أبو أرز- اتيان صقر: وحدها العودة إلى الجذور تعيد إلى المسيحيين إمتيازاتهم التاريخية وذلك من خلال اعتماد موقف الحَكَم لا الخصم في أي نزاع يقع بين الطوائف اللبنانية

353

أبو أرز- اتيان صقر: وحدها العودة إلى الجذور تعيد إلى المسيحيين إمتيازاتهم التاريخية وذلك من خلال اعتماد موقف الحَكَم لا الخصم في أي نزاع يقع بين الطوائف اللبنانية
21 حزيران/2019

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي
التحريض الطائفي وبذرة شكيب أفندي.

جاء إلى لبنان شكيب أفندي موفداً من قِبَل السلطنة العثمانية بهدف إخضاع الجبل المتمرّد باستمرار، بقيَ فيه عشر سنين حدثت خلاله عدّة مجازر بين الدروز والمسيحيين بتخطيط وتحريض منه وذلك من عام ١٨٤٠ إلى العام ١٨٦٠. ولمّا عاد سأله السلطان ماذا فعلت خلال هذه السنوات العشر، فأجاب: “زرعتُ في هذا البلد بذرة طائفية لن تموت أبداً”. من كتاب مشوار في تاريخ الموارنة لأنطوان جبارة.

نذكر هذه الواقعة التاريخية نظراً لازدهار بذرة شكيب أفندي في هذه الأيام الماحلة، حيث بلغ التحريض الطائفي أوجه في ظل جوقةِ سياسية فاسقة من الزعماء الجدد، أو زعماء الصدفة، يقودها زُوَيْعِم حديث النعمة لا يتقن سوى العزف على أوتار الطائفية البغيضة، ساعياً، قال، لاستعادة حقوق “المسيحيين”.

أولاً، يعلم القاصي والداني ان انحسار النفوذ المسيحي في لبنان يعود أولاً وآخراً إلى الأخطاء القاتلة التي اقترفها زعماء الموارنة الجدد وأخطرها عملية التدمير الذاتي التي أدّت إلى الإنتحار الجماعي في حرب الإلغاء، وما يعني ان الطوائف التي يهاجمها هذا الزُوَيْعِم لا علاقة لها بما أصاب الطائفة المسيحية من وهن وضمور.

ثانيا، إن أسلوب التحريض الطائفي الذي دأب عليه هذا الزُوَيْعِم لا يعيد النفوذ إلى “المسيحيين” بقدر ما يزيد في ضعفهم وعزلتهم مع العِلِم بأن إثارة النعرات الطائفية هي أفضل وصفة لتدمير هذا الوطن أو ما تبقى منه.

ثالثاً، وحدها العودة إلى الجذور تعيد إلى “المسيحيين” إمتيازاتهم التاريخية وذلك من خلال اعتماد موقف الحَكَم لا الخصم في أي نزاع يقع بين الطوائف اللبنانية… ولكن من يقرأ التاريخ؟؟؟ وأخيراً نعتذر عن استعمالنا مصطلحات طائفية ليست في قاموسنا أو أدبياتنا الحزبية، ولكن فجور هذا الزمن فرض علينا أن نقول ما نأباه ونرفضه.

وفي هذا السياق نؤكد بأن في لبنان طائفتين ليس أكثر: طائفة الأوادم وتضم أكثرية اللبنانيين، وطائفة الزعران وتضم أكثرية السياسيين وزبانيتهم… ولا وجود لطائفة ثالثة.

لبَّـيك لبـنان
اتيان صقر ـ أبو أرز