الياس بجاني/لماذا لا ترد السعودية والإمارات على إيران وأذرعتها عسكرياً

1098

لماذا لا ترد السعودية والإمارات على إيران وأذرعتها عسكرياً

الياس بجاني/16 أيلول/2019

قبل عدة أيام نقلت وكالات الأنباء عن أمير سعودي مرموق قوله الجاد والرصين بأن بلاده قادرة عسكرياً على تدمير إيران خلال فترة أسبوعين.

وهذه حقيقة عسكرية عملية وعملانية وعلمية مؤكدة في مقارنة حسابية وموضوعية للقدرات العسكرية لكل من البلدين.

وفي نفس السياق تفيد التقارير العسكرية الغربية الموثقة التي نشرتها مواقع ومراكز دراسات عسكرية دولية ذات اختصاص بأن لدى الإمارات العربية وحدها قوة جوية ضاربة ومتطورة جداً وهي قادرة على إيقاع الأذى الكبير والمدمر بكل البنى التحتية الإيرانية خلال أيام قليلة.

علماً أن الدول العربية الخليجية وفي مقدمها السعودية والإمارات هي من أوائل البلدان في العالم التي تشتري السلاح من العديد من الدول…

وهي دول عربية غنية ومقتدرة اقتصادياً ومسلحة بأكثر التقنيات تطوراً وتقدماً برياً وجوياً وبحرياً وبشرياً.

في حين أن القوات الإيرانية ورغم أعدادها الكبيرة إلا أن أسلحتها في كافة القطاعات قديمة للغاية ولا يمكنها مواجهة السلاح والجيوش العربية وتحديداً الطيران العربي الحربي.

وبما أن الكل عربياً وغربياً بات مدركاً و100% بأن ملالي إيران وقادة أذرعتهم الإرهابية والمذهبية المنتشرين في معظم الدول العربية لا يفهمون ولا يُردعون بغير لغة القوة.

فلماذا إذا وحتى الآن لا تستعمل الدول العربية الخليجية تحديداً لغة القوة العسكرية هذه وهي اللغة الوحيدة التي يفهمها هؤلاء القادة الفرس المعتدين والإرهابيين والمذهبيين الحالمين بإعادة إقامة إمبراطوريتهم الفارسية بالقوة على أنقاض الكيانات العربية كافة؟

من هنا يأتي السؤال الذي يسأله كل متابع للإرتكابات والتعديات والتهديدات الإيرانية على كافة المستويات.. لماذا لا ترد الدول العربية الخليجية عسكرياً على إيران وبنفس الأسلوب الذي يتبعه الملالي وأذرعتهم في هجماتهم وتعدياتهم تلك المباشرة أو التي تأتي من خلال أذرعتهم اليمنية والعراقية والأفغانية واللبنانية؟

لماذا لا تطلق هذه الدول العربية المقتدرة والمسلحة جيداً أقله مسيرات (درونز) حربية وتستهدف من خلالها مواقع داخل إيران تكون حيوية بترولية وعسكرية وغيرها  في كل مرة تستهدف إيران أي موقع في بلادهم. وذلك كما حدث أول أمس من خلال الهجوم الإيراني الفاضح والمدمر على مصافي البترول التابعة لشركة أرامكو في السعودية؟.

المطلوب من الدول العربية الخليجية أن تتكل على قدراتها العسكرية وهي قادرة على مواجهة الجيش الإيراني ورد الصاع صاعين له وتلقينه الدروس الفعلية ليتم ردعه.

إن اتكال الدول العربية على الغرب للدفاع عنها لن يجدي نفعاً وتحديداً الاتكال على أميركا حيث أولوية رئيسها حالياً هي تأمين فرص نجاحه في الانتخابات، وليس الحرب، وهو سيبلع كما بلع حتى الآن كل عنتريات وارتكابات نظام الملالي وهم يعرفون نقاط الضعف هذه ويستغلونها بوقاحة وفجور.

يبقى، أنه إن لم يكن الهدف الأساسي لشراء الأسلحة المتطورة من قبل السعودية والإمارات تحديداً ودفع البلايين ثمناً لها هو لاستعمالها لحماية بلديهما وصون مصالحهما في مواجهة النظام الملالوي التوسعي والمذهبي، فلماذا إذا تخزين كل هذه الأسلحة؟

أهي للزينة والتشاوف فقط؟ لا ..لا نعتقد ذلك.

إن لغة القوة العسكرية هي اللغة الوحيدة التي يفهمها نظام الملالي وقادة عسكرهم المتوهمين والفجار، وكذلك هو حال وعي وإدراك كل وكلائهم من قادة أذرعتهم الإرهابية الذين يعيثون دماراً وفساداً وفوضى وفقراً وتهجيراً وتفكيكاً لمقومات ومؤسسات كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة وليبيا والعديد من الدول الأخرى..

باختصار، على من تعتدي عليهم إيران مباشرة أو من خلال أذرعتها أن يتكلموا معها ومعهم بنفس اللغة التي يفهمونها وهي لغة القوة وإلا على الدول العربية الخليجية أن يتوقعوا بالتأكيد المزيد والمزيد من التعديات والانتهاكات والاغتيالات والتدخلات والعنتريات والتهديدات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com