الياس بجاني/نهج وثقافة باسيل إلى تمدد طالما القادة الموارنة في غربة عن مفاهيم الرجاء والإيمان

202

نهج وثقافة باسيل إلى تمدد طالما القادة الموارنة في غربة عن مفاهيم الرجاء والإيمان
الياس بجاني/18 حزيران/2019

(“فأَمْثَالُ هؤلاءِ لا يَخْدُمُونَ رَبَّنَا المَسِيح، بَلْ بُطُونَهُم، وَبالكَلِمَاتِ الحُلْوَةِ والأَقْوَالِ المَعْسُولَة، يَخْدَعُونَ قُلُوبَ الأَبْرِيَاء.) (رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة16/من17حتى20)

بداية إنها قمة في الجحود وفي نكران الجميل، وأنانية مدمرة، تعشعش في عقول وممارسات ونهج واستعلاء كل من هم باقون في تيار شركة حزب جبران باسيل.

هذا التيار الشركة (حالياً) والذي لسنين رفع شعارات وطنية وسيادية، وسوّق لها بمواجهة الاحتلال السوري وحزب الله وإيران، والفساد والإقطاع والأحزاب، والطبقة السياسية اللبنانية والتوريث العائلي في السياسة.

هذا التيار في السياسة والخيارات والسيادة والحرية والاستقلال هو اليوم في قاطع غير القاطع الذي كان سبب وعلة وجوده ووراء شعبية وبروز قائده ومؤسسه.

ولكن ككل مخلوق بشري ترابي انتهازي ووصولي يعشق الأبواب الواسعة (بمفهومها الإنجيلي) فعندما تمكن هذا التيار من السلطة والنفوذ والتمدد الشعبي، ومن اللعب على عقول ونوستالجيا المجتمع المسيحي، استدار 100% بما يتناقض مع كل أطروحاته وخطابه وعهوده ووعوده، وتحالف بتماهي كامل، ولا يزال مع سوريا وحزب الله وإيران، لا بل ذاب وانصهر بهم حتى فقد ذاته، وراح ولا يزال يستعملهم ويستقوى بهم لتحقيق مآرب نفوذ سلطوية، وهيمنة شخصية، ودكتاتورية مخيفة على المجتمع المسيحي، وتصحير لعقول شبابه واقتلاع، وتعهير وتسفيه لكل القيم والمبادئ التاريخية التي حملها وناضل من أجلها.

أما من هم مارونياً في مواجهة باسيل وتياره، وكل ما هو فيه، وكل ما يمثله، كل هؤلاء الموارنة من أصحاب شركات أحزاب وسياسيين وناشطين ورجال دين، وفي مقدمهم القادة في حزبي الكتائب والقوات (الحاليين ومن سبقهم عقب اغتيال البشير) فهم أقزام سياسة ووطنية، وسيادة ومواقف، وجماعات ردود أفعال دون أفعال، وأنانيون 24 قراط، وتنقصهم كل مقومات وثوابت الإيمان والرجاء، ويفتقدون لكل مفاهيم وثقافة العطاء والتضحية والتواضع المسيحية، كما أنهم في غربة مميتة عن الهوية اللبنانية، وعن كل ما هو ثقة بالنفس وصدق وشفافية وشجاعة وقدرات على تبني المواقف الوطنية والسيادية والاستقلالية الواضحة.

نعم، وبسببهم، وبسبب خياراتهم الاستسلامية والمصلحية من رزم الصفقات والتنازلات والسمسرات والجحود الوطني، وعشق الكراسي، ومركبات العقد والنرسيسية، وأحلام اليقظة، والأوهام المرّضية، فجبران باسيل وثقافته الانتهازية والوصولية واللامارونية واللالبنانية، وكل ما يمثله من أسلوب في تعاطي الشأن العام سوف يقوون ويتمددون أكثر وأكثر، في حين أن من هم في مواجهته من القيادات المارونية هم على الأكيد إلى المزيد من الضياع والتقزم والتهميش والعقم الوطني أكثر وأكثر.

جدير ذكره هنا، وانصافاً للتاريخ، فأن ظاهرة ميشال عون من أساسها، ومن يومها الأول، جاءت وكبرت وتوسعت وهزمت من هم في مواجهته بسبب هزلية وتعاسة وقصر نظر واسخريوتية وفشل من هم اليوم يواجهون تمدد وانفلاش أجندة صهره جبران وتحديداً قيادات حزبي القوات والكتائب.

يبقى، أنه وما دامت قياداتنا نحن الموارنة الزمنية والسياسية والحزبية في ضياع وطني معيب وفاضح، وفي غربة قاتلة عن جوهر ومفاهيم الهوية اللبنانية، وبعيدة عن نّعم الوزنات والإيمان والرجاء، وغارقة في أنانيتها المخجلة، وأولوياتها سعيها المخيف للسلطة والمنافع الذاتية، وغير حاملة عن إيمان وحب الخدمة والعطاء والتفاني لرايات السيادة والاستقلال والحريات والحضارة والثقافة والتمدن، وطالما هي في غير طرق وسبل وممارسات وأخلاق وكُبر وشجاعة ومفاهيم وثقافة ونموذج من سبقوهم من القيادات التاريخية المارونية من مثل بشير الحلم، وبيار الجميل الجد، وكميل شمعون، والأباتي نعمان، وادوار حنين، والبستاني، واتيان صقر (أبو أرز) والماروني الأرثوذكسي الأكثر مارونية من الجميع شارل مالك، فلا قيامة ولا خلاص، لا للموارنة ولا للبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com