الأب سيمون عساف: رأس وأعضاء

91

رأس وأعضاء
الأب سيمون عساف/فايسبوك/15 كانون الثاني/19

يا قابضين على مَقَالِيدَ الْحُكْمِ وسُلُطَاتَهُ وزِمَامَ الأحداث وماجرياتها ومجاريها، ايُعقل ان تستعين الحكمة بغير أَهْلِ الفضيلة وَالفَلْسَفَةِ وَالْمَعْرِفَةِ والراسخين في العِلْمِ وَالتَّبَصُّرِ بِحَقَائِقِ الأُمُورِ وَكُنْهِهَا وَجَوْهَرِهَا؟ وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً اينكم منها يا ذوات ومن تستشيرون؟ انتم النبع والمصب والمرجج واياكم يستشير كل رأس مهما تشامخ وعلا.

انها كسرةُ خاطر وانكسار ان َتؤمِّل النظافةُ خيراً بالفاسدين والفاشلين.

أبعدوهم عنكم وخذوا وحدكم القرار من دون العودة الى احد، كيف لا يُثار غضبٌ من هذا الشواذ المخالف للمنطق والمألوف والمعتاد؟؟

انه سلوك معيب وغير سويّ ينعته المتضلعّون في التاريخ المُتَمَكِّنونُ من استدراك الأمور، بالطيش والخِفَّة وعدم الأهلية لإدارة الأزمات في المآزق الحرجة ونحن نحتاج الى الرجوله في مثل هذه الأوضاع الخانقة وهذه المواقف الدقيقة.

اصحيح ان الرأس يستشير الأعضاء السقيمة، الا يشبه مُشْتار العسل من الدبابير؟؟

أُلاَمُ عَلَى لَيْلَى وَلَوْ أَنَّ هَامَتِي … تُدَاوَى بِلَيْلَى بَعْدَ يُبْسٍ لَبَلَّتِ

هل بِلَيْلَى – السلافة يصحو الفكر ويُسرح بالقطعان الى المراعي الخصيبة؟

هل لصاحب الشخصية المسؤولة ان تتأرجح في الخطب الجلل وتضيّع الفُرص مع الأدنين، ام تاخذ المبادرة العُجلى وتسعى الى الخلاص بالأظافر من الأشداق؟

تاخرتم كثيرا يا سادة قادة، فيما الناس راجعون من الحج انتم ذاهبون اليه؟

من يتخيّل هذا المشهد الدرامي المأسوي بكل ابعاده وقياساته والخلاصات؟

نزلت البلايا والشَّدَائِدُ وَالْمَصَائِبُ في زمن مخاض عالمي مريع.

صُروف، كَوَارِث، مُلِمّات، نَوَازِل، قَوَارِع، نَوائِب، كْرُوه مِحَن، نَكْبَات، فَواجِعَ، دواهِيَ، غَوائِلَ، فوادِح…

ومن تعاسة الى اتعس ننحدر صوب المهاوي وحين يصل الترياق من العراق يكون قد فارق العليل.

اين المداوي وما هو العلاج والعِلّة متأصّلة يلزمها استئصال.

مع الأسف حتى تشخيص المرض غائب عنكم.

هل من علاقات دبلوماسية إقليمية ودولية على مستوى المقام والمصير الوطن؟

من يرتجي: اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ، وهل يَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا، وهل الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ يَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ (سفر إشعياء 9: 2).

في مشرق منذور لثقافة الغزوات والتناحر والنعرات والقتل والذبح والويلات المذهبية المتخلفة؟ ماذا تنتظرون اما اتعظتم؟؟

هل من شجاعة عند القائد وحذاقة ماهرة وحنكة في ممارسة خلق الروابط والمواثيق بين القوى على كل صعيد؟ حضارتنا تربأ بهذا الانخذال المرير.

اسئلتنا على كل لسان تُطرح في شأن الخروج من دوَّامة التدهور والتقهقر والإفلاس والافتقار.

 شعبنا بجميع أطيافه خصوصا المحتاج يعضه الذل والعوز هاجسه الرحيل، يئن ويلعن من عجز ويتمنى ان تبتلع الآرض اهل الخلاعة والفجور لأنهم لا يشعرون بوجع المقهورين القابعين في منازل الفاقة المدقعة؟

الى الله نَكِلُ الأمر عساه سميع مجيب!!!

ا.د. سيمون عساف 15/1/201