الياس بجاني/إلى قادة الأحزاب المسيحية وكل من يقول قولهم: يا انتم مع احتلال حزب الله ومشروعه الفارسي، أو أنكم ضده، ومش اجر بالبور واجر بالفلاحة

171

إلى قادة الأحزاب المسيحية وكل من يقول قولهم: يا انتم مع احتلال حزب الله ومشروعه الفارسي أو أنكم ضده ومش اجر بالبور واجر بالفلاحة

الياس بجاني/14 حزيران/2019

بداية فإن كلامنا في هذه المقالة لا يعني حزب التيار الوطني الحر، لأن التيار واضح وعلني في خياراته وتحالفاته ومتماهياً كلياً مع حزب الله ويغطيه مسيحياً ومرتبط معه في تفاهم منذ العام 2006.

السؤال الملح بما يخص احتلال حزب الله هو مطروح على قادة الأحزاب المسيحية تحديداً وبمحبة وبصراحة ودون لف ودوران، السؤال هو،

ما هي مواقفكم الحالية بكل ما له علاقة بحقيقة هوية حزب الله الفارسية وغير لبنانية، وواقع ومأساوية احتلاله، ومشروعه المذهبي والثقافي، المناقض كلياً لكل ما هو لبنان ولبناني؟

كما نفهم مواقفكم ونراها عملياً هي مواقف رمادية وباردة تتمظهر في ممارسات عنوانها ومرتكزها، “أجر بالبور وإجر بالفلاحة”.

بعضكم يتلحف بشعار الواقعية وأولوية الملفات المعيشية ويتعايش مع المحتل وسلاحه واحتلاله وحروبه وغزواته  ويغازله ويفاخر بخياره هذا ويخون ويهاجم من يعارضه ويصفه ب اللا فاعل والهامشي والباحث عن دور.

وبعضكم الآخر مواقفه هي ضد حزب الله ومعه في آن واحد، وذلك على خلفية ثقافة تعموية وذمية تدعي باطلاً بأن الحزب الإيراني هو شريحة من النسيج اللبناني، وأن ملف سلاحه شأن داخلي يتم التفاهم على مصيره لبنانياً (أهلية بمحلية) ويتجاهل كلياً القرارين الدوليين 1559 و1701 ويذكروهما فقط وبخجل في بعض المناسبات بهدف الغش والتعمية على حقيقة موقفه…ويتحالف مع الحزب اللاهي في النقابات والجمعيات وفي أي موقع يرضى به الحزب وليس العكس.

في حين أن حزب الله يقول عن نفسه وبافتخار، كتابة ونصوصاً وخطابات وممارسات، وكل يوم وعلناً، انه إيراني وكل شي فيه إيراني، من “أخماسو لراسو”، وانه جيش في ولاية الفقيه.

أما قادة أحزابنا المسيحية ممثلة بقادتها حتى لا نقول “بأصحابها” ونزعج خاطر البعض تريد من الحزب الفارسي هذا ورغماً عن أنفه وبتجاهل تعموي عن كل واقعه المعاش على الأرض، تريده أن يكون من النسيج اللبناني حتى تبرر انتقائية ورمادية وذمية وتقية مواقفها من مثل التحالف معه في انتخابات نقابة الأطباء.

القصة للأسف هنا هي مثل قصة الست الحبلى، فهي يا أما حبلى فعلاً، يا أنها غير حبلى… ما في نص حبل!!

وبالنسبة لواقع حزب الله فمطلوب من قادة الأحزاب المسيحية قرار واضح وعلني..يا أن هذا التنظيم هو إرهابي وإيراني ومحتل لبنان ويسعى لإسقاط الكيان اللبناني واستبداله بدولة ملالوية وهم ضده بوضوح وعلناً ودون ذمية، أو هو لبناني 24 قراط وليس عندهم معه مشكل.

فتى الكتائب البطل ومع كل احترامنا له، ومع كامل محبتنا على المستوى الشخصي لكل من يقول قوله، إن أراد أن يتحالف مع الحزب في أي موقع هو حر، وكذلك د.جعجع وغيرهما أيضاً.. فهم أحرار في خياراتهم ولكن ونشد هنا على مفردة لكن لا يحق لهم أن يخبروننا أنهم ضد احتلال الحزب وأنهم من أتباع بشير وإنهم مقاومة لبنانية وضنينين على دماء الشهداء..مطلوب منهم جرأة إعلان الموقف وتحمل نتائجه وتابعياته.

نلفتهم إلى أنه لو أن الجبهة اللبنانية والأحزاب المسيحية التاريخية والشيخ بشير ورفاقه كان خيارهم في مواجهة مشروع الدولة الفلسطينية البديلة في لبنان، وأيضاً بمواجهة همجية الاحتلال السوري المجرم، لو كان خيارهم الواقعية والتعايش كما هو خيارهم للأسف حالياً في مواجهة الاحتلال الإيراني، لكنا وفرنا مليون إنسان هاجروا من لبنان ولن يعودوا، ووكنا تعرضنا لتهجير مخيف من الجبل والبقاع والجنوب والشمال، وكنا لم نفقد نصف مليون إنسان بين شهيد ومعاق ومغيب ومخطوف…وكنا عايشنا الغرباء وقبلنا باحتلالهم.

دون لف ودوران نقول إنه بتحالفهم مع حزب الله في أي مجال نقابي أو حكومي أو نيابي أو إصلاحي أو دستوري والخ وتحت أي حجة أو مبرر، هو عملياً رضوخ لاحتلاله، وتغطية مسيحية له، وتشريع لإرهابه، وتسهيل لتنفيذ مشروعه الفارسي ونقطة ع السطر.

الواقع المر ع الأرض حالياً هو أن كل الأحزاب المسيحية هي غير مقاومة بالمفهوم والمعايير البشيرية، وهذا خيارها ولكن عليها الاعتراف به ومصارحة الناس.

في حين أن التاريخ يعلمنا بأن المقاومة الحقيقية لا يمكن أن تكون حزبأ لأن الحزب يكون همه فقط السلطة وتقاسم الحصص والمغانم.

باختصار لا يحق لأحد، كأن من كان، قريب أو بعيد، أن يبشرنا ليلاً نهاراً مقاومة وبشيرية وعنتريات وشهادة وشهداء وبطولات وشعارات نظرية، في حين أنه على الأرض هو في قاطع، والمقاومة والبشيرية في قاطع آخر.

نصيحة لمن يعنيهم الأمر وهم أهلنا: إذا كان خياركم أن تتعايشوا مع الواقع الإحتلالي ولا تريدون أن تشهدوا للحق والحقيقة، وأن تهادنوا ولا تسموا الأشياء والممارسات والمواقف والخيارات بأسمائها، اتركوا لمن هم قادرين ومستعدين لذلك أن يقوموا بواجباتهم الوطنية.

أما أن لا تشهدوا للحقيقة، ولا تأخذوا مواقف واضحة ليست رمادية ولا باردة، وفي نفس الوقت لا تتركون غيركم يعمل ما انتم رافضين أو غير قادرين على عمله فبحق السماء هذا التصرف الأرعن هو قمة في الكفر والجحود.

سنقول الحقيقة ونشهد لها مع كثر من الأحرار ولن نساير أحدأ كأن من كان، أخ أو صديق أو حزب، وذلك عملاً بقول بولس الرسول: “لو أردت أن أساير مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح”.

نلفت الجميع إلى أنه وبكل ما يتعلق بالشأن السيادي والاستقلالي والكياني والوجودي والهوية والمصير والإيمان والرجاء ومواجهة قوى الاحتلال لا لمكان لرأي، ورأي معاكس…بل هناك عطاء والتزام وبشيرية بكل معانيها وقيمها ورسالتها.

ونختم مع ما جاء في (سفر النبي اشعيا 05/20حتى23): ” ويل للقائلين للشر خيراً، وللخير شراً، الجاعلين الظلام نوراً، والنور ظلاماً، الجاعلين المرّ حلواً، والحلو مرّاً،. ويل للحكماء في أعين أنفسهم والفهماء عند ذواتهم”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com