خليل حلو: بين الحقد التاريخي والمحبة التاريخية نحن اخترنا المحبة وتنقية الذاكرة

59

بين الحقد التاريخي والمحبة التاريخية نحن اخترنا المحبة وتنقية الذاكرة
خليل حلو/14 شباط/19

عند نهوضي صباحاً كنت محتاراً ما أكتب اليوم!
هل أكتب عن ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي لولا دمائه لما كان 14 آذار 2005 الذي كما يقول صديقي نبيل حسين آغا هو اليوم الذي تجلـّى فيه شعب 14 آذار الذي ما زال موجوداً ولكنه تائه بدون قائد وقيادة؟
هل أذكـّـر اللبنانيين الكرام من اغتال رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، أقلـّه من هم المتهمين باغتيالهم؟
هل أقول للبنانيين أن الطبقة السياسية بكاملها (ما عدا حركة أمل وحزب الله) مصابة بمرض لازمة ستوكهولم Stockholm Syndrome (ابحث في غوغل)؟
هل اتناول ما قاله سعادة النائب نواف الموسوي عن الرئيس بشير الجميل أنه أتى على دبابة اسرائيلية؟ وأن الرئيس ميشال عون أتى ببندقية حزب الله؟
هل أضيء أن جماعة عون يجاهدون لإبلاع جمهورهم تحالفهم مع سوريا ومع ميليشيا حزب الله، الذي أتى بعد حرب تحرير ضد الإحتلال السوري وحرب الغاء الميليشيات؟
هل أذكر النائب الموسوي وأصدقائه انه خلال معارك أمل وحزب الله في الجنوب ساعد الإسرائيليون حزب الله؟
هل أذكره أن أول من استقبل الدبابات الإسرائيلية في الجنوب هو جمهوره لأنه داق ذرعاً بتجاوزات الفلسطينيين؟
هل أذكره أن عناصر جيش لبنان الجنوبي كانوا أكثريتهم ممن أصبحوا جمهوره هو اليوم؟ …
كيف تتكلمون عن استقرار دون جردة حساب كاملة؟
كيف تتكلمون عن بناء الدولة وانتم لا تنفكون عن الإدعاء بهزيمة الآخرين (كما قال مصطفى حمدان على شاشة الجديد بالأمس القريب)؟
كيف تتكلمون عن بناء الدولة وأنتم تريدون ولاية الفقيه وتحويلنا إلى أهل ذمة؟
كيف تتكلمون عن الإصلاح والتغيير والنفوس المريضة تمعن في خلق عقدة ذنب لدى الآخرين وتتناسى خطف الأجانب في بيروت وتفجير السفارات في لبنان والخارج وخطف اللبنانيين في ثمانينات القرن الماضي ومنهم من لم يعد وخطف جوزف صادر؟
أين هم الـ660 سجيناً لبنانياً في سوريا؟ هل تبخرت آثارهم؟
إصلاحكم وتغييركم ومحاربة فسادكم واستقرار لبنان إذا صدقتم يبدأوا في نفوسكم وفي شجاعتكم على تسمية الأشياء بأسمائها وزج الفاسدين في السجون ونشر ثقافة المحبة لا الحقد وبوضع نصب أعينكم أن المراكز لو دامت لغيركم لما وصلت إليكم وبقراءة التاريخ واستذكار سقوط الإمبراطوريات الرومانية والفارسية والأموية والعباسية والسوفياتية والإمبراطوريتين الفرنسية والبريطانية ودولة المماليك والدويلات الصليبية المشرقية …
كله زائل وأنتم أيضاً حتماً … جميعكم.
وحدهما يبقيان: الحقد التاريخي والمحبة التاريخية. نحن اخترنا المحبة وتنقية الذاكرة …
عاش لبنان