الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص: الفرق شاسع بين موقف الكنيسة من هرطقات فرقة مشروع ليلى وبين عمليات التحرّيم

94

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص: الفرق شاسع بين موقف الكنيسة من هرطقات فرقة مشروع ليلى وبين عمليات التحرّيم
05 آب/2019

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتWMA/الفرق شاسع بين موقف الكنيسة من هرطقات فرقة مشروع ليلى وبين عمليات التحرّيم/05 آب/2019/اضغط هنا  للإستماع للتعليق

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتMP3/الفرق شاسع بين موقف الكنيسة من هرطقات فرقة مشروع ليلى وبين عمليات التحرّيم/05 آب/2019/اضغط على العلامة في أسفل الصفحة إلى اليمين للإستماع للتعليق
الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتMP3/الفرق شاسع بين موقف الكنيسة من هرطقات فرقة مشروع ليلى وبين عمليات التحرّيم/05 آب/2019/

الفرق شاسع بين موقف الكنيسة من هرطقات فرقة مشروع ليلى وبين عمليات التحرّيم
الياس بجاني/05 آب/2019
على خلفية الثقافة اليسارية والشيوعية، أو الجهل الإنجيلي، أو العداء للمسيحية لأنها ترفض الفسق والشواذات المجتمعية، وبهدف تشويه موقف الكنيسة والمؤمنين المسيحيين في لبنان وخارجه من ما تقدمه فرقة “مشروع ليلى” وغيرها من الفرق المماثلة، نشر العشرات من الصحافيين والإعلاميين والناشطين على مواقع التواصل، وفي وسائل الإعلام كافة عدداً كبيراً جداً من الأراء والتعليقات والتحليلات التي تساوي بين مواقف الكنيسة والمؤمنين فيها بعمليات، وبين فتاوى التحريم التي تمارس من قبل المرجعيات غير المسيحية المدنية والمذهبية في الكثير من الدول العربية والإسلامية، من مثل تحريم قيادة السيارة، وتحريم العزف على الكمان، وتحريم الطبلة، وتحريم السباحة في البحر، وإلخ
كما أن البعض رأي وعلى خلفية سطحية إيمانه، أو ربما على خلفية الخبث أو الجهل بأن الكنيسة لا تماشي الحضارة والتقدم والعلم، وبأنها لا تزال تعيش عقلية وثقافة القرون الوسطى.

بداية لا علاقة للزمن وللحضارة وللعلم بمفهوم المسيحية وبجوهرها الإيماني وبرسالتها المقدسة، وبالوصايا العشرة، وبتعاليم الإنجيل.

وعلى العكس تماماً، فكلما تمدن الإنسان وتقدم في العلم والحضارة والانفتاح، يصبح الدين المسيحي للمسيحيين أكثر ضرورة حتى لا يتفلت المسيحي في ممارساته وتفكيره ونمط حياته من الضوابط المجتمعية والأخلاقية والإنسانية، وليبقى في داخله وجوهره وفكره انساناً وابناً لله، ولا ينجرف صوب الغرائزية والعودة إلى مفهوم “الإنسان العتيق” الإنجيلي، كما هو للأسف حال ووضعية الفِرقة التي هي موضوع الضجة حالياً في لبنان، وذلك بسبب ترويجها للشواذات والفسق والعهر والفوضى المجتمعية والتعدي على جوهر الإيمان.

ففي الإيمان المسيحي وبما يتعلق بالثالوث الأقدس تحديداً، لا رأي بل إيمان مطلق ونقطة ع السطر.

وانجيلياً من يخالف وصية واحدة من الوصايا يخالف كل الوصايا وبالتالي لا انتقائية ولا رأي في الإيمان.

“مخالفة وصية واحدة هي مخالفة لكل الوصايا” (رسالة القديس يعقوب02/من10حتى10)

يبقى أن الفِرقة التي تعرضت للاحتجاج من قبل الكنسية تتهجم وتعتدي بوقاحة على جوهر الدين المسيحي الذي هو الثالوث الأقدس.

وما يجب أن يفهمه كل مناصر ومؤيد لهذه الفرقة على أساس إن ما تقدمه يندرج تحت خانة حرية الرأي، هو أن لا مسيحية، ولا كنيسة، ولا إنجيل، ولا صلب، ولا قيامة دون الروح القدس…ومن هنا أهمية وجدية الاحتجاج.

“اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ، وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا. وَلكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً»” (إنجيل القديس مرقص/03/28 و29)

“وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي”.(إنجيل القديس متى12/32)

ثم أن الكنيسة والمؤمنين هم في حالة دفاع إيمانية سلمية وحضارية وليس في وضعية هجوم وعمليات إرهاب وقمع، وإن كان البعض من الناس كتب على مواقع التواصل بوستات فيها تهديد، وهؤلاء لا تؤيدهم الكنيسة ولا تتبني مواقفهم، وعلى الدولة تطبيق القوانين المرعية الإجراء بحقهم.

الكنيسة والمؤمنون يقومون بواجبهم وفقط بواجبهم، الذي هو رد الشر عن المجتمع، وعن الكنيسة، وإبعاد الهرطقات عنهم، وكذلك توعية المسيحيين وكشف وتعرية هرطقة وخطورة وحقيقة المهرطقين.

أما من هم ضد الاحتجاجات من المسيحيين تحديداً ويرون بأن ما تقوم به الفرقة المهرطقة هذه يندرج تحت مسمى الحرية فهؤلاء عملياً وواقعاً هم إما يجهلون الإنجيل بالكامل ولا يعرفون شيئاً عن الإيمان المسيحي، أو أنهم يساريون وشيوعيون ملحدون، أو هم من الذميين والانتهازيين اللاهثين وراء التقليعات أي الموضة دون إدراك خطرها على المجتمعات.

ونعم، نحن نفتخر ولا نخجل بمواقفنا من الهرطقة والمهرطقين ولا يعنينا أمر وصمنا بالدواعش، ولن يبعدنا عن إيماننا التجني والشتائم والإرهاب والتهديدات.

نحن نؤمن قولاً وفعلاً بما نتبناه من مواقف، ولا وألف لا للعهر وللفجور ولكل أنواع الهرطقات والمهرطقين.

يبقى أن هناك اختلافا كبيرأ بين مفهوم البعض الذين يساوون بين موقف الكنيسة والمؤمنين المعارض لهرطقات الفرق التي تسوّق للشواذات وتتعرض لجوهر الدين المسيحي، وبين عمليات التحريم من قبل مرجعيات غير مسيحية قد لا تمس بجوهر الدين.

ونختم بآية إنجيلية موجهة إلى المسيحيين المدعين باطلاً بأن اهانة الثالوث الأقدس تندرج تحت خانة حرية الرأي، وهي آية تبين كم هو مهم عدم الخجل بالإيمان وبتعاليم الإنجيل وبالشهادة للمسيح الذي هو الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس:”

“فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف به قدام أبي الذي في السماوات، ومن ينكرني قدام الناس أنكره قدام أبي الذي في السماوات. (انجيل القديس متى10/32و33)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com