and a dramatic demographic change, with the policy of expelling the Kurds from their areas where they lived for hundreds of years, and resettling citizens from different regions on lands other than their own.
Then, undoubtedly, we will be facing a new disaster, which will further confuse the blurry scene and prolong the war in Syria.
Politically, President Recep Tayyip Erdogan appears to be in his frailest condition. The internal complexities he faces, and the lingering divisions within the Justice and Development Party, seem not enough, as he is now confronting the whole world, which, from the first minutes, condemned his country’s intervention in Syria.
Economically, Erdogan is confused with persistent facts that haunt him day and night: the lira is collapsing, the government debt is increasing, sanctions are exhausting his country, and military spending is burdening the economy, while the military is dealing with difficult and complicated options.
No one knows for how long the military operation will continue, and what consequences it will bring about in an area full of armed groups, not to mention that the Kurds will not just be watching the operation to uproot them and drive them out of their homeland.
Those, who had the upper hand in the expulsion of ISIS and the detention of thousands of its members, suddenly found themselves under the weight of a foreign military invasion targeting them and describing them all as “terrorists”.
Needless to say, thousands of ISIS members, under the control of the Syrian Democratic Forces, had entered Syria from the Turkish border gate. Moreover, around 18,000 other ISIS fighters hiding in the region were now allowed to re-emerge. We should imagine how Turkey would deal with them if they controlled their positions.
It is true that the vague position of US President Donald Trump, who withdrew his troops from northern Syria in a clear implicit signal, helped Erdogan make his decision to invade the country; however, we must bear in mind that all US institutions oppose the Turkish aggression, and President Trump’s move finds support from neither the Congress’ Republicans and Democrats, nor the Pentagon.
We should pay attention here that once the United States decides to return to support the Kurds, which is a probability, Turkey will be the first prey, entangled in what it cannot withstand. It will have invaded Syria on the beat of Erdogan’s enthusiastic speeches, but it certainly would not be able to get out of the swamp into which it swiftly fell.
Its misleading headlines used to describe its military operations – such as the “olive branch” and the “peace spring” – will be ineffective, because what happened is unquestionably a blatant Turkish invasion and an occupation of Arab lands. Its subsequent political and military tax on Turkey and its president will be exorbitant.